اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الشيوعي العراقي: ضعف الرقابة يفاقم خطر ظواهر الفساد وسوء الإدارة المالية تمنح الضمانات السيادية لمصارف خاصة  وتحذيرات من أعباء مالية ومخاطر قانونية

بغداد – محمد التميمي

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين خبراء الاقتصاد والسياسة، منحت وزارة المالية، مؤخراً، مصرفين خاصين صلاحية منح الضمانات السيادية بالاشتراك مع الحكومة. المصرفان، مصرف بغداد والمصرف الأهلي العراقي، تملك فيهما البنوك الأردنية أغلبية نسبتها 51% من رأس المال، ما دفع لطرح تساؤلات مهمة حول مدى ملاءمة تفويض أدوات سيادية هامة لمؤسسات ذات ملكية جزئية أجنبية.

مختصون وصفوا هذه الخطوة بانها تحول غير مسبوق في إدارة أداة كانت حكراً على الدولة، ستترتب عليها أعباء إضافية في حال فشل المشاريع الممولة تحت هذه الضمانات، مؤكدين ضرورة اجراء مراجعة قانونية فورية وتحديد سقوف واضحة للضمانات، ووضع ضوابط اشرافية صارمة من البنك المركزي لضمان حماية المال العام.

ما الضمانات السيادية؟

الضمانات السيادية في السياسة المالية هي كفالة او تعهد رسمي من الحكومة بدفع مبلغ معين أو تحمل مسؤولية مالية إذا فشل مشروع أو جهة ما في سداد قرض حصلت عليه. بمعنى، عندما تمنح الحكومة ضماناً سيادياً، فهي تؤكد للمقرض أو البنك: “إذا لم يتمكن هذا المشروع من رد القرض، نحن سنتحمل المسؤولية وندفع بدلاً منه”. وهذه الضمانات تساعد في تسهيل حصول المشاريع والشركات على قروض من بنوك أو مؤسسات دولية، لأنها تقلل من المخاطر على المقرضين. وبالتالي، يمكن الحصول على تمويل بسهولة أكبر لدعم المشاريع الاقتصادية والتنموية في البلد.

تحتاج الى إشراف من البنك المركزي

في هذا الشأن، قال مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، د. مظهر محمد صالح، إن الدولة من الناحية النظرية يمكنها منح ضمان سيادي للمصرف الأهلي، ليقوم بدوره في ضمان القروض الممنوحة للقطاع الخاص من المصارف الأجنبية.

وأضاف أن هذا الإجراء يجعل المصرف الأهلي حلقة وسطى تتحمل المخاطر التشغيلية والائتمانية، في حين تبقى الدولة الضامن الأخير.

وأوضح في حديثه مع "طريق الشعب"، أن الهدف من هذه الخطوة هو: "تحفيز الاقراض الدولي للقطاع الخاص العراقي"، مشيراً إلى أن ذلك "أمر مطلوب وضروري لتقليل الاعتماد على الإنفاق الحكومي".

وأردف صالح بالقول: أن هذا النموذج "معمول به في دول مثل مصر وتركيا والمغرب، حيث تمنح الحكومات ضمانات لصناديق أو مصارف محلية لتسهيل اقتراض القطاع الخاص من مؤسسات دولية، منها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار، وبنك التنمية الأفريقي، ومؤسسات ائتمان الصادرات الأوروبية".

وأشار إلى أن هذا النوع من التمويل يهدف عادةً إلى "دعم التمويل الدولي للقطاع الخاص، مع تقليل الضغط على الخزينة العامة، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بتكلفة تمويل أقل، وبناء سجل ائتماني دولي للقطاع الخاص العراقي".

إلا أنه اكد أن الأمر يتطلب ان تكون هناك "قيود وضوابط قانونية ورقابية جوهرية يجب مراعاتها، منها ضرورة وجود تشريع خاص أو نص في قانون الموازنة يسمح بمنح الضمانات السيادية". كما شدد على اهمية "وجود اتفاق رسمي ومحدد بين الدولة والمصرف الأهلي، لضمان التقييم الفني والائتماني للمشاريع الممولة، الى جانب ربط الضمانات بمشاريع إنتاجية قابلة للاسترداد المالي، وليس فقط المشاريع الاستهلاكية أو الخدمية".

وتابع صالح، أن من المهم أيضاً "تحديد سقف للضمانات السيادية ضمن موازنة الدولة، وإشراف دقيق من البنك المركزي ووزارة المالية على تنفيذ هذه الضمانات لتعظيم الفائدة للاقتصاد الوطني"، معتقدا ان "هذه الآلية يمكن أن تُعد أداة ذكية للدبلوماسية الاقتصادية والتمويل التنموي، طالما تستخدم بشفافية وحوكمة عالية، وضمن رؤية استراتيجية وتنموية تتماشى مع البرنامج الحكومي وخطة التنمية الوطنية 2024-2028".

تحذير من تداعيات اقتصادية

وحذر الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي من قرار التفويض الذي ستكون له آثار وانعكاسات على الأوضاع الاقتصادية العامة للبلد.

وتعقيبا على حديث المختصين بان هذا الإجراء قد يساعد في اجتذاب مزيد من المستثمرين الأجانب، نبّه الرفيق فهمي الى انه "يثير في الوقت نفسه مسألة إدارة المخاطر المرافقة لمثل هذا الاستثمارات التي يتم اجتذابها، وتوافقها مع المتطلبات والحاجات التنموية للبلد، اي نوعية المشاريع التي تمنح لأصحابها الضمانات السيادية، ومن ثم الملاءة والقدرة المالية والفنية ورصانة الجهة المستثمرة وفاعلية الرقابة والمتابعة للقرض".

ورأى فهمي أن تحقيق النتائج والأهداف المرجوة من هذا الإجراء، يتطلب "وجود تشريع منظم له، وان تكون هناك ضوابط وتعليمات صارمة تلتزم بها المصارف التي يُمنح لها التفويض، فضلا عن المتانة المالية والإدارية وسلامة أصحاب رؤوس أموال المصارف المعنية. كما على وزارة المالية والبنك المركزي ضمان توفر جميع هذه الشروط ومن ثم ممارسة الدور الرقابي المطلوب".

وأردف الرفيق فهمي كلامه بأن "الواقع المؤسسي في العراق وعناصر الضعف المشخصة في المنظومة المصرفية، بما في ذلك ظواهر الفساد وسوء الادارة وضعف الرقابة، تضعنا أمام تساؤلات جدية بشأن هذا الاجراء والمخاطر التي قد تترتب على المالية العامة. لذا يبدو من الضروري ان يصدر بشأنه تشريع، بعد ان تتم مناقشة الامر في مجلس النواب".

مخاوف قانونية ومالية

من جهته، عّد أستاذ الاقتصاد الدولي، نوار السعدي، قرار وزارة المالية الاخير بأنه "تحوّل خطير في إدارة أدوات الدولة السيادية"، مبيناً ان "هذه الأداة كانت في السابق حكراً على الحكومة، والآن تُمنح لمصارف خاصة، مما يثير مخاوف جدية بشأن آثارها المالية والقانونية والمخاطر المحتملة".

وقال السعدي في حديث مع "طريق الشعب"، أن هذا التفويض يحمل ثقلًا استراتيجياً، لأن الضمان السيادي يعني التزام الدولة بتحمل جزء أو كامل المسؤولية في حال تعثر أي مشروع، مضيفا أن "منح هذه الصلاحية لمؤسسات مملوكة جزئياً لأجانب قد يحول أحد أهم أدوات السيادة إلى سلعة يمكن تداولها في السوق المصرفي".

وأضاف السعدي، أن الهواجس الأساسية تدور حول عدة أسئلة، منها: خلفية هذا القرار، ولماذا تتخلى الدولة عن سيطرتها على أداة سيادية كهذه، وكذلك وجود سابقة دولية لمثل هذا الإجراء، وأثره القانوني والمالي على العراق.

وتابع قائلاً انه "من حيث النية المحتملة أن وزارة المالية قد سعت لتفعيل دور القطاع المصرفي الخاص في تمويل المشاريع الوطنية، لا سيما في قطاعات مثل الصناعة والطاقة، لتقليل العبء المالي المباشر على الخزينة العامة".

ولفت الى أن هذا القرار "ربما يأتي في إطار إشراك القطاع الخاص في التنمية، لكنه يبقى محاطًا بمخاطر كبرى في حال عدم وجود ضوابط وتشريعات واضحة".

وعلى الصعيد الدولي، أكد السعدي أن المؤسسات الدولية التي تقدم ضمانات للمشاريع عادة ما تفعل ذلك عبر وكالات حكومية أو صناديق مملوكة للدولة، وليس عبر بنوك تجارية خاصة مملوكة لأجانب، واصفا حالة العراق في هذا الشأن بأنها "فريدة وتفتقر إلى الغطاء القانوني والمؤسسي الكافي".

ومن ناحية قانونية، بين السعدي أنه "لا يوجد حالياً نص دستوري أو قانوني يمنع وزارة المالية من منح هذه التفويضات، لكنها قد تتعارض عملياً مع صلاحيات البنك المركزي العراقي في حال لم يتم التنسيق معه"، مردفا أن "منح صلاحية سيادية لمصارف مملوكة جزئياً لأجانب يثير جدلاً قانونياً يتطلب تفسيره من قبل المحكمة الاتحادية العليا".

أما من حيث قدرة هذه المصارف على تحمل التبعات، فقد ذكر السعدي أنها "غالباً لا تمتلك رؤوس أموال كافية لتحمل تعثر مشروع كبير بمفردها، وبالتالي تتحمل الدولة جزءًا من العبء، إن لم يكن كله، لا سيما إذا حدث نزاع قانوني داخلي أو خارجي".

وأشار إلى أن المخاطر المحتملة تشمل: تحميل الميزانية أعباء إضافية في حال فشل المشاريع الممولة تحت هذه الضمانات، وأن المصارف قد تستخدم هذه الصلاحية لتعزيز موقعها التنافسي بصورة قد تخلق نوعاً من الاحتكار أو تضارب المصالح، وربما تؤدي إلى سوء استخدام موارد الدولة تحت غطاء الضمان السيادي.

واكد أن منح الضمانات السيادية لمصارف خاصة مملوكة جزئياً لأجانب يمثل "تحوّلاً خطيرًا يتطلب مراجعة قانونية ورقابية فورية، ويجب أن يكون مقرونًا بتشريعات واضحة ورقابة صارمة تضمن حماية المال العام والسيادة الاقتصادية للعراق".

واختتم السعدي بالقول إنه في حال تعثر أي مشروع، لن يكون المصرف وحده مسؤولًا، لأن الدولة هي من قدمت الضمان، وبالتالي قد تتحمل جزءاً من المسؤولية أمام المستثمرين أو المحاكم الدولية إذا تطور النزاع.

*****************************************

التيار الديمقراطي: قرار احتلال غزة حرب على الانسانية

بغداد – طريق الشعب

دان التيار الديمقراطي العراقي، بأشد العبارات اعلان رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو نيته احتلال قطاع غزة بشكل كامل.

وأكد التيار في بيان تلقته "طريق الشعب"، ان " هذا الإعلان ليس إلا جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الدموي، ومحاولة فاشلة لشرعنة القتل والتجويع والتدمير المنهجي بحق شعبٍ أعزل يواجه آلة البطش الصهيونية بصمودٍ أسطوري".

وقال إن : "القرار لا يستهدف غزة فقط، بل يستهين بالقيم الإنسانية برمّتها، ويمثل تحديًا سافرًا لمواثيق حقوق الإنسان. وهو محاولة مكشوفة للتغطية على فشل الاحتلال في كسر إرادة المقاومة الشعبية".

ودعا البيان الحكومة العراقية التي تترأس الدورة الحالية للقمة العربية، إلى تفعيل قرارات الجامعة العربية ذات الصلة، والدعوة إلى اجتماع طارئ وعاجل للقمة العربية الإسلامية، لاتخاذ موقف عملي وموحد تجاه هذا العدوان السافر. وطالب بالتحرك الفوري على الساحة الدبلوماسية العربية والدولية، والعمل الجاد لكسر الحصار عن غزة.

********************************************

راصد الطريق.. من يوقف هؤلاء؟!

راجت خلال الأيام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما في مجموعات "الواتساب"، عروض انتخابية من نوع خاص قدّمها مرشحون للانتخابات المقبلة، إذ عرض بعضهم تشغيل الناخبين في شركات لدى القطاع الخاص مقابل منحهم أصواتهم في يوم الاقتراع.

ويبدو أن أكثر من جهة سياسية لجأت إلى هذا الأسلوب بعد إغلاق باب التعيينات والمشمولين بالرعاية الاجتماعية، وكأن العملية الانتخابية تحولت إلى مزاد لمن يملك المال، لا إلى ساحة لطرح البرامج والرؤى.

ورغم خطورة الظاهرة، تبدو مفوضية الانتخابات مكتفية ببيانات تحذيرية لا تستند إلى معطيات ملموسة من فرق الرصد التي أعلنت عن تشكيلها.

إن ضمان انتخابات نزيهة يتطلب من المفوضية القيام بدورها على أكمل وجه، ومحاسبة من يمارس هذه الأساليب غير القانونية، التي لا تكتفي بتشويه المنافسة الانتخابية، بل تواصل تقويض ما تبقى من العملية الديمقراطية في العراق.

ولا يمكن فصل هذه الممارسات عن بيئة سياسية فاسدة اعتادت شراء الولاءات بدل كسب ثقة الناس بالبرامج، في ظل غياب المساءلة وحضور التواطؤ.

****************************************

الصفحة الثانية

السوداني يؤكد إحالة أربعة وزراء إلى القضاء ويتهم قوى سياسية بعرقلة التعديل الوزاري

بغداد – طريق الشعب

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس السبت، إحالة أربعة وزراء في الحكومة الحالية إلى القضاء، بعد ثبوت تقصيرهم في أداء عملهم ومؤشرات فساد رافقت أداءهم.

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الأول لتقييم الأداء الحكومي تحت شعار "تقييم الأداء.. مسار للإصلاح والتميّز الحكومي"، حيث أوضح أن التحقيقات أثبتت وجود خلل ومقصرة لدى هؤلاء الوزراء، وتمت الموافقة على نتائج التحقيق التي أُرسلت إلى هيئة النزاهة، المعروضة حالياً أمام القضاء للبت فيها.

كما أعرب السوداني عن استيائه من المحاصصة الحزبية التي وصفها بأنها "أمر طبيعي أن تؤدي إلى خلل وفشل في العمل"، مشيراً إلى أن الحكومة ائتلافية ويجب إجراء مشاورات قبل أي تعديل وزاري.

وأشار إلى أن نتائج تقييم الأداء كشفت عن ضعف واضح في ست وزارات كانت بحاجة إلى تعديل وزاري، لكنه أضاف أن أغلب القوى السياسية المشاركة في الحكومة عرقلت تنفيذ هذا التعديل، بل قدمت بدلاء أقل كفاءة في محاولة لعرقلة الخطوة الإصلاحية.

وتضمن المؤتمر عرض نتائج اللجنة العليا لتقييم الأداء واللجان الفرعية، التي تعمل على متابعة وتقييم أداء المسؤولين تماشياً مع البرنامج الحكومي ورؤية الإصلاح.

*****************************************

{المطعم التركي} ذاكرة تشرين وحرية التظاهر

الذاكرة لا تُدفن.. إنها تعود دائمًا، بأسماء الوقائع، والشهداء، بصورهم، بصدى أصواتهم في الساحات.

ما زالت انتفاضة تشرين، بعد مرور ست سنوات، تُقلق، وتُربك من يخاف الناس حين ينتفضون، وتُرعب من يعرف أن الذاكرة الحية أخطر من السلاح. واليوم، تعود المحاولة من جديد، ولكن بصيغة مختلفة: "مشروع استثماري" أُعلن عنه في 31 تموز 2025، يقضي بتحويل مبنى ما بات يعرف بـ"المطعم التركي"، إلى مستشفى. في الظاهر يبدو "المشروع" عملا خدميا، أما في الباطن، فهي محاولة ممنهجة لطمس أحد أبرز معالم الذاكرة الكفاحية الحديثة للعراقيين.

لقد شكل مبنى "المطعم التركي"، المطلّ على ساحة التحرير بجدارية جواد سليم من جهة، ومن الجهة الأخرى على دجلة وجسر الجمهورية، منصة للمقاومة المدنية السلمية، وفضاء للحرية، وبُرجًا رمزيًا لأحلام جيل! لا يمكن فصل هذا المبنى عن مشهد تشرين التحرري، تمامًا كما لا يمكن سلخ ساحة التحرير عن مسيرة النضال الوطني العراقي الحديث. فالمبنى، الذي سكنته أنفاس المتظاهرين وسهر فيه الشجعان على حُلمٍ بحياةٍ عادلة واسترداد وطن، ليس مجرد هيكل من الإسمنت المُتعب. إنه شاهدٌ، ومرآةُ وطنٍ حي وقف فيه شبابه ليطالبوا بما هو حق: "نريد وطن"!

وهنا علينا التذكير بالمشروع المتكامل الذي تم إعداده تحت إشراف المعماري سامان كمال، استجابة ووفاء لانتفاضة تشرين، بهدف تحويل المبنى إلى متحف خاص بذاكرة تشرين، وفتح أبوابه على الساحة ليكون جزءًا من الفضاء والذاكرة العامة. لم يكن المشروع استذكارًا للماضي فقط، بل توظيفا للذاكرة من أجل بناء وعي مدني جديد، يحترم الكرامة والحرية والعدالة.

بلدان كثيرة تحتفي بمواقع نضالها، وتحوّلها إلى معالم تربية وأمل. أما هنا، فيُراد لنا أن ننسى. ويُراد للذاكرة أن تُهدم، لا أن تُذكّر وتُطالب، ذاكرة لا تُشعل وجدانًا من جديد، فالذاكرة الجماعية ليست مجالًا للمساومات السياسية، إنها ملك الشعب، ودم الضحايا، وحق الأجيال القادمة.

ما يحدث في ساحة التحرير ليس تبديل اسم مبنى بآخر، بل محاولة خنق ساحات حرية التعبير والاحتجاج: من المطعم التركي إلى ساحة التحرير، من ساحة الحبوبي الى ساحة ثورة العشرين، في استهداف للفضاء الوطني العراقي الجامع للكفاح والابداع! يريدون محو كل ذلك بخطوة انتقامية باردة. كأن السلطة تفضّل مجددًا إعادة صبغ الجدران بدل الإصغاء لما نقشته دماء الشباب عليها، كأن الوطن يمكن أن يُشفى بنسيان الجرح، لا بتكريمه.

المثقفون والفنانون والنقابات وقوى المجتمع المدني الحية، وجميع أحرار العراق مطالبون بالوقوف بوجه هذه الهجمة، التي تُخفي خلف نواياها "التعميرية"، رغبة انتقامية دفينة بمحو كل أثر لتشرين من الوجدان العراقي.

ندعو كل الاطراف المسؤولة ومن ضمنها السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية والهيئات المستقلة ومن ضمنها هيئة الاستثمار الى التحرك الفوري لمنع هذا الإجراء ودعوة الجهات المعنية إلى الاستثمار والبناء الحقيقي في المؤسسات الصحية الموجودة والمستقبلية وضمن التصميم الأساسي لبغداد، والذي يشمل عشرات المستشفيات غير المنجزة وعدم السماح للعشوائية بتصدر المشهد.

في ساحة التحرير، حيث تلتقي جدارية فائق حسن بجدارية جواد سليم، وبينهما تمثال الأمومة لخالد الرحال، وعلى مقربة منها متحف الفن الحديث (قاعة كولبكيان).. هنا اجتمع الابداع بالوثبات، واختلطت دماء العراقيين، وذابت الهويات المذهبية والمناطقية في اسم واحد: العراق! هنا وُلدت ذاكرة تشرين. وهنا ستبقى!

ذاكرة تشرين.. لا تُهدَم، بل تُروى، وتُصان، وتُعلّم.

بغداد، 9 آب 2025

الموقعون بحسب الأسبقية:

1- زهير الجزائري (روائي)

2- إيمان خضير (مخرجة سينمائية)

3- خالد مطلك (كاتب)

4- علي بدر (كاتب)

5- د.الناصر دريد (أستاذ جامعي)

6- ضياء الشكرجي (كاتب)

7- د.جاسم الحلفي (باحث بالحركة الاجتماعية)

8- خالد سليمان (كاتب وباحث بيئي)

9- فرح سالم (كاتبة وصحفية)

10- سليم سوزه (كاتب)

11- د.أمل الجبوري (شاعرة وأستاذة جامعية)

12- د.فارس حرام (شاعر وأكاديمي)

13- منتظر ناصر (كاتب وصحفي)

14- سامانط نوح (كاتب وصحفي)

15- د.حكمت سليمان (أكاديمي)

16- سعدون ضمد (إعلامي وأكاديمي)

17- سامي شاتي عبيد ناشط (أكاديمي وباحث)

18- علاء الدليمي (ناشط وأحد جرحى تشرين)

19- هادي مجيسر صالح (والد أحد شهداء تشرين)

20- مشتاق عبدمناف الحلو (كاتب)

21- رند ثابت (فنانة)

22- علي المدن (باحث)

23- دلوڤان برواري (محامي وصحفي)

24- أسماء جميل رشيد (باحثة وأكاديمية)

25- سلمان هاشم ناشط (فنان تشكيلي نحات)

26- واثق لفتة (ناشط سياسي)

**************************************

تظاهرات في سنجار وسفوان احتجاجاً على التهميش وتردي الأوضاع المعيشية

بغداد ـ داود سليمان

شهدت ناحية الشمال التابعة لقضاء سنجار، تظاهرة حاشدة شارك فيها العشرات من أهالي القضاء ووجهاء العشائر ورجال الدين والناشطين المدنيين، للتعبير عن غضبهم من استمرار تهميش المنطقة والتواطؤ الحكومي، على حد وصفهم، مطالبين بتنفيذ وعود الحكومة الاتحادية والمحلية التي بقيت، بحسب قولهم، حبرًا على ورق.

ورفع المتظاهرون لافتات تُندد بالإهمال، وأصدروا بيانًا أمهلوا فيه الحكومتين الاتحادية والمحلية مدة عشرة أيام للاستجابة الفورية لمطالبهم، وفي حال عدم الاستجابة، هددوا باللجوء إلى إضراب عام ومفتوح حتى تحقيق العدالة لأهالي المنطقة.

وتضمنت المطالب تعيين قائمقام ومدراء نواحي، وإكمال المشاريع الصحية المتوقفة، وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار وتعويض المتضررين، ومنح منحة العودة للنازحين، وإعادة نشر أفواج طوارئ الشرطة، والكشف عن مصير أكثر من 2500 مختطف ومختطفة منذ 2014، وحل ملف النزوح، وإعادة بناء المؤسسات الحكومية المدمرة.

وأكد المشاركون، أن الوضع في سنجار أصبح "غير مقبول"، مشيرين إلى أن صبر الأهالي بدأ ينفد بعد سنوات من الوعود غير المنفذة، في ظل استمرار معاناة السكان على صعيد الأمن والخدمات والإعمار، وبطء تنفيذ المشاريع الحكومية.

وفي أقصى جنوب العراق، نظم العشرات من كوادر بلدية سفوان في محافظة البصرة، أمس، وقفة احتجاجية أمام مبنى البلدية، مطالبين بزيادة رواتبهم بمقدار 250 ألف دينار أسوة بكوادر وزارة التربية.

وقال مسؤول الشعبة القانونية في البلدية، عمار مالك، إنهم يناشدون الحكومة ونواب البصرة منحهم المخصصات المقطوعة لتحسين مستوى معيشتهم، فيما أوضح منذر دارم من شعبة الأملاك أن رواتبهم الحالية، البالغة 170 ألف دينار فقط، لا تكفي لتغطية أبسط الاحتياجات في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.

***************************************

ومضة.. أزمة مياه وجودية

صبحي الجميلي

الهروب من ملاقاة أزمة المياه في العراق، لن يقود إلا إلى مفاقمة تداعياتها التي غدت واضحة وجلية في نواحٍ عدة، ومن ذلك تأثيرها على الواقع الزراعي والبيئي في البلد. بينما الحلول المؤقتة الترقيعية لا تجدي نفعا، فيما عوامل الازمة الخارجية والداخلية ذاهبة الى مزيد من التشابك والتعقيد.

يتوجب عدم الهرب من تشخيص أسباب الأزمة بمجملها، لا كما يفعل البعض بإرجاعها الى أسباب داخلية صرفة، فهي ابعد من ذلك واكثر تعقيدا؛ حيث إن التبسيط مثل القول بان الأزمة هي سوء إدارة، ويتم غض النظر عن الأسباب الأخرى العديدة، يمثل تشخيصا يفتقر الى روح المسؤولية أساسا.

الأزمة وجودية بمعنى الكلمة، واستمرارها سيترك آثاره السيئة والسيئة جدا على الزراعة والصناعة والواقع البيئي، وستكون له أبعاده الاجتماعية، وليس أدل على ذلك مما يحصل الان من هجرة للفلاحين وعوائلهم. كذلك النزاعات على تقاسم المياه سواء بين المحافظات او في داخل كل محافظة.

ويخطئ للمرة الألف من يظن ويعتقد بان وجود موارد نفطية للعراق، يمكن ان يعوضه عن ذلك، او أن يكون في استطاعته تأمين أمنه الغذائي والمائي، وهو ما كان يقول به بعض من كان في مواقع المسؤولية حين جرى التغاضي عن إيجاد حلول جذرية لأزمة المياه، الى ان وصلت الى ما نشهده اليوم.

مؤلم حقا ان تنقل التقارير الإعلامية هجرة الفلاحين، وجفاف الأهوار، ونفوق الحيوانات، وتحول الأراضي الى صحراء قاحلة، وفقدان الغطاء النباتي وتكاثر الأتربة والغبار، وكل هذا وغيره يفاقم من تركيز الملوثات وتفشي الأمراض.

وبعد ان تخلى البلد عن زراعة العديد من المحاصيل التي تدخل في نطاق امنه الغذائي، نشهد انهيارا يكاد يكون كاملا للخطط الزراعية، سواء كانت الصيفية منها أم الشتوية، وهذا يجعل الأمن الغذائي هشا، فيما تزداد قائمة السلع والمنتجات الغذائية التي نستوردها، وتفقد أعداد متزايدة من المزارعين والفلاحين الإمكانية على مقاومة هذه الظروف، وتُسد أمامهم منافذ البقاء في الريف، فلا مفر من الهجرة الى المدن مما يزيد الضغط والاحتقان فيها، ويفاقم من أزمات البطالة وتقديم الخدمات.

ومع هذا الحال، تدفع البيئة العراقية ثمنا فادحا لهذا الواقع المأساوي، وتتحول محافظات ومدن عدة الى أماكن تواجه مخاطر بيئية جسيمة تهدد قابلية العيش فيها، إنْ لم يكن بعضها لا تنطبق عليه أصلا معايير جودة الحياة العالمية؛ ففي تقرير سابق للبنك الدولي، نشر سنة ٢٠٢٣، حذر من ان ٣٠ في المائة من سكان العراق يعيشون في مناطق "شبه هامشية" بيئيا، وقد تتحول الى مناطق "غير قابلة للعيش" خلال ٥-١٠ سنوات. وها نحن نشهد على ما يحصل الآن، حيث شح المياه وتلوثها تسبب في جعل ٧ من اصل ١٠ مدن عراقية تعاني من نقص حاد في مياه الشرب الآمنة (تقرير اليونيسيف ٢٠٢٣). وكذلك تلوث الهواء، فبغداد والبصرة والناصرية تصنف باستمرار بين أسوأ مدن العالم في جودة الهواء، وأيضا التصحر والمناخ حيث ان ٥٤ في المائة من أراضي العراق مصنفة كمناطق متصحرة. ويضاف الى كل هذا، الارتفاع في درجات الحرارة، مع ازمة الكهرباء الدائمة.

هذه المشاكل الجدية والأساسية التي تواجه المواطنين الان وفي المستقبل القريب هي ما يتوجب الاهتمام بها وتكريس الجهود للحد من تداعياتها الكارثية لا الركض وراء مشاريع استعراضية – انتخابية.

مواجهة هذه الأزمة المتشعبة تتطلب تحركا عاجلا على مختلف المستويات، وهيئات كفوءة ومخلصة، وتوفر إرادة سياسية، وان يكون المدخل متكاملا داخليا وخارجيا، وقبل كل شيء عدم إضاعة حقوق العراق في مياه نهري دجلة والفرات.

*****************************************

الصفحة الثالثة

العراق ينضم رسمياً إلى التحالف العالمي لإنهاء العنف ضد الأطفال حقوقيون: فجوة كبيرة بين الالتزامات الدولية وواقع الطفولة

بغداد – تبارك عبد المجيد

في بلد أنهكته الحروب والصراعات، تظل الطفولة واحدة من أكثر الفئات عرضة للتهميش والانتهاك. فبين الالتزامات الدولية الرفيعة، والواقع الميداني القاسي، تتسع الهوة التي تفصل النصوص القانونية عن حياة الأطفال اليومية. ورغم الخطوات الرسمية المعلنة نحو حماية حقوق الطفل، ما تزال التحديات قائمة، والمخاطر متزايدة، في ظل غياب تشريعات واضحة، واستراتيجيات فاعلة تُترجم الوعود إلى أمان حقيقي.

وأعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، في 6 آب الجاري، انضمام العراق رسمياً إلى التحالف العالمي لمسار إنهاء العنف ضد الأطفال، خلال مراسيم أقيمت في مقر الأمم المتحدة، ليكون بذلك الدولة الـ46 التي تنضم إلى هذا التحالف الدولي.

وقالت وكيل الوزارة للشؤون الاجتماعية، هدى سجاد، في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن هذا الانضمام "جاء نتيجة جهود ومتابعة مستمرة من وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، ويعكس التزام العراق بتعزيز حقوق الطفل ومكافحة جميع أشكال العنف ضد الأطفال".

وأضافت، أن الخطوة "حظيت بترحيب واسع من الأمم المتحدة"، معتبرة إياها محطة مهمة تعزز صورة العراق أمام المجتمع الدولي، وتؤكد سعيه نحو توفير بيئة آمنة وحامية للطفولة، وفق المعايير والاتفاقيات الدولية المعتمدة.

فجوة بين القوانين والواقع

وذكر مصطفى عبد الواحد، المدير التنفيذي لمنظمة تدارك لحقوق الإنسان، أن "العراق ورغم توقيعه ومصادقته على اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكولين الاختياريين الملحقين بها، إلا أنه لا يزال يعاني من فجوة كبيرة بين الالتزامات الدولية والتطبيق الفعلي لها على المستوى الوطني".

وقال عبد الواحد لـ "طريق الشعب"، أن "الوضع القانوني الدولي للعراق جيد من حيث التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات، لكن المشكلة تكمن في ضعف التنفيذ على الصعيد الداخلي، حيث ما زال العراق متأخراً على المستوى القانوني والتشريعي في ترجمة تلك الالتزامات إلى تشريعات فعلية، وتعليمات واضحة، واستراتيجيات وطنية تُعنى بحقوق الطفل".

وأضاف أن "العراق يفتقر حتى الآن إلى برامج وخطط وطنية متكاملة لحماية الأطفال"، لافتاً إلى أن المؤشرات والإحصاءات المتوفرة توضح تدهورا خطيرا في واقع الطفولة، بما يشمل تفشي ظواهر مثل الاتجار بالبشر، تشغيل الأطفال، التسول، تجنيدهم في الجماعات المسلحة، وحتى الزج بهم في تجارة المخدرات.

وتابع ان "هناك مزاعم ومعلومات عن تورط منظمات إجرامية وأطرافا مسلحة في استغلال الأطفال في تجارة المخدرات، سواء في التوصيل أو الترويج، مستغلين أعمارهم الصغيرة لتفادي الرقابة الأمنية، وهذا يفاقم من خطورة الوضع".

وأشار عبد الواحد إلى أن الصراعات والحروب الداخلية التي مر بها العراق، وخاصة بعد أحداث 2014، ساهمت بشكل كبير في تراجع حقوق الأطفال، مشيرا الى ان "البرامج الحكومية المعنية بحقوق الطفل خلال وبعد فترات النزاع كانت ضعيفة جداً، ولم ترقَ إلى مستوى التحديات الميدانية".

كما سلط الضوء على مشكلة فقدان الوثائق الثبوتية لدى آلاف الأطفال، خصوصاً في مناطق النزاع، نتيجة فقدان أو اختفاء آبائهم، وهو ما تسبب في حرمانهم من التعليم، والخدمات الصحية، والضمانات القانونية. واستشهد بتقارير من اللجنة الدولية لشؤون المفقودين والصليب الأحمر الدولي التي تشير إلى وجود نحو 250 ألف مفقود في العراق خلال العقد الأخير، كثير منهم من أولياء أمور الأطفال.

وأكد عبد الواحد وجود معلومات تُشير إلى قيام بعض الفصائل المسلحة المدعومة من الدولة بتجنيد أطفال دون سن 15 عاماً خلال النزاعات المسلحة، وهو ما يشكل انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الطفل.

وشدد عبد الواحد على ضرورة تبني العراق استراتيجيات متوسطة وطويلة الأمد لمعالجة واقع حقوق الطفل، داعيا إلى إنشاء مؤسسات وأقسام متخصصة داخل الوزارات تُعنى برصد وتقييم مؤشرات وضع الأطفال، ووضع سياسات فعالة تستجيب لمخاطر التدهور الذي تعاني منه هذه الفئة الهشة.

غياب التشريعات المحلية!

وقال أحمد الموسوي، المدير التنفيذي لجمعية مراقبة حقوق الإنسان العراقية، إن العراق قد صادق على معظم الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، باستثناء اتفاقية واحدة تتعلق بحقوق العمال المهاجرين، وهو بصدد الموافقة عليها مؤكداً في الوقت نفسه أن العراق ملتزم باتفاقية حقوق الطفل، إضافة إلى البروتوكولات الملحقة بها.

وأوضح الموسوي في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "ما يُثار مؤخراً بشأن التحالف الدولي المتعلق بحقوق الطفل ليس اتفاقية، بل هو تحالف يهدف إلى تعزيز الضمانات الخاصة بحماية الطفولة، وهي خطوة إيجابية تصب في مصلحة الأطفال في العراق". لكنه أشار إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب التشريعات المحلية التي تتماشى مع هذه الاتفاقيات الدولية.

وأضاف انه "برغم أن العراق صادق على اتفاقية حقوق الطفل، إلا أنه حتى الآن لا يمتلك قانونا واضح لحماية الطفل. بالرغم من وجود مسودة لقانون حماية الطفل موجودة منذ سنوات في أدراج مجلس النواب، لكنها لم تر النور بعد".

وشدد الموسوي على أهمية دعم هذا التحالف الدولي للهياكل الوطنية المعنية بحقوق الطفل، مثل وزارات العدل، والعمل والشؤون الاجتماعية، والتخطيط وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة. وأكد أن هذه الجهات تحتاج إلى "الدعم الفني والتشريعي لتتمكن من أداء دورها بفعالية".

كما لفت إلى أن السياسات السكانية التي تتبناها الدولة تتضمن فقرات متعلقة بحقوق الطفل، معتبرا أن انضمام العراق إلى مثل هذه التحالفات يمكن أن يسهم في تعزيز الضغط وكسب التأييد نحو تشريعات أفضل.

وأعرب الموسوي عن أمله بأن يشهد البرلمان العراقي في دورته المقبلة خطوات حقيقية نحو إقرار القوانين المعنية بحقوق الإنسان، وعلى رأسها قانون حقوق الطفل، مشيراً إلى أن العديد من هذه القوانين لا تزال معلقة في مجلس النواب دون تصويت.

****************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

ما زالت المسيّرات مجهولة الهوية!

كتب سيث فرانسمان مقالًا لموقع The National Interest حول مشاكل ضرب مواقع عسكرية ونفطية في مناطق مختلفة من العراق بطائرات مسيّرة مجهولة الهوية، أشار فيه إلى أن هذه الهجمات باتت تسلّط الضوء على قضية وجود السلاح المنفلت، والمحاولات الجارية لمعالجة هذه المشكلة.

هجمات على كردستان

وذكر الكاتب أن عددًا من هذه الطائرات قد استهدف إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، وفق ما أفادت به قوات مكافحة الإرهاب الكردية، التي أكدت عدم وقوع إصابات في العشرين هجومًا التي شُنّت بطائرات مسيّرة انتحارية بهدف تخريب البنية التحتية للطاقة في الإقليم خلال شهر تموز الماضي.

وأضاف الكاتب أن هذه الهجمات قد أثارت غضب المسؤولين في واشنطن، لا سيما حين استهدفت "البنية التحتية للطاقة"، بما في ذلك تلك التي تديرها شركات أمريكية، وهو ما دفع - كما يبدو - بوزير الخارجية ماركو روبيو إلى مهاتفة رئيس الحكومة العراقية والتأكيد على أهمية محاسبة الجناة ومنع وقوع هجمات مستقبلية، وعلى ضرورة قيام بغداد بدفع رواتب سكان إقليم كردستان، والشروع في استئناف تصدير النفط عبر خط أنابيب بين العراق وتركيا.

الحكومة والسلاح المنفلت

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن هجمات الطائرات المسيّرة تُعدّ مثالًا على عجز بغداد عن السيطرة على الجماعات المسلحة داخل البلاد، والتي اتهمتها سلطات حكومة إقليم كردستان بالمسؤولية عن هذه الهجمات، وهو اتهام يبدو أن روبيو متفق معه، خاصة بعد أن كشف بيان لوزارة الخارجية أن وزيرها قد أكد لبغداد "مجدّدًا على المخاوف الأمريكية الجدية بشأن مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي المعلّق حاليًا في مجلس النواب"، لأنها ترى في أي تشريع من هذا القبيل ترسيخًا لنفوذ إيران وحلفائها وتقويضًا لسيادة العراق، على حد وصف الأمريكيين والكاتب.

وأورد المقال مجموعة من الأخبار عن نشاطات عسكرية قامت بها الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لطهران في الآونة الأخيرة، ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن، أدّت بعضُها إلى مقتل وجرح جنود أمريكيين. وادّعى الكاتب أن حكومة بغداد تتمتع بالسلطة للسيطرة على هذه الفصائل لكنها ترفض القيام بذلك منذ سنوات، بل وفّرت لها الفرص للتسلل إلى أجهزة الدولة.

ضغوط متبادلة

وذكر المقال أن الضغوط الكبيرة التي يُمارسها مشرّعون أمريكيون على إدارة ترامب، مطالبين إياها بحظر التعامل المالي مع العراق لأن حكومته تموّل - أو لا تكافح على الأقل - هذه الفصائل، ولا تمنعها من ضرب الأصدقاء في إقليم كردستان، يُقابلها تعرّض رئيس الحكومة العراقية من جهته إلى ضغوط لمعاقبة أربيل لأنها حليفة لواشنطن، التي شنّت عدوانًا واسع النطاق على إيران، وهو ما ينعكس في قطع الرواتب، وعدم الاعتراف بعقود الطاقة التي يتعامل بها الإقليم.

التواجد الأمريكي

وأشار المقال إلى أن وجود قوات أمريكية في إقليم كردستان كجزء من قوة المهام المشتركة "العزم الصلب" لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي التقى قائدُها الجديد برئيس الحكومة العراقية وطلب منه وقف هجمات الفصائل، يقلق طهران كثيرًا، لا سيما في أعقاب ما جرى في حرب الأيام الاثنتي عشرة، والتغييرات غير الإيجابية - بالنسبة لها - التي جرت في سوريا ولبنان، حتى لم يبقَ لها من حلفاء موثوق بهم إلا في العراق.

وزعم الكاتب أن السلطات العراقية أظهرت حتى الآن أنها غير مستعدة لمواجهة هذه الجماعات. واستدرك بالقول إنه، ومع ما آلت إليه أوضاع إيران، فإن من غير المتوقع أن تفلح في السيطرة على العراق كما فعلت في الماضي. كما أن الجماعات الحليفة لها تأمل في تولّي دور أكثر رسمية، والحصول على رواتب ومزايا تقاعدية، ولا تفكّر في السيطرة على البلاد.

************************************

عين على الأحداث

خل يأكلون، عوافي

كشف نائب رئيس لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة النيابية، وبوثيقة رسمية، قيام رئيس الحكومة بشراء أراضٍ سكنية وتخصيصها لمستشاريه وموظفي مكاتبه، سواء المعينين منهم على الملاك الدائم أو المنسبين أو العاملين بعقود مؤقتة. هذا، وفيما أعرب النائب عن دهشته من اهتمام الحكومة بهذه الشريحة دون غيرها من المتقاعدين وموظفي الدولة وعوائل الشهداء والسجناء والحشد الشعبي والتربية والتعليم العالي والصناعة والتجارة والصحة والزراعة والموارد المائية والكهرباء والدفاع والداخلية والنقل، الذين يفتقدون إلى السكن اللائق، تضاربت أعداد المشمولين بالمكرمة، بين من يراهم بالعشرات ومن يراهم بالمئات، في ظل غياب الشفافية حول الأعداد والمهام وآليات التوظيف.

من أَمِن العقاب، خرّب البيئة

كشفت دراسة علمية عن وصول البيئة في مدينة أربيل إلى مستويات سيئة تجعل من العيش في بعض المناطق، خاصة تلك الواقعة بالقرب من المصافي النفطية غير القانونية، غايةً في الخطورة. هذا، ويشير المختصون إلى أن فوضى استيراد السيارات وحركة المرور، وانتشار مولدات الطاقة الكهربائية في كل مكان بلا ضوابط، وضعف الرقابة على الإنتاج الملوِّث للبيئة، في المجالين الزراعي والصناعي، بات وبالًا على البيئة وصحة الناس في جميع أرجاء البلاد، وخاصة الحواضر المزدحمة، مما يتطلب الإسراع بإيجاد حلول مستدامة، ومنها فرض القانون وإقامة الأحزمة الخضراء حول المدن.

عسى أن يكونوا نافعين!

تسرّبت من داخل أروقة البرلمان أفلام المعركة التي خاضها النواب فيما بينهم، وشملت اشتباكات بالأيدي وتبادل رمي الأحذية، وتبادل أقذع أنواع الشتائم والسباب. هذا، وفي الوقت الذي واجه فيه الناس المصير الذي انحدرت إليه السلطة التشريعية بالاستنكار، طالبوا بإنشاء صندوق غرامات في المجلس، وإلزام من يتفوه بكلمة نابية بدفع غرامة معينة في الصندوق، حيث من المتوقع أن يوفر ذلك أموالًا طائلة يمكن استغلالها في معالجة المرضى داخل البلاد، بعد أن أوصلت منظومة المحاصصة والسباب مستشفياتنا إلى خرائب ومسالخ بشرية، وهي طريقة تربوية تعمد لها بعض المجتمعات لمعالجة سلوك المراهقين غير المنضبطين.

إن نفعت الذكرى

ضمانًا لبيئة انتخابية آمنة ومستقرة عنوانها الشفافية والنزاهة، اقترح رئيس الجمهورية على الكتلة الحاكمة إيقاف التعيينات والتعاقدات الحكومية أو شمول عوائل جديدة في برنامج الرعاية الاجتماعية، وإيقاف توزيع الأراضي، والتوقف عن منح كتب الشكر للعاملين، ووضع ضوابط لمنع استخدام إمكانيات الدولة البشرية والمادية بأنواعها للأغراض الدعائية، وذلك لحين الانتهاء من العملية الانتخابية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني القادم. هذا، وفيما أشاد الناس برسالة الرئيس، أعربوا عن دهشتهم من إخراجها بصيغة مقترح غير ملزم، متسائلين عمّا يمنع حامي الدستور من أداء واجبه العملي في اجتثاث هذه التجاوزات، وسيادته يعلم علم اليقين من يقف وراءها.

ما يستاهل ثغر العراق

شددت مفوضية حقوق الإنسان في البصرة على ضرورة التنفيذ الفوري لثلاثة مشاريع عاجلة لتدارك "نكبة البصرة" بالمياه المالحة والملوثة، والتي تسببت بوضع إنساني غاية في الصعوبة، خاصة في مناطق قضاء شط العرب، وأبي الخصيب، والفاو، وقضاء مركز البصرة، وأجزاء من شمالها. وركّزت المفوضية على إكمال مشروع أنبوب الهدّامة، والذي أُنجز بنسبة ٩٥ في المائة كمشروع فاعل ومعالج، محذّرة من إحالة هذه المشاريع الاستراتيجية إلى سنين قادمة، لا سيّما مع توفّر الأموال اللازمة والموارد البشرية. هذا، ويأتي بيان المفوضية ضمن سلسلة مطالبات شبه يومية بالإسراع في إنقاذ الفيحاء مما هي عليه من خراب ومصائب، دون أن يهتم "أولو الأمر" بذلك.

***************************************

الصفحة الرابعة

إفلات من العقاب.. وتشجيع على التكرار العنف الأسري في العراق: أسر تتحول إلى ساحات قتل والدولة تكتفي بالشعارات

بغداد – طريق الشعب

لم تعد حالات العنف الأسري في العراق مجرد حوادث معزولة، بل أصبحت ظاهرة متكررة تتصدر عناوين النشرات الإخبارية، وتكشف عن أزمة عميقة في البنية النفسية والاجتماعية للأسر العراقية، خصوصاً في ظل تفشي الفقر، والبطالة، وتعاطي المخدرات، وانتشار السلاح دون ضوابط.

قصص مرعبة

ففي حادثة صادمة قبل أسابيع، قُتل شاب عشريني في محافظة كركوك على يد والدته، وسط أنباء عن خلافات عائلية دفعت الأم إلى ارتكاب الجريمة.

وفي شهر اذار أقدم رجل على قتل زوجته وأطفاله الثلاثة أثناء العشاء، ثم ترك سلاحه داخل المنزل، وسلّم نفسه للشرطة.

وبحسب روايات شهود نقلتها وسائل إعلام محلية، فإن القاتل كان يعمل حارساً شخصياً لأحد القضاة، ويُعرف بحسن سمعته، ولم تكن هناك مؤشرات واضحة على أنه يعاني من اضطرابات نفسية أو مشاكل معلنة، الأمر الذي يثير مخاوف من تحوّل "الهدوء الظاهري" في بعض الأسر إلى انفجار مميت في أي لحظة.

ارتفاع حالات العنف الأسري

وحذر الخبير القانوني مصطفى البياتي من الارتفاع المقلق في معدلات العنف الأسري في العراق، مشيراً إلى أن الإحصاءات الحديثة تكشف عن تزايد في جرائم القتل داخل نطاق الأسرة، سواء بين الأزواج، أو الإخوة، أو حتى بين الآباء والأبناء.

وقال البياتي لـ "طريق الشعب"، إن "هذه الجرائم غالباً ما تكون نتيجة خلافات مالية، أو نتيجة تراكمات نفسية واجتماعية، وقد ترتبط أحياناً بعنف موروث في بيئات معينة".

وأضاف أن "الخطورة الحقيقية تكمن في تزايد استخدام الأسلحة داخل المنازل، حيث تتحول أبسط المشاجرات إلى جرائم قتل لأن وجود السلاح بحد ذاته يشجع على استخدامه لحل الخلافات بسرعة وبدون تفكير"، مؤكدا ضرورة العمل الفعلي على برنامج "حصر السلاح بيد الدولة. هذا الشعار رفعته الحكومات السابقة والحالية".

وبين أن تعاطي المخدرات يعد من أبرز العوامل التي تؤدي إلى تفاقم العنف داخل الأسرة، إذ تُضعف من قدرة الفرد على السيطرة السلوكية، وتجعله أكثر اندفاعاً وعدوانية.

وأوضح ان "القانون العراقي لا يتساهل مع مرتكبي جرائم العنف الأسري، حيث يفرض قانون العقوبات رقم (111) لسنة 1969 وتعديلاته، عقوبات صارمة تصل إلى السجن المؤبد في حال تسبب العنف بموت أحد أفراد الأسرة".

وأضاف "كما أن مشروع قانون العنف الأسري، الذي تم طرحه في البرلمان، يهدف إلى تنظيم التعامل مع هذه الجرائم عبر توفير مراكز حماية للضحايا، وآليات للإبلاغ السريع، بالإضافة إلى فرض أوامر حماية فورية عند وجود تهديد مباشر".

وأكد أن "القضاة يملكون الصلاحية لفرض أوامر حماية، وفرض برامج تأهيل نفسي وسلوكي على الجناة، لحماية الأسرة ومنع تكرار مثل هذه الحوادث".

وختم قائلاً: "نحن بحاجة إلى وعي مجتمعي واسع، وتقييد انتشار السلاح غير المرخص، مع دعم برامج مكافحة المخدرات، لأن المعالجة لا تقتصر على العقوبات وحدها، بل تتطلب حلولاً اجتماعية ونفسية متكاملة لحماية الأسرة العراقية من الانهيار".

قانون يعزز العنف بدل ردعه

من جانبها، حذرت الناشطة النسوية لوديا ريمون من تصاعد معدلات العنف الأسري في العراق، مؤكدة أنه لم يعد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبح "كابوسًا يوميًا" يطارد النساء والفتيات في الكثير من العائلات العراقية، نتيجة تراكمات اجتماعية وثقافية وقانونية، تغذّي هذه الممارسات وتشرعنها.

وتقول ريمون في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "العنف الأسري لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج بيئة مجتمعية ذكورية تطبّع العنف ضد النساء وتعتبره مقبولًا، بل ومشروعا في بعض الأحيان. عبارات مثل (الضرب للتأديب) أو (الرجال لا يُعيبهم شيء) أصبحت جزءا من ثقافتنا، ما شجّع على جعل القسوة سلوكًا طبيعيًا في العلاقة بين الرجل والمرأة".

وتنتقد ريمون القوانين الحالية التي تعزز بحسب تعبيرها هذه الثقافة الذكورية، وعلى رأسها المادة 41 من قانون العقوبات، التي تمنح الزوج الحق في "تأديب زوجته"، ما يفتح الباب لتبرير العنف تحت مظلة قانونية.

وتضيف، انه "رغم المطالبات المستمرة بإقرار قانون خاص للحماية من العنف الأسري، لا يزال هذا الملف يُسَوَّف داخل البرلمان، فيما تستمر النساء في دفع الثمن داخل منازلهن، دون حماية قانونية حقيقية".

وترى ريمون، أن مؤسسات إنفاذ القانون لا توفر الحماية الكافية للنساء المعنفات، بل تتعامل مع الضحية باعتبارها سبب المشكلة. وتقول ان "المرأة التي تلجأ إلى الشرطة أو المحكمة تُعامل أحيانا على أنها تهدم بيتها، وليس كضحية تسعى للدفاع عن حياتها. كما أن المحاكم تميل إلى تشجيع النساء على الصبر والتحمل، بدلًا من إنصافهن".

وتشير ريمون إلى أن استمرار الإفلات من العقاب ساهم في تعميق الأزمة، حيث يشعر المعتدي أنه بمنأى عن المحاسبة، ما يدفعه إلى تكرار سلوكه دون رادع.

وتقترح ريمون مجموعة من الخطوات لمعالجة الظاهرة، تبدأ من الجانب التشريعي، ولا تنتهي عند تمكين المرأة، وتشمل: إقرار قانون فاعل لحماية الأسرة من العنف، يتضمن أوامر حماية فورية وملزمة، ويغطي جميع أفرادى الأسرة، بمن فيهم الرجل إذا كان ضحية، وتدريب القضاة ورجال الأمن على التعامل مع هذه القضايا من منطلق حقوق الإنسان لا الأعراف والتقاليد. الى جانب إعادة صياغة الخطاب الثقافي والإعلامي، ليعزز صورة المرأة كشريك مساوٍ للرجل، لا كملكية خاصة. بالإضافة الى "التمكين الاقتصادي والقانوني للنساء، لضمان قدرتهن على اتخاذ قرارات مستقلة والابتعاد عن دوائر العنف".

واختتم ريمون حديثها بالتأكيد على أن إنهاء العنف الأسري لا يقتصر على سن القوانين، بل يتطلب تغييرا جذريا في البنية المجتمعية التي تتغاضى عن العنف، وتحمل المرأة مسؤوليته، وتبرر أفعال المعتدي: "كرامة المرأة ليست محل تفاوض، وإن استمرار الصمت عن العنف جريمة مجتمعية لا تقلّ خطورة عن الفعل نفسه".

غياب الرقابة!

وفي ظل تفاقم ظاهرة العنف الأُسري وتزايد تداعياتها النفسية والاجتماعية، تسلط الناشطة ومديرة إحدى منظمات المجتمع المدني، إلهام قدوري، الضوء على جذور هذه الأزمة، محذرة من انعكاساتها ، لا سيما على الأطفال الذين يشكلون الحلقة الأضعف في بيئة الصراع.

وتقول قدوري في حديثها لـ"طريق الشعب"، إن العنف الأسري غالبا ما ينشأ من التفكك داخل الأسرة، نتيجة غياب التفاهم بين الزوجين، ما يخلق أجواء مشحونة بالمشاجرات والصراخ، وربما يصل الأمر إلى الضرب، وهو ما ينعكس سلبًا على الحالة النفسية للأطفال.

وتضيف ان "الطفل هو خامة بيضاء، وما يراه في المنزل سيعيد تمثيله بطريقته، ليصبح العنف سلوكًا مكتسبًا يُكرَّر عبر الأجيال".

وترى أن البُعد عن الدين والقيم الأخلاقية يُشكّل أحد الأسباب الجوهرية لتصاعد هذه الظاهرة، لكنه ليس الوحيد، فـالجهل، وانعدام الثقافة، وتراجع العادات الإيجابية التي كانت تضبط العلاقات الأسرية في الأجيال السابقة، كلّها عوامل تُسهم في اتساع رقعة العنف داخل المجتمع.

وتوضح قدوري أن كثيرًا من الخلافات البسيطة في العصر الحديث تصل مباشرة إلى المحاكم، حيث تُفكك الأسر لأتفه الأسباب، في وقتٍ كانت فيه الأجيال السابقة أكثر حكمة وصبرا في معالجة النزاعات.

ولا تُغفل قدوري تأثير العوامل الخارجية، وعلى رأسها الإنترنت، في تفشي هذا السلوك، محذِّرة من وصول الأطفال والبالغين على حد سواء إلى محتوى غير أخلاقي أو مشجع على العنف.

وتقول: "هذه المنصات أصبحت وسيلة لتفكيك الأسرة، حيث تُبث برامج مسمومة تروّج للعنف والانفصال، في ظل غياب الرقابة والتوجيه".

وفي السياق ذاته، تشير قدوري إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والبطالة تُعدّ من أبرز الأسباب المباشرة لتزايد العنف داخل البيوت، مؤكِّدة أن الفقر يولّد شعورًا بالإحباط والضغط النفسي لدى الزوج، وغالبًا ما تكون الزوجة أو الأطفال أول ضحاياه.

وتضيف ان "العنف نتيجةٌ حتميةٌ لوضعٍ اقتصادي هشّ، وبيئةٍ خاليةٍ من الأمان والاستقرار".

وتخلص قدوري إلى التأكيد على أهمية الحلول الوقائية في مواجهة هذه الظاهرة، داعيةً إلى ضرورة تعزيز التوعية الدينية والثقافية، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتعليم مهارات التعامل مع الغضب والخلافات الأُسرية، إلى جانب دعم البرامج الاجتماعية التي تُعزز تمكين الأُسر اقتصاديا، بما يوفر بيئة أكثر استقرارا وسلام لجميع أفراد المجتمع.

*******************************************

التنظيم الحكومي غائب التجارة الإلكترونية.. فرص عمل مغرية عبر الإنترنت

بغداد – طريق الشعب

في ظل التغيرات التي يشهدها سوق العمل العراقي، وتزايد التوجه نحو العمل غير التقليدي، برزت التجارة الإلكترونية بوصفها ملاذا لشريحة واسعة من الشباب الذين يسعون لتحقيق دخل يوازي طموحاتهم ويخفف الأعباء المالية عن كاهلهم. وفي الوقت الذي تزداد فيه المشاريع الفردية عبر الإنترنت، تبرز تساؤلات حول مدى تنظيم هذا القطاع، وتأثيره على الاقتصاد الرسمي.

وفي ظل التحديات الاقتصادية وتزايد الأعباء الدراسية، وجد مصطفى ميثم، طالب جامعي، فرصة لتخفيف العبء المالي عن عائلته وسداد رسوم دراسته، من خلال العمل في بيع الملابس الرجالية عبر الإنترنت "أزياء سيدال"، مستفيد من سوق الشورجة الشعبي في بغداد كمصدر رئيسي لبضاعته.

ويؤكد مصطفى لـ "طريق الشعب"، أن العالم اليوم يتجه بشكل متزايد نحو الإنترنت، الذي تحول إلى سوق حر ضخم لا حدود له، يضم كل ما يمكن أن يحتاجه الإنسان من ملابس، وأجهزة إلكترونية، ومستلزمات منزلية، وصولاً إلى السيارات. ويقول: "الإنترنت اليوم هو السوق الأكبر والأوسع، والناس تقضي ساعات طويلة في التصفح والاختيار من بين آلاف المنتجات المصنفة بحسب السعر والماركة والجودة."

ويضيف، أن هذا التحول في سلوك المستهلكين جعل من التجارة الإلكترونية خيار عملي وسهل للشباب، مشيرا إلى أن عمله يقوم على اختيار القطع بعناية من الشورجة، ثم عرضها على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، مع تقديم شرح مباشر للمنتجات والتفاعل مع الزبائن عبر البث المباشر أو الرسائل.

ويرى مصطفى أن دخله من هذا المشروع الصغير ساعده في تغطية جزء من مصاريفه الجامعية، كما مكنه من دعم أسرته في مواجهة مصاريف الحياة اليومية. ويؤكد أن التجارة الإلكترونية لم تكن مجرد وسيلة لتحقيق دخل، بل فتحت له أبوابا واسعة لتطوير نفسه، وتعلم مهارات مثل التسويق، التواصل، وتنظيم الوقت.

وفي مقارنة بين العمل الواقعي والعمل عبر الإنترنت، يوضح مصطفى ان "العمل عبر الإنترنت أعطاني مرونة أكبر في إدارة وقتي، خاصة وأنا طالب بحاجة إلى التركيز على دراستي. في الوظائف التقليدية كنت أضطر للالتزام بساعات محددة وأحيان أشتغل تحت ضغط، ما كان يمنعني من التوازن بين الدراسة والعمل."

ويضيف انه يستطيع عرض بضاعته بشكل مباشر والتواصل مع المتابعين بسهولة: "هذا الشيء غير ممكن في العمل الواقعي. كذلك، قلل هذا النوع من العمل الكثير من التكاليف مثل التنقل أو استئجار محل، مما وفر لي جزءا كبيرا من مصاريف المشروع".

تنظيم السوق الإلكتروني وتحفيزه

فيما يرى الباحث الاقتصادي علي نجم، أن ازدياد نشاط العمل المنزلي والتجارة عبر الإنترنت في العراق يمثل تطورا طبيعيا في ظل الأزمات الاقتصادية والبطالة، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن تحديات بنيوية تتعلق بغياب التنظيم القانوني لهذا القطاع.

وبحسب نجم، فإن هذه الأنشطة على الرغم من مساهمتها في تحريك عجلة الاقتصاد وتوفير فرص دخل للفئات المهمشة كالشباب والنساء تبقى خارج نطاق الاقتصاد الرسمي، ولا تسهم بأي شكل ملموس في رفد الخزينة العامة، خصوصا في ظل غياب الرقابة الضريبية وعدم تفعيل التشريعات المنظمة للتجارة الإلكترونية.

ويشير نجم في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى أن "القانون العراقي تعامل مع هذه الظاهرة من خلال إقرار قانون التجارة الإلكترونية عام 2019، والذي يتضمن تعليمات تنظم عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت، وشروط ترخيص المتاجر الرقمية، وآليات حماية المستهلك"، إلا أن المشكلة تكمن بحسب نجم في أن هذا القانون ما يزال غير مفعل بشكل جاد، ولم يُطبق على نطاق واسع، ما يجعل الغالبية العظمى من هذه الأنشطة تعمل في منطقة غير منظمة قانوني.

ويرى نجم أن هذه المشاريع، رغم بساطتها، تؤدي دورا مهما في تخفيف نسب البطالة، وتعزيز ثقافة العمل الحر، وتمكين الأفراد اقتصاديا، لكنها تظل محصورة في القطاع غير الرسمي، ما يقلل من أثرها على الناتج المحلي الإجمالي، ويجعلها عرضة للتقلبات والمخاطر.

ويشدد على أهمية دمج هذه الأنشطة ضمن خطة وطنية تنموية شاملة، تضمن تسهيل إجراءات الترخيص والتسجيل، وتوفير بيئة ضريبية مرنة، إلى جانب منح الحماية الاجتماعية لأصحاب هذه المشاريع. فالمطلوب ليس فقط تنظيم السوق الإلكتروني، بل تحفيز نموه وتحويله إلى مورد ثابت ومستدام للاقتصاد العراقي.

تجارة تحقق مردودا ماليا جيدا

من جهتها، تقول اسيل عبد الكريم، شابة قررت ترك وظيفتها كمحاسبة في الاسواق والمولات التجارية، وفتح متجر الكتروني، إن قرارها بالاستقالة لم يكن سهلا، لكنه كان ضروريا: "بعد أن شعرت بأن العمل في تلك البيئة لم يكن يقدر جهودي، ولا يوفر لي أبسط مقومات الأمان المهني، كالتأمين الصحي أو الضمان الاجتماعي".

وتوضح عبد الكريم، أنها رغم التزامها في وظيفتها السابقة، كانت تشعر بالإحباط نتيجة غياب التقدير وغياب فرص التطور، مضيفة انها تعمل لساعات طويلة تحت ضغط مستمر، دون وجود حماية حقيقية أو مستقبل مهني واضح، "وهذا ما دفعني للتفكير ببدائل تعكس شغفي وتحقق لي مردودًا أفضل".

وتتابع أنها قررت دخول عالم التجارة الإلكترونية، حيث أطلقت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، متخصصة بجلب الملابس من موقع "شي إن"، والبدء بعرضها عبر بث مباشر تتواصل فيه مع الزبائن، وتعرض القطع بنفسها، مع شرح مفصل حول الخامة، القياسات، وطريقة التنسيق، مؤكدة أن الأرباح التي بدأت تحققها من هذا المشروع فاقت بكثير ما كانت تتقاضاه من عملها السابق، بل وتمكنت خلال فترة قصيرة من بناء قاعدة عملاء واسعة وثقة متزايدة من المتابعين.

******************************************

الصفحة الخامسة

قاعات الانتظار تغصُّ بالمراجعين مستشفى {ابن الهيثم}.. زحام شديد ومواعيد بعيدة

بغداد - عماد شريف

"ما أن تطأ قدماك مبنى المستشفى وتشاهد الأعداد الكبيرة للمراجعين والزحام الشديد على غرف الأطباء الاختصاصيين - وهي مرقمة بالتسلسل من ١ الى اكثر من ٢٠ غرفة - حتى تطغى الغشاوة على عينيك وتشعر بالإحباط الشديد مما ستعانيه في قادم الأيام. فالمسألة ليست بالأمر الهين واخذ موعد من احد الأطباء لا بد أن يمر عبر سلسلة طويلة من المراجعات والتأجيل. إذ تبدأ الخطوة الأولى بمرورك على غرفة (لجنة المواعيد)، ولمجرد أن يخبروك باسم الطبيب الاختصاصي الذي يُفترض بك مراجعته، سيطلبون منك العودة بعد 3 اسابيع لإكمال خطوة الألف ميل"!

بهذه الكلمات يبدأ الكاسب أبو أحمد حديثه لـ"طريق الشعب"، عن تجربته العلاجية في "مستشفى ابن الهيثم" التعليمي للعيون في بغداد.

ويضيف قوله: "في هذا المكان تبدأ رحلة المواعيد والعذاب. حتى تُجرى لك العملية، عليك ان تنتظر وقتا طويلا وتتابع موعدا مؤجلا باستمرار، لا يقل عن سنة، كما هو مثبّت في جدول المواعيد"، مبينا أنه "أقف في طابور طويل كي ادخل الى غرفة الطبيب الاختصاص وأخضع للفحص. يصطف أمامي العشرات من المراجعين، معظمهم من الفقراء الذين لا قبل لهم بأسعار أطباء القطاع الخاص والمستشفيات الأهلية".

ويعتبر "مستشفى ابن الهيثم"، المؤسسة الصحية الحكومية الوحيدة في العراق، المتخصصة في علاج أمراض العيون وجراحتها. وبالرغم من أهميته، إلا أنه يعاني مشكلات عديدة ويواجه تحديات تؤثر على عمله، ومنها الازدحام الشديد الذي يشهده باستمرار بسبب كثرة أعداد المراجعين مقابل الطاقة الاستيعابية الضعيفة للمستشفى، ما يتسبب في إرباك إداري ويؤثر على جودة الخدمات.

ويرى مراقبون أن هذا المستشفى، كي يتمكن من تقديم خدماته بشكل انسيابي، يحتاج إلى توسعة وتطوير في البنى التحتية والمستلزمات والأجهزة الطبية والعلاجات، مشددين على أهمية بناء مستشفى مماثل في جانب الكرخ من بغداد كي يمتص قسما من الازدحام الشديد في "ابن الهيثم"، فضلا عن بناء مستشفيات متخصصة في طب العيون في بقية المحافظات.

ومن خلال مشاهدات مراقبين ومواطنين، فإن هناك فرقا واضحا بين طموح أطباء المستشفى - وجلهم من الكوادر الطبية الجيدة - والواقع الصحي البائس، الذي لا يقتصر فقط على هذه المؤسسة، بل ينسحب على معظم المؤسسات الصحية. فيما يشكل ضغط المراجعين الذين يأتون إلى "ابن الهيثم" من مختلف محافظات البلاد، إرباكا شديد في عمل الكوادر الطبية، الأمر الذي يتعارض علميا وعمليا مع وظيفة هذا المرفق الصحي المهم.

معاناة كبيرة

من جانبه، يتحدث المواطن أحمد الغزي عن "معاناة كبيرة لا يمكن وصفها" يواجهها خلال مراجعته "مستشفى ابن الهيثم"، موضحا لـ"طريق الشعب" أنه بالإضافة إلى الازدحام الشديد وتأخر المواعيد، يعاني المستشفى قلة الكادر الطبي المتخصص.

فيما يلفت إلى أن قاعات الانتظار "خانقة بائسة، لا يمكنها استيعاب الأعداد الكبيرة للمراجعين، ما يضطر الكثيرون منهم، وفي ضمنهم كبار سن ومرضى، إلى الانتظار في الحديقة، وحتى في الشارع خارج مبنى المستشفى"!

جشع طبي! 

في السياق، تنقل "طريق الشعب" عن مريض طلب عدم ذكر اسمه، القول أن "مشكلة هذا المستشفى لا تكمن فقط في نقص الأطباء وضعف البنى التحتية، إنما في جشع بعض الأطباء. فلمجرد أن تخبرهم بأنك تريد إجراء عمليتك في الجناح الخاص، تزول العوائق أمامك، ويُحدد لك موعد قريب"، مشيرا إلى أن "أجور الجناح الخاص في (ابن الهيثم)، أقل مما في مستشفيات القطاع الخاص. فمثلا يبلغ معدل أجر إجراء عملية العين البسيطة في جناح المستشفى الخاص، نحو 400 ألف دينار، بينما يصل الأجر في المستشفيات الأهلية إلى مليون دينار. وهذا فرق كبير. وبالرغم من ذلك، تبقى تكاليف العمليات مرتفعة، لا يقوى عليها الفقراء وذوو الدخل المحدود، ما يضطرهم إلى التوجه للجناح العام، وتحمّل فترات انتظار طويلة قد تسبب لهم مضاعفات صحية خطيرة".

فحوصات وسط الفوضى!

أم خالد، امرأة مسنة تراجع المستشفى برفقة ابنها. ولأنها تعاني مشكلات في النظر، تكاد تسقط على الأرض وهي تشق طريقها بصعوبة بالغة بين المرضى المزدحمين للوصول إلى غرفة الطبيب.

يقول ابنها خالد لـ"طريق الشعب" أن "النظام في المستشفى يبدو مفقودا، وعلى المسؤولين هناك أن يجدوا حلا لهذه المأساة".  ويتساءل: "كيف يستطيع الطبيب ان يفحص المراجعين بدقة، ويشخّص حالاتهم المرضية ويصف لهم العلاجات وسط غرفة مكتظة خانقة؟!"، مستغربا من "تجمع المرضى حول جهاز فحص العيون بينما يُجرى فحص لمريض واحد".  ويشير إلى أن "كثرة أعداد المراجعين، وما يسببه ذلك من فوضى، يُربك عمل الأطباء. والغريب في الأمر، هناك من المرضى مَن يجلب معه أكثر من مرافق، وبعضهم يجلب أطفاله وكأنه خارج في نزهة"!

سوء التوزيع الجغرافي للمستشفيات التخصصية

لا تنكر الكوادر الطبية مشكلة ضعف القدرات الاستيعابية للكثير من المستشفيات التخصصية في البلاد. وفي هذا الصدد يقول الطبيب د. واثق عبد القادر، أن "مستشفياتنا كانت وما زالت تعاني اختناقات شديدة. إذ ان طاقاتها الاستيعابية محدودة، تضاف إلى ذلك محدودية الأجهزة الطبية وسوء التوزيع الجغرافي لتلك المؤسسات، حيث يتمركز معظمها في العاصمة".

ووفقا لمراقبين، فإنه يتطلب من الجهات المعنية السعي الجاد إلى تحقيق الهدف الأساس من المؤسسات الصحية، عبر تطوير بناها التحتية بما يتناسب والكثافة السكانية لكل منطقة، لا سيما أن الكثير من مباني تلك المؤسسات متقادم ومتهالك، وبعضه آيل للسقوط.

ويشعر المواطنون بوجود تقصير حكومي واضح تجاه القطاع الصحي، رغم اهميته الكبيرة. ويرى كثيرون أن بناء المزيد من المستشفيات ليس أمرا بطرا أو حاجة كمالية، إنما ضرورة ملحة، خاصة أن الكثيرين من أبناء الشعب يعانون أمراضا مزمنة، ومنها أمراض العيون.

*****************************************

مركز غسل الكلى في كركوك يواجه تحديات يومية

متابعة – طريق الشعب

يواجه "مركز الأمل" لغسل الكلى في كركوك، تحديات يومية كبيرة تتعلق بضعف طاقته الاستيعابية ومحدودية موارده. حيث يُقدم خدماته لأكثر من 500 مريض يوميا، موزعين بين مراجعين دائمين من مركز المدينة والأقضية والنواحي القريبة، وآخرين من خارج المحافظة، فضلا عن حالات طارئة.

ورغم وجود فرع ثانٍ للمركز في قضاء الحويجة، إلا ان الضغط الأكبر يقع على مركز كركوك، الذي يستمر في تقديم الخدمة وتنظيم العمل على مدار الساعة، ما جعله محط إشادة وتقدير من المرضى وذويهم بشأن نوعية الرعاية المقدمة، إلا أن ضيق المساحة وعدم توفر أماكن شاغرة أحيانا، يضطران بعض الحالات الطارئة إلى الانتظار، الأمر الذي دفع إدارة المركز إلى وضع خطة لتوسعة البنية التحتية وزيادة عدد الأجهزة والأسِرّة بما يواكب الطلب المتزايد وتحسين القدرة التشغيلية.

في حديث صحفي، يقول مدير المركز إبراهيم خليل أن "ضغط أعداد المرضى يكبر مع وجود حالات طارئة، قد يتجاوز عددها في بعض الأحيان 10 حالات يومياً، إضافة إلى المرضى المقرر خضوعهم للغسل مسبقاً". ويوضح أن المرضى المصابين بالعجز الكلوي المزمن، يحتاجون إلى جلسات غسل أسبوعية منتظمة، لتفادي تدهور حالاتهم الصحية.

من جانبه، يقول المواطن نصر الدين نجم الدين، والد أحد مراجعي المركز، أن "الخدمات في مركز الأمل جيدة ولا يوجد أي تقصير من الكادر، ونحن نوجه شكرنا وتقديرنا للإدارة وكافة الممرضين والعاملين على ما يقدمونه من رعاية طبية متميزة للمرضى دون تفرقة أو تمييز بين شخص وآخر". لكنه يشير إلى أن مبنى المركز صغير نسبيا، ولا يستوعب الأعداد الكبيرة للمرضى، الذين يأتون من داخل المدينة ومن الأقضية والنواحي التابعة لها، فضلا عن مناطق في صلاح الدين، ما يتسبب في حصول ضغط كبير يؤثر على إنعاش الحالات الطارئة. 

******************************************

الكثير من الأهالي عرضوا منازلهم للبيع حي في قلعة صالح بلا خدمات منذ 25 عاما

متابعة – طريق الشعب

يعاني حي المذار في قضاء قلعة صالح بمحافظة ميسان، منذ أكثر من 25 عاما، واقعا خدميا متدهورا في ظل غياب المعالجات الحكومية واستمرار الإهمال، ما دفع العديد من سكانه إلى التفكير في الانتقال إلى مناطق أخرى. حيث عرضوا منازلهم للبيع. 

ويضم الحي الذي تأسس قبل أكثر من عقدين، دوائر رسمية مهمة عديدة، مثل مركز الطوارئ ومحكمة قلعة صالح ودائرتي الماء والمجاري، فضلا عن مبنى مركز شرطة جديد شارف على الاكتمال. وبالرغم من ذلك، لا يزال الحي يفتقر لأبسط مقومات الحياة، في وقت تحولت فيه شوارعه الترابية إلى مكبات للنفايات والمخلفات الطبية والحيوانات النافقة. وفيما يثير هذا التناقض قلق الأهالي ويدفع إلى تصاعد المناشدات الشعبية، يؤكد قائم مقام قضاء قلعة صالح، أن خدمات كثيرة وصلت الحي خلال السنوات الأخيرة، أبرزها مشاريع ماء وكهرباء ومجار، ضمن خطة تطوير البنى التحتية، مشيراً إلى تخصيص 5 مليارات ونصف المليار دينار ضمن موازنة عام 2024، لاستكمال أعمال التبليط والإنارة وإنشاء الساحات العامة.

في حديث صحفي، يقول المواطن كاظم المالكي، أن "حي المذار منذ تأسيسه حتى اليوم، لا تزال ظروفه الخدمية نفسها، لم يطرأ عليها أي تحسن يُذكر"، معتبرا ما يحدث "تجاهلاً ممنهجاً يشبه الحرب النفسية ضد أبناء القضاء".

ويطالب المالكي بإجابة صريحة عن تساؤلات الأهالي في شأن عدم تنفيذ المشاريع "حيث يتكرر في كل عام الحديث عن إدراج المشاريع، دون تنفيذ فعلي. علماً أن ما نطالب به يعد من أبسط حقوقنا".

ويؤكد أن "واجهة الحي باتت ممتلئة بالنفايات. حيث يقوم أصحاب المحلات والقصابون برمي كل شيء فيها، حتى المستشفى يلقي النفايات الطبية من سرنجات وإبر في الأماكن المكشوفة، ووصل الأمر إلى حد وجود حيوانات ميتة بين أكوام النفايات، دون أي رقابة أو تدخل بلدي"، مشيرا إلى ان "ما يدعو للسخرية والأسف في وقت واحد، هو أن دوائر حكومية عديدة موجودة في هذا الحي، بدءاً من النادي الرياضي، ومركز الإطفاء الثاني، ودائرة كهرباء قلعة صالح، وصولاً إلى دائرتي الماء والمجاري، ومديرية البلدية، ومدرستين، ومركز الطوارئ، ومحكمة القضاء، ومركز الشرطة الذي شارف على الاكتمال".

