اخر الاخبار

الصفحة الأولى

دعايات انتخابية مبكرة تحايلاً على القانون مؤسسات الدولة أمام تحدي المال السياسي واستغلال الموارد العامة

بغداد ـ طريق الشعب

في الوقت الذي تتهيأ فيه البلاد للانتخابات البرلمانية، نهاية العام الجاري، بدأت القوى السياسية المتنفذة مبكرًا حملاتها الدعائية لضمان هذا الصوت او ذاك، مستغلةً المال العام والمناصب التنفيذية، في مشهد يثير التساؤلات عن فاعلية القوانين والجهات الرقابية، وقدرتها على التصدي لذلك.

وبرغم تهديدات ووعود هيئة النزاهة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لا تزال شوارع العاصمة والمحافظات تشهد طوفاناً من الصور واللافتات التي تروّج أسماء مرشحين، بينما الدعاية الانتخابية لم تبدأ رسميا، في ظل شكاوى عن غموض بعض القوانين وتهاونٍ في التطبيق، وصمتٍ يُفسَّر أحيانًا على أنه تواطؤ.

هيئة النزاهة تتوعّد

رئيس هيئة النزاهة الاتحادية، محمد علي اللامي، شدد خلال لقائه مع رئيس وأعضاء مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على أن الهيئة لن تتهاون في التصدي لمحاولات استغلال المال العام في الدعاية الانتخابية، مؤكدًا أن المشمولين بالعفو العام ممن صدرت بحقهم قرارات قضائية لا يحق لهم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة.

اللامي أعلن عن تشكيل فرق ميدانية في بغداد والمحافظات، بالتعاون مع المفوضية، للتحقق من سلامة الإجراءات وضمان عدم استغلال الموارد العامة، محذّرًا من استغلال المناصب التنفيذية لأغراض انتخابية. كما دعا المفوضية إلى إلزام رؤساء ومؤسسي الأحزاب بتقديم إقرارات الذمة المالية، موضحًا أن الهيئة ستتابع مصادر تمويل الأحزاب وأوجه صرفها، وفقًا لما تخوّله الصلاحيات القانونية النافذة.

المفوضية تستعد والشارع يغلي

وفي السياق، أعلنت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي، تفاصيل التعاقد مع موظفي الاقتراع ليوم واحد، مع إطلاق الرابط الخاص بطلبات التوظيف بدءًا من الثلاثاء 3 حزيران وحتى 9 تموز المقبل.

الغلاي أوضحت أن شروط التقديم تتضمن أن يكون المتقدم من سكان المنطقة الجغرافية التابعة للمركز الانتخابي، وألا يكون من أقارب المرشحين أو وكلاء الأحزاب، وأن يمتلك بطاقة بايومترية محدثة.

وأضافت أن المفوضية شكّلت لجنة من قسم الإجراءات والتدريب لتأهيل الموظفين الذين سيتم اختيارهم بالقرعة على آليات الاقتراع، بينما ستجري عملية المحاكاة الانتخابية، منتصف تموز المقبل بإشراف لجنة مختصة من دائرة العمليات وتكنولوجيا المعلومات.

بانتظار قوائم المرشحين

من جانبه، أشار رئيس الفريق الإعلامي في المفوضية، عماد جميل، إلى استمرار الأعمال التحضيرية للانتخابات المقبلة، كاشفًا عن إقبال ملحوظ على مراكز التسجيل وتزايد نشاط الفرق الجوالة، وبلوغ عدد محدثي بياناتهم حتى الآن نحو مليون وسبعمئة وخمسين ألف ناخب.

كما لفت إلى أن المفوضية استكملت تسجيل التحالفات السياسية وتستعد الآن لاستقبال قوائم المرشحين حتى 24 حزيران الجاري، مشيرًا إلى استمرار صيانة الأجهزة الانتخابية وبرمجياتها، وتنظيم دورات تدريبية للكوادر الفنية، فضلًا عن خطة أمنية لحماية مكاتب المفوضية والمراكز الانتخابية.

التطبيق موضع شك

الخبير القانوني واثق الزبيدي، أكد أن المفوضية تمتلك صلاحيات قانونية واضحة لمعاقبة المخالفين، بدءًا من الإنذارات وفرض الغرامات، وصولًا إلى منع المرشح المخالف من خوض الانتخابات، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات طُبّقت سابقًا، لكن الخروقات تتكرر.

وأضاف الزبيدي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن بغداد وعددًا من المحافظات تشهد حاليًا انتشارًا واسعًا للافتات انتخابية مخالفة، برغم أن فترة الدعاية لم تُفتح بعد، موضحًا أن أمانة بغداد تملك صلاحية إزالة هذه اللافتات دون الرجوع إلى المفوضية.

وانتقد الزبيدي ما وصفه بـ"تواطؤ بعض الجهات المعنية" مع مرشحين نافذين، ما سمح لهم بتجاوز القوانين، مشيرا أن بعض المرشحين يحاولون التحايل على القانون من خلال الترويج غير المباشر لأنفسهم، رغم أن القانون يشمل كل دعاية، مباشرة أو غير مباشرة.

دعاية مبكرة وغياب الردع

من جانبها، قالت الخبيرة في الشأن الانتخابي فيان الشيخ علي، إن الدعاية الانتخابية المبكرة بدأت منذ مطلع العام الحالي، بل حتى قبله، تحت عناوين تنموية أو خدمية، وهو ما يصعّب على المفوضية فرض العقوبات بسبب غموض الصياغات القانونية.

وأشارت الشيخ علي إلى أن هذه الأساليب تهدف فعليًا إلى "حجز أماكن دعائية" قبل بدء المرحلة الرسمية، بحيث تُستبدل اللافتات الحالية بأخرى رسمية لاحقًا، مؤكدة أن النصوص القانونية المتعلقة باستغلال المال العام لا تُفعل بجدية، وتخضع غالبًا للتأويل.

واكدت في حديث لـ"طريق الشعب"، أن الجهات المتنفذة تستغل ضعف الرصد القانوني وتراخي الجهات الرقابية، داعية إلى مراجعة شاملة للأنظمة الانتخابية، وتفعيل مواد القانون الخاصة بمعاقبة المخالفين بشكل واضح وحازم.

شراء الأصوات إهانة للناخب

المحلل السياسي داوود سلمان ذهب إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في "الإسراف الكبير في المال السياسي"، الذي يبعث برسائل سلبية إلى الناخب، تعكس هدرًا مفرطًا لأموال الدولة.

واعتبر سلمان في حديث لـ"طريق الشعب"، أن المواطن يتعرّض لإهانة متكررة عبر توزيع المواد الغذائية والبطاقات المدفوعة، وهي أساليب تهين كرامته ووعيه، مشددًا على أن الأزمة لا تكمن في غياب القوانين، بل في غياب جهة رقابية قوية ومستقلة تفرضها بفعالية.

وأضاف أن "المفوضية، رغم نزاهتها، تظل جزءًا من منظومة سياسية يهيمن عليها السياسيون أنفسهم، مما يضعف قدرتها على مواجهة التجاوزات"، داعيًا إلى "مراجعة شاملة للآليات القانونية لمنع استغلال المال السياسي".

وأكد أن "الفساد مستمر ما دامت الأحزاب النافذة تسيطر على مفاصل الدولة، فيما المواطن لا يزال نائمًا في "غيبوبة انتخابية"، بعيدًا عن ممارسة دوره في المحاسبة والتغيير".

وتكشف الوقائع اليومية أن المال السياسي واستغلال موارد الدولة يشكّلان تحديين حقيقيين أمام نزاهة الانتخابات المقبلة. ومع غياب الحزم في تطبيق القوانين، وتواطؤ بعض الجهات مع المرشحين النافذين، تبدو الطريق إلى انتخابات نزيهة ومتكافئة محفوفة بالتحديات، ما لم تتحرّك مؤسسات الدولة بجدية لفرض القانون وحماية إرادة الناخب من المال والنفوذ.

*************************************************

راصد الطريق.. أهذه هي العدالة والديمقراطية؟!

قضت محكمة في بغداد، أمس الأربعاء، بسجن الموظف المتعاقد في بلدية الزهور محمد عاشور أربعة أشهر، بسبب دعوى رفعتها ضده النائبة عن تيار الفراتين سهيلة الساعدي، لانه كتب عنها في فيسبوك مستخدما عبارة "عليها السلام"، وهو ينتقد أداءها الخدمي في منطقة الحسينية ببغداد.

سبق هذا الحكم قرارٌ بحبس زوج النائبة ثلاثة أشهر، على خلفية اعتدائه على الموظف المذكور داخل مكان عمله، وهو حكم تم تمييزه خلال يومين ليُخفف إلى غرامة 500 ألف دينار! وكان الحكم الأولي على الموظف غرامة مالية بالقيمة ذاتها، لكن النائبة ميّزته فصدر حكم مشدد بالسجن.

وكانت سبقت هذا الحكم تصريحات لمسؤولين، هددوا فيها من يفكر بالاحتجاج على أزمة الكهرباء وما يماثلها، بـ "قص أذنه"، فيما ادعى آخر أن المتظاهرين "مدعومون من الفضاء والكواكب المحيطة بالأرض".

هذا كله وغيره تجسيد صارخ لاستغلال السلطة، ومحاولة لإسكات كل صوت معارض ناقد، وهو يكشف مدى تداخل النفوذين السياسي والإداري، ويشكل تهديدا لاستقلال القضاء ولحرية التعبير. ثم أن سرعة تمييز الأحكام وتخفيف العقوبات على المتورطين، مقابل الإصرار على معاقبة مواطن بسبب منشور، يعكس ازدواجية مقلقة في تطبيق العدالة.

*************************************************

الصفحة الثانية

وسط استمرار أزمة الطاقة.. عقد جديد مع تركيا لمضاعفة استيراد الكهرباء

بغداد – طريق الشعب

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، عن توقيع عقد جديد مع شركة Alifrin التركية لمضاعفة قدرة خط الربط الكهربائي بين العراق وتركيا من 300 إلى 600 ميغاواط، في خطوة تهدف إلى تحسين تجهيز الطاقة في المناطق الشمالية وتعزيز الربط الإقليمي.

وذكرت الوزارة في بيان أن "الوزارة وقعت عقدا مع شركة Alifrin، لتجهيز المنظومة الوطنية بقدرة 300 ميغاواط كمرحلة أولى، عبر خط الربط (جزرة - كسك 400 ك.ڤ) في محافظة نينوى"، مشيرة إلى أن "طاقة الخط ستُرفع إلى 600 ميغاواط خلال أقل من شهر".

وأوضح البيان أن المشروع سيسهم بشكل مباشر في زيادة ساعات تجهيز الكهرباء للمناطق الشمالية من البلاد.

كما لفتت الوزارة إلى أن "العقد يعتمد على آلية الدفع مقابل الكمية المستهلكة (Take and Pay)، ما يمنح العراق مرونة اقتصادية ويقلل من الهدر المالي". ولا تزال أزمة الكهرباء تشكل تحدياً يومياً للمواطنين، خصوصاً مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وسط ساعات تجهيز متذبذبة وضعف البنى التحتية في عدد من المحافظات. يُذكر أن العراق يعاني منذ سنوات من عجز مزمن في إنتاج الكهرباء، ما يدفعه إلى الاعتماد على استيراد الطاقة من دول الجوار، في ظل مطالب شعبية متزايدة بإيجاد حلول جذرية ومستدامة لأزمة الطاقة.

**************************************************

موجة احتجاجات تجتاح المحافظات تصاعد الغضب الشعبي إزاء التدهور الخدمي والتهميش

بغداد ـ طريق الشعب

سلسلة من التظاهرات الواسعة والمتزامنة، اجتاحت عددا من المحافظات، خلال اليومين الماضيين، والتي نظّمها مزارعون، مهندسون، تربويون، وأطباء، احتجاجًا على سوء الأوضاع الخدمية والمعيشية، وتأخر صرف المستحقات، واستمرار التهميش.

وينذر التجاهل الحكومي وغياب المعالجات الجدية بتصاعد الحراك في حال عدم الاستجابة لمطالب المحتجين.

احتجاجات المزارعين في النجف

وفي محافظة النجف، تظاهر مزارعون وفلاحون من ست محافظات (النجف، كربلاء، الديوانية، السماوة، واسط، والناصرية)، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية وتعويض الأضرار الزراعية التي لحقت بمحاصيلهم نتيجة السيول والبرد خلال الأعوام الماضية.

وطالب المحتجون الحكومة والجهات المعنية بـ"إنصافهم وإنقاذ القطاع الزراعي من التدهور"، ورفعوا مطالب تشمل صرف مستحقات محصولي الحنطة والشلب لعام 2024 نقدًا وبدون تأخير، وإعفاء الفلاحين من القروض الزراعية أو تأجيلها بما يتناسب مع الواقع الزراعي الحالي. كما شددوا على أهمية ضمان الحصص المائية العادلة، ومحاسبة المقصرين في إدارتها، إضافة إلى حسم مصير الزراعة الصيفية في المناطق الشلبية، والاستعداد المبكر للموسم الشتوي.

وجاء في بيان المتظاهرين: "لسنا هنا للشكوى فقط، بل للمطالبة بحقوقنا المشروعة التي يكفلها الدستور، ويقر بها المنطق، ويعترف بها الضمير. إن لم تُحقق هذه المطالب، فإننا نعلن عن خطوات تصعيدية ضمن الأطر القانونية والدستورية".

وأكد المحتجون، أن هذه الوقفة تمثل دفاعًا عن كرامة الفلاح العراقي الذي يعاني، بحسب وصفهم، من "سنوات طويلة من الإهمال والتهميش"، رغم دوره الحيوي في دعم الأمن الغذائي للبلاد.

مهندسو البصرة ينددون بالعنف

وفي محافظة البصرة، نظم عدد من المهندسين والجيولوجيين وقفة احتجاجية أمام مبنى شركة نفط البصرة، تضامنًا مع زملائهم الذين تعرضوا للاعتداء من قبل قوات حفظ النظام خلال تظاهرة سابقة، مطالبين بضمان حقوقهم وتحسين بيئة العمل في المناطق النفطية، خصوصًا شمال البصرة.

ورفع المحتجون لافتات تندد بـ"العنف ضد التظاهرات السلمية"، واعتبروا ما جرى "انتهاكًا واضحًا لحق التعبير والاحتجاج المشروع"، داعين وزارة النفط إلى اتخاذ خطوات فورية لإنصاف الكفاءات الفنية.

وقال مرتضى حافظ، ممثل عن المتظاهرين ان "وقفتنا لمساندة إخواننا المهندسين الذين تعرضوا للضرب من قبل قوات حفظ النظام بسبب تظاهرهم السلمي"، مطالبا وزير النفط بـ"إلقاء نظرة جادة على شريحة المهندسين والجيولوجيين، وخصوصاً في شمال البصرة، حيث يعيشون وسط بحيرات من النفط، لكن حصتهم الوحيدة هي الأمراض السرطانية والتلوث البيئي".

وانتقد حافظ عدم تطبيق قانون التوظيف الذي ينص على أن تكون نسبة العمالة في الحقول النفطية 80% محلية، مؤكدًا أن أبناء البصرة "محرومون من فرص العمل في شركات النفط رغم قربهم من مواقع الإنتاج".

أضرار بيئية وصحية

وفي السياق ذاته، قال المتظاهر محمد مطر: "مطالبتنا اليوم هي الإنصاف. أكملت 18 عامًا من الدراسة خارج البصرة، وعندما عدت لمحافظتي بدأت أعاني من الفشل الكلوي والتلوث، خصوصًا في شمال البصرة، حيث نستنشق السموم يوميًا. لماذا هذا التهميش؟".

ويعاني سكان شمال البصرة من أضرار بيئية وصحية خطيرة ناجمة عن مجاورتهم للحقول النفطية، مع تسجيل ارتفاعات ملحوظة في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة، وسط مطالبات بتدخل حكومي عاجل لمعالجة الوضع.

3 تظاهرات في المثنى

وشهدت محافظة المثنى حراكًا شعبيًا وخدميًا واسعًا تمثل في اقامة ثلاث تظاهرات متزامنة نظمها مواطنون وكوادر تربوية وأهالي في قضاءي الوركاء والخضر ومدينة السماوة، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية واستحقاقاتهم القانونية.

وفي قضاء الوركاء، احتج العشرات أمام دائرة الكهرباء، مطالبين بتحسين واقع الطاقة الكهربائية، وشكوا ضعف الفولتية وقلة ساعات التجهيز، ما انعكس سلبًا على حياتهم اليومية، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأكد المحتجون، أن التظاهرات ستستمر لحين تحقيق المطالب، داعين إلى عدالة توزيع مشاريع الكهرباء داخل المحافظة وعدم تهميش مناطقهم.

وفي قضاء الخضر، نظم عدد من الكوادر التربوية وقفة احتجاجية للمطالبة بتخصيص قطع أراضٍ سكنية لهم، ضمن استحقاقاتهم القانونية والوظيفية، وأكدوا أن مطالبهم ليست جديدة، بل استكمال لتحركات سابقة تطالب بآليات واضحة لتوزيع الأراضي أسوة بزملائهم في أقضية أخرى.

الاستثمارات تهدد منازل المواطنين!

أما في حي الكفاءات وسط السماوة، فقد نظّم العشرات وقفة احتجاجية أمام أحد المجمعات السكنية، رفضًا لاستمرار أعمال مشروع يهدد بإزالة منازلهم القائمة منذ ثمانينيات القرن الماضي، رغم صدور قرار رسمي من مجلس الوزراء بتمليكها للسكان.

ورفع المحتجون لافتات تندد بـ"تجاهل المستثمر للقرارات الحكومية"، مؤكدين أن البلدية استلمت معاملاتهم، لكن المشروع لا يزال يتمدد على حساب أراضيهم.

وقال حيدر منصور، أحد المتضررين: "نسكن هذه المنطقة منذ أكثر من 15 أو 20 سنة، واليوم يريدون إزالة منازلنا رغم قرارات الدولة بتمليكها لنا. هذا ظلم، فنحن أصحاب عوائل ولسنا متجاوزين".

بدوره، أوضح عباس كريم أن المستثمر يحاول فتح شارع داخل المشروع على حساب منازلهم، مشيرًا إلى أن الجهات الرسمية لم تُخطر السكان رسميًا، فيما تم تأشير بعض المنازل للهدم دون علمهم.

أما ثائر محسن، أحد سكان الحي منذ السبعينيات، فأكد أن المستثمر الذي جاء قبل 6 أشهر فقط "يحاول تشريدنا دون حتى عقد اجتماع معنا أو مع البلدية، والشخص الذي أشار إلى منازلنا بالهدم لا تعرفه الجهات الرسمية".

وطالب الأهالي الجهات المعنية بوقف المشروع، وتنفيذ قرارات التمليك الصادرة رسميًا، ملوّحين بمواصلة الاحتجاجات.

أطباء السليمانية وأربيل

وفي مدينة السليمانية، نظّم عدد من الأطباء غير المعيّنين وقفة احتجاجية أمام مستشفى "شار"، بالتزامن مع إضراب للعاملين احتجاجًا على تأخر صرف رواتب شهر أيار، وسط تحذيرات من تدهور إضافي في القطاع الصحي.

وطالب المحتجون بتوفير تعيينات عاجلة للأطباء غير المعيّنين، وصرف الرواتب في مواعيدها، وإصلاح نظام التنسيق الطبي داخل المؤسسات، وتحديث القوانين الإدارية بما يضمن الشفافية والكفاءة، وإلغاء البيروقراطية التي تعرقل تطور القطاع الصحي.

وأكد رهيل أحمد، ممثل الأطباء المحتجين، خلال مؤتمر صحفي، أن مطالبهم "مهنية بحتة" وليست سياسية أو فئوية، داعيًا الحكومة إلى التحرك لإنهاء الأزمة المستمرة في التوظيف وتحسين بيئة العمل الطبي في الإقليم.

وشهدت أربيل أيضًا تجمعًا لعدد من الأطباء المقيمين وخريجي الكليات الطبية للمطالبة بفرص عمل وتعيينات عاجلة، في ظل أزمة خانقة تضرب القطاع الصحي في الإقليم.

وتشير موجة الاحتجاجات المتزامنة في عدة محافظات إلى تصاعد الغضب الشعبي واحتقان الفئات المتضررة من السياسات الحكومية، وسط تحذيرات من اللجوء إلى خطوات تصعيدية أكبر في حال عدم الاستجابة للمطالب.

وتلتقي مطالب المتظاهرين برغم تنوع قطاعتهم بين الزراعة، والتعليم، والطاقة، والصحة، عند نقاط مركزية أبرزها: التهميش، غياب العدالة في التوزيع، التأخير في صرف المستحقات، وانعدام التخطيط الحكومي الفاعل.

*************************************************

كل خميس.. تألّق عراقي.. واحتفاء بالموهبة

جاسم الحلفي

ينهض الإبداع العراقي من بين الركام، يسير بخطىٍ حثيثة رغم رثاثة ثقافة الفساد والاستهلاك والاستعراض المخل. وقد أضاءت سماء بغداد هذه الأيام قناديل عدة، لكن ما غمر صدورنا بالفخر هو تميّز مبدعنا الموسيقي "يوسف عباس"، الذي حقق إنجازاً غير مسبوق وهو يضع ما أوُكِل إليه تأليفه من موسيقى تصويرية كاملة لمسلسل ((Debriefing the President   الأمريكي الضخم، المستوحى من مذكرات الضابط جون نيكسون، وتحت إشراف المنتج العالمي ليزلي غريف، الذي قال: "سمعت موسيقاه وقد لمستني بشكلٍ مختلف تماماً، اخترتُه بنفسي من بين المؤلفين في هوليوود ومصر. هذا عملٌ سيكون موقعاً بتوقيع يوسف عباس بالكامل.)

ولا يقف إنجاز يوسف عباس عند حدود الفن، بل يمتد إلى تأكيد حضور العراق في معتركٍ عالمي لا يُغازل المرموق إلا بحجم الإبداع وحجم الإخلاص للتاريخ والثقافة الإنسانية. ففي زمنٍ تغرق فيه الساحة الثقافية بالضوضاء والتقليدية الباهتة، بزغ اسم عباس ليظهر للعالم أنَّ الإبداع العراقي ينبع من عمق أصالته، ولا يحتاج إلى زخرفة زائفة ليُسمع صوته.

من جانبٍ آخر وفي مساء 27 الشهر الماضي، احتضنت بغداد مهرجان "أوتنابشتم الدولي للإبداع" في دورته الثالثة، وكانت ليلة استثنائية عبرت فيها منصّات المهرجان بوصلاتٍ من نور تتلمس وجه العراق المشرق بالإبداع. وفي هذه الدورة حصد المبدعون جائزة "أوتنابشتم" في حقول مختلفة:

  • أحمد عبد الحسين: تُعدّ جائزة أوتنابشتم في فئة الأدب وردة جمالٍ أُضيفت إلى رصيده الشعري وغزارة تجربته الإبداعية، مُضفيةً عليه إشعاعاً جديداً.
  • محمد حسين عبد الرحيم: جعل من وقفته أمام الكاميرا مرآةً لصوتٍ يتساءل عن الحقيقة والوجع، محافظاً على حسّ المقاومة وسط ثقافة الإيهام.
  • فارس طعمة التميمي: قدّم رؤيته الإبداعية كصيحةٍ من رحم المعاناة، ينقل وجع الواقع إلى فنٍ متميز لا يهادن الزيف والانحطاط.
  • لقاء السامرائي: وضعت بصمتها الأكاديمية في صلب ساحات النقد والإبداع، مصمِّمةً أركان الوعي على أسسٍ معرفية رصينة تُنبذ تكريس الجهل والانحلال.
  • نجلاء عماد: رفعت اسم بلادها عالياً في ميادين الرياضة البارالمبية، شاهدةً على أن الإرادة العراقية لا تُقهر مهما أوغل الخراب.
  • حيدر زكي: الإعلامي الرياضي الذي نسج شغفه في الرياضة متراساً لتوثيق إنجازات الشباب العراقي، رافعاً راية الإنجاز وسط ضجيج الاستعراض الزائف.

إلى هؤلاء جميعاً، وإلى كلِّ مَن يقاسمنا عناق الكتابة والألوان والإيقاعات، نُهدي التحية، فقد صقلتم بجهدكم وموهبتكم صورة العراق وأعدتموه إلى بريقه النقي.

ولا نرجو من هذه التحية سوى أن تصلكم رسالة واحدة:

إنّ العراق لا يُطفِئه الظلام، طالما فيه من يحمل القلم والآلة والفكرة، وحتى لو تفشّى الخراب من حولنا فإن بريق الإبداع سيظلُّ ضوءَنا الساطع.

فلتستمرّوا يا مبدعينا في الاحتفال بالحياة، ولتظل منجزاتكم شاهداً على أن الإبداع العراقي قادر دائماً على إعادة وجه الوطن نقياً، رغم كلّ الإصرار على نشر التفاهة وإشاعة التخلف والابتذال.

********************************************************

الصفحة الثالثة

خبراء: إنشاء المفاعل النووي التدريبي خطوة ليست فريدة اتحاد الطلبة العام: نرفض إخفاء أزمات التعليم وراء {مشاريع استعراضية}!

بغداد - محمد التميمي

رغم ما تعانيه الجامعات العراقية من نقص حاد في البنى التحتية وتراجع مستمر في جودة التعليم والبحث العلمي، أعلنت وزارة التعليم العالي عن قرب توقيع اتفاق مع الجانب الصيني لإنشاء أول “مفاعل نووي تدريبي تحت الحرج” في العراق، ضمن ما وصف بأنه مشروع لتأهيل الكوادر ورفع كفاءة التعليم التقني.

وأثار الإعلان جدلاً واسعاً، إذ وصفه مختصون بأنه “خطوة رمزية أكثر من كونها تحوّلاً استراتيجياً”، متسائلين عن اولوليات الوزارة وسط كم التحديات والمشاكل التي تعاني منها العملية التعليمية. وحذروا من تهويل الإنجاز إعلامياً وسط بيئة إدارية وتشريعية غير مؤهلة لاستيعاب مشاريع من هذا النوع.

