اخر الاخبار

على مساحة 60 هكتاراً جنوبي العاصمة الفرنسية باريس، احتضن الحزب الشيوعي الفرنسي أيام 12 و13 و14 أيلول 2025 فعاليات دورته التسعين لمهرجان صحيفته العريقة "اللومانتيه"، بمشاركة أحزاب وقوى سياسية من 180 بلداً. وكما جرت العادة، حضر الحزب الشيوعي العراقي وصحيفته المركزية "طريق الشعب" للعام الـ 55، في تزامن مع احتفال الصحافة الشيوعية العراقية بمرور 90 عاماً على انطلاقتها.

حضور واسع ونشاط متنوع

منذ اليوم الأول، توافد الشيوعيون العراقيون من مختلف البلدان الأوروبية وأمريكا والعراق إلى خيمة "طريق الشعب"، التي تحولت إلى فضاء للعمل التطوعي واللقاءات الثقافية والسياسية. الرفيق رائد فهمي، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، افتتح برنامج الخيمة بندوة سياسية تناول فيها الأوضاع العراقية، مشيرا إلى أن القوى المتنفذة تسعي لاحتكار السلطة، كما انتقد السياسات الأمريكية في العراق، وأكد الموقف الثابت للحزب في دعم نضال الشعب الفلسطيني.

فعاليات ثقافية وفنية

شهد اليوم الأول عروضاً موسيقية وغنائية، بينها فقرة فرقة الخشابة البصرية التي قدمت ألوان الطرب العراقي الأصيل، تلاها الفنان أحمد العاشق بأغانيه الشعبية. كما ألقى الشاعر سعد عزيز قصائد باللهجة الشعبية، فيما قدمت محاضرات ثقافية عن تاريخ الصحافة الأنصارية ومستقبل الأقليات في العراق.

اليوم الثاني تميز بحضور شبابي غير مسبوق، حيث امتلأت ساحات المهرجان بالآلاف. داخل الخيمة العراقية، استذكر الأستاذ موفق داود سيرة المناضل الأممي العراقي نوري روفائيل، بينما أحيت رابطة المرأة العراقية مسيرة نسوية جابت أروقة المهرجان رغم زخات المطر، رافعة شعارات المساواة وحقوق المرأة.

اليوم الثالث خُصص لندوة سودانية–فلسطينية، تحدث خلالها قادة من الحزب الشيوعي السوداني وحزب الشعب الفلسطيني عن التحديات السياسية في بلديهما، مع تأكيد مشترك على رفض العدوان الإسرائيلي على غزة.

أجواء تضامن واحتفاء

الحاضرون وصفوا المهرجان بـ "العرس الأممي"، حيث طغت أجواء الفرح والتنوع دون تسجيل أي حوادث تُذكر. العديد من المشاركين أكدوا أن الخيمة العراقية كانت محطة أساسية لزوار المهرجان، بما قدمته من أجواء ثقافية وفنية وغذائية أعادت الحنين إلى الوطن.

وفي ختام الفعاليات، قدّم الرفيق رائد فهمي شهادات تقديرية لعدد من المساهمين المتميزين في إنجاح خيمة الحزب هذا العام والأعوام السابقة.

الرفيق أبو أكرم (قاسم عثماني) القادم من هولندا قال إن المهرجان محطة ينتظرها بشوق كل عام، مؤكداً أن الابتسامات والبهجة التي يعيشها الحاضرون تخفف عنهم المتاعب اليومية، معتبراً أن الحضور الشبابي الكثيف هذا العام كان لافتاً، إذ ربما وصل عدد المشاركين إلى مليون شخص، دون أي مشاكل أو خلافات.

خلية نحل

الرفيقة أم فرح من هولندا وصفت العمل في الخيمة بأنه "خلية نحل"، وأشادت بفرقة الخشابة وبالأجواء الشعبية التي أعادت الحنين إلى الوطن، مضيفة أن مشاركة النساء في إعداد الطعام والمسيرة النسوية وسط المطر عكست روح التضامن والتفاني.

الفنان أحمد العاشق من هولندا، الذي يحضر للمرة الأولى، عبّر عن سعادته بالأجواء قائلاً إنه لم يتوقع هذا القدر من الفرح والتنوع الثقافي. فيما أبدى علي الجادري القادم من الدانمارك فخره بالمشاركة تحت خيمة عراقية، مؤكداً أن الحضور الشبابي الكبير منح المهرجان طابعاً مميزاً.

الرفيقان أبو ميثاق (علي إبراهيم محمود) وزوجته سليمة محسن اللذان شاركا للمرة الثانية، عبّرا عن حرصهما على دعم مالية الحزب عبر عملهما في المطبخ، مقترحين تنظيم العمل بشكل أكثر دقة. أما الرفيقة سلوى من ألمانيا، فأكدت أنها سعيدة بالمساهمة في إعداد الأطعمة منذ أربع سنوات متواصلة.

