الصفحة الأولى
الإعلان عن تحالف انتخابي مدني واسع في العراق.. الشيوعي العراقي: {البديل} يسعى لإنهاء المحاصصة وحصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد
بغداد ـ طريق الشعب
أعلنت قوى مدنية ووطنية في بغداد عن تشكيل تحالف انتخابي مدني كبير، يضم أحزابا وشخصيات سياسية بارزة، استعداداً لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ويضم التحالف الجديد الذي حمل اسم "البديل"، الحزب الشيوعي العراقي، حركة الوفاء ـ عدنان الزرفي، حزب الاستقلال ـ سجاد سالم، حزب البيت الوطني ـ حسين الغرابي، الحركة المدنية ـ شروق العبايجي حركة كفى ـ رحيم الدراجي، التجمع الجمهوري ـ سعد عاصم الجنابي، بناة العراق برئاسة رياض الإسماعيلي، تحالف الاقتصاد العراقي - عدي العلوي، حركة المثقف العراقي ـ ضرغام علاوي، حركة ريادة ـ طارق اللهيبي، والتيار الديمقراطي ـ منسقه العام أثير الدباس.
وقال التحالف في بيان، أن "هذه الخطوة تشكل ولادة خط سياسي جديد طال انتظاره، يعبر عن أمل المجتمع العراقي، ويجسد حلم الأجيال بوطن يحتضن الجميع دون تمييز"، مشيرا الى انه "ينبذ الطائفية والمكوناتية، ويرفع راية المواطنة والعدالة والكرامة، ليكون البديل الحقيقي الذي يستحقه".
وأضاف أن "التحالف سيقود مسيرة إصلاح جذري ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل السياسي القائم على النزاهة والكفاءة والانتماء للوطن فقط".
السعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية
وقال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، علي صاحب، إن "الحزب سيخوض الانتخابات ضمن تحالف البديل الذي حصل على الاجازة والمصادقة من قبل مفوضية الانتخابات، ويعتزم دخول المعترك الانتخابي في 15 محافظة"، مبينا ان "التحالف يضم قوى وأحزابا وشخصيات وطنية ومدنية، وسيعمل على مختلف المساحات الممكنة، فضلا عن كونه واحدا من اكبر التجمعات الوطنية والمدنية ضمن خارطة التحالفات".
وأضاف صاحب في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "التحالف ينطلق من برنامج يسعى الى بناء دولة مدنية ديمقراطية ويعمل على حصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد، والعمل على انهاء المحاصصة الطائفية والاثنية. كما انه يقدم برنامجا يتضمن تفصيلات عديدة ستأخذ مجالها للتنفيذ في مختلف الموضوعات التي يحتاجها العراق".
وشدد القيادي في الحزب على ان "التحالف يؤكد على موضوعة التغيير باعتبارها ضرورة ملحة لتجنيب البلد مزيدا من المآسي والدمار والخراب، وانقاذه من الازمات التي يعيشها"، منبها الى ان "الحزب يعمل حاليا على تشخيص المرشحين الاكفاء الذين سيكونون عنوانا للنزاهة، ولا شائبة على وطنيتهم، ومن مختلف مدن ومحافظات العراق من رفاق واصدقاء الحزب، وسيكونون من الشخصيات التي لديها باع طويل على المستوى المهني والسياسي والاجتماعي".
واكد ان "مرشحينا يسعون الى تمثيل تطلعات الشباب والطبقات والفئات المهمّشة، بعيدا عن قوالب التحاصص التقليدية التي حكمت العملية السياسية منذ 2003".
ووفقاً للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فإن عدد الناخبين الكلي في العراق بلغ أكثر من 29 مليون ناخب، بعد شمول مواليد 2005 و2006 و2007 الذين أتموا أو سيتمون السن القانونية (18 عاماً) بحلول موعد الانتخابات المقرر في 11 تشرين الثاني 2025.
"ضد نوعي" لقوى السلطة
حسين الغرابي، أمين عام البيت الوطني، المنضوي في تحالف البديل، قال لـ"طريق الشعب"، ان "التحالف يضم اغلب القوى المدنية والتشرينية، وبالخصوص في محافظة ذي قار"، مبينا ان "وجهة التحالف تنطلق من جمع غالبية القوى المدنية، وبالتالي لا يمكن جمع كل القوى المدنية، وهذا الامر مفهوم. وبعض المحسوبين على القوى المدنية حسموا امرهم باتجاهات أخرى لا نستطيع ان نمضي معها، لاسيما مع قوى السلطة او القوى التي لدينا معها إشكالات قوية في مسألة التعاطي مع الاحتجاجات".
وأضاف الغرابي، "الآن اكتمل تسجيل التحالف، وبدأنا مرحلة اختيار المرشحين وهي مرحلة صعبة وخطرة. إذ نريد ان نختار مرشحين يمثلون فعلا الواجهة المدنية والقيم المدنية ويؤمنون بدولة المواطنة، وبعيدين عن المحاصصة وينبذون السلاح والطائفية ويرفعون الهوية الوطنية، وهذا ما سننجح به بالتأكيد".
وشرح الغرابي اختيار اسم تحالف البديل بأنه "جاء لكوننا ضد نوعي لما موجود في المنظومة الحاكمة من أحزاب لديها ولاءات خارجية. سنقدم الضد النوعي الحقيقي لهذه الأحزاب".
مزاج الناخبين ينبذ قوى المحاصصة
من جهته، أكد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ان تحالف البديل يحتكم لمعيارين: المدني والوطني، متوقعا ان ترافق التحالف "حظوظ جيدة" في الانتخابات المقبلة، برغم التنافس الشديد مع القوى الأخرى، على اختلاف أسمائها، التي تنتهج المحاصصة.
وقال فهمي في تصريح صحفي، ان "المزاج العام لدى العراقيين اليوم يدعو إلى التغيير في الأوضاع نحو البعدين المدني والوطني، والتخلص من تداعيات نهج المحاصصة"، مضيفاً "نحن كحزب شيوعي ننظر إلى العملية الديمقراطية باعتبارها ليست بمعزل عن الصراع داخل البلد ككل، ونحن عملنا ونستمر بالعمل من أجل مواجهة قوى المحاصصة وكل ما يترتب على هذا النهج".
واضاف فهمي، ان "الوضع العام لقوى المحاصصة أضعف من السابق: هناك انفضاض شعبي عنها، لكن هل هذا التذمر في المواقف سيتحول إلى أصوات انتخابية؟ هذا هو التحدي، ونحن نعرف أن قسماً كبيراً من الناس رافضين لنهج المحاصصة ولما سائد اليوم".
وأشار سكرتير الحزب الى ان "أحزاب الإطار التنسيقي يتحدثون عن إنجازات كبيرة هنا وهناك، لكن الدولة العراقية تواجه مشاكل كبيرة جداً على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكثير من المرتكزات التي قام عليها الإطار التنسيقي اهتزت بسبب التطورات التي شهدتها المنطقة مؤخراً، والجهات المرتبطة بالسلاح والجماعات المسلحة وضعهم ليس كالسابق. والمكاسب الجزئية التي حققوها موضع تساؤل".
******************************************
راصد الطريق.. ليس لأجل الموت تُبنى السجون!
نقلت وكالات محلية امس الأول خبر وفاة سجين خلال عملية نقله من سجن المطار الى سجن التاجي "وسط درجات حرارة قاتلة". وحسب الخبر تُرك السجين ساعات تحت اشعة الشمس الشديدة في ساحة الانتظار، دون توفير حماية له من الحرارة اللاهبة، ولا الاستجابة من جانب الضابط المسؤول الى مناشداته المتكررة بنقله الى الظل.
وفي اليوم نفسه وصل خبر وفاة سجين من الانبار داخل احد السجون في بغداد، لسبب مشابه هو صمّ الآذان وعدم سماع طلبه المتكرر الملحّ، بنقله الى المستشفى للمعالجة العاجلة.
الخبران المحزنان والمثيران للغضب، جاءا بعد أيام فقط من حادث الوفاة المفجعة لاثنين من طلبة الكلية العسكرية في الناصرية، جراء الإرهاق الشديد وحرارة الشمس.
ويذكّر هذا كله بحوادث وفاة السجناء في السجون العراقية عموما، لأسباب متنوعة يُذكر بينها غالبا غياب التعامل الإنساني، وانتزاع الاعترافات بالقوة والعنف، وإهمال السجناء المرضى وتركهم دون رعاية صحية حتى حين يحتاجونها بشدة.
ان مثل هذا التعاطي يشكل انتهاكا صارخا للقوانين والشرائع والاعراف، ويفرض اخضاع إدارات السجون والسجانين لمراقبة ومحاسبة شديدتين.
فالموت والتسبب في الموت هما آخر ما أقيمت السجون لأجله.
**********************************************
العيد الـ 90 للصحافة الشيوعية.. مناسبة جديرة بالإحياء والاحتفاء
شهران وتحل الذكرى التسعون لصدور اول جريدة شيوعية في العراق، وانطلاق مسيرة الصحافة الشيوعية العراقية.
ففي 31 تموز 1935، بعد سنة وبضعة شهور على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، صدر العدد الاول لصحيفته الاولى "كفاح الشعب"، حاملا في رأس اولى صفحاته شعار المطرقة والمنجل وعبارة "يا عمال العالم اتحدوا".
وجاء صدور الجريدة وتعاقُب ظهور اعدادها في الاشهر التالية، في اجواء من السرية المطبقة التي كان يفرضها القمع والقهر الملازمان للحكم الملكي الرجعي، ومن التحدي والتصدي اليوميين لمصاعب ومخاطر تلك الاجواء الارهابية. شأنها في ذلك شأن الحزب نفسه، الذي تأسس وواصل العمل سرّا سنة بعد سنة، في ظل الظروف القاسية والملاحقات البوليسية ذاتها.
ورغم نجاح اجهزة القمع الحكومية بين حين وحين في دهم بيوت سرية للحزب ومصادرة مطبعة جريدته، فانه سرعان ما كان يؤمّن المستلزمات البديلة ويستأنف اصدارها بالاسم نفسه او تحت اسم آخر. علما ان تغيير اسمها، وهي الجريدة المركزية للحزب، كان يرتبط غالبا بطبيعة مراحل نضاله الوطني والديمقراطي، وتنوع اولوياته ومهماته الملموسة.
وهكذا نجح الحزب في السنين والعقود اللاحقة، ورغم قسوة ظروف العمل السري، في مواصلة اصدار جريدته المركزية باسماء مختلفة (بعد كفاح الشعب: الشرارة، القاعدة، اتحاد الشعب، طريق الشعب) مع بعض حالات الاحتجاب الموقتة، الناجمة عن مداهمات الاجهزة القمعية.
وبمرور الزمن وتطور وتنوع الاحوال والظروف السياسية في البلاد في مجرى العقود الماضية، وتوسع تنظيمات الحزب وتنامي احتياجاته، تمكن الحزب من اصدار مطبوعات اخرى الى جانب جريدته المركزية، من صحف ومجلات سياسية وفكرية وثقافية. وقد ظهر عديد منها باللغة الكردية (ابرزها ريكاي كوردستان)، وبعضها حتى باللغة الارمنية. وظهرت مطبوعات اخرى خاصة بمناطق معينة من البلاد (الفرات الاوسط مثلا، الجنوب) وغيرها تخص منتسبي فئات اجتماعية محددة (عمال، فلاحين، طلاب وشباب، معلمين، جنود، سجناء سياسيين وغيرهم).
ولعل مجلة "الثقافة الجديدة" التي احتفلت قبل سنتين بمرور سبعين سنة على صدورها، هي الابرز بين مطبوعات الحزب الدورية المذكورة، الى جانب جريدته المركزية. فهي الوحيدة التي واصلت الصدور منذ ظهورها الاول سنة 1953 حتى اليوم، رغم ما تعرضت اليه مراتٍ من قمع ومنع، اجبراها على الاحتجاب سنين عديدة احيانا.
هذا الإرث الحافل للصحافة الشيوعية العراقية، تكوّن وكبُر في كثير من جوانبه إبان سني وعقود النشاط السري الاضطراري للحزب، قبل ثورة 14 تموز 1958 وغداة انقلاب شباط 1963 الاسود وبعد الهجوم الدموي الصدامي على الحزب اواخر سبعينات القرن الماضي. وهي في مجموعها تغطي ثلثي المسيرة التسعينية اليوم للحزب ولصحافته كليهما.
وكان ثمن ذلك الانجاز الكبير باهضا، دُفع بدماء وارواح المناضلين الشيوعيين البواسل، بضمنهم الكثير من الصحفيين اللامعين.
هؤلاء الشهداء الخالدون، وسائر من عملوا في صحافتنا الشيوعية وقدموا الكثير الكثير عبر مسيرتها الطويلة المشرّفة، بضمنهم خصوصاً مبدعو "طريق الشعب" ومدرستها في السبعينات، هم من نكرر اعتزازنا وافتخارنا بهم وبإنجازهم اليوم، ونحن نتهيأ لإحياء العيد التسعين للصحافة الشيوعية العراقية آخر تموز المقبل.
وفيما نتهيأ ونهيء، نفتح صفحات جريدتنا لكل من يرغبون في المساهمة معنا في الكتابة عن المناسبة، وفي استذكار مسيرة صحافتنا المديدة المعمدة بالتضحية والألم وبالانجاز الباعث على الفرح، وما قدمت لنضال شعبنا في سبيل الحرية والديمقراطية والاستقلال الوطني، وما أمدّت به ساحات الصحافة العراقية والإعلام والثقافة من ثمار كثيرة يانعة متجددة، وغير ذلك وغيره.
***********************************************
الصفحة الثانية
نائب: صراعات الكتل تشل عمل مجالس المحافظات
بغداد _ طريق الشعب
حذر نائب رئيس لجنة الأقاليم والمحافظات النيابية، جواد اليساري، من تفاقم الخلافات داخل بعض مجالس المحافظات، مشيرا الى انها باتت تشكل عائقاً أمام أداء الحكومات المحلية.
وقال اليساري في حديث صحفي، إن "أملنا كان أن تكون هناك حكومات محلية منسجمة مع السادة المحافظين، لكن ما يحدث حالياً يبعث على القلق، إذ بدأت الخلافات تأخذ منحى خطيراً".
وأوضح أن "هناك اصطفافات وتحديات داخل بعض المجالس، فضلاً عن صراعات مع المحافظين أنفسهم".
وأشار إلى انه "في السابق، كان القرار موحداً، وبدأ العمل بانسيابية، أما اليوم فبعض المجالس بدأت تعرقل عمل المحافظين"، مشيرا الى أن "هناك مجالس جيدة ومنسجمة مع المحافظين، ما سمح بتسيير الأمور، خاصة عندما يكون للمحافظ كتلة داعمة داخل المجلس".
واستدرك بالقول: "لكن في محافظات مثل ديالى وكركوك ونينوى فإن الخلافات باتت خطيرة وتعرقل أداء الحكومات المحلية".
وأكد أن "بعض المجالس ما تزال عاجزة عن عقد جلساتها بسبب تعذر تحقيق النصاب"، مشيراً إلى أن "مجالس نينوى وصلاح الدين معطلة حتى الآن، رغم مرور سنة ونصف على إجراء الانتخابات".
********************************************
خلل إداري واضح وراء استمرار تعثرها المشاريع المتلكئة.. نواب ومراقبون: الحديث عن معالجتها إعلامي مجرّد
بغداد - طريق الشعب
برغم الحديث المتكرر عن “المعالجات الجذرية” و”الخطط الحكومية الطموحة”، لا يزال مشهد المشاريع المتلكئة في العراق العنوان الأبرز في البلاد؛ فالأرقام والوقائع على الأرض تكشف عن استمرار الفشل الذي رافق كل الحكومات المتعاقبة، في استكمال آلاف المشاريع التي تمسّ حياة المواطنين اليومية، من بنى تحتية ومدارس ومستشفيات، إلى شبكات الصرف الصحي وغيرها.
وعاد هذا الملف المعقد إلى الواجهة مجددًا، في ظل تساؤلات متزايدة حول فاعلية الإجراءات الحكومية في معالجته، فعلى الرغم من تأكيد الجهات الرسمية اتخاذ خطوات تنفيذية لتجاوز هذه الأزمة المزمنة، يرى مختصون ان تلك الخطط تصطدم بتحديات بنيوية، في مقدمتها الاقتصاد الريعي المعتمد على أسعار النفط المتذبذبة، وسوء الإدارة، وتضارب الصلاحيات بين المؤسسات، ناهيك عن شبهات الفساد التي تطوق الكثير منها.
التخطيط: خطة لإنجازها وعدم تكرارها
وأعلنت وزارة التخطيط، اخيراً، عن تشكيل لجنتين حكوميتين لمعالجة المشاريع المتلكئة، مؤكدة استئناف العمل في عدد كبير من المستشفيات، ومعالجة مئات العقود المتوقفة في الوزارات والمحافظات.
وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، أن ملف المشاريع المتلكئة يُشكل ضغطاً كبيراً على الدولة، نظراً لما أنفق عليه من أموال، ولما سبّبه من تفويت للفرص التنموية والاقتصادية والخدمية، نتيجة لتأخر تنفيذ هذه المشاريع.
وأضاف الهنداوي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن هناك حاجة ملحّة لوضع معالجات منطقية وجذرية لهذا الملف، بهدف معالجة المشكلات القائمة، وتفادي تكرارها في المستقبل، وضمان عدم توقف المشاريع لأي سبب كان.
وتابع أن السبب الرئيس لتوقف أغلب المشاريع يعود إلى "القرار الحكومي رقم 347 لسنة 2015، الذي صدر في خضم الأزمة الاقتصادية والأمنية التي شهدها العراق آنذاك"، مشيراً إلى أن “الحكومة حينها لم تكن قادرة على توفير التخصيصات المالية الكافية لمواصلة العمل في المشاريع، خصوصاً تلك التي كانت نسب إنجازها متدنية، ما أدى إلى إيقافها”.
وواصل القول ان توقف العمل فيها تسبب في اندثار العديد منها، ما أدى إلى ارتفاع كلفتها بشكل كبير.
وزاد أن الحكومة الحالية جعلت من ملف المشاريع المتلكئة أولوية، وشكّلت لهذا الغرض لجنتين برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط د. محمد تميم، مبينا أن "اللجنة الأولى هي لجنة الأمر الديواني (45)، التي كانت قد شُكّلت في عهد الحكومة السابقة، وتم تفعيلها من قبل الحكومة الحالية، وهي معنية بمعالجة ملف المستشفيات المتلكئة في عموم البلاد".
واشار الى انه “كان لدينا نحو 72 مستشفى متلكئاً بسعات سريرية تتراوح بين 50 و600 سرير، موزعة على عدد من المحافظات، بعضها ضمن البرنامج الاستثماري لوزارة الصحة، وبعضها ضمن برامج تنمية الأقاليم، فيما تنتمي مجموعة ثالثة إلى وزارة التعليم العالي بوصفها مستشفيات جامعية”.
وأكد أن اللجنة "نجحت في معالجة مشكلات جميع هذه المستشفيات، حيث استُؤنف العمل في أغلبها، وتم إنجاز أكثر من 15 منها وأُدخلت إلى الخدمة، فيما تتواصل الأعمال في الأخرى، بانتظار استئناف التنفيذ في القريب العاجل".
أما اللجنة الثانية، فقال الهنداوي أنها "معنية ببقية المشاريع المتلكئة، كالمشاريع الخدمية، ومشاريع الماء والصرف الصحي والمدارس والكهرباء والبنى التحتية"، مضيفا أن هذه اللجنة، التي تضم ممثلين عن وزارتي المالية والتخطيط، وديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة، بدأت عملها مطلع عام 2023، وتمكنت من وضع معالجات لعدد كبير من المشاريع المتوقفة.
وحول المشاريع التي لم تُعالج بعد، أوضح الهنداوي أن "بعضها يرتبط بملفات قضائية، تشمل شبهات فساد أو إشكالات قانونية أخرى، وبالتالي فإن حسمها مرهون بقرارات القضاء"، موضحا أن اللجان المعنية "تقوم بدراسة المشاريع مكتبيًا وميدانيًا، وتطلع على جميع تفاصيلها قبل اتخاذ قرارات المعالجة المناسبة، والتي قد تشمل سحب العمل من الشركات، أو تمديد المدة، أو زيادة الكلفة، وذلك بحسب طبيعة المشكلات التي تسببت بتوقف المشروع".
اين نتائج المعالجات؟
من جانبه، أكد عضو اللجنة القانونية البرلمانية النائب عارف الحمامي، أن المشاريع المتلكئة ما تزال تنتشر في مختلف مناطق العراق، مشيراً إلى أن قطاع التعليم يُعد من أبرز الأمثلة على ذلك، إذ “ما تزال مئات المدارس في محافظة ذي قار متوقفة ولم تُنجز حتى الآن”.
وقال الحمامي في حديث لـ"طريق الشعب"، ان “هذا مثال واحد من بين عشرات، بل ربما مئات المشاريع المتوقفة التي لم تُستكمل حتى اليوم”، مضيفا أن "المشكلة لا تقتصر على قطاع التعليم، بل تشمل محطات ومشاريع خدمية وصحية، ومنها مستشفى الحوراء في قضاء الشطرة، الذي مضى على بدء العمل فيه أكثر من 15 عاماً، ورغم إنجاز نحو 95 في المائة من هيكله، إلا أنه ما يزال متلكئاً".
وأشار إلى أن "مشاريع الماء والمجاري تواجه المصير نفسه، رغم أنها ذات أهمية بالغة، خاصة في ظل الظروف الصحية الصعبة التي تمر بها محافظة ذي قار، حيث تسجل نسباً مرتفعة في حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي، ناهيك عن باقي المحافظات".
وشدد الحمامي على “ضرورة وضع خطط حقيقية ومدروسة لتحسين البيئة بالتعاون مع وزارة الصحة، لمعالجة التدهور الحاصل في الواقع الصحي والخدمي”.
فيما عزا في السياق ذاته أسباب تلكؤ المشاريع إلى "مشاكل في التمويل، لكن بعد توقفها انذاك، كان يفترض أن يُعالج هذا الملف وتوفر الظروف المناسبة لإنجاز المشاريع، لاسيما بعد تشكيل حكومة جديدة واعتماد موازنة مالية كبيرة”.
وانتقد الحمامي الأداء الحكومي، قائلاً انه “رغم الوعود بمعالجة المشاريع المتلكئة، لم نلمس أي تغيير على أرض الواقع، وهو ما يكشف عن وجود خلل إداري واضح”، محملاً الحكومة “المسؤولية الأساسية عن استمرار هذا التلكؤ، نتيجة غياب الضوابط والإجراءات الفاعلة التي من شأنها أن تضع حداً لهذه الظاهرة”
استهلاك إعلامي
الى ذلك، قال المراقب للشأن الاقتصادي خالد حسن أن واقع المشاريع في العراق لا تحدده القوانين أو القرارات أو حتى الرغبات الحكومية، بل يتوقف أساساً على أسعار النفط، قائلاً إن “الاقتصاد الريعي الذي يعتمد عليه العراق يجعل المشاريع دائماً عرضة للانتكاسات والتوقف، تبعاً لتقلبات الأسعار”.
وأضاف حسن في حديث مع "طريق الشعب"، انه "في ظل التزامات الدولة المالية الكبيرة، وعلى رأسها رواتب الموظفين والإنفاق التشغيلي، تزداد الضغوط عاماً بعد عام على الموازنة العامة، ما ينعكس سلباً على استمرار المشاريع التنموية والخدمية”.
وأوضح أن “العديد من المشاريع تلكأت أو توقفت بسبب انخفاض أسعار النفط في فترات سابقة، أو بفعل الحرب ضد تنظيم داعش”، مبيناً أن “الحكومة أعلنت عن وضع خطط لمعالجة هذا الملف منذ اشهر، لكن لم تظهر نتائج ملموسة على أرض الواقع حتى الآن”.
