اخر الاخبار

الصفحة الأولى

صيف قاسٍ ينتظر العراق شحّ المياه يتطلب معالجات وليس {مكرمات}

بغداد ـ طريق الشعب

في خضم صمت رسمي مقلق وتجاهل إقليمي خطر، يواجه العراق أخطر تهديد مائي في تاريخه الحديث، تهديد لا يقل فتكًا عن أي كارثة اخرى، لكن هذه المرة يأتي على شكل عطش وجفاف وزحف صحراوي.

فتركيا تقلص الإطلاقات المائية، كما تخطط هي، من دون مراعاة حقوق العراق، فيما تغير إيران مجاري الأنهار بقرارات أحادية، وبين هذا وذاك يئنّ العراق تحت وطأة خزين مائي هو الأدنى منذ تأسيس الدولة، وتوقعات بصيف قاسٍ ينذر بكارثة وجودية.

ووسط هذه الازمة الكبيرة تكتفي الحكومة بإطلاق مبادرات وإقامة مؤتمرات لم تنتج أي شيء يذكر، حيث أطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، "مبادرة إقليمية" لحماية نهري دجلة والفرات، خلال فعاليات مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه، الذي عقد الشهر الماضي، وغاب عنه التمثيل الرسمي لدول الجوار.

مبادرات حكومية مغلقة

ويرى خبير الاستراتيجيات والسياسات المائية، رمضان حمزة، ان مبادرة رئيس الوزراء لحماية نهري دجلة والفرات من الناحية النظرية تعتبر جيدة، ولكنها على المستوى العملي وما يفرز عنها ستتحول الى إشكالية بين نشاطات وزارة الخارجية ووزارة الموارد المائية والوزارات الأخرى، وكان يجب ان تكون مبادرة وطنية ويكون التمثيل فيها رسميا وغير رسمي، إضافة الى غياب دول الجوار رغم تسميتها بمبادرة إقليمية.

وقال حمزة لـ"طريق الشعب"، ان "رئيس الوزراء لم يعلن عن مضمون هذه المبادرة بقدر ان هناك مبادرة، وتحدث بشكل مختصر جدا، فيما المطلوب ان مبادرة من هذا النوع يجب ان يكون لها عمق واستراتيجية حتى نعرف مردوداتها الإيجابية".

تركيا لا تقبل بـ"تقاسم الضرر"

وسط تفاقم أزمة المياه التي تعصف بالعراق، أكد عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، ثائر مخيف الجبوري، أن تركيا غير جادة في ملف تقاسم الضرر المائي، مشددًا على أن ما يجري يعد شكلاً من أشكال الحروب الحديثة، داعيًا إلى تحرك سيادي للرئاسات الثلاث، من أجل حماية الحقوق المائية للعراق وتأمين احتياجات مواطنيه.

ويؤشر الجبوري ارتفاعًا كبيرًا في تقليص الإطلاقات الخاصة بالعراق، مشيرًا إلى أن لجنته حضرت عدة اجتماعات بهذا الشأن بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية ووزارة الخارجية، وبمشاركة ممثلين عن الجانب التركي "لكننا لم نتوصل إلى رؤية مشتركة حول ما أطلقنا عليه تقاسم الضرر، رغم وجود مشاكل حقيقية وكبيرة في هذا الملف".

وأضاف الجبوري أن "تركيا لا تبدو جادة في هذا الموضوع، ونحن نعدّه شكلًا من أشكال الحروب الحديثة، وتحديدًا في ملف المياه"، مؤكدًا أن لجنته طالبت الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف الذي وصفه بـ"السيادي"، لما له من تأثير مباشر على حياة ستة وأربعين مليون عراقي، في ظل الزيادة السكانية السنوية البالغة مليونًا وخمسمئة ألف نسمة، ما يجعل الحاجة إلى المياه "ضرورة حيوية تتطلب تحركًا رسميًا عاجلًا".

ويشير الجبوري إلى أن العراق يعاني من تداعيات شح المياه، حيث تراجعت المساحات الخضراء، وأصبحت نحو 70% من أراضيه صحراوية، ما أدى إلى انعكاسات خطرة على الواقع البيئي والتغيرات المناخية والأمن الغذائي، فضلاً عن تأثير ذلك على الأهوار ومحاولات إنعاشها، في ظل ما وصفه بـ"هجمة مستمرة" على هذه المناطق الحيوية.

ويردف الجبوري بالقول ان "هناك خططا عمل عليها العراق تتعلق بالتقنيات الحديثة للري وتوفيرها للفلاحين"، كاشفًا عن تخصيص نحو 700 مليون دولار خلال ثلاث سنوات في موازنات 2023، 2024، و2025.

ويجد أن عملية تجهيز هذه التقنيات قد بدأت بالفعل، إلا أن ذلك لا يغني، حسب تعبيره، عن ضرورة استمرار التواصل مع الجانب التركي لحل الأزمة من جذورها، مشيرًا إلى أن العراق بدأ بالفعل باتخاذ إجراءات تتعلق بالترشيد والوفاء بالتزاماته تجاه دول الجوار.

ويؤكد أن اللجنة كانت لها زيارات في هذا الإطار، في محاولة لتحريك الجهود الدبلوماسية والتقنية لمعالجة أزمة المياه التي باتت تهدد الأمن الوطني والبيئي والغذائي للبلاد.

ترشيد الاستهلاك المائي

في السياق ذاته، حذّر الخبير في الشأن المائي ظافر عبد الله، من أن العراق مقبل على صيف قاسٍ وأزمة مائية غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الخزين المائي الحالي هو الأدنى منذ تأسيس الدولة العراقية، في ظل واردات مائية في أدنى مستوياتها، وخيارات حكومية محدودة لا ترتقي إلى حجم الكارثة.

ويشدد عبد الله في حديث لـ"طريق الشعب"، على أن الأزمة تحتاج إلى "إجراءات واقعية، حيث يعاني الإقليم بأكمله من شح مائي، وبالتالي نحتاج لترشيد الاستهلاك وضمان التوزيع العادل للمياه بين المحافظات".

وفي ما يتعلق بمسؤولية تركيا عن الأزمة، أوضح عبد الله أن "هناك حاجة الى ترك الاعتماد على أنظمة الري القديمة مثل الري السيحي، الذي يتسبب بهدر كبير"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن "هذا لا يمنح تركيا أي ذريعة لحرمان العراق من حصته المائية العادلة"، مضيفًا "نحن نطالب بحقوقنا المائية، ونتحمّل مسؤوليتنا في طريقة استخدامها".

ووصف عبد الله الصيف الحالي بأنه "سيكون قاسياً جداً"، استنادًا إلى معطيات وزارة الموارد المائية وتحذيرات الخبراء، داعيًا الكتل السياسية إلى "رفع درجة اهتمامها بالملف المائي والتعامل معه كملف استراتيجي يرتبط بالأمن القومي والغذائي".

وأكد عبد الله أن "ما نحتاجه هو حزمة متكاملة من الإجراءات، بمشاركة جميع الأطراف: الحكومة، الوزارات المعنية، المواطنين، بل وحتى الشركاء الإقليميين"، لافتًا إلى أن "المشكلة تمس حياة الإنسان مباشرة، وأي إهمال لها سيكون مكلفًا".

وحذّر عبد الله من أن "التهديد المائي ممنهج"، ويخدم أجندات تسعى إلى فرض خيارات اقتصادية وزراعية غير مستقلة على العراق، قائلاً: "ما يحصل ليس غفلة، بل سياسة تهدف إلى إضعاف الزراعة العراقية وتحويلنا إلى سوق استهلاكي تابع في معادلة السوق الحر، ونحن أضعف حلقاته".

الوزارة تستنجد بالمياه الجوفية

من جهتها، أعلنت وزارة الموارد المائية أن المساحات المزروعة للخطة الصيفية الخاصة بالعام الحالي ستعتمد بالكامل وللمرة الأولى في تاريخ البلاد على المياه الجوفية.

وأوضح ميثم علي خضير، مدير عام الهيئة العامة للمياه الجوفية بالوزارة، أن الخطة الزراعية للموسم الصيفي المقبل ستعتمد حصراً على المياه الجوفية، بعد تخصيص 50 ألف بئر ضمن بغداد والمحافظات كافة عدا إقليم كردستان.

وأشار خضير إلى أن محاصيل ستراتيجية، أبرزها الشلب، تم منع زراعتها هذا العام بسبب شح المياه، باستثناء مساحة لا تتجاوز الألف دونم ضمن محافظتي النجف والديوانية، بهدف توفير بذور صنفي العنبر والياسمين، اللذين يعتمدان وسائل الري الحديثة.

وأكد أن الخزين المائي سيخصص لمشاريع مياه الشرب والاستخدامات البشرية ولسقي البساتين والخضر، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية وقلة الواردات من دول الجوار، إضافة إلى سقي الحنطة من الآبار الشتاء الماضي، فرضت ضغوطًا كبيرة على الخزانات الجوفية، التي تنقسم إلى نوعين: متجددة (في محافظات ميسان وواسط وديالى وصلاح الدين)، وغير متجددة (في الأنبار وكربلاء والنجف والمثنى).

وكشف خضير عن تثبيت أجهزة مراقبة إلكترونية على الخزانات الرئيسية لمتابعة انخفاض مناسيب المياه، وتحديد المناطق التي يمكن استثمارها، مؤكداً أن التعليمات الوزارية شددت على عدم التجاوز على مناسيب الخزانات، مع تشكيل لجان قانونية لاتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين.

وأضاف أن هناك خططاً لزيادة أعداد سدود حصاد المياه في المناطق الصحراوية لتغذية الخزانات الجوفية صناعياً، مشيرًا إلى وجود 16 سداً في صحراء الأنبار بطاقة خزن تتراوح بين ثلاثة إلى عشرة ملايين متر مكعب، تسهم في توطين المجتمعات الرعوية وتقليل الحاجة إلى الآبار.

وتشير تقديرات وزارة الموارد المائية إلى أن كميات المياه الجوفية المتجددة سنوياً تتراوح بين 1.2 و1.8 مليار متر مكعب، في حين تذهب دراسات أخرى إلى أنها قد تصل إلى 4.8 مليار متر مكعب.

ومع ذلك، تؤكد التقارير الرسمية أن هذه الموارد تواجه تدهورًا نوعيًا وارتفاعًا في الملوحة، إلى جانب انخفاض مناسيبها بين 1 إلى 5 أمتار خلال السنوات الـ15 الأخيرة.

يذكر أن أكثر من 40 ألف بئر غير مرخص قد تم حفرها في البلاد تحت ضغوط إدارية وسياسية، بعيداً عن الضوابط الفنية، ما يزيد من احتمالات الاستنزاف الكامل للمياه الجوفية.

وفي ظل استمرار سياسات الجوار المائي المجحفة، وبناء تركيا لسلسلة سدود على نهري دجلة والفرات، وتغيير إيران لمجاري أكثر من 42 نهراً ورافداً كانت تصب في العراق، تتفاقم الأزمة، في وقت لا يتجاوز فيه الخزين المائي الحالي 10 مليارات متر مكعب، مقارنةً باحتياج سنوي يبلغ 50 إلى 60 مليار متر مكعب.

ومع تصاعد التهديدات، يحذر مختصون من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى جفاف نهري دجلة والفرات بحلول عام 2040، إن لم يتم التحرك فورًا لضمان حصة عادلة للعراق وتنفيذ خطط مائية استراتيجية.

وفي ضوء هذه المعطيات، يبدو أن صيف 2025 مرشح ليكون الأصعب في تاريخ العراق المائي، في ظل صمت رسمي مريب وتأخر في الإجراءات الجادة، ليبقى السؤال المُلِحّ: متى نتحرك قبل أن يتحول العطش من خطر محتمل إلى واقع مرير؟

***********************************************

راصد الطريق.. من ابتلع الـ 11 ترليونا؟!

بلغت الايرادات الكمركية في ايار الماضي 274 مليار دينار، وارجعت هيئة المنافذ الحدودية هذه الحصيلة، التي اعتبرتها أعلى ايراد يتحصله العراق منذ سنوات، الى اجراءاتها الرقابية والتدقيقية، المسندة بالحوكمة الإلكترونية والمستندة إلى توجيهات رئيس الوزراء بضبط المنافذ.

ولو اعتمدنا الوارد الشهري "التاريخي" هذا في حساب الإيرادات الكمركية السنوية للعراق، لوجدناها تبلغ 3 ترليونات و 288 مليار دينار. وهذا رقم لا يُذكر إزاء مبيعات البنك المركزي من الدولار لتمويل الاستيرادات. فقد تجاوز حجم تمويله الاستيراد خلال الربع الأول من العام الحالي 20 مليار دولار، وبلغ العام الماضي 77 مليار دولار وأكثر. ما يعني ان واردات الكمارك لا يمكن ان تقلّ عن 14 ترليون دينار!

ان محاولة "بيع" إنجازات وهمية لن يُكتب لها النجاح، فحجم الخلل في المنافذ وما يجري فيها ومن يتحكم بها، ليست بخافية.

والمنجز الفعلي يكمن في الكشف عن مصير الـ 11 ترليون المتبقية من الإيرادات السنوية للكمارك، وفي منع دخول اية بضائع عبر المنافذ دون علم السلطات الرسمية.

فهل يتحقق ذلك، ام تبقى منافذنا "خان جغان" دخولا وخروجا للسلع والمواد، بضمنها المخدرات!

********************************************

الصفحة الثانية

تحرك نيابي ضد المصرف العقاري: القروض تمنح مقابل رشوة

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت عضو مجلس النواب ابتسام الهلالي، عن وجود فساد مالي محسوبيات داخل المصرف العقاري، يحد من إمكانية حصول المواطنين على قروضهم، إلا بدفع رشوة.

وقالت الهلالي، إن "هناك فساداً مالياً وادارياً في المصرف العقاري، وخصوصا في القروض السكنية التي تمنح للمواطنين، والمواطن لا يستطيع الحصول على قرض بسهولة إلا بدفع رشوة.

وأضافت أن "المواطن عندما يريد الحصول على قرض من المصرف العقاري يضطر ان ينتظر سنة او أكثر من ذلك دون جدوى، بينما الحالات التي تسمى الموافقات الخاصة او الاستثناءات يمكن لها الحصول على القرض بسهولة".

وأشارت الهلالي، إلى أن "هناك معقبين ومحامين متفقين مع بعض الموظفين (أصحاب النفوذ) في المصرف العقاري بإعطاء موافقات خاصة لطلبات ومنح قرض 100 مليون دينار مقابل الحصول على 15-20‎% من قيمة مبلغ القرض".

وتابعت "سنباشر في مجلس النواب بعد عيد الاضحى بجمع تواقيع وتقديم طلب رسمي إلى رئاسة المجلس لفتح تحقيق بالفساد الموجود في المصرف العقاري، وإقالة رئيس المصرف من منصبه". ويصف مختصون في مجال العقارات، شروط القروض العقارية التي تقدمها المصارف لشراء أو بناء المنازل بـ"التعجيزية"، في ظل ارتفاع نسب الفائدة وشرط الكفلاء والمرابحة العالية والغرامة المضاعفة وغيرها، ما يحدّ من قدرة المواطنين خصوصاً من ذوي الدخل المحدود والمتوسط في الحصول عليها، وبالتالي بدل أن تعالج أزمة السكن ساهمت في تعميقها.

*************************************************

الشيوعيون يطرقون أبواب المواطنين للتعريف بمواقف حزبهم

بغداد – طريق الشعب

دشّن أعضاء الحزب الشيوعي العراقي في عموم المحافظات، حملة واسعة للتعريف بتاريخ الحزب ونضالاته ودفاعه عن الشعب العراقي.

وتأتي الحملة التي جرى فيها توزيع فولدر تعريفي تضمن تاريخ الحزب وأبرز مواقفه السياسية المدافعة عن حقوق الشعب العراقي وشهدائه الابرار، ضمن سلسلة فعاليات جماهيرية ينشط فيها أعضاء الحزب للتواصل مع الجماهير وفتح حوارات سياسية معهم، وحثهم على المشاركة والمساهمة في العملية السياسية، من خلال المشاركة في الانتخابات وكذلك الحراك اليومي الجماهيري الذي يهدف الى تحقيق التغيير المنشود.

وطرق أعضاء الحزب الشيوعي العراقي، بمشاركة أعضاء من قيادة الحزب، أبواب المواطنين في مختلف المدن العراقية ووزعوا عليهم فولدر تعريفيا.

فيما قوبلت هذه الفعالية بارتياح كبير من قبل المواطنين، اذ عبر العديد منهم عن اعتزازهم بالحزب ودوره في الحياة السياسية.

وتنشر "طريق الشعب" في أعداد لاحقة تفاصيل أوسع عن الحملة.

**********************************************

420 ألف دينار يا مفوضية؟ العدالة الانتخابية أساسها تكافؤ الفرص لا سعة الجيوب

أثير الدباس

في خطوة تثير الاستغراب والقلق في آنٍ، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن تحديد رسوم مالية تُفرض على كل مرشح يرغب بخوض الانتخابات البرلمانية، وتحديدًا 250 ألف دينار لفحص هيئة المساءلة والعدالة، و170 ألف دينار لفحص الأدلة الجنائية. أي أن مجموع الأجور يبلغ 420 ألف دينار عراقي لكل مرشح، وهي خطوة تفتح أبواب الجدل والتساؤلات عن جدية الدولة في تشجيع الحياة الديمقراطية، وتكافؤ الفرص في المنافسة السياسية، خصوصًا في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد.

فإذا أخذنا بغداد كمثال، والتي تخصص لها 69 مقعدًا برلمانيًا، فإن أي قائمة تسعى إلى الترشح بشكل كامل عليها أن تقدّم 138 مرشحًا (بمعدل مرشحين لكل مقعد حسب نظام الدوائر المتعددة)، أي أن الكلفة الإجمالية المترتبة فقط على "رسوم الترشح" تتجاوز الـ60 مليون دينار عراقي. وهذا المبلغ الكبير يُعد عائقًا حقيقيًا أمام الأحزاب المدنية، والقوى الوطنية النزيهة، والمستقلين، والفئات المهمشة التي لا تمتلك تمويلًا فاسدًا ولا رعاة من أصحاب المصالح.

فهل بهذا الشكل تُبنى ديمقراطية حقيقية؟ وهل العدالة الاجتماعية تقاس بالمبلغ الموجود في الجيب؟ هل الترشح البرلماني حق دستوري، أم امتياز يُمنح فقط لمن يملك المال؟

فتح الباب لأحزاب الفساد

هذه الرسوم لا تمثل عائقًا أمام أحزاب السلطة والمال السياسي الفاسد، التي تغذت طوال السنوات الماضية على موارد الدولة والصفقات المشبوهة. فبالنسبة لهذه الأحزاب، 60 أو حتى 600 مليون دينار مجرد مبلغ يُدفع من "خزينة الفساد"، بينما تُغلق الأبواب أمام شباب مستقلين، أو ناشطين مدنيين، أو قوى سياسية نزيهة تبحث عن التغيير الحقيقي.

أين العدالة مقارنة مع الديمقراطيات الرصينة؟

لنتوقف قليلًا وننظر إلى بعض أمثلة الدول الديمقراطية الرصينة التي تؤمن فعليًا بحق المشاركة السياسية، لا بالاسم فقط: هولندا، النرويج، السويد، ألمانيا، الدنمارك، إيطاليا: لا تفرض أي رسوم على الترشح، وتكتفي بجمع عدد معين من التواقيع كشرط لدخول السباق الانتخابي.

جنوب أفريقيا، الفلبين، بوتسوانا، بولندا: تطبق رسومًا رمزية أو لا تطبق أي رسوم، وغالبًا تُعاد إذا حصل المرشح على نسبة معينة من الأصوات.

الرسالة الخطيرة

إن ما تفعله المفوضية الآن هو فرض ضريبة على الحق الديمقراطي، وتشجيع منظومة "الدفع مقابل الترشح"، في بلد ما زال يعاني من اختطاف القرار السياسي، ومن عزوف شعبي متزايد عن المشاركة في الانتخابات. هذه الرسوم تبعث برسالة خطيرة: إذا لم تكن من أبناء الطبقة الميسورة أو من محيط المال السياسي، فمكانك ليس في قاعة البرلمان، بل في صفوف المتفرجين.

دعوة للمراجعة والعدالة

إننا نطالب المفوضية بإعادة النظر فورًا في هذه الآلية، والتمييز بين "إجراءات تنظيمية" وبين "فرض رسوم باهظة تُعيق الترشح". إذا كانت المفوضية جادة في دعم العملية الديمقراطية، فعليها تسهيل المشاركة لا تعقيدها، وتشجيع القوى الوطنية المستقلة، لا تحجيمها لصالح كارتلات السلطة.

ــــــــــــــــــــــــــــ

المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي

*****************************************

هيفاء الأمين تقاضي النائبة عالية نصيف

ذي قار - طريق الشعب

أعلنت النائبة السابقة والقيادية في الحزب الشيوعي العراقي هيفاء الأمين ، امس الاول الاحد، عن تقديم دعوى قضائية ضد النائبة  عالية نصيف، على خلفية تصريحات أدلت بها الأخيرة ووصفت فيها المشاركين في انتفاضة تشرين بأنهم “صهيو-أمريكيون”، وقارنتهم بـ ”الجماعات الإرهابية”.

وقالت الأمين، في منشور على صفحتها في فيسبوك، إنها قدمت صباح اليوم دعوى رسمية أمام محكمة الكرخ الثالثة في بغداد ضد النائبة نصيف، معتبرةً أن ما ورد على لسانها يمثل “تحريضًا خطيرًا وإساءة متعمدة” بحق حراك شعبي سلمي.

وأضافت: “ما يفطر القلب أن الجرائم الجنائية والسياسية لا تجد من يوقفها عبر جلب منفذيها إلى العدالة”، مؤكدةً أن تصريحات نصيف تُنكر دماء الأبرياء ومطالب الشعب الذي نهض من أجل حقوقه البسيطة في وطن آمن وخدمات لائقة".

وتابعت الأمين: “بدلاً من احترام تضحيات الشباب وأحلامهم، نرى سياسيين يمعنون في الطعن والإساءة وإثارة الحقد والكراهية، دون أي مراعاة حتى لعوائل وأمهات فقدن أبناءهن في ريعان العمر”.

وختمت بالقول: “الشعب العراقي يستحق الأفضل. كأن 23 عامًا من سوء الإدارة والفساد والطائفية لم تكن كافية كي ندرك حجم الانحدار”، متسائلة: “لماذا هذا التحريض؟ فقط ليبقوا في الحكم؟”

وقالت محلية الناصرية للحزب الشيوعي العراقي في تصريح صحفي، ان " الشيوعيين سيبقون مدافعين عن كرامة الانسان وعن تطلعات الشعب نحو الحرية والعدالة والدولة المدنية".

*******************************************************

أحمد تويج: نعمل على إطلاق سراح المحتجزين.. شيوعيو النجف يدينون القمع ويدعمون مطالب المحتجين

النجف – طريق الشعب

أدان سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أحمد تويج، بشدة الممارسات القمعية التي استهدفت المحتجين في المحافظة، مؤكداً دعم الحزب الكامل لمطالبهم المشروعة.

وقال تويج في تصريح لـ “طريق الشعب”، إن “ما تشهده النجف من احتجاجات متصاعدة يعود إلى التدهور الكبير في تجهيز الطاقة الكهربائية، وتوقف عدد من المشاريع الخدمية بسبب تفشي الفساد وسوء الإدارة”، مضيفاً أن “هذا الواقع المتردي أدى إلى تنامي السخط الشعبي، وخروج تظاهرات سلمية مناطقية، كفلها الدستور العراقي”.

وأكد تويج أن “الإجراءات القمعية التي تمارسها السلطات المحلية لن تمنع المواطنين من المطالبة بحقوقهم، خصوصاً في ظل العجز الحكومي المتواصل عن معالجة هذه الأزمات المزمنة”.

وأشار إلى أن “بدلاً من الاستجابة لمطالب المحتجين والتعاطي معها باعتبارها أولوية لتخفيف معاناة المواطنين، أقدمت السلطات على قمعهم واعتقال عدد منهم، في تصرفات تعسفية مرفوضة، استندت إلى أوامر قضائية يُقال إنها أُعدت مسبقاً”.

وأوضح تويج أن الأيام الأخيرة شهدت تظاهرات واسعة في أقضية ونواحٍ عدة من المحافظة، أبرزها في قضاء المناذرة، حيث خرج المئات للمطالبة بتشغيل صالة العمليات الجراحية المكتملة منذ فترة، والتي لا تزال مغلقة بحجج تتعلق بعدم استلام المقاول لمستحقاته أو عدم اكتمال التجهيز.

وتابع: “أعلن ناشطو المناذرة عن مهلة أخيرة حتى الأحد المقبل قبل اللجوء إلى خطوات تصعيدية، إذا لم يتم فتح الصالة أمام المراجعين”.

وفي ناحية الحيدرية، أشار تويج إلى اندلاع احتجاجات واسعة بسبب تردي خدمة الكهرباء، اضطر خلالها المتظاهرون إلى غلق الشوارع الرئيسية، ما أدى إلى صدامات مع قوات الشغب التي اعتقلت أكثر من عشرة أشخاص بعد تدخل قوة أمنية قادمة من بغداد.

