اخر الاخبار

الصفحة الأولى

قضية {المهندس بشير} تفتح ملف سجلات التعذيب.. ملاحقات وتهم كيدية تطلق ضد الناشطين خشية اتساع النشاط الإحتجاجي

بغداد ـ بسام عبد الرزاق 

لم تبرز قضية قتل المهندس بشير كحالة نادرة في ملف حقوق الإنسان بالعراق، فهناك الكثير من حالات الانتهاك التي لاتقل ترويعاً، لكنها بقيت طي الكتمان. ومع بروز هذه القصة إعلامياً، ظهرت حالات أخرى، ترتبط بأداء بعض المؤسسات الأمنية وقياداتها، وتتعلق بدعاوى كيدية وتهم مفبركة، وجميعها تؤشر مخاوف من انعكاس ما يحدث على الأداء الأمني بشكل عام، لاسيما ان بعض المؤشرات ذات طابع سياسي، يعكس سطوة ونفوذ شخصيات على مؤسسات أمنية وغيرها.

تهم كيدية!

في هذا الملف، برزت قضايا جديدة، بينها ما تعرض له الشاعر والأديب المعروف جمال جاسم أمين في ميسان، والذي داهمت منزله قوة أمنية كبيرة بعض عناصرها من الملثمين، ولا يرتدون الزي الرسمي، مدعين ان منزله يضم عصابة للخطف، وهي حجة "مغرضة" بحسب وصف الشاعر في اتصال مع "طريق الشعب".

وقال أمين، انه "منذ ايام وانا أتعرض لتهديدات بالقتل وتصفية عائلتي عبر اتصالات هاتفية عديدة. الامر الذي دعاني لتسجيل أكثر من شكوى، ولكن بلا جدوى".

وأضاف: "داهمت بيتي قوة مجهولة يصل تعدادها الى 20 شخصا، بينهم مدنيون وملثمون، بدعوى كيدية تتهم ولدي المهندس حيدر بخطف الاطفال!"، مشيرا الى ان "المقتحمين عاثوا بالبيت فسادا.. كسروا الباب الخارجي. أهانوا النساء! لم يحترموا شيئا ابدا".

ولفت أمين الى ان "الغريب في الامر هو نشر منشور كيدي يسيء الى سمعة عائلتي ويصفها بـ(العصابة)!.."، واختتم بالقول: "اضع هذه المسألة امام أعين الشرفاء والمسؤولين بانتظار تحقيق عادل".

وقد يكون الأديب جمال جاسم أمين، محظوظا بسبب علاقاته، حيث تلقى تعاطفا وتفاعلا من قبل أصدقائه، بينهم أحد مستشاري رئيس الوزراء، والذي وعده بالتدخل ومعالجة الموقف، إلا ان هذا الفعل يذكّر من جديد بالقضايا التي يجري التفاعل معها، فيما تغيب عشرات من هذه الحالات عن الواجهة، ولا يتم تداولها وتذهب للنسيان.

تدخلات سياسية!

من جانبه، يقول الباحث في الشأن السياسي، د. سيف السعدي، ان "الجريمة بحق المهندس بشير هي جريمة بحق الإنسانية ويمكن ان تؤثر على صورة العراق في المحافل الدولية، لاسيما فيما يتعلق بحقوق الانسان، خصوصا وأن لدينا 28 سجنا وهذه السجون لا تتمتع بأدنى المستويات الصحية والاجتماعية على الرغم ان المادة 19 من الدستور اكدت على تجهيز السجون بكامل مستلزمات الرعاية الصحية والاجتماعية، وبأماكن مخصصة للإصلاح، لذلك سميت بدائرة الإصلاح، فالسجون هي للإصلاح وليس لارتكاب الجرائم".

ويضيف السعدي لـ"طريق الشعب"، ان "التدخل السياسي أثر في المؤسسة الأمنية تأثيرا كبيرا على الرغم من ان المادة 9 من الدستور اشارت الى ان المؤسسة الامنية لا تتدخل في الشؤون السياسية، لكن نجد أن هذه التدخلات اثرت كثيرا في مراحل التحقيق وحتى في الجوانب الإدارية والقضائية وسير إجراءات التحقيق".

ويواصل السعدي حديثه قائلاً ان حالة بشير كان للإعلام دور في تسليط الضوء عليها، فيما كانت هناك حالات أخرى مماثلة لحالة بشير ولم يتم تسليط الضوء عليها، وذهبت طي الكتمان والنسيان، على الرغم من المناشدات".

ويردف، أن الاعلام تعامل مع حالة بشير بشكل مهني، من اجل ابراز الحقائق.

رقيب على جهات انفاذ القانون!

وأشار السعدي الى ان "السجون بدأت تأخذ طابع الجرائم وانتشار الاوبئة والامراض وهناك شخصيات بريئة تم زجها في السجون ولم تكن تتعاطى المخدرات واصبحت من متعاطيها بالمقابل هناك سجون (VIP)".

ونبّه السعدي الى أن المادة (37 ج) من الدستور، تقول انه يحرّم جميع انواع التعذيب النفسي والجسدي، ولا يؤخذ بأي اعتراف انتزع بالإكراه، وعلى المتضرر مطالبة الجهات التي قامت بهذا الفعل بالتعويض.

واضاف أن المؤسسة الأمنية بحاجة الى مراجعة لاسيما السجون العراقية وبالتحديد اللجان التحقيقية، وهذا يتطلب تدخلا من قبل السلطة التنفيذية وممارسة اختصاصاتها، مشددا على ضرورة أن يكون هناك رقيب على جهات انفاذ القانون، لا سيما وزارة الداخلية.