وأشار حسن إلى أن “عدداً من المشاريع التي يراد إعادة العمل بها، مرت عليها سنوات طويلة، ما تسبب بحالة من الاندثار، قد تصل نسبتها إلى 70 في المائة، حتى وإن كانت نسب الإنجاز السابقة تصل إلى 90 في المائة، وبالتالي فإن معالجتها تتطلب إعادة تأهيل واسعة ومكلفة”.
وفي ما يتعلق بتمويل المشاريع المتوقفة، قال ان "العراق اليوم لا يمر بمرحلة وفرة مالية تمكنه من تمويل مشاريع كبرى أو إعادة تأهيل المتلكئة منها، ولذلك تبقى كل الأحاديث عن المعالجات محل شك، خاصة وأننا لا نرى مؤشرات حقيقية على الأرض”.
ونوه بانه "لا توجد مشاريع متلكئة من السابق قد تم استئناف العمل فيها بشكل فعلي، ما يجعل ما يُطرح اليوم أقرب للاستهلاك الإعلامي، أو محاولة لإدامة زخم الأداء الحكومي مع اقتراب موعد الانتخابات واحتدام التنافس السياسي".
وخلص الى القول: انه "مع توقف البرلمان وغياب دوره الرقابي في هذه المرحلة، يصبح التعويل عليه ضعيفاً جداً، وربما الرهان الوحيد المتبقي هو مدى مصداقية الحكومة في تنفيذ وعودها. وهذه المصداقية بدورها تعتمد بشكل أساس على ارتفاع أسعار النفط، وهو أمر غير متحقق حالياً".
******************************************
الرفيق فخر الدين نجم الدين (مام صالح).. وداعا
ينعى المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، المناضل الشيوعي والشخصية العمالية الرفيق فخرالدين نجم الدين الطالباني (مام صالح) الذي رحل عن حزبه ومحبيه يوم الثلاثاء 20 / 5 / 2025، عن عمر يناهز 88 عاما.
غادرنا مام صالح الإنسان النبيل والشيوعي الصلب، ابن الشعب الوفي والوطني العراقي الأصيل الذي كرس نفسه لشعبه ووطنه ووهبها لهما طيلة ستة عقود، مكافحا لا يلين في صفوف الحزب الشيوعي خاض في مجراها صنوف النشاطات الكفاحية، في النضال النقابي وفي ظروف العمل السري والعلني التنظيمي وفي المعتقلات عام 1961 والسجون عام 1968 وفي حركة الأنصار، وتشهد له كركوك عام 1959، عندما تصدى بمبدأيه وشجاعة الشيوعي للدفاع عن المدينة وسكانها، وعن التنوع القومي والديني لكركوك العراقية.
كما انتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني - العراق في المؤتمر التأسيسي في 30 حزيران عام 1993.
برحيل الرفيق فخر الدين نجم الدين خسر حزبنا وشعبنا قامة وطنية اتسمت بالشجاعة وبطيبة الرفقة والمواقف الإنسانية النبيلة.
خسارتنا كبيرة بهذا الرحيل المفجع، وجسيم مصاب العائلة، ومصاب رفاق الفقيد وأصدقائه ومحبيه الكثر.
وداعا مام صالح، ستبقى حياً في قلوبنا وفي ذاكرتنا.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
22 أيار 2025
******************************************
الصفحة الثالثة
مطالبات بتوفير فرص العمل تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية في المحافظات رفضاً لتردي الخدمات
بغداد ـ طريق الشعب
يشهد عدد من المحافظات العراقية، منذ أيام، تصاعداً ملحوظاً في وتيرة الاحتجاجات الشعبية، التي شملت النجف، والديوانية، والمثنى، والبصرة، وبابل، والعاصمة بغداد، في حراك جماهيري واسع تنوعت مطالبه بين الخدمية والمعيشية، توفير فرص العمل.
غضب شعبي في النجف
في محافظة النجف، قطع العشرات من أهالي أقضية المناذرة والحيدرية الطريق الرابط بين جنوب المحافظة ومركزها، احتجاجاً على تدهور الخدمات الأساسية، حيث أضرم المحتجون النيران في الإطارات، في تعبير واضح عن سخطهم من الواقع الخدمي المزري.
وأكدت مصادر محلية أن القوات الأمنية تدخلت لتفريق المتظاهرين واعتقلت عدداً منهم، ما أسفر عن حالة من التوتر في موقع الاحتجاج.
المحتجون أكدوا عزمهم على الاستمرار في التصعيد السلمي حتى تحقيق مطالبهم، التي تضمنت تحسين الكهرباء والماء والصرف الصحي، ورفع الإهمال المزمن عن مناطقهم، مطالبين الحكومة المحلية بتحمل مسؤولياتها تجاه الأقضية والنواحي المهمشة في النجف.
تظاهرات حاشدة في الديوانية
وفي محافظة الديوانية، شهدت أحياء "الصدور الأربعة" وقضاء الدغارة شمال المحافظة تظاهرات غاضبة، للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء.
وأفاد شهود عيان بأن المتظاهرين جابوا شوارع مناطقهم مرددين شعارات تطالب بإنهاء الانقطاعات المتكررة، التي تزداد حدة مع ارتفاع درجات الحرارة.
وفي الدغارة، طالب المحتجون بإقالة مدير كهرباء الديوانية، محملينه مسؤولية تدهور الوضع وعدم اتخاذ إجراءات فعالة لتحسين الخدمة. وهددوا بالدخول في اعتصام مفتوح في حال تجاهل مطالبهم خلال الأيام المقبلة.
السماوة تنتفض
في محافظة المثنى، خرج عدد كبير من أهالي المناطق الواقعة بين مدينة السماوة وقضاء الخضر، مطالبين بتحسين واقع الكهرباء ومياه الشرب.
وأكد المتظاهرون أنهم يعيشون معاناة يومية في ظل انقطاع الكهرباء وشح المياه، واصفين حياتهم في تلك المناطق بـ"غير المحتملة".
ودعوا الحكومة المحلية إلى التحرك العاجل، وعدم الاكتفاء بالوعود التي لم تُنفذ منذ سنوات، محذرين من تفاقم الأزمة مع حلول الصيف.
احتجاجات متفرقة في البصرة
وشهدت محافظة البصرة ثلاث تظاهرات متفرقة، نظمتها مجاميع مختلفة من المواطنين والموظفين.
ففي محيط مجلس المحافظة، نظم المتضررون من القرار 20 وقفة احتجاجية، رفضاً لقرار تمليك أراضي البلدية بأسعار تجارية.
وقال المتحدث باسمهم، حسين الأزيرجاوي، إن القرار "يُظهر وكأنه نعمة، لكنه في الحقيقة عبء ثقيل على السكان"، مشيراً إلى عجزهم عن دفع أسعار السوق.
وفي منطقة الشعيبة، تظاهر عشرات الحراس الأمنيين العاملين في مشروع FCC التابع لشركة مصافي الجنوب، احتجاجاً على إنهاء خدماتهم.
وطالب المتظاهرون بالتثبيت على الملاك الدائم أو توقيع عقود رسمية، مهددين بالاعتصام المفتوح.
أما في مدخل حقل غرب القرنة 2 النفطي، فقد وقع تصادم بين الأمن ومجموعة من خريجي كليات الهندسة والجيولوجيا، الذين كانوا يطالبون بفرص عمل في القطاع النفطي، وسط تزايد الغضب من تجاهل مطالبهم.
خريجو بابل
شهدت محافظة بابل، تظاهرة نظمها المئات من خريجي الكليات أمام مبنى ديوان المحافظة، للمطالبة بحقوقهم في التعيين ضمن مؤسسات الدولة، وإنصافهم من قبل الحكومة المركزية والمحلية.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بتوفير فرص عمل حقيقية للخريجين، متهمين الجهات الحكومية بالتقصير في معالجة أزمة البطالة المستفحلة، خاصة في أوساط الشباب من ذوي الشهادات العليا والخريجين الجدد.
المتقاعدون وخريجو المهن الصحية
وشهدت العاصمة بغداد تظاهرات متعددة شملت شرائح مختلفة، إذ تظاهر المئات من المتقاعدين أمام مبنى هيئة التقاعد العامة، مطالبين بزيادة الرواتب وصرف الفروقات المالية المتأخرة، وتثبيت الحد الأدنى للراتب التقاعدي عند 800 ألف دينار.
ووصف المحتجون رواتبهم الحالية بأنها "غير كافية" في ظل ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة، مطالبين بتأمين صحي ورعاية خاصة لكبار السن.
وفي تظاهرة أخرى، طالب المئات من خريجي المهن الطبية والصحية دفعة 2023 بتطبيق قانون التدرج الطبي وتوفير فرص تعيين عاجلة.
وانطلقت التظاهرة من ساحة التحرير وصولاً إلى ساحة الشواف، حيث طالب المحتجون وزارتي الصحة والمالية بالإسراع في إصدار أوامر التعيين، محذرين من تصعيد احتجاجهم.
كما نظم العشرات من ذوي مرضى العوز المناعي المكتسب (الإيدز) تظاهرة أمام السفارة الفرنسية، مطالبين بتعويضات مالية من شركة "ماريو" الفرنسية، بعد استيراد العراق علاجاً ملوثاً بفيروس HIV في ثمانينيات القرن الماضي.
المتظاهرون حملوا لافتات وصوراً أرشيفية للحادثة، مطالبين الحكومة العراقية بالتدخل الدبلوماسي، مؤكدين أن دولاً أخرى حصلت على تعويضات مماثلة.
تنامي الغضب الشعبي
تشير مجمل الاحتجاجات الأخيرة إلى تصاعد حالة الغضب الشعبي من استمرار تردي الخدمات الأساسية، وغياب الحلول الحكومية الجذرية.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات قد تتوسع أكثر خلال الصيف، في ظل تزايد الضغط الشعبي، وفشل الجهات الرسمية في تقديم حلول ملموسة للملفات الخدمية والمعيشية.
**********************************************
أفكار من أوراق اليسار.. {الدولة} في حوار مع الشباب
إبراهيم إسماعيل
لا أدري ماذا يكمن وراء هذا الميل الأصيل لليسار الذي يغلب على بناتنا وأبنائنا، فكراً وثقافة وفاعلية، أهو سبب جيني أم غذاء تربوي أم أحاسيس نابعة من تقليد حميد لمواقف الكبار الرافضة للظلم والتمييز. لكنه كان لي على أية حال، نبع فرح لبقاء الراية مشرقة، ودهشة من تقادم بعض تفاصيلٍ تبنيناها وراحت تشترط التجديد.
ربما لحسن حظي، أقحمني شباب من معارفي في حواراتهم الفكرية فأنعشوا بذلك الروح. أتذكر بأني وفي إحدى تلك الحوارات حول مفهومنا للدولة، انهمرت بالحديث عن أن ماركس، الذي يعود له الفضل في التعرف على التاريخ كحصيلة لصراع دائم بين الطبقات، هو من كشف عن أن الدولة هي جزء من البنية الفوقية مرتبطة بعلاقات الانتاج السائدة وأداة بيد الطبقة المهيمنة، وهو من رسم خارطة طريق يستعيد بها البشر آدميتهم عبر تبديد الملكية الخاصة التي ولد عنها العمل المأجور وتحويلها لملكية جماعية وصولاً إلى اختفاء الدولة.
الهدوء الذي رد به الشباب على تثاقفي المتعالِ كان مذهلاً، فماركس برأيهم لم يتحدث عن زوال دور الدولة في إدارة الأشياء، بقدر حديثه عن زوال وظيفتها السياسية في التحكم بالبشر، بما في ذلك حين دعا لاستيلاء الطبقة المقهورة على أداة القمع واستخدامها للقضاء على علاقات الإنتاج الاستغلالية، وللتنظيم والتخطيط والتحكم بالاقتصاد. وعندما أجبت غاضباً، بأنه اشترط أن تسود الديمقراطية هذه الفترة الانتقالية، فدكتاتورية البروليتاريا، هي سلطة الأغلبية الساحقة من الناس، رأوا بأن هذا الحلم النبيل للوصول إلى المجتمع اللاطبقي، لم يتحقق حتى بعد استنفاد هذه الدكتاتورية لدورها وتحول الاتحاد السوفيتي، نظرياً، إلى دولة للشعب بأسره.
الدولة برأيهم لم تعّد مرادفة للحكومة، بل هي نظام يشمل السلطة والبرلمان والخدمة العامة والقضاء والقوات المسلحة والمؤسسات الدينية والتربوية والإعلامية. ورغم إن أغلبية المتنفذين في كل هذه الحقول هم من البرجوازيين الذين يقومون بتوزيع الثروة بطريقة غير عادلة، فإن هذا النظام ليس مجرد انعكاس مباشر للمصالح الرأسمالية، بل هو ساحة صراع طبقي يُعبَّر فيها عن التوازنات المرحلية بين مختلف الطبقات.
إن هذا النظام يتمتع بنوع من الاستقلال النسبي عن الطبقة المسيطرة، حتى وهو يميل لحماية مصالحها وإعادة إنتاج هيمنتها، ليس بالعنف فقط بل وبالأيديولوجيا أيضا. وتأتي هذه الاستقلالية من مصادر ثلاثة، التوق الرأسمالي لإبعاد الدولة عن عمليات الاقتصاد وبالتالي انفصالها واستقلالها، والتناقض العميق بين السلوك التنافسي الأناني الذي تسلكه البرجوازية للسيطرة على السوق وبين السلوك السياسي الجماعي الذي تشترطه ادارة "مستقلة" للدولة، والحاجة لجهة "محايدة" تضمن التماسك الداخلي للأنماط الإنتاجية المتعددة والمتعايشة اليوم في الاقتصاد الرأسمالي. وجراء ذلك يتطور شكل من أشكال الدولة يحافظ على سلامة النظام الاجتماعي، مما يجعلها أداةً محتملةً للتحول الثوري، أو عاملًا مساعداً في إقامة علاقات إنتاج جديدة، تضمن استيلاء المنتجين أنفسهم على وسائل الإنتاج.
ويستشهد الشباب على ذلك بما حققته الشغيلة جراء الصراع الطبقي من تغييرات في شكل الدولة، سمح لها بتحقيق مكتسبات كبيرة، بحيث لم يعد في صالحها الآن تحطيم جهاز الدولة دفعة واحدة، وإنما الأجدى بها النضال لإغناء محتواه والاستفادة منه لانتزاع المزيد من المكاسب، وصولاً لإبعاده كلياً عن مخالب المستغِلين. ولهذا، تشتد الحاجة للنضال من أجل خلق ظروف تكون فيها الحقوق والحريات الديمقراطية مرتبطة بالعدالة الاجتماعية وبحماية البيئة وبالأشكال المتجددة للإدارة الذاتية. فهذا التطوير التدريجي لشكل الدولة، سيؤدي بالضرورة إلى اضمحلالها مصداقاً لما قاله ماركس. وللحديث بقية..
****************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
القوات الأمريكية انسحاب فوري أم اتفاق استراتيجي؟
لموقع (Responsible Statecraft) كتبت تانيا غودسوزيان مقالاً عن تواجد القوات الأمريكية في العراق، ذكرت فيه بأن العراقيين قد كثفوا ومنذ سنوات مطالبتهم بانسحاب هذه القوات من أراضيهم، وأن أصداء هذه المطالبة مازالت تتردد في أروقة الحكومة والناس. ورغم أن الوصول إلى اتفاق حول ذلك استغرق سنوات، فإنه أثمر أخيرًا عن موافقة قوة مهام "تحالف العزم الصلب"، وهي القوة المكونة من 30 دولة والتي شُكِّلت عام 2014 لتنفيذ عمليات عسكرية ضد داعش في العراق وسوريا، على إنهاء مهمتها في أيلول 2025، مع تأكيدِ على بقاء "قوات" في موقع غير محدد لمواصلة العمليات العسكرية في سوريا، وإنجاز شراكات أمنية ثنائية تدعم القوات العراقية وتُبقي الضغط على داعش.
آراء متضاربة
وذكرت الكاتبة بأن هذين البندين، أثارا خلافات كبيرة داخل البلاد، بين قوى سياسية تضغط لإنجاز الانسحاب فوراً وبشكل كامل وبين قوى تعتقد بأن الدعم العسكري الدولي ما زال بالغ الأهمية للعراق، خاصة مع تواصل التهديد بسبب نشاط تنظيم داعش وعدم الاستقرار الإقليمي. وأضافت بأن صوت بعض من قوى المجموعة الأولى، قد شهد خفوتاً في الآونة الأخيرة، بانتظار نتائج المفاوضات بين واشنطن وطهران وتجنباً لتكرار ما حدث من اغتيالات في لبنان واليمن وغيرها.
وأكد المقال على أن الكثيرين لا يرون في وجود القوات الأجنبية عامل استقرار، بل يعّدوه مصدراً لانعدام الأمن ومبرراً للتدخل الأجنبي، ويدعون لوحدة وطنية وتعاونًا وتضامنًا إقليميًا ودوليًا، في مواجهة التحديات الوجودية التي لا تزال تهدد استقرار العراق، والحد من انتهاك القوانين وسيادة الدول. وخلصت المقال إلى القول بأن هذه الآراء المعقدة، والمتناقضة في كثير من الأحيان، تظهر كيف يُلقي مستقبل غامض بثقله على أمة لا تزال تكافح من أجل التوصل إلى توافق.
هل سيرحلون؟
وفي الوقت الذي لخصت فيه الكاتبة، الحجج المحيطة بإنهاء وجود القوات الأجنبية في مسألتين، هل ستغادر القوات، وهل ينبغي لها المغادرة أصلاً، وجدت إن ما وصلها من إجابات غالباً ما اتسم بالغموض، فالوثيقة التي استُقدمت على ضوئها هذه القوات لا تتضمن أي التزامات او أي اتفاقية رسمية بشأن وضع القوات، حيث جاء الأمر وكأنه إجراء طارئ حاسم لمواجهة الوضع العسكري المتدهور بسرعة، والذي لا يجادل أحد اليوم بما كان يمثله من تهديد وجودي للبلاد.
غير إن هذا لا يمنع المنتقدين من القول بأن الغرض من مجيء القوات كان تقديم المشورة والمساعدة وتمكين القوات العراقية من هزيمة داعش وتوفير تعاون أمني طويل الأمد، وهو غرض تم الانتهاء منه منذ سنوات، ولم يعد التحالف ضروريًا، ولهذا آن الأوان لسحب خطاب الدعوة وإنهاء وجود القوات الأجنبية.
وعلى ضوء ذلك تساءلت الكاتبة عما إذا كان من الضروري رحيل جميع القوات الأجنبية، وكيف يمكن تحقيق تعاون أمني طويل الأمد في ظل عدم وجود قوات حليفة على الأرض، وهل سيقبل المنتقدون وجودها إذا ما رأت اللجنة العسكرية العليا التي شُكلت بموجب اتفاقية سحب القوات، ضرورة للاحتفاظ ببعض القوات أو نشر غيرها في المستقبل.
جيش وطني هو الحل
وأكدت الكاتبة على إن المنتقدين يدعون للاكتفاء بجيش قوي ووطني مدرب ومسلح بشكل جيد ومزود بأحدث التقنيات العسكرية والاستخباراتية، ويضربون مثالاً على ذلك في النجاحات التي حققتها قوات الأمن العراقية في حربها ضد الإرهاب. أما الراغبون في بقاء القوات الأجنبية، ومنهم مسؤولون في الحكومة، فيرون بأن قوات الأمن العراقية قادرة على التعامل مع تمرد متوسط المستوى على جبهتين، ولكنها لا تستطيع التعامل مع جيش إرهابي غازٍ كما كان الحال في عام 2014.
وفي مناقشتها للرأيين وجدت الكاتبة بأن لكل منهما جانب من الصحة. فمن جهة يمتلك العراق قوات أمنية ضخمة مسلحة ومدربة وفقًا لمعايير العالم الأول، وتصنّف على أنها سادس أقوى جيش في الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى تعاني هذه القوات من فجوات كبيرة في القدرات بسبب الاعتماد طويل الأمد على الدعم الخارجي، ولا سيما أنظمة الدفاع الجوي الفعالة، والطائرات المقاتلة وطائرات النقل والمروحيات، والمعلومات الاستخباراتية.
وأنهت الكاتبة مقالها بالقول، إن تطوير قوات الأمن العراقية واستمرار وجود القوات الأجنبية، يبقى محور نقاش وطني حول السيادة والأمن، رغم صعوبة ذلك في ظروف تُسيطر عليها تحالفات متغيرة ونزاعات لم تُحلّ.
***********************************************
الصفحة الرابعة
{المُتحرشون} يفلتون من العقاب: القانون لا يُطبّق والمجتمع يلوم الضحية!
بغداد – تبارك عبد المجيد
قد يتحول مشوار يومي بسيط إلى لحظة تهديد صامتة، فقط لأن المجتمع لا يزال يغض الطرف عن ظاهرة التحرش. وبرغم شجاعة عدد من الفتيات في كسر حاجز الصمت من خلال الحديث العلني على منصات التواصل الاجتماعي أو تقديم شكاوى رسمية، إلا أن كثيرات ما زلن يترددن في الإفصاح عما يتعرضن له، في ظل وجود عقل جمعي يُكرس ثقافة الصمت، ويُحمّل الضحية مسؤولية ما جرى، بدلاً من محاسبة الجاني.
وبدأت الفتيات، أخيرا، استخدام أسلوب الرصد والتوثيق لكشف ما يتعرضن له من تحرش، خصوصاً في وسائل النقل العامة وأماكن العمل. هذه الخطوة جاءت كرد فعل على تقاعس مؤسسات الدولة، وغياب مسارات واضحة للإنصاف. كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بشهادات عن تحرش وابتزاز طالت طالبات في مؤسسات تعليمية ونساء من الوسط الإعلامي والفني، كاشفة عن شبكة من الانتهاكات المسكوت عنها، وعجز في النظام القانوني عن ملاحقة الجناة أو ردعهم.
لكن السؤال الأهم، هل كانت هذه القصص ستظل مخفية لولا وجود منصات التواصل الاجتماعي؟ ولماذا لا تتحرك الجهات الرسمية إلا بعد أن تتحول قضية ما إلى "ترند"؟ هذا الواقع يضع علامات استفهام كبيرة حول جدية مؤسسات الدولة في حماية النساء، ويكشف أن العدالة باتت مرهونة بضغط الجمهور، لا بنص القانون.
قصة تحرش
وتتحدث إحدى الفتيات عن تجربة عاشتها برفقة طفلتها الصغيرة، لتكشف عن حجم الخطر الذي يمكن أن تتعرض له النساء حتى في أبسط تفاصيل الحياة اليومية، مثل ركوب سيارة أجرة!
تقول الفتاة: انها "في أحد الأيام، كنت مستعجلة وأخذت ابنتي للطبيب. لم أطلب سيارة عبر التطبيقات كعادتي، بل استوقفت سيارة أجرة من الشارع. ما إن ركبت، حتى بدأ السائق يطرح أسئلة شخصية، وسألني إن كانت الطفلة ابنتي، فأجبته: نعم. ليرد قائلاً: أنتِ حلوة وصغيرة، ما عبالي متزوجة، ثم بدأ يعرض علي رقمه، قائلاً: إذا تحتاجين تكسي، أنا موجود، وكان يتحدث وهو يلتفت إليّ باستمرار".
وتضيف أن "الخوف بدأ يتصاعد لدي مع كل دقيقة تمضي خاصة بوجود طفلتي معي. عندما اقتربنا من المستشفى رأيت مجموعة من الشباب فطلبت من السائق أن ينزلني هناك، لكنه رفض في البداية وقال: هذا ليس المكان الذي ذكرتيه. أصريت وما إن توقفت السيارة، فتحت الباب بسرعة ونزلت، وأخبرت الشباب بما حصل".
"ردة الفعل كانت سريعة. أحدهم أمسك بالسائق الذي بدا عليه الخوف الشديد، فيما غادرت انا المكان".