ويأمل المواطن أن تلتفت الجهات المعنية إلى هذه المنطقة، وتضع حداً للواقع الصعب الذي تعيشه.

من جانبه، يقول القائم مقام علي حيدر، أنه "وصلتنا مناشدات عديدة بخصوص حي المذار، وهو حي جديد ونأمل أن يكون نموذجياً في المستقبل"، مبينا في حديث صحفي أنه "نقلنا العديد من دوائر الدولة إلى هذا الحي، وتمت خدمته في قطاعين أساسيين".

ويضيف قوله: "في عام 2022، أنشئ مجمع ماء بكلفة بلغت مليارين ونصف المليار دينار، وفي عام 2023 تم تنفيذ مشروعي الكهرباء والمجاري، واللذين نعدهما من ركائز البنى التحتية"، متابعا القول: "والآن، وبعد اكتمال هذه البنى، من المقرر أن تبدأ أعمال التبليط وإنشاء الأرصفة. حيث سيتم إنجاز الحي بشكل كامل خلال هذه الفترة".

******************************************

اگول.. رفع البسطات دون بدائل يفاقم البطالة

عامر عبود الشيخ علي

قبل أيام شنت أمانة بغداد بالتعاون مع القوات الأمنية، حملة واسعة لرفع تجاوزات البسطات عن الأرصفة في عدد من المناطق التجارية الحيوية في العاصمة، مثل الباب الشرقي والشورجة والكرادة والمنصور. وتأتي هذه الحملة في إطار مساعي الأمانة لإعادة تنظيم المدينة وتحسين انسيابية حركة المرور وسير المشاة، وهو ما يعد خطوة إيجابية مرحبا بها.

لكن ما غاب عن تفكير الجهات المنفذة هو البعد الاجتماعي والاقتصادي لهؤلاء الباعة. فالبسطات التي تم رفعها ليست مجرد تجاوزات، بل هي تمثل مصادر معيشة لمئات المواطنين، معظمهم من الشباب والخريجين الذين لم يجدوا فرص عمل في ظل الاقتصادي الريعي، وغياب الدعم الحكومي للقطاعات الصناعية العامة والخاصة.

إن رفع البسطات دون توفير بدائل مناسبة، مثلا تشييد أسواق شعبية منظمة أو مجمعات تجارية مخصصة للباعة المتجولين، يعني دفع هؤلاء إلى سوق البطالة، وتركهم وعائلاتهم بلا مورد للعيش. ويثير هذا الإجراء تساؤلات حول مدى عدالة تطبيق القانون، خاصة في ظل استمرار وجود تجاوزات أكبر من قبل جهات ووزارات ومؤسسات رسمية وأحزاب.

إن معالجة التجاوزات تتطلب دراسة شاملة وحقيقية تأخذ في نظر الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية. وإذا كانت الدولة عاجزة عن توفير فرص عمل كافية، فعليها على الأقل أن تضمن لهؤلاء الفقراء أماكن بديلة تحفظ كراماتهم وتؤمن لهم لقمة العيش.

 نقول، يا أمانة بغداد التنظيم مطلوب، ونحن مع رفع التجاوزات، لكن بشرط أن يتم إيجاد البدائل لأصحاب البسطات، ولا يتم ذلك الا بإعادة تشغيل عجلة الإنتاج وعودة الصناعة والزراعة الى سابق عهدهما.

****************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق مصطفى حامد، بوفاة جدته (الحاجة أم حسن)، اثر حادث مؤسف.

للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.

  • تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية في واسط، بالتعازي والمواساة إلى عائلة الفقيد الشيخ شهيب حمد الطرفة، بوفاة ولده غالب، شقيق الشيخ عدنان شهيب وابن أخ محافظ واسط الأسبق لطيف حمد الطرفة، والأستاذ عظيم، وابن عم الرفيقة سحر غني سكرتيرة رابطة المرأة العراقية في واسط.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة وجميع معارفه.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق ناجح علوان موسى الجبوري (ابو صارم)، الذي توفي اثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله ورفاقه في المقدادية الصبر والسلوان.

  • اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط تقدم التعازي والمواساة للناشط المدني قاسم بهلول التميمي، بوفاة ابنه باقر إثر حادث مؤسف.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى صديق الحزب وعضو اتحاد الادباء والكتاب في المثنى، الأستاذ يحيى عبد حمزة الدفاعي، بوفاة والدته.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

*****************************************

الصفحة السادسة

السودان..30 مليون بحاجة لمساعدات

الخرطوم - وكالات

قالت مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إديم وسورنو، إن 30 مليون شخص في السودان بحاجة لمساعدات.

ووصفت العاصمة الخرطوم بأنها أصبحت "مدينة أشباح جراء الحرب".

وقالت المسؤولة الأممية: "ما رأيته في الخرطوم كان مروعا، إنها مدينة مدمرة. بعد أن كانت مفعمة بالحياة، أصبحت الخرطوم مدينة أشباح".

وأشارت إلى أنها عملت في السودان قبل 20 عاما، وأضافت: "لم أر أي شيء مماثل خلال نحو ربع قرن من الزمن خدمت فيها مع الأمم المتحدة والعمل الإنساني في عدة مناطق متأثرة بالصراعات".

وقالت وسورنو، إن السودان يمثل "أكبر أزمة في العالم، ويضم 30 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات".

وأردفت: "ما نطلبه هو 55 سنتا يوميا لكل شخص في السودان. هذا كل شيء. عندما يُسمح لنا بالوصول الإنساني، وعندما يتوفر الأمن والسلامة والضمانات، وعندما يكون لدينا ما يكفي من الإمدادات والتمويل، سنتمكن من المساعدة".

******************************************

لبنان.. الجيش يحذر من التحركات غير محسوبة النتائج

بيروت - وكالات

حذر الجيش اللبناني، أمس السبت، من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج.

وذكر الجيش في بيان: "في ظل ما يواجهه لبنان من تحديات استثنائية في المرحلة الراهنة، ولا سيما استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته وانتهاكاته للسيادة الوطنية، إلى جانب الوضع الأمني الدقيق، ظهرت دعوات من قبل أفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بتحركات احتجاجية، ونشر مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى إثارة التوتر بين المواطنين".

وتابع: "إنّ الجيش، إذ يحترم حرية التعبير السلمي عن الرأي، لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، ويؤكد ضرورة تحلّي المواطنين وجميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا".

وخرج مناصرو حزب الله وحركة أمل لليوم الثالث على التوالي، بمسيرات احتجاجية بواسطة السيارات والدراجات النارية رفضاً لاتخاذ الحكومة قرارا بـ "حصر السلاح" بيد الدولة والموافقة على أهداف الورقة الأمريكية.

****************************************

لقاء مرتقب بين بوتين وترامب وزينلسكي يرفض قراراته

كييف - وكالات

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "أي حلول للحرب مع روسيا دون إشراك أوكرانيا ستكون ضد السلام وستؤدي إلى حلول ميتة، ولن تنجح أبداً".

وجاء حديث زيلينسكي تعليقا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة المقبل بولاية ألاسكا، لبحث اتفاق نهائي بين موسكو وكييف من أجل وضع حد للحرب المستمرة.

وكتب زيلينسكي على مواقع التواصل أن أوكرانيا مستعدة لحلول حقيقية يمكن أن تحقق السلام، لكنه أضاف أن أي حلول دون كييف ستكون حلولا ضد السلام.

وقال زيلينسكي إن وحدة أراضي أوكرانيا، المنصوص عليها في الدستور، يجب أن تكون غير قابلة للتفاوض، مؤكداً أن السلام الدائم يجب أن يتضمن صوت أوكرانيا على طاولة المفاوضات.

******************************************

الصهاينة ينكّلون بالأسرى الفلسطينيين بالصعق الكهربائي خطة احتلال غزة تواجه رفضاً أوروبياً وعربياً وحماس تحذر

متابعة – طريق الشعب

قالت مصادر دبلوماسية، إن جلسة الأمن الدولي المتعلقة ببحث قرار الاحتلال الصهيوني باحتلال مدينة غزة، تأجلت إلى اليوم الاحد، رغم موافقة كل الدول الاعضاء سوى الولايات المتحدة التي لا تريد عقده!

وتشرع القيادة الصهيونية إلى وضع خطة عاجلة من أجل احتلال غزة بالكامل، وهذا ما قوبل بالرفض الواسع على الصعيدين الدولي والعربي.

يحذر وينفذ!

ورغم تحذير رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير سابقاً من قرار احتلال غزة واعتبره "فخ استراتيجي" ستنهك الجيش وتعرض حياة الأسرى للخطر، لكنه قال أمس، إن " الجيش بدأ التحضيرات لتنفيذ خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة كاملا"

وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن "زامير أكد خلال لقائه جنودا يخدمون في غزة أن التحضيرات تجري "لتنفيذ الخطة الجديدة بأعلى مستوى وعلى كافة الصعد"، وأن "الجيش يتعامل حاليا مع الخطة الجديدة، وسينفذ المهمة بأفضل طريقة كما في كل مرة".

وفي وقت لاحق، حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة من أن احتلال القطاع سيؤدي إلى مقتل الأسرى وسقوط مزيد من الجنود.

ما هي الخطة؟

وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها الفلسطينيين البالغ عددهم قرابة مليون نسمة باتجاه الجنوب، ثم تطويق المدينة، وتنفيذ عمليات توغل داخل مراكز التجمعات السكنية.

وذلك قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية المتضمنة احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.

ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87 في المائة من مساحة القطاع باتت بالفعل اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له "تداعيات كارثية".

مستعدون لصفقة كاملة

وحذرت حركة حماس، أمس السبت، مما وصفتها بمغامرة احتلال قطاع غزة بكامله، وقالت إن "ذلك سيكلف أثمانا باهظة للصهاينة".

وذكرت حماس في بيان: "قدمنا كل المرونة عبر الوسيطين المصري والقطري لإنجاح وقف إطلاق النار". وتابعت: "مستعدون لصفقة شاملة للإفراج عن جميع أسرى الاحتلال بما يحقق وقف الحرب وانسحاب قوات العدو".

وأكدت الحركة في بيانها: "نحذر الاحتلال من أن احتلال مدينة غزة مغامرة ستكلفه أثمانا باهظة ولن تكون نزهة". واضافت، "شعبنا ومقاومته عصيان على الانكسار أو الاستسلام.. وستبوء خطط نتنياهو وأوهامه بالفشل".

والجمعة أظهر استطلاع لصحيفة معاريف العبرية، معارضة 46 في المائة من الاسرائيليين هذه الخطة، وفيما أيد 32 منهم فقط، ولم يحسم 22 في المائة موقفهم منها.

إدانة دولية

ودانت دول عربية منها العراق والسعودية ومصر والاردن، هذه الخطة، فيما أدان وزراء خارجية أستراليا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وبريطانيا بشدة القرار.

وقال الوزراء في بيان مشترك "الخطط التي أعلنتها حكومة إسرائيل تنذر بانتهاك القانون الإنساني الدولي" وأضاف البيان "نحن متحدون في التزامنا بتنفيذ حل الدولتين من خلال مفاوضات".

فيما تعتزم إيرلندا المضي قدما في تمرير تشريع لحظر استيراد البضائع من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.

لا خطة للاعتراف بفلسطين

قال جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، إن "الولايات المتحدة ليس لديها أي خطط للاعتراف بدولة فلسطينية، وسط تحركات من دول غربية للاعتراف بدولة فلسطين".

وأضاف، في تصريحات صحفي خلال زيارة بريطانيا لبحث الأوضاع في غزة والشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا "ليس لدينا أي خطط للاعتراف بدولة فلسطينية، ولا أعرف ما الذي يعنيه الاعتراف بدولة فلسطينية حقا بالنظر إلى عدم وجود حكومة فاعلة هناك".

حرب نفسية وتنكيل

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إن "إدارة سجن جلبوع شمال إسرائيل، تعذب الأسرى بصعقات كهربائية، كما حذرت من حرب نفسية تمارسها إدارة سجن عوفر وسط الضفة الغربية المحتلة ضد الأسرى".

وذكرت الهيئة في بيانين منفصلين، أن "إدارة سجن جلبوع رفعت وتيرة تعذيب الأسرى والانتقام منهم، وأنها باتت تستخدم مؤخرا الصعقات الكهربائية المؤلمة والموجعة خلال اقتحامها لأقسام وغرف الأسرى الفلسطينيين".

وكشفت الهيئة أنه يجري اقتحام أقسام السجن بوحدات القمع الخاصة، بحجة التفتيش، حيث يتم تقييد كافة الأسرى من أيديهم وأقدامهم وإخراجهم لساحة المعتقل وهناك يباشر عناصر الوحدة ضربهم وإهانتهم.

******************************************

حزب الشعب الفلسطيني: ندين قرارات تكريس احتلال غزة

القدس – طريق الشعب

أعرب حزب الشعب الفلسطيني عن إدانته الشديدة لقرارات حكومة الاحتلال والإرهاب الاسرائيلي، القاضية بتوسيع وتكريس احتلال قطاع غزة بالكامل، والعمل على تهجير ما يقارب مليون فلسطيني بالقوة العسكرية من مدينة غزة وشمال القطاع.

وقال حزب الشعب في بيان، أن "هذه القرارات تعتبر جريمة حرب إضافية تندرج ضمن الحرب الوحشية الممنهجة والمفتوحة على شعبنا لتهجيره من أرض وطنه وتصفية قضيته الوطنية برمتها".

واشار إلى أن "حكومة الاحتلال الفاشية لا يمكن أن تتخذ مزيدا من قرارات التصعيد العدوانية لتوسيع وتكثيف واستمرار حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا وتجويعه وتعطيشه وحصاره وحرمانه من أبسط مقومات العيش، وممارسة اعتداءاته وجرائمه المختلفة في الضفة الغربية، لولا الدعم الأمريكي المطلق لها وحتى الشراكة في هذه الحرب، ولولا استغلال منظومة الاحتلال حالة الصمت والعجز الدولي ونفاق تواطؤ عديد من القوى الإمبريالية والنظم الرجعية، والاستفادة من حالة الانقسام والتشتت الفلسطينية وغياب خطة سياسية وإرادة عمل كفاحية موحدة".

ودعا الحزب جميع القوى والفصائل الفلسطينية كافة إلى سرعة تحمل المسؤولية الوطنية التاريخية من أجل إزالة جميع المعوقات والعراقيل التي تحول دون إنهاء الانقسام وتوحيد كل الطاقات والجهود، وصولاَ لأوسع وأصلب وحدة فلسطينية واعتماد خطاب وخطة وطنية موحدة لمواجهة حرب الاحتلال وجرائمه، وإفشال مخططاته الاستعمارية والفاشية، وفي مقدمتها خطر التهجير والتطهير العرقي لشعبنا، ودعم وتعزيز صموده على أرضه".

******************************************

أمن زائف وصفقات سرية الدكتاتورية في السلفادور تكشر عن أنيابها

رشيد غويلب

لقد أثار نشر تقارير عن تواطؤ بين عصابات إجرامية والرئيس نجيب بوكيله. قلق الرئيس السلفادوري، فقبل هذه المقابلة كان الرئيس وجهازه الخاص مسيطر على تدفق المعلومات إلى الرأي العام، بالإضافة إلى ذلك وخلال أسبوع النشر، فقد السيطرة على تفسير الأحداث. أولاً، في نهاية نيسان، انهار طريق سريع يربط ثلاث مقاطعات بالعاصمة. أدى ذلك إلى أزمة في النقل، حيث لم يتمكن العديد من العمال من الوصول إلى مواقع عملهم مما أثار غضب قطاعات من السكان. ثانيًا، في نفس الأسبوع، تم اكتشاف حاوية كوكايين في بنما، مخبأة في عبوات قهوة قادمة من السلفادور تم شحنها إلى بلجيكا عبر ميناء سلفادوري. لقد ادعى وزير الدفاع لاحقًا أن السفينة أوقفت في أعالي البحار فقط وكانت محملة بالكوكايين من قبل أفراد أرادوا تشويه صورة السلفادور. في خضم هذه الأزمة الحكومية.

أهمية التحقيق

لأول مرة، تحدث زعيما عصابتين أمام الكاميرات عن دعمهما للرئيس منذ عام 2014، عندما ترشح بوكيله حينها لمنصب عمدة العاصمة سان سلفادور. فاز بمساعدة تهديد العصابات بقتل الناخبين إذا لم يصوتوا لصالحه. في المقابل، تلقى زعماء العصابات ربع مليون دولار أمريكي من فريق حملة الرئيس. بالإضافة إلى تنازلات قدمت في السجن لأعضاء العصابات، ولاحقا الإفراج المبكر عن زعماء العصابات، على الرغم من إعلان حالة الطوارئ رسميًا في عام 2022 بسبب عنف العصابات، والتي تم تمديدها مرت عديدة وما تزال سارية المفعول. إنها سياسة غريبة. على مدى السنوات الثلاث الماضية، استثمرت الحكومة بكثافة في مكافحة الجريمة والعصابات. وتدعي أنها فككت هذه العصابات. ولكن في خضم كل هذا، أطلقت سراح زعماء العصابات، الذين تحدث بعضهم أمام الكاميرات.

كانت هناك أدلة بسابقة. لقد أظهرت وثيقة حكومية أن رجال الرئيس زاروا سجن شديد الحراسة، أكثر من مرة، لعقد صفقات مع زعماء العصابات، سواء فيما يتعلق بخفض جرائم القتل أو بالحد من عنف الشوارع، كما كانت هناك تقارير حول صلات بين العصابات والحكومة، لكن هذه المعلومات جاءت في سياق تقارير مطولة نشرت على الانترنيت. في التحقيق المشار اليه تحدث زعيما عصابتين، أحدهما يُظهر وجهه، والآخر يُعرف بأنه الزعيم التاريخي لعصابة "باريو 18". لقد مثل التقرير انقلابا صحفيا.

وكشف التحقيق عن الاتفاقات، وعن نظام فساد معقد للغاية تديره الحكومة ونوابها. بعد النشر، خلع الرئيس قناعه نهائيًا. وهو الآن يصف نفسه بالديكتاتور علانيةً، غير مكترث بما يعتقده العالم. لقد بدأ في استخدام المزيد من العنف علانيةً ضد الصحفيين، ولكن أيضًا ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، وضد الأشخاص الذين يعملون وينظمون السكان. لقد كانت هناك احتجاجات ضد هذا السلوك. وردت الحكومة لأول مرة منذ اتفاقية السلام لعام 1992 بنشر الشرطة العسكرية، وهي قوة غير مسؤولة قانونًا عن ضبط النظام العام والأمن، لأن هذه المهام مسؤولية حصرية للشرطة المدنية. بهذا، أكد الرئيس استعداده لتكثيف القمع باستمرار، وأنه لم يعد يتسامح مع النقد. وهذا يتجاوز أي شيء تم فعله من قبل.

موت الديمقراطية

منذ عام 2024، سيطر حزب الرئيس، "أفكار جديدة"، على 54 مقعدًا من أصل 60 مقعدًا في البرلمان. يُوافق أعضاء البرلمان على جميع مشاريع القوانين، وتتبع المحكمة العليا الرئيس دون رقابة. لقد ماتت الديمقراطية في السلفادور. في 9 شباط 2020، احتلت الشرطة والجنود البرلمان. كانوا يرافقون الرئيس، الذي كان يحاول إجبار نواب المعارضة على الموافقة على المزيد من القروض لتوسيع جهاز الأمن. كانت هناك استراتيجية وراء ذلك: لم يكن الهدف مهاجمة نواب الأحزاب الأخرى بشكل مباشر، بل تعزيز مشروعه السياسي في الانتخابات المقبلة في عام 2021. وقد منحت هذه الانتخابات حزبه أغلبية الثلثين في البرلمان. وبهذه السلطة، عزل قضاة المحكمة الدستورية الذين عارضوه في السابق. وأعاد تشكيل المحكمة العليا وأقال المدعي العام الذي كان يحقق في فساد حكومي. أخيرًا، تم ترشيح الرئيس لولاية رئاسية جديدة في عام ٢٠٢٤، رغم وجود ستة مواد أساسية في الدستور تحظر إعادة الانتخاب.

تخادم السلطة والعصابات

إذا انتهك رئيسٌ جميع الأعراف الديمقراطية بإرادته وتمكن من البقاء في السلطة مهما كلف الأمر، فهذه ديكتاتورية. يبدو أن أكثر استطلاعات الرأي موثوقية تُظهر أن نسبة تأييد الرئيس ما زالت تتجاوز 80 في المائة، بعد أن كانت في البداية 97 في المائة. لقد نجح الرئيس بواسطة صفقات سرية وصفقات مشبوهة، في تفكيك العصابات التي قمعت السلفادور على مدار الثلاثين عامًا الماضية. لقد مثلت هذه الصفقات تُقايض المنافع الاقتصادية بمكاسب انتخابية، وهو ما يستحق الإدانة.

يُعدّ الأمن قضيةً جوهريةً في البلاد، وهي قضيةٌ غائبةٌ منذ سنوات. ولذلك، اعتاد السكان حكومة قمعية تُتيح لهم نظريًا العيش بسلام. لقد أكسب الرئيس تركيزُه على المشكلة الرئيسية في البلاد دعمًا واسع النطاق. ولذلك، قلّما يتحدث الناس عن انتهاكات حقوق الإنسان، أو طرد الصحفيين، أو الهجمات العلنية على المدافعين عن حقوق الإنسان. وهذا يسمح له بالحكم بثقةٍ وراحة. كما سمح له بإهمال الاحتياجات الأساسية كالاستثمار في التعليم والرعاية الصحية. علاوةً على ذلك، يجهل الكثيرون آلية عمل المعايير الديمقراطية، مثل فصل السلطات الذي يضمن التوازن الديمقراطي. ولذلك لن  يتنازل الرئيس طواعيةً عن سلطته، بل سيزيل أي شيءٍ قد يُهدد قبضته على السلطة.

*********************************************

الصفحة السابعة

إبراهيم الحريري.. الصحفي الشيوعي اللامع

د. مزاحم مبارك مال الله

من عرف وتعرف على الشيوعية ومبادئها وفلسفتها ونهجها فهو أمر يعد نصف الحقيقة والنصف الآخر كان مكنوناً في ثنايا وخصال وسلوك وتفكير وطموحات كل شيوعية وشيوعي ومنهم الراحل الصادق الأمين مع نفسه ومع حزبه وشعبه.. إنه الراحل إبراهيم الحريري.

حمل الراحل الكبير إبراهيم الحريري هموم الشعبين اللبناني والعراقي وما بينهما.. الشعب اللبناني فقد ولد في احضانه من أب عراقي وأم لبنانية في مدينة بيروت عام 1937 وبقي فيها إلى ان بلغ الثالثة عشر من العمر حيث هاجر وعائلته إلى العراق عام 1950.

امتهن الصحافة وعمل في جريدة "اتحاد الشعب" نهاية الخمسينيات من القرن الماضي إضافة إلى نتاجاته في الصحف اللبنانية والعراقية الأخرى.

انتمى مبكراً إلى الحزب الشيوعي متأثرا بأخواله (أحدهم كان عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني) ونشط من خلال الحزب الشيوعي العراقي، فطورد من قبل السلطات الملكية العراقية وكذلك من قبل الأنظمة الدكتاتورية اللاحقة وتم اعتقاله في انقلاب 8 شباط 1963 وتعرض للتعذيب الشديد على ايدي جلاوزة وقطعان الحرس القومي، علماً انه يعود بالمصاهرة مع الشهيد الخالد جلال الأوقاتي قائد القوة الجوية ابّان ثورة 14 تموز الخالدة.

ويقول أديبنا الراحل: "ان أول محاولتين ناضجتين في الكتابة كانتا بين عامي 1952و1953 وبين عامي 1955و1956". اشتهر بعموده الساخر والذي كان يكتبه تحت أسماء مستعارة (زكور، أبو عمشة، حمدان.. الخ).. كتب القصة القصيرة وله روايات ذات طابع خاص في نظرته للحياة وديناميكيتها مثل الاغتيال والانقلاب.

كان الراحل منفياً إلى بدرة عام 1956 وقد أصدر مع منفيَين آخرَين هما عبد الزهرة العيفاري وعلي تايه، نشرة حائطية اسموها (الأخبار) والتي ما لبثت السلطات ان منعتها واستولت على كل اعدادها.

عام 1959 التحق بصحيفة "اتحاد الشعب" كمخلص للعرائض ومحرر في الصفحة العمالية ثم مسؤولاً عنها وعضواً في هيئة التحرير وقد ظهرت "حكايات حمدان" وكان يوقعها باسم "صديق حمدان" وهي بالواقع شخصية حقيقية اسمه "غيدان" عامل النسيج الذي كان قد تعرف عليه الراحل إبراهيم الحريري في ورشة للنسيج اليدوي. غادر العراق إلى بيروت حيث نشر الكثير من نتاجاته في مجلة الهدف وصحيفة النداء اللبنانيتين.

عاد إلى العراق عام 1974 والتحق بجريدة طريق الشعب، والتي راح ينشر فيها تحت اسم زكور وأبو عمشة وكان عموده ساخراً موجعاً جداً. غادر في أوائل 1979 مرغماً إلى منفاه الجديد واستمر بالكتابة والنشر تحت اسم زكور حتى أوائل التسعينيات عندما بدأ ينشر في صحافة الحزب وصحافة المنفى باسمه الصريح.