وأضاف: “في ناحية البراكية أيضاً، خرجت مجاميع من المتظاهرين خلال اليومين الماضيين رافعين صور المحافظ ورئيس المجلس ومدير الكهرباء وعليها إشارات الرفض، للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية بعد قرار تحويلها إلى ناحية تابعة لقضاء الكوفة”. وأكد أن قوات الأمن لاحقت المتظاهرين واعتقلت عدداً منهم، وهي نفس القوة التي تدخلت في الحيدرية.

وأشار إلى أن العشرات خرجوا مساء أمس في قضاء الكوفة احتجاجاً على تدهور خدمة الكهرباء، حيث وصلت ساعات القطع إلى ست ساعات مقابل ساعتين فقط من التجهيز.

وفي ختام تصريحه، أكد أحمد تويج أن عدداً من المحامين، بمن فيهم هو شخصياً، تطوعوا للدفاع عن المعتقلين، مشيراً إلى أنهم يسعون لإطلاق سراحهم بالطرق القانونية، نظراً لأنهم خرجوا في تظاهرات سلمية للتعبير عن مطالب مشروعة.

******************************************

الصفحة الثالثة

موجة تظاهرات تجتاح المحافظات احتجاجًا على البطالة وسوء الخدمات وغياب العدالة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظات عديدة، خلال اليومين الماضيين، موجة تظاهرات واسعة ومتنوعة، عكست حجم الغضب الشعبي المتزايد إزاء السياسات الحكومية المتعلقة بتوفير فرص العمل والخدمات.

وشارك في هذه الاحتجاجات مئات من المواطنين، من خريجي الجامعات والمهندسين والعاملين بنظام الأجور اليومية وذوي الشهداء والأساتذة الجامعيين، مطالبين بالاستجابة لمطالبهم التي طال انتظار تحقيقها.

البصرة.. احتجاجات تصطدم بالعنف

وفي محافظة البصرة، خرج المئات من خريجي الأقسام الهندسية والتخصصات النفطية والجيولوجيين في تظاهرات حاشدة أمام مبنى شركة نفط البصرة، مطالبين بتوفير فرص عمل في الشركات النفطية العاملة ضمن العقود الوزارية. ورغم الطابع السلمي الذي بدأ به التحرك، فقد شهدت التظاهرة احتكاكات وتوترات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، أسفرت عن إصابات وتبادل للاتهامات بين الجانبين.

نقابة المهندسين – فرع البصرة أصدرت بيانًا دانت فيه "الاعتداءات غير المبررة" التي تعرض لها المتظاهرون، مشيرة إلى وجود تجاوزات لفظية وجسدية بحق المهندسين والمهندسات، ووصفت الحادث بأنه "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان"، مطالبة بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين والإفراج عن أي محتجزين على خلفية التظاهرة.

من جهته، قال حسن الشاوي، ممثل المتظاهرين، إن "الاحتجاجات دخلت شهرها الثالث، وهي تطالب بحقوق مشروعة"، متهمًا القوات الأمنية باستخدام القوة رغم سلمية التظاهرة، ما أسفر عن إصابة أحد المتظاهرين ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ولم تقتصر التظاهرات في البصرة على المهندسين، إذ نظم موظفو مطار البصرة الدولي وقفة احتجاجية رافضة لقرار فصل المطارات عن الشركة العامة للملاحة الجوية وخصخصتها.

وأكد المحتجون أن المطارات رابحة ولا تحتاج إلى استثمار خارجي، مطالبين وزارة النقل والبرلمان بالتدخل العاجل، خاصة بعد نقل بعض الموظفين دون تخصيص مالي وتأخر صرف رواتب شهر أيار.

وفي تحرك آخر، تظاهر خريجو كلية العلوم أمام مقر شركة نفط البصرة (موقع المكينة)، مطالبين بالكشف عن مصير 30 اسمًا قالوا إنها "سقطت سهوًا" من قوائم التعيين رغم وجود موافقة رسمية سابقة من رئيس الوزراء. وأعرب المتظاهرون عن استيائهم من "الإهمال والتهميش" المستمر منذ أكثر من أربع سنوات دون أي حل يلوح في الأفق.

الكوادر التدريسية في كركوك

وفي محافظة كركوك، نظم العشرات من الكوادر التدريسية في جامعة كركوك تظاهرة أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بتوزيع قطع أراضٍ سكنية أسوة بزملائهم في الجامعات العراقية الأخرى. ورفع المحتجون لافتات تطالب بتحقيق العدالة، مؤكدين أنهم لم يُشملوا بأي من الوجبات السابقة رغم سنوات خدمتهم الأكاديمية.

وقال التدريسي عباس الجبوري، إن "ما نطالب به هو حق مشروع، ونلاحظ تمييزًا واضحًا بين تدريسيي المحافظات"، مشيرًا إلى أن زملاءهم في بغداد ونينوى والنجف حصلوا على أراضٍ سكنية منذ سنوات، بينما لا يزال تدريسيو كركوك ينتظرون دون جدوى.

وأوضح الجبوري أن الوجبة الأولى من الأراضي التي وُزعت شملت أكثر من 750 تدريسياً، لكن الكثير من القطع لم تُسجل بأسماء مستحقيها بسبب تعقيدات إدارية وضوابط معقدة، ما فاقم الإحباط في صفوفهم. ودعا الحكومة المحلية ووزارة التعليم العالي إلى "إعادة النظر في آليات التوزيع وتسريع إطلاق وجبات جديدة تشمل جميع المستحقين".

ذوو الشهداء والجرحى

وفي بعقوبة، مركز محافظة ديالى، أقدم العشرات من المواطنين على إغلاق بوابة مبنى مجلس المحافظة، في تظاهرة احتجاجية للمطالبة بتنفيذ استحقاقات خدمية، وعلى رأسها توزيع قطع الأراضي السكنية المتأخرة منذ سنوات.

أحمد إبراهيم، عضو تنسيقية التظاهرة، قال إن "العشرات من ذوي الشهداء والجرحى والفئات المستحقة الأخرى خرجوا في تظاهرة سلمية أمام مبنى المجلس، وأغلقوا البوابة احتجاجًا على استمرار تأخير توزيع الأراضي، رغم الوعود المتكررة من المسؤولين".

وأكد أن الملفات مكتملة والالتزامات القانونية مستوفاة منذ سنوات، ومع ذلك لم يحصل المستحقون على أراضيهم، مضيفًا انه "من غير المقبول أن ينتظر ذوو الشهداء والجرحى أكثر من 10 إلى 15 عامًا للحصول على أبسط حقوقهم". وحذر من أن هذه التظاهرة ستكون البداية، وستليها احتجاجات واعتصامات في مدن ديالى الأخرى للضغط على الجهات المعنية.

عمال الأجور اليومية

ونظم العشرات من العاملين بنظام الأجور اليومية في مصفى كربلاء تظاهرة أمام مبنى وزارة النفط وسط بغداد، مطالبين بتحويلهم إلى عقود رسمية وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وقال أحد المشاركين إن العديد من العمال اضطروا لتقديم استقالاتهم مؤخرًا بسبب ضعف التخصيصات المالية والمشقة الكبيرة في العمل داخل المصفى، ما أدى إلى تهديد الاستقرار المعيشي لأسرهم.

وطالب المتظاهرون وزارة النفط والحكومة الاتحادية بضرورة النظر الجدي في ملفهم، والعمل على تثبيتهم ضمن الملاك أو تحويلهم إلى عقود تضمن حقوقهم المالية والوظيفية.

احتجاجات للخريجين ومطالب خدمية

في محافظة المثنى، شهدت مدينة السماوة تظاهرة نظمها خريجو قوائم الاحتياط في تربية المثنى، مطالبين بشمولهم بالتعيين ضمن درجات الحذف والاستحداث، واستثمار كامل الحصة المخصصة للمحافظة في التوظيف.

وقال أحد المشاركين، حسين شاهر، إن مطالبهم تتركز حول "تطبيق مبدأ التقاطع الوظيفي على الأسماء الأساسية، واستغلال الفرص المتاحة لتوفير وظائف للخريجين"، مؤكدًا أنهم شكّلوا وفدًا لعرض مطالبهم على الجهات المعنية، واصفًا إياها بـ"المشروعة والعادلة".

وفي قضاء المجد، نظم عشرات المواطنين تظاهرة أمام مبنى القائممقامية مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية في القضاء، بما في ذلك الكهرباء والماء والصرف الصحي.

وتعكس هذه التظاهرات التي اجتاحت عدة محافظات حجم الاحتقان الشعبي المتصاعد، وسط بطالة متفاقمة وتراجع في مستوى الخدمات الأساسية، وتفاوت واضح في العدالة التوزيعية.

********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق ومشكلة المياه المتفاقمة

اهتمت مواقع إخبارية وصحف أجنبية مجدداً بمشكلة الجفاف التي يعاني منها العراق، والتي تشير معطيات كثيرة إلى أنها في طريقها للتفاقم سواء جراء التغيرات المناخية أو بسبب تقليص الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات وروافدهما.

مستوى لم يسبق له مثيل

فقد نشرت صحيفة (ذي ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية تقريراً أشارت فيه إلى أن احتياطيات المياه الوطنية في العراق انخفضت إلى ما يقارب النصف لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ 80 عامًا، خاصة بعد تقلص واردات البلاد من نهري دجلة والفرات وانخفاض هطول الأمطار في فصل الشتاء الأخير قياساً بما كان عليه الأمر في عام 2014، مما يهدد المزارع والقطاع الصناعي والمستهلكين بشكل عام.

وذكر التقرير بأن المياه باتت مشكلة رئيسية في بلد يبلغ عدد سكانه 46 مليون نسمة ويعاني من أزمة بيئية خطيرة بسبب تغير المناخ والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى ما تحتجزه السدود المقامة في دول المنبع (إيران وتركيا) من مياه ومنع تدفقها في نهري دجلة والفرات، اللذين يرويان العراق منذ آلاف السنين.

تدهور الإنتاج الزراعي

ونسب التقرير للمتحدث باسم وزارة الموارد المائية توقعه أن يبدأ موسم الصيف بما يقل عن 18 مليار متر مكعب، وهو ما سيجبر المزيد من المزارعين على هجر أراضيهم، خاصة مع قيام السلطات بتقليص النشاط الزراعي من أجل ضمان إمدادات كافية من مياه الشرب، والحفاظ على المساحات الخضراء والمناطق الإنتاجية، التي تبلغ مساحتها أكثر من 1.5 مليون دونم. وذكر التقرير بأن الحكومة سمحت في العام الماضي للمزارعين بزراعة 2.5 مليون دونم من الذرة والأرز والبساتين، كما يُفترض أن تكون لها خطط فعّالة لإدارة المياه، على ضوء اتفاقية إطارية بين العراق وتركيا، مدتها عشر سنوات، وتهدف في معظمها إلى الاستثمار في مشاريع تضمن إدارة أفضل للموارد المائية.

تاريخ حضاري في الري

ولموقع " Green Prophet" المتخصص بالحلول المستدامة لقضايا العالم، كتبت جولي شتاينبك مقالاً ربطت فيه بين واقع العراق المائي حالياً وبين تاريخه العظيم في إدارة موارده المائية، يوم اتقنت بلاد ما بين النهرين فن إدارة المياه وسبقت بتطورها أنظمة القنوات المائية الرومانية.

وأوضح المقال بأن سكان الأهوار اليوم، وهم أحفاد أولئك الذين كانوا أول من اخترع طرق الري المناسبة، يواجهون تقلصاً في مياه الأنهار التي كانت تدعم تلك الثقافات القديمة، وذلك بسبب السدود المقامة أعلى النهر، والملوحة، والصدمات المناخية، وسوء الإدارة، وهي عوامل خطيرة أدت إلى إرهاق البنية التحتية للمياه في العراق وجعلها قديمة الطراز، مما يتطلب الإسراع في مواجهة الأزمة التي تزداد إلحاحًا عامًا بعد عام، وتتمظهر في ندرة المياه، وجفاف الأنهار وتخلف النظم الزراعية.

هجرة وتدهور بيئي

وأضافت الكاتبة إلى أن الزراعة تستهلك الآن أكثر من 90 في المائة من مياه العراق، ومع ذلك، تتراجع غلة المحاصيل. وتشير بعض التقديرات إلى أنه بدون إجراءات إصلاحية ستنخفض غلة القمح والشعير بمقدار النصف بحلول عام 2050.

وأكدت الكاتبة على أن المجتمعات الريفية في العراق، التي ما تزال تعتمد على الزراعة التقليدية، تُقتلع اليوم من جذورها بالفعل بسبب نقص المياه، فيما تتبخر الأهوار، التي كانت تزخر بالتنوع البيولوجي والحياة الثقافية، ويهدد اختفاء المياه من أراضي الأجداد بقطع الروابط التاريخية والدينية والهوياتية.

وبينت الكاتبة بأن هذا الواقع أشعل صراعاً، ليس فقط بين الدول التي تتشارك في منظومات الأنهار، بل داخل العراق نفسه، حيث تتزايد النزاعات حول حقوق المياه، وتصل للعنف في بعض المناطق، إلى درجة لم يتبقَّ أمام جيل الشباب، ولا سيما النساء وصغار المزارعين، سوى خيارات محدودة، لا تتعدى التكيف أو المغادرة.

غياب الحلول

وعلى الرغم من خطورة الوضع، يفتقد العراق للحلول ويتبنى بحذر التقنيات الحديثة، التي قدمت الكاتبة عدداً منها كاستخدام الألواح الشمسية لتوليد الطاقة بدلاً من مضخات الديزل، وتقييم درجة الرطوبة ومواعيد الري من خلال أدوات الاستشعار عن بُعد، وإحياء جمعيات مستخدمي المياه التي تقودها المجتمعات المحلية، واعتماد التعاونيات في إدارة المياه بطريقة حديثة ومناسبة للواقع الصعب، ولخلق وتطوير الثقة بين الناس.

**************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. «الرأسمالية} في حوار مع الشباب

إبراهيم إسماعيل

في جلسة أخرى مع الشباب كان عليّ أن اتحدث عن تعريف ماركس للرأسمالية من أنها نظام اقتصادي محكوم عليه بالفناء، جراء اعتماده على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وعلى العمل المأجور، حين تضطر الطبقة العاملة لبيع كل ما تملك - قوة عملها - لتستمر في الحياة، وقيامه على الظلم الأكبر حيث يستغل رأس المال قوة العمل هذه فينهب فائض القيمة الذي تخلقه، وعلى اللاعقلانية حين يؤدي السعي الدائم للربح إلى زيادة الانتاج وخلق تراكم غير محدود من فائض القيمة يفضي للركود ولأزمات اقتصادية دورية ولتركز الثروة في يد اقلية يتناقص عديدها كل يوم، وأخيراً على الطبيعة غير الديمقراطية لهذا النظام بسبب غياب تام للمساواة الاجتماعية فيه.

ورغم إن الشباب اتفقوا معي على الفناء الحتمي للرأسمالية، ذكروا بأنها ماتت سريرياً أو تكاد، بعدما دخلت طوراً جديداً يمكن تسميته بالإقطاع التقني. ففي هذا الطور هدم رأس المال الرقمي السحابي (وهو الأموال القادمة من فوق السحاب في عالم الرقمنة)، الركيزتين التقليديتين للرأسمالية، الأسواق والأرباح، محوّلا الأولى من وسيط ومنافسات إلى منصات تداول رقمية تبدو وكأنها أسواق، لكنها في الحقيقة إقطاعيات، ومستبدلاً الثانية وهي الربح بالريع.

وقد أدى ذلك إلى انتقال القوة الحقيقية من أيدي مالكي رأس المال التقليدي (الآلات والمباني والطرق وغيرها) إلى اقطاعيين يسيطرون على رأس المال السحابي ويحتكرون الخدمات والشبكات والبيانات والقواعد والمنصات وحق الوصول اليها. كما تغّير رب العمل من رأسمالي، مسؤول عن صيانة حياة العمال ليبقوا صالحين للاستغلال، إلى روبوت صناعي، يتعامل معهم كأقنان، في إقطاعية تكنولوجية. أما نحن الأقنان المعاصرين، فما عدّنا قادرين على العيش خارج منصات الإقطاعية، التي لا نملكها وإنما نستأجرها لنعمل فيها، فيعيد أصحابها تنظيم سلوكنا الاستهلاكي وأوقات فراغنا، بل ويعيدون انتاجنا، زبائن وعاملين، كموارد يمكنهم تدويرها وتحفيزها.

وأشار الشباب إلى أن ما يحدث يفضح بقوة الأكذوبة التي تقول بأن النمو الرأسمالي هو المصدر الوحيد للرفاه وأن علينا إنهاء المنافسة وتوفير أفضل الظروف الممكنة للاستثمار، لأن ما نعيشه هو نتاج كارثي لإطلاق العنان للأسواق المالية، وتخفيض أو الغاء الحقوق الاجتماعية، وخصخصة المؤسسات العامة، وتسليع كل شيء بما في ذلك البشر وقيمهم الثقافية، وتغيير التوازن السياسي لصالح الشركات فوق القومية، وتغييب دور شعوب الأطراف، بالقوة، عسكرية كانت أم ثقافية.

وكما هو جليّ، فقد ساعد ذلك كثيراً الإقطاع التقني على نشر أنماط الإنتاج والاستهلاك والطلب على المواد الخام والأراضي وأماكن طمر الملوثات، والعمال الذين يقومون باستخراج المواد الخام وإنتاج الغذاء الرخيص، مما فاقم باستمرار التوترات الطبقية والبيئية داخل الدول الصناعية وبينها وبين شعوب الأطراف.

وقبل أن أقلّب الفكرة لأعرف ما إذا كان الأقطاع التقني مرحلة رأسمالية أعلى من الإمبريالية أم تجلياً جديداً لها، لم يترك رفاقي الشباب الأفق مغلقاً، بل كشفوا لي عن الكثير مما على اليسار فعله في الصراع مع هذا الإقطاع التقني، سواء في مواجهة علاقات الإنتاج الجديدة واتفاقيات التجارة الحرة وخصخصة شبكات الطاقة، أو في النضال من أجل العدالة المناخية، "فلا بيئة بدون البشر ولا بشر بدون بيئة"، وتيسير وصول الجميع لتكنولوجيا الرقمنة، وإقامة مشاريع تعتمد على التعاون المجتمعي، وتخفيض ساعات العمل، وفرض قوانين واضحة على الاقطاعيات الرقمية ذات السيطرة شبه المطلقة على البنية التحتية والبيانات والأسواق وبعض جوانب الحياة الاجتماعية، وقيادة المجتمع لكسر هذه الهيمنة وإرغامها على إعادة توزيع الإنتاج. وللحديث بقية.

*****************************************

الصفحة الرابعة

أرقام حكومية مطمّنة وواقع مختلف  أزمة البطالة في العراق بين الإحصاءات وجيوش العاطلين عن العمل

بغداد - محمد التميمي

في وقت تشير فيه البيانات الرسمية إلى تراجع معدلات البطالة في العراق، يكشف الواقع عن صورة مغايرة تماماً، تعكس اتساع أزمة العمل وتزايد أعداد الباحثين عن فرص وظيفية.

ويعكس التزاحم غير المسبوق على وظائف العقود، كما حصل مع عقود محافظة بغداد، حيث بلغ عدد المتقدمين للتعيين بصفة عقد قرابة نصف مليون شخص، يعكس حجم الواقع المّر ويغالط الارقام الحكومية.

نصف مليون طلب تعيين!

 وقد علّق عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق ياسر السالم، على إعلان رئيس الحكومة انخفاض معدلات البطالة، قائلاً: "اعلنت محافظة بغداد ان عدد المتقدمين للتعيين بصفة - عقد - بلغ ما يقارب 500 الف او (نصف مليون) متقدم. ‏بينما اعلن رئيس الوزراء محمد السوداني، انخفاض نسبة البطالة الى 13 في المائة".

نتائج مسح عام كامل

في هذا الشأن، قال المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، أن "المؤشرات التي أعلنتها الوزارة بشأن معدلات الفقر والبطالة استندت إلى نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسر في العراق، الذي نُفذ خلال عام 2024، وامتد على مدار سنة كاملة بدءًا من نهاية عام 2023 وحتى أواخر 2024".

وقال الهنداوي في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن هذا المسح "شمل جميع المحافظات العراقية، ونفذ على مستوى الأقضية، حيث تمّت زيارة العوائل المشمولة أكثر من خمس مرات خلال فترة تنفيذ المسح، ما أتاح جمع بيانات دقيقة وشاملة حول واقع الإنفاق، وفرص العمل، وعدد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى".

وأشار إلى أن المسح أُجري "وفق معايير دولية، وبالتعاون مع البنك الدولي، الأمر الذي يعزز من موثوقية نتائجه، ويجعلها معبرة عن الواقع الفعلي بشكل كبير".

وبيّن الهنداوي أن "نتائج المسح أظهرت انخفاض نسبة البطالة من 16.5 في المائة إلى 13 في المائة خلال عام 2024"، مشيرًا إلى أن "هذا التراجع يعكس تحسناً في مؤشرات النمو الاقتصادي مقارنة بالسنوات السابقة، لاسيما عام 2020 وما قبله".

فجوة بين الأرقام والواقع

من جهته، قال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، جليل اللامي، إن إعلان الحكومة العراقية عن انخفاض معدلات البطالة قد يبدو للوهلة الأولى مؤشراً إيجابيًا، إلا أن المعطيات الميدانية وردود فعل الشارع تعكس واقعاً مغايراً تماما.

وأضاف في حديثه مع "طريق الشعب"، أن “رغم ما أعلنته الجهات الرسمية من تراجع نسبة البطالة إلى 13 في المائة، إلا أن التقديرات المستقلة والمنظمات غير الحكومية تشير إلى أن النسبة الحقيقية – لاسيما بين الشباب – تتجاوز 15 في المائة وقد تصل إلى أكثر من 25 في المائة في بعض الفئات، خصوصاً لدى خريجي الجامعات".

وأوضح اللامي أن عدد العاطلين عن العمل في العراق، وفق تقديرات وزارة التخطيط أواخر عام 2023، يتراوح بين مليوني إلى 2.5 مليون شخص، من بينهم أكثر من 800 ألف خريج جامعي، ويشكل خريجو كليات التربية، الهندسة، الزراعة، والعلوم النسبة الأكبر بينهم".

وأشار  إلى أن وزارة التخطيط وجهاز الإحصاء المركزي اعتمدا في بياناتهما على مسوحات ميدانية وعينات سكانية، أظهرت أن البطالة انخفضت الى هذه النسبة، غير أن هذه البيانات – بحسب اللامي – “لا توضح بشكل كافٍ منهجية القياس، أو الشرائح التي شملتها الإحصاءات، وهو ما يثير تساؤلات حول شمولية الأرقام ودقتها”.

وتابع قائلاً انه “لا يمكن تجاهل أن الكثير من فرص التشغيل التي تشير إليها الحكومة مؤقتة أو ترتبط بعقود غير مستقرة، ولا توفّر أمانًا وظيفيًا أو ماليًا حقيقيًا. كما أن نسبة كبيرة من القوى العاملة، خصوصًا في المناطق الفقيرة والهامشية، تظل خارج نطاق المسوحات الرسمية".

وانتقد اللامي اعتماد الحكومة على ما وصفه بـ”حلول جزئية”، مثل برامج التشغيل المؤقت والقروض الصغيرة، قائلاً إن “هذه المبادرات لم تحقق أثراً مستداماً على واقع البطالة، في ظل ضعف المتابعة وغياب البنى التحتية الكفيلة بدعم ريادة الأعمال".

واختتم حديثه بالقول ان “توقيت إعلان هذه المؤشرات، قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، يثير تساؤلات مشروعة حول دوافعها، وما إذا كانت جزءًا من حملات دعائية سياسية. فالواقع اليومي الذي يعيشه المواطنون من بطالة وتهميش لا يمكن تغطيته بأرقام، مهما بدت متفائلة".

********************************************

مطالبات ببرامج تأهيل عاجلة ! حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة معطلة!

بغداد – تبارك عبد المجيد

تشهد قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق تحديات كبيرة على مستويات متعددة، تبدأ من نقص الدعم الطبي والتعليم المتخصص، إلى غياب التسهيلات الاجتماعية والبنية التحتية الملائمة، ما يعرقل اندماجهم الفعلي في المجتمع.  ويطالب ناشطون ومختصون بإصلاحات عاجلة تشمل تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتوفير فرص العمل، وضمان حقوق ذوي الاعاقة وفقاً للاتفاقيات الدولية، لتعزيز دورهم وتمكينهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع العراقي.

ولادة في يوم الانتخابات

مريم الجابري وهي أم لطفلتين من ذوي الإعاقة، واجهت ظروفا صحية قاسية، تتحدث مريم عن بداية رحلتها مع طفلتها الأولى، رهف، التي ولدت في ظروف صحية بالغة الصعوبة. تقول: "كنت أعاني من عسر ولادة، تزامن مع يوم انتخابات، ولم تتوفر سيارات إسعاف أو غرف عمليات، ما أدى إلى اختناق الطفلة أثناء الولادة بسبب نقص الأوكسجين، وبالتالي تلف خلايا الدماغ".

رهف، التي يبلغ عمرها اليوم 15 عاما، لم تنطق بكلمة واحدة طوال حياتها، وتعاني من تأخر ذهني شديد. حاولت مريم أن تتابع حالتها طبيا، وبدأت رحلات المراجعة منذ أن كان عمر الطفلة تسعة أشهر، لكنها لم تشهد تحسنا.

ثم ولدت الطفلة الثانية، زهراء، عام 2014، بعد أن اختارت مريم أن تلدها بعملية قيصرية لتتجنب تكرار مأساة رهف. إلا أن القدر لم يكن أرحم، إذ بدأت ملامح الإعاقة تظهر بعد شهرين فقط من ولادتها.

تقول مريم: "في البداية كانت طبيعية، لكن فجأة بدأت تعاني من اضطرابات في النوم والحركة، ولم تكن كسائر الأطفال".

ومع الوقت، تأكد أن زهراء أيضا تعاني من اضطرابات في الدماغ، لكن حالتها كانت أفضل نسبيًا من أختها، حيث بدأت تظهر مؤشرات على تطور إدراكي تدريج: "زهراء الآن في الصف الرابع الابتدائي في مدرسة حكومية للتربية الخاصة، ونجحت هذا العام بتفوق".

رغم المراجعات المستمرة للأطباء، ومعاناتها الصحية والنفسية، لم تتلق مريم وبنتاها أي دعم حقيقي من الدولة: "ماكو رعاية، ماكو مراكز متخصصة كافية، ولا حتى دعم نفسي أو اجتماعي، ولا أحد يسأل شنو نحتاج. حسيت إحنا مو ضمن حسابات هالدولة" تضيف بحسرة.

نقص في كل شيء

يقول د. سامر محمد مدير دائرة ذوي الاحتياجات في الديوانية، أن الدائرة تواجه تحديات كبيرة في تقديم الخدمات اللازمة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، على رأسها ضعف التمويل وغياب المناهج التعليمية المتخصصة.

وقال محمد لـ "طريق الشعب"، أن "طبيعة عمل الدائرة تشمل توفير المستلزمات الأساسية مثل القرطاسية والمنظفات اليومية، إضافة إلى الصيانات الضرورية للصفوف والمرافق الصحية والحدائق داخل المدارس. لكن مع ذلك، نواجه عوائق كبيرة بسبب قلة التخصيصات المالية، ما أثر بشكل مباشر على قدرتنا في تحسين الخدمات المقدمة".

وأضاف أن واحدا من أبرز المشكلات البنيوية تتمثل في استخدام مناهج دراسية غير مخصصة لذوي الإعاقة، حيث تُستخدم مناهج أعدت بالأصل للطلبة الأسوياء، دون مواءمة حقيقية مع قدرات واحتياجات الطلبة من ذوي الإعاقات الذهنية أو السمعية.

وتابع "نحن بحاجة ماسة إلى مناهج تعليمية خاصة تتناغم مع الرؤية التربوية العامة للدولة، وتنسجم أيضا مع الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2021".

وبين أن غياب أدوات تعليمية مثل لغة الإشارة والمحتوى الصوتي المناسب يعيق إدماج هؤلاء الطلبة في العملية التعليمية، بل ويحرمهم من فرص إتمام الدراسة بشكل رسمي.

واشار الى أن "هذا الخلل يحرمهم من دخول الامتحانات البكالوريا، وبالتالي من الحصول على شهادة معترف بها تُعينهم مستقبلاً في فرص العمل أو التعيينات الحكومية".

ضرورة إجراءات تشريعية عاجلة

ودعا حسين المعموري، عضو في فريق تطوعي مختص بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى تبني حزمة إجراءات تشريعية ومجتمعية عاجلة تهدف إلى تمكين ذوي الاعاقة ودمجهم الفعلي في المجتمع العراقي، مؤكدا أن ما يقدم حاليا لا يزال دون مستوى الطموح، ولا يعكس التزامات العراق الحقوقية والإنسانية تجاه هذه الفئة.

وقال المعموري في حديث لـ "طريق الشعب"، ان هناك عددا من المحاور الأساسية تشكل انطلاقة فعلية لتغيير واقع ذوي الاعاقة في العراق، في مقدمتها فرض تعيين نسبة من ذوي الاعاقة في مؤسسات القطاع الخاص، من خلال تشريعات ملزمة ترفد بحوافز ضريبية ومالية، إلى جانب إطلاق حملات توعية تبرز قدراتهم وإمكاناتهم، مدعومة ببرامج تدريب مهني وتأهيلي.

وأضاف أن من أهم النقاط المهملة في الوقت الحالي، البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، حيث دعا إلى إلزام المدارس والجامعات بتوفير مصاعد كهربائية، ممرات مهيأة، ومرافق صحية مخصصة لذوي الاعاقة، وأن يكون ذلك جزءا من المتطلبات الهندسية الأساسية في منح التصاريح.

دعم طموح تصديهم للمسؤولية

وأكد المعموري أهمية إعطاء الكفاءات من ذوي الاعاقة الفرصة في مواقع المسؤولية، عبر تطوير برامج توظيف وتدريب قيادي تفتح أمامهم، بما يضمن مشاركتهم الفاعلة في اتخاذ القرار، داخل مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص.

كما طرح فكرة إنشاء خط ساخن مخصص لذوي الاعاقة وأسرهم، يقدم الدعم والمشورة ويسهل إجراءات التواصل مع الجهات المعنية، فضلًا عن خدمات الطوارئ الصحية والنفسية على مدار الساعة.

وفي جانب الخدمات التعليمية، شدد على ضرورة رفع مستوى الرعاية في دوائر ومعاهد ذوي الاعاقة عبر تخصيص ميزانيات حقيقية، وتوفير تقنيات تعليم حديثة، وتنفيذ استبيانات دورية لقياس رضا المستفيدين وأُسرهم وتحسين الخدمات استنادًا إلى النتائج.

وطالب المعموري بتفعيل دور الرقابة المجتمعية على هذه المؤسسات، من خلال تشكيل لجان تضم أصحاب خبرة وأهالي من ذوي الاعاقة، إلى جانب إشراك وسائل الإعلام لرصد التحديات والنجاحات بشكل شفاف.

واختتم المعموري بالتأكيد على حق ذوي الاعاقة في الترفيه والحياة الاجتماعية، داعيا إلى إنشاء حدائق ومرافق ترفيهية مخصصة لهم، وتنظيم فعاليات رياضية وفنية تُعزز من اندماجهم وتُشعرهم بالانتماء إلى المجتمع.

وقال ان "هذه الحلول ليست رفاهية، بل ضرورة لبناء مجتمع عادل لا يُقصي أبناءه، بل يحتضنهم ويمكنهم، ويمنحهم الأدوات ليكونوا فاعلين في التعليم والعمل والحياة اليومية".

نسبتهم ١٣ في المائة

وتبلغ نسبة ذوي الإعاقة في العراق 13 في المائة، ويعلق الناشط الصحي عباس عبد علي قائلا ان "هذه النسبة تشكل تحدياً كبيراً"، ويرجع ارتفاعها إلى عوامل عدة منها الحوادث المرورية، وحالات العنف المسلح، والحروب المتكررة التي خلفت أعداداً كبيرة من المصابين بإعاقات جسدية وعقلية.

وأوضح عباس لـ "طريق الشعب"، أن الوضع الصحي لذوي الاحتياجات الخاصة في العراق يعاني من نقص حاد في الخدمات والتجهيزات الأساسية، فالمستشفيات المتخصصة قليلة جداً ولا تفي بمتطلبات العلاج والتأهيل، فيما تفتقر معظم المباني والمؤسسات الحكومية إلى التسهيلات الضرورية مثل ممرات الكراسي المتحركة، ومواقف السيارات المخصصة، وأجهزة المساعدة التكنولوجية.

وأشار إلى أن غياب الدعم الحكومي المادي، وعدم تخصيص ميزانيات مناسبة لذوي الإعاقة، إضافة إلى ضعف برامج التأهيل والرعاية الصحية النفسية، يزيد من معاناة هذه الفئة ويحد من فرصهم في العيش الكريم والمشاركة المجتمعية الفعالة.

ولفت عباس إلى أن الاحتجاجات الشعبية في عام 2019 أدت إلى زيادة أعداد ذوي الإعاقة، نتيجة الإصابات التي تعرض لها المحتجون، مشدداً على أن هذه الفئة لم تحصل على أي دعم أو تعويض مناسب من الجهات الرسمية. كما لفت الى تعرضهم للابتزاز مقابل توفير احتياجاتهم.

وخلص الى ان "الإهمال الحكومي المستمر في توفير الرعاية الصحية المتخصصة، والبنية التحتية الملائمة، والبرامج الاجتماعية الداعمة، يجعل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر هشاشة، ويمنعهم من تحقيق استقلاليتهم وحقوقهم الأساسية".

************************************************

الصفحة الخامسة

وسط اتهامات بـ«التوظيف الانتخابي» حفل {الإعفاء العام} في واسط يتحوّل إلى خيبة أمل جماعية!

الكوت – طريق الشعب

تحوّل احتفاء مديرية تربية واسط، بتكريم 33 ألف طالب ممن حصلوا على الإعفاء العام، إلى مناسبة أثارت موجة من الاستياء الشعبي، بعد أن فشل الحفل الجماهيري، الذي أقيم السبت الماضي على أرض ملعب الكوت الأولمبي، في تلبية الحد الأدنى من التوقعات، وسط اتهامات بـ"الخداع" وسوء التنظيم، وصولا إلى وصفه بـ"المهزلة الانتخابية".

ورغم الحضور الجماهيري الواسع، الذي ضم آلاف العائلات القادمة من مختلف مناطق المحافظة، فقد شهد الحفل الذي اسمته مديرية التربية "كرنفالا"، فوضى كبيرة وضعفاً في التنظيم، ومشكلات تقنية في الصوت إلى جانب غياب برنامج فعلي للتكريم، ما تسبب في خيبة أمل للطلبة وأولياء أمورهم.

ووفقا لأحد الحاضرين، فإن "الحفل لم يكن أكثر من عرض للتطبيل والتلميع. حيث تم التركيز على المدائح والخطابات الموجهة للمسؤولين، مقابل تكريم عدد محدود من الطلبة، وتجاهل الغالبية، رغم الإعلان المسبق عن تكريمهم جميعاً بشهادات تقدير".

ووثقت شهادات أخرى اضطرار عائلات فقيرة لاقتراض المال من أجل تأمين أجور نقل لحضور الحفل، أملاً في تكريم أبنائها، لتعود في النهاية "مكسورة الخاطر" – حسب ما ذكرته إحدى الأمهات. فيما عبّر كثيرون عن إحباطهم مما اعتبروه محاولة مكشوفة لتوظيف الحفل في خدمة "الماكينة الانتخابية"، مشيرين إلى أن ما جرى يُظهر استخفافاً بمعاناة الناس وآمالهم.

كما ان مراسم التكريم اقتصرت على أبناء الشهداء، خلافاً لما تم الترويج له مسبقاً، ما اعتبره البعض تضليلاً متعمداً، في وقت طالب فيه عدد من المواطنين بأن تتم الاحتفاءات المستقبلية في المدارس نفسها، بعيداً عن الاستعراضات الجماهيرية التي "تستهلك الجهد والمال دون أثر فعلي".

تصريح التربية ينافي الواقع!

وبينما تكشف شهادات مواطنين كثيرين، إضافة إلى صور وثقتها وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل، عن الفوضى التي شهدها الحفل، وعن مدى استغلال المناسبة لصالح الجهد الانتخابي، تحاول مديرية التربية في بيان صحفي، إظهار صورة مُغايرة، بتأكيدها الاحتفاء بإعفاء 33 ألف طالب وطالبة متفوقين، وإشادتها بدعم الحكومة المحلية الطلبة والعملية التربوية والتعليمية، ورعايتها "الكريمة" الحفل. 

ولم تتناس التربية في بيانها، إبراز وعود الحكومة المحلية بمواصلة دعمها العملية التربوية والتعليمية، في حين لا يزال هناك نقص في المباني المدرسية والمناهج والمستلزمات، وتدهور في البناء التحتي لكثير من المدارس، ناهيك عن ترهل أساليب التعليم واستمرار الدوامات المزدوجة والثلاثية، وكل ما يدفع الأهالي لنقل أبنائهم إلى مدارس أهلية – على حد ما أفاد به المواطن محمد علي شهاب، في حديث لـ"طريق الشعب". 

عائلات مخدوعة!

من جانبها، تروي المواطنة برافدا علي لـ"طريق الشعب"، مشاهداتها الحية لوقائع الحفل.

وتقول: "ذهبتُ إلى حفل تكريم المتفوقين، الذي أقيم السبت الماضي على ملعب الكوت الأولمبي، بعد إلحاح شديد من ابنة أخي المتفوقة بالإعفاء العام"، وتضيف أن "الملعب اكتظ بالعائلات المخدوعة! إذ لا البرنامج برنامج ولا الاحتفالية احتفالية ولا التكريم تكريم"!

وتضيف برافدا قولها أن "كل ما حصل هو فوضى وسط سوء تنظيم وضعف في الصوت، بحضور جمهور يتجاوز عدده 30 ألف شخص"، مضيفة: "انتظرنا طويلاً كي تُنظم فقرات فنية أو ترفيهية، حتى جيء بالفنان هاشم سلمان صاحب الألعاب البهلوانية، وفي الحقيقة لم نر من بهلوانياته وخدعه شيئا، لعله تفرغ للمديح والتمجيد"!

وتتابع قائلة: "تشارك مع هاشم سلمان، عريف الحفل والمنشد، ليكوّنوا معا مجموعة تمتهن التمجيد، وفق مبدأ سفرة ممدودة ولنأكل والرزق على الله"!

وتزيد برافدها على قولها: "إلى جانبي كانت تجلس احدى المسكينات، جاءت بابنها على أمل أن يحصل على هدية، كما أوهموها. ولأن ظروفها المالية صعبة، اضطرت إلى اقتراض مبلغ أجرة السيارة، وفي النهاية عادت إلى منزلها مكسورة الخاطر!".

وتنوّه إلى انه "تم تكريم أبناء الشهداء فقط، ولم يتم تكريم بقية الطلبة. إذ ترك رعاة الحفل مهمة تكريم هؤلاء لمدراء مدارسهم"، مضيفة القول: "كان من المفترض تكريمهم من البداية في مدارسهم، بدلا من كسر خواطرهم. فالحفل جاء خلاف ما نُشر في إعلانه المسبق، من حيث تكريم جميع الطلبة المتفوقين، بشهادات تقدير".

وتؤكد برافدا أن "احباطا شديدا اصاب الجميع، لما حصل اليوم من مهزلة وضحك على الذقون. ويبدو ان الماكينة الانتخابية هذه المرة كبيرة، والخداع أكبر. وما يؤسف له حقا، هو المواطن، الذي دائما ما يكون ضحية لخداع المخادعين، فيذهب تحت تأثير ما يشبه (التنويم المغناطيسي) لينتخب المجرّب"!

هذا ويتساءل كثيرون: ما ضرّ مديرية التربية لو انها أفرحت المتفوقين بمنحهم جميعهم شهادات تقدير؟!

علما ان سعر الشهادة في المكتبات بحدود ألف وخمسمائة دينار!

********************************************

هل يعود {التسمم} مجددا إلى البصرة؟!

متابعة – طريق الشعب

في الوقت الذي يزداد فيه القلق من تكرار سيناريوهات تلوّث المياه التي عصفت بالبصرة سابقا، حذّر "مرصد العراق الأخضر" المعني بالبيئة، من ارتفاع خطير في نسب ملوحة مياه شط العرب، ما ينذر بعودة حالات التسمم مجدداً إلى مشهد المحافظة المنهكة بيئيا.

ونقلا عن اختصاصيين، ذكر المرصد أن "معدلات الأملاح في المياه، في مناطق عدة من قضاء أبي الخصيب تجاوزت 14 ألف TDS. فيما يُتوقع أن تصل إلى 30 ألف TDS في مركز المدينة خلال ذروة الصيف، أي ما يعادل نصف ملوحة مياه البحر. وهي نسبة تهدد صلاحية المياه للاستخدام البشري والزراعي على حد سواء".

المرصد لم يكتفِ بالأرقام، بل دعا إلى تحرك رسمي عاجل، مشدداً على ضرورة استئناف المفاوضات مع دول الجوار حول الحصص المائية، وتنفيذ مشاريع التحلية والسدود التي وعدت بها الحكومات المتعاقبة دون أن ترى النور.

كما طالب بضبط تجاوزات شركات النفط وذوي النفوذ على منابع المياه، وتنظيم الإطلاقات المائية بشكل عادل.

**********************************************

محرقة مستشفى تثير فزع أهالي بعقوبة!

متابعة – طريق الشعب

في قلب مدينة بعقوبة، أكثر ما يثير القلق صباحاً هو دخان أسود يتصاعد من محرقة "مستشفى البتول" التعليمي. فالسكان باتوا يشبهون المحرقة بـ"قطار لا يتوقف" ينفث سمومه يومياً فوق المنازل والمدارس، فضلا عن روضة الأطفال المجاورة لهذه المستشفى الذي تحوّل من مكان لشفاء المرضى، إلى منطقة خطر وتهديد بيئي وصحي صريح.

في حديث صحفي، يقول الموظف محمد كريم، أنه "في كل صباح أشاهد سحباً سوداء فوق المستشفى. أفكر في أطفال الروضة المجاورة كيف يتنفسون؟ كيف يقضون يومهم وسط هذا التلوث؟". أما المواطنة أم زينب، فتقول: "نبدأ يومنا بالدخان بدل الشمس. استمرار المحرقة بهذا الشكل أصبح غير مقبول".

من جانبه، يذكر المواطن خالد نعيم، أن "حالات التحسس بين الأطفال وكبار السن تتزايد، ما ينذر بكارثة صحية لا يمكن السكوت عنها".

وتعمل هذه المحرقة منذ ما يقارب الأربعين عاما - حسب تصريح سابق لمدير إعلام صحة ديالى فارس العزاوي، الذي أشار إلى أن المستشفى قدم طلبات متكررة للحصول على محرقة حديثة، لكن دون جدوى.

المواطنون يطالبون بتحرك عاجل. صحتهم وصحة أطفالهم ليست هامشاً، بل أولوية يجب أن تُؤخذ بجدية.

**********************************************

بسبب قلة الأوكسجين نفوق مئات آلاف الأسماك في هور ابن نجم

متابعة – طريق الشعب

هور ابن نجم الواقع بين النجف وبابل والديوانية، والذي تُقارب  مساحته 960 ألف دونم، كان قد أعيد تأهيله وضخ المياه إليه بحضور رسمي من الحكومتين المركزية والمحلية، بوصفه مشروعاً مائيا ضخما. لكنه واجه أخيرا تحديات عديدة أهمها الشح المائي بعد حصول أعطال في مضخات المياه التي تغذيه من المبازل القريبة، الأمر الذي تسبب في قلة الأكسجين، وبالتالي نفوق أعداد كبيرة من الأسماك.

ويُوثق الناشط النجفي أبو زين العابدين، نفوق مئات آلاف الأسماك في الهور وظهورها على سطح مياهه، مبينا أنه "بعد تأهيل الهور جلبوا أطنانا من السمك ورموها فيه كي تتكاثر، وقاموا بضخ المياه إليه مدة 4 شهور.

ويستدرك في حديث صحفي أنه "بعد ذلك أوقفوا ضخ الماء بالتدريج، فحصل نقص في الأكسجين، ما تسبب في نفوق أطنان من الأسماك"، مضيفا أن "النتيجة هي كارثة بيئية صامتة، والآن مئات الآلاف من الأسماك نفقت، والبقية على الطريق بسبب الشح المائي ونقص الاكسجين".

**********************************************

عن تأهيل «شارع دجلة» أهالي العمارة يشددون على حماية الأشجار المعمرة

تابعة – طريق الشعب

يُبدي أهالي مدينة العمارة ارتياحهم من مشروع تأهيل شارع دجلة وسط المدينة، والذي انطلق قبل شهور، لكنهم يشددون على أهمية الحفاظ على الأشجار المعمرة في الشارع. حيث بقيت شاهدة عليه منذ أكثر من 60 عاما. وفي تشرين الثاني العام الماضي، أعلنت حكومة ميسان المحلية انطلاق أعمال المرحلة الأولى من مشروع تأهيل كورنيش شارع دجلة، مع رصف الجانب المحاذي للنهر بالحجر، على طول نحو 450 مترا.

وشملت المرحلة الأولى قلع التبليط وانشاء توسعات جديدة للأرصفة، إضافة إلى بوابة رئيسة وحدائق، وتركيب أنظمة إنارة حديثة.

وفي حديث صحفي، ذكر عدد من المواطنين أن شارع دجلة، رغم أهميته كشارع تجاري يضم محالا وعيادات طبية، إلا انه غير واسع، ويشهد ازدحامات مرورية يومية، مطالبين بالإسراع في إنجاز المشروع.  بينما شدد آخرون على أهمية الحفاظ على الأشجار المعمرة المطلة على نهر دجلة، والتي تُمثل جزءا من تاريخ المدينة، مطالبين بالاهتمام بها وعدم رفعها أو تغيير مكانها.

*****************************************

اگول.. إعماركم {نص ردن}!

حسين النجار

نشرت "طريق الشعب" على هذه الصفحة، في عدد سابق، خبراً عن حملة اعمار جرت أسفل مجسر الشالجية في بغداد، بعد فترة قصيرة على افتتاحه في حفل كبير صُرفت عليه مبالغ كبيرة. فالجهات المعنية رفعت المقرنص الذي رصفته اسفل الجسر قبل أيام معدودة، واستبدلته بآخر دون أسباب واضحة. وقد نقل الخبر ايضاً وجود تخسفات في الجسر نفسه، من جانبي الصعود والنزول.

وبالفعل، بعد أيام قامت الجهات المنفذة للمشروع، أو غيرها ربما، بقطع الشارع المؤدي إلى الجسر، والبدء بحملة تعبيد جديدة، بعد أن أزالت الأجزاء المتضررة من كلا الجانبين.

وأمس الأول الأحد، فوجئ الرأي العام بتدفق شلال مياه من أحد جانبي جسر الزعفرانية الجديد، الذي افتتح هو الآخر في احتفال وفرح غامر! ثم تبيّن أن هناك أنبوب ماء رئيسيا يقع أسفل الجسر، كُسر بسبب الأحمال الثقيلة. وسرعان ما حمّلت وزارة الاعمار والإسكان، سائقي المركبات، مسؤولية ذلك. اذ أفادت بأنها، خلال فترة بناء الجسر، علمت بوجود انبوب ماء قديم مطمور في الأرض ضمن حدود المشروع، وبسبب صعوبة تصليحه، أو استبداله بآخر جديد (غير متوفر في العراق حاليا)، شدّدت على عدم سير مركبات الحمل الثقيل على الجسر، والتي بسببها كُسر الأنبوب!

يتبيّن من هذا الكلام، ان جزءا كبيرا من حملة الاعمار التي قرّعوا بها رؤوسنا، انما هو "نص ردن"، وهذا المثل يُقال عمن يُنفذ عملا بصورة ترقيعية!

هناك الكثير من الشواهد على المشاريع "النص ردن"، ومنها ان شركة الفاو الهندسية، ادعت اتمامها تنفيذ حملة اعمار في المحلة 411 بحي الطوبجي، بالتعاون مع الجهد الخدمي والهندسي التابع الى مكتب رئيس الوزراء. فأقامت حفلا (أيضا صرفت عليه أموالا)، حضره نوّاب وشخصيات "رفيعة"، بينما رفعت في موقع الحفل، صور كبيرة لرئيس الوزراء، راعي حملة الاعمار. لكن ما هي الا ساعات حتى خرج أهالي المحلة مفندين إتمام الحملة. اذ ان الاعمار جرى في منطقة ثانية، غير محلتهم، وهي "زراعي حي العدل". والحقيقة ايضاً ان حتى هذه المنطقة جرى اعمارها بطريقة "النص ردن" ولم يكتمل حتى الآن ما جرى الوعد به!

تتحمل منظومة المحاصصة الفاسدة ومن يقودها ويتستر على الخراب الذي تتسبب فيه، ما يحصل للشعب العراقي، الذي يجدر ان ينظر الى ما حصل وما سيحصل بعين واعية، وان يمارس دوره السياسي في التعبير عن رأيه في صناديق الاقتراع واختيار البديل المناسب. كذلك عبر المساهمة في الفعل الاحتجاجي اليومي. وبهذين الفعلين يمكن ان يتحقق التغيير المنشود.

***********************************************

نفاد علاج Femaplex من المستشفيات

بغداد – طريق الشعب

افاد عدد من ذوي مرضى سرطان الثدي، بنفاد علاج Femaplex (وهو علاج وقائي يتناوله مرضى السرطان بشكل يومي)، من مستشفيات وزارة الصحة.

وذكر المواطن محمد تيسير لـ"طريق الشعب" انه تفاجأ بخبر نفاد هذا العلاج الذي تعتمد عليه والدته المصابة بسرطان الثدي، مشيراً الى ان صيدلية المستشفى اخبرته بعدم علمها بوقت استلامه. ولفت الى ان العلاج كان متوفراً طيلة المدة الماضية، مشيراً الى انه استلم ذات مرة حصة كاملة لثلاثة شهور، ولم تكن هناك صعوبة في الحصول عليه من المستشفيات. واكد المواطن، ان الأطباء نصحوه بالبحث عن العلاج في الصيدليات الأهلية، منوّها الى ان سعر الشريط الواحد يبلغ 20 الف دينار، ويكفي لمدة 10 أيام. وكثيراً ما يشكو مرضى السرطان من عدم توفر أنواع معينة من الادوية او الفحوصات في المؤسسات الصحية الحكومية، والتي عادة ما تكون باهظة الثمن في الصيدليات والمختبرات الأهلية. ويناشد المرضى، باستمرار، توفير تلك العلاجات وأجهزة الفحص، التي أثقل نقصها كواهلهم.

*******************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق غانم جاسور، بوفاة صهره الاستاذ الدكتور صفاء خضير الربيعي، عميد كلية الهندسة بجامعة كربلاء، وذلك اثر جلطة دماغية لم تمهله طويلا.

للفقيد الذكر الجميل ولعائلته خالص العزاء والمواساة والصبر والسلوان.

*********************************************

الصفحة السادسة

بعيدٌ عن المعايير الإنسانية  أطباء بلا حدود و{الأونروا}.. ينتقدون نظام توزيع المساعدات في غزة

رام الله – وكالات

قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن توزيع المساعدات في قطاع غزة أصبح فخا مميتا. فيما وصفت منظمة أطباء بلا حدود، نظام توزيع المساعدات الأمريكية بقطاع غزة بأنه يفتقر إلى حد بعيد للمعايير "الإنسانية والفعالية".

جاء ذلك في معرض تعليق لازاريني، على إطلاق الجيش الإسرائيلي النار، فجر الأحد، على آلاف المُجوّعين الفلسطينيين في مركز لتوزيع المساعدات بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

إصرار على القتل المباشر

وقبل ساعات، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان "استشهاد 32 فلسطينيا وإصابة أكثر من 250 آخرين، منذ فجر الأحد، بينهم عشرات الحالات الخطيرة، في مدينة رفح (جنوب) ووسط القطاع".

وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الصحة بالقطاع، إن "كل شهيد وصل إلى المستشفيات كان مصابا بطلقة نارية واحدة في الرأس أو الصدر، ما يؤكد إصرار الاحتلال على القتل المباشر والبشع بحق المواطنين".

وفي منشور على حسابه عبر إكس، شدد مفوض عام الأونروا، على ضرورة السماح لوسائل إعلام دولية الدخول لغزة وتغطية "الفظائع" المستمرة بشكل مستقل، بما في ذلك جريمة إسرائيل التي وقعت صباحا بحق الفلسطينيين برفح.

وتابع: "يجب أن يكون تسليم وتوزيع المساعدات في قطاع غزة آمنا وعلى نطاق واسع، ولا يمكن القيام بذلك إلا عبر الأمم المتحدة".

نظام مُهين

وأكد المسؤول الأممي أنه "يجب على إسرائيل رفع الحصار والسماح للأمم المتحدة بوصول آمن ودون عوائق لإدخال المساعدات إلى غزة، باعتبار ذلك الطريقة الوحيدة لتجنب المجاعة بالقطاع، بما في ذلك مليون طفل".

وسقطت أعداد كبيرة من الضحايا، بينهم عشرات الجرحى والقتلى، بين المدنيين الفلسطينيين الجائعين جراء إطلاق (إسرائيل) النار صباح اليوم، وفق ما نقل بيان عن تقارير من مسعفين دوليين على الأرض.

وأوضح: "وُضعت نقطة توزيع مساعدات قطاع غزة، وفقًا للخطة الإسرائيلية الأمريكية، في أقصى جنوب رفح، وأجبر هذا النظام المُهين (إسرائيل) آلاف الجياع واليائسين على السير عشرات الأميال إلى منطقة شبه مدمرة بسبب القصف الإسرائيلي العنيف".

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لأكثر من 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

قتلى في طوابير انتظار المساعدات!

وصفت منظمة أطباء بلا حدود، نظام توزيع المساعدات الأمريكية بقطاع غزة المدعوم من إسرائيل بأنه "خطير" ويفتقر إلى حد بعيد للمعايير "الإنسانية والفعالية".

وقالت منسقة شؤون الطوارئ، كلير مانيرا، في بيان نشرته المنظمة الأحد، إن قتل عشرات الفلسطينيين وإصابة مئات وهم ينتظرون حصولهم على الطعام من مراكز التوزيع "يٌظهر خطورة النظام الجديد لتوزيع المساعدات وافتقاره للإنسانية والفعالية إلى حد بعيد".

ولفتت مانيرا إلى أن نظام التوزيع الحالي "أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بما كان من الممكن تفاديه".

وأضافت: "لا بدّ من أن تُقدَّم المساعدات الإنسانية حصريا عبر منظمات إنسانية تمتلك الكفاءة والإرادة لتقديمها بشكل آمن وفعّال".

وأشار البيان ان فرق أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب القطاع، شاركت الأحد، بعلاج إصابات خطيرة.

وذكر أن فرق الأطباء اضطر أيضا للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى، مع اقتراب بنوك الدم من النفاد.

ونقل البيان عن مصابين قولهم إنهم "تعرّضوا لإطلاق نار من جميع الجهات بواسطة طائرات مسيّرة ومروحيات وزوارق ودبابات، بالإضافة إلى جنود إسرائيليين على الأرض".

حق الفلسطينيين في وطنهم

قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إنه "من اللاإنسانية" أن تحكم إسرائيل على الفلسطينيين في غزة بالجوع بصغارها ومسنيها.

جاء ذلك خلال كلمته بحفل في قصر كويرينالي بالعاصمة روما لممثلين دبلوماسيين عن دول ومنظمات دولية معتمدة لدى إيطاليا بمناسبة يوم الجمهورية، الذي يُحتفل به كل عام في 2 حزيران.

وأضاف: "من اللاإنسانية أن يُحكم على شعب بأكمله، من الصغار إلى المسنين، بالجوع".

وأكد على حق الفلسطينيين في وطنهم ضمن حدود محددة ومعروفة، وأنه من غير المقبول حرمان الفلسطينيين في غزة من تطبيق القانون الإنساني.

وعبر سياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، تمارس إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 2 آذار الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

*******************************************

تقرير حقوقي: دول الخليج تُهمِل حماية العمال من الحر الشديد وتُعرض حياتهم للخطر

متابعة ـ طريق الشعب

بينما تسجل درجات الحرارة مستويات قياسية في دول الخليج، يبقى ملايين العمال الوافدين عرضة لمخاطر صحية حقيقية، نتيجة "غياب سياسات واقعية لحمايتهم من الإجهاد الحراري الشديد"، وفق تقرير جديد لمنظمة "هيومن رايتس ووتش".

وكشف التقرير أن "غالبية دول المنطقة ما زالت تعتمد على سياسات قديمة تقيّد العمل وقت الظهيرة بناءً على الروزنامة وليس على أساس الأدلة المناخية الفعلية". هذه السياسات، التي تحدّد ساعات محددة للحظر دون مراعاة ارتفاع الحرارة الحقيقي، "أثبتت عدم فعاليتها في ظل تغير المناخ وتكرار موجات الحرارة حتى قبل بدايتها الرسمية" حسب التقرير. واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، يوم أمس، "دول مجلس التعاون الخليجي بعدم اتخاذ إجراءات كافية لحماية العمال الوافدين من مخاطر الحر الشديد خلال فصل الصيف، ما يعرّض حياتهم وصحتهم للخطر بشكل متكرر".

وأوضحت المنظمة أن "هذه الدول تتجاهل أدلة علمية تشير إلى عدم فعالية سياسات الحظر الزمنية المستندة إلى الروزنامة، والتي تنص عادة على منع العمل تحت الشمس بين الساعة 12 ظهراً و3 عصراً، رغم أن ذروة الحرارة قد تبدأ قبل ذلك بكثير".

وقال مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "مع حلول كل صيف، يتكرر المشهد المأساوي: عمال وافدون يموتون دون داعٍ، ويصابون بالفشل الكلوي، ويواجهون أمراضاً مزمنة بسبب عدم استجابة الحكومات الخليجية للتحديات الصحية المترتبة على ارتفاع درجات الحرارة".

وأجرت المنظمة مقابلات مع 19 عاملاً وافداً في السعودية والإمارات وقطر والكويت خلال الفترة من تموز 2024 إلى أيار 2025، بالإضافة إلى مئات العمال في السنوات السابقة، حيث كشفت عن تعرضهم لدرجات حرارة قاتلة، وعدم توفر إجراءات حماية فعالة، مثل الراحة الكافية، والمياه الباردة، ومناطق الاستراحة المكيفة.

وذكرت المنظمة أن "البحرين اتخذت خطوة إيجابية في 2025 بتمديد فترة حظر العمل وقت الظهيرة لثلاثة أشهر (من 15 حزيران إلى 15 أيلول)، لكنها أكدت أن هذا القرار لا يزال ضمن إطار السياسات السائدة في المنطقة، ولا يعالج الثغرات الجوهرية في الحماية الفعلية للعمال.

وأشارت إلى دراسات تثبت أن الحرارة القصوى في السعودية تحدث بين الساعة 9 صباحاً و12 ظهراً، أي قبل بدء تطبيق الحظر، وأن العمال ما زالوا يتعرضون لمخاطر صحية كبيرة حتى داخل الشركات التي تلتزم بالساعات الممنوعة رسمياً. كما أظهرت دراسة أخرى في الكويت زيادة في الإصابات المهنية المرتبطة بالحرارة، رغم وجود الحظر.

وشهدت دبي في أيار الماضي تسجيل أعلى درجة حرارة لها ليومين متتاليين بلغت 51.6 درجة مئوية، بينما شهدت الكويت ارتفاعات مشابهة، مما يعكس تفاقم الوضع المناخي في المنطقة.

وأكدت المنظمة أن التعرض للحر الشديد يمكن أن يؤدي إلى طفح جلدي، تشنجات، إجهاد حراري، ضربة شمس، وقد يصل إلى الوفاة أو الفشل الكلوي النهائي.

ودعت المنظمة إلى اعتماد مؤشر ميزان الحرارة الرطب (Wet Bulb Globe Temperature - WBGT)، الذي يقيس الإجهاد الحراري المهني بناءً على درجة الحرارة والرطوبة، باعتباره وسيلة أكثر دقة وفعالية من الحظر الزمني الثابت. ورغم أن قطر هي الدولة الوحيدة التي اعتمدت المؤشر حتى الآن، فإن الحد الأقصى لدرجة الحرارة لوقف العمل (32.1 درجة) ما يزال مرتفعاً، في حين تشير دراسات إلى أن الإجهاد الحراري يبدأ عند درجات أقل بكثير.

كما سلطت المنظمة الضوء على "ظروف السكن غير اللائقة التي يعيش فيها العمال، بما في ذلك نقص المياه الباردة، وتأخر صيانة المكيفات، وازدحام الغرف، مما يؤدي إلى استيقاظ العمال منهكين ومجهدين قبل بدء يوم عمل طويل وشاق".

***********************************************

الشيوعي العراقي يُحيّي مؤتمر حزب اليسار الايراني

كولن ـ طريق الشعب

عقد حزب اليسار الايراني مؤتمره الرابع يومي السبت والأحد الماضيين في مدينة كولن الالمانية، تحت شعار: "الحرية، الديمقراطية، العدالة الأجتماعية والإشتراكية". وحضره مندوبون للحزب من بلدان عدة، وضيوف من أحزاب وقوى ديمقراطية ايرانية. وجرت في المؤتمر مناقشة للاوضاع السياسية الداخلية والعالمية.

وألقى ممثل الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق حازم كويي، كلمة التحية المرسلة من قيادة الحزب التي اشارت الى نضال حزب اليسار الى جانب القوى التقدمية والديمقراطية في الدفاع عن حقوق وحريات الشعب الإيراني، وخاصة حقوق المرأة، ولتحقيق تطلعاته نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام.

كما تناولت كلمة التحية التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط، مع استمرار حرب الابادة الصهيونية ضد غزة. وقالت ان "اختلال موازين القوى في المنطقة نتيجة لهذا العدوان المتواصل أدى إلى تهيئة الظروف المواتية للإمبريالية الأمريكية للمضي قدمًا في تنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الجديد" وتعزيز هيمنتها". واضافت ان "هناك قلق عميق من احتمال إقدام إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، الأمر الذي قد يجر المنطقة إلى حرب مدمرة لها عواقب وخيمة، وتشكل تهديدًا خطيرًا للسلام في الشرق الأوسط والعالم."

وتطرقت الكلمة الى نضال الشيوعيين العراقيين، إلى جانب القوى الديمقراطية، من أجل التغيير الجذري الشامل، بإنهاء نظام المحاصصة والفساد وبناء دولة مدنية ديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

*************************************************

اليونيفيل: على الجيش الإسرائيلي مغادرة جنوب لبنان

بيروت - وكالات

أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أندريا تيننتي، أن على الجيش الإسرائيلي الانسحاب الفوري من جنوب لبنان، مشدداً على أن وجوده هناك يشكل "احتلالاً"، بحسب تعبيره.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام لبنانية عن تيننتي، قال: "علينا إعادة الاستقرار إلى الجنوب، والأهم إعادة السكان في جنوب لبنان إلى كل القرى المدمرة، وعلى الجيش الإسرائيلي مغادرة جنوب لبنان لأن وجوده احتلال". وتأتي تصريحات تيننتي في حين لا تزال القوات الإسرائيلية تحتفظ بوجودها في خمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانية، رغم انتهاء المهلة المحددة لانسحابها الكامل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، عقب تصعيد استمر لأكثر من عام بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، شهد تبادلاً مكثفاً للقصف الصاروخي.

وتسعى قوات اليونيفيل، بالتعاون مع الأطراف المعنية، إلى تهدئة الأوضاع في الجنوب اللبناني، وضمان تنفيذ بنود وقف إطلاق النار، بما في ذلك الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية.

ويواجه لبنان اليوم أزمة جديدة تتعلق بالتجديد السنوي لقوات "اليونيفيل" على أراضيها، وهو قرار من المرتقب أن تتخذه الأمم المتحدة في 31 آب المقبل. ولم تتبلغ الحكومة اللبنانية رسمياً من واشنطن بما يجري التداول فيه بخصوص تعديل مهام "يونيفيل" في الجنوب.

**************************************************

فوز القومي كارول ناروتسكي بالانتخابات الرئاسية البولندية

وارسو ـ وكالات

فاز المرشح القومي كارول ناوروتسكي في الانتخابات الرئاسية البولندية أمام رئيس بلدية وارسو الليبرالي رافال تشاسكوفسكي، حسبما أظهرت النتائج الرسمية التي نُشرت الإثنين، ما يشكّل ضربة قوية للحكومة الحالية المؤيدة لأوروبا. وتفيد بيانات اللجنة الانتخابية الوطنية بنيل ناروتسكي 50,89 في المائة من الأصوات في مقابل 49,11 في المائة لمنافسه خلال الدورة الثانية من الانتخابات. وتظهر النتائج الاستقطاب المسجل في هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

**********************************************

سوريا.. تحديات اقتصادية واجتماعية تنتظر المعالجة

متابعة – طريق الشعب

بعد الخلاص من نظام الأسد في العام الفائت، تجددت آمال السوريين في حياة جديدة مختلفة. إلا أن الحصيلة حتى الآن لا تزال تواجه تحديات وصعوبات جمّة، تتعلق بالواقع السياسي، وتعزيز السيادة الوطنية، وتحقيق التلاحم المجتمعي، ووأد الطائفية والنزعات الشوفينية، فضلاً عن حماية الأراضي السورية من الأطماع الإسرائيلية ومن يدعمها، سواء من الأمريكيين أو غيرهم. كما تبرز التحديات الاقتصادية والاجتماعية كعامل ملحّ يتطلب معالجة عاجلة.

معطيات اقتصادية سيئة

ما يزال أكثر من نصف السوريين نازحين داخل البلد أو خارجه. ويعيش 90 في المائة من السكان تحت عتبة الفقر، ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، يحتاج 16,7 مليون مواطن، أي ثلاثة أرباع السكان، إلى مساعدات إنسانية. وتغيير هذا الواقع غير ممكن دون مساعدات دولية. تقدر تكلفة إعادة إعمار سوريا بما يتراوح بين 250 و400 مليار دولار. رغم ذلك، تواصل العقوبات المفروضة على سوريا إعاقة الاستثمارات الأجنبية.  في نهاية فبراير 2025، علق الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة العقوبات المفروضة على بعض القطاعات والمؤسسات السورية. ورغم تخفيف بايدن حدة العقوبات، ما تزال سياسة ترامب تجاه سوريا غير واضحة.

بينما لا تزال العقوبات الأمريكية واسعة النطاق تشكل عقبة رئيسة. في يناير، خففت إدارة بايدن العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة وتحويل الأموال الشخصية. لكن، من ناحية أخرى، لم تحدد إدارة ترامب الجديدة بعد سياسة واضحة تجاه سوريا أو موقفاً بشأن العقوبات. بالإضافة إلى ذلك تعاني سوريا مشكلات اقتصادية هيكلية عميقة تعيق الانتعاش الاقتصادي وتهدد مستقبل عملية إعادة الإعمار. ويقف عدم استقرار قيمة الليرة السورية في مقدمتها، بالإضافة إلى التعامل بالعملات الوطنية للبلدان الغازية الولايات المتحدة وتركيا.

 لا تزال البنية التحتية وشبكات النقل في سوريا متضررة بشدة. وتكاليف الإنتاج مرتفعة مع استمرار نقص حاد في السلع الأساسية وموارد الطاقة. كما تعاني سوريا من نقص اليد العاملة المؤهلة، ويبقى السؤال مفتوحا حول ما إذا كان هؤلاء العمال المتخصصون سيعودون ومتى. ويحتاج القطاع الخاص إلى تحديث وإعادة هيكلة كبيرة بعد أكثر من 13 عاماً من الحرب والدمار. كما أن الموارد العامة محدودة للغاية، ما يحدّ أكثر من إمكانات الاستثمار في الاقتصاد.

الثروة النفطية

تتركز الموارد النفطية الرئيسة في شمال شرق البلد، ومن شأن اتفاق أُبرم مؤخراً بين رئاسة سوريا والإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا أن يسهل وصول دمشق إلى هذه الموارد. رغم ذلك، استمر إنتاج النفط والغاز الطبيعي في سوريا في الانخفاض بشكل كبير منذ العام 2011. انخفض إنتاج النفط من 385 ألف برميل يومياً في العام 2010 إلى 110 آلاف برميل في مستهل العام 2025، وهي كمية غير كافية إطلاقاً لتلبية الحاجات المحلية. كانت سوريا تتزود إلى حد كبير، قبل سقوط الأسد، ببترول من إيران، لكن هذا الدعم توقف منذئذ.

بات السوريون، مع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض قيمة الليرة السورية، يعتمدون بشكل متزايد على التحويلات المالية. ويفوق حجم هذه التحويلات الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سوريا، التي كانت ضئيلة منذ العام 2011، وعن المساعدات الإنسانية، التي تجاوزت في المتوسط 2 مليار دولار سنوياً في السنوات الأخيرة.

الليبرالية الجديدة

في الآن ذاته، تُعزز التوجهات وقرارات الحكومة الاقتصادية، التي تتجاوز ولايتها المؤقتة وتفرض إرساء نموذج ليبرالي جديد مشوه وتسرعه مصحوبا بتدابير تقشفية، وتخدم هذه السياسة بشكل أساسي مصالح الطبقات الرأسمالية. والمؤشرات المتداولة تؤكد استمرار النظام الجديد في تسريع عملية الخصخصة وبيع القطاع العام المنهك أصلا. فيما يخص تدابير التقشف، جرى بالفعل اتخاذ العديد من القرارات. رُفع سعر الخبز المدعوم من 400 ليرة سورية (لـ 1100 غرام) إلى 4000 ليرة سورية (في البداية لـ 1500 غرام، ثم خُفض إلى 1200 غرام). خلال الأشهر التالية، أُعلن عن إنهاء الدعم على الخبز، في إطار تحرير السوق.

برغم الإعلان عن زيادة الرواتب بنسبة 400 في المائة في شباط 2025، ما يرفع الحد الأدنى للأجور إلى560 123 1 ليرة سورية (حوالي 93.6 دولارًا)، فإن هذه الإجراء، الذي لم يُنفذ بعد، لا يزال غير كافٍ لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة. وفقاً لتقديرات ليومية قاسيون في نهاية مارس 2025، يبلغ الحد الأدنى لكلفة المعيشة لأسرة سورية مكونة من خمسة أفراد تقيم في دمشق 8 ملايين ليرة سورية شهرياً (ما يعادل 666 دولاراً).

الخلاصة، تواجه سوريا تحديات اجتماعية واقتصادية ضاغطة. ويجب، في هكذا سياق، تسريع معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية من أجل تحسين ظروف معيشة السكان وقدرتهم على المشاركة في الحياة السياسية في الفترة الانتقالية. لكن توجه الحكومة الجديدة الاقتصادي والسياسي، المتسم برغبة في زيادة التحرير والخصخصة والتقشف وخفض الإعانات، لن يؤدي إلا إلى زيادة التفاوتات الاجتماعية والفقر وتركيز الثروة في أيدي أقلية وغياب التنمية الإنتاجية، وهي العوامل التي كانت وراء انتفاضة العام 2011.

******************************************

الصفحة السابعة

في تسعينية الصحافة الشيوعية العراقية.. إرث عبق يستحق الاحتفاء به

 إبراهيم المشهداني

ونحن نستذكر الذكرى التسعين لصدور جريدة كفاح الشعب وهي أول جريدة يصدرها الحزب الشيوعي العراقي عام 1935، فإننا في نفس الوقت نتتبع مسيرة الصحافة الشيوعية الممتدة منذ ذلك التاريخ المجيد وكانت نبراسا تنويريا انتجت كواكب من الصحفيين الذين تدربوا في تلك الصحافة واستلهموا منها روح النضال من أجل قضايا الشعب وهمومه عبر هذه المسيرة التاريخية الطويلة، واستشهد منهم الكثير على مذبح الحرية.

 وفي أوائل السبعينيات من القرن الماضي أعاد الحزب إصدار (طريق الشعب) بحلتها العلنية، وبصدورها دشنت مرحلة جديدة من تاريخ أول صدور لها، فقد تلقفها بحماس ليس فقط الشيوعيون وإنما كافة الشرائح المتطلعة إلى بصيص أمل في ظل سلطة مشكوك في نواياها، دون ان يعبؤوا بضغوط ومراقبة أجهزة الأمن البعثية التي كانت تنظر إليها كمحرض خطير لتعبئة الناس من أجل إقامة نظام ديمقراطي يتنفسون فيه عبق الحرية. وكانت كافة صفحات الجريدة تنبض بشيء جديد يجذب القارئ المتطلع إلى الحقيقة ليجدها في ثنايا تلك الصفحات ومن بينها صفحة الطلبة والشباب وربما كانت لهذه الصفحة خصوصيتها لأنها كانت تخاطب الشباب بلغة تعبوية تنويرية يفهما بوضوح، إلا أن بدايتها لم تكن يسيرة فكان لابد من ايجاد الكوادر القادرة على النهوض بتحريرها بصورة تلامس تطلعات الشباب والطلبة وتعبر عنها اصدق تعبير وهذه المهمة كانت تتطلب مصادر معلوماتية ومساهمين في الكتابة اليها  لهذا قام الحزب بتشكيل المكتب الصحفي الطلابي الذي قاده في البداية الشهيد فيصل قحطان العاني وكان المسؤول عن تحرير الصفحة في أول الأمر الرفيق رواء الجصاني وبعد ان انتقل إلى مهمة حزبية اخرى نسب الشهيد فيصل لمهمة تحريرها اما نشاط المكتب الصحفي  فأسندت مسؤوليته إلى كاتب هذه السطور. لقد كانت  مهمة المكتب من الثقل بمكان فقد كنا نستلم يوميا دفقا كبيرا من المساهمات التي يحررها الطلبة من كافة انحاء العراق، ولقد كان للنصائح  التي كان يبديها المكتب الصحفي لمنطقة بغداد( مصب) والتي كانت تقوده الكاتبة والصحفية طيبة الذكر سعاد خيري وكنا نعمل ليل نهار من أجل اعادة تحرير المساهمات الصحفية التي تردنا من المنظمات الحزبية ومن اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية آنذاك، وكنا نرد على كافة المساهمات غير الصالحة للنشر بصيغ تربوية تعليمية،  لقد كانت المساهمات تعكس هموم الطلبة والشباب وواقع العملية التعليمية وكافة المواضيع الاخرى في الأدب والفن وأنواع المعرفة رغم التحديات السياسية التي كان يواجهها الطلبة والشباب الشيوعيون ليس فقط في المؤسسات التعليمية وإنما ايضا في المنشآت الصناعية  والمحلات السكنية،  وكان علينا ان نعكس جوهر مضامينها على الرغم من ان المكتب  كان متكونا من ثلاثة رفاق فقط وهم إضافة إلى كاتب هذه السطور الذي اصبح محررا  محرر للصفحة فيما بعد، الرفاق سعد صالح السماوي وكان متميزا بأسلوبه الصحفي الواعد والشهيد غفار كريم (نوزاد ) والرفيق كفاح عبد الأمير شقيق الشهيد البطل وضاح عبد الامير (سعدون ) ولم نعرف وقتها هذه العلاقة، لكن تجربة المكاتب الصحفية ومنها المكتب الصحفي الطلابي سجلت تجربة ما زالت شاخصة حتى اليوم.

 إن مما كان يساعدنا في اداء مهمتنا هي الاجواء التي كانت تسود عمل الجريدة في ذلك الوقت. وكانت العوامل تتضافر مع بعضها، فقد كنا نعمل في غرفة تنبض بالمحبة والطيبة والحنان فكان يعمل معنا محررو صفحة التعليم والمعلم وهم كل من الفقيد حسن العتابي أبو جمال والرفيق نعمة عبد اللطيف أبو زينب الذي عمل محررا لصفحة التعليم والمعلم في الفترة الاخيرة، قبل أن يستفحل مرضه بالإضافة إلى الرفيق حميد الخاقاني والرفيق هاتف الاعرجي. وكان العاملون في أقسام الجريدة يقضون يومهم كورشة عمل وفريق متجانس تلمس فيهم الحرص في أداء الواجب ويجمعهم هدف مشترك عنوانه أن تخرج الجريدة بأجمل حلة وأحسن أداء وأن تعبر عن سياسة الحزب في الظروف الملموسة أحسن تعبير، فكنا نرى هدوء الرفيق عبد الزراق الصافي أبو مخلص في معالجة المشاكل التي تنهض هنا وهناك، وحماس الرفيق فخري كريم مدير التحرير الأقرب إلى العصبية التي يتوهم البعض أنها جزء من طبيعته ولكن حقيقة الأمر هي ضغط العمل.

 ومن المناسب الإشارة إلى أن الجريدة كانت مدرسة تدرب في أروقتها ليس رفاق الحزب وأصدقائه فقط وإنما أيضا الطلبة العرب، فكان مما اتذكره جيدا الطالب البحراني سعيد العويناتي كان آنذاك طالبا في كلية الآداب، وكان قد تدرب في كافة أقسام الجريدة وتطورت ملكته الصحفية بشكل سريع وعندما عاد إلى بلاده عمل في مجلة المواقف البحرانية وبسبب آرائه الماركسية اعتقلته السلطات البحرانية واستشهد تحت التعذيب. وبعد اليس من حقنا أن نفخر بالصحافة الشيوعية.

************************************************

القلم الحر حليف الكادحين وخصم المستبدين

كمـال يلدو

تقول الناشطة الأمريكية- السوداء هيريات تبمان:" كل حلم عظيم يبدأ بحالم، وأتمنى ان تتذكر دائما انك تملك الشجاعة والصبر والرغبة، وحتى لو تطلب الأمر الذهاب الى النجوم  من اجل تغير العالم نحو الأفضل، فأنك قادر على ذلك!"*، فرغم ان هذه الناشطة التي كانت من الناحية الرسمية (من العبيد) قد قالته بما لا يقل عن خمسين عاما من صدور اول صحيفة شيوعية عراقية يوم 31/7/1935، الا انه يحمل في دلالاته صلب الحقيقة التي تمثلت في تبوئ شعار" وطن حر وشعب سعيد" اولى المنشورات والمطبوعات الشيوعية العراقية، ومنذ ايام التأسيس الأولى.

عقود طويلة تفصلنا عن تلك الأيام التي لم نعد قادرين على وصفها نسبة الى ما وصل اليه حال العراق اليوم ونحن ندلف العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين، وطن تتبارى فيه الوحوش البشرية على تبوئ اكثر المناصب التي تمكن اصحابها من السرقات الكبيرة، وطن ينوء ابناؤه وبناته تحت  خطوط ادنى من خطوط الفقر العالمية، وتنخر الأمية جسده، فيما آثار الحروب والتفجيرات اليومية ما عادت بذات اهمية لعين الناظر الذي لا يأمل ولا يترجى سوى ان يعود سالما لبيته، لأنه لم يتذكر ان يودع عائلته هذا الصباح حينما غادر المنزل بقصد العمل او الوظيفة او الدراسة او حتى التسول في الشوارع العامة، في بلد البترول والميزانيات الترليونية الخيالية.

عملت الصحافة الشيوعية ومنذ خروجها للنور، "كمنفاخ حداد هائل" ــ كما يصفها لينين ــ، في بث وتعزيز الروح الوطنية والأستقلال، في الدفاع الأمين عن حقوق أكثر شرائح المجتمعة حاجة للتغير، الكادحين والمثقفين الثوريين، في تأصيل الحركة التنويرية للمجتمع بالأنفتاح على مكنونات الثقافة العراقية ومثقفيها، وبالتنوع العالمي الأممي. حرصت على محو الأمية وتعزيز انسانية الأنسان. نشرت الشعر والقصة والبحث العلمي، مشاكل المعلمين والعمال والفلاحين، ونقلت صورة حية للأحياء التي مازالت تصرخ لليوم طالبة حصتها من التبليط والكهرباء والمجاري. كانت ومازالت الصحافة الشيوعية العراقية أكبر مؤسسة (جامعة) لتخريج ليس الكوادر الصحافية فحســب، بل الكتاب والفنانين والأدباء والشعراء والمسرحيين وحتى العلماء والأطباء، ليس هذا فقط من الناحية الأكاديمية، بل ومناضلين اشداء من الطراز الفريد. تدربوا وتعلموا وتمرسوا على مهنة المتاعب في خضم الصراعات التي لم تهدأ لليوم في تقديم الحقيقة للجماهير، بيضاء ناصعة دون زيف او افتراء. عمل جيل المناضلين في شتى الظروف، تارة في السراديب او الكهوف، ومرة في البيوت او في المطابع العلنية، مرة بالرونيو ومرة يستنسخوها بأياديهم وبورق الكاربون، طريق طويل، كان قاسيا معظم الوقت وكان يكلف ســالكه حياته أكثر الأحيان. كان من الممكن ان ترتقي حبل المشنقة ليس لأنك تعمل محررا في جريدة (طريق الشعب) فقط، بل يمكن ان تحظى بذلك لأنك تقرأها او كنت تحملها في زمن ما! اما اليوم، وحينما نحصي اسماء الكتاب والصحفيين والمثقفين الذين تخرجوا من تلك المدرسة الوطنية، فلا يتملكنا الا الفخر والأعتزاز، فهكذا كان ديدن هذه الصحافة وهذا الحزب، مدرسة نموذجية في الوطنية والأخلاص والثقافة والعلوم والأنسانية، تكبر كلما يكبر تلاميذها وتزهو كلما يغترف منها احبتها.

لا نختلف كثيرا ونحن نشهد ما طرأ من تطور على الصحافة، طباعة وأنتشارا وأخراجا وتوزيعا في العشرين سنة الأخيرة، ومنذ ان صار الكومبيوتر يحل محل "عامل الطباعة" في اداء الكثير من ترتيب الحروف والصور وإخراج الصحيفة! لابل ان الأمور تنبئ بمفاجآت كثيرة على صعيد الصحافة الورقية المطبوعة التي صار المجهول مصيرها للسنين القادمة. ومما لا شك فيه ان عواملا تتجدد كل فترة يحسن بالمراقب ملاحظتها وملاحقتها ايضا ومنها على سبيل المثال: تنوع المصادر الإعلامية في هذا الوقت من خلال الأنترنيت والفضائيات والهواتف – الموبايل- ووسائط التواصل الأجتماعي الأخرى، مما يجعل اخبار الجرائد قديمة (نسبيا) لما موجود عبر الأثير، والشئ الآخر هو دراسة وضع ونفسية المواطن ايضا. فأنسان اليوم متعب ومهموم والحياة تجري معه سريعة في معظم الأحيان، ويمكن للأمية ان تكون عاملا يحد من شراء الجريدة، او حتى انتشار الناس في رقع جغرافية كبيرة تحول دون وصول المطبوع في وقته المحدد، ناهيك عن ارتفاع تكاليف الطباعة والورق والعمل والنقل مما يضيف عبئا آخرا على كاهل اصحاب الدخل المحدود في الوقت الذي يستطيع فيه ان يسمع الأخبار ويشاهدها ومن أكثر من مصدر ولحظة بلحظة عبر الفضائيات ..... مجانا!

في الوقت المنظور يمكن للصحافة الورقية ان تستمر لكن بتكلفة مالية أكبر، وممكن لقرائها ان يتناقصوا ايضا، لكنها باقية، وستعتمد كثيرا على الشيء المتميز بنتاجاتها ان كان في التحقيقات الصحفية او النشر الثقافي والأدبي او في ملاحقة الملفات التي تخص شرائح مهمة في المجتمع، الصحافة ستتنازل عن تربعها على عرش الخبر المقروء لتكون جزءا من كل، بعد ان كانت الكل، جزءا من الأنترنيت والفضائيات واليوتوب والتويتر والموبايل وربما لأدوات تواصل جديدة قادمة.

وحتى لانكون في آخر الركب، فأن المعنيين في شأن الشأن الصحفي (طالما نحتفل اليوم في ذكرى صدور او صحيفة شيوعية عراقية عام 1935) مدعوون اليوم وأكثر من اي وقت مضى للنظر في شأن الصحافة نظرة ممزوجة باستكشاف آفاق المستقبل والتنبؤ بمتطلبات العمل الأعلامي (وليس الصحفي فقط)، من اجل التواصل الحقيقي مع الثورات التكنلوجية العارمة التي دخلت عالم النشر والأعلام، ومن اجل استيعاب الدور التي تقوم به الأدوات الأعلامية المستحدثة. فأذا كان الهدف من "الجريدة" هو نقل الخبر، وايصاله مع تثبيت الموقف منه وإعطاء البديل والتواصل مع البشر، فأن الفضائيات والمواقع الإلكترونية في الأنترنيت والهواتف الخلوية وأدوات التواصل الأجتماعي تقوم بذلك وبأحسن صور، وبسرعة فائقة وبتكلفة زهيدة جدا ان لم اقل مجانية.  ان هذا الموقف المسؤل هو الذي سيضع الصحافة الشيوعة العراقية في مصاف باقي وسائل الأعلام المتوافرة اليوم، وحتى وأن كانت الأمكانيات المالية محدودة، فعلينا ان لا نسقط الأبداع، والفكرة الجديدة والجريئة، وعلينا ان نفكر دائما بأن احداثا تأريخية كبيرة جرت لكن بداياتها كانت بسيطة، وحينما نتحدث عن ثورات الربيع العربي وأهتزاز انظمة قاومت شعوبها لعشرات السنين، فأننا نتذكر جيدا، (الفيس بوك) و (التويتر) و ( اليوتوب) و (الخلوي) ، ولا نتحدث عن الصحافة الورقية، وهذا بحد ذاته هو بارومتر ومؤشر ربما يساعد اصحاب القرار على التوقف قليلا وأعادة النظر في طريقة ادارة ملف الأعلام كاملا وليس الصحافة الشيوعية فقط.

ومن اجل ان يكون للذكرى طعمها الزكي، سيكون من اللائق ان ننحني اجلالا وأكبارا لشهدائها، من محررين وطباعين وشغيلة ، من العمال الذين كانوا بنقلوها،  والى اصحاب القضية الرئيسية، القراء ايضا، والى كل من كحل عيونه بأحرف حملتها له صحف ( كفاح الشعب، الشرارة، القاعدة، اتحاد الشعب وطريق الشعب)، اليهم في هذا اليوم وكل يوم، نؤكد لهم صدق نوايانا وأصرارنا على ايصال الحقيقة ايا كان ثمنها للكل، بأمل ان يعي المواطن والمثقف والمسؤل بأن  القتل والأرهاب والتغييب وأستعمال القوة لن يثني الناس عن اكمال مشروعها، بل بتبني  مشروع البناء السلمي للوطن وأحترام حقوق الأنسان وأطلاق طاقات منظمات المجتمع المدني، هي الكفيلة في نقل هذا الوطن للضفة الأخرى الآمنة.

هذي امانينا المتواضعة نؤكد عليها مرة اخرى في ضرورة مراجعة كل المنظومة الأعلامية بغية الحفاظ على أفضل اواصر التواصل مع المواطن، في الدفاع عن مصالحه او في ايصال أرقي نتاج البشرية اليه، وربما يكون اليوم او في العام القادم او بعده مناسبا، لو بادرت ادارة طريق الشعب او دار الرواد المزدهرة، بتهيئة نصب تذكاري او جدارية تذكارية لشهداء الصحافة الشيوعية العراقية، ممن لم تشملهم قوانين (السلطان) في الرواتب والامتيازات! وليكن امتيازهم الأكبر هو هذا الأستذكار وهذا التكريم. تحية للقلم الحر الذي لم تثنه الصعاب ولا اغرته ألوان الدولارات، بل بقي امينا على قضيته السامية.

******************************************

الصحافة الشيوعية..  وتنظيم الجماهير من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية!

زهير كاظم عبود

في الصف الخامس الابتدائي في العام 1957 قدم لي معلم اللغة العربية عددا من مجلة المعلم، تضمنت تلك المجلة موضوعات متنوعة وقصصا قصيرة وجميلة جدا، غير ان ما لفت انتباهي بالإضافة الى القصص القصيرة قصيدة للشاعر مظفر النواب (مرينه بيكم حمد)، والتي اشتهر بها، صار عندي هاجس البحث عن كتب القصص القصيرة، وبقيت تلك القصيدة في ذاكرتي.

وحين صرت في المدرسة المتوسطة توسعت مداركي وإطلاعي على الكتب والمجلات بحكم عملي كعامل في مكتبة تبيع وتشتري الكتب القديمة، بدأت استوعب معاني الحرية والحقوق والعدالة الاجتماعية، وتبلورت تلك المفاهيم في عقلي بشكل اوسع وأكثر عمقا عند انتظامي في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي.

كانت الجريدة السرية، على صغر حجمها ودقة حروف كتابتها، الشاشة العريضة التي نقرا بها احلامنا ومستقبلنا، فكانت موضوعات تلك الجريدة تدفع للمتابعة والمزيد من المعرفة والدفع لاستيعاب ثقافي ومعرفي انعكس على ثقافتنا المدرسية والشخصية، وكان ايضا للمناهج الثقافية التي كان يعتمدها الحزب الشيوعي في ظروف العمل السري في حينها دورا اساسيا وبارزا في تكوين عقليات مثقفة ومتعلمة من الأعضاء والأصدقاء.

كان استنساخ الجريدة طريقة من طرق الانتشار وسهولة التوزيع، غير ان من يتم تكليفه بالاستنساخ كان يستوعب اغلب الموضوعات ويتباهى بمعرفتها وطريقة تبسيطها، ولعل من بين تلك المناهج التي الزمنا المسؤول بقراءتها ومتابعتها تلك المناهج الثقافية في مفردات الاقتصاد ومعرفة الديالكتيك ورأس المال والرأسمالية.

وحين حلت الثقافة الجديدة مطبوعا ثريا وغنيا بالموضوعات التي تضم اصداراتها ، كان لها دورا كبيرا في التنظيم ونشر الوعي والثقافة الوطنية ، وفي تبسيط المفاهيم والمعاني السياسية والاقتصادية ، وبهذا نستطيع ان نستذكر تجربة تلك الفترات في العمل السياسي لنستل منها مايفيد المرحلة ، فاجيالنا القادمة امام العزوف عن المتابعة الثقافية والمعرفة بحاجة ماسة الى طرق تدفع لأغناء المعرفة ، فالمطبوعات السياسية خالية إلا من البحوث السياسية والتحليلات والمواقف وتفتقر الى القصص والموضوعات التي تغري الصغار والشباب بمتابعتها وقراءتها .

خطط العمل الثقافي كانت مجدية وفاعلة، ووضع منهج لمعالجة النقص المعرفي والثقافي لدى الجيل الحاضر امر ضروري ومهم ليس فقط في اغناء تجارب الثقافة الحزبية او السياسية، بل هي موضوعا مهما وضروريا من اجل اعلاء كلمة الثقافة والفنون، وسلوك الطرق التي تمهد السبل لترسيخ تلك المفاهيم الوطنية والإنسانية في عقل الصغار، نحن بأمس الحاجة الى ثقافة تخاطب الاطفال وتدخل عقولهم قبل قلوبهم، ونحن بحاجة ماسة الى ثقافة توجب ان الصغار تبحث عن مصادرها وعناوينها.

الالتباس الحاصل في الجيل الحالي لم يكن دون سبب ، والنقص المعرفي في الثقافة لم تكن وليدة الصدفة ، بل كانت نتيجة سياسة وتخطيط لزمن ليس بالقصير ، ولهذا يتوجب على صحافة الحزب الشيوعي بشكل خاص ان تتحمل عبء مسؤولية مزدوجة تتمثل في مواجهة هذه السياسة والمخططات التي سادت العقل العراقي ، وأيضا رسم اللوحة الجميلة التي توجب على الجيل القادم من الاطفال والشباب ان تبحث عن النهر الذي يروي ظمأها ولعله يساهم بشكل مباشر او غير مباشر باغناء العقل بالمعرفة واعتماد الحقائق التاريخية في سرد الموضوعات بكل اشكالها .

الاشكال يكمن في انقطاع هذا الجيل وهو الذي يقود المرحلة عن معاني الثقافة الحقيقية، ولهذا فان معاني الحرية والحقوق الاساسية المنصوص عليها في الدستور من المعاني العريضة التي يتوجب على صحافة الحزب ان تركز عليها بأي شكل من الأشكال، وأيضا التركيز على معاني العدالة الاجتماعية وتبسيط مفاهيمها ومعانيها خدمة للمجتمع، وبهذا فان المطبوع المتنوع والهادف والداخل الى عقل الطفل والشباب يحقق نتائج ايجابية في المساهمة بخلق جيل متعلم وشباب واعي من خلال تلك الخطط والمناهج.

ماقدمه معلم اللغة العربية شكل لي صورة مصغرة من صور ادخال المنهج الثقافي في عقل الصغير، والمتابعة التي انتهجها الحزب في سنوات صعبة في التنظيم السري شكلت صورة نحن بأمس الحاجة الى استعادتها في هذه الفترة.

وهي مهمة ليست باليسيرة قطعا إلا انها ليست بالمستحيلة ايضا، وعملية بناء الذات وترميمها مما لحقها من خراب نتيجة سياسة النظام البائد وأيضا نتيجة سياسات الحكومات المنفلتة التي حلت هي مهمة وطنية وتشكل ركيزة من ركائز العمل الوطني.

أجد ان دراسة تجارب الحزب الشيوعي العراقي السابقة في عملية الثقافة والتنظيم امر يتعلق بفهم ما تحتاجه الاجيال اللاحقة، وان تتنوع الموضوعات في الاصدارات، او ان تكون هناك اصدارات خاصة للشباب تتناسب مع مفاهيمهم ومداركهم، وتعتمد التبسيط وتتوازن مع نسبة الأعمار أمر ضروري ومهم ن وكلنا ثقة من ان تلك التجارب التي مر بها الحزب الشيوعي لن تمر دون دراسة عميقة للاستفادة منها في زمن نحن احوج ما نكون لهذه التجربة.

************************************************

الصفحة الثامنة

تحديات التغيّر المناخي تُهدد المجتمع العراقي

رعد موسى الجبوري

تؤثر التغيرات المناخية اليوم بشكل مباشر على الوضع الاجتماعي وخاصة مستويات الفقر. ويواجه العراق تحديات مناخية كبيرة، أثرت وتؤثر بشكل مباشر على التركيبة الاجتماعية والاستقرار الاجتماعي ومستويات الفقر في البلاد. إن تحديات تغيرات المناخ هذه تستلزم سياسات كفوءة لمعالجتها، فالتدهور البيئي يؤثر سلبا على الإنتاج والرفاه المجتمعي والعمالة، ويقع ثقله بشكل خاص على الفئات السكانية الأكثر فقرا وضعفا. وحين يتزامن ذلك مع انخفاض أسعار النفط العالمية، سيؤثر على القدرات المالية العامة للبلاد بشكل حاد.

وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاحتباس الحراري بانه "الأولوية الأهم  للبشرية"، مرددا تصريحات مماثلة لقادة عالميين آخرين. ولا تتطلب مواجهة هذه التحديات موارد مالية وتكنولوجية فقط بل وبالأساس قيادة وإدارة كفوءة ونزيهة تستطيع استخدام الموارد المتيسرة بكفاءة وفاعلية. وللأسف لم يتم بناء مؤسسات الدولة العراقية الحالية على أساس نظرة علمية واستراتيجة لمواجهة هذه التحديات، ولم تخصص الدولة دعما كافيا لإجراءات ودراسات علمية تساهم في الحد من مخاطر وتأثيرات هذه التغيرات. فنجد أن أغلب الدراسات والسياسات تقوم بها وتقترحها مؤسسات دولية تنظر إلى المسألة من منظارها الخاص في الوقت الذي نلمس ضعف المعالجات الوطنية، والتي في اغلب الاحيان تأخذ شكل المهرجانات والدعاية السياسية وتتصاعد في فترة قصيرة ثم تختفي ويطمرها النسيان.

في العراق أخذت درجات الحرارة تتجاوز 50 درجة مئوية ويرافقها شحة في الأمطار خاصة في جنوب البلاد. مما أحدث أضرارا جسيمة في النظام البيئي عامة، وعلى سبيل المثال الأضرار في منطقة الاهوار، التي يعود تاريخها إلى قرون طويلة مضت. هذا النظام الذي شكل قلب حضارات "الهلال الخصيب" ووادي الرافدين سابقا.  كما وتواجه جميع المناطق الواقعة على طول نهري دجلة والفرات تحديات هائلة أيضا: واستمرار هذه التغيرات المناخية في المنطقة، سيؤدي إلى تزايد وتيرة تكون العواصف الرملية على مدى أكثر من 300 يوم في السنة بحلول عام 2050. وسيسبب ازدياد درجات الحرارة إلى تصاعد كميات تبخر المياه السطحية، ومع انخفاض تدفق المياه من إيران وتركيا وتناقص كميات الامطار سيسبب انخفاض القدرات المائية في جميع أنحاء البلاد إلى الحد الأدنى - مما ينتج عواقب تؤثر على سكان الريف والمدينة.

إن ما نبه إليه وتنبأ به علماء وجهات عديدة أصبح الآن سيناريو يتشكل أمامنا بالفعل وسيؤثر على سكان العراق والأجيال القادمة. وكما هو الحال في بلدان أخرى في الشرق الأوسط، فأن الظروف المناخية المتدهورة تؤثر على الحياة المعاشية اليومية لشرائح كبيرة من السكان. ومن الأمور المهمة في هذا السياق إمكانية الحصول على مياه الشرب العذبة بانتظام، فقد أصبح الحصول على المياه صعبا بشكل متزايد بالنسبة لملايين البشر. في حين كان تدفق المياه العذبة في البلاد 1350 مترا مكعبا في الثانية في بداية القرن العشرين، فإنه اليوم لا يتجاوز 149 مترا مكعبا. وعلى وجه الخصوص، فإن روافد الأنهار الرئيسية الفرات ودجلة وديالى تجف بشكل متزايد. وبالإضافة إلى نقص الأمطار في المناطق الجبلية من البلاد، تتحمل دولتا إيران وتركيا المسؤولية، حيث تستخدمان المياه بشكل متزايد لتلبية احتياجاتهما الخاصة من خلال السدود وأحواض الاحتجاز الأخرى. لقد أصبحت حقول الحبوب الخصبة التقليدية على طول الأنهار وفي المستنقعات الجنوبية الآن أشبه بالصحراء.

ومما يزيد الطين بلة هو سوء وتخلف سياسة إدارة المياه التي تقوم بها المؤسسات العراقية، فتزداد خسارة المياه في العراق ويتم فقدان 14.7 في المائة من المياه السطحية عن طريق التبخر كل عام.  وفقدت بعض البحيرات، مثل حمرين و هور أم البني بالفعل أكثر من 50 في المائة من حجمها ومن المرجح أن تجف تماما في السنوات المقبلة. أما في المدن والمناطق الحضرية فيتراوح تقدير ضياع مياه الشرب المصفاة نتيجة نضوح شبكات الانابيب المتهرئة والربط غير القانوني بين 40 بالمائة إلى 60 بالمائة. وهذه مياه مصفاة تتسرب وتذهب هدرا بسبب سوء الإدارة. 

ونتيجة شحة المياه فقدت المجتمعات المحلية، التي تعتمد على الزراعة، مواشيها أولا، وفي نهاية المطاف سبل عيشها. في كثير من الأحيان، لم يبق أمام الأشخاص الذين عاشوا في المناطق الريفية لعدة قرون أي خيار سوى الهجرة إلى المدن الكبرى في البلاد حيث يتعين عليهم العيش في ظروف محفوفة بالمجهول وتحت أوضاع معيشية صعبة.

ولكن هذا النزوح من الريف له عواقبه الاجتماعية أيضا، أبرزها استمرار ارتفاع نسب سكان المدن على حساب سكان الريف وارتفاع التمركز للسكان في المناطق الحضرية الكبرى في العراق، في عام 2021 وصلت نسبة سكان المدن إلى 71.2 بالمائة من مجمل سكان العراق ويتمركزون في مدن مثل بغداد والبصرة والنجف والموصل. وهذا يعني تدهور الاقتصاد الزراعي ومخاطر على الأمن الغذائي، إضافة إلى أنه يشكل ضغطا متزايدا على الخدمات البلدية وعلى البنية التحتية المتهالكة لمنظومات تزويد الماء والكهرباء وجمع النفايات ناهيك عن الخدمات الصحية والتعليمية، وفي نفس الوقت يخلق توترات نتيجة تباين الخلفيات والقيم الثقافية والسلوك الاجتماعي، كما ويدفع بالمزيد من الراغبين في العمل إلى سوق العمل المثقل أساسا. مما يؤدي إلى تصاعد التناقضات الاجتماعية والخروقات الأمنية وتوالي الأزمات السياسية والاجتماعية الواحدة تلو الأخرى.

وبحسب وزارة الهجرة العراقية، فقد غادر أكثر من 7 آلاف مزارع مع أسرهم المناطق الريفية خلال عام 2023 وحده. مما دفع غالبية الفلاحين للتحول ليصبحوا عمالا فقراء يعرضون قوة عملهم على أرصفة المدن لقاء أجور ضئيلة بدون أي حقوق وحماية قانونية.

اثرت هذه التغيرات في ظل سوء إدارة للنظام السياسي في العراق وتسلط المحاصصة الطائفية وانتشار الفساد على تغيير تركيبة الفئات الاجتماعية وأدت إلى تحورات جذرية في تركيبة المجتمع العراقي وبشكل صادم وعاصف. فقد اشتد التمايزالاجتماعي والطبقي، فمن ناحية نشأت طبقة طفيلية أثرت من خلال نهب المال العام وانتجت تنظيمات سياسية مسلحة خارج الدولة تتلبس الغطاء الديني او الطائفي وتتخادم مع قوى إقليمية غير عراقية وترتبط بأنظمتها السياسية وتخضع لأهدافها لضمان استمرارية بقاء هيمنتها على السلطة، ومن جانب آخر نشهد انتشار البطالة وتوسع هائل لدائرة الفئات الاجتماعية التي تعيش تحت خط الفقر. إن سياسة طبقة الأحزاب الطائفية المسيطرة على الدولة وضعت العراق في أخطر أزمة مالية وصحية وسياسية يشهدها منذ نشوئه، وتستند هذه الطبقة الطفيلية على تكتلات اجتماعية تقوم على أساس المذهبية والطائفية والعشائرية والاثنية.

 أطلق الماركسيون على الطبقات المهيمنة والمتخادمة مع قوى أجنبية خارجية مصطلح البرجوازية الكومبرادورية، وهي طبقة تخدم مصالح القوى الأجنبية وتقف بالضد من مصالح الطبقات والشرائح الاجتماعية الوطنية التي تعارض التسلط الأجنبي وتروج لاستقلال وتطوراقتصاد بلادها ورفاه شعبها. ونشهد في العراق شكلا من هذه البرجوازية الكومبرادورية. فقيادات أحزاب الطوائف لها امتدادات وتتخادم مع قوى خارجية غير وطنية وفي نفس الوقت تعتاش على الاستحواذ على واردات العراق مستخدمة تنظيمات وتشكيلات أحزابها المهيمنة على مؤسسات الدولة. وتضمن استمرارية هيمنتها وإدامة هذا الوضع من خلال تقاسم الحصص بين ما يسمونه المكونات الأخرى، وفرض سلوك سياسي يسيطر على مؤسسات الدولة على أساس المحاصصة. وهكذا تستولي هذه الطبقة على الثروة من خلال نشاطات طفيلية غير منتجة مثل التهريب والرشاوى والقومسيونات والابتزاز وحتى سلب الحقوق بقوة السلاح.

إن الماركسيين حلفاء الطبقات الفقيرة الكادحة والمتضررة من سياسات وفساد الطغمة الطفيلية الكومبرادورية الحاكمة يسعون مع جميع طبقات وفئات الشعب المتضررة للتخلص من هيمنة هذه الطبقة الطفيلية. وهنا يجب التوعية والكشف عن أن الصراع الحقيقي داخل المجتمع وهو الصراع بين الطبقات الطفيلية الفاسدة المتخادمة مع الأجنبي والتي تحقق ثروتها على حساب إفقار الشعب ونهب ثرواته متسترة بأغلفة دينية وطائفية وقومية، وبين الجماهير العريضة من شرائح وطبقات المجتمع العراقي المتضررة.

هذا النظام الذي تحكمه وتهيمن عليه الطبقات الطفيلية وينخره الفساد لا يتمكن من مواجهة تحديات التغير المناخي بل بالعكس سيسبب ظهور كوارث وتحديات وتناقضات أخرى أكثر خطرا مما سيضاعف تأثيرات تغيرات المناخ السلبية ويدفع بسرعة إلى انهيار المقومات البيئية والأساسية لمعيشة الشعب. فنظام الفساد الذي تفشى تحت حكم هذه الطبقات وأحزابها يشكل أحد أكبر التحديات والتي تواجه العراق وعائقا أمام معالجة تحديات التغير المناخي وهذا ما اشارت إليه جهات متعددة ومنها حكومية. وبالرغم من اعترافات رؤؤساء الحكومات المتعاقبة، بمن فيهم رئيس الوزراء الحالي، السيد السوداني، إلا أنهم لم يتخذوا إجراءات حققت نتائج لمعالجة المشكلة. ويمكن من خلال الاستعانة ببعض التقارير والمؤشرات توضيح بعض جوانب الفساد. على سبيل المثال، تشير تقارير الأمم المتحدة حول الفساد إلى وجود ما يقدر بنحو 17 مليار دولار أمريكي مسروقة من خلال تهريب النفط، والشركات الوهمية، والعقود غير المنفذة. و لا يزال العراق يحتل مرتبة متدنية على مؤشر الفساد الذي تنشره منظمة الشفافية الدولية، ففي عام 2019 احتل العراق المرتبة 162 من بين 180  دولة على هذا المؤشر. ووفقا للتقارير المنشورة فالفساد السياسي  هوالسبب الرئيسي. فتذكر تقارير هيئة النزاهة صدور 14 حكما في قضايا فساد ضد مسؤولين، سواء من الوزراء أو على مستوى الوزراء، بالإضافة إلى 124 حكما على مستوى مدير عام أو خاص خلال سنوات 2017 حتى 2019. علاوة على ذلك، انخفضت نسبة أعضاء البرلمان الذين أفصحوا عن ديونهم المالية إلى 38بالمائة و16 بالمائة و35 بالمائة على التوالي، خلال السنوات المذكورة. وهذا يُشير إلى ضعف السلطة الرقابية نفسها.

ويشكل الفساد السياسي والاداري وعدم كفاءة السياسيين والإداريين عبئا كبيرا على الرصانة المالية للدولة. فلا يمكن الحفاظ على أسعار المواد الغذائية والأسمدة للسكان إلا إذا دعمت الحكومة هذه الأسعار وضمنت بشكل مستمر استيراد مواد جديدة.

 في أوقات التضخم والارتفاعات الهائلة في أسعار المواد الغذائية في الأسواق العالمية وسلاسل التوريد الهشة، يمكن أن يؤدي هذا إلى تعريض ميزانيات الحكومات لخطر شديد وخلق مديونية مالية جديدة. وقد كشف البنك المركزي مؤخرا عن انخفاض احتياطي البلاد الرسمي اكثر من 11 تريليون دينار خلال عام واحد. وتلعب هيمنة الجهات الحزبية المسلحة ومكاتبها الاقتصادية على مصادر واردات الدولة دورا كبيرا في تدهور الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد.

ولكن حتى لو نجح العراق في تحقيق الاستقرار في ميزانيته بفضل أسعار النفط المرتفعة، فإنه سوف يضطر إلى القيام باستثمارات أكبر كثيراً في المستقبل من أجل الحفاظ على نوعية مقبولة لحياة سكانه، ولو أن مستوى هذه النوعية منخفض جزئياً حاليا، فالعواصف الرملية التي تهب في المنطقة اليوم لا تؤدي إلى شل حركة النقل العام فحسب، بل تتسبب في زيادة هائلة في أمراض الجهاز التنفسي ايضا. وتؤدي درجات الحرارة القياسية المتصاعدة باستمرار، المصحوبة بموجات حارة تستمر لأسابيع مع درجات حرارة تتجاوز في بعض الأحيان 50 درجة مئوية، إلى زيادة معدل الوفيات بين الفئات السكانية الضعيفة وكبار السن.

لتفادي الانهيار لا بد من الإسراع في عملية إعادة تأهيل وتحديث البنية التحتية لاستخدام المياه في العراق وتوليد الطاقة، والتي هي في حالة سيئة للغاية بسبب عقود من الإهمال وسوء الإدارة الحالي الكبير. وهذا يتطلب أيضا نزاهة وكفاءة من جانب الجهات الفاعلة السياسية والاقتصادية. إضافة إلى تطوير إدارة وإجراءات كفوءة لمعالجة النفايات ومقاومة التصحر.

إن النزوح من الريف إلى المدينة يعزز زيادة البطالة والفقر. وتُعدّ البطالة والفقر من التحديات الاقتصادية والاجتماعية الحاسمة التي يواجهها العراق، وهما نتيجة طبيعية لغياب سياسات واستراتيجيات اقتصادية فعّالة، فضلا عن تعاقب الأزمات الاقتصادية والأمنية على مدى السنوات الماضية.

وتشير أحدث الإحصاءات الرسمية المتاحة إلى أن معدل البطالة في العراق يبلغ 16.5بالمائة من القوى العاملة، وقد ارتفع بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما إلى أكثر من 35 بالمائة إذا أضفنا البطالة الجزئية، سيرتفع المعدل إلى حوالي 41 بالمائة وفي الوقت نفسه تجاوزت نسبة السكان تحت مستوى الفقر 30 بالمائة أي أكثر من 11 مليون شخص.

أدت هذه التناقضات إلى تزايد النقمة الشعبية وشهدت البلاد احتجاجات وتظاهرات متكررة تطالب بالعمل ومكافحة البطالة وترفض التوزيع غير العادل للدخل وعدم تكافؤ فرص العمل في القطاع العام (المتضخم بأكثر من ثلاثة ملايين موظف) وكان أبرز واوسع هذه الاحتجاجات هي المظاهرات الشعبية التي قام بها الشباب عام 2019. وتتكرر الاحتجاجات والتظاهرات وخاصة في المحافظات الجنوبية والتي تعاني من الفقر بشكل كبير. أما إجراءات السلطة فلم تكن الا زيادة حدة القمع وصولا للتغييب والتصفيات الجسدية، وتقوم باستخدام الأساليب التضليلية ووسائل الإعلام المرتشية غير النزيهة لخداع الشعب بشعارات والتلويح بمشاريع غير مجدية تستخدمها الفئات الطفيلية في أغلب الأحيان لزيادة سرقاتها وللحصول على مزيد من الرشى والقومسيونات.

ولكن  الحراكات الشعبية المطالبة بحلول جذرية وبمكافحة الفساد والبطالة تتواصل.

إن تحديات المناخ في العراق والتي أصبحت تشكل تهديدا جديا للمجتمع العراقي، لم ولا تلقى الاهتمام الجاد من الجهات السياسية والحكومية مما يهدد بكوارث قاسية للشعب والوطن العراقي. وحين أطلق شباب العراق شعار: “نريد وطن” كانوا يتشوقون لوطن تسوده العدالة الاجتماعية وتتوفر فيه شروط العيش الكريم. وهم يدركون أن شروط العيش الكريم لن تتوفر الا بإقصاء طغمة الفساد وفرض سياسة نزيهة تكافح الفساد وتتبع رؤية تنموية مستدامة لمصلحة الشعب. ولمواجهة التحديات وتجنب النكبات يصبح التغيير العاجل ضرورة ملحة، فالنتائج الكارثية لسوء الحكم والادارة اصبحت لا تطاق وتهدد البلاد والمجتمع بالانهيار.

**********************************************

الصفحة التاسعة

كوفاسيتش يغيب عن مونديال الأندية

مانشستر ـ وكالات

 أعلن نادي مانشستر سيتي، أمس الإثنين، غياب لاعب وسطه الكرواتي ماتيو كوفاسيتش عن منافسات بطولة كأس العالم للأندية، التي تنطلق هذا الشهر في الولايات المتحدة الأمريكية بنظامها الجديد.

وأوضح النادي، في بيان رسمي عبر موقعه الإلكتروني، أن كوفاسيتش خضع لعملية جراحية ناجحة في وتر العرقوب، مشيرًا إلى أن اللاعب سيغيب عن البطولة المرتقبة، وسيقضي فترة الصيف في مرحلة التأهيل والعلاج.

وأكد البيان أن جميع أعضاء الفريق يتمنون الشفاء العاجل للنجم الكرواتي، على أمل عودته القوية إلى الملاعب في الموسم المقبل.

ويشارك مانشستر سيتي في المجموعة السابعة من بطولة كأس العالم للأندية، إلى جانب كل من يوفنتوس الإيطالي، والعين الإماراتي، والوداد المغربي.

*********************************************

تصفيات المونديال أرنولد يجهز مفاجأة لكوريا الجنوبية ومشاكل في بيع التذاكر

بغداد ـ طريق الشعب

يستعد مدرب المنتخب العراقي، غراهام أرنولد، لكشف مفاجأة فنية في المواجهة المرتقبة أمام المنتخب الكوري الجنوبي، ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، والتي ستقام يوم الخميس المقبل على ملعب البصرة الدولي.

وتشهد المباراة المرتقبة أجواء استثنائية، مع توقعات بحضور جماهيري كثيف يصل إلى 65 ألف متفرج، بعد الإقبال الكبير على شراء تذاكر اللقاء، ما يعكس أهمية المواجهة وأجواءها الحماسية.

وأكد المدرب المساعد السابق للمنتخب العراقي، رحيم حميد، أن أسود الرافدين سيدخلون المباراة بكامل قوتهم وبجميع العناصر المتاحة، في ظل السعي الجاد للفوز وإنعاش آمال التأهل المباشر إلى المونديال، بعيدًا عن تعقيدات الملحق.

وأوضح حميد أن المدرب أرنولد اختار نهجًا هجوميًا للمباراة، معتمدًا على دراسة دقيقة لأسلوب المنتخب الكوري، الذي يمتاز بالتحولات السريعة والقدرات الهجومية العالية، مضيفًا أن العراق بحاجة إلى الحذر والذكاء في التعامل مع الربع الأول من اللقاء الذي يُعد مفتاحًا مهمًا للمباراة.

وأشار حميد إلى أن أرنولد "لن يلجأ للدفاع"، بل سيعتمد على المبادرة الهجومية منذ البداية، في ظل معرفته الكاملة بقدرات لاعبيه. وأضاف أن "الكوريين لن يتمكنوا بسهولة من قراءة أسلوب العراق في المباراة"، معتبرًا أن المباراة ستكون مختلفة من حيث الأسلوب والمجريات، خاصة أنها تُقام على أرض البصرة وأمام جماهير غفيرة.

ويحتل المنتخب العراقي المركز الثالث في المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة، بفارق أربع نقاط عن المتصدر كوريا الجنوبية، ونقطة واحدة عن الأردن صاحب المركز الثاني، مما يجعل هذه المواجهة حاسمة في رسم معالم المنافسة على بطاقات التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم.

من جانب آخر، طرحت التذاكر الخاصة بالمباراة عبر أكشاك الملعب والجهات المعنية، وسط إقبال جماهيري متواضع.

وشهدت عملية البيع ردود فعل غاضبة من الجماهير، نتيجة ارتفاع أسعار التذاكر، وفرض شراء قميص المنتخب الأبيض مقابل مبلغ إضافي.

في المقابل، وجهت وزارة الشباب والرياضة بإيقاف هذا الإجراء فوراً، والتأكيد على أن شراء القميص يجب أن يكون اختيارياً وليس إلزامياً للجمهور.

وكانت الشركة المسؤولة عن بيع التذاكر قد أعلنت أن أسعار التذاكر تتفاوت حسب مواقع الجلوس، حيث حُددت بـ 50 ألف دينار لفئة VIP، و30 ألفاً لفئة CAT 1، و20 ألفاً لفئة CAT 2، و15 ألفاً لفئة CAT 3.

كما أُعلن أن كل مشجع سيُزود بقميص أبيض للمنتخب وسوار مقابل 10 آلاف دينار، في خطوة تهدف إلى خلق مشهد موحد في المدرجات يعكس صورة تنظيمية جميلة في الملاعب العراقية، مشيرة إلى أن القميص يُعرض عادة بسعر 15 ألف دينار في الأسواق.

*********************************************

باريس سان جيرمان يستعد لوداع 4 نجوم بعد التتويج بلقب دوري الأبطال

باريس ـ وكالات

يستعد نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لإجراء تغييرات جذرية على تشكيلته، رغم تتويجه التاريخي بلقب دوري أبطال أوروبا 2025، حيث أكدت تقارير إعلامية فرنسية أن أربعة من أبرز نجوم الفريق مرشحون للرحيل خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وبعد الفوز الساحق على إنتر ميلان بنتيجة 5-0 في نهائي البطولة القارية، بدأت إدارة النادي الباريسي مراجعة ملفات اللاعبين وتحديد أولويات التعاقدات استعدادًا للموسم الجديد، وسط توقعات بحدوث ثورة حقيقية داخل صفوف الفريق.

وفي مقدمة المرشحين للمغادرة، يبرز اسم الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، الذي أطلق تصريحًا غامضًا حول مستقبله، ما أثار التكهنات بشأن رحيله. وتدرس الإدارة بالفعل خيارات بديلة، أبرزها الحارس الفرنسي الشاب لوكاس شوفالييه من نادي ليل.

كما تزداد فرص رحيل النجم الكوري الجنوبي لي كانغ-إن، الذي يحظى بقيمة تسويقية كبيرة في السوق الآسيوية، وقد يجذب عرضًا مغريًا من أحد الأندية الأوروبية الكبرى رغم ارتباطه بعقد حتى عام 2028.

أما البرتغالي غونزالو راموس، فلم يُقنع الإدارة بمردوده الفني هذا الموسم، وقد يُطرح اسمه في سوق الانتقالات في حال ورود عرض مالي ضخم.

ويُعد رحيل المدافع البرازيلي ماركينيوس، قائد الفريق، الأكثر إثارة للجدل، خصوصًا بعد تحقيقه الحلم الأوروبي. ورغم رغبته المعلنة في الاستمرار حتى مونديال 2026، فإن بعض المصادر لا تستبعد حدوث مفاجآت في ملفه.

ويقف باريس سان جيرمان حاليًا على أعتاب صيف ساخن قد يشهد نهاية مرحلة وبداية أخرى، وسط سعي متجدد للحفاظ على التفوق الأوروبي والبناء لمستقبل أكثر استقرارًا.

********************************************

سولاف يحسم بطاقة التأهل لدوري الطائرة الممتاز

متابعة ـ طريق الشعب

في مواجهة دراماتيكية امتدت لخمسة أشواط مثيرة، حقق فريق سولاف، فوزًا ثمينًا على أكاد عنكاوا بنتيجة 3-2، ليضمن رسميًا التأهل إلى الدوري العراقي الممتاز للكرة الطائرة، إلى جانب فريق تلافران الذي سبق أن حسم تأهله بعد عروض قوية في المرحلة ذاتها.

وشهدت المباراة تنافسًا شديدًا، حيث بادر أكاد عنكاوا بحسم الشوط الأول بنتيجة 25-18، إلا أن سولاف عاد بقوة ليحسم الشوطين الثاني والثالث بنتيجتي 25-19 و25-23، في عرض هجومي منظم.

ولم يستسلم أكاد عنكاوا، فعاد إلى أجواء اللقاء بفوزه بالشوط الرابع بنتيجة 25-17، ليُجبر الفريقين على خوض الشوط الحاسم، الذي جاء مشحونًا بالتوتر والإثارة، قبل أن ينجح سولاف في اقتناصه بنتيجة 16-14.

*************************************************

قبل مواجهة البرتغال الإصابات تضرب المنتخب الألماني

ميونخ – وكالات

يواصل منتخب ألمانيا استعداداته لمواجهة نظيره البرتغالي يوم الأربعاء المقبل في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، وسط سلسلة من الضربات الموجعة بسبب الإصابات التي طالت عددًا من عناصره الأساسية، قبل المواجهة المرتقبة على ملعب أليانز أرينا في ميونخ.

آخر الغيابات تمثلت في خروج المهاجم جوناثان بوركاردت من معسكر "المانشافت"، وذلك بعد تعرضه لجرح قطعي في كعبه خلال التدريبات الصباحية أمس الأحد، ما استدعى تدخلًا طبيًا سريعًا وخضوعه لغرز، بحسب ما أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم.

وكان بوركاردت قد انضم مؤخرًا لتعويض غياب أنجيلو ستيلر، لاعب شتوتجارت، الذي تعرض هو الآخر لإصابة حرمته من المشاركة في البطولة.

وتزداد متاعب المدرب الألماني مع استمرار رحيل اللاعبين بسبب الإصابات، حيث غادر نديم أميري، لاعب ماينز، معسكر المنتخب يوم السبت بسبب إصابة عضلية، في حين تعرض يان بيسيك لإصابة خلال مشاركته مع إنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان، ما استدعى استدعاء ثيو كيرير بدلاً منه.

ويغيب عن قائمة ألمانيا أيضًا عدد من الأسماء البارزة، مثل أنطونيو روديجر، جمال موسيالا، كاي هافيرتز، تيم كليندينست، نيكو شلوتيربيك، وبينجامين هنريكس، ما يضع المنتخب في وضع معقد قبل اللقاء الحاسم أمام البرتغال.

ورغم هذه التحديات، يطمح "المانشافت" لتجاوز الظروف الصعبة وحجز بطاقة التأهل إلى نهائي البطولة، في مواجهة ستكون حاسمة ومثيرة أمام منتخب البرتغال المدجج بالنجوم.

*********************************************

وقفة رياضية.. الصحافة الرياضية  الصوت الناطق بالكلمة الحرة

منعم جابر

  

 

تُعدّ الصحافة والإعلام السلطة الرابعة في الأنظمة الديمقراطية، التي تحترم حقوق الإنسان وحرياته، وفي مقدمتها حرية التعبير. وتُعدّ الصحافة الرياضية أحد أبرز أوجه هذه الحرية، كونها المعبر الحقيقي عن واقع الرياضة وهمومها وتحدياتها.

غير أن ما حصل في القطاع الرياضي إبّان الحكم الدكتاتوري البائد، وسطوة أبناء النظام آنذاك عليه، حوّله إلى جهاز قمعي شبيه بجهاز "الغوستابو"، وسلطة أمنية مستبدة لم تكن تسمح للرياضيين ولا لغيرهم بإبداء الرأي أو توجيه أي ملاحظات.

اليوم، لا يزال بعض الرياضيين يعانون من بقايا تلك الثقافة، إذ تُمارَس ضدهم محاولات تكميم الأفواه وإسكات الأصوات الصادقة، عبر التهديد والوعيد من قِبل بعض قادة المؤسسات الرياضية، أو من خلال الرشوة، أو بإقصائهم عن مواقعهم. بل أن الأمر وصل، في بعض الحالات، إلى تقديم شكاوى ضدهم في المحاكم، ما أدى إلى توقيفهم وحبسهم.

ونحن هنا لا ندعو إلى التجاوز أو التصرفات المسيئة، ولا إلى الابتعاد عن المهنية في الطرح. بل نحن مع المواقف النبيلة، والسلوك الديمقراطي الرصين، والابتعاد عن استغلال المنصات الإعلامية لأغراض شخصية أو مصلحية، أو لأغراض الابتزاز.

إن بعض من اعتنقوا الأساليب البالية في إدارة المؤسسات الرياضية لا يزالون يتخذون من النموذج الدكتاتوري المقبور منهجًا وسلوكًا في عملهم، لا سيما حين يواجهون أقلامًا صادقة تسعى إلى الإصلاح والتغيير.

ومحاولات إسكات تلك الأصوات الصادقة وإبعادها عن المشهد ستبوء بالفشل، لأن حتمية الانتصار ستكون دومًا للفكر الديمقراطي الحر. والكثير من الزملاء في الصحافة الرياضية يرون أنفسهم أمناء على الرياضة وأهدافها السامية. أما من لا يؤمن بهذه المبادئ، ولا يلتزم بأخلاقيات المهنة، فعليه أن يغادر هذا الوسط ويبتعد عن الرياضة.

إننا ندعو زملاءنا في الإعلام الرياضي إلى أن يكونوا أقلامًا ناطقة بالحق، وصريحة في الطرح، وأن تظل الصحافة الرياضية صوتًا مدويًا في الملاعب، ورمزًا شامخًا في المبدئية والمهنية.

إن واقعنا الرياضي اليوم بأمس الحاجة إلى أقلام نزيهة، وأصوات حرة، من أجل تحقيق إنجازات رياضية حقيقية ومتقدمة، وللدفاع عن المبدعين ونجوم الرياضة وألعابها. وعلينا أن نسعى بجدية للارتقاء بالقطاع الرياضي، وإبعاده عن الطارئين والانتهازيين والنفعيين.

أما أن يحاول بعض العاملين في الاتحاد العراقي لكرة القدم الإساءة إلى بعض الإعلاميين الرياضيين لمجرد اختلافهم في وجهات النظر، فذلك أمر معيب ومرفوض. يجب على الاتحاد أن يمارس الشفافية في التعامل مع الإعلام المهني والملتزم، وأن يمتنع عن التجاوز على الإعلاميين الذين ينطقون بالحق، ويؤمنون بقيم الرياضة ومبادئها السامية.

********************************************

الصفحة العاشرة

أجمل ما قرأت.. حين يتحوّل الهايكو إلى وجع الأفئدة

شوقي كريم حسن

تتقوّض الحدود الشكلية لهذا الفن الياباني الرشيق، ويخرج من صمته التأملي إلى صرخة مكتومة تعبر عن خلل الداخل، عن انكسارات الروح في جغرافيا مثقلة بالتعب والأسئلة. في هايكوات الدكتور حامد الشطري، لا نعثر على “اللحظة الطبيعية” بوصفها لذة بصرية، بل نواجه الطبيعة وقد صارت استعارة للخذلان، لصدى الرحيل، ولفقدان المعنى.

“الگصيبه شما تطول”، ليست مجرد صورة نهرية، بل مرآة للزمن الذي يعلو ويثقل القلب، حيث القمر نفسه – رمز البهاء – يُسَدّ عنه الطريق ويصرخ ضيمًا. في هذه الجملة القصيرة تتكثف فلسفة الحنين: الجمال محاصر، والنقاء لا يصل، والنداء لا يُسمع. “ولك خيط الشمس محد وگف ضده”، تنفتح القصيدة هنا على مشهد ضوئي، لكن ما يُبنى فوق هذا الضوء ليس الفرح بل الحيرة: “ماتدري النده يسكر لو ضاگ العسل من شفة الوردة”، حيث يتحول كل نداء إلى تائهٍ في لذّته أو مرارته، فيختلط العشق بالارتباك، ويتحول العسل إلى ما يشبه الخمر، أو العكس، لأننا في عالم لا فرق فيه بين ما يُسكر وما يُسكر منه.

ومثل مسافر يُراكم محطات بلا وصول، تأتي قصيدته الأخرى: “اسنين شاتل عيني بيبان ابمحطة”، حيث الذاكرة ليست سرداً بل وجعاً مترحلاً، يحمل الظنون كأنها أحلام، ثم يقف أمام قطار، يشير له، لكن “ما فهم”. هنا، اللغة تكفّ عن كونها وسيلة، لتصبح هي الأخرى مشروخة، عاجزة، غريبة على الآخر الذي لا يقرأ إشارتك.

ويأتي الانقلاب الصادم حين يقول: “الضفاف تنطي للنهرين اسمها”، فهل النهر ما يمنح الهوية أم الضفاف؟ هل الوطن ما يسيل أم ما يحتوي؟ ثم يُطعن الحنين حين يتحول الماء إلى ريح، والحضن إلى غياب، والنداء إلى “أفيش”، أي شيء من زمن البثّ واللا-حضور، “ياريحة وطن”، تلك الجملة التي تختصر كل تمزق المنفى الداخلي، وغياب الحضن الحقيقي. ويواصل الشطري تفكيك العلاقة بين الحلم والواقع، بين النار والماء، بين الشمع والحطب: “ليش سموك السراب؟ لأن ماطفيت كلشي”. فالحب هنا ليس انطفاء بل اشتعال دائم، ومتى أراد الحبيب أن يطفئ ناره، خاف من المنجل. الحطب لا يرمز للموت فقط، بل للقراءة القاسية التي يمارسها الوجود على العشاق، كأن كل نهاية تكتبها الطبيعة بأداة حصاد.

ثم يختم بمشهد شاعري مفعم بالحزن والدهشة: “تارسه احضانچ رسايل”، والجمال ليس في الامتلاء فقط، بل في صمته، في قدرة الأحضان على أن تكون بريدًا دون أن تبوح. وعندما يقول: “ليل امساهرك واقره بمناجل”، فنحن أمام صورة خارقة للمألوف، حيث الليل لا يسهره الحب بل الحصاد، والخوف، والنصوص المكتوبة بأدوات العمل، لا بالحبر.

أما المشهد الأخير: “يلي طولك لونه فضه”، فإنه يستحضر رومانسية ناعمة تُرفض من لون الراوي، “ولوني ماينطيش ومضه”. وهنا، يتجلى اليأس في أرقى صوره، حيث لا يكون الانتظار فقط انتظارًا للحبيب، بل انتظارًا للماء في البيدر، للخبز في التنور، أي للوجود نفسه في هيئة حنّونة.

نصوص حامد الشطري الهايكوية ليست تمارين شعرية، بل محطات وعي، وإضاءات خافتة على قلبٍ يُشبه قصبة ضائعة في نهر خريف. فيها من وجع الروح ما يجعلها أقرب إلى مذكرات عاشق مهزوم، أو سيرة ذاتية لكائن يبحث عن دفء ضائع في “أفيش” مدينة، أو في رماد شمعة، أو في قطار لا يفهم الإشارة. كل هايكو في هذه المجموعة هو شظية من قلب، وهوامش من حكاية كبرى لم تُكتب بعد، لكنها تُلمح في كل صورة، في كل سكوت، في كل “ضيم” يعلو على سطح الغيم.

هايكوات ..

1

الگصيبه شما تطول

وتعله فوگ المتن غيم

يلبد بسدها الگمر

 ويصيح ضيم..

2

ولك خيط الشمس

محد وگف ضده.

ماتدري النده يسكر

لو ضاگ العسل

من شفة الوردة ..

3

اسنين شاتل عيني

بيبان ابمحطة ..

وشايل اظنوني حلم

ضگت اني اسراب جيتك

بس قطارك اشرتله وما فهم

4

الضفاف تنطي للنهران اسمها..

ومايها تلمه حضن..

وانت شبگه بحضن ريح

واني اصيح افيش

ياريحة وطن...

5

ليش سموك السراب

لان ماطفيت كلشي..

من جبت روحي الك

مشتعله شمعه وخيط ذاب

گتلي ماطفيك اخاف من الحطب ..

يقراني منجل ..

6

كاعده وشفته شليچ

تارسه احضانچ رسايل.

كتلچ تبيعينهن..

گلتي وشيبي..

واثار انتظاري..

وحلمك المكتول ..

ليل امساهرك واقره بمناجل

7

يلي طولك لونه فضه

ولوني ماينطيش ومضه..

امناطرك بيدر سنابل..

عطش تنوري الخبز

****************************************

الوصيٌة الأولى

سفاح أبو وليد

اعله جرّف الماي لوحيّ أمن انگطٍع زتوهّ..،

..،خاف العطش يلحگني اعله تمثالي

روج الماي صحٌر من زمان الخوف..

     .بير أمن القهّر ظل يغرف الحالي

تعذّرني الضمير ومارضه الشينات..،

..،والريح الاجتني هدمّت الچالي

ابنهايات المطاف ابنادم ابلاحال..!

..سكته إبلا نفّس منّ ينّركٍن تالي

اذا عندك بخّت انصفني لو مريّت..،

..،لتّهيل الثرى فوگ الثرى العالي

تراني المنتكسّ  منّ اول الخطوات

وادموع العليّه اتغسٌل الوًجنات

..واحروفي الردتها اليوم چتالي !

أخذني ابجود زودٌك وامشي بيٌه اشراع

لتحطني ابرمل واتزيحني اعله الگاع

..هيّه إليّ اخذلتني وأنه هنيالي

دختٍ واشطوطي راحّن خردهّ بيد اطفال

كتيّت الدمعّ لا مّن حچه ولاگال..!

..والاخّر نفسّ تلّحگني عذّالي

دخلهاً اشما تريد اتگول خلّ اتگول

منٍ  اولّ فصلّ حسيّت ماكو افصول !

..،ضاع الفرحّ من عيني ابسما الّدخان !

واهمومي تدور ابرغبّة الناعور

هيٌه الروح جزعّت من حزٍ ن عاشور !

....،ماينّراد تقره اهمومي تقراني

الّوصيه اتوصي بيك وخايف اتوصيّك

لا أوّل صرٍت لامٍن صرٍت تالي !

*******************************************

آخر محطه

كاظم العطشان

تِعِد  بيّه السنين  وبيها  عدّيت

وبچيت  اعله  المشو  واليوم حنّيت

ونه  اشماحِن  بعد شيردّ  الايام

وايامي  تِرِد لو غنّي  ردّيت  ؟

ما ظلَّت محطه البعد  جدام

  انه اعله آخر محطه من امس عدّيت

  ومثل طيف الفجر  لو واكح العين

ياطيف  العمر.....شبساع مريت

بچّني  الليالي  الراحن  ارخاص

وعله اليرخص حسافه اتگول تانيت

أصف خيل  الخيال  وحسرتي اعنان

وعله  اسروج  الوهم  ياحيف  شدّيت

وفز  مرعوب  مثل  النام  مفطوم

وتشب  بيّه  الخواطر  شبّت  الزيت

وراهن  ع الصبر  من  تثگل  الآه

     وعله  اجروح  التنز  تيزاب  حطّيت

   شبّعتك  صبر  ياوكتي  بالعوز

      من عزتك  فرح ... ياوكتي  شطّيت

**********************************************

مواجع

كامل العتابي

انا مشمّر عباتي بجاه الدروب

وموال العتابه بألم يقراني

كل چلمه التدگ ناقوس الاعصاب

تجرحني بضميري وتفت شرياني

أسمعها المواجع نهر مابيه گيش

وادريها الشماته التضد عنواني

الگه بمستحاتي سيوف تنهش غيض

كل سيف بصليله يريد ينعاني

يمخلبص محاچي بسعر ميت ليش؟

ويمفرعن الروح  وبس عليّْ جاني

ريّض للمواقف يلوراك اجدام

 لو ضج الوكت ما يتعِب الساني

ممهوره السروج كحيل يتله كحيل

ومشواري الصدارة الغاض عدواني

انا خيولي أصيله وأتعب الميدان

ما لفي الكديش (حشا  الحضور)  ويطب ميداني

ما لفي الكديش ويطب  ميداني

*********************************************

أذبــــــــح بالجــــــــرح

محمد جواد الكعبي

أذبح بالجرح سچينك وذبها

ولا تمشي لئيم وروحك أذلها

أذا أنسدت أبواب بوجهك بيوم

وجه الله الكريم وهو اليحلها

لا تنخه البشر بالشده فد يوم

ينكرك لو أصابع لجله تعلگها

صديقك لو غبت يلمسلك أعذار

على غيابك أدموعه ترخص أيلها

شليلة مخلبصه أيام دنياك

صبرك والتفاني هو اليفلها

جرحك لا تكشفه وتشكي للناس

بغيبه لو نفاق بكلمه تنقلها

لتعاشر ردي ونمام عالناس

سيوف وباشطات لسانه ويسلها

مو كل النساء النحط بيهن صوچ

يمكن عيب بيها ويمكن بخلها

مثل بت الحمولة والشريفة هواي

بس وين الشريف اليگدر يجلها

*****************************************

زهيريات 

سامي عبد المنعم

سافرت بشطوط ما گيش بها خاطري

وما گصّرت بالوفه وأديت حگ خاطي

لا تضن جبره سهل من ينكسر خاطري

حيران مدري شاشيلن من رفاتي او شخل

ماخله بيه الوكت نفذه أو شخلني شخل

أبتأس لو راح من بين الرفاگه شخل

مثل التلاحين طاريكم على خاطري

گضیت عمري أتابع ضعنهم وأبره

چالخیط صرت ألضم بفراگهم وإبره

رادوني بلكي أشت عن الدرب وأبره

عاندت مثل الصگر بمعانده ينزار

جرح البگلبي كلف ماضن بعد ينزار

والماثبت شارته لا تعتقد ينزار

أو لتصدگ إبغير حبهم أشتفي وأبره

راح أو نساني الاوده أو طولت راحته

لا تضن كلمن طرب من فرحته أو راحته

بسكوت تطحن يخي حدر الضلع راحته

 من حيث هم الگلب زاد أو تعده الحد

 سچین طبعي صبور إشما ولاني الحد

 وأشما صدودك كثر آنتظر لاخر حد

من يعتگ الراح تکمل نشوته آو راحته

طشينه كل الوفه إبگاعك ولا شي نبت

 وإبكل ضروف الوكت إنته ألي عنه نبت

 ولو گطعونه وصل لاتضن بالسر نبت

 ماعون صبري إنترس من كثر ظيمك ترس

 صدگت حچي الردي وأمنت بشچم ترس

و إحسبت كلشي ولا يمهم سفنه ترس

بس گبل ما حسبت حبك أبگلبي نبت

*****************************************

تسترجي من بارح مطر

علاء الماجد

النوارس هاجرت !!

والسمج نافق على جروف النهر

والليالي صخام

واكمار العراق الحلوة ذبلهه السهر

والنخل مكتول ..

مثل الناس

محني الراس

بس مذبوح مدمي امن النحر

وانه واحلامي تطشرنه

بصباخ الكاع ..

لا مطرة واكول افيش..

 ولا نكاط غيمه

وروحي بطرانه وغشيمه

تريد من بارح مطر

والشته صار سنين

لا زخه فرح

لا برده زينه تحومر الوجنات بيهه

ولا نده يبوس الشجر

نار تاكل بالعراق

وقهر مديوف بقهر

**********************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد مجلة {الأقلام}

صدر العدد الجديد من مجلة "الأقلام" آذار 2025 وفيه:

- شهادات محمد خضير، فاضل ثامر، ناطق خلوصي، سهيل سامي نادر، رشيد بو جدوة.

- دستوبيا زهير الجزائري/ قراءة في رواية "آخر المدن" لفلاح رحيم.

- حمامتان مسروقتان/ لـ مرجريت دوراس، ترجمة جودت جالي.

- فن الرواية السيرية/ مؤيد جواد الطلال.

- قصص: حسب الله يحيى، فاضل فرمان، حسن السلمان، نادية المحمداوي، يونس محمود، مظفر لامي، احمد الحسني.

- الى جانب عدد من القصائد والمتابعات والترجمات.

فيما كتب رئيس تحرير المجلة الأستاذ: علي سعدون: "الكبير احمد خلف يسطع في حضوره وغيابه".

صمم العدد بإتقان: ابتسام رشيد. 

*****************************************************

قامات.. محمّد كُرد عليّ .. الأستاذُ الرئيس.. كَتَب {رسائل البلغاء} وتوجه إلى {أُمراء البيان}

د. سعيد عدنان

وُلِد محمّدُ بنُ عبدِ الرّزّاق كُرد عليّ سنةَ 1876، في دمشقَ ، وتُوفّي فيها، سنةَ 1953. وكان جدُّه، أبو أبيه،  كُرديًّا، من كُرد السُّليمانيّةِ بالعراق، جاء إلى دمشقَ واستقرّ فيها. وكانت أمُّه شركسيّةً من قفقاسيا (بلاد القوقاز). أمّا هو فمن أجلِّ أدباءِ العربيّة، وعلمائها، في التأليف والكتابة، وإدارةِ شؤون المعارف، وريادةِ النهضة! 

أقبلَ، وهو في سنّ الحداثة، على التعلّمِ والاستزادةِ من المعرفة؛ فاستقامت له العربيّةُ، وأحسن التركيّةَ، والفرنسيّةَ، وشدا أطرافًا من الفارسيّة، وحفِظ جانبًا من ديوان المتنبّي، وجوانبَ من دواوينِ غيره من الشعراء، وحفظ مقاماتٍ من مقامات الحريريّ، وحفِظ عيونًا من النثر العربيّ، ثمّ أخذ  يكتبُ، وينشر في الصحف والمجلّات. وكان قلمُه قد انسربت فيه أشياءُ ممّا حفِظ من شعر ونثر؛ فمال حرفُه، وهو يكتب، نحوَ صنعةِ الحريريّ في السجع، وتطلّبِ البديع، والافتتان باللفظ؛ ثمَّ رأى  ذلك، من بعدُ، مستثقلًا،  وأدرك أنّ الإيغال في الصنعةِ يُفسد الأفكارَ، ويعوقُ اندفاقَها؛ فأخلى قلمَه من التكلّف، وجنح به نحوَ الإسماح، فصارت كتابته سَلِسَةً سائغةً  تُعنى بالمعنى ووضوحِه أكثر من عنايتها بما سواه .

كان قد انشغل بالصحافةِ قراءةً وكتابةً؛ فقد بدأ بقراءة الصُّحفِ وهو في الثالثةَ عشرةَ من عمره؛ فلمّا بلغ السادسةَ عشرةَ أخذ يحرّر الأخبار،  ويكتب المقالاتِ؛ ثمّ عُهدَ إليه بتحرير" أوّلِ جريدةٍ ظهرت في دمشق، واطّرد صدورها مدّةً، واسمها الشام."ومن ينشغل بالصحافة لا بدّ أن يلابسَ السياسةَ، وأن تتّصل أسبابُه بها؛ وقد كان الأمرُ في الشام، على ذلك العهدِ،  للعثمانيينَ، وهم، يومئذٍ ، في آخرِ زمانِهم، وأفولِ دولتهم؛  يُظهرون الشدّة ويُسرفون فيها، ويقمعون صوتَ أهلِ البلاد. وكان لواليهم، في دمشق، رأيٌ في ما يصحّ نشرُه، أو لا يصحّ، وكان يأذن ويمنع؛ وقد شقي محمّد كُرد عليّ بالرقابة على قلمه، وشكا منها فقال: "إنّها صراع بين الحريّة والاستبداد، وناهيك به من صراع، والقابضون يومئذٍ على زمام الأمر يهزؤون بالحريّة وأنصارها."غيرَ أنّ قلمَه دَرِبَ بالكتابة والإنشاء والتحرير، وصار قادرًا على معالجة شتى القضايا حين يُريد . ثمّ تهيّأ له أن يخرجَ بقلمه من دمشق إلى القاهرة، وأن يكتب في مجلّة "المقتَطَف"،  وأن تتّسعَ شهرتُه وترتفعَ منزلتُه. ورأى أن يزور مصر في سنة 1901، وأن يمدّ الأسبابَ إلى صُحُفِها، وكتّابها، وأن يمكثَ فيها مدّة؛ وفي مصر، يومئذٍ، طائفةٌ من أهل الشام يزاولون الكتابةَ، وتحريرَ الصحف ؛ فليكن واحدًا منهم! غيرَ أنّه لم يلبثْ حتّى عاد إلى دمشق، وفي نفسه أن يرجِع كرّةً أخرى إلى القاهرة حيثُ سعةُ الأفق ورحابته، وحيثُ النأيُ عن الوالي العُثمانيّ ورقابته. وإذ أراد، في سنة 1905، أن يُصدرَ مجلّةً شهريّةً باسم "المقتَبَس"، تتناولُ العلومَ والآداب، على نهج "المقتَطَف"، توجّه إلى القاهرة وأقام فيها، وشرع بإصدار مجلّته، والعملِ في صحف أخرى. وقد استقامت له الحياة في مصر، واستقام لها ، وشدّته إلى أدبائها وكتّابها أوثقُ الأواصر حتّى قال: "أصبحتُ في مصر كأنّي في بلدي."غيرَ أنّه رجَع إلى دمشق في سنة 1908، حين أُعلن الدستورُ في الدولة العُثمانيّة، وأرخى الاستبدادُ بعضَ قبضته، وشرع بإصدارِ جريدةٍ يوميّة سياسيّة باسم "المقتَبَس"، فصار لديه مجلّةٌ شهريّة، وجريدةٌ يوميّة، كلتاهما باسم "المقتَبَس"؛ وقد أخذت المجلّةُ طابعَ البحث والدراسة بمعالجة شؤون الفكر والأدب والتاريخ، وأخذت الجريدةُ الشأنَ السياسيّ وما يتّصل به من وقائع يوميّة .  

لقد اتّضحت له ثلاثةُ مسالكَ في حياته؛ بعضُها من بعضٍ؛ مسلكٌ يقوم على الصحافة ، وآخر يتّصل بالسياسة ، ومسلك يتخذ البحثَ والتأليف ؛ وكلّها تلتقي على الجِدّ ، والصدق ، والإخلاص . وإذا كان قد بدأ بالصّحافة موصولةً بالسياسة فإنّه آلَ، من بعدُ ، إلى الدرس والبحث والتأليف واستقرّ فيه . وكان قد بلغ من الصحافة أن صار صاحبَ مجلّةٍ وجريدةٍ ، وصاحبَ قلمٍ متينٍ قويٍّ على التحرير والإنشاء متى أراده، وبلغ من السياسة أن صار وزيرَ المعارف يومَ أنشِئت حكومةُ دمشق الوطنيّة . بيدَ أنّه كلّما تقدّمت به السنُّ انحسرت عنايتُه بالصحافةِ والسياسة ، وأفرغَ نفسَه، شيئًا فشيئًا ، للبحث والدرس والتأليف حتّى أمست الصحافةُ والسياسةُ ، عنده ، صفحةً من صفحات التاريخ ؛ أمّا الشاخصُ المتجدّدُ على الزمن  فإنّه منحاه في البحثِ والدرس والتأليف . 

حين قامت الحكومةُ الوطنيّةُ   في دمشق، عَقِبَ الحربِ الأولى،  وتولَّى الملكُ فيصل الإدارةَ، كان من مسعاها إنشاءُ مؤسساتٍ إداريّةٍ وعلميّة ليترسّخَ معنى الدولة، وتتحقّق المقاصدُ منها في التقويم، والتوجيه، والرعاية، والمحافظة؛ وقد أُنشِئ، في ما أُنشِئ، المجْمعُ العلميّ العربيّ، سنة 1919، وهو أوّلُ مجْمعٍ علميّ عربيّ  سبق مجمعَي القاهرة وبغداد، وكانت رئاستُه قد أُسنِدت، حين أُنشِئ، إلى محمّد كُرد عليّ  وظلّ فيها من سنةِ الإنشاء حتّى وفاته في سنة 1953، فصار له بها لقبٌ يدلُّ عليه دلالةَ الاسمِ على صاحبه؛ هو:"الأستاذُ الرئيسُ". وقد كان من سَني أثره في المجمع أن نشر، في سوريا،  تعريبَ التعليمِ كلِّه ، وجعل تدريسَ موادّ العلم الصرف بالعربيّة  فضلًا عمّا سواها من موادّ .

لقد برع الأستاذُ الرئيسُ بالبحثِ، والدراسةِ، والتأليفِ ؛ فقد كان من نهجه أن يصطفي الجديدَ غيرَ المدروس، ويرجِع به إلى أصوله، ويستقصي ، فإذا أحاط به، وامتلك ناصيته؛ أخذ بالكتابة المبينة عنه متوخّيًا الدقّةَ، والإصابةَ ، والوضوحَ ، مع سموّ المقاصد في حفظ كيان الأمّة في لغتها وأدبها .

كان مدارُ البحث عنده واسعًا يتناول كلّ ما يقع في حقل الحضارة العربيّة الإسلاميّة؛ من تاريخ ، وعقائد، وأدب، ولغة، وغير ذلك؛ لكنّ صنعةَ الكتابة، وأساليبَ البيان شغلته على مدى حياته؛ فقد وضع كتابه الرائد"رسائل البلغاء"، في سنة 1908، وقد جمع فيه جملةً من آثارِ بلغاءِ العربيّة كابن المقفّع، وعبد الحميد، وابن المُدَبِّر، وغيرهم  لتكونَ "خيرَ مثالٍ ينسِجُ عليه من تسمو به الهمّةُ إلى الأخذ بمذاهب أئمة الإنشاء. "وهو لا يكتفي بإيراد الرسالة وحدَها، وإنّما يمهّد لها بما يضيئُها بشيء  من حياة كاتبها، وشيءٍ من أحوال عصره لتتمّ المعرفةُ الصحيحة. ثمّ أخذ يكتب في أُمراء البيان مُفصّلًا  في حيواتهم، وفي أساليب كتابتهم، ثمّ بإيراد أمثلةٍ من بيانهم  وهم عنده يبدأون بابن المقفَّع، وينتهون بابن العميد. وكلا كتابيه هذين؛ "رسائل البلغاء"، و"أُمراء البيان" رائدٌ في الوقوف على النثر العربيّ القديم، ودراسته، وقد ظلّا، من بعدُ، مرجعين لا يستغني عنهما دارسُ البيان العربيّ.  وله كتاب في شؤون إدارة الدولة العربيّة الإسلاميّة عنوانه : "الإدارة الإسلاميّة في عزّ العرب"، رجع فيه إلى مصادر التاريخ والأدب والحديث النبوي، فجاء متكاملَ النواحي. وله : " غابر الأندلس وحاضرها"، أقامه على مشاهدةِ القائم، ومدارسةِ التاريخ والجغرافية على نحوٍ لا يخلو من الإعراب عن النفس في انجذابها إلى تلك الأرض. ومثله في المنحى كتابه:"غُوطة دمشق". وكتب فصولًا عن أعلام معاصرين؛ عربٍ ومستشرقين فوفّاهم حقّهم ، وأشاد بفضلهم ، وأضاء جوانبَ من حيواتهم وفكرهم. ومع ذلك كلِّه كان قد دوّن ما جرى، له وعليه، من وقائعَ؛  من بَدء حياته حتّى علتْ به السنُّ ، ووقف عند رجالِ عصره ممّن اتّصلت بينه وبينهم الأسباب. وقد صدرت هذه المدوّنةُ بخمسة أجزاء عنوانها: "المذكّرات". وله كثير غير ذلك! لقد نشأ محمّد كُرد عليّ في مشتبكِ العروقِ والثقافات ، لكنّه حين استوى عودُه واتلأبّ نهجُه؛ كان عَلَمًا باذخًا من أعلام هذه العربيّةِ الكريمة ، وكاتبًا منشِئًا من كبار كتّابها ...  

************************************************

رأي.. النظام السياسي والوعي الاجتماعي   

سلام حربه

الانسان وأفكاره ومشاعره وعلاقاته الاجتماعية وكل بنى كينونته نتاج الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه من دون اغفال لإرثه الجيني الذي يساهم بشكل وبآخر في صياغته الوجودية لكن هذا الارث لا يقاس بما يكتسبه الانسان من قيم ومعان حياتية أثناء حركته في المجتمع وتفاعله مع الواقع. الانسان الذي يعاصر واقعين اجتماعيين مختلفين سيكون أشبه بانسانيين قد لايتعرف أحدهما على الآخر.

الانسان الذي يعيش في نظام سياسي اجتماعي بنته الجماهير بارادة حرة وبوعي ثوري قائم على العدالة الاجتماعية ودولة المؤسسات وازدهار في النظم التعليمية والصحية والتطور الدائم للمؤسسات الصناعية والزراعية واحتكام البلد الى النظم الدستورية والقانونية الرصينة التي لا تفرق بين هذا المواطن وذاك مهما كانت مكانته الاجتماعية ومرتبته في السلم الوظيفي، هذا الانسان سيشهد نمو وعيه الاجتماعي وازدهار قيمه الثقافية والروحية ويتعمق لديه الشعور الوطني لأن كل القيم الحياتية والبنى العقلية والنفسية هي نتاج النظام الاقتصادي الذي يمسك بزمام العملية السياسية في البلد مضافا اليه بعض العوامل التأريخية. قد يمتد العمر بهذا الانسان ليشهد انهيار هذا النظام السياسي بمؤامرات احيكت ضده وتكالبت عليه قوى الشر الداخلية والخارجية وبسببها تهدمت كل البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستبدلت ببنى هزيلة وتم تحييد دور الجماهير وتربعت على عرش السلطة السياسية قوى رجعية غريبة يرتهن وجودها كأذناب الى بعض بلدان الجوار وتأتمر بقوى الاستعمار والاحتكار لا هم لديها سوى تلبية مصالحها الرجعية وربط البلد بعجلة الراسمال والقوى الصهيونية الأمريكية والاستحواذ على خيرات البلد وخلق الفوضى وتغييب العدالة الاجتماعية واثارة النعرات الدينية والطائفية والعرقية لإدامة سلطتها السياسية واشاعة قيم رأس المال وبناء نظام اقتصادي مشوه أحادي ريعي يعتمد كليا على النفط وقيام المسؤولين بتهريبه وتصديره لجلب الاموال التي تكون عادة في جيوب السياسيين الفاسدين ولا يحصل المواطن منها الا على الفتات مما يخلق فجوة كبيرة بين طبقات المجتمع، اعداد قليلة تمتلك المليارات والحياة الباذخة وعامة الشعب يتضور جوعا، يبقى ينتظر الهبات التي تقدمها الحكومة بعد أن يتم تخريب المؤسسات الصناعية والزراعية ويصبح المواطن عاطلا عن العمل وتتخم الدوائر الحكومية بالفائضين الباحثين عن لقمة العيش وهم يعرفون أن لا انتاج يُقدم والجميع يصبح عالة على جسد الدولة التي عليها أن تطعمهم حتى وان قررت بيع البلد الى المتربصين به والكارهين له من أجل توفير الأموال لارضاء الأسياد وتمويه الشعب بأن الخير قادم وعلى الجميع شدّ الأحزمة على البطون (والشعور بالشبع الحقيقي هناك في الدار الآخرة) وهذا ما تعمل عليه المؤسسات الدينية الظهير القوي لمثل هكذا نظام سياسي فاشل وتعمل جاهدة في الحفاظ عليه وتحريم الاقتراب منه واشاعة الأوهام والخرافات بين أبناء الشعب وتهيئة الأذهان الى أن ما يحصل من خراب اجتماعي وعوز وفقر لارتكاب المجتمع المعاصي فوقع عليه العقاب الالهي والمواطن المؤمن هو من عليه ان يتحمل هذا البلاء ويصبر لأن سعادته الحقة هناك في الدار الآخرة حيث أنهار الخمر والحور العين وكل ما تشتهيه الأنفس والبطون وهذا ما يُرى ويُسمع من معتقدات دينية في العديد من البلدان التي حصلت بها ارتدادات سياسية واجتماعية ومنها العراق. الانسان ابن هذا الواقع الجديد سيجد أن منظومات القيم تتغير بالكامل وينحسر الوعي الاجتماعي الى أقصى درجاته وتنفذ الى عقله مفاهيم وأفكار هجينة ويصبح اشباع الغرائز الحسية عنده من الأولويات التي يقاتل من أجل الحصول عليها، تتضخم لديه شهوات الجنس والمظاهر الاجتماعية البراقة الزائفة في اقتناء أفخم السيارات الحديثة وبناء البيوت الفارهة واشباع نهمه بتناول الوجبات الدسمة الشهية في أفخم المطاعم والكافيهات وكل القيم الأخلاقية تذوب أمام المال وجمعه سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة ويساهم هذا الانسان بوعي في تهتك النسيج الاجتماعي وينقطع عن واقعه ويعيش في عالم زائف بلا مبادىء وأفكار علمية وبلا ثقافة.

ورغم كل الممكنات المادية التي يمتلكها من سيارة حديثة وبيت على الطراز الحديث وشهادة جامعية تعلق على حائط كبريائه وحضور نشط في مواقع التواصل الاجتماعي، الا أن وعيه الاجتماعي يتدنى ويصبح جزءً من قطيع يساق الى مذبح السياسي الفاشل. عند هذه العتبة من التراجع تغدو عملية تغيير المجتمع عسيرة، وان حصلت احتجاجات على النظام هنا وهناك فليس من أجل تغيير النظام السياسي بل لتحقيق المصالح الفئوية لهذه الجماعة أو تلك لأنه لا يوجد هم وطني وأفكار مدنية طليعية تجتمع عندها فئات المجتمع كافة. حتى الانسان الواعي الذي عاش الواقعين المختلفين سيجد بأنه محاصر بقيم وأخلاقيات الواقع الجديد وتنفذ اليه من هنا وهناك مفاهيم غريبة لم يألفها سابقا مما تخلق عنده الكثير من الرؤى الضبابية والتنصل عن بعض المواقف والافكار التي كان يؤمن بها سابقا وحين ينتبه ويخلو الى نفسه سيجد بأنه أصبح انسانا آخر، يعيش الصراع بين الوجود والعدم وهذا ما يدفعه الى الانكفاء على ذاته والانغلاق الروحي وتخلقان لديه نوعا من الفصام النفسي الذي لا يعرف سبيلا للتخلص منه.

المجتمعات المتحضرة السليمة ينعم أبناؤها بوعي اجتماعي حاد في حين يصاب بالنكوص وينعدم في مجتمعات الرثاثة والتحلل والهمجية والتخلف لنجد أن المجتمع في النهاية مفكك ويتحول الى العديد من الكيانات الطائفية والمذهبية والعرقية لا علاقة لها بشيء اسمه وطن ونسيج أرضها وبيوتها ونفوس أبنائها ممزق يبعث على القلق والحيرة والشفقة..        

************************************************

مِنْ يَوْمِيَّاتِ شَاعِرَة

خالد الحلّي/ ملبورن – استراليا

ذاتَ صباحْ

شَاعِرَةٌ عَاشِقَةٌ، سَأَلَتْ

وَهْيَ تُعِيدُ قِرَاءَةَ آخِرِ مَا كَتَبَتْ

كَمْ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِي،

يَقْرَأُ شِعْرِي؟

هَلْ حَقًّا لَا يَقْرَأْهُ

مَنْ أَعْشَقُهُ

وَأَنَا أَكْتُبُهُ،

كَيْ يَقْرَأَهُ؟ 

 صَمَتَتْ، وَبَكَتْ

وَ بِحُزْنٍ هَمَسَتْ

هَلْ كُلُّ اَلشُّعَرَاءْ

يَعْتَبِرُونَ اَلشِّعْرَ حَيَاةْ      

وَالدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ اَلشِّعْرِ مُوَاتْ؟

ذاتَ مَسَاءْ

كَانَتْ تَتَخَيَّلُ أَنَّ اَلْأَقْمَارْ

تَكْتُبُ لِلْأَنْجُمِ أَحْلَى اَلْأَشْعَارْ

فَيَصِيرُ اَلْكَوْنُ جَنَائِنَ بَوْحٍ

وَتَفِيضُ اَلْأَنْهَارْ

بِالعِطْرِ  وَبِالْأَزهَارْ

كَانَتْ تَتَخَيَّلُ أَشْجَارًا

تُثْمِرُ أَشْعَارًا

فَيَشِعُ اَللَّيْلُ ضِيَاءْ 

وَتَظَلُّ اَلْأَنْوَارْ 

صَاحِيَةً لَا تَعْرِفُ نَوْمًا     

لَيْلاً وَ نَهَارْ

 

حُزْمَة نُورْ

تَحْتَ سَمَاءٍ

مَا كانَتْ تُبْصِرُ فِيهَا

قَمَرًا أَوْ نَجْمًا أَوْ شَمْسْ

كَانَتْ تَسْمَعُ شِعْرًا

يَنْسَابُ بِهَمْسْ

مِنْ حُزْمَةِ نُورْ

تَتَنَشَّقُ أَشَذَاءَ وُرُودٍ وَزُهُورْ

فَتَصِيرُ اَلدُّنْيَا

كُلُّ اَلدُّنْيَا

شِعْرًا وَحَنَانًا وَحُبُورْ

********************************************

الصفحة الثانية عشر

في ضيافة {ملتقى جيكور} البصري.. خالد خضير الصالحي وحديث عن فيصل لعيبي

البصرة – طريق الشعب،

باسم محمد حسين 

ضيَّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، أخيرا، الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي، الذي ألقى محاضرة بعنوان "الروح المحلية في الفن التشكيلي العراقي.. فيصل لعيبي انموذجاً".

المحاضرة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، استمع إليها جمهور من الفنانين والمثقفين ومتذوقي الفن التشكيلي. بينما أدارها د. يسر الفرطوسي، واستبقها بتقديم نبذة عن الضيف، مبينا أنه ناقد تشكيلي وفنان، حاصل على البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة، وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وعضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، ولاعب وحكم ومدرب دولي للشطرنج. 

وذكر أن الضيف له مؤلفات وترجمات ومقالات منشورة في مجالات النقد الأدبي والتشكيلي، فضلا عن الشطرنج.

بعد ذلك استهل الصالحي محاضرته بتعريف بمفاهيم فنية ونقدية عديدة خاصة بالرسم، منها التحريف والتغيير والانزياح الشكلي، وفقا لقوانين التشريح التي صيغت خلال عصر النهضة في أوربا مشيرا إلى ما يُطلق عليه "الوضع الأمثل" في تحوير الجسد البشري الواقعي في الرسم، والذي ظهر في الحضارتين الرافدينية والفرعونية.

ونوّه إلى ان الرسم في عصر النهضة تحوّل من الرسوم المسطحة ببعدين، إلى نظام ثلاثي الأبعاد. فيما لفت إلى ان العمل الفني، وفقا للفيلسوف الألماني غادامير، يتشكل من واقعتين، هما: الواقعة الشيئية (المادية) التي يتخصص في دراستها النقد التشكيلي، والواقعة السردية التي يُعنى بدراستها علم التأويل.

وأشار إلى ان له تصورا لمعمارية خاصة في الفن التشكيلي، متشكلة من مركز صلب شيئي (مادي)، ينتج أصداءً سردية وتأويلات شرعية الوجود تماما، لكنها ليست جوهرا للعمل التشكيلي، مبينا أن هذا التصور مماثل شكليا (معماريا)، فهم كارل ماركس للتركيبة الاجتماعية باعتبارها قاعدة اقتصادية تؤلف جوهر البنية التحتية للمجتمع.

وتطرق المحاضر إلى الرسم العراقي، وجماعاته، مثل جماعة الرسم الانطباعي، وجماعة بغداد للفن الحديث، وجماعة الستينيين، مبينا أنه بعد وفاة جواد سليم، بدأت تخفت قضية "التعبير عن الروح المحلية" في الفن التشكيلي، وبدأ الستينيون بالتخلي شيئا فشيئا عن هذه الفكرة، ولم تتبق الا محاولات منفردة من بعض الستينيين.

وأضاف قائلا ان هناك اتجاها يوظف الأسلوب المدرسي الأكاديمي، باعتباره حاضنة ممكنة للتعبير عن الروح المحلية، اتبعه فنانون درسوا الفنين السوفياتي والمكسيكي وتأثروا بهما، أمثال محمد عارف وماهود احمد وعفيفة لعيبي وفيصل لعيبي وسماء الاغا، موضحا أن كلا من هؤلاء قدم مقترحاً ضمن اطار الرسم العراقي.

وعن فيصل لعيبي، قال أن قضية التعبير عن الروح المحلية، شكلت استراتيجية موضوعاتية وشكلية لمنجز رسامين عراقيين كثيرين، أمثال فيصل لعيبي الذي ترجم تلك الروح بنماذج من الفولكلور العراقي، ما شكل موجها قرائيا للنقد اللاحق. 

وتابع قوله أن المنجز الاهم الذي حافظ على الأسلوب الاكاديمي، والذي بقي وفيا لموضوعة الروح المحلية، تمثل في تجربة لعيبي. حيث اتجه الى تحقيق تواشج بين قوانين الفن الاكاديمي ذي الابعاد الثلاثة، وقوانين الرسم الاسلامي ذي البعدين، من خلال اجراء تغييرات في قوانين التشريح لتلائم قوانين كلا الفنين.

وزاد الصالحي على قوله أن لعيبي استعار من فنون العراقيين القدامى والفراعنة والفنون الإسلامية، ما يعرف "بالوضع الامثل"، وهو وضع تتخذ فيه الموجودات الاوضاع التي تظهر اهم خصائصها الشكلية، ويستوجب ذلك درجة من "التحريف" في قوانين التشريح بالنسبة لجسد الانسان، ودرجة من التحريف المنظوري بالنسبة للأشكال الجامدة الاخرى.

وقدم المحاضر قراءات نقدية تحليلية لبعض أعمال الفنان فيصل لعيبي، معززا قراءاته بعرض صور للأعمال على شاشة "داتا شو".

وفي سياق المحاضرة قدم عدد من الحاضرين مداخلات، عقّب عليها الصالحي بإسهاب.

*****************************************

ومرت الأيام

في كتابه الموسوم "ومرت الأيام"، الصادر عن "مطبعة آزادي" في عنكاوا عام 2022، يضع عبد المسيح سلمان سور مقالات كان قد نشرها في صحف ومجلات عديدة، وألقى فيها أضواء على مدينة عنكاوا ومدارسها وخدماتها ومبانيها الرسمية وأسواقها وما تعرّضت له من أزمات، فضلا عن مجالسها وحدائقها وكنائسها وغير ذلك الكثير.

كذلك يُلقي الضوء في عدد من المقالات، على مشاريع خدمية في المدينة، تعرضت إلى مشكلات. وفي مقالات أخرى يتناول قضايا تتعلق بمعيشة المواطن وحاجاته.

يقع الكتاب في 307 صفحات من القطع المتوسط. 

**************************************************

ليس مجرد كلام.. كيف نخدم مدينتنا وناسها؟

عبد السادة البصري 

ذات يوم استذكرنا البيوتات القديمة ورجالاتها، تحدثنا عن الشناشيل والبيوت التراثية ومَنْ بناها وكيفية بنائها وما المطلوب الآن للحفاظ عليها من الخراب والهدم؟! كما تحدّثنا عن المدارس والمكتبات والمستشفيات وما إلى ذلك.. قال أحدنا:-  أتعرفون هذا المبنى الذي نجلس فيه الآن؟ إن بناءه يرجع إلى أكثر من ثلاثة أرباع القرن وان سقفه بُني بطريقة هندسية لا تحتاج إلى حديد ( شيلمان) بل على شكل قبّة تضفي جمالا آخر لجماليات البناء، وإنها بُنيت على يد ( أسطى ) ماهر لا يعرف القراءة والكتابة، إنّه مهندس معماري بالفطرة، وهو الأسطى إبراهيم الذي بنى إعدادية البصرة المركزية في عشرينات القرن الماضي بعد أن تبرّع بأرضها وكلفة بنائها أحد الميسورين خدمة لمدينته وأبنائها. فأجبته وبناية (قبة الموانئ) أيضا بناها ( الأسطى إبراهيم )إضافة إلى بنائه جوامع وبيوت ذات طابع فريد بتصميمها،

وذكر صاحبي أن أحد الميسورين تبرّع بقطعة أرض كي يُبنى عليها أول مستشفى في البصرة والذي سُميَ (مستشفى مود) ثم تغير الاسم إلى (مستشفى الملك فيصل)، وبعد ثورة 14 تموز سُمي (المستشفى الجمهوري)، ومن الجدير بالذكر أن الزعيم عبد الكريم قاسم كان قد تبرّع ببيتهم القديم في الصويرة لتُبنى عليه مدرسة، أخذنا الحديث إلى مكتبة ( النجاة الأهلية ) في الزبير التي تبرّع بقطعة الأرض وتكاليف البناء احد الميسورين أيضاً!!

كل هذا يدلّ على أن الميسورين ورجال الأعمال كانوا يعشقون مدينتهم ويشعرون بعمق الانتماء الحقيقي لها، فيقدّمون الخدمات الإنسانية بلا مقابل للناس، ما جعلهم يسكنون الذاكرة ويكونون أبطالاً للحكايات الجميلة ومضرباً للأمثال في الانتماء والمحبة!!

اليوم ونحن نستذكرهم، نتحسّر كثيراً لأننا نشاهد الميسورين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات وهم يستولون على الأراضي لا لشيء سوى أن يبنوا عليها قصورهم وفنادقهم ومدارسهم الأهلية طبعاً، والتي تدر عليهم أرباحاً هائلة متناسين أن المدينة وناسها بحاجة إلى خدماتهم ورؤوس أموالهم، فبدلاً من استثمارها هنا وهناك بعيداً عن الناس والمدينة وتشغيلها في ما يستهلك جيب الغنيّ قبل الفقير، عليهم أن يلتفتوا إلى مدينتهم وأبنائها ويعرفوا ما الذي يتوجب عليهم أن يقدموه للناس من خدمة يظلّ صداها يرنّ في ذاكرة الأجيال!!

خدمة المدينة وأهلها هو الانتماء الحقيقي للناس والأرض في كل زمان ومكان، لا يقدر عليها إلا مَن كانت جذوره راسخة رسوخاً قوياً في الأرض وقلبه ينبض محبةً وعشقاً للمدينة وناسها، ومن يُدرك أن التاريخ يسجّل كلّ شيء صالحاً كان أم طالحاً !!!

******************************************

حفل فني في عيد الطفل

بغداد – طريق الشعب

أقامت رابطة المرأة العراقية، السبت الماضي في بغداد، حفلا فنيا في مناسبة يوم الطفل العالمي، الأول من حزيران، حضره عدد من الأطفال وعائلاتهم.

الحفل الذي أقيم على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، افتتحته د. خيال الجواهري بقراءة بيان الرابطة في المناسبة، والذي شدد على أهمية تكاتف الجهود للدفاع عن حقوق الطفل والتضامن مع أطفال غزة، وحماية الأطفال من العنف والاساءة، ومنحهم حقهم الطبيعي في التنشئة في بيئة سليمة آمنة.

بعدها قرأت مقدمة الحفل، الرابطية نهاوند، قصيدة في المناسبة، للكاتبة والشاعرة الرابطية رجاء القيسي.

وشهد الحفل فقرات غناء ورقص، ومسابقة اسئلة وأجوبة، فضلا عن فقرة رسم حر.

وفي الختام، وزعت الرابطة هدايا على الأطفال.

*******************************************

إنعام كجه جي تفوز بجائزة سلطان بن علي العويس

متابعة – طريق الشعب

قطفت الروائية العراقية إنعام كجه جي "جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية" في الإمارات، بدورتها الـ 19، وذلك عن حقل القصة والرواية والمسرحية.

وفي بيان صحفي، ذكر الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس، عبد الحميد أحمد، أن لجنة تحكيم الجائزة قررت فوز كجه جي، إضافة إلى أربعة قطفوا جوائز الشعر، والدراسات الأدبية والنقد، والدراسات الإنسانية المستقبلية، والإنجاز الثقافي العلمي، لتميزهم كل في مجاله، ولأعمالهم التي ساهمت في تطور الأدب والثقافة في العالم العربي.

وعن فوز كجه جي، ذكر أن اللجنة منحتها الجائزة بناء على ما تميزت به كتاباتها من قدرة على المزج بين الجانبين التوثيقي و الأدبـي، مبينا أنه برزت في أعمال كجه جي "موضوعات الهوية، والمنفى، والاغتراب، والتشظي النفسي، والحنين الذي يعيد اكتشاف الماضي ويطرحه برؤية نقدية جديدة. وهو ما عبّرت عنه شخصيات عاشت على أطراف التاريخ ولم تجد من يروي حكاياتها، ومنها نساء واقعات في قلب الحياة، يحضرن في منجزها الأدبي بقوتهن، وضعفهن، ونجاحاتهن، وانكساراتهن، وبكل ما يلقين من تناقضات وتحديات".

وبلغ عدد المرشحين في كل الحقول 1940 مرشحاً. إذ تقدم لجائزة الشعر 258 مرشحاً، ولجائزة القصة والرواية والمسرحية تقدم 566 مرشحاً. أما جائزة الدراسات الأدبية والنقد فقد تقدم لنيلها 318 مرشحاً، وجائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية تقدم لها 505 مرشحين، فضلا عن 293 مرشحا تقدموا لنيل جائزة الإنجاز الثقافي العلمي.

******************************************

قف.. بصراحة

عبد المنعم الأعسم

 

لو لم اكن شاهدا على سلسلة من التعديات الشنيعة على قيم الوظيفة مسجلة على جهاز الشرطة التابع لوزارة الداخلية، وتعاطي الرشوة علنا بالصوت والصورة، والتواطؤ مع العصابات المنفلتة، والتراخي في رصد الجريمة التي تعربد هنا وهناك، وممارسة الزجر والاذلال للمارة والعابرين.. اقول، لو لم أكن شاهدا على كل ذلك ما جازفت بسمعتي ككاتب احترم نفسي وقلمي وتاريخي باطلاق هذا الاتهام "الثقيل" الذي قد يعرضني الى المساءلة، بل، ما كنت سأكتب هذه السطور "المغامِرة" في صحيفة لها مكانتها في خارطة المسؤوليات الادبية والمعنوية، فقد كنت طرفا في اكثر من حادثة واحدة يتصرف فيها الجناة بكل "رهاوة" وكنت عينا في اكثر من ساحة تفتح ستارتها على انتهاكات، في وضح النهار وعلى بعد ياردات من مفرزة للشرطة. مسرحيات نصب وتشليح وتهديد توقع بمواطنين وتبتز آخرين، ثم يفلت "الممثلون" وهم يرتدون ملابس الشرطة ويستخدمون سياراتها.

 أكيد ستقول الجهات المسؤولة في وزارة الداخلية، نعم تحدث مثل هذه الاعمال الخارجة على القانون، ولكنها  (ستقول ايضا) اعمال فردية، وتحدث في جميع الدول، بما فيها الدول التي تتمتع بأرقى انواع تقنيات المراقبة والملاحقة والضبط والالتزام الوظيفي، وسنقبل  هذا التبرير الافتراضي، لكن، لابد من القول ان تلك الدول تقبض على 90 بالمائة من الاعمال الموصوفة بالجريمة المنظمة، فيما نحن نمرر اكثر من 90 بالمائة من تلك الجرائم، دون عقاب.

*قالوا:

"كل ما يتطلبه الطغيان للوجود هو بقاء ذوي الضمير الحي صامتين".

جيفرسون- الرئيس الامريكي الثالث

*******************************************

تحرّك لإنقاذ  {خان الاسكندرية} في بابل

متابعة – طريق الشعب

تشهد مدينة الإسكندرية شمالي بابل، مشروع تأهيل "خان الإسكندرية" الكبير، أحد أبرز المعالم التاريخية العثمانية في العراق، وذلك في إطار خطة متكاملة تهدف إلى الحفاظ على هذا الإرث الثقافي وتحويله إلى مقصد سياحي.

وشُيّد هذا الخان في القرن السادس عشر الميلادي. وكان يُستخدم كمحطة استراحة للقوافل التجارية والزائرين المتجهين إلى العتبات الدينية في كربلاء والنجف. كما يتميز بتصميمه المعماري. حيث يتكون من ثلاث قلاع متداخلة وقباب متعددة، لكنه أهمل في خمسينيات القرن الماضي، ما أدى إلى تدهور بنيته بشكل كبير.

وتُشرف مفتشية آثار بابل على أعمال التأهيل، التي تم تقسيمها إلى ثلاث مراحل، شملت الأولى، التي نُفّذت بعد تخصيص مبالغ لها من قبل الهيئة العامة للآثار والتراث، رفع الأنقاض والتراكمات البنائية والنباتات البرية، إلى جانب أعمال إظهار الجدران والسلالم والآبار، وبناء ستارة خارجية لحماية الموقع من التجاوزات، إضافة إلى تدعيم الجدران والقباب المتصدعة.

أما المرحلة الثانية، التي لا تزال قيد التنفيذ بتمويل من ديوان محافظة بابل، ضمن خطة إعادة الاستقرار للمناطق المتضررة من الإرهاب، فتركّز على تأهيل الخان الغربي المعروف بـ"خان الوقف". وتشمل الأعمال ترميم الأرضيات، معالجة مشكلة المياه الجوفية، بناء الجدران والأقواس والقباب المتهالكة، إضافة إلى تنفيذ ممرات أمامية وأعمال كهربائية متكاملة.

في هذا الصدد، قال المهندس سلمان أحمد، رئيس لجنة صيانة الخان: "نعمل على إعادة الحياة إلى هذا المعلم التاريخي المهم، ونسعى إلى الحفاظ على طابعه المعماري الأصيل باستخدام مواد وتقنيات تتناسب مع طبيعته التراثية"، مضيفا في حديث صحفي أن "مشروع التأهيل لا يقتصر على الترميم فقط، بل هو خطوة لتحويل الخان إلى مركز ثقافي وسياحي يخدم أبناء المنطقة والزائرين من مختلف المحافظات".