لا ينحصر التحرش في الشارع بل حتى في مؤسسات العمل والتعليم، وسط غياب إجراءات رادعة وآليات فعالة للشكوى، وهذا ما يدفع الضحايا للصمت أو خسارة وظائفهن، في وقت يُفلت فيه المتحرشون من العقاب.
بيئة عمل طاردة
فتاة أخرى تقول إنها اضطرت لترك العمل ثلاث مرات في أماكن مختلفة بسبب تعرضها لمضايقات مستمرة، مؤكدة أن البيئة لم تكن آمنة، وأنها لم تجد طريقة لحماية نفسها سوى بالانسحاب. وعند سؤالها عن سبب عدم التبليغ أو اللجوء إلى القانون، أجابت: "كنت أخاف الحديث حتى لأهلي، أخشى من إساءة الفهم وردة الفعل السلبية لديهم".
وتضيف: "كل مرة أترك الشغل بدون ما أوضح السبب الحقيقي، وأتحمل اللوم وحدي".
هذه التجربة، كغيرها من الشهادات التي ظهرت في الفترة الأخيرة، تكشف عمق الأزمة التي تعيشها نساء كثيرات في بيئات العمل، حيث تتكرر المضايقات في ظل غياب الحماية، ويُفرض على الضحايا الصمت خشية فقدان السمعة أو التعرض للاتهام بدلاً من الإنصاف.
الصمت.. خيارهن الأفضل!
تقول الناشطة النسوية جنان السراي حول تنامي ظاهرة التحرش بالنساء داخل المؤسسات العراقية: إن "غياب البيئة الآمنة يشجع الضحايا على الصمت ويمنح المتحرشين حصانة غير مستحقة".
وتضيف السراي لـ "طريق الشعب"، أن "أغلب النساء يخشين من تقديم الشكوى، وليس لديهن معرفة واطلاع بالقانون"، مؤكدة أن كثيراً منهن يتعرضن يومياً لحالات تحرش ومساومة في أماكن العمل أو المؤسسات التعليمية، لكن الخوف من العواقب المجتمعية، وردود فعل الأهل، وحتى خسارة الوظيفة أو السمعة، يجعل الصمت خيارهن الوحيد".
وتشير الى أن هذا الصمت لا يعني غياب الجريمة، بل هو ما يُبقي المتحرشين في مواقعهم، ويمدّهم بشرعية زائفة تمكنهم من تكرار أفعالهم مع ضحايا جدد، مؤكدة أن المجتمع كثيراً ما يُحمّل الضحية عبء ما تعرضت له، بدلاً من مساءلة الجاني، ما يخلق بيئة غير آمنة ويكرّس ثقافة الإفلات من العقاب.
وفي ظل هذا الواقع، تدعو السراي إلى ضرورة إيجاد قانون فاعل يحد من ظاهرة التحرش في أماكن العمل، ويُعاقب مرتكبيها بوضوح وفق ما نص عليه الدستور العراقي.
وتطالب بتفعيل الآليات القانونية والإدارية لحماية الضحايا وتوفير قنوات آمنة للإبلاغ والدعم.
غياب آليات التبليغ الآمنة
الناشطة النسوية والعمالية فرقان نصيف تقول إنّ "ظاهرة التحرش في بيئات العمل لا تحدث بمعزل عن السياق العام، بل تتغذى من شبكة معقدة من العوامل القانونية والمجتمعية التي تكرس استمرارها وتعرقل مواجهتها الفعالة".
وبالحديث عن الجانب القانوني، ترى نصيف أن "المشكلة تبدأ من ضعف تطبيق القوانين، خاصة في القطاع الخاص، حيث لا تتوفر لدى العديد من العاملات المعرفة الكافية بحقوقهن، كما يجهلن آليات التبليغ والجهات المسؤولة عن حمايتهن". وتوضح أن هذا القصور لا يعود فقط لغياب الوعي، بل أيضاً لغياب أو ضعف آليات التبليغ الآمنة والواضحة داخل مؤسسات العمل. كما تنتقد تقصير الجهات الرسمية، في توفير قنوات فعالة تحمي العاملات من الانتهاكات وتحفظ كرامتهن المهنية والإنسانية".
وفي السياق المجتمعي، تشير نصيف في حديثها لـ "طريق الشعب"، إلى أن "الثقافة السائدة تسهم بدور كبير في ترسيخ التحرش، من خلال إلقاء اللوم على الضحية وتبرير سلوك الجاني. هذا الواقع يدفع العديد من النساء إلى الصمت، خشية فقدان وظائفهن، أو التعرض للعزل المهني والاجتماعي، أو حتى التهديد المباشر من قبل المتحرش نفسه".
وتشير الى أن هشاشة وضع المرأة العاملة تتفاقم مع غياب الوعي المجتمعي بالقوانين، وهذا نتيجة مباشرة لضعف الحملات التوعوية التي يجب أن تضطلع بها الجهات الرسمية، والنقابات، والمنظمات العمالية.
وتجد ان "معالجة التحرش في أماكن العمل لا تقتصر على سن القوانين، بل تتطلب تطبيق فعليا لها، إلى جانب إنشاء وتفعيل آليات تبليغ حقيقية وآمنة داخل بيئات العمل"، كما تشدد على ضرورة إحداث تغيير جذري في الثقافة المجتمعية التي تبرر الانتهاك وتلوم الضحية.
وتختتم نصيف حديثها بالتأكيد على أن أي مقاربة فعالة لحل هذه الظاهرة يجب أن تكون شاملة، وتقوم على تفعيل القانون، وتوفير بيئة آمنة للتبليغ، وتغيير المفاهيم المجتمعية الخاطئة، بما يضمن كرامة النساء العاملات ويعزز من قدرتهن على العمل في بيئات آمنة ومحفزة.
قوانين لا تردع!
وعالج القانون العراقي مشكلة التحرش عبر المواد القانونية المرفقة بقانون العقوبات (400، 401، 402) التي تعود إلى العام 1969 وجاءت تحت عنوان الجرائم المخلة بالآداب، ولم يتم تعديلها منذ ذلك الوقت. وتشمل المواد القانونية أعلاه عقوبة المتحرش التي لا تزيد عن الغرامة المالية أو الحبس مدة تترواح ما بين 3 أشهر – عام واحد.
ويشير الخبير القانوني مصطفى البياتي الى أن القوانين العراقية الحالية المتعلقة بالتحرش لم تعد تواكب طبيعة الجريمة ولا تعكس حجم الأذى الذي تسببه للضحايا. ويؤكد أن "المنظومة القانونية ما زالت أسيرة نصوص وُضعت قبل أكثر من خمسين عامًا، في وقت تغيّر فيه كل شيء تقريبًا باستثناء التشريعات".
وفي حديث لـ "طريق الشعب"، يقول البياتي أن "العقوبات المنصوص عليها، والمحدودة بالغرامة أو الحبس لفترة قصيرة، لا تُشكل أي رادع فعلي للمتحرشين، بل تمنحهم شعورا بالإفلات من العقاب".
ويضيف انه "حتى في حال رغبت الضحية بتقديم شكوى، فإنها تصطدم بعقبات قانونية تجعل إثبات الجريمة أمرا بالغ الصعوبة، إذ يُشترط وجود شهود عيان وهو أمر نادر الحدوث في حالات التحرش التي غالبا ما تقع في أماكن مغلقة أو بطرق يصعب توثيقها".
ويؤكد البياتي، أن الأدلة الرقمية مثل الرسائل أو التسجيلات الصوتية، لا يُعتد بها في معظم المحاكم العراقية، مما يُسقط أدوات مهمة من يد الضحية، ويتركها دون حماية فعلية، معتقدا انه "ليس غريبًا أن تتردد النساء في الإبلاغ، فالقانون لا يضمن لهن الإنصاف، والمجتمع يعاقبهن مرتين: مرة على الجريمة، ومرة على الحديث عنها".
*********************************************
تمثال ماكسويل يُرفع في الأهوار.. صرخة رمزية لإنقاذ كائن نادر!
بغداد – طريق الشعب
في ظل تصاعد التحذيرات من تدهور البيئة الطبيعية في أهوار العراق، يتجدد القلق بشأن مصير "كلب الماء ناعم الفراء"، أحد أندر الكائنات البيئية المهددة بالانقراض.
وبين تجاهل حكومي وتوسع في المشاريع النفطية، يحذر ناشطون بيئيون من خطر انقراض أحد أندر الكائنات البيئية في أهوار العراق.
أخطر أزمة بيئية
وقال رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية، رعد الأسدي، أن الأهوار العراقية، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، تواجه أخطر أزمة بيئية منذ الاف السنين، نتيجة شحّ المياه، وارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات المناخية.
واضاف الأسدي لـ "طريق الشعب"، إن "أربعة مواقع من الأهوار انضمت إلى قائمة التراث العالمي، ولكن للأسف الشديد، تعاني هذه المواقع من تدهور بيئي حاد، تسبب في تهديد مباشر للتنوع الأحيائي في المنطقة".
وأشار إلى أن "عدداً كبيراً من الكائنات التي كانت تعيش في الأهوار أصبحت اليوم ضمن القائمة الحمراء الدولية للكائنات المهددة بالانقراض"، موضحاً أن من أبرزها، الراكون طويل الذيل الذي اعتبر منقرضاً، لكن أُعيد تسجيله عام 2022 بالإضافة إلى كلب الماء العراقي (ماكسويل)، والأوتار، والرفش الفراتي، وقصب البصرة، فضلاً عن أنواعاً عديدةً من الطيور المهاجرة.
ونبّه إلى أنّ “الأهوار تمرّ بأكبر موجة جفاف في تاريخها، وان انخفاض مناسيب المياه أثّر بشكل مباشر ليس فقط على الكائنات، بل كذلك على سكان الأهوار الذين تعتمد حياتهم على هذا النظام البيئي".
وبيّن الأسدي أن “سكان الأهوار اليوم بدأوا يتحوّلون من مجتمعات مستقرة إلى مجتمعات شبه رحّل، بعد أن فقدوا مصادر رزقهم الرئيسية، مثل تربية الجاموس وصيد الأسماك، نتيجة نفوق الحيوانات وجفاف المسطحات المائية، ما تسبب في فقر اقتصادي واسع".
وأشار إلى أن "النساء والأطفال من أكثر الفئات تضرراً، حيث فقدت النساء فرص العمل، بينما يعاني الأطفال أمراضاً انتقالية ناجمة عن تدهور البيئة الصحية والمائية".
وحذّر من أن "هذه الظروف أدت إلى هجرة جماعية من الأهوار إلى مراكز المدن، ما تسبب في ضغط سكاني كبير، وتفكك اجتماعي، نتيجة اختلاف العادات والتقاليد بين أبناء الريف والمدينة”، مضيفاً ان "كل منطقة نزوح تحتاج إلى جهد أمني إضافي لمواجهة مشكلات قد تنشأ بفعل هذا التطور السكاني المفاجئ".
واختتم الأسدي قائلاً: ان "التغير المناخي وسوء إدارة الموارد المائية هما السببان الرئيسيان وراء هذه الكارثة، ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ ما تبقّى من الأهوار وسكانها قبل أن نفقدها إلى الأبد".
ثروة بيئية نادرة
وقال الناشط البيئي أحمد نعمة في حديث لـ"طريق الشعب"، إنّ "كلب البحر ناعم الفراء، كائن فريد يشكل ثروة بيئية نادرة يجب الحفاظ عليها"، مبينا أن هذا النوع يواجه خطر الانقراض بسبب تدهور بيئته الطبيعية وشح مصادر المياه.
وأكد أنّ "عدم اتخاذ إجراءات عاجلة سيؤدي إلى اختفائه تماماً".
وأشار إلى أن المجتمع البيئي سبق أن أطلق عدة نداءات ومبادرات للضغط على الجهات الرسمية لإنشاء محمية خاصة بهذا الكائن وتوفير مصادر مياه مستدامة في أهوار ميسان، إلا أن هذه المطالب لم تلقَ أي استجابة حتى الآن.
وأضاف نعمة، أن التجاهل الحكومي لهذا الملف قد يؤدي إلى فقدان تنوع بيولوجي نادر لا يقدر بثمن، لافتاً إلى ضرورة التحرك الفوري من أجل حماية هذا الكائن، عبر تشريعات بيئية صارمة وخطط حماية مدروسة بالتعاون مع المنظمات البيئية المحلية والدولية.
الحويزة في ظرف مصيري
من جانبها، قالت منظمة "المناخ الأخضر"، ان هناك نوعين من كلب الماء في العراق، أولهما الشائع (COMMON OTTER) المنتشر على امتداد نهري دجلة والفرات. والثاني هو كلب الماء ناعم الفراء (SMOOTH-COATED OTTER)، وهو نوع نادر ومرتفع القيمة بسبب فرائه المميز، ويوجد حصراً في هور الحويزة بمحافظة ميسان. ووجود هذا النوع النادر كان من بين الأسباب التي دفعت اليونسكو إلى تصنيف الأهوار ضمن مواقع التراث العالمي.
وحذر الناشط البيئي مرتضى الجنوبي من أن هور الحويزة، أحد أهم الأهوار في العراق، يواجه ما وصفه بـ"مرحلة مصيرية" تهدد التنوع الأحيائي النادر الذي يحتضنه منذ آلاف السنين، وسط توسع غير مسبوق للأنشطة النفطية في المنطقة.
وقال الجنوبي لـ"طريق الشعب"، إن "هور الحويزة يُعتبر آخر هور طبيعي في العراق لم تطله يد العمران، ويمثّل موطنا لتنوع بيئي نادر، حافظ على هويته رغم محاولات التجفيف والتهجين خلال فترة حكم النظام السابق".
وأضاف انه "رغم أن النظام السابق جفف نحو 90 في المائة من الأهوار في تسعينات القرن الماضي، إلا أن الحويزة صمد جزئياً، وظل محتفظاً بتنوعه الفريد"، موضحا أن الهور يحتضن أنواعا نادرة من الكائنات، منها كلب الماء المعروف بماكسويل، وهو نوع نادر يتواجد بكثرة في مياه الحويزة، بالإضافة إلى أسماك نهرية مهددة بالانقراض مثل البني والفراتي، فضلاً عن أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة التي تتخذ من الحويزة محطة موسمية لها، قادمة من روسيا وأوروبا عبر الأراضي الإيرانية.
وأكد الجنوبي أن "لتحدي الأكبر الذي يواجه الحويزة اليوم ليس الجفاف فحسب، بل التجريف المتعمد والتضييق المستمر على امتداد الهور، والذي بدأ منذ التسعينات اكنه مستمر حتى اليوم"، مشيرا إلى أن "الحكومة الحالية حوّلت أجزاء من هور الحويزة إلى ما يُعرف بحقل الحوز النفطي رغم أن الهور مُدرج ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 2016".
وحذر من أن "تنفيذ مشروع حقل الحوز النفطي في عمق الهور سيكون بمثابة إعلان نهاية التنوع الأحيائي فيه، ونهاية لحقبة بيئية لا يمكن تعويضها"، مشيرا إلى أن "الشركات النفطية، ومن ضمنها شركة الإسكان والتعمير، بدأت بالدخول إلى أراضي الهور، ما يُنذر بكارثة بيئية".
واختتم الجنوبي بالقول ان "المطلوب اليوم هو حماية الأهوار بإبعاد المشاريع النفطية عنها، وضمان حصصها المائية، ودعم سكانها الذين يعتمدون على تربية الجاموس وصيد الأسماك. إن اندثار الأهوار يعني اندثار الثروة الحيوانية والسمكية، وانتهاء واحد من أبرز معالم البيئة الطبيعية في العراق".
وكان سكان الأهوار نظموا الأسبوع الماضي تظاهرة تطالب بالحفاظ على التنوع الأحيائي، حيث رفع الأهالي تمثالاً لكلب الماء "ماكسويل" تعبيرًا عن رمزيته في بيئة الأهوار ودوره كأحد رموزها الطبيعية المهددة.
وأعلنت وزارة التخطيط مطلع العام الجاري عن توفير بيانات شاملة عن مناطق الأهوار بهدف إعادة تأهيلها وحمايتها واستثمار مواردها، وذلك في إطار استراتيجية وطنية لحماية التنوع البيولوجي وتعزيز سبل عيش السكان المحليين.
وأوضح رئيس هيئة الإحصاء ضياء عواد كاظم، أن الوزارة نفذت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) مسحًا إحصائيا ميدانيا في أهوار ميسان وذي قار والبصرة، مؤكداً أن الأهوار تمثل تراثا حضاريا وبيئة طبيعية فريدة، لها دور مهم في الاستدامة البيئية ومواجهة التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن الدراسة تهدف إلى تحسين إدارة الأهوار، وتعزيز جودة المياه، ومعالجة المناطق المتضررة، إضافة إلى زيادة التعاون مع الجهات الحكومية والدولية والمحلية، واعتماد التقنيات الإلكترونية في جمع وتحليل البيانات بما يواكب المعايير الدولية.
*************************************************
الصفحة الخامسة
بفعل أزمة المياه في الأهوار الزوري.. سمك الفقراء مهدد بالانقراض
متابعة – طريق الشعب
يعد سمك "الزوري" صغير الحجم، من الأسماك المحببة لدى العراقيين، خاصة في المحافظات الجنوبية، وذلك لمذاقه اللذيذ وفوائده ورخص سعره مقارنة بالأسماك الأخرى. حيث كان سعر الكيلوغرام منه لا يتجاوز 3 آلاف دينار، ما جعله ملاذا للفقير.
أما اليوم، وبفعل أزمة الجفاف، فقد بدأت هذه الأسماك بالانحسار. إذ لم تعد متوفرة دائما في الأسواق، وإن توفرت تُباع بأسعار مرتفعة، قياسا بالزوري المستورد ذي الجودة الأقل. ويُعتبر جفاف الأهوار والأنهار في المناطق الجنوبية، من أبرز عوامل النقص الملحوظ في أعداد سمك الزوري، إضافة إلى أساليب الصيد الجائر التي يتبعها بعض الصيادين. حيث يستخدمون الكهرباء والسموم في الصيد.
الطبق الأرخص
الصياد الميساني رحيمة محسن (54 عاماً)، يقول في حديث صحفي أنه "كنا في السابق نعتاش على صيد أنواع كثيرة من الأسماك، منها الزوري أو الشوجي الذي لا يتطلب صيده سوى نوع بسيط من الشباك، نظرا لصغر حجمه".
ويضيف قوله أن "أبرز طريقة لصيد سمك الزوري هي نصب الشباك في الأنهر وتركها حتى تعلق فيها السمكات"، مبينا أن "أسعار الزوري كانت في السابق رخيصة بسبب وفرته. لذلك كان يعتبر الطبق الأرخص للشرائح الفقيرة والمتوسطة".
ويتحدث محسن عما يمتاز به الزوري من حيث الفوائد والنكهة. ويقول أن "الزوري مالح لذيذ، ويفضله الكثيرون على الشبوط والكطان وغيرهما"، مشيرا إلى أن "الوضع تغير بعد جفاف مياه الأنهار في المدن الجنوبية التي تعد مصدر تلك الأسماك، إلى جانب دخول أنواع غريبة من الزوري المستورد، لم نعرفها سابقاً، بعضها ذات رأس صغير ولون فضي".
الكيلوغرام بـ10 آلاف دينار
من جانبه، يقول علي كاظم، وهو بائع أسماك في سوق منطقة البياع ببغداد، أن "الزوري العراقي بات نادرا، وما يتوفر في السوق معظمه مستورد، نسميه نحن الباعة (الفلينة)، ويأتي في الغالب من تركيا، لكن بعض الباعة يبيعونه لزبائنهم على أنه زوري عراقي".
ويؤكد في حديث صحفي أن "سعر الزوري العراقي حالياً يتجاوز 10 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، وذلك بسبب ندرته وجودته وطيب طعمه"، لافتا إلى ان "هذا النوع من السمك كان رخيص الثمن، بسبب وفرته وتكاثره السريع. فهو يعيش في بيئات تخلو من أسماك تقتات على صغاره، مثل سمك البلطي".
أما رسول عليوي، وهو بائع سمك في "حي الجهاد" في بغداد، فيقول: "كانت تردنا كميات قليلة من سمك الزوري العراقي، ويكون الطلب كبيراً على هذا النوع، لذلك يتم بيعه بأسعار تتجاوز 10 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، ولأشخاص معروفين نسميهم (معاميل)".
ويوضح في حديث صحفي أن "الزوري الذي يرد إلينا حالياً يأتي من بحيرات صناعية وليس من الأنهار والأهوار"، لافتا إلى "وجود خلط بين أنواع السمك الصغير. حيث يطلق على الجميع (زوري)، وهذا خطأ، إذ ان هناك أسماكاً صغيرة تعيش في المياه المالحة مثل شط العرب والخليج وتباع على أنها زوري، لكنها في الحقيقة سمك (بياح)".
يشار إلى أن هناك أنواعا عديدة من الأسماك العراقية انحسرت بفعل نقص المياه وتلوثها، فضلا عن الصيد الجائر. ومن تلك الأسماك التي قل ما تتوفر في السوق، البني والكطان والشبوط والعجد والنباش والحمري.
سهولة صيد الزوري
في السياق، يتحدث الحاج عبد الكريمة لفتة عن طرق صيد الزوري. ويقول أنه "خلال حقبتي الستينيات والسبعينيات، وبعد انتهاء مواسم ذوبان الثلج وارتفاع مناسيب المياه في الربيع، تبقى هناك برك منعزلة تكثر فيها أنواع كثيرة من الأسماك، ومنها الزوري".
ويبيّن في حديث صحفي أن "الصيادين كانوا يتجمعون عند البرك والأنهار الصغيرة لاصطياد السمك بدون أدوات. فقد كان يكفي أن يقوم الصيادون بخبط المياه بالطين ما يؤدي إلى اختناق السمك فيضطر إلى الظهور على سطح الماء، وبذلك يسهل صيده".
ويعرب لفتة عن أسفه لفقدان سمك الزوري الذي اعتاد على تناوله سنوات طويلة، وحل بدلاً عنه الزوري المستورد، وهو لا يرقى بأي حال إلى الزوري العراقي.
لا مقارنة بين العراقي والمستورد
إلى ذلك، تقول المواطنة زينب مؤيد أن "الزوري العراقي يمتاز بملوحته وطعمه اللذيذ"، مشيرة في حديث صحفي إلى ان "الأصناف الموجودة حالياً في الأسواق لا تمت إلى الزوري العراقي بصلة، ولا توجد مقارنة ببين المستورد والعراقي".
وتضيف قوله أنه " في السابق كان متوسط أو فقير الحال يشتري الزوري لرخص سعره. أما الآن فقد ارتفع سعره كثيرا. حتى ان المستورد يُباع بسعر مرتفع، يصل إلى 7 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد".
وتختلف طرق إعداد طبق الزوري بين العائلات العراقية. فالبعض يفضله مقلياً يؤكل مع الخبز الحار، والبعض الآخر يفضله مع الحساء (المرق).
وخلّف جفاف الأهوار، الموطن الأصلي للزوري، تداعيات خطيرة انعكست على الأوضاع البيئية، والاقتصادية للسكان. إذ تأثرت الزراعة وصيد الأسماك والطيور وتربية المواشي، ما انتهى إلى هجرة أعداد كبيرة من السكان إلى المدن، بحثا عن مصادر دخل بديلة.
*******************************************
أمام أنظار وزير الكهرباء
تلقت "طريق الشعب" من مواطنين في قضاء الصويرة، شكوى موجهة إلى وزير الكهرباء، تنشرها هنا على أمل اتخاذ اللازم، مع حجب أسماء المشتكين بناء على طلبهم.
نحن لفيف من أهالي قضاء الصويرة شمالي واسط، نعيش هذه الأيام أزمة كهرباء حادة جدا تحت وطأة حرارة شديدة أنهكتنا ودمّرت أعصابنا، بعد أن بحّت أصواتنا ونحن نطالب المسؤولين المحليين بحل هذه المعضلة المزمنة، دون أدنى استجابة فعلية من لدنهم، ولا حتى توضيح مقنع!