نشر في الصحافة الكويتية قصصا ناضجة ومنها قصة (ايه أيها البحر العظيم/ نشرت في صحيفة صوت الخليج الأسبوعية) والتي تحولت إلى فلم (بس يا بحر) ولكن باسم آخر.. والفلم تدور احداثه حول معاناة الغطاسين جامعي اللؤلؤ وعدم وجود قانون يحميهم ويؤمن الحياة لعائلاتهم إذا حدث لهم مكروه. ونشر كذلك في مجلة الطليعة الكويتية مسرحية شعرية. وتعد قصته القصيرة "الولادة" عام 1969هي التي كرسته إلى هذا النوع من الادب الهادف (على حد تعبيره).

ويقول الراحل الحريري في مقابلة صحفية: "دخلت الصحافة من باب الحزب – وأخذت من الصحافة الكثير وأخذت مني الكثير".

بعد زوال النظام عام 2003 وانطلاق طريق الشعب العلنية مرة أخرى كان يكتب الحريري عموده "من التنور". وكان عموداً مقروءاً رائعا فيه الكثير من الأرشيف العياني (إن صح التعبير) عن أحداث مرت بالحزب واستذكارا لرفاق أصبحوا ضمن قافلة الخالدين في المسيرة الشيوعية الظافرة.

التقيته مرات عدّة في بناية طريق الشعب في ابي نؤاس وفي يوم وانا اهم بإيصال مقالي الطبي إلى هيئة التحرير التقيته على درجات أحد السلالم وهو يحمل بيده شيئاً يخصني وكان فرحاً مبتسماً وقال. "دكتور كل التهاني هذه هويتك مال الجريدة ".. كانت أعظم هدية من صحفي لامع طالما أبكاني عموده "من التنور".

والتقيته مرات أخرى مبهوراً بقدرته على ركوب الدراجة الهوائية ليقول لي "هذه عندي أشرف من أرقى سيارة رئاسية في الزمن الأغبر".

كان المناضل إبراهيم الحريري مؤمناً أن للكلمة قوة التجديد والتغيير..

واختفى أبو فادي. لألتقيه عام 2017 في كندا وقد أخذت منه خطوط العمر ومظالم الحياة التي عاشها مأخذاً لتتحول كل تلك الجولات العسيرة إلى أمراض متأصلة في جسده.

امتاز الراحل الكبير بخصال الحب للحياة والناس وكل البشر، يعرض خدماته السخية أينما يكون وحيثما يحل.. عاشقاً للمساواة والعدالة، كارهاً للظلم والاستبداد.

وفي يوم من عام 2018 هاتفني: " دكتور أني نازل للعراق محتاج أي شيء؟"

مازالت كلماته ترن في اذني حينما زرناه في شقته للمرة الأخيرة قبل رحيله (رحل يوم 26 آذار 2023)، قائلاً:

" الحزب بخير فأنا بخير"

وأخر ما أقدم عليه هو تبرعه بمبلغ كبير جداً (ولعله كل مدخراته) إلى حملة بناء بيت الشعب (مقر الحزب الشيوعي العراقي) والتي انطلقت يوم 8 آذار 2023.

*****************************************

قراءة في الصحافة الشيوعية في العراق على ضوء تحليل حنا بطاطو

د. سعدي عواد السعدي

مقدمة:

تناول حنا بطاطو في مؤلفه الموسوعي "العراق: الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية" مختلف أوجه النشاط السياسي والتنظيمي للحزب الشيوعي العراقي، ومنها الدور المحوري للصحافة الحزبية كأداة للتعبئة والتنظيم والتثقيف السياسي. رغم أنه لم يفرد فصلاً خاصًا للصحافة، فإن تحليله المتناثر عبر الفصول يقدّم فهمًا عميقًا لوظيفتها في سياق الصراع الطبقي والسياسي في العراق خلال القرن العشرين.

أولاً: السياق السياسي لنشوء الصحافة الشيوعية

يُبرز بطاطو أن نشوء الصحافة الشيوعية جاء في ظل بيئة سياسية قمعية، يتسم فيها الفضاء الإعلامي بالرقابة والاحتكار من قبل الدولة الملكية ثم الحكومات الجمهورية لاحقًا. لذا، فقد تطورت الصحافة الشيوعية كجزء من النشاط السري والمقاوم، لا بوصفها وسيلة إعلامية تقليدية، بل كأداة حزبية محضة.

وقد صدرت أولى الصحف الشيوعية السرية مثل "كفاح الشعب" في ثلاثينات القرن العشرين.

ولاحقًا، أصبحت "القاعدة" (1942) الصحيفة المركزية للحزب، ثم جاءت "اتحاد الشعب" بعد ثورة 1958 كصحيفة علنية مؤقتة.

ثانيًا: الوظائف السياسية والتنظيمية للصحافة الحزبية

يرى بطاطو أن الصحافة الشيوعية العراقية لم تكن مجرد وسيلة لنشر الأخبار أو البيانات، بل كانت أداة سياسية مركزية داخل الحزب، تمارس ثلاث وظائف رئيسية:

  1. التثقيف الأيديولوجي:

الصحف كانت منصّة لتعليم المبادئ الماركسية-اللينينية، وتحليل الوضع السياسي من منظور طبقي، خاصة في ظل غياب مؤسسات تعليمية مستقلة للكوادر الحزبية.

  1. الربط التنظيمي بين القواعد والقيادة:

لعبت الصحف دورًا في نقل التوجيهات من القيادة إلى القواعد، كما ساهمت في توحيد الرؤية السياسية داخل حزبٍ يعمل في ظروف من السرّية والتجزئة التنظيمية.

  1. الدعاية والتحريض الجماهيري:

استخدمت الصحافة في حشد الجماهير للانتفاضات والإضرابات، خصوصًا بين صفوف العمّال والطلبة، وعملت على فضح السياسات الطبقية للنظام والدعوة إلى الثورة الاجتماعية.

ثالثًا: اللغة والأسلوب الإعلامي

يوضح بطاطو أن لغة الصحافة الشيوعية كانت تتسم بطابع تعبوي مباشر، يغلب عليه الخطاب الطبقي الصريح، مع استخدام شعارات راديكالية. حيث ركّزت المقالات على الصراع بين البرجوازية والبروليتاريا.

وغابت فيها اللغة المحايدة، وحضرت محلّها لغة الكفاح والنضال.

وكانت المقالات قصيرة نسبيًا، موجهة للقراء من الطبقات الكادحة، وتركّز على قضايا يومية مثل الأجور والقمع والبطالة والعدالة الاجتماعية وغيرها.

رابعاً: التحديات التي واجهت الصحافة الشيوعية

تُظهر تحليلات بطاطو كيف أن الصحافة الشيوعية واجهت تحديات بنيوية متعددة، منها:

القمع والملاحقة الأمنية:

فالطباعة والتوزيع كانا يتمّان سرًّا في ظل رقابة صارمة، وغالبًا ما كان يُعتقل العاملون في التحرير أو يُنفَون.

ضعف الموارد التقنية والمالية:

الطباعة كانت بدائية، والمحتوى يُنتج بأدوات محدودة.

صعوبة الوصول إلى الجمهور الريفي:

رغم انتشار الصحف في المدن، لم تصل بشكل فعال إلى الأرياف، بسبب الأمية، والفقر، وصعوبة النقل، ما أثّر على شمولية التأثير السياسي للحزب.

خامساً: التجربة العلنية القصيرة – جريدة "اتحاد الشعب" (1959–1960)

بعد ثورة 14 تموز 1958، حصل الحزب الشيوعي على ترخيص لإصدار صحيفة علنية هي اتحاد الشعب. يعتبر بطاطو أن هذه المرحلة كانت تجربة استثنائية من الانفتاح الإعلامي المؤقت.، حيث شهدت الصحيفة رواجًا وانتشارًا واسعًا، وكانت تطبع بعشرات الآلاف، ومثلت قفزة في الأداء الإعلامي للحزب، لكنها اصطدمت سريعًا برفض عبد الكريم قاسم لإعطاء الحزب مساحة سياسية مفتوحة.

أغلقت الصحيفة في بداية الستينيات، في إطار الصراع بين القوميين واليساريين.

خاتمة:

وفقاً لبطاطو، لم تكن الصحافة الشيوعية في العراق وسيلة إعلامية فحسب، بل كانت امتدادًا عضويًا للوظيفة السياسية الثورية للحزب. لقد شكّلت أداة لبناء الوعي الطبقي، وللتنظيم الحزبي، وللتعبير عن الهوية الأيديولوجية في ظل القمع. وبينما أثبتت فعاليتها في بعض المراحل، ظلت محدودة جغرافيًا وتنظيميًا، وعرضة دائمة للقمع والإغلاق.

*****************************************

الشهيد عبد الأمير تيمور التفاني والتحدي

كفاح حسن

تنقلت عائلة تيمور من أواسط الجزر الأندونيسية الى سواحل الخليج وصعودا حتى ميناء البصرة، ومع مجرى النهر حتى حطت رحالها بين القباب الذهبية ومدينة تحتضنها البساتين.. وفيها يلتقي الناس من مختلف الأعراق.. في خليط متجانس.. أنها مدينة الطف..

وكان حسن تيمور ضريرا ومعه عائلة كبيرة، وبعد تنقله بين عدة حرف.. أفتتح قهوة صغيرة في وسط شارع البلوش متوسطا عوينات جواد فاحص النظر الوحيد في المدينة، ودكان الأجهزة المنزلية وهوالمتجر الأول في المدينة الذي باع عارضة الأفلام السينمائية المنزلية بدون صوت.. حدث ذلك في منتصف خمسينيات القرن الماضي. ولكون المقهى كانت بعيدة عن أسواق المدينة وحركة زائريها.. أقتصر روادها على الطلبة وأبناء المنطقة.. وكان من روادها من أصبح فيما بعد من أعلام البلد من مثل الرفيق الفقيد عبد الرزاق الصافي وسعدون حمادي وعبد الباقي رضا وجليل أبو الحب وآخرين، ولكن واردات المقهى الشحيحة لم تغط مصاريف العائلة الكبيرة مما أجبر أولاده على العمل في أسواق المدينة رغم صغر سنهم، وفي مقدمتهم أبنه البكر عبد الأمير.

تمكن حسن تيمور من العثور على مكان مناسب وسط سوق العلاوي المزدحم بالناس، ليفتتح فيه مقهى صغير ليكون مكان استراحة لزائري السوق، كما يقدم خدماته للكسبة والعاملين قرب المقهى. وكان أبنه عبد الأمير هو المسؤول عن المقهى، وكان ذلك في منتصف ستينيات القرن الماضي.

وفي سوق العلاوي، بدأ أموري (عبد الأمير) يعايش ضنك العيش الذي يعانيه الكادحون الراكضون وراء لقمة العيش. وبدأ يفهم ظلم الأغنياء وجشعهم، وقادته قدماه الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي. وأصبح وقته موزعا ما بين المدرسة والمقهى والحزب.

ولكن عائلة حسن تيمور كانت تكبر، وازدادت معها تكاليف المعيشة التي لم تصمد أمامها واردات المقهى وعمل الأبناء، وكان يحث أبنه أموري في البحث عن عمل مجدي ينقذ العائلة من حافة الفقر. وهذا أمر كان معروفا للعاملين في السوق، فتوسطوا عند أبن السوق العائد توا من الدراسة العليا في الجامعات الأمريكية عبد الباقي رضا للعثور على عمل له في بناية مصرف الرافدين الرئيسية في شارع السموأل قرب شورجة بغداد.. فكانت وظيفة عامل مصعد في البناية منقذة لأموري وعائلته. وباشر فيها فورا.

وقد تم ترحيله من منظمة الحزب في كربلاء الى بغداد. وهناك كلف حزبيا في تشكيل منظمة حزبية من العمال العاملين في المصارف. ونجح في هذه المهمة في تشكيل منظمة حزبية واسعة ومتينة.

وفي يوم تموزي ساخن.. جاء عبد الباقي رضا غاضبا الى حسن تيمور.. فابنه أموري قاد أضرابا لعمال المصرف مطالبين بتحسين ظروف العمل ورفع الأجور، وتم اعتقال أموري. وأدارة المصرف تلوم عبد الباقي رضا على اختياره.

وعاد أموري الى كربلاء بعد أطلاق سراحه وسط غضب والده الشديد. فراح يتنقل بين حرف مختلفة في أسواق المدينة ومواصلا عمله الحزبي.

في أيلول 1973، بدأت طريق الشعب في أصدارها العلني. وتم تقسيم العمل في أسرتها الى عدة أقسام. وكان من ضمنها قسم الطابعة، فعرض الرفيق عبد الرزاق الصافي على أموري مهمة العمل وبأجور في هذا القسم، نظرا لما يتطلبه العمل في هذا القسم من شخصية حزبية أمينة. ودخل أموري في دورة سريعة للتعلم على قواعد الطباعة، ليلتحق بمهمته الحزبية والوظيفية الجديدة.

وقسم الطابعة وقسم المكاتب الصحفية عرفا بمكانهما المعزول عن بقية أقسام الجريدة في بناية التحرير في شارع السعدون. ويطلق عليهما (الملحق). نصل أليه في درج صغير مقابل لقسم الأرشيف وبجوار قسم التصوير، وكنا نلتقي يوميا.. أنا في طريقي الى قسم المكاتب الصحفية وأموري الى قسمه، وهو الوحيد الذي يناديني بأسمي الصريح، ويقول مبتسما أن من يحمل أسم كأسمي لا يحتاج الى اسم حركي.

وجرى ضمه حزبيا الى المنظمة الحزبية للعاملين في الجريدة، وأصبح مسؤولا عن هيئة حزبية تضم عدد من الكتاب المعروفين. وأبدى لي عدة مرات عن أحراجه من قيادة هذه الكوكبة من المثقفين، وهو بمستواه التعليمي البسيط.

تحول قسم الطابعة الى مسكن له، يصله في الصباح الباكر قبل كل العاملين، ويغادره بعد أن يغادر آخر العاملين البناية، ومهمة الطباعة التي كلف بها لا تقتصر على عمل الجريدة، بل كان يكلف بطباعة وثائق سرية لقيادة الحزب.

وفي زحمة وحيوية العمل، بدأت الغيمة السوداء تحيط بالجريدة والعاملين فيها، وطالتهم ملاحقات واعتقالات الطغمة الحاكمة، فعرضت عليه أدارة الجريدة فكرة السفر الى بيروت ومواصلة العمل من هناك، لكنه رفض ذلك رفضا قاطعا، فهو غير مستعد على ترك عائلته ومدينته وبلده، وكان جوابه لهم بأن أذهبوا أنتم، ودعوني أنتظركم هنا حتى تعودوا، فلا بد من العودة.

ولما عدنا.. عثرنا على أسمه في قوائم الشهداء الذين استشهدوا في سجون الطاغية.

مجدا لك يا رفيقي وجاري عبد الأمير تيمور..

********************************************

الصفحة الثامنة

هل وجود القوات الأمريكية في العراق شرعي؟

سالم روضان الموسوي*

القوات الامريكية التي دخلت إلى العراق بوصفها قوة احتلال، و وجودها بهذه الصفة له آثار مهمة في القانون الدولي والمواثيق الدولية، ومنها ما يتعلق بالحق بالمقاومة، إلا أن العراق والولايات المتحدة الامريكية ذهبتا إلى تقنين وجود تلك القوات باعتبارها قوات صديقة، وان وجودها بناء على موافقة العراق، وتم تنظيم اتفاقية (انسحاب القوات الامريكية من العراق وتنظيم انشطتها خلال وجودها المؤقت فيه) وبعد الاتفاق على بنود الاتفاقية، فإنها لا تعتبر نافذة في العراق ما لم يصادق عليها بموجب قانون يصدر من مجلس النواب استناداً لأحكام المادة (61) من الدستور والنصوص القانونية في قانون التصديق على المعاهدات والاتفاقيات، وفعلا تمت المصادقة بموجب القانون رقم 51 لسنة 2008 وأصبحت نافذة بعد نشرها في الجريدة الرسمية (الوقائع العراقية) العدد 4102 في 24/12/2008

لكن هذه الاتفاقية وان أصبحت نافذة، الا ان التزام العراق بها مقرون بشرط يتمثل بأجراء الاستفتاء عليها من قبل الشعب، حيث ان قانون التصديق اشترط ان يتم عرضها على الشعب العراقي عن طريق الاستفتاء الشعبي العام وعلى وفق ما ورد في نص المادة (2) من قانون التصديق والتي جاء فيها (أولاً – تعرض اتفاقية انسحاب القوات الأمريكية من العراق وتنظيم أنشطتها خلال وجودها المؤقت فيه على الشعب العراقي للاستفتاء الشعبي العام في موعد أقصاه يوم ٣٠ تموز ٢٠٠٩. ثانيًا - تنظم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عملية الاستفتاء الشعبي العام وفق مقتضيات الدستور والقانون).

ثم اعتبر التزام الحكومة العراقية بهذه الاتفاقية مقرون بنتائج ذلك الاستفتاء، فاذا نجحت ونالت نسبة التصويت الشعبي، فإنها تصبح ملزمة للحكومة العراقية، اما إذا لم تحقق نسبة التصويت المطلوبة فإنها لا تلزم الحكومة العراقية وتعتبرها متحررة من كل الالتزامات الواردة فيها وعلى وفق ما ورد في المادة (3) من قانون التصديق التي ورد فيها الاتي (تلتزم الحكومة العراقية بنتائج الاستفتاء الشعبي العام.)

وحيث ان الاستفتاء لم يتم لغاية الآن، فهل تعتبر الاتفاقية ملزمة للحكومة العراقية، ام انها تعتبر موقوفة على شرط اجراء الاستفتاء؟ وفي هذا الافتراض فان وجود القوات الامريكية وجود غير شرعي وأنها ما زالت قوة احتلال، وان العراق ما زال تحت الاحتلال، وهذا سوف يجعل من العراق دولة ناقصة السيادة لأنها ما زالت دولة محتلة، ومن ثم سوف ينعكس على جميع التزاماته الدولية ومنها عقد الاتفاقيات بما فيها اتفاقية خور عبد الله.

او قد يرى البعض تفسيرا آخر، بمعنى ان الاتفاقية ملزمة للحكومة العراقية لكن متى ما تم الاستفتاء وقضى بأسقاطها، فان العراق عند ذاك متحلل من جميع ما ورد فيها من التزام وأنها غير ملزمة للعراق، لان نص المادة (3) لم يرد فيه نص بان الاتفاقية لا تنفذ الا بعد الاستفتاء، وانما فقط بان الحكومة العراقية تلتزم بها تبعا لنتيجة الاستفتاء،

وفي الفرض الثاني نجد ان الاستفتاء حدد له تاريخ أقصاه 30/7/2009، ولم يرد فيه أي إشارة إلى جزاء عدم تنظيم الاستفتاء، وهل يعتبر الاستفتاء منتهيا ولا موجب له في حال تجاوز المدة باعتبارها مدة سقوط، وهذا يقودنا إلى فرض آخر، هل تعتبر الاتفاقية منتهية حيث لم يصادق عليها الشعب لعدم اجراء الاستفتاء عليها، باعتبار ان نطاق الاستفتاء الزمني انقضى ولا يمكن العودة اليه،

او قد يرى البعض ان هذه المدة هي تنظيمية وليس مدة سقوط مثلما فسرته المحكمة الاتحادية بموجب قرارها العدد 71/اتحادية/2019 في 28/7/2019 عندما اعتبرت المدة المحددة لأجراء الاستفتاء الواردة في المادة (140) من الدستور بأنها مدة تنظيمية وتبقى سارية المفعول لحين اجراء الاستفتاء، وهذا يعني ان الحكومة ملزمة بأجراء الاستفتاء وعليها ان تلتزم بالنتائج التي تظهر اما بقبولها او رفضها.

مع ان المحكمة الاتحادية العليا قد نظرت في طعنين بعدم دستورية تلك الاتفاقية، الأول تم رد الطعن فيه لأسباب شكلية باعتبار ان الطعن قبل نفاذها، والطعن الثاني رد موضوعاً باعتبار ان الطعن كان ينصب على ان العراق وقت ابرامها لم يكن يملك السيادة لأنه كان تحت الاحتلال الا ان المحكمة وجدت ان الحكومة العراقية مؤهلة لإبرام الاتفاقية.

وفي كل الفرضيات المطروحة نجد ان الوجود الأمريكي ما زال يعتريه العوار وأنه غير شرعي، فاذا افترضنا ان الاتفاقية اسقطت لأن الاستفتاء عليها لم ينظم في المدة المحددة في قانون التصديق عليها، فإن الحكومة العراقية ستكون غير ملزمة باي التزام فيها، اما اذا اعتبرنا أنها سارية المفعول وما زالت نافذة، وأن إبطالها او استمرار العمل بها يكون عند ظهور نتائج الاستفتاء الشعبي العام، وعدم إجراء هذا الاستفتاء تقصير من الجهات ذات العلاقة سواء في السلطة التنفيذية او مفوضية الانتخابات باعتبارها هي الجهة المسؤولة عن تنظيم الاستفتاء، وهو قصور يوجب المحاسبة، لان تنفيذ الاستفتاء التزام قرره القانون وهو نص نافذ.

وبهذه المناسبة أدعو جميع أصحاب الاختصاص إلى إغناء هذه الإشكالية بالبحث والتحقيق والتدقيق، لأن الأثر المترتب على تطبيق نص القانون بإجراء الاستفتاء سوف يخلق مراكز قانونية، قد تؤثر على جميع التزاماته الدولية بما فيها اتفاقية خور عبد الله وغيرها من الاتفاقيات الجائرة التي أرغم العراق عليها.

ــــــــــــــــــ

* قاضٍ متقاعد

*****************************************

حريق الكوت.. غياب العمل الاستشاري الرصين وغياب الشفافية

موفق جواد الطائي*

دعونا ان لا نلعن الظلام بل نضيء شمعة..... الكل ركز في نقده على جهة دون أخرى ووضع اللوم عليها لنكن صريحين انها ظاهرة إهمال اشترك فيها الجميع ودعونا نأخذ العبرة منها.

نعم الدفاع المدني أهمل ولكن لابد له ان تكون مرجعية وهي المدونات التي تخص الحريق والموجودة على رفوف وزارة الإعمار وهي أرقى مدونة .... لا يعرف بها المسؤول ولا الاستشاري سوى الذين انجزوها من الجامعة ووكيل الوزير كان لابد ان تعمم على المكاتب الاستشارية والجامعات بصراحة هل يعرف بها أحد من الذين يدرسون او يمارسون عملية التصميم. انها أحد اهم دروس مادة الممارسة في التعليم المعماري

اعزتي لماذا يكون هذا الدرس مهملا ولا يدرس أروع المدونات في وزارة الإسكان في مجال الحريق والطرق والمناظر والإسكان لماذا يدرس القياس الكمي وهو ليس مهم.

اجزم ان 80 بالمائة يكتب على ان تكون وفق المواصفات الفنية العامة (ليس المواصفات القياسية) وهو لم ير المواصفات العامة ويخلط بين المواصفات القياسية والموصفات العامة التي اعدتها وزارة الإسكان والتخطيط التي يجب ان تكون مع كل مشروع والطالب يدرسها في درس الممارسة الذي يدرس المادة غير معماري أصلا فكيف تتوقع منه أنه يعرف ذلك وهي أعلى درجات العمارة. 

إن الممارسة السيئة للعمل الاستشاري هو أحد أسباب الحريق.

كان إحسان شيرزاد قد أعد قواعد البناء لأمانة بغداد لكنها أهملت عن قصد ولم تعد الأمانة تطلب الحد الأدنى من وثائق المشروع بضمنها قواعد البناء لغرض تمشية الأمور، اذن البلدية شريك في قتل من قتل بالحريق.

وثائق المشاريع التي تخرج من مكاتب هزيلة لا يوجد فيها الحد الأدنى من العمل الرصين والأمور تدار أساسا من قبل مرتشين وغسيل أموال، تستبعد المكاتب الرصينة ولا يوجد مراحل للعمل الاستشاري وموافقات هرمية أصولية عليك أن ترشي المهندس لأجل الإجازة وكفى.

عملي ينصب مع بعض المكاتب على السيطرة النوعية على وثائق المشاريع وجدت العجب العجاب الأخطاء ليس بالهندسة فحسب بل في المعلومات العامة ماذا يحدث .... مصائب .... هدر ...حرائق .... غسيل أموال.. عصابات ابتزاز.

دعونا ألا نلعن الظلام ونغير بما في أنفسنا ومهنتنا بوضع وثيقة شرف المهنة الهندسية فالمرتشين كانوا مهندسين والمنفذين السيئين هم مهندسون لنتوجه لهم أولا ثم إلى رفع العمل الاستشاري إلى المستوى العلمي المقبول وتحديد مراحل ومضامين العمل الاستشاري وأن ندرس في درس الممارسة المهنة وقواعها ومواصفاتها ومدوناتها ونظم معلوماتها، فقد كنا يوما قادة هذه النظم والمدونات ولا اغالي إن أقول إن تدهور المهنة كانت سببا آخر في الحريق يتحمله الجهل في العمل الاستشاري وإهمال درس الممارسة وتعلم أخلاق المهنة.

ـــــــــــ

*معمار أكاديمي

***************************************

المثقف المزوَّر: كيف شوّه الإعلام صورة الثقافة؟

حسن الجواد

في زمن تسارعت فيه وتيرة الإعلام وتداخلت فيه القيم مع المصالح، لم يعد من الغريب أن نجد أنفسنا نعيش حالة من التشويه المقصود لمفهوم الثقافة والمثقف، بل تحول الإعلام ــ في كثير من برامجه ومنصاته ــ إلى أداة فعّالة في صناعة صورة مزيفة للمثقفين، وتقديم من "هبّ ودبّ" على أنهم رموز فكرية أو منابر وعي، فقط لأنهم يتقنون فن الظهور أمام الكاميرا أو لأنهم يملكون قاعدة جماهيرية على وسائل التواصل.

الإعلام الذي كان يُفترض به أن يكون حارسا للوعي الجمعي، ووسيطا نزيها بين المفكرين والجمهور، سقط في فخ التسطيح والتسخيف، وبدأ يتعامل مع الثقافة كسلعة قابلة للترويج والبيع، لا كقيمة عليا تُنير العقول. فاستُبدل المثقف الحقيقي، صاحب الرؤية والموقف والمعرفة المتراكمة، بآخرين يعتاشون على الإثارة، ويكتفون بعبارات منمقة دون أي عمق فكري.

هذا الانحدار لم يأتِ من فراغ، بل هو جزء من سياسة إعلامية ممنهجة، تهدف إلى تحويل المشهد الثقافي إلى "عرض ترفيهي"، يتماشى مع منطق السوق والرغبة في جذب أكبر عدد من المشاهدين، ولو على حساب الحقيقة والوعي. فأصبحنا نرى برامج "ثقافية" تستضيف ممثلاً أو فاشينيستا ليتحدث عن قضايا الفكر والهوية والانتماء، بينما يُقصى الأكاديمي والباحث لصالح من يجيد التحدث بلغة دارجة خالية من أي مضمون حقيقي.

المشكلة الأخطر أن هذا الواقع يخلق أجيالا تخلط بين الثقافة والشهرة، بين التفكير والثرثرة، فتتشكل صورة مشوهة للمثقف، لا بوصفه صاحب مشروع معرفي أو موقف نقدي، بل كشخصية "كاريزماتية" تصلح للبث، ويمكن أن تنتشر كالميمات على شبكات التواصل.

ما نحتاجه اليوم ليس فقط نقد هذا المشهد، بل إعادة الاعتبار للثقافة كقيمة مستقلة عن السوق، وتحرير الإعلام من سطوة الاستعراض، ورفع الصوت في وجه هذا التزييف المتعمد للوعي. فالمثقف لا يُقاس بعدد المتابعين، ولا بحجم الإعجابات، بل بقدرته على مساءلة الواقع، وفتح آفاق جديدة للفهم والنقد.

لقد آن الأوان أن نسأل: من الذي يُمنَح الميكروفون؟ ومن الذي يُقصى؟ وهل نريد إعلامًا يصنع جمهورا واعيا، أم جمهورا مروَّضا يكتفي بالصورة دون المضمون؟

الإجابة تكشف الكثير مما يُدار خلف الكواليس، في معركة عنوانها الحقيقي: "من يحتكر تمثيل الوعي؟".

*********************************************

فعاليات

في {شارع الفراهيدي} شيوعيو البصرة يوضحون مستجدات السياسية

البصرة – طريق الشعب

نظم سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة وبرفقته المكتب الإعلامي التابع للمحلية، مساء الجمعة الماضية، جولة راجلة في "شارع الفراهيدي" للثقافة والكتاب بمركز المحافظة، وذلك لتبادل أطراف الحديث مع الناس حول الظروف السياسية الراهنة في البلد، وكيفية معالجة الأزمات.

وتحدث السكرتير أمام نخبة من رواد "الفراهيدي"، مثقفين وأدباء، عن آخر مستجدات الوضع السياسي في البلد، وعن قضية خور عبد الله، فضلا عن الانتخابات القادمة وضرورة المشاركة الفاعلة فيها.

*******************************************

صالح المصرفي في ندوة انتخابية

بعقوبة – طريق الشعب

لبّى سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق صالح المصرفي، دعوة وجهتها إليه "شبكة شمس" ومكتب ديالى للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لحضور ندوة بعنوان "الديمقراطية والشفافية لتمكين المشاركة المدنية وحرية الإعلام".

الندوة التي حضرها مرشحو القوائم الانتخابية في ديالى، تضمنت شرح عمل المفوضية وإجراءاتها خلال الفترة المقبلة.

وكانت للرفيق المصرفي، مداخلة أشار فيها إلى ضرورة تفعيل قانون الاحزاب وابعاد المال السياسي والسلاح المنفلت عن الحملات الانتخابية، ومحاربة الفساد والثراء على حساب المال العام.

كذلك شدد على أهمية تسهيل تصويت الأشخاص المعاقين في الانتخابات. فيما انتقد بدء البعض بالدعاية الانتخابية قبل انطلاقها.

*********************************************

الصفحة التاسعة

استشهاد {بيليه} الكرة الفلسطينية

غزة ـ وكالات

نعى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لاعب المنتخب الفلسطيني السابق سليمان العبيد، الذي استشهد برصاص جيش الاحتلال في قطاع غزة، واصفًا إياه بـ"بيليه فلسطين".

وقال الحساب الرسمي لليويفا على منصة "إكس": "وداعًا سليمان العبيد، بيليه فلسطين"، مشيرًا إلى أنه "موهبة منحت الأمل لعدد لا يُحصى من الأطفال، حتى في أحلك الأوقات".

واستشهد العبيد (41 عامًا)، الأربعاء الماضي، جراء استهداف جيش الاحتلال لمواطنين فلسطينيين كانوا ينتظرون مساعدات جنوب قطاع غزة.

ويُعد العبيد أحد أبرز نجوم كرة القدم الفلسطينية، إذ لعب 24 مباراة دولية مع المنتخب الوطني، وسجّل هدفين، من بينها هدف شهير بكرة مقصية في مرمى اليمن خلال بطولة اتحاد غرب آسيا عام 2010.

**********************************

دوري نجوم العراق حضور أردني لافت وصفقات غير مسبوقة

متابعة ـ طريق الشعب

يشهد دوري نجوم العراق للموسم الكروي 2025-2026 حضوراً لافتاً للاعبين الأردنيين، في ظاهرة تحدث لأول مرة بتاريخ البطولة، بعد إبرام الأندية العراقية سلسلة من التعاقدات الصيفية مع أبرز لاعبي المنتخب الأردني، إضافة إلى إبرام صفقات محلية وعالمية، شملت أسماء من قارات مختلفة.

حضور أردني قوي

نال ناديا الزوراء والكرمة النصيب الأكبر من هذه التعاقدات، إذ ضم الزوراء كلاً من رزق بني هاني، ونزار الرشدان، وعبد الله نصيب، الذي انتقل من نادي الحسين إربد على سبيل الإعارة لمدة موسم قابل للتجديد، بعد مفاوضات مباشرة قادها رئيس النادي حيدر شنشول في العاصمة الأردنية عمّان. كما عزز الزوراء صفوفه بحارس المنتخب الأولمبي العراقي حسين حسن.

أما الكرمة، فقد ضم علي علوان، وإبراهيم سعادة، ومحمد أبو حشيش، فيما تعاقدت أندية أخرى مع لاعبين أردنيين، مثل القوة الجوية الذي ضم عارف الحاج وكميل الأسود على سبيل الإعارة من الخالدية البحريني، والكرخ الذي استقطب مهند أبو طه، والميناء الذي تعاقد مع محمد عبد المطلب، إضافة إلى تجديد اللاعب العراقي-الأردني يوسف الآلوسي مع زاخو.

تحركات محلية ملحوظة

شهد سوق الانتقالات المحلي نشاطاً كبيراً، حيث ضم الميناء المدافع فيصل جاسم من الشرطة، والمهاجم محمود خليل من الكرمة، وحيدر أحمد من أربيل. كما تعاقد الكرمة مع المحترف العراقي حسين شحيت من الدوري الروماني، وأربيل مع ذو الفقار يونس من دهوك، ودهوك مع سعد ناطق من الطلبة، والقوة الجوية مع محمد صالح من النجف.

نشاط أندية إقليم كردستان

سجلت أندية إقليم كردستان حضوراً قوياً في سوق الانتقالات، إذ تعاقد دهوك مع صديق جمال من ديالى، ولاعب المنتخب الوطني صفاء هادي من القوة الجوية، إضافة إلى المهاجم السنغالي خادم رسول من الدوري التركي. كما جدد زاخو عقد شيفان جميل، وضم نادي نوروز اللاعب حسين جاسم من الحدود، بينما أعلن أربيل التعاقد مع الحارس الأولمبي كميل سعد من الدوري السويدي.

واستقطب نادي الكرخ مهاجماً من جمهورية ترينيداد وتوباغو في جزر الكاريبي، وهو ماركوس جوزيف، قادماً من نادي ديمبو الهندي. كما واصل نادي النجف نشاطه بضم عبد الله حسون من كربلاء.

تعاون رياضي أردني–عراقي

إلى جانب التعاقدات، أبرمت إدارة الزوراء اتفاقية توأمة مع نادي الحسين إربد الأردني، تشمل تنظيم معسكرات تدريبية ومباريات ودية للفريق الأول والفئات العمرية، في إطار تبادل الخبرات وتعزيز العلاقات الرياضية بين الناديين.

بهذا الحراك الكبير، يبدو أن دوري نجوم العراق للموسم المقبل سيكون أكثر تنوعاً وإثارة، مع مشاركة واسعة من اللاعبين الأردنيين ونجوم من مدارس كروية مختلفة، ما ينذر بموسم تنافسي قوي على المستويين الفني والجماهيري.

****************************************

كرة اليد.. إعلان موعد انطلاق دوري العراق المفتوح للفئات العمرية

متابعة ـ طريق الشعب

أطلق الاتحاد العراقي لكرة اليد، دوري العراق المفتوح للأندية والمؤسسات للفئتين العمريتين (بنين مواليد 2008-2009) و(بنين مواليد 2010-2011) للموسم الرياضي 2025-2026.

وقال عضو الاتحاد، رعد عبد رمضان، إن البطولة ستنطلق في 5 كانون الأول 2025، وستكون محطة أساسية لاكتشاف المواهب الشابة ورفد المنتخبات الوطنية بلاعبين جدد، مؤكداً أن تنظيمها يأتي في إطار تعزيز قاعدة اللعبة وتطويرها.

ودعا الاتحاد الأندية والمؤسسات إلى الالتزام بالمواعيد والشروط المعلنة، لضمان نجاح البطولة التي وصفها رمضان بأنها ركيزة مهمة للنهوض بكرة اليد العراقية، مشيراً إلى أن الفعاليات ستقام وفق الآليات واللوائح المعتمدة من مجلس إدارة الاتحاد.

******************************************

مجدداً.. استئناف أعمال تطوير ملعب كركوك الأولمبي

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن مدير شباب ورياضة كركوك، عدي عواد، استئناف الشركة التركية المنفذة لمشروع تطوير وتأهيل ملعب كركوك الأولمبي أعمالها، بعد تخصيص موارد مالية من وزارة الشباب والرياضة، وبتنسيق ومتابعة مباشرة من وزير التخطيط.

وقال عواد إن "الوزير ووكيل وزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع وزارة التخطيط، تابعوا حلحلة المشاكل الفنية والمالية التي أعاقت استئناف العمل"، مشيراً إلى أن "التخصيصات المالية الجديدة أسهمت في إعادة انطلاق المشروع".

وأضاف أن "الشركة المنفذة ستباشر أعمالها الأسبوع المقبل، وقد تم التواصل معها لضمان استئناف العمل بشكل فوري"، لافتاً إلى أن "نسبة الإنجاز الحالية في الملعب بلغت نحو 90 بالمائة، ومن المتوقع إكمال العمل مع نهاية العام الحالي".

ويعد ملعب كركوك الأولمبي، الذي تأسس في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، الصرح الرياضي الأبرز في المحافظة، إذ احتضن على مدى عقود منافسات محلية وإقليمية وبطولات كروية مهمة، إضافة إلى فعاليات رياضية وشبابية متعددة جعلته مركزاً رياضياً متكاملاً يعكس الحراك الرياضي في كركوك.

****************************************

الانتصارات الصعبة تصنع ملامح بطولة سينسيناتي منذ اليوم الأول

سينسيناتي – وكالات

شهد اليوم الأول من بطولة سينسيناتي لتنس السيدات (فئة 1,000 نقطة) مواجهات قوية وحاسمة، أسفرت عن تأهل عدد من اللاعبات البارزات إلى الدور الثاني، وسط منافسة شرسة امتدت في كثير من المباريات إلى ثلاث مجموعات.

افتتحت التشيكية باربورا كريتشيكوفا مشوارها بفوز صعب على الأمريكية أليسيا باركس بنتيجة (6-4) و(4-6) و(6-0)، لتضرب موعداً في الدور المقبل مع الأوكرانية إيلينا سفيتولينا. كما تخطت الفرنسية كارولين جارسيا عقبة البريطانية سوناي كارتال في مباراة ماراثونية انتهت (5-7) و(6-4) و(6-3)، لتلتقي التشيكية كارولينا موكوفا.

وفي أبرز المواجهات الأخرى، فازت الإيطالية لوسيا برونزيتي على الصينية زهو لين (6-7) و(6-2) و(7-6)، لتواجه الأسترالية داريا كاساتكينا، بينما أطاحت الفرنسية ليوليا جينجين بالأوكرانية يوليا ستارودوبتسيفا (7-5) و(1-6) و(6-4) لتلعب أمام الأمريكية أماندا أنيسيموفا.

كما تأهلت السلوفاكية ريبيكا سرامكوفا بفوزها على الأمريكية كارولين دوليدي (1-6) و(6-4) و(7-6) لتواجه البولندية ماجدة لينيت، وحققت النيوزيلاندية لولو سون الفوز على الكرواتية أنطونيا روزيتش (6-4) و(6-4) لتلتقي الروسية إيكاترينا ألكسندروفا.

وفي مواجهة أمريكية خالصة، حسمت تايلور تاونسيند تأهلها على حساب دانيلي كولينز (6-4) و(7-6) لتواجه ليودميلا سامسونوفا، فيما تفوقت الأسترالية أيلا توميانوفيتش على المجرية أنا بوندار (7-6) و(6-4).

ومن أبرز النتائج أيضاً، تغلبت الفرنسية فارفارا جراشيفا على الأمريكية كاتي فولينيتس (6-4) و(3-6) و(6-3) لتواجه مواطنتها صوفيا كينين، بينما اكتسحت الأسترالية كيمبيرلي بيريل الروسية آنا بلينكوفا (6-2) و(6-1) لتلاقي الأمريكية جيسيكا بيجولا.

كما تأهلت اليونانية ماريا ساكاري بفوزها على الروسية كاميلا راكيموفا (6-3) و(3-6) و(6-2) لتواجه الإيطالية جاسمين باوليني، وانتزعت البلغارية فيكتوريا توموفا الفوز من الأمريكية أن لي (6-4) و(7-5) لتلتقي الأوكرانية ديانا ياستريمسكا.

وفي بقية المباريات، فازت الألمانية إيلا سيديل على الروسية بولينا كوديرميتوفا (1-6) و(6-3) و(6-2)، والكولومبية كاميلا أوسوريو على اليابانية مويوكا يوشيجيما (7-5) و(1-6) و(6-4)، واللاتفية أناستازيا سيفاستوفا على الأمريكية إيمينا بيكتاس (6-4) و(6-7) و(6-1)، والروسية فيرونيكا كوديرميتوفا على الهولندية سوزان لامينس (6-1) و(6-3).

كما تخطت الصينية يوي يوان الإسبانية كريستينا بوكسا (6-2) و(6-2)، والأمريكية إيفا يوفيتش الأرجنتينية سولانا سيرا (6-3) و(7-6)، والأمريكية كاتي مكنالي الأسترالية ماديسون إينجليس (6-2) و(6-3)، وأخيراً الصينية وانج تشينيو الكولومبية إيميليانا أرانجو (7-6) و(6-3).

وتستكمل البطولة مبارياتها في الأيام المقبلة، وسط ترقب لمواجهات قوية بين المصنفات الأوائل واللاعبات الصاعدات الطامحات لانتزاع ألقاب كبرى.

***************************************

وقفة رياضية.. رياضة الوطن فوق الانتخابات ومصالحها

منعم جابر

من المصادفات الغريبة أن يتوافق موعد انتخابات اتحاد كرة القدم مع موعد قريب من منافسات الملحق المؤهل إلى كأس العالم 2026، وهذا التزامن يشكّل خطراً حقيقياً على أداء منتخبنا في هاتين المباراتين الحاسمتين، شئنا أم أبينا. وهنا أدعو الإخوة الزملاء إلى التفكير بمصلحة الكرة العراقية وطموح التأهل إلى كأس العالم، ونبذ خطاب التحريض والكراهية تجاهها، فما أصابها من أخطاء ونواقص وخسائر كان نتيجة سياساتكم وتوجهاتكم الخاطئة وسوء التصرفات التي رافقت مسيرة المنتخب طيلة شهور الإعداد والاستعداد.

إن ما جرى للكرة العراقية خلال الفترة الماضية كان بسبب السياسات غير المسؤولة، بدءاً من الاختيار غير الموفق للمدرب الإسباني (كاساس)، مروراً بالخلافات والانقسامات، وحرمان الآخرين من إبداء آرائهم ومناقشة ما يخص المنتخب وتحضيراته، وصولاً إلى انتقال هذه الخلافات والمشاحنات إلى شاشات الفضائيات، وهي ما زالت مستمرة (مع سبق الإصرار والترصد)، وأرى أنها ستتواصل لأسابيع مقبلة.

ومن هنا، أجد من الواجب على الإخوة المرشحين لقيادة اتحاد الكرة المطالبة من الاتحادين الدولي والآسيوي بتأجيل موعد الانتخابات إلى ما بعد منافسات الملحق، لضمان وصول عناصر كفوءة قادرة على قيادة الاتحاد العراقي لكرة القدم. ونقولها بصراحة: إن المتنافسين في هذه الانتخابات يستخدمون كل الطرق والأساليب المتاحة وغير المتاحة للوصول إلى قيادة الاتحاد.

لذلك، أطلب من الإخوة في الاتحاد العراقي لكرة القدم مخاطبة الاتحادين الدولي والآسيوي لتأجيل الانتخابات إلى ما بعد انتهاء منافسات الملحق، حتى يخوض المرشحون منافستهم بارتياح، بعيداً عن التسقيط والهجوم، وتكون المنافسة بينهم عادلة وخالية من التشنج والشد العصبي.

إن مصلحة الرياضة وكرة القدم يجب أن تبقى فوق المصالح الشخصية، ونرى أن مباريات منتخبنا الوطني ستتأثر بهذه الانتخابات وسيكون لها تأثير مباشر على اللاعبين. فلتبقَ مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وليكن الجميع في خدمة الوطن ورياضته، فالمناصب والانتخابات زائلة، أما الإنجاز الرياضي فيبقى خالداً في ذاكرة الوطن.

***************************************

منتخب العراق لألعاب القوى يشارك في ملتقى الجولة القارية البرونزية

متابعة ـ طريق الشعب

يستعد المنتخب الوطني العراقي لألعاب القوى، اليوم الأحد، لخوض منافسات ملتقى الجولة القارية البرونزية، الذي تستضيفه مدينة بوبانسوار بولاية أوديشا الهندية، وذلك في إطار التحضيرات لبطولة العالم المقررة في طوكيو خلال أيلول المقبل، ودورة ألعاب التضامن الإسلامي في الرياض خلال تشرين الثاني المقبل. وقال رئيس الاتحاد العراقي لألعاب القوى، طالب فيصل، إن المشاركة تأتي ضمن خطة اللجنة الأولمبية والاتحاد لتعزيز فرص اللاعبين في تحقيق إنجازات نوعية، مشيراً إلى أن أداء الوفد سيخضع لتقييم فوري بعد العودة، تمهيداً للاختيار الأمثل للمشاركات المقبلة. وأوضح فيصل أن الملتقى يمثل محطة مهمة لقياس جاهزية اللاعبين وضبط الجوانب الفنية والبدنية قبل الاستحقاقات الكبرى، خاصة في ظل مشاركة نخبة من أبطال آسيا والعالم. ويترأس الوفد العراقي رئيس الاتحاد طالب فيصل، ويضم المدرب خزعل جبار سباهي، واللاعبين طه حسين ياسين، نور الدين عادل مرزه، محمد عبد الرضا جنجون، أحمد جمال جمعة (400م تتابع)، سيف رعد عبد الواحد (100م)، وعبد الله جلال (الوثب الطويل). يذكر أن اللجنة المنظمة للملتقى حددت تسع فعاليات فقط ضمن المنافسات، في حين يطمح المنتخب العراقي لتحقيق نتائج مميزة ورفع علم البلاد في المحافل الدولية المقبلة.

********************************************

الصفحة العاشرة

عدد جديد من {تبيُّن} 52

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا العدد الثاني والخمسون من الدورية المحكّمة (تبيُّن) للدراسات الفلسفية والنظريات النقدية. وقد اشتمل العدد على الدراسات التالية: "الدولة والدولة العربية في مشروع بشارة الديمقراطي: مقاربات فلسفية سياسية" لمحمد عثمان محمود، و"الوضعية القانونية وإشكال الفصل والوصل بين القانون والأخلاق" لمنير الكشو، و"في تأنيث الأخلاق: العناية مقابل العدالة" لعماد الجميعي، و"المفهوم المترحّل والمقاربة البينية: مفهوم ’الصنمية" نموذجا‘ لخمسي الدريدي، و"العلاقة بين الأخلاق والقانون عند كانط" لمحمود سيد أحمد. واشتمل العدد أيضا على ترجمة لدراسة ريتشارد رورتي "حقوق الإنسان بين النزعتين العقلانية والعاطفية"، نقلها إلى اللسان العربي محمد جديدي وراجع ترجمتها مايكل مدحت يوسف.

وفي باب "مراجعات الكتب"، تضمّن العدد ثلاث مراجعات: الأولى مراجعة كتاب فلسفات التعدُّدية الثقافية لبول ماي، أعدها جلة سماعين، والثانية مراجعة كتاب الهوية والذاكرة الجمعية: إعادة إنتاج الأدب العربي قبل الإسلام - أيام العرب أنموذجا لعبد الستار جبر، أعدها زهير سوكاح، والثالثة مراجعة كتاب السياسة الحيوية من منظور الفلسفة الاجتماعية (دراسات في الجسد والمرض والعنصرية والعدالة الصحية في النظام الدولي الجديد) لزواوي بغورة، أعدتها زبيدة مونية بن ميسي.

أما باب "عروض الكتب"، فقد اشتمل على أربعة عروض لكتب صدرت مؤخرا عن المركز العربي، أعدتها هيئة تحرير "تبيُّن": عرض لكتاب الديني والسياسي في فكر مارسيل غوشيه: نحو تأصيل فلسفي لمسالك الاستقلالية لعبد الرحيم البصري، وعرض لكتاب البشر ككائنات ثلاثية الأبعاد في رؤى العلوم الاجتماعية والإسلامية لمحمود الذوادي، وعرض لكتاب النزعة الإنسانية في شخصانية محمد عزيز الحبابي لإبراهيم مجيديلة، وعرض لكتاب بين الكلام والفلسفة لحسن أنصاري.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" – أيار 2025.

***********************************************

ماركس يرد على عنف اليمين الشعبوي / بقلم: يانيس فاروفاكيس*

ترجمة: رشيد غويلب

لتحرير أنفسنا من أسيادنا إقطاعيي التقنية الجدد، علينا أن نفكر مثل كارل ماركس. ان الشركات تريد ذبحنا وانتزاع ادمغتنا، فعلينا استعادة السيطرة.

في الفترة الأخيرة اخبرتني شابة، أن ما يثير غضبها الشديد ليس وجود الشر المحض، بل الأشخاص والمؤسسات التي قد تفعل خيرا، لكنها في النهاية تلحق الضرر بالبشرية. ذكّرتني تأملاتها بكارل ماركس، عند مناقشته الرأسمالية، تناول هذا الامر تحديدا. لم يكن منزعجا من كون النظام الرأسمالي استغلاليا بقدر ما كان منزعجا من أنه يجرّدنا من إنسانيتنا ويبعدنا عن بعضنا، مع أنه في الواقع قوة تقدمية.

ربما كانت الأنظمة الاجتماعية السابقة أكثر ظلما أو استغلالا من الرأسمالية. لكن في ظل الرأسمالية فقط، يُعزل الإنسان تماما عن منتجاته وبيئته، ويُفصل عن عمله، ويُحرم حتى من أدنى سيطرة على أفكاره وأفعاله. لقد حولتنا الرأسمالية، وخاصة منذ دخولها مرحلتها التقنية الإقطاعية، إلى نسخة من كاليبان أو شايلوك (رموز للتوحش والجشع في مسرح شكسبير- المترجم)، كائنات أحادية في إمبراطورية جزيرة من افراد معزولين، تتناسب جودة حياتهم عكسيا مع وفرة الأدوات التكنولوجية التي تنتجها أجهزتنا الحديثة.