وأعلن وزير التعليم العالي نعيم العبودي، عن قرب التوقيع على اتفاق مرتقب مع مؤسسة الطاقة الذرية الصينية بشأن وضع حجر الأساس لأول مفاعل تدريبي من نوع المنظومة تحت الحرجة في العراق، مشيرا الى أنه مشروع تعليمي يهدف إلى تطوير مهارات الطلبة والباحثين في مجالات الفيزياء النووية والتقنيات الإشعاعية السلمية.

ضجيج إعلامي

في هذا الصدد، وجه سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق أيوب عبد الحسين سؤالا الى وزير التعليم العالي: ما هي الأولويات الحقيقية للتعليم والبحث العلمي في العراق؟"، مبديا استغرابه من "الحديث عن مفاعلات نووية في بيئة جامعية تعاني من نقص المختبرات الأساسية، وتخلف المناهج التعليمية، وضعف في الاستثمار لدى الكوادر البحثية؟".

وقال عبد الحسين في حديث لـ "طريق الشعب"، إن "البنية التحتية التعليمية لا تزال هشة، وتعاني من اختلالات مزمنة سواء في التمويل، أو في غياب استراتيجية وطنية واضحة للنهوض بالبحث العلمي".

وأضاف ان "الحديث عن مشروع مفاعل نووي تدريبي في العراق، في ظل الواقع الحالي للمؤسسات التعليمية، يفتقر إلى الواقعية، ولا يعكس أولويات حقيقية تخدم الطالب أو تنهض بالتعليم. لا يمكننا أن نخدع أنفسنا بإطلاق مشاريع ذات طابع تقني متقدم، في وقت لا تزال فيه جامعاتنا تفتقر إلى الكهرباء المستقرة، والقاعة الدراسية المجهزة، والمختبر القادر على خدمة أبسط التجارب العلمية".

وواصل القول: ان "الطلبة في العراق لا يحتاجون إلى منشآت معزولة عن واقعهم، بل إلى منظومة تعليمية تنصفهم، ومختبرات حقيقية، وخطط تشغيل بعد التخرج"، مشيراً الى ان "الغالبية العظمى من خريجي كليات الهندسة والعلوم يعانون من البطالة، ولا يجدون فرصة عمل لا داخل البلد ولا خارجه، فكيف يمكن الحديث عن كوادر نووية مستقبلية بينما نخسر مئات العقول الشابة سنوياً بسبب الهجرة أو الإحباط أو التهميش".

محاولة التغطية على الازمات الحقيقية

واشار الى ان "مشروع من هذا النوع – حتى لو كان رمزياً – لا يمكن فصله عن واقع الجامعات التي تفتقر لأبسط مقومات التعليم الحديث، وتعاني من تهميش دائم في رسم السياسات العامة. كما ان الحديث عن تقنيات نووية، يجب أن يكون جزءاً من رؤية شاملة تعالج أولًا تدهور البيئة التعليمية، وتسعى لبناء مؤسسات علمية مستقرة، وتضع الإنسان العراقي – الطالب والباحث – في قلب العملية التعليمية".

واكد ان اتحاد الطلبة العام يدعم "التطوير العلمي، لكننا نرفض أن يتحول هذا التطوير إلى واجهة إعلامية تُستخدم للتغطية على أزمات حقيقية يعيشها القطاع التعليمي. كما نرفض أن يُختصر حلم البحث العلمي في مشروع لم يخضع لنقاش أكاديمي واسع، ولم تسبقه إصلاحات تمكّن الجامعات من النهوض بمهامها الأساسية".

ونبه الى ان هناك "حاجة إلى مراجعة جدية لأولوياتنا؛ فبدلاً من القفز إلى مشاريع استعراضية إعلامية، ينبغي أن نبدأ من الأساس: توفير بيئة تعليمية حقيقية، دعم الكليات العلمية التي أصبحت حاضنات للبطالة، وتأهيل جيل من الباحثين بوسائل علمية حقيقية وليس بمشاريع معزولة عن الواقع".

وخلص الى القول: إن "هذا المشروع، مهما بدا لامعاً على الورق، لن يغير شيئاً ما لم يسبقه إصلاح جذري للبنية التعليمية، وتوفير مناخ علمي آمن وشفاف ومستدام. لا يمكن أن نبني مفاعلاً في بلد لم يعد قادراً على تأمين كهرباء لمدرج جامعي أو راتب لمدرس باحث. أما ما عدا ذلك، فهو ضجيج بلا أساس".

خطوة رمزية

من جهته قال الخبير في مجال الطاقة دريد عبدالله، ان اعلان "وزير التعليم العالي عن قرب توقيع اتفاق مع مؤسسة الطاقة الذرية الصينية لإنشاء أول “مفاعل تدريبي من نوع المنظومة تحت الحرجة” في العراق، يُعتبر خطوة رمزية أكثر من كونه تحولاً استراتيجياً في البنية العلمية النووية للبلاد".

واوضح في حديث لـ "طريق الشعب"، انه "من الناحية التقنية، نتحدث عن مفاعل صغير محدود القدرة لا يندرج ضمن المفاعلات الحرجة التقليدية التي تنتج الطاقة أو حتى المفاعلات البحثية مثل مفاعلات تموز 1 و2، والتي يمكن توظيفها في تطبيقات واسعة. فالمفاعل المقترح هو منظومة تعليمية تعتمد على مصدر نيوتروني خارجي، تُستخدم أساسًا لأغراض التدريب والبحث العلمي في بيئة آمنة بطبيعتها".

ونوه عبدالله الى ان "هذه المبادرة ورغم رمزيتها، فهي ليست فريدة على المستوى الإقليمي، حيث تمتلك دول مثل إيران أربعة مفاعلات بحثية من هذا النوع، بعضها يعمل منذ عقود، وتُستخدم في إنتاج النظائر المشعة وإجراء البحوث النووية الدقيقة".

واشار الى أن "تونس والأردن لديهما منظومات مشابهة تُستخدم لأغراض تدريبية وتعليمية. لذلك، لا يُعد المشروع العراقي سابقة علمية أو تكنولوجية، بل محاولة للالتحاق بما تمتلكه دول الجوار منذ سنوات".

ولفت الى ان الأمر الأهم، هو أن "المشروع ما يزال في مرحلة المباحثات، ولم يتم توقيع اتفاق نهائي أو الحصول على موافقات رسمية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الجهات العالمية المختصة".

وزاد بالقول انه "من المعروف أن المشاريع النووية، حتى ذات الطابع السلمي، تمر بمراحل تقييم دقيقة تشمل دراسات الأمان، البنية التحتية، تدريب الكوادر، ضمانات الاستخدام السلمي، ومنظومة تشريعية ورقابية صارمة".

ونوه الى ان "هذا ما يفتقده العراق حالياً بسبب هشاشة البيئة الإدارية والقانونية وغياب استراتيجية نووية وطنية واضحة.

واشر المتحدث تفصيلة مهمة بقوله: "تتجنب الدول النووية الكبرى عادةً تنفيذ مشاريع نووية فعلية في دول توصف بالهشاشة الأمنية أو السياسية، خشية تسرب المعرفة أو ضعف السيطرة المحلية على المواد النووية".

ويعتقد ان "فرص تنفيذ المشروع تبقى مرهونة بتحولات جذرية في إدارة الملف النووي العراقي وبناء الثقة الدولية.

واختتم حديثه بالقول: "لا ينبغي تضخيم هذا المشروع إعلامياً، فهو خطوة أولى نحو إعادة تأهيل الكوادر العلمية العراقية في مجال مهم، لكنه لا يمثل دخولًا حقيقياً إلى النادي النووي البحثي، ولا تحولاً علمياً نوعياً طالما بقيت البنية المؤسسية والرقابية على حالها"، فيما رهن "النجاح الحقيقي ببناء بيئة علمية آمنة ومستقرة، ذات تمويل مستدام، قبل التفكير في منشآت أكثر تقدمًا ومسارات تكنولوجية معقدة".

**************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الدفع الرقمي وتهريب المليارات

نشرت صحيفة (The Wall Street Journal) مقالاً للكاتب دافيد كلاود حول مشاكل البطاقات الائتمانية في العراق، والتي أتاحت بسبب الثغرات القانونية فيها وضعف الرقابة عليها، للكثيرين من المافيات الاستفادة من التلاعب بها لتهريب ملايين الدولارات إلى خارج البلاد.

قفزة لا سابق لها

وأشار المقال إلى أن السوق المالية التي كانت تمّول من قبل نظام البطاقات الائتمانية (شركتي فيزا وماستركارد) بما لا يزيد عن 50 مليون دولار في عام 2023، باتت تمول اليوم بما لا يقل عن 1.5 مليار دولار شهريا، وهو ما يعني أن عدداً من مستغّلي هذه السوق، تمكّنوا من خلق ثغرات جديدة في هذا النظام واستغلال أنظمة الدفع الأمريكية للتحايل على العقوبات وجني أرباح طائلة.

وذكر المقال بأن نسبة الزيادة في هذا الاستغلال بلغت 2900 في المائة خلال أشهر قليلة، وذلك عبر الاستفادة من الفرق الكبير بين السعر الرسمي للدولار والسعر السائد في السوق الموازي، حيث يقوم هؤلاء بشحن آلاف البطاقات الائتمانية وخاصة الكي كارد بالدولار وبالسعر الرسمي، ثم يعمدون إلى سحب هذه الأموال بواسطة هذه البطاقات في خارج العراق، ويعودون بها ليحولوها إلى العملة الوطنية مما يوفر لهم ربحاً لا يقل عن 20 في المائة، قبل أن يعيدوا الكّرة ثانية، في وقت ربحت فيه شركات البطاقات الائتمانية حوالي 120 مليون دولار خلال نفس الفترة.

إهمال يبدو متعمداً

وذكر الكاتب بأن وزارة الخزانة الامريكية، اكتشفت الخديعة فحذرت شركتي فيزا و ماستركارد منها منذ منتصف العام 2023، الاّ أن الشركتين لم تتحركا لعدة أشهر، حتى تمكّن المهربون من إغراق أجهزة الصراف الآلي في دبي ببطاقاتهم البنكية العراقية، وتوسيع عملياتهم من خلال استخدام معاملات وهمية مع تجار أجانب، وأجهزة نقاط بيع، تعمل عبر شبكات VPN، إلى جانب شبكات تهريب لنقل الأموال، والقيام بمشتريات وهمية مقابل نقود، يعاد جزء منها إلى البائع، وتبييض هذه التعاملات في سوق الذهب والمجوهرات الموجودة في المناطق الإماراتية والتركية الحرة. ويُعتقد بأن تأخر شركتي فيزا وماستر كارد في التحرك قد سمح لعمليات الاحتيال بالتوسع وبلوغها مليارات الدولارات. ووفق الكاتب فقد تم أيضاً استخدام البطاقات المدعومة من الحكومة العراقية والمخصصة لدفع الرواتب في هذا التلاعب، سواء كانت البطاقات عائدة لموظفين حقيقيين أو فضائيين.

معالجات

وأكدت الصحيفة على أن الضغوط التي مورست على الشركتين، أجبرتهما على إلغاء أكثر من 100 ألف بطاقة، وإزالة آ تاجر إماراتي من شبكتها، ورصد 70 ألف بطاقة مشتبه بأنها احتيالية، وحظر التعامل مع آلاف البائعين. كما قامت الحكومة العراقية بفرض حد أقصى للمعاملات الخارجية لا يتجاوز 300 مليون دولار وحد أقصى لكل صاحب بطاقة، لا يتجاوز 5 آلاف دولار، إضافة إلى الاستعانة بشركة تدقيق متخصصة بالكشف عن الجرائم المالية، فيما أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية ثلاث شركات بطاقات على اللائحة السوداء.

وفيما ذكّر الكاتب بأن اقتصاد العراق لا يزال يعتمد بشكل كبير على التعامل النقدي، نبه إلى أن الانتقال إلى المدفوعات الرقمية جاء في ظل رقابة ضعيفة وفي غياب ضمانات كافية، مما تحول معه نظام الدفع العراقي والشركات العاملة فيه، إلى تحذير صارخ لما يمكن أن يحدث، إذا ما استطاعت الابتكارات المالية تجاوز الرقابة.

********************************************

عين على الأحداث

يمكن لازم ننتج، حتى نصّدر!

أعلنت الحكومة عن بلوغ نسبة البطالة 13 في المائة بعد توسع عمل القطاع الخاص، مؤكدة على دعمها للإنتاج الوطني لتوفير كتلة نقدية تساهم في تشغيل الأيدي العاملة، وتشجيع التصدير عبر دعم السلع المصنعة في داخل العراق بـنسبة 18 في المائة من قيمة المنتج. هذا، وقبل أن توهم هذه الأرقام أحداً، لا بد أن نتذكر ما يعيشه اقتصادنا الريعي من هشاشة ومن غياب تكافؤ الفرص واستشراء الفساد والإستيراد المنفلت وزيادة النفقات التشغيلية بالإقتراض وبمضاعفة البطالة المقنعة، وتدهور الإنتاجين الزراعي والصناعي واللذين لا يمثلان سوى 4.7 و1.8 في المائة على التوالي من الناتج الإجمالي.

ماذا تنتظرون؟!

حذرت لجنة الزراعة والمياه النيابية من أزمة جفاف كبيرة خلال فصل الصيف، بسبب تراجع معدلات الأمطار والإطلاقات المائية من تركيا وإيران، ما أدى إلى انخفاض حاد في مستوى نهري دجلة والفرات، وتراجع الخزين المائي من 20 إلى 10 مليارات متر مكعب فقط، وهو ما يمثل خطراً حقيقياً على الأمن المائي في البلاد. هذا ورغم استضافة بغداد للمؤتمر الخامس للمياه، فإن غياب دول الإقليم ذات العلاقة عنه، يؤشر فشل الحكومة في تحسين التعاون على المستويين المحلي والإقليمي وفي ممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية وقانونية على دول المنبع لضمان حصول العراق على حصته العادلة من المياه.

كفى .. كفى

أعلنت فرق صُنّاع السلام المجتمعي في كوردستان عن قيام الجيش التركي بقصف مناطق حدودية في قضاء العمادية، في 128 عملية خلال أسبوع واحد، منها 45 إعتداءً على قرى ناحية ديرالوك في قضاء العمادية. وذكر الاعلان بأن الإعتداءات حدثت رغم قيام حزب العمال الكردستاني بحل نفسه وإنهاء الصراع المسلح، والذي دأبت أنقرة على التذرع به لشن المزيد من الإعتداءات على سيادتنا الوطنية واحتلال عشرات المناطق في أراضينا. هذا وفيما تزيد هذه الإعتداءات من الغضب الشعبي لدى العراقيين، الغيورين على سيادة وطنهم وكرامته، يتساءلون عما إذا سمع "أولو الأمر" بهذه الأنباء!

تخريب مزمن للانتخابات

كشفت التحضيرات المبكرة للانتخابات عن صرف بعض المتنفذين أموالاً طائلة لإرشاء الناخبين وشراء الذمم في ظل غياب العدالة الانتخابية وآليات المراقبة والمحاسبة. هذا، وفيما تشهد مدن وقرى العراق متنفذين متحمسين يتذكرون حاجة الناس لإصلاح بعض الشوارع وتوزيع عدد من المولدات وأجهزة التبريد، قبيل الانتخابات فقط، يمارس أشباههم ترهيب مرؤوسيهم من الموظفين أو المراتب العسكرية والعمال ومستحقي الرعاية الاجتماعية، للاستحواذ على بطاقاتهم الانتخابية، في ظل صمت المفوضية العليا التي يمكنها أن تسأل على الأقل عن مصادر كل هذه الأموال والتي يتوقع أن تصل لثلاثة ترليونات دينار، وعن من يحمي هؤلاء، مخربّي الديمقراطية.  

ويريدون يحلّون أزمة السكن!

كشفت عضو بمجلس النواب عن وجود فساد مالي وإداري داخل المصرف العقاري، يمنع المواطنين من الحصول على القروض السكنية إلا من خلال دفع رشى أو التعامل مع معقبين يعملون بالتنسيق مع موظفين نافذين داخل المصرف، مقابل حصولهم على نسبة تصل إلى 20 في المائة من قيمة القرض الذي يبلغ 100 مليون دينار. هذا وفي الوقت الذي وعدت فيه النائب بالتحرك برلمانياً للتحقيق ومحاسبة المسؤولين، أكد المختصون على أن شروط القروض العقارية تعجيزية، لارتفاع نسب الفائدة، والحاجة لكفلاء، والغرامات المضاعفة، وهو ما جعل ذوي الدخل المحدود، عاجزين عن الاستفادة منها، رغم حاجتهم الماسة لها.

******************************************************

الصفحة الرابعة

وقفة اقتصادية.. مشكلات السكن لا تحل بقرارات شعبوية

إبراهيم المشهداني

مهما فعلت الدولة وهي لم تفعل إلا القليل الذي لا يكاد يصل إلى الحد الأدنى من ناصية حاجة العراقيين إلى السكن اللائق المفترض حسب توصيفات لوائح حقوق الإنسان الدولية، لهذا تظل مطالبة بعمل الكثير من أجل إيجاد الحلول الجذرية لإشكالية السكن في العراق والتي تجد تجسيدها في رفع الحيف المستدام للطبقات المهمشة وحتى الحدود الدنيا من الطبقة الوسطى الآخذة في التآكل التي تقترب من نصف عدد السكان في العراق،  مع أهمية وضرورة الابتعاد عن إيهام الناس أن الشواهق السكنية التي تتزايد في مدينة بغداد المشيدة بغسيل الأموال كفيلة بحل هذه الإشكالية المستعصية.

وبالاطلاع على تفاصيل القرار والتوصيات الصادرة عن مجلس الوزراء في آذار من عام 2016 بناء على توصيات وزارة التخطيط آنذاك فمن الإنصاف التعامل معهما بمنظور إيجابي باعتبارهما خطوة أولى على طريق حل أزمة السكن الخانقة والتي تفاقمت في العقود الثلاثة الأخيرة بشكل أدى إلى تفجر أزمة اجتماعية أثقلت كاهل المواطنين وكتمت على انفسهم ، غير أن السؤال الملح ما هو حجم هذا الانجاز إذا أخذنا بعين الاعتبار الأزمة المالية الخانقة وقتذاك والأفق المجهول للاقتصاد العراقي بغياب استراتيجية تنموية واضحة قابلة للتنفيذ. فإذا أخذنا بالاعتبار تقديرات خطة التنمية الاقتصادية للسنوات 2010 – 2014 التي تشير إلى أن العراق بحاجة إلى 2,800 مليون وحدة سكنية وخطط التنمية اللاحقة او اذا اعتمدنا فرضية استراتيجية التنمية الاقتصادية للأعوام 2007-2010 التي قدرت الحاجة إلى النهوض بقطاع التشييد نحو 62 تريليون دينار عراقي اي بنسبة 27,7 بالمائة من إجمالي الإنفاق الاستثماري الكلي لمجمل القطاعات البالغ 187,مليار دولار مما يدلل على عظم مشكلة السكن في العراق، لوجدنا أن الإجراءات المتخذة لحد الآن ليست سوى خطوة وليست حلا شاملا لمشكلة مدورة لعقود من الزمن. ومن جهة أخرى فإن الدولة وهي المكلفة دستوريا بموجب المادة 30 / ثانيا من الدستور من بين التزامات عديدة توفير السكن، فإذا افترضنا في كل ذلك، أن عملية الإقراض ستتم بسلاسة وبشفافية دون أن تلتف عليها المافيات المعششة بكل مفاصل الدولة العراقية ولكنها بدون أن تكون أجهزة الرقابة حاضرة وجادة بتمام يقظتها وحرفيتها في كافة المراحل الاجرائية التي يتم بها الاقراض، خاصة وأن لدينا من تجارب لجان الكشف العقاري ما يدعونا للشك بتلك اللجان التي ستجري كشوفاتها ضمن هذا القرض وغيره من القروض التي تمنحها المصارف الاخرى المتخصصة وبالتالي فإن كل ما خطط له سيذهب مع الريح.

إننا نعتقد أن الفجوة كبيرة بين الطلب على الوحدات السكنية من شرائح المجتمع الراقدة تحت خط الفقر أو حوله وبين قرار المجلس وآليات الإقراض سواء كانت الوحدات السكنية الاقتصادية كما سماه القرار أو الاشكال الأخرى من الوحدات من جهة، وبين ما يمكن أن توفره الدولة سواء بموجب قرار المجلس او تعليمات الاقراض من جهة اخرى، ضرورة  التعامل الجذري مع إشكالية السكن والانطلاق من مشروع استراتيجي على المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة وعدم اختزالها بقرارات جزئية لا تؤدي إلى معالجة المشكلة بل تراكمها وتعمق من الازمة في ظل اوضاع اقتصادية وسياسية وامنية معقدة  مقترحين ما يلي:

- تفعيل قطاع البناء والتشييد عبر إعداد دراسات هندسية مستفيضة ومسح شامل وتحديد الاماكن المناسبة للمدن السكنية التي تتحدث عنها الحكومة ولم تظهر للعيان بشكل ملموس وتوفير الخدمات الأساسية والاستفادة من الخبرات المحلية والأجنبية في تحديد المواصفات التكنولوجية اللازمة في التصميم.

- دراسة المشاكل التي يعاني منها قطاع الصناعة الخاص بمواد البناء الأساسية كالإسمنت والحديد والطابوق وحماية هذه الصناعة من المنافسة الأجنبية وتأهيل مصانع الحديد والصلب وتحديثها تكنولوجيا.

- معالجة مشكلة التمويل التي تمثل أكبر التحديات، عن طريق إيجاد مخارج واقعية من خلال القروض طويلة الاجل تمتد لمدة 30 سنة وتفعيل دور المصرف العقاري وصندوق الإسكان وتنشيط دور القطاع التعاوني والمختلط.

***************************************************

تلوث بيئي وتقصير حكومي! ديالى.. ارتفاع مقلق في إصابات السرطان

بغداد – تبارك عبد المجيد

تشهد محافظة ديالى، خلال السنوات الأخيرة، تصاعدًا لافتًا في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية، وسط تحذيرات من ناشطين ومختصين بالشأن الصحي من تفشي الظاهرة على نحو غير مسبوق، وغياب المعالجات الجذرية من قبل الجهات الحكومية المعنية.

عوامل بيئية وصحية

وتشير الإحصائيات إلى تسجيل أكثر من 1000 إصابة سنوية، حيث تؤكد شهادات محلية وجود عوامل بيئية وصحية تسهم في هذه الكارثة، على رأسها الطمر العشوائي وتلوث الهواء ونقص الإجراءات الوقائية.

وتتزامن هذه التحذيرات مع مطالبات نيابية بإجراء تحقيقات علمية للكشف عن مسببات هذه الإصابات، لا سيما في المناطق التي سجلت نسبا مرتفعة من المرضى، في وقت يواصل فيه مركز الأورام في ديالى تقديم خدمات علاجية.

ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة

 الناشط المدني سيف علاء، أحد المتطوعين في دعم مرضى السرطان بمحافظة ديالى، واحد المحاربين، قال إن أعداد المصابين بهذا المرض في المحافظة سجلت ارتفاعا مستمرًا ومقلقاً خلال السنوات الأخيرة، مرجعاً ذلك إلى عوامل متعددة صحية وبيئية.

وقال علاء لـ "طريق الشعب"، أن "مرض السرطان هو نمو خلايا خارجة عن سيطرة الجسم، ما يؤدي إلى تعطيل عمل الخلايا السليمة".

وأضاف أن هذا المرض قد يصيب جميع أعضاء الجسم، إلا أن هناك عوامل مختلفة تسهم في تنشيط الخلايا السرطانية، منها الفيروسات، والاستعداد الوراثي، فضلاً عن التعرض لبعض الملوثات البيئية.

وفي استعراضه للإحصائيات، أفاد علاء بأن محافظة ديالى سجلت قرابة 400 إصابة جديدة بالسرطان عام 2016، بحسب مفوضية حقوق الإنسان، فيما تجاوزت الإصابات حاجز 600 حالة في سنوات لاحقة، ليصل الرقم إلى أكثر من 1100 إصابة سنوياً بحلول عام 2024، بحسب البيانات الأخيرة.

وتطرق علاء إلى التحديات البيئية، مشيراً إلى أن من بين أسباب تفشي المرض في ديالى الطمر الصحي العشوائي في ناحية كنعان، والذي يتسبب بحسب قوله بأمراض متعددة، منها التهاب الرئة الحاد، وأمراض جلدية مزمنة، وليس السرطان فقط.

وأشار إلى أن مركز الأورام في ديالى ما زال يوفر علاجات أساسية بالمجان، رغم ما وصفه بـ "الانقطاعات المؤقتة لبعض الأدوية المهمة بسبب عدم توفيرها من قبل وزارة الصحة"، معتبراً ذلك أمراً وارداً لكنه يتطلب إدارة مستمرة وضمان البدائل.

واختتم سيف علاء بالقول ان "أعداد المصابين تتزايد، وهذا يتطلب تحركا عاجلا من الجهات الصحية والمجتمعية، ليس فقط على مستوى العلاج، وإنما بالتوعية والوقاية، ومواجهة المسبّبات بجرأة وشفافية".

مطالبات بتحقيق علمي شامل

فيما أكد النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي "ضرورة إجراء تحقيق علمي شامل للكشف عن أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في منطقتي دور الزراعة والعداي"، مشيرا إلى أن "هذه الأمراض لم تعد تقتصر على فئة عمرية محددة، ولم تعد حالات فردية، ما يضع المجتمع أمام تحد صحي جدي، يتطلب تشكيل لجنة وطنية عليا لدراسة الظاهرة ووضع حلول عملية للحد من انتشارها. بالإضافة الى تحرك عاجل من قبل وزارة الصحة للكشف عن العوامل المسببة لهذه الأمراض، خصوصًا مع وجود عدة فرضيات تحتاج إلى دراسة علمية دقيقة".