ما نعانيه لا يتعلق بانطفاء محطات توليد، ولا انحسار وقود مستورد.. فنحن مدركون تماما ان ساعات التجهيز قُلصت كثيرا، بفعل انقطاع الغاز الإيراني وتقليل الحصص الكهربائية.. مدركون تماما هذه الأزمة المستفحلة التي تعجزون في الوقت الحالي عن معالجتها، والتي أوصلنا إليها التخبط الإداري في قطاع الكهرباء، وما شابهُ من فساد.
نقول ان ما نعانيه هو تدهور البنية التحتية لشبكة الكهرباء، فخلال ساعة التجهيز الواحدة، ينقطع التيار نحو 10 مرات أو اكثر. إذ تشتغل الكهرباء دقيقة أو دقيقتين، قبل أن تنهض ضواغط أجهزة التبريد، ثم تنطفئ خمس دقائق، وهكذا حتى تنتهي ساعة التجهيز. هذه المشكلة تتكرر منذ نحو أسبوع في الفترة من التاسعة صباحا حتى الثامنة مساء، خاصة في منطقة "حي الأسرى".
نأمل من سيادتكم الوقوف عند هذه المشكلة، ومساءلة الدوائر المعنية في واسط والصويرة، عن سببها. فإذا كان هناك عطل ما، لماذا لا يسارعون إلى تصليحه ويرحمون الناس وسط هذا القيظ القاسي؟!
نقول إن عجزت الحكومة عن بناء محطات كهرباء تغطي حاجة البلاد، وعن توفير وقود لتشغيلها، على اعتبار ان الأمر يتجاوز قدراتها، ما عذرها إن عجزت عن تأهيل وإدامة البنية التحتية لهذا القطاع؟ ما هي مهام وزارتكم يا سيادة الوزير؟!
أرحموا الناس.. صبرهم طال، وقد يتحول غضبا جارفا في أي لحظة!
****************************************
أهالي الضلوعية: النفايات تتراكم.. البلدية ترفعها مرة أسبوعيا!
متابعة – طريق الشعب
يعاني أهالي قضاء الضلوعية التابع لمحافظة صلاح الدين، تراكم النفايات في الأحياء السكنية، بسبب قلة أعداد عمال النظافة ونقص الآليات، الأمر الذي يضطرهم إلى الاستعانة بشركات التنظيف الخاصة، مقابل أجور مرتفعة. وفيما يشكو الأهالي من هذا الحال الصعب، تقر البلدية بوجود تقصير في خدمات النظافة. وتبيّن أن لديها 10 كابسات، و18 عاملاً فقط، يضطرون أحياناً للعمل بدوامين صباحي ومسائي من أجل تغطية القضاء بالكامل، والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف دونم. حيث يستغرق تنظيفه بالكامل بين أسبوع وعشرة أيام.
يقول المواطن محمد حميد، أن النفايات تتراكم قرب المنازل وفي الشوارع العامة. إذ يتم رفعها مرة في الأسبوع، وأحيانا تبقى متراكمة 10 أيام وحتى 12 يوما، مبينا في حديث صحفي انهم ناشدوا البلدية مرات عدة معالجة هذه المشكلة، لكنها كانت ترد عليهم بوجود نقص في الكوادر. ويؤكد أنه "لا نعرف أين الخلل. كلما طالبنا البلدية بمعالجة مشكلة النفايات، تقول أن لديها نقصا في الملاكات أو اليد العاملة"، مطالبا محافظ صلاح الدين والجهات المعنية الأخرى، بمتابعة هذا الموضوع "فالأمر لم يعد يُحتمل".
أما المواطن عمار حمد، فيقول أن "النفايات تتراكم في أغلب المناطق، بسبب الكثافة السكانية وقلة الآليات الحكومية وعمال النظافة"، مبينا أن "الكثيرين من الناس بدأوا يلجأون إلى شركات التنظيف الأهلية، خاصة في منطقة الحويجة البحرية".
ويطالب حمد بزيادة أعداد عمال النظافة، مع زيادة آليات رفع النفايات "فالكابسات تزور مناطقنا مرة كل أسبوع أو 10 أيام".
من جانبه، يقول مدير بلدية الضلوعية قصي إبراهيم، أن "لدينا نقصا في العمال والآليات"، موضحا في حديث صحفي أنهم يضطرون إلى تقسيم العمل إلى شفتين، صباحي ومسائي، لكون المنطقة كبيرة وتنظيفها بهذا العدد القليل من العمال والآليات، يستغرق فترة طويلة. ويطالب مدير البلدية، محافظ صلاح الدين بتخصيص عدد كاف من العمال والآليات.
*********************************************
اگول.. منع الصيد وقتَ التكاثر مسؤولية وطنية
أسامة عبد الكريم
في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات البيئية وتتعاظم الضغوط على الموارد الطبيعية، تبرز مسألة صيد الأسماك خلال مواسم التكاثر والتخصيب كقضية محورية تمس الأمن الغذائي الوطني، وتؤثر بشكل مباشر على استدامة الثروة المائية في بلادنا. إن قيام بعض الصيادين باصطياد الأسماك وهي في طور حمل البيض – المعروف محلياً بـ «الثرب» – لا يعدّ فقط مخالفة بيئية جسيمة، بل هو تعدٍ مباشر على دورة الحياة الطبيعية، وتهديد صارخ للثروات المائية في البحار، والأنهار، والبحيرات، وبحيرات السدود التي تشكل ركيزة أساسية للتنوع الحيوي ومصدراً مهماً للرزق والمعيشة للكثير من المواطنين. ففي موسم التكاثر، تدخل الأسماك في حالة بيولوجية حرجة، حيث تفرز البيوض وتبدأ عملية التخصيب الطبيعية، وهي الفترة التي يفترض أن تكون محمية بالكامل من أي نشاط صيد جائر. تجاهل هذه الحقيقة العلمية وتكثيف أنشطة الصيد في هذا الموسم، يُفضي إلى تراجع معدلات التناسل والتجدد الطبيعي، الأمر الذي يؤدي إلى شُحّ الأسماك، وارتفاع أسعارها، وتهديد الأمن الغذائي على المدى الطويل.
إن مسؤولية حماية هذه الموارد لا تقع على الجهات الرقابية فحسب، بل تتطلب وعيًا جماعيًا والتزاماً أخلاقياً من قبل الصيادين، والمواطنين، والجهات الإعلامية، والمؤسسات البيئية. فمن دون منظومة تشاركية حقيقية، يصعب الحفاظ على التوازن البيئي للأنهار والبحيرات، خصوصاً تلك التي تعتمد على تدفّق موسمي دقيق، كبحيرات السدود التي تعاني أصلًا تقلبات منسوب المياه. وعليه، فإننا نناشد الجهات المختصة، في وزارات الزراعة والموارد المائية والبيئة، تشديد الرقابة خلال هذا الموسم، وتفعيل قوانين منع الصيد خلال فترات التخصيب، مع فرض عقوبات رادعة على المخالفين. كما ندعو إلى إطلاق حملات توعية واسعة النطاق، تستهدف المجتمعات المحلية في المناطق القريبة من البحار والأنهار والبحيرات، للتأكيد على أن حماية الأسماك في موسمها ليست خياراً، بل ضرورة وجودية لضمان استمرارية الحياة المائية.
إن صيد الأسماك خلال فترة حمل البيض هو استنزاف للمستقبل، وتعدٍ على حق الأجيال القادمة في بيئة سليمة وموارد طبيعية متجددة. فلنكن جميعاً صوتاً للطبيعة، وحماة لما تبقى من كنوز مياهنا.
******************************************
مواساة
- تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية، عائلة الشهيد معطي بلور الدبس، بوفاة ابن اخت الشهيد علي فاضل شمخي.
وتعزّي أيضا السادة الشرفيين بوفاة أربعة من أبنائهم، لقوا جميعا حتفهم في حادث سير في منطقة جسر الشوملي، السبت الماضي.
للراحلين الذكر الطيب ولذويهم الصبر الجميل.
*********************************************
الأبقار تجهز على {ثيّل} مدخل المشخاب!
متابعة – طريق الشعب
تعرّض مدخل قضاء المشخاب الرئيس، تحديداً في منطقة “الدبينية”، إلى هجوم قطان من الأبقار قادمة من مناطق "الحسانية" المجاورة، على نباتات الأرصفة والجزرات الوسطية، ما تسبب في تخريب المزروعات.
وفي مقطع فيديو نشرته وكالات أنباء، تظهر مجموعة أبقار وهي تعبث بالثيّل والشتلات، دون رادع سواء من الرعاة أو الجهات الحكومية المعنية، أو من المواطنين. وتعقيبا على الحادثة، يقول قائم مقام المشخاب زمان الجنابي، أنه "في الوقت الحالي من غير الممكن اتخاذ إجراءات احترازية لمنع دخول المواشي إلى الجزرات الوسطية. فبسبب ضيق الأرصفة لا يمكن تركيب سياج حديدي يحمي النباتات. كما ان الأمر يحتاج إلى مخصصات مالية عالية".
ويشير في حديث صحفي إلى أن "الجهة المسؤولة عن حماية هذه المشاريع، هي البلدية. فهي تقوم بحجز المواشي، مع رفع دعوى قضائية على أصحابها.
*******************************************
الصفحة السادسة
في مشروع هو الأول من نوعه تحالف نقابي اجتماعي من 32 دولة يعتزم دخول غزة سيرا على الأقدام
متابعة – طريق الشعب
في خطوة تُعد الأولى من نوعها، أعلن ائتلاف من نقابات وحركات تضامن ومؤسسات حقوقية دولية من أكثر من 32 دولة إطلاق مبادرة "المسيرة العالمية إلى غزة" لدخول القطاع سيرا على الأقدام، استجابة للوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه السكان هناك في ظل حصار إسرائيلي مستمر.
وتهدف المسيرة، التي سيشارك فيها أكثر من 110 آلاف من جنسيات مختلفة إلى إيقاف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، والسعي لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مباشر وفوري، مع المطالبة بإنهاء الحصار المفروض على غزة. بالإضافة إلى تحريك المجتمع الدولي وكشف جرائم الاحتلال من خلال توحيد جهود المجتمع المدني من مختلف دول العالم لرفض تواطؤ بعض الحكومات والصمت الدولي حول الجرائم بحق الفلسطينيين، كذلك دعوة البرلمانين والسياسيين للضغط على حكوماتهم، وتوجيه الرأي العام الدولي والإعلامي لكشف الجرائم والمطالبة بدعم العدالة والحقوق الإنسانية للفلسطينيين. ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي عبر المطالبة بمحاسبة كل من يشارك أو يسهم في ارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني أو انتهاك القوانين الدولية، ودعوة الهيئات والمنظمات الدولية للقيام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني.
وتسعى المسيرة إلى ترسيخ مبدأ التضامن الأممي، وتستند إلى حملات تضامن تاريخية، وجمع المشاركين من مختلف الجنسيات والثقافات لإيصال رسالة تضامن إنساني موحدة، مع التأكيد على أن المسيرة حركة مدنية سلمية بشكل كامل، وجميع المشاركين متطوعون ويمولون مشاركتهم بأنفسهم، ولا توجد أي جهة حكومية راعية لها.
مسار المسيرة
وسيتم تحديد مناطق الانطلاق والتنسيق، والتواصل مع الفعاليات الموجودة على الأرض. لقد بدأ الحوار حول هذه الترتيبات منذ زمن، نظرا للطبيعة الاستثنائية للمسيرة. وسيقسم المشاركون إلى مجموعات، خاصة الذين أبدوا اهتماما بالفكرة وانضموا للتحضيرات، لا سيما أنهم ينتمون إلى 32 دولة، وكل دولة لها ترتيباتها الخاصة ولغاتها وثقافاتها.
وسيتجمع المشاركون في القاهرة، وينتقلون بالمواصلات إلى العريش، ومن هناك تبدأ المسيرة سيرا على الأقدام. ويدرك المشاركون صعوبة المهمة، وان الطريق الصحراوي ليس سهلا، لكن إذا كان أهل غزة يعيشون بلا أكل أو دواء أو ماء لأكثر من 20 شهرا، فان التضامن معهم يقتضي تحمل الظروف الصعبة. ويتطلع المنظمون إلى تعاون السفارات المصرية في البلدان المختلفة، وتوجيه رسائل رسمية للحكومة المصرية لضمان تعاونها، انطلاقا من المسيرة تدعم الجهود المصرية لوقف الإبادة في فلسطين.
وسينظم المشاركون اعتصاما أمام معبر رفح، كوسيلة للضغط الأولى، والمطالبة بفتح المعبر وإدخال المساعدات.
إغاثة
إن الهدف الأساسي "للمسيرة العالمية إلى غزة" هو كسر الحصار اللاإنساني المضروب على القطاع منذ السابع منذ تشرين الأول 2023، وإدخال المساعدات الإغاثية العاجلة لسكان القطاع. إن المواد الإغاثية الأساسية التي يعتمدون عليها من أجل كسر الحصار الإسرائيلي هي نحو 3 آلاف شاحنة محملة بالغذاء والدواء والوقود والمواد الأساسية عالقة على معبر رفح منذ شهور، ولا يسمح لها بالدخول، في الوقت الذي يعاني فيه سكان القطاع من مجاعة قسرية.
وتنسق المسيرة العمل مع عدة مبادرات فاعلة تتفق على الهدف ذاته، ومنها القافلة البرية لكسر الحصار على غزة (صمود) وتحالف أسطول الحرية.
التواصل الرسمي
وفيما يتعلق بالتواصل مع الجهات الرسمية، أشارت المتحدثة باسم المجموعة الأيرلندية في المسيرة كارين موينيهان إلى أنه تم التواصل مع السلطات المصرية، وكل دولة مشاركة تواصلنا مع سفارتها أو قنصليتها المحلية.
وأضافت موينيهان أن هذا التحرك لا يستهدف تحميل مصر أي مسؤولية، بل نرغب في التعاون معها وممارسة ضغط دولي على إسرائيل لإنهاء الحصار، خاصة في ظل التوقف التام لإدخال المساعدات منذ أوائل آذار الفائت.
وحددت الناشطة أن هدف المسيرة أيضا يتمثل في ضمان محاسبة إسرائيل ووقف جرائمها، إذ أنها تتعمد تجويع أكثر من مليوني إنسان في غزة حتى الموت، و" كل دولة أو جهة في المجتمع الدولي لا تحاول وقف هذا الإجرام تُعد شريكة في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والتاريخ لن ينسى من التزم الصمت".
وتأتي هذه الفعالية بعد موافقة إسرائيلية على إسناد دخول المساعدات للقطاع لشركة خاصة، لكن الأمم المتحدة ترفض الخطة الإسرائيلية، إذ ترى أنها تفرض المزيد من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية.
********************************************
طهران تدرس مقترحاً لإزالة عقبات التفاوض مع واشنطن
طهرات - وكالات
كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده تدرس مقترحا من سلطنة عمان يهدف إلى إزالة العقبات أمام المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن.
وقدم عراقجي تقريرا للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني عن الجولة الأخيرة من المفاوضات التي احتضنتها العاصمة الإيطالية روما.
وعن تلك الجولة، قال عراقجي إنها كانت الأكثر مهنية، ووضحنا فيها مواقفنا"، في حين تحدث وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عن تحقيق "بعض التقدم وإن لم يكن حاسما، ونأمل توضيح المسائل المتبقية في الأيام المقبلة بما يسمح بالتقدم نحو التوصل إلى اتفاق مستدام".
*******************************************
قيادي كردي سوري: لا تنازل عن مطلب اللامركزية
دمشق - وكالات
قال قيادي كردي بارز إنه "لا يمكن التنازل عن مطلب التعددية اللامركزية في إدارة النظام السياسي في سوريا. اذ يعتزم وفد من الإدارة الذاتية التوجه قريبا إلى دمشق لاستكمال المحادثات مع السلطة الانتقالية.
وأكد المسؤول الكردي، الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، أن "سوريا لامركزية تعددية ديموقراطية هي الحل الأمثل لجميع القضايا العالقة راهنا".
وأعرب عن اعتقاده بأنه "لا يمكن إدارة فسيفساء المجتمع السوري بنظام سياسي يحتكر جميع الصلاحيات ولا يعترف بخصوصية المناطق والمكونات".
وأضاف "هذا الطرح سيكون من القضايا الأساسية للتفاوض، ولا يمكن التنازل عنه".
*******************************************
اليسار الفرنسي يدعم الفلسطينيين بتظاهرة كبيرة الصهاينة يحرقون الأطفال نياما في غزة
متابعة – طريق الشعب
في وقت يتسع فيه الرفض العالمي والاوروبي لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في الضفقة الغربية وقطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلي، عن وجود خطط عسكرية إسرائيلية تهدف لاحتلال جزء كبير من قطاع غزة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن مصدر عسكري، أن "التوسيع في العملية العسكرية التي تجري حالياً، تستهدف احتلال 75 في المائة من القطاع خلال شهرين"!
ليلة دامية ضحاياها الأطفال!
اخترق صاروخ إسرائيلي جدران مدرسة تكتظ بالعوائل والأطفال، فانقلبت ليلتهم رعباً، اذ أكد شهود عيان أن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة بحق النازحين في حي الدرج، ولم تكتفِ إسرائيل بتحويل المدرسة إلى كومة من الأنقاض، بل أدى القصف إلى إحراق أجساد الأطفال وتفحم جثثهم، في مشهد تجاوز حدود الفاجعة.
ووصف الشهود ما حصل بأنها "ليلة من نار"، إذ التهمت ألسنة اللهب الفصول والغرف التي احتمت بها العائلات، في حين دوّى صراخ الأطفال والنساء في أرجاء المكان عاجزين عن الفرار من جحيم حاصرهم من كل اتجاه.
ويؤكد الفلسطينيون أن ما حدث في هذه الليلة، يعد واحداً من أبشع المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة قبل 70 يوما.
ووفقا لمصادر طبية، فإن القصف أدى إلى استشهاد 36 فلسطينيا نصفهم من الأطفال
اتصالات حول وقف الحرب
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "إدارته تجري اتصالات مع إسرائيل حول وقف الحرب في غزة"، وتوقع "حصول أخبار سارة مع حركة حماس".
وقال ترامب إن "الحديث جار مع إسرائيل بشأن إمكانية إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، لافتا إلى أنه "يعتقد أنه قد تكون هناك أخبار سارة فيما يخص التفاوض مع حماس بشأن وقف إطلاق النار".
يأتي ذلك، في وقت تستمر إدارة ترامب بتقديم دعم غير محدود للاحتلال الصهيوني وحكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
اليسار الفرنسي يدعم فلسطين
تظاهر آلاف الفرنسيين، الأحد، بدعوة من حزب فرنسا الأبية اليساري ومنظمات مدنية مناصرة للقضية الفلسطينية وجمعيات طلابية، تنديدا بجرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وطالب المتظاهرون، بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وفرض عقوبات فعلية وفورية على إسرائيل.
وكانت مظاهرات مماثلة قد خرجت السبت، واتهم المتظاهرون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالتواطؤ في ما يجري بغزة، قائلين إنهم لا يريدون فقط تصريحات جوفاء.
كما طالبوا بأن تتخذ الحكومة الفرنسية قرارات بفرض عقوبات على إسرائيل، ووقف الإبادة، ورفع الحصار عن غزة. وطالبوا أيضاً، بأن توقف فرنسا تسليح إسرائيل، وتسحب سفيرها من تل أبيب، وتضغط لإعادة النظر في الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
******************************************
المخطط الدولي في السودان
السودان - قرشي عوض
البداية بالصمت حتى تتطور الأوضاع باتجاه يخلق واقعا إنسانيا لا يمكن السكوت عليه وتصبح الدعوة او الضغوط من أجل وقف إطلاق النار والجلوس إلى مائدة التفاوض أمرا لا مناص منه. هكذا تصرخ وسائل الإعلام صباح مساء، في وقت تتواصل فيه العمليات بالتركيز على الأعيان المدنية والبنى التحتية للبلاد. بينما الطائرات المسيرة تخترق سماء السودان من ناحية والمضادات الأرضية تتصدى لها من الناحية الأخرى. والدول التي تعرف اجهزة استخباراتها من أين تنطلق تلك المسيرات ومن أين جاءت، والجهة التي قدمتها، بل حتى الشركات التي توسطت في استجلابها ومستحقاتها المالية بما فيها عمولات السماسرة المحليين والدوليين مثل الاتحاد الأوربي، تكتفي بإصدار بيانات إدانة ومطالبة طرفي النزاع بإنهائه. مع تقديم بيانات يمكن أن يحصل عليها أي صحفي مبتدئ حول الآثار الاجتماعية لاستمرار الصراع. بينما الضربات تتوالى. ودول أخرى تصدر بيانات الإدانة بيد وتبيع باليد الأخرى الطائرات وأجهزة التشويش المضادة لها مثل الصين.
إذن الصراع السوداني بدأ ليستمر حتى يحقق أهدافا دولية قد تم الإعلان عنها من قبل. وهي جمع أطراف النزاع بمن فيهم الذين أجرموا في حق الشعب السوداني على صعيد واحد. هكذا قدم السيد لي مان، مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان وجنوب السودان، وصفته لحل الصراع في السودان عام ٢٠١٢ وتبنتها دول "الترويكا" التي جمعت المعارضة السودانية عام ٢٠١٦ في برلين للخروج بموقف موحد يدعم المشاركة في نظام الإنقاذ. وحين اعترض سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وطالب بإسقاط النظام قالت له ممثلة المانيا (نحن لم نأت بكم لتتحدثوا عن إسقاط النظام على حساب دافع الضرائب في بلادنا).
هذا المخطط، الذي قطعت عليه الطريق ثورة ديسمبر ٢٠١٨ التي أسقطت نظام الإنقاذ، لا توجد مؤشرات على أن الجهات الدولية التي تقف خلفه قد تخلت عنه. فهم كانوا يقصدون بالذين أجرموا في حق الشعب السوداني وقتها، وكما جاء على لسان المبعوث الأمريكي السيد لي مان، قوات الدعم السريع. وقد ظهر هذا الحل وقتها أمام بعض الفاعلين السياسيين المحليين وكأنه ينطوي على قدر من الحكمة. في حين أن التسوية التي يقدمها ليست في الحقيقة بين مكونات الصراع الداخلية ولكنها تسوية بين الفاعلين الدوليين والإقليميين الذين يقفون خلف القوى الداخلية، وهو حل يستجيب لمصالح القوى الدولية والإقليمية في السودان وفي المنطقة ولكنه يبقي أسباب النزاع الداخلي. إنهم بدعوتهم للتوافق بين أطراف النزاع يبذرون بذور الحرب، بل الحروب القادمة، ويعجلون بخراب ما تبقى من الدولة السودانية. لأن مثل هذا التوافق إن دخل حيز التطبيق فإنه سيبقي على قوات الدعم السريع داخل المنظومة الأمنية والعسكرية، ناهيك عن وجودها ضمن التركيبة السياسية. وهذا يعني وجود دولة تكون القوة الجبرية فيها ليست محتكرة للدولة. كما أن الدولة نفسها ليست موحدة والانقسام فيها سيكون الأغرب لأنه لا يقوم على أساس الطائفة او الدين ولكنه يقوم على أساس القوة العسكرية. وهي دولة لا يمكن الحديث فيها عن سيادة حكم القانون على أقل تقدير كأحد اهم مطلوبات وقف النزاع.
************************************************
الصفحة السابعة
تسويق الحنطة.. إشكاليات تتكرر
متابعة طريق الشعب
بدأت عملية تسويق الحنطة لموسم 2025، ورغم أن نسبة التسويق حتى يوم 20 أيار الجاري لم تتجاوز 30 بالمائة من الناتج المتوقع، فقد تم رصد العديد من الملاحظات التي تكشف مكامن الخلل وتثير علامات الاستفهام والدهشة، ومنها:
أولاً– انسيابية السيارات الناقلة للحنطة ضعيفة جداً في كافة المحافظات والسايلوات، حيث تمتد طوابير الشاحنات لعشرات الكيلومترات، وتقضي عدة أيام قبل أن تصل إلى أبواب السايلو لتفريغ حمولتها، مما يشير إلى غياب الاستعداد الجاد من قبل شركة تجارة الحبوب لاستقبال المحصول، رغم معرفة الجهات المعنية المسبقة بموعد الحصاد وكمياته.
ثانياً– عدم توفر مخازن كافية لخزن المحصول يدفع الجهات المعنية إلى تفريغ الشاحنات في ساحات مفتوحة، ما يعرّض الحنطة لعوامل الطقس القاسية. ففي بابل، على سبيل المثال، تم خزن نحو 70 بالمائة من الحنطة الواردة في العراء، ما يهدد بخسائر فادحة في النوعية والكمية.
ثالثاً– قلة عدد المختبرات والفاحصين المشرفين على استلام المحصول يؤدي إلى تأخير الاستلام بشكل كبير، مما يحمّل الفلاحين أعباءً مالية إضافية بسبب تكاليف النقل والانتظار، ويفتح الباب واسعاً أمام الفساد. ففي بعض المحافظات، لا يُستلم المحصول إلا بعد دفع "رشوة" وصلت إلى (50) ألف دينار لأشخاص يتمركزون عند بوابات السايلوات!
رابعاً– رغم إعلان شركة تجارة الحبوب نيتها تسديد أثمان الحنطة للفلاحين بسرعة وفوراً، لم يتسلم أي فلاح أو مسوّق مستحقاته حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ما يشير إلى تعمّد أو تلكؤ في تنفيذ الالتزامات المالية تجاه المزارعين.
خامساً– هناك معطيات موثوقة تؤكد امتناع بعض المزارعين من أصحاب الحيازات الكبيرة (500 دونم فأكثر) عن زراعة أراضيهم الداخلة ضمن الخطة الزراعية، وبدلاً من ذلك قاموا ببيعها لتجار قاموا بتسويق حنطة بأسمائهم، أما من خزين العام الماضي أو من المحصول المهرّب عبر الحدود. وقد تم رصد مثل هذه الحالات في الناصرية والنجف والسماوة، ما يعكس وجود شبكة فساد معقدة يتداخل فيها التاجر بالمزارع بالمؤسسة الرسمية، سواء كانت الزراعة أو التجارة.
سادساً– لم يتم تفريغ المخازن والسايلوات من خزين العام الماضي، والذي يبلغ بحسب شركة تجارة الحبوب أكثر من مليوني طن، مما يزيد الضغط على مراكز الاستلام الحالية ويهدد بتوقفها.
سابعاً– يتضح بجلاء غياب التنسيق بين الجهات الزراعية والتجارية فيما يتعلق بالناتج المتوقع، مما أفشل جهود وزارة التجارة في تهيئة طاقات خزن كافية، علماً أن الوزارة تفتقر إلى خطة عملية لتطوير منظومة الخزن، فضلاً عن عدم توفير الموازنة اللازمة لذلك.
ثامناً– قامت وزارة التجارة، بشكل مثير للاستغراب، باستيراد حنطة لعام 2024 بمبلغ (25) مليون دولار من أستراليا ودول أخرى، رغم وجود خزين محلي وفائض، في الوقت الذي لا توزّع فيه الحصة التموينية من الطحين كاملة على المواطنين، حيث لم تُوزّع إلا لتسعة أشهر فقط من أصل اثني عشر شهراً، وسط معدلات فقر مرتفعة في المجتمع العراقي!
تاسعاً– تستمر الحرائق في حقول الحنطة بعدة محافظات، وسط صمت مستهجن من قبل بعض أعضاء اللجنة الزراعية في البرلمان، الذين يهوّنون من خطورتها، وكذلك وزارة الزراعة، التي لم تتخذ أي إجراءات رادعة بالتنسيق مع الدفاع المدني للحد من هذه الكارثة المتكررة، مما دفع عدداً من الإعلاميين للتلميح إلى احتمال أن تكون هذه الحرائق مفتعلة ومتعمدة.
ختاماً نقول: إن الجهات المعنية مطالبة، وبإلحاح، بالإسراع في استلام محصول الحنطة من الفلاحين، وتسديد مستحقاتهم دون تأخير، فالمماطلة هنا لا تعني سوى الإضرار بالأمن الغذائي، وتشجيع الفساد، ودفع المزارع نحو الهجرة وترك الأرض!
********************************************
أيّة بذور نستخدم في زراعة الحنطة للحصول على خبزٍ جيّد؟
علاء صالح سيد
يعتمد العالم في زيادة الإنتاج الزراعي لمحصول الحنطة، كمًّا ونوعًا، على توفير المستلزمات الزراعية الأساسية، وهي: تربة صالحة، ري منتظم، أسمدة بمختلف أنواعها، مبيدات زراعية، والأهم من ذلك البذور الجيدة، حيث تُمثّل نوعية هذه البذور وصنفها الركيزة الأساسية في تحقيق إنتاج وفير وجودة عالية.
في العراق، يتم استنباط الأصناف الملائمة من الحنطة من قبل دوائر الأبحاث الزراعية، حيث تُدرَج في برامج للتجريب والإكثار، يليها نشرها لعدّة مواسم، تخضع خلالها للمراقبة من قِبل جهاز السيطرة النوعية للبذور، سواء في حقول الإنتاج أو بعد الحصاد (كبذور)، وذلك أثناء معالجتها في معامل تنقية البذور الرسمية، لتصل إلى مرحلة الإنتاج الواسع الذي تعتمد عليه الخطة الزراعية في البلاد. ولا تُوزَّع هذه البذور للزراعة إلا بعد اجتيازها اختبارات الفحص، لتُزرَع ثم تُسوّق نواتجها كحبوب إلى سايلوات وزارة التجارة. وهكذا، تستمر دورة إنتاج البذور بالتوازي مع الاستنباط المستمر لأصناف جديدة، وفق برامج مدروسة.
لقد قطع العراق شوطًا كبيرًا في هذا المجال، حيث بدأ مشروع إنتاج وتصديق البذور منذ عام 1968، وضمّ المشروع حقولًا زراعية، ومعامل تنقية، ومختبرات فحص بذور متطورة، إلى جانب كوادر متخصصة في العمل البحثي والإنتاجي، جميعها خاضعة لرقابة جهاز السيطرة النوعية.
وفي هذا السياق، أرى من المناسب أن أُشير إلى بعض أسماء الأصناف المستنبطة والمُعتمدة من الحنطة الناعمة، التي كانت ولا تزال تُزرع محليًا، ومنها:
صنف الحنطة المكسيباك
صنف حنطة أبو غريب
صنف حنطة إباء 99
صنف حنطة بحوث 22
صنف حنطة بحوث 10
صنف حنطة عراق
صنف حنطة بسملة
لم تُسجَّل خلال عقود من نشاط البحث والإنتاج المحلي أيّ شكاوى تتعلّق بنوعية طحين الأصناف العراقية المحسنة، والتي تخضع لفحوصات مشتركة بين دوائر الأبحاث الزراعية وشركة تجارة الحبوب، قبل اعتمادها وتداولها.
ومن هنا، لا أرى من العدل الانتقاص من جهود الباحثين والمزارعين الوطنيين، كما حدث في أحد اللقاءات التلفزيونية حين صرّح ممثل عن تجارة الحبوب بأن: "الدولة تستورد كميات من الحنطة تعادل ما يُنتج محليًا، حتى وإن كان هناك اكتفاء ذاتي، لغرض تحسين ومعالجة نوعية الطحين المحلي!"
وبالاستناد إلى ما تقدّم من معطيات وتجارب وخبرات، أقدّم المقترحات التالية:
أولًا: التخطيط الجاد والمبكر لإنتاج وتصديق بذور الأصناف المحلية المحسّنة.
وينبغي أن يكون هذا التخطيط مشتركًا بين الجهات التالية: الأبحاث الزراعية وشركات إنتاج البذور وجهاز السيطرة النوعية للبذور والإرشاد الزراعي والكفاءات المتخصصة
ثانيًا: على ضوء هذا البرنامج، يجب التوقف عن استيراد الحبوب الأجنبية، ووضع ضوابط صارمة لاستيرادها، بما يقتصر على الحاجة الفعلية (في حالات الطوارئ فقط).
وتنظيم عملية استيراد بذور الحنطة الأجنبية من خلال عدم السماح بإدخال الأصناف التجارية المجهولة التي تُسوّق على أساس إنتاجها العالي فقط، وإيقاف استيرادها بالكامل، إذ إن هذه الأصناف غالبًا ما تتدهور عند إعادة زراعة بذورها.
هذه البذور غزت الأسواق الزراعية وأحدثت خلطًا ميكانيكيًا مع البذور المحلية، مما أفقد الأخيرة خصائصها النوعية والفيزيائية.
وتبيّن أن السبب الرئيسي في تردّي نوعية طحين الحنطة في الأسواق يعود إلى انتشار هذه الأصناف التجارية المستوردة، والتي أصبحت المصدر الأساسي للزراعة والحصاد والنقل والتسويق، مما أثّر سلبًا على سلسلة الإنتاج الغذائي.
ثالثا: تعزيز دور وزارة الزراعة في دعم الجهات البحثية والإنتاجية الوطنية، وتفعيل الدور الرقابي والمسؤول لجهاز السيطرة النوعية للبذور، باعتباره الجهة المخوّلة والموثوقة في الحفاظ على صفات البذور الفيزيائية والنوعية، وذلك من أجل الحفاظ على أحد أهمّ مستلزمات الزراعة الأساسية، وهو البذور الجيدة ذات الصفات الوراثية المستقرة، وتأمين كميات كافية من هذه البذور لتغطية الخطة الزراعية السنوية.
اعتبار هذا العمل واجبًا وطنيًا يصبّ في خدمة الأمن الغذائي، وتطوير الاقتصاد الوطني، من خلال دعم الفلاحين والمزارعين والكادر الزراعي الوطني المخلص.
ــــــــــــــــــ
كادر زراعي مختص
*******************************************
بسبب وفرة الإنتاج المحلي وزارة الزراعة تمنع استيراد خمسة محاصيل زراعية
بغداد – طريق الشعب
أكد وكيل وزارة الزراعة، مهدي سهر الجبوري، أن الوزارة قررت تقديم مقترح إلى المجلس الوزاري الاقتصادي يقضي بمنع استيراد عدد من المحاصيل الزراعية الأساسية، وذلك استنادًا إلى وفرة الإنتاج المحلي وحرصًا على حماية المنتج الوطني من المنافسة الخارجية غير المتكافئة.
وقال الجبوري، إن "صلاحية منع أو فتح الاستيراد تعود إلى المجلس الوزاري الاقتصادي، فيما تقتصر مهمة الوزارة على تقديم المقترحات الفنية بهذا الشأن"، مشيرًا إلى أن "الفترة الأخيرة شهدت وفرة في إنتاج عدد من المحاصيل الزراعية، ما دفع الوزارة إلى طلب منع استيرادها". وأوضح أن المحاصيل المشمولة بالمنع هي الطماطم، الشجر، الباذنجان، الرقي، والبطيخ، مؤكدًا أن هذا القرار سيسهم في دعم الفلاح العراقي، وتحقيق الاستقرار في الأسواق من خلال تعزيز تسويق المنتج المحلي.
المنع يشمل المستورد فقط
وأكد وكيل الوزارة أن القرار لا يشمل منع تنقل المحاصيل الزراعية بين المحافظات، سواء من الإقليم أو من مناطق الوسط والجنوب، موضحًا: "لا يوجد أي منع على نقل المنتجات الزراعية داخل العراق، فقط المنع يخص المنتجات المستوردة من خارج البلاد، ومنها الرقي الذي سيُمنع استيراده عبر المنافذ الحدودية".
وعزا الجبوري أسباب التكدس الحاصل في بعض الأسواق، ومنها منطقة العظيم، إلى وفرة المنتج المحلي، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى إلى تنظيم السوق عبر قرارات منع الاستيراد لتفادي انهيار الأسعار، ودعم المزارع في مواصلة الإنتاج.
وأضاف: "الموسم الشتوي الماضي شهد وفرة كبيرة في المحاصيل الخضراء، مع استقرار ملحوظ في الأسعار، ونسعى إلى الحفاظ على هذا الاستقرار بما يضمن مصلحة المستهلك والمزارع في آن واحد".
تصدير المحاصيل الفائضة
وبيّن الجبوري أن الوزارة لم تكتفِ بمنع الاستيراد فقط، بل عملت على فتح باب تصدير المنتجات الزراعية الفائضة إلى الخارج، مبينًا أن "هناك حالياً تصديراً لمحاصيل البطاطا والطماطم والباذنجان والفلفل إلى خارج العراق، مما يشكل دعماً كبيراً للمزارع المحلي ويوفر موارد مالية من العملة الصعبة للبلاد".
تأخير في تطبيق قرار المنع يضر بالسوق
من جانبه، أكد رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية، وليد الكريطي، أن قرار منع الاستيراد لم يُفعّل بعد على المنافذ الحدودية، رغم صدور الكتاب الرسمي بهذا الخصوص، مرجعًا التأخير إلى الإجراءات البيروقراطية التي تمر بها القرارات قبل دخولها حيز التنفيذ.
وقال الكريطي: "الإجراءات تتطلب مرور الكتاب عبر وزارة الاقتصاد ثم المجلس الوزاري الاقتصادي، وهذه العملية قد تستغرق بين 15 إلى 20 يومًا، وهو ما يسبب إرباكًا في السوق"، مضيفًا: "المنتج المستورد ما زال يدخل البلاد من دول الجوار، مما يؤثر سلبًا على أسعار الرقي ويضر بالمنتج المحلي".
ودعا الكريطي الجهات المعنية إلى الإسراع في تنفيذ قرارات المنع على المنافذ الحدودية، وتفعيل أدوات الحماية للمنتج العراقي، مؤكداً أن "التأخير في تطبيق القرارات يعمّق معاناة الفلاحين ويُضعف قدرتهم على الاستمرار في العملية الزراعية".
****************************************
تاريخ زراعة العنبر في العراق
كاظم عبد حسين*
يُزرع الرز في العراق بشكل عام في مناطق الجنوب، وخاصة في محافظات النجف، والديوانية، وبابل، والناصرية، والسماوة. أما صنف العنبر، فيُزرع بشكل رئيسي في هذه المناطق ذات التربة الطينية، ويُسقى بمياه نهر الفرات.
متى يُزرع رز العنبر؟
يبدأ موسم زراعة رز العنبر في العراق عادةً في شهري أيار وحزيران، ويستمر نمو المحصول لمدة تقارب الستة أشهر، ليكون موسم الحصاد في منتصف شهر تشرين الأول.
تجدر الإشارة إلى أن العراق اتخذ في بعض المواسم (مثل عامي 2022 و2023) قرارات بمنع زراعة الرز بسبب أزمة المياه والجفاف، إلا أنه عاد لاستئناف الزراعة، ويعمل حاليًا على تطوير سلالات أقل استهلاكًا للمياه، بما في ذلك صنف العنبر، وذلك باستخدام أنظمة ري حديثة مثل منظومات التنقيط، والمرشّات الثابتة والمحورية، والتي لا تزال قيد التجارب الحقلية في الوقت الراهن.
أصول رز العنبر
يُعد رز العنبر من أفضل أنواع الرز في العراق، ويتميّز بشدة بياضه، ورائحته الزكية، وحجم بذرته الكبير، ونسبة البروتين العالية فيه. ويُعتبر "تمن العنبر" جزءًا أصيلًا من التراث الزراعي العراقي، حيث أن كلمة "عنبر" في اللهجة العراقية تُطلق على أي رائحة عطرة ومحببة.
وعلى الرغم من شهرة العراق بزراعة هذا الصنف، تشير الأبحاث الجينية إلى أن معظم أنواع الرز الآسيوية، بما في ذلك صنفا إنديكا (Indica) وجابونيكا (Japonica)، تعود إلى حدث تدجين واحد وقع في حوض نهر اليانغتسي في الصين قبل حوالي 9000 عام. ومن هناك، انتقلت زراعة الرز تدريجيًا نحو الغرب عبر الهضبة الإيرانية إلى بلاد الرافدين.
وفيما يخص أصل رز العنبر تحديدًا، تشير بعض الآراء إلى أنه صنف محلي متكيّف مع البيئة العراقية، بينما يرى آخرون أن أصل "تمن العنبر" قد يكون مرتبطًا بأصناف الرز العطري طويل الحبة من الهند، مثل البسمتي، وربما يكون الاسم "عنبر" مشتقًا من الكلمة الهندية "أمبيرموهار" (Ambemohar).
ويُعد رز العنبر الأصيل نادرًا نسبيًا، وقد يصعب العثور عليه خارج العراق، بل حتى داخل مناطق زراعته، يعاني بعض المزارعين من صعوبة في توفيره بكميات تجارية كبيرة.
تاريخ وصول صنف رز العنبر إلى العراق
لا يوجد تاريخ دقيق أو موثق يشير إلى موعد وصول صنف رز العنبر إلى العراق بشكل رسمي. ومع ذلك، يمكن استخلاص بعض المؤشرات من السياق التاريخي والمعرفي:
جزء من التراث الزراعي العراقي: يُعتبر رز العنبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الزراعي والثقافي للعراق، مما يوحي بوجوده منذ عقود طويلة، وربما قرون. ويؤكد المزارعون في المناطق الجنوبية أنهم ورثوا زراعته أبًا عن جد، ما يدل على قدم هذا الصنف في البيئة العراقية.
ارتباطه بالبيئة المحلية: يتكيّف رز العنبر مع التربة الطينية ومياه الفرات، مما يعزز من فرضية كونه صنفًا نشأ أو تطوّر ليتلاءم مع الظروف المناخية والزراعية في جنوب العراق.
رز العنبر هو صنف متأصّل في الزراعة العراقية، يتمتّع بتاريخ طويل غير مدوّن بدقة، ويُرجح أنه موجود في العراق منذ أمد بعيد، كنتاج طبيعي لتفاعل الزراعة المحلية مع المتغيرات البيئية والثقافية عبر العصور.
ــــــــــــــــــــ
* مهندس استشاري زراعي
********************************************
الصفحة الثامنة
حين يأكل التاريخ نفسه: كيف غيّر الطعام مسار البشرية؟ قراءة في كتاب {تاريخ للإنسانية قابل للأكل} لتوم ستاندج
حسين علي الوائلي
في العادة، حين نقرأ التاريخ، نلاحق أثر الملوك والفلاسفة والثورات، نتابع صعود الإمبراطوريات وانهيارها، ونفتّش عن الأفكار الكبرى التي غيّرت العالم. لكن نادرًا ما نسأل: ماذا كان الناس يأكلون؟ ومن زرع وأطعم واحتكر؟
يأتي الصحفي والمؤرخ البريطاني توم ستاندج ليقلب هذه المعادلة، ويقترح زاوية نظر غير مألوفة: أن الطعام، وليس فقط الفكر أو العنف، هو الذي حرّك عجلة الحضارة. في كتابه “An Edible History of Humanity”، نكتشف أن التاريخ البشري ليس فقط سلسلة من المعارك والأفكار، بل أيضًا تاريخ جائع، يُروى من خلال الحقول والمطابخ والأسواق.
الطعام كأداة لبناء السلطة
يبدأ ستاندج من لحظة التحول الحاسمة في حياة الإنسان: الانتقال من الصيد والجمع إلى الزراعة. هذا التحول، بحسب المؤلف، لم يكن مجرد نقلة طبيعية نحو الاستقرار، بل ثورة غذائية مهّدت لظهور السلطة السياسية. فقد مكّن فائض الطعام من قيام المدن، وتقسيم العمل، وظهور النخب. يقول ستاندج:
“من يزرع، يتحكم؛ ومن يخزّن يحكم.”
في مصر القديمة، كانت الدولة تتحكم بصوامع القمح وتوزيعه، مما رسّخ مركزية السلطة. في الصين، كان إنتاج الأرز أساسًا لبنية المجتمع، بينما اعتمدت الإمبراطورية الرومانية على سياسة “الخبز والسيرك” لضمان ولاء الجماهير. هنا، يصبح الطعام وسيلة حكم قبل أن يكون سلعة.
الاستكشاف والاستعمار: حين تغيّر الطعام ملامح الجغرافيا
مع بروز أوروبا كمركز استكشافي في القرن الخامس عشر، لم يكن الذهب وحده هدف الرحلات البحرية، بل التوابل والسكر والذرة والبطاطا. يوضح ستاندج كيف أن الطعام كان من المحركات الخفية للاستعمار. على سبيل المثال، كانت زراعة قصب السكر في الكاريبي تتطلب أعدادًا ضخمة من العمال، مما ساهم في تغذية تجارة العبيد عبر الأطلسي.
كذلك، غيّرت البطاطا وجه أوروبا الزراعي؛ إذ قدمت محصولًا عالي السعرات وسهل الزراعة، وأسهمت في نمو سكاني واسع في القرن الثامن عشر، لكنها في ذات الوقت كانت وراء مجاعة إيرلندا الكبرى (1845–1852)، حين أدى الاعتماد الكامل على هذا المحصول إلى كارثة إنسانية.
الثورات تبدأ حين ينضب الخبز
لم تكن الأفكار وحدها وراء الثورات. كثيرًا ما كان الجوع هو المحرّك الأول. في الثورة الفرنسية، سبق سقوط الباستيل ارتفاع أسعار القمح. وفي روسيا القيصرية، ساهمت أزمة الغذاء في إشعال الثورة البلشفية. يكتب ستاندج:
“حين يعجز الناس عن إطعام أطفالهم، لا يحتاجون إلى نظريات ليسيروا إلى الشوارع.
الطعام في العصر الحديث: من الزراعة إلى الجيوسياسة
مع الثورة الصناعية، دخلنا عصر الإنتاج المكثف للغذاء. ظهرت الأسمدة الكيميائية، وانتشرت المحاصيل المعدلة وراثيًا، وتحول الغذاء إلى سلعة عالمية مرتبطة بالأسواق والبورصات. لكن هذه الوفرة الظاهرية جاءت على حساب العدالة الغذائية، حيث باتت بعض الدول تعتمد كليًا على استيراد الطعام، مما يجعلها رهينة للتقلبات العالمية.
اليوم، كما يشير ستاندج، تتحكم حفنة من الشركات متعددة الجنسيات في سلاسل الإمداد الغذائي، وتُستعمل الحبوب والنفط كأدوات ضغط اقتصادي.
يكشف “تاريخ للإنسانية قابل للأكل” أن الطعام ليس مجرد حاجة بيولوجية، بل قوة محركة للتاريخ. في كل لقمة نأكلها قصة عن الأرض والسياسة والسلطة، وعن الإنسان الذي لطالما ظن أنه يأكل الطعام، بينما الحقيقة أن التاريخ يأكله في المقابل.
***************************************************
كتاب متميّز جدير بالقراءة {ديون العراق البغيضة}
بغداد- طريق الشعب
سيصدر هذا الكتاب قريبا عن دار الرواد المزدهرة وهو من تأليف الدكتور شاكر موسى عيسى رئيس الجمعية العراقية – الكندية في كندا. ويتناول قضية الديون البغيضة – القبيحة لصدام وكيفية معالجتها ودور العراقيين الشرفاء بالمطالبة بإلغائها كاملة مقابل المواقف السلبية للسلطة وحكامها المعينين من قبل سلطة الاحتلال الامريكي بعد 2003. لقد كان هناك تغييب لجهود شلة من أبناء الشعب العراقي ومنظماتهم المدنية، ودورهم البارز في العمل المتواصل والدؤوب لمطلب الإلغاء الكامل للديون الخارجية، ورفض تحميلها على كاهل الشعب العراقي.
لقد كان التركيز على الدور الأمريكي وبعض أعوانه الحكام، وإبرازهم وكأنهم الوحيدون المطالبون بإلغاء الديون.. وبنفس الوقت، فلابد لنا من أن نؤكد ونسجل للتاريخ من أننا لم نجد في حقيقة الأمر أيا من كبار المسؤولين الرسميين العراقيين من وقف بصدق وإخلاص معنا في جهودنا وإصرارنا على مطلب الإلغاء الكامل لديون صدام حسين عن كاهل الشعب العراقي. لأنهم كانوا يحافظون على مناصبهم في الإدارة والسلطة خوفا من غضب الإدارة الأمريكية آنذاك. وبالطبع كان هناك العديد من العراقيين – الاشخاص والاحزاب والجمعيات المهنية والمراجع الدينية العليا، ممن أيد مواقفنا وشد من أزرنا بل وعرض علينا المساعدة فيما نسعى إليه.
هل أن إلغاء 80 بالمائة من الديون التي أقرها ما يسمى بنادي باريس قد لاقت منا القبول والرضا؟ كلا وألف كلا. هذا النادي ممثلا للدائنين هو الحاكم أو القاضي، وهيئة المحلفين، وهم الجلادون. وليس للعراق مدع فيه، لقد كان ذلك مرفوضا منا. اذ كنا هناك ذلك اليوم الذي اتخذ فيه القرار وأمام وزارة المالية الفرنسية مكان اجتماعهم في تظاهرة شعبية حاشدة – شارك فيها مع العراقيين العديد من الشخصيات والشباب الأجانب – مؤكدين على مطلبنا في الإلغاء الكامل للديون ومن أننا نرفض عرض قضيتنا أمام محاكمهم، لأننا كنا نطالب بهيئة تحكيمية عراقية - دولية ينشئها العراق بمجموعة مستقلة من القضاة بالتعاون مع الأمم المتحدة ويعرض عليها الدائنون كل على حده مطالبه موثقة، للنظر في مدى شرعيتها وإصدار الحكم العادل إزاءها.
لقد كان أحد الحوافز لإنجاز هذا الكتاب أيضا، هو ما حصلنا عليه ولو متأخرا ما نشرته مجلة الوطن الأمريكية عن الصفقات المشبوهة التي عقدها جيمس بيكر وزير الخارجية الأسبق – والمبعوث الشخصي للرئيس بوش في مسألة الديون العراقية – مع دولة الكويت. لقد كان أمرا يثير الاشمئزاز والسخط، كان يخطط من وراء الكواليس عقد الصفقات هو ومادلين أولبرايت – وزيرة الخارجية السابقة- ومن خلال شركاتهم لضمان حصول الكويت على ما قدمته من أموال لصدام -غير موثقة شرعيا وقانونيا – مقابل حصولهم على عوائد وإيداعات مالية ضخمة.
إن هذا العمل يوثق مسيرة الجهود المبذولة من العام 1999 وحتى العام 2023 سواء من خلال الحقائق والوثائق والبحوث وأنشطة الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والجهود الفردية التي بذلت في داخل العراق وخارجه مع قوى التقدم والحرية من أحزاب ومنظمات في العالم، من أجل شطب ديون صدام القبيحة كاملة. في (الفصل الأول) العام 1999 إعداد دراسة المديونية الخارجية العراقية: الحقائق والمستقبل، تم تقديمها في لندن بندوة " المستقبل المتوقع للعراق عام 2000” والتي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية العراقية.
ورافق قيام المنتدى الاقتصادي العراقي في لندن، عقد ندوة " أزمة الدين العراقي الخارجي" وكان لنا رأي متواضع مغاير لعنوان الندوة ألا وهو أن الأزمة "أزمة وطن وليست أزمة دين في (الفصل الثاني). وقد وجدنا استخدام تقديرات خيالية لحجم الديون أدخلت بمعادلات رياضية نجم عنها عدم إمكانية العراق من تحقيق أي نمو اقتصادي في المستقبل. كذلك كان هناك من قال بأن " لنفط العراق تاريخ محزن ومستقبل مظلم " وتبين من أنه يمهد للقبول ب " خصخصة النفط العراقي " لكل من هب ودب من العراقيين والشركات الاجنبية والأمريكية خاصة، ولكننا قلنا إن نفط العراق ورغم كل ما يطرح سيبقى ملكية عامة للشعب المظلوم.
"مفهوم الديون القبيحة في القانون الدولي والتجارب العالمية"، عنوان (الفصل الثالث) باعتبارها ديونا عقدت بدون الموافقة الشعبية، وأنفقت في غير مصالح الشعب، وأن المقرضين على علم بذلك. وكان هذا المفهوم قد احتل أهمية قانونية وسياسية متنامية في أوائل القرن الحادي والعشرين مع الثورات والتغيرات السياسية والعسكرية وحتى باعتراف محدود من الأمم المتحدة. ويعود ذلك لصاحب النظرية البروفيسور الروسي ألكسندر ساك، والتجارب التاريخية التي نستعرضها (في كوبا وأمريكا وجنوب أفريقيا وكوستاريكا وغيرها الكثير) في تطبيق النظرية تؤكد على صحة الموقف الوطني العراقي الداعي لشطب ديون صدام لعدم شرعيتها.
وبعد سقوط النظام أعددنا رسالة تفصيلية لقادة دول الخليج العربي ورؤساء الدول الدائنة الكبرى مطالبين دعمهم لشطب الديون وإعمار العراق. وفي هذا (الفصل الرابع) عن الجمعية العراقية – الكندية وجهودها وفعالياتها والسفرة إلى لندن والعراق، حيث عقدت الاجتماعات مع معظم المنظمات قيادات الأحزاب والنقابات، وتمخضت الاجتماعات مع المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق على ترتيب لقاءات عقدت مع المراجع الكبار في النجف الاشرف وبالأخص مع سماحة المراجع الثلاثة الكبار سماحة السيد السيستاني والسيد محمد الحكيم والشيخ علي النجفي.
وعن اليوبيل العراقي الذي تشكل في آذار 2003 في لندن، فقد باشر أعماله بالتنسيق مع معظم منظمات المجتمع المدني في اوربا وأمريكا لدعم قضية شطب ديون العراق، يقدم (الفصل الخامس) تفاصيل لأعمال اليوبيل مع أوكسفام العالمية واليوبيل الأمريكي ومنظمة إلغاء ديون العالم الثالث الفرنسية. كذلك سفر المنسق العام لليوبيل إلى العراق ولقاءاته مع العديد من العراقيين وتوثيق آرائهم. ثم ننشر تفاصيل لخلاصة أعماله من نيسان 2003 حتى أيلول 2005.
و (الفصل السادس) يتناول دور المنظمات والشخصيات العالمية، سواء في نداءاتها، نشراتها، اجتماعاتها وحتى في صيام بعضهم لمرات، من أجل الشعب العراقي. يركز الكتاب على ثلاث منظمات عالمية فقط، لإبراز دورها الداعم لقضية العراق والدعوة لشطب ديونه: اللجنة الدولية لإلغاء الديون غير الشرعية والتي قدمت عريضة وقعها المئات من أدباء وفنانون وبعض الشخصيات العلمية من 13 دولة وحتى طالبت بمحاكمة بوش وتوني بلير. ثم منظمة أوكسفام العالمية والمعهد الالماني فريدريك إبرت ستيفونج في برلين.
(الفصل السابع) يتناول الدعوة "لهيئة تحكيمية لحل مشكلة الديون القبيحة. ..."على العراق ان يحل ازمة الديون، ليس بطلب الرأفة بل من خلال الاحتكام بقواعد القانون". ونقلنا ورقة جامعة نيويورك والمعنونة " حل الالتزامات العامة والخاصة الناتجة عن نظام حكم حسين الدامي في إطار التحكيم الدولي " لتستشهد بتجربة الهيئة التحكيمية بين إيران وأمريكا سنة 1981، كذلك موقف منظمة أوكسفام الدولية والمعهد الألماني الداعين والمؤيدين لهيئة تحكيمية عراقية. كذلك كان موقف اليوبيل الألماني ببيانه " من أجل عملية تحكيم شفافة وعادلة لدول الجنوب المدينة".
نادي باريس سيء الذكر (في الفصل الثامن) والذي " يتستر على قروض دول الغرب القبيحة لصدام " ودوره كممثل للدائنين من دول أعضائه، والقاضي باسمهم، برعاية وزارة المالية الفرنسية، من بحث السكرتيرة العامة للنادي: تناولت فيه تقديرات النادي للديون العراقية – مع الفوائد - والتعويضات. وأكدت أن " الدائنين من الأعضاء لا يعترفون بمفهوم الديون القبيحة لخطورته على العلاقات المالية الدولية وغيرها من الأسباب”. وعن امكانية مساعدة العراق فتتم وفق الصيغ المعمول بها في النادي مثل صيغة إيفيان، والتي تربط موقفهم بتقييم قدرة العراق على الدفع إلى جانب برامج وشروط صندوق النقد الدولي.
كان إبراز حقيقة الموقف الأمريكي المتذبذب قبل إسقاط النظام وخلاله وما بعده في (الفصل التاسع)، ففي 2 نيسان 2003 رفضوا القبول بمبدأ إعفاء ديون العراق. ثم في 6 نيسان قالو إن " ديون صدام بغيضة ويجب إلغاؤها” و " بما أن الديون تمت من قبل ديكتاتور غير منتخب لبناء ترسانة من الأسلحة .... والآن تم التخلص من الدكتاتور الذي أبرم هذه الديون، فيجب الغاؤها "، بعدها توجه مساعد وزير الدفاع بالطلب من ألمانيا وفرنسا وروسيا لشطب ديون العراق لتسهيل عملية إنعاش العراق. بعدها انتقل الموقف إلى مناقشة الموضوع في اجتماعات القمة ومجموعة السبع أو الثمان ولاتخاذ موقف متفق عليه بالرجوع إلى نادي باريس.
أما (الفصل العاشر) فكانت الخاتمة للدور الأمريكي البغيض حيث نشرت مجلة الوطن الامريكية في 12 تشرين الثاني 2004 بحثا فيه جوانب سرية بعنوان " الحياة المزدوجة لجيمس بيكر"، وخلاصته تضارب بين مهمته لمطالبة الدول لإعفاء ديون العراق، والعمل مع دولة الكويت وبالتنسيق مع البنوك التجارية ومقاولي وزارة الدفاع وغيرها. ولخطورة هذه الفضيحة تمت مقابلة السفير العراقي في أوتاوا وتسليمه مذكرة تفصيلية مع النص الكامل للبحث موجهة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي آنذاك، لعل هناك في بغداد من يسمع وربما تأخذه الحمية، ولا يهاب دفاعا عن مصالح وحقوق الشعب العراقي.
*********************************************
الصفحة التاسعة
ليفاندوفسكي يحطم رقمي ميسي ونيمار
برشلونة ـ وكالات
سجل روبرت ليفاندوفسكي هدفين وقاد برشلونة للفوز بنتيجة 3-0 على أتلتيك بيلباو، في الجولة الختامية من موسم الدوري الإسباني 2024-2025، ليجتاز رقماً لأسطورة النادي الكتالوني ليونيل ميسي. أمام 51 ألف مشجع في ملعب "سان ماميس" عقر دار أتلتيك بيلباو في إقليم الباسك شمالي إسبانيا، سجل ثلاثية البارسا كل من ليفا بالدقيقتين (14 و17)، وداني أولمو من ركلة جزاء في الأنفاس الأخيرة. بهدفيه أمام أتلتيك بيلباو، بلغ ليفاندوفسكي 101 هدف مع برشلونة في كل المسابقات، ليصبح اللاعب رقم 22 عبر كل العصور الذي يجتاز حاجز 100 هدف بقميص البلوغرانا، وينضم رسمياً إلى نادي المئة. وسبق روبرت إلى هذا الإنجاز 21 لاعباً فقط عبر تاريخ النادي، أبرزهم الهداف التاريخي لبرشلونة ميسي (672 هدفاً) والنجم الأوروغواياني لويس سواريز (195 هدفاً) والبرازيلي نيمار (105 أهداف). المثير أن روبرت بلغ حاجز 100 هدف مع برشلونة من 147 مباراة فقط، وهو معدل أسرع من ميسي الذي استلزم 188 مباراة، ومن نيمار الذي استغرق 177 مباراة قبل أن يصل إلى هدفه المئة.
********************************************
تصفيات المونديال العراق يُكثّف تدريباته في البصرة دون مباريات تجريبية
متابعة ـ طريق الشعب
أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الاثنين، انطلاق المعسكر التدريبي الرسمي للمنتخب الوطني في محافظة البصرة، بقيادة المدرب الأسترالي غراهام أرنولد، استعدادًا لمواجهتي كوريا الجنوبية والأردن ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وقال عضو المكتب الإعلامي في الاتحاد، رياض هادي، إن "المعسكر سيكون مغلقًا أمام وسائل الإعلام والجمهور، مع السماح بتغطية إعلامية محدودة في أوقات معينة لأغراض التصوير وإجراء اللقاءات"، في خطوة تهدف إلى توفير أجواء تركيز كاملة للجهاز الفني واللاعبين.
وأضاف هادي أن "المدرب أرنولد قرر تكثيف الجرعات التدريبية خلال فترة المعسكر، معتمداً فقط على التدريبات دون خوض مباريات تجريبية، نظراً لضيق الوقت وحرصه على تنفيذ خططه الفنية بأعلى كفاءة ممكنة".
وأوضح أن "القائمة الأولية التي أعلن عنها أرنولد تضم 30 لاعبًا، وسيتم تقليصها قبل مواجهة كوريا الجنوبية المقررة في 5 حزيران، حيث يُتوقع استبعاد خمسة لاعبين للوصول إلى القائمة النهائية التي ستخوض المباراتين الحاسمتين".
وبيّن هادي أن "أرنولد يسعى من خلال المعسكر الحالي إلى تكوين رؤية فنية واضحة حول إمكانيات اللاعبين، بما يضمن اختيار التشكيلة المثلى للمباراتين، خاصة وأنهما تشكلان محطة مفصلية في مشوار التصفيات".
وكان وفد المنتخب العراقي قد وصل إلى محافظة البصرة مساء الأحد، بمشاركة اللاعبين المحليين، على أن يلتحق المحترفون في الأندية الخارجية تباعًا خلال الأيام القليلة المقبلة.
*********************************************
الاتحاد الآسيوي يمنح زيدون جواد {دبوس القيادة}
بغداد – طريق الشعب
منح الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى، المدير التنفيذي للاتحاد العراقي لألعاب القوى زيدون جواد محمد، جائزة دبوس القيادة الرياضية الآسيوية لعام 2025، تقديرًا لجهوده المتميزة في تطوير اللعبة على مستوى القارة.
وذكر الاتحاد العراقي لألعاب القوى في بيان أن "الاتحاد الآسيوي كرّم جواد خلال اجتماع الجمعية العمومية (الكونغرس) المنعقد على هامش بطولة آسيا لألعاب القوى بنسختها الـ 26، المقامة حاليًا في مدينة جومي الكورية الجنوبية".
وأضاف البيان أن "هذا التكريم يمثل إنجازًا إداريًا جديدًا يُضاف إلى سجل الاتحاد العراقي لألعاب القوى، ويأتي بعد 12 عامًا من العطاء المتواصل والمشاركة الفاعلة لزيدون جواد في وضع الاستراتيجيات الفنية وتنظيم البطولات الآسيوية، بالإضافة إلى دعمه المستمر للرياضيين والكوادر الإدارية والتحكيمية في العراق وآسيا".
وأشاد الاتحاد الآسيوي، وفق البيان، بـ "الدور الريادي الذي لعبه جواد في الارتقاء بمستوى ألعاب القوى القارية"، مؤكداً أن "الجائزة تعكس التقدير العالي لجهوده داخل المنظومة الرياضية الآسيوية".
من جانبه، أعرب زيدون جواد عن فخره واعتزازه بهذا التقدير، مؤكداً أن "الجائزة تُكرّم عمل فريق كامل، عراقي وآسيوي، يعمل من أجل رفع اسم اللعبة والنهوض بها". وأوضح أنه "سيواصل جهوده لرفع راية العراق رياضيًا في المحافل الدولية".
وأشار البيان إلى أن هذا هو ثاني تكريم رفيع من الاتحاد الآسيوي يُمنح للعراق، بعد أن نال رئيس الاتحاد العراقي طالب فيصل جائزة دبوس الإبداع عام 2023، في إنجاز يُعزز من مكانة العراق القارية في ألعاب القوى.
واختتم البيان بالإشارة إلى أن بطولة آسيا الجارية حاليًا تشهد مشاركة واسعة من نخبة اللاعبين العراقيين، وسط آمال بتحقيق نتائج إيجابية تليق بمكانة العراق وتاريخه في اللعبة.
*******************************************
الأسدي: كرة القدم العراقية تعيش أزمة حقيقية والخاسر الأكبر هو المنتخب الوطني
بغداد – طريق الشعب
أكد عضو الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، علي الأسدي، أن كرة القدم العراقية تمر بأزمة حقيقية تهدد مستقبلها، مشيرًا إلى أن الخاسر الأكبر في هذه الأزمة هو المنتخب الوطني.
وقال الأسدي في بيان ألقاه خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد على هامش اجتماع الهيئة العامة لاتحاد الكرة، إن "الاتحاد لا يمكن أن يستمر في هذا الوضع، فقد فشل في إقامة مؤتمره، ولم يكتمل النصاب القانوني، وهي سابقة خطيرة في تاريخ كرة القدم العراقية".
وأضاف أن "غياب المرجعية الرياضية أسهم بشكل كبير في تعميق الأزمة"، مشيرًا إلى أن "معظم الدول تمتلك شخصيات مرجعية تقود وتوجه الرياضة، كما هو الحال في قطر والأردن".
وطالب الأسدي بـ "تدخل عاجل من وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، لحلحلة الأزمة"، مؤكدًا على "ضرورة تكاتف جميع الأطراف لحماية مستقبل الكرة العراقية من الانهيار".
وفي ما يخص الشكاوى المتبادلة بين الأطراف الرياضية، أبدى الأسدي رفضه لهذا الأسلوب، قائلاً: "نحن ضد اللجوء إلى الشكاوى لحل الخلافات، ويجب أن نحل مشاكلنا داخليًا وبروح رياضية"، مشيرًا إلى أن "التركيز بات منصبًا على القصص الجانبية، بدلاً من معالجة القضايا الجوهرية التي تمس مستقبل اللعبة".
واختتم الأسدي تصريحه قائلاً: "لا يمكن أن نبقى ندور في دوامة الأزمات دون حلول، وعلى القيادات الرياضية أن تتحرك بشكل فعّال، وإلا ستبقى كرة القدم العراقية تدفع الثمن".
***********************************************
مونديال الأندية 2025 اختبار حاسم للاعبي ريال مدريد في عهد تشابي ألونسو
مدريد – وكالات
مع انطلاق عهد المدرب الجديد تشابي ألونسو، سيخوض عدد من نجوم ريال مدريد اختبارًا مصيريًا خلال بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي قد تحدد مستقبلهم في النادي، بعد موسم شهد التتويج بلقبين فقط، رغم المنافسة على أربع جبهات.
وذكرت صحيفة ماركا الإسبانية، أن إدارة النادي في فالديبيباس عقدت سلسلة اجتماعات تقييمية بعد إعلان رحيل المدرب كارلو أنشيلوتي، للوقوف على أداء اللاعبين، وخرجت بنتائج أظهرت أن قلة قليلة فقط من اللاعبين اجتازت هذا التقييم، فيما سيكون مونديال الأندية فرصة أخيرة للبعض لإثبات جدارتهم بالاستمرار. رغم ثقة النادي في تيبو كورتوا، فإن الإصابات المتكررة أثّرت على جاهزيته، في حين لم يظهر أندريه لونين بالمستوى المأمول، خاصة بعد خسارة الكلاسيكو، ما دفع وكيله للنظر في عروض أبرزها من غالطة سراي.
وفي خط الدفاع، لا تزال اللياقة البدنية لكل من ميليتاو، وألابا، وروديغر تمثل مصدر قلق، بينما يعول النادي على الشبان أمثال أسينيسو، هويسن، وخوان مارتينيز، الذي يتعافى من إصابة الرباط الصليبي.
سيعود داني كارفاخال بعد غياب طويل، بينما يخوض لوكاس فاسكيز المونديال الأخير قبل رحيله، ليحل مكانه المرتقب ترينت ألكسندر أرنولد. وعلى الجهة اليسرى، لم ينجح فيران غارسيا في إقناع الجهاز الفني، في حين لا يزال فرلان ميندي يعاني من الإصابات رغم تجديد عقده. يعد كل من فيديريكو فالفيردي وأوريلين تشواميني من الركائز الأساسية، بينما ينتظر من إدواردو كامافينغا وأردا غولر تقديم المزيد، خصوصًا بعد تألق الأخير في نهاية الموسم. أما سيبايوس وإبراهيم دياز، فرغم عدم مشاركتهما بشكل منتظم، إلا أن النادي يحترم التزامهما.
فيما جاء قرار رحيل لوكا مودريتش كجزء من خطة لتجديد الدماء، وليس نتيجة تراجع المستوى.
يشهد الخط الأمامي حالة من التذبذب، مع تراجع أداء فينيسيوس جونيور عقب جدل جائزة الكرة الذهبية، بينما يعيش رودريغو حالة من الغموض بشأن مستقبله، وسط اهتمام من مانشستر سيتي دون عروض رسمية حتى الآن.
في المقابل، أصبح من الواضح أن كيليان مبابي سيكون القائد الجديد للمشروع الرياضي، ويحظى بثقة الإدارة، التي أبدت استعدادها للتخلي عن أي لاعب لا يتقبل دوره تحت قيادته.
الوافد الجديد إندريك يمثل رهانًا مستقبليًا، لكن إصابته الأخيرة فتحت باب النقاش حول إمكانية إعارته، رغم تمسكه بالبقاء وثقة النادي في إمكاناته.
يشكل مونديال الأندية 2025 أول تحدٍ فعلي للمدرب ألونسو، وفرصة لعدد من اللاعبين لإثبات أنفسهم، في ظل توجه جديد نحو بناء فريق أكثر تماسكًا، واستعداد ريال مدريد لإجراء تغييرات حاسمة إذا لزم الأمر.
***************************************************
وقفة رياضية.ز الرياضة المدرسية الرافعة الحقيقية للرياضة
منعم جابر
تعلّمنا وعرفنا الرياضة ونشاطاتها وفعالياتها من المدرسة، وكان لمعلّمي ومدرّسي التربية الرياضية دورهم الأساسي في توجيهنا نحو الرياضة ومختلف الألعاب. وعلى هذا الأساس تأسس معظم أبطال ونجوم الرياضة العراقية وقادتها.
ولهذا نقول بثقة: إن الرياضة العراقية بدأت أولًا من المدرسة، وكان نجومها الأوائل أبطالًا في الرياضة المدرسية قبل أن ينتقلوا لقيادة الرياضة في صفوف القوات المسلحة (الجيش والشرطة)، ثم احتضنتهم الأندية الرياضية والمؤسسات، فاستمرّ عطاؤهم فيها.
لقد شهدنا هذا المسار منذ مطلع القرن العشرين وحتى اليوم. وعرفنا قادة الرياضة المدرسية، وهم أنفسهم من تولوا قيادة الرياضة الأولمبية التي تأسست منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بقيادة التربوي الكبير أكرم فهمي، الذي اكتسب علومه الرياضية من السويد، وظلّ وفيًا لقيمها ومبادئها الأولمبية السامية.
لقد قدّم الرعيل الأول من مدرّسي ومعلمي التربية الرياضية جهودًا مخلصة، نقلوا من خلالها لنا المعارف والقيم الأخلاقية النبيلة، وكان شعارنا ولا يزال:
"الرياضة حب، وطاعة، واحترام."
وبفضل أساتذتنا الأكفاء والتربويين الأوفياء، بقيت الرياضة المدرسية مصدرًا للقيم والقدوة والانضباط.
