الصفحة الأولى
وصفوها بالهشة والهجينة والناشئة مراقبون: الديمقراطية في العراق مختزلة بالانتخابات ويهددها السلاح والطائفية والفساد
بغداد – محمد التميمي
بعد أكثر من عقدين على سقوط النظام الديكتاتوري، لا يزال مسار الديمقراطية في العراق، يواجه تحديات كبيرة تجعلها تجربة ناقصة وهشة. فظاهريا، تبدو العملية السياسية قائمة، مع انتخابات متكررة، لكن الواقع يكشف العكس من ذلك. فالسلطة السياسية في العراق بحسب مراقبين، ما زالت تهيمن عليها الطائفية والمحاصصة، فيما يشكل الفساد المالي والسياسي وانتشار السلاح المنفلت عوائق رئيسة أمام أي تقدم ديمقراطي حقيقي، ليبقى التحدي الأكبر بحسبهم، هو تحويل الشكل الديمقراطي الراهن إلى ممارسة فعلية ومؤسسات قوية، قادرة على حماية الحقوق وتحقيق العدالة الاجتماعية.
طائفية ومحاصصة سياسية
من جانبه، اكد المنسق العام للتيار الديمقراطي، أثير الدباس، أن التجربة الديمقراطية في العراق ما زالت تعاني من أزمات بنيوية عميقة تهدد مسارها الطبيعي، مشيرا الى أن “الديمقراطية في العراق لم تُطبق منها سوى الانتخابات، وحتى هذه العملية يشوبها الكثير من الخلل والانتهاكات”.
وقال الدباس في حديث لـ "طريق الشعب"، إن "الطائفية السياسية ونظام المحاصصة، إلى جانب هيمنة قوى سياسية محددة وانتشار السلاح المنفلت والمال السياسي الفاسد، تمثل أبرز العقبات التي واجهت العراق بعد 2003".
وأضاف أن هذه العوامل “التهمت جوهر الديمقراطية، وجعلتها شكلاً بلا مضمون، أو شبه ديمقراطية تُدار وفق توازنات مصالح ضيقة بعيداً عن مفهوم الدولة المدنية”.
وتابع أن أي حديث عن انتعاش الديمقراطية في العراق لا يستند إلى واقع ملموس، ما دامت هذه الممارسات قائمة، وما دام قانون الأحزاب غير مطبق بشكل صارم، وما دامت الميليشيات تتحكم بمصائر الناس بقوة السلاح.
كما أكد الدباس أن المال السياسي الفاسد شكّل أحد أخطر التحديات، إذ أسهم في تشويه العملية الانتخابية وإفراغها من معناها، محذراً من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى “تآكل ثقة المواطن بالنظام السياسي برمته، ويزيد من عزوف الناخبين عن المشاركة، وهو ما يهدد مستقبل الديمقراطية في البلاد”.
وعدّ المنسق العام للتيار الديمقراطي، أن ما يجري في العراق اليوم لا يمكن وصفه بالديمقراطية الحقيقية، انما هي “ديمقراطية مسلوبة، سُلّمت للطائفية والمحاصصة والسلاح والفساد. ونحن في التيار الديمقراطي ومعنا القوى المدنية سنواصل النضال من أجل بناء صيغة أفضل للديمقراطية، تستند إلى العدالة والمواطنة وسيادة القانون”.
وختم الدباس بالقول: “رغم صعوبة المرحلة وضخامة التحديات، إلا أننا نؤمن أن لا بديل عن الديمقراطية كخيار وطني شامل، ونعمل على إعادة الاعتبار لها عبر ترسيخ قيم المواطنة، والحؤول دون التوظيف السياسي للدين، وبناء مؤسسات دولة قوية قادرة على حماية حقوق المواطنين بالتساوي”.
مختزلة بالانتخابات
على صعيد اخر، اعتبر رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي، حيدر سعيد، ان العراق بعد نحو ربع قرن من تجربة الديمقراطية، بحاجة إلى وقفة جادة لتقييم منجزاتها، مشيراً إلى أن العملية الديمقراطية في البلاد اختزلت اليوم في الانتخابات فقط.
وقال سعيد في تصريح لـ"طريق الشعب"، ان الديمقراطية تمارس في العراق بعيداً عن المخرجات الحقيقية للعملية الديمقراطية، مثل سيادة القانون، واستقلال القضاء، والحريات العامة”. وأضاف أن "الوضع غير المستقر الذي عاشه العراق على مدار السنوات الماضية، دفع بعض الأطراف إلى الاعتقاد بأن السلطة الصارمة والقوية هي الحل الأمثل، وهو ما أدى إلى تقويض فرص بناء ديمقراطية حقيقية".
وأكد أن الحديث عن ان الديمقراطية في البلاد تشهد فترة انتعاش غير دقيق، فيما الواقع يشير إلى العكس، مشدداً على أن “الديمقراطية في العراق اختزلت في مجرد أداء شكلي، ونجد ان العراق في الكثير من المؤشرات والتصنيفات لا يصنف على انه دولة ديمقراطية”.
ورأى أن التحدي الأكبر يكمن في "ترسيخ المبادئ الديمقراطية بشكل متكامل، بعيداً عن الانحيازات الطائفية والحزبية، وبما يضمن استقرار المؤسسات وسيادة القانون وحماية الحريات الأساسية للمواطنين".
ناشئة وهشّة وتواجه تحديات كبرى
وعلى صعيد متصل، وصف الكاتب والصحفي زياد العجيلي الديمقراطية في العراق بأنها “ناشئة وهشة”، مؤكداً أن البلاد لم تتمكن منذ سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003 من تأسيس تجربة ديمقراطية حقيقية.
وقال العجيلي في حديث مع "طريق الشعب"، انه من غير الممكن أن "نطبق الديمقراطية كاملة خلال 23 سنة فقط. حتى الثورات الكبرى في أوروبا، مثل الثورة الفرنسية، استغرقت أكثر من مئتي عام لتثبيت مبادئ الديمقراطية ومواجهة معادياتها”.
وأشار العجيلي إلى أن "ما يُمارس حالياً في العراق لا يمكن اعتباره ديمقراطية فعلية، بل هو “شبه ديمقراطية” محدودة تقتصر على الانتخابات"، واصفاً الانتخابات بأنها “الحلقة الأضعف في النظام الديمقراطي”.
واكد أن القوى السياسية تختزل الديمقراطية في هذه العملية فقط، متجاهلة بقية أركانها الحيوية مثل حرية التعبير، حرية الصحافة، حقوق الإنسان، التنظيم السياسي، وفصل السلطة عن المحاصصة الطائفية والحزبية.
وأضاف انه “حتى الديمقراطية الناشئة، إذا صح التعبير، فهي غير مكتملة وهشة. فلم نشهد ظهور قوى ديمقراطية مؤثرة في المشهد السياسي، وما زلنا بعيدين عن ترسيخ مبادئ الديمقراطية الأساسية".
وحول المرحلة الحالية الحساسة التي يمر بها العراق، رأى العجيلي أن البلاد بحاجة إلى زعامات سياسية حقيقية لتنظيم الوضع الداخلي، مبينا انه “لا وجود اليوم لقوى سياسية متماسكة، بل أفراد يشكلون فرقاً سياسية متفرقة، وفي ظل هذا الواقع الصعب، لا بد من قيادة واضحة لتوحيد الرؤى وضبط أداء المؤسسات لضمان استقرار الدولة”.
وختم العجيلي حديثه بالقول إن “المرحلة الحالية حرجة وتتطلب تركيزاً على بناء الديمقراطية بشكل متكامل، بعيداً عن المحاصصة والطائفية والفساد، لضمان مستقبل أفضل للعراق”.
ديمقراطية هجينة
اما الناشط السياسي مهتدى أبو الجود، فقد اعتبر أن تجربة الديمقراطية في العراق “تقتصر على الشكل فقط”، مشيراً إلى غياب الفصل الفعلي للسلطات، وحرية التعبير، وحرية الصحافة، وحرية الرأي، بينما هذه هي أسس رئيسية تقوم عليها أي ديمقراطية في العالم.
وقال ابو الجود في حديث مع "طريق الشعب"، ان "الديمقراطية، وفق التجارب العالمية، تصحح نفسها بوجود أصحاب الرأي، والصحافة الحرة، والكتابة، والثقافة، والإعلام، والحركات السياسية والأحزاب الناشئة، لكن الواقع العراقي عكس ذلك تماماً، لا سيما في ظل الاستبعادات السياسية للمرشحين الذين تختلف توجهاتهم مع الحكومة والسلطة الحالية"، وهو ما اعتبره دليلاً على اتجاه النظام نحو المزيد من الشمولية والاستبداد.
وأضاف أبو الجود ان “الديمقراطية لا يمكن اختزالها بالانتخابات، فالمواطن لا يقتصر دوره على التصويت فقط، إذ له حقوق وواجبات متعددة ضمن منظومة كاملة من المؤسسات والضوابط التي تحمي الحريات وتضمن العدالة والمساءلة”.
وختم قائلاً: “إذا حاولنا وصف الديمقراطية في العراق اليوم بكلمة واحدة، فهي، هجينة، تجمع بين عناصر من الديمقراطية والاستبداد”.
***************************************
راصد الطريق.. مشاريع السكن الجديدة .. لمن؟
يتراوح إيجار السكن في بغداد بين 400 و600 ألف دينار للمسكن بمساحة 100 م2، وهو يرتفع في المناطق الراقية، وينخفض في أطراف المدن إلى 175–300 ألف دينار، ما يجعله يتجاوز نصف دخل المستأجر ان كان موظفا، وإذا كان محدود الدخل فـ"إله الله".
ورغم إصدار هيئة الاستثمار الوطنية أكثر من 632 ألف إجازة لمشاريع سكنية، لا تزال كلفة شراء المساكن وإيجارها بعيدة عن متناول المواطن. فيما تبدو بعض الإجراءات الحكومية، مثل توزيع الأراضي في مناطق غير مؤهلة، مجرد محاولات "لذرّ الرماد في العيون".
الحكومة تركز على الكمّ من دون النظر إلى النوع ومستوى البنية التحتية والخدمات، في حين أن الاعتماد المفرط على الاستثمار الخاص، دون آليات صارمة لضبط الأسعار، يجعل الحلول المنتظرة أقرب إلى "ترف عقاري".
فالأزمة الحقيقية لا تكمن في بناء الوحدات السكنية وحسب، بل أيضا في ضمان عدالة التوزيع وفي التخطيط الاستراتيجي، الأمر الذي يتطلب سياسات إسكان شاملة، توازن بين دخل المواطن وكلفة السكن، وتوفر حياة مستقرة ضمن بيئة خدمية متكاملة، بعيدًا عن الحلول الشكلية والتوزيع العشوائي.
****************************************
كتب المحرر السياسي:
ابعدوا التعليم عن المحاصصة والاستغلال الانتخابي!
يتوجه التلاميذ والطلبة اليوم الى المدارس، حاملين معهم الأمل بعام دراسي حافل بالعلوم والمعارف والنجاح والتفوق، ولا تُعاد فيه سيناريوهات الاعوام السابقة، التي شهدت بالعموم تعثرات واضحة، وحوّلت الحياة الطلابية الى مختبر لتجارب المسؤولين المتنفذين.
وفي بداية العام الدراسي هذا 2025-2026، تبرز عدة ملاحظات وتساؤلات، منها ما يكاد يتكرر كل سنة، دون ان يجد اهتماما كافيا ولو بمحاولة البحث فيه.
ومن نافل القول، ان قطاع التعليم والتربية يعاني من طغيان نهج المحاصصة الطائفية والفساد، الذي استفحل حتى بات ينهش جسد القطاع، فصار متوقعا ان تزداد مخاطره في المستقبل القريب، اذا لم يتم التوقف جديا امام هذا الموضوع، وابعاد ما له علاقة بالمحاصصة الطائفية والحزبية الضيقة عن منظومة التعليم والتربية.
ومن القضايا الملحة التي تخص وزارة التربية، ما يتعلق بوضع حد للدوام الثنائي والثلاثي في عدد كبير من المدارس: فهل هناك مقاعد مدرسية مناسبة وكافية؟ وهل ستوزع الكتب المنهجية على كل الطلبة والتلاميذ، ام ان مشكلة اقتناء المنهج ستبقى قائمة؟ ولماذا لا يجري ترميم بعض الصفوف والمدارس الا عند اقتراب العام الدراسي الجديد؟ وما علاقة المعلمات والمعلمين بصبغ الصفوف وترميم حدائق المدارس وساحاتها؟ ام ان هذا واجب آخر يناط بهم بسبب نقص التمويل؟ ولماذا يتخذ قرار تغيير المنهج الدراسي في وقت متأخر؟ وكيف ستعالج موضوعة الطلبة الذين شملوا بالامتحان النهائي (دخول عام)، هل سيمنحون دوراً ثانياً، ام ماذا؟
وفي حال أردنا طرح اسئلة اخرى تخص التعليم، فستبرز موضوعة الحريات الاكاديمية، والمناهج المتخلفة (بما في ذلك مناهج عهد الاستبداد الصدامي)، والاقسام الداخلية، والتعليم الاهلي ومشاكله، والحريات الطلابية وحرية البحث الدراسي (بضمنه موضوع السلامة الفكرية)، وصولاً الى الاستغلال الحزبي الضيق للجامعات والكليات، مروراً بالإجراءات والقرارات التي لا تصب في مصلحة التعليم ولا الطلبة.
وهناك أيضاً الخشية من استغلال التعليم والتربية لخدمة المصالح الانتخابية الخاصة، ما يعني ان القطاع سيدخل في المزايدات السياسية متى ما انتهت الانتخابات وتشكلت حكومة جديدة، وهو ما حصل في مرات سابقة، جرى فيها توزيع الحصص وفق هذا السياق.
ان واقع التعليم اليوم بمراحله المختلفة بحاجة الى مراجعة شاملة، نظرا لتأثيره الكبير ليس فقط على حاضر البلد، بل وعلى مستقبله وكامل عملية البناء والتنمية.
***************************************
الصفحة الثانية
نائب: المحاصصة وشراء الذمم عطلت الاستجوابات داخل البرلمان
بغداد ـ طريق الشعب
أكد النائب هيثم الفهد، أمس السبت، أن البرلمان جمع تواقيع لاستجواب حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بما فيهم السوداني نفسه وجميع وزرائه، إلا أن ما وصفه بـ"المحاصصة السياسية وشراء الذمم" عطلت تلك الاستجوابات.
وقال الفهد، إن "الدور الرقابي لمجلس النواب معطل بسبب المحاصصة الحزبية السياسية وشراء الذمم من قبل المسؤولين الذين يراد استجوابهم".
وبين أن "أعضاء مجلس النواب جمعوا تواقيع الاستجواب على أغلب المسؤولين التنفيذيين في الحكومة من رئيس الوزراء، والوزراء ورؤساء الهيئات والمديرين العامين وغيرهم، لكن للأسف لم يتم النظر أو محاسبة أي مسؤول فاسد في الحكومة".
ولفت الفهد إلى أن "المحاصصة الحزبية والسياسية هي من تعطل وتخرب العمل الرقابي لمجلس النواب، وأن المجلس شارف على الانتهاء والدورة البرلمانية لم تتمكن من استجواب أي مسؤول في الحكومة الحالية".
يشار إلى أن النائب مصطفى الكرعاوي، قد أكد يوم الثلاثاء 2 أيلول الجاري، اكتمال إجراءات استجواب رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، في البرلمان بسبب عدم إرسال الموازنة الاتحادية. وقال الكرعاوي في منشور على منصة فيسبوك، إنه "بعد أن تقدمت بدعوى قضائية ضد الحكومة لدى الادعاء العام والذي أحال بدوره الأمر إلى مجلس النواب لاتخاذ دوره الدستوري، تابعنا الخطوات القانونية والسياسية اللازمة تلاها تقديم سؤالاً شفوياً إلى وزيرة المالية داخل المجلس".
***************************************
بشأن صادرات النفط تفاهم أولي مع شركات النفط العاملة في الإقليم
متابعة ـ طريق الشعب
أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، أمس السبت، توصل الشركات النفطية العاملة في الإقليم والحكومة الاتحادية إلى "صيغة تفاهم أولية" بشأن المستحقات المالية لتكلفة استخراج النفط، تمهيداً للتوصل إلى اتفاق نهائي لاستئناف صادرات النفط عبر ميناء جيهان التركي.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بارزاني في مراسم تدشين طريق شيخان – لالش بمحافظة دهوك، مشيراً إلى أن المباحثات مع بغداد حول الموازنة وتوفير رواتب موظفي الإقليم متواصلة، وأن العقبات الحالية ليست من جانب حكومة كوردستان، بل تُفتعل من جهات أخرى، مشدداً على أهمية التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق المواطنين دون مساومات.
وأوضح بارزاني، أن التفاهم الأولي بين الشركات النفطية والحكومة الاتحادية يمثل خطوة مهمة نحو الاتفاق النهائي لاستئناف صادرات النفط، معبراً عن أمله في أن يكون هذا الاتفاق واقعياً ومقبولاً للجميع.
آليات محكمة لتطبيق قانون الموازنة!
من جهته، أكد علي نزار، مدير شركة تسويق النفط "سومو"، أن استئناف صادرات النفط الإقليمي مرهون بالشركات المنتجة، مشيراً إلى وضع آليات محكمة لتطبيق قانون الموازنة، معرباً عن تفاؤله بإعادة ضخ النفط عبر خط جيهان لما فيه مصلحة العراق وتعزيز وارداته المالية.
وكانت وكالة رويترز أفادت بموافقة الحكومة العراقية "مبدئياً" على خطة استئناف صادرات النفط عبر خط الأنابيب من إقليم كردستان إلى تركيا، بعد توقفه منذ آذار 2023 بسبب نزاعات قانونية بين العراق وتركيا حول التعويضات المالية. وقد يؤدي الاتفاق إلى إضافة نحو 230 ألف برميل يومياً من الإمدادات الجديدة للأسواق، في وقت تعمل فيه دول أوبك على استعادة حصتها السوقية.
وكان العراق يصدر قبل التوقف نحو 400 إلى 500 ألف برميل يومياً من حقول الشمال، بما في ذلك إقليم كردستان، عبر هذا الخط، فيما تعتزم الحكومة الاتحادية استئناف نقل ما لا يقل عن 300 ألف برميل يومياً بمجرد إعادة تشغيله. وأكدت تركيا جاهزية خط الأنابيب للعمل، فيما شددت الولايات المتحدة على أهمية استئناف التدفقات النفطية من العراق إلى الأسواق العالمية.
*****************************************
اتحاد نقابات عمّال العراق.. يرفض تصفية شركات الصناعة ويطالب بإصلاحها
بغداد – طريق الشعب
أبدى عاملون في شركات وزارة الصناعة والمعادن، رفضا قاطعا للسياسات الاقتصادية التي تُعرّض المؤسسات الصناعية الحكومية المهمة الى "التصفية"، بموجب القرار رقم (560) لسنة 2025، بحجة أنها "شركات خاسرة".
وقال اتحاد نقابات عمال العراق في بيان، عقب اجتماع موسع للعاملين في شركات الوزارة: إن "إعادة الفاعلية إلى الاقتصاد الوطني تتطلب التغلب على الأزمة البنيوية العميقة، من خلال اعتماد استراتيجية تنمية مستدامة وخطط تنموية متوسطة وقصيرة الأجل، تهدف إلى توسيع وتنويع وتحديث قاعدة الاقتصاد الوطني، وتغيير طابعه الريعي الأحادي الجانب، وتنمية القدرات البشرية والمادية، والاستخدام العقلاني والكفوء للموارد، بما يحقق مستوى ونوعية حياة أفضل لجميع المواطنين".
وشدد البيان على أهمية اعتماد سياسة استثمارية رصينة، عبر تشجيع الاستثمار واستقطاب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية بما يسهم في التنمية والإعمار، وليس من خلال تصفية الشركات الخاسرة نتيجة سوء الإدارة، داعياً إلى إعادة هيكلة الصناعات القائمة لتصبح أكثر كفاءة وقدرة على مواجهة التحديات الحالية، وتسهم بشكل أكبر في الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد المجتمعون، بحسب البيان، أن تقديم الدعم الحكومي للقطاعات الاقتصادية – العام، والخاص، والتعاوني، والمشترك – خطوة أساسية لتعزيز دورها في التنمية، مع ضرورة منح الأولوية لهذه القطاعات الوطنية في العطاءات والعقود وفرص الاستثمار. كما أكدوا على أهمية تحديد الشروط المناسبة لتطوير أشكال الملكية المختلفة بما ينسجم مع حاجات الاقتصاد الوطني وتطوره المتوازن.
وركز البيان على "الحفاظ على الكوادر والمهارات العلمية والتقنية ورعايتها وتشجيعها، إلى جانب العمل على استقطاب الكفاءات العراقية المغتربة والاستفادة القصوى من خبراتها في مسيرة التنمية".
وطالب العاملون بـ"إعادة تأهيل المنشآت الصناعية والمعامل التابعة للدولة، وإصلاحها إداريًا واقتصاديًا، وتوفير الدعم اللازم للنهوض بها، مع رفض تصفية هذه المنشآت عبر البيع أو الخصخصة، ورفض تفكيك القطاع العام من خلال التفريط بممتلكات الدولة أو تبني وصفات المؤسسات المالية الدولية ذات التوجهات الرأسمالية".
وشدد البيان على "رفض خصخصة المؤسسات والشركات العامة ذات الجدوى الاقتصادية"، داعياً إلى تأهيلها وإصلاح إدارتها بدلًا من تصفيتها أو بيعها، مؤكدين ضرورة أن "تضطلع الدولة بدور نشط وفاعل في قيادة التنمية، دون إقصاء للقطاع الخاص، بل من خلال تعزيز دوره كشريك وطني ضمن خطة تنموية شاملة تُعنى بالمصلحة العامة وتوازن المصالح".
****************************************
رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين تتضامن مع الشعب الفلسطيني
أربيل – طريق الشعب
زار وفد من رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، يوم الأحد 14 أيلول 2025، القنصلية العامة لدولة فلسطين في إقليم كردستان، حيث كان في استقبالهم القنصل العام الدكتور ماهر الكركري.
وخلال اللقاء، قدّم القنصل عرضًا شاملًا حول آخر تطورات القضية الفلسطينية، مسلطًا الضوء على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة واعتداءات وانتهاكات متواصلة من قبل قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
من جهته، عبّر الوفد عن تضامن الرابطة الكامل مع الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على تراب وطنه، مؤكدًا على ضرورة تضافر الجهود لإيقاف حرب الإبادة والسماح فورًا بدخول المساعدات الإنسانية. كما حيّا الوفد التضامن الدولي الكبير مع القضية الفلسطينية.
وضم الوفد كل من الرفيق شاكر جابر سكرتير الرابطة، والرفيقين بيكس محمد وشيروان عدو عضوي اللجنة التنفيذية، والرفيق خليل يوسف إبراهيم عضو لجنة العلاقات.
**************************************
الرفيق بسام محي يزور هيت ويلتقي الرفاق الرواد
الأنبار – طريق الشعب
التقى الرفيق بسام محي، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في مدينة هيت مع عدد من الرفاق الرواد وأصدقاء الحزب في قاعة مقر تنظيم الأنبار بالمدينة، حيث جرى خلال اللقاء مناقشة مجموعة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى مناقشة الانتخابات وتحالفات الحزب وسياساته الراهنة، في إطار نقاش مفتوح مع الحضور. كما التقى الرفيق بسام مجموعة من الرفاق المنتسبين حديثًا في المنطقة، وتم خلال اللقاء مناقشة القضايا التنظيمية والسياسية، وتوضيح آليات عمل الحزب وسياساته، مع الإجابة على استفسارات الرفاق ومعرفة تطلعاتهم المستقبلية. وتضمنت الزيارة جولة في مدينة هيت شملت المناطق الأثرية والسوق القديمة وعددًا من الأماكن العامة، لتعزيز التواصل مع المجتمع المحلي وإبراز اهتمام الحزب بالجانب الثقافي والتاريخي للمدينة.
*************************************
نعي
وداعًا للفنان المبدع الرفيق جمال السماوي
تنعى مختصة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق المتفاني والفنان المبدع جمال السماوي، الذي كان لصيقًا بالحزب والفن معًا. إن رحيله هذا اليوم خسارة كبيرة وموجعة لكل من عرفه من أصدقائه وطلابه، غير أن ذكراه ستبقى خالدة عبر سيرته الذاتية وإبداعه الفني.
السلام لروحه الطاهرة، والخلود لذكراه الطيبة.
مختصة العمل الثقافي
الحزب الشيوعي العراقي
بغداد
20/9/2025
**************************************
ومضة.. مخاطر التماهي بين السلطة والدولة
صبحي الجميلي
تحمل لنا كتب التاريخ السياسي العبارة الشهيرة المنسوبة الى ملك فرنسا لويس الرابع عشر: "انا الدولة والدولة انا"، والتي هي تجسيد حيّ للحكم المطلق الذي ساد في القرنين السابع والثامن في اوربا .
ويحمل استحضار هذا القول في واقعنا المعاصر الكثير من المعاني والدلالات، خاصة عندما نجد ان البعض، عن عمدٍ او جهلا، يصر على خلق حالة تماهٍ بين السلطة والدولة. وهو بهذا يريد إضاعة الحدود بين ما هو كيان دائم وحاضنة للجميع، وبين كيان مكلف مؤقتا بإدارة شؤون الدولة، ويخضع للمساءلة والمحاسبة والعزل والتغيير ضمن الأطر الدستورية السارية المفعول، ووفقا للتداول السلمي للسلطة.
تجربة الحكم المطلق في فرنسا، الذي كنسته ثورة عام ١٧٨٩ وما تلاها، بيّنت على نحو جليّ ان كل مسعى لدمج الدولة بالسلطة او بالعكس، هو مشروع فشل طال الزمن ام قصر، وان الإصرار على ذلك يقود الى ازمة بنيوية للدولة والى هشاشة مؤسساتها ، وهذا تهديد لبقاء الدولة ذاتها .
وتبيّن تجارب الشعوب وبلادنا أيضا، ان مثل هذا التماهي بين الدولة والسلطة يغلق الأبواب ويسد المنافذ بوجه أي جهد يُبذل على طريق الإصلاح والتغيير الجادين والسلميين. وغالبا ما تعتبر اية مطالب بهذا الاتجاه انها إساءة واعتداء على الدولة.
ان الخلط بين المفهومين يشكل تهديدا للديمقراطية. فالديمقراطية لا تنظر الا الى كون السلطة مؤقتة وزائلة وخاضعة للتغيير. ومن بين وسائل تحقيق ذلك في الأنظمة الديمقراطية الحقة، إجراء الانتخابات ذات الصدقية. وفي حال اختلاط المفهومين يصعب الحديث عن مثل هذه الديمقراطية. والسلطات من هذه الشاكلة، التي وضعت نفسها فوق الدولة والشعب الذي يفترض انه هو مصدر السلطات، تندفع عادة الى تضييق مساحات الهامش الديمقراطي، والى المصادرة المتصاعدة لحرية التعبير والنقد، عادّة ذلك إساءة للدولة وجرما مرتكبا وفق القانون، وهذا امر خطر في بلد مثل العراق، حيث ضعف البناء المؤسسي للدولة والتداخل الكبير في الصلاحيات والمسؤوليات، فيما لا تزال بعض مواد القوانين مصاغة بما كان يشتهي الحاكم الدكتاتور آنذاك، والذي كان كثيرا ما يردد ان القانون ليس اكثر من "ورقة نوقعها". وبفعل مثل هذه المواقف وابتلاع السلطة للدولة، فان التغيير الذي طالها والأسلوب المتبع في ذلك، أديا عمليا الى انهيار مؤسسات الدولة، وقد حصل هذا في العراق وسوريا وليبيا.
من جانب اخر وعندما تختفي الحدود بين السلطة والدولة، يطلق العنان لعملية اختراق مؤسسات الدولة وتوظيفها لادامة هيمنة ونفوذ المنظومة الحاكمة، وحتى يمكن جرجرة القضاء وابعاده عن حياديته، ليتخذ قرارات واحكاما تشي بجنبة سياسية واضحة، فيما تدفع الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية لتكون حامية للنظام بدل الوطن والمواطنين.
ويتوجب القول ان تأشير خطأ المساواة بين الكيانين (السلطة والدولة) ليس ترفا فكريا او تنظيرا خارج السياقات، فالتجارب تبيّن انه كلما جرى الامعان في ذلك، كلما ضاعت فرص بناء دولة مؤسسات، تقدم خدماتها للمواطنين وليس للمنظومة الحاكمة وطواقمها، وتعجز عن القيام بواجباتها، وتتلاشى إمكانية انفاذ القانون على الجميع، ويقود كل ذلك الى هشاشة الوضع ، وحالة عدم الاستقرار.
ان إدراك ضرورة الفصل بين السلطة والدولة، وعدم تداخل صلاحيات السلطات الثلاث، يعد خطوة هامة على طريق بناء دولة فاعلة، تستمد هيبتها أولا وقبل كل شيء من ثقة المواطنين بها وبمؤسساتها، وبالتزامن مع منظومة حكم رشيد يتمتع بالشرعية القانونية والشعبية. ولن يتحقق ذلك الا عبر اعتماد ديمقراطية حقة، نهجا وحكما وقيما وأسلوب بناء وإدارة للدولة ومؤسساتها.
*****************************************
الصفحة الثالثة
أزمات معيشية وخدمية في عموم البلاد
احتجاجات واسعة في ثلاث محافظات تطالب بفرص العمل والخدمات.. ومعلمو كردستان يهددون بالمقاطعة
بغداد _ طريق الشعب
شهدت محافظات عدة، خلال الأيام الماضية، موجات من الوقفات الاحتجاجية التي نظمها فلاحون وخريجون وموظفون ومعلمون، تعبيرا عن الغضب إزاء الأزمات المعيشية والخدمية وغياب الحلول الحكومية.
متعاقدو التعداد يطالبون بفرص عمل
ففي البصرة، نظم عدد من الخريجين من المشاركين بالتعداد السكاني وقفة أمام ديوان المحافظة للمطالبة بإدراجهم ضمن شاغر الـ13 ألف درجة وظيفية أو ملف الـ19 ألف.
وأشار المحتجون إلى أنهم سبق وأن تظاهروا وقد وُعدوا بدرجات وظيفية ونقاط مفاضلة.
وقال أحد المشاركين في الوقفة إنهم، ولكونهم من جيل التسعينات، ليست لديهم فرصاً في التعيين وأعمارهم غير مطلوبة في الوزارات كتعيينات الداخلية وغيرها.
دعوات لفتح باب التسجيل للتعيين
وفي قضاء القرنة شمالي المحافظة، وجّه أصحاب الشهادات التربوية نداءً إلى لجنة الرقابة النيابية، مطالبين بفتح أبواب تسجيل بياناتهم لإنصافهم في التعيين.
وقال أصحاب الشهادات في بيان تلقته "طريق الشعب"، "نحن خريجو قضاء القرنة، نرفع إليكم مخاطبتنا هذه استناداً إلى ما نؤمن به من دوركم الرقابي المسؤول في صيانة نزاهة المؤسسة التربوية. فقد كثرت الأحاديث وتعددت الروايات بشأن آلية التعامل مع ملفات الشواغر وقوائم الأسماء، الأمر الذي جعل الخريجين يعيشون حالة من الشك والقلق إزاء عدالة الإجراءات".
وأضافوا: "إيماناً بأن التربية بيتٌ للعلم لا ينبغي أن تسكنه الشبهات، نطالب لجنتكم الموقرة بكشف الأوراق وتوضيح الحقائق للرأي العام، وبيان ما جرى بدقة وشفافية، حتى لا تبقى القرنة استثناءً بين بقية الأقسام، ويترسخ مبدأ المساواة الذي هو أساس بناء الدولة العادلة".
وأوضحوا إنهم "إذ يضعون هذه المخاطبة بين أيدي اللجنة، فإنهم لا يطلبون أكثر من إنصاف أبناء القضاء، وإشاعة الوضوح في قضية تمس مستقبل المئات من الخريجين، مؤكدين أن الصمت أو الإبهام لم يعد خياراً مقبولاً".
وأشار أصحاب الشهادات التربوية إلى أن "قسم تربية القرنة لم يُبدِ أي تعاون مع الخريجين، ولم يستجب لمطالبهم المشروعة، الأمر الذي يُعدّ تصعيداً للأزمة ويمهّد لخطوات احتجاجية أخرى سيلجأ إليها الخريجون حفاظاً على حقوقهم".
وكان قد نظم عدد من خريجي قضاء القرنة يوم الأربعاء الماضي، وقفة احتجاجية أمام مبنى قسم التربية، مطالبين بفتح باب تسجيل بيانات الخريجين ليكونوا مشمولين في فرص التعيين المقبلة.
الجفاف يضرب الزراعة ونفوق الحيوانات
ونظم اتحاد الجمعيات الفلاحية في ميسان وقفة احتجاجية على خلفية اتساع رقعة الجفاف وتوقف الزراعة ونفوق الحيوانات وتداعياتها الاقتصادية على الفلاحين.
وقال عدد من المشاركين في الوقفة، إن الفلاح الميساني تكبد خسائر كبيرة وأصبح يرزح ما بين توقف الزراعة ومخاطر تجريف الأراضي والبساتين بسبب غياب الدعم الحكومي وعجز الحكومة الاتحادية عن حل مشكلة ندرة المياه وضعف المفاوض الدولي.
وأشار عدد منهم إلى نفوق المئات من الحيوانات التي كانت تعد مصدراً اقتصادياً رئيسياً للفلاحين، وكل تلك التدهورات الاقتصادية والحكومة تقف متفرجة وفق تعبيرهم.
موظفو المفوضية يطالبون بقطع أراضٍ
وفي بابل، نظّم موظفو مكتب مفوضية الانتخابات، صباح امس السبت، وقفة احتجاجية سلمية أمام مبنى ديوان المحافظة، للمطالبة بتفعيل قرار مجلس الوزراء القاضي باستثناء موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من شروط شمول توزيع قطع الأراضي.
وقال محمد خضير، أحد المشاركين في الوقفة إنه "منذ عام 2004 ونحن نخدم العملية الانتخابية بكل حيادية، وقدّمنا شهداء في ظروف صعبة، واليوم نطالب محافظ بابل بتنفيذ قرار مجلس الوزراء الذي أكد على منحنا قطع أراضٍ عاجلة أسوة بباقي المحافظات التي باشرت بالتوزيع فعلياً".
من جانبه، قال حاتم تايه كاظم، أن "عدد موظفي مكتب انتخابات بابل لا يتجاوز 400 موظف"، مؤكداً أن هذه الشريحة قدمت تضحيات كبيرة وتستحق من الحكومة المحلية إنصافها من خلال توجيه الدوائر المعنية بتخصيص الأراضي.
أما عبد الله لطيف علي، مدير أحد مراكز التسجيل، فقد أوضح أن "محافظات العراق الأخرى وزعت الأراضي لموظفي المفوضية، فيما بقيت بابل وحدها لم تتخذ أي إجراء رغم وصول كتاب الأمانة العامة لمجلس الوزراء". وأضاف: "نحن اليوم نطالب بحقوقنا المشروعة، وأبسطها قطعة أرض نسكن فيها بعد سنوات طويلة من الخدمة، قبل أن نصل إلى سن التقاعد بلا مأوى ولا بديل".
وشدد المحتجون على أن "تظاهرتهم سلمية، وتهدف إلى إيصال صوتهم للجهات المعنية في محافظة بابل ومجلس المحافظة"، آملين أن "يتم التعامل مع قضيتهم بجدية أسوة بزملائهم في المحافظات الأخرى".
معلمو الاقليم يهددون بالمقاطعة
وفي إقليم كردستان، هددت مجموعة من منظمات ولجان المعلمين المستقلة باتخاذ خطوات تصعيدية قد تصل إلى "مقاطعة شاملة" للعملية التعليمية، وذلك احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم لثلاثة أشهر متتالية، وتزامناً مع انطلاق العام الدراسي الجديد.
وفي مؤتمر صحفي، أصدرت المنظمات بياناً مشتركاً إلى سلطات الإقليم، محملة إياها مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية للمعلمين، وما وصفته بـ"الحرب النفسية" المستمرة منذ عشر سنوات ضد موظفي القطاع العام.
ولخص البيان مطالب المعلمين في ست نقاط رئيسية، شملت: انتظام الرواتب، واستئناف الترقيات، وسداد المستحقات المتراكمة، وتحقيق المساواة القانونية، إلى جانب حل مشكلة نقص الكوادر، من خلال تعيين خريجي الجامعات والمعاهد.
وأكد البيان، أن المقاطعة الشاملة للدوام الرسمي تعد "حقاً مشروعاً" للمعلمين، محملاً السلطات في الإقليم "المسؤولية الكاملة" عن أي تعطيل للعملية التعليمية.
وأشار المتحدثون إلى أن الإضراب في حال حدوثه لن يقتصر على مدينة واحدة بل قد يشمل جميع مدن الإقليم.
يشار إلى أن جهات عدة شاركت في إصدار البيان، من بينها "الهيئة العليا للمعلمين الرواد"، و"هيئة الدفاع عن حقوق المعلمين"، و"المنظمة المهنية للمعلمين".
***************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
ماذا بعد انسحاب الأمريكان؟
في طاولة حوار مستديرة، طرح موقع المجلس الأطلسي عشرة أسئلة على خبراء في السياسة الدولية حول إنهاء العراق والولايات المتحدة لعملية "العزم الصلب"، التي انطلقت لمواجهة تنظيم داعش ولتحقيق الاستقرار الإقليمي. وخلصت المناقشات إلى أن الفترة القادمة ستكون فترة فرص وتحديات وعدم يقين في آنٍ واحد، وستشهد العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق تطورات مهمة، معتبرين الانتقال إلى إطار أمني ثنائي اختبارًا مهمًا لكلا البلدين، يتطلب التزامًا مستدامًا في مجالات محددة، لضمان استمرار الاستقرار وتحقيق ردع فعّال ضد التهديدات الداخلية والخارجية.
تعاون ثنائي
وركز المشاركون على أن إنهاء المهمة قد يمثل فرصة لإعادة بناء الشراكة بعيدًا عن التوترات السياسية السابقة، مع تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بما يخدم استقرار العراق وتنميته. ورأى بعضهم أن الانسحاب يمثل انتقالًا إلى شراكة ثنائية تركز على مكافحة الإرهاب، والأمن السيبراني، وأمن الحدود، والمناورات العسكرية، وتبادل المعلومات والتعاون الأمني، فيما تساءل آخرون عن حقيقة الانسحاب في ظل غياب المعطيات حول استمرار وجود القوات الأمريكية وعددها ومواقعها. وأعرب بعضهم عن اعتقاده بأن الانسحاب الكامل يمثل إضعافًا للنفوذ الأمريكي مقابل تعزيز النفوذ الإيراني ونشاط داعش، الذي لا يزال يشكل تهديدًا إقليميًا وعالميًا.
نقطة تحول هامة
وجد المشاركون في نهاية المهمة نقطة تحول كبيرة في العلاقة الأمريكية–العراقية، توفر فرصة لإعادة تشكيل ليس فقط الشراكة الأمنية، بل العلاقة الشاملة بين البلدين، بعد أن اعتبر العراق الانسحاب تأكيدًا لسيادته، فالوجود العسكري الأمريكي كان ولا يزال قضية خلافية داخلية، وقد يؤدي تطبيع هذه الشراكة الأمنية إلى تقليل هذا التوتر. وأعرب بعضهم عن اعتقادهم بأن الانسحاب يمثل، بالنسبة للولايات المتحدة، نهاية أول تدخل عسكري كلف مليارات الدولارات وآلاف الأرواح، وأسفر عن تراجع أهمية العراق في الوعي العام الأمريكي، وحتى بين صُنّاع القرار في واشنطن.
ودعا عدد من المشاركين إلى توسيع العلاقة الثنائية عبر تعزيز العلاقات الاقتصادية، بما في ذلك الاستثمار في قطاع الطاقة العراقي، الذي لا يزال غير مستغل بشكل كافٍ، معتبرين أن تعزيز استقلال العراق في مجال الطاقة يمثل مساهمة جادة في استقراره وأمنه على المدى الطويل.
وجود كارثي
وقيّم المشاركون المهمة العسكرية الأمريكية في العراق بأنها مزيج من النجاحات والإخفاقات؛ ففي الوقت الذي أسهمت فيه بالإطاحة بنظام صدام حسين وهزيمة داعش، فإنها أدت إلى زيادة الانقسامات الطائفية، وزعزعت الاستقرار الإقليمي، وأحدثت تراجعًا في بنية العراق التحتية، وتسببت بخسائر بشرية جسيمة أثّرت على نسيجه الاجتماعي. ورأى بعضهم أن المهمة الأمريكية قد أسفرت، من منظور جيوسياسي، عن نتائج غالبًا ما يُنظر إليها على أنها عكس ما كان مقصودًا.
وكانت التكلفة الإنسانية للتدخل الأمريكي فادحة؛ فقد لقي مئات الآلاف من المدنيين العراقيين حتفهم، ونزح ملايين آخرون، وتعرضت البنية التحتية للبلاد لأضرار كارثية. وبعيدًا عن الدمار المادي، مزّقت الحرب النسيج الاجتماعي، وأضعفت ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، وخلّفت جيلًا بأكمله مثقلًا بآثار الحرب النفسية والاجتماعية. وبالنسبة لكثير من المراقبين، فإن هذه الآثار الإنسانية والتنموية تمثل الجانب الأكثر مأساوية واستمرارية في إرث المهمة الأمريكية.
نكسة استراتيجية
ورأى بعض المشاركين بأن نهاية عملية "العزم الصلب" قد تأخرت ثماني سنوات، بعد تحقيق هدفيها المعلنين: القضاء على التهديد الوجودي لعملية التحول الديمقراطي في العراق والنظام السياسي الذي يقود هذا التحول، وإعادة تشكيل الجيش العراقي كقوة أمنية أكثر ثقة، قادرة على حماية الشعب من تهديد مشابه مستقبلي. ولهذا، فإن عدم إنهاء المهمة كان سيبعث برسالة خاطئة للشعب، مفادها أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق سيستمر إلى أجل غير مسمى.
ووجد بعض المشاركين في الانسحاب نكسة استراتيجية لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، إذ أنها غيّرت توازن القوى الإقليمي لصالح إيران، وأضعفت تحالفات واشنطن. وغالبًا ما يُستشهد بتجربة العراق كمثال تحذيري على ما يُعرف بـ"التوسع الجيوسياسي المفرط"، حيث يؤدي النجاح العسكري قصير المدى إلى زعزعة الاستقرار طويل الأمد.
واعتبر المشاركون أن الغزو وتبعاته، وطبيعة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق والمنطقة، كانت سببًا رئيسيًا في صعوبة إقناع الشعب العراقي بفكرة وجود شراكة متبادلة الفائدة بين البلدين.
ما الذي يحمله الغد؟
وحول اليوم التالي، ذكر المشاركون بأن تحسنًا في العلاقات الثنائية بين واشنطن وبغداد يمكن أن يتحقق، مما قد يثير مخاوف طهران ويدفعها إلى عرقلته، خاصة إذا تعلق الأمر بتوسيع العلاقات الاقتصادية أو غيرها من أشكال التعاون. واستنتجوا أن العراق بحاجة إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، وهو توازن صعب، لأن أياً من الطرفين لن يكون راضيًا بالكامل عن النتيجة.
***************************************
عين على الأحداث
النواب والفصل بين السلطات
ردًا على استفسار بعث به عدد من النواب، أكد مجلس القضاء أن تأخر الحكومة في إرسال جداول الموازنة العامة يُعدّ إخلالًا بالالتزامات الدستورية والقانونية، مما يتيح للبرلمان مساءلة الحكومة واستجواب رئيسها، وفق الصلاحيات الرقابية والدستورية الممنوحة له. الناس الذين يتفقون مع تقييم القضاء لتلكؤ الحكومة في إرسال تلك الجداول، يندهشون من جهل النواب بصلاحياتهم؛ فالادعاء العام لا يملك الحق الدستوري أو القانوني لطلب محاسبة الحكومة، كما أن صلاحيات المحكمة الاتحادية تقتصر على مراقبة دستورية القوانين والأنظمة، وتفسير نصوص الدستور، والفصل في المنازعات بين الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم والمحافظات.
التزوير مو حاجة غريبة!
عزلت وزارة التعليم العالي "أستاذًا جامعيًا" بعد تورّطه في عملية نصب واحتيال استهدفت طلبة وباحثين، عبر إيهامهم بنشر بحوثهم في مجلات علمية رصينة مقابل مبالغ مالية تجاوزت مليارًا ونصف المليار دينار. ورغم إدانة الناس لهذا الفعل البشع، فإنه يعكس تدنّي مستوى التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا، حيث تغيب الشفافية في تعيينات الأساتذة، وتُوكَل الكثير من الإدارات على أسس حزبية، وتغيب البرامج والميزانيات التي ترفع من مستوى البحث العلمي، فيما تفتقر جامعاتنا لتصنيف عالمي متقدم ومصداقية تتيح للباحثين نشر نتاجاتهم في المجلات العالمية المُحكّمة، وتجنّبهم أحابيل المزورين.
وين احنا ووين الريل؟
كشفت تقارير عن تدهور حاد في شبكة السكك الحديدية في البلاد جرّاء الإهمال الشديد وسوء التخطيط، مما أدى إلى تراجع دورها الحيوي في النقل. وذكر نواب ومراقبون أن شبكة القطارات التي كانت تربط موانئ الجنوب بأوروبا لم يتم تحديثها منذ أكثر من خمسة عقود، فيما تلكّأ تنفيذ أغلب المشاريع الاستراتيجية التي وعدت بها الحكومة. ولا يرى الناس كما يبدو حتى اليوم بارقة أمل في إصلاح الحال، سواء في شراء قطارات جديدة، أو تجديد السكك الحديد، أو إدخال أنظمة التحكم الحديثة، أو تخصيص ميزانيات كافية، وتوفير الاستثمار الأجنبي، وإيجاد شراكة فاعلة مع القطاع الخاص.
من بركاتكم !
كشفت وزارة التخطيط عن تراجع نسبة إنفاق الأسر على الغذاء إلى نحو 32 في المائة فقط، بعدما كانت تتجاوز 60 في المائة خلال السنوات الماضية، في تحول يعكس إعادة توزيع الموارد بما ينسجم مع "أولويات المعيشة". وعلى الرغم من أن الوزارة لم توضح لنا تلك الأولويات، فإن الناس، الذين تخلّت الحكومة عن واجباتها الدستورية في توفير التعليم والرعاية الصحية والنقل والطاقة لهم بمستوى جيد ومجاني أو بأسعار معقولة، يعرفون سبب اضطرارهم لتخصيص مواردهم للمدارس والجامعات الأهلية، وللمستشفيات الخاصة، ولصاحب المولدة، ولخطوط النقل، إضافة إلى "حصة الموظفين الفاسدين" التي بدونها لا يمكن إنجاز المعاملات الرسمية.
المرشحون والذمة الانتخابية
اعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن فرض عقوبات وغرامات، وتفعيل لجان مركزية وفرعية لرصد المخالفات، وإجراء محاكاة شاملة لتجربة الأجهزة الانتخابية لضمان نزاهة العملية قبل انطلاق الحملة الرسمية في 11 تشرين الثاني المقبل. عدد من النواب والمراقبين المتابعين لنشاط المفوضية عبّروا عن شكوكهم في قدرتها على فرض الانضباط على المتنافسين، بعدما تمرّس المتنفذون في الاحتيال والالتفاف على القوانين، واستغلال مواقعهم في الدولة للحصول على مكاسب انتخابية، وهدرهم أموالًا طائلة على شراء الذمم، وإخضاع الفقراء من الناخبين لعملية ابتزاز بشعة، وتفعيل عشرات الصفحات والحسابات والمواقع الإلكترونية للترويج المبكر لهم، وإيهام الناس بوعود عن مكاسب لا حدود لها.
****************************************
الصفحة الرابعة
مراقبون يطالبون بتنظيمها وتشديد الرقابة على عملها الجامعات الأهلية تتمدد أفقيا ورسومها تثقل كاهل الطلبة وذويهم
بغداد - تبارك عبد المجيد
تثير قضية التعليم الأهلي في العراق جدلاً واسعاً، خصوصاً مع ازدياد عدد الكليات الأهلية وتراجع التقييمات الدولية لجودة التعليم. هذا الجدل لا ينفصل عن هواجس الطلبة وأولياء الأمور الذين يجدون أنفسهم اليوم أمام معادلة صعبة: مستقبل مضمون بكلفة مالية باهظة، أو شهادة حكومية بفرص عمل محدودة؟
أعباء مالية ثقيلة
يقول ليث عمار، وهو خريج دبلوم هندسي من الجامعة الألمانية، وطالب حالياً في إحدى الجامعات الأهلية، إن "الجميع يعرف أن قرارات وزارة التعليم في كثير من الأحيان تتسم بالتخبط، ولا تكون دائماً في مصلحة الكادر التدريسي أو الطلبة. أحياناً تكون القرارات على حساب التدريسي نفسه، ما يضاعف حالة عدم الاستقرار داخل الجامعات"، مضيفا "نحن كطلبة نتحمل فوق ذلك أعباء مالية كبيرة من أجل مواصلة دراستنا في الكليات الأهلية".
ويضيف عمار في تعليق لـ"طريق الشعب"، ان "الأجور الدراسية مرتفعة جداً. فالكليات الطبية الأهلية تتقاضى بين ١٠-١٤ مليون دينار سنوياً، بينما تتراوح رسوم التخصصات الأخرى بين ٦-٨ ملايين. هذه مبالغ لا تتناسب إطلاقاً مع القدرة المالية للطالب، ولا مع مستوى دخل معظم العوائل. فمتوسط الدخل الشهري لا يتجاوز 500 ألف دينار في كثير من الحالات، وهذا يعني أن العائلة تحتاج دخل سنة كاملة لتغطية قسط طالب واحد فقط، فكيف يمكنها تغطية أربع أو خمس سنوات من الدراسة؟".
ويتابع قائلاً ان "المشكلة ليست في ارتفاع الأجور فقط، بل في المستوى الأكاديمي أيضاً. هناك تفاوت واضح بين كلية وأخرى؛ بعض الكليات تستعين بكوادر جيدة، وأخرى تعاني ضعفاً في التدريس والبنية التحتية. هذا يجعل الطالب في قلق دائم: هل الشهادة التي سيدفع من أجلها هذه المبالغ الباهظة ستضمن له مستقبلاً؟ وهل ستفتح له أبواب العمل؟". ويشير عمار إلى الضغوط الاجتماعية قائلاً ان "هناك قناعة راسخة لدى الكثير من الأهالي أن الكليات الأهلية، وخصوصاً الطبية، هي الطريق لضمان مستقبل الأبناء. لذلك يضطر كثير من الآباء إلى الاستدانة أو بيع ممتلكاتهم لتوفير الأقساط. وهكذا يجد الطالب نفسه بين خيارين أحلاهما مر: إما تحمل ديون هائلة لمتابعة الدراسة الأهلية، أو الاكتفاء بالجامعات الحكومية المزدحمة التي لا تضمن مستقبلاً وظيفياً واضحاً".
الحكومي للفقراء والأهلي للأثرياء!
من جهتها، تجد الناشطة في مجال التعليم، هاجر حسين، أن التعليم الأهلي بات يمثل سيفاً ذا حدين، فهو من جهة يفتح أبواباً جديدة للطلبة الذين لم يسعفهم المعدل لدخول الجامعات الحكومية، لكنه من جهة أخرى يعمّق الفوارق الطبقية بين القادرين على دفع ملايين الدنانير سنوياً، وبين من لا يملكون سوى خيار الجامعات الحكومية المزدحمة والمحدودة المقاعد.
وتشير حسين إلى أن "الكثير من الطلبة باتوا يخشون ذكر أنهم خريجو كليات أهلية، نتيجة ضعف الثقة بالمخرجات التعليمية وعدم وضوح مستوى الجودة مقارنة بالكليات الحكومية"، مضيفة أن بعض العوائل ترهق نفسها مالياً، بدفع ما يصل إلى عشرة أو أربعة عشر مليون دينار سنوياً، من أجل ضمان مقعد في الكليات الأهلية، خصوصاً الطبية منها، كونها تمنح فرص تعيين شبه مضمونة.
وتردف حسين كلامها "لكن هذه الخيارات لا تأتي دون أثمان. فالتوسع الكبير في إنشاء الكليات الأهلية، خصوصاً الطبية، لم يرافقه رقابة كافية على مستوى التعليم أو الكادر التدريسي. والنتيجة تفاوت واضح في مستويات التعليم بين كلية وأخرى، إلى جانب فرض رسوم إضافية تثقل كاهل الطلبة".
وترى أن "هذه الفوضى خلقت أزمة ثقة لدى الطلبة، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة أسئلة مصيرية: أي كلية أختار؟ هل تستحق كلفة الدراسة؟ هل شهادتي ستكون مقبولة في سوق العمل؟".
وفي الوقت نفسه، تعاني الجامعات الحكومية من محدودية التوسع في استحداث كليات جديدة، خاصة في التخصصات الطبية، الأمر الذي يدفع عدداً كبيراً من الطلبة للاتجاه إلى الكليات الأهلية، رغم التحفظات والانتقادات التي تلاحقها.
وتختتم حسين كلامها بالتأكيد على ان "حل الأزمة لا يكون بإغلاق الباب أمام التعليم الأهلي، بل بتنظيمه وتشديد الرقابة عليه، ومنع تحوله إلى مشروع ربحي بحت. المطلوب هو ضمان جودة التعليم ومخرجات حقيقية تخدم المجتمع والدولة، وإلا فإننا سنبقى ندور في حلقة من المعاناة، حيث تتحمل العوائل أعباء مالية ضخمة دون مردود تعليمي حقيقي".
إشكاليات جوهرية
ويؤشر الأكاديمي د. منتظر ناصر، "اشكالا جوهريا" في واقع التعليم الأهلي في العراق، "يتعلق بارتفاع الأجور الدراسية وضعف المعايير الأكاديمية والرقابية". ويقول ناصر لـ"طريق الشعب"، إن "بعض الكليات الأهلية تتقاضى أجوراً مبالغ بها، مما يضع ضغطاً هائلاً على العوائل، خصوصاً من ذوي الدخل المحدود، ما يجعل التعليم الأهلي خياراً طبقياً بامتياز".
ويضيف أن "المشكلة لا تتعلق فقط بالكلفة المالية، بل بغياب مستوى موحد للجودة، حيث نجد تفاوتاً كبيراً في الأداء بين كلية وأخرى، الأمر الذي يثير قلق الطلبة بشأن قيمة شهاداتهم في سوق العمل". وشدد على أن "التوسع العشوائي في فتح الكليات الأهلية، ولا سيما الطبية منها، خلق بيئة يغلب عليها الطابع الربحي على حساب المصلحة الأكاديمية، فيما تظل فرص التعيين مرتبطة إلى حد كبير بالمخرجات الحكومية".
وخلص ناصر الى القول ان "الحل لا يكمن في إيقاف التعليم الأهلي، بل في إعادة تنظيمه وتشديد الرقابة على المناهج والكادر والأسعار، بحيث يتحول إلى رافد حقيقي للتعليم في العراق، لا إلى عبء إضافي يفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية".
هذا واقع تعليم الجامعات الأهلية
يقول مؤيد أحمد، طالب مرحلة رابعة في إحدى الجامعات الأهلية، إن "الجامعات الأهلية عبارة عن مظاهر ومنافسات للحصول على درجات عالية من دون بذل أي جهد في كسب المعرفة العلمية"، مشيرا الى ان "بعض طلاب الدراسة المسائية هم من موظفي الدولة وضباط يملكون نفوذاً يفرضونه على أساتذة الجامعة لمساعدتهم في غض النظر عن غيابهم الطويل والمتكرر، وعن عدم حضور الامتحانات من دون أن يمنع ذلك حصولهم على علامات جيدة بلا أي جهد أو عناء".
ويرى الأكاديمي المستقيل كاظم المقدادي، أن "الجامعات الأهلية في العراق شبه تجارية، وأنا لا أعارض أن يوظف مستثمرون أموالهم في هذه المشاريع، لكنني أختلف تماماً عندما يتدخلون في الكوادر والبيئة العلمية، وعمل الأساتذة واجتماعاتهم، وأيضاً في سلوك الطلاب وغيابهم".
ويقول ان "بعض المستثمرين يكون همهم الوحيد هو عدم تأخر دفع الطلاب الأقساط المالية للجامعة. وأنا أرى أنه من غير اللائق أن يملك مستثمرون مكاتب خاصة داخل الجامعات".
ويصف المقدادي الجامعة الأهلية بأنها "خاصة" لأنها تجمع أولاد المستثمرين والأصدقاء والأقارب!
**************************************
متحدث الوزارة يجهل توجيهات وزارته! أزمة المدارس تتفاقم في العراق!
بغداد – طريق الشعب
مع اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد، لا تزال أزمة المدارس الكرفانية ونظام الدوام الثلاثي تلقي بظلالها على العملية التعليمية في العراق، لتصبح قضية يومية تؤثر على ملايين الطلاب والمعلمين في مختلف المحافظات. فبينما تصر مديريات التربية على استمرار العمل بمدارس الكرفانات كحل مؤقت، يؤكد تربويون ومعلمون أن هذه الحلول الترقيعية لم تعد قابلة للاستمرار، وأنها تضر بمستوى التحصيل الدراسي وصحة الطلاب والمعلمين على حد سواء. نشرت مديرية تربية واسط كتابا موجها إلى رئيس الوزراء من وزير التربية، جاء فيه: "نظرا لقرب بدء العام الدراسي وعدم وجود مدارس كافية لاستيعاب الطلبة، فإننا مجبرون على تطبيق نظام الدوام الرباعي في أغلب المدارس، وهو ما يعرقل سير العملية التربوية." وطالب الكتاب بالموافقة على استمرار تشغيل المدارس الكرفانية مع توفير الوسائل اللازمة للوقاية من الحرائق، لضمان سلامة الطلبة والمعلمين.
وتواصل مراسل "طريق الشعب" مع وزارة التربية عبر متحدثها الرسمي للتأكد من صحة الكتاب، إلا أن الرد جاء بأنه "يجب التحقق منه". فيما أكدت مديرية تربية واسط صحة صدور الكتاب.
حلول "ترقيعية"
وتحدثت الناشطة التربوية هناء جبار عن واحدة من أبرز المشكلات التي ما زالت تعيق العملية التعليمية في العراق، والمتمثلة بانتشار المدارس الكرفانية.
تقول جبار لـ"طريق الشعب"، إن هذه المدارس لم تكن سوى حل مؤقت فرضته ظروف استثنائية، مثل موجات النزوح السكاني وزيادة أعداد الطلبة في بعض المناطق النائية أو المكتظة، ما دفع الجهات المسؤولة إلى اللجوء إليها كبديل لتخفيف الضغط عن المدارس التقليدية والتقليل من نظام الدوام الثلاثي. لكنها تشير بوضوح إلى أن هذا الحل المؤقت تحول مع مرور الوقت إلى واقع دائم “غير مقبول”، وبقيت الكرفانات قائمة دون وجود معالجة جذرية. وتضيف أن الكرفانات لا تصلح بأي شكل لتكون صفوفاً دراسية، فهي غير مؤهلة من الناحية الصحية أو التربوية، فضلاً عن المخاطر التي قد يتعرض لها الطلبة داخلها. فهذه الأبنية تفتقر إلى الشروط الأساسية للبيئة المدرسية السليمة: لا ساحة ملائمة، ولا مرافق خدمية كافية، وتعاني من أوضاع مرهقة في الصيف تحت الحرارة الشديدة، وفي الشتاء مع الأمطار والطين، ما يجعل دوام الطلبة والمعلمين فيها “معاناة يومية”.
وتلفت جبار إلى أن الإجراءات المتخذة حتى الآن لم تكن سوى "حلول ترقيعية"، فحتى عندما أزيلت بعض الكرفانات، عادت المدارس إلى نظام الدوام الثلاثي، ليبقى الطالب والمعلم في حلقة مفرغة من المشاكل نفسها. وترى أن ما يزيد من فداحة الموقف هو حجم الأموال التي تُنفق في مشاريع حكومية، لكنها لا تنعكس على إصلاح الواقع التعليمي، رغم أن التعليم يمثل “أبسط حقوق الإنسان”، وحق الطالب في الحصول على مدرسة ملائمة ومكان يليق بعملية التعلم.
وتابعت جبار بالقول إن استمرار هذا الوضع يمثل "مشكلة حقيقية" تهدد مستقبل الأجيال، مشددة على ضرورة إيجاد حلول جذرية تنهي معاناة الطلبة والكوادر التربوية، بدل الاكتفاء بالمسكنات المرحلية التي أثبتت فشلها
كارثة تربوية!
تقول التدريسية نور الخفاجي، إن استمرار المدارس الكرفانية في العراق "كارثة تربوية تهدد مستقبل الأجيال"، مؤكدة أنها لم تعد مجرد حل مؤقت، كما كان يُفترض عند إنشائها، بل تحولت إلى واقع دائم يكشف حجم الإهمال في ملف الأبنية المدرسية. وتوضح الخفاجي لـ"طريق الشعب"، أن الكرفانات التي تحتضن آلاف الطلبة في مختلف المحافظات "لا تصلح لتكون صفوفًا دراسية بأي شكل"، فهي تفتقر إلى أبسط المقومات التربوية. ففي الصيف ترتفع الحرارة داخلها إلى مستويات خانقة تجعل الطلبة يعجزون عن التركيز. أما في الشتاء فتغرق بالمطر والرطوبة والطين، وتتحول أرضيتها إلى مستنقع يعوق الحركة، فيما يعاني الأطفال من أمراض موسمية كالإنفلونزا والربو، نتيجة لسوء التهوية والبيئة غير الصحية.
وتشير إلى أن بعض هذه المدارس تقع في مناطق مكتظة، حيث يداوم الطلبة بنظام ثلاث وجبات يوميًا، بسبب ضيق المكان، ما يعني أن الطفل يتلقى ساعات دراسية أقل بكثير من المطلوب، وهو ما ينعكس على مستواه العلمي، ويزيد من نسب التسرب. وتضيف ان "أحد أبسط حقوق الطالب أن يجلس على مقعد مدرسي في صف ملائم، لكننا اليوم نشاهد أطفالًا يدرسون في صفوف من صفيح، بلا ساحة، بلا مكتبة، ولا حتى دورة مياه مؤهلة".
أما الكوادر التربوية، فتؤكد الخفاجي أنهم يواجهون ضغوطًا نفسية وجسدية كبيرة داخل هذه الأبنية، إذ يصعب عليهم إدارة الصف أو إيصال المعلومة في أجواء غير مهيأة، ما يفقد العملية التعليمية قيمتها الحقيقية.
وانتقدت الخفاجي "هدر الأموال الطائلة في مشاريع متلكئة وفاسدة"، في وقت لا يزال فيه ملف المدارس يعاني من عجز حاد، لافتة إلى أن "بقاء الكرفانات يعني أننا نُضيّع جيلًا كاملًا ونكرس الحرمان من حق أساسي نصت عليه المواثيق الدولية، وهو الحق في التعليم بمكان آمن وصحي".
ودعت في ختام تصريحها إلى وضع خطة وطنية عاجلة تتضمن بناء مدارس حديثة تستوعب الأعداد المتزايدة من الطلبة، وتوزيعها بعدالة بين المناطق المكتظة والنائية، مؤكدة أن "التعليم ليس ترفًا، بل أساس بناء المجتمع، وأي إهمال فيه سيترك أثرًا مدمرًا لعقود". وأكدت التربوية حياة كاظم، مديرة مدرسة سابقا، أن اعتماد العراق على المدارس الكرفانية، إلى جانب نظام الدوام الثلاثي، يمثل السبب الرئيس لفشل العملية التعليمية، مؤكدة أن هذه المشكلات تؤثر سلباً على الطلاب والمعلمين على حد سواء.
وقالت كاظم لـ"طريق الشعب"، إن العراق يواجه قيوداً مالية تمنع بناء مدارس خاصة ومستدامة، رغم أن ميزانية الدولة تسمح بصرف الأموال على مجالات أخرى مثل الرواتب العالية للنواب أو التبرعات الخارجية، بينما يظل التعليم ليس أولوية أساسية لدى صناع القرار. وأضافت ان "الحياة تبدأ بالعلم، وإذا لم نركز على التعليم فلن نتمكن من إعداد موظفين قادرين على خدمة البلد".
وأوضحت أن ما يُسمى بالصرف على الأبنية المدرسية غالباً ما يكون وهمياً، حيث يتم تسجيل مبالغ كبيرة على مشاريع لا تتوافق مع الواقع على الأرض، مثل مرافق صحية صغيرة أو كرفانات متهالكة.
وأشارت كاظم إلى أن المشاريع الكرفانية تُسهم في إضعاف التحصيل الدراسي للطلاب بسبب سوء البيئة التعليمية، وعدم ملاءمة الكرفانات لاستيعاب عدد الطلبة الكبير، إذ تصل أعدادهم إلى سبعين طالباً في القاعة الواحدة في بعض المدارس.
كما نبّهت إلى مشكلة المدارس المتروكة، مؤكدة أن هناك مباني أنشئت قبل عشرات السنين وتم دفع ميزانياتها لمهندسين ومقاولين، لكنها لا تزال غير مستغلة بسبب سوء الإدارة أو اختفاء الأموال، مؤكدة أن هذا الوضع يعكس فوضى كبيرة في إدارة الموارد التعليمية.
وبالنسبة للخطورة، أوضحت أن الكرفانات، حتى لو كانت مزودة بالكهرباء، فانها غير مناسبة للتعليم، إذ غالباً ما تكون متآكلة، وغير آمنة، وبيئتها لا تساعد الطلبة على التركيز، ما ينعكس سلباً على التحصيل الدراسي ومستوى التعليم بشكل عام. واختتمت بالقول: إن التخلص من المدارس الكرفانية ونظام الدوام الثلاثي يمثل خطوة أساسية لتحسين التعليم، مؤكدة أن الحلول تبدأ من جعل التعليم أولوية حقيقية في توزيع الميزانية ومراقبة المشاريع المدرسية لضمان جودة التعليم وحقوق الطلاب والمعلمين.
نقص في المناهج والكوادر
وتحدث الأستاذ محمد الصفار، مدرس أقدم، عن التحديات الكبيرة التي يواجهها النظام التعليمي في العراق، مؤكداً أن النقص في المدارس والمواد العلمية أثر بشكل مباشر على جودة التعليم ومستوى الطلاب، خاصة في مراحل البكالوريا. وأشار الصفار في تعليق لـ"طريق الشعب"، إلى أن "عملية بناء المدارس الجديدة تسير ببطء شديد، وأن العمل غالباً ما يتم خلال العطلة الصيفية، ما يؤدي إلى تأخر الاستفادة من الأبنية الجديدة. وأضاف: "لقد عانينا من نظام الدوام الثلاثي لمدارس المتوسطة والإعدادية لمدة سنتين، وهو ما أثر على مستوى الطلاب بسبب قلة وقت الحصص الدراسية".وأوضح أن هذا الوضع يجعل نظام التعليم أقل كفاءة مقارنة بالدول المتقدمة، ويؤدي إلى تدني مستويات الطلاب وارتفاع معدلات الرسوب. وأكد الصفار أن المشكلة لا تتعلق فقط بالأبنية، بل تشمل نقصاً شديداً في اختصاصات المواد العلمية، مثل الفيزياء والأحياء والرياضيات واللغة الإنجليزية، ما يحد من قدرة المدارس على تقديم تعليم فعال ومتكامل. وأضاف انه "حتى لو تم توفير الأبنية الحديثة والمختبرات، فإن نقص الكادر والمناهج الدراسية، يجعل هذه الجهود بلا جدوى".
وتساءل الصفار: "لا أعرف لماذا لا ينقل مدراء مديريات التربية في بغداد هذه المشكلة الكبيرة إلى صانع القرار، فهي أهم من الأبنية المدرسية نفسها؟".
***************************************
كيف تصنع جامعة في خمس دقائق؟ دليل الوزارة للمعجزات
محمد الربيعي
عجيب أمر الأفكار الغيبية التي تتحول فجأة إلى حقائق لا تقبل النقاش! حسب تصريحات وزير التعليم العالي الأخيرة، كليتا التميز والذكاء الاصطناعي في جامعة بغداد، اللتان استحدثتا حديثًا، ستتحولان بطريقة عجيبة وسحرية - ودون تخطيط أو موارد تذكر - إلى جامعة كاملة.
هل حقًا نحن في زمن تحول فيه الكليات إلى جامعات عبر لمسة زر؟ وإذا كنا على هذا القدر من السحر، لماذا تفصل هاتان الكليتان عن الجامعة الأم بمشروع مستقبلي ولم تبدأ فيهما الدراسة بعد؟ يا لها من عبقرية إدارية تدرس في كتب التاريخ… أو على الأقل في قصص الدراما المأساوية!
هذه ليست إلا أمثلة صارخة على التخبط الذي يعصف بالوزارة، حيث تختصر كل الإنجازات في حفلات إعلامية رخيصة وأحاديث ميكروفونية لا تكلّف الوزارة شيئًا سوى بعض الكلمات الفضفاضة التي لا تترتب عليها أي مسؤولية أو حساب.
لماذا لا ننتقل من هذا التمويه الإعلامي إلى الحديث الجاد عن إنشاء جامعة حقيقية؟ جامعة ببناياتها ومختبراتها وأجهزتها وأساتذتها، وليس مجرد تلاعب بالأسماء واللافتات. لأن الحقيقة المؤلمة هي أن هذه الكليات ولدت من رحم الفراغ، من دون أي تخطيط حقيقي أو دراسة سوق عمل أو بنايات جديدة.
القرار؟ مجرد مزاج عابر ورغبة ضبابية تريد أن تخلق جامعة عبر اقتلاعها من جامعة بغداد، وكأن الأمر لا يتعدى لعبة تجميع قطع في حديقة أطفال!
والأسئلة تتوالى: أين البنايات الجديدة التي تليق بهذا "التوسع الرائع"؟ أين المختبرات المتطورة؟ ما هي اختصاصات هذه الكلية؟ أم أن كل هذه "الإنجازات" جاءت على حساب ما هو موجود، باقتطاع أجزاء من مبانٍ قديمة وترحيل أثاث مهترئ في مسرحية ترقيع لا تجد لها نظيرًا إلا في قصص الفشل الإداري؟
أين المبررات الأكاديمية والعلمية التي تبرر لهذا الصرح المصطنع اسمه "التميز" أن يتفوق على بقية الكليات؟ أم أن الأمر كله مجرد استعراض لأسماء وأسلاك تربط أساتذة من أقسام أخرى، ثم تغليف الفكرة بشعار براق على لافتة توحي بالعظمة، في حين أن الواقع ما هو إلا فراغ تعليمي معاد تدويره؟
هل يعقل أن تتحول كلية مصطنعة إلى جامعة من الهواء؟ جامعة لا سند لها سوى اسم "التميز" الغريب الذي يراد به أن يبعث رسالة ضمنية لكل طلبة الطب والهندسة وغيرهم: أنكم ببساطة أقل تميزًا، وربما أغبياء لاختياركم التخصصات "العادية"، بينما هنا في "التميز" تخلق العبقرية! يا للمهزلة الكبرى.
***************************************
المدرسة.. مهد الهوية والوطنية
خليل إبراهيم العبيدي
اليوم، تزحف فلذات أكبادنا نحو مدارسهم، مرتدين الحلّة المدرسية الموحدة. بعضهم يخوض تجربته الأولى، يغادر حضن أمه وهو يملؤه الخوف والعبرة، محتاجًا لمن يحتويه بحنان الأمومة والأبوة. وآخرون يدخلون المدرسة فرحين بعد اجتياز مرحلة سابقة، حاملين في قلوبهم الفرح والفخر.
يقف الجميع بطوابير منظمة، أمامهم علم يرفرف فوق الهامات، يدعوهم لتحية صيغت بأجمل العبارات التي قالها الشاعر جميل صدقي الزهاوي في مطلعها:"عش هكذا في علو أيها العلم" نعم، نحن بحاجة لأن يكون توجيه الأجيال، سواء من خلال الخطابة أو المناهج الدراسية، رسالة ثابتة: الوقوف خلف العلم الواحد يعكس حقيقة أن العراق، منذ الأزل، بلد واحد وشعب واحد.
لكن اليوم، تُطرح عناوين طاردة، تهدف إلى تشتيت الهوية الموحدة في العقول، وسحب الوطن نحو المجهول. هنا تأتي أهمية المدرسة، فهي المدخل الحقيقي للتعبئة الوطنية، والقلم الذي ينقش في العقول الغضة أسمى معاني حب العراق ونبذ الطائفية والعنصرية وكل أسباب الشقاق.
وهذا الدور يقع على عاتق المعلم والمدرس والمشرف، وقبلهم من يضع المناهج، لضمان غرس حب العراق في النفوس وتلافي الأخطاء في المستقبل. فالحليم، كما يُقال، تكفيه إشارة الإبهام…
***********************************
الصفحة الخامسة
اختفى العنبر وتقلص انتاج التمور والحمضيات خيرات الأرض تتهاوى تحت معوَل الجفاف!
متابعة – طريق الشعب
سبّبت التغيرات المناخية وما رافقها من شح حاد في المياه جراء عوامل طبيعية أو بشرية، ضررا بالغا بالموروث الغذائي العراقي.
إذ بدأت محاصيل زراعية عديدة تتميز بلادنا بانتاجها، بالانحسار تدريجيا وصولا إلى الاختفاء. ومن ذلك تراجع زراعة رز العنبر الشهير بنكهته ورائحته الزكية، وانخفاض انتاج التمور والحمضيات، وغيرها من المحاصيل المرتبطة بالهوية العراقية.
ويُعد العراق من أوائل الحضارات الزراعية في التاريخ، لكنه اليوم يواجه واقعا مختلفا بفعل التغيرات المناخية وشح المياه وتجريف البساتين والأراضي الزراعية فضلا عن الإهمال وضعف دعم القطاع الزراعي.
هذه العوامل دفعت الحكومة في فترات سابقة إلى إيقاف زراعة الرز بشكل كامل، قبل أن تُستأنف زراعته على مساحات محدودة. كما تقلّصت أعداد النخيل وتراجع تصدير التمور، وضعُف إنتاج الحمضيات.
في هذا الصدد، يقول المزارع فلاح الشمري، من الديوانية، أنه كان يزرع رز العنبر على مساحات واسعة، لكن اليوم تحوّلت أرضه إلى مساحة جرداء لا تصلح حتى للرعي، بسبب حرمانها من المياه تماما.
فيما يقول المزارع البابلي أبو خضر، أن "نخيلنا الذي ورثناه عن آبائنا صار يموت أمام أعيننا بسبب الملوحة والجفاف.. أشجار عمرها عشرات السنين جفّت ولم يعد لها ثمر، ما قطع مصدر عيشنا وأولادنا".
أين خيرات الأرض؟!
في ذلك، الزمان، قبل أكثر من 20 عاما، كانت موائد الأرياف عامرة بخيرات الأرض – وفقا للمزارعة أم حسين، التي تلفت إلى انها كانت تزرع العنبر وتحصد تمورا تكفي العام كله، وفي مواسم الخير كانت توزع الرز والتمر على الجيران والأقارب، وكان البيت لا يخلو من اللبن والجبن الذي يصنع من حليب الجاموس.
وتأكيداً لما يذكره المزارعون، يقول المهندس الزراعي علي الجبوري، من ميسان، أن الكثيرين من المزارعين تركوا زراعة الأرز وتوجهوا إلى زراعة محاصيل أقل استهلاكا للماء، مثل الذرة البيضاء أو أشجار السدر.
ويلفت في حديث صحفي إلى ان "هناك عائلات فلاحية كثيرة كانت تعتاش على زراعة أرضها، لكنها اليوم هجرت الأرض أو تحوّلت إلى زراعات أخرى لا تحمل القيمة الاقتصادية والتراثية ذاتها".
المناخ يعصف بالمائدة العراقية
في السياق، يرى الخبير في الاقتصاد الزراعي، كريم الحمداني، أن تغيّر المناخ عصف بأهم ما يميز المائدة العراقية، وهو الرز العنبر الذي كان يُزرع على مساحات واسعة في النجف والديوانية وبابل"، مضيفا في حديث صحفي قوله أن "انتاج الرز بات لا يغطي حتى حاجة السوق المحلية، والسبب هو انحسار زراعته نتيجة استهلاكه الكبير للمياه، في وقت يعاني فيه العراق عجزا مائيا سنويا يُقدّر بأكثر من 10 مليارات متر مكعب".
ويشير الحمداني إلى ان "الأمر لا يقتصر على الأرز، إنما يشمل إنتاج التمور. حيث انخفض بشكل ملحوظ بسبب الحرارة الشديدة وملوحة المياه، ما جعل حجم الثمار أصغر وجودتها أقل، وهذا يهدد صادرات العراق من التمور التي كانت تصل إلى عشرات الدول".
انعكاسات اجتماعية واقتصادية
من جانبه، يفيد أستاذ البيئة في جامعة بغداد، د. فاضل الكعبي، بأن "الأزمة لم تعد محصورة في الزراعة فقط، بل خلفت انعكاسات اجتماعية واقتصادية واضحة"، مبينا أن "اليوم خسرنا جزءا من نكهة أكلاتنا التراثية بعد ما اضطررنا للاعتماد على الأرز المستورد منخفض الجودة".
ويضيف في حديث صحفي قائلا أن "آلاف المزارعين هجروا أراضيهم بسبب شحّ المياه، وهذا أدى إلى تراجع دخل عائلات كاملة وارتفاع أسعار الأطعمة التقليدية في الأسواق. الأخطر من ذلك هو أن الأمن الغذائي بات مهددا مع زيادة الاعتماد على الاستيراد".
وطبقاً للكعبي، فإن "المعالجة ممكنة، لكنها تحتاج إلى رؤية استراتيجية. يجب الاستثمار في البحوث الزراعية لتطوير أصناف من الرز والتمور تتحمل الجفاف والملوحة، واعتماد تقنيات ري حديثة مثل التنقيط والرش بدلا من الري بالغمر التقليدي.
كذلك من المهم تقديم دعم مباشر للمزارعين عبر قروض ومساعدات فنية، إلى جانب تعزيز التفاهمات الإقليمية حول حصص العراق المائية".
ويلفت إلى ان "الأهم من هذا هو إطلاق برامج وطنية لحماية الموروث الغذائي، سواء الرز العنبر أم التمور أم منتجات الأهوار، لأنها ليست مجرد منتجات زراعية، بل هي جزء من هوية العراق الثقافية".
ما إجراءات السلطات؟!
إلى ذلك، ينبه المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي، إلى أن "الجفاف وتراجع مناسيب الأنهار أثّرا بشكل مباشر على الخطط الزراعية في السنوات الأخيرة، خصوصا لمحاصيل استراتيجية مثل الرز العنبر والتمور"، مبينا في حديث صحفي أن "الوزارة اضطرت إلى تقليص المساحات المزروعة بالرز في النجف والديوانية لتوفير المياه للمحاصيل الأخرى، كما أن ملوحة المياه في البصرة أثّرت على بساتين النخيل وأدت إلى موت أعداد كبيرة من الأشجار".
ووفق الخزاعي، فإن "الوزارة تعمل حاليا على دعم المزارعين عبر توفير بذور وأصناف محسّنة أكثر تحمّلا للجفاف، وتشجيع استخدام أنظمة الري الحديثة بدلا من الري التقليدي بالغمر. كما أن الوزارة تتابع مع وزارة الموارد المائية والجهات المعنية ملف الحصص المائية مع دول الجوار، لضمان حصة عادلة للعراق. هدفنا حماية الإنتاج المحلي والحفاظ على الموروث الزراعي والغذائي الذي يشكل جزءا من هوية البلاد". أما وزارة الموارد المائية، فإنها تواجه تحديات كبيرة بسبب قلّة الإيرادات من دول الجوار وتغير المناخ الذي أدى إلى انخفاض معدلات الأمطار والجفاف المتكرر. وبحسب المتحدث باسم الوزارة، خالد شمال، فإن "الوزارة تعمل على عدة مسارات لمعالجة الأزمة، من بينها التفاوض مع دول الجوار لتأمين حصص عادلة من نهري دجلة والفرات، فضلا عن تنفيذ مشاريع لخزن المياه، مع صيانة السدود لمواجهة موجات الجفاف".
ويختم شمال حديثه بالتشديد على "أهمية، التركيز على ترشيد الاستهلاك المائي عبر إدخال أنظمة الري الحديثة كالري بالرش والتنقيط بدلا من الري بالغمر، الذي يهدر كميات كبيرة من المياه"، مؤكدا أنه "يجري العمل على إطلاق حملات توعية للمزارعين والمواطنين بضرورة الاقتصاد في استخدام المياه، هذه الإجراءات، إلى جانب التعاون الإقليمي والدولي، هي السبيل لضمان أمن العراق المائي وحماية موارده الزراعية والغذائية".
*******************************************
لولا التبرعات لهلكت! الشوملي عطشى منذ 5 سنوات
متابعة – طريق الشعب
تواجه قرى ناحية الشوملي جنوبي بابل، أزمة خانقة بسبب شح المياه المستمر منذ العام 2020، ما دفع العشرات من العائلات إلى الهجرة، لا سيما بعد أن جفت الجداول إثر تراجع مناسيب المياه في شط الحلة.
في قرية الحضرية التابعة إلى الناحية، يقف الأهالي يومياً في طوابير طويلة في انتظار وصول صهاريج الماء التي يوفرها متبرعون. إذ تعد هذه المبادرات الإنسانية المصدر الوحيد لإرواء عطش الأسر التي فقدت مصادر المياه الطبيعية.
المزارع عباس أبو جعفر، أحد أبناء القرية، يصف الوضع قائلاً: "شح المياه أهلكنا هلاكاً تاماً. عندي 5 أطفال ولا أعرف أين أذهب بهم. لولا المتبرعون لكان علينا أن نقطع مسافة 25 كيلومتراً كي نجلب الماء لأهلنا".
ويضيف في حديث صحفي قوله أن "أكثر من 15 رأس بقر ومئات الأغنام قمنا ببيعها بسبب العطش، والناس معظمهم هجروا المنطقة".
ولم تقتصر الأزمة على ماء الشرب، بل ألحقت ضرراً كبيراً بالثروة الحيوانية والقطاع الزراعي. حيث كان سكان الشوملي يعتمدون على تربية الأبقار وزراعة المحاصيل الموسمية كمصدر رئيس للعيش، قبل أن تجبرهم الظروف على ترك أراضيهم وبيع ماشيتهم.
من جانبه، يقول مدير الناحية عادل الخيكاني أن "انخفاض مناسيب شط الحلة من 150 متراً مكعباً في الثانية، إلى أقل من 60 متراً مكعباً، سبب أزمة غير مسبوقة".
وتعمل المحافظة بالتنسيق مع الوزارات والجهات الخدمية لإيجاد حلول، أبرزها مشروع "الألف متر مكعب" الذي من شأنه تأمين المياه للمنطقة، إلا أن التمويل المتأخر عرقل إنجازه حتى الآن - بحسب الخيكاني، الذي يشير إلى أن "الأهالي يعيشون معاناة يومية، والجهود الحالية تقتصر على حفر الآبار وتوفير معالجات وقتية على امل اكتمال المشاريع الإستراتيجية".
ورغم قسوة الأزمة، إلا ان أهل الخير لا يزالون يمدون يد العون لسكان القرى. إذ وثّقت وكالات أنباء تسيير صهاريج الماء بشكل متواصل نحو القرى، في مشهد يعكس تعاضد المجتمع لمواجهة أزمة مائية باتت تهدد استقرار آلاف العائلات في جنوبي بابل، شأن مناطق كثيرة من البلاد.
*****************************************
عائلة واسطية تتبرع ببناء مستشفى
الكوت - شاكر القريشي
تبرعت عائلة الفقيد السيد مروح طلال الياسري، من أهالي قضاء الزبيدية بمحافظة واسط، ببناء مستشفى في القضاء يسع 50 سريرا، تنفيذا لوصية والدها. يأتي ذلك في الوقت الذي عجزت فيه الحكومتان المحلية والمركزية والمسؤولون الإداريون في القضاء، عن بناء مستشفى يلبي حاجات الناس الصحية، رغم المطالبات الشعبية المتكررة. ومن المقرر أن يتم بناء المستشفى على أرض تابعة لبلدية القضاء، بناء على موافقات الحكومة المحلية.
***********************************
أبو الخصيب أهالي الظاهرية والعوجة يطالبون بترميم مدرسة ثلاثية
متابعة – طريق الشعب
طالب جمع من أهالي منطقتي الظاهرية والعوجة في قضاء أبي الخصيب جنوبي البصرة، بالإسراع في تأهيل المبنى المدرسي الوحيد في المنطقتين المجاورتين، مبيّنين في مقطع فيديو نشرته وكالات أنباء، أن هذا المبنى يضم مدرستين ابتدائية ومتوسطة تحت اسم "السهل الخصيب"، وان الدوام فيه ثلاثي. حيث تداوم فيه أيضا مدرسة للبنات.
وأوضحوا أن المبنى متهالك، وبعض سقوفه آيل للسقوط، وبعض آخر سقط بفعل تسريبات المياه، فضلا عن وجود مشكلات في الشبكة الكهربائية، مضيفين القول ان مديرية التربية قررت إيقاف الدوام في المبنى حفاظا على سلامة التلاميذ والطلبة، لحين ترميمه، وهذا لم يتم حتى الآن.
وأشار الأهالي إلى أنه بناء على قرار إيقاف الدوام في "السهل الخصيب"، سيُفرض على أبنائهم الانتقال إلى مدارس مناطق أخرى، الأمر الذي سيثقل كواهلهم بأجور نقل لا يقوون عليها، لكون معظمهم من العمال والكادحين، مطالبين حكومتي البصرة والقضاء، بالإسراع في ترميم المدرسة، وتجنيب أبنائهم عناء الدراسة في مدارس بعيدة.
*************************************
مواساة
• تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، الرفيق علي حسين حمد، بوفاة والده.
الذكر الطيب للفقيد والتعازي والمواساة لعائلته وكل أهله.
• تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى عائلة الرفيق جمال عبد العزيز حمود، بوفاته.
للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.
• تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل عائلة (آل الكيم) بوفاة الصديق حسين محمد الحسن الكيم (أبو الوليد)، شقيق الرفيقين كاظم محمد الحسن (ابو بسيم) عضو محلية بابل، وعباس محمد الحسن عضو اساسية حيدر القبطان.
والفقيد من الشيوعيين القدماء الذين واكبوا العمل الحزبي سنوات طويلة.
له الذكر الطيب ولأسرته ورفاقه خالص العزاء والمواساة.
كذلك تعزي المحلية أسرة (ال الذرب)، بوفاة الشخصية الوطنية والتربوية والاجتماعية صبري ناجي منسي الذرب. كان الفقيد أحد مرشحي قائمة الحزب في انتخابات سابقة لمجلس النواب. وهو شقيق الراحل رياض ناجي منسي الذرب ووالد كل من الاستاذ زيد والدكتور سيف. له الذكر الطيب ولأسرته خالص العزاء والمواساة.
**************************************
الصفحة السادسة
البرازيل تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد {إسرائيل} أمام العدل الدولية العفو الدولية: الفيتو الأمريكي ضوء أخضر لحملة الإبادة في غزة
لاهاي – وكالات
أكدت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامار، أن الفيتو الأمريكي للمرة السادسة على قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار بغزة، يمثل ضوءا أخضر لحملة الإبادة التي تنفذها إسرائيل، وعلى صعيد متصل أعلنت البرازيل انضمامها إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية.
اتخاذ إجراء حاسم
وقالت كالامار في بيان: "للمرة السادسة، تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يهدف إلى إنهاء المعاناة غير المحتملة لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة يعانون من أجل البقاء في مواجهة الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تتكشف بوحشية أمام أعين العالم".
وشددت على أنه "موقف يستحق الاستهجان أخلاقيا أن تعمد الولايات المتحدة - مرة أخرى - إلى إساءة استخدام حق النقض لتمنح فعليا الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة إبادة الفلسطينيين في غزة، بدلا من استخدام نفوذها لوقف قائمة الفظائع التي لا تنتهي. نتيجة التصويت، 14 صوتا لصالح القرار وواحد فقط ضد، تظهر أن الولايات المتحدة تقف وحيدة في هذا الموقف. وأصبح على الجمعية العامة للأمم المتحدة الآن اتخاذ إجراء حاسم".
وأضافت كالامار: "تبعات هذا الفيتو مدمرة بشكل خاص للفلسطينيين في مدينة غزة، حيث شنت إسرائيل حملة إبادة غير مسبوقة تدفع بمئات الآلاف من السكان بقسوة خارج المدينة إلى مناطق غير آمنة ولا تصلح للسكن في جنوب قطاع غزة. الهجوم الإسرائيلي المستمر يسرع في محو المدينة القديمة وتراثها وهويتها الفلسطينية. أن يصدر هذا الفيتو بعد يومين فقط من نشر لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة تقريرا خلص إلى أن السلطات والقوات الإسرائيلية ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، يجعل الأمر أكثر استهجانا".
التاريخ لن يغفر!
وشددت على أن "التاريخ لن يغفر للولايات المتحدة وقوفها وحيدة ضد المجتمع الدولي، وتشجيعها إسرائيل في إبادتها الجارية ضد الفلسطينيين في غزة.
وأوضحت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنه "من خلال الاستمرار في دعم وتسليح إسرائيل بينما تنفذ حملتها المستمرة للإبادة في غزة، يزداد خطر تواطؤ الولايات المتحدة في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية".
إنهاء الإفلات من العقاب
في الأثناء، أعلنت محكمة العدل الدولية، أن البرازيل انضمت إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في كانون الأول 2023، لارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، فيما رحبت الخارجية الفلسطينية بذلك. وقالت المحكمة في بيان، إن البرازيل "استندت في طلب الانضمام الذي قدمته في 17 أيلول الحالي إلى المادة 63 من النظام الأساسي للمحكمة". وتنص المادة 63، على أنه إذا كانت المسألة المعروضة تتعلق بتأويل اتفاقية بعض أطرافها دول ليست من أطراف القضية، فعلى المسجل أن يخطر تلك الدول من دون تأخير.
وبناءً على ذلك، سيكون في مقدور البرازيل الإدلاء ببيانات حول كيفية تأويل اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية، والمعاقبة عليها، والتي تشكل الأساس لقضية جنوب أفريقيا. ورحبت فلسطين في بيان لوزارة خارجيتها السبت، بقرار البرازيل التقدّم بطلب رسمي للانضمام إلى الدعوى، مشيرة إلى أن هذه الخطوة "تعبّر بوضوح عن التزام البرازيل بمبادئ القانون الدولي، ووقوفها إلى جانب العدالة، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتشكل إضافة مهمة إلى الجهود الدولية الهادفة إلى إنهاء الإفلات من العقاب ومحاسبة إسرائيل على جرائمها".
واعتبرت الوزارة هذه الخطوة "تعبيراً صادقاً عن الموقف المبدئي للبرازيل في دعم القانون الدولي، ووقوفها إلى جانب العدالة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". ودعت الوزارة "دول العالم كافة إلى أن تحذو حذو البرازيل وجنوب أفريقيا، وأن تتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في حماية الشعب الفلسطيني، ووقف جرائم الإبادة بحقه، وأن تنضم إلى هذه الدعوى لما لها من أهمية في تعزيز مكانة القانون الدولي، وترسيخ الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق العدالة ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية".
يزدادون عزلة
بدوره، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس أن على العالم "ألا يخشى" ردود الفعل الإسرائيلية على الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبرا أن الدولة العبرية تواصل سياسة تقضي بتدمير قطاع غزة وضمّ الضفة الغربية.
وقال متحدثا في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك "ينبغي ألا نخشى ردّ الفعل الانتقامي، لأنه سواء قمنا بما نقوم به أم لا، هذه الاجراءات ستستمر، وعلى الأقل هناك فرصة لحشد المجتمع الدولي من أجل ممارسة الضغط لمنع حدوث ذلك".
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في "إجراءاتها... بهدف تدمير غزة بالكامل الآن، وتحقيق ضمّ تدريجي للضفة الغربية".
لكن غوتيريش رأى أنه أيا كانت "الذريعة" التي تستخدمها إسرائيل لتبرير سياستها في الأراضي الفلسطينية أو ضد عواصم تعلن دعمها لدولة فلسطينية، هناك "عمل متواصل، مرحلة بعد مرحلة، تنفّذه الحكومة الإسرائيلية حتى لا تسمح للفلسطينيين بأن تكون لهم دولة".
ورأى أنه "من المهم أن يشعر (الإسرائيليون) بأنهم يزدادون عزلة لكي يحصل تغيير".
***************************************
تقدم لليسار النرويجي ومخاوف من صعود اليمين الاستبدادي
أوسلو – طريق الشعب
أسفرت الانتخابات التشريعية في النرويج عن تقدم ملحوظ لحزبي اليسار (حزب اليسار الاشتراكي وحزب الحُمر) اللذين حققا ما يزيد عن 11 في المائة من أصوات الناخبين، فيما سيحتفظ تحالف يسار الوسط، والمتكون من حزب العمال (28 في المائة) وحزب الخضر (5 في المائة) بالحكم لحصولهما على 60 مقعداً، مدعوماً على الأرجح من قبل حزبي اليسار (18 مقعدا) وحزب الوسط (9 مقاعد).
وجاءت النتائج كارثية لحزب اليمين المحافظ الذي لم ينل ثقة أكثر من 14.6 في المائة من النرويجين، وذلك بسبب ارتباط برامج هذا الحزب في ذاكرة الناس، مع الغائه الضرائب على الأغنياء وسياساته النيوليبرالية في تقليص الإنفاق على الخدمات ووعوده بالغاء التأمين الصحي لمن يستمر مرضه لأكثر من ثلاث سنوات.
ورغم هذا الفوز اليساري، فقد زادت النتائج من قلق النرويجيين المحبين للديمقراطية والسلام، جراء مضاعفة حزب (التقدم) الرجعي الاستبدادي ذي النهج اليميني العنصري، نفوذه، ليصبح ثاني أكبر حزب في البلاد (24 في المائة من الأصوات) محتلاً 48 مقعداً. ويعتمد الحزب الذي تقوده سيلفي ليستوغ في دعايته على معاداة الأجانب مستغلاً الفشل في سياسات دمجهم في المجتمع، وعدد من المخالفات والجرائم التي يرتكبها أفراد من أصول أجنبية. كما يعتمد الحزب على سياسات شعبوية حول تزايد الفقر والإرتفاع الحاد في الأسعار، رغم برامجه المثقلة بحلول يمينية صرفة لهذه المشاكل.
بقي أن نشير بأن تقدم اليسار جاء بناءً على برامجه في الدفاع عن مكتسبات الشغيلة وضد البطالة ولحماية القطاع العام ومكافحة تزايد عدم المساواة، وفضح العنصرية وتبني قضايا السلام والحرية ومنها قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وضد الهمجية الصهيونية، في الحرب التي تتعرضها لها غزة. ويؤكد اليسار النرويجي على حق العودة للشعب الفلسطيني، ويعتقد بأن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة، كما يؤكِّد على عدم شرعية المستوطنات والجدار العازل وضرورة إزالتهما، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي، ويؤيد استخدام مقاطعتها كوسيلة سياسية للضغط عليها.
************************************
الأمم المتحدة تحذر من جرائم حرب وفظائع ضد المدنيين في السودان
الخرطوم – وكالات
أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن بالغ قلقه إزاء تفاقم النزاع في السودان، الذي بدأ يتخذ طابعًا "إثنيًا".
وأوضح تورك في بيان، أن "تنامي الطابع الإثني للنزاع، الناتج عن سنوات طويلة من التمييز وعدم المساواة، يطرح مخاطر جسيمة على الاستقرار والتماسك الاجتماعي على المدى الطويل". وأضاف: "يجب أن ينتهي هذا العنف بكل أشكاله المروعة، فاستمرار الإفلات من العقاب يُغذي دورات الانتهاكات والتجاوزات، الوضع الحالي كارثي، ويُرتكب فيه فظائع، بما في ذلك جرائم حرب".
ودعا المسؤول الأممي الدول إلى "استخدام نفوذها لإنهاء النزاع الذي تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع إعلان المجاعة في عدة مناطق وانتشار خطر وباء الكوليرا". وحذرت المفوضية السامية من "تزايد استخدام الطائرات المسيّرة في الهجمات على المرافق المدنية، ما يؤثر على مناطق في شمال وشرق السودان كانت بمنأى نسبيًا في السابق". وأشارت الأمم المتحدة إلى "مقتل ما لا يقل عن 3384 مدنيًا بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2024، أي ما يقارب 80 في المائة من إجمالي القتلى المسجلين خلال العام، مع وفاة غالبية المدنيين (70في المائة) نتيجة القصف والمواجهات المباشرة".
*************************************
طهران: عودة العقوبات ستوقف التفاهم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة
طهران – وكالات
قال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب أبادي، إن عودة عقوبات مجلس الأمن الدولي، ستوقف التفاهم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يأتي ذلك، بينما أعاد مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة فرض العقوبات على إيران، ليفشل بذلك في تبني مشروع قرار بتمديد رفع العقوبات الدولية على إيران.
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد أطلقت في وقت سابق من هذا الشهر عملية مدتها 30 يوما لتفعيل "آلية الزناد"، التي تعيد تلقائيا عقوبات الأمم المتحدة على إيران. واتهمت الدول الثلاث طهران بعدم الالتزام بالاتفاق النووي، الذي كان يهدف لمنعها من امتلاك سلاح نووي، في المقابل هددت طهران بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية إذا تم تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات.
وفي هذا الصدد، حذر إبراهيم عزيزي رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني الدول الغربية في رسالة من أنه إذا أساؤوا استخدام حسن نية إيران في المفاوضات، فسيكون رد إيران هذه المرة أشد.
واعتبر عزيزي، أن سياسة الضغط الأقصى قد فشلت، ومن يقفون وراءها هذه المرة سيدفعون تكلفة أكبر وسيصيبهم الندم.
*************************************
تقارير: تورط ميليشيات موالية للحكومة الليبية في تهريب البشر
طرابلس – وكالات
قدمت منظمة Mediterranea Saving Humans تحقيقا مدعوما بمقاطع فيديو وصور، يكشف لأول مرة تورط ميليشيا ليبية متحالفة مع حكومة طرابلس في عمليات تهريب البشر عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأرسلت المنظمة هذه المواد إلى المدعين العامين في تراباني، صقلية، وإلى المحكمة الجنائية الدولية، موثقةً الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها المهاجرون على أيدي عناصر الميليشيات، بما في ذلك ركل وإلقاء أشخاص في المياه، بينهم أطفال.
كشفت منظمة الإنقاذ الإيطالية Mediterranea Saving Humans، في بيان لها، عن تورط الحكومة الليبية بطرابلس في تهريب المهاجرين عن طريق البحر المتوسط والتخلص منهم في عرض البحر. وقالت المنظمة في بيانها: ان "هذه المرة هناك أدلة مصورة لا يمكن التستر عليها: المهرّبون الليبيون الذين ألقوا بعنف 10 لاجئين شباب في عرض البحر أمام قارب إنقاذنا، بعد احتجازهم في معسكرات اعتقال، هم جزء من الجهاز العسكري الرسمي في طرابلس. لقد قمنا بتصويرهم وتتبع هوياتهم، ونحن نعرف من هم".
وصلت مقاطع الفيديو والصور والتقارير التي توثق تورط الميليشيات الرسمية إلى مكتب الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية، بعد أن تقدمت المنظمة بشكوى رسمية في تراباني. وتسلط هذه الشكوى الضوء على التهديدات التي تعرّض لها طاقم السفينة والانتهاكات ضد المهاجرين، والعلاقات المقلقة بين الميليشيات الليبية والحكومة الإيطالية. كما أرسلت المنظمة كافة الوثائق المتعلقة بهذه الحادثة إلى لاهاي وتم اعتمادها رسميا ضمن ملف التحقيق المفتوح منذ فترة حول الجرائم المرتكبة ضد المهاجرين في ليبيا.
****************************************
إضرابات وتظاهرات مليونية ضد التقشف وسياسات ماكرون الضريبية
عادل محمد
عاشت فرنسا الخميس الفائت، يوما ساخنا آخر. استجاب العمال في جميع أنحاء البلاد لدعوة المشتركة للاتحادات النقابية، واحتجوا على خطط التقشف الحكومية، من خلال إضرابات وتظاهرات، وفي بعض الأماكن، قطعت الشوارع. ووفقًا لاتحاد نقابات (سي جي تي) اليساري شارك أكثر من مليون في عموم المدن الفرنسية.
أضرب العاملون في قطاعات الرعاية الصحية والطاقة والنقل والتعليم الثانوي. وشارك في الإضراب أكثر من 10 في المائة من موظفي الخدمة المدنية البالغ عددهم 2,5 مليون، وخصوصا أعضاء الهيئات التدريسية. وأعلن اتحاد نقابات المدارس الثانوية عن إغلاق 12 مدرسة ثانوية في إيل دو فرانس على الأقل، و170 مدرسة في جميع أنحاء البلاد.
نجاح باهر
وبمشاركة أكثر من مليون متظاهر في أكثر من 250 تظاهرة، ومئات الآلاف من المضربين في القطاعين الخاص والعام، تُعدّ التعبئة الموحدة التي تحققت يوم الخميس الفائت نجاحًا باهرًا. لقد وجهت تحذيرًا واضحًا للحكومة: الغضب الاجتماعي يتزايد،" هذا ما صرّح به اتحاد نقابات (سي جي تي) اليساري في معرض حديثه عن التعبئة النقابية الشاملة ضد خطط التقشف الحكومية ومشروع قانون الموازنة المقترح. واكد الاتحاد: "متحدون حول مطلب العدالة الاجتماعية، تظاهر العمال والشباب والمتقاعدون والعاطلون عن العمل بكثافة". و"هذه هي أعلى نسبة مشاركة في التعبئة الاجتماعية منذ الحركة الاحتجاجية ضد إصلاح نظام التقاعد في عام 2023 ".
رغم سقوط حكومة بايرو في الثامن من أيلول بسبب إجراءات التقشف، واصل تحالف النقابات العمالية الواسع احتجاجاته ضد "إجراءات التقشف القاسية". وصرحت ماريليز ليون، السكرتيرة العامة لاتحاد نقابات (سي اف دي تي)، لصحيفة لوموند الفرنسية: "إن الدليل على جدوى الاحتجاجات هو الإقبال الكبير عليها".
سياسة ضريبية منافقة
هددت خطط التقشف بخفض الخدمات العامة، وإضعاف قوانين العمل، ومواصلة "إصلاح" تأمين العاطلين، وتجميد المزايا الاجتماعية ورواتب موظفي الخدمة المدنية والعمال المتعاقدين، والفصل بين قيمة المعاشات التقاعدية، ونسب التضخم المتصاعدة، ومضاعفة المدفوعات المشتركة للرعاية الطبية، والتشكيك في الأسبوع الخامس من الإجازة مدفوعة الأجر. ولهذا صرحت صوفي بينيه، السكرتيرة العامة للاتحاد العام للعمال (سي جي تي): "اليوم، يثور العاملون بأجر قائلين إنهم لم يعودوا قادرين على تحمل هذا الليل الماكروني الذي لا ينتهي".
وأعلن اتحاد (سي جي تي) أيضا: "من غير المقبول أن يُطلب من العمال الدفع بعد أن مُنح الأثرياء إعفاءات ضريبية دون مقابل". وقال ممثل نقابة عمال السكك الحديدية محطة غار دي ليون بباريس، وسط تصفيق حار من زملائه: "يجب البحث عن الأموال في جيوب من يملكونها، أي في جيوب أصحاب المليارات".
ووفقا لإدارة الضرائب، إن قرابة 12,5 في المائة من موظفي الإدارة شاركوا في الإضراب. وصرحت ساندرا ديمارك، سكرتيرة نقابة "الضرائب المالية العامة"، لوكالة فرانس برس: "هناك مطلب قوي، وخاصة من مسؤولي الضرائب، بفرض ضرائب على الأثرياء". وفي مدخل ساحة الجمهورية في العاصمة باريس رفعت لافته تقول: المشكلة ليست في السود والعرب- المشكلة في الملياردرية"
عمق سياسي
بعد نجاح الاتحادات النقابية المدعومة من اليسار السياسي في تعبئة أكثر من مليون، ووقوع بعض المواجهات خلال تظاهرات المدن الكبرى، تُذكرنا تظاهرات الخميس الفائت بأعداد وأداء الحركة المناهضة لإصلاح نظام التقاعد الذي اقترحه ماكرون عام ٢٠٢٣. لكن شعارات اليوم لم تعد موجهة ضد إصلاح واحد، بل ضد سياسة اقتصادية شاملة يعتزم الرئيس ماكرون فرضها في قانون الميزانية المقبل، وهي سياسة تتسم بإجراءات تقشفية، مع تخفيضات تصل إلى عشرات المليارات من اليورو في الخدمات العامة والرعاية الصحية والتعليم.
لن نستسلم
شدد اتحاد نقابات (سي جي تي) على: "في مواجهة الاستبداد والعنف الاجتماعي، يستمر النضال! يجب على ماكرون وليكورنو (رئيس الوزراء الجديد) أن يدفنا فورًا مأساة ميزانية بايرو، وأن يلبيا مطالب المجتمع. نريد ميزانية مختلفة لمعالجة الطوارئ الاجتماعية والبيئية، ووضع العدالة الضريبية على جدول الأعمال، وتوفير التمويل اللازم لخدماتنا العامة، وإلغاء إصلاح نظام التقاعد. والآن أكثر من أي وقت مضى، حان وقت التحرك. لم يعد بإمكان الحكومة الضعيفة تجاهل الغضب؛ فهو موجود، ومشروع، ويتزايد. لن نستسلم".
تبرير حكومي
وتبرر الحكومة الفرنسية ضرورة إجراءات التقشف بتصاعد الدين العام. يبلغ دين فرنسا حاليًا حوالي 114 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي؛ وفي عام 2024، بلغ العجز 5,8 من الناتج الإجمالي المحلي. وكان رئيس الوزراء فرانسوا بايرو المقال قد خطط في الأصل لتوفير 44 مليار يورو. أما رئيس الوزراء الجديد، سيباستيان ليكورنو، الذي لم يُشكل بعدُ فريقًا حكوميًا جديدًا، فقد ألمح إلى تنازلات طفيفة للمعارضة البرلمانية اليسارية، لكن من غير المرجح أن يُغير المسار العام لسلفه دون مزيد من الضغط الشعبي.
**********************************
الصفحة السابعة
علاقة الديمقراطية بالرأسمالية
إعداد: فاروق فياض
بداية، تتعين الإشارة إلى أنه ليس هناك مفهوم ثابت وجامد وناجز وقابل للاستخدام في كل زمان ومكان، حتى تلك المفاهيم التي تبدو لنا كذلك. فالمفهوم مرتبط بتاريخ نشأته، أي بالمشكلات التي كانت مطروحة في وقت نشوئه، كما هو مرتبط بالإشكاليات النظرية التي رافقت هذه المشكلات اي بنوعية المناظرة الفكرية التي دارت حوله المشاكل المطروحة والطريقة التي حاول بها المثقفون مواجهتها، فهو بالضرورة ابن بيئة تاريخية اجتماعية محددة وهو ابن فكر محدد أيضا.
الاشتقاق اللغوي "للديمقراطية"
- ديمقراطية مشتقة من الكلمتين اليونانيتين demos (الشعب) kratos (السلطة) اي حكم الشعب.
مفهوم الديمقراطية:
• مجموعة قواعد لتنظيم العلاقة بين الأفراد والطبقات وهي علاقات معقدة لتنظيم حياة مجتمع، وهي لا تنفصل عن القانون الاساسي المحرك للعمليات الاجتماعية، وهو الصراع الطبقي.
• او مجموعة من المؤسسات والاليات لتنظيم الحكم، بما يضمن ان يكون هذا الحكم بواسطة الشعب ومن أجله.
ظهور الديمقراطية وأشكالها:
الشكل الأول: ظهر هذا الشكل من الديمقراطية في القرن الخامس من قبل الميلاد في أثينا، وعرف بالديمقراطية المباشرة في حالة المدن وليس الدول، وهي الديمقراطية السادة، ولم يكن للمرأة الحق في الانتخاب وكذلك العبيد.
الشكل الثاني: الديمقراطية التمثيلية (النيابية) ظهرت في القرن الثامن عشر والتي اعتمدت على الأسس الاتية.
• برلمان منتخب والبرلماني يمثل الأمة وليس ناخبيه.
• حكم الأكثرية اي المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، وقبول التعددية.
• التبادل السلمي للسلطة عبر صندوق الانتخابات حيث يفترض التعددية السياسية (حرية تشكيل الأحزاب السياسية).
• ضمان الحقوق المدنية للأفراد.. يعني حماية الأفراد من أي انتهاك لحقوقهم الاساسية، سواء من قبل الحكومة او الأفراد الآخرين، وضمان تمتعهم بفرص متساوية وحماية قانونية في المجتمع.
• المساومة أمام القانون.
• الإقرار بمبادئ ولوائح حقوق الانسان التي أقرتها الأمم المتحدة.
الشكل الثالث: الديمقراطية غير المباشرة، وتمثل الاستفتاء، مثلا اختيار الدستور.
الديمقراطية والرأسمالية.
اعتمدت البرجوازية في مرحلة نشوئها على آليتين لتحقيق القضاء على الاقطاعية وتعزيز هيمنتها.
- الأولى العلمانية (سكيولاريزم secularism المشتقة من سيكولوم saeculum اللاتينية وتعني العصر او الجيل او القرن، ولكن في العصور الوسطى كانت تعني العالم او الدنيا او هذا الزمان في مقابل الكنيسة): - وهي مجموعة قواعد تنظيم عمل المجتمع وترتكز على:
1. فصل بين الدين عن الدولة، حيث اعتمدت طبقة الإقطاع على المؤسسة الدينية المتمثلة (بالكنيسة) كحليف لفرض هيمنتها الايديولوجيا وفي إدارة الدولة كذلك، وقد استخدم مصطلح "سيكولار secular" لأول مرة مع توقيع صلح وستفاليا (عام 1648م) - الذي أنهي أتون الحروب الدينية المندلعة في اوربا- وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة (اي الدولة العلمانية) مشيرا إلى "علمنة أراضي الكنيسة" اي استيلاء الطبقة البرجوازية الصاعدة على ممتلكات الكنيسة.
2. حرية الضمير وتعني حرية الفرد في اعتناق اي دين او معتقد يختاره او عدم اعتناق اي دين، وحرية ممارسة هذا الدين او المعتقد او التعبير عنه، مع مراعاة حقوق وحريات الآخرين.
3. المساواة في الحقوق بين الأديان والمعتقدات، مع ضرورة تطبيق هذه المساواة واقعيا ومجتمعيا.
- الثانية الليبرالية.. جاء مصطلح الليبرالية في البداية من اللغة اللاتينية "liberalis" التي تعني "حر" ظهر المصطلح لأول مرة في انجلترا في أواخر القرن الثامن عشر لوصف مذهب اقتصادي يقوم على حرية حركة الرأسمال وأصحاب الرأسمال دون قيود تحد من حركتهما.