وأنهى كلامه بالقول ان "رئيس مجلس الوزراء وجه الجهات التحقيقية بوضع كاميرات مراقبة، وهذا الاجراء لن يكون مجديا، فبالإمكان اغلاق هذه الكاميرات وتعطيلها، اذا ما كانت هناك نية لممارسة الانتهاكات".

ملاحقات واعتقالات

في الأيام الماضية، برزت أيضا حملة اعتقالات وملاحقات ترتبط في الغالب بأحداث تشرين عام 2019، بدأت في محافظة الناصرية بشكل مكثف، ثم انتقلت الى حالات فردية في محافظات اخرى.

وتطورت هذه الاحداث باعتقال ناشطين بارزين في التظاهرات، بتهم يقول المقربون وعوائل المعتقلين، انها كيدية وتستهدف النشاط الاحتجاجي الذي يأخذ بالاتساع لاسيما مع خروج تظاهرات وإضرابات قطاعية مختلفة، يخشى المتنفذون ان تتطور، وتعيد الزخم الذي حصل في تشرين.

وجرى اعتقال ناشط معروف من محافظة ذي قار، وتطويق منزل العائلة لايام من قبل قوة امنية مع استخدام قنابر دخانية واطلاقات نارية خلال عملية التطويق بحسب تصريحات العائلة وشهود عيان. ولاحقا ألقي القبض على شقيق الناشط في محافظة السليمانية بعد اصدار دعوى القاء قبض من محافظة الناصرية بتهم ترتبط هي الاخرى بتظاهرات تشرين. فيما يقول ناشطون انه يجري التحقيق معه بتهمة كيدية وهي الانتماء الى تنظيم داعش الإرهابي.

وفي بابل جرى اعتقال الناشط ضرغام ماجد وبعض المقربين منه بعد دعوى قضائية قدمتها نائبة عن المحافظة، لكن سرعان ما اطلق سراحه بعد ان احتشد عدد كبير من المتظاهرين أمام مبنى المحكمة، واضطرت على أثره النائبة لتقديم التنازل.

وتثير هذه التحركات مخاوف الكثير من الناشطين الذين يصفونها بالاستهدافات المقصودة، والتي ترتبط بحضور قوى فاسدة داخل المحافظات ومحاولة تعزيز حضورها التنفيذي والتشريعي قبيل الانتخابات المزمع اجراؤها في تشرين الأول 2025.

********************************************

راصد الطريق.. قرارات انتخابية.. ولا غير

تفتح المواسم الانتخابية شهية القيادات التنفيذية والتشريعية، فتعمد لاتخاذ قرارات عاجلة هدفها في الغالب كسب ود الناس لأجل الاستحواذ على أصواتهم، لكنها في معظم الأحول تلحق الضرر بالاوضاع عموما، بسبب ما يترتب عليها من التزامات تضعف الدولة ونظامها المؤسسي الهش.

وقد قرر مجلس الوزراء أخيرا، السماح لجميع الطلبة الراسبين في الصفوف المنتهية بأداء الامتحانات النهائية، بغض النظر عن عدد مواد الرسوب. وتلقف الخبر عديد من النواب والمسؤولين مرحبين مهللين، وروجوا له باعتباره ثمرة لجهودهم. لكن أحدا لم يفكر في ما يمكن ان يسببه هذا القرار للعملية التربوية في الحاضر والمستقبل.

ان القطاع التربوي يعاني في الوقت الحاضر من انهيار شبه تام، بسبب ما خلفته السياسات الفاشلة لمنظومة المحاصصة والفساد، ولسان حال التربويين يردد: ما احوجنا الى آلاف المدارس لفك الاختناقات. وقبل أيام اضرب المعلمون عن الدوام بسبب ظروفهم المعيشية والحياتية الصعبة، وتقادم المناهج التعليمية، والنقص الحاد في الكوادر التربوية، وانتشار التعليم الأهلي غير الرصين، وغير ذلك من ازمات عديدة وكبيرة.

فهل صار وضعنا التربوي ضحية للقرارات الانتخابية؟ ام اننا بحاجة الى مأسسة حقيقة للنهوض بهذا القطاع؟

*************************************************

تهنئة

‎بمناسبة حلول عيد رأس السنة الإيزيدية ،نتقدم  بأحر التهاني واصدق التبريكات إلى الاخوة والإخوات الإيزيديين  في العراق والعالم، متمنين لهم، عيدا سعيدا مفعما بالخير والمحبة والسلام والفرح وأن تكون هذه المناسبة نهاية لمعاناتهم وأحزانهم.

‎ونجدد، بهذه المناسبة السعيدة دعمنا ومساندتنا لهم ووقوفنا معهم، لتحقيق مطالبهم العادلة، والعمل الجاد لنيل حقوقهم كاملة وتعويضهم عن ما لحق بهم من مآسي على أيدي تنظيم داعش الارهابي ، داعين السلطات التشريعية والتنفيذية الى سن القوانين التي تضمن ذلك

‎كل عام وانتم بخير

‎وعيد سعيد

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١٥ نيسان ٢٠٢٥

**********************************************

سائقو مركبات الطابوق يغلقون الطريق في الناصرية

بغداد _ طريق الشعب

شهدت محافظات عدة، خلال الأيام الماضية، فعاليات احتجاجية متنوعة نظمها عاملون وموظفون ومتقاعدون في قطاعات خدمية وصناعية مختلفة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المتأخرة، وتحسين أوضاