الصفحة الأولى
وسيلة لتمرير أرباح خاصة على حساب مصلحة المواطن {استثناءات عليا} تقضي على المنافسة العادلة في المشاريع الاستثمارية
بغداد - محمد التميمي
تشهد بيئة الاستثمار في العراق جدلاً واسعاً حول حجم الاستثناءات التي تمنحها الحكومة للمشاريع الاستثمارية، والتي تضاعفت بشكل لافت في السنوات الأخيرة مقارنة بالفترات السابقة.
هذه السياسة أثارت المخاوف من تعطيل مبدأ المنافسة العادلة، وتحويل بعض الفرص إلى صفقات خاصة، خصوصاً في ظل مشاريع كبرى لم تتجاوز نسب إنجازها حدوداً متواضعة.
وفي الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن هذه التسهيلات قد تشكل عامل جذب سريع للاستثمارات، يذهب آخرون إلى أنها تعكس غياب رؤية مؤسسية واضحة، وتفتح الباب أمام المحاباة وتضارب المصالح، الأمر الذي يضعف ثقة المستثمر والمواطن معاً.
استثناءات استثمارية مضاعفة
يقول نائب رئيس لجنة الاستثمار والاقتصاد النيابية، حسين السعبري، أن الحكومة الحالية منحت استثناءات في مجال الاستثمار تفوق ما منحته الحكومات السابقة بأضعاف، مشيراً إلى أن هذه الاستثناءات عطلت مبدأ المنافسة العادلة وأثرت على جدية المشاريع.
ويضيف السعبري في حديث لـ"طريق الشعب"، إن "قرار مجلس الوزراء رقم (245) وقانون الاستثمار يُلزمان الهيئة الوطنية وهيئات الاستثمار في المحافظات بإعلان الفرص الاستثمارية بشفافية، إلا أن أغلب المشاريع تُمنح عبر استثناءات تصدر من مجلس الوزراء، مما يُنهي مبدأ التنافس".
وأشار إلى أن "الحكومة الحالية تعد الأكثر منحاً للاستثناءات، حيث ارتفعت إلى ما يقارب ستة أضعاف مقارنة بالحكومات السابقة"، لافتاً إلى أن "ذلك انعكس على مشاريع كبرى مثل مدينة علي الوردي والجواهري، التي أُعطيت لمستثمرين أجانب من دون فتح باب المنافسة أمام الشركات الأخرى".
وأضاف أن "المستثمر في هذه المشاريع لم ينجز سوى أقل من 25 بالمائة من أعمال البناء، ورغم ذلك حصل على استثناء رسمي يتيح له بيع الشقق على الخارطة، حيث جُمع من كل مواطن مبلغ 31 مليون دينار من دون وجود نسبة إنجاز حقيقية حتى الآن".
تحوّل الاستثمار إلى صفقات خاصة
من جهته، أكد أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، أن منح الحكومة استثناءات استثمارية واسعة النطاق، وبوتيرة غير مسبوقة مقارنة بالحكومات السابقة، لا يمكن تفسيره من زاوية واحدة.
وقال السعدي في حديث لـ"طريق الشعب"، ان هذا السلوك "إما يعكس سياسة اقتصادية مدروسة تسعى لجذب استثمارات كبيرة وسريعة عبر شروط محفزة، أو أنه دليل على فوضى إجرائية وغياب رؤية موحدة تُترجم بالاعتماد على قرارات استثنائية بدلًا من إصلاح تشريعي ومؤسسي واضح".
وأضاف أن الواقع يعكس مزيجاً من الاحتمالين معاً، مشيرا إلى أن قانون الاستثمار يمنح أصلاً مساحة واسعة من الحوافز والإعفاءات، غير أن تحويل هذا الإطار القانوني إلى استثناءات تصدر من مكتب رئيس الوزراء أو لجان خاصة يؤدي إلى تآكل الضوابط الطبيعية، ويزيد من مخاطر المحاباة والفساد ما لم تُرافقه آليات شفافة وضمانات لمنافسة عادلة وتقييم موضوعي للعوائد الاقتصادية والاجتماعية للاستثمارات.
وأوضح أن "الإجابة العملية عن سؤال ما إذا كانت هذه الاستثناءات تعزز الاستثمار أو تكرس ثقافة الصفقات الخاصة، تكمن في النتائج على الأرض"، مضيفا "اذا اقترنت بإنشاء مشاريع حقيقية تُوفّر فرص عمل، وتُنتج بنى تحتية، وتساهم في نقل التكنولوجيا، فإنها ستكون سياسة مشجعة وفاعلة، أما إذا ارتبطت بمنح امتيازات لأسماء محددة بعيداً عن المناقصات الشفافة وتقييم الجدوى الاقتصادية، فإنها تتحول بسرعة إلى وسيلة لتمرير أرباح خاصة على حساب المصلحة العامة".
وفي ما يتعلق بظاهرة بيع الشقق على الورق رغم نسب الإنجاز المنخفضة، حذّر السعدي من خطورتها، معتبراً أنها ممارسة تقترب من استغلال المواطن، إذ تنقل عبء المخاطرة في البناء إلى المشتري قبل اكتمال المشروع.
وبيّن أن "بيع وحدة سكنية بإنجاز لا يتجاوز 25 في المائة، يعني عملياً أن أموال المواطنين تتحول إلى تمويل مباشر للبناء من دون أي ضمانات حقيقية في حال تعثر المشروع أو تغيّر أولويات المطوّر".
وأشار السعدي إلى أن التسهيلات الاستثنائية "قد تُستخدم في أحيان كثيرة كستار لتغطية إخفاقات الحكومة في إدارة ملف الإسكان، فبدلًا من إطلاق برامج إسكان مدعومة تمكّن المواطن من الحصول على سكن فعلي، تُعتمد سياسات تستقطب المستثمرين بشروط ميسرة تُحقق أرباحاً أكبر للمطورين على حساب حقوق المواطنين".
وأشار الى ان خطورة هذا المسار تزداد حين تغيب الرقابة الصارمة والالتزامات الزمنية الواضحة، وكذلك الضمانات البنكية التي تكفل حقوق المشترين وتحاسب المتأخرين في التنفيذ.
وشدد السعدي على أن الحكومة تتحمل مسؤولية أساسية في هذا الملف، لأنها الجهة المخوّلة بوضع القواعد وضمان حيادها، مؤكداً أن الاعتماد على قرارات استثنائية من مكتب رئيس الوزراء يعزز المركزية المفرطة ويضعف دور المؤسسات الرقابية واللجان الفنية المتخصصة، الأمر الذي يفتح الباب أمام تضارب المصالح ويقوّض العدالة في السوق.
تكريس نفوذ المصالح الخاصة
من جهته، قال الباحث في الشأن الاقتصادي سامر العلي إن “بيئة الاستثمار الحالية لا تفرز سوقاً تنافسية متوازنة، بل تفتح المجال أمام من يمتلك النفوذ السياسي والاقتصادي، وهو ما ينعكس سلباً على ثقة المستثمر النزيه والمواطن معاً".
واضاف العلي في حديث مع "طريق الشعب"، أن “الحديث عن إصلاح قانون الاستثمار وإغلاق باب الاستثناءات ما زال في إطار التصريحات الرسمية والرغبات المعلنة، بينما يكمن التحدي الحقيقي في ترجمة هذه النوايا إلى تشريعات واضحة وآليات مؤسسية فعلية".
وواصل انها تشمل "تنظيم المناقصات، وضمان المشاركة المحلية، وتعزيز الشفافية في نشر العقود ومتابعة التنفيذ”، محذرًا من أن غياب هذه الإجراءات سيجعل الاستثناءات مجرد أداة سياسية واقتصادية للبقاء في السلطة بدلًا من أن تكون مدخلًا للنهوض الاقتصادي.
ونوّه العلي إلى أن “استمرار الحكومة في سياسة التسهيلات غير المقيدة سيترك آثاراً سلبية مزدوجة على المدى المتوسط؛ أولها فقدان ثقة المواطن الذي يشعر بالاستغلال الاقتصادي، وثانيها تراجع ثقة المستثمر الجاد الباحث عن قواعد واضحة ومنافسة عادلة”.
وبين أن هذا المسار “سيجذب استثمارات قصيرة الأجل أو قائمة على المصالح الخاصة، بدلًا من استثمارات مستدامة تُسهم في نقل التكنولوجيا وتوفير فرص العمل الحقيقية وبناء قيمة محلية”.
وتابع حديثه بالاشارة الى ان "تشجيع الاستثمار لا يتحقق عبر القرارات الاستثنائية المشتتة، إذ يتطلب قانوناً واضحاً وتنفيذاً مؤسسياً شفافاً يضمن العدالة ويحمي حقوق المواطن".
وخلص الى التأكيد على ان "الاستثناءات العشوائية، تكلف الدولة ثمناً باهظاً على المدى البعيد، وهو ما يتطلب إغلاق هذا الباب تدريجياً، وإطلاق حزمة تشريعات تنفيذية تعيد الاعتبار لهيئات الاستثمار وتفرض رقابة مالية وقانونية صارمة تكفل المصلحة العامة وتعيد الثقة للمواطن والمستثمر على حد سواء”.
********************************************
راصد الطريق.. لمن يسأل عن حال رعايتنا الصحية!
جاء العراق في المرتبة 79 عالميا والـ 12 عربياً في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2025، بعد حصوله على 33.84 نقطة من أصل 100، حسب تقرير لمجلة جيوورلد الامريكية.
ويعتمد المؤشر على مجموعة معايير، أبرزها استثمار الدول في البنية التحتية الصحية، وتوفر الكفاءات الطبية، وسهولة الحصول على الأدوية وتكلفتها، وجاهزية الحكومات في إدارة القطاع الصحي.
ورغم ما يُسمى "الموازنات الانفجارية" عندنا، بلغت موازنة وزارة الصحة العام الماضي حوالي 11 تريليون دينار، بمعدل 240 ألف دينار للفرد سنوياً (تحت 185 دولاراً). وللمقارنة خصصت السعودية أكثر من 23 مليار دولار لقطاع الصحة، بمعدل يتجاوز 1200 دولار للفرد، فيما بلغت موازنة قطر الصحية 6 مليارات دولار، أي نحو 2000 دولار للفرد، رغم أن عدد مواطنيها مع المقيمين لا يتجاوز 3 ملايين نسمة.
وتبين الأرقام أعلاه جوانب مهمة من سوء الرعاية الصحية المقدمة للعراقيين، إضافة الى عدم استثمار المرصود بالشكل الأمثل، في ظل غياب الرقابة واستشراء الفساد وعدم وضوح السياسات الصحية.
هذا الواقع ان استمر يعني أن المواطن العراقي سيبقى يدفع الثمن، في وقت تتصاعد فيه الحاجة إلى خدمات صحية حديثة وشافية.
***********************************************
الصفحة الثانية
الشيوعي العراقي في ندوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني
بغداد – طريق الشعب
شارك الرفيق حسين النجار، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ممثلاً عن "طريق الشعب" في ندوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وصموده أمام العدوان الهمجي الصهيوني، وكذلك أسطول الصمود العالمي الذي يبحر في اتجاه غزة لكسر الحصار عنها.
ونظمت الندوة منصة مدار المغربية، وشارك فيها الإعلامي مصطفى الخياطي عن جريدة النهج الديمقراطي من المغرب ومهند أبو شمالة عن منصة الملف من داخل فلسطين المحتلة.
وتحدث الرفيق النجار عن تضامن الشيوعيين والشعب العراقي مع الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن "وسائل الإعلام العراقية المختلفة تعطي مساحة واسعة لتغطية العدوان الصهيوني الدائر ضد الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل إقامة دولته المستقلة"، مضيفاً أن "الشعب العراقي مر بتجربة الحصار في تسعينيات القرن الماضي"، لافتاً إلى صعوبة المقارنة ما بين الحصارين بسبب القتل المجاني والتجويع العمد الذي يمارس حالياً من قبل حكومة الاحتلال اليمينية الفاشية.
*****************************************
نائب يدعو إلى إيقاف إنتاج خطاب "العدو الوهمي" المفوضية تفتح باب تسجيل فرق الرقابة ووكلاء الأحزاب وتؤكد اكتمال الاستعداد للانتخابات
بغداد – طريق الشعب
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، امس الاثنين، عن فتح باب التسجيل أمام فرق المراقبة المحلية ووكلاء الأحزاب السياسية اعتباراً من اليوم الثلاثاء 23 أيلول 2025، مؤكدة نشر رابط إلكتروني خاص للتقديم.
وقال رئيس الفريق الإعلامي في المفوضية، عماد جميل، إن التحضيرات الخاصة بالانتخابات المقبلة وصلت إلى مراحلها النهائية، مبيناً أن اختيار الموظفين تم من بين موظفي الدولة وطلبة الجامعات والخريجين، على أن يتم توزيعهم تدريجياً على المدارس ومحطات الاقتراع بإشراف موظفي مراكز التسجيل ومكاتب المحافظات.
22 مليون ورقة اقتراع
وبيّن جميل أن عدد أوراق الاقتراع المطبوعة تجاوز 22 مليون ورقة، منها أكثر من 20 مليون ورقة للتصويت العام، ونحو مليون و300 ألف ورقة للتصويت الخاص، إضافة إلى 26 ألف ورقة خُصصت لتصويت النازحين، مع وجود أوراق احتياطية لمعالجة أي حالات تلف أو أخطاء أثناء عملية الاقتراع.
وأكد أن أوراق الاقتراع صُممت بمعايير أمنية عالية تشمل علامات سرية وخصائص فنية مماثلة للعملات الرسمية، مشدداً على أن أجهزة العد والفرز الإلكتروني لا تتعامل إلا مع هذه الأوراق حصراً، ما يمنع أي محاولة للتلاعب.
وأضاف أن المفوضية أولت اهتماماً كبيراً بالجوانب الأمنية والفنية في عملية الطباعة، لضمان نزاهة الانتخابات وسلامتها في جميع مراكز التصويت داخل العراق وخارجه.
التصويت الخاص
وكشفت المفوضية اعداد الناخبين المشمولين بالتصويت الخاص يبلغ نحو 1,313,980 ناخبًا من منتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وقالت نائب المتحدثة باسم المفوضية نبراس أبو سودة، إن التصويت الخاص سيُجرى قبل التصويت العام بـ48 ساعة، نظرًا لطبيعة عمل هذه الفئات ومسؤوليتهم عن تأمين العملية الانتخابية في يوم الاقتراع العام.
وأضافت أن التصويت الخاص يشمل منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية وجميع التشكيلات العسكرية والأمنية، حيث سيُدلون بأصواتهم في مراكز اقتراع خاصة حددتها المفوضية وفق أماكن انتشار قطعاتهم العسكرية، وليس في مراكز الاقتراع التابعة لمناطق سكنهم.
وأوضحت أبو سودة أن بطاقات التصويت البايومترية الخاصة بهم مرمّزة ويتم تعطيلها لمدة 72 ساعة بعد التصويت، وتُسحب مباشرة بعد الإدلاء بالأصوات وتُعاد لاحقًا، كإجراء قانوني مخصص لهذه الفئة فقط.
مقومات نزاهة انتخابات
وفي سياق متصل، أكدت هيئة النزاهة أن الوسائل الفعّالة لإنفاذ القانون تُعد الضمانة الأساسية لانتخابات نزيهة، جاء ذلك خلال ندوتين نظمتهما في وزارتي المالية والموارد المائية، وتناولت موضوع نزاهة الانتخابات وحماية المال العام.
وأوضحت الهيئة أن الندوتين قدمتا تعريفاً بلائحة السلوك الوظيفي في نطاق الانتخابات رقم (1) لسنة 2025، والتي تهدف إلى تعزيز ثقة المواطن بحيادية الوظيفة العامة أثناء العملية الانتخابية.
وشددت على عدم استغلال مؤسسات الدولة والمواقع الإلكترونية الحكومية وشعاراتها لأغراض الترويج الانتخابي، فضلاً عن أهمية الحفاظ على سرية الوثائق الرسمية وعدم استخدامها لأغراض سياسية.
كما أشارت الهيئة إلى وجود مسارات قانونية للإبلاغ عن حالات الفساد أو الخروقات الانتخابية عبر الخط الساخن المخصص لذلك، مؤكدة أن هذه الآلية تعزز الثقة بمؤسسات الدولة، وتدعم الاستقرار والعدالة. وتناولت الندوتان كذلك تعريفاً بعمل الهيئة وفق قانونها رقم (30) لسنة 2011، ودورها في مواجهة الفساد والتوعية بمخاطره، بما يوفر الحصانة للموظفين المكلفين بخدمة عامة من التورط في جرائم الفساد أو الإخلال بالواجبات الوظيفية.
العدو الوهمي
من جانبه، قال القيادي في ائتلاف الإعمار والتنمية، النائب محمد الصيهود، إن المشهد السياسي مع كل دورة انتخابية يشهد إعادة إنتاج ما وصفه بخطاب “العدو الوهمي” لإثارة المخاوف بين الناخبين.
وأشار إلى أن الحديث عن “عودة البعثيين” أو “المقابر الجماعية” يدخل ضمن هذا الخطاب. وأكد الصيهود أن حزب البعث في العراق لم يكن فكراً أو أيديولوجيا بقدر ما كان جهازاً أمنياً يمارس القمع والسيطرة.
وشدد على ضرورة إيقاف هذا النوع من الخطاب، لافتاً إلى أنه لا توجد إرادة خارجية لتغيير النظام في العراق، وأن الحديث عن انقلاب غير صحيح، مؤكداً أن “زمن الانقلابات قد ولّى” وأن النظام التعددي الحزبي في البلاد يجعل من الصعب حدوث مثل هذه التغييرات.
وبينما تمضي المفوضية في خطواتها التنظيمية والإدارية والفنية، يظل ملف النزاهة وضبط الخطاب السياسي ومنع استغلال المال العام وموارد الدولة محاور اساسية في رسم ملامح الانتخابات المقبلة، وسط دعوات لتكثيف الرقابة وضمان بيئة انتخابية عادلة ومستقرة.
*****************************************
خريجو النفط يغلقون بوابة الرميلة الشمالية ومعلمو "الكردية" في كركوك يلوّحون بالتصعيد
بغداد – طريق الشعب
شهدت محافظات البصرة وكركوك والسليمانية، جولات جديدة من الاحتجاجات، شملت موظفي شركة مصافي الجنوب وخريجي الكليات الهندسية والنفطية، فضلاً عن معلمي الدراسة الكردية.
موظفو المصافي
ففي محافظة البصرة، نظم عدد من موظفي شركة مصافي الجنوب وقفة احتجاجية في مصفى البصرة، طالبوا خلالها وزارة النفط وإدارة الشركة بضرورة احتساب شهاداتهم الدراسية التي حصلوا عليها خلال الخدمة.
وذكر المشاركون في الوقفة، أن الكثير منهم أكمل دراسته الجامعية أو العليا بدعم من الشركة، لكن شهاداتهم لم تُحتسب في الدرجات الوظيفية والترفيع. واعتبروا أن هذا الأمر يمثل ظلماً بحقهم، مشددين على أن حراكهم سيبقى سلمياً حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.
وفي موازاة ذلك، تجددت الاحتجاجات أمام حقل الرميلة الشمالية، حيث فضّت قوة أمنية اعتصاماً لخريجي الأقسام الهندسية والنفطية بعد إغلاق بوابة الحقل.
وأفاد ناشطون بأن المتظاهرين رفعوا شعارات تطالب بتوفير فرص عمل عبر التعيين أو الأجر اليومي في الشركات النفطية، محذرين من استمرار سياسة التجاهل. وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من الحراك الاحتجاجي الذي يخوضه المهندسون والجيولوجيون أمام شركة نفط البصرة، والذي تعرض مراراً للتفريق من قبل قوات الأمن.
وقال عدد من المشاركين إنهم اضطروا إلى نقل تظاهراتهم من مراكز المدن إلى بوابات الحقول النفطية، معتبرين أن هذه الخطوة تأتي بعد وعود حكومية لم تنفذ، مؤكدين أن الشركات النفطية تعتمد بشكل واسع على العمالة الأجنبية بينما يُستبعد الخريجون العراقيون.
ورفعت خلال التظاهرة لافتات موجهة إلى وزير النفط حيان عبد الغني حملت رسائل أبرزها: "الأجر اليومي مطلبنا" و"الي ما بي خير لأهله ما بي خير للناس".
معلمو اللغة الكردية
اما في محافظة كركوك، شمالي البلاد، فقد برزت أزمة جديدة، حيث أعلن ممثل معلمي الدراسة الكردية، محمد جليل، عن مقاطعة الدوام في العام الدراسي الجديد بسبب استمرار تأخر صرف الرواتب.
وقال جليل أن معلمي الدراسة الكردية لم يتسلموا رواتبهم منذ أشهر، بينما لم يحصل المتقاعدون على مستحقاتهم المتراكمة منذ عام كامل.
وأضاف أن الكوادر التربوية قد تنقل تظاهراتها واعتصاماتها إلى بغداد إذا استمر هذا الوضع، مشدداً على أن المطالب لا تتجاوز صرف الرواتب المستحقة وضمان انتظامها. كما لوّح بخيارات تصعيدية خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة في حال لم تتحقق وعود المعالجة.
وتُعد الدراسة الكردية إحدى الركائز التربوية والتعليمية في كركوك، إذ تضم مئات المدارس التي يدرس فيها عشرات الآلاف من التلاميذ، لكن ملف الرواتب ظل عالقاً بسبب تضارب الصلاحيات بين بغداد وأربيل.
خريجو المجموعة الطبية
من جانبه، طالب ممثل عن خريجي المجموعات الطبية والصحية العاملين بصفة متطوعين في المؤسسات الصحية بمحافظة السليمانية، حكومة إقليم كردستان، بتأمين فرص التعيين لهم أسوة بالآلية المعمول بها في بغداد، مؤكداً أن شريحة واسعة منهم لم تتحصل على حقوقها منذ أكثر من 11 عاماً.
وقال ممثل المحتجين، شاديار طاهر، في مؤتمر صحفي، إن "عملية التعيين توقفت بعد الحرب على داعش، في الوقت الذي شهد فيه القطاع الصحي إحالة أعداد كبيرة من كوادره إلى التقاعد أو ترك العمل لأسباب مختلفة، من دون تعويض النقص بتعيين الخريجين".
وأضاف طاهر أن الخريجين باشروا منذ تلك الفترة بالعمل التطوعي لسد النقص الكبير، لكنه أشار إلى أن "التطوع يتطلب ظروفاً خاصة وجهوداً مادية ومعنوية، وكان من المفترض أن يقابله منح فرص للتعيين بعد سنوات من الخدمة المجانية، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن".
وطالب طاهر بـ"اعتماد نظام النقاط في التعيينات وعدم حرمان أي خريج من حقوقه القانونية والشرعية، إضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة من وزارتي الصحة والتعليم العالي لمتابعة أسماء الخريجين الأوائل الذين يقع تعيينهم ضمن صلاحيات بغداد، على أن يتم توفير فرص عمل لهم داخل الإقليم".