ولا أريد ذكر أسماء محددة من هؤلاء الرواد كي لا أغفل عن آخرين، لكنهم جميعًا كانوا نجومًا لامعة في ميادين التربية والرياضة، وشكرًا لهم على عطائهم الخالد.
أما اليوم، فأكتب عن أهمية ودور الرياضة المدرسية في ظلّ الإهمال الواضح لها، وغياب ساحاتها، واندثار نشاطاتها، وتراجع تأثيرها المجتمعي والحياتي. وهذا في وقتٍ بدأ فيه المجتمع يُولي الرياضة الشعبية اهتمامًا متزايدًا، كما بدأ النظام السياسي نفسه يُدرج الرياضة ضمن اهتماماته؛ فقد نصّ الدستور العراقي في المادة (36) على أن" ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها، ورعايتها، وتوفير مستلزماتها."
كما صدرت عدّة قرارات داعمة للرياضيين، من أبرزها القانون رقم (6) لسنة 2013، الذي منح الأبطال والروّاد امتيازات تشجيعية. وهكذا أصبحت للرياضة حقوق وقوانين تنظّمها، لكنها ـ وللأسف ـ غابت عن الرياضة المدرسية.
وانطلاقًا من ذلك، أُطالب بإعطاء الرياضة المدرسية حجمها الحقيقي والمناسب، ودورها المؤثّر الذي ينسجم مع تاريخها الكبير وعطائها الواسع، خصوصًا أن للرياضة أثرًا بالغًا بين فئات الشبيبة (بنين وبنات)، إلى جانب أهميتها في الصحة العامة والمجتمع ككل.
وعلينا كإعلاميين ومهتمين أن نُسهم في الدعوة لتفعيل الرياضة في المدارس من خلال:
- الاهتمام بالساحات المدرسية.
- تطوير أداء المعلّمين والمدرّسين في مجال التربية الرياضية.
- تهيئة أجواء المنافسة والتحفيز والرغبة في ممارسة الأنشطة والمسابقات.
فمثل هذه الأنشطة تُسهم في بناء علاقات إنسانية قائمة على المحبة والاحترام، وتُنمّي الشعور بالمسؤولية لدى الطلبة، الذين يُمثّلون جيل المستقبل.
ومن المناسب أيضًا أن تساهم اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية بدور فاعل في دعم الرياضة المدرسية، من خلال:
- تنظيم فعاليات رياضية أولمبية مدرسية.
- إطلاق بطولات منتظمة.
- تخصيص حوافز مالية للمدارس، خاصة مدارس البنات، لتكون دافعًا حقيقيًا لاستمرار النشاط طوال العام الدراسي.
كما ينبغي توجيه الاتحادات الرياضية لتفعيل مسابقاتها في المدارس، واكتشاف المواهب الرياضية فيها، لأن الرياضة المبكرة، وخاصة في الأعمار الصغيرة، هي المفتاح لاكتشاف القابليات والمواهب الرياضية الحقيقية.
وهنا نؤكد على أهمية التعاون والتنسيق بين قادة الرياضة المدرسية، والاتحادات الرياضية، واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، للبحث الجاد عن الطاقات الكامنة، واكتشاف القدرات الرياضية المتقدمة لدى طلبتنا.
*********************************************
الصفحة العاشرة
مظفرالنواب.. الظاهرة الاستثنائيّة
ريسان الخزعلي
"مظفر النواب.. الظاهرة الاستثنائية"، عنوان موح يُحيل إلى بريق السطح وصفاء العمق على السواء. عنوان لم يكن من اشتقاقات القراءة هذه، وإنما هو عنوان كتاب الشاعر المبدع / كاظم غيلان/ الصادر عن دار ومكتبة عدنان، وقد ضم الكتاب:
دراسات ومقالات للمؤلف وأدباء آخرين، مقابلات ، قصائد، وكتابات بخط النواب..
إن / النواب / ظاهرة استثنائية متحققة، نضالياً وشعرياً وفنياً وإنسانياً، وحضوراً ذاكراتياً يتجدد باستمرار في الذاكرة العراقية والعربية وجهاً وقفا رغم :
سنوات النفي الاضطراري والترحال بين العواصم والمدن، ومحاولات التغييب القصدية التي مارسها النظام السابق، إلّا أنه لم يكن غائباً لا (هنا) ولا (هناك)..، إنه الحضور المتجدد شعريّا في دورة الزمن، ومثل هذا الحضور العالي من علامات الذينليسوا كسواهم ..
حرص الشاعر / كاظم غيلان / على تفرّد طبيعة كتابه - رغم العُجالة الواضحة في طبيعة الكتابة وما رافقها من أخطاء طباعية املائية – كي يكون مغايرا لما صدر من دراسات وكُتب عن النواب، مما يُضقي على الكتاب صفته الكتابية/ الدراسية/ التصويرية/ التوثيقية.
وهكذا تنوّعت فصوله بين الدراسات – رغم تناسيه دراسات معروفة! –
و الحوارات والقصائد و الوثائق والصّور.
إن الكتاب هدية وفاء من غيلان إلى النواب، حيث شُغل غيلان بظاهرة النواب مبكّراً، وكتب عنه مبكراً، وتابعه مبكراً. التقاهُ وصَحبهُ بعد عام 2003 صحبة إنسانية وإبداعية .
يقول غيلان في مقدمته :
لا أدري، لربما قد أوفيت بعض الشيء لأخي وصديقي ورفيقي وقدوتي قبل كل شيء – مظفر النواب – عبر هذه المحاولة، ولربما المغامرة ، فالكتابة عن مظفر ليست بالأمر الممكن حد السهولة .
إن الكتابة عن هذا الكتاب لا تسعها الإشارة المختزلة هذه والتي أردت منها التحيّة للإثنين، النواب وهو في سجّل الحضور ، وغيلان في بحثه عن مسرّاتالوفاء..
من عيّنات الاستشهاد، يقول النواب :
رحلت إلى أهوار العمارة – في عام 1956 – جنوب العراق والتقيت بمغنين في المنطقة هم (غريري وجويسم وسيد فالح)..، وقد ذُهلت فعلاً للغنى الموجود في غنائهم، وتكشّف لي منهم عالماً مهملاً، ولكنه عالم مملوء بالجمال، من الصعب أن تجد عالماً بديلاً عنه. كنت أمام عجينة حيّة تماماً تنتظر أحداً ممن لديه فهم للعناصر الشعرية الحديثة لينتبه إليها ويشتغل على هذه المادة الخام الهائلة التي لا تنضب منابعها .
وهكذا أشعلت اللهجة الجنوبية والغناء الجنوبي في العمارة حرائق شعرية تجديدية في الشعر الشعبي العراقي ، كان النواب موقِدَ نارها الأوّل .
ومن التوافقات المكانية الجمالية أن يأتي هذا الكتاب من مكان ومناخ شُغف بهما النواب، حيث أنَّ غيلان هو الآخر أقام ويُقيم على الضفة اليسرى من دجلة في العمارة.
إنها توافقات الإبداع القادمةمن جماليات: المكان، واللهجةذات الطاقة الحيّة الكامنة في مفرداتها، ولا يسعني هنا غير أن أُكرر قول النواب عن العمارة:
ابن ديرتنه حمد
يمشي ابحلم كل عين
بالخطوه الخفيفه
على جفن الترفه الخناجر
والمسچ وبطانته الحمره قديفه
حمد كَلب ابنيّه
لو حنّ السلف وأْهلَه
إو ذچر هور الدبن والليل واسوالف وليفه
ايحن (للمعيّل) حمد
و (المجر) و(الهدّام)
وأْهله الشيّلوا بالليل كل بيت الخليفه .
كتاب (مظفر النواب الظاهرة الاستثنائية) مراودة عن قرب وعن بُعد لعالم مظفر النواب المسحور ...
*******************************************
يمبچي حكام العرب
حمزة الحلفي
ياريس وتاه الشعر
من بعدك وبح صوته
مو موته عاديه متت
موتتك اكبر موته
ماشفت ميت بالنعش
يبجي عليه تابوته
يمبجي حكام العرب
عيلت نذل متفوته
أثارك ابگد السما
مايحتويهن متحف
ايام المزبن گضن
تگضن ييام اللف
*******************************************
علم عالي
حازم جابر
وإنته هناك .... آنه أتنفس شعر منـّك
واعيش انسان
يا أول سفينه تشوفها عيوني
وشراعي وياك
وإنته هناك
اشوفنك علم عالي
يرفرف فوگ روحي
او فوگ تاريخ الشعر الگاك
حزنك بچه ليلي هواي
صوتك ملحمة عمري
ونزيـــــــفي الجاي
********************************************
روحي
مظفر النواب
روحي ولا تگلها شبيچ
وانت الماي
مگطوعه مثل خيط السمچ روحي
حلاوة ليل محروگه حرك روحي
حمرية گصب مهزومه بالفاله ولك روحي
وعتبها هواي
لا مرّيت لانشديت لا حنيت
وگالولي عليك هواي
وعودان العمر كلهن گضن ويّاك
يا ثلج إلّي ما وجيت
تعال بحلم أحسبها إلك جيّه واگولن جيت
يلعيناك فحل الگطه الگاطع چول
يلي شوفتك شبّاچ للقاسم ودخول السنه من الگاك
يا فيّ النبع واطعم عطش صبّير ولا فرگاك
يلرهميت يا مفتاح فضة ولا رهم غيرك عليّ مفتاح
وأچوتلك مخدتي وانطر الشبّاچ اليجيبك
وأنت عرس الليل والقدّاح
يا هلبت تجي وترتاح
وأگعدلك على فراش العرس
طرگ المسچ والنوم
عمر واتعده الثلاثين لا يفلان
عمر واتعدّه واتعديت
ولا نوبه عذر ودّيت
وآنه والمسچ والليل وأنت النوم
واغمّض عود اجيسك يا ترف
تاخذني زخة لوم
وأگلك ليش وازيت العمر يفلان
يفلان العمر يفلان
يشگر ولك يفلان
شيوگف العمر
وهجرك دوم
كل ليله اشوفك بالحلم عريس
اگول اليوم
يحبيب خلص خلگي واگول اليوم
ولا مريت ولا نشديت
ولا مره شلت عينك تعرف البيت
والا طارش چذب وديت
وگالولي عليك هواي
ورحت ابراي وجيت ابراي
حسبالي سنه وسنتين وتلاثه
واشوفك ذاك البگلبي
واضوگك ماي
ولك حسبالي الگاك إبن أوادم
يا شگلك موش أشوفك هاي
ولا وعديت
ولا استخطيت
ولا سمعيت
ولا جيت اعله بالي
تبيع بيّه وتشتري بالسوگ
لا ما جيت
وگالولي عليك هواي
گالولي گالولي گالولي
******************************************
{على المامش}
يوسف المحمداوي
يلي ضحكاتك رصاص الحاصد ارواح الدواعش.....
اشگد كتبنه....اشگد تباهينه بحچينه...
وادّعينه .... وماوفينه...
احنه باچر نحرس ابواب المدينه....
بس ولاة الأمر عافونه ومشوا عد الخزينه
سارق السارق يناوش....
هذا الك ....لا هذا اليّه ...والوطن صاير عطيّة
وبوگه تسبگ بوگه ....والبواگ فارش....
فصل رايد...
يريد زايد...
مامكفيه النزف جرحه قمر فوگ السواتر...
مامكفيه الامس.. واليوم... مني يريد باچر!!!
وابتلينه بناس ماهم ناس لا عدهم ضماير
******************************************
تعقيبات نوابية
ناظم السماوي
صاح الصوت وكت غروب
مظفر مات
(عمر وتعده الثمانين لايفلان)
وصاح الصوت وكت غروب
مات النوخذه وتاهت سفن غيلان
وصاح الصوت وكت غروب
حنو البوب
تره حنة مظفر حنة اعراريس
حنة شمس حزبه وعاشك البيبان
ومن كد النجابه والمحبة والترافه البيك
بسجنه مظفر ويبجي على السجان
**********************************************
الى مظفر النواب
(زهير الدجيلي ناظم السماوي)
د. حامد الشطري
روازين نگرة السلمان ...
سجان وعصافير وسجن
حايط بلا ساعة
يفتر ميلها ...
و تقره الزمن ..
ليل اظلم ..
وروحك تخضر قصيدة
تريد تختار الاسم..
سميتها ليل البنفسج
(يلي جرت سمه بعينك ..
خاف افززها من اگلك اني احبك)..
وطار كل لون البنفسج
شايلك نجمه وحلم ..
نشگت الجدران ونبان الگمر
والروازين اليبات بليلهم
عش الحمام..
اليغبش يودي الرسايل
للحبيبات اليحلمن بالسلام
وجنح صاح بصوت عالي
(والسمه مصحيه وصحيت اني گمر..گلب الحديثه مثل شاطي ونهر)..
وانت سجنك هيمه ماشافت خضار..
ولاغسل ذرات الرمل
يعيونها الحلوه مطر
واشتعل حايط سجنهم
لهفه مثل الجدحه فارت
صوت ثاني
(يازند يتغاوى وي الليل باطراف الگصيبه
هاك روحي.. )
ياجدار الذكريات البيك اسماء واغاني وامنيات
والله لو
تتذكر ايام الشباب
وتحچي عندك ذاكره
تصير مو حايط دواوين ..وشعر..
واحلام يقظه احلام ميته..
وچان سميناك انت الظاهره
********************************************
الصفحة الحادية عشر
من خيمة إلى غيمة
ريتا عودة/ حيفا- خاص
-1-
نحنُ
النّازحونَ من خيمَةْ
إلى غَيْمَةْ.
نحنُ
الذاهبونَ من فرحْ
إلى رفحْ.
نحنُ
المبتسمونَ أثناءَ
إبادتنا.
نسيرُ
في دربِ الآلامِ
عُراةً
وحفاةً نسيرُ
لئلا
نوقظَ الموتى!
-2-
تراكمتْ علينا
الهُمومُ.
تكاثفتْ من حولنا
القبورُ.
لكنَّنا
لمْ ولنْ ننكسرَ
ما دامتْ باقيةً
في تربتِها
الجذورُ.
****************************************************
تاريخ الجنسانية في عصر الرأسمالية المتوحشة الظاهرة الترامبية من منظور التحليل النفسي
عبد الغفار العطوي
يمكننا أن نفهم في هذا المجلد (إرادة العرفان) من كتاب لميشال فوكو المتعلق بمفهوم الجنسانية و تاريخها الطويل و القمعي المرير من الفرضية القمعية التي واكبت كل عصور الثقافة في الغرب، ثم ظهرت في الثقافة الرأسمالية الغربية الظاهرة (الترامبية) باعتبارها نزعة فكتورية من منظور فوكو بعد أن تطورت العلاقات المختلفة التي اقامتها الجنسانية؟ إن هذه الظاهرة تحاول إعادة عقارب الساعة نحو الفضيلة الفكتورية في التعفف بعد صعود ترامب في فترته الرئاسية الثانية عام 2025 وتزامنها مع الأزمة الخانقة للرأسمالية، وإسقاظاتها في قضايا عدة تتعلق بالأسرة الامريكية والى ما وصلت إليه من توسعات في العلاقات الجنسية خارج العائلة، وحصر علم الجنس في غرف النوم، و التلويح بالعصا الغليظة كما حدث بعد القرنين السابع عشر و الثامن عشر وفرض القمع على الحرية الجنسية، و ممارساتها بشكل حر و واسع، حينما اقتصرت السلوكيات والممارسات الجنسية على عملية الانجاب، في بناء الأسرة العاملة التي تحتاجها حقبة الرأسمالية الجديدة الصاعدة من إعادة التشدد الفكتوري إلى فضاء علم الجنس من ناحية التقييد بمفاهيم الجندرة و الجنسانية؟ إن إرادة العرفان التي أوضحها ميشيل فوكو في كتابه (تاريخ الجنسانية إرادة العرفان) 1976في تقصيه لمسألة الربط بين تاريخ السلوكيات الممارسات الجنسية وبين تحليل الأفكار الثقافية و الفكرية بمختلف أنواعها و اتجاهاتها لوضع الشكوك الثقافية حول شعورنا بأننا مقموعون من ناحية عدم قدرتنا على الحصول على فرصة في ممارسة المتع الجنسية، و إنه بمقدورنا ان لا نلبي رغباتنا خارج العائلة، كما في عصر الرأسمالية المتأخرة من جهة النظرة السياسية في الغرب في تغول الرأسمالية المتوحشة على ان تجبر السلوكات والممارسات الجنسية على التخلي عن مواقفها الثابتة، فتاريخ الجنسانية يؤكد على ذلك في ترسيخ فكرة إننا لا ننال من متعتنا الجنسية بما فيه الكفاية، و تزايد الشعور بأننا مقموعون، ففي (تاريخ الجنسانية) راح ميشيل فوكو في دراساته الجريئة عن الجنسانية يثبت فكرة ـ لم نهتم بالسلوك الجنسي، و نجده عبر تعاقب التاريخ دافعاً يحفز فينا أن نفكر بما يخلق في حياتنا من سلوكيات؟ تؤكد لور كاتسارو في "عاهرات و عزاب" القرن التاسع عشر (المثقفون و الجنس و الثورة) إن الفكر البرجوازي في القرن التاسع عشر كان يصنف العاهرات و العزاب في فئة الجذام الأخلاقي، و ما كان من المنطقي ان يكونوا في قلب رؤية عالم جديد يهدف نحو تنظيم الحياة في المجتمع من خلال بناء أسرة ، وهذه فكرة يوتوبيا شجع عليها التحفيز الفكتوري للبرجوازية الصاعدة ، بيد إنه في القرنين العشرين و الحادي و العشرين في ظل الاستخدام الفاحش لعلم الجسد و علم الجنس تعافت الحرية الجنسية و باتت الجنسانية تربط بين السلوكات و الممارسات الجنسية و في جوانب العصر السياسية و الاقتصادية و الثقافية؛ لعب الجسد في حقبة الحداثة و ما بعد الحداثة دوراً في تفكيك خطاب القمع و المنع و مقاومة استيعاب الجسد كونه تسليعاً معولماً. وفي زمن بايدن كانت تصرفاته تبشر بالحرية الجنسية بكل جوانبها التي ترفض الأساسيات الثقافية في تكوين الاسرة المقيدة في عملية الإنجاب فقط، و لقد لمسنا في ثقافة حرية الجنس و الجسد، بتشكيل نمط جنسانية متقدمة تفسح المجال لوضع سبل كفيلة لجنس آخر، لكن انهيار الأسس الفكرية للديمقراطية في الغرب، و اعتبار نهاية القرن العشرين نهاية الديمقراطية بوعيها الوظيفي و الأدائي أيقظ الشعور بضرورة فرملة تلك الجنسانية التي شهدت على قيام ما يسميه فوكو بردة فعل على ظهور الفرضية القمعية التي شكلت قمعاً لفكرة تأصيل الشذوذ، و الحد من خطاباته المختلفة و كبح جماح الاستخدامات المفرطة للجنس و علم الجنس كما تصوره الدراسات التي تصب في سياسيات الجسد، نهاية الديمقراطية كما جاء في (نهاية الديمقراطية تأليف جان- ماري جيهينو) وجاءت الفوضى ، بسبب الحرية المطلقة التي شجعتها الرأسمالية ، التي لم يتوان ميلتون فريدمان من التنظير لها في كتابه(الرأسمالية و الحرية) في وضع العلاقة بين الحرية الاقتصادية و الحرية السياسية في أولويات الهيمنة الرأسمالية التي احتضنتها الظاهرة الترامبية باعتبارها الهدف الأساسي لخق اقتصاد امريكي قوي، لهذا استعد ترامب على محاربة كل فرص الحرية المائعة، و في المقدمة تضييق الخناق على الحياة الجنسية خارج إطار العائلة التقليدية، ويرى مناصريه ان إجراءاته مقبولة، لكن الحقيقة هي ان (الظاهرة الترامبية) ليست جديدة في الغرب، فالقمع الجنسي و تقنين علم الجنس نهض من القرن السابع عشر، و ترسخت الجنسانية الغربية منذ ذاك الوقت على اعتبار إن الذكورية هي الصورة البينة لسلوك السلطة بكل أدواتها القمعية، و ربما يضع فرض التحرزات التي وضعتها السلطة ضد الاختراقات الليبيدية أسباباً وجيهة بنظر ترامب في تعزيز الفصل بين مفهوم الجندر والجنس، بحكم التاريخ الفكتوري للقمع في هذا الشأن، لكن طرق التحليل النفسي للرجال كبار السن تؤكد إن الدوافع لعملية الفصل ليست علمية، إنما تأخذ منحى سياسياً بغطاء اخلاقي، إن الظاهرة الترامبية تأتي اليوم و (الرأسمالية في طريقها لتدمير نفسها باتريك ارتو ماري بول فيراري) هي في أسوأ مراحلها المتوحشة، و إن أضعف ضحاياها هي المفاهيم المرتبطة في إنجازات النساء في العالم، و غن خطوة غير مدروسة جراء الضائقة الاقتصادية العالمية، التي تتحملها امريكا بوصفها الدولة التي تتحكم بالعالم، و تعمد نحو خنق السلوكات الثقافية التي تعطل حركتها صوب التفرد و التوحش وتتبعه بنظر علماء النفس والباحثيين السلوكيين خطوة تعرقل جهود المؤسسات الثقافية التي تعنى بقضايا النساء، و المؤسسات التعليمية التي قطعت أشواطاً مهمة في الدراسات النفسية السلوكية للمجتمع الأمريكي، فالدراسات الجندرية مهما عانت من ضغوطات مورست و لا زالت دورها من أجل كبح جماحها نحو عالم يراد له أن يكون اكثر احتشاماً دون الالتفات إلى التشرذمات و الانحرافات الجنسية التي صاحبت ضخامة تطاول الثقافة في دهاليز صناعتها، فعالمنا اليوم تقتاده الرأسمالية المتوحشة التي لا ترحم و خطوة ترامب نحو تضييق رقعة الفضيلة لم تعد ناجعة، من كونها ظاهرة سياسية بامتياز لا تخدم سوى مصالح فئة من كبار السن هم أكثر ما يقودهم الشعور المتأخر بضرورة إعادة الهيمنة الذكورية على عالم يتعثر برغباته في جنسانية تعنى بتأصيل الشذوذ طريقا للخلاص الأخلاقي.