- واعتمدت (الليبرالية) فيما بعد لتصبح ايديولوجيا البرجوازية الصاعدة من رماد الاقطاع.
- ويمكن الإشارة إلى أن الرأسمالية اعتمدت في نشوئها على السلب والنهب والاستغلال من خلال:
السيطرة على مقدرات الشعوب الأخرى.
كانت المواجهة العالمية بين الغزاة وضحايا الغزو الموضوع الاول لهذا النظام العالمي القديم (ان النظام العالمي الجديد لم يأت بعد وان السمات الرئيسية للنظام العالمي الاستعماري القديم لم تزل هي هي حتى الان). اتخذت تلك المواجهة أشكالا عدة، وسميت أسماء مختلفة: الامبريالية، والاستعمار الجديد، وصراع الشمال – الجنوب، والمركز ضد المحيط، والسبعة الكبار (مجتمعات رأسمالية الدولة السبعة الكبرى وتوابعها ضد البقية). او ببساطة أكثر، الغزو الاوربي للعالم.
يقول ادم سميث عام 1776 ان " اكتشاف أمريكا (1492)، واكتشاف طريق الهند الشرقية عبر رأس الرجاء الصالح (اكتشف المستكشف البرتغالي بارتولوميو دياز رأس الرجاء الصالح عام 1488 وأطلق عليه اسم " راس العواصف" بسبب العواصف الشديدة التي واجهها، ومع ذلك، أطلق ملك البرتغال، جون الثاني، عليه لاحقا اسم " رأس الرجاء الصالح" تفاؤلا باكتشاف طريق بحري جديد إلى الهند، اكتشاف هذا الطريق من أهم أسباب انهيار الدولة المملوكية لأنه حول حركة التجارة العالمية إليه بدلاً من مرورها بدول القلب مما سمي العالم القديم.) هما أعظم وأهم حدثين في التاريخ البشري"، " لا تستطيع حكمة البشر أن تتنبأ أية فوائد أو أية مصائب للبشرية ستنتج عن هذين الحدثين العظيمين من الآن فصاعدا".
ولكن كان من الممكن، لعين تتحرى الصدق، رؤية ما كان قد تم بالفعل. كتب سميث " إن اكتشاف أميركا ... قدم مساعدة جوهرية لوضع أوربا ”، " فاتحا سوقا جديدة لا تستنفد " أدت إلى توسع ضخم " للقوى المنتجة" و " للدخل الحقيقي والثروة" . في النظرية، " كان على نظام التبادل الجديد ان يبرهن، على نحو طبيعي، على نفعه للقارة الجديدة، كما كان قد فعل نحو القارة القديمة بالتأكيد". لكن ذلك لم يكن له ان يحدث بالفعل. " حول جور الأوربيين الوحشي ذلك الحدث، الذي كان يجب ان يفيد الجميع، إلى حدث مدمر وهدام لكثير من تلك القارات المنكودة الحظ" هذا ما كتبه سميث كاشفا نفسه كواحد من أوائل مرتكبي جريمة " الاستقامة السياسية ”، إذا أردنا أن نستعير شيئا من بلاغة القائمين على ثقافة أيامنا. يتابع سميث: " بالنسبة للسكان الاصليين، إن في الهند الشرقية او في الهند الغربية، غرقت كل المنافع التي كان ممكنا جنيها من هذه الأحداث وضاعت في المصائب التي خلقتها ”. فبفضل " أفضلية القوة " التي حازها الأوربيون " كان بمقدورهم ارتكاب كل انواع المظالم في تلك البلاد النائية دونما خوف من عقاب ".
لا يذكر سميث السكان الأصليين من شمال أمريكا، " لم يوجد في أمريكا إلّا أمتان تتجاوزان منزلة الوحشية (البيرو والمكسيك). وقد دمرت هاتان بمجرد اكتشافهما تقريبا. اما الباقي فكانوا مجرد متوحشين". انها فكرة مناسبة للغزاة البريطانيين، ومن هنا كان لابد من الإصرار عليها، حتى في الدراسات العلمية، إلى أن أدت الصحوة الثقافية في الستينيات إلى فتح عيون كثيرة.
أطلق غزو العالم الجديد اثنتين من الكوارث السكانية التي لا مثيل لهما في التاريخ، إهلاك السكان الأصليين في نصف الكرة الغربي، وخراب أفريقيا حيث توسعت تجارة الرقيق سريعا لخدمة حاجات الغزو، وأخضعت القارة كلها.
عانى معظم سكان آسيا أيضا من " المحنة الرهيبة" ومع تغير الأشكال، تحافظ الموضوعات الأساسية للغزو على حيويتها ومرونتها، وستظل كذلك إلى أن يتم تناول حقيقة وأسباب " الجور الوحشي بأمانة".
كتب أحد الغزاة الهولنديين في الهند الشرقية عام 1614 أن " التجارة لا يمكن ان تستمر دون حرب، ولا الحرب دون تجارة" ... ويقول باركر إن هيمنة الأوربيين على العالم قد "اعتمدت بشكل حاسم على الاستخدام المستمر للقوة"! وبفضل تفوقهم العسكري، لا بفضل أية ميزة اجتماعية او أخلاقية او طبيعية، تمكن البيض من بناء وقيادة أول هيمنة عالمية في التاريخ، وان لفترة وجيزة.
مولت الهند في القرن التاسع عشر خمسي العجز التجاري البريطاني، مقدمة سوقا لمصنوعات بريطانيا، وجنودا لحروبها الاستعمارية، والأفيون الذي كان السلعة الرئيسية لتجارتها مع الصين.
"إن الحقيقة المهمة البارزة هي أن تلك الإجراءات في الهند التي عاشت أطول من غيرها تحت الحكم البريطاني هي الأفقر اليوم، كما كتب جواهر لال نهرو "بالحقيقة يمكن رسم خريطة بين الصلة الوثقى بين طول مدة الحكم البريطاني، والنمو الشديد للفقر".
ومن هنا بذلت جهود مخلصة لضمان ان لا يسلك اي قطاع في الجنوب دربا مستقلا، ومن هنا يأتي الرعب، الذي يصل حد الهستيريا، من اي انحراف تتم ملاحظته.
يجب ان يتجمع الكل ضمن الاقتصاد العالمي الذي تهيمن عليه مجتمعات رأسمالية الدولة الصناعية. إن للجنوب دورا خدميا، تقديم المواد الاولية، والعمل الرخيص والأسواق وفرص الاستثمار، ومؤخرا استقبال التلوث.
الاستيلاء على أراضي الفلاحين وتحويلهم إلى عمال
ربما كان نزع الملكية الفلاحية الواسع الذي جرى بأقصى معانيه في انكلترا وحدها "أساسا لتطورها الاقتصادي الأكثر سرعة، حيث جرد الفلاحون من حقوق الملكية التي أفلحوا في الاحتفاظ بها في فرنسا، ودفعوا إلى سوق العمل". "كان غياب الحرية وحقوق الملكية هو بالضبط ما سهل الانطلاق الحقيقي للتطور الاقتصادي" في انكلترا، كما يقول روبرت برينر في استطلاعه الذكي لأصول الرأسمالية الاوربية.
استغلال الطبقة العاملة إضافة للنساء والأطفال في العمل
يبدأ تاريخ البروليتاريا في انكلترا مع النصف الثاني من القرن الثامن عشر مع اختراع الآلة البخارية وآلة تشغيل القطن، لقد سببت تلك الاختراعات كما هو معروف جيداً، ثورة صناعية، ثورة غيرت كل المجتمع المدني، ثورة تبدأ الآن فقط، معرفة أهميتها التاريخية، إن انجلترا هي التربة الكلاسيكية لمثل هذا التحول، الذي كان أقوى التحولات، وأكثرها مضيا في سكون، ولذا فأن انكلترا هي أيضا الأرض الكلاسيكية، لنتاجها الأساسي، البروليتاريا، انه في انجلترا وحدها، يمكن دراسة البروليتاريا في كل علاقاتها، ومن جميع جوانبها.
دعنا نرى ما يقدمه المجتمع للعامل مقابل عمله. في صورة مسكن، ملبس ومأكل، اي نوع من الوجود يتفضل به هؤلاء الذين أعطوا الكثير لدعم المجتمع، دعنا أولا ان نتأمل مسألة السكن.
إن هذه الاحياء القذرة منظمة بشكل متماثل إلى حد ما، في كل المدن الكبرى في انجلترا، أسوأ المنازل في أسوأ أحياء المدن، غالبا أكواخ من طابق أو طابقين في صفوف طويلة، ربما بها أقبية تستخدم كمساكن، وهي على وجه التقريب، مبنية دائما بطريقة منتظمة، إن هذه المنازل المكونة من ثلاث او أربع حجرات ومطبخ، تشكل في طول انكلترا وعرضها، باستثناء بعض أجزاء لندن، المساكن العامة للطبقة العاملة، ان الشوارع عموما غير ممهدة، وعرة وقذرة، مليئة بفضلات الخضار والحيوان، لا توجد بها مرازيب ولا بالوعات، ولكنها مزودة بدلا من ذلك بالعفن والبرك الآسنة، بالإضافة إلى ذلك فأن الطريقة المضطربة السيئة لبناء الحي كله تعرقل التهوية، اذ حيث يعيش العديد من البشر هنا، مزدحمين إضافة إلى مأوى الكلاب والخيل، والنتيجة الطبيعية لذلك رائحة كريهة، فضيعة عفنة وأسراب حشرات.
وهذه الشوارع، كما تقول جريدة انجليزية في مقال عن الحالة الصحية للعمل في المدن غالبا ما تكون ضيقة إلى حد ان المرء يمكن ان يخطو من نافذة منزله إلى نافذة جاره المقابل، وبينما المنازل مكومة بشكل مرتفع، طابق فوق طابق، حتى ان الضوء نادرا ما ينفذ إلى الحارة او الزقاق الرافد بينها. إن منازل الفقراء قذرة بشكل عام، ومن الواضح انها لا تنظف ابدأ، إنها تتكون في أغلب الأحوال من حجرة واحدة، تخضع لأسوأ تهوية ومع ذلك فهي على الدوام باردة. حيث النوافذ محطمة او سيئة التركيب، وهي أحيانا رطبة، وتقع تحت مستوى المياه الجوفية على نحو ما، وهي دائما ما تكون رديئة الأثاث، وغير مريحة على الاطلاق، وغالبا ما تستخدم الأسرة كلها كومة قش كمرقد لها، وفوق هذه الكومة ينام الرجال والنساء، الصغار والكبار في اختلاط منفر، ويمكن الحصول على المياه من المضخات العامة فقط، ونتيجة لصعوبة الحصول على المياه تتراكم القذارات.
دعنا نستمع إلى " ج ك سيمونس" مفوض الحكومة لاستقصاء حالة النساجين اليدويين، وهو يصف تلك الأجزاء من المدينة.
"لقد رأيت الشقاء في بعض أسوأ أطواره، هنا وفوق القارة لكنني، وحتى زيارتي لأزقة" جلاسجو"، لم أكن لأصدق، أنه يمكن ان يوجد إثم وتعاسة ومرض بهذه الوفرة في اي بلد متحضر. ففي تلك المنازل المفروشة المنحطة، ينام عشرة، اثني عشرة، وأحيانا عشرون شخصا من كلا الجنسين ومن كل الأعمار، وبدرجات مختلفة من العري، مكومين معا فوق أرض الحجرة، دون اي تمييز. وعادة ما تكون تلك الملاجئ رطبة للغاية وقذرة وآيلة للسقوط حتى ان المرء لا يحب وضع حصانه في واحدة منها".
إن البطاطس التي يشتريها العمال هزيلة دائما، والخضروات ذابلة والجبن قديم ومن نوع رديء، ولحم الخنزير المملح زنخ، واللحمة عجفاء ناشفة من أبقار عجوز، غالبا مريضة او ربما ماتت موتا طبيعيا، وحتى حينذاك فأنها ليست طازجة، ولكنها في الغالب فاسدة والباعة دائما من الصغار الجائلين، الذين يشترون السلع الدنيا، وهم الذين في وسعهم ان يبيعوها بسعر رخيص، بسبب رداءتها، إن أفقر العمال مجبرون على استخدام حيلة أخرى، للحصول على الأشياء التي يحتاجونها ببنساتهم القليلة، إن شيئا لا يباع يوم الأحد، وعلى كل المتاجر ان تغلق أبوابها في الحادية عشرة مساء السبت، وبهذا فإن الأشياء التي لا يمكن حفظها حتى يوم الاثنين، تباع بأي ثمن فيها بين الساعة العاشرة ومنتصف الليل. غير ان تسعة أعشار ما يباع الساعة العاشرة لا يصلح للاستخدام في صباح الاحد، ومع ذلك فأنها بالتحديد الزاد الذي يشكل غذاء الطبقة الأفقر.
ان معدل الموت يظل عاليا إلى هذا الحد، بسبب الوفيات الكثيفة بين صغار أطفال الطبقة العاملة أساسا. ان الهيكل الرقيق للطفل لأعجز ان يقاوم المؤثرات الضارة، لهذا القدر المتدني من الحياة. ان الإهمال الذي كثيرا ما يتعرضون له، عندما يعمل كلا الوالدين او يموت أحدهما، ليثأر لنفسه على الفور، ولذا فليس من العجب أن يهلك أكثر من 75 في المائة من أبناء الطبقة العاملة في "مانشستر"، طبقا لأخر تقرير اقتبسنا عنه، قبل سن الخامسة، بينما 20في المائة فقط من اطفال الطبقات العليا.
ان الحكومة بكل ميزانيتها الهائلة والتي تبلغ 55,000,000 جنيه استرليني، لا يوجد بها غير فقرة واحدة تافهة مبلغ 40,000 جنيها استرلينياً للتعليم العام اي بمقدار (0،07) في المائة من إجمالي الميزانية. ان ما يعتمد للتعليم، لأقل بكثير من ذلك الذي يعتمد لحمل الناس على التعصب للطوائف الدينية، والذي يضر بقدر ما يفيد على أقل تقدير. وكما يحدث، فأن "كنيسة الدولة" تدير مدارسها الأهلية الرعوية، وكذا تدير مختلف الطوائف الدينية مدارسها الخاصة بكل طائفة، بهدف واحد، هو المحافظة على أطفال اخوة المذهب في إطار الطائفة، والعمل على الفوز بروح طفل بائس هنا او هناك من طائفة دينية اخرى. والنتيجة، إن الدين وبالتحديد أقل جوانب الدين دون جدوى، الجانب الذي يناقش نواحي الخصومة، هو الذي يكون الموضوع الرئيسي للتعليم، وتحمل ذاكرة الأطفال أكثر من طاقتها بعقائد جزئية غير حاسمة، واختلافات لاهوتية، وبذا توقظ الكراهية الطائفية والتعصب بصورة مبكرة للغاية، وتهمل كل أعمال التثقيف الأخلاقية والذهنية العقلية بطريقة مخجلة.
دعونا نأخذ بعض البيانات من حديث تقدم به "اللورد اشلي"، "الساعات العشر" (لإعلان مارس) في 15 منه عام 1844 في مجلس العموم. إنه يقدم هنا بعض المعلومات عن علاقة جنس العمال بنسبهم، وهي معلومات لم يدحضها أصحاب المصانع بعد، هؤلاء الذين لم تغط بياناتهم، كما هي مقتبسة.
آنفا، غير جزء من الصناعة الآلية في انجلترا. فمن بين 419,560 من العاملين بالمصانع في الامبراطورية البريطانية عام 1839، يوجد 192،887، اي قرابة النصف، ممن هم دون الثامنة عشرة من العمر، 242،296 من الإناث، منهن 112،292 كن أقل من الثامنة عشرة من العمر. وبذا يتبقى هناك 80،695 من العمال الذكور تحت سن الثامنة عشرة، و96،569 من العمال الذكور الراشدين، اي اقل من الربع الرقم الاجمالي. وتشكل الإناث 56 في المائة من إجمالي العاملين في مصانع القطن، 69،5 من العاملين بمصانع الصوف، 70،5في المائة من العاملين بمصانع الحرير، 70،5 من العاملين بمصانع الكتان.
ان الرجال يستهلكون في فترة مبكرة للغاية، نتيجة الأحوال التي يعيشون ويعملون في ظلها. ان معظمهم يصبح غير صالح للعمل عند سن الاربعين، وقلة منهم تصمد حتى سن الخامسة والاربعين، ولا يصمد أحد في الغالب حتى سن الخمسين. ان ذلك لا يرجع فقط، إلى الضعف العام للبنيان، لكنه يرجع أيضا، وبصورة غالبة للغاية، إلى عجز الإبصار، والذي ينتج عن الغزل على آلة الغزل، حيث يضطر العامل إلى تثبيت نظرته على صف طويل في الخيوط الرفيعة المتوازية، وبذا يجهد الإبصار إجهادا شديدا.
فمن بين 6400 عاملا يشتغلون في مصانع عديدة في "هاربور" و "لا نارك" كان هناك عشرة منهم فقط فوق سن الخامسة والاربعين، ومن بين 22094 عاملا في مصانع متنوعة في "ستوك بورت" و "مانشستر" كان 143منهم فقط فوق سن الخامسة والاربعين، وكان هناك 16 شخصا من هؤلاء ال 143 قد أبقي عليهم لمالهم من حظوة خاصة، وكان أحدهم يقوم بعمل صبي. ان قائمة من 131 غزالا لم تكن تشتمل على غير سبعة فقط فوق سن الخامسة والاربعين، ومع ذلك فان كل 131 قد رفضهم أصحاب المصانع الذين تقدموا للعمل لديهم، باعتبار أنهم "مسنون للغاية".
إن العاملات بالمصنع يعانين من نفاس أصعب من غيرهن، كما ان استعدادهن للإجهاض أكبر، الأمر الذي شهد به العديد من أطباء الولادة والقابلات.
إنهن يعانين، بالإضافة إلى ذلك، من الضعف العام السائد بين كل العمال، كذلك فإنهن يستمررن في العمل بالمصنع بعد الحمل حتى ساعة الوضع، وإلّا فقدن أجورهن، كما أنهن يخشين ان يستبدلن سريعا بأخريات إن تغيبن، وكثيرا ما يحدث ان تظل النسوة في العمل حتى المساء، ثم يلدن في صباح اليوم التالي. بل ان حالات الوضع في المصنع بين الآلات ليست بالحالات النادرة تماما.
إن ضرورة ارتفاع احصائية الوفاة بين صغار الأطفال لاشتغال الأمهات لأمر غني عن البيان. إنه ماثل دون أدنى شك في تلك الحقائق البشعة. ان النساء غالبا ما يعدن إلى المصنع بعد الولادة بثلاثة او أربع أيام بعد ترك أطفالهن، وعليهن ان يسرعن ساعة الغداء إلى منازلهن لإطعام الطفل وتناول شيء ما.
ان استخدام المنومات لوضع الأطفال في حالة من السكون، أمر يروج له هذا النظام الشائن، وهو قد بلغ حدا كبيرا في أحياء المصانع. ويرى "د. جونس" الموقف المسؤول في مانشستر أن تلك العادة هي المصدر الرئيسي للميتات العديدة الناجمة عن الارتعاش.
ان النساء غير المتزوجات اللائي شببن في المصانع، لسن بأفضل حال من هؤلاء المتزوجات. إنه لأمر واضح ان الفتاة التي بدأت عملها في مصنع في التاسعة من عمرها، ليست في وضع يجعلها ملمة بالعمل المنزلي، ومن ثم فان الإناث العاملات يثبتن انهن غير مدربات على الاطلاق وغير لائقات لأن يكونن مدبرات منازل. انهن لا يستطعن الحياكة او الخياطة، الطبخ او الغسيل، غير ملمات بأبسط واجبات مدبرة المنزل. وعندما يرزقن بأطفال صغار، يلزم العناية بهم، فأنهن لا يملكن شبه معرفة في كيفية القيام بذلك، ويعطي "تقرير لجنة تقصي المصانع" العديد من الأمثلة على ذلك، وفيما يلي يعبر دكتور "هاوكينز" مندوب "لانكشاي" عن وجهة نظره.
" إن الفتيات يتزوجن مبكرا ودون ترو، كما انه ليس لديهن الوسائل او الوقت او الفرصة لتعلم واجبات الحياة المنزلية العادية، وحتى ان كن على علم بها كلها، فأنهن لن يجدن الوقت خلال حياتهن الزوجية لممارسة تلك الواجبات. ان الأم تغيب عن طفلها أكثر من اثنتي عشرة ساعة يوميا، وهي تتركه لرعاية فتاة او امرأة عجوز كي تقوم على رعايته. ويضاف إلى ذلك أن مساكن عمال المصانع غالبا ما تكون أقبية لا منازل، لا تحتوي على اوعية للطبخ او الغسيل، او مواد الخياطة والرتق، لا شيء مما يجعل الحياة مقبولة او متحضرة، او يجعل المأوى المنزلي جذابا، لهذا كله ولأسباب اخرى، خاصة من اجل فرص أفضل في الحياة لصغار الأطفال، فأنني لا أملك إلّا ان اتمنى وآمل أن يأتي وقت ما يوصد فيه باب المصانع أمام المرأة المتزوجة".
دعونا نسمع كيف كانوا يتصرفون قبل ان يكون مفتش المصنع في أعقابهم، إن شهادتهم التي اعترفوا بها لتدينهم في تقرير لجنة تقصي المصانع لعام 1823.
ان تقرير اللجنة المفوضة المركزية يروي أن اصحاب المصانع قد بدأوا بتشغيل الصبية الذين هم نادرا ما يكونون في سن الخامسة وغالبا في السادسة، وأكثر الاحيان في السابعة، ودائما في الثامنة والتاسعة، وان يوم العمال غالباً ما كان يدوم أربع عشرة إلى ست عشرة ساعة، دون وجبات او فواصل، وان اصحاب المصانع قد أباحوا للمشرفين جلد الصبية واساءة معاملتهم، وغالبا ما كانوا هم أنفسهم يشاركون وبشكل فعال في هذا الفعل.
الديمقراطية والليبرالية:
• الآن الاقتران بين (الديمقراطية) و(الليبرالية) لم يقع، تاريخياً ضربة واحدة، بل بالعكس هو الصحيح تماماً، حيث ان (الليبرالية) قاومت (الديمقراطية) ردحا طويلا من الزمن، قبل ان تعود لاستيعابها بالتدريج، فحق التصويت، على سبيل المثال، ظل قاصراُ على الطبقات الرأسمالية العليا وحدها حتى الثلث الأول من القرن التاسع عشر. اما العمال فلم يعترف لهم بهذا الحق، إلّا في نهاية القرن التاسع عشر، واما النساء فقد كان عليهن الانتظار، للحصول عليه، حتى نهاية الربع الأول من القرن العشرين.
• الليبرالية/ إذن ولدت اقتصاديا اولا، ثم تمقرطت بعد ذلك متخذة طابعها السياسي، وكان السبب الكامن وراء ذلك هو اضطرار البرجوازية لتوسيع دائرة الحقوق والحريات التي طالما دافعت عنها اثناء مرحلة نهوضها الثوري، لتشمل كل المواطنين، باعتبارها ان هذه الديمقراطية في جوهرها، هي تعظيم (المساواة) في فرص الحياة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، و(تحرير) القوى الكامنة لدى الإنسان لتحقيق ذاته.
بعض الاستنتاجات:
• ان الديمقراطية ليست نظاماً غربياً فقط، انما هي نظام إنساني ساهمت البشرية، عبر تاريخها الطويل، في تطوره باتجاه التوازن بين السلطة كضرورة والحرية كمطلب أساسي للناس. هذه الاطروحة لا تلغي حقيقة ان الديمقراطية البرجوازية هي بلا شك، أكثر اتساعاً وعمقاً من اي ممارسة ديمقراطية سابقة لها او رافقتها في حقبة تاريخية محددة، ونشير ان هذا التطور الديمقراطي لا يعفيها من كونها أكثر التشكيلات الاقتصادية - الاجتماعية استغلالا للشعوب من التشكيلات السابقة عليها.
• لم يتطور النموذج الليبرالي كنتيجة لمقولات محض فكرية او فلسفية بقدر ما تطور كمحصلة لصراع اجتماعي، داخل البلدان التي تطورت فيها، وقدرة ذلك الصراع إلى تطور النموذج الديمقراطي الحالي، من خلال مشاركة طبقات اجتماعية متعددة فيه وعبر عدد من المراحل التاريخية، كانت معمدة بالتضحيات وبالدم يتعين التأكيد على حقيقة انتصار مبدأ الديمقراطية البرلمانية لم يتحقق قط في بلد من البلدان الغربية إثر انتصار ثورته البرجوازية بل ان حق الاقتراع العام والشامل لم يطبق في الغالبية الساحقة من الدول الرأسمالية المتطورة إلّا إثر هزائم في الحروب الخارجية ادت إلى توسيع القاعدة الاجتماعية للأنظمة المهزومة (المانيا، ايطاليا، اليابان). او إثر حروب خارجية تطلبت نوعاً من الإجماع الوطني لمجابهة المخاطر (انكلترا، بلجيكا، فرنسا، النرويج) في صراعها مع السويد ولم تشذ عن هذه القاعدة إلّا سويسرا.
• إن غياب الديمقراطية في بلداننا هي سمة دائمة، لا تمت بصلة إلى " الوراثة التقليدية" عن العهود السابقة، كما يروج لها في بعض الخطابات بمفاهيم من قبل الاستبداد الشرقي... الخ، ان هذا الوضع هو ناتج ضروري لمقتضيات التوسيع الرأسمالي، كما هو قائم بالفعل. ان الاستقطاب الناشئ على الصعيد العالمي، المرتبط بمقتضيات التوسيع الرأسمالي يخلق بدوره استقطاباً اجتماعياً داخلياً يتجلى في ظواهر عديدة أهمها التفاوت في توزيع الدخول والتهميش المتعاظم لفئات اجتماعية واسعة.
ان الوطنية والتنمية والعصرية، وما إلى ذلك من المصطلحات السياسية، ينبغي- حتى يمكن فهمها في كل أبعادها – ان تدرج ضمن اشكالية التشكل التاريخي لهذه "الطبقات السائدة" وما يميز هذا التطور عن المسار التاريخي لتشكيل البرجوازية الاوربية الغربية، منذ القرن الثامن عشر.
موجات الانتقال الديمقراطي:
1. في أعتاب الثورتين الأمريكية 1776، والثورة الفرنسية 1789، اذ شنت مرحلة من الديمقراطية في أوربا ولأمريكيتين في القرن التاسع عشر، خصوصاً بعد ثورة 1848.
2. موجة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي شهدت انتشار الديمقراطية في أوريا الغربية ووصل الديمقراطية في اليابان والهند وبعض الدول المستقلة حديثا من الاستعمار.
3. موجة أوائل السبعينيات من القرن العشرين، مع عمليات الانتقال الديمقراطي في جنوب أوربا (إسبانيا، البرتغال، اليونان) – وأيضا مع الانتقال الديمقراطي في البرازيل وأمريكا الجنوبية والوسطى. اذ أصبح عدد الديمقراطيات (60) دولة.
4. موجة ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
• اصبحت الديمقراطية حديثة العهد أكثر تماشيا مع التحولات الرأسمالية، بل منحت شرعية أكبر الاجراءات النيوليبرالية التي تنطوي على الكثير من الإفقار والتهميش الامر الذي أدى إلى تراجع كبير في معدلات المشاركة السياسية سواء في الانتخابات او في الانضمام للأحزاب حتى قاربت 20في المائة في بعض الدول.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* المفهوم فكرة مجردة او تمثيل ذهني يمثل جوهر شيء ما او فكر.
المصادر:
1- كتاب "المجتمع المدني والديمقراطية" الدكتور: صالح ياسر.
2- كتاب " 501 الغزو مستمر" نعوم تشومسكي.
3- كتاب " حال الطبقة العاملة في انجلترا" فردريك انجلس.
4- كراس "العلمانية" للدورات الفكرية المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
5- في ضوء المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي (مجموعة مقالات) الدكتور: صالح ياسر.
6- كراس " الانتقال الديمقراطي واشكالياته" للدورات الفكرية المركزية للحزب الشيوعي العراقي .
***************************************
الصفحة الثامنة
حملة ميدانية للشيوعيين في الكرادة والوشاش للتعريف بمواقف حزبهم
عامر عبود الشيخ علي
نظمت المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي فريقًا جوّالًا جاب منطقة الكرادة، ابتداءً من ساحة الواثق وصولًا إلى عمارة الشروق، لتوزيع بطاقات تعريفية عن نضال الحزب ومواقفه السياسية، فضلا عن كارت تعريفي بمنصات التواصل الاجتماعي للرفيق رائد فهمي سكرتير الحزب.
وخلال الجولة، أجرى أعضاء المحلية العمالية حوارات مع المواطنين، وأصحاب الصيدليات والعيادات، وعمال الدليفري، للحديث عن سياسة الحزب وأهمية المشاركة في الانتخابات لتحقيق التغيير المنشود، وجعل التحالف بديلًا عن قوى الفساد ونظام المحاصصة، ورسم خارطة طريق لتغيير الأوضاع الراهنة من خلال العملية الانتخابية. من جانبهم، أشاد المواطنون بنضال الحزب المستمر ودفاعه عن حقوق الكادحين والطبقة العاملة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الحزب والقوى المدنية الساعية لتأسيس دولة مدنية ترتكز على العدالة الاجتماعية والمشاركة الوطنية الفاعلة. من جانب آخر، نفذت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنصور/محلية الكرخ، فعالية طرق الأبواب في العديد من المحلات والأزقة التابعة لمدينة الوشاش.
وجرى خلال الفعالية توزيع نسخ من الفولدر التعريفي للحزب الشيوعي العراقي، بالإضافة إلى الكروت التعريفية للرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب.
وتهدف هذه الفعالية إلى تعزيز التواصل مع المواطنين والتعريف بمبادئ الحزب وبرامجه، بالإضافة إلى إبراز دور الحزب ومرشحه في المشاركة بالانتخابات المقبلة.
**************************************
شيوعيو نينوى يستقبلون وفدا من الديمقراطي الكردستاني
الموصل – طريق الشعب
استقبلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في نينوى، الخميس الماضي، وفدا من فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في المحافظة، يتقدمه مسؤول لجنة العلاقات الوطنية في الفرع ازاد ميراني.
وكان في استقبال الوفد عضو المحلية الرفيق ابو سلام والرفيق أبو سهيل. وقد رحب الأول بالزائرين، مثمنا أهمية الزيارة في توثيق العلاقات ما بين الحزبين الصديقين.
واستعرض ميراني العلاقات التاريخية بين الحزبين على مدى سنوات طوال. حيث اختلطت الدماء على جبال ووديان كردستان في مقارعة الدكتاتورية من اجل بناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن حقوق كل اطياف الشعب.
ثم تحدث عن العملية الانتخابية باعتبارها مهمة وطنية من الدرجة الاولى، مشددا على أهمية المساهمة في الانتخابات من اجل بناء البلد وفق الاسس السليمة، وداعيا الى التعاون المشترك في تقديم افضل الخدمات لأهل نينوى.
إلى ذلك، أكد الرفيق أبو سلام ان الحزب الشيوعي العراقي يشدد في العملية الانتخابية وممارساتها على ضرورة مبدأ تكافؤ الفرص بين كافة القوائم المشتركة، وعلى منع استخدام موارد الدولة في الحملات الانتخابية.
****************************************
شيوعيو النجف يزورون التربوي شهيد الشمري
النجف – طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الأربعاء الماضي، الصديق التربوي والشاعر شهيد طالب الشمري في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته.
وتمنى الوفد للشمري السلامة والعافية والعمر المديد.
ضم الوفد كلا من الرفاق عبد الكريم عبد الله بلال وعليوي الميالي (ابو صامد) وإبراهيم كمين (ابو ضياء).
******************************************
شيوعيو ميسان يتفقدون الرفيق سالم علوان
العمارة – طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان وتنسيقية التيار الديمقراطي، الرفيق سالم علوان (ابو احمد) في منزله، للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية وخضوعه لعملية جراحية.
وتمنى الوفد للرفيق الصحة والعافية.
****************************************
شيوعيو نينوى يزورون قرية أسديرة واللواء أحمد الجبوري
نينوى – وكالات
زار وفد من محلية نينوى للحزب الشيوعي العراقي، قرية أسديرة في الشرقاط لتقديم التعازي بوفاة الشيخ محجوب السطم (أبو هجران)، أحد وجهاء عشيرة الرملي.
وقدّم الرفيق أبو إيفان تعازي قيادة الحزب، بينما عبّر الرفيق أبو رواء عن التعازي لأهالي القرية وأقارب الفقيد، معتبرين فقده خسارة كبيرة للمنطقة، إذ كان يمثل صوت الوطنية الحقيقية. من جانبهم، أشاد الأهالي بهذه المبادرة، مؤكدين تقديرهم لحرص الحزب على التواصل مع الرموز العشائرية الوطنية.
كما شملت الزيارة لقاء وفد الحزب مع اللواء أحمد الجبوري، مستشار وزارة الداخلية ومدير شرطة نينوى السابق، حيث استُقبل الوفد بحفاوة.
وأكد الرفيق أبو إيفان على أهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات باعتبارها مهمة نضالية لتحقيق التغيير الوطني، ومواجهة الفساد، وبناء الدولة المدنية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأكد اللواء الجبوري اعتزازه بهذه الزيارة، التي تحمل معاني الوفاء والتواصل الوطني. وضم الوفد كل من الرفاق أبو إيفان سكرتير اللجنة المحلية، وأبو براق، وأبو هند، وأبو صخر أعضاء لجنة العلاقات في محلية نينوى، بمشاركة وفد من اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين.
**************************************
شيوعيو البصرة يزورون عائلة الفقيد عبد الحسين علوان
البصرة – طريق الشعب
زار وفد من شيوعيي البصرة عائلة الرفيق الفقيد عبد الحسين علوان (أبو علي) في دارها بقضاء الزبير. وكان في استقباله نجل الفقيد الأكبر علي. وخلال اللقاء، استذكر الطرفان سيرة الفقيد ونضاله الدؤوب من أجل وطن حر وشعب سعيد، وكيفية تخلصه من مطاردات قطعان البعث المجرم، فضلا عن دخوله السجن وصعوبة زيارته من قبل عائلته.
وفي الختام، أهدى الوفد نجل الفقيد، لوحا يحمل صورة والده. ضم الوفد كلا من الرفاق عبد الزهرة العبادي وباسم محمد حسين وعبد الكريم الحربي.
********************************************
وفد منظمة هولندا وبلجيكا يزور الرفيق أبو سراب
لاهاي ـ طريق الشعب
زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا الرفيق أبو سراب (ثامر محمد زينل) للاطمئنان على وضعه الصحي وتقديم التمنيات بالشفاء العاجل.
كما سلّم الوفد الرفيق أبو سراب شهادة تكريم من مهرجان اللومانتيه، تقديرًا للجهود التي بذلها سابقًا في المهرجان، وذلك نيابة عن الرفيقين قاسم العثماني ومحمد صادق هاشم.
وجاءت الزيارة لتأكيد تقدير الحزب لجهود أعضائه وعطاءاته المتواصلة، ولتعزيز الروابط بين الرفاق، مع نقل تمنيات جميع الأصدقاء والرفاق للشفاء التام والصحة الجيدة للرفيق أبو سراب.
******************************************
الصفحة التاسعة
الإصابة تبعد نجم ميامي هيت تايلر هيرو في الـ NBA
ميامي – وكالات
أعلن نادي ميامي هيت أن نجمه تايلر هيرو سيغيب عن انطلاقة الموسم الجديد في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA)، بعد خضوعه لجراحة في كاحله الأيسر ستُبعده عن الملاعب لما يقارب ثمانية أسابيع. وأوضح الفريق أن التدخل الجراحي جاء لعلاج "متلازمة الاصطدام" في الكاحل، والتي تسببت له بآلام وتيبّس في المفصل. وبذلك، من المتوقع أن يعود اللاعب في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ما يعني غيابه عن عدد من المباريات الافتتاحية. وكان هيرو، البالغ 25 عاماً، قد قدّم الموسم الماضي أداءً لافتاً كأفضل مسجل للفريق بمعدل 23.9 نقطة، إلى جانب 5.5 تمريرة حاسمة و5.2 متابعة في المباراة الواحدة، محققاً أعلى نسبة تسديد في مسيرته (47.2 في المائة). كما شارك للمرة الأولى في مباراة "كل النجوم" (All-Star). وذكرت صحيفة "ميامي هيرالد" أن اللاعب حاول تفادي الجراحة من خلال تلقي حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية والكورتيزون، غير أن استمرار الآلام أجبره على الخضوع للعملية لتفادي مضاعفات طويلة الأمد. غياب هيرو، الذي يُعد أحد أبرز ركائز الفريق هجومياً، يثير مخاوف مشجعي "الهيت" بشأن تأثيره المحتمل على نتائج الفريق في بداية الموسم.
***********************************
دوري نجوم العراق أربع مواجهات في ختام الجولة الثانية
بغداد – طريق الشعب
تختتم، اليوم الأحد، مباريات الجولة الثانية من دوري نجوم العراق بإقامة أربع مواجهات مهمة، وسط ترقب جماهيري كبير.
ويقص فريقا الزوراء والشرطة شريط مبارياتهما في البطولة بعد تأجيل لقائهما في الجولة الأولى لانشغالهما بالاستحقاقات الآسيوية. فعند الساعة السادسة مساءً، يلتقي حامل اللقب الشرطة مع فريق دهوك على ملعب الشعب الدولي، فيما يحتضن ملعب الساحر أحمد راضي في التوقيت نفسه مواجهة أمانة بغداد أمام الموصل. أما عند الثامنة مساءً، فيستضيف الزوراء غريمه الطلبة في قمة جماهيرية مرتقبة، بينما يواجه الغراف فريق الكهرباء على ملعب الناصرية في لقاء يتوقع أن يشهد حضوراً كبيراً.
وفي تطورات لافتة، أعلن نادي الميناء إصابة محترفه التونسي ضياء الدين الجويني بآلام في الظهر ستبعده عن الملاعب حتى شباط المقبل، حيث سيعود اللاعب إلى تونس للخضوع لعلاج مكثف. وقد أعربت إدارة النادي وكادره الفني عن تمنياتهم بالشفاء العاجل، مثمنين أداءه المؤثر في فوز الفريق بالجولة الأولى على نفط ميسان (3-1).
من جانب آخر، أكدت الهيئة الإدارية لنادي الشرطة تنظيم رحلات جماهيرية إلى محافظة البصرة لدعم الفريق في مباراته أمام دهوك، حيث ينطلق الترحال صباح اليوم من مقر النادي في شارع فلسطين.
وفي المقابل، فجّر نادي القوة الجوية أزمة جديدة بعدما أصدر بياناً شديد اللهجة ضد أداء التحكيم في مباراته أمام زاخو التي انتهت بخسارته (2-1). وأعلن النادي تقدمه باعتراض رسمي إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم، متهماً الحكم بـ "استهداف الفريق" من خلال طرد لاعبه هيثم الجويني وإلغاء هدف صحيح، فضلاً عن توزيع بطاقات إنذارية وطرد لاعبين من دكة البدلاء. كما انتقد دخول جماهير زاخو رغم قرار منعهم، محذراً من "تهديد سمعة الكرة العراقية".
وفي سوق الانتقالات، أعلن نادي الموصل تعاقده مع اللاعب السوري علاء الدالي لتمثيله في الموسم الحالي، فيما ضم نادي أربيل المهاجم الصربي بافل رادونوفيتش لتعزيز خط هجومه.
*************************************
شباب العراق للمواي تاي يختتمون مشاركتهم العالمية بـ 24 ميدالية ملونة
متابعة ـ طريق الشعب
اختتم منتخب شباب العراق للمواي تاي، مشاركته في بطولة العالم التي استضافتها مدينة أبو ظبي الإماراتية، محققًا حصيلة مميزة بلغت 24 ميدالية ملونة، بواقع 10 ذهبيات و4 فضيات و10 برونزيات.
وقال رئيس الاتحاد العراقي للمواي تاي، جبار علك، إن البطولة شهدت مشاركة واسعة من نحو 100 دولة من مختلف قارات العالم، لافتًا إلى أن "لاعبي العراق تمكنوا من تسجيل إنجاز مهم عبر التتويج بـ 10 ميداليات ذهبية".
وبيّن أن سبعة أبطال عراقيين أحرزوا الذهب، بعضهم في أكثر من فئة، وهم: يوسف محمود الدبي، شهاب أحمد الجاسم، رضا قيصر البو محمد، مهدي قائد الأسدي، صلاح صفاء حسن، إبراهيم محمد الجيجي، وأبو الفضل عباس.
وأشار علك إلى أن اللاعبين قدموا مستويات فنية عالية خلال مجريات البطولة، عكست حجم الاستعداد وقيمة الحدث، موضحًا أن الوفد العراقي شارك أيضًا في ورش عمل تطويرية استهدفت المدربين والحكام واللاعبين والإداريين، في إطار تبادل الخبرات وتعزيز التعاون مع المدارس العالمية لرياضة المواي تاي.
***************************************
هودغكينسون وماهوتشيخ تتصدران اليوم الختامي لبطولة العالم لألعاب القوى
طوكيو – وكالات
تتجه الأنظار، اليوم الأحد، إلى البريطانية كيلي هودغكينسون والأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيخ في اليوم التاسع والأخير من بطولة العالم لألعاب القوى، التي تحتضنها العاصمة اليابانية طوكيو.
وتخوض هودجكينسون سباق 800 متر وسط آمال بريطانية كبيرة في انتزاع ذهبية البطولة، بعد عودة قوية لها إثر إصابة في أوتار الركبة أبعدتها لأشهر عن المضمار عقب تتويجها بذهبية أولمبياد باريس. وقد سجلت مؤخراً أفضل زمن لهذا الموسم في لقاء سيليسيا الماسي (1:54.74 دقيقة)، قبل أن تحقق فوزاً تاريخياً في لوزان (1:55.69 دقيقة).
وأكدت هودغكينسون أنها خاضت فترة صعبة من التحضيرات بالاعتماد على استجابة جسدها للإصابة، مشددة على أنها متحمسة "للظهور على المسرح" ومنافسة أسماء بارزة مثل السويسرية أودري فيرو، الكينية ماري مورا، الإثيوبية تسيجي دوجوجا، والأسترالية جيسيكا هال.
في المقابل، تستعد الأوكرانية ماهوتشيخ، حاملة الرقم القياسي العالمي (2.10 م) وبطلة أولمبياد باريس، للدفاع عن لقبها في الوثب العالي. وكانت اللاعبة قد تأهلت بسهولة للنهائي، مؤكدة أن المنافسة ستكون قوية خصوصاً أمام الأستراليتين نيكولا أوليسليجرز وإليانور باترسون. وقالت: "الوصول إلى النهائي بمحاولة واحدة فوق 1.92 متر دليل على لياقتي وثقتي".
وأوضحت ماهوتشيخ أنها دخلت معسكراً تدريبياً في اليابان قبل البطولة، مؤكدة جاهزيتها للحفاظ على اللقب، فيما أعربت أوليسليجرز عن سعادتها بالتواجد في كامل لياقتها للمنافسة على الذهب.
وعلى صعيد آخر، يخوض البحريني برهانو باليو نهائي سباق 5 آلاف متر بعد تأهله بزمن 13:41.52 دقيقة، بينما ينتظر أن يشهد اليوم الختامي أيضاً سباقات التتابع لمسافتي 100 و200 متر، ما يعد بمنافسات حافلة بالندية والإثارة.
*******************************************
دعوات أوروبية لفرض حظر رياضي على الكيان الصهيوني
لندن – وكالات
تصاعدت الدعوات لمقاطعة منتخب الكيان الصهيوني رياضياً، مع إطلاق حملة دولية واسعة قادتها منظمات حقوقية ومدنية، مطالبة اتحادات كرة القدم الأوروبية بفرض حظر على مشاركة الفرق واللاعبين الإسرائيليين في البطولات المحلية والقارية، على خلفية ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي "جرائم حرب وإبادة جماعية" في قطاع غزة.
وتوّجت الحملة بإطلاق لوحة إعلانية ضخمة في ميدان "تايمز سكوير" الشهير في نيويورك، تحمل شعاراً صريحاً: "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية — اتحادات كرة القدم: قاطعوا إسرائيل". وقالت وكالة "رويترز" إن الشركة المالكة للوحة وافقت على نشر الرسالة استناداً إلى تقرير أممي خلص إلى أن دولة الاحتلال ارتكبت جرائم قد ترقى إلى مستوى "الإبادة الجماعية".
الحملة، التي تشمل 9 دول أوروبية بينها إنكلترا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، تهدف إلى الضغط على المؤسسات الرياضية لاتخاذ موقف أخلاقي مشابه للعقوبات المفروضة على روسيا عقب غزوها أوكرانيا عام 2022. وقال عبد أيوب، المدير التنفيذي للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، إن "الملاعب لا يجب أن تتحول إلى منصات لتبييض جرائم الحرب"، مؤكداً أن الرياضة يجب أن تكون منحازة لقيم العدالة وحقوق الإنسان.
في السياق ذاته، طالب النجم الفرنسي السابق إيريك كانتونا، أسطورة مانشستر يونايتد، الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم بتعليق مشاركة إسرائيل في جميع المنافسات الدولية. وقال من ملعب ويمبلي: "نحن الآن في اليوم الـ 716 من إبادة جماعية كما وصفتها منظمة العفو الدولية، ومع ذلك ما زالت إسرائيل تشارك. لماذا هذه المعايير المزدوجة؟".
وأكد كانتونا (59 عاماً) أن الأندية واللاعبين حول العالم يمتلكون قوة مؤثرة يمكن أن تدفع نحو التغيير، مستشهداً بتجربة المقاطعة الرياضية لجنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري.
تزامنت هذه التصريحات مع تلويح المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الإسباني، باتكسي لوبيز، بإمكانية مقاطعة إسبانيا نهائيات كأس العالم 2026 إذا تأهل المنتخب الإسرائيلي. كما شهدت الرياضة الإسبانية جدلاً واسعاً بعد إلغاء المرحلة الختامية من طواف إسبانيا احتجاجاً على مشاركة فريق "إسرائيل بريميير تيك".
ورغم تصاعد الدعوات، يواصل فريق دولة الاحتلال مشاركته في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، محتلاً المركز الثالث في مجموعته خلف إيطاليا، فيما يشارك مكابي تل أبيب في الدوري الأوروبي لهذا الموسم.
***************************************
وقفة رياضية.. أهلاً وسهلاً بفرق الموصل والغراف والأمانة
منعم جابر
تأهلت أندية عزيزة على قلوبنا إلى دوري نجوم العراق قادمة من الدوري الممتاز، لتلتحق بفخر واعتزاز بركب فرق القمة الكروية التي تمثل نخبة الأندية العراقية. وقد جاء هذا الإنجاز ثمرة كفاح طويل وجهود مضنية وعطاء كبير قدمته هذه الفرق لتحقيق حلم طال انتظاره.
فقد بذل نادي الموصل جهوداً كبيرة وقدم أداءً متميزاً مكّنه من تصدر مجموعته، ليحقق صعوداً تاريخياً بعدما تسلق من دوري الدرجة الأولى إلى الممتاز، وصولاً إلى دوري نجوم العراق في غضون عامين فقط. ونُعقد آمالاً واسعة على إدارة النادي الناجحة برئاسة السيد رائد العبيدي، الذي عمل مع زملائه في الهيئة الإدارية بكل تفانٍ لإعادة الفريق إلى مكانته بين الكبار، بعد غياب دام 14 عاماً بسبب الظروف الصعبة.
أما نادي الغراف، فقد كتب التاريخ بصعوده الأول إلى دوري نجوم العراق، ليمنح مدينة الناصرية وأبناءها هذه الفرحة الكروية التي تُهدى إلى شهدائها وتضحيات أهلها. ونأمل أن يقدّم الغراف مستوى يليق باسمه ويواصل تمثيل ذي قار خير تمثيل، خاصة بعد سنوات من غياب فريق للمحافظة في منافسات القمة.
في حين واصل نادي أمانة بغداد عطاءه المتميز وأداءه الراقي، بفضل الجهود الكبيرة التي قدّمها لاعبوه وجهازه التدريبي بقيادة الكابتن المبدع علي وهاب، المعروف بقدرته على انتشال الفرق وإعادتها إلى دائرة المنافسة.
إننا إذ نحيّي الطواقم التدريبية للفرق الثلاثة الصاعدة، نخص بالذكر المدربين الذين بذلوا جهوداً استثنائية لنقل أنديتهم إلى دوري نجوم العراق، فنوجّه لهم تحية تقدير وإعجاب. كما نوجّه أسمى عبارات التهنئة إلى لاعبي الأندية وإداراتها على ما حققوه من إنجاز مستحق.
نأمل أن تقارع هذه الفرق الثلاث الكبار، وأن تظهر بمستويات عالية تُفرح جماهيرها وتكشف عن مواهب جديدة ترفد الكرة العراقية. وندعوها إلى تقديم أفضل العروض في موسمها الأول بين نخبة الأندية، لتكون شريكاً أساسياً في رسم ملامح المنافسة القادمة، شأنها شأن بقية فرق المحافظات التي أثبتت حضورها في المواسم الماضية.
وفي الختام، نبارك من القلب لفرقنا العراقية المتأهلة إلى دوري نجوم العراق: الموصل، الغراف، وأمانة بغداد، متمنين لها النجاح والتقدم، وأن يكون صعودها دافعاً لبقية الأندية في المحافظات لتحقيق إنجازات مماثلة.
****************************************
أوروبا تتقدم على فريق العالم في كأس ليفر للتنس
سان فرانسيسكو – وكالات
أنهى فريق أوروبا منافسات اليوم الأول من بطولة كأس ليفر للتنس، المقامة في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، متقدمًا على فريق العالم بنتيجة (3-1).
ويعتمد نظام البطولة على منح الفائز في اليوم الأول نقطة واحدة، على أن ترتفع القيمة إلى نقطتين في اليوم الثاني، وثلاث نقاط في اليوم الثالث والأخير.
وجاءت بداية أوروبا قوية بعدما حقق النرويجي كاسبر رود الفوز على الأمريكي ريلي أوبيلكا بمجموعتين دون رد بواقع (6-4) و(7-6)، قبل أن يعزز التشيكي جاكوب مينسيك التقدم بفوز صعب على الأمريكي أليكس ميتشيلسين بنتيجة (6-1) و(6-7) و(10-8).
ونجح البرازيلي جواو فونسيكا في تقليص الفارق لصالح فريق العالم بفوزه على الإيطالي فلافيو كوبولي بمجموعتين دون مقابل (6-4) و(6-3). لكن أوروبا عادت لتفرض تفوقها عبر مباراة الزوجي، حيث تغلب الثنائي جاكوب مينسيك والإسباني كارلوس ألكاراز على الأمريكيين ميتشيلسين وتايلور فريتز بنتيجة (7-6) و(6-4).
يذكر أن النسخة الحالية هي الثامنة في تاريخ البطولة، وقد توج فريق أوروبا باللقب خمس مرات مقابل مرتين لفريق العالم، فيما كان اللقب الأخير في برلين العام الماضي من نصيب أوروبا.
*******************************************
الصفحة العاشرة
أسطورة التقشف اختراع أيديولوجي ضد الطبقة العاملة مارين رومشتيت
ترجمة: رشيد غويلب
كل هذا قد يُمهّد الطريق لحكومة بقيادة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في عام ٢٠٢٩. قدّمت Clara E. Mattei (كلارا إي. ماتي)، أستاذة الاقتصاد في جامعة تولسا، إجابةً واضحةً ومُقلقةً على سؤال: كيفية ارتباط إجراءات التقشف بصعود قوى اليمين المتطرف. يُظهر كتابها "نظام رأس المال"، الصادر عام ٢٠٢٢، بوضوح "كيف اخترع الاقتصاديون التقشف ومهّدوا الطريق للفاشية.
الرأسمالية تدخل نهايتها
تقدم ماتي دراسةً معمقةً لأصول أيديولوجية التقشف، وتحذيرًا من عواقبها السياسية. وتدحض الخبيرة الاقتصادية الإيطالية خرافةً شكّلت السياسة الاقتصادية لقرنٍ من الزمان، وهي لا بديل، في أوقات الازمات، للتقشف الحكومي. لا يخدم التقشف العقلانية الاقتصادية، بل يهدف إلى حماية علاقات السلطة الرأسمالية. تتبع التخفيضات في الخدمات الاجتماعية: من التعليم وإعانات البطالة إلى البنية التحتية، نمطًا يعود تاريخه إلى إيطاليا في عشرينيات القرن الماضي (سنوات صعود الفاشية الإيطالية- المترجم)، وصولًا إلى اليونان خلال الأزمة المالية عام ٢٠١٠. والعواقب هي الفقر والبطالة للكثيرين، بينما تزداد ثروة الأثرياء.
تعود أطروحة ماتي حول هذا الارتباط إلى أصول أيديولوجية التقشف بعد الحرب العالمية الأولى. في ذلك الوقت، لم يقتصر الأمر على انزلاق الاقتصاد إلى أزمة، بل كانت الرأسمالية نفسها في حالة تدهور. في بريطانيا العظمى وإيطاليا، تمكن العمال من إدراك حقيقة أن النظام قابل للتغيير. لقد أثبت اقتصاد الحرب الحكومي ذلك: ففي حين كان النظام الرأسمالي قبل الحرب ما يزال يعمل بنمطه المعتاد، دون تدخل الدولة، أظهر تدخل الدولة في الإنتاج مرونة الظروف الاقتصادية.
لم تعد الكارثة الإنسانية والاقتصادية للحرب العالمية، وما نتج عنها من فقر، قدرًا حتميًا، بل عواقبَ النظام الرأسمالي. بدت نهاية الرأسمالية أقرب من أي وقت مضى. بلغت الأجور الحقيقية مستوياتٍ تاريخية في كلا البلدين (إيطاليا وبريطانيا) في عامي 1921/1922، وتزايدت المطالبات بتأميم الصناعات، وأظهرت الطبقة العاملة من خلال الإضرابات قدرتها على قلب موازين السلطة.
التقشف كثورة مضادة
في هذا الجو المتفجر، الذي تعيده ماتي الى الحياة من خلال مصادر صحفية لطيف سياسي واسع، لا سيما صحيفة "لوردن نوفو" الأسبوعية التي أسسها أنطونيو غرامشي وآخرين: لم يظهر التقشف صدفة. بل تزامن مع أكبر احتجاجات عمالية في تاريخ بريطانيا وإيطاليا، وبسبب هذه الاحتجاجات، واختُرع كأداة سياسية مضادة.
كان رد فعل الطبقات الحاكمة أنيقًا بقدر ما كان ساخرًا: فقد استخدموا التقشف كأداة سياسية. لكن لم يكن السياسيون أو الحكومات وحدهم مسؤولين عن ذلك، بل كان الاقتصاديون هم من ابتكروا التقشف. استنادًا إلى مواد أرشيفية من بنك إيطاليا، وأرشيف دي ستيفاني، وبنك إنكلترا، ومركز أرشيف تشرشل، تُعيد ماتي بدقة بناء الكيفية التي صوّر بواسطتها اقتصاديون مثل رالف هوتري ولويجي إينودي التقشف كضرورة لا بدائل لها.
الصورة التي عكستها المصادر صادمة: كان الهدف الحقيقي من التقشف هو تأديب الطبقة العاملة واستقرار العلاقات الطبقية تحت ستار العقلانية العلمية. ان افتراض "نزع الطابع السياسي" عن القضايا الاقتصادية ومعالجتها دون أيديولوجية، هو مغالطة، لأن وراء العقل الاقتصادي الموضوعي المزعوم تكمن أيديولوجية رأس المال.
تبين ماتي بشكلٍ مُلفت للنظر الصورة النمطية السائدة للطبقة العاملة في أذهان هؤلاء الاقتصاديين: الكسل العام والمسؤولية الشخصية عن البؤس الاقتصادي الناجم عن العمل غير المُنتج. تبدو هذه الروايات مألوفة بشكلٍ مُخيف، فهي تُذكرنا بالخطاب السياسي حول أزمة اليونان في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين أو بالنقاشات الراهنة في المانيا حول من يستحق المساعدات الاجتماعية.
يكشف التاريخ وجه التقشف الحقيقي بلا هوادة: لم يكن الهدف منه مكافحة التضخم أو استقرار الميزانيات، بل ضمان الأرباح من خلال تقييد الاستهلاك المحلي وقمع الأجور بشكل منهجي. كان الهدف من ذلك تمكين الصادرات الرخيصة وتحقيق أرباح سريعة. وُصفت البطالة مرارًا في الوثائق بأنها "شر لا بد منه"، أداة تُلزم العمال بقبول أي أجر، وتعرقل المقاومة بفعالية.
حين يسود رأس المال
تُعدّ مقارنة ماتي بين بريطانيا الديمقراطية وإيطاليا الفاشية مضيئة للغاية. فمن يتساءل كيف يُمكن مقارنة هذين النظامين السياسيين، اللذين كانا مختلفين تمامًا في عشرينيات القرن الماضي، سيُفاجأ بأوجه التشابه والإلهام المتبادل. فقد اتبع كلاهما سياسات التقشف نفسها، ولكن بوسائل مختلفة.
كان الاختلاف الجوهري يكمن ببساطة في التطبيق: فبينما لجأت بريطانيا العظمى إلى التخفيض، إجراءات التقشف، وإلى إجراءات داخلية في المصانع، بواسطة الإصلاحات والتخفيضات وفرض قيود على حق الإضراب النقابي، استطاعت سياسات موسوليني الفاشية فرض إجراءات التقشف بتدخل استبدادي مباشر. ووفقًا لماتي، إن التقشف يُطبّق في أي نظام سياسي طالما أن الرأسمالية تُحدد النظام الاجتماعي السائد.
تكتسب هذه الرؤية أهمية أكبر عند النظر إليها في الوقت الحاضر. فما فرضته الحكومات القومية آنذاك، تتولى تنفيذه الآن مؤسسات فوق قومية، مثل صندوق النقد الدولي أو البنك المركزي الأوروبي. ويتضح دور نزع الطابع السياسي عن الاقتصاد في هذه الأشكال من الحكم غير الشخصي، الذي يُملي على الدول، من خلال قواعد الديون، حجم عجزها للحفاظ على جدارتها الائتمانية. وهذا يعني خصخصة البنية التحتية الحكومية لخفض الإنفاق الاجتماعي، والحفاظ على أجور منخفضة لزيادة هوامش الربح، على الأقل في المدى القصير. ولذلك، تُعرّف ماتي، بدقة، حرية السوق بأنها "التحرر من مطالب الطبقة العاملة" امتثالاً لنظام رأس المال.
إن الرابحين من هذه السياسة معروفين اليوم أكثر من أي وقت مضى. فخلال جائحة كورونا، زادت ثروات المليارديرات حول العالم بنسبة 54 في المائة، بينما خشي ملايين الناس على وجودهم، ودفعوا في الوقت نفسه الى الادخار. إنه نظامٌ غادر يستغل الأزمات بشكلٍ منهجي لإعادة توزيع الثروة من الأدنى الى الأعلى، وبذلك يُسهم في تراكم ثروة الأثرياء.
بالتأكيد، قد يبدو تحليل ماتي التاريخي ضيق الأفق أحيانًا، نظرًا لأن الوضع الاقتصادي، لم يلعب دورا بمفرده، في صعود موسوليني إلى السلطة أو في التحول الأوروبي الحالي نحو اليمين. لكن أطروحتها الأساسية لا تزال مقنعة: ما دام "نظام رأس المال" يُحدد طابع الحياة الاجتماعية، فإن كل أزمة اقتصادية تُفضي إلى نفس الحل المفترض، التقشف على حساب الأغلبية الأضعف.
القيود صناعة بشرية
يُمثل كتاب ماتي دراسةً علمية متميزة، ويُمثل في الوقت نفسه تحذيرًا سياسيًا قويًا بشأن المعنى الحقيقي لما يُسمى بالتقشف: بطالة، وفقر، وانخفاض الأجور، وتهديد استبدادي للهياكل الديمقراطية. إنه استفزازٌ مُبرَّرٌ وفي الوقت المناسب، يُذكرنا بأن وراء اللغة "الموضوعية" للاقتصاد تكمن أيديولوجياتٌ ملموسة.
يُذكرنا تحذير ماتي بمقولة ماكس هوركهايمر عام ١٩٣٩(أحد مؤسسي مدرسة فرانكفورت – المترجم): "من لا يريد الحديث عن الرأسمالية عليه أيضًا الصمت بشأن الفاشية". في وقتٍ تتصاعد فيه الحركات اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء أوروبا، ويُشاد فيه بسياسات التقشف باعتبارها البديل الوحيد، يُصبح هذا الدرس التاريخي ذا أهمية مُقلقة. ويدحض بفكرة أن سياسات التقشف قرار سياسي ذو عواقب وخيمة. توضح إعادة ماتي الدقيقة لأصول هذه السياسات أن ما يبدو حتميًا هو من صنع الإنسان، وبالتالي قابل للتغيير أيضًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن صحيفة "نويز دويجلاند" الألمانية – 14 آب 2025
*****************************************
{أنكل} ترامب أهلاً بكم في مسرح الانحطاط
سعيد محمد
في قلب فلسفة السياسة عند آلان باديو تكمن قطيعة حاسمة: التمييز بين «السياسة» (la politique) أي الإدارة الروتينية لشؤون الدولة، و «السياسي» كإجراء لخلق «حقيقة».
الأولى هي فن الممكن ولعبة إدارة السلطة والمصالح ضمن نظام قائم. أما الثانية، فهي السياسة الحقيقية في نظر باديو، فهي فن المستحيل؛ لحظة نادرة وفجائية يظهر فيها «حدث» يمزق نسيج الواقع المألوف، ويؤسس لإمكانية عالم جديد.
عبر هذا المنظور الصارم، رأى الفيلسوف الفرنسي أن الساحة السياسية المعاصرة، بأبطالها المختلفين أسلوباً والمتحدين وظيفة، قد تحولت إلى ما يشبه خشبة مسرح كبرى، أبطالها ليسوا فاعلين سياسيين حقيقيين، بل مجرد ممثلين، يؤدون أدواراً في مسرحية تهدف إلى منع وقوع أي حدث حقيقي.
مثّل نيكولا ساركوزي الفصل الأول في دراما انحطاط السياسة. لم يكن الرئيس الفرنسي السابق رجل دولة بقدر ما هو مؤدٍ في «مسرحية التخويف» والترهيب.
بالنسبة إلى باديو، كان التجسيد الأحدث لتقليد فرنسي طويل من الثورة المضادة، إذ تُختزل السياسة في إدارة أمنية للقلق الجماعي.
خطابه لم يكن يهدف إلى خلق حقائق سياسية جديدة، بل إلى إثارة الانفعالات وإدارة المخاوف. لقد كانت سياسته «ظاهرة إعلامية» بامتياز، استعراضاً مستمراً للشخصية القوية في مواجهة خطر متخيل (غالباً ما يكون المهاجر). حتى حياته الشخصية، مثل علاقته الإعلامية بكارلا بروني، لم تكن شأناً خاصاً، بل جزءاً من الأداء.
في هذا العرض، تُفرغ الديموقراطية من أي محتوى عقلاني أو مبدئي لتتحول إلى «مشهديّة» متواصلة تتلاعب بالرموز والصور، وهدفها النهائي الحفاظ على أسس الوضع القائم. ساركوزي، في نظر باديو، لم يكن حدثاً، بل كان «ضد ــ الحدث»؛ مجرد ممثل في مسرحية رجعية تضمن أن شيئاً حقيقياً لن يتغير. مع وصول باراك أوباما إلى سدة الرئاسة الأميركية، تغير ديكور المسرح وأسلوب الأداء، لكن المسرحية ظلت كما هي. كان باديو من أوائل من قبضوا على هذه الازدواجية.
في محاضرة له بعد مدة وجيزة من الانتخابات الأميركية، فرّق بذكاء بين أوباما «السياسي» وأوباما «الممثل». لم يكن نقداً بالضرورة، بل توصيف دقيق لوظيفته.
لقد أدرك باديو أنّ قوة أوباما تكمن في أدائه، الذي كسر القوالب الحديثة وعاد إلى أسلوب المسرح الكلاسيكي: رصين، مدروس، ومتأنٍ.
كان أوباما ممثلاً بارعاً في مسرحية «استعادة الثقة بالنظام». لم يكن دوره إحداث قطيعة مع بنية الرأسمالية العالمية، بل إعادة إخراجها بأسلوب أكثر أناقة ورصانة بعد الفوضى التي خلفتها إدارة بوش. لقد كان أداؤه مقنعاً، إلى درجة أن كثيراً من الحمقى ظنوا أن قواعد اللعبة قد تغيرت. لكن من منظور باديو، كان انتخابه مجرد تغيير في توزيع الأدوار، وليس تغييراً في نص المسرحية.
لم يكن «حدثاً» يفتح أفقاً جديداً، بل كان فصلاً ضرورياً في دراما النظام العالمي لضمان استمراريته. لقد كان الممثل المثالي الذي يجعل النظام يبدو عقلانياً ومقبولاً من جديد.
إذا كان ساركوزي يمثّل «مسرح الخوف»، وأوباما يمثل «المسرح الكلاسيكي»، فإن دونالد ترامب يمثل الفصل الأخير والأكثر تعبيراً عن هذا الانحطاط: «مسرح العبث ». مع ترامب، سقطت الأقنعة. لم يعد هناك جهد لإخفاء أن السياسة مجرد أداء، بل أصبح الأداء هو كل شيء.
ترامب هو نتاج نظام سياسي أفرغ نفسه من كل محتوى أيديولوجي سوى مصلحة فاحشي الثراء، ولم يتبق منه سوى الكرنفال الفوضوي.
أسلوبه، القائم على التناقض المستمر، والشعبوية النرجسية، واستبدال الحقيقة بالواقع البديل والتغريدات المتدفقة، ليس خروجاً على النظام، بل تعبير أكثر صدقاً عن منطقه الداخلي. لقد حوّل السياسة إلى عرض يومي عابث، إذ لا قيمة للحقيقة، بل للصدمة والمشهديّة والفرجة. إنه يوظف نظرية «الرجل المجنون» ليس كإستراتيجية سياسية، بل كشكل من أشكال الوجود السياسي. ترامب بهذا المعنى لم يدمر المسرح، بل كشف للجميع أنه كان دائماً مسرحاً، وأن قواعده لم تكن يوماً قائمة على العقل أو الحقيقة.
ساركوزي، وأوباما، وترامب. المخوّف، والكلاسيكي، والمجنون. ثلاثة أقنعة مختلفة لوظيفة واحدة: حراسة النظام القائم ومنع ظهور «الحدث» السياسي الحقيقي. مجرد ممثلين على مسرح الديموقراطية البرلمانية الرأسمالية، وهو مسرح لا يسمح إلا بإعادة إنتاج نفسه: يديرون الدولة ويحافظون على استقرارها، لكنهم لا يجرؤون أبداً على المساس بأسسها أو كسر بنيتها.
لذلك، يصر باديو على أن البحث عن سياسة حقيقية يجب أن يبدأ من خارج هذه الخشبة. السياسة لا تولد في صناديق الاقتراع أو المناظرات المتلفزة، بل في اللحظات النادرة التي يتجمع فيها أفراد عاديون، موالون لفكرة حقيقية، ليؤسسوا لإمكانية عالم مختلف.
إنها العودة إلى مفهوم الفلسفة الكلاسيكي، الذي لا يكتفي بتفسير الأقنعة، بل يسعى إلى الوصول للحقيقة. المهمة ليست في اختيار الممثل الأفضل، بل في الخروج من «كهف» المسرح كليّة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
"الأخبار" اللبنانية – 30 آب 2025
***********************************************
قاموس اقتصادي فلسفي
اعداد: د. صالح ياسر
السياقات الطبقية لتوزيع الدخل القومي
في المجتمعات الطبقية تستخدم العديد من المعايير للتمويه على التفاوتات الاجتماعية الفعلية. ومن بين هذه المعايير نتوقف عند معيار متوسط دخل الفرد الواحد من الدخل القومي. بداية، لا بد من القول أن مؤشر متوسط دخل الفرد الواحد (وللاختصار سنشير له لاحقا – المؤشر) تعرض في الأدبيات الاقتصادية الى انتقادات كثيرة وهي معروفة ولا توجد حاجة الى تكرارها هنا. ولكن ما ينبغي التأكيد عليه هو ضرورة تجاوز لعبة الأرقام والمقاربات الفنية فللأرقام الإحصائية وظيفة أخرى، وهي وظيفة إيديولوجية بامتياز، أي التعتيم على الواقع أو تجميله. إن لعبة الأرقام والمقارنات الإحصائية مغرية للغاية وقد تريح عقول صناع القرار السياسي والاقتصادي لكنها رغم ذلك لا تستطيع أن تغير من صرامة الواقع شيئا. فمثلا لو اعتمدنا هذا المؤشر على العراق فإنه لن يساعد على الكشف عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي المزري الذي تعيشه قطاعات واسعة من المجتمع العراقي والتي تعاني من التهميش والإقصاء.
مشكلة هذا المؤشر – ومن هنا تتأتى وظيفته الإيديولوجية - انه يتناول المجتمع وكأنه كتلة صوانية متماثلة وان أفراده مجرد قامات متساوية في الطول والعرض.. يتمتعون بنفس المواقع في البنية الاجتماعية/الطبقية. وإذا اخذنا المثال العراقي مثلا فإنه في عام واحد ازداد دخل الفرد الواحد بـ 500 دولار (من 4000 دولار الى 4500)، وبموجب هذا الرقم الذي يحمله (المؤشر) يبدو الأمر، للمواطن البسيط العادي، كما لو أن كل فرد عراقي حصل في عام 2012 على 4500 دولار (بعد ان كان قد بلغ 4000 دولار في عام 2011) وأن دخله زاد خلال العام ذاته بمقدار 500 دولار، فهل هذا صحيح في الواقع الفعلي؟. قد تكون حصلت زيادة في الحجم الإجمالي للدخل القومي ولكن (المؤشر) العتيد لا يقول لنا: ما هي القوى الاجتماعية التي استحوذت على الجزء الأكبر من الدخل، وكم حصلت الفئات والشرائح الاجتماعية الفقيرة والأكثر فقرا منه؟ وهل حقا حصلت على جزء ولو ضئيل من هذه الزيادة مما ساهم في تغيير مواقعها في البنية الاجتماعية والطبقية؟ في واقع الأمر، هذا (المؤشر) غير معني بالإجابة على الأسئلة المتعلقة بكيفية توزيع هذه الثروة، فهو إذن لا يطرح إشكالية علاقات الإنتاج والتوزيع وإعادة التوزيع، ومن هنا الوظيفة الآيديولوجية (الآيديولوجيا هنا بمعناها السلبي) لهذا المؤشر.
والعيب الآخر الذي يعاني منه هذا (المؤشر) انه لا يدلنا على الكيفية التي يتم فيها توزيع الدخل القومي بين القطاعات الاقتصادية من خلال إبراز حصة كل قطاع منها في إنتاجه. ونظرا لان البنية القطاعية للاقتصاد العراقي تمتاز بهيمنة القطاع النفطي فيها من جهة، وبضعف قطاعات الإنتاج المادي، كالزراعة والصناعة التحويلية من جهة أخرى، فان القبول بهذا المعيار ونتائجه يعني التعتيم على الطابع الريعي والمتخلف والأحادي الجانب للاقتصاد العراقي.
والأمر الأخطر من ذلك هو انه ورغم أن بلادنا تتمتع بـ "ميزة" أنها تقع في مقدمة قوائم البلدان التي تعاني من الفساد، بحسب دراسات ومعطيات مؤسسات دولية يرتكن إليها، فان مؤشر حصة الفرد الواحد لا يقول لنا شيئا ولو بسيطا عن مستوى هذا الفساد ولا القوى المستفيدة منه ولا حجم المبالغ المستحوذ عليها من طرف هذه القوى نتيجة موقعها في بنية السلطة وصناعة القرار أو استنادها الى دعم من مراكز صناعة القرار، على مختلف العد.
إن اعتماد هذا (المؤشر) يعيدنا مجددا، إذن، الى "إيديولوجيا التنمية" التي تنحى جانبا قضايا توزيع الدخل والثروة، وعدالة هذا التوزيع، والحق في المشاركة في صناعة القرار. فكل هذه الأمور وغيرها، تحتل مرتبة أدنى في الأهمية من هدف الزيادة التي تحدث في الدخل القومي الإجمالي وفي معدلات حصة الفرد الواحد منه.
إن متابعة العقود الأخيرة لتجارب تنموية مختلفة تدلل على نتائج معاكسة، في كثير من الأحوال. وقد ثبت أن المهم ليس الارتفاع بمعدلات نمو الناتج بحد ذاته، أيا كانت طبيعة هذا الناتج، إنما الأهم من ذلك بكثير هو هيكل معدلات النمو. كما انه ليس صحيحا أن تحل قضية التوزيع من خلال قضية التنمية (أي المقاربة الكمية). فقد تحدث التنمية ولكن التفاوت يظل شاسعا، أو يزيد، بين الدخول ومستويات المعيشة. وقد دللت التجربة الملموسة أن البعد الرئيس في حل قضية التوزيع هو، في الأساس، بعد سياسي واجتماعي يعتمد على خيارات سياسية محددة.
والأهم من ذلك كله فان مجرد زيادة الدخل القومي الإجمالي، وبالتالي زيادة معدلات حصة الفرد الواحد منه، إذا تم النظر إليها بمفردها، أمر لا معنى له بالنسبة الى قضية التنمية. فقد يزيد هذا الناتج زيادة كبيرة ومتسارعة (كما يحصل عندنا خلال الفترة الأخيرة نتيجة ارتفاع عوائد النفط التي تشكل الجزء الأعظم من الناتج الإجمالي) في حين تظل البنية الاقتصادية متخلفة وتابعة – رغم هذه الزيادة. فالزيادة التي حصلت في الدخل القومي عندنا لم تكن في الواقع عائدة الى تغيرات بنيوية شهدها الاقتصاد العراقي بقدر ما كانت عائدة في جزئها الأعظم أما الى زيادة تصدير النفط الخام أو الى ارتفاع أسعاره عالميا أو كليهما.
خلاصة القول، انه انطلاقا من الوظيفة الإيديولوجية لهذا (المؤشر) فانه لا يرتكن إليه في إنتاج معرفة حقيقية عن الواقع الاقتصادي – الاجتماعي وبالتالي بناء رؤية لتغيره بل على العكس من ذلك.. انه يعتم على هذا الواقع. وثمة ملاحظة استدراكية هنا هي انه يمكن القول بحصول تحسن نسبي، كما ورد في الرقم موضوع حديثا، ولكن علينا أن لا نستخلص استنتاجا متعجلا قبل التساؤل عن القوى والطبقات والشرائح الاجتماعية التي استحوذت على هذه الزيادة. وحركة الواقع الفعلي تقول لنا أن القوى المستفيدة من هذا التحسن هي قطعا ليست الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود بل هم حيتان البيروقراطية والطفيلية والكومبرادورية وسراق المال العام وما يماثلهم والذين يمكن الإشارة إليهم بأصابع اليد ورؤيتهم بالعين المجردة و في وضح النهار وليس في الظلمة أو من خلال مجهر !
نحتاج إذن في واقع الأمر الى مقاربة بديلة وملموسة للواقع الاقتصادي الذي تعيشه بلادنا اليوم، مقاربة لا تنشغل بلعبة الأرقام المجردة وحدها وهي لعبة مغرية للبعض على ما يبدو. إن المقاربة الملموسة للواقع الراهن تبين أن المعلم المميز للفترة الانتقالية الراهنة والتي تأتي أيضا امتدادا للفترة التي سبقتها، هو تفاقم التفاوتات الاجتماعية وتعمق الفرز الطبقي والاجتماعي وتعاظم البطالة وبمديات واسعة واتساع التهميش الاجتماعي بشكل بات ينذر بتوترات اجتماعية قد يكون من الصعب السيطرة عليها فيما لو تفجرت التناقضات المكبوتة بفعل عوامل عديدة، بعضها يقع خارج الاقتصاد طبعاً. ومؤشرنا العتيد لا يقول لنا ولا كلمة واحدة عن هذه المظاهر.. انه يصمت كصمت القبور بسبب انه يراد استخدامه كمقولة معممة تصلح لكل زمان ومكان في حين أن الصفة الأساسية لعلم الاقتصاد هو كونه علما اجتماعيا تاريخيا، وحين نستخدم مقولاته بشكل معمم فإنها تفقد صفتها العلمية، وتؤدي عندها وظيفة آيديولوجية– أي التعتيم على واقع يتمرد على الأرقام الصماء.
****************************************
الصفحة الحادية عشر
قَصْف يَمْلَأُ الْأَرْضَ
ريتا عودة/ حيفا- خاص
قَصْفٌ يَمْلَأُ الْأَرْضَ
وَجُوعٌ يهتكُ العِرْضَ
وَأَرْوَاحٌ بِلَا ذَنْبٍ
إِلَى الْبَارِي مَضَتْ عَدَدَا.
وَقَلْبٌ عَاشَ فِي خَوْفٍ
بِجَوْفِ اللَّيْلِ قَدْ نَبَضَا
يُنَاجِي رَبَّهُ سِرَّا
وَسِرًّا جَبِينُهُ يَنْدَى
مَتَى الْأَوْطَانُ تَزْدَهِرُ؟
متى يعمُّ أمنٌ بهِ نرضى؟
"الفِكرةُ لا تموتُ"
الفِكرةُ لا تموتُ وإن اغتالوا المُفَكِّر.
الفكرةُ بئرٌ، أنتَ، فقط، ماءَها تُعَكِّرْ.
الفكرةُ شجرَةٌ، كلّما قَلَّمْتَها تنمُو
وتقوَى، فإيَّاكَ أيّها الطَّاغي نُذَكِّرْ.
الفكرةُ كالخَميرِ في العَجِينِ تنتشرُ.
لها أجنحةٌ بها تطيرُ، فهلْ مِنْ مُنْكِرْ..؟!
آهٍ، يا ابن أبي: اشجبْ! أو في الكهفِ،
طويلًا..طويلًا.. نَمْ، ولا.. لا تستنكرْ..!
******************************************
حوار مع الكاتب الافريقي واثيونغو مؤلف "تويجات الدم" و "حبة قمح"
أقرَأُ ماركس لأفهم المجتمع، ولأكتب روايات أفضل {1 – 3}
حوار: بيلي كاهورا
ترجمة : قحطان المعموري
نغوغي واثيونغو شخصية ودودة بشكل مدهش. فعلى الرغم من أنه كتب لمدة تزيد على سبعة عقود، وتعرض للسجن على يد النظام الكيني الأول، ثم أُجباره على النفي من قِبل نظام آخر، وتلقيه تشخيصًا بمرض عضال، لكنه لا يُظهر شيئًا من العبوس الذي يتسم به كثير من أبناء جيله من الكتّاب. رأيته لللمرةِ الأولى في مناسبة عامة في مركز "غو داون للفنون" عام 2004، خلال حضوري فعاليّة بمناسبةِ عودتهِ الأولى إلى الوطنِ بعد غيابٍ دام 18 سنة. جرت الفعاليّة في أكثر الظروف رعبًا. حيث تعرض نغوغي وزوجته نجييري لهجوم في شققتهما في منطقة نورفولك ، من قبل مقنّعين حيث اغتصبوا زوجته، وسرقوهما، وأطفأوا سجائر مشتعلة على جبين نغوغي. تفاجأ الجميع بحضور نغوغي الفعالية بعد أيام قليلة من الحادثة. جلس أمام جمهور غالبيته من الفنانين. وقد أدهشنا اتزانه العاطفي في حديثهِ الذي كان يخلو من أي أثرٍ للمرارة. في عام 2007، قال الكاتب الراحل بينيافانغا وينينا: "إنه دليل على قوة كتابة نغوغي، وسياسته، أن يتفاعل الناس معها بهذه القوة، وبهذه الشخصية. فإذا كان كثيرون يلوّحون بألقاب الدكتوراه ضده، فلا بد أنه قوي فعلاً." وكان يقصد بـ"الدكتوراه" ما أسماه "عقلية الجذب للأسفل" في كينيا، وهي العقلية التي تخشى النجاح لدرجة أنها تسعى لتدميره. وقد كان هذا جزءًا مما واجهه نغوغي خلال سبعة عقود من الكتابة، لكنه احتفظ بفضوله وروحه المرحة وصلابته الهادئة رغم كل هذه التحديات.
قرأت روايته ( تويجات الدم) – ترجمها الشاعر سعدي يوسف الى العربية – وتوقفت عند ، مشهد الحانة وصندوق الموسيقى. وفجأة تذكرت إحدى الحانات التي كنت أرتادها في شبابي في التسعينات في نيروبي تسمى "ماتيسو بيلا تشوكي"، أي "معاناة بلا حقد". لم يكن الاسم يعكس فقط حس الدعابة الكيني في وجه المحن، بل كان يعبّر أيضًا عن السياق الاجتماعي والسياسي الواسع في البلاد، السياق الذي كتب عنه نغوغي لعقود سبقت فترة شبابي. كانت "ماتيسو" مؤسسة كينية عندما كنت في العشرينات من عمري. عندها أدركت — أن ذلك المزيج من روح "ماتيسو بيلا تشوكي" وحكمة نغوغي هو ما يجعل منه ومن كتاباته تجسيدًا للكينونة الكينية، وفي الوقت ذاته عظمة تتجاوز الحدود الوطنية.
* بيلي كاهورا : تمتد مسيرتك الأدبية لأكثر من ستة عقود، وقليلة هي الأشكال الأدبية التي لم تكتب فيها. في نواحٍ عديدة، يمكن تقسيم مسيرتك الطويلة إلى فترات ركّزتَ فيها على الرواية، أو المقال، ومؤخرًا، المذكرات. كيف تنظرالى هذه المسيرة المترابطة كجسد إبداعي موحّد، رغم اختلاف الشكل أو النوع، في التعامل مع قضايا مثل الإمبريالية، الاستعمار، الدولة الإفريقية/الكينية، والمواضيع المرتبطة باللغة الإفريقية سواء كانت مسرحية مثل "محاكمة ديدان كيماثي"، أو رواية "تويجات الدم"، أو مقالات في موضوعة العولمة، أو قصة "كيف يمشي الإنسان منتصبا"،هل تراها مترابطة وكيف؟
- واثيونغو : المقال، سواء كان أكاديميًا أو تأمليًا؛ المذكرات باعتبارها أدبًا غير روائي إبداعي؛ والمسرحية ـ كلها تستمد من التجارب نفسها والنظرة نفسها إلى العالم. ومع ذلك، فأن لكل نوع أدبي خصوصيته الشكلية، أما رؤيتي للعالم فهي ما يوحّد كل هذه الأعمال. الحكاية الرمزية ( إتويكا ريامورونغارو)، تُجسّد بالفعل رؤيتي للعالم ونهجي الفني من حيث ترابط الظواهر وتداخلها. ومع ذلك، فإن عشقي الحقيقي كان دائمًا للأدب القصصي، وتحديداً الرواية، التي أتناولها دائمًا من موقع الحكّاء، وأسعى فيها قدر الإمكان إلى التجريب. في عملي الأخير ( التاسوع الكامل) إستخدمت الشكل الملحمي، وهو نوع من السرد الشعري القصصي. كما كتبت أيضًا قدرًا لا بأس به من الشعر باللغة الكيّكويو، على الرغم من عدم انجذابي.