شعور الشبيبة بالاغتراب الذي تحدث عنه ماركس

سأتحدث هذا الأسبوع في مهرجان الماركسية ٢٠٢٥ بلندن، إلى جانب العديد من السياسيين والكتاب والمفكرين، ومن الأسئلة التي تقلقني أن الشباب اليوم يشعرون بوضوح بهذا الاغتراب الذي حدده ماركس. لكن ردود الفعل العنيفة ضد المهاجرين وسياسات الهوية - ناهيك عن التشويه الخوارزمي لأصواتهم - تُشلّ حركتهم. ولمواجهة هذا الشلل، يمكن لماركس أن يشارك: ببعض النصائح الجيدة المدفونة تحت رمال الزمن.

لنأخذ في الاعتبار الحجة القائلة بضرورة اندماج الأقليات في الدول الغربية حتى لا نصبح مجتمعا من الغرباء. في سن الخامسة والعشرين، قرأ ماركس كتابا لأوتو باور، المفكر الذي كان يقدره. دعا باور في هذا الكتاب الى أن الشرط الأساسي لحصول اليهود الألمان على الجنسية الألمانية هو التخلي عن يهوديتهم.

لقد غضب ماركس، لم يكن ماركس الشاب متعاطفا مع اليهودية أو مع أي دين آخر. ومع ذلك، فإن تفنيده العنيف لحجج باور كان رائعا: "هل يمنح مبدأ التحرر السياسي الحق في مطالبة اليهود بإلغاء اليهودية والإنسان بإلغاء الدين؟ ... وكما تبشر الدولة عندما تتبنى موقفا مسيحيا تجاه اليهود، فإن اليهودي يتصرف سياسيا عندما يطالب، رغم كونه يهوديا، بحقوق مدنية".

حجج ماركس ضد اليمين الشعبوي المعاصر

الفكرة التي يعلمنا إياها ماركس هنا هي الجمع بين الالتزام بالحرية الدينية لاتباع مختلف الاديان، والرفض العام للافتراض القائل بأن الدولة في مجتمع طبقي يمكن أن تمثل المصلحة العامة. نعم، يجب تحرير اليهود والمسلمين وأتباع الديانات الأخرى فورا، حتى لو لم نكن نحبهم. نعم، يجب منح النساء والسود وأصحاب الخيارات الخاصة حقوقا متساوية، قبل أن تلوح في الأفق ثورة اشتراكية بوقت طويل. لكن الحرية تتطلب أكثر من ذلك بكثير.

 من حقول الالغام الأخرى التي تواجه الشباب اليوم حجة أن العمالة المهاجرة تخفض أجور العمال المحليين. رسالة أرسلها ماركس إلى اثنين من زملائه الناشطين في مدينة نيويورك عام ١٨٧٠ تقدم أدلة قيّمة ليس فقط حول كيفية الرد على نايجل فاراغ (زعيم اليمين المتطرف في بريطانيا – المترجم) والشعبويين اليمينيين في العالم، بل أيضا على بعض اليساريين الذين وقعوا في فخ مناهضة الهجرة.

في رسالته، يقرّ ماركس تماما بأن أرباب العمل الأمريكيين والإنكليز يستغلون عمدا المهاجرين الأيرلنديين، ذوي الأجور الرخيصة، ويضعونهم في تضاد مع العمال المحليين، مما يضعف التضامن بين العمال عموما. واعتبر ماركس وقوف النقابات ضد المهاجرين الأيرلنديين وترويجها خطابا معاديا لهم يُعدّ تدميرا ذاتيا. كلا، لم يكن الحل ابدا، في ترحيل العمال المهاجرين من البلاد، بل في تنظيمهم. وإذا كانت المشكلة تكمن في ضعف النقابات أو التقشف المالي، فلا يجب أن يكون الحل أبدا هو جعل العمال المهاجرين كبش فداء. (كما هو حال العمال المهاجرين اليوم في العراق- المترجم).

نصيحة ماركس: لا تنقسموا

بالمناسبة، يقدم ماركس للنقابات نصيحة قيّمة أيضا. صحيح أن رفع الأجور والرواتب ضروري للحد من استغلال العمال. لكن لا ينبغي لأحد أن ينخدع بوهم الأجور العادلة. فالسبيل الوحيد لجعل عالم العمل عادلا هو إلغاء نظام غير عقلاني قائم على تقسيم صارم بين من يعملون ولا يملكون، والأقلية الضئيلة التي تملك ولا تعمل.

وبكلمات ماركس: "تؤدي النقابات العمالية دورها كمراكز مقاومة ضد هجمات رأس المال". لكنها "تفشل عموما لأنها تقتصر على حرب عصابات ضد آثار النظام القائم بدلا من محاولة تغييره".

ولكن كيف يتم التغيير؟ نحو هيكل مؤسسي جديد قائم على مبدأ "عامل واحد، سهم واحد، صوت واحد". هذه أجندة قادرة على إلهام الشباب التواقين للحرية، سواء من الدولة أو من الشركات التي تغذيها أرباح شركات الاستثمار الخاص، أو من مالك غائب قد لا يعلم حتى أنه يمتلك جزءا من الشركة التي يعمل فيها الشباب.

ماركس وهواتفنا الذكية

أخيرا، تتضح أهمية ماركس عندما نحاول فهم اقطاعية العالم التقني التي حاصرتنا بواسطته بشكل خفي شركات التكنولوجيا الكبرى، شركات التمويل الكبرى ودولنا،. ولغرض فهم سبب كون هذا شكلا من أشكال الإقطاع التقني، وهو أسوأ بكثير من رأسمالية المراقبة، علينا أن نتخيل ما كان سيفكر به ماركس بشأن هواتفنا الذكية وأجهزتنا اللوحية وما إلى ذلك. علينا أن نعتبرها طفرة في رأس المال، أو Cloud-Capital "رأس المال السحابي"، والتي تغير سلوكنا بشكل مباشر.

وهذا يساعدنا على فهم كيف أدت الاختراقات العلمية المذهلة، والشبكات العصبية الرائعة (عمليات نقل الأوامر والبيانات- المترجم) ، وبرامج الذكاء الاصطناعي المذهلة إلى خلق عالم حيث تعمل الخصخصة والأسهم الخاصة على سلب كل الثروة المادية من حولنا، في حين يعمل رأس المال السحابي على استغلال أدمغتنا لتحقيق أرباحه.

من خلال عدسة ماركس فقط يمكننا أن نفهم حقا: إن البقاء سادة على عقولنا الفردية أمر ممكن فقط إذا كنا نمتلك رأس المال السحابي بشكل جماعي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أول وزير مالية في حكومة اليسار في اليونان 2015

الترجمة لنص المقالة المنشور في جريدة "فرايتاك" الألمانية في 4 تموز 2025.

******************************************************

جون مولينو يرسخ مفهوم الالتزام الفني بوجوهه المتعددة

سيد محمود

تنهض غالبية نظريات علم اجتماع الفنون على فكرة رئيسة، مفادها بأن "صفة فن لا تكون محايدة أبداً". وطوال قرن كامل حاول منظرو الماركسية التأكيد أن الفن لا يقرأ خارج سياقه، لأنه منتج فني ضمن بنية لها شروطها الاجتماعية والجمالية. في حين ركز علم الاجتماع على الطبيعة الاجتماعية للفن، ففلاسفة الجمال اهتموا بالحديث عن أعمال جمالية موجودة لذاتها وبذاتها.

يستعيد كتاب "ديالكتيك الفن" للناقد الأيرلندي جون مولينو الأسئلة التي شغلت نقاد القرن الـ20 حول تطور مفهوم الالتزام الفني، ويطرح أسئلة تبدو بدهية حول معنى الفن، مؤكداً طبيعته المقاومة لصور التسليع، فالفن برأيه ضرورة حياتية. يعد جون مولينو (1948-2022) أحد أبرز نقاد الفن خلال نصف القرن الأخير، وهو ينتمي إلى جيل المنظرين الذين أبرزت انتفاضة 1968 الطلابية في فرنسا قدراتهم، وعمل محاضراً في كلية الفنون والتصميم في بورتسموث، وعاش حياته عضواً بارزاً في حزب العمال البريطاني قبل تقاعده في أيرلندا.

ألف مولينو كتباً عدة من أبرزها "لينين في القرن الـ21"، وتواصلت مسيرته النضالية، فانخرط في الحركات المناهضة للحرب على العراق في 2003. واعتقل في يناير (كانون الثاني) 2009، في مسيرة شارك في تنظيمها ضد العدوان الإسرائيلي على غزة. ترجم الكتاب إلى العربية رسام الكاريكاتير المصري أشرف عمر، وصدر عن دار ليون للنشر في القاهرة، والمترجم حفيد رائد تأريخ الفن في مصر محمد صدقي الجباخنجي (1910 -1982). واتسمت الترجمة بسلاسة المحتوى وحرص المترجم على تزويدها بهوامش أسهمت في تبسيط المحتوى، والحفاظ على الطبيعة النقدية للكتاب.

"مطبخ أمي"

يسرد مولينو علاقته بالفن التشكيلي، منذ أن اهتمت أمه بتعليق لوحات رسمها في طفولته على جدران المطبخ، إلى جانب تعلقه برسوم فنانة شابة سكنت غرفة في بيت العائلة، ملأتها بالمناظر الطبيعية. لاحقاً توسعت علاقة مولينو بالفن بعد أن كتب مقالة نقدية نال عنها جائزة، تمثلت برحلة إلى روما وفلورنسا عام 1965، وهناك شاهد الأعمال الفنية التي شعر معها أن الفن سيكون طريقه إلى الأبد.

أوقف انخراطه في النضال الماركسي خلال السبعينيات تطوير هذا الاهتمام لديه، لكنه تمكن بعدها من نشر مجموعة من المقالات عكست تأثره بأفكار ليون تروتسكي (1879-1940)، التي قاوم بها أفكار ستالين حول الواقعية في الفن، ودافع فيها عن حرية الفن في ظل الديكتاتوريات، مؤكداً أن الفن لا يحاكم إلا عبر قوانين الفن. ومعروف أن تروتسكي أسهم في كتابة بيان "من أجل فن ثوري" مع السرياليين أندريه بريتون (1896- 1966)، ودييغو ريفيرا (1886-1957).

ضد التسليع

بفضل تلك المقالات التي عملت على مواجهة الطابع "التسليعي" للفن، أصبح مولينو معروفاً في أوساط النقاد، وأثنى جون برجر (1926-2017) على بعض مقالاته، ونظر بعضهم إليه كتلميذ مخلص لبرجر، وهو أكبر إطراء حصل عليه، قبل أن يصبح محاضراً في كلية التصميم والفنون - جامعة بورتسموث، إلى أن تقاعد وتفرغ للعمل الحزبي. ينشغل الكتاب بقضايا تقع ضمن تاريخ الفن، لكنه يتخطى مهمة التأريخ إلى التنظير، ومواجهة التنميط الأيديولوجي في الوقت  نفسه.

ويطرح أسئلة حول حركة الفن المعاصر ترتبط بما يسمى "ديمقراطية الفن والوسائط"، وما ترتب على خفوت الأيديولوجيا من آثار انعكست في طبيعة ما ينتج اليوم من أعمال. يؤمن مولينو أن الأعمال الفنية لم تكن / ولن تكون محركاً لتغيرات اجتماعية أو ثورية كبيرة، لأن التغيير مهمة نضالية يؤديها المناضلون. وبحسبه فإن ما يجعل الفن مهماً، يرتبط بقدرته على صياغة الوعي الاجتماعي في الحقبة التاريخية التي يمثلها. وتزداد قيمته بقدرته على تخطي تلك الحقبة، بحيث يسهم في تطوير الشخصية الإنسانية. يوضح مولينو أن لوحة غرنيكا لبابلو بيكاسو (1881-1973) لم تسهم في وقف الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، كما لم تمنع انتصار الجنرال فرانكو (1892-1975)، بيد أن ما فعلته أنها رسخت صورة عن أهوال الحرب لا تزال ماثلة إلى اليوم. وبالتالي اكتسبت اللوحة قيمة رمزية تخطت زمنها، وأصبحت جزءاً من المخزون الرمزي.

تأسيساً على الالتزام النضالي، يتهم مؤلف الكتاب الرأسمالية خلال حقبة امتدت لثلاثة قرون، بتدمير أي إبداع، وذلك على رغم حديث أنصارها عن حماية الصناعات الإبداعية ودعمها. يرى مولينو أن حديث الرأسمالية عن تشجيع الإبداع لا يختلف عن التمويه التضليلي الذي تمارسه الشركات والحكومات التي تلوث كوكب الأرض، عبر حديثها المتواصل عن حماية البيئة. ويرى أن الفن في المجتمعات الرأسمالية قد يمثل قيماً إيجابية بالفعل، لكنه يعاني شتى أشكال الحصار، لا سيما عبر تقليل الموازنات أو الرقابة والقمع والاستبداد.

يستعيد الكتاب التراث الماركسي عند التطرق إلى الاغتراب الذي يسببه النظام الرأسمالي، أو الآلة البيروقراطية للدولة الحديثة، غير أن هذا الاغتراب يواجه أشكالاً متنوعة من المقاومة. يرى مولينو في الفن تصنيفاً اجتماعياً يمضي في علاقة توتر وتحد لنمو العمل المأجور المغترب مع صعود الرأسمالية، وما يميزه عن أي عمل بشري آخر كونه يجسد معنى ما، والدمج بين الشكل والمضمون، يظل سمة مميزة لما نسميه "فناً"، ويشكل هدفاً يسعى إليه الفنانون باستمرار. وعلى هذا الأساس تقيم أعمالهم، وبالتالي يمكن نقد أي عمل يفشل في تحقيق هذا الدمج الضروري بين الشكل والمضمون.

من الناحية السياسية يشدد مولينو على وجود إمكانية أو قاعدة موضوعية لتحالف محتمل بين اليسار والفن، بما يضمن النضال ضد المفهوم الذي تروج له الرأسمالية بأن الفن غير سياسي بطبيعته. صحيح أن كل الفنانين ليسوا يساريين، لكن الاتجاه الغالب في الفن على مدى قرنين ظل يسارياً. يكشف الكتاب عن الطبيعة الديالكتية التي تزامنت مع التطور الرأسمالي، ورافقته في صورة من صور التفاعل أو المقاومة أيضاً.

ظهور العبقرية

على رغم بداهة الأسئلة التي يطرحها مولينو حول ماهية الفن ووظيفته، فهو يأتي بإجوبة فريدة تشتبك مع الرؤى التي طرحها مؤرخو الفن، وأبرزهم آرنست هانز غومبريتش (1909 -2001) في كتابه الشهير "قصة الفن" حين قال: "ليس هناك حقاً شيء يدعى الفن، ولكن هناك فقط فنانون". يؤكد مولينو أن كلمة "فن" لم تكن موجودة قبل الحقبة البورجوازية، ولم يظهر المفهوم الحديث للفن إلا خلال عصر النهضة، بالتزامن مع اكتشاف مفهوم العبقرية، والعبقرية هي الشخصية التي تتفوق على التقاليد وتتخطى النظريات والقواعد، وقد تجسدت عملياً في مايكل أنجلو (1475-1564).

في تلك الحقبة تحددت السمات القيمية المهيمنة في الفن الباروكي، من خلال الشغف بالأعمال الدينية وفخامة الأعمال الدنيوية، إلى أن جاءت الحداثة وأضفت على الفن طابعاً مدنياً بعد تحرره من سلطة الكنيسة. يثير الكتاب نقاشاً مطولاً حول موقف اليسار من الحداثة، لكن مولينو ينحاز إلى رؤية يورغن هابرماس في النظر إلى الحداثة كمشروع لم يكتمل بعد، وما زال في طور الاكتمال، ويعارض الخطابات كافة التي تشير إلى انهيار السرديات الكبرى وتراجع الأيديولوجيا.

يجادل مولينو الرأي في أن كل تيار فني بدأ في صورة تمرد، حاولت الرأسمالية احتواءه بلا هوادة أو انقطاع، لذلك ينتقد بقوة تحول الفن إلى دمية في يد أصحاب الثروات. ويشير إلى تحولات جرت في المسار الفني تعزز هذا التصور، فالتجريدية قدمت نفسها في أعقاب الحرب العالمية الثانية على أنها الرسم الأميركي في مواجهة التراث الأوروبي، وأن الثقافة الشعبية التي كانت مقيتة للأجيال السابقة أضحت ملهمة، وهي  الآن تضفي طابعاً ديمقراطياً على الممارسة الفنية، استجابة لصعود الديمقراطية السياسية. وانعكس هذا التحول على صعيد الأدوات والألوان، بحيث تجسدت التطلعات الديمقراطية في ما يعرف بـ"الفن الخارجي".

يناقش الكتاب فكرة أن الحكم على الفن، ظل طوال الوقت عملية اجتماعية تجري عبر المؤسسات والأفراد، لكنها ترتبط بالمتغيرات التي تخلقها السوق، وتخضع بالتالي لاعتبارات ذاتية وموضوعية، وتضع في اعتبارها قوانين الحدس الذاتي أو العاطفة ثم المعرفة والخبرة الجمالية، استناداً إلى ما يسمى بـ"العين الجيدة".

عطفاً على ذلك، هناك معايير المهارة والجمال والقدرة على المحاكاة والسمو بالفكرة والأصالة والنقاء والاستقلال. يؤكد الكاتب أن هذه المعايير لا يمكن استعمالها بصورة ميكانيكية وكأنها مسطرة قياس، فهي طريقة للتفكير تتفحص طرق التقييم. يعتقد مولينو إجمالاً بأن الفن يواصل سعيه إلى الحرية البشرية ويكافح من أجمل تعميمها، وإن لم يكن دائماً في الجبهة الأمامية، فإنه يبقى حليفاً مهماً، ونبعاً أساسياً للإثراء الروحي، وأنه ضرورة من ضرورات الحياة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"اندبندنت عربية" – 24 تموز 2025

*********************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد مجلة {الاقلام}

صدر العدد الجديد من مجلة "الاقلام" التي يرأس ادارتها د. عارف الساعدي، ويتولى الاستاذ علي سعدون رئاسة تحريرها.

في هذا العدد:

- النقد الثقافي وسؤال المنهج.

- من اسئلة الشعر الى اسئلة النقد.

- موت معلن/ جديد ماركيز.

- محمد خضير بهوامش عبد الجبار بعد 53 عاماً.

- ملف العدد: الكتابة الحرة/ اطياف: لؤي حمزة عباس.

من المساهمين في العدد: د. حسن ناظم، د. بشرى موسى صالح، د. عبد الستار جبر، حكمت الحاج، هاتف الجنابي، علي شبيب ورد، رعد كريم عزيز، باقر صاحب، ماجد الحيدر، خضير الزيدي، صادق الطريحي.

وفي اول الكلام / كتب الاستاذ علي سعدون (في الرحيل الموجع لموفق محمد).

******************************************

بريشت سياسياً

د. بهاء محمود علوان

قدم برتولت بريشت، الكاتب المسرحي والشاعر والمخرج الشهير، مساهمات كبيرة في مجال المسرح باستخدامه المبتكر للتراث الشعبي وتوظيفها في السياسية. غالباً ما شكك عمله في الأعراف المجتمعية وتحدى الجمهور للتفكير بشكل نقدي في العالم من حولهم. ومع ذلك، فإن دخول برشت في السياسة واستخدامه للتراث الشعبي أدى إلى اضطهاده سياسياً من قبل السلطات وفي الأحداث السياسية الكبرى التي شكلت حياته المهنية، وكانت مصدراً أساسياً للعديد من أعماله التي انتشرت على نطاق واسع، ومن تلك الاعمال التي كان لها جذورها في الواقع السياسي الذي عانت منه ألمانيا هو مسرحية (الأم الشجاعة). هذا العمل المسرحي الكبير كان صرخة في وجه النزعة الحربية التي سيطرت على ألمانيا في تلك الحقبة. وتعد هذهِ المسرحية من أهم الاعمال التي جسدت العمل الملحمي على خشبة المسرح، وكانت عوامل التغريب وتأثراته جلية وواضحة في هذا العمل الكبير.

ان برشت، الكاتب المشاكس كان قد تبنى فكرة الديالكتيك في السرد المسرحي منذ عام 1898 في أوغسبورك في ألمانيا، ونشأ خلال فترة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية الكبرى. وفي القرن العشرين تصاعد نفوذ الفاشية وانتشار الأنظمة الشمولية في أوروبا. وقد تأثر برشت بشدة بهذه الأحداث وأصبح منخرطاً بشكل نشط في الحركات السياسية التي تهدف إلى تحدي أنظمة السلطة القمعية. وقد عكست مسرحياته معتقداته الماركسية وانتقدت الرأسمالية والإمبريالية والاستبداد كما كان صعود الحزب النازي في ألمانيا أحد الأحداث الرئيسية التي شكلت مسيرة برشت المهنية. في عام 1933، وصل أدولف هتلر إلى السلطة وبدأ حملة رقابة واضطهاد ضد الفنانين والمثقفين الذين نددوا بأيديولوجية النظام. وجاءت انتقادات برشت الصريحة للفاشية وعلاقاته بالجماعات السياسية اليسارية لتشكل هدفاً للسلطات مما اضطره الى الفرار من ألمانيا والتوجه إلى المنفى كالدنمارك والسويد والولايات المتحدة.

وفي منفاه واصل برشت كتابة وإنتاج المسرحيات التي تحدت الوضع الراهن وعززت التغيير الاجتماعي. أحد أشهر أعماله، (أوبرا القروش الثلاثة)، كان بالتعاون مع الملحن كيرت فايل وسخر من الفساد والاستغلال في المجتمع الرأسمالي. حققت المسرحية نجاحاً كبيراً وعززت سمعة برشت كصوت رائد في المسرح السياسي. بالإضافة إلى استخدامه للتراث الشعبي في مسرحياته، طور برشت أيضاً أسلوباً فريداً في الأداء يُعرف باسم (المسرح الملحمي). وأكد هذا الأسلوب على استخدام تأثيرات التغريب، مثل كسر الجدار الرابع واستخدام اللافتات لتقديم تعليق على الإجراء. ومن خلال تعطيل التفاعل العاطفي بين الجمهور والشخصيات، سعى برشت إلى تشجيع التفكير النقدي والتفكير في القضايا الاجتماعية والسياسية التي أثيرت في مسرحياته. على الرغم من مساهماته المبتكرة في مجال المسرح، واجه برشت اضطهاداً مستمراً من قبل السلطات طوال حياته المهنية. في الولايات المتحدة، تم استهدافه من قبل مطاردة الساحرات المناهضة للشيوعية خلال عهد مكارثي واتُهم بأن له علاقات مع المنظمات الشيوعية. وقد خضعت مسرحياته للرقابة ومنعت من الأداء العلني، كما تمت مراقبته من قبل الوكالات الحكومية بسبب معتقداته السياسية  اليسارية، وأثرت تجاربه مع الاضطهاد السياسي على موضوعات وأفكار أعماله اللاحقة، والتي غالباً ما استكشفت عواقب قمع الدولة والرقابة. في مسرحيات مثل (الصعود المقاوم لأرتورو يوي) و(الخوف والبؤس للرايخ الثالث)، صور برشت الطبيعة القمعية للأنظمة الشمولية ودور الأفراد في مقاومة الطغيان. وكانت هذه المسرحيات بمثابة تعليق قوي على أخطار التطرف السياسي وأهمية حماية القيم الديمقراطية. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، ظل ملتزماً باستخدام التراث الشعبي والتفاعل مع القضايا الاجتماعية والسياسية في عصره.

وقد ساعد تعاونه مع فنانين مثل كورت فايل وآيسلر وكذلك إيرون بيسكاتور في الارتقاء بالشكل الفني ودفع حدود ما يمكن أن يحققه المسرح. من خلال الاعتماد على تقاليد الموسيقى الشعبية، والملاهي، وسرد القصص الملحمية، أنشأ برشت شكلاً جديداً من المسرح يتحدث مباشرة عن اهتمامات الناس العاديين ويتحداهم للتفكير بشكل نقدي في العالم الذي يعيشون فيه. إن مسرحه كان بمثابة تطور رائد ومؤثر في مجال الدراما ولم تكن مسرحياته تسلي الجماهير حسب، بل تتحداهم أيضاً لمواجهة الظلم وعدم المساواة في المجتمع.

*************************************************

مفهوم المثقف

عند ادوارد سعيد

داود السلمان

يتناول إدوارد سعيد في كتابه "المثقف والسلطة" العلاقة المعقدة التي تربط بين المثقف من جهة، - ولا يحدّد أي مثقف يعني - والسلطة بمختلف أشكالها من جهة أخرى، بأسلوب نقدي عميق يكشف طبيعة هذه العلاقة التي غالبًا ما تتسم بالتوتر والصراع، على اعتبار أن المثقف الحقيقي يواجه التصرفات التي تصدر من السلطة، لا سيما السلطة القمعية - الدكتاتورية. وهنا لا ينظر سعيد إلى المثقف كشخص يعمل ضمن مؤسسة معرفية أو أكاديمية فقط، بل كصوت حر مستقل، يلتزم بالحقيقة ويقف ضد التزييف، مهما كلفه ذلك من عزلة أو خسائر. المثقف عنده ليس موظفًا في خدمة الدولة أو السلطة أو الإعلام، بل ضميرًا يقظًا، لا يُهادن، ولا يصمت حين تُنتهك الكرامة أو يُسحق الضعفاء، أي إنّه أشبه بالإنسان الثوري.