وأضاف الدهلكي في تصريح لـ "طريق الشعب" أن المناطق المذكورة شهدت في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالسرطان، ما أثار قلق أهالي المنطقة.

وعدّ أن هذه الإصابات تشكل مأساة إنسانية تحمل العائلات أعباء مالية كبيرة في سبيل توفير العلاج اللازم".

وأشار إلى أنه قدم طلبا رسميا لإجراء تحقيق وفق الإجراءات المعتمدة للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الارتفاع.

إصابة واحدة في كل يوم!

وكشفت دائرة صحة ديالى، في 1 نيسان 2025 ان "المعدل اليومي للإصابات السرطانية في المحافظة هو إصابة واحدة يوميا، وان تراكمية الأمراض السرطانية في المحافظة تتجاوز 5000 إصابة، وهي موثقة في سجلات خاصة مع عناوينهم وأسمائهم وأرقام هواتفهم، وجميعهم يخضعون لبرنامج تلقي الأدوية".

ويقول مدير اعلام صحة ديالى، فارس ..... ان "مركز الأورام السرطانية في ديالى يعد من بين أكثر المراكز تنظيما وتطورا على مستوى العراق"، مشيرا إلى أن المركز يقدّم خدمات علاجية وتشخيصية متقدمة بشكل مجاني، حتى للمرضى القادمين من خارج المحافظة.

ويضيف ؟؟؟ لـ "طريق الشعب"، أن "جميع العلاجات باهظة الثمن متوفرة داخل المركز، وكذلك التحاليل المختبرية التي عادة ما تكون مكلفة جداً في المراكز الأهلية، تُجرى هنا بدون أي مقابل. المركز لا يقتصر على استقبال مرضى ديالى فقط، بل نمنح المرضى من بغداد ومحافظات أخرى بطاقة علاجية وندرجهم ضمن الحصة الدوائية الخاصة بدائرة صحة ديالى". وأردف كلامه بان هناك ابرة واحدة لا تتوفر دائما، بينما بقية الادوية متوفرة بصورة مستمرة.

وأشار إلى أن هناك "مشروعا إنشائيا ضخما، يضم مجمعا تخصصيا للأمراض السرطانية والقلبية، يقع على طريق بغداد  بعقوبة، نأمل افتتاحه خلال الشهرين المقبلين".

ولفت الى ان التحدي الأبرز يتمثل بقلة السيولة المالية التي تعاني منها العديد من المؤسسات، منوها إلى أن الطواقم الطبية العاملة في مركز الأورام الحالي تعد من خيرة الأطباء في العراق، والعناية بالمرضى تتم على مدار الساعة بنظام الشفتات لضمان استمرارية الخدمة.

كما أشار إلى أن اهتمام وزارة الصحة بمرضى السرطان قد ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع نسب الإصابة في كافة المحافظات، الا ان الوضع تحت السيطرة في المحافظة.

الحكومة تتجاهل تعهداتها الدولية

يقول الطبيب المختص في الأورام السرطانية، الدكتور عامر الشجيري، إن "الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعا مقلقا في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في العراق، ليس فقط من حيث الأعداد، بل حتى في ظهور أنواع جديدة من الأورام، التي لم تكن شائعة من قبل، وهو ما يستدعي وقفة جدية من الجهات المعنية".

وأضاف الشجيري في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "اللافت في الأمر هو غياب أي تحرك حكومي فعلي لمواجهة المسببات الواضحة لهذه الظاهرة، سواء من خلال الدراسات الميدانية أو عبر الإجراءات الوقائية"، مشيرا إلى أن الحكومة لم تلتزم حتى الآن بتعهداتها الدولية بشأن تقليل انبعاثات غاز ثنائي أوكسيد الكربون، رغم خطورته كأحد العوامل المساهمة في تلوث الهواء وتدهور الصحة العامة.

يشار الى ان دراسة علمية أجريت العام الماضي في جامعة كربلاء بينت أن من أبرز أسباب انتشار السرطان في البلاد هي التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، وتلوث الهواء الناتج عن تقلص المساحات الخضراء بسبب التوسع العمراني غير المخطط، فضلا عن التعرض للمواد الكيميائية السامة الناتجة عن استخدام أسلحة ثقيلة في العمليات العسكرية.

وذكر الشجيري في هذا الصدد، أن "90 في المائة من المصابين بالسرطان في العراق يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي، لكن البنية التحتية الصحية لا تزال غير مهيأة لتوفير هذه الخدمات بشكل كاف، ما يزيد من معاناة المرضى ويفاقم أعباءهم الجسدية والنفسية والمالية".

وأكد، أن معالجة هذه الأزمة الصحية تتطلب خطة وطنية شاملة، تبدأ من الاعتراف بحجم المشكلة وتمر عبر توفير التمويل اللازم وتحديث النظام الصحي، وتنتهي بتطبيق السياسات البيئية والصحية المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية، "لأن صحة الناس ليست هامشا بل أولوية وطنية".

************************************************

الشيوعيون يعرّفون بحزبهم ومواقفه السياسية

طريق الشعب – خاص

في إطار نشاطهم الإعلامي الجماهيري، أطلق الشيوعيون العراقيون في بغداد ومحافظات عديدة، حملة ميدانية واسعة وزعوا فيها على المواطنين فولدرات ملوّنة تُعرّف بتاريخ الحزب ومواقفه النضالية والسياسية ودوره البارز في الدفاع عن حقوق الشعب.

في مدينة الكاظمية، جاب فريق من منظمة الحزب شارع المفيد ومنطقة باب الدروازة وبداية شارع النواب، سيرا على الأقدام، ووزع على المارة وأصحاب المحال التجارية وروّاد المقاهي الشعبية، نسخا من الفولدر المذكور. 

بالمثل، جاب فريق من منظمة الحزب في مدينة الحرية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، شارع باتة في المدينة، ووزع على الناس نسخا كثيرة من الفولدر. كما تبادل معهم الحديث حول سياسة الحزب ومواقفه المبدأية في الدفاع عن مصالح العمال والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر.

كذلك نظم رفاق منظمة الحزب في مدينة الشعلة، جولة راجلة وسط المدينة، وزعوا فيها على الناس نسخا كثيرة من الفولدر.

وشهدت منطقة البياع مسيرة راجلة مماثلة، نظمتها هيأة محمد الخضري للحزب، ووزعت فيها عشرات النسخ من الفولدر على المواطنين. بينما نظمت هيئتا الحزب في الصالحية والمنصور، جولات راجلة في منطقتي الإسكان والوشاش.

في السياق، قامت هيئة النخبة للحزب، يُرافقها عضو اللجنة المركزية الرفيق ظافر، بتوزيع نسخ من الفولدر على الورش والمعامل في منطقة الإعلام/ شارع قطر الندى. وقد لاقى النشاط ترحيبا كبيرا من العمال والفنيين.

وفي مدينة المحمودية، خرجت هيأة شاكر محمود للحزب، في جولة راجلة وسط المدينة، وزعت فيها على المواطنين نسخا من الفولدر المذكور. 

أما جانب الرصافة من بغداد، فقد شهد نشاطا مماثلا. إذ نظمت اللجنة المحلية في الرصافة الثالثة جولة في "حي البنوك"/ المحلة 319، وطرقت أبواب المنازل، ووزعت على أهلها نسخا من الفولدر.

وتفاعل المواطنون مع نشاط الرفاق، وأشادوا بالحزب ومواقفه الوطنية، وبطولات شهدائه. وقد جرت الحملة بإشراف عضو المكتب السياسي الرفيق عزت أبو التمن.

من جانب ذي صلة، نظمت اللجنة الأساسية للحزب في مدينة الكوت جولة راجلة في منطقة المشروع وسط المدينة. وزعت فيها على المواطنين وأصحاب المحال التجارية نسخا من الفولدر، وعرّفت بسياسة الحزب وتوجهاته الانتخابية القادمة ضمن "تحالف البديل". كما سلطت الضوء على أبرز أهداف الحزب، وفي مقدمتها الدفاع عن حقوق الطبقات الكادحة، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.  

ولاقت الحملة ترحيباً جيداً من المواطنين. حيث أبدى العديد منهم اهتماماً واضحاً بالحزب وطروحاته. وقد تم تسجيل ملاحظاتهم وآرائهم بخصوص الحزب ودوره، إلى جانب بعض المقترحات التي عبّروا عنها خلال اللقاءات.

وفي مدينة النجف، تجول رفاق من اللجنة المحلية للحزب في عديد من الأحياء الشعبية وسط المدينة، إضافة إلى أزقة المدينة القديمة. ووزعوا على الناس نسخا من الفولدر.

وأثنى المواطنون على سياسة الحزب. وأبدى العديد منهم دعمه لـ"تحالف البديل"، آملا في إحداث التغيير الشامل.

محافظة نينوى ومدنها شهدت هي الأخرى نشاطات مماثلة. حيث شكلت اللجنة المحلية للحزب في المحافظة والمنظمات التابعة لها في الأقضية والنواحي، فرقا إعلامية جابت الكثير من الشوارع العامة والأسواق والحدائق، ووزعت على المواطنين نسخا من الفولدر، وعرّفت بمواقف الحزب وتضحياته على مدى عقود، في سبيل الوطن والشعب.

وقد شملت الحملات مركز مدينة الموصل وناحيتي ألقوش وبعشيقة.

*******************************************************

الصفحة الخامسة

رغم الإجراءات الأمنية "المشددة" رصاص الأفراح والمآتم يواصل حصد الأبرياء

متابعة – طريق الشعب

تُعتبر ظاهرة إطلاق النار العشوائي في العراق، من أخطر الظواهر المجتمعية الناتجة عن انتشار السلاح المنفلت وعدم القدرة على السيطرة عليه. ولا يسلك ذلك الرصاص طريقا آمنا أبدا، سواء أُطلق ابتهاجا بعرس أم حزنا على جنازة، أم حتى خلال نزاع عشائري. إذ يخترق أجساد أبرياء لا علاقة لهم بما يجري، لتتكرر المأساة ذاتها مع أسماء مختلفة. حيث يسقط ضحايا بلا ذنب، سوى لأنهم كانوا في المكان والتوقيت الخطأ!

وبالرغم من الإجراءات القانونية والأمنية المشددة التي تحظر بشكل صريح إطلاق النار في المناسبات، إلا أن الظاهرة لا تزال تستمر، لا سيما في القرى والأرياف البعيدة عن المدن.

ويعتبر القانون العراقي إطلاق الرصاص في المناسبات، مخالفة قانونية. إذ يُعاقب من يُطلق العيارات النارية في المناسبة، بالسجن مدى لا تقل عن عام، مع غرامة مالية.

لا منأى من الإصابة

كان حسين عباس يجلس رفقة عائلته في حديقة منزله في قرية صغيرة شمالي بغداد، حين شعر بشيء يخترق كتفه.

يروي عباس في حديث صحفي تلك الحادثة التي لن ينساها أبدا: "كان الجو هادئا، لا صوت ولا مناسبة قريبة، وفجأة شعرت بألم حاد وكأن شيئا احترق في كتفي. لم افهم ما جرى إلا حين رأيت الدم يسيل، وأدركت انها رصاصة طائشة".

ويتابع قوله: "في المستشفى اكد الطبيب انها رصاصة، ويبدو انها اطلقت من مكان بعيد. أجريت لي عملية جراحية، وتم استخراجها، نجوت منها لكن حتى الآن لا أعرف من اطلقها، ولا مناسبة إطلاقها".

ويتمنى عباس أن "اعيش في بلد لا يُطلق فيه الرصاص إلا في ميادين الحرب أو التدريب العسكري، لا في الأفراح ولا في الأحزان".

إصابات بالجملة

لم تعد تلك الحوادث نادرة. فبحسب تقارير طبية وامنية، تستقبل المستشفيات باستمرار أعدادا من الإصابات الناتجة عن الرصاص العشوائي، بعضها ينتهي إلى الموت، خصوصا إذا كانت الاصابة في الرأس أو الصدر.

ويذكر الطبيب محمد العيساوي أن "بعض المناسبات يشهد عددا كبيرا من المصابين بالرصاص الطائش، مثل مناسبات فوز منتخب كرة القدم أو رأس السنة. وتصل أعداد الإصابات احيانا إلى العشرات".

من جانبه، يستعيد سعدون جلوب ذكرى حادثة أليمة حصلت قبل أكثر من عامين. إذ يقول: "كنا في تشييع جنازة عمي في إحدى قرى ذي قار، ووسط الحزن بدأ بعض الشباب بإطلاق الرصاص في الهواء، كما تجري العادة، فجأة سقطت أرضا بعد أن شعرت بضربة قوية في يدي. علمت لاحقا انها رصاصة أطلقها أحد الموجودين معنا وسارت في مسار خاطئ. لكن الأمر لم يتوقف عندي، فأحد أقاربي سقط قتيلا بعد أن اخترقت رصاصة أخرى صدره".

ويضيف في حديث صحفي قوله: "تحوّل العزاء إلى مأتم مضاعف، وخسرنا شابا في مقتبل العمر بلا ذنب. لا احد يُحاسب، فقط نقول قضاء وقدر، ويمضي كل شيء. لا أريد أن يسقط أحد من عائلتي مجددا، بسبب رصاصة، بلا هدف".

عدم الامتثال للقانون

يُعد إطلاق العيارات النارية العشوائية جريمة يعاقب عليها القانون العراقي. وفي هذا الصدد يقول المحامي عمر حسين أن "المادة 24 من قانون الأسلحة العراقي الصادر سنة 2017، تنص على معاقبة كل من يطلق العيارات النارية في المناسبات العامة والخاصة بالحبس مدة لا تقل عن سنة، مع غرامة مالية"، مستدركا في حديث صحفي "لكن رغم وجود هذا النص القانوني، لا يزال تطبيقه ضعيفا. فغالباً لا يتم التعرف على الجاني، لأن الرصاصة تأتي من مكان مجهول، ويصعب إثبات الفاعل، فينتهي الأمر بلا عقوبة".

ويرى حسين أن "غياب الردع الفعلي ووجود التسامح الاجتماعي مع هذه الظاهرة، كل ذلك يجعلها تتكرر"، لافتاً إلى أنه "في الكثير من الحالات، يكون الفاعل معروفاً، لكن يتم حل الأمر عشائرياً، أو يُغض الطرف عنه بداعي عدم تعكير صفو المناسبة".

قرارات عشائرية

في السياق، يقول الشيخ جاسم الشمري، أحد وجهاء العشائر في محافظة كربلاء، أن عدداً كبيراً من زعماء القبائل أصدروا قرارات صارمة بمنع إطلاق النار في كل المناسبات.

ويوضح في حديث صحفي أنه "ألزمنا أنفسنا وأفرادنا في مجلس شيوخ العشائر بعدم إطلاق النار، ومنعنا حدوث ذلك في الأعراس أو الجنازات. لكن الواقع يقول إن السيطرة على كل الشباب أمر شبه مستحيل"، مضيفا قوله أنه "في لحظات الانفعال، سواء خلال فرح أم خلال حزن، يفقد البعض السيطرة، ويرى في إطلاق النار تعبيراً عن مشاعره. وهناك من يجرب سلاحه في المزارع أو المناطق المفتوحة، فيطلق النار في الهواء من دون تفكير في العواقب".

ويلفت إلى أن "الصراعات العشائرية في بعض المحافظات تتحول إلى معارك مسلحة، ويُستخدم فيها السلاح المتوسط أحياناً، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا، من بينهم أحياناً من لا علاقة لهم بالنزاع أصلاً".

ويشير الواقع إلى أن الرصاص الطائش أصبح جزءاً من يوميات العراقيين، لا سيما في المناسبات التي يُفترض أن تكون للتعبير عن الفرح أو الحزن، لكنها تتحول إلى مأساة لأسر أخرى. وبين تقصيرِ أمني، وتراخٍ اجتماعي، وضعف في تنفيذ القانون، تبقى دماء الأبرياء مهددة بالإراقة في أي لحظة!

********************************************************

متابعة صحية تستحق التثمين!

آيات سعدون

تلقت عائلتي اتصالاً من موظف في وزارة الصحة، يسأل عن حال احد أطفالنا، وعن دفتر اللقاحات الموسمية الخاص به. وقد شدد في اتصاله على ضرورة ان يجري تطعيم الطفل حسب المدد المقررة له في دفتر اللقاحات.

لم ينقطع هذا الموظف عن الاتصال الا بعد ان تأكد من اننا قمنا بزيارة المركز الصحي، وتطعيم الطفل بجميع اللقاحات المقررة. إذ تبين له بداية، من خلال المتابعة، وجود نقص في جدول التطعيم، لكننا اخبرناه بأننا انتقلنا الى محل سكن آخر وجرى اكمال جدول اللقاحات بالتمام.

سعدنا كثيراً بهذه المتابعة، التي يجب تثمينها. ونشدد في الوقت ذاته على أهمية ان تبادر وزارة الصحة إلى اتمتة تلك المعلومات. فبالإمكان وبنقرة زر واحد، الكشف عن التاريخ المرضي لكل مواطن.

بالطبع ان ذلك ممكن لو جرى توفير متطلبات هذا الإجراء من بنى تحتية ومستلزمات أخرى.. نقول ذلك في وقت لا زلنا نفتقر فيه الى اكمال بناء المستشفيات الجديدة واعمار القديمة وتوفير الادوية والفحوصات المطلوبة.

نعم هذا ممكن لو ان منظومة الحكم التفتت الى حال المواطنين، وابتعدت عن نهج المحاصصة ودعم الفساد!

**************************************************

أهالي الشعلة يدعون إلى الإفراج عن درّاجات محتجزة

بغداد – طريق الشعب

دعا عدد من أهالي مدينة الشعلة في بغداد، مديرية المرور العامة إلى الإفراج عن مئات من الدرّاجات النارية التابعة لمواطنين فقراء من أهالي المدينة والمناطق المجاورة لها، والتي احتجزت خلال الشهور الأخيرة في مواقع حجز عديدة تابعة للمديرية، بسبب عدم تسجيلها رسميا، داعين أيضا إلى تيسير إجراءات التسجيل وتخفيض رسومها. 

وقال المواطن كرار علي حاتم، من أهالي المدينة، أنه ومعه الكثيرون من الأهالي، يناشدون الجهات المعنية إطلاق سراح تلك الدراجات، التي تمثل الوسيلة الوحيدة للتنقل والعمل لمئات الشباب الفقراء.

وذكر لـ"طريق الشعب"، أن "الشعلة مدينة منكوبة ومهمشة منذ عقود، يعيش فيها آلاف الشباب تحت وطأة الفقر والبطالة، وهم لا يملكون سوى دراجات بسيطة تقلهم إلى أماكن أعمالهم اليومية – إن توفرت – أو يعملون عليها في توصيل الطلبات، من أجل تأمين لقمة عيش عائلاتهم"، مبينا أن "هؤلاء الشباب بلا وظائف، ولا يملكون سيارات، وأحيانا لا يملكون حتى أجور نقل".

وأوضح أنه "خلال الشهور الماضية أطلقت حملات واسعة لمصادرة الدراجات النارية غير المسجلة. وقد تجاوز عدد الدراجات المُصادرة في المدينة والمناطق المجاورة لها أكثر من 1000 دراجة، ما ترك أصحابها في وضع صعب"، لافتا إلى أن "الغريب في الأمر هو ان هناك من استطاع إخراج دراجته من الحجز مقابل مبلغ مالي، أو من خلال وساطات".

وناشد المواطن أيضا، الجهات المسؤولة "إعادة تفعيل القرار 48 الخاص بترقيم الدراجات المستعملة، والذي جرى إيقافه منذ فترة"، مشيرا إلى أن "مديرية المرور مدّدت مهلة الترقيم 6 شهور، لكن الشباب لم يستفيدوا من ذلك بسبب إغلاق الكمرك وإيقاف القرار المذكور".

وطالب بأن "يكون سعر الترقيم مناسبًا مراعيا ظروف الشباب، بحيث لا يتجاوز 50 إلى 100 ألف دينار، بدلاً من السعر الحالي الباهظ الذي يصل إلى 500 ألف دينار للدراجة الواحدة".

من ناحية أخرى، كثيرا ما يشكو مواطنون عبر وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل، من تهور بعض سائقي الدراجات، لا سيما المراهقون منهم وجلهم لا يمتلكون إجازات سياقة، مشيرين إلى أن هناك من يتجاوز السرعة المحددة، أو يُخاطر بنفسه وبالآخرين من خلال السير بشكل متهوّر غير نظامي، فضلا عمّن يحوّر مركبته لتُطلق أصواتا مزعجة.

ويُحمّل المواطنون الجهات الأمنية المعنية أيضا، مسؤولية تلك المخالفات، من خلال عدم وضع نظام ضابط لحركة الدراجات النارية. 

*****************************************************

حيّ سكني منسي في سوق الشيوخ!

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي "حي أم البنين" في قضاء سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار، من نسيان حيهم وإهماله من الناحية الخدمية. وبينما يوضحون أن الحي يفتقر للبنى التحتية، يحمل مدير بلدية القضاء أحمد عبيد، أخباراً سارّة إلى الأهالي، تفيد بشمول الحي بمشروع للبنى التحتية، يتضمن إنشاء خطوط صرف صحي وخطوط مياه أمطار وشبكات مياه شرب وبريد واتصالات.

ويقع هذا الحي خلف سكة القطار ويضم أكثر من 600 دار، وهو منسيّ تقريباً وبلا خدمات منذ عقود، ربما بسبب بعده نسبياً عن مركز المدينة.

يقول المواطن علي الموسوي، أن "الأهالي يطالبون رئيس الوزراء بالالتفات إلى حيّهم. فمنذ عام 1963 لا توجد فيه شبكة كهرباء ولا شبكة مجار"، مبينا في حديث صحفي أن "السكان يستخدمون لسحب الكهرباء كابلات من نوع (ظفيرة) وليس أسلاكا نظامية، ما يتسبب في حالات صعق".

ويؤكد أن "الأهالي طالبوا بتطويب منازلهم، لكن الجهات المسؤولة لا توافق. معظم الناس هنا وضعهم الاقتصادي سيء، وأكثرهم يعيش على رواتب شبكة الحماية".

ويطالب المواطن بـ"بناء مدرسة متوسطة في الحي. فعدد المنازل بلغ 600 منزل قبل سنتين، وربما العدد الآن وصل إلى أكثر من ذلك. من المفترض أن تتحول المنطقة إلى ناحية وينشأ فيها مركز شرطة أيضا".

فيما يقول المواطن سامي حنون: "لا نعرف لماذا لا تصلنا الخدمات، تتحجج الجهات المسؤولة بوجود بيوت متجاوزة"، مطالبا بتشكيل لجان تزور المنطقة وتتابع أوضاع منازلها.

إلى ذلك، يقول مدير البلدية أحمد عبيد، أن "هذا الحي من الأحياء المهمة في القضاء، لكنه للأسف الشديد يعاني الإهمال طوال هذه السنين. فالخدمات المقدمة له قليلة بسبب بعده عن مركز القضاء".

ويوضح في حديث صحفي أن "الحي مشمول بمشروع البنى التحتية. وهو مشروع شامل يتضمن إنشاء محطات مجار ومحطات معالجة، وخطوط صرف صحي، فضلا عن خطوط لمياه الأمطار وشبكات لمياه الشرب، وأخرى للبريد والاتصالات، إلى جانب أعمال بلدية متكاملة".

************************************************

اگول.. 35 ألف دينار؟!

عماد شريف

على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن، وكثرة الضرائب المفروضة عليه مثل أجور الكهرباء والماء والمولدات الاهلية وغيرها، أطلت علينا نقابة الأطباء بتسعيرة جديدة لإجور أطبائها، اقل ما يقال عنها انها ظالمة وغير منصفة، ولا تناسب دخل المواطن، في الوقت الذي تستفحل فيه آفة البطالة وتتسع مساحة الفقر.

نقابة الأطباء، في تحديدها أجر "الكشفية" بـ35 ألف دينار، لم تُراعِ أبدا المستوى المعيشي للمواطن، فيما إذا كان يسمح له بتأمين هذا المبلغ أو لا. فالأمر غير مبني على أساس علمي واقتصادي مدروس، بل هو مجرد اجتهادات شخصية واخوانيات، لا أكثر، وكما يقول المثل العراقي: "مرگتنا عله زياگنا"!

الامر المستغرب هو ما علاقة نقابة الأطباء بهذا الموضوع، لكي تضع أجور الأطباء حسب الاختصاص واختلاف درجة الطبيب وخبرته؟! حيث تتراوح كشفية الأطباء الاختصاصيين بين 20 و25 ألف دينار، بينما قد تصل كشفية الأطباء الكبار ذوي الخبرة الطويلة إلى 35و40 ألف دينار!

أين وزارة الصحة من هذا التخبط والجشع الذي سيطال اكثر من 70 في المائة من الشعب؟!

أما تصريحات نقابة الأطباء الفضفاضة وغير المعقولة والبعيدة عن الواقع، والتي تقول فيها ان "أجور الطبيب العراقي هي الأنسب مقارنة بدول المنطقة والعالم"، فتبدو غير معقولة أبداً، وكأنها – النقابة - تعرف اجرة الطبيب الخاص في دول الجوار وفي هولندا وجزر القمر وغيرها! كما ان هذه التصريحات لا تجانب الواقع إطلاقا، على اعتبار أن لكل دولة ظروفها واوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، التي تُقر على ضوئها القوانين والتشريعات والضوابط. فكل ذلك يتم بناء على قدرة المواطنين الشرائية والواقع الاقتصادي والمعيشي في البلد بشكل عام، وليس عبر اجتهادات غير مدروسة! 

لا بد من وجود جهة محايدة ومخلصة يهمها شأن المواطن اكثر من أي شيء آخر، كي تضطلع بمهمة إقرار مثل تلك القرارات، لا أن تُترك الأمور بيد من هو الخصمُ والحكمُ!