من باريس، تحدثت الرفيقة رفاه عن عملها المتواصل في تحضير الكباب برفقة رفاقها، معربة عن اعتزازها بخدمتها في الخيمة لسنوات طويلة. بينما أشار الرفيق بلال رضا القادم من بغداد إلى أن المهرجان منحه فرصة ثمينة للتواصل الأممي، لافتاً إلى أن روح الفرح والتعاون غلبت على المشهد رغم الزخم الكبير.

***************************************

وجوه في خيمة {طريق الشعب} في المهرجان

باريس – محمد الكحط

في أجواء احتفالية مفعمة بالحماس والتضامن، بدت خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه، الذي انطلق في الحادي عشر من أيلول 2025، كخلية نحل تعج بالحركة والنشاط. فمنذ ساعات الافتتاح الأولى، اجتمع الرفاق والأصدقاء القادمون من العراق ومن مختلف مدن أوروبا والدول الإسكندنافية، ليشكلوا لوحة نابضة بالحياة، تزينها أصوات الترحيب والعناق والضحكات الدافئة.

الخيمة، التي عُرفت بخصوصيتها وحيويتها، تحولت إلى مركز تلاقت فيه الجهود التطوعية؛ فبينما انشغل البعض في إعداد الطعام والمشروبات، تولى آخرون تجهيز أجهزة البث والتسجيل، فيما حمل آخرون كاميراتهم لتوثيق اللحظات. وكانت الأغاني العراقية والكردية تملأ الأجواء، في انسجام مع روح المهرجان التي جمعت آلاف المشاركين من مختلف القارات، يتوحدون حول قيم إنسانية وتضامن واسع مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني.

تجلت هذه الروح أيضاً في شهادات الحاضرين، حيث وصف فوزي صبار طلاب، القادم من السويد، المهرجان بأنه محطة راسخة لتوحيد قوى اليسار وتعزيز حضورها في مواجهة الهجمة اليمينية، مؤكداً أنه فرصة للشبيبة اليسارية للتعبير عن أحلامها وأفراحها. أما وسن الزهيري، القادمة من ستوكهولم في أول مشاركة لها، فقد عبرت عن انبهارها بالأجواء ووعدت بالعودة في السنوات المقبلة، مؤكدة أن خيمة طريق الشعب تجسد روح التعاون والعمل الجماعي.

ومن العراق، تحدث الشاب حسين النهر، الذي كان من بين النشيطين في الخيمة، واصفاً المهرجان بالحدث الاستثنائي الذي جمع اليساريين والشيوعيين من أنحاء العالم في أجواء تسودها البسمة والتفاؤل، مقدماً شكره للحزب الشيوعي العراقي على هذا الفضاء الذي جمع المغتربين حول قيم إنسانية سامية. رفيقه بلال مردان سعود أبدى هو الآخر إعجابه بالتجربة، مشيراً إلى ضخامة المهرجان وتنوعه الثقافي والفني، وما تخلله من تضامن واسع مع القضية الفلسطينية، حيث ارتفعت الأعلام الفلسطينية في معظم الخيم.

الحضور لم يقتصر على الشباب، بل كان للأنصار الشيوعيين بصمتهم المميزة، سواء من خلال تنظيم العمل داخل الخيمة، أو عبر النشاط الفني والثقافي والإعلامي. فالفنان التشكيلي عباس خضير رسم لوحات حية أمام الجمهور، فيما قدّم داود أمين محاضرة حول الإعلام الأنصاري. كما برزت أسماء عديدة مثل سمير خلف بعدسته، وحمزة عبد في التنظيم، وبشرى عبد علوان في الإشراف الفني، وزياد شلتاغ وسلمان إبراهيم وغيرهم ممن جسدوا روح العطاء التطوعي.

ورغم الأضواء التي سُلّطت على بعض الوجوه، فإن العشرات من الجنود المجهولين عملوا بصمت خلف الكواليس، مسهمين في نجاح هذه المشاركة، ليؤكدوا أن خيمة طريق الشعب لم تكن مجرد مساحة ضمن المهرجان، بل رمزاً للعمل الجماعي والإيمان بقيم الحرية والعدالة والتضامن الإنساني.

***************************************

الشيوعي العراقي في ندوة حوارية حول مستجدات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

باريس - طريق الشعب

عقدت يوم الأحد 14 أيلول 2025 بمهرجان اللومانتيه وفي خيمة حزب تودة إيران في "القرية الأممية" ندوة حوارية "حول المستجدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

وشارك في الندوة الرفاق فينسنت بوليه مسؤول العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الفرنسي، وكيفان نيلسن مسؤول العلاقات الدولية للشيوعي البريطاني، وفدوى خضر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وفتحي الفضل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، وحسن حمدان من الحزب الشيوعي اللبناني، وسعيد البقالي مسؤول العلاقات الخارجية لحزب التقدم والاشتراكية المغربي، ونافيد شومالي مسؤول القسم الدولي لحزب تودة-إيران، والرفيقة  ليلى موسافيان من القسم الدولي للشيوعي الفرنسي، والرفيق سلم علي مسؤول العلاقات الخارجية لحزبنا الشيوعي العراقي.