* بيلي كاهورا : يُبدي العديد من الكًتّاب فضولاً ابداعياً في العمل بأشكال مختلفة، كيف كان اختيارك لشكل العمل .. هل ترى هذا قراراً واعياً، مرتبطًا بالمحتوى الذي تهتم به في لحظة معينة؟ مسرحيتك "محاكمة ديدان كيماثي"، ذات المحتوى السياسي، هل كان الفضول الإبداعي له دور في هذه الاختيارات؟
- واثيونغو: كتاباتي مرهونة بالظروف وكذلك مشاريعي المسرحية، ان مسرحياتي مثل " الجرح في قلبي"، كانت في الغالب من أجل مسابقات أدبية ، أما المسرحية الثلاثية "الناسك الأسود" فقد جاءت احتفالاً باستقلال أوغندا. في حين كانت مسرحية "هذا الوقت غدًا"، بتكليف من هيئة الإذاعة البريطانية. "محاكمة ديدان كيماثي"، كتبتها بالاشتراك مع ميشيري موغو، بدافع من غضب مشترك. كنا نشعر أن كيماثي وأبطال وبطلات كفاحنا يتم شطبهم من صفحات التاريخ في الأوساط السياسية الكينية. ووفرلنا المهرجان الثقافي "فيستاك 77 " فرصة لعرض الجانب الشعبي من تاريخ نضال كينيا.
* بيلي كاهورا : ما هي السياقات السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية التي تعتقد أنها تغيّرت أكثر من غيرها بالنسبة لك من حيث نظرتك للعالم وطريقتك في مقاربة الفن وماذا يعني ذلك بالنسبة لدورك ككاتب؟
- واثيونغو : ان حرب التحرير التي خاضها جنود جيش أرض وحرية كينيا ، الذين أطلقت عليهم السلطات الاستعمارية البريطانية اسم "ماو ماو"، كانت الأكثر إلهامًا سياسيًا. لقد كانت أول تحدٍ مسلح كبير ضد الإمبريالية البريطانية. لقد كان رجال ونساء KLFA مذهلين؛ لقد تمكنوا من تصنيع الأسلحة في مصانع متنقلة في الجبال وأخرى تحت الأرض في المدن. كما أنشأوا موسيقى ما تزال ألحانها مؤثرة ومفعمة بالحياة حتى اليوم. يمكن القول إنهم هم من كسروا ظهر الإمبراطورية البريطانية. لقد عشت تلك المرحلة بكل أحلامي، ومن هنا جاء عنوان مذكراتي عن الطفولة: أحلام في زمن الحرب. في مذكراتي مولد ناسج الأحلام، تحدثت عن اكتشافي لفكرة السواد. لقد زرع KLFA تلك البذور. كما أن اكتشافي للفوارق الطبقية الاجتماعية كان مهمًا جدًا بالنسبة لي ككاتب. السواد يجب أن يُفهم في جميع أبعاده: الاقتصادية، السياسية، الثقافية والنفسية. في ملحمتي التاسوع الكامل، تلعب النساء الدور المحوري. التغيير الذي أتوق لرؤيته حقًا هو تمكين النساء السود العاملات اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا. أو بمعنى آخر: تحرر وتمكين المرأة السوداء العاملة يعني تمكين جميع الكادحين. فالنظام الأبوي هو أول أشكال الانقسام الطبقي، وهو الأساس لجميع الطبقات الأخرى. إذا تم تحرير العاملة السوداء، فسيتحرر الجميع. إن شخصية "نياويرا" في روايتي ساحر الغراب تسعى لتجسيد هذا الرؤية.
* بيلي كاهورا: هل كانت هناك أفكار إبداعية رئيسية خطرت لك لكنها لم تكتمل، كأن تكون رواية/مجموعة مقالات/قصص قصيرة ، فكّرتَ فيها لكن لم يتسنّى لك إكمالها؟
- واثيونغو: لدي رواية عن شخصية تُدعى "هينيري غاتينغيري" لم أتمكّن أبدًا من تطويرها بعد لحظة استراحته وهو متكئ على شجرة. منذ عام 1983 وحتى اليوم، لم أستطع أبدًا تحريك هينيري غاتينغيري من تحت تلك الشجرة. ذات مرة، أخرجت المخطوطة من الرف محاولًا الاستئناف، لكن الجملة الأولى التي كتبتها أصبحت أول جملة في رواية ماتيغاري. لذا لا يزال غاتينغيري متجمّدًا في الزمن، على تلك الشجرة. آمل أن أعود يومًا لتحريره. كما ذكرت في ميلاد ناسج الأحلام، في بداياتي دوّنت الكثير من الأفكار التي لم ترَ النور، وبدلًا منها، استحوذت رواية لا أيها الطغل على اهتمامي. أعتقد أن أفضل رواياتي هي التي لم أكتبها بعد. كل كتاباتي حتى الآن كانت محاولة للوصول إلى تلك الرواية الحلم.
****************************************
الانطباع القصصي ومحدداته
أ.د. قيس العطواني*
إنّ فكرة الانطباع القصصي التي أقدمها للمتلقّي تحمل أبعادا نفسية وإنسانية خالصة، فهي تمثل ترجمة لدواخل الفرد، ودعوة لإفساح المجال أمام تسطير هذه الدواخل في النسيج القصصي، حيث تقوم هذه الفكرة على مبدأ تأثر الكاتب بمشهد مرئي، أو مسموع ربّما يشارك في صنعه، ويكون فاعلا في تكوينه، ثم يثير هذا المشهد بما يحمله من تداعيات دواخل الكاتب النفسية ليعبّر عنها على سطح الورقة، والقارئ حينها سيستمتع بقراءة الدواخل النفسية للكاتب التي قد تشكّل علامة فارقة غير معتادة ، والانطباع القصصي مصطلح اقترحته لتسمية هذا النوع من السّرد الذي وضعت له محددات لخّصتها بالاتي بعد أن أوردت نموذجا منه :
1- الانطباع القصصي يرتكز على وجود حدث معين يقع في وقت سابق لِلَحظة التلقي، أو في بدء هذه اللحظة نفسها. هذا الحدث ليس مُتخيّلا إنما يحمل الطابع العفوي الصادق غير القصدي الذي يقع مصادفة من دون تخطيط مسبّق لكنّه يحمل من عوامل التأثير مايجذب هذا المتلقي (الكاتب) ويؤثر فيه.
2- حيّز المكان يغلب كثيرا على حضور الزمان في التجسيد القصصي ، وهو نتيجة طبيعية لآلية الاختزال التي يعمد إليها الكاتب .
3- الشخصيات في الانطباع القصصي تنفتح أمام تجسيدها في النسيج الكتابي بمعنى أنّ عدد هذه الشخصيات يكون مفتوحا بصورة منطقية مادام الحدث يحتاجهم، وربّما يشار إلى هذه الشخصيّات بالصيغة الجمعية.
4- الانطباع القصصي تجسيد حيّ للكاتب نفسه الذي يقدّم للقارئ دواخله، وانعكاسات رؤاه، ومواقفه الشخصية إزاء الحدث، والشخصيات المشاركة فيه من دون تصوير لشخصيات مفترضة غير حقيقية.
وهذا انموذج قصصي من تأليفي على وفق (الانطباع القصصي) :
( سيروتونين )
تأمّلني كثيرا، وبانت على محيّاه علائم التأثر والعطف، وهو يقول مقطّبا حاجبيه، وزامّا جانبي فمه :
- لديك نقص في إفراز هرمون السيروتونين، نقص يسبب لك الشعور بالكآبة والضجر والشرود، ويجعلك تنفر من التواصل مع الاخرين، وتجد صعوبة في التفاعل مع الناس، وتقلّ لديك الرغبة في حضور المناسبات الاجتماعية، ويجعلك طيّبَ القلب جدّا تملأُك ينابيعُ الرحمة تجاه مخلوقات الله لتتفجّر من قلبك المتعب، ولامفرّ أمامك غير جرعات قليلة من الخمرة حتى تستطيع التماهي، والانسجام مع الاخرين.
زحفت غمائم اليأس، ورياح الحزن على وجهي الذاوي لترسم الأسى على الجبين المتغضّن، والعينين الذابلتين، وأجبته :
- ألا يوجد دواء، وعلاج طبّي لحالتي، فقد تعبت جدّا من حياتي هذه يادكتور.
تقدّم الطبيب نحوي بمسافة مكّنت ذراعه من أنْ تربت على كتفي قائلا بابتسامة وادعة :
- هناك علاج طبّي عبارة عن حُقنٍ بمقاديرَ معيّنة من هرمون السيروتونين والدوبامين، لتتخلّص من أجواء الحزن التي تعتصر قلبك، ولكنْ من مضاعفات هذا العلاج أنّه سيحدّ كثيرا من مستويات العطف، والرحمة التي عَرفك الناس بها؛ بل ربّما ستتغيّر جذريا لتكون أكثر حدّة، وغِلظة في التعامل مع الاخرين..
سحبتُ عيناي بعيدا عن عيني الطبيب، وجدران غرفته وأجوائها، وتساءلت مع نفسي :
- لو كان لدي سيروتونين كافٍ سأصبح إنسانا اخر، وسأتخلّص من نوبات الحزن، والكآبة، والضجر القاسية، وسأشعر بالمرح المتواصل، وأظهر مواهبي وقدراتي الشخصية لكلّ الناس من دون خشية من نكوص، أو ملل من التواصل معهم، بل ربّما أُصبح مسؤولا كبيرا في الدولة، فأنا أشعر أنّ لديّ مقدرة كبيرة على الإدارة، وربّما أستثمر موهبتي الأدبية التي أشعر بها حبيسة في أعماقي إلا من أنامل تمسك بالقضبان لأكون شاعرا، أو قاصّا كبيرا، وربّما، وربّما ......... تعود عيناي السّارحتان إلى الطّبيب، وهو ينتهي من آخر كلماته، وماكان منّي إلا أن أقول له :
- دكتور لقد وجدتُ ذاتي في نقص هرمون السيروتونين هذا، وعشقتُ الحزن، والكآبة، والأسى لأنّ هذا العشق جعلني أطيبَ خلق الله، وأرقّهم شعورا ..أريد أن أبقى طيّبا، وطيّبا جدّا .. كما هو الله طيّب جدّا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*روائي وناقد - بغداد / الجامعة المستنصرية
*********************************************
الشعرية ورهان التجديد
علي حسن الفواز
يظل سؤال الشعرية من أكثر الأسئلة التباسا، وغموضا في التعاطي مع مفهوم الشعر وتوصيفه، وحتى مع تاريخ تطور نظرية الشعر، فبقطع النظر عن مفهوم ارسطو حول "فن الشعر" وعن الاطروحات التي اجترحها النقد العربي القديم، حول صناعة الشعر وتصويره ولغته، فإن الشعر يظل "فنا" سائلا، يتمرد على التاريخ، وعلى النمط والمعيار، ولعل ما تحدث به الجاحظ وحازم القرطاجني وابن سلام الجمحي والجرجاني يؤكد هذا التغاير الذي يمتلكه الشعر، بوصفه فن التعالي من جانب، وفن السحر البلاغي الذي تشتبك به العلامات والتوريات، مثلما تشتبك باحالات تقود الى ما هو نفسي واجتماعي وانثربولوجي..
لقد تطور هذا المفهوم ليبدو فاعلا في تمثيله ل"العقل الثقافي" ولفاعلية تحققه في المدونات الشعرية والاغراض، وفي استثارة التخييل، وعلى نحوٍ جعل من تسمية الشعر ب"الديوان" تمثيلا وجوديا والذي استخدمه الشعراء وعلماء اللغة والنحو والصرف والكلام، في سياق التعريف بعلاقة الشعر بالمعاني والافكار، وصولا الى معرفة ما يمكن أن يخفيه الشعر من السرائر والمجازات والاستعارات، التي تخرج به من المباشرة الى الايحاء والتلميح، ومن الغرض الى ما وراءه، حيث يربط الشاعر شعريته بالموقف، مثلما يربطها بالفن والجزالة والبلاغة وحسن التصوير..
النظر الى "الحداثة" لا يعني الانفلات عن التاريخ، ولا يعني وضع "الماضي الشعري" في المتحف، وتجريده من الأثر، لأن مفهوم الشعرية، أو التمثيل الفني لكتابة الشعر، ليس حكرا لما طرحه الشكلانيون الروس، ولما ارتبط بها من خلال اطروحات البنيوية، وعلم اللسانيات و"شعرية الخطاب" بل نجد في الأثر العربي ما يوازي هذه القراءات، حتى وإن كانت بصيغ مختلفة، حيث اشار لها حازم القرطاجني في كتابه "منهاج البلغاء وسراج الأدباء" بالقول "إن الحيلة فيما يرجع إلى القول والمقول فيه، هي محاكاته وتخييله بما يرجع إليه، أو بما هو مثال لما يرجع إليه هما عمودا هذه الصنعة، ومما يرجع إلى القارئ والمقول له كالأعوان والدعامات لها"
هذا التوصيف يؤكد التلازم الشعري وحتى النحوي والخاص بثنائية القول والغرض، والقارىء والنص، وهي امور تدخل في تداولية الشعر، مثلما تدخل في توصيف مجالاته الفنية كالمحاكاة والتخييل، فضلا عن طابعها المفهومي الذي تكرس مع اطروحات عبد القاهر الجرجاني في جعل البلاغة توكيدا للشعرية، وأن " سبيلَ الكلام هو سبيل التصوير والصياغة، وإن سبيلَ المعنى الذي يعبَّر عنه هو سبيلُ الشيء الذي يقع التصوير والصوغ فيه" حيث يكون تكامل الشعرية رهينا بتكامل الشاعر، ليس على مستوى الصياغة فحسب، بل على مستوى الوعي بالشعر بوصفه حاملا للأفكار ولتدابير حسن القول الذي اعطى للشعر وجودا متعاليا، وازياحا اخرجه من التاريخ الى ما تدونه الذات عن الخاص والحسي والتأملي..
إن درسنا لمفهوم الشعرية يتمثل لمقاربات نود أن نطرحها في قابل الأيام، حول العلاقة بين المفهوم الشعري والفكر، وبين الصنعة والوعي بحمولاتها الرمزية وتقاناتها التي تنهل من اللغة تشكلاتها وتصاويرها، وهي القضية المهمة في تمثيل الشعرية، والتعرّف على تحولاتها التي اغنت "الشعر العربي" والشعر العراقي بشكل خاص بكثير من السمات والميزات التي جعلت من فضاءاته الأكثر تمثيلا لمشروعات التجديد التي بدت مع ابي نواس وابي تمام وصولا الى الجواهري والى شعراء ريادة التجديد في النصف الاول من القرن العشرين ولنا وقفة مع هذا المسار، في اشتغالاته واسئلته وفي تحولاته العاصفة..
*******************************************
الصفحة الثانية عشر
الفنان كافي لازم: تدخل الدولة يُفقد الفن استقلاليته
متابعة – طريق الشعب
قال الفنان المسرحي كافي لازم أن "أي (دعم رسمي) للفن عادة ما يكون مشروطًا بخطاب سياسي أو ثقافي محدد تفرضه الدولة على الفنانين. فيفقد الفن بذلك استقلاليته".
جاء ذلك في جلسة فنية نظمها أخيرا "غاليري مجيد" في بغداد، وضيّف فيها لازم الذي تحدث عن ذكرياته مع "فرقة المسرح الفني الحديث" وعن المشهد المسرحي في العراق، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في المسرح.
واستعاد لازم في حديثه، البدايات الأولى لتأسيس الفرقة في بغداد، إبان نيسان 1952، مبينا أن هذه الفرقة قدمت تجربة فنية ثقافية أصيلة، وساهم في تأسيسها وتنشيطها والدفاع عنها فنانون بإمكاناتهم الخاصة، أمثال إبراهيم جلال ويوسف العاني ونخبة من الفنانين المتحمسين الطموحين من طلبة معهد الفنون الجميلة.
وأشار إلى أن هذه الفرقة، ورغم عدم توفر الامكانات المادية والمستلزمات الفنية، ساهمت بشكل كبير في النهضة المسرحية العراقية، واستعادت أعمالا عالمية وقدمت أخرى عراقية تعالج الهموم الاجتماعية والسياسية بصورة مغلفة بالرموز والإيحاءات الكوميدية الساخرة، فاستجاب إليها الجمهور بصورة واسعة، ما دعا السلطات إلى تضييق الخناق عليها بشتى الأساليب.
ثم تحدث الضيف عن دور الدولة في دعم المسرح. وقال أنه "لو تأملنا التجارب المسرحية العالمية سنجد أن المسرح لم يزدهر أبدًا حين كان مرتهنًا لسلطة الدولة، لأن أي دعم رسمي عادة ما يكون مشروطًا بخطاب سياسي أو ثقافي محدد تفرضه الدولة على الفنانين. فيفقد الفن بذلك استقلاليته"، مضيفا القول أن "شرط النهوض الحقيقي بالمسرح ليس انتظار معونة الدولة، بل تحرره من هيمنتها مع خلق بدائل عملية، مثل المبادرات المسرحية الفردية والجماعية، والورش الصغيرة، والمسارح المستقلة، فضلا عن تقديم العروض في أماكن غير تقليدية مثل الشارع والأماكن العامة".
وشدد لازم على أهمية تنشيط دور الأفراد الداعمين للثقافة من أجل تعزيز المشهد المسرحي، مع صناعة جمهور مؤمن بالفن. كما أشار إلى أهمية تقديم أعمال مسرحية في الجامعات، وفتح شراكات مع تلك المؤسسات في هذا السياق.
ورأى أن الاعتماد على القطاع الخاص في تنشيط المسرح، أفضل من "الاكتفاء بفِتات المعونات الرسمية".
فيما لفت إلى أن "الدولة ممكن أن تكون شريكا في تنظيم وتهيئة المسارح، وربما يكون لها دور في سن قوانين لحماية حقوق الفنان، لكن ليس راعيا أبويا يوزع المعونات كما يشاء".
وخلص إلى ان "المسرح لا ينهض إلا بعد أن يستعيد استقلاليته في فضاء حر، ويثبت انه قوة ثقافية قائمة بذاتها، عندها حتى الدولة تضطر للاعتراف به بدل أن تمنحه الصدقات"!
وفي سياق الجلسة قدم الفنان كافي لازم مشهدا مسرحيا.
****************************************
فيلم لقاسم عبد في ثلاثة مهرجانات أوربية
متابعة – طريق الشعب
يُعرض الفيلم الوثائقي "ناجي العلي فنان ذو رؤيا" للمخرج قاسم عبد، ضمن مهرجان "Nordic labour film festival" " هذا اليوم الأحد في بلجيكا.
فيما أعلن مهرجان "Holland MENA film festival"، عن اختيار الفيلم للعرض في افتتاح الدورة السادسة للمهرجان، والتي تُقام في الفترة من 25 إلى 28 أيلول الجاري في مدينة لاهاي.
وفي يوم 11 أيلول الجاري، عُرض الفيلم في مهرجان "Palestine art film" في مدينة زيورخ السويسرية.
ويتتبع الفيلم المسيرة الحياتية والفنية لرسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، منذ ولادته في منطقة الجليل حتى اغتياله على يد مجهول في لندن عام 1987.
كما يتناول القوى التي شكّلت شخصيته كفنان واجه خلال حياته العديد من التحديات والمصاعب مثل المضايقات والحصار والتهجير والمنفى والإرهاب. ويُظهر الفيلم كيف أصبحت تجارب العلي وأعماله الفنية مرآةً تعكس معاناة وآمال ملايين الفلسطينيين في الشتات.
***************************************
في العمارة.. احتفاء بالروائي محمد الصندلي
العمارة – طريق الشعب
احتفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان، أخيرا، بالروائي محمد الصندلي، في مناسبة صدور روايته الجديدة "جوهرة الجمرات".
جلسة الاحتفاء التي حضرها جمع من المهتمين في السرد، تحدث فيها الصندلي عن روايته الجديدة وعن رحلته السردية منذ بداياتها.
ثم قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة الصندلي. وطرحوا أسئلة عن دلالات عنوان روايته الجديدة، وعن بنية شخصيات الرواية وما تحمله ثيمتها من أبعاد رمزية وفكرية، فضلا عن مجمل كتاباته المعروفة ببعدها الإنساني الفكري.
وفي الختام، قدم الرفيق سعدون جبر لوحا تقديريا إلى الروائي محمد الصندلي.
****************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- رابطة الانصار الشيوعيين فرع بغداد مليون دينار
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
********************************************
يوميات
يُضيّف منتدى الأنصار الثقافي في أربيل، غدا الاثنين، د. مهدي جابر مهدي (سامي خالد)، ليلقي محاضرة بعنوان "خطاب الكراهية وثقافة التسامح".
المحاضرة التي من المقرر أن يديرها الصحفي مزهر بن مدلول، تبدأ في الساعة الخامسة والنصف عصرا على قاعة جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا.
وسيجري نقل المحاضرة بثا مباشرا على صفحة الأنصار بيشمركة.
*******************************************
خارج النسق.. الشاب الذي أبكاني
نجم خطاوي
شاب أسمر الوجه والطلعة وقد نبتت لحيته والشارب للتو، صعد درجات بيت (مقر) الحزب في الكوت، وبادرنا السلام والتحية:
- أنا شاب من سكان مدينة الكوت، وددت أن أزور مقر الحزب الشيوعي العراقي لأزيد من معرفتي واطلاعي على سياستكم وبرامجكم ومواقفكم.
رحبنا به معتزين وشاكرين له زيارته، ودعوناه للجلوس ومشاركتنا الحديث والحوار، بعد أن قدمنا له الماء البارد والشاي.
في أحاديثه وحواراته وأسئلته الحارقة الذكية، ذكّرني بأيامي الأولى في بداية سبعينيات القرن الماضي، حين بدأت أحبو في دروب السياسة وأنا طافح بحماس الرغبة في التعلم والنشاط والحركة، وسط صفوف اتحاد الطلبة العام ومنظمة الشبيبة الديمقراطية العراقية والحزب الشيوعي العراقي.
قال بلهجة الناقد الحريص:
- لماذا لا نرى لكم نشاطات مميزة وسط الشارع العراقي، خصوصا انكم تمثلون النخب المثقفة والتنويرية في هذا المجتمع؟
تقبلنا نقده وحرصه موضحين له ادوار الحزب ونشاطاته المختلفة والمتنوعة في مجالات العمل الجماهيري والسياسة والفكر والاعلام، ووفق ظروف الحزب وامكانياته المادية ووسط صعوبات موضوعية تخص البيئة التي ينشط فيها الحزب عموما.
ولمدة ساعتين تقريبا استمرت الحوارات التي كانت في أكثرها اجابات وتوضيحات عما يجول في خاطر هذا الشاب الواسطي. عن فترة نشوء الحزب وتاريخه ومؤسسه الخالد فهد، ومواقفه الفكرية والنظرية والسياسية، وعن الموقف من الجبهة الوطنية مع البعث عام ١٩٧٣، وعن مجلس الحكم واحداث ما بعد ٢٠٠٣، وأيضا عن موقف الحزب من القطاع الخاص والملكية في العراق، وعن انتفاضة تشرين وموقف الحزب منها، وعن تمويل الحزب ونشاطه الانتخابي وامكانياته المادية.
أهديناه نسخا من "طريق الشعب" ونظام الحزب الداخلي وبعض النشرات السياسية والاعلامية. وقبل أن يغادرنا ووجهه طافح بالفرح وتكاد أحاسيسه أن تتفجر بدموع اللحظة، بادرنا قائلا:
أريد أن أتبرع لكم دعما وتضامنا مع الحزب الشيوعي العراقي.
وأخرج محفظة جيبه وكان كل ما فيها ورقة ٢٥٠٠٠ ألف دينار نقدية، ناولنا اياها، ولم يقبل أن نرجع له أي مبلغ من الورقة النقدية، سوى اجرة رجوعه لبيته في المدينة بواسطة باص الكيا!
ودعته صوب باب المقر ولم أتمالك نفسي وقد فضحتني الدموع التي سالت على قسمات وجهي، وأنا أفكر بعدالة وعظمة الطريق الذي سرنا على هديه، طريق النضال في سبيل حرية الوطن وسعادة الشعب، طريق الشيوعيين العراقيين المفضي الى غد الحرية الأرحب.
الكوت
٨ أيلول ٢٠٢٥
*********************************************
قف.. مشتقات السوء
عبد المنعم الأعسم
مع الاعتذار لتصريح قضائي مبكر عن النية في إبعاد "السيئين" عن السباق الانتخابي، فان ما حدث، كان العكس، وبالالوان الطبيعية، فثمة سيئون حتى النخاع عبروا حاجز التعريف المدرسي للسوء، وقدموا انفسهم كمقربين جدا لصاحب القضاء، الذي ينأى عنهم، وبعضهم الاخر يتحدث، علنا باسم رئيس الحكومة، والاخير يتبرأ منهم، والبعض الثالث يستقوون بمنافسين لرئيس الحكومة، من اهل بيته السياسي، ليرموا نياته بالطعون، ويضعوا الحجارة امام عربانة الولاية الثانية، والبعض الرابع، لا لون ولا طعم لسوئهم، سوى انهم يشتمون كل من القى حظه العاثر به على طريقهم، ثم فهمنا ان معايير وضوابط وقواعد ومبادئ اجراء انتخابات نزيهة شملت (يا للعجب) غض النظر عن مسؤولين كبار سيئين يستخدمون موظفي وآليات دوائر الدولة في دعايتهم الانتخابية، ثم (ويا للعجب، ايضا) يقدمهم إعلام الدولة، ويُفترض فيه ان يكون مستقلا، الى الجمهور، بوصفهم غير سيئين.
لو ان الجهات المعنية بسلامة الانتخابات، والتعبئة لها، تجرّب، ولو مرة واحدة، ان تجري استطلاعاً ميدانيا،عفويا، لرأي المواطن حول ما قيل عن إبعاد السيئين، فمن المؤكد ان المُستفتى، البرئ، سيخرب من الضحك.
*قالوا:
"وشر البلية ما يُضحك"
قول منسوب لعامل في مصنع للسكر
وجد بيته خالٍ من السكر، فانفجر ضاحكا.
**********************************************
الشاعر رياض الغريب في ضيافة {جيكور}
البصرة – طريق الشعب
ضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة و"دار الأدب البصري" الثلاثاء الماضي، الشاعر رياض الغريب من محافظة بابل، احتفاء بتجربته الشعرية.
جلسة الاحتفاء التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين، وأدارها الشاعر عمار المسعودي من كربلاء.
وتحدث الغريب خلال الجلسة عن مسيرته الشعرية، وقرأ مختارات من قصائده. بينما قدم عدد من الأدباء الحاضرين مداخلات عن تجربته، في ضمنهم علي الامارة، باسم القطراني، جلال عباس وسلام حربة.
وفي الختام، قُدّمت شهادات تقدير إلى المحتفى به ومدير الجلسة، من قبل "مؤسسة النهضة" الثقافية و"ملتقى جيكور".
******************************************
نقاش حول {أجنحة} جبران خليل جبران
متابعة – طريق الشعب
احتضنت قاعة "مكتبة ألفريد سمعان" في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، جلسة نقاش حول رواية "الأجنحة المتكسرة" للأديب اللبناني جبران خليل جبران، نظمها نادي القراءة في الاتحاد.
وتنوعت النقاشات بين النقد والتحليل. وقد طرح البعض قراءات جديدة للنص، كشفت عن عمق تجربة جبران وفرادتها في سياق الأدب العربي الحديث، بما تحمله من رمزية وأبعاد إنسانية.
وتحولت الجلسة إلى مساحة تفاعلية جمعت بين أجيال مختلفة من القرّاء. كما جسدت مدى انفتاح أدب جبران على قضايا الإنسان الكبرى كالحرية والحب والفقد.
وناقش الحاضرون كيف استطاع جبران أن يضع بصمته في الأدب العالمي لا العربي فقط، مشيرين إلى ان "الأجنحة المتكسرة" تحمل روحاً إنسانية تتجاوز الحدود، وأنها لا تزال تُقرأ بالعمق نفسه الذي قُرئت به إبان صدورها بدايات القرن العشرين