**********************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى اصدقاء الحزب عائلة آل داغر، بوفاة شقيقتهم ام حسين.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان .

  • ببالغ الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية العمّالية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق طالب عزيز (ابو مشتاق)، الذي توفي اثر أمراض مزمنة.

واكب الفقيد مسيرة الحزب النضالية منذ عام 1954، وكان مخلصا في نضاله الوطني والطبقي.

له الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان. 

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق عليوي الميالي (أبو صامد)، عضو اللجنة المحلية، بوفاة شقيقه السيد عزيز حسن ابراهيم الميالي.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

كذلك تعزي اللجنة المحلية الرفيق كريم بلال (ابو سلام)، مسؤول المختصة الزراعية المركزية، بوفاة ابن عمه الشاب حسام بلال.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله وذويه.

 وتعزي أيضا الرفيق محمد جواد، بوفاة عمته.

لها الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، رفيقها عبد الكريم عبد الأمير، بوفاة شقيقه منتصر.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

****************************************************

دا سيلفا: لا سلام بدون دولة فلسطينية حرة وثيقة أوروبية: الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا

متابعة –طريق الشعب

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار شامل على قطاع غزة منذ بداية ذار الماضي، مما أدى إلى تفشي المجاعة بين سكان القطاع ووصولها مستويات خطيرة.

وسط ذلك توقفت منظمة غزة المدعومة من الاحتلال والولايات المتحدة لتوزيع المساعدات، الثلاثاء، بعد ان قامت قوات الاحتلال بقتل 27 فلسطينيا وأصيب العشرات بينهم حالات خطيرة، خلال محاولتهم الحصول على الغذاء.

الجوع سلاحاً

كشفت وثيقة سرية أعدتها وحدة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي أن إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي وتستخدم التجويع سلاحا في حربها ضد سكان قطاع غزة، ووفقاً للوثيقة فإن إسرائيل قتلت عشرات الآلاف من النساء والأطفال في انتهاكات واضحة للقانون الدولي.

كما أوردت تحذيرات المبعوث الأوروبي لحقوق الإنسان الذي رجح أن تكون إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وأوصى التقرير، بضرورة تجميد الحوار السياسي مع إسرائيل ووقف تصدير الأسلحة إليها.

إنهاء الحصار

ودعا وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي، الثلاثاء، إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية، وقال، إن "الكارثة في غزة شاملة والمدنيون يتعرضون لانتهاكات متكررة وخطيرة"، مؤكدا أن اليأس والقلق يتفاقمان باستمرار الحصار.

وفي ذات السياق، وصفت الأمم المتحدة الهجمات الإسرائيلية على مراكز المساعدات بأنها جريمة حرب، فيما أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن الهجمات الإسرائيلية القاتلة على المدنيين الذين يحتشدون حول مراكز توزيع المساعدات في غزة "غير مقبولة وتشكل جريمة حرب".

وأضاف المفوض الأممي أنه "لا ينبغي أن يخاطر الناس بحياتهم للحصول على الطعام… لا يمكننا أن نكون جزءا من خطة تُعرّض الناس للخطر".

وقال تورك في بيان إن "الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقا جسيما للقانون الدولي"، مطالبا بفتح تحقيق فوري ونزيه ومحاسبة المسؤولين.

إبادة جماعية

وفي السياق، وصف الرئيس البرازيلي لويس أيناسيو لولا دا سيلفا ما يرتكبه جيش الاحتلال بأنه إبادة جماعية، واعتبر ان ما يحدث في غزة ليس له علاقة بالحرب.

وقال سيلفا: "ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية، إذ يتم قتل النساء والأطفال الذين لا علاقة لهم بالحرب، ويجوعّون الأطفال".

وقارن دا سيلفا معاناة اليهود التاريخية بما يحدث في غزة، مضيفًا: "يجب على إسرائيل أن تتصرف بعقلانية تجاه الإنسانية والشعب الفلسطيني تحديدًا بسبب المعاناة التي عاشها اليهود عبر التاريخ"، مؤكداً أن "السلام لن يتحقق إلا عندما تقام دولة فلسطينية حرة ذات سيادة".

الخلافات تدب

ويشهد الكيان الصهيوني صراعاً محموماً بين القوى المعارضة وحكومة المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، حيث أكدت أحزاب عدة أنها ستطرح الأسبوع المقبل مشروع قانون لحل الكنيست والذهاب نحو إجراء انتخابات عامة، وذلك مع تصاعد الخلافات داخل الحكومة.

وقال حزبا العمل وإسرائيل بيتنا، أمس، إنهما سيطرحان الأسبوع المقبل مشروع قانون لحل الكنيست، كما أكد حزب هناك مستقبل المضي في المسار نفسه.

************************************************

مقترح أمريكي: سنسمح بـ {بعض التخصيب} طهران: لن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم

متابعة – طريق الشعب

اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أن المقترح الأميركي للتوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن ملفها النووي يتعارض والمصالح الوطنية الإيرانية، مؤكدا أن طهران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم.

وقال "إن المقترح الذي قدمه الأميركيون يعاكس ويعارض تماما مقولة إننا قادرون"، مشددا على أن طهران لا تنتظر الضوء الأخضر الأميركي لاتخاذ قراراتها.

وأعلن أن إيران قادرة على إنتاج الوقود النووي اليوم، وأضاف أن التقنية والبرنامج النووي لا يمكن أن يقوما من دون عملية تخصيب اليورانيوم. وقال إن على الولايات المتحدة أن تسحب قواتها من المنطقة.

مقترح أمريكي

في سياق متصل، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين إيرانيين وأوروبيين أن مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الجديد الذي قُدم إلى إيران غامض في ما يتعلق بالقضايا الأكثر أهمية.

ونقلت الصحيفة أن "ترامب، يقترح ترتيبا يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة، وقالت إن ذلك يتم بموازاة عمل الولايات المتحدة ودول أخرى على خطة أكثر تفصيلا تهدف إلى منع إيران من الوصول إلى سلاح نووي، مع السماح لها بالحصول على وقود لمحطات الطاقة النووية الجديدة في البلاد".

من جانب آخر، قالت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إيران واضح، وإن "تخصيب اليورانيوم" ليس مطروحا في مقترح الاتفاق النووي الذي قدّمته واشنطن لطهران.

لا رضوخ للضغوط

وفي طهران، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن طهران لن ترضخ للضغوط الأميركية لتفكيك برنامجها النووي. وأضاف "الأميركيون يقولون إنه يجب عليكم تفكيك كل ما لديكم، لكن لا يوجد إنسان حر يقبل بالظلم والاضطهاد".

ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الاقتراح الأميركي للتوصل لاتفاق جديد حول البرنامج النووي والذي سلمه الوسيط العماني "يتضمن نقاطا ملتبسة".

وقال إن "الاقتراح المكتوب الذي تسلمناه يتضمن العديد من النقاط الملتبسة والأسئلة. ثمة مسائل عدة في هذا الاقتراح غير واضحة".

وشدد الوزير الإيراني على أن "مواصلة التخصيب على الأراضي الإيرانية خط أحمر بالنسبة إلينا".

مزيد من الشفافية

وسبق لعراقجي أن التقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي دعا إلى مزيد من الشفافية من جانب إيران، في أعقاب تقرير مسرّب يُظهر أنّ طهران زادت إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب.

وقد أظهر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران زادت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقتربة أكثر من نسبة 90 في المائة تقريبا التي يحتاج إليها تطوير أسلحة ذرية.

ويرى مراقبون غربيون أن "مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب قد يسمح لها بتصنيع أسلحة نووية متعددة، إذا ما اختارت السعي لامتلاك القنبلة".

ويرجح هؤلاء أن تسعى الدول الغربية إلى توجيه انتقادات لإيران بمجلس محافظي الوكالة الذرية، مما قد يدفعها نهاية المطاف إلى تفعيل ما يُسمى "إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة" على طهران.

*********************************************************

كوريا الجنوبية: سنفتح قنوات اتصال مع بيونغ يانغ

سول - وكالات

قال رئيس كوريا الجنوبية الجديد لي جاي ميونغ، أمس، إنه يتعهد باستئناف الحوار مع بيونغ يانغ وتحسين العلاقات معها، كما وعد بإخراج البلاد من فوضى أزمة الأحكام العرفية وإنعاش الاقتصاد، الذي يعاني من تباطؤ النمو وتهديدات الحماية التجارية العالمية.

وأضاف "سنداوي جراح الانقسام والحرب ونرسي مستقبلا يسوده السلام والازدهار". وأردف: "مهما كان الثمن، فالسلام أفضل من الحرب"، مؤكداً بـ"ردع الاستفزازات النووية والعسكرية الكورية الشمالية وفي الوقت نفسه فتح قنوات اتصال معها". وأعلنت لجنة الانتخابات في كوريا الجنوبية، أمس، رسميا انتخاب لي جاي ميونغ رئيسا جديدا للجمهورية بعد فوزه في الانتخابات المبكرة التي أُجريت، أمس الأول، في ختام فوضى سياسية استمرت 6 أشهر ونجمت من محاولة الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في البلاد.

*********************************************************

لندن تمنح كييف 100 ألف طائرة مسيرة

لندن – وكالات

تعهدت بريطانيا، أمس، بتزويد أوكرانيا بـ 100 ألف طائرة مُسيّرة، بحلول نهاية السنة المالية الحالية، وذلك تزامنا مع إجراء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تغييرات في قمة قيادة جيش بلاده. وقالت الحكومة، إن "الطائرات المسيرة غيّرت استراتيجيات خوض الحروب، فيما تبلغ قيمة المسيرات 350 مليون جنيه إسترليني (473 مليون دولار)، كما أتمت لندن شحن 140 ألف قذيفة مدفعية إلى كييف.

ومن المقرر أن يعلن وزير الدفاع جون هيلي عن هذا القرار في اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا التي تضم 50 دولة في بروكسل والذي تشارك ألمانيا في استضافته.

وفي بيان قبيل الاجتماع، أكد هيلي أن "بريطانيا تكثف دعمها لأوكرانيا من خلال تسليم مئات الآلاف من الطائرات المسيرة هذا العام واستكمال إنجاز كبير في تسليم ذخيرة مدفعية بالغة الأهمية".

*****************************************************

انعقاد المؤتمر 39 للحزب الشيوعي السويدي

طريق الشعب –ستوكهولم

عقد الحزب الشيوعي السويدي مؤتمره التاسع والثلاثين يومي 30 و31 أيار الماضي وبحضور جميع المندوبين المنتخبين وتحت شعار (من أجل أن نقوي حزبنا في النضال من أجل السلام والأشتراكية)، فيما كانت جدران القاعة مزينة بشعارات (السلام، العمل، التضامن) ويافطة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وإفتُتح المؤتمربالمصادقة على شرعيته، قبل أن يتم انتخاب هيئاته والموافقة على جدول الأعمال الذي تضمن تقرير النشاط العام والتقرير المالي وتقرير لجنة الرقابة واقرار براءة الذمة وخطة عمل ورشات المؤتمر والإقتراحات المقدمة لتعديل برنامج الحزب ونظامه الداخلي وانتخاب قيادة الحزب وإقرار البيان الختامي ومن ثم إنهاء أعمال المؤتمر.

أعقب ذلك تقرير عام قدمه رئيس الحزب اندرياس سورنسون، وركّز فيه على الانجازات التي حققها الحزب خلال السنوات الاربع الماضية، والتي تمثلت في زيادة عدد أعضائه وعدد ناخبيه، الذي ارتفع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتوسع نشاط المنظمات والتغييرات في جريدة الحزب الورقية. ثم قدم ممثلو المنظمات الرئيسية، تقارير مكثفة قصيرة عن مجمل نشاطات منظماتهم.

وجرت في المؤتمر مناقشة واقرار المقترحات المقدمة من منظمات الحزب حول التغييرات في النظام الداخلي وبرنامج الحزب والمقترحات الخاصة بتطوير نشاطات الحزب وسياسته، والتحضيرات التي يجريها للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي ستقام في 13 ايلول 2026. وفي نهاية المؤتمر تمت إعادة انتخاب اندرياس سورنسون رئيساً للحزب وانتخاب لجنة الحزب المركزية، واعتماد العديد من القرارات من بينها بيان التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي جاء فيه "إن اضطهاد الشعب الفلسطيني ليس ظاهرة جديدة. إنها مستمرة منذ النكبة عندما هُجّر الفلسطينيون من ديارهم قبل 77 عاماً. ولكن منذ إطلاق الإرهاب الإسرائيلي على غزة والشعب الفلسطيني قبل عام ونصف، تصاعد القمع إلى إبادة جماعية كاملة، حيث فقد عشرات الآلاف من الناس، وكثير منهم من الأطفال، حياتهم نتيجة مباشرة لحرب الاحتلال. إن الإجراءات الإسرائيلية وحشية وتهدف إلى تهجير وإبادة سكان غزة بالكامل. ولا يوجد أي دفاع عن التعذيب الذي يعاني منه الآن ملايين الفلسطينيين. ولهذا يقف الشيوعيون في العالم تضامناً مع النضال الفلسطيني. لقد مات عشرات الآلاف من الناس بسبب نقص الرعاية ونقص الأدوية والصعوبات الأخرى. وشهد المزيد من الناس تحطيم حياتهم وتدمير منازلهم، ويعاني كل  سكان غزة الآن تحت الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الإرهابية على غزة، مما يعني أن سكان غزة بالكامل أصبحوا الآن على حافة المجاعة."

وحول الحرب الروسية الأوكرانية أوضح المؤتمر التاسع والثلاثين السبب في عدم دعم الحزب لأي من طرفي النزاع ووقوفه الى جانب الشعبين الأوكراني والروسي في النضال من أجل عالم اشتراكي وسلمي حيث تكون التنمية الحقيقية ممكنة، مؤكداً إدانة الحزب للحرب الإمبريالية في أوكرانيا، التي تفضح الرأسمالية وتظهر بوضوح عواقب التطور الرأسمالي على السلام العالمي.

هذا، وقد شارك في المؤتمر العديد من الضيوف من مختلف بلدان العالم، الذين أكدوا على تصاعد المنافسة الإمبريالية والقمع الناتج عنها، وكيف تؤدي التناقضات الإمبريالية إلى حروب تؤثر بقوة على الشعوب في أماكن مثل غزة وأوكرانيا والسودان، والتي قد تؤدي إلى إعادة توزيع إمبريالية، وزيادة في سباق التسلح الذي تدفع الطبقة العاملة والشعوب ثمنه، عبر زيادة النفقات وتآكل الرعاية الاجتماعية، وتقليص خدمات التعليم ورعاية المسنين والأطفال والرعاية الصحية المجانية بشكل عام وغيرها من منجزات.

شارك في المؤتمر وفد يمثل حزبنا الشيوعي العراقي، ضم الرفيقين كفاح الذهبي وفيصل الفؤادي، والقى كلمة تحية وتضامن بعثها المكتب السياسي لحزبنا، والتي لقيت ترحيباً كبيرة، فيما أرسل رئيس الحزب الشقيق تحية تضامن مع حزبنا وشعبنا. كما شارك الحزب الشيوعي الكردستاني في المؤتمر.

يعّد المؤتمر مهمًا للحزب بإعتباره أعلى هيئة لصنع القرار والمخول بتحديد السياسة القادمة. كما يمثل تمرينا في ديمقراطية العضوية، حيث يُسمح للهيكل التنظيمي بالعمل على أكمل وجه - فلكل عضو الحق والفرصة للمشاركة في المناقشات أمام المؤتمر، وتقديم الاقتراحات، والحصول على تمثيل من خلال ممثليه المنتخبين، ما يضمن مشاركة الحزب بأكمله في تحديد الاتجاه للسنوات القادمة، وهو ما عبر عنه أندرياس سورنسون، رئيس الحزب في كلمته الختامية حين قال: نحن على يقين من أن المؤتمر سيؤدي إلى ظهور حزب أكثر وحدة، والذي سيؤكد نفسه بشكل أكثر وضوحا في المجتمع السويدي في السنوات القادمة. ربما يكون هذا الأمر أكثر أهمية من أي وقت مضى، بالنظر إلى كيفية تطور التناقضات داخل النظام الإمبريالي ومخاطر نشوب حرب".

*******************************************************

الصفحة السابعة

النساء بين الأمراض المزمنة والإهمال.. وضعف الخدمات الصحية

بغداد- نورس حسن

في ظل تدهور الوضع الصحي وتراجع الخدمات الطبية، واشتداد الصعوبات الاقتصادية لمعظم العوائل، تزداد معاناة النساء من الأمراض المزمنة مثل الضغط، والسكري، وأمراض القلب، وتتفاقم جراء الإهمال الحكومي وغياب الرعاية الصحية الكافية. في هذا التقرير، نسلط الضوء على قصص مؤلمة لنساء يعانين من هذه الأمراض وسط صعوبات الحصول على العلاج والدواء المناسبين.

أمراض مزمنة تفتك بالنساء

تشير الإحصاءات المحلية إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة بين النساء في العراق، خاصة في ظل انتشار العوامل المساعدة مثل سوء التغذية، والتوتر النفسي الناجم عن الظروف المعيشية الصعبة، وضعف الرعاية الصحية الوقائية. وتقول منظمة الصحة العالمية إن "أكثر من 40 في المائة من الوفيات في العراق تعود لأسباب مرتبطة بأمراض القلب والضغط والسكري".

شهادات مؤلمة من متضررات

المواطنة سعاد أم علي، 55 عاما، من بغداد، تعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم منذ عشر سنوات، تقول لـ "طريق الشعب" بمرارة: "كل شهر أضطر لشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة لأن الأدوية الحكومية إما غير متوفرة أو رديئة الجودة، فيما لا يكفي راتب الرعاية الاجتماعية الذي أتقاضاه لشراء كل الاحتياجات الطبية، وأحيانا أضطر لتقليل جرعات الدواء حتى أوفر النقود لشراء حاجيات أساسية لمنزلي".

أما المواطنة سميرة حسن، 47 عاما، من البصرة، والتي تعاني من قصور في القلب، فتشكو من نقص المستشفيات المتخصصة وتقول "أضطر للسفر إلى بغداد كل شهر للمتابعة لأن المستشفيات في محافظتنا تفتقر إلى الرعاية الصحية اللازمة. الحجز لدى الأطباء المختصين بأمراض القلب ليس سهلا، وحتى الفحوصات البسيطة مثل تخطيط القلب غير متوفرة في كثير من المراكز الصحية الحكومية، ما يضطر المرضى إلى التوجه للقطاع الخاص الذي يوفر خدمات متقدمة ولكن بأسعار مرتفعة".

وفي كربلاء، تواجه المواطنة زهراء محمد، 60 عاما، معاناة يومية مع مرض الضغط والكلى، وتقول لـ "طريق الشعب": "لا توجد رعاية صحية حقيقية لكبار السن. أنا أعاني من آلام مستمرة، ولا يوجد سوى مسكنات مؤقتة، حتى التحاليل الطبية مكلفة ولا يمكنني إجراؤها بانتظام".

نقص الأدوية وتدني الخدمات الطبية

وقد أكد لنا عدد من الأطباء أن النظام الصحي في البلاد يعاني من خلل كبير في توفير الأدوية الأساسية للأمراض المزمنة. ففي هذا السياق، يقول طبيب اختصاص أمراض باطنية - فضل عدم ذكر اسمه - لـ "طريق الشعب": "الكثير من المرضى، خاصة النساء، لا يحصلون على العلاج المناسب بسبب الفساد الإداري وضعف التوزيع. بعض الأدوية الأساسية مثل الإنسولين وأدوية الضغط تصل بكميات محدودة وغير كافية أو تنتهي صلاحيتها بسبب سوء التخزين".

وتضيف سهاد عباس، وهي ممرضة: "العديد من النساء يأتين إلى المستشفى وهن في حالة حرجة لأنهن لم يحصلن على العلاج المبكر. بعضهن لا يستطعن دفع تكاليف العلاج في العيادات الخاصة، فيتم إعطاؤهن مسكنات دون حل جذري لمشكلتهن الصحية".

مطالبات بتحسين الخدمات الصحية

ويطالب نشطاء بتحسين الخدمات الصحية وتوفير الأدوية مجانا للذين يعانون من الأمراض المزمنة، خاصة النساء اللواتي يرهق كاهلهن الوضع الاقتصادي الصعب، حيث تطالب الناشطة سارة الراوي الحكومة "بإنشاء مراكز متخصصة لأمراض السكري والقلب في جميع المحافظات، وتوفير فحوصات دورية مجانية". وتضيف "معاناة النساء من الأمراض المزمنة تزداد يوميا وسط غياب الرعاية الصحية الفعالة وارتفاع تكاليف العلاج، فضلا عن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد، والتي تفاقمت بسبب التعديلات غير المنصفة لقانون الأحوال الشخصية".

إن قصص هؤلاء النساء ليست مجرد أرقام، بل هي مؤشر على أزمة إنسانية تحتاج إلى تدخل عاجل من الحكومة والمنظمات الدولية قبل أن تتحول المأساة إلى كارثة صحية لا يمكن السيطرة عليها.

*******************************************************

عين المرأة.. المرأة والشمول بالرعاية الاجتماعية

انتصار الميالي

الرعاية الاجتماعية هي أبسط نظم تأمين مستلزمات العيش المتبعة في اغلب الدول. وهي تمتد الى كافة جوانب الحياة لتشمل الصحة والتعليم والميدانين الاجتماعي والاقتصادي. ونجاحها يتطلب انفتاح الدولة وتعدد مصادر الدخل وتنويع الاقتصاد والشفافية المالية، لضمان حسن إدارة الثروات ومنع السرقات والهدر. وتشمل الرعاية مجموعة من البرامج والخدمات لتوفير سبل الحياة الكريمة للحالات التي ترعاها، واهم الفئات المشمولة وفقا لقانون الرعاية الاجتماعية رقم 11 لسنة 2024، من الأسر والأفراد الذين يعيشون تحت خط الفقر من العراقيين ومواطني الدول الأخرى المقيمين في العراق بصورة دائمة ومستمرة وقانونية، هي: المرأة (الارامل والمطلقات والمهجورات وغير المتزوجات اللواتي تجاوزت اعمارهن 35 سنة) والطفل (الايتام وذوو الاحتياجات الخاصة ومرضى التوحد) وكبار السن.

نسب الفقر في العراق ازدادت عام 2020 الى 31.7 بالمائة حسب منظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة، وانخفضت حسب وزارة التخطيط الى 17.5بالمائة في 2024، أي أن 5 اشخاص من بين كل 30 عراقي هم تحت خط الفقر، ما يفرض لاهتمام بالأسر الفقيرة لا لسد احتياجاتها فقط، ولكن للتخفيف من وطأة مظاهر كثيرة يسببها الفقر مثل التشرد والتسول والتعرض للاستغلال، كذلك للتحرك السريع على سكان الاحياء والمدن الفقيرة وتلبية احتياجاتها، ولمنحها الاولوية حسب مستوى الحاحها، خصوصا النساء.

والتركيز على احتياجات المرأة يرتبط بكون فقرها يعد إشكالية، تنضوي تحتها أو تتفرع منها مجموعة من المشكلات. فالمرأة هي محور الحياة الاسرية، والاسرة محور الحياة الاجتماعية، لذا فأن أية قضية تمسها أو تؤثر على عطائها وادوارها الاجتماعية، تؤثر على حياتها الاسرية وتنشئتها الابناء، ما يكلف المجتمع الكثير.

ان حل مشكلة الفقر، الذي يُعرّف بأنه الحد الادنى من مستوى المعيشة والحرمان المادي ونقص الموارد، يبدأ بمعالجة فقر المرأة، كونها أكثر من يتأثر بظاهرة الفقر، وذلك من خلال توفير الاحتياجات التي تبدأ بشمولها بالرعاية الاجتماعية، وبحث مشاركة الجهات الرسمية وغير الرسمية ومنظمات المجتمع المدني في كيفية ادارة وسد احتياجات المرأة المستحقة للرعاية. فمدن الوسط والجنوب تتسم بكثافة سكانية، والنساء اللواتي نسبتهن هي الاعلى يعشن في بيئة تفتقر لمقومات العيش الكريم، ويعملن في مكبّات النفايات ومعامل الطابوق وتنظيف المنازل، ولابد للدولة من ايجاد حلول مناسبة لهن وتوفير احتياجاتهن الاساسية مثل السكن والطعام والعلاج والخدمات الاجتماعية، وهو مايعرف بمؤشرات التنمية كمياه الشرب النقية وفرص التعليم والمواصلات وتوفر المنافع الصحية، وكلها مطالب اساسية يحتاجها الانسان ويكافح من اجل الحصول عليها.

وتبرز الاولوية في توفير الرعاية الإجتماعية للمرأة نفسها وللمرأة المعيلة، خصوصاً لمن لم يتمتعن بالرعاية حتى الان، وتحديد الصعوبات وصولاً إلى آليات تخطيط صحيحة لتطوير وإصلاح سياسات الرعاية والحماية الاجتماعية.

******************************************************

نساء يكافحن ولايستلمْنَ في ظل تحديات البطالة وغياب الدعم

بغداد – طريق الشعب

تزداد أعداد النساء اللواتي يخرجن إلى سوق العمل بحثا عن مصدر رزق يكفل لهن حياة كريمة، لكنهن يواجهن تحديات كبيرة تبدأ من نظرة المجتمع وتنتهي بغياب الفرص والدعم الحكومي.

تحديات تواجهها العاملات

تقول زينة مصطفى، وهي أم لثلاثة أطفال تعمل في مجال الخياطة: "أعمل أكثر من 10 ساعات يوميا لأضمن لقمة عيش أطفالي، لكن الدخل يكفي بالكاد لسد الاحتياجات الأساسية. لا يوجد أي دعم حكومي للأمهات العاملات، وغالبا ما أتعرض للانتقاد لأن المجتمع لا يتقبل فكرة عمل المرأة بسهولة".