يرفض سعيد فكرة أن يكون المثقف محايدًا أو صامتًا في وجه الظلم. بل يعتبر أن الصمت في مثل هذه الحالات تواطؤاً مقنّعاً، والحياد نوع من الجبن الأخلاقي، لهذا السبب برز الثوار الذين لم يداهنوا السلطة، والسلطة بدورها أقصت الكثير من المثقفين، وعدت بعضهم من أعدائها. فحين تكون الحقيقة واضحة والظلم صارخًا، لا مكان للحياد. والمثقف الذي يتراجع تحت ضغط المؤسسة أو إغراء المنصب يفقد دوره التاريخي ويتحوّل إلى أداة في يد السلطة بدل أن يكون ناقدًا لها، والتاريخ عاج بالمثقفين الذين أشترت ذممهم السلطة، وكممت أفواههم. من هذا المنطلق، يرى أن وظيفة المثقف الأساسية هي مساءلة السائد، لا الانخراط فيه، وأن قول "لا" في وجه القوة هو علامة على صدق المثقف، وعلى أنه مثقف حقيقي، يشعر بمسؤوليته ازاء كل انحراف أو ظلم يقع على رأس المواطن.

لذا يمتد نقد سعيد إلى أشكال السلطة المتعددة، لا السياسية فحسب، بل أيضًا الاقتصادية والدينية والثقافية، ويظهر كيف أن هذه السلطات تحاول دائمًا استيعاب المثقفين أو تحييدهم أو تدجينهم، من خلال الترغيب أو التخويف أو التهميش. كما يحصل عندنا في العراق أبان السلطة التي انهارت في 2003. وهو يعتبر أن المثقف الحقيقي يظل دائمًا في حالة "نفي" رمزي، لا يجد له مكانًا مريحًا داخل المنظومة، لأنه ببساطة لا يقبل أن يصبح جزءًا منها. هذا النفي ليس نفيًا جغرافيًا بالضرورة، بل هو نفي فكري ووجودي، يجعل من المثقف شاهدًا على الكذب ومقاومًا للصمت.

ويستخدم سعيد أمثلة متعددة من التاريخ المعاصر لأسماء ارتبطت بالمواقف الأخلاقية الصلبة، مثل جان بول سارتر أو نعوم تشومسكي، ذكر هذين الفيلسوفين كونهما كانت لهما مواقف عظيمة؛ مشيرًا إلى أنهما لم يكونا مجرد مفكرين، بل شهودًا على عصرهم، تصدوا للاستعمار، والعنصرية، والإمبريالية، وضد التواطؤ مع الأنظمة الجائرة. ويقابلهم بنماذج من المثقفين الذين ارتضوا أن يكونوا مجرد أدوات ناطقة باسم الحكومات، أو متحدثين باسم المؤسسات التي تموّلهم، ليطرح سؤالًا صريحًا: من هو المثقف الحقيقي؟ هل هو من ينسجم مع المؤسسة ويصعد داخلها؟ أم من يرفض الانسياق خلف السائد، ولو على حساب نفسه؟

وفي السياق العربي، لا يغفل سعيد واقع التحديات التي يواجهها المثقف في ظل أنظمة سياسية خانقة، ومجتمعات تتحكم فيها القيود الثقافية والدينية. لكنه في الوقت نفسه لا يعفي المثقف العربي من مسؤوليته، بل يحمّله عبء الصمت أو التواطؤ حين يكون بإمكانه قول الحقيقة. فالثقافة في نظره ليست مجرد تأمل في الجماليات أو التحليل الأكاديمي، بل موقف أخلاقي، وسلوك فذ.

إنّ ما يقدمه المؤلف دعوة واضحة لأن يستعيد المثقف موقعه الطبيعي في خط المواجهة، لا في منطقة الراحة؛ فهذا لا يليق به كمثقف. حيث لا أحد يُجبر المثقف على أن يكون صادقًا، لكنه حين يختار أن يكون كذلك، عليه أن يدرك تبعات هذا الخيار، قبل أن يقدم على ما يروم. لأن الصدق في قول الحقيقة – كما يرى إدوارد سعيد – هو في ذاته فعل مقاومة، وشعور بالذات النبيلة.

********************************************

قصة قصيرة.. امرأة العطر

عبد جعفر

أقطع الطريق من بيتي حتى مكتبي،  مشيا .. بعشر دقائق، عبر شارع كثيف الشجر، لا التواءات به ولا تكسرات في حجر رصيفه، يمكن أن أتعثر بها حين يشرد ذهني في متابعة المارة أو الواجهات الزجاجية للمتاجر والمقاهي.  لم تتغير عادتي منذ أعوام، لكن هذه المرة، قلبت كياني امرأة،أو بالأحرى عطرها الذي لم اشم مثل سحره وعنفوانه من قبل، فقد تسرب إلى أنفي، واستمر يجري في عروقي ورأسي، ثم اخذ  يتضوّع على المارة والرصيف كنسمة عذبة تجعل الرقاب تلتفت إلى صاحبته، وكالمسحور، بدأت  أمشي وراء هذا الجسد المزدهي  بتمايلاته وتموجاته،  وشعره الطويل الفاحم السواد.

كنت أحمل ملفات عديدة  في حقيبتي، منها قضايا اللاجئين، وشكاوى حمّلني البعض كي أتصل  ببلدية المنطقة من أجل حلها.

وكلما استمرّ بالمشي،أشعر بتململ الملفات في الحقيبة، فتصيح محتجة، وحالما أفتح حقيبتي لمعرفة جليّة فوضاها، سكنت تلك الملفات بفعل سحر الرائحة التي لامستها، وربما وجدت لي التبرير وعذرتني عن فعلتي.

تعثرتُ بهيكل متشرد نائم على الرصيف، فتح عينيه على وسعهما، ونهض ليسألني:

-هل شممت عطرا مثله؟

بدا مندهشا مثلي.

 رافقني في السير،  بعد أن نفحته سيكارة، دخنها بشراهة، ولكن رائحة الدخان لم تبدد عَفَن الحموضة الغريبة المنبعثة منه.   بدأت معدتي  تعتصر، لاسيما وأن الرجل يحدثني عن زمان مضى، قبل إصابته بالكآبة،  حيث كان يدشن صباحه بالتحمم والتعطر بعد الحلاقة، ثم أهمل نفسه حتى طُرِدَ من العمل، فعانق الطرقات والأرصفة.

سألته، إن كانت له عائلة.

 أجاب ضاحكا : زوجتي هجرتني مع عشيق آخر، ولم أعد أرى أولادي الصغار، فقد أخذتهم الرعاية الاجتماعية ، لأني لا أصلح لتربيتهم.

قلت له كي أتخلص منه:

-فرصة طيبة ان أتعرف عليك، مع السلامة!

 وكانت عيوني مصوبة نحو امرأة العطر.

رمقني بذهول وكأن العطر المتضوّع قد انتشله من عبء الحموضة اللاصقة به.

-سأستمر معك في الملاحقة! أريد سيجارة ثانية؟

 ناولته علبة السجائر، ، سحب واحدة وقدمها لي، ثم أخذ يوزع السجائر على عدد من المشردين الجالسين على الرصيف، مستغلا متابعتي لامراة العطر،  فنهضوا لمتابعة خطواتنا، ربما  فهموا أنها دعوة الى مرافقتنا،  وما هي إلا عدة دقائق، حتى سار معنا جمع  من  المشردين، وقد انتقلت العدوى إلى  بعض السياح وهم  يسحبون  حقائبهم، ونساء قتلهن الفضول لمعرفة سر العطر، وربما سر هذا الحشد،  وأنضم صحفيون ظنوا انها مظاهرة مطلبية ضد السلطات.

قالت لي  أوراق الشكاوى والمستندات في داخل الحقيبة: عجيب أمرك! الى أين تصل؟ وما الجدوى من هذه الملاحقة؟ وكي أسكت أصواتهن، وضعت صحيفة من الصحف التي توزع مجاناً فوقهن، ولم اكتف بذلك بل وضعت قنينة الماء ايضا كي لا تمد لسانها علي.

أصبحت في حلقة كبيرة من الناس الذين تنث منهم روائح غريبة عجيبة، تكاد أن تبعدني عن رائحة صاحبة العطر، كما كان منظري المفرط بالأناقة قد أصبح نشازا بينهم.

اقتربت مني امرأة ملأت جسمها ووجهها بالوشم والحلى الرخيصة، وترتدي تنورة قصيرة جدا، بينما كان نهداها يندلقان من كبرهما الى الإمام،  وسألتني: إستاذ، أتذكرني؟

كنت أعاين صدرها، بينما سؤالها الملوث برائحة الخل المنبعث منها، جعل رأسي يدور، نظرت إليها،دون أن تغيب نظراتي عن امرأة العطر .  فقلت بلا مبالاة: كلا

ابتسمت بوجهي فبانت اسنان فمها مهدمة، والبقية تتلون بين الأصفر والأسود. وقالت:

- أنت تبنيت قضيتي، ولكن بعد منحي اللجوء، استنأنفت الداخلية القضية ضدي وخسرت لجوئي، وطلب مني الرحيل، وها أنا متخفية عن أنظار السلطة، ومتنقلة من مكان إلى آخر.

-ولماذا لم تأت الى مكتبنا؟

قالت ساخرة:

- اخبرتني سكرتيرك، أنك مشغول، وعلي أن أتقبل الأمر! الكرامة غير مقسومة لنا!

- وكيف تدبرين معيشتك الآن؟

 ضحكت بصوت عال، وأندلق نهداها أكثر الى الإمام وهي تلامس صدري.

قالت: مرة بالسرقة ومرة بالشحاذة، ومرة...

 ضحكت و تركتني وهي تهز عجيزتها، وانحشرت بين الحشد.

التفتُ  الى الوراء، فوجدت المئات خلفي يسيرون، والشرطة تحيطنا من كل حدب وصوب حاملين الحبال من كل جوانب المتظاهرين، كما عرفت لاحقا،  وسمعت بعد أن أصبحت وسط المتشردين وهتافاتهم  في شتم الحكومة، وفضح عهر إمهات الوزراء اللواتي خلفن لقطاء أنذال مثل هؤلاء، وكعادتي خفت وقلقت،  كما أن امرأة العطر ضاعت مني،  واحتوتني روائح من الحموضة والعفن،  قررت أن أنسحب بالذهاب إلى الأمام،  واجهتنا سيارات من الشرطة تقطع الطريق أمامنا، وتطلب منا التفريق،  قبل اللجوء إلى العنف في فض التظاهرة.

 تقدم ضابط أنيق وسأل احدهم بعد أن سكتت الهتافات ورائحة العفونة.

 -من يقف وراء تنظيم هذه التظاهرة؟

 أشارت كل الأيدي إلي. ومضت أفواههم المدهونة برائحة الدخان

 تقول:

-هذا الرجل الأنيق الذي بيننا!

 توجه الضابط لي قائلا:

- انتم لم تحصلوا على إجازة وسببتم في قطع الطريق وفي ذروة الازدحام.

قلت: أنا لم أدع اي أحد الى تظاهرة، كنت أسير خلف امرأة العطر، ولا ادري من أين جاء هؤلاء؟ ابتسم الضابط، فهو يعرف كيف يتعامل مع المحتالين والحشاشة مثلي كما يعتقد. وقال:

 -مفهوم.. أود ان أعرف هل تحمل بطاقة تعرفنا بشخصك؟

 أعطيته بطاقتي كمحام، ولم تترك لي الشكاوى وقضايا اللاجئين  فرصة، وبدأت اشكو الى الضابط إهمالي وعدم جديتي.

 ابتسم الضابط، ونزع قبعته وأخذ يفرك شعره الأشقر، ثم قال بحزم واضح.

- عليكم ان تتفرقوا بهدوء وإلا ....

 قلت: أنا ذاهب يا حضرة الضابط ، أما هؤلاء فليس لي سلطة عليهم،  وحين تحركت خارج السرب، سمعت شتائم لم ينزل الله بها من سلطان وأجمعت كلّها على اتهامي بالخيانة،وبأني برجوازي قذر.

وحتى امرأة العطر جاءت والرائحة تسبقها وقالت لي:

كنت أعتقد أنك رجل، وتغاضيت عن ملاحقتك لي.

ثم انضمت إلى المجموع ، وهي تهتف ضد الأمهات العاهرات. ورد الجميع وراءها  ضد  السفلة والخونة من أمثالي. لم يغادر الحشد وتصاعدت هتافاته ورائحته، فبدأ ضابط الشرطة ينفذ تهديده، فعلت العصي بالضرب، سال الدم على الرصيف، ورشت الشرطة مسيلا للدموع، تخلخل الجمع ، وغابت رائحة امرأة العطر. ابتعدت ، ولكني وقفت كالصنم، أدخن السيجارة الوحيدة المتبقية لدي، لمتابعة المعركة عن بعد، وأنا ألوم نفسي على هذه النزوة، أتسعت دائرة الاشتباكات، فوصل أوراها إلي، حاولت أن أهرب، ولكنّ ضربة قوية على ظهري، دحرجتني على الرصيف ومسحت أناقتي ببول الكلاب والمشردين، وأسقطت السيجارة من فمي،  فالتقطها مشرد كغنيمة حرب، لا أعرف من استهدفني؟ كل طرف يعتبرني عدوا له.  وقفت مرتجفا من الخوف والمهانة، ورغم الأوجاع القوية في جسمي فقد أسرعت الخطى  إلى مكتبي ، بينما كانت الروائح والشتائم  تلاحقني. استخفت (أوراق الشكاوى وقضايا اللاجئين)  بي، استغلت وضعي المزري، وأزاحت غطاء الحقيبة، وبدأت  تسخر من حماقاتي.

*********************************

الصفحة الثانية عشر

في {بيتنا الثقافي} إحياء ذكرى {مذبحة سميل}

بغداد – طريق الشعب

أقامت مختصة كلدوآشور في الحزب الشيوعي العراقي وفرع الحزب الوطني الآشوري في بغداد، الخميس الماضي، حفل استذكار لـ"مذبحة سميل" في ذكراها الـ92.

و"مذبحة سميل" هي مجزرة إبادة عرقية نفذتها الحكومة العراقية من 8 إلى 11 آب 1933، ضد أبناء الأقلية الآشورية في بلدة سميل بلواء الموصل (محافظتا نينوى ودهوك حاليا). حيث طالت المجزرة حوالي 63 قرية آشورية.

الحفل الذي أقيم على قاعة المنتدى في بغداد، استهل بالاستماع للنشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الكلدان والسريان والآشوريين، وشهداء الوطن كافة.

وفي كلمتها خلال افتتاح الحفل، قالت الرفيقة شميران مروكل أن "هذه المجزرة وما تلاها من أحداث دامية كمجزرة صوريا وحملة الأنفال والإرهاب الداعشي، استهدفت وجود شعبنا على أرضه التاريخية"، مشيدة بدور المسيحيين في بناء الدولة العراقية ومساهماتهم الوطنية والفكرية.

أما مسؤولة فرع الحزب الوطني الآشوري في بغداد، فريال إليشا شليمون، فقد ذكرت في كلمة لها أن "هذا اليوم يرمز لوحدة أبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري حول العالم".

ثم ألقيت كلمات وقُرئت برقيات في المناسبة، للتيار الديمقراطي وتيار الحكمة والفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني.

وفي سياق الحفل، قدم د. سيف عدنان القيسي قراءة تحليلية لجذور المجزرة وتداعياتها.

وفي الختام، أطلق المحتفلون نداء لتقنين حقوق الضحايا وتدويل المجزرةكجريمة إبادة جماعية، وتدريسها في المناهج، وفتح الأرشيف الوطني للكشف عن تفاصيلها، وتقديم اعتذار رسمي لذوي الضحايا، باسم الدولة.

هذا وحضر الحفل ممثلون عن أحزاب سياسية ومنظمات مدنية، ووفد رسمي عن طائفة الصابئة المندائيين، وجمهور واسع. وقد ساهم الشابان نينوس زيا ويوسف عبد الأحد، في إدارة فقرات الحفل.

****************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • عاكف سرحان: 2000 كرون سويدي
  • الكاتب عبد الجبار نوري 1000 كرون سويدي

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

**************************************

دار الأزياء تستعد للمشاركة  في مهرجان قرطاج الدولي

متابعة – طريق الشعب

تكثف الدار العراقية للأزياء استعداداتها للمشاركة في مهرجان قرطاج الدولي في تونس بدورته الـ 59، والتي انطلقت فعالياتها يوم 19 تموز الفائت وتستمر حتى يوم 21 آب الجاري.  وفي خبر نشر على صفحة وزارة الثقافة في "فيسبوك"، ذكرت مديرة قسم العروض في دار الأزياء إيمان الربيعي، أن "التحضيرات تجري بوتيرة عالية من حيث اختيار التصاميم والتدريبات الخاصة بالعروض، بما يضمن تقديم عرض متكامل يليق بتاريخ الدار واسم العراق في هذا المحفل الدولي، ويعكس الوجه الحضاري والإبداعي الثقافي للعراق".

ولم يذكر الخبر موعدا محددا لمشاركة دار الأزياء في المهرجان.

***************************************

معرض أنتيكات دائم في تكريت

متابعة – طريق الشعب

في مدينة تكريت، وفي مكان يشبه المتحف، يجتمع عصر كل يوم عدد من محبي التراث، ممن يهوون جمع القطع القديمة والتراثية النادرة. حيث يعرضون مقتنياتهم التي تروي قصص الأجيال السابقة.

ويضم المعرض عملات نادرة، طوابع من حقبات مختلفة، هواتف ومسجلات قديمة، أدوات منزلية مثل الرحى والدولاب والمغزل، لوحات فنية عراقية وأجنبية، وحتى باكيتات مساحيق غسيل تعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

وبدأت فكرة هذا المعرض عام 1990، عندما قرر أسامة الشادي، وهو أستاذ جامعي، أن يجمع مع شقيقه وصديقهما الحاج خالد، العملات العراقية القديمة. ثم تطورت هوايتهم لتشمل الأنتيكات وكل ما له علاقة بتراث تكريت. لكن نشاطهم توقف بعد فترة بسبب الظروف الاقتصادية، ثم عادوا بقوة في عام 2015، بعد أن انضم إليهم أشخاص آخرون تعرفوا عليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليصل عددهم في النهاية إلى 16 شخصا. 

يقول الشادي في حديث صحفي، أن غالبية القطع جمعها من المنازل، ومنها مقتنيات ورثها عن والدته. ثم بدأ بشراء القطع من الأسواق، أو الحصول عليها كهدايا من زائري المعرض، مبينا أن من أندر القطع التي يمتلكونها هاتف يعود إلى عام 1895 ومسكوكات قديمة صادرة عن البنك المركزي العراقي، إضافة إلى لوحات قديمة لفنانين عراقيين.

ويوضح أن الهدف من المعرض ليس فقط جمع الأنتيكات، بل خلق ملتقى لمحبي التراث، يتبادلون فيه المعرفة ويعرضون ما يملكون أمام الزائرين، مبينا أن المكان الذي يعرضون فيه مقتنياتهم يشبه المتحف، وانه تحوّل إلى ملتقى لتبادل الأفكار.

ويلفت إلى انهم شاركوا في معارض عدة، وان معرضهم الدائم مفتوحة أبوابه أمام الزائرين.

من جانبه، يقول جامع الطوابع أسامة محمد، أن هوايته بدأت عام 1989، وهو في العاشرة من العمر. إذ تأثر بوالده الذي كان يهوى جمع الطوابع ويمتلك مجموعة كبيرة منها، مشيرا إلى انه يمتلك الآن طوابع عراقية وعربية وأجنبية، تغطي 30 ألبوما.  

******************************************

على قاعة شيوعيي البصرة ندوة عن {الهجرة بسبب التغيرات المناخية}

البصرة – ماجد قاسم

احتضنت "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أخيرا، ندوة بعنوان "الهجرة بسبب التغيرات المناخية"، نظمها "ملتقى جيكور" الثقافي وتنسيقية التيار الديمقراطي في المحافظة، وضيّفا فيها الباحثة في مجال البيئة رشا عبد الحسين علي.

الندوة التي حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في البيئة، أدارها د. يسر الفرطوسي. واستبقها بالحديث عن تأثيرات التغيّر المناخي على المجتمع بشكل عام، وعلى أبناء الريف والأهوار بشكل خاص.

ثم قدم سيرتي الضيفة الذاتية والمهنية، لتبدأ من جانبها حديثها متطرقة إلى مناخ العراق، لا سيما في الجنوب.

فيما تناولت بشكل تفصيلي معزز بصور عرضتها على شاشة "داتا شو"، واقع الأنهار والأهوار العراقية ونسب المياه فيها، معرّجة على ظروف حياة السكان المقيمين بالقرب من تلك المصادر المائية، مرورا بمسببات هجرتهم، وأهمها شح المياه والتصحر وانعدام أسباب العيش في ظل انتشار الأوبئة والأمراض.

وأوضحت الباحثة أن تلك الأسباب وغيرها دفعت الكثير من العائلات إلى الهجرة من القرى نحو المدن. فيما ذكرت أكثر المناطق التي شهدت هجرة، مع تبيان نسبة العائلات المهاجرة في كل محافظة.

وتخللت الندوة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، في ضمنهم الشيخ أبو عدي الخزاعي، ياسر جاسم وزكي الديراوي.

وفي الختام، قُدمت إلى الضيفة شهادات تقدير من قبل "دار الأدب البصري" و"مؤسسة النهضة" الثقافية و"ملتقى جيكور" الثقافي.

***************************************

قف.. جاكوج رئيس البرلمان

عبد المنعم الأعسم

منَحَتْنا رئاسة برلمان العراق ونواب منفلتون فاصلا من استراحة مسلية، لا شفاء غليل، حيث كان بعض انصار الرئيس، وبعض انصار نائبه الاول بمثابة كومبارس لمعركة ما كانت لتنتهي لولا "جاكوج" الاول الذي كاد يفج رأس نائبٍ كان يشتم ويتوعد. فيما كانت عيون الكاميرات وتسجيلاتها تلتقط صورا لمخاشنات معيبة، في توصيف ملطّف لما كان يُسمع، وما كان يُرى، وهذا لا يهم كثيرا الرأي العام الذي، على أغلب الظن، لم يكن ليتفاجأ بان تتجه هذه المؤسسة مجرى المهازل، وقد كثرت وصارت مثل فيلم السهرة، مناسبة للعائلات لتزجية الوقت والتندر، لكن الانظار تركزت، هذه المرة، على مطرقة المشهداني في رمزيتها الجديدة، لا للفصل بين المتشابكين، او رفع جلسات مجالس النواب، بل كسلاح يقتل إذا ما فج رأس أحدٍ وكسر جمجمته، تلك الوظيفة التي، كما هو معروف، تعود الى القرون الوسطى يوم صُنعت المطرقة من الحجر والخشب الصلد كوسيلة للصيد والبناء، وايضا في الانشطة الرياضية، ثم مثلت مع المنجل شعار وحدة العمال والفلاحين، أما في المتاحف الاسكندنافية فتوجد مطرقة تاريخية باسم "ميولنير" وشرحها يفيد انها كانت تستخدم كمطرقة ثيران.. مبروك.

*قالوا:

"من يجعل من نفسه دودة ليس له أن يتذمر إذا ما داسته قدم". 

كانت

****************************************

قريبا في المكتبات

العدد (47) آب 2025

من مجلة "الغد" الفصلية السياسية الثقافية العامة

تصدرها اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة.

**************************************

الفلوجة تحتضن بازاراً خيريا للأعمال اليدوية

متابعة – طريق الشعب

شهدت مدينة الفلوجة أخيرا بازاراً خيرياً للمنتجات اليدوية، بمشاركة أكثر من 50 شابة وشابا من أصحاب المشاريع الصغيرة.

وإضافة إلى تسويق المنتجات، يهدف البازار الذي احتضنته حديقة في مركز المدينة، إلى تعزيز حضور المشاركين في السوق المحلية، لاسيما العاملون في مجالات الخياطة وصناعة مستحضرات التجميل، والإكسسوارات.

وضم البازار فضلا عن الأعمال اليدوية، أجنحة لعرض الكتب، ما أضفى عليه طابعا ثقافيا.

في حديث صحفي، قال منظم البازار محمد صباح حميد، أن البازار نظمته "منظمة رحاب الخير" للإغاثة وحقوق الإنسان، مشيرا إلى انهم لاحظوا مشاركة نسائية كبيرة في البازار، خاصة العاملات في مجالات الخياطة وصناعة مستحضرات التجميل.

وأشار إلى انه سبق لهم ان دعموا أكثر من 20 سيدة، ماليا، لتعزيز قدراتهن على تطوير مشاريعهن والاستقلال ماديا.

من جانبها، قالت المشاركة في البازار آسيا خالد، انها تعمل في مجال صناعة الإكسسوارات اليدوية، مثل الحفر على القطع بأسماء أو عبارات مخصصة حسب الطلب، مبينة أن البازار وفر لها فرصة لإبراز موهبتها والتفاعل مع الجمهور.

وأشارت إلى انها بدأت مشروعها عام 2015 عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وتطورت تدريجياً وصولا إلى تزويد المحلات بمنتجاتها.

أما المشارك عبد الله المحمدي، فقال أنه شارك في جناح مخصص لعرض الكتب، وذلك كممثل عن دار "مختلفون" للنشر، معتبرا ان البازار دمج بين المشاريع اليدوية والمبادرات الثقافية، وانه وفر فرصة لعرض كتب لكتّاب شباب.