وأشار إلى أن بغداد توفر سنوياً أكثر من 60 ألف درجة وظيفية لخريجي الكليات الطبية والصحية في عموم المحافظات، باستثناء كردستان، متسائلاً عن سبب عدم تخصيص ما لا يقل عن 20 ألف درجة وظيفية لخريجي الإقليم الذين حرموا من التعيين طوال أكثر من 11 عاماً.
وختم طاهر بالقول إن "هناك إحالات متكررة للتقاعد سنوياً في صفوف الكوادر الطبية والصحية، وكان من المفترض أن يتم تعويضها بكوادر جديدة من الخريجين، لكن الاعتماد يجري فقط على جهود المتطوعين من دون أي مستحقات قانونية".
وادى هذا التعقيد إلى احتجاجات وإضرابات متكررة انعكست سلباً على انتظام الدوام واستقرار العام الدراسي.
************************************************
الصفحة الثالثة
ارتهان للإمدادات الإيرانية وفشل صفقة تركمانستان الشتاء يقترب العراق على حافة أزمة غاز تهدد ملايين المواطنين
بغداد- طريق الشعب
رغم أن العراق يُصنَّف من بين أكثر بلدان المنطقة امتلاكاً لثروات الطاقة، الا إن ملف الغاز ما يزال يمثل أحد أضعف حلقاته وأكثرها إرباكاً، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله من زيادة في الطلب على الكهرباء.
فعلى مدى سنوات، لم يتمكّن العراق من استثمار ثروته الغازية الهائلة بسبب غياب الخطط الاستراتيجية وتراكم المشكلات الفنية والإدارية، ليجد نفسه مرتهنًا إلى الاستيراد الخارجي، وبالأخص من إيران، التي تشكّل موردًا رئيسًا لتشغيل محطات الكهرباء.
هذا الارتهان بحسب مختصين، جعل المنظومة الوطنية للطاقة في العراق عرضة لأي اضطراب سياسي أو تقني في الإمدادات، حيث تكفي أزمة عابرة أو قرار خارجي لإغراق البلاد في عجز كهربائي واسع.
ان ما زاد من تعقيد المشهد اكثر، هو فشل الاتفاق مع تركمانستان، الذي كان يُعد بارقة أمل لتأمين بدائل جزئية، لكنه اصطدم بجدار الرفض الأميركي والاشتراطات الصارمة لوزارة الخزانة في واشنطن.
وعلى هذه الحال يظل العراق محاصراً بين خيارات محدودة: إما الاستمرار في الاعتماد شبه الكلّي على الغاز الايراني الذي يخضع ضخه تبعاً لحجم الاستهلاك الداخلي، مع ما يرافقه من ضغوط سياسية ومخاطر انقطاع، أو الدخول في مشاريع بديلة تحتاج إلى سنوات طويلة وكلف مالية باهظة لإنشاء البنى التحتية اللازمة لاستيراد الغاز المسال من قطر أو عُمان.
مختصون بشؤون الطاقة أكدوا ان التحدي الحقيقي لا يقتصر على سد النقص الآني في إمدادات الغاز فحسب، إذ يتجاوز ذلك إلى سؤال استراتيجي أعمق: كيف يمكن للعراق، وهو بلد يملك احتياطات ضخمة من الغاز المصاحب وغير المستغل، أن يبقى عاجزاً عن تأمين احتياجاته الأساسية ويظل أسيراً لإرادات خارجية؟
شتاء قاسٍ
وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن الكهرباء في العراق ترتبط بشكل كبير بالغاز المستورد من ايران، إذ يغطي ما يقارب 80 في المائة من احتياجات تشغيل المحطات. هذا الاعتماد يجعل المنظومة الوطنية شديدة التأثر بأي توقف في الضخ، حيث يمكن أن تخسر ما يقارب 10 آلاف ميغاواط من الطاقة المنتجة عند تعثر الإمدادات.
وفي مثل هذه الحالات، يتم اللجوء إلى اتخاذ إجراءات طارئة، إما عبر تقنين ساعات التجهيز وقطع التيار لفترات قد تصل إلى ثماني ساعات يومياً في بعض المناطق، أو عبر تشغيل المحطات بالديزل والمازوت، وهو خيار مرهق مالياً بسبب كلفته العالية.
لا حلولَ في الافق
من جهته، أكد الخبير النفطي حمزة الجواهري أن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران ما تزال سارية المفعول، الأمر الذي يعقد الموقف ويحول دون استفادة العراق من ثروات الغاز الإيراني. وأضاف الجواهري أن الشركات الأميركية تسيطر على ما يقارب 80 في المائة من غاز تركمانستان، ما يضيّق خيارات بغداد في هذا الملف.
وقال الجواهري في حديث مع "طريق الشعب"، إن “الفشل الحقيقي يتمثل في عدم استغلال العراق لثروته الغازية الهائلة، سواء الغاز المحترق المصاحب للنفط أو الكميات الكبيرة التي ما تزال تحت الأرض، والتي كان من الممكن أن تزوّد نصف دول العالم لو جرى تطويرها”.
وأوضح أن “الخيارات المتاحة أمام العراق محدودة جداً في ظل هذه الظروف، ولا حل سوى المضي جدياً في استكمال مشاريع معالجة الغاز المصاحب والحقول الغازية الجديدة”. واشار الى أن “الاعتماد على الاستيراد من قطر يتطلب منشآت خاصة لتخزين الغاز المسال بدرجات حرارة منخفضة جداً تصل إلى 168 درجة مئوية تحت الصفر، وهو ما يحتاج إلى ثلاث أو أربع سنوات من العمل والتجهيز”.
وبيّن الجواهري، أن البرنامج الحكومي الحالي يخطط لتحقيق الاكتفاء المحلي من الغاز بين عامي 2027 و2030، فيما قد يستمر التوسع في الإنتاج حتى عام 2050، لكنه شدد على أن العراق “لن يكون قادراً على تعويض النقص الحالي إلا بتطوير موارده الوطنية بشكل كبير جداً".
العراق أمام معضلة غازية معقدة
من جهته، شدد عضو مجلس أمناء أكاديمية العراق للطاقة، د. إحسان العطار، على أن أزمة الغاز في العراق ليست وليدة اليوم، وممتدة منذ سنوات طويلة، مرجعاً ذلك إلى طبيعة الغاز العراقي الذي يختلف عن الغاز “الحر” المتوافر في بعض الدول مثل قطر، إذ إن معظم ما يُستخرج من الحقول العراقية هو غاز مصاحب لإنتاج النفط، ما يزيد من تعقيد استثماره بالشكل الأمثل.
وأوضح في حديث لـ"طريق الشعب"، أن “الموقف الأميركي يشكل عائقاً رئيسياً أمام خيارات العراق، فواشنطن لا تزال متشددة إزاء استيراد الغاز من إيران، وهناك أيضاً رفض أميركي لمساعي بغداد في استيراد الغاز من تركمانستان”.
وبيّن أن البدائل الأخرى المطروحة أمام العراق لا تخلو من صعوبات فنية وزمنية كبيرة، موضحاً بالقول: “استيراد الغاز من قطر يتطلب إنشاء منشآت متخصصة لتخزين الغاز المسال بدرجات حرارة منخفضة للغاية، وهذه المنشآت تحتاج إلى فترة لا تقل عن ثلاث سنوات لإنجازها، الأمر الذي يجعل من هذا الخيار غير عملي في الوقت الراهن".
واضاف بالقول، أن "خيار الاستيراد عبر سلطنة عمان يواجه عقبة غياب خط أنابيب ناقل، ما يفرض اللجوء إلى النقل عبر ناقلات بحرية خاصة، وهي بدورها تحتاج إلى موانئ مجهزة لاستقبال الغاز المسال، وهو ما يمثل عملية معقدة وصعبة التنفيذ حالياً”.
وأكد العطار أن “جميع الحلول المتاحة اليوم معقدة ومكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً، باستثناء خيار استيراد الغاز من تركمانستان، الذي يُعد من الناحية الفنية والاقتصادية حلاً ناجعاً، لا سيما أن تركمانستان لا تمانع في تزويد العراق بالغاز”.
لكنه شدد في المقابل على أن “العقبة الأساسية تكمن في الموقف الأميركي، وهو ما يتطلب من بغداد الدخول في مفاوضات مباشرة وجادة مع واشنطن، باعتبار أن لا بديل واقعياً أمام العراق سوى هذا المسار”.
وختم العطار بالقول إن “العراق يقف اليوم أمام معضلة غازية معقدة، وإن استمرار الأزمة من دون حلول عملية سيضاعف من أعباء الدولة ويحد من قدرتها على تلبية احتياجات قطاع الكهرباء والصناعة، مما يستدعي اتخاذ قرارات استراتيجية عاجلة تعكس حجم التحدي”.
**********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
الإنتخابات القادمة بين القانون وتفسيراته
نشر موقع "أمواج" البريطاني مقالًا ناقش فيه التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني المقبل، والإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها المفوضية العليا للانتخابات، باستبعاد عدد غير قليل من المرشحين، كان من بينهم نواب بارزون ومحافظون سابقون وقضاة وشخصيات عامة أخرى. وقد أثارت هذه الإجراءات جدلًا في المجتمع، ونُسِب لبعضها دوافع سياسية، وسط مخاوف من تأثيرات سلبية محتملة على العملية السياسية.
واحد من كل عشرة مرشحين
وذكر المقال أن 7440 مرشحًا قد سجلوا أسماءهم لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة لدى المفوضية، التي قامت لاحقًا باستبعاد 780 مرشحًا منهم لأسباب مختلفة، أي ما يعادل 10 في المائة، وهي نسبة بدت كبيرة، وتعرّضت بسببها المفوضية لانتقادات شديدة، لا سيما أن بعض المرشحين المُستبعدين كانوا أعضاء في المجلس التشريعي لدورات عديدة.
وفي الوقت الذي أكدت فيه المفوضية التزامها الكامل بتنفيذ جميع القرارات المتعلقة بالإقصاء، باعتبارها قرارات تستند إلى تقارير من مؤسسات الدولة الأخرى، وصف منتقدوها بعض قراراتها بأنها مُسَيَّسة، وتهدف إلى إقصاء بعض المرشحين الذين علّقت عليهم كتلهم آمالًا كبيرة، وكان من المتوقع فوزهم بفارق كبير.
ليست المرة الأولى
وأشار المقال إلى أن مثل هذه الإجراءات لم تُتخذ للمرة الأولى، فقد سبق اتخاذها وتعرضت لانتقادات لاذعة، من بينها ما ذكرته بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي، التي وصفت ممارسات المفوضية في عام 2021 بأنها "مبهمة" و"تفتقر إلى الشفافية".
ورأى الكاتب أن من أكثر القضايا إثارةً للجدل، هو التفسير الصارم لقانون الانتخابات العراقي، الذي يشترط على المرشحين "حُسن السيرة والسلوك"، لأنه يفتح مجالًا واسعًا للاستبعاد، ولا يقتصر على منع المرشحين ذوي السجلات الجنائية أو المتهمين بالفساد المالي أو الإداري أو غير ذلك من الأفعال التي تُشوّه السمعة بشكل واضح من الترشح، بل يتعداه ربما إلى خلافات في الرأي أو إبداء وجهات نظر معارضة.
الاجتثاث الحاسم
وتطرّق المقال إلى قيام المفوضية باستبعاد كل المرشحين المشمولين بقانون المساءلة والعدالة، بسبب انتمائهم السابق لحزب البعث المنحل، حيث يمنعهم القانون من تولي المناصب العامة. وعلى عكس الدورات الانتخابية السابقة، التي واجهت فيها عمليات الاجتثاث اتهاماتٍ باقتصارها على جهات محددة فقط، شملت إجراءات المفوضية الحالية اجتثاث مرشحين ينتمون إلى جميع القوائم الانتخابية تقريبًا، مما يبعدها كثيرًا عن الصبغة السياسية والطائفية المباشرة.
إقبال أم عزوف؟
ونقل المقال عن بعض المراقبين تصوّرهم بأن تؤدي الإجراءات المشار إليها أعلاه إلى انخفاض نسبة إقبال الناخبين، التي تشهد أصلًا تراجعًا ملحوظًا، لأنهم يرون في استبعاد الشخصيات المعارضة تقويضًا لثقة الجمهور في العملية السياسية.
ولهذا يثير هذا التصوّر قلق الحريصين، إذ تناقصت نسب المشاركة خلال الدورات الانتخابية الخمس الماضية من 89.5 في المائة عام 2005، إلى62.5 في المائة عام 2010، ثم إلى 60 في المائة عام 2014، وبعدها إلى 44.5 في المائة عام 2018، وأخيرًا إلى 43 في المائة عام 2021، بحسب الإحصائيات الرسمية.
ورأى الكاتب أن معالجة مشكلة العزوف عن التصويت، وإعادة ثقة المواطنين بإمكانية حصول التغيير عبر المشاركة في الانتخابات، هو السبيل الأهم لمنع حدوث اضطرابات اجتماعية، وربما حراك احتجاجي واسع من جديد.
*****************************************
أفكار من أوراق اليسار.. حكاية الصيني العجوز
إبراهيم إسماعيل
ذكّرني زميلٌ قديم، هاتفني في الأسبوع الماضي، بحادثةٍ وقعت لنا قبل ثلاثين عامًا، حين اشتركنا معًا في مؤتمر علمي بجامعة مقاطعة "شانشيانغي" الصينية. يومها، لم يقتصر كرم أحفاد العم ماو على جلسات المؤتمر، بل امتد لتنظيم زيارة لأحد معاقل حرب التحرير، ما أذهل الغربيين، ودفع بعضهم إلى التفكير في صحة ما يُضخّ لهم على مدار الساعة من ترّهات حول الصين، لا سيما غداة انهيار التجربة في الاتحاد السوفيتي.
في المساء، دُعيتُ وزملاء أوروبيون إلى جلسة مع مناضلٍ عجوز يُدعى "العم تيلين"، فاستمتعتُ بحديثٍ حزين ومشبَع بالفخر، عن عشرات المآثر التي اجترحها الثوار، الشهداء منهم والأحياء. زميلٌ أشقر حاول مناكفة المتحدث، منكِرًا عليه ذلك التفاخر، ومعتبِرًا الأمر مبالغةً لا جدوى منها. ابتسم العجوز وقال:
"لعلكم، أيها المُترَفون، لا تستطيعون فهمنا. نحن تلامذةُ حركةٍ علّمتنا أن نكون شخوصَ عدالة وصدق. كانت الطوعية في الانتماء أساسَ قدرتنا على مواجهة القسوة. وكان النضال بالنسبة إلينا قضيةَ وجودٍ ومعنى، والسياسة أداةً لإقرار الحق، وفعلاً آدميًّا لا يُصان إلا حين يُمارَس بشرف وضمير، بغضّ النظر عن أساليب العدو والمنافسين. لم تكن قناعتُنا بالأممية ترنيماتٍ نُردّدها، بل إدراكًا لحقيقةِ الصراع بين الوحش الإمبريالي وبين الإنسان في كل مكان. كنا فلاحين غيرَ متعلمين، فقراءَ وعُراة، لكننا سرعان ما اكتسبنا القدرة على تشخيص وفهم الصراعات، ونقل النظرية إلى الواقع، بلغةٍ بسيطة، مستلّةٍ من حياة الناس، ونغماتٍ جميلة، عميقةٍ في مضامينها. لغةٌ لم تُطوّر القدراتِ النظريةَ لمناضلينا فحسب، بل حسّنت من ذائقتهم الجمالية، وخلّصتهم من الأمية، أبجديةً وثقافية.
كنا حازمين في موقفنا، دون أن تتسرّب القسوة إلى نفوسنا؛ لأننا أيقنّا أن الثوريَّ الصادق هو من يمارس الحزم بمرونةٍ وشغف. لم نفقد الأمل حين كانت تتأخر ردودُ أفعال الناس على الظلم، بل كنا نتقدّم المظلومين بخطوة، كي نُبقي صلتَنا بهم فاعلة. نتواضع لهم ونتعلّم منهم، نتفحّص قدراتهم النضاليةَ الكامنة، ونحدّد أسبابَ خمودها وسبلَ تنشيطها، ومتى يمكن أن تثور. ومبكرًا أدركنا أن الأخلاق الثورية سبيلُنا الوحيد للهيبة والنفوذ بين الناس. فالمتعلّم من الحياة، ياولدي، لا يتظاهر بالمعرفة، ولا يدّعي العصمة من الأخطاء".
حين صمت العم تيلين قليلًا، وأخرج غليونه ليأخذ منه نفسًا عميقًا، وجدتُ الفرصة سانحةً لأطلب من المترجم أن يُخبره بأني، كعراقي وابنٍ لثقافة هذا الشرق الجميل، لم أدرك عمقَ ما قاله فحسب، بل أحسستُ بكلماته شرارةً تُوقد في الروح. ولهذا، سأكون سعيدًا أن أعرف منه سرَّ عماده الذي أبقى قناعاته مشرقةً بكل هذا الصدق والثقة والحماس. ولماذا لم تفتّ عضده عذاباتُ السنين؟
نظر العم تيلين من تحت زجاج نظّارتيه، وقال مبتسمًا:
"لا ياصديقي، لم تهزمْنا الصعاب. لم نولد شيوعيين جاهزين، فتعمّدنا بالفقر المدقع، وبه وجدنا طريقَنا إلى الحزب. صُقِلنا بأتونِ الصراع والممارسة. وتعلّمنا كيف نحترم قيمَ شعبنا، ونصحّح ما تقادم منها بصبرٍ ورويّة. السيرةُ الحميدة والفقرُ لا يُعمّدانك فورًا، لكنهما يغرسان الثقةَ التي تنمو، لتزهر وتثمر قائدًا شعبيًا عندما يحين الأوان. فالقيادة، يا صديقي، فعلٌ أخلاقيٌّ في لحظةٍ حرجة".
عبثًا حاولتُ أن أحبس دموعي وأنا أودّع العم تيلين. مشاعرُ ملتبسة راحت تتجاذبني: حزنٌ على فراق العشرات، ممن تعمّدوا كعماد العم تيلين، وانتقلوا للإقامة في ضمير الوطن والناس، ويقينٌ بقدرة هذا الحزب على تعميد المزيد، وفرحٌ بأجيالٍ ثوريةٍ تحمي الراية وتواصل المسار بثبات، حتى تنجلي العتمة وتشرق على العراق الجميل، شمسُ الخلاص.
*********************************************
الصفحة الرابعة
خبراء يحذرون: الإهمال الطويل يُفقد العراق مكانته في النقل البري السكك الحديد.. بنية تحتية عمرها خمسة عقود تنتظر التحديث والتطوير
بغداد – تبارك عبد المجيد
حذّر خبراء ومسؤولون عراقيون من التراجع المستمر في قطاع السكك الحديد، مؤكدين أن الإهمال الطويل الأمد والسياسات الحكومية المرتبطة بالمصالح السياسية قصيرة الأجل، أسهمت في تدهور هذا القطاع الحيوي، وفقدانه دوره في نقل المسافرين والبضائع داخلياً وخارجياً.
وقال الخبراء، إنّ البنية التحتية للسكك الحديدية لم تتطور منذ سبعينيات القرن الماضي، فيما لفتوا إلى أن المشاريع طويلة الأمد تُهمَل بسبب عدم تحقيقها منافع انتخابية سريعة.
فيما أكد باحثون اقتصاديون أن هذا الإهمال يشكل عبئاً اقتصادياً هائلاً على البلاد، إذ يزيد تكاليف النقل ويؤثر على الإنتاجية والتنافسية الاقتصادية للعراق.
شبكة متهالكة
ويحذر الخبير في مجال النقل باسل الخفاجي، من تدهور وضع شبكة السكك الحديدية في العراق، مؤكداً أن هذا القطاع يعاني من إهمال طويل الأمد منذ سبعينيات القرن الماضي، ما أفقده دوره الحيوي في نقل المسافرين والبضائع داخل البلاد وخارجها.
وبحسب حديث الخفاجي لـ"طريق الشعب"، فانه "في الماضي كان القطار العراقي ينطلق من ميناء أم قصر ومحطة المعقل مروراً بالناصرية والفرات الأوسط وصولاً إلى بغداد، ثم يتجه إلى بيجي والموصل ومنها يعبر إلى تركيا. ومن هناك كان بإمكان المسافرين في الستينات والسبعينات مواصلة رحلاتهم إلى أوروبا عبر القطارات المتجهة إلى هامبورغ وباريس وبقية العواصم الأوروبية. لقد كانت محطة بغداد تُعرف بالمحطة العالمية، لكنها اليوم أقرب إلى الخراب بسبب غياب الاهتمام".
وقال إنّ "سكك الحديد العراقية ما زالت قائمة على البنية التحتية ذاتها منذ أكثر من 55 عاماً، حيث لا يصل القطار حتى الآن إلى بيجي، فيما تستغرق الرحلة من بغداد إلى البصرة نحو 12 ساعة، في وقت وصلت فيه سرعات القطارات الحديثة في العالم إلى 250 كيلومتراً في الساعة، وهي سرعة تكفي لقطع المسافة نفسها في ساعتين ونصف فقط".
وأضاف الخفاجي أن القطار المخصص لنقل الزائرين إلى العتبات المقدسة لا يصل إلى النجف، وهو ما يعكس تراجع الخدمة وترديها، لافتاً إلى أن "العراق يعاني من أزمات مرورية خانقة كان يمكن للقطارات الحديثة المجهزة بالتدفئة والتبريد والمصنعة وفق المعايير الأوروبية أن تسهم في حلّها".
وتابع أن "دول الجوار، تركيا وإيران وسوريا والسعودية، لديها منظومات سككية متطورة، بينما ما زلنا نحن عالقين في تقنيات السبعينات".
وحول مشروع "طريق التنمية"، شدد الخفاجي على ضرورة الاستفادة من مسار السكك القديم الممتد من تركيا إلى الموصل وبغداد وصولاً إلى البصرة، وإعادة تأهيله من قبل شركات متخصصة ألمانية أو فرنسية أو إيطالية، بدلاً من إنفاق مليارات الدولارات على شراء أراضٍ جديدة لتمرير القطار عليها.
وقال "لدينا بنية تحتية قديمة، فلماذا نلجأ إلى استملاك أراضٍ بمبالغ طائلة تثقل العراق بالديون لعقود طويلة؟".
واختتم الخفاجي تصريحه قائلاً: إن "قطاع النقل يعاني من غياب الرجل المناسب في المكان المناسب، ومن افتقار الوزارة إلى الكفاءات الفنية القادرة على إدارته. جميع شركات الوزارة خاسرة، والبلاد تدفع ثمن الإهمال وسوء التخطيط".
ربط المحافظات سككيا
من جهته، قال عضو لجنة النقل والاتصالات البرلمانية النائب عقيل الفتلاوي، إن "تأخر تنفيذ مشاريع السكك الحديدية في البلاد يعود أساساً إلى التوجه الحكومي في التركيز على المشاريع القصيرة المدى ذات العائد السياسي المباشر، على حساب المشاريع الاستراتيجية طويلة الأمد".
واضاف الفتلاوي في تصريح لـ"طريق الشعب"، ان "كل المشاريع طويلة الأمد التي لا تحقق نتائجها قبل الانتخابات أو قبل بدء الدورة الانتخابية غالباً ما تُهمل أو تسرع بشكل شكلي. هذا ما تتبعه الحكومات المتعاقبة، لأن المشاريع الاستراتيجية التي تمتد لأعوام طويلة تتطلب صبرا واستثمارا مستمرا، بينما المسؤولون يفضلون أن يُسجّل لهم إنجاز خلال فترة توليهم".
وتابع قائلا: أن هذا الأمر ينطبق بشكل واضح على مشاريع السكك الحديدية، التي ما زالت حتى اليوم غير مكتملة، رغم أهميتها في تعزيز التواصل بين المحافظات وتقليل الازدحامات المرورية، موضحا أن العراق، برغم ثرواته، لم يمنح هذا القطاع اهتماما كافيا، على عكس بعض الدول الفقيرة التي وضعت السكك الحديدية ضمن أولوياتها الوطنية.
وأشار الفتلاوي إلى أهمية إنشاء شبكة سكك حديدية بين المحافظات، لتسهيل انتقال المسافرين وتقليل الضغط على الطرق البرية، مؤكداً أن هذا المشروع من شأنه حل أزمة المرور الكبيرة في عموم البلاد، وتحسين البنية التحتية بشكل حضاري وفعّال.
واختتم الفتلاوي تعليقه بالإشارة إلى أن "المشكلة تكمن في اختيار المشاريع والتخطيط لها"، موضحاً أن المشاريع التي لا تضمن نتائج انتخابية سريعة غالباً ما تُهمَل، بينما تحتاج مشاريع السكك الحديدية إلى رؤية استراتيجية طويلة المدى لم تحقق المنافع الفورية للمسؤولين، ما يفسر استمرار التأخر في تنفيذها حتى اليوم.
قصور في التخطيط الاقتصادي
واقتصاديا، قال الباحث في الشأن الاقتصادي عبدالله نجم، إن تأخر تطوير مشاريع السكك الحديدية في العراق، لا يمثل مجرد مشكلة نقل، بل يشكل عبئاً اقتصادياً هائلاً على البلاد.
وأضاف نجم في تعليق لـ"طريق الشعب"، أن "السكك الحديدية الحديثة تمثل رافدا اقتصاديا أساسيا. وان عدم تطويرها يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل البري، واستنزاف الوقود، وتأخير حركة البضائع، ما ينعكس سلباً على الإنتاجية المحلية وتنافسية الاقتصاد العراقي".
وأشار نجم إلى أن الربط السككي بين المحافظات، خصوصاً بين المدن الكبرى مثل بغداد، البصرة، النجف وكربلاء، يمكن أن يسهم في خفض تكاليف النقل بنسبة كبيرة، ويحفز النشاط التجاري والصناعي.
وحذر من ان "تجاهل هذه المشاريع يعني استمرار خسائر سنوية بمليارات الدولارات، في وقت يمكن استثمارها في التنمية والبنية التحتية المستدامة". كما شدد على أن تطوير السكك الحديدية لا يقتصر على البعد الداخلي، بل يشمل الربط الدولي مع دول الجوار، ما يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري وتحفيز الاستثمارات الأجنبية، ويضع العراق في موقع اقتصادي متقدم في المنطقة.
واختتم نجم بالقول: "إهمال هذا القطاع يعكس قصوراً في التخطيط الاقتصادي، وهو ما يتطلب إعادة ترتيب الأولويات لتصبح المشاريع الاستراتيجية الطويلة الأمد محور الاهتمام الحكومي".
********************************************
70 في المائة من المحافظات عاجزة عن فرزها أو تدويرها بطرق حديثة إدارة النفايات.. حلول حكومية محدودة ووعي بيئي ضعيف
بغداد – طريق الشعب
تشهد المدن العراقية أزمة متفاقمة في إدارة النفايات تعكس تراكم تحديات بيئية وصحية واجتماعية، تتجاوز كونها مجرد مشكلة تشغيلية تتعلق بجمع القمامة، انما تعد ملوثا خطرا للهواء والمياه والتربة، وحاضنا للحشرات والقوارض، الامر الذي يحتم على الجهات المعنية العمل على تطوير البنية التحتية ورفع القدرات التشغيلية لدوائر البلديات، إلى جانب حملات توعية مستمرة لتعزيز ثقافة النظافة والحفاظ على البيئة، لضمان مدينة أكثر صحة وجمالاً.
تحديات بيئية وثقافية واجتماعية
تقول الناشطة البيئية نجوان علي: إن أزمة النفايات في بغداد ليست مجرد مشكلة تشغيلية تتعلق برفع القمامة بل هي انعكاس لتراكم تحديات بيئية وثقافية واجتماعية.
ويضيف علي في تعليق لـ"طريق الشعب"، أن انتشار النفايات في الشوارع والأسواق والمناطق السكنية يعود في جزء كبير منه إلى ضعف التوعية البيئية لدى بعض المواطنين، وعدم الالتزام بالقوانين والتعليمات المتعلقة بإدارة النفايات.
وتشير الى أن للنفايات أضرارا صحية وبيئية مباشرة، فهي تسهم في انتشار الأمراض وتشكل مرتعا للحشرات والقوارض، كما تعمل على تلويث المياه والتربة، وتؤثر سلباً على المنظر العام للمدينة، وتقلل من جودة الحياة.
وتواصل علي كلامها: أن الكثير من المشاريع الخدمية والترفيهية المتلكئة تحولت إلى مواقع لرمي النفايات، حتى في داخل المناطق الأثرية المهمة، مشيرة الى ان "التعامل مع أزمة النفايات يحتاج إلى نهج مزدوج يشمل تطوير البنية التحتية ورفع القدرات التشغيلية لكوادر الأمانة، إلى جانب تدشين حملات توعية مستمرة لتغيير سلوكيات المواطنين وتعزيز ثقافة فصل النفايات، وإعادة التدوير والحفاظ على البيئة.
وتختتم علي بالقول: إن المدينة ملك للجميع، وان الحفاظ على نظافتها مسؤولية مشتركة، فلا يمكن أن تُحل المشكلة من دون مشاركة المواطنين في إدارة نفاياتهم بطريقة صحيحة.
الامانة: عملنا مستمر على مدار الساعة
من جهته، أكد المتحدث باسم إعلام أمانة بغداد عدي الجنديل، أن "أعمال النظافة في العاصمة مستمرون في العمل على مدار 24 ساعة، من خلال أربع وجبات عمل، بمعدل ست ساعات لكل وجبة".
وقال الجنديل لـ"طريق الشعب"، أن الأمانة تمتلك أسطولاً كاملاً يضم كابسات وعمال بلدية متخصصين برفع النفايات، موضحاً أنه "في حال وجود نقص في الكابسات تتم الاستعانة بالقطاع الخاص عن طريق استئجار كابسات إضافية، مع التأكيد على أن رفع النفايات يتم مجاناً من دون استيفاء أي مبالغ من المواطنين".
وفي ما يخص الشكاوى التي يطرحها الأهالي، يبين الجنديل أن "الأمانة أطلقت تطبيقا لتلقي البلاغات المتعلقة بجباية مبالغ غير قانونية مقابل رفع النفايات، مستثنياً من ذلك المناطق الزراعية التي تقع خارج صلاحيات الأمانة.
وزاد الجنديل، أن الأمانة لا تقتصر جهودها على رفع النفايات فقط، بل تعمل بالتوازي على تطوير إدارة النفايات والبنى التحتية، موضحاً أن هناك مشروعاً استراتيجياً بالتعاون مع شركة صينية متخصصة، لتحويل نحو 3 آلاف طن من النفايات يومياً إلى طاقة كهربائية، بقدرة تصل إلى 100 ميغاواط، مشيراً إلى أن الشركة باشرت فعلياً تنفيذ المشروع.
مشكلة عابرة للمدن
أما الدكتور الاستشاري محمد الجبوري، خبير البيئة والمناخ، فقد أكد أن أزمة النفايات في العراق أصبحت من القضايا البيئية والصحية الأكثر إلحاحا، بعد أن تجاوزت آثارها حدود المدن إلى الريف وفاقمت من التلوث البصري والهوائي والمائي، في ظل عجز البنى التحتية عن التعامل معها، وتزايد الكثافة السكانية والأنشطة الصناعية والزراعية غير المنظمة.
وقال الجبوري، أن الحلول الحكومية لا تزال محدودة في مقابل تراجع الوعي المجتمعي وغياب الدور الفعال للقطاع الخاص في تقديم بدائل مستدامة لإدارة النفايات، مضيفا أن العراق ينتج أكثر من 11 مليون طن من النفايات الصلبة سنويا بينما يبلغ حجم النفايات اليومية في بغداد وحدها نحو 9 آلاف طن، وتجمع غالبية هذه النفايات بطرق بدائية وغالبا ما تُطمر في مكبات مفتوحة وغير نظامية.
واضاف في تعليق لـ"طريق الشعب"، أن أكثر من 70 بالمئة من المحافظات لا تمتلك محطات فرز أو تدوير حديثة، إنما تزداد خطورة النفايات مع دمج المواد المعدنية والإلكترونية مع النفايات العامة، موضحا أن "تفاقم الأزمة يعود لضعف البنية التحتية للخدمات البلدية ونقص الآليات والكوادر المدربة، وتدهور مكبات الطمر الصحي، وعدم وجود استراتيجية وطنية لإدارة النفايات، بالإضافة إلى الانفلات العمراني والتوسع العشوائي وسلوكيات المواطنين وغياب الوعي البيئي وضعف تطبيق القوانين البيئية مثل قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009".
وعن الأضرار المباشرة، فقد بين الجبوري انه "تشمل تلوث المياه الجوفية وارتفاع نسبة غازات الدفيئة الناتجة عن تحلل المواد العضوية وتلوث الهواء والمساحات الخضراء. كما تؤدي النفايات إلى ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والجلدي وانتشار الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض، وتهدد صحة العاملين في جمع النفايات. كما أنها تستنزف ميزانيات البلديات وتفقد المجتمع فرصا اقتصادية من عمليات التدوير غير المستغلة، وتؤدي إلى تراجع قيمة العقارات والمواقع السياحية".
وأشار إلى أن بعض المدن بدأت مبادرات ناجحة مثل كربلاء التي أطلقت مشروع النفايات النظيفة بالتعاون مع المجتمع المدني، ووفرت حاويات بثلاثة ألوان للفرز، ما ساهم في تقليل كمية النفايات المختلطة بنسبة ثلاثين بالمئة، ومدينة الموصل التي أنشأت مشروعا لتدوير البلاستيك وفر فرص عمل للشباب وساهمت في تقليل النفايات البلاستيكية في الساحل الأيسر، بنسبة 15 بالمئة.
ضرورة حملة وطنية للتوعية
وأكد الجبوري "أهمية إطلاق حملة وطنية للتوعية البيئية تشمل الإعلام والمدارس والجامعات وتطبيق نظام فرز النفايات من المصدر مع توفير حاويات مخصصة ودعم المشاريع الصغيرة لتدوير النفايات عبر منح حكومية أو قروض بيئية وتفعيل الغرامات والمساءلة ضد من يتسبب برمي النفايات عشوائيا وإشراك القطاع الخاص في بناء محطات فرز ومعالجة وفق نظام الاستثمار وإصدار قانون شامل لإدارة النفايات يتضمن آليات تنفيذ وعقوبات واضحة.
وخلص إلى أن أزمة النفايات في العراق "إدارية وبيئية وثقافية في آن واحد"، مؤكدا انها "تتطلب تحركا مشتركا من الدولة والمواطنين والمجتمع المدني؛ فالخطر لا يهدد جمال المدن فقط، بل يمتد ليهدد صحة الإنسان وموارد الطبيعة وكل يوم تأخير في المعالجة هو يوم إضافي نحو كارثة بيئية وشيكة"..
********************************************
الصفحة الخامسة
في ظل فوضى السوق والجهل الصحي مبيدات زراعية محظورة تُسمم الفلاحين ومحاصيلهم
متابعة – طريق الشعب
في ناحية النشوة شرقي البصرة، تقضي الفلاحة الشابة سعدية حسين مهاوي مع والدها، ساعات النهار في إدامة حقلهما وسقي مزروعاته من الخضراوات البسيطة، رغم تصاعد ملوحة المياه.
لا تكترث سعدية لعناء ساعات العمل، لكن ما يُثير قلقها هو الأثر الضار الذي باتت تتركه المبيدات الزراعية على جسدها. إذ تقول في حديث صحفي: "نحن نغذي الأرض، وفي المقابل تتسمم أجسادنا".
وتوضح أنه "كنت أرشّ المبيد بنفسي من دون قفازات أو كمامة، لأحمي الزرع من الحشرات، واليوم بات جسدي يمتلئ بالطفح الجلدي"، مضيفة أن "الطبيب حذّرني من استخدام المبيدات أو التعرض لها، وإلا ستسوء صحتي أكثر".
وفي المنطقة ذاتها، كاد المزارع الستيني حسن بادع يفقد حياته إثر تعرضه لتسمم حاد جراء ملامسته واستنشاقه مبيدات زراعية. يقول في حديث صحفي: "كنت أرشّ المبيد وقت الظهيرة، وفجأة شعرت بدوار وسقطت أرضا"، مبينا أن أبناءه حملوه إلى المستشفى، وهناك أخبرهم الطبيب أنه بالكاد استطاع النجاة من السموم التي تعرض لها.
وفي ناحية الدير شمالي البصرة، يشكو الفلاح علي غازي من مشكلة مزمنة في معدته، يعتقد انها من تداعيات استخدامه المبيدات في معالجة أشجار النخيل المصابة بالآفات الزراعية.
ما تعانيه سعدية وحسن وعلي، أمور تتكرر مع الكثير من الفلاحين، بسبب الجهل بالطريقة الصحيحة لاستخدام المبيدات الزراعية، وأيضاً رداءة بعض نوعياتها التي تباع في الخفاء ويقبل عليها المزارعون لرخص أسعارها.
ولا تقتصر تأثيرات المبيدات الرديئة على مستخدميها، إنما تمتد إلى المحاصيل الزراعية، وبالتالي تنتقل إلى المستهلك – حسب ما يذكره اختصاصيون.
اختناق وطفح جلدي
مسؤولة القطاع الصحي في ناحية الدير، زهراء رحيم حسين، تقول في حديث صحفي أن "مزارعين عديدين لا يستخدمون مستلزمات الوقاية عند رش المبيدات. لذلك يستنشقون تلك المواد السامة بشكل مباشر، ويصابون بالاختناق والطفح الجلدي، ويتعرضون للاغماء أحيانا".
وتلفت إلى ان "المشكلة لا تكمن فقط في غياب وسائل الوقاية، بل في ضعف الوعي الصحي وانتشار أنواع محظورة من المبيدات ذات السمية العالية في الأسواق المحلية، في ظل عدم وجود رقابة صارمة تمنع كليا دخول واستخدام تلك المبيدات".
وتوضح أن "هناك انواعا من المبيدات معروضة للبيع في الأسواق، لا تصلح أصلا للاستخدام الزراعي، ومع ذلك يلجأ إليها الفلاحون لرخص اثمانها وجهلهم بخطورتها".
وتحذر المسؤولة الصحية من الاستخدام غير المنضبط للمبيدات الكيميائية على المحاصيل الزراعية وصحة الإنسان "إذ ان تجاوز الجرعات الموصى بها أو عدم الالتزام بفترة الأمان قبل الحصاد، يترك بقايا سامة على الثمار، وحتى داخلها، خصوصا بالنسبة للخضراوات والفاكهة التي تمتص المواد الفعالية".
وتتابع القول أن "ضرر الاستخدام غير المنضبط للمبيدات لا يكمن فقط في تراجع القيمة الغذائية للمحصول، بل قد يحوله إلى مصدر محتمل للأمراض"، مشيرة إلى ان "المستهلك ربما لا يدرك أن بعض المنتجات، مثل الطماطم، رُشت بالمبيدات قبل يومين فقط من قطافها، أو انها تحتوي على مواد محظورة دوليا يتم تداولها في السوق السوداء". وتشير وكالات أنباء إلى ان أطباء في البصرة سجلوا زيادة في حالات التسمم الغذائي وأعراضاً غامضة لدى الأطفال، منها ضعف المناعة واضطرابات النمو، والتي يُعتقد انها ناتجة عن تراكم بقايا المبيدات في أجسادهم.
وتظهر أبحاث طبية احتواء بعض المبيدات على مركبات تؤثر على الجهاز العصبي وتصنَّف كمسببات لاضطرابات الغدد الصماء، بينما تُزيد أنواع أخرى احتمالات الإصابة بالسرطان، والفشل الكلوي، وتشوهات الأجنة.
هذه المخاطر تجعل مهندسين زراعيين وباحثين صحيين، يشددون على أهمية زيادة وعي الفلاحين بمخاطر الاستخدام الخاطئ للمبيدات، مع وضع رقابة حكومية صارمة على نوعية المبيدات المطروحة في الأسواق. فيما يطالب ناشطون بيئيون بصريون بإنشاء مختبرات رقابية لفحص المحاصيل المعروضة في الأسواق، وبتحديث التشريعات الزراعية بما يتوافق والمعايير الدولية، وفرض عقوبات رادعة على من يروج أو يستخدم المبيدات المحظورة، مؤكدين أن هناك مبيدات محظورة تبيعها مكاتب زراعية في مناطق مختلفة من البصرة.
مكاتب زراعية غير متخصصة
في السياق، يحذر ممثل اتحاد الجمعيات الفلاحية في ناحية النشوة فلاح مطر، من اتساع بيع المبيدات الزراعية المهددة للصحة. ويقول في حديث صحفي أن "المبيدات التي توفرها الدولة عادة ما تكون آمنة وخاضعة للرقابة، لكن بسبب فوضى السوق ووجود مكاتب خاصة يديرها أشخاص غير اختصاصيين، باتت صحة الفلاحين في خطر".
أما المهندس الزراعي أحمد جاسم فيقول أن "بعض باعة المبيدات لا يملكون أية مرجعية علمية، فيروجون مواد سامة خطيرة على الصحة، ويقنعون الفلاحين باستخدامها لمكافحة الآفات الزراعية، ما يؤدي إلى حالات تسمم وتلوث خطيرة".
ويلفت في حديث صحفي إلى ان "الكثير من المبيدات المنتشرة في السوق مغشوشة. حيث تحمل علامات تجارية مزورة"، مؤكدا أن "المبيدات، في حال استخدامها بشكل غير منضبط، تترك آثارا في المحاصيل، التي يسبب استهلاكها تراكما تدريجيا للسموم في الجسم".
تداول مبيدات محظورة
من جانبه، يقر عدي عباس، وهو صاحب متجر لبيع المبيدات الزراعية في ناحية الهارثة شمالي البصرة، باستمرار تداول مبيدات محظورة عالية السمية في الأسواق.
ويوضح في حديث صحفي أن "هناك مبيدات ممنوعة رسميا، لكنها لا تزال تُباع في الأسواق غير المجازة، ويجري تداولها بين بعض التجار والمزارعين رغم علمهم بخطورتها"، مبينا أن "تلك المبيدات يجري تهريبها أو استيرادها بطرق غير شرعية".
ويلفت إلى ان "من أخطر هذه المواد مبيد الباراكوات المحظور في دول عدة بسبب تأثيره المباشر على الجهاز التنفسي واحتمال تسببه في الوفاة حتى بكميات صغيرة، إضافة إلى مبيد الكلوربيريفوس الممنوع دولياً لتأثيراته الضارة على الجهاز العصبي".
إجراءات حكومية
في مواجهة تصاعد مخاطر المبيدات الزراعية المغشوشة، يقول مدير زراعة البصرة هادي حسين، أن دائرة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة توفر المبيدات مجانا للفلاحين ضمن خطة دعم رسمية، وأن هناك إحصائيات دقيقة بشأن الكميات والأنواع التي توفرها الوزارة، مستدركا "لكن ليست هناك أي بيانات تخص المبيدات التي تدخل عن طريق القطاع الخاص، لأنها تُستورد عبر إقليم كردستان، وتُوزع من بغداد عبر وكيل خاص".
ويشير إلى ان "هناك دائرة للإرشاد والتدريب الزراعي، تنفذ برامج توعية للمزارعين من خلال ندوات ميدانية ومشاهدات حقلية سنوية توضح طرق الاستخدام الآمن للمبيدات"، منوّها إلى انه "على الرغم من هذه الجهود، لا تزال هناك ممارسات خاطئة. فبعض الفلاحين لا يلتزمون بالتوجيهات ويستخدمون المبيدات بشكل مفرط، ما يرفع احتمالية التسمم أو التعرض للأمراض".
**************************************
مواطنون من الزعفرانية: عمّروا الروضة أو أعيدوا افتتاحها!
متابعة – طريق الشعب
في العام 2020 أغلقت السلطات المعنية "روضة حمادي شهاب" الحكومية في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد، بعد أن خرّجت عشرات الدفعات منذ تأسيسها عام 1979.
وتتميز هذه الروضة بموقعها المركزي. حيث تقع في بداية "شارع المعهد" بالقرب من أحياء "العتيكة" و"الأولى" و"الـ400" و"المعلمين". وقد جرى إغلاقها بدعوى الإعمار، لكن ذلك لم يتم حتى الآن، الأمر الذي دفع الأهالي للمطالبة بإعادة افتتاح الروضة، لتجنيبهم عناء إرسال أطفالهم إلى روضات اخرى بعيدة ومكلفة.
المواطن غزوان فاضل، يطالب وزارة التربية والجهات المعنية، بالإسراع في إعادة إعمار الروضة، مبينا في حديث صحفي أن أحفاده أرسلوا إلى روضة أهلية بعيدة، بسبب عدم وجود روضة حكومية بديلة في المنطقة.
فيما يقول المواطن كرار علوان، أن الروضة كانت تضم حديقة جميلة وساحة واسعة للعب، وانها اغلقت بشكل مفاجئ لغرض الإعمار، ولا تزال مغلقة حتى الآن دون أي اعمار.
*********************************************
مرشحون متنفذون يُغلقون عيادة الموصل الخيرية!
متابعة – طريق الشعب
بعد ثلاث سنوات من تقديم الخدمات الطبية المجانية للفقراء والمحتاجين، أعلنت عيادة الموصل الخيرية الجمعة الماضية، إغلاق أبوابها أمام المراجعين حتى إشعار آخر، وذلك بسبب مضايقات تتعرض لها من قبل مرشحين للانتخابات. وحسب ما أفاد به مسؤول العيادة صلاح الوراق في حديث صحفي، فإن "هناك مرشحين يرسلون المرضى الى العيادة من دون حجز مسبق، ويجبرون إدارة العيادة على إدخال المرسلين من قبلهم قبل جميع المرضى المتواجدين. وهو ما يربك الحجوزات التي تصل أحياناً الى 200 حجز في الأسبوع". ويوضح أنه "منذ شهر ونصف يأتينا مرضى عن طريق مكاتب المرشحين. منهم من يأتي ومعه اتصال هاتفي من مرشح ويطلب تقديم الاستشارات والفحوصات بشكل مسرع، ومنهم من يأتي ومعه ملصقات لذلك المرشح، فضلا عمن يأتي ومعه الشخصيات التي تعمل مع المرشحين، ويتعامل معنا كأن المجمع تحت أمره"! ويتابع الوراق قوله: "لذلك قررنا نحن إدارة العيادة إيقاف العمل الى إشعار آخر. وهذا القرار كنت سأتخذه قبل 3 أسابيع لكنني ترددت به". ويشير إلى انه "كل خميس لدينا حجوزات لا تقل عن 200 اسم، وكلهم بحسب مواعيد محددة. والذي يأتي عن طريق المرشحين من دون حجز يريد أن يدخل للطبيب مباشرة، وهذا غير مقبول ويربك عملنا الذي نسير عليه منذ 3 سنوات". ويؤكد القائمون على العيادة أن عيادتهم خُصصت منذ افتتاحها للفقراء والبسطاء فقط، بعيداً عن أي توظيف سياسي أو إعلامي. في السياق، قال مريض كان قد قصد العيادة ووجدها مغلقة، أن "هذا المكان كان نافذة أمل للفقراء يخفف عنهم آلامهم، لكن يبدو أن بعض المرشحين والسياسيين قد استكثروا حتى هذه الخدمة على البسطاء".
************************************************
يقطعون يوميا 170 كيلومترا! معلمون موصليون يُطالبون بنقلهم إلى المركز
متابعة – طريق الشعب
طالب نحو 120 معلماً ومدرساً موصليا، من المعيّنين في عام 2020، بالموافقة على نقلهم إلى مركز مدينة الموصل، بعد قضائهم المدة القانونية للخدمة في أطراف نينوى.
وقال عدد منهم في حديث صحفي، أنهم خدموا أكثر من خمس سنوات في أقضية بعيدة كالبعاج، وربيعة التي تبعد نحو 170 كيلومترا عن محل سكنهم، في حين نُقل آخرون من زملائهم إلى داخل الموصل دون أن يخدموا يوماً واحداً خارجها - على حد قولهم.
وأوضحوا أن "التعيينات الأخيرة وفّرت أكثر من 22 ألف معلم وإداري، إلى جانب عقود جديدة، ما كان كفيلاً بإنهاء معاناتهم، لكن المشكلة لا تزال قائمة"، مطالبين بـ "قرارات منصفة تعالج الغبن وتضمن العدالة في توزيع الملاكات التربوية".
**************************************
في الزبير كلاب سائبة تهاجم التلاميذ
متابعة – طريق الشعب
شكا مواطنون في قضاء الزبير غربي البصرة، من انتشار الكلاب السائبة في أحيائهم السكنية، مبدين قلقهم على أطفالهم التلاميذ من هجمات تلك الكلاب، مع بدء العام الدراسي الجديد.
وفي مقطع فيديو صوّره مواطن ونشرته وكالات أنباء، تظهر مجموعة من الكلاب السائبة قرب مدرستي "الصراحة" و"رمضان مبارك" المجاورتين في مركز القضاء. ويعلق المواطن في المقطع بالقول أن تلك المدرستين تقعان بالقرب من دائرة البلدية ومقر الحكومة المحلية.
ويلفت إلى أن الكلاب هاجمت عددا من التلاميذ في أول يوم من الدوام المدرسي، وكادت تنهش أجسادهم لولا مسارعة آبائهم إلى إنقاذهم، مطالبا الجهات المعنية بإخراج تلك الكلاب من الأحياء السكنية وإبعادها عن طرق سير التلاميذ، حفاظا على سلامتهم.
*******************************************
في الزبيدية مطالبات بصيانة الطرق الخارجية
الزبيدية - شاكر القريشي
يشكو أهالي قضاء الزبيدية في محافظة واسط، من تهالك شوارعهم الداخلية والطرق الخارجية المرتبطة بالقضاء، وأهمها: الزبيدية – الصويرة، الزبيدية – النعمانية، الزبيدية – الشحيمية، ومدخل القضاء من جهة شارع بغداد – البصرة.
ويوضح عدد منهم لـ"طريق الشعب"، أن رداءة تلك الطرق تتسبب باستمرار في حوادث سير مروعة يروح ضحيتها عديد من الأبرياء، مؤكدين أنه "رغم المطالبات المتكررة من المواطنين وسائقي المركبات بصيانة تلك الطرق، ورغم مرور مسؤولين حكوميين يوميا عليها، إلا ان لا أحد يُحرك ساكنا"!
ويطالب أهالي الزبيدية الحكومتين المحلية والمركزية بالإسراع في إدامة الطرق، لا سيما الخارجية، للنأي بالمواطنين عن مخاطرها الوشيكة.
******************************************
مواساة
• تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الزبيدية/ اللجنة المحلية في واسط الرفيق شاكر كاظم القريشي، بوفاة ابن عمه الشخصية الاجتماعية محمد هادي القريشي (ابو وليد)، المشارك الفاعل في انتفاضة تشرين 2019، وشقيق الشيخ سالم هادي القريشي، ووالد كل من المهندس وليد والمهندس علي.
له الذكر الطيب ولأسرته الكريمة وسائر معارفه الصبر والسلوان.
• تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل عشيرة الجنابيين، بوفاة والدة الرفيق علي حبيب (ابو مرتضى) وعمة الرفيق بهجت الجنابي عضو اللجنة المركزية.
للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها خالص العزاء.
• تعزي محلية المقرات الرفيق خالد يحيى شلاخ الزاملي، وذلك لوفاة عقيلته. الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان للعائلة الكريمة.
**********************************************
الصفحة السادسة
موجة جديدة من سفن كسر حصار غزة تنطلق غداً حزب الشعب يرحب بالاعتراف بدولة فلسطين ويدعو لوقف الإبادة الجماعية
رام الله – وكالات
أعرب حزب الشعب الفلسطيني، أمس الاثنين، عن ترحيبه باعتراف كل من بريطانيا وأستراليا والبرتغال وكندا بدولة فلسطين، معتبراَ اعتراف الدول المذكورة بالدولة الفلسطينية إلى جانب الاعترافات الدولية الأخرى، تعزيزاَ للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة.
وقال الحزب في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب" ان "حزب الشعب يؤكد أن هذه الاعترافات بالدولة الفلسطينية، تعتبر انجازاَ سياسياَ مهماَ، وما كان لها أن تحدث لولا نضالات وتضحيات وصمود شعبنا الفلسطيني، وهي في كل الأحوال استحقاق لشعبنا في سبيل نيل حقوقه الوطنية المشروعة"، مؤكدا على ضرورة أن "تعترف كل دول العالم بجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها اسرائيل، والتدخل بقوة من أجل وقفها فوراَ، وملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين ومحاكمتهم، وتطبيق القوانين الدولية وفي المقدمة منها قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وتوفير الحماية لشعبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال
وكانت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، قد أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، ليرتفع عدد الدول التي اتخذت هذه الخطوة إلى 153 دولة، من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة.
جاء ذلك في إفادات رسمية صادرة عن الدول الأربع، التي سبق لها إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، بالتزامن مع انطلاق أعمال الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي كلمة متلفزة، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، رسميا اعتراف بلاده بدولة فلسطين.
وفي هذا الصدد، قال ستارمر: "بينما يتفاقم الرعب في الشرق الأوسط، نعمل على إبقاء أمل حل الدولتين والسلام حياً".
انتهاك القانون الدولي
وفي تدوينة على منصة شركة "إكس" الأمريكية، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، إن جميع الحكومات الكندية منذ عام 1947 كانت تدعم حل الدولتين في فلسطين.
ولفت كارني، إلى أن الآمال المتعلقة بإيجاد بالوصول إلى هذا الحل تلاشت بمرور الوقت.
وذكر أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية تعمل بشكل منتظم لمنع قيام دولة فلسطينية".
وأكد كارني، أن خطة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية تُعد انتهاكاً للقانون الدولي، وأن إسرائيل، بانتهاكها المتكرر للقانون الدولي في قطاع غزة، قتلت عشرات الآلاف من المدنيين، وشرّدت أكثر من مليون شخص.
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، اعتراف بلاده بدولة فلسطين.
وقال ألبانيزي، في تدوينة على منصة شركة "إكس" الأمريكية، إن أستراليا اعترفت بدولة فلسطين المستقلة ذات السيادة.
وأضاف: "بهذا تعترف أستراليا بالأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني"، مجددا دعم أستراليا لحل الدولتين.
اعتراف يحظى بدعم
من جهته، أعلن وزير الخارجية البرتغالي باولو رانخيل، في كلمة ألقاها خلال تواجده في الممثلية الدائمة للبرتغال لدى الأمم المتحدة، اعتراف بلاده رسمياً بفلسطين كدولة.
وقال في هذا الصدد: "اليوم؛ 21 أيلول 2025، تعترف الدولة البرتغالية رسمياً بدولة فلسطين. وقد صدر بيان الاعتراف بدولة فلسطين بقرار من مجلس الوزراء، ويحظى بدعم الرئيس والأحزاب السياسية الممثلة في برلماننا".
ومؤخرا، أعلنت 11 دولة، بينها مالطا وبريطانيا ولوكسمبورغ وفرنسا وأستراليا وأرمينيا وبلجيكا، اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال أعمال الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري.
ومن أصل 193 دولة عضوا في المنظمة الدولية، باتت 153 دولة تعترف بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجزائر عام 1988.
ألف سفينة لكسر الحصار
في الاثناء، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، انطلاق موجة جديدة من سفن كسر الحصار عن القطاع الفلسطيني من جنوب إيطاليا الأربعاء المقبل.
وقالت اللجنة في بيان: "أعلن ائتلاف أسطول الحرية (FFC)، بالتشارك مع مبادرة "ألف مادلين" إلى غزة (TMTG)، عن إطلاق الموجة التالية من سفن كسر الحصار".
ومبادرة "ألف مادلين" هي "تحالف دولي مدني مستقل، من متطوعين ونشطاء وعاملين في المجال الإنساني، يهدف لتنظيم أسطول بحري سلمي مكون من ألف سفينة لكسر الحصار وتقديم المساعدات والتوعية والتضامن مع غزة"، وفق موقعها الإلكتروني.
وسُميت المبادرة بهذا الاسم تكريما لمادلين كولاب، أول صيادة في غزة، ولسفينة "مادلين" التي حاولت الوصول إلى غزة في حزيران الماضي، لكن السلطات الإسرائيلية منعتها.
وأوضحت اللجنة أن ذلك سيتم "عبر أسطول بحري جديد يتكون من عدة سفن ستبحر بتاريخ 24 أيلول/ سبتمبر الحالي من جنوب إيطاليا".
وأضافت أن انطلاق أسطول السفن الجديدة "يأتي بالمشاركة والتعاون بين تحالف مبادرتين شعبيتين عالميتين، في الوقت التي تبحر به 50 سفينة ضمن أسطول الصمود العالمي".
كما يأتي "في الوقت الذي يخطط فيه أسطول الحرية لتسيير سفينة تحمل فكرة جديدة ونوعية (لم يحددها) بداية الشهر القادم" تشرين الأول، بحسب البيان.
وأكدت اللجنة أنه "في وقت يتعاظم الألم في غزة ويوغل الاحتلال الإسرائيلي في جريمة الإبادة بكل شكل ولون، يصبح من الواجب على كل حر في هذا العالم أن يركب البحر وينتزع ممرا يكسر الحصار ويعطي شريان حياة لقطاع غزة".
*************************************************
الشيوعي السوداني يرحب بجهود وقف الحرب ويدعو لقيام نظام مدني ديمقراطي
الخرطوم - وكالات
رحب المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، بالجهود المبذولة في سبيل الوصول الى وقف الحرب "اللعينة" التي دمرت البلاد. يأتي هذا رداً على البيان الصادر من الرباعية (الولايات المتحدة الامريكية، مصر، السعودية، الامارات). حيث طرحت فيه خارطة طريق لوقف الحرب في السودان وتقديم المساعدات الانسانية ومعالجة الوضع السياسي وصولا الى سلطة مدنية وفترة انتقالية.
وقال الشيوعي السوداني، في بيان، انه "نعلم ان بعضا من أطراف الرباعية وأطراف أخرى اقليمية ودولية ما زالت تقف وراء هذه الحرب وتمول طرفيها. على الرغم من انها كانت تستطيع وقفها منذ بداياتها الا انها لم تفعل حماية لمصالحها التي يحققها استمرار الحرب حرصا على استمرار السودان مصدرا للمواد الخام وسوقا لمنتجاتها عوضا عن ان استمرار الحرب ينهك الشعب السوداني ليقبل بأي تسوية ويمكن هذه القوى من فرض شروطها والحصول على أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية والسياسية".
واشار، الى انه "الآن وبعد ان رأت هذه القوى اتساع نفوذ الاسلاميين وتسيدهم كامل المشهد في حكومة الامر الواقع، وفتح ابواب البلاد لدخول المتطرفين من الدواعش والجهاديين وغيرهم، اضافة الى الخطر الذي يمثله التواجد الايراني والحوثي على الملاحة والتجارة الدولية في البحر الاحمر الأمر الذي يهدد مصالح هذه القوى بشكل جدي في السودان والمنطقة عموما، وهو ما دفع قوى الرباعية لإصدار بيانها هذا، حرصا ودفاعا عن مصالحها".
ورأى الحزب، انه "لابد ان يكون واضحا ان انهاء الحرب ومسبباتها وقيام النظام المدني الديمقراطي واستقراره لن يتم الا بالعودة الى مسار ثورة ديسمبر المجيدة وتحقيق اهدافها وشعاراتها التي قامت من اجلها وان أي مسار غير ذلك سيفضي الي اعادة انتاج الازمة والدوران في فلك الدوائر الخارجية".
***************************************************
بتُهم دعم الإبادة الجماعية.. محامون يقاضون الحكومتين الألمانيتين السابقة والحالية
رشيد غويلب
في مؤتمر صحفي عُقد الجمعة الفائت، قدّم بنيامين دوسبيرغ وناديا سمور، باسم مجموعة من المحامين، وبتوكيل من طبيبين يعيشان في ألمانيا، فقدا أقاربهما في غزة، شكوى جنائية من 110 صفحات موجهة إلى المدعي العام الاتحادي ينس روميل. وتتهم الشكوى المرفوعة في العاصمة برلين، عددا من كبار مسؤولي الحكومتين الألمانية الحالية والسابقة بالمساعدة في ارتكاب إبادة جماعية والتحريض عليها. بالإضافة إلى ذلك وردت أسماء أربعة من مديري شركات الأسلحة الألمانية الذين يدعمون الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
ضمت قائمة المتهمين من الحكومة السابقة: المستشار الألماني السابق أولاف شولتس (الحزب الديمقراطي الاجتماعي)، ووزير الاقتصاد السابق روبرت هابك (حزب الخضر)، ووزيرة الخارجية السابقة أنالينا بيربوك (حزب الخضر). أما من الحكومة الألمانية الحالية، وجه الاتهام إلى: المستشار الألماني الحالي فريدريش ميرتس، ووزير الخارجية يوهان فادفول، ووزيرة الاقتصاد كاتارينا رايشه، ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس، الذي تقلد مناصب وزراية في الحكومتين وجميعهم ينتمون إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم.
تأتي الشكوى الجنائية بعد ثلاثة أيام فقط من صدور تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الإبادة الجماعية. وهي مصادفة، وإن كانت "توقيتًا مناسبًا"، وفقًا للمحامين. وكانت منظمات حقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة "بتسيلم"، قد توصلت بالفعل إلى النتيجة نفسها.
إذا كانت ألمانيا دولةً دستورية، فيجب أن تبدأ التحقيقات فورا، كما قال دوسبيرغ: "هذا واضحٌ تمامًا من الناحية القانونية". بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، يجب اتخاذ إجراءات فورية لمنعها.
خلل منهجي
وفق النظام النافذ في المانيا، يُعدّ خضوع المدعي العام الاتحادي لتعليمات وزارة العدل "خللاً منهجياً" واضحاً - فكيف يمكنه التحقيق مع رؤسائه في هذه القضية؟ يُجادل دوسبيرغ بأنه سيكون من "النجاح غير المباشر" للدعوى القضائية، أن يشعر السياسيون الألمان بالقلق إزاء الدعم العلني المفرط للجرائم ضد الإنسانية.
في العام الفائت، رفض المدعي العام الاتحادي شكوى جنائية من نفس الجهات، مؤكدًا بإيجاز أنه لا يمكن إثبات صلة مباشرة بين شحنات الأسلحة الألمانية والجرائم الإسرائيلية. يختلف دوسبيرغ مع هذا الرأي، ويقول: "ليس من الضروري حتى العثور على رصاصة ألمانية معينة في رأس طفل فلسطيني معين. يجب مقاضاة أي دعم للإبادة الجماعية وفقًا للقانون".
فضلا عن أن الدعوى الجنائية تنص بالتفصيل على كيفية تمكين الصادرات الألمانية إسرائيل من شنّ حرب. تُصرّح الحكومة الألمانية بأن البضائع المصدرة هي في المقام الأول "معدات عسكرية أخرى"، بما في ذلك قطع غيار دبابات ميركافا المُستخدمة في غزة. قد تبدو مفردة "أخرى" مُرادفًا لمعدات الحماية واللوازم الطبية، لكن في الواقع، لا غنى عن المنتجات الألمانية في أنظمة الأسلحة المستخدمة. ومن الضروري الإشارة إلى ان ألمانيا وافقت على تصدير معدات عسكرية بقيمة تقارب 485 مليون يورو في الفترة من 7 تشرين الأول 2023 (يوم هجوم حماس على إسرائيل) إلى أيار 2025. وقد جاء أكثر من ثلث واردات الأسلحة الإسرائيلية خلال هذه الفترة من ألمانيا. ووافقت الحكومة الاتحادية الجديدة على شحنات أسلحة إضافية بقيمة تقارب 4 ملايين يورو في الشهر الأول من ولايتها، حتى 10 حزيران الفائت.
أمل
من النادر أن تُعاقب دولةٌ على جرائمها - على الأقل ليس دون ثورةٍ. لقد أرست الولايات المتحدة القانون الدولي الحديث بمحاكمات نورنبيرغ، لكنها لم تُحاكم الجنرالات الأمريكيين قط على جرائمهم في فيتنام. وفي ألمانيا، أفلت من العقاب معظم مرتكبي جرائم ضد الإنسانية في العهد النازي، باستثناء قلةٍ منهم.
ومع ذلك، يُشير دوسبيرغ إلى شخصياتٍ نزيهة مثل فريتز باور، المدعي العام اليهودي الذي قاد محاكمات معسكر أوشفيتز النازي في فرانكفورت في ستينيات القرن العشرين. وقد أدى إصراره في النهاية إلى سجن بعض النازيين. والسؤال الآن هو: هل يتمتع روميل بمثل هذه الشجاعة؟
تستشهد الحكومات الألمانية بالإبادة الجماعية لليهود على أيدي النازيين والمعروفة بـ „الهولوكوست" لتبرير دعمها لإسرائيل. وصرح دوسبيرغ في المؤتمر الصحفي: "إن دروس الهولوكوست تُحرّف". وأضاف: "إما أن تكون هذه الدروس عالمية، أو لا تطبق على الإطلاق". إن التطبيق الانتقائي للقانون الدولي، مع معايير مختلفة للأصدقاء والأعداء، يُمثّل إلغاءً للقانون الدولي.
*********************************************
تضامناً مع فلسطين إيطاليا تشهد إضراباً عاماً وتظاهرات
روما ـ وكالات
نفذت النقابات العمالية في إيطاليا، امس الإثنين، إضرابًا عامًا كاملًا تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وسط احتجاجات واسعة في 75 مدينة. وقد أدى الإضراب إلى شل حركة النقل العام في عدة مناطق، كما سجلت اشتباكات محدودة في جامعة تورينو.
وجاءت التظاهرات والإضرابات استجابة لدعوة النقابات للتعبئة "للتنديد بالإبادة الجماعية في غزة" والمطالبة بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على الكيان الصهيوني.
في العاصمة روما، تجمع المئات من تلاميذ المدارس الثانوية أمام محطة تيرميني، حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين هتافات داعمة لفلسطين. كما توقفت العديد من الحافلات وتعطلت خدمة المترو. وشهدت مدن أخرى احتجاجات مماثلة في ميلانو وتورينو وفلورنسا ونابولي وباري وباليرمو، فيما أغلق عمال الموانئ في جنوة وليفورنو أرصفة الموانئ احتجاجًا على الأحداث الجارية.
*********************************************
{اليونيسيف} تدين مقتل 3 أطفال بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - وكالات
دانت منظمة "اليونيسف" مقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان.
وأكدت المنظمة الأممية أن "استهداف الأطفال أمر غير مقبول ولا يمكن تبريره. فلا يجوز أبدا أن يدفع أي طفل حياته ثمنا للنزاع".
وشددت على "وجوب أن تتوقف الأعمال العدائية فورا لضمان حماية كل طفل". أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة جراء قصف بمسيرة إسرائيلية في بلدة بنت جبيل. في هذا السياق، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، في بيان إن "إسرائيل تواصل انتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية وترتكب مجزرة جديدة في بنت جبيل". وأضاف: "فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الإنسان، ها هي إسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرة للقرارات الدولية عبر ارتكابها مجزرة ذهب ضحيتها 5 شهداء بينهم 3 أطفال". وقال: "لا سلام فوق دماء أطفالنا".
**************************************************
الهند ترد على زيادة رسوم تأشيرات {العمال المهرة} الأمريكية
نيودلهي - وكالات
أعربت الحكومة الهندية عن ردود فعل غاضبة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم قدرها 100 ألف دولار على تأشيرات H-1B للعمال المهرة، في خطوة وصفتها الهند بأنها قد تترتب عليها “عواقب إنسانية”، بينما قال أحد الوزراء إن الإدارة الأمريكية “خائفة من مواهبنا”. ويتيح برنامج H-1B للشركات الأمريكية توظيف العمال الأجانب في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات، والرعاية الصحية، والهندسة، للعمل في الولايات المتحدة لمدة تصل إلى ست سنوات. وكانت الهند المستفيد الأكبر من هذه التأشيرات، حيث شكلت 71 في المائة من الموافقات خلال عام 2024.
وبررت واشنطن قرارها بالقول إن البرنامج يُستغل لخفض أجور العمال الأمريكيين ونقل وظائف تقنية إلى الخارج، فيما يشكل حاملو التأشيرات 65 في المائة من قوة العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات بالولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان لها إن الرسوم الجديدة "ستسبب اضطراباً للأسَر"، مؤكدة أهمية تبادل العمال المهرة الذي ساهم بشكل كبير في المصالح الاقتصادية لكل من الهند والولايات المتحدة. وأضاف وزير التجارة الهندي، بييوش جويل: "هم أيضاً خائفون من مواهبنا. نحن لا نمانع ذلك".
************************************************
الصفحة السابعة
أصداء مشاركة الشيوعي العراقي في مهرجان لومانيتيه
باريس – داود امين
على مساحة 60 هكتاراً جنوبي العاصمة الفرنسية باريس، احتضن الحزب الشيوعي الفرنسي أيام 12 و13 و14 أيلول 2025 فعاليات دورته التسعين لمهرجان صحيفته العريقة "اللومانتيه"، بمشاركة أحزاب وقوى سياسية من 180 بلداً. وكما جرت العادة، حضر الحزب الشيوعي العراقي وصحيفته المركزية "طريق الشعب" للعام الـ 55، في تزامن مع احتفال الصحافة الشيوعية العراقية بمرور 90 عاماً على انطلاقتها.
حضور واسع ونشاط متنوع
منذ اليوم الأول، توافد الشيوعيون العراقيون من مختلف البلدان الأوروبية وأمريكا والعراق إلى خيمة "طريق الشعب"، التي تحولت إلى فضاء للعمل التطوعي واللقاءات الثقافية والسياسية. الرفيق رائد فهمي، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، افتتح برنامج الخيمة بندوة سياسية تناول فيها الأوضاع العراقية، مشيرا إلى أن القوى المتنفذة تسعي لاحتكار السلطة، كما انتقد السياسات الأمريكية في العراق، وأكد الموقف الثابت للحزب في دعم نضال الشعب الفلسطيني.
فعاليات ثقافية وفنية
شهد اليوم الأول عروضاً موسيقية وغنائية، بينها فقرة فرقة الخشابة البصرية التي قدمت ألوان الطرب العراقي الأصيل، تلاها الفنان أحمد العاشق بأغانيه الشعبية. كما ألقى الشاعر سعد عزيز قصائد باللهجة الشعبية، فيما قدمت محاضرات ثقافية عن تاريخ الصحافة الأنصارية ومستقبل الأقليات في العراق.
اليوم الثاني تميز بحضور شبابي غير مسبوق، حيث امتلأت ساحات المهرجان بالآلاف. داخل الخيمة العراقية، استذكر الأستاذ موفق داود سيرة المناضل الأممي العراقي نوري روفائيل، بينما أحيت رابطة المرأة العراقية مسيرة نسوية جابت أروقة المهرجان رغم زخات المطر، رافعة شعارات المساواة وحقوق المرأة.
اليوم الثالث خُصص لندوة سودانية–فلسطينية، تحدث خلالها قادة من الحزب الشيوعي السوداني وحزب الشعب الفلسطيني عن التحديات السياسية في بلديهما، مع تأكيد مشترك على رفض العدوان الإسرائيلي على غزة.
أجواء تضامن واحتفاء
الحاضرون وصفوا المهرجان بـ "العرس الأممي"، حيث طغت أجواء الفرح والتنوع دون تسجيل أي حوادث تُذكر. العديد من المشاركين أكدوا أن الخيمة العراقية كانت محطة أساسية لزوار المهرجان، بما قدمته من أجواء ثقافية وفنية وغذائية أعادت الحنين إلى الوطن.
وفي ختام الفعاليات، قدّم الرفيق رائد فهمي شهادات تقديرية لعدد من المساهمين المتميزين في إنجاح خيمة الحزب هذا العام والأعوام السابقة.
الرفيق أبو أكرم (قاسم عثماني) القادم من هولندا قال إن المهرجان محطة ينتظرها بشوق كل عام، مؤكداً أن الابتسامات والبهجة التي يعيشها الحاضرون تخفف عنهم المتاعب اليومية، معتبراً أن الحضور الشبابي الكثيف هذا العام كان لافتاً، إذ ربما وصل عدد المشاركين إلى مليون شخص، دون أي مشاكل أو خلافات.
خلية نحل
الرفيقة أم فرح من هولندا وصفت العمل في الخيمة بأنه "خلية نحل"، وأشادت بفرقة الخشابة وبالأجواء الشعبية التي أعادت الحنين إلى الوطن، مضيفة أن مشاركة النساء في إعداد الطعام والمسيرة النسوية وسط المطر عكست روح التضامن والتفاني.
الفنان أحمد العاشق من هولندا، الذي يحضر للمرة الأولى، عبّر عن سعادته بالأجواء قائلاً إنه لم يتوقع هذا القدر من الفرح والتنوع الثقافي. فيما أبدى علي الجادري القادم من الدانمارك فخره بالمشاركة تحت خيمة عراقية، مؤكداً أن الحضور الشبابي الكبير منح المهرجان طابعاً مميزاً.
الرفيقان أبو ميثاق (علي إبراهيم محمود) وزوجته سليمة محسن اللذان شاركا للمرة الثانية، عبّرا عن حرصهما على دعم مالية الحزب عبر عملهما في المطبخ، مقترحين تنظيم العمل بشكل أكثر دقة. أما الرفيقة سلوى من ألمانيا، فأكدت أنها سعيدة بالمساهمة في إعداد الأطعمة منذ أربع سنوات متواصلة.
من باريس، تحدثت الرفيقة رفاه عن عملها المتواصل في تحضير الكباب برفقة رفاقها، معربة عن اعتزازها بخدمتها في الخيمة لسنوات طويلة. بينما أشار الرفيق بلال رضا القادم من بغداد إلى أن المهرجان منحه فرصة ثمينة للتواصل الأممي، لافتاً إلى أن روح الفرح والتعاون غلبت على المشهد رغم الزخم الكبير.
*****************************************
وجوه في خيمة {طريق الشعب} في المهرجان
باريس – محمد الكحط
في أجواء احتفالية مفعمة بالحماس والتضامن، بدت خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه، الذي انطلق في الحادي عشر من أيلول 2025، كخلية نحل تعج بالحركة والنشاط. فمنذ ساعات الافتتاح الأولى، اجتمع الرفاق والأصدقاء القادمون من العراق ومن مختلف مدن أوروبا والدول الإسكندنافية، ليشكلوا لوحة نابضة بالحياة، تزينها أصوات الترحيب والعناق والضحكات الدافئة.
الخيمة، التي عُرفت بخصوصيتها وحيويتها، تحولت إلى مركز تلاقت فيه الجهود التطوعية؛ فبينما انشغل البعض في إعداد الطعام والمشروبات، تولى آخرون تجهيز أجهزة البث والتسجيل، فيما حمل آخرون كاميراتهم لتوثيق اللحظات. وكانت الأغاني العراقية والكردية تملأ الأجواء، في انسجام مع روح المهرجان التي جمعت آلاف المشاركين من مختلف القارات، يتوحدون حول قيم إنسانية وتضامن واسع مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني.
تجلت هذه الروح أيضاً في شهادات الحاضرين، حيث وصف فوزي صبار طلاب، القادم من السويد، المهرجان بأنه محطة راسخة لتوحيد قوى اليسار وتعزيز حضورها في مواجهة الهجمة اليمينية، مؤكداً أنه فرصة للشبيبة اليسارية للتعبير عن أحلامها وأفراحها. أما وسن الزهيري، القادمة من ستوكهولم في أول مشاركة لها، فقد عبرت عن انبهارها بالأجواء ووعدت بالعودة في السنوات المقبلة، مؤكدة أن خيمة طريق الشعب تجسد روح التعاون والعمل الجماعي.
ومن العراق، تحدث الشاب حسين النهر، الذي كان من بين النشيطين في الخيمة، واصفاً المهرجان بالحدث الاستثنائي الذي جمع اليساريين والشيوعيين من أنحاء العالم في أجواء تسودها البسمة والتفاؤل، مقدماً شكره للحزب الشيوعي العراقي على هذا الفضاء الذي جمع المغتربين حول قيم إنسانية سامية. رفيقه بلال مردان سعود أبدى هو الآخر إعجابه بالتجربة، مشيراً إلى ضخامة المهرجان وتنوعه الثقافي والفني، وما تخلله من تضامن واسع مع القضية الفلسطينية، حيث ارتفعت الأعلام الفلسطينية في معظم الخيم.
الحضور لم يقتصر على الشباب، بل كان للأنصار الشيوعيين بصمتهم المميزة، سواء من خلال تنظيم العمل داخل الخيمة، أو عبر النشاط الفني والثقافي والإعلامي. فالفنان التشكيلي عباس خضير رسم لوحات حية أمام الجمهور، فيما قدّم داود أمين محاضرة حول الإعلام الأنصاري. كما برزت أسماء عديدة مثل سمير خلف بعدسته، وحمزة عبد في التنظيم، وبشرى عبد علوان في الإشراف الفني، وزياد شلتاغ وسلمان إبراهيم وغيرهم ممن جسدوا روح العطاء التطوعي.
ورغم الأضواء التي سُلّطت على بعض الوجوه، فإن العشرات من الجنود المجهولين عملوا بصمت خلف الكواليس، مسهمين في نجاح هذه المشاركة، ليؤكدوا أن خيمة طريق الشعب لم تكن مجرد مساحة ضمن المهرجان، بل رمزاً للعمل الجماعي والإيمان بقيم الحرية والعدالة والتضامن الإنساني.
************************************************
الشيوعي العراقي في ندوة حوارية حول مستجدات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
باريس - طريق الشعب
عقدت يوم الأحد 14 أيلول 2025 بمهرجان اللومانتيه وفي خيمة حزب تودة إيران في "القرية الأممية" ندوة حوارية "حول المستجدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وشارك في الندوة الرفاق فينسنت بوليه مسؤول العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الفرنسي، وكيفان نيلسن مسؤول العلاقات الدولية للشيوعي البريطاني، وفدوى خضر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وفتحي الفضل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، وحسن حمدان من الحزب الشيوعي اللبناني، وسعيد البقالي مسؤول العلاقات الخارجية لحزب التقدم والاشتراكية المغربي، ونافيد شومالي مسؤول القسم الدولي لحزب تودة-إيران، والرفيقة ليلى موسافيان من القسم الدولي للشيوعي الفرنسي، والرفيق سلم علي مسؤول العلاقات الخارجية لحزبنا الشيوعي العراقي.
******************************************
الصفحة الثامنة
أعتبر نفسي محظوظاً لحصولي على وظيفة في بريطانيا
عبد جعفر
وجد المهندس حسن هادي الحكيم (63 عاما) ضالته في اليمن الديمقراطية آنذاك، بعد أن ترك مقاعد الثانوية، ليكمل دراسته ويختص في الهندسة -قسم الكهرباء.
ويقول وجدت صعوبة في الدراسة خصوصا أنها كانت في اللغة الإنكليزية، ولكني نجحت وتخرجت عام 1989 وعملت حوالي ستة أشهر قبل أن أغادر إلى بريطانيا.
وفي لندن واجهتنا صعوبات، أهمها أن نقابة المهندسين في بريطانيا لا تعترف بشهاداتنا، وكان الحصول على عمل يعتمد على تقدير بعض الشركات لكفاءاتنا، وأعتقد أنني محظوظ حين وجدت فرصة عمل، بعد أن أجريت أختبارا كمهندس كهربائي، بإحدى الشركات، وساعدنا في ذلك أمران، هو انخراطي في الدراسة حتى حصلت على الدبلوم ثم الماجستير، وتزكية أستاذ لي في الجامعة.
-هل لك ان تفسر لنا أسباب بطالة بعض المهندسين أو العمل في غير اختصاصهم؟
- معروف أن أغلب الناس بحاجة مادية كي يعيشوا، الدراسة صعبة، والوظيفة كمهندس مبتدئ، ذات مردود مالي قليل، ولهذا يفكر البعض في العمل ومنهم الأطباء أيضا في العمل في أعمال ذات مردود مالي أفضل كالعمل سائق تاكسي على سبيل المثال. وهنالك من تخرج من المهندسين وخصوصا من البلدان الاشتراكية السابقة أو غيرها، يجد صعوبة في تعلم اللغة بسبب كبر السن أو المرض، فيجد نفسه أحيانا في متاهة ولا يريد أن يتعب نفسه، ليبقى مكتوفا عاطلا عن العمل.
- هل لك أن تقيم الدور الذي يقوم به المهندسون في الخارج ومنها جمعية المهندسين العراقية (الكندي) في بريطانيا.
- في عام 2007 وجهت لي الجمعية لحضور مؤتمر عن العراق، وخرج المؤتمر بتوصية بتشكيل لجنة، وأنا من ضمنهم لاختيار مهندسين في الخارج للاستفادة من خبراتهم للعمل في الوطن، ولتقييم عمل الشركات الأجنبية.
وبعد الإختيار، ذهبنا وعملنا برامج وندوات وحضرها آنذاك الاستاذ رائد فهمي الذي كان يشغل منصب وزير العلوم والتكنولوجيا.
-ولماذا لم تستقر بالعراق وتعمل كمهندس؟
- كان أطفالي صغارا، وهنالك منافسات على الوظائف، والوضع غير مستقر، وغير مشجع!
حسن هادي الحكيم
****************************************
المهندسون العراقيون في المهجر
إجتياز موانع عديدة وتحديات كبيرة للوصول إلى الوظيفة
(ينتشر المهندسون العراقيون في المهجر على عدد كبير من بلدان العالم، ولكن ما تجمعهم هي الصعوبات والتحديات في إيجاد عمل ضمن اختصاصاتهم المتنوعة من صناعة وبناء وكهرباء والكترونيات وزراعة وغيرها.
وقد تمكن البعض في شق طريقه وتحقيق نجاحات مهمة، ووصل عدد منهم إلى مكانة مرموقة عالميا، بينما لم يحالف الحظ البعض، فظل يعاني من البطالة أو اضطر للعمل في مجالات غير إختصاصه.
صفحة جاليات عراقية تقدم نماذج تعكس حالات المهندسين واوضاعهم في بلدان المهجر (بريطانيا، وكندا، وهولندا)، وهي نماذج ناجحة لا تختلف عن تجارب حققت طموحها في بلدان أخرى، والصورة الزاهية في التغلب على التحديات لا تعني أن الصعوبات لم تختف من حياتهم، لأن حركة الأعمال والاقتصاد متحركة في بلدان المهجر، قد تغلق شركة أو تفتح أخرى أو تندمج في شركات جديدة، وعلى المهندس المهاجر كما في المهن الأخرى عليه أن يقدم على وظيفة مرة اخرى، ولكنه هذه المرة يتمتع بالخبرة المطلوبة. ويحدو الجميع الأمل أن يستفيد وطننا -العراق- من امكانياتهم وخبراتهم في بناء البلد).
المحرر
*********************************************
تحديات ومصاعب بين معادلة الشهادة والبحث عن عمل
ماجدة الجبوري
دائما ما اتذكر إحدى الصديقات وهي تتحدث عن شهادتها التي حملتها معها كحرز عزيز على قلبها إلى كندا، لكن واجهتها مشكلة معادلتها التي تأخذ منها سنوات طويلة لذلك اضطرت أن تعمل نادلة في مطعم لتسديد إيجار شقتها وتوفير متطلبات الحياة اليومية.
والتجارب كثيرة على ذلك، لدينا لدينا عدة تجارب لمهندسين عراقيين قدموا إلى كندا للعمل والاستقرار، لنلقي نظرة على التحديات والمصاعب التي واجهتهم.
يقول فادي أدمز الذي هاجر إلى كندا في التسعينيات، إن الهجرة إلى كندا كانت ولا تزال خيارًا للكفاءات العراقية، خصوصًا في المجال الهندسي، لما توفره البلاد من فرص للتطور المهني، والاطلاع على أحدث التقنيات. لكن هذه الرحلة ليست سهلة، إذ يواجه المهندسون العراقيون عقبات كبيرة في سبيل إثبات أنفسهم والاندماج في سوق العمل الكندي. منها معادلة الشهادة. فالنظام الكندي لا يعترف بالشهادات العراقية بشكل مباشر، ومرده إلى ضعف الثقة في النظام التعليمي العراقي: ما يجعل الشهادة في نظر المؤسسات الكندية أقل موثوقية.
ويؤكد أن المهندس العراقي في كندا يقف أمام فرص هائلة، لكن طريقه محفوف بالعقبات، خصوصًا ما يتعلق بمعادلة الشهادة والاندماج في سوق العمل. ورغم هذه الصعوبات، يثبت الكثيرون منهم جدارتهم ويتركون بصمة واضحة في مجالات مختلفة. وقد برزت في المهجر أسماء بارزة مثل زها حديد، محمد مكية، ورياض العاني، الذين حصدوا اعترافًا عالميًا. لكن العراق لم يستفد بشكل كافٍ من هذه الطاقات، إما بسبب غياب استراتيجية حكومية واضحة لاستقطابهم، أو بسبب قرار شخصي من بعضهم بالابتعاد نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة.
ويضيف: كما أن اختلاف الاشتراطات "الكودات" وأنظمة البناء التي أعمل بها، تتباين القوانين الكندية بشكل كبير عن تلك المتبعة في العراق. وتفرض التقنيات والبرامج الحديثة كالاعتماد الواسع على برمجيات متقدمة في التصميم وإدارة المشاريع، نفسها على المهندس كي يعيد تأهيل نفسه تقنيًا.
وعلى صعيد العلاقة مع الوطن يقول باسل إن المهندس العراقي المغترب يسعى للحفاظ على صلته ببلده عبر المشاركة في الجمعيات العراقية أو العربية في كندا، أو من خلال العمل على مبادرات بحثية وخيرية. وفي المقابل، يستثمر وجوده في كندا لتطوير مهاراته بما يتناسب مع أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا، على أمل أن تُتاح له الفرصة يومًا ما لنقل هذه الخبرات إلى وطنه الأم. ومع ذلك يشدد فادي أنه رغم امتلاك كثير من المهندسين العراقيين خبرات وكفاءات جيدة، فإن البطالة تبقى مشكلة واقعية. أسبابها:
طول وتعقيد إجراءات المعادلة. منافسة قوية مع خريجين محليين يمتلكون خبرة كندية. قلة الفرص في بعض التخصصات الهندسية، ويشير إلى أن بعض المهندسين وجدوا عملًا قريبًا من اختصاصهم، لكن بعد فترة انتظار طويلة. بينما اضطر آخرون لتغيير مسارهم والعمل في مجالات مختلفة تمامًا، بسبب شرط “الخبرة الكندية” وصعوبة المعادلة.
وحول دور الجمعيات الهندسية في الخارج يقول فادي:
في بعض الدول، تلعب جمعيات المهندسين العراقيين دورًا في دعم بلدهم الأم عبر مقترحات أو مشاريع. أما في كندا، فما زال هذا الدور محدودًا ويحتاج إلى تنظيم أكبر، خصوصًا إذا كان الهدف نقل الخبرات للمساهمة في إعادة إعمار العراق وتأهيل كوادره المحلية.
التغلب على الصعوبات هو مفتاح إلى العمل
ويرى المهندس باسل جعفر الذي يعمل في هندسة الإتصالات، في تورنتو الكندية، أن أبرز التحديات التي يواجها أي مهاجر تنطبق على المهندسين كذلك (مثل اللغة والتعامل مع المجتمع الجديد والتعرف على سوق العمل وكيفية الدخول إليه .... الخ) وفيما يخص مجال الهندسة أورد أهم التحديات:
أهمها إثبات الشهادة الجامعية عند الجهات الكندية، والحصول على الخبرة، وهذه العقبة تقف بوجه الدخول السريع في هذا السوق والحصول على وظيفة ولذلك على المهاجر أن يقبل بأي عمل في الأختصاص أو قريب له حتى ولو بأجر أقل من المعتاد من أجل تطوير "الخبرة الكندية" وتعلم اللغة ومن ثم الانتقال إلى موقع أو وظيفة أفضل، وكما يتطلب نتيجة المناقسة أن يتعلم المهندس المغترب كيف يسوق نفسه العوامل التي تساعده في الحصول على عمل.
وحول المساعدات التي تقدمها النقابات لدعم المهندسين في كندا، أكد باسل أن هناك الكثير من البرامج والمبادرات المخصصة للقادمين الجدد وبحسب الأختصاص. أهم مساعدة تقدّم للقادم الجديد تتمثل في تعريفه بسوق العمل الكندي والمساعدة في كتابة السيرة الذاتية للشخص وكيفية تسويق الخبرة المكتسبة خارج كندا بطريقة تكون مفهومة وملائمة لاحتياجات السوق الكندي.
كما أن هناك منظمات غير حكومية، لديها برامج تدريب وتأهيل مجانية للقادمين الجدد تغطي معظم الأختصاصات تساعدهم في الحصول على عمل وتوسيع شبكة العلاقات مع الأشخاص العاملين في المجال المعني لزيادة فرص الحصول على عمل.
ويضيف باسل أن تحقيق التوزان بين متطلبات العمل في الخارج والحفاظ على ارتباط بالوطن يتطلب من المهندس تطوير الإمكانيته دائما في مجال الإختصاص، وبإعتقادي أن ما نعمله يعكس صورة أفضل عن العراق و الشعب العراقي، وكلنا نتطلع للعمل في الوطن، ولكن تبقى الإمكانات محدودة وخصوصا مع الابتعاد لفترات طويلة عن الوطن لعقود طويلة، و الأوضاع الداخلية من حروب و دكتاتورية فاشية، ومن ثم الإحتلال و ما رافقه من فوضى و صعود الطائفية المقيتة....الخ بعد ذلك ، جعل الكثير من أصحاب الكفاءات ينأون بأنفسهم عن حتى المحاولة في تقديم خدماتهم للوطن الأم.
ويرى باسل أن أفضل نصيحة للمهندسين المغتربين الجدد هو التعامل مع الواقع الجديد بإيجابية وتعلم اللغة والمواظبة على التعلم وتطوير المهارات وغيرها هي أهم المفاتيح في مواجهة تحديات الغربة.
وأشار إلى تجربته في العمل قائلا: في بداية وصولي لم يكن الأمر سهلا، ولم أستطع أعمل في الاختصاص، ولكني لم أتوقف عن البحث عن عمل في اختصاصي وطبعا كان هناك عائق الخبرة الكندية، أدى إلى عدم حصولي على عمل ضمن الأختصاص لكون رب العمل لا ينظر بثقة لشخص قادم جديد إلى كندا لا خبرة له بسوق العمل الكندي. بعد فترة أشتغلت في شركة صغيرة في عمل قريب من الاختصاص ثم بدأت في التحضير لأمتحانات للحصول على شهادات خبرة في الاختصاص وبما يتناسب مع متطلبات السوق الكندية.
ومع مرور الوقت وتطوير المهارات والحصول على الشهادات ومقابلات عمل عديدة مع شركات أكبر (وحتى الفشل في بعض هذه المقابلات) جاءت فرصة في شركة أكبر وفي مجال الاختصاص ومن ثم تنقلت من شركة إلى أخرى وصولا إلى عملي الحالي وهو في صلب الإختصاص.