وانتقدت المواطنة زينة القرارات الصادرة عن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بشأن إطلاق قروض ميسرة للعاطلين عن العمل، ووصفتها بـ "غير الميسرة وبحاجة إلى معارف للحصول عليها".

من جهتها، توضح هند عبد الكريم، التي تعمل معلمة في مدرسة أهلية بأن "الأجور في القطاع التعليمي غير منصفة مقارنة بالجهد الذي نبذله. الكثير من زميلاتي يضطررن إلى العمل في وظائف إضافية مثل الدروس الخصوصية لتأمين متطلبات الأسرة".

مطالبات بتحسين أوضاع العاملات

وتدعو ناشطات إلى سن قوانين تحمي المرأة العاملة وتضمن لها أجورا عادلة وتوفر بيئة عمل آمنة. تقول الناشطة في مجال المرأة والطفل علياء محسن: "هناك حاجة الى أن تتبنى الحكومة سياسات داعمة للمرأة العاملة، أهمها توفير حضانات في أماكن العمل وضمان المساواة في الأجور بين الجنسين".

*************************************************

رابطة المرأة العراقية تحتفل بيوم الطفل العالمي

بغداد – طريق الشعب

نظمت رابطة المرأة العراقية (فرع بغداد)، الخميس الأول من حزيران، احتفالية مختصرة بمناسبة يوم الطفل العالمي، أقيمت الفعالية في بيت الزميلة عفيفة ثابت (أم دريد)، سكرتيرة الفرع، بحضور مجموعة من الأطفال وأولياء أمورهم.

بدأت الاحتفالية بعزف النشيد الوطني العراقي، تلاه رفع الأطفال لافتات تحمل شعارات تدعو لاحترام حقوق الطفل وتسليط الضوء على معاناة أطفال فلسطين. كما تضمنت الفعالية حوارا توعويا عن يوم الطفل العالمي وأهدافه، وجرى الحديث مع الأطفال عن حقوقهم وأمنياتهم في بيئة مشجعة ومليئة بالمشاركة.

وتخلل البرنامج فقرة للرسم، أطلق فيها الأطفال العنان لإبداعهم، وسط أجواء مليئة بالأغاني الوطنية التي أضافت طابعا احتفاليا للفعالية. واختُتم الحدث بتوزيع العصائر والمعجنات، إلى جانب تقديم هدايا رمزية لكل طفل مشارك.

هذا، وتهدف رابطة المرأة العراقية من خلال هذه الأنشطة إلى تعزيز وعي الأطفال بحقوقهم وغرس القيم الإنسانية والوطنية في نفوسهم منذ الصغر.

************************************************

موقف الماركسية من زواج الأطفال

حوراء فاروق

تعد الماركسية إطارا فكريا يعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية من خلال تحليل جذور الظواهر في الهياكل الطبقية والاقتصادية. وفيما يتعلق بزواج الأطفال، تنظر الماركسية إلى هذه الظاهرة كجزء من القمع الجندري والاقتصادي الذي يمارس على القاصرين في المجتمعات ذات البنية الطبقية غير العادلة.

الجذور الطبقية لزواج الطفلات

فوفقا للتحليل الماركسي، فإن زواج الأطفال، لا يمكن فهمه بشكل منفصل عن السياقات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤطره، حيث تعتبر الفتيات في المجتمعات الرأسمالية أو الإقطاعية، أدوات اقتصادية تستخدم لتقوية الروابط العائلية أو كوسيلة لتخفيف العبء المالي على الأسرة. ويؤدي الفقر والتفاوت الاقتصادي غالباً إلى تسليع الفتيات، ويصبح الزواج وسيلة للتخلص من المسؤولية الاقتصادية عنهن من جهة ولتحصيل مهرهن أو تقليل عدد الأفواه التي يجب إطعامها من جهة ثانية. وبالتالي فإن زواج الطفلات ينبع من علاقات الإنتاج غير العادلة التي ترسخ الفقر والجهل وتعيد إنتاجهما وتعمق التفاوت الاجتماعي عبر أجيال متعاقبة.

البعد الجندري للظاهرة

وتعتبر الماركسية زواج الطفلات شكلاً من أشكال القمع الجندري الذي يستخدم لترسيخ الهيمنة الذكورية، حيث ينظر إلى المرأة كملكية أو كوسيلة لتحقيق مصالح الأسرة أو العشيرة. الفتيات اللاتي يجبرن على الزواج يحرمن من التعليم والفرص الاقتصادية، مما يبقيهن في دائرة الفقر والتبعية.

تأثير التعليم والوعي

ولهذا تشدد الماركسية على أهمية التعليم والوعي كوسيلتين لتحرير النساء من الهياكل القمعية. الفتيات اللواتي يُحرمن من التعليم بسبب الزواج المبكر يُفقدن فرصتهن في تطوير إمكاناتهن والمشاركة الفاعلة في المجتمع. ولا يعّد التعليم، مجرد وسيلة لزيادة الدخل، بل هو أداة لتحرير العقول وإعادة تشكيل العلاقات الاجتماعية.

السياسات المطلوبة للقضاء على المشكلة

ومن أجل معالجة ظاهرة زواج الطفلات، تقترح الماركسية تبني سياسات جذرية تهدف إلى تغيير الهياكل الاقتصادية والاجتماعية التي تنتج هذه الظاهرة، ومنها:

  • القضاء على الفقر عبر تبني سياسات اشتراكية تعيد توزيع الثروة وتوفر فرص عمل ودخل كريم للجميع.
  • تمكين المرأة من خلال ضمان المساواة في التعليم والعمل والأجر وحقوق الملكية.
  • التشريعات الصارمة التي تمنع الزواج قبل سن معينة ومعاقبة المخالفين.
  • التثقيف المجتمعي الذي يرفع الوعي بخطورة زواج القاصرين على الفرد والمجتمع.
  • توفير الرعاية الصحية وتأمين الخدمات المجانية الشاملة للفتيات، بما في ذلك الصحة الإنجابية والنفسية.

الماركسية والنهج الجماعي

تؤكد الماركسية على أن أي تغيير لا يمكن تحقيقه إلا من خلال نهج جماعي يشرك الفئات المستضعفات في النضال من أجل حقوقهن. ويشمل هذا إنشاء حركات نسوية وعمالية تهدف إلى إلغاء جميع أشكال القمع، بما في ذلك زواج الطفلات. وترى الماركسية أن تحرر المرأة هو جزء لا يتجزأ من تحرر المجتمع ككل، والذي لا ينجز الاّ بالخلاص من الطبقية التي تسبب الفقر والتفاوت الطبقي واضطهاد النساء واستعبادهن. إن الخلاص من المشكلة يرتبط بإجراء تغيير جذري في الهياكل الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما تُنادي به الماركسية كجزء من رؤيتها لعالم أكثر عدالة.

في يوم الطفل العالمي: تشريعات تنتزع الطفولة

بينما تحتفل البشرية بيوم الطفل العالمي في الأول من حزيران الذي يُستثمر للتذكير بحقوق الأطفال وضرورة حمايتهم، تقف البلاد أمام مشهد مؤلم يفضح تناقضا صارخا بين الشعارات والواقع. فالتعديل الأخير لقانون الأحوال الشخصية لم يكن مجرد تعديل قانوني، بل هو إجراء يهدد طفولة بريئة ويضرب حقوق الأطفال في الصميم، خاصة حين يحرم الطفل من أمه بموجب التعديل.

هذا التعديل يسمح بنقل حضانة الطفل إلى الأب أو أحد أقاربه الذكور فور وقوع الطلاق، متجاهلا الدور الأساسي للأم في حياة الطفل. فهو لا يأخذ بعين الاعتبار تأثير فصل الطفل عن أمه على حالته النفسية، ولا يُدرك أهمية العلاقة العاطفية التي تنشأ بينهما في السنوات الأولى، والتي تعد أساسا لنموه السليم.

في يوم مخصص للاحتفاء بالأطفال، نجد أنفسنا نتحدث عن تشريعات تضعف حقوقهم وتعرضهم لتجارب قاسية. وكيف يمكن للطفل أن ينشأ في بيئة آمنة ومستقرة إذا كانت القوانين نفسها تفكك تلك البيئة؟!

ان حرمان الطفل من أمه ليس مجرد ظلم قانوني، بل هو خيانة له كإنسان صغير يحتاج إلى حب واحتواء. وإذا كانت الحكومة جادة في التزامها تجاه حقوق الطفل، فإن أولى الخطوات تبدأ بتعديل هذه القوانين الظالمة التي تفصل الأطفال عن أمهاتهم، وتعيد صياغتها بما يحمي الأسرة ويعزز استقرارها. فحقوق الطفل ليست رفاهية، بل هي واجب ومسؤولية.

المحرر

********************************************************

الصفحة الثامنة

استقبالا لعيد الصحافة الشيوعية العراقية.. ماركس صحفياً (1 - 2) ماركس صحفياً

رضا الظاهر

مارس كارل ماركس (5 أيار 1818 – 14 آذار 1883)، الذي غالبا ما يجري الحديث عنه كفيلسوف واقتصادي ومنظر للفكر الاشتراكي ومكافح ثوري، مارس الصحافة كميدان أساسي من ميادين حياته ونشاطه. وكانت الصحافة، بالنسبة لماركس، ميدانا لتحليل الواقع والسعي الى تغييره. فمنذ مقاله الأول عام 1942 حول (حرية الصحافة في بروسيا) وحتى عمله كمراسل لصحيفة (النيويورك تريبيون) الأميركية، وهي التجربة الأطول والأكثر ثراء في حياة ماركس كصحفي، ظل ماركس يثق بقدرة الصحافة على الكشف عن تناقضات الرأسمالية. وكصحفي تتسم كتاباته بالسجال والجدل، استند ماركس الى فكره الفلسفي في نقد خصومه الفكريين، وساهم في بناء جسور بين الفلسفة والسياسة والاقتصاد.

ومن المعروف أن الصحافة الشيوعية (وبينها الصحافة الشيوعية العراقية) استرشدت بتجربة ماركس كصحفي (مثلما استرشدت بتجربة لينين في هذا الميدان). واحتفاء بالذكرى التسعين لتأسيس الصحافة الشيوعية في العراق، حيث صدرت صحيفة (كفاح الشعب) كأول صحيفة للحزب الشيوعي العراقي يوم 31 تموز 1935، واستقبالا لهذه الذكرى، نحاول في مقالنا هذا (ماركس صحفياً) أن نقدم قراءة جديدة، كما سنحاول في مقال لاحق أن نقدم قراءة في (لينين صحفياً).

السنوات الأولى

حين تخرج ماركس من الجامعة، حاصلا على شهادة الدكتوراه عام 1841 وهو في عمر الثالثة والعشرين، كان يأمل في الحصول على منصب أستاذ في الجامعة، غير أن السياسة الرجعية للحكومة أقصته، كما أقصت آخرين عن ذلك.

وفي تلك الفترة كان اليسار الهيغلي ينتشر على نطاق واسع في ألمانيا، وكان لودفيغ فويرباخ يتجه نحو المادية، وأصدر كتابه الحاسم الموسوم (جوهر المسيحية) عام 1841. وفي ذلك الوقت صدرت صحيفة معارضة في مدينة كولونيا باسم (الجريدة الرينانية) – راينيش زايتونغ – في كانون الثاني 1842. وعلى الرغم من إقامته في بون عند انطلاق (الرينانية الجديدة) فقد كان ماركس على علم بالمشروع منذ بدايته، وبدأ بالمساهمة في مقالات لفتت انتباه القراء.

وكانت أول كتابات ماركس قد اتسمت بالروح الانتقادية. وسرعان ما أصبح ماركس رئيسا لتحرير هذه الصحيفة، فراح اتجاهها يتسم بوضوح فكري أكبر في ظل قيادته، بينما اتسعت الرقابة الحكومية البروسية التي انتهت الى اغلاق الصحيفة في آذار 1843.

وفي خريف عام 1843 انتقل ماركس الى باريس ليصدر هناك مجلة بالألمانية حملت اسم (الحوليات الألمانية الفرنسية) مع أرنولد روغه، وهو من الهيغليين اليساريين الشباب. ولم يصدر من هذه الصحيفة سوى عددها الأول (المزدوج) في شباط عام 1844. وفي المقالات التي نشرتها (الحوليات الألمانية الفرنسية) برز ماركس ثوريا ينادي بانتقاد لا هوادة فيه لكل ما هو قائم، متوجها بندائه الى البروليتاريا من أجل الاطاحة بالعالم القديم. واضطرت الصحيفة الى التوقف بسبب صعوبات ناجمة عن توزيعها بصورة سرية في ألمانيا، فضلا عن خلافات ماركس مع البرجوازي الراديكالي روغه.

وطرد ماركس من باريس عام 1845 باعتباره ثوريا خطرا، بناء على ضغوط الحكومة البروسية، فأقام في بروكسل، وفي ربيع عام 1847 انتمى، وإنجلز، الى (عصبة الشيوعيين) وقاما بدور بارز في المؤتمر الثاني لهذه العصبة الذي انعقد في لندن في تشرين الثاني من العام نفسه. وبتكليف من المؤتمر كتب ماركس وإنجلز (البيان الشيوعي) الذي نشر في شباط عام 1848.

وعندما اندلعت ثورة شباط 1848 طرد ماركس من بلجيكا ليعود الى باريس، ومن ثم الى ألمانيا ليقيم في مدينة كولونيا، حيث صدرت (الجريدة الرينانية الجديدة) التي ترأس تحريرها في الفترة من الأول من حزيران 1848 حتى التاسع عشر من أيار 1849. ويعتبرها المؤرخون من أهم الصحف اليومية خلال ثورات 1848، واعتبرها محرروها وقراؤها خليفة لصحيفة كولونيا السابقة (راينيش زايتونغ).

وفي 16 أيار عام 1849 نفي ماركس، فانتقل الى باريس، ثم طرد منها بعد تظاهرة 13 حزيران 1849، ليذهب الى لندن حيث عاش حتى رحيله.

دفاعا عن حرية التعبير

وفر عمل ماركس كصحفي وكاتب عمود ومراسل مساهمات ومداخل هامة لعمله النظري. وطور ماركس، عبر مساهمته في ثورات أوروبا في القرن التاسع عشر، أفضل الحجج دفاعا عن حرية التعبير، والحاجة الى توسيع الحريات الديمقراطية البرجوازية في عملية الانتقال الى الاشتراكية.

ومن الطبيعي أن تتواصل، بعد ما يزيد على 180 عاما على دفاعه الرائع عن حرية التعبير عام 1842، الجدالات الحية في عصرنا حول هذه الموضوعة. فبينما يكافح الناس ضد الأنظمة الاستبدادية لتحقيق الحريات الأساسية في الحياة، فان الملايين في الديمقراطيات الليبرالية وسواها يمارسون احتجاجاتهم ضد فقدان تلك الحريات على يد الرأسمالية المعولمة.

لقد ظلت العلاقة بين الكفاح الديمقراطي وهيمنة الطبقة العاملة على الانتاج مسألة أساسية. وبينما يؤكد التحليل الماركسي على أن المسألة تكمن في نمط الانتاج الرأسمالي وسعيه المنفلت الى الأرباح، فان عصرنا يشهد الاستخدام الذي لم يسبق له مثيل لوسائل الاعلام كأدوات لتعزيز مصالح الرأسمال المعولم. ولهذا فانه من الضروري إعادة النظر في أفكار ماركس لادراك مفهوم حرية التعبير في الاطار الفكري الذي حدده، وكذلك الدور البارز الذي مارسه كصحفي. فقد كتب ماركس كثيرا في مواضيع هامة مختلفة في القرن التاسع عشر (1842-1865) ليضيء النهضة الثورية التي هزت أوروبا وانتقلت الى أنحاء أخرى من العالم.

إن الدول الاستبدادية تصر على أن الناس "غير مؤهلين" للحريات السياسية، بما في ذلك حرية التعبير والصحافة. ويشير ماركس الى التناقض الذي يؤدي اليه هذا الموقف: "من أجل الكفاح ضد حرية الصحافة لابد من الحفاظ على موضوعة عدم النضج الدائم للبشر ... وإذا ما كان عدم نضج البشر هو الأساس الغامض لمواجهة حرية الصحافة، فان الرقابة هي، بالتأكيد، الوسيلة الأفضل لمنع البشر من النضج".

وبالنسبة للمدافعين عن الرقابة يكمن التعليم الحقيقي، حسب ماركس، في إبقاء المرء مقمّطا في مهده طيلة حياته، ذلك أنه إذا ما تعلم المشي فانه يتعلم السقوط، وإنه عبر السقوط، حسب، يتعلم الانسان المشي. ولكن إذا ما بقينا جميعا أطفالا في القماط فمن الذي يقمّطنا؟ وإذا ما بقينا جميعا في المهد فمن الذي يهز مهودنا؟ وإذا ما كنا جميعا في السجن فمن الذي سيكون حارس السجن؟"

وإذا ما فرضت الظروف أن الناس غير مؤهلية ليكونوا احراراً، فكيف يمكن لقسم واحد من السكان، وهو الحكام، أن يكونوا قادرين، بمعنى ما، على تجنب هذا المصير؟ ومن هم الشرطة الذين يحفظون النظام؟

ولعله من بليغ الدلالة التذكير بقول ماركس من أن "المقالات حول الظروف الاقتصادية الراهنة في إنجلترا، وفي القارة، في عامي 1857-1858، شكلت جزءا هاما من نتاجي في "النيويورك تريبيون"، بحيث أنه أصبح من الضروري بالنسبة لي أن أجعل من نفسي ملمّاً بالتفاصيل العملية التي هي خارج مجال الاقتصاد السياسي"، كما ينقل تيريل كارفر، الكاتب البريطاني المختص بماركس، في كتابه الموسوم (ماركس)، الصادر عام 2018 عن دار (بوليتي بريس).

مرحلة "النيويورك تريبيون"

لعله من المفيد الاشارة، ابتداء، الى أن كتاب ماركس (الثامن عشر من برومير لويس بونابرت) هو، في الأساس، مستمد من كتاباته في عامي 1848-1849 خلال الأحداث الثورية التي اجتاحت أوروبا. وكان نشر كتاب ماركس، في العدد الأول من مجلة (الثورة) الألمانية الشهرية التي أصدرها جوزيف فيديماير في نيويورك ربيع عام 1852، حدثا سياسيا بارزا.

ويقول ماركس في مقدمة الطبعة الثانية لكتابه إن "من بين المؤلفات التي تناولت الموضوع نفسه، والتي ظهرت في ذات الوقت تقريبا مع كتابي هذا، إثنان فقط جديران بالانتباه هما (نابوليون الصغير) لفكتور هوغو، و(الانقلاب) لبرودون. أما فكتور هوغو فهو يقتصر على حملات لاذعة وبارعة النكتة ضد ناشر الانقلاب المسئول. والحادث نفسه يبدو في مؤلفه كأنه صاعقة في سماء صافية. وهو لا يرى فيه سوى عمل عنيف قام به فرد واحد. إنه لا يلاحظ أنه يعظم من شأن هذا الفرد، بدلاً من أن يصغره، بما نسب إليه من قوة مبادرة شخصية ليس لها نظير في تاريخ العالم. أما برودون فهو يسعى من جانبه إلى أن يصور الانقلاب وقد غدا، بصورة غير ملحوظة، تبريرا تاريخيا لبطله. وهكذا وقع في الخطأ الذي يقع فيه من نسميهم بالمؤرخين الموضوعيين. أما أنا فإني أثبت، على النقيض، كيف أن الصراع الطبقي في فرنسا قد أوجد الظروف والعلاقات التي مكنت شخصا سخيفا متوسط المواهب من أن يؤدي دور بطل".

ولعله من بليغ الدلالة التذكير بما أورده ماركس في مفتتح كتابه إذ قال: "يقول هيغل في مكان ما إن جميع الأحداث والشخصيات العظيمة في تاريخ العالم تظهر، إذا جاز التعبير، مرتين، وقد نسي أن يضيف: المرة الأولى كمأساة، والمرة الثانية كمسخرة. كوسيديير مكان دانتون، لويس بلان مكان روبسبير، "جبل" 1848-1851 مكان "الجبل" 1793-1795، إبن الأخ مكان العم. والصورة الكاريكاتورية نفسها تظهر في الظروف التي رافقت الطبعة الثانية للثامن عشر من برومير.

إن الناس يصنعون تاريخهم بأيديهم، ولكنهم لا يصنعونه على هواهم. إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها هم بأنفسهم بل في ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم مباشرة من الماضي. إن تقاليد جميع الأجيال الغابرة تجثم كالكابوس على أدمغة الأحياء. وعندما يبدو هؤلاء منشغلين فقط في تحويل أنفسهم والأشياء المحيطة بهم، في خلق شيء لم يكن له وجود من قبل، عند ذلك بالضبط، في فترات الأزمات الثورية كهذه على وجه التحديد، نراهم يلجؤون في وجل وسحر الى استحضار أرواح الماضي لتخدم مقاصدهم، ويستعيرون منها الأسماء والشعارات القتالية والأزياء لكي يمثلوا مسرحية جديدة على مسرح التاريخ العالمي في هذا الرداء التنكري الذي اكتسى بجلال القدم وفي هذه اللغة المستعارة ..."

وإذا كان ماركس هو الفيلسوف السياسي الألمع والأكثر شهرة في زمانه وربما في سائر الأزمنة، فانه كان، أيضا، واحدا من ألمع المراسلين الصحفيين في القرن التاسع عشر. وخلال 11 سنة من إسهامه في الكتابة في صحيفة (النيويورك تريبيون)، التي بدأ نشاطه معها عام 1842، تناول ماركس عددا كبيرا من المواضيع، تمتد من قضايا الطبقة والدولة الى القضايا العالمية. وكانت كتاباته الآسرة تضيء، بشكل خاص، موضوعات الظلم الاجتماعي والجوع في بريطانيا، في حين تستكشف كتابات أخرى الآراء العميقة حول تجارة العبيد وتجارة الأفيون. وقد شجعت كتابات ماركس ومنظوراته الجديدة حول أحداث القرن التاسع عشر قراءه على التفكير، ويمكن القول إن كتاباته ماتزال تحتفظ براهنيتها على نحو مذهل.

وقد جمع الصحفي والمؤرخ الأميركي البارز جيمس ليدبيتر كتابات ومساهمات ماركس في صحيفة (النيويورك تريبيون) في كتابه الموسوم (مساهمات في نيويورك تريبيون – كتابات صحفية مختارة لكارل ماركس)، الصادر عام 2007 عن دار (بنغوين). وأجرى الصحفي والكاتب الأميركي ستيفن شيرمان في عام 2008 مقابلة هامة مع جيمس ليدبيتر حول محتوى وأهمية هذه الكتابات. وقد أعيد نشر المقابلة في موقع (جاكوبن) الأميركي اليساري بتاريخ 5 أيار 2018 بمناسبة الذكرى الـ 200 لميلاد ماركس.

وربما يعتبر الشيء الأكثر أهمية حول هذه الكتابات هو نشر مقالات ماركس في صحيفة أميركية. فكيف حدث ذلك؟

جاء عمل ماركس في (النيويورك تريبيون) بعد أن التقى صحفيا أميركيا هو تشارلز دانا، (الذي ترأس لاحقا صحيفة النيويورك صن)، في كولن عام 1848، وبعد سنوات عدة طلب دانا من ماركس أن يسهم بكتابة مقالات في (النيويورك تريبيون) حول الوضع في ألمانيا. ويعتقد ليدبيتر أن ماركس وإنجلز نظرا الى (التريبيون) كوسيلة لنشر آرائهما وإثارة نقاش في دائرة أوسع من القراء. ويضيف أنه ينبغي القول، أيضا، أن ماركس كان بحاجة الى المال. وكانت المكافآت التي حصل عليها ماركس من الصحيفة الأميركية قد شكلت الدخل الأكثر ثباتا بالنسبة لماركس (إذا استثنينا ما قدمه إنجلز له بانتظام).

بعض سمات صحافة ماركس

يمكن القول إن الكتابات التي نشرها ماركس لا تشبه معظم ما ينشر اليوم باعتباره صحافة، وفي نواحٍ عديدة لا تشبه، كثيرا، ما نشرته الصحافة الإنجلو-أميركية في القرن التاسع عشر. أي أنها لا تحتوي، في الجوهر، على ما يمكن أن نسميه اليوم "التقارير الصحفية". فقد كانت مقالات نقدية تستند، كما هو حال الكثير من أعمال ماركس، على مواد البحث المتيسرة لديه في المكتبة البريطانية. وهذا لا يعني القول إن كتابات ماركس لم تكن مناسبة لزمنها.

ولكن مقاربة ماركس الأساسية لعموده في (النيويورك تريبيون) هو تناول حدث راهن – الانتخابات، الانتفاضة، حرب الأفيون الثانية، اندلاع الحرب الأهلية الأميركية – والدخول من خلال ذلك الى بعض المسائل الأساسية في السياسة أو الاقتصاد، وانطلاقا من تلك المسائل يطرح أحكامه. وبهذا المعنى فان صحافة ماركس تشبه الكتابات التي تنشر اليوم في مجلات الرأي. وليس من العسير أن نرى رابطا مباشرا بين كتابات ماركس الصحفية وذلك النوع من الكتابة المقصودة حول القضايا العامة التي تميز الكثير من الصحافة السياسية (خصوصا في أوروبا) في عصرنا الراهن.

أما بشأن الانتفاضات فقد كان سحق ثورة 1848 في فرنسا وأماكن أخرى هو الحدث الأكثر أهمية من الناحية السياسية بالنسبة لماركس خلال حياته. وكان ذلك يسبق، بالتأكيد، ظهور الأممية الأولى عام 1864، وتأسيس كومونة باريس عام 1871. فبعد عام 1848 عرف ماركس قوة الثورة المضادة، وبدأ بالاعتقاد بأن الأنظمة القائمة للحكم والاقتصاد لا يمكن الاطاحة بها ما لم تجر تعبئة البروليتاريا المنظمة والواعية للقيام بذلك. وكما بات واضحا فان مثل هذا التنظيم كان، في الكثير من البلدان، بعيدا على مدى عقود، إذا ما وجد.

ومع ذلك فان قراءة كتابات ماركس في (التريبيون) تجعل المرء يرى إلحاحا وإثارة – ونفادا للصبر – في تصويره لبعض الانتفاضات والأزمات في أوروبا. وفي بعض الأحيان كتب كما لو أن هذا الارتفاع الخاص في أسعار الحبوب، أو المشادات مع السلطات في اليونان، سيكون الشرارة التي تشعل الثورة. ولم يكن الأمر كما لو أن المرء يخطّيء ماركس بسبب الشعور على هذا النحو. ومع ذلك فانه خلال هذه الفترة كانت تجري الاطاحة بالتيجان في أوروبا، ومن المحتمل أن بعض الثورات الليبرالية بدت محتملة في بعض الأماكن. ولكن كانت هناك أوقات بدا فيها أن أفكاره ربما كانت قد خذلته، كما أنه كان، أيضا، عرضة لاستنتاج أن الثورة لا يمكن أن تحدث الا إذا كانت الجماهير مستعدة لذلك، ولكننا لا نعرف، على وجه التحديد، ما اذا كانت الجماهير مستعدة حتى تخلق الثورة.

وأخيرا هل يمكن لكتاب (مساهمات في نيويورك تريبيون – كتابات صحفية مختارة لكارل ماركس) أن يعيد صياغة فهمنا لماركس؟

يجيب ليدبيتر بالقول: "نعم، بطرق معينة. أحدها أن قراء كتابات ماركس الاقتصادية والفلسفية قد يستنتجون أن ماركس كان مفكرا تجريديا، مهتما فقط بالنظرية، وهو منفصل عن القضايا المباشرة المحيطة به. ومن الطبيعي القول إن ماركس كان أكثر تجريدية من كثيرين، ولكنني أعتقد ان هذه الكتابات تؤكد أن ماركس كان مهتما بالتفاصيل بشغف، بل بالتفاصيل الصغيرة للحياة العامة في القرن التاسع عشر".

ومن المؤكد أن بعض المراقبين المعاصرين يجادلون، الآن، بأن انشغال ماركس بالكتابات الصحفية أثر، الى حد كبير، على عمله الآخر، الأوسع، وهذه مسألة جديرة بالبحث. ومن المعروف، من ناحية ثانية، أن الماركسيين المعاصرين يصورون اتجاههم الفكري باعتباره موضوعيا وعلميا، ومنفصلا عن التفكير العاطفي، الأخلاقي، الذي يحرك الليبراليين وسواهم. ومن المؤكد أن ماركس صور، في نصوص أخرى، عمله الخاص، باعتباره مرتبطا بالمنهج العلمي. ومع ذلك إذا ما نظر المرء الى انجازه للكتابة الأكثر إقناعا فانه سيجد أنها، عادة، منتشرة لصالح قضية تشبه، خارجيا، على الأقل، الدوافع الأخلاقية: إنهاء العبودية، إنهاء تجارة الأفيون والادمان عليه، التعبير عن إرادة الناس في الحكم، وإنهاء الفقر... إن هذه الكتابات تظهر، في الأقل، أن ماركس لم يكن، أبدا، مقتنعا بأن يستلقي ويدع التاريخ يأخذ مجراه. لقد كان يشعر بأنه مرغم على الاقناع، واستخدام ما يتوفر له من معلومات وأخبار كأدلة على أن نظرته الى العالم هي الأكثر عمقا.

إن الواقع يقودنا الى مسألة أساسية: يجري تدريس ماركس، اليوم، كمفكر اقتصادي ومفكر سياسي، وكذلك كمؤرخ وفيلسوف. وكل توصيف يتمتع بالحيوية، وكل توصيف هو، أيضا، غير مكتمل. غير أن السجل التاريخي يشير الى حقيقة أخرى: ينبغي التفكير بماركس باعتباره كاتبا محترفا وصحفيا. وليس كتاب ليدبيتر سوى نموذج في هذا السياق. فقد أنجز ماركس، بمساعدة إنجلز، ما يقرب من 500 مقالة لصحيفة (التريبيون)، وهو ما يشكل، تقريبا، سبعة من الأجزاء الخمسين للمؤلفات الكاملة للإثنين. وهذا ما يجعلنا نعتقد أننا أصبحنا أقرب الى فهم أهمية الخطاب في عمل ماركس إذا ما فكرنا به كصحفي.

***********************************************

الصفحة التاسعة

العراق يشارك في البطولة العربية الثانية للأندية 3×3

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة السلة، أمس الأربعاء، موافقته على مشاركة الأندية العراقية في البطولة العربية الثانية للأندية 3×3 لفئتي الرجال والسيدات، التي ستُقام في مصر. وقال رئيس الاتحاد، خالد نجم: "الاتحاد العراقي وافق على مشاركة الأندية الراغبة في البطولة العربية الثانية للأندية 3×3 للرجال والسيدات، بناءً على رغبة الأندية المحلية". وأضاف نجم أن البطولة ستُقام على ملاعب نادي هليوبوليس بالعاصمة المصرية، خلال الفترة من 10 إلى 13 تموز المقبل، بمشاركة واسعة من أندية عربية.

وأوضح أن الاتحاد العراقي أبلغ الأندية الراغبة بالمشاركة بضرورة الالتزام بـ الشروط واللوائح المعتمدة من اللجنة المنظمة، وملء الاستمارة الرسمية الخاصة بالمشاركة.

وأشار إلى أن إقامة البطولة جاءت بتفويض رسمي من الاتحاد العربي لكرة السلة، لتنظيمها على أرض نادي هليوبوليس المصري، ضمن جهود دعم ونشر لعبة 3×3 على المستوى العربي.

************************************************

العراق يتمسك بحلم المونديال من بوابة كوريا الجنوبية

متابعة ـ طريق الشعب

يعوّل مدرب المنتخب العراقي الجديد، غراهام أرنولد، على التحليل الفني من خلال مقاطع الفيديو لتقييم لاعبيه ووضع خطة المواجهة المرتقبة أمام كوريا الجنوبية، في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وسيقود أرنولد المنتخب في أول اختبار رسمي له، اليوم الخميس، على أرضية ملعب البصرة الدولي، دون أن يكون قد خاض أي مباراة ودية أو رسمية منذ تسلمه المهمة، مكتفيًا بتسع حصص تدريبية فقط حتى الآن.

وأكد اللاعب الدولي السابق أحمد خضير في تصريحات صحفية أن مواجهة كوريا الجنوبية "ستكون الأصعب"، مشيرًا إلى أن المنتخب الكوري يُعد من نخبة فرق آسيا، ويملك الأفضلية الفنية والتاريخية.

وقال خضير: "المنتخب الكوري يتمتع بقوة فنية كبيرة، والأرقام تقف إلى جانبه، لكن رغم ذلك فإن منتخبنا العراقي قادر على تحقيق نتيجة إيجابية، وربما الفوز، خاصةً مع دعم الأرض والجمهور".

وأضاف: "المدرب أرنولد لن يتبع نفس أسلوب المدرب السابق خيسوس كاساس، بل اعتمد خلال الفترة الماضية على دراسة مقاطع الفيديو لتحليل أداء اللاعبين ومباريات المنتخب السابقة، مما ساعده على فهم الوضع واختصار الوقت والجهد".

وتابع خضير: "أتوقع أن نرى منتخبًا عراقيًا مختلفًا في الشكل والأداء. الإرادة موجودة، والحافز كبير، والدعم الجماهيري لا حدود له، من أعلى مستويات الدولة إلى أصغر مشجع. اللاعبون يدافعون عن حلم شعب يتجاوز عدده 45 مليون نسمة، وهذا وحده يكفي لدفعهم لتقديم الأفضل".

من جانب آخر، عقدت اللجنة التنظيمية للمباراة اجتماعًا فنيًا موسّعًا ناقشت فيه الجوانب الإدارية، اللوجستية، الإعلامية، والتنظيمية لضمان نجاح اللقاء المرتقب.

وذكر بيان لاتحاد الكرة أن الاجتماع أكد على العمل الجماعي لإنجاح المناسبة، خصوصًا أن ملعب المدينة الرياضية في البصرة أثبت سابقًا قدرته على احتضان الفعاليات الكبرى.

وقال النائب الأول لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم: "هذه المباراة مهمة للغاية، ونملك كل مقومات النجاح، والبصرة اعتادت أن تكون وجهة مشرفة للرياضة العراقية".

من جانبه، شدد عضو الاتحاد غالب الزاملي على أهمية الالتزام بمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم، مؤكدًا أن العراق بات يمتلك القدرة على تنظيم واستضافة البطولات الدولية، ما يعزز من ضرورة العمل المشترك لإخراج المباراة بأبهى صورة.

من المتوقع أن يشهد ملعب البصرة الدولي حضورًا جماهيريًا ضخمًا يصل إلى 65 ألف مشجع، وهو ما سيشكل دفعة معنوية قوية للاعبي "أسود الرافدين" في المواجهة المصيرية ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية.

***************************************************

لاعبو القوة الجوية يُضربون عن التدريبات احتجاجاً على تأخر مستحقاتهم المالية

متابعة ـ طريق الشعب

أكّد لاعبو نادي القوة الجوية، مقاطعتهم للتدريبات احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم المالية، مشددين على عدم العودة إلى الوحدات التدريبية ما لم يتم تسديد المستحقات المتأخرة.

وقال لاعب الفريق محمد سامي: "لقد أضرب لاعبو القوة الجوية عن التدريب بسبب عدم استلام مستحقاتهم المالية، ولن يحضروا إلى الوحدات التدريبية ما لم تسدد الإدارة ما بذمتها".

وأضاف سامي: "في حال استمرار التأخير، سنواصل المقاطعة، خاصة أن الغالبية منّا يعتمدون على هذه المبالغ كمصدر أساسي للمعيشة وإعالة عوائلهم".

وأوضح أن هذا التوقف سيؤثر سلباً على الجاهزية الفنية للفريق، خصوصاً مع اقتراب موعد مباراة مهمة ضمن بطولة كأس العراق، التي يسعى النادي للتتويج بلقبها هذا الموسم.

وأشار سامي إلى أن عضو إدارة النادي، حمادي أحمد، اجتمع باللاعبين ووعد بصرف المستحقات في أقرب وقت ممكن، في حال وصول الأموال إلى خزينة النادي قريباً.

وفي تطور آخر، قدّم مدرب الفريق علي عبد الجبار اعتذاره عن مواصلة المهمة الفنية مع القوة الجوية، احتجاجاً على عدم تسديد مستحقات اللاعبين، في خطوة تعكس عمق الأزمة المالية التي يمر بها النادي.

***********************************************

مانشستر سيتي يقترب من حسم صفقة ريان شرقي

لندن – وكالات

قطع مانشستر سيتي خطوة مهمة نحو التعاقد مع ريان شرقي، نجم أولمبيك ليون الفرنسي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، في إطار سعيه لتعزيز خط الوسط الهجومي.

وكشف الصحفي الإيطالي الشهير فابريزيو رومانو، المتخصص في أخبار الانتقالات، عبر حسابه على منصة "إكس"، اليوم الأربعاء، أن مانشستر سيتي توصل لاتفاق كامل مع شرقي بشأن الشروط الشخصية للعقد، مشيرًا إلى أن "العرض الرسمي للنادي الفرنسي قادم قريبًا".

وأضاف رومانو أن السيتي يستعد لتقديم العرض بعد إتمام صفقة تيجاني ريندرز من ميلان، مؤكدًا أن إدارة النادي الإنجليزي تسعى لتسريع المفاوضات مع ليون لحسم الصفقة قبل دخول أطراف أخرى على الخط.

وأشار إلى أن ريان شرقي يُعد أحد الأهداف الرئيسية للسيتي لشغل مركز صانع الألعاب، في ظل خطة التحديث التي ينفذها المدرب بيب غوارديولا، استعدادًا للموسم الجديد.

كما لفت رومانو إلى أن مانشستر سيتي يضع أيضًا ريان آيت نوري، نجم وولفرهامبتون، على قائمة اهتماماته لتدعيم مركز الظهير الأيسر.

يُذكر أن ريان شرقي كان هدفًا محتملًا أيضًا لنادي ليفربول، إلا أن المفاوضات مع مانشستر سيتي تبدو الآن في مرحلة متقدمة.

****************************************************

فيرتز يقترب من ليفربول بعد رفض عرض بايرن ميونيخ

ليفربول – وكالات

كشفت تقارير صحفية ألمانية تفاصيل جديدة بشأن قرار نجم باير ليفركوزن، فلوريان فيرتز، برفض عرض بايرن ميونيخ واقترابه من الانضمام إلى ليفربول خلال سوق الانتقالات الصيفي الحالي.

وذكرت صحيفة "سبورت بيلد" أن فيرتز لم يتخذ قراره بناءً على الاعتبارات المالية، بل بسبب الطموحات الرياضية وخطط التطوير الفني التي عرضها عليه نادي ليفربول. وبحسب التقرير، فإن اللاعب كان بإمكانه كسب راتب أعلى في بايرن ميونيخ مقارنة بما سيحصل عليه في "أنفيلد رود".

وبينما يحتفظ النجم محمد صلاح بمكانته كأعلى اللاعبين أجرًا في ليفربول براتب يتراوح بين 23 و25 مليون يورو سنويًا، سيتقاضى فيرتز وفقًا للعقد الجديد ما بين 20 و22 مليون يورو سنويًا، حسب الأداء والنجاحات التي يحققها مع الفريق.

العامل الحاسم في انتقال فيرتز كان اللقاء المبكر الذي جمعه في اذار مع المدرب الهولندي آرني سلوت، والذي قدّم له رؤية تكتيكية واضحة وخطة مهنية مثيرة للإعجاب. ويُقال إن هذا اللقاء ترك أثرًا دائمًا في نفس اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا.

في المقابل، ركز بايرن ميونيخ على التفاوض مع والد اللاعب ومستشاره، هانز فيرتز، ويُعتقد أن النادي البافاري استخف بقدرة اللاعب نفسه على اتخاذ القرار، ما أدى إلى إخفاق في إقناعه بالانضمام للنادي رغم محاولة المدرب فينسنت كومباني التواصل معه في 18 مايو، دون نجاح يُذكر.

وتستمر المفاوضات بين ليفربول وباير ليفركوزن منذ أيام، حيث رفض النادي الألماني عرضين حتى الآن، لكنه يطالب بمبلغ 150 مليون يورو كقيمة للصفقة، فيما تُشير التقارير إلى إمكانية التوصل لاتفاق نهائي بقيمة لا تقل عن 135 مليون يورو شاملة المكافآت، ما قد يجعل من فيرتز أغلى لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

يُذكر أن فيرتز لا يزال مرتبطًا بعقد مع ليفركوزن حتى عام 2027، ويشارك حاليًا مع المنتخب الألماني في دوري الأمم الأوروبية، حيث يستعد لخوض مواجهة قوية أمام البرتغال مساء الأربعاء في ميونيخ.

*******************************************************

وقفة رياضية.. كل الحب والدعم لأسود الرافدين

منعم جابر

نقولها لأحبتنا من القلب: لكم كل الحب والدعم والتشجيع، يا أبناء العراق الغيارى، وأنتم تخوضون منافساتكم الحاسمة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي ستُقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

إذ ستواجهون المنتخب الكوري الجنوبي في البصرة، والمنتخب الأردني في عمّان، وهاتان المباراتان حاسمتان، وبفوزنا فيهما يكون تأهلنا إلى النهائيات شبه مضمون.

ولعل الأهم في هذه المرحلة هو خطف العلامة الكاملة، وهو هدف مهم وقابل للتحقيق، نظرًا لما يتمتع به لاعبونا من قدرات عالية، وإمكانات متطورة، وحماسة واندفاع كبيرين.

لقد قدّم أبطالنا، أسود الرافدين، أجمل وأروع الإبداعات والنتائج في التصفيات الأولية للقارة الآسيوية، ونجحوا في تحقيق العلامة الكاملة، وقدموا مستويات ونتائج نعتز ونفخر بها نحن أبناء العراق، خصوصًا في الفترة الأولى تحت قيادة المدرب الإسباني.

لكن، وبسبب عدم استقراره على تشكيلة ثابتة وكثرة التغييرات والتبديلات التي أجراها، حصل تذبذب واضح في الأداء والنتائج.

واليوم، نخوض تجربة جديدة مع المدرب الأسترالي غراهام أرنولد، الذي يمتلك سجلًا جيدًا وخبرة طويلة، وكان قد تولى تدريب منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم مرتين، في بطولتي 2018 و2022.

نأمل أن يكون مدربًا مجتهدًا ومتمكنًا من أصول الكرة الآسيوية وخفاياها، ما يسهّل عليه مهمته في قيادة فريقنا الوطني، ويمنحه القدرة على تحقيق أفضل النتائج في هاتين المباراتين الحاسمتين.

وهذا يتطلب منا – كإعلام وصحافة وجماهير، ومؤسسات رسمية وشعبية – أن نقدم له كل الدعم والمؤازرة والإسناد في مهمته الجديدة، خاصة أن كرة القدم تجري في عروق أبناء هذا الشعب، وأن تحقيق آمال الجماهير العاشقة لهذه اللعبة بالتأهل إلى كأس العالم، هو أسمى وأغلى الأماني.

ونحن نخوض هذه المنافسات الحاسمة، أوجّه حديثي لأحبتي وزملائي العاملين في المؤسسات الرياضية، لا سيما في الإعلام الرياضي: دعونا نتعاون، ونرتقِ فوق خلافاتنا ومصالحنا الشخصية، من أجل تجاوز هذا الامتحان الصعب والمصيري.

************************************************************

ملعب البصرة الدولي مؤهل لاستحداث منظومة تبريد

متابعة ـ طريق الشعب

أكد مدير مدينة البصرة الرياضية، لطفي الجزائري، أن ملعب البصرة الدولي يتمتع ببنية تحتية وتصميم هندسي يتيح إمكانية استحداث منظومة تبريد متطورة، مشابهة لتلك التي استخدمت في ملاعب كأس العالم في قطر 2022.

وقال الجزائري إن "تصميم ملعب جذع النخلة يتيح تنفيذ العديد من التحديثات الفنية، وفي مقدمتها إمكانية إضافة منظومة تبريد متكاملة".

وأوضح أن "تنفيذ المشروع يتطلب تغييرًا شاملاً في نظام الكهرباء داخل الملعب، إضافة إلى تجهيز وحدات التكييف وتحديد مواقع أجهزة الطرد الخاصة بالمنظومة".

وبيّن الجزائري أن فكرة التبريد ليست جديدة، بل "طُرحت قبل انطلاق بطولة خليجي 25 في البصرة، حيث قدمت إحدى الشركات المنفذة لمنظومات التبريد في ملاعب قطر دراسة متكاملة، لكن التكلفة العالية حالت دون تنفيذ المشروع آنذاك".

وأشار إلى أن "إعادة طرح المشروع أمام شركات أخرى تقدم حلولًا أقل كلفة قد يفتح الباب أمام تحويل ملعب البصرة إلى أحد الملاعب المكيفة في المنطقة، ما يعزز قدرته على استضافة بطولات قارية كبرى مستقبلاً".

************************************************

الصفحة العاشرة

أين اختفى جمهور أم كلثوم؟ مقاربة سوسيولوجية 

أمين الزاوي

أين اختفى ذاك الجمهور البديع الذي كان يحضر حفلات أم كلثوم؟ لماذا تبدد وذاب كقطعة ثلج؟ ما أسباب الخراب الذي لحق بالطبقة الوسطى وبالذوق الرفيع وبالتعايش الكبير؟

نستعيد بعضاً من ذاك الزمن النادر المتميز كلما جلسنا أمام جهاز التلفزيون للاستماع إلى أغنية من أرشيف أم كلثوم الفني المرئي، بالأبيض والأسود.

مرات عدة، يسرقني الجمهور الحاضر في جلسته الحضارية أكثر مما تشدني الأغنية بجمالياتها العالية. نعم جمهور أم كلثوم فرجة ثانية وأساسية تضاف إلى فرجة الأداء الفني الاستثنائي للسيدة أم كلثوم.

لست موسيقياً لأتحدث عن فن أم كلثوم، ولكني سأحاول أن أقرأ سوسيولوجياً وسيميائياً هذا الجمهور الحاضر لسهراتها وكأنه يحضر لصلاة صادقة لا سياسية مظهرية.

يقدم لنا جمهور أم كلثوم، وبصدق تاريخي، وبعفوية شعرية عالية، صورة واضحة عن قوة الحضور الذي كانت تمثله الطبقة الوسطى في المجتمع المصري خلال الخمسينيات والستينيات، مما ينطبق إلى حد ما على شعوب بلاد الشام وشمال أفريقيا، تلك الطبقة التي يعول عليها تاريخياً في قيادة التحول وفي الحفاظ على التماسك الاجتماعي، وفي حماية الذوق العام وفي حراسة ودعم الإنتاج الثقافي والإبداعي والوقوف إلى جانب المثقفين والمبدعين بكل تنوعاتهم واختلافاتهم التي تدفع نحو التقدم والعصرنة والمراجعات والأسئلة الجريئة.

وأتأمل تفاصيل صالة الحفل المليئة بجمهور، بوجوه مبتسمة وملامح عميقة مستبشرة وبحركات وإيماءات تراوح ما بين التحفظ والانطلاق والحرية، جمهور مشدود إلى صوت أم كلثوم ووقفتها، مشدود إليها بحبل روحي من جنون أو صلاة، وأمام هذه الصورة الخالدة تتولد، لمن يعود لهذا الأرشيف الفني المرئي، متعتان الأولى تحققها أم كلثوم وهي تتألق كعادتها وكما في كل أغانيها، والمتعة الثانية هي في هذا الجمهور الذي يحضر حضوراً استثنائياً في فضاء عمومي وبتركيبة بشرية قد لا تتكرر.

أول ما يثيرنا سوسيولوجياً في تركيبة هذا الجمهور، هو الاختلاط، فالقاعة تكاد تكون متساوية من حيث حضور الجنسين، الرجال والنساء، والمقاعد متقاربة والجالسون متقاطعون، لا يوجد مربع للنساء ومربع للرجال كما يحدث اليوم في بعض البلدان، وهذا الاختلاط يعكس مستوى من النضج الحضاري والأخلاقي، فالجميع يستمتع بلحظة فنية تقدمها له السيدة أم كلثوم، وهو يشترك مع الذي أو التي تجلس إلى جواره في هذه الفرجة الفنية من دون اعتبار لأمور أخرى هي من هوس المرضى جنسياً.

وتعكس هذه الصورة بصدق، بهذا الاختلاط والجلوس المتقاطع كثيراً من النبل الإنساني والأخلاق العالية وتحرر الرجل الشرقي من هوس الجنس والمرأة المتاع.

وهذا الحضور المختلط يؤكد أن هذه الطبقة الوسطى كانت في الفترة ما بين الخمسينيات والستينيات، تحمل مشروعاً معاصراً للحياة تبدو فيه المرأة عنصراً حاسماً، ويمثل حضور المرأة بكل أنوثتها واحترامها في هذا الفضاء العام أو العمومي مؤشراً إلى علاقة سليمة وناضجة بين الرجل والمرأة في الطبقة الوسطى التي هي المعول عليها في كل تغيير اجتماعي أو سياسي إيجابي.

ما يثير أيضاً، من الناحية السيميائية الدلالية، والذي يكمن في جملة من العناصر المكونة لصورة جمهور أم كلثوم، خلال الخمسينيات والستينيات، هو نوع الهندام، الرجالي والنسائي على حد سواء، فلباس الرجال يكاد يكون موحداً، طقم أسود وقميص أبيض وربطة عنق، لباس لا يعكس الثراء ولكن يرمز إلى الذوق الجمالي وإلى احترام المقام واحترام وتقدير الشريك في هذا المقام، وهذا الهندام هو سمة خارجية تحيل على مضمون اجتماعي طبقي وثقافي أيضاً، وحين ندقق النظر في دلالات هندام المرأة في جمهور أم كلثوم، سنجده يعكس العفة في المعاصرة والحشمة في الحداثة أو بدايتها، فالمرأة خلال الخمسينيات والستينيات كانت تخرج إلى الفضاء العام أو العمومي مدججة بثقتها بنفسها وبأخلاقها وبثقافتها، مما يجعل اللباس يتراجع من ناحية شكله وطبيعته، بمعنى آخر المرأة في الفضاء العام كانت محتمية بثقافتها وأخلاقها وثقتها بنفسها وليس بعباءتها أو خمارها. لذلك لا نجد هناك أي حرج في عيون المرأة من جمهور أم كلثوم صادر عن لباسها، قصيراً كان أو طويلاً.

اليوم تقاس عفة المرأة بطول فستانها وبلون خمارها وبحذائها الرياضي!

وكانت عفة المرأة تكمن في شخصيتها وفي فكرها لا في لباسها كما هو اليوم، إذ قلّت الأخلاق وضاعت الحشمة في مجتمع قائم على التستر بلباس، رجالي ونسائي، تستر مظهري يريد أن يخادع ويخدع.

وتجاوب الجمهور بنسائه ورجاله مع أداء السيدة أم كلثوم يكاد يكون فردياً، يعكس الحرية الفردية في ارتشاف لحظة المتعة الفنية، فالجميع معلق في صوت أم كلثوم بصورة فردية حرة، وهذا التعلق فيه كثير من النبل والحضارة والحرية، بعيداً من الهرج والتهريج والصخب، وهو مؤشر على سلطة الذوق العام الذي كانت تتمتع به الطبقة الوسطى برجالها ونسائها.