*********************************************
نون النسوة
بوكوفسكي والقهر الاجتماعي
فرح غارس عدنان
يمثل تشارلز بوكوفسكي أحد أبرز الأصوات الأدبية الأمريكية التي شكّلت خرقاً جذرياً للسرد التقليدي واللغة الأدبية المتأنقة، من خلال تبنّيه لتيار الواقعية القاسية بوصفه أداة فنية وجمالية لكشف بنية القهر الاجتماعي والحياة اليومية المبتذلة. تتجسد أهمية بوكوفسكي في كونه لا يكتفي بوصف الألم الإنساني وإنما يسلّطه كسلاح على القيم الاجتماعية الزائفة، مؤطراً بذلك مشروعاً أدبياً يهدف إلى تفكيك الأوهام المؤسسة حول النجاح، الحب، الأخلاق، والعمل. ينبع خطاب بوكوفسكي من حياة قاسية عايشها على هامش المجتمع الأمريكي، بدءًا من طفولة مشبعة بالعنف الأبوي، وصولاً إلى تجربة التسكّع، الإدمان، والكتابة بوصفها محاولة للنجاة من العدم. شخصيته الروائية المتكررة هنري شيناسكي ليست إلا مرآة له، شخصية تعيش في الحضيض لكنها تنظر إلى العالم من موقع السخرية والتمرد لا من موقع الضحية. ومن خلال هذه الذات الممزقة، يوجّه بوكوفسكي نقده للطبقة الوسطى الأمريكية ويشكّك في خطاب "الحلم الأمريكي" الذي يَعِد بالنجاة عبر العمل والانضباط، في حين يقود أفراده نحو العزلة والاغتراب. أسلوب بوكوفسكي اللغوي ينسجم مع مشروعه المضاد، فهو يكتب بجمل قصيرة، عارية من الزخرف، وذات طابع شفوي فجّ. لكنه رغم ما يبدو من بدائية في لغته، فإن النصوص لا تفتقر للعمق التأويلي، بل تحمل توتراً دائماً بين العنف الظاهري والحنين الداخلي. هذا التوتر هو ما يمنح نصوصه كثافتها النقدية. فكل لحظة شرب، أو علاقة جنسية مبتذلة او غير أخلاقية، أو حتى نوم على الأرصفة، تنطوي على فضح لواقع اجتماعي يُقمع فيه الفرد ويُختزل إلى وظيفة أو رقم في نظام رأسمالي لامبالي. الجسد عند بوكوفسكي ليس موضوعاً روائياً وحسب، بل أداة مقاومة وانتهاك. إذ يكتب عن الجسد بوصفه ميداناً للصراع مع السلطة الاجتماعية والأخلاقية، حيث يصبح الجنس، الإدمان، والمرض تجليات لتمردٍ صامت على أشكال الحياة النمطية. وعلى هذا النحو، فإن كتابة بوكوفسكي تتعامل مع الجسد كمنطقة ملوثة لكن صادقة، تقاوم التجميل القسري للواقع. ولعل ما يجعل تجربة بوكوفسكي أكثر تعقيداً هو أنّها غير مؤدلجة بوضوح. هو ليس اشتراكياً، ولا وجودياً، ولا حتى عدميّاً بشكل منتظم، لكنه يعبّر عن أزمة الفرد في مدينة بلا روح، في عمل بلا معنى، وفي علاقات مؤقتة لا تستند إلى أي استقرار عاطفي. هذا التشتت وهذه الفوضى ليست عيباً في كتابة بوكوفسكي، بل هي مادته الحيوية. في ضوء كل ذلك، يمكن ان نعد الواقعية القاسية عند بوكوفسكي أداة نقد اجتماعي لا تقل عن كونها أداة فنية. إذ أنها تُسقط عن الواقع أقنعته المثالية وتكشف عمّا في الإنسان من هشاشة، عطالة، واحتياج. ومع أن كتاباته قد تثير الامتعاض، إلا أنّها في الوقت ذاته تُرغم القارئ على النظر إلى حياة الهامش لا كاستثناء، بل كقاعدة مخفيّة وراء واجهة الرفاه الرأسمالي. وهكذا، يتحوّل الأدب على يد بوكوفسكي إلى شهادة قاسية عن العالم، لكنها شهادة لا غنى عنها لفهم ما لا يُقال في النصوص الرسمية والتقليدية.
********************************************
مازالت معي
حسينة بنيّان
في دمي
تعيشُ ..عهداً أخضراً
بعمق الشوقِ
تلك الكلمات
الخلدونيةُ
وأزارُ أُمي الازرق
والدارُ..والدورُ
المتلاصقةُ مع بعضها
والمفتوحة ُعلى بعضها
والبابُ.. بابان
وفي كلِّ دارٍ
تمرٌ وتينٌ
وتلك الايدي الباذخةُ
في الكرم الحاتمي
وهي تلجُ شهر َالفضيلةِ
وتُطعمُ الصغار
الآتين من المدارس
والدربُ حارس
والجدران تنطقُ
بلغة الجيران
بين الصدقِ وبين العُشقِ
لهذا الوطن الموءود
لم نأبه البردَ المكنون
بين سويعات التربة
وبُعدِ المسافةِ
و انتظار الماء المسكوب
من أوراقٍ أثقلها الثلجُ
ومتاهات ِالدفء
بين الكفيّن العاملتين
عند وصول الخطوات
لبيوت زرعت نسمات ِزهور
لتُغطّي كلَّ جراح الدهر
تحت أديم الارض السمراء
حلماً كان
بذاك الشأنِ
ننتظرُ الفجرَ
كي يُعلِمنا
بقدوم الصقر الهاتف
بأسم الانسان
ننتظرُ الريح
لتدُرَّ علينا
مُزناً تحمل ملح َالعشقِ
وتُذيب َالصخرَ المكنون
في أضلعنا
ثم ترانا
تُنبِتَنا
جذراً آخر
وطناً آخر
لا يسقي الذُلَّ
أو يلهو بدماء الرُضّعِ
أو يتلو الكذِبَ
المتدلّي
من أغصانٍ صُفرٍ
عاثت قهراً
بعيون الليلِّ
وتناهت
في أُسسِ الموتِ
حلُماً كان
*******************************************
جدارية الفنان غازي السعودي المنتهَكة الجمال الملكية المشاعة للجميع
جاسم عاصي
ليس جديداً طرح وكشف ما تعانيه موروثاتنا من حيف واهمال .والأقرب إلينا ما لحق مواقعنا الأثرية بعد عام 2003 من تهشيم وسرقة اللقى والمخطوطات وحرق الكتب المعنية بالتراث .كما حصل من حيف الحرق لمكتبة المتحف في مدينة الناصرية الذي أبكى الدكتور(عبد الأمير الحمداني) لذكره العطر والجمال .فليس جديداً ومثيراً فقط ما لاقته جدارية الفنان الرائد(غازي السعودي) من تطاول همجي لا يكترث لرموز الفن والجمال ،وصل إلى هدمها ونقلها إلى مكب النفايات ،كما ذكرت ابنته بالصوت والصورة وفيض الحزن الدال على نوع الخسار التي واجهها هذا الأرت الذي يتوجب العناية به .وكان احتجاجاً يضمر حزناً لا يخصها لوحدها ،وإنما يثيرنا جميعاً ؛مقدّري الفن والجمال وليس التخريب ،كأن يكون فعل نقله كاملا ونصبه في ساحة أُخرى على يد فنانين يمتلكون الغيرة الوطنية ويعون مدى تأثير الفن على الحياة والوجود الإنساني وهو الحل والسلوك الأمثل والإنساني .من خلال هذه المداخلة ذات الموقف الدفاعي التي ستندرج على دراسة تفاصيل اللوحة .لأن ما يهم الجميع هو المحتوى ،كما حصل مع جدارية جواد سليم .
لذا تجيء مبادرتنا هذه في إثارة الاحتجاج على ما جرى ،تضامناً مع الجمال والسعة الفكرية التي تركها الفنان (غازي السعوي) أولاً ،ثم كشف برؤيه وتقييم لجزء من نتاج الفنان وهو الجدارية المتطاول عليها(الجدارية الأُندلسية) التي ينتظم محتواها صنّاع الجمال والفرح (العازفون والراقصون) ومحتويات الأمكنة الدالة والناطقة بمثل هذه الفعالية التي توائم المكان وتستكمل فرحه ، شأنها شأن الجداريات الحاملة والموحية عبر رموزها وألوانها وطبيعة حراكها الفني ،فتمضي به باتجاه خلق الصورة المؤثرة للمكان المشاع للجميع والنخبة المحاورة للفن وتفاصيله. ما نجده على سطوح تفاصيلها عبارة عن استجماع بين جمال المكان خصائصه وطبيعة القدرة الفنية التي تمكّنت من خلق تفاصيل لا تختلف جمالياً عن الفنون الأُخرى المشاعة للجميع، فهي جدارية تداري الحس النفسي ،وتستكمل مزاجه الرائق عبر طبيعة الرموز التي تدمها الجدارية بحيوية تتماثل مع حيوية الإنسان المستقبل للمحتوى . بمعنى انها ملك مشاع للجميع ، لأن تفاصيلها تخص الإنسان ورغبته في استكمال حياته بالفن والجمال . فإذا كانت جدارية سليم تُثير سؤال التاريخ عبر الرموز الأُسطورية ؛فإن جدارية المسعودي تستل من ملحمة ألف ليلة وليلة مروياتها لتكون عرضاً بالصورة لتأثير الفن على الإنسان .فكان الألوان وتظافرها وحوارها الجمالي ما يُضفي على التفاصيل استكمالاً سردياً بكل ما من شأنه استكمال التفاصيل المتحركة .إن الحيوية الوجودية للإنسان في الجدارية تتعدد أشكاله ومستوياته (أنثوية وذكورية ) تستكمل الصياغة كما هي مرويات كتاب الليالي .فالسرد الذي انتظمت الألوان والحركات المؤدية لها العازفون وباقي من يظهر في الجدارية ليتظافر مع عطاء الآخرين الفني .فهي جدارية تستنهض الساكن في المكان والقاصد له لمداولة المتعة الجسدية والنفسية .إنها جدارية تستكمل شروط الحياة كبقية جداريات الفنانين العراقيين ،مما يتطلب التعامل معها بشروط اللياقة الفنية المستندة إلى حس وطني يعرف الفن والجمال ويحترم جهد الإنسان المبدع في الرسم والنحيت والعمارة .فلا فرق بين عمارة اللوحة وعمارة السكن والتوظيف ،بدليل جهود المعمارية (زَها حديد وملاذ الآلوسي).
إن الفنان (السعودي) ذو اهتمام بالتفاصيل والتأثر بمآثر الموروث،خاصة السردية منها ككتاب الليالي .فمنهج الفنان ينبثق من رؤيته الموضوعية ثم الفنية واعتبارها الميدان الذي يجد فيه الفنان المجال الأكثر استجابة لطرح وجهات النظر المتعلقة بالحركة واللون واشتباك النماذج، مما منحه مساحة واسعة من الاجتهاد في التعبير. ولعل حشد المعارف وعمق الحياة وسعة الرؤية المستندة إلى البنية الفكرية التي تميل إلى الأهم فيها وهو الجمال, لذا كانت الخاصية البانورامية السمة الأساسية في التعبير الفني في أعماله ، واعتبار سطح اللوحة مجالاً لعكس وجهات النظر وكشف ما يجري في الواقع. لكن الاختزال واستعمال الرمز كدالة للتعبير وفق بلاغة هذا التوليف بين صورة الواقع ودلالة الرموز المنبثقة من المجال الحيوي في الواقع هي السمة الرئيسية في أعماله. وهذا الاستعمال لحيثيات الارتقاء والتصعيد باللوحة إلى مراتب الملحمية التي دأب جيل(السعودي) إلى التأثر بالملاحم التي تركها السابقون في الحضارات القديمة. إنه بأعماله قدّم تصورات القيمة الفنية الجامعة للجدارية بمثل ما أنجزه الإنسان الفنان في الحضارات القديمة التي تحاكي السرد وترك الرموز تمارس فعاليتها وتأثيرها من خلال فك الرموز المتروكة بدراية وفن على سطح اللوحة. كذلك وضعها موضع التثبت التاريخي الشاهد على الأزمنة والأمكنة.
هنا.. نُثير صوت الاحتجاج المستند على عوامل التخريب وتحويل المكان من دون مراعاة هذا الإرث والتعامل معه بروح إنسانية ووطنية خالصة.
*****************************************
الصفحة الثانية عشر
بعد انقطاع 5 سنوات شارع ساوه في السماوة يسترد روّاده
متابعة – طريق الشعب
بعد توقف استمر منذ عام 2020 إثر جائحة كورونا، استأنف "شارع ساوة" الثقافي في مدينة السماوة، أخيرا، نشاطاته، واحتضن روّاده مجددا، لكن هذه المرة في موقع جديد تحت "مجسّر الصدرين".
وتوافد على الشارع، الذي يُحاكي شارع المتنبي في بغداد وغيره من الشوارع الثقافية المنتشرة في عديد من مدن البلاد، فنانون موهوبون ومثقفون، وجمع كبير من محبي القراءة. حيث توزعت على المكان طاولات تحمل عناوين كثيرة من الكتب، في اختصاصات مختلفة. بينما عرض رسامون لوحات فنية، وحرفيون عرضوا أعمالا ومشغولات يدوية. وفرح أهالي السماوة بالعودة التدريجية لشارعهم الثقافي، آملين في استمراريته وتطويره – حسب ما ذكره عدد منهم في أحاديث صحفية.
مهدي الجياشي، عضو "تجمع ساوة" الثقافي، قال في حديث صحفي أن مساء الجمعة الماضية شهد انطلاقة الشارع الثقافي من جديد، مبينا أن الفعاليات التي احتضنها الشارع شملت عرض لوحات فنية وكتب وأشغال يدوية وأعمال من الخط العربي، وأنه من المؤمل أن تتخلل الفعاليات القادمة فقرات موسيقية ومسرحية.
وأشار إلى ان الهدف من إعادة افتتاح الشارع الثقافي، هو خلق بيئة ثقافية توعوية داخل مدينة السماوة ومحافظة المثنى بشكل عام، فضلا عن توفير فضاء للفنانين والموهوبين، يعرضون فيه أعمالهم أمام الجمهور.
وأوضح الجياشي أن "هناك 20 لوحة عُرضت لرسامين ذوي مستويات مختلفة، ونحن نسعى لاحقا لإقامة معارض شخصية لهم".
من جانبها، قالت ياسمين علي، صاحبة "مكتبة الياسمين"، أن "انطلاقة الشارع هذه بمثابة ولادة جديدة له. ونحن نأمل أن يُصبح المكان ملتقى دائما للعائلات والمثقفين والموهوبين"، داعية الفنانات والحرفيات إلى المشاركة الفاعلة في نشاطات الشارع "فهذا الفضاء يوفر فرصة مهمة لعرض المنتجات الإبداعية".
ولفتت ياسمين إلى انه "رغم ما مر به الشارع من توقفات، لا زلنا نطمح إلى استمراره كمشروع ثقافي دائم في مدينة تعاني ضعف الحراك الثقافي".
إلى ذلك، قال الفنان التشكيلي منتظر سلمان، أنه وزملاؤه ساهموا في إعادة تنشيط الشارع الثقافي، فنيا، من خلال عرض لوحات زيتية وأعمال يدوية، مبينا أن "هدفنا هو تعزيز الحضور الفني داخل المثنى، وإظهار الطاقات الموجودة فيها".
وبيّن أن "الشارع الثقافي يمثل منصة لنشر الفن والمعرفة. وموقعه الجديد تحت المجسر يتمتع ببيئة ملائمة وجاذبة، مع وجود حدائق ومتنفسات تستقطب العائلات".
هذا ويفتتح الشارع الثقافي أبوابه أمام رواده، مساء يوم الجمعة من كل أسبوع.
*********************************************
في محاضرة ألقاها في النجف يوسف زيدان يقارب بين الطوائف
متابعة – طريق الشعب
دعا الروائي والمفكر المصري د. يوسف زيدان، إلى إزالة مصطلح "الطائفية" من الخطاب العام، مبينا أن "الإيمان علاقة سرية بين الإنسان وربه، وهو منفلت يصعب ضبطه، ولا ينبغي تحميله أبعاداً اجتماعية تؤدي إلى الانقسام".
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان "نقاط الالتقاء ومواضيع التنازع بين الشيعة والسنة"، نظمها أخيرا "مركز الرافدين" للحوار في النجف، بحضور حشد من الأكاديميين والمثقفين.
وذكر زيدان في محاضرته أن "الدافع الأساسي وراء اختيار موضوع نقاط الالتقاء ومواضيع التنازع بين الشيعة والسنة، هو السير في مسار التغيير، من خلال طرح قضية الهوية" .
وأوضح أنه "يمكن البناء على النقاط المشتركة بين الطوائف، لتقليل التوترات الطائفية في المجتمعات العربية. فأنا أتمنى وأرجو أن تختفي كلمة (الطائفية)، وأن يترك الاعتقاد الشخصي والإيمان لكل فرد كما هو، فهذا ليس من مسؤولية الآخرين".
وأشار إلى أن "الإيمان سر بين العبد وربّه، وليس عاملاً للتفاعل الاجتماعي، لأنه منفلت بطبيعته، ولا يمكن ضبطه، وان دور النخب الفكرية والفلاسفة هو العمل على تقريب وجهات النظر بين الطوائف".
********************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- عماد الخفاجي 500 الف دينار (للمرة الثانية)
- عبد الجبار الفتلي 150 الف دينار (متبرع شهري)
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
******************************************
ليس مجرّد كلام.. كيف سننظر بوجوه بعضنا بعد الإساءة ...؟!
عبد السادة البصري
كيف نواجه مَنْ أسأْنا إليه، وكيف ننظر بوجوه بعضنا بعد الإساءة ؟!
هل الإساءة إلى الآخر بطولة، أو ثقافة ،، أو منقبة نتفاخر بها أمام الناس ؟!
تساؤلات طرقت مخيّلتي ، وأنا أقرأ وأسمع ما يكتبه ، أو ما يتفوّه به بعض زملائنا من الأدباء ، ومَنْ حسبناهم ذات يوم أصدقاءنا ، في خضمّ فورة الانتخابات ، التي أعدّها عرس محبّة ولقاء ومودّة للجميع ، ويحسبه أولئك من الكاتبين والقائلين عاصفةً وصراعاً وكأنها حربٌ بين أعداء يطلبون بعضهم ثأراً، أسوء من حسابات السياسيين المتصارعين على الكراسي والمصالح ألف مرّة ، يا للأسف !!
فكان جوابي لنفسي : لا هذا ولا ذاك ، بل إنها مرضٌ نفسيٌّ نعاني منه ، علينا مراجعة الطبيب لنعود أسوياء إنسانيين !!
كل الإساءات في مجتمعنا لا تصدر إلاّ من مرضى نفسيين ، لا يعرفون العيش بسلام ومحبّة مع الآخرين !!
في سياق حديثٍ جمعني مع بعض الأصدقاء قبل أيام تحدّثنا بمواضيع كثيرة ، تطرّقنا لمن يفتعلون الإساءة للآخرين بسبب ودونما سبب ، ومَنْ يتعمدون التجريح والتسقيط والإساءة بالقول والفعل والكتابة في الفيسبوك، ونسوا أو تناسوا أن الكلام الجارح يؤثر في النفس ، لكنه يمنح الآخر قوة وصلابة في السير بطريقه والاجتهاد بعمله وستكبر محبة الناس له وتقلّ لهم !!
ذكر أحدنا حينها قولاً معناه: "كم أتمنى أن تكون إساءات الآخرين وكلامهم عني مكتوبة على ورق ، لأسمو فوقها واصعد عاليا كأني ارتقي إلى القمة والمجد". وهناك الكثير من الحكايات والأقوال والحكم التي تؤكد أن الإساءة للآخر تمنحه قوة وطاقة ونجاحاً أكبر في كل شيء ، وإنها تفتح أبوابا للكراهية والتباعد ، لهذا إذا أردنا أن نبني وطناً خالياً من الشوائب ومجتمعاً تسوده المحبة والتسامح والألفة ، ونرتقي بعملنا وإنتاجنا سواء الفكري أو الثقافي أو الإداري أو بكل شيء ، ما علينا إلاّ أن نبتعد عن هذه الأفعال التي تُنقص من قدرنا ، ونفتح أبواباً ونوافذ للمحبة والخير وبناء الإنسان الحقيقي !!
الإساءة لا تجيء إلاّ من مريض نفسيٍّ مشحون بالخبث والكراهية والحسد وغيرها ، فلماذا نجعل من أنفسنا مرضى ؟!
والإساءة لا تثمر غير الخراب فلماذا لا نجعل المحبة عنواناً لبناء وطننا ؟!
وافتعال الإساءة لا ينم عن ثقافة ووعي أبدا ،، بل ضحالة في الفكر وسواد في القلب ومرض في النفس .
فما علينا إلاّ أن نحب بعضنا ونرمي كل الخبائث هذه وراء ظهورنا من اجل الخير للوطن والناس ..
********************************************
قف.. موسم التسلق..
عبد المنعم الأعسم
في مواسم الانتخابات يتزايد التسلق. والمتسلق، هنا، بائع ذمةٍ بثمن بخسٍ، وهو (للعلم) يأخذ الكثير من طبع النباتات المتسلقة: الزهو الكاذب. البدء من الاسفل. السفاهة. التدافع. الطموح الغبي. يقال إن متسلقاً قال لسيدهِ سأورثك يوماً المال والمنصب، فوجدوه صباح اليوم الثاني مقتولا على قارعة الطريق، وسُجل الحادث ضد مجهول.
المتسلق معروف بالتعجل. انه يأتي مع البصر ويغيب بلمح البصر. لا ينمو نموّاً رأسياً بل يزحف على الأرض، وتسميه علوم البايولوجيا «المدّاد» حيث يستعمل مهارات خاصة في الانبطاح والزحف، ويستعين بأي جسم يجاوره للصعود. إنه ينأى بنفسه عن المعارك الفاصلة، لكنه «يصلّي وراء من غَلب» له أكثر من اسم، وأكثر من موصوف، وأكثر من ولاء. لا يهمه ما يتغامز الناس حوله. غدّار. إذا ما قـُبض عليه متلبسا بخطيئة يفلت كالشعرة من العجين. يبدو أحيانا انه تعلم من متسلقي الجبال طريقة رمي الحبال وتثبيت نهاياتها على حافات الصخور. وجهه مدوّرٌ، لكنه يستطيل ما دام ذلك يلائم المناسبة ويسهّل الصعود. إنه يأخذ اشكالا عديدة ومتضاربة على مدار الساعة. عيناه لا تستقران على نقطة. تتحركان في مدار غير ذي قرار. لا يورط نفسه في التنافس عبر الطرق الوعرة. انه يعرفها جيداً أفضل من أدلاء البادية.. مشكلة المتسلق هي اليباس، مثل حال النباتات المتسلقة.. أقول اليباس حين تصير تلك النباتات المتسلقة، في غالب الأحيان، حطباً بيد الحطاب.
*قالوا:
"المصير ليس خبرا يجب انتظاره.. انه يُصنع".
وليم جينيتريان- مدرب طيران
**************************************************
يوميات
تُنظم "منصة مداد" للسرد في منظمة "بغداد مدينة الابداع الادبي – اليونسكو"، بعد غد الخميس، ندوة حوارية بعنوان "الحب يسارا.. رحلة في السرد والثقافة"، تضيّف فيها الأستاذ القاص حسب الله يحيى.
تبدأ الندوة التي سيديرها مدير المنصة د. سعدي عوض الزيدي، في الساعة العاشرة صباحا على قاعة المدينة (سيتي) في بيت الحكمة.
**********************************************
وسط غياب الصناعة التحويلية الموصل تشهد مهرجان {صناعتنا هويتنا}
الموصل – طريق الشعب
اختتمت في مدينة الموصل أخيرا، فعاليات مهرجان "صناعتنا هويتنا" بدورته الثالثة، والذي استمر ثلاثة أيام وسط أجواء احتفالية، وبمشاركة عدد من الشركات المحلية والمؤسسات الأكاديمية.
ورغم الجهود المبذولة فيه، إلا أن المهرجان عكس واقعاً مؤسفاً يتمثل في غياب واضح للصناعة التحويلية والاستراتيجية، واقتصار المعروضات على صناعات بسيطة مثل الألبان والأجبان والحلويات.
وأقيم المهرجان على أرض "التل الاثري"، وتضمن فعاليات ثقافية وفنية، من بينها عرض تراثي قدمته فرقة التراث الموصلية، واستعرضت فيه ملامح من الموروث الشعبي للمدينة، إلى جانب عرض مسرحي قدمه فريق "مؤسسة ضي" تناول ما مرت به الموصل من أزمات. وسلط الضوء على الأمل والصمود اللذين لا زالا حاضرين في وجدان الموصليين.
كما شهد المهرجان سلسلة جلسات حوارية ناقشت واقع الصناعة المحلية وأبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع، وسبل النهوض به من خلال تكامل الجهود بين المؤسسات الصناعية والجهات الحكومية والأكاديمية. وقد شارك في تلك الجلسات عدد من الشخصيات الرسمية.
ورغم أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات، إلا أن المهرجان كشف بوضوح عن ضعف البنية الصناعية في نينوى والعراق عموماً، وعن افتقار المحافظة إلى صناعات استراتيجية قادرة على دعم الاقتصاد الوطني بشكل فعلي.