وأخيرا أشكر "طريق الشعب" الغراء على هذا التواصل ومواكبتها المستمرة لبنات وأبناء الوطن في المهجر وأتمنى لها الموفقية في طريق التنوير والارتقاء بالوعي الجمعي كما عودتنا.
*************************************************
مهندسون عراقيون مغتربون برزوا في المهجر
مجيد ابراهيم
يعد المهندس الدكتور علي بداي واحدا من العاملين في حقل الهندسة الذي استطاع أن يتجاوز الصعوبات وتحقيق طموحه، واللقاء معه يوضح الكثير في مسيرته الكفاحية في المغترب -هولندا-.
- كيف اجتازوا مشكلة اللغة، وقضية معادلة الشهادة؟
*في بريطانيا مثلا لا يجري الاعتراف بشهادة المهندسين العراقيين من دون إعادة الدراسة مرة أخرى، وأن تكون لغته الانكليزية جيدة.
اللغة في هولندا مشكلة المشاكل، لأن اللغة المحكية محاطة بشبكة هائلة من الاستخدامات المحلية والمصطلحات والأمثال التي تجعل من شبه المستحيل على من لم يولد في البلاد ويعيش طفولته بها، مجاراة الزملاء الهولنديين.
مرة سألتني زميلتي: أوه، هل سقطت من السلّم؟ نظرت لها مستغرباً نافياً وفيما بعد اتضح أن معنى السؤال: هل حلقت شعرك؟ النص الحرفي شئ والمعنى شيء مختلف تماماً.
هنا في الغرب لاتكفي اللغة الفنية، ولا إجادة اللغة الرسمية عبر كورسات التعليم التقليدية فمهام المهندس لاتقتصر هنا على التخطيط والتصميم بل كتابة التقارير الفنية الطويلة والتفصيلة بلغة سليمة، والمشاركة النشطة في الاجتماعات والتحدث للناس أو الشركات ذات العلاقة أو تمثيل الشركة في اجتماعاتها مع البلديات او الوزارات وكل هذا يتطلب مهارات لغوية عالية.
من ناحية معادلة الشهادة: ربما كان وضعي أكثر سهولة من وضع غيري فأنا تخرجت من جامعة براغ. تمت معادلة شهادتي بالماجستير وبعدها عدت لبرنو التشيكية، لكي أحصل منها على الدكتوراه. كما أنني بدأت عملي في هولندا من خلال برنامج صداقي مشترك بين مدينة برنو التشيكية واوترخت الهولندية، ومن هناك تنقلت بين الشركات. المهم الوظيفة الأولى في الشركة الأولى، لأنها ستكون مدخلك وجواز سفرك لغيرها. الشركة الثانية والثالثة والرابعة سوف لن تدقق بشهادتك ولن تسألك من أين أتيت بها بل ستتوقف عند الإنطباعات والتقييمات التي حصلت عليها من عملك السابق وهو ما سيكون بمثابة شهادة التنزيه.
- كيف تعاملت شركات التوظيف معك، هل وجدت العمل المناسب للاختصاصك؟ ومدى قربه أو بعده؟
*قبل كل شيء لا وجود في الغرب لفعل " التعيين"، حتى لو كنت عبقرياً لا تجد من يعيّنك بل يتوجب عليك أنت البحث عن فرصة عمل. عندما تقدم على وظيفة، ستدخل الحلبة بإستعداد يعادل أقل من نصف ما يملكه الهولندي. كونك أجنبيا سيخفف تلقائياً من وزنك إلى النصف، ثم تأتي اللغة، وبعدها الحديث عن الخبرة السابقة، طريقة التعامل والنقاش والإقناع، إستخدام لغة الجسد، وضرورة نفخ نفسك والحديث عنها بما لا يتلاءم وأعدادنا الشرقي الملخّص بحكمة: من مدح نفسه ذمها! عملية شاقة وغير عادلة في عالم مختلف كلياً.
لابد من المساومة إذا لم تتمكن من العمل بالمجال الذي ترغب، أحياناً التسلق الصعب ضروري. القبول بعمل أدنى من أجل الوصول إلى المرام فعل مطلوب، ولكن الكثير من العراقيين لايتقبلونه. ولكن حتى إذا وصلت تبقى الحكمة الأساس هي: لايكفي الأختصاص الأولي العام، بل يتوجب البحث عما يجعل من عملك موازيا في القيمة لزميلك الهولندي الذي سيتفوق عليك باللغة، وشبكة العلاقات الاجتماعية. كيف ستتبارى معه في بلد يتميز بالمنافسة الشرسة في المواقع العليا خاصة؟ لابد من أن تبحث عما يميزك ويجعلك مرغوباً من قبل رب العمل، لابد أن تأتي للشركة بقيمة مضافة وتبرهن على إحترامك للوقت وجودة المنتوج، وأهم من كل ذلك ما يتعلق بأسلوب التواصل وتجنب إظهار الانفعالات، والتركيز على نقد الأفعال لا الأشخاص، والسعي للتخلص من المشكلة، وطمرها بعد أن تُحل لا أن تبقى أسابيع عابساً لأن زميلك أساء اليك مرة. من الضروري أن تكون قادراً على إشاعة جو من المرح والتفاؤل بين الزملاء. هنا لاحياة للقانطين المكتئبين العابسين!
- لماذا غير بعض المهندسين اختصاصهم وعملوا في أعمال بعيدة؟ ولماذا يعاني البعض من البطالة رغم إمكانياته الجيدة ورغبته بالعمل؟
*العمل في الاختصاصات الهندسية العالية، صعب للغاية.. شخصياً صنعت اختصاصي الدقيق بنفسي، منذ عام 1996. فقد أمسكت بموضوع التنمية المستدامة في المشاريع الهندسية، وطورت قدراتي ذاتياً، في هذا المجال عبر عشرات السمنارات والكورسات، وحاولت خلق بصمة خاصة بي في كل شركة عملت بها. أعتقد أن أهم عقبة هي تمثُل ثقافة البلد، وهضمها من حيث اللغة وثقافة العمل والتعامل اليومي، وفق التقاليد الأوربية. أنا حظيت بدورة دامت عاماً كاملاً عن خصوصية العمل في هولندا مع مهندسين عراقيين آخرين. ولكن الذين تابعوا وحصلوا على فرصة عمل بعد هذه الدورة كانوا قلة. الصبر ووضوح الهدف ضروريان.
- توجد في بعض البلدان جمعيات للمهندسين، مدى الدور الذي تلعبه في تقديم الدراسات، والمقترحات لتحسين البنية التحتية في العراق، والعمل على تأهيل الكادر المحلي (الوطني).
*كانت لي مبادرات شخصية وشاركت في مؤتمر المهندسين ببغداد عام 2008، لكنه كان استعراضياً ثم حضرت اجتماعاً للسفارة، لكن الإطار بقي هلامياً غير واضح، والعلاقات تشوبها الشكوك والموسمية. تقدمتُ بمشاريع فريدة ومجدِدة، تهدف للإعمار البيئي مثلاً القرى والبلدات والمدن المستدامة والمشاريع الهادفة، لتخفيف تبخر مياة دجلة وتوليد الطاقة النظيفة وتحويل بغداد (وكذلك البصرة) إلى مدن بيئية من الدرجة الأولى، وحصلت على دعم رسمي من السلطات المختصة هنا، لكن المعضلة هي مع من ستتكلم؟ من الذي يكترث بك؟
-كيف تنظرون إلى علاقاتهم مع المهندسين الجدد من الجيل الثاني او الثالث من ولدوا في المنفى، وهل يجري زجهم في نشاطات الجمعيات والاستفادة من خبراتهم؟
*كلا، هناك قطيعة شبه كاملة مع الجيل الجديد!
- برز في المهجر مهندسون أو مهندسات متميزون في مواهبهم، وفي مختلف الاختصاصات، على سبيل المثال لا حصر، زها حديد، محمد مكية، في بريطانيا ورياض العاني في أمريكا، وغيرهم. وحصلوا على تكريم من الحكومات المضيفة. نود ان نعرف مدى استفادة وطنهم الأم (العراق) من هذه الامكانيات؟ وهل المسألة تتعلق بالجانب الشخصي، حيث أدار البعض ظهر المجن لجذوره الأولى، أم هناك نهج حكومي متعمد في التفريط بهذه العقول، وعدم افساح المجال لها في المشاركة؟
*حتى زها حديد كانت تشكو من تعامل الجهات الرسمية معها. كيف يمكن للمهندس " الوطني" تقديم مشروعه والدفاع عنه في بيئة ينخرها الفساد والعمولات والمحسوبيات وسيطرة غير العارفين على مقاليد الحكم؟
*********************************************
الصفحة التاسعة
تايلور فريتز يقود فريق العالم للتتويج بكأس ليفر للتنس
سان فرانسيسكو ـ وكالات
توج فريق العالم بلقب كأس ليفر للتنس للمرة الثالثة في تاريخه، بعد الفوز المثير الذي حققه الأمريكي تايلور فريتز على الألماني ألكسندر زفيريف، في اليوم الثالث والأخير من البطولة المقامة في سان فرانسيسكو. تقدم فريق العالم بنتيجة (9-3) بعد اليوم الثاني، قبل أن يحاول فريق أوروبا العودة عبر فوز الثنائي كارلوس ألكاراز وكاسبر رود على أليكس ميتشيلسين وريلي أوبيلكا في مباراة الزوجي (7-6 و6-1). ثم اقترب الفريق العالمي من اللقب بعد فوز الأسترالي أليكس دي مينور على التشيكي جاكوب مينسيك بنتيجة (6-3 و6-4). قلّص ألكاراز الفارق بعد فوزه على الأرجنتيني فرانشيسكو سيروندلو (6-2 و6-1)، ليصبح الفارق في النقاط 12-9 لصالح فريق العالم. ولكن حسم تايلور فريتز الفوز النهائي بالفوز على زفيريف (6-3 و7-6)، بعد شوط كسر حاسم في المجموعة الثانية، مؤمّناً لقب البطولة لفريق العالم.
ويعد فريتز من أبرز نجوم البطولة، بعد أن تغلب على اثنين من المصنفين الثلاثة الأوائل عالميًا خلال البطولة، وهو ما ساهم بشكل كبير في تتويج فريقه باللقب الثالث خلال آخر 4 أعوام. وعن شعوره بالانتصار، قال فريتز: "الطاقة القادمة من الفريق تجعل لحظات الفوز أجمل بكثير، ولحظات الخسارة أصعب، لأنك تلعب من أجل كل هؤلاء الرجال. هذا يُشعل حماسي كثيراً".
******************************************
التحضيرات الفقيرة وغياب أيمن حسين يثيران القلق العراق أمام اختبار حاسم في ملحق المونديال
متابعة ـ طريق الشعب
يواصل منتخب العراق استعداداته لخوض مباريات الملحق الآسيوي الحاسم المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، حيث يلتقي نظيريه الإندونيسي والسعودي في جدة، يومي 11 و14 تشرين الأول المقبل.
وقال المدرب العراقي ثائر عدنان في تصريح صحفي إن تحضيرات المنتخب "فقيرة مقارنة بمنافسيه"، موضحاً أن المباراتين الوديتين أمام هونغ كونغ وتايلاند لم تحقق الفائدة الفنية المرجوة، لأنهما لم تكشفا عن الأخطاء الحقيقية للفريق. وأضاف: "مباراتا إندونيسيا والسعودية لا تقبلان الأخطاء، وكان يجب أن يخوض المنتخب مواجهات أقوى استعداداً للتحدي المرتقب".
وأشار عدنان إلى أن تحضيرات السعودية وإندونيسيا أفضل بكثير من العراق، لافتاً إلى التطور الكبير الذي شهده المنتخب الإندونيسي بقيادة المدرب الهولندي باتريك كلويفرت. لكنه أكد أن حظوظ "أسود الرافدين" ستعتمد على خبرة المدرب الأسترالي غراهام أرنولد ودقة اختياراته للاعبين.
من جانبه، أكد عضو اتحاد الكرة العراقي غالب الزاملي، أن منافسات دوري نجوم العراق لكرة القدم ستتواصل بعد الجولة الثالثة، قبل أن تتوقف مؤقتاً بدءاً من يوم 5 تشرين الأول المقبل، وذلك بالتنسيق مع مدرب المنتخب الوطني غراهام ارنولد.
من جهة أخرى، كشف مدرب نادي الكرمة أحمد خلف عن سبب غياب نجم المنتخب العراقي أيمن حسين عن مباراة فريقه أمام النفط، مبيناً أنه تعرض لكدمة خفيفة أثناء التدريبات. وأكد خلف أن الإصابة "لا تدعو للقلق"، وأن اللاعب سيعود قريباً بعد استكمال العلاج والراحة، مطمئناً الجماهير العراقية على سلامته.
*******************************************
إصابة فيرمين لوبيز تقلق جماهير برشلونة
برشلونة ـ وكالات
أثار لاعب الوسط الشاب فيرمين لوبيز قلق جماهير نادي برشلونة والجهاز الفني بعد إصابته خلال مباراة الفريق أمام خيتافي، التي انتهت بفوز برشلونة بثلاثية نظيفة ضمن الجولة الخامسة من الدوري الإسباني.
ووفقًا لصحيفة آس الإسبانية، سقط فيرمين على أرض الملعب وأظهر علامات واضحة على الألم، ما دفع الطاقم الطبي للفريق إلى متابعة حالته عن كثب. ولم يتم الإعلان بعد عن طبيعة الإصابة أو مدى خطورتها، في انتظار نتائج الفحوصات الطبية التي سيخضع لها اللاعب خلال الساعات المقبلة.
ويعتبر فيرمين من أبرز العناصر الصاعدة في تشكيلة برشلونة هذا الموسم، حيث يقدم أداءً مميزًا منذ انطلاق الدوري، ما يجعل إصابته خبرًا مثيرًا للقلق بالنسبة للمدرب هانز فليك والجماهير.
***********************************************
نجل نيغريرا يتبرأ من والده أمام القضاء الإسباني ويكشف تفاصيل صدام عائلي
مدريد ـ وكالات
رفض خافيير إنريكيز، نجل خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، الإدلاء بتصريحات موسعة لوسائل الإعلام عقب مثوله أمام القاضية أليخاندرا خيل، مكتفياً بالقول: "لقد دافعت عن الحقيقة التي أعرفها".
وكشفت إذاعة "كادينا سير" الإسبانية مقتطفات من أقواله، حيث شدد على أنه لا علاقة له بتصرفات والده، مؤكداً أن دخله من برشلونة كان مبرراً عبر التقارير الفنية التي أعدها بوساطة المدير الراحل في النادي خوسيه كونتريراس.
وبحسب التحقيقات، حصل نغريرا الأب على نحو 7.5 مليون يورو من برشلونة بين عامي 2001 و2018، فيما نال نجله خافيير حوالي 1.4 مليون يورو بين 2012 و2018، مقابل إعداد تقارير فنية عن الحكام عبر شركته الخاصة "سوكر كام".
وفي شهادته، قال خافيير: "المبالغ التي حصل عليها والدي لا علاقة لها بأي عمل قمت به لصالح برشلونة". وأوضح أن شركته قدمت تقارير بدءاً من موسم 2012-2013، مقابل نحو 70 ألف يورو سنوياً.
ورغم محاولاته تبرير عمله مع برشلونة، فإن خافيير نفى أي علم له بعلاقة والده بالنادي، منتقداً ممارساته: "كان يقول لي دائماً إنه لا يمكنه العمل مع أي نادٍ كونه نائب رئيس لجنة الحكام الفنية، وكان يعتبر ذلك تناقضاً أخلاقياً".
وأكد أنه لم يكتشف تعاملات والده مع برشلونة إلا خلال مراجعة الضرائب عام 2021، مضيفاً أنه واجه والده لاحقاً فرد الأخير بتهرّب وعدوانية. وقال: "أحب والدي كثيراً على الصعيد العاطفي، لكنه كان استبدادياً. وعندما واجهته بالقضية كان يرد قائلاً: (وما الذي يهمك أنت؟)".
**************************************************
وقفة رياضية.. حكام كرة القدم يستحقون الإنصاف والرعاية
منعم جابر
إن الحكم العراقي في كرة القدم يستحق كل رعاية واهتمام، بعد أن قدّم مستويات متميزة نالت الإشادة، وأظهر قدرة على خوض تجارب تحكيمية ناجحة ومتفوّقة. نلاحظ أن العراق بدأ يمتلك طواقم تحكيمية متكاملة، إضافة إلى كوادر مساندة في تقنية (VAR)، مما يؤهّله لأن يكون حاضراً بقوة على الساحة القارية، خاصة أنه نجح للموسم الثاني على التوالي في تطبيق هذه التقنية الحديثة.
أطالب لجنة الحكام وخبراء التحكيم العراقيين بإلقاء محاضرات توعوية حول قوانين التحكيم للاعبين، وجماهير الأندية، ورجال الإعلام، وروابط المشجعين؛ فمثل هذه المحاضرات تسهم في رفع الوعي القانوني والمعرفي لدى الجميع، وتبني ثقافة جماهيرية قانونية تقلل من حدة الاعتراضات على قرارات الحكام وتدعم مسيرتهم المهنية. كما أن زيادة وعي الجماهير ووسائل الإعلام ستسهل عمل الحكام ومساعديهم في إدارة المباريات بكفاءة أكبر.
نطالب أيضاً المكتب التنفيذي للاتحاد العراقي لكرة القدم ببذل جهود أكبر أمام الاتحادين الآسيوي والدولي لمنح الحكام العراقيين فرصاً ومهمات دولية أكثر أهمية؛ لأن ذلك سيمنحهم مسؤوليات أوسع ويفتح أمامهم آفاقاً مهنية جديدة. فحكامنا لم ينالوا فرصهم الكافية بأسوة زملائهم في دول الجوار والمنطقة.
لذا، ندعو اتحادنا الموقر إلى تقديم المزيد من الدعم والرعاية لحكامنا، والمساهمة في رفع إمكانياتهم من خلال دورات تطويرية وورش عمل دائمة، إضافة إلى عقد اجتماعات دورية وجلسات تحليل متلفزة تهدف إلى تقليل الأخطاء والهفوات التحكيمية. ولا شك أن إسناد مباريات مهمة وحساسة، مثل مباريات "الكلاسيكو"، إلى حكامنا سيمنحهم الخبرة ويزيد ثقتهم بأنفسهم.
أقول لأحبتي في دائرة الحكام: عليكم تكثيف الواجبات التحكيمية للحكام الشباب بما يسهم في زيادة خبراتهم. وأدعو الإعلام الرياضي إلى المساهمة في رفع المستوى الثقافي والمعرفي للجماهير عبر نشر التوضيحات والمعلومات القانونية المتعلقة بقانون اللعبة، مما يرفع وعي المشجعين ويقلل اعتراضاتهم وهجومهم على الحكام.
وأقول لأحبتي الحكام، على مختلف مستوياتهم ودرجاتهم: اقرأوا وادرسوا قانون اللعبة يومياً لتتعرفوا على خفاياه وأسراره، ولتزيدوا من معرفتكم وقدراتكم، واحفظوا القوانين عن ظهر قلب.
كما أناشد الإخوة في الاتحاد العراقي لكرة القدم العمل على صرف المستحقات المالية للحكام؛ فالتأخير في صرفها يضعهم في مواقف صعبة ويشكّل عبئاً مالياً ثقيلاً، خصوصاً مع التنقل بين المحافظات. وقد أدى ذلك في الأيام الماضية إلى احتجاج بعض الحكام وامتناعهم عن قيادة مباريات، مما وضع الجميع على صفيح ساخن.
إن الأمر يتطلب من الاتحاد مراعاة ظروف حياة حكامنا؛ فالحكم في الملعب بمثابة «قاضٍ» يصدر قراره في جزء من الثانية، ولذلك من واجبنا أن نوفر له الظروف المناسبة والدعم اللازم كي يتخذ قراراته بثقة وعدالة.
************************************************
دوري نجوم العراق الشرطة يفوز والزوراء يتعادل والغراف والكرمة يواصلان التألق
متابعة ـ طريق الشعب
شهدت الجولة الثانية من دوري نجوم العراق لكرة القدم، عدة مباريات مثيرة أسفرت عن تعادلات وفوز بعض الفرق الكبيرة. في مباراة ديربي بغداد، تعادل فريق الزوراء مع ضيفه الطلبة 1-1 على ملعب الزوراء، بعد تقدم الزوراء بهدف كاظم رعد في الدقيقة 29، قبل أن يسجل الطلبة هدف التعادل عبر رأسية جميلة لكريم عريبي في الدقيقة 65.
وفي ملعب الناصرية الدولي، فاز فريق الغراف على ضيفه الكهرباء 3-1. سجل الغراف الهدف الأول من ركلة جزاء نفذها المحترف فيديليس كوكو في الدقيقة 20، وأضاف اوستين اموتو الهدف الثاني في الدقيقة 34، بينما قلص الكهرباء النتيجة عن طريق اسحاق منساه في الدقيقة 45+2. وأضاف فيديليس كوكو الهدف الثالث للغراف في الدقيقة 57.
وحقق فريق الشرطة أول انتصار له هذا الموسم بعد فوزه على دهوك 2-0 على ملعب الفيحاء بالبصرة، بأهداف محمود المواس في الدقيقتين 9 و40. وفي المباراة الثانية، فاز الموصل على أمانة بغداد 3-0 على ملعب الساحر أحمد راضي، سجل الأهداف فونينغ روش (41)، بشيرو عمر (50)، وعلاء الدين الدالي من ركلة جزاء في الدقيقة 89.
وفاز أربيل على الميناء 3-1 في البصرة، بأهداف مصطفى قابيل (24 و34) وشيرزود تيميروف (59)، بينما سجل الميناء هدفه الوحيد من ركلة جزاء عبر عباس ياس في الدقيقة 81، مع طرد مجتبى علي لاحقاً. وفي المباراة الثانية، قلب فريق الكرمة تأخره أمام النفط إلى فوز 2-1، بعد أن سجل علي علوان هدفين للكرمة (82 و88)، فيما سجل النفط هدفه الأول عن طريق ستار ياسين (41)، وشهد اللقاء طرد لاعب النفط حسام جاد الله.
*********************************************************
الصفحة العاشرة
حداثة {توفيق صايغ} والمفردات الشعبية
ريسان الخزعلي
( 1 )
في الكثير من المفردات الشعبية، العراقية والعربية عموماً، ظلال نفسية وروحية وحرارة تأثير قد لا تتوافر في رديفاتها الفصيحة. وتبعاً لهذا التوصيف فإن بعضاً من الشعراء استعمل هذه المفردات في شعره وبحدود معيّنة (السياب، صلاح عبد الصبور، سعدي يوسف، حسين مردان، شوقي ابي شقرا، كزار حنتوش، وغيرهم) . إلّا أن الشاعر المعروف، توفيق صايغ، فاق الجميع في هذا الاستعمال وتجاوز الحدود المعيّنة.
وتوفيق صايغ (1922- 1971) شاعر سوري لامع، كتب الشعر بشكل جديد بعيداً عن قديم الشعر العربي وحتى حديثه ( النثري والتفعيلي)، ويُوصف بأنه من شعراء الحداثة في الشعر العربي، وكانت له مرجعياته الدينية واللغوية في هذا التحديث كما هو واضح في مجاميعه الشعرية (ثلاثون قصيدة، القصيدة ك، معلقة توفيق صايغ ، صلاة جماعة ثم فرد) .
( 2 )
أراد توفيق صايغ في جانب من تحديثه، أن تكون له لغة شعرية خاصة مغايرة إلى حدٍ ما لاشتراطات اللغة العربية، نحواً وصرفاً وجذوراًومفردات، وبالتالي مغايرة للغة الشعر العربي الحديث. وهكذا وجد هذا الشاعر، إن المفردات الشعبية السورية ، الريفية منها ، وبالتداخل مع المفردات الفصيحة، قادرة على تشكيل مناخ شعري خاص به، بعد تطويعها فنيّاً في نسق البناء الشعري العام. ورغم ما أُخذ على الشاعر من مآخذ نتيجة هذا الاستخدام الواسع، إلا أنه كان عنصراً من عناصر مغايرته وتحديثه الشعري، وبذلك برهن من جديد، على أنَّ لكل من اللغة واللهجة استخدامات عامة وأخرى خاصة / فنية.
( 3 )
في كتابه المهم ( تجربة توفيق صايغ الشعرية ومرجعياتها الفكرية والفنية)، ذكر الشاعر سامي مهدي إحصائية بالمفردات الشعبية التي استخدمها الشاعر في شعره بشكل غير مسبوق، ومنها:
ابحبش، ابوّس، دسته، يهبش، تلابط، البَز، يلعي، تبصبص، تمصمص، ابرطل، تخرمش، معششة، لهلبة، تتشربك، بُكرا، توشوش، تحاشكني، مشقلبين، شخط ، امطمطها، تشلّحين، تنحنحت.
وللمبدع جبرا ابراهيم جبرا رأي في استخدام المفردات الشعبية في شعر توفيق صايغ حيث يقول (وقد أُعجبت بجرأة توفيق في استعمال عدد كبير من الألفاظ العامية الأصل، ووضعها "فصيحة " هنا او هناك فأضافت الى شعره حيوية وحركة) .
توفيق صايغ ، في تحديثه الشعري، وفي الجانب اللغوي تحديداً، لفت الإنتباه بقوّة إلى أهمية المفردات الشعبية المنتقاة بعناية ولضرورات فنية جمالية ، لأن تكون من ضمن رداء جسد القصيدة العربية الحديثة.
******************************************
ضمير
عبد الاله الفهد
اشصار لويصحا الضمير؟
اوياخذ اشويه امن الاول
اويشري للثاني سرير
اشصار لو يصحا الضمير؟
اشصار لويصحا
اويقسم بالتساوي
اوما يظل واحد فقير؟
****************************************
النوارس تهاجر بعيدا
فاضل البدري
مريتني وچنك هوه
احييت كل شي بداخلي
و الضمت خيطك للشمع
واشعلت نارك بيه
خليتني اتعطر امل
وشلت التراب من الفكر
و احييتها مروج الورد
وافكارنه المنسيه
و تماسكت مثل الشجر
من يشبك الكاع بشغف
و يتروه منها ولا يمل
و ينطي الخلك حنيه
يهواي عطشانك بعد
ارويني منك ما امل
اشفافي واسنين العمر
من شفّتك مرويه
وشّلهن ادموعك علي
تلگاني متمدد الك
فارشها روحي ومنتظر
منك تمر شويه
مثل النوارس ننتقل
خل نبتعد عن البشر
نتعنه بس كاع وسمه
انعيش اعله خبزه وميه
انعوف المدينه ويه الاهل
والوادم الماهي الك
و قصورها المبنيه
احييني جن رشة مطر
واتلاعب اوراق الشجر
و تزيده واهس للوفه
و يترس الكاع بفيه
*******************************************
شوگ النخل
حسين جهيد الحافظ
مشتاگ الك
شوگ النده للورد
او شوگ النخل للماي
يالتمشي بي نبض
ابكل ابتأني او رهدنه
مشية طفل بهداي
كل خطوه منك عشگ
بيهه أذوب او أحترگ
ياخذني الخيال ابعيد
واتطشر أغروب او ناي
اسرح ابدنيه الهوه
كل شهگه أحسك طبگ
مثل اسمي صرت اوياي
يا لعب الجهل يا ترف
يا شوگ عشك اصباي
بالبيك فرحه ذبت
يالطرزت دنياي
طيبه او محبه او غنه
يالفكرك أحله فكر
او رايك اجمل راي
اتساميت بسمك وفه
ابجالك كبرت اهواي
طاولت حته النجم
او غنه الگمر وياي
چوبيه والريل او حمد
واصويحب الوفاي
اشگد بيك عزة نفس
و اشكبر عندك راي
بالشته طبعك دفو
او بالصيف طبع افياي
ما تلفت للمضه
عينك تصد للجاي
مكروه حچيي الدغش
عندك بلا شراي
يمناي أنته أصبحت
وانته ابفخر يسراي
حبك ابوسط الگلب
وي النبض يسراي
يحچايتي بالعلن
يا غنوتي يسراي
برموشي شلتك كحل
يا يسرتي او يمناي
شوگي الك
شوگ النده للورد
او شوگ النخل للماي
شو گ النخل للماي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناصرية ٧/ ٨/ ٢٠٢٥
*******************************************
غـــــــادْ منـــهــم
كاظم العطشان
غـاد مـنـهـم .....
جـيب سِـرّك وانتظـرني
غـاد مـنـهـم .....
حِـس نـعـاوي ودلّلـول
وچـف يهِـز خصـر الـگصايب من يحـنّي
غـاد مـنـهـم...
نـهـد سـمـره
وحـضـن گـمـره
وسبـحه حـمـره ٠٠
وداخـل ابـطـوره يـغـنّي
اهنـاك تانـيـني حـبيبـي
وجـيب سـرّك ... وانـتظرني
غاد تلگه الشبگه ريش
اتطيح ابمراضه الفيش
اترهدن بحسنك حبيبي
وكشخ بخلخال خلگي
وگاود اظنوني اعله كيفك
خايب اظنوني فخاتي ابغير عِشَّكك ماتعيش
ولاتگلي الملكه يمته
اليمته... يمته؟
وانه نفخة تتن خلگي وصبري گيش
وغاد منهم
كحّل اعيونك مراسي
ابملح ملگه...
وليل صفگه ........ ولاتنام
اهناك ممنوع الموادع والسفر بس للاحلام
اولايه بس شوّال بيهه
وبيها عمر الفرح عام
ولاتخاف...... الديره مسكونه بلابل
لاتخاف...... الفرحه برگاب السنابل
ونته بربين الشواطي
الما يحب حضن المناجل
غاد منهم ....
گاود اظنوني وتعال
ولو تهت ... سهله حبيبي
إنشد النجمه ال احديثه
البايته ابحضن ال اهلال
اوغاد ... مايعتگ سمارك
غاد تلگه البردي زفّه..
وغَنَج شِفّه ...... وكريستال
وغاد منهم.......گاود البيّه وتعال
اهناك تلگه الشامه شاطي والزلف ضحكة اشراع
اهناك ممنوعه الدموع ولامواسم للوداع
اهناك تلگه النهر نايم..
لاتفزز جرح صايم
اخبط الماي اعله كيفك
ابهيده اندهه
ومن ينِز ... فزّز البيّه
واذكر الله ٠٠
خايب الله اشراع نيّه
اهناك تلگه النسمه خمره
الشربت اعيون النده اعله الريج غبشه
اتبوگ من هدم الظلام اخيوط گمره
ونته شتلة حلم يكبر
ياحبيبي.....
اسنيني تتوحّم املاگه
وعطر يشتاگ اعله عطره
وگطره... گطره
انفك حزنه ابماي مطره
ونندف اخدود العصاري
وانه.... وانته
انقيم قدّاس الصريفه
ونعزم الفَيْ والحباري
وانه.... وانته
انطيح سكته
العمر خطوه.....
وفزة الخطوه طواري
وغاد منهم
صير دلّاعه اعله ظني
وبوگني ابسِدّ التمني
اهناك .... نتوالم حبيبي
وغاد منهم.....
جيب سرّك ونتظرني
************************************************
وتر مگطوع
سامي عبد المنعم
ما ظل ابعمري وتر
متگطعه اوتاري
چا بيش اغني بعد
بيش اكتب اشعاري
طفوا ابگلبي الضوه
وامسيت وحشة حزن
لا روحي تنسه المضه
ولا انت گلبك يحن
كسروا جناحي ..
وصرت طير وبلايه جناح
امنين اجيب الضوه ..
من ينطفي المصباح
خليتني ابوحشتي
وانت ابطرب وافراح
جرحني اشما ردت
بجروحك انه ارتاح
جرعني كاس الصبر
بيدك اسگيني الراح
بس لا اتخيب الامل
واتذبل القداح
واحسب احساب اليجي
مالك شغل بالراح
وهمان چنت اعتقد
گلبي نساك ومات
سديت باب الحچي
والعتب والزعلات
فز بيه ليلك غفل
واسكرت من عطرك
الليل داخ وسكر
من شم عطر صدرك
وذاب الحرير ابخجل
من سرحت شعرك
تدري اشكثر تانيت ..
طيفك يجيني ابليل
كل ليله ارسمك سهر
وعتاب ومشابگ
ما چنت ادري الزمن وياي يتسابگ
ولا حسبت هالبعد وسنين نتفارگ
غربه وجحيل وبرد
وحدي ونديمي الكاس
كل هذا ما ايست
والتذ ابحب الناس
ولا زلت انت الامل
وطيوفك الوهواس
************************************************
صدفة
علاء الماجد
صدفة..
مر طيفك عليه،..
وشمر فوك اعيوني دمعه
مو مثل باقي الصدف،..
غطت ظلامي بنور شمعه
صدفة..
شالت گلبي ليك
ومگدرت يالغالي امنعه
يل هواك يعيل بيه..
وحيل مابياش ادفعه
يلي حبك لسعة الكيظ اعله گلبي
ويا لسعته اشلون لسعه
كثرت بيه الظنون
وبروزتهه ولمعتهه
وحملتني اهموم ليل
وسهر غبشه
وسم عذابك.، بطلت
ما بيه اجرعه
ولا بعد بيه نبض
يحضن هواك
ومن يدك گلبك يسمعه
اني تايب من هواك
وبطلت حچيك اسمعه
بطلت چذبك اسمعه
*****************************************************
الصفحة الحادية عشر
حوار مع الكاتب الافريقي واثيونغو مؤلف «تويجات الدم» و «حبة قمح» أقرأُ ماركس لأفهم المجتمع، ولأكتب روايات أفضل {2 – 3}
كتابة: بيلي كاهورا
ترجمة : قحطان المعموري
* بيلي كاهورا: لقد كتبت عن تأثير ثقافة كيكويو الشفوية، التي نشأتَ فيها، على نهجك الروائي. هل يمكنك الحديث أكثر عن كيفية التوفيق بين هذه التأثيرات، خاصة عندما تكون متضادة، مثل الأغاني والأحاجي في طفولتك من جهة وما درسته.. كيف تصف حرفيتك عندما يتعلق الأمر بكتابة الرواية؟
- واثيونغو: أحب عبارة والت ويتمان: "أنا أحوي الجُموع". الكاتب، أو لِنَقُلْ الإنسان، يحتوي على جُموع. كل هذه التأثيرات كوّنت الكاتب الذي أنا عليه. لقد كانت جلسات الحكايات في طفولتي هي الأكثر تأثيرًا واستمرارًا. قصص الكتاب المقدس، خاصة في العهد القديم، غذّتْ خيالي. وبالطبع مجموعة الأدب الإنجليزي، من شكسبير إلى تشارلز ديكنز، د. هـ. لورنس، ستيفنسون. ثم جاء تأثير الأدباء الأفارقة، والكاريبيين، والأفارقة الأمريكيين. أيضًا، تأثرت بالأدب المترجم، كالأدب الروسي والكتاب اليونانيين. لذا نعم، أحتوي على جموعٍ من التأثيرات. الخيال هو مرجل الساحرات لدى الكاتب. لكن لو اضطررت لاختيار كاتب واحد، فسيكون جوزيف كونراد حيث كان تأثيره واضحاً في البنية السردية في (حبّة قمح ) – ترجمها للعربية سلمان حسن العقبري - و (تويجات الدم) .
بيلي كاهورا: سبق وأن ذكرت بأن هناك تأثير مباشر لكتاب (خطاب عن الاستعمار) لأيميه سيزيرعلى عملك، لكنك تشير أيضًا إلى "الاستعارات الماركسية" كدافع وراء عملك الإبداعي. تبدو المقاربات التقليدية للكتابة الإبداعية متحفّظة تجاه مفاهيم مجردة مثل "الصراع". هل كان من الصعب التوفيق بينها في عمل الرواية التي تقوم على الملموس والمحدد وهل يمكنك أن توضح لنا كيف تناولتْ رواياتك بين "التجريدات الفكرية" وتجاربك الواقعية؟ بعض الكتاب يبدأون من الشخصيات والمكان، بينما ينطلق آخرون من فكرة موضوعية ويُسقطون عليها الشخصيات والأحداث.
- واثيونغو: قلت مرة "لكلِ كاتبٍ نظرة للعالم" . لقد تأثرت رؤيتي للعالم تأثرًا كبيرًا بكفاح الشعب الكيني المسلح من أجل الاستقلال عن بريطانيا. هل يمكنك تخيّل فلاحين حفاة وعمالٍ يرتدون سراويل رثّة يتحدّون جبروت الإمبراطورية البريطانية؟ هذا مذهلٌ حقًا. لذا، فأن النضال هوجزءٌ بالغ الأهمية من نظرتي للعالم. صراعٌ داخلي: صراعٌ مع الطبيعة؛ صراعٌ مع الآخرين. لا حياة من دون صراع،. لقد عمّقت قراءة أعمال هيجل وماركس وإنجلز هذه النظرة. أعتقد أن على كل كاتب قراءة أعمال كارل ماركس. فهو (كاتبْ الكُتْابْ) . لقد حفزتني عوامل مختلفة على كتابة أعمالي ولقد أوضحت هذا في ( ناسج الأحلام) . كان المال دافعًا في البداية لكتابة (النهر الفاصل). أما (حبّة قمح ) فقد استُلهمت من زيارتي إلى إنفرنِس، شمال أسكتلندا، وأظنني كنت أقرأ ( آنا كارنينا) لتولستوي، حيث يتجلى القطار كرمز في الرواية كلها. كتبت أول سطر منها في القطار. كما تأثرت بجوزيف كونراد، وخصوصًا (تحت أنظار غربية) . أما (شيطان على الصليب) ، فجاءت كرد على سجني دون محاكمة في سجن كاميتي ، فيما كانت (ساحر الغراب ) بمثابة ردة فعل على تشخيص إصابتي بسرطان البروستات ، حيث قيل لي إن أمامي 3 أشهرفقط للعيش. عدت إلى منزلي، وكتبت أول سطر، وكان من المفترض أن تكون رواية وداع ، لكنها استمرت ولم تنتهِ حيث كنت يائسًا. بدأت الرواية في أورانج، نيوجيرسي، عندما كنت أستاذًا في جامعة نيويورك، وأنهيتها في أورانج كاونتي/ كاليفورنيا. أما بقية أعمالي فهي كردود فعل على المنفى، ووسيلة للتواصل مع كينيا وأفريقيا. بشكل عام، ساعدني الفن على مواجهة المآسي الشخصية، بما في ذلك أن أكون على حافة الموت. خلال جائحة كورونا، كتبت قصيدة ( فجر الظلام ) بالإنجليزية، لكن المشاعر في القصيدة، وروح المقاومة، والأمل إن أردت، جاءت من صراعي الشخصي للتعافي من عملية قلب مفتوح وفشل كلوي. لقد كانت كلمات والدتي - في أحلك الليالي تنتهي بفجر- حاضرةُ معي، وأردت مشاركتها مع العالم.
بيلي كاهورا: في روايتك (تويجات الدم) ، يشعر القارئ بتوتر خاص بين الأفكار الكبرى في العمل وأصوات شخصياتك. كيف تعاملت مع "أصوات" شخصيات قرية إلموروغ والتجريدات الفكرية لماركس وسيزير، وغيرهما من رموز "النضال" الذين كثيرًا ما تقتبس منهم في الرواية.
- وا ثيونغو: ماركس وسيزير ليسا تجريدات. ماركس فتح أعيننا على كيفية عمل المجتمع وان رؤيته لآليات الرأسمالية لا تضاهى. ومن المفارقة أن من يفهمه بشكل أفضل هم الرأسماليون وأنصار النظام الرأسمالي. إنهم يعرفون أن ماركس يراهم ويكشف نظامهم؛ ولهذا يكرهونه وينفقون المال والموارد لشراء السياسيين والمثقفين لتفنيده ومقاومته. ماركس يقول لنا: إذا أردتم فهم مجتمعكم، انظروا كيف يُنتَج الثروات وتُوزَّع. انظروا إلى التداخل بين الاقتصاد والسياسة والثقافة والقيم، وسترون كيف يؤثر كل ذلك على حياة الناس. ماركس يدعونا لأن نفتح أعيننا وننظر حولنا. وينطبق ذلك إلى حد كبير على الشاعر الفرنسي إيميه سيزير، في تحليله للاستعمار، وفي شعره، وخصوصًا في قصيدته "العودة إلى الوطن الأم"، وفي كتابه "خطاب عن الإستعمار" ترجمة سعدي يوسف.
* بيلي كاهورا: في سياق توجهاتك الماركسية، كيف أثرت الواقعية الاتشراكية على أسلوبك الأدبي؟
- وا ثيونغو: أنا أقرأ ماركس لفهم المجتمع، خاصةً الرأسمالية والإمبريالية، وهذا يساعدني على كتابة روايات أفضل. وفي زيارتي للاتحاد السوفييتي أنهيت رواية "تويجات الدم" (التي بدأتُ بكتابتها في شمال غرب أمريكا، وكتبت معظمها في كينيا). أنهيت الرواية في منزل تشيخوف في جبال القوقاز المطلة على يالطا والبحر الأسود. راجع سردًا كاملاً لهذا في كتاب : "الثقافة الاشتراكية في العالم الثالث" لفيجاي براشاد. عدّ هذه الرواية، عملاً يعبرعن الغرب والشرق والعالم الثالث والانقسام في الحرب الباردة.
* بيلي كاهورا: هل شعرت بالغبن لعدم وجود تجارب مماثلة لخبراتك في شكل الرواية مقارنةً بنظرائك الأوروبيين الذين انطلقوا من تقليد راسخ وإذا كان الأمر كذلك، كيف تغلبت على ذلك؟
- وا ثيونغو: أحب الأدب من كل لغات العالم. أحب أعمال شكسبير وتولستوي وبلزاك. كان هناك وقت كنت مهووسًا فيه بالملاحم الآيسلندية. وعندما زرت آيسلندا لاحقًا، اندهشت حين وجدت نفسي أسير في الأماكن نفسها التي ذُكرت في بعض تلك الملاحم من القرن الثاني عشر.
في رواية "ساحر الغراب"، أشير إلى المهابهارتا وغيرها من كلاسيكيات اللغة السنسكريتية المكتوبة في حدود عام 1500 قبل الميلاد. أنا منفتح على التعلم من كل اللغات والثقافات. لقد اكتشفتُ مؤخرًا الأدب المصري القديم، والذي يجب أن يكون جزءًا من منهج الأدب في المدارس الإفريقية. لابد من الإشارة الى أن المزمور 104 في العهد القديم هو تقريبًا إعادة صياغة لإنشودة مصرية لإله الشمس آتون.
* بيلي كاهورا: كيف تغيرت كتاباتك عندما عدت إلى كينيا بعد الاستقلال؟
- وا ثيونغو: كان لكتاب جومو كينياتا ( مواجهة جبل كينيا) تأثير كبير عليّ. كان كينياتا في أوج عطائه الفكري. كما إن كتاب أوغيغا أودينغا ( الحرية لم تتحقق بعد) مهم أيضًا. استشارتني دار هاينمان اللندنية بشأنه، ولم يكن لدي الكثير لأضيفه سوى إعجابي به. أعرف ما يقوله محتوى الكتاب، لكني أشعر بعدم الارتياح تجاه عبارة "الحرية لم تتحقق بعد". لا أريد للناس أن يقللوا من أهمية الاستقلال. انا أفضل صيغة ماو: تسعى الدول للاستقلال؛ تناضل الأمم للتحرر الوطني؛ وتسعى الشعوب للثورة الاجتماعية. كل مرحلة من هذه المراحل مهمة، لكن من الواضح أن الاستقلال السياسي لا معنى له بدون ثورات وطنية واجتماعية — أي بدون تمكين اقتصادي وسياسي وثقافي ونفسي للطبقة العاملة. وهذا بالضبط ما كان أودينغا يقصده في كتابه.
* بيلي كاهورا: إلى أي مدى كان للأعمال التي كُتبت في مستعمرة كينيا على يد كُتّاب استيطانيين إنجليز مثل إلسبيث هكسلي وكارين بليكسن تأثير على كتاباتك؟
- وا ثيونغو: ليس كثيرًا، باستثناء كونها تجسيدًا أدبيًا لما كنت أكتب ضده. إلسبيث هكسلي كانت مدافعة بالكامل عن الاستعمار الاستيطاني. أما كارين بليكسن فهي بالتأكيد الأهم بين الاثنتين. هكسلي مدفوعة بعنصرية الازدراء، بينما بليكسن مدفوعة بعنصرية المحبة. لقد تحدثت عن هاتين الكاتبتين في مذكراتي " ميلاد ناسج أحلام".
* بيلي كاهورا: غالبًا ما يُنظر إلى أعمالك على أنها تحمل تأثيرات واقعية وحداثية. هل ترى هذا صحيحاً؟ وهل كنت على دراية به عند الكتابة — سواء لنفسك أو ضمن سياقات أدبية تقليدية؟
نغوغي وا ثيونغو: أترك للقارئ تحديد خصائص أعمالي. لكنني أعترف بإعجابي بمجموعة واسعة من الكُتّاب الإنجليز والاسكتلنديين والايرلنديين والفرنسيين والألمان والهنود والأفارقة وغيرهم. بيتر أبراهامز، وسيبريان إيكوينسي، وتشينوا أتشيبي، وولي سوينكا؛ وكامارا لاي: قرأتُ لهم جميعًا.
* بيلي كاهورا: في مقالاتك "العودة إلى الوطن" عام 1973، طالبت بـ"أغانٍ، وقصائد... وأدب يُجسد منظومة قيم تتعارض جدليًا مع تلك الخاصة بالطبقة الحاكمة من العرق والأمة المستعمِرة". في وقتنا الحاضر، حيث أصبح مفهوم السلطة أكثر تعقيدًا وعولمة، واللغتان الإنجليزية والفرنسية منتشرتان على نطاق واسع، والهياكل الرأسمالية متجذّرة لدرجة أن الرؤى العالمية الأخرى تكافح من أجل الظهور، هل ما زلتَ ترى أن لهذه الأمور دورًا ما .. ما هو موقع "لغاتنا الأم" في عالم معولم جدًا حيث تنتشر فيه تقنيات الإعلام واللغات الأوروبية المهيمنة وما الذي يعنيه هذا لأجيال الكتابة القادمة ونهجهم تجاه السلطة؟
- وا ثيونغو: العولمة هي حكم رأس المال على مستوى العالم. لقد أطلقت عليها اسم "الافتراس العالمي" لموارد إفريقيا والشعوب والمناطق المستعمَرة سابقًا، أو ما يُطلق عليه العالم الثالث أو العالم النامي. علينا أن نواجه هذا "الافتراس" بعالمية إنسانية. العالمية تعني الوحدة الواعية لجميع شعوب العالم العاملة. رأس المال الذي يضطهد العامل في بريطانيا هو نفسه الذي يضطهد في كينيا. الأوليغارشيات النفطية التي تدمّر البيئة في أمريكا هي نفسها التي تفعل ذلك في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية. الأمر نفسه ينطبق على المؤسسات المالية العالمية؛ قد تكون جذورها في الغرب، لكن أذرعها في كل مكان. تذكّر أن القوى الصناعية والنووية الرائدة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كانت من أكبر المتاجرين بالرقيق ومالكي العبيد. هل هذا مجرد صدفة؟ انظر كتابي "تأمين القاعدة" لقد جعل إفريقيا مرئية في العالم". لاحظ كيف أن القوى الرأسمالية الكبرى في العالم ،هي أيضًا والى حدٍ كبيرٍالقوى اللغوية السائدة في العالم. إن النضال من أجل اللغات أمرٌ بالغ الأهمية. تذكروا أنه لا توجد لغةٌ أسمى من أخرى. إذا كنت تعرف جميع لغات العالم، ولا تعرف لغتك الأم أو لغة ثقافتك، فهذا استعباد. أما إذا كنت تعرف لغتك الأم أو لغة ثقافتك وأضفت إليها جميع لغات العالم، فهذا تمكين. كتاباي الموسومان "تفكيك إستعمار العقل" و"شيءٌ ممزقٌ وجديد" يتناولان هذه القضية بالتفصيل. يتحدث كتاب "شيءٌ ممزقٌ وجديد" عن سياسات الذاكرة، و العلاقةٌ الوثيقةٌ للغة بهيمنة الذاكرة (الجسد، المكان، الزمان) .. كان الاستعمار يعني ويؤدي إلى غرس ذاكرة المُستعمِرْ في جسد المُستعمَرْ وعقله ومكانه ..
********************************************
نون النسوة
أيام نيسانية
نــادية المحمداوي
يسألني والبردُ يزيحُ
تفاصيل الصيفِ المتبقيةِ
تباعاً عن نافذة شباكي
ماذا كان يدورُ هناكَ ؟
منذُ بدايةُ أيامي حتى الآنْ.
ماذا كان وراءَ الأفقِ النائي ؟
أما فصلُ جزيئاتَ الذرةِ
فهي بدايةِ عهدٍ آخرْ.
من الخطرِ الآنْ.
أن تسألُ في هذا العصرِ الشائكِ
عما كان يدورُ وراءَ الأفقِ النائي
سيتهمونكَ بالإلحادِ
وسترجم مثلَ الحلاجَ بأحجارٍ من سجيلْ
كلُّ الأيامِ النيسانيةِ مرُّتْ
وأنتَ تمرُّ
وتوابيتُ الموتِ المترعِ بالحزنِ تمرُّ
تحملها أكتافُ البحارةِ
كلُّ العمرِ يمرُّ
لا تنسى ، وأنت تمرُّ وئيداً
أصواتَ دفوفِ العرسْ
ونشيجَ النعشِ
وصرخ وليدٍ في اللحظاتِ الأولى
يخنقُـهُ الحبلُ السريّ.
وارتقْ جرحَـكَ بالمخرزِ
ضاقتْ سبلُ الفَرجِ بوجهِـكَ
وضاقَ الأفقُ النائي
أنتَ الآن تمرُّ
لا يوجدُ أفقٌ آخرَ بعدَ التاسعِ من ايلول .
**********************************************
مع الإيذان برحيلك
إلى الفنّان الراحل زياد رحباني
حسينة بنيّان
أستيقظت الحمائمُ
حين بزغَ الفجرُ
على ذاك الهدير
الباكي
فكتمت هديلها
بين الغيمات المتثاقلةِ
وبين الأنفاس المهرولةِ
نحو رحيقك المتسامي
وأنت ترفعُ قبّعتَك الصارخة
باسم الحبِّ
وبيانِ الأحرار
وسمات النضال
لا أحدٌ يوُقف موجتك
ولا تيّارٌ يَنسجُ الخوفَ
فوق ذاك الهديل
فهنَّ يعرفنَ
بأنّكَ الواثقُ
من ذاك الجمالِ
المحمولِ بين يديك
الشمسُ هناك
تشهدُ لكَ
بخطوطِ شُعاعكِ المنتشرِ
تحت قلوب العُشّاقِ
من المساكين
وأبناء السبيلِ
والشعراء
والفنّانين
والصعاليك
والثوّار
المذبوحين
على عتبةِ الزمن الغادر
والراكعين في مسرح النقاء
رُحتَ
بجناحيك الصامدتين
عالياً
وأنت تقودُ الأسرابَ العاشقةَ
نحو البحثِ
عن سلامٍ موءودٍ
علّكَ تُنقذُ بعضَ ما أستشاظ
من الدماء السائبةِ
في أريج الشوق
عند بيروت ودمشقَ
وبغدادَ
وغزَّةَ النافرةِ
في غربتها المتهالكةِ
أيها الغرّيدُ
كلَّ حينٍ
لمّا أستغربَ الصبحُ
بذاك المدى
وأستنفرَ
بكُلِّ جمالهِ
وهو يسمعُ
هتافكَ الأخير
**************************************************
الثلاثي.. الغائب الحاضر
فقدت الاوساط الثقافية والفنية في العراق ثلاثة اسماء بارزة هي: الناقد د. عبد الاله الصائغ (النجف 1941) وكان قد اغنى المكتبة العربية بعدد من كتبه الثرية منها: "بلاغة الخطاب" "الصورة الفنية"، "النص الجاهلي" وكان الصائغ يقيم في امريكا.
كما ودعنا الفنان الموسيقي جمال السماوي (السماوة 1956) للفقيد كتاب يوثق تاريخ عازفي آلة القانون، وأسس عددا من الفرق الموسيقية: فرقة زرياب مع جعفر الخفاف، فرقة شبعاد النسوية، الرباعي النسوي.
كما رحلت الفنانة المسرحية سليمة خضير (البصرة 1946) وكانت قد تركت تأثيراً واضحاً في الوجدان الشعبي وشاركت في مسرحيات واعمال درامية وفي السينما لها فلم "الحارس" و "التجربة". لأرواحهم النبيلة السلام والطمأنينة.
************************************************************
الصفحة الثانية عشر
الباحث د. حيدر سعيد في ضيافة {بيتنا الثقافي}
بغداد – طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت الماضي، الكاتب والباحث د. حيدر سعيد، الذي تحدث في جلسة تحت عنوان "جماعة الأهالي: إعادة تركيب".
حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي وعدد من القياديين في الحزب، إلى جانب جمع من المثقفين والمهتمين بالقضايا السياسية والفكرية.
جدير بالذكر أن "جماعة الأهالي" مجموعة سياسية عراقية تشكلت عام 1932، ويعتبرها مؤرخون نواة العمل السياسي الديمقراطي في العراق الحديث. وضمت الجماعة عددا من المتعلمين خريجي المعاهد العليا، وعناصر وطنية مطالبة بالاستقلال السياسي ذي البعد الاجتماعي والاهتمام بمصالح الأهالي، أي الشعب. وقد انطلقت الجماعة في تسميتها من صحيفة "الأهالي" التي صدرت في العام ذاته.
افتتح الجلسة د. علي مهدي بتقديم السيرتين الذاتية والعلمية للضيف، وبالحديث عن مسيرته الفكرية.
وبعده تناول المحاضر د. حيدر سعيد ظروف نشأة "جماعة الأهالي" من خلال مجموعتين في بيروت وبغداد، وكيف شكّلت تلك الجماعة فضاءً مفتوحًا للشخصيات الديمقراطية، التي آمنت بضرورة اضطلاع الدولة بدور كبير في رعاية الشعب.
وأشار إلى ما أصدرته الجماعة من مقالات وكراريس تحت عنوان "الشعبية".
كما سلط الضوء على المرجعيات الطبقية والجيلية والتعليمية لأعضاء الجماعة، والمآلات السياسية اللاحقة التي انتهت إليها تلك الشخصيات.
وفي جزء آخر من حديثه ألقى ضوءا على العلاقة بين الحزب الوطني الديمقراطي الذي تأسس سنة 1946 وجماعة الأهالي، وبيّن ان هذه العلاقة مفترضة ولا وجود حقيقيا لها، وان الحزب ليس وريث الجماعة كما اعتقد ويعتقد كثيرون.
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، وعقّب عليها الضيف باستفاضة واقتدار، ما أضفى على الفعالية طابعا غنيا بالحوار والتفاعل.
وفي الختام، قدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى د. حيدر سعيد، تقديرا لعطائه وجهوده الفكرية.
***********************************************
في اتحاد الأدباء عن {النقد الثقافي: المعنى والاتجاه}
متابعة – طريق الشعب
عقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب السبت الماضي، جلسة ثقافية بعنوان "النقد الثقافي والدراسات الثقافية: المعنى والاتجاه"، ضيّف فيها أ.د. عبد العظيم السلطاني، بحضور جمع من الأكاديميين والنقاد والأدباء والمثقفين.
الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها د. أحمد الزبيدي، وافتتحها معرّفا بمفهوم "النقد الثقافي"، والذي جاء ثمرة للملتقيات الثقافية وحوارات النقاد والاختصاصيين في سعيهم إلى كشف الأنساق والأفكار المضمرة في النصوص والخطابات الثقافية.
وأشار الزبيدي إلى أن العتبة الأولى للنقد الثقافي تشكلت عبر أقلام نقدية فتحت آفاقا جديدة للتفكير. ومع مرور الزمن، تفرّع هذا المصطلح إلى اتجاهات متعددة في مقارباته النظرية والتطبيقية.
السلطاني، وفي معرض حديثه، ذكر أن "الثقافة حاضرة في كل مفاصل الحياة اليومية وفي التلقي والعلاقات مع الآخر وفي الفنون الشعبية والأزياء، بغض النظر عن فهمنا لها واستجابتنا لها"، مشيراً إلى أن "كل ما يتدخل في تفاصيل حياة الإنسان يستحق الدراسة والتحليل".
وأوضح أن "الدراسات الثقافية مظلة واسعة تهتم بكل ما هو ثقافي. إذ تهدف إلى دراسة القيم والمكونات التي تشكّل الثقافة".
ونوّه السلطاني إلى ان "النقد الثقافي فرع من الدراسات النقدية، ويظهر عند تحليل النصوص الأدبية والبحث في المضمر والمعلن فيها، انطلاقاً من رؤية ثقافية محددة، فضلاً عن الموقف الشخصي للناقد تجاه النص"، لافتا إلى ان "أي ثقافة لا تتوافق مع مكانها وزمانها ستكون ثقافة عرجاء".
هذا وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من النقاد الحاضرين.
********************************************
أكثر من 400 موسيقي يُقاطعون إسرائيل
متابعة – طريق الشعب
تحت شعار "لا موسيقى للإبادة الجماعية"، أطلق أكثر من 400 مغنٍ وموسيقي من مختلف أنحاء العالم حملة لمقاطعة الفعاليات الفنية التي تُقيمها أو تستضيفها مؤسسات إسرائيلية، في خطوة احتجاجية ضد مواصلة الكيان الصهيوني جرائمه في غزة.
ورأى الفنانون المنضمون إلى الحملة، أن "الموسيقى لا يمكن أن تُستخدم أداة لتجميل صورة دولة متهمة بارتكاب إبادة جماعية"، مشددين على أن "الفن يجب أن يكون منحازا للعدالة وحقوق الإنسان، وأن يقف إلى جانب الضحايا لا إلى جانب الجلاد".
وتدعو الحملة جميع العاملين في المجال الموسيقي حول العالم إلى مقاطعة الفعاليات والمهرجانات التي ترعاها أو تستضيفها مؤسسات إسرائيلية، باعتبارها شكلا من أشكال التطبيع مع الاحتلال، وبهدف سحب الشرعية الثقافية عن ممارساته. وتحظى الحملة بتأييد متزايد من ناشطين في مجالي الثقافة وحقوق الإنسان، الذين يعتبرون أن المقاطعة الفنية وسيلة سلمية مؤثرة للضغط على إسرائيل، ولفت أنظار الرأي العام الدولي إلى مأساة الفلسطينيين في غزة.
وتزامن الإعلان عن الحملة مع تصاعد الغضب العالمي إثر تداول صور مؤلمة لأطفال ونساء فلسطينيين يعانون الجوع تحت وطأة الحرب الإسرائيلية المستمرة، ما أجج الدعوات إلى تحرك عاجل لوقف العدوان.
وتحث الحملة الفنانين على سحب أعمالهم من المنصات الإسرائيلية، كنوع من الاحتجاج الثقافي والسياسي.
وتضم قائمة الموقعين على الحملة أسماء بارزة في الساحة الموسيقية العالمية، بينهم فرقة ماسيف أتاك البريطانية الشهيرة، والفرقة الاسكتلندية برايمال سكريم، وفرقة جابان بريكفاست الأمريكية المستقلة، إلى جانب المغنية وكاتبة الأغاني الأمريكية كارول كينغ، ونجمة البوب اليابانية رينا ساواياما، والفنانة الدنماركية إم أو.
******************************************
يوميات
• يُضيّف بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتاب هذا اليوم الثلاثاء، المخرجين المسرحيين د. جواد الاسدي وأنس عبد الصمد، ليتحدثا في جلسة عن "الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة".
تبدأ الجلسة التي سيديرها د. جبار خماط، في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
• يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب غدا الأربعاء، جلسة استذكار للشاعرة والإعلامية حذام يوسف طاهر، تتضمن حديثا عن سيرتها وقراءة مختارات من قصائدها.
الجلسة التي من المقرر أن تديرها الشاعرة غرام الربيعي، تبدأ في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.
*************************************************
مسلسل {قطار الموت} التلفزيوني على شاشة قناة {العراقية}
بغداد – طريق الشعب
أفادت مصادر مطلعة ان قناة "العراقية" الفضائية ستباشر في الأول من الشهر القادم، عرض مسلسل "قطار الموت" التلفزيوني.
ويتكون المسلسل من سبع حلقات، وهو من تأليف وسيناريو الكاتب علي صبري، وإخراج الفنان السينمائي رعد مشتت.
****************************************************
معرض للرسامة الواعدة فرقان عبد الرحمن
الصويرة – يوسف كاظم
احتضنت قاعة منتدى شباب الصويرة الخميس الماضي، معرضا شخصيا للرسامة الواعدة فرقان عبد الرحمن، بحضور عدد من المهتمين في الرسم.
ضم المعرض رسوما ملونة مُستمَدة من مفردات واقعية، إلى جانب بورتريهات بالأبيض والأسود لشخصيات معروفة، ورسوم لخيول.
وفي سياق المعرض تحدثت الرسامة إلى الحضور عن تجربتها الواعدة في الرسم.
جدير بالذكر، أن وفدا من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الصويرة حضر المعرض وكرّم الرسامة.
*************************************************
ليس مجرد كلام.. احتفظ بصوتك لا تَبِعْهُ ..!!
عبد السادة البصري
قبل يومين كنت راكباً سيارة تاكسي، فأخذ السائق يتحدّث عن الانتخابات ويشير الى بعض الصور المرفوعة الآن، قائلا : لن أذهب إلى الانتخابات والوجوه هذه نفسها، سألته : لماذا؟!
قال : ذهبت إلى مكتب المفوضية لاستلام بطاقتي، وبعد خروجي سمعت أحدهم ينادي: من فضلك عندي كلام معك، وأقبل عليَّ قائلا : تبيع بطاقتك بــ 250 ألف ؟ أجبته : لماذا؟ فقال: حتى لا تتعب وتروح للانتخابات وتحتار تنتخب مَنْ، هناك واحد خَيِّر وطيّب و(خوش) إنسان يشتريها منك. قلت: يعني يشتري صوتي ؟ أجاب بنعم ، فقلت له : إذا الرجل خوش إنسان ، يحتاج يشتري أصوات الناس؟ هي الناس تنتخبه. فقال : يضمنها من الآن ! قلت: أفضل له أن يضمن ضميره أولاً ويهتم بخدمة الناس والوطن، فهما أسمى من كل شيء. وأقسمت ساعتها بعدم الذهاب للانتخابات.
خلال حديث السائق كنت أفكّر بالوطن وإلى أين ستؤول أموره إذا كان مَنْ يريد أن يرشّح نفسه لخدمة الناس كما يقول، يريد ضمان الأصوات بالمال! أيعقل هذا ؟ أيعقل أن نفكّر بفوزنا عن طريق شراء الذمم، دون الرجوع إلى منطق العقل والضمير الحقيقي ؟!
إذا كان المرشّح يبحث قبل كل شيء عن مصلحته الخاصة جداً، فكيف سيخدم الناس ومصالحهم بعد فوزه ؟!
لن تنتهي منظومة الفساد والحال كما هو عليه في كل انتخابات ، لذلك انتفض شبابنا في تشرين وقدّموا أرواحهم ودماءهم من أجل الوطن ، وكان شعارهم :أريد وطناً!
وصوناً لهذا الشعار والثبات على مبادئ تشرين ودماء الشهداء، أعلنّا من جانبنا المشاركة في هذه الانتخابات، رافعين شعار البديل للتغيير حتماً، كي لا تتكرر الوجوه نفسها، ولا تظلّ سوسة الفساد تنخر في مفاصل البلاد، والسلاح المنفلت يلعب بأيدي القتلة وبائعي الضمير!
علينا أن نفكّر بالمواطن والوطن قبل كل شيء، وبتقّبلهم لنا وثقتهم بنا وذهابهم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نزاهتنا وإخلاصنا ووفائنا وخدمتنا الحقيقية للشعب والوطن!
علينا أن نفكّر بحل أزمات البطالة والكهرباء والماء والخدمات والسكن والمجاري والشوارع والتلوث وغيرها !
وعلينا من ثم أن نحفظ اصواتنا لمن يستحقّونها ولا نبيعها لمن هبّ ودب من تجار السياسة والاصوات الانتخابية!
*********************************************
قف.. مافيات باسم مستعار
عبد المنعم الأعسم
جرّب ان تتحدث عن وجود مافيات تدير مفاصل مهمة وحساسة في الدولة امام اهل الحُكُم، او سادة تبرير الفساد، فسيعترضون كلامك بالقوانة المتكررة، بان كل دول العالم تعاني من سطوة المافيات وانتشار جرائمها، بما فيها دول الغرب والولايات المتحدة حصرا، الامر الذي يعني القبول بنشاط مافيات في كواليس العمل السياسي وفي اسواق المال، وعقود المشاريع، والوزارات، ومجالس المحافظات، وخدمات الإعلام، والقضاء، والامن، والعلاقات مع الدول، وليس ثمة مبالغة في القول بان مافيات مدللة تقرر سياسات ومواقف تتسم بالخطورة، وتقوم باعمال التهريب بواسطة اقنية الدولة والنهب والسطو المنظم، وجميع هذه المفردات تقع تحت موصوف الجرائم.
المافيات في التعريف المدرسي "جماعة سرية لأعقد اشكال الجريمة المنظمة من اصحاب النفوذ والقوة" ومع هذا لم يعد احدٌ (في العراق) يتحرج من الكلام عن وجود مافيات تقوم بإيصال اشخاص الى أعلى المناصب، بل ان الامر وصل حد الحديث، بالصوت والصورة، عن مافيات متخصصة بالانتخابات تتحالف وتتخاشن وتتداخل وتتقاتل في ما بينها، وهذه هي مناسبة الحديث هنا.
*قالوا:
"اليدري يدري".
مثل عراقي
**************************************
في ستوكهولم حمودي عبد محسن و{ألقوش في ليالٍ طوال}
ستوكهولم - محـمد الـكحط
شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم السبت الماضي، أمسية ثقافية أقامها عدد من أبناء الجالية العراقية، وضيّفوا فيها الكاتب حمودي عبد محسن، ليتحدث عن روايته الجديدة "ألقوش في ليالٍ طوال".
الأمسية التي حضرها القائم بأعمال السفارة العراقية في ستوكهولم د. محمد عدنان، أدارها السيد كفاح حسن، واستبقها بالحديث عن سيرة الضيف الذاتية وتجربته الأدبية.
وقال أن عبد محسن ولد عام 1953 في النجف، وترعرع وعاش في جو شعري أدبي. وفي وقت مبكر من عمره زاول فن الخطابة، ثم درس في كلية الفقه في مدينته، ليُغادر بعدها إلى أوكرانيا لدراسة الجيولوجيا، حتى استقر به المقام في السويد.
وأشار حسن إلى ان عبد محسن أصدر 13 كتابا أدبيا باللغة العربية، وكتابين باللغة السويدية.
وفي معرض حديثه، ألقى عبد محسن الضوء على روايته الجديدة، والتي يسرد فيها قصة مدينة ألقوش في نينوى، بتاريخها عبر آلاف السنين، مبينا أنه عاش في هذه المدينة وعايش أهلها سنوات عدة، فلمس طيبتهم وحبهم للخير والتضحية، وعرف شعاب المدينة ووديانها وجبالها وكهوفها، وتعمّق في معرفة تضاريسها وكل ما كتب عنها، فضلا عن متابعته تأثير الديانات فيها.
وأشار إلى أنه سرد في روايته، بدعم من مخيلته، حصيلة ما عرفه عن تلك المدينة، ما جعل الرواية أشبه بدراسة اثنوغرافية للقوش وأهلها.
وتُغطي الرواية 4 أجزاء، صدر منها الجزءان الأول والثاني عن "دار السرد" في بغداد. وقد أهدى المؤلف روايته إلى شهداء المدينة من رفاقه الأنصار الذين استشهدوا في سجون وأقبية النظام الدكتاتوري المباد، وهم يدافعون عن مبادئهم من أجل الحرية والعدالة. كما أهداها إلى عائلات الشهداء وأبطال العمل السري.
وعبّر أهالي ألقوش من أبناء الجالية العراقية الذين أقاموا الأمسية، عن فرحتهم وهم يستعيدون تاريخ مدينتهم وبطولات أجدادهم، بسرد عبد محسن.