القاعة بنسائها ورجالها غاصة، وبعضهم وقوف، ولا وجود لحرس ولا لبوليس ولا لعسكري، ومع ذلك كل شيء منظم وكل شيء مهندم، لا فوضى ولا اعتداءات ولا تحرش بالنساء، مما يؤكد أن الطبقة الوسطى هي القادرة على حمل مشروع التغيير الإيجابي.

نعود اليوم لأرشيف أم كلثوم المرئي، لا لنستمتع بأغانيها فقط، ولكن لنقرأ هذا المجتمع من خلال طبقته الوسطى التي كانت تتكئ على مشروع النهضة العربية الأولى التي قادتها طبقة من المثقفين المتنورين الذين كانت عينهم على الغرب من جهة، وعلى تراثهم من جهة ثانية، إذ كانوا يدركون بأن ليس هناك تقدم نحو المعاصرة وامتلاك الثروة الإنسانية في العلوم والطب والعمران والمؤسسات والنظم السياسية من دون تفكيك ألغام الماضي الذي يريد أن يسرق الحاضر والمستقبل من الإنسان العربي.

وهذا الحضور بنسائه ورجاله، ومعظمهم هم أزواج، أي العائلة، بكل أناقته ومدنيته، يشير إلى مرحلة الحلم الذي كانت تحمله الطبقة الوسطى والمؤطر بأفكار النهضة التنويرية قبل أن تنهزم أمام الصحوة الإسلامية التي قضت على مشروع المعاصرة ونصبت السلفية الماضوية بكل أنواعها الجهادية والعسكرية والفكرية والسياسية رقيباً على المجتمع، مما أدى إلى اغتيال الطبقة الوسطى وتفكيكها، بالتالي انهيار الحلم من جهة، وسيادة الانتحار والأحزمة الناسفة وشيطنة المرأة والخوف من الآخر من جهة ثانية.

وفي لحظة انتصار الصحوة الإسلامية بتنظيماتها السلفية على مشروع النهضة العربية التنويرية اختفى جمهور أم كلثوم في دلالاته السياسية والحضارية والجمالية وظهر جمهور التوجس والتوحش والتحرش.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"إندبندنت عربية" – 22 أيار 2025

**************************************************

الأدباء العرب.. وحيدون على سرير المرض

سعيد منتسب*

وجّه العديد من المثقفين والكتّاب المصريين دعوات بضرورة توفير رعاية طبية عاجلة وشاملة تليق بمكانة الروائي صنع الله إبراهيم الأدبية. غير أن السؤال الذي يفرض نفسه على امتداد المنطقة العربية، هو: هل قدَر الكتّاب والمبدعين أن يمضوا في قلق نحو معركة مواجهة الأمراض والآلام ليموتوا في صمت، خاصة أن أغلبهم يعاني من ضيق ذات اليد؟ وهل مواجهة الموت بصدور عارية هي الامتداد الطبيعي والدائم لحياة الكتّاب العرب بمواجهة التخلف والاستبداد وانحسار الحريات؟

ففي غياب الرعاية الصحية وضيق ذات اليد، يُترك الكثير من الكتّاب والمبدعين العرب عزلاً في المستشفيات العمومية، أو في غرفهم الباردة، أو في يأسهم الكبير، كأن المؤسسات الثقافية القائمة تغتبط حين ينهكهم المرض، وتغيب أصواتهم في حرقة الآلام. ذلك أن أغلب هؤلاء لا يتوفّرون على أي تأمين صحي، ولا على أي حماية اجتماعية تكفّ عنهم عوادي الزمان، خاصة أن "الوظيفة" التي يرتضونها لأنفسهم هي العمل الأدبي والفكري الحر والمستقل عن الدولة، مما يفضي بهم في نهاية المطاف إلى عزلة مزدوجة: عزلة المرض ثم عزلة التهميش. والحال أن الاهتمام بهم هو عمود النور الذي يبدل وحشتهم أملاً. ليس صنع الله إبراهيم إلا مفرداً وسط العدد، إذ لا يُسقى من إناء الاهتمام إلا أهل الحظوة الذين امتهنوا المديح ومالوا إلى صف الجور، بينما يكتشف الكتّاب الذين لا يميلون إلى الانحناء أن كدّهم الفكري أو الأدبي لا يجدي نفعاً في لحظة الاكفهرار الصحي أو الضيق الاجتماعي. فقد كتب المسرحي السوري سعد الله ونوس، ابن قرية حصين البحر القريبة من طرطوس، نصه الأخير "الأيام المخمورة" من على سرير المرض وهو يقاوم السرطان ببسالة، قبل أن ينحني قليلاً إلى الأمام ليطل على الموت في 15 مايو/ أيار 1997، ساكباً على أعتاب الوطن كل دمه، تاركاً خلفه تراثاً مسرحياً عبقرياً وصوتاً يأتي من جهة النبوءة والحلم العربيين.

ولأن المرض أوسع مدى، فإن شاعراً سورياً آخر بقيمة محمد الماغوط انطفأ في عزلة شبه تامة. فرغم أنه القائل: "لا أريد شيئاً، فطول حياتي وأنا أركض ولم أصل إلّا إلى الشيخوخة... أيها النسّاجون: أريد كفناً واسعاً لأحلامي!"، انتهى به المطاف إلى الوقوع في براثن المرض، رهيناً للكرسي المتحرك والعصا، ولقليل من المتع الصغيرة، والكثير الكثير من السخرية العارمة. ثم رحل عن عالمنا بعد ذلك في 3 إبريل/ نيسان 2006، وقد كان عمره عند وفاته 73 عاماً، مخلفاً وراءه العديد من الدواوين الشعرية والمسرحيات، من بينها "الفرح ليس مهنتي"، و"كاسك يا وطن"، و"سأخون وطني"، و"الحدود" (فيلم سينمائي).. إلخ.

وبسبب أنهم معاندون، فإن هؤلاء الكتّاب يفضلون، في جلّ الحالات، الاختباء في آلامهم عوض الاستجداء أو الارتماء في حضن السلطة، وكان هذا مآل الكثيرين، أمثال إبراهيم أصلان (مصر) الذي عاش كريم النفس ورحل دون تغطية صحية كافية. ومحمد زفزاف ومحمد شكري وإدريس الخوري (المغرب) الذين قضوا بعد أن تمكّن السرطان من أجسادهم رغم تمتعهم بالرعاية الملكية؛ والطاهر وطار (الجزائر) الذي صارع السرطان بصمت إلى أن رحل في أغسطس/ آب 2010؛ وعبد الوهاب البياتي (العراق) الذي قال: "نحن من منفى إلى منفى ومن باب لباب/ نذوي كما تذوي الزنابق في التراب/ فقراء، يا وطني نموت وقطارنا أبدًا يفوت"، قبل أن يُسلم الروح في 3 أغسطس/ آب 1999 عن عمر 73 عاماً؛ وشوقي بزيع (لبنان) الذي عانى طويلاً وتحدث كثيراً في مقابلات عديدة عن العزلة القاهرة التي يعيشها المثقّف حين يمرض. وإذا كانت الكتابة فعلاً حراً والتزاماً مسؤولاً، بالدرجة نفسها التي هي "فعل سياسي وأخلاقي بامتياز"، كما يقول سارتر، فإن الامتياز الذي تمنحه للكاتب هو أن يحيا على نحو تجريبي (نيتشه)، حتى وإن كان الثمن هو أن يعيش أقصى حالات العوز. الكتابة ليست امتيازاً اجتماعياً أو مهنياً، ولهذا السبب تحديداً ينبغي أن يتعامل الكاتب مع آلامه ليس بمنطق "الحالة الاجتماعية"، بل بالنظر إلى الواقع العام: هل يعيش في دولة راعية تحترم مبدأ تكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة والمسؤولية العامة تجاه المواطنين غير القادرين على تأمين العلاج، أم في دولة تجعل من تحمّل المواطنين تكاليف التطبيب ضرورة اجتماعية؟ لقد توجهت مجموعة من الدول العربية، ومنها المغرب، نحو اعتماد نظام التغطية الصحية لمزاولي المهن الفنية، وإقرار مجموعة من التدابير الكفيلة بالنهوض بالوضع الاعتباري والاجتماعي للفنان، من قبيل إعادة النظر في مكتب حقوق المؤلفين، وإنشاء التعاضدية الوطنية للفنانين، وتشجيع هؤلاء على الانخراط في نظام التغطية الصحية الإجبارية التي يدبّرها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وهو النظام الذي بالإمكان سحبه على الكتّاب والمبدعين الذين لا يتمتعون بأي تغطية صحية في البلدان العربية، بدل ترك الكاتب تحت رحمة العوز والمرض، في انتظار التفاتة "رسمية" من هذه الجهة أو تلك.

إن العديد من المثقفين والكتّاب والفنانين العرب يشتهون أن ينتهي هذا الوضع إلى غير رجعة، حتى لا يقعوا في الحرج، وحتى لا يتحولوا، رغماً عنهم، إلى "مواطنين أصحاب امتياز". وحسب الكاتب، أن يلقى التشجيع من المؤسسات الثقافية عبر النشر والقراءة وإقامة الندوات واللقاءات الثقافية، بدل تنظيم حفلات التأبين أو الرثاء، أو الاكتفاء بتكريم الراحلين وإطلاق الجوائز والشوارع بأسمائهم.

يحتاج الكاتب العربي إلى إنشاء صناديق دعم صحي وثقافي للكتّاب والفنانين، والدفاع عن حق الرعاية الصحية والاجتماعية للكتّاب والأدباء، فضلاً عن ربط المثقف بمؤسسات ثقافية أو إعلامية (مثل الصحف والمجلات) تضمن له الأمان في شيخوخته. كما ينبغي إدماج الملف الصحي للمبدع ضمن مسؤوليات وزارات الثقافة أو النقابات أو التعاضديات، ذلك أن الكاتب ليس صوتاً عابراً، بل ضمير أمة، والقائم على حراسة وتطوير تراثها اللامادي. ولذلك، فإن تعريضه لجموح الأمراض والفيروسات والآلام دون أي اهتمام، يُعتبر إهانة للذات العربية في أسمى درجات تعبيراتها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتب وشاعر من المغرب

"العربي الجديد" – 21 أيار 2025

*****************************************************

مهمة المترجم لفالتر بنيامين

هذا الكتاب، الصادر، مؤخرا، عن دار مؤسسة الزبير في الأردن، هو ترجمة لمقالة الفيلسوف الألماني والناقد والمؤرخ فالتر بنيامين التي كتبها عام 1921، واتخذت صدى واسعا وترجمت مرارا إلى لغات عدة، واعتبرت نصا تأسيسيا أو أحد النصوص التأسيسية الكبرى في الترجمة. والكتاب من ترجمة د. أحمد بوحسن.

يرى فالتر بنيامين أن مهمة المترجم تكمن في العثور على التأثير المقصود الخاص في اللغة، الهدف المترجم إليها التي يظهر فيها صدى اللغة الأصل. وهذا هو مظهر الترجمة الذي يميزها أساسا عن عمل الشاعر، لأن قصد هذا الأخير لا يتجه في جملته نحو اللغة في حد ذاتها، لكنه يتجه مباشرة نحو المظاهر السياقية اللسانية الخاصة. فالترجمة لا تجد نفسها داخل الغابة الجبلية للغة، كما يفعل الشعر، بل خارجها، أي في مواجهتها دون أن تدخل إليها، في المكان الوحيد الذي ترجع فيه صدى اللغة كل مرة، صدى العمل الأدبي في اللغة الغريبة.

إن قصد الشاعر عفوي، أولي، وجلي، بينما قصد المترجم استنباطي، نهائي وغني بالمعاني. ذلك أن الحافز الأكبر إلى إدماج لغات عدة في لغة واحدة حقة هو الذي يحرك عملها. هذه اللغة هي تلك التي لا تتواصل فيها أبدا الجمل المستقلة، والأعمال الأدبية والأحكام النقدية، لأنها تبقى مستقلة عن الترجمة، ولكن هذه اللغات نفسها تكون داخل الترجمة متكاملة ومتصالحة في معانيها، بل وتتقارب كلها. فإذا كان هناك شيء مثل لغة الحقيقة، يمثل ذخيرة للأسرار النهائية، غير متوترة وصامتة، يسعى إليها كل فكر، فإن لغة الحقيقة هذه هي اللغة الحقة. وهذه اللغة بالذات، التي يكمن كمالها الوحيد في وصفها وقدرة تنبوئها التي يطمح إليها الفيلسوف، تكون مختفية بدقة متناهية في الترجمة.

ويرى الفيلسوف أن هذه الترجمات ليست خالية من الذوق الفني مثلما يدعي بعض الفنانين العاطفيين، إذ تتسم بالإبداع الفلسفي الذي يسعى إلى لغة تتجلى فيها الترجمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة "المجلة" – 13 أيار 2025

غلاف كتاب "مهمة المترجم"

الجدير بالذكر أن المترجم أ. د. أحمد بوحسن استند في ترجمته عن اللغة الألمانية الأصلية إلى ترجمة النص إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وبالتالي يكون ترجم النص عن اللغات الثلاث، نظرا لأهميته من جهة، وصعوبته من جهة أخرى، ودقته من جهة ثالثة.

ويقول الناشر إنه نشر الكتاب إيمانا بأهمية العامل الثقافي في التنمية والرقي بالأفراد والشعوب، بل إن هذا العامل يشكل الأساس الذي لا غنى عنه في توعية المجتمعات وتقدمها.

*******************************************************

بروس سبرينغستين يعلنها حرباً على ترامب

أصدر مغني الروك الأميركي الشهير بروس سبرينغستين أول من أمس ألبوماً مصغراً بعنوان Land of hope and dreams (أي «أرض الأمل والأحلام») يتضمن رسالته ضد إدارة الرئيس دونالد ترامب «الفاسدة»، ما دفع ترامب إلى الرد عليه بعنف قبل أيام. ويشمل «لاند أوف هوب أند دريمز» الذي بدأت بتوفيره منصات البث التدفقي أربع أغنيات حية سُجّلت خلال حفلة في مدينة مانشستر البريطانية في 14 أيار (مايو)، أُرفِق بعضها بالخطاب السياسي جداً للمغني اليساري. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن سبرينغستين قوله: «أميركا التي أحبها، أميركا التي كتبت عنها، مصدر الأمل والحرية منذ 250 عاماً، أصبحت الآن في أيدي حكومة فاسدة وخائنة»، داعياً جمهوره إلى «رفع الصوت ضد الاستبداد من أجل تمكين الحرية من الانتصار».

وأضاف: «في أميركا، يضطهدون أناساً بسبب ممارستهم حقهم في حرية التعبير ولأنهم يعبّرون عن اختلافهم»، في إشارة ربما إلى الناشطين في الحركة المؤيدة للفلسطينيين في «جامعة كولومبيا»، وخصوصاً محمود خليل المعتقل منذ أكثر من شهرين. ودفعت مواقف سبرينغستين على المسرح الرئيس ترامب إلى وصفه الجمعة بـ«الأحمق».

وكتب الرئيس الجمهوري على موقعه للتواصل الاجتماعي «تروث سوشل»: «أرى أن بروس سبرينغستين المبالَغ في تقديره ذهب إلى بلد أجنبي ليتحدث بالسوء عن رئيس الولايات المتحدة»، مضيفاً أن من وصفه بـ«هذه الخوخة المجففة» (أي سبرينغستين) يجب أن يصمت». وبالإضافة إلى سبرينغستين، حمَل ترامب على مغنيات نجمات مثل بيونسيه وتايلور سويفت اللتين دعتا إلى التصويت للديموقراطيين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الأخبار" اللبنانية – 23 أيار 2025

*****************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- المأزق الاقتصادي للعراق/ تحرير كامل عباس مهدي، ترجمة سعد الحسني. اصدار: دار المأمون في وزارة الثقافة – بغداد. يقول محرر الكتاب في مقدمته: " تعود فصول الكتاب الى التسعينيات، قدمت ابحاثه الى جامعة اكستر البريطانية عام 1997" ويضيف: " الاحتلال جاء بمشروع تغيير اقتصادي جذري، ورافقه باشاعة الفوضى واباحة المال العام والتنكيل بالجهاز الإداري المهني واقحام جيش من المستشارين الأجانب في مجالات الاقتصاد والإدارة، وكان فرض الانفتاح التجاري بشكل عشوائي تحت أوضاع مالية ونقدية جديدة مربكا للنشاطات التجارية".

- عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق، صدر مؤخراً كتابان جديدان هما:

* في ميزان النقد/ للناقد د. شجاع مسلم العاني.

* قافز الموانع/ رواية سلام حربة.

**************************************************

عن الأدب القوطي الحديث.. تصاعد السرديات الكارثية في الثقافة الشعبية.. لماذا؟

ترجمة: جودت جالي

وصف كارل ماركس رأس المال بأنه " تراكم هائل للسلع" مثل "مصاص الدماء يعيش فقط بمص دم العمل الحي"، وقد ذكرت هذا الوصف إيميلي هورتن في كتابها (القوطية البريطانية في القرن الحادي والعشرين)، وروبيرت تالي جونيور في (أدب الخوف القصصي)، وكلاهما لاحظا كيف أن الوحوش القوطية الإيقونية مثل دراكولا وفرانكشتاين قد تحولت الى أشكال جديدة من الزومبيات ومصاصي الدماء في أدب الرعب الحديث. يشير تالي الى أن " مرحلة العولمة.. في وحشيتها وتراكميتها تخلق مرحلة ديستوبية من الوحوش".

يركز كتاب هورتن على المظاهر القوطية في الروايات البريطانية والخيال القصصي المطبوع خلال السنوات الأربع والعشرين الماضية، فيما تظهر القوطية، كما تذكرنا المؤلفة، سياسية دائما في تحولاتها فيما بعد 2020 بحيث أنها تؤكد بنماذجها أن لهذا النوع الادبي " أهمية جوهرية كنمط معاصر للنقد الإجتما-سياسي". لهذا فإن تطوره المسجل منذ " قوطية ما بعد 11 أيلول" بكتاب بات باركر (رؤية مزدوجة) 2003  الذي تخيم عليه معاناة الكارثة، و روايات بات مكغراث القصيرة عن التاريخ الأميركي (مدينة أشباح) 2005 ، الى " قوطية وبائية" تتميز بالمخاوف من الفايروسات والمستنسخين والتلوث في كتابات كازوو إيشيغورا و م. ر. كاري، وأخيرا " قوطية ندية" بمجموعة ديزي جونسن الخارقة للطبيعة (فين) 2016 من مصاصات الدماء والمتحولات والمخلوقات البحرية، والكتاب الجزري والفضائي (فولك) 2018 لزوي جيلبيرت، وكتاب الرعب البحري (زوجاتنا تحت البحر) 2022 لجوليا آرمفيلد.

يستقصي في هذه الأثناء فصل هورتن (القوطية التحررية) قصصا ترتكز على الجنوب الأسيوي والشرق الأوسط والمجتمعات العربية والإسلامية التي شكلت " هدفا للسرديات التهديدية الغربية بعد 9 أيلول" وتحلل تحليلا ناجحا رواية تاش أو (مصنع الحرير الايقاعي) 2005 التي تدور أحداثها في ماليزيا المحكومة بريطانيا في الأربعينيات من القرن الماضي، وبورتريه نديم اسلام لأفغانستان المعاصرة ( عشية العيد المضيعة) 2008 . إن الإرث البريطاني الأدبي للقوطية والماضي الاستعماري للبلد يجتمعان بقوة في كتاب هيلين أويمي (الأبيض للسحر) 2009 الذي تدور أحداثه في دوفر في القرن الحالي. إن حكاية مصاص الدماء هذه تحول (دراكولا) ستوكر لمواجهة مسائل العنصرية ورهاب الأجانب من خلال أفعال الشخصية الحساسة الشريرة، أما بخصوص (الخروج البريطاني القوطي من الاتحاد الأوربي) فتتناول خطابات قوطية رئيسية لشيطنة مهاجرين رومانيين.

يصف تالي في (أدب الخوف القصصي) صعود السرديات الكوارثية في الثقافة الشعبية خلال العقود الماضية، و " كنوع من التتمة" فإن المؤلف نفسه في (اليوتوبيا في عصر العولمة) 2013 يستكشف " ما يبدو شكلا من التحول المرحلي من الطوباوية المهيمنة الى كوارثية ما بعد الحداثة" رابطا إياه بأحوال القلق العالمي الحالية وهو يقول :" لا يبدو فقط أن هناك مخزونا من الوحوش غير محدود لتهديدنا في لحظتنا الحالية بل أن التراكم للأشياء المخيفة يتصاعد بوتيرة منذرة".

يبدأ تالي بمسح تاريخي لقرن من أدب الكوارث بادئا من رواية إفغيني زامياتين (نحن) 1921 عن سقوط اليوتوبيا المتعية مارا ﺒـ(عالم جديد شجاع) 1932 لألدوس هكسلي، والنظام الإستبدادي في (1984) لجورج أرويل وصولا الى التفاؤلية القلقة ما بعد الحرب الباردة. يضع تالي فنطازيا نيل جيمان السوداء في (آلهة أميركية) 2001 إزاء خلفية التجارة الحرة الموعودة لأميركا الشمالية، وبآلهته التحت أرضية المهاجرة يمسرح كتاب جيمان حالات القلق في الولايات المتحدة.

ربما تبلغ هذه المقالة ذروتها عندما تصل الى الوحوش في شكلهم المعاصر فتأخذ القراء في جولة بين البعابع الحقيقيين والمجازيين للأربعين سنة الماضية، معاينا المهرجين الأشرار لأفلام الرعب وروايات ستيفن كنغ مثل (هي) في حقبة الرئيس ريغان حيث يلاحظ تالي بأن " مفترسا وحشيا من عالم آخر يتجسد بشكل مهرج راقص لفترة حاكم يبدو " مؤنسا وديعا محبوبا"، ويؤكد بأنه مؤخرا يرسم فيلم الإثارة (قطار الى بوسان) 2016 و (آخرنا) 2023 أمواتا زومبيين كمعارضة بروليتارية لطبقات مصاصي الدماء الرأسمالية ويقول :" هذه الوحوش التقليدية يمكن أن تتخذ أشكالا جديدة، وتبقى رسالاتها ملحة كما هي دائما".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

21st century british gothic, Emily Horton.

The fiction of dead, Robert Tally.    

*الادب القوطي/ ادب يتناول الجوانب المظلمة والتي تثير الفوبيا لدى المتلقي وقد انتشر في القرن 18 في اوربا.

*************************************************

قصة قصيرة.. عابر سبيل

كامل الدلفي

ليس كغيره من الذين  يمرون في المقهى الشرقي، يعتاشون على الاستجداء من  روادها ، وعلى ما يجود به عليهم المارة في الشارع العمومي، يفترشون مساحات صغيرة أمام المقهى يتلقون الصدقات والمعونات والعطف والحنو.  هو لم يكن منهم ، ولم يكن له شيء من مزاياهم. و القول الشائع عنه، الذي قال به  أحد رواد المقهى في يوم وصوله الى المكان،  بأنه "متسول نازك" هو قول عارٍ عن الصحة، لا يرتكز على أساس رصين.  كذبة صدّقها قليل من زبائن المقهى،  ثم تلاشت الى النسيان. وجوده المستمر  بينهم فكك الانطباع الأولي عنه وأزاله إلى الأبد.  و أظهر له مزايا طيبة كثيرة وجدها فيه الزبائن ، فضلا عن هدوئه واناقة ملابسه الجذابة.  ثيابه نظيفة تلمع لجدتها،  مكوية دائما  وحديثة الموديل بما يناسب سنه.  لم يتقبل صدقة أو يفترش الأرض مع قطيع المتسولين. في كل مرة  يدخل المقهى،  يفعل ذلك بكبرياء وعزة نفس تُنبه الجميع  الى أنه على رفعة ووقار. اعتاد الجلوس في زاوية  واحدة من المقهى،  و حتى أن قوة هذه العادة خصصت المكان له، فلايجلس فيه أحد سواه.  بدا  منشغلا عن حركة الزبائن و صراخهم  المتعالي في صراعات الدومينو وضرب أقراصها على مناضد الخشب بقوة فارطة.  كأنه  لم يكن بينهم، بل في موجة تخيلٍ تأخذه بعيداً عن المكان، سارحًا  به عن دوران الأرض حول الشمس أيضا.  بدا وكأنه مُركِّز انتباهه في نقطة ما  خارج المدارات المألوفة  لدى غيره،  وليست مرئية عندهم.  منذ حلّ بينهم لم يسمع أحد له صوتاً، أو كلمة في أي موقف، أو مناسبة ،أو التباس، أو حدث طارىء . أمتص  بهدوئه  صخب المقهى والشارع، والعالم . ظنّ الزبائن أنه أخرس أو أصم،  لأنه يتغاضى مطلقا عن كلام الٱخرين معه أو عنه ، ولا يأبه لتعليقاتهم .  

