حقق الفيلم العراقي القصير "إبراهيم" للمخرج علي يحيى، إنجازا بحصوله على تنويه خاص من لجنة التحكيم الدولية في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، ضمن فئة "أجيال"، والذي اختتم يوم 23 شباط الجاري. حيث أشادت اللجنة بالفيلم على ما يقدمه من تصوير شاعري في أهوار العراق، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي تعاني اليوم تداعيات التغيّر المناخي.
ويتناول الفيلم أزمة الجفاف التي تهدد الحياة في الأهوار، من خلال قصة راعي الجاموس الفتى إبراهيم، الذي يكافح للحفاظ على عالمه المتلاشي، في انعكاس لصراع الإنسان أمام التحولات البيئية. حيث يروي الفيلم قصته بأسلوب بصري مؤثر وحبكة إنسانية غنية بالمعاني.
وعُرض الفيلم خلال المهرجان في خمس قاعات سينمائية، إلى جانب مشاركته في سوق الأفلام الأوربية (EFM). حيث لاقى اهتماما واسعا من النقاد وصناع السينما ومحبي الأفلام من مختلف أنحاء العالم.
ويجسد إبراهيم شابا هادئا وصامتا، يحيا حياة بسيطة لكنها مليئة بالتحديات. إذ يجد في الصمت ملاذا من عالم خارجي يثير مخاوفه وقلقه. ورغم قلة تواصله مع الآخرين، إلا أنه يمتلك رابطا عميقا مع الأهوار وجواميسه، ما يعكس علاقة فريدة ومتجذرة بين الإنسان وبيئته.
ويُظهر الفيلم كيف يمكن أن تختفي هذه البيئة الفريدة، بصمت، إذا لم يُلتفت إلى التغيرات المناخية المتسارعة التي تهددها.
ومن خلال عيون إبراهيم، يعيش المشاهد إحساس القلق والخوف من زوال هذا النظام البيئي العريق، الذي يواجه ضغوطا متزايدة من التغير المناخي والإهمال.