الصحفي (س)، من رواد المقهى الشرقي البارزين، يختلف بايقاعه عن البقية، يتمتع بثقل نوعي مميز عن بقية الرواد، و يشعر بذلك الجميع. كما أن له حضوة عند صاحب المقهى لتأثيراته الملموسة على تقدم مستوى وسمعة المقهى،  لما يستقدمه إليها من زبائن  رفيعي الطراز   وأسماء بارزة  في عالم الثقافة والسياسة والاعلام و رجال السلطة والمسؤولين وضباط الشرطة والأمن . بحكم صداقة بينه وبينهم وحاجة كل طرف الى آخر في عملية تبادل منافع. الصحفي بحاجة الى رجال مؤثرين في مجال عمله،  وهم بحاجة الى صحفي مؤثر لتلافي الفضائح وغض النظر عن أخطاء لا تغتفر.  تميز الصحفي "س" بإجادته للصحافة الاستباقية وبزّ أقرانه فيها حتى أن ما قدمه من تقارير استباقية أحدثت تغييرات واضحة في مجريات الأمور، وكانت حديث الشارع، سيما مأثرته الشهيرة  حين أخرج مجموعة  أبرياء من السجن، وأرسل مجموعة  متورطين بدلاً عنهم.   فهو ضليع في قلب الموازنات الى جانب الحق والعدل. وأسدى خدمات مجانية رحيمة للكثير من زبائن  المقهى وعوائلهم ممن  لهم  متعلقات شائكة في دوائر الدولة.   شهد الصحفي  "س "  اللحظة الاولى لوصول الرجل الغريب الى المقهى، وأثار الغريب فضوله حين لم يجلس في أماكن فارغة عند مقدمة المقهى كما يفعل الغرباء الداخلون إليها لأول مرة، بل مضى يختار زاوية في عمق المقهى ليجلس فيها . ولما رآه في اليوم التالي  يكرر صمته ومحل جلوسه، استبعد مقولة إنه "متسول نازك"  كما قاله بالأمس زبون ساذج.  واشتغل لدى الصحفي "س" عداد الظنون وحسابات  الذاكرة وقال لنفسه مَن عساه يكون؟  هل هو عابر سبيل أصم،  أم متسول، أو  مريض نفسي، أو تاجر مفلس، أو باحث اجتماعي، أو سجين سياسي أكمل محكوميته قريباً، أو متغرب عاد حديثا، أو ...؟

في الأيام  التالية أفرد  الصحفي "س" بعضاً من وقته في المقهى لمتابعة ورصد هذا الكائن الغريب، وتخلص من الهاجس الداخلي الملح الذي يطلب منه أن يترك شأن  الرجل و يتفرغ لشؤونه.  نزل بكامل قناعته الى تطبيقات الخطة،  وتخلى عن تقنيات الصحافة، مهنته الأحب لقلبه، واستخدم ما يتمتع به من دقة نظر وطول نفس ليماثل دور عنصر أمن محترف في ملاحقة، وتتبع خطوات هذا الرجل. ولو أن هذه الخطوة بعثت في داخله موجة ألم عاصف شقت ذاكرته كما ينبعث الكمأ من بين تشققات التربة.  خرج صدى ثقيل ومرّ لزمن كئيب مغلف بعسرة أُزيحت بالكاد عنه يوم وضع تحت رقابة الأمن، ومتابعتهم للتثبت من عدم تورطه بعلاقات مشبوهة بما وراء الحدود.  طرح امارات الذكرى جانبا وقرر ان يمضي  بما عزم عليه.  ألتقط للرجل صورًا  بكاميرته عالية الدقة،  وهو في أوضاع مختلفة، وحرص أن يكون الأمر في غفلة منه. جمع  من الصور ما يكفي لفتح  ألبوم كامل عنه. أخذ يدقق و ينظر إلى تلك الصور في فترة مراجعة المسودات والملاحظات التي  يعد عنها التقارير الصحفية التي يبعثها إلى  الصحف التي  يعمل لحسابها.  ويخرج من قراءة الصور بمعلومات  جديدة  متخيلة عن الرجل الغريب، و تراكمت لديه انطباعات تهيؤه الى مرحلة متطورة في الدخول الى عالم الرجل الغريب. لم يعتقد كبقية الزبائن بأن الرجل الغريب أخرس أو أصم  أو أنه ساذج أو غبي؛ فقد لمح،  خلال مدة متابعته له، دلالات كثيرة تنم عن ذكاء،  و ثقافة، و تعليم.  اطمأن لفكرة أن تلوح  فرصة مناسبة لعبور أسوار المنطقة الغامضة، وفك طلاسم الحيرة التي أعترته عن  الرجل. وكان حذراً بما يكفي، وعلى قناعة بأن  من  مظاهر الغباء المفرط أن يفتح  أحدٌ كيس جواهره  أمام المارة، فالأمر يبعث فيهم الحسد والانتقام ومشاعر لصوصية نائمة. رواد المقهى غير معنيين بجهوده ولا بحقيقة الغريب أو من يكون. المناخ العام  شرط  مهم  في عرض  الحقيقة، وتقبل المفاجئات،  و احتواء عناصرها من دون رفض، أو تهكم، أو إلغاء. بذل جهوداً في متابعة الغريب، وصار يتعقبه بعد أن يخرج من المقهى، علّه يجد دليلاً  إلى أسئلة كثيرة تنبثق في خاطره ، تولّدها أداة الاستفهام "هل"  جراء تطبيقاتها في مواضيع متنوعة مثل: هل  لهذا الكائن  بيت يأويه،  أو له عائلة زوجة وابناء وبنات، ومعارف،  و سيرة ذاتية، وتاريخ، وتجارب حب، وشجارات، و جرائم، و سرقات، و..؟                                                                          في كل مرة يتبعه فيها كان يضيع من بين يديه ويصل معه إلى نهايات معتمة فيعود خائباً .. فقرر أن يقتحم عالمه  حتى ولو بالإكراه.  لكنه غاب عن المقهى، ومضى على غيابه شهر كامل وأيام عديدة أخرى من الشهر التالي ، الصحفي "س" يتحرق لرؤيته ثانية .. وكان الأمر عادياً عند زبائن المقهى لم يثر عندهم الغرابة والتساؤل. فالمقهى مكان أشبه  بأسطوانة كبيرة مفتوحة من الطرفين، لا تشكل الذاكرة  فيه حضوراً   ذا بال. سوى عامل المقهى، بادله بين حين وآخر  إشارة استفهام عما وصل إليه في البحث عن الرجل الغريب، ثم انشغل عن ذلك و انقطع تماماً. عمد الى التركيز على التفاصيل المدونة لديه، والتي عاشها الرجل الغريب في عالم المقهى منذ قدومه اليها الى ان غادرها. استغرقت عاماً كاملا وشهراً واحداً وأحد عشر يوماً، مدة لابأس بها للخروج بتقييم نهائي للحالة. ولاحت في التقييم الذي يجريه مخرجات مهمة على ضوء ما يبثه مع نفسه كل ليلة من اوجاع وهذيان يشبه  وجع من أضاعوا كنوزًا ثمينة . كان الهذيان بخفة دخان السجائر يلبد فضاء الغرفة بسحبه اللولبية. لكنه خال من لذة التبغ وتسكين الالم، فهو ألم بكامله يغيّب وعي الصحفي "س" بتفاصيله المتدفقة:  أحس أن الرجل الغريب ذو منزلة رفيعة بين قوم يتبعونه على رأي يقول به. طالما تتبدل سحنات وجهه في عيني، فهو اليوم ليس هو بالأمس، ولون عينيه ليس ثابتاً على صبغة واحدة،  فإن كان لونهما نرجسياً  في يوم ما، فهو بنيٌّ في يوم آخر، أو أسود، أو عسلي، وهكذا.. وخُيّل إليّ يومًا أنهما يميلان الى زرقة البحر. هل ذلك الامر معقول وحقيقي؟ وما هو تعليله؟                                                                                                                 قد  يكون مرده الى ما ألمّ بانطباعاتي عنه من هوسٍ مربكٍ انبعث في داخلي لفرط التعاطف مع هدوئه، أو أن تعليل تلك التحولات اللونية في عينيه مبعثه تكيّفه النفسي مع حالات البيئة، مما  يجعل خلايا نادرة في تكوينه البيولوجي تتوافق مع أطياف الطقس الملونة.                                                 وليس قدرته على الصمت أمراً غير ذي بال، فهي تضاهي صبر الصائم عن الماء والطعام في قيظٍ لاهب. وإن ذهبنا الى تحليل  سرَّ اكتسابه لهذه القدرة الغريبة، فاذكر بعض أمور ظنية وليست  يقينية قطعية  تقربني من السر،  منها أن يكون الرجل الغريب  من عائلة ريفية تمتهن صيد الطيور الحرة  المهاجرة،  فجرب هو وأبوه تلك المهنة التي تتطلب من الصياد سكونًا وهدوءًا عاليين ليمنح الطيور طمأنينة حتى تألف المكان و تدخل الى مساحة الفخ لتأكل الطعم المعروض لها في شبكة الصيد، التي سيجذب حبالها الصياد ليحصل على  صيد وفير و دسم.  هذه المهنة تعلّم طباع الصبر والاحتمال والصمت الطويل.  ومنها أيضا ما يتراءى لي : وهو أنه مرّ بتجربة سجنٍ انفرادي طويلة انعكست عليه بتأثيراتها،  ولم تسنح له فرصة التعافي منها.                                                                            و في صباح شتائي  ممطر، وقفت على باب المقهى سيدة ستينية  يبدو عليها الوقار والهيبة، لتسأل عن الصحفي  (س) بالاسم.  ولما لم يكن قد وصل بعد، وأُخبرت بأنه سيأتي عصرًا، كما أجابها صاحب المقهى، قالت: " سآتيه غدًا،  فلينتظرني الساعة الثانية ظهرًا، فعندي ما هو مهم له،  أرجو ان تبلغه بذلك." فشيعها صاحب المقهى بكلمات لائقة. جاءت في اليوم التالي  في تمام الموعد الذي قطعته،  وكان الصحفي بانتظارها،  لكنها لم تدخل،  فخرج لاستقبالها  باحترام بالغ، لكنه لا يعلم ما هو غرضها من زيارته. ثم تأسف لها قائلاً : " إن المكان لا يليق باستقبال السيدات ."  فقالت: " أعلم ذلك، لكني مضطرة لتسليمك أمانة مرسلة لك شخصيا.. أرجوك أن تفتح الامانة في مكان غير المقهى." وسلمته مظروفًا  أبيض كبيرًا يحتوي على محتويات لا يعلم عنها شيئًا. فقال: "سأذهب الى بيتي حالا."  ودّعته ومضت في سبيلها. وصل الى مكتبه المعزول في بيته، حيث  أعماله ومكتبته .

فتح  المظروف معتقدًا أنه يحتوي على معلومات عن تحقيق  في أمر ما،  كما يتركه عادة بعض الناس للحديث عن مشاكلهم  ومشاكل مدنهم ليعمل منها تحقيقاته الصحفية. لكنه ما  أن رأى صورة المُوصي تبرز بين محتويات الظرف، حتى  زال ذلك الاعتقاد،  فهذا من خاصية غريب المقهى.   ثم   قرأ  في ورقة مفردة نصَّ وصيةٍ  كُتبت بخطٍ لا نظير له في الدقة والجمال، تقول: "تصل هذه الأمانة  حصرا إلى الصحفي (س)، أحد رواد المقهى الشرقي.  هذه مذكراتي، التي أحرص إلى وصولها إلى الناس، وقد اخترتك لإنجاز هذه المهمة.                                                             كنت مختفيًا عن أنظار السلطة،  واهتديتُ  إلى أن أكثر الأمكنة أمانًا هي الأماكن الظاهرة. ئلكن في اللحظات الأخيرة، وبمحض الصدفة رآني خائنٌ وضيع  فدلّهم عليّ .. وكنتُ أتحاشى الشوارع العامة وأسير في طرق مهجورة فارغة، وفي ذات لحظة ظهرت  سيارة لاندكروز مسرعة فصدمتني بكل سرعتها . فتكّوم حطامي على الأرض، وانا انزف من كل صوب في جسدي،  وجاء  مسلحون منها ليحملوني فسمعت كبيرهم يقول: "اتركوه فقد مات. "وجدت متسعًا لأن أكتب لك  في نفسي الأخير.. وقد ذُيّلت الرسالة بالاسم والتوقيع.                                                                                                     فصرخ الصحفي : " إنه القائد...  يا لمصيبتي!"

أخرج الأوراق المائتين  التي سُطّرت كلماتها  بأجمل خط . واحتوت على  عصارة ذهنية مدهشة،  تمثل مدافعة  فارقة عن حقوقٍ مضيعة  لكائناتٍ عاشت على هذا الجزء من الأرض، وسبل استرداد ما ُفقد وحُجب منها ..

كرر قراءة (المدافعة) مراتٍ ومرات، فصار يرى كل بعيدٍ قريبًا، وواضحًا لا تخالطه الشوائب والظنون. وقام بما ينبغي لطباعة الوصية. فتبادل المثقفون والطلاب كتاب (المدافعة) بينهم، يسهرون الليالي لإتمام قراءته، و يعقدون الندوات السرية عن مضامينه حتى الفجر .. عسى أن يروا  الشمس كما يرتأون. 

******************************************************

الصفحة الثانية عشر

في بابل.. استذكار شاعر الشعب موفق محمد

الحلة – محمد علي محيي الدين

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، مساء امس الأول الثلاثاء، حفل استذكار للشاعر الكبير الراحل موفق محمد، شاعر الشعب، الذي فارق الحياة منتصف الشهر الماضي.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة "بي دي سي مول" وسط مدينة الحلة، رئيس تحرير "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري، وطيف واسع من مثقفي وأدباء بابل ومحافظات أخرى ورفاق الفقيد وأصدقائه ومحبيه.

وبعد وقوف الحاضرين صمتاً في ذكرى الشاعر الراحل، ألقى عضو اللجنة المركزية وسكرتير اللجنة المحلية في بابل الرفيق بهجت الجنابي، كلمة باسم الحزب.

ومما قال في الكلمة: "نلتقي اليوم لا لنرثي شاعرًا فقط، بل لنُشيّع جرحًا ظلّ ينزف في وجدان القصيدة العراقية حتى آخر بيتٍ قاله، وآخر تنهيدةٍ خبّأها بين السطور"، مضيفا أن "موفّق محمد لم يكن شاعرًا عابرًا، بل جمرة لا تنطفئ في قلب اللغة. كتب عن الوطن كما يتنهده الجائع، ويتوجّع به السجين، ويشهق به الشهيد. كان شاعر الغضب النبيل، والموقف الذي لا يتزحزح، والكلمة التي تُشحذ بالحبر والدمع."

وأكد أن الراحل سيبقى في ذاكرة الشعر والمجتمع: "موفق لم يمت، لأن الشعراء الذين صهروا حياتهم في أتون الكلمة لا يموتون، بل يتحوّلون إلى ذاكرةٍ تمشي بيننا، إلى قصائد ترفض الغياب. سنبكيه كما يليق بشاعرٍ من طرازه، لكننا سنقرأه أكثر."

وشهد الحفل الذي أداره القاص علي السباك، عرضًا مرئيًا مؤثرًا للشاعر وهو يُلقي قصيدة عن مدينته الحلة، نوّ÷ فيها بالمهندس الاستشاري سليم الربيعي، الذي سخر إمكاناته لإحياء تراث المدينة ورعاية مهرجاناتها الثقافية وتخليد أعلامها من رجال الفكر والأدب.

ثم ارتجل د. محمد أبو خضير شهادة مميّزة عن الشاعر، أبرز فيها مكانته الشعرية ولغته المتفردة وتعامله مع الحدث بما يستفز الوجع العراقي، وهو ما جعل الجمهور يتناغم معه بعمق.

بدوره، تحدث المهندس الاستشاري سليم الربيعي عن الفقيد، مشيدًا بمآثره وسيرته الفاضلة، وما تركه من أثر طيب في نفوس محبيه، ومكانته بين أعلام الحلة.

وتخللت الحفل قراءات شعرية، منها قصيدة رثائية للشاعر حيدر الخفاجي، استحضر فيها خصال موفق محمد ومواقفه الوطنية، لا سيما دعمه ثورة تشرين المجيدة ومساندته الشباب الثائرين، مشيرا إلى أن صوته لا يزال يتردد في ميادين الحلة

فيما قرأ الأستاذ ماهر الربيعي إحدى قصائد الراحل. وقال أن "القصيدة لا تموت إذا ما خرجت من وجدانٍ صادق".

أما الباحث أحمد الناجي، فقد قرأ ورقة نقدية بعنوان "عن موفق محمد شاعرًا"، تناول فيها مكانته بين الشعراء العراقيين والعرب، وقدرته المتميزة على التعبير عن تطلعات الجماهير ومطالبها الإنسانية والوطنية.

وفي سياق الحفل ارتجل الفنان المسرحي ثائر هادي جبارة شهادة ممسرحة مؤثرة، جسّد فيه جوانب من حياة الشاعرالفقيد وتفرّده.

وفي الختام، ألقى الأستاذ طه عجام كلمة باسم عائلة الشاعر، عبّر فيها عن شكر العائلة للتكريم والتوديع المهيبين من جانب جماهير بابل ونخبها للراحل الكبير، والامتنان لحفل الاستذكار الذي هو - كما قال - "استذكار لقيمة عراقية نبيلة وكلمة لا تنكسر".

***************************************************

{ماركس في مدينة الثورة} إحتفاءً بالشاعر فالح حسون الدراجي

بغداد – طريق الشعب

في أمسية ثقافية مميزة، نظّمت محلية الثورة للحزب الشيوعي العراقي مساء امس الأول الثلاثاء فعالية احتفاء بالكاتب والشاعر فالح حسون الدراجي، بمناسبة صدور كتابه الجديد "ماركس في مدينة الثورة"، وسط حضور نوعي ضم شخصيات ثقافية ورياضية وسياسية واقتصادية، وجمهورا واسعا من المهتمين والمحبين. وافتُتحت الأمسية بكلمة ترحيبية ألقتها اللجنة المنظمة ممثلة بمحلية الثورة القاها الرفيق وجيه جبار داغر، سلطت فيها الضوء على أهمية الفعالية ودور الأدب والفكر في الارتقاء بالوعي المجتمعي. وتخللت الأمسية قراءات شعرية أضفت بُعدًا وجدانيًا على الحدث، حيث ألقى الشاعر حمزة الحلفي قصيدة افتتاحية، أعقبها الشاعر عباس عبد الحسن بقصيدة حظيت كذلك بتفاعل كبير من الحضور.

وشهدت الفعالية قراءات نقدية عميقة في مضمون الكتاب، قدّمها كل من الرفيق جاسم الحلفي، والإعلامي عبد الستار البيضاني، والشاعر حميد قاسم، والرفيقة شميران مروكل. وقد توقفوا فيها عند الجوانب الفكرية والأدبية والسياسية في كتاب الدراجي، وما يمثله من توثيق شعري لواقع المدينة والتاريخ النضالي فيها.

واختُتمت الأمسية بتوقيع المحتفى به مئات النسخ من كتابه لجمهور الحاضرين الذين اقبلوا على اقتنائه، في مشهد عكس التقدير الشعبي للمثقفين وصناع الكلمة الحرة.

وأكدت الفعالية من جديد أهمية الثقافة كفعل مقاوم ورافعة للوعي الجماهيري، وسلطت الضوء على مدينة الثورة كرمز للكفاح والتاريخ الاجتماعي والسياسي، من خلال عدسة شاعر عاشها وعبّر عنها بلغة أدبية عالية.

هذا وحضر الفعالية الرفاق رائد فهمي وعزت ابوالتمن وفاروق فياض ووسام الخزعلي.

**************************************************

في مالمو.. يوسف أبو الفوز يوقع كتابه {النهر والعشاق}

مالمو – طريق الشعب

وقع الكاتب يوسف أبو الفوز كتابه القصصي الجديد "النهر والعشاق"، الصادر عن "دار ميزر" للطباعة والنشر، وذلك ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي في مالمو بنسخته الثانية، والذي نظمته أخيرا "جمعية الناشرين العرب" في السويد.

ويضم الكتاب 13 قصة تغطي 112 صفحة من القطع المتوسط. وقد صمم غلافه شاكر جابر ونفذه صلاح سايس، فيما حمل الغلاف صورة للكاتب من تصوير بهرا علي فتاح.

 وخلال توقيعه الكتاب، ذكر أبو الفوز أن القصص التي ضمها كتابه كُتبت في فترات مختلفة خلال سنوات حكم النظام الدكتاتوري في العراق، وبعضها كان قد نُشر في مجلات ودوريات عراقية وعربية ومواقع الكترونية، مبينا أن القصص تُعالج محنة الانسان العراقي في صراعه من أجل حياة أفضل.

ونوّه إلى أن الكتاب احتوى على قصص كتبها في الكويت، خلال وجوده هناك في أول سنوات مغادرته الاضطرارية بلده عام 1979. إذ تشكل تلك القصص نماذج من أول كتاباته خارج الوطن.

هذا وشارك في المعرض أكثر من 20 كاتبا، تنوعت إصداراتهم بين أشكال أدبية مختلفة. كما شهد المعرض ورش عمل في النشر والترجمة.

***********************************************************

إما بعد.. صدّامية

منى سعيد

في جلسة نسائية لطيفة جمعتنا بها صديقة إعلامية معروفة وضمت مجموعة من الإعلاميات والأديبات احتفاء بعيد الفطر.. جرت حوارات حول موضوعات متنوعة، بجانب الحرص على إشاعة الجو الاحتفالي اللائق بالمناسبة .. وفي غمرة الاحتفال قالت إعلامية شابة تميزت في إحدى القنوات التلفزيونية المهمة، وبالفم المليان: "نعم أنا صدامية" ..!

صُدم الجمع بتصريحها البعيد جدا عن فحوى النقاشات الدائرة، وطبعا بمن فيهم أنا، فما كان مني إلا الرد عليها بسرعة: "اصمتي واعتذري فورا"! وأضفتُ: هل تعلمين أنه أعدم زوجي، والد زميلتك التي لم تره بعد أن اختطفه جلاوزته، وأخفوه طيلة خمس سنوات، وهي لم يتجاوز عمرها سنتين، وبالتالي حصلنا على شهادة وفاة فقط من دون جثمانه، ولا تحديد لمكان قبره ان كانوا دفنوه

تبرعت صديقة أخرى ووجهت لها كلاما صريحا آخرا أن "اصمتي، ولا تنطقي بكلمة أخرى" ..

طبعا شحن الجو بهذه المفردات التي كادت تطيح بجو الجلسة، لولا صمتنا جميعا ورفع صوت المسجل بأغاني شعبية خفيفة..

التصقت كلمتها بذهني بعد ذلك لأيام وسألت المقربين مني: "ترى ما رأيكم لو صرحت إعلامية شابة خريجة علوم سياسية بهذا التصريح؟".

طبعا اختلفت الإجابات وتنوعت لكنها اتفقت جميعا على أن الوضع الحالي يشجع ترويج مثل هذا الرأي، بما فيه من فساد وخراب واعتداء على الحقوق المدنية بأسم الدين وغيرها .. لكني أرى من ناحية أخرى أن جيلا من الشباب، خصوصا من مواليد التسعينات وما تلاها، تشوشت لديهم مبادئ الصح والخطأ. فقد نشأوا في ظروف مضطربة، بعيدة عمن يربطهم ببوصلة حقيقية تشيع لديهم مبادئ السلام والأمان،÷ سواء سياسيا أم اقتصاديا واجتماعيا. تربوا في ظروف مخلفات الحصار والحروب المتتالية، ومن ثم التدخل الأجنبي وانقلاب المعايير المتعارف عليها، والارتداد نحو الرجعية واتخاذ الدين وسيلة للتكسب وللفساد، بدلا من إعلائه وازعا أخلاقيا يردع الرذيلة ويسعى لبناء مجتمع صالح ولو بالحد الأدنى.

وفي الحقيقة كان في نيتي الاجتماع ثانية مع تلك الشابة الإعلامية ومناقشتها بهدوء بشأن ما قالته عن إيمانها ذلك، لولا تحذير ابنتي لي وقولها: "لا ماما، هؤلاء اعتقادهم جازم ولا نقاش، فهم يؤمنون بأن شعبنا "ما تفيد ويّاه" إلا قيادة دكتاتورية مستبدة كقيادة صدام ، وأن شعبنا "ما يستاهل" غير صدام وأمثاله"!

عجبت لهذا التبرير، فأي جيل هذا الذي يؤمن مثلا بأنه لا يستحق سوى العنف وحكم الدكتاتورية؟ وأين مبادئ الحرية والديمقراطية التي ناضلنا من اجلها، وناضلت كل شعوب العالم التي تتوق الى الحرية وللسلام؟

*****************************************************

قف.. صدام وصداميون

عبد المنعم الأعسم

طوال عقدين من السنين يصدّر "جماعة" صدام حسين بيانا تلو البيان عن قرب العودة الى القصر الجمهوري، وفي الاسابيع الماضية صاروا يسربون معلومات عن اتصالات لهم مع ادارة دونالد ترامب، حتى انهم صاروا يتعهدون بتحقيق التعددية السياسية واستقلال القضاء والتداول السلمي للسلطة والمصالحة مع دول الجوار والمجتمع الدولي، من دون ان يترافق ذلك مع مراجعة نقدية واضحة لتجربة نظام الفرد السفاح الواحد فضلا عن سلسلة الحروب الكارثية التي ارتبطت بذلك العهد إذْ تسببت في مقتل وتعويق وترميل وإذلال الملايين من العراقيين، وانتهت، في النتيجة النهائية، الى وقوع العراق تحت احتلال القوات الاجنبية.

 المشكلة، هي ان جماعة صدام مازالت اسيرة الارث التآمري الانقلابي العتيق، ولم تتخلص من اغواء الدبابة ووهم الوثوب الى الحكم بالقوة المسلحة والسيطرة على الاذاعة واعلان البيان رقم واحد، وتعليق جثث المعارضين على اعمدة الكهرباء، واعادة انتاج كذبة انقلاب القصر لعام 68 الذي لم يكن غير عملية انقلاب جنرالات طامحين بالحكم سرعان ما سقطوا في فخ البكر- صدام.

باختصار شديد، ان ورثة حكم صدام لم يعيدوا النظر في ما الحقوه بالعراق وشعبه "وانفسهم" من كوارث وإذلال.. وهذا يجيب عن السؤال عما اذا يمكن لهم ان يعودوا الى حكم المستحيل.. ومن اي زاغور يمكن ان يتسرب مثل هذا المستحيل.

*قالوا:

لا تنتظر مجيء مَن لا يجيء.. كن متقدما بعقلك متراجعا بقلبك".

شكسبير

*****************************************

إصدار عدد جديد من «النصير الشيوعي}

عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر أخيرا العدد (35) حزيران 2025 من جريدة "النصير الشيوعي".

ضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة في العراق والخارج، وكتابات عن مسيرة الحركة الانصارية وشهدائها، غطت جميعها 12 صفحة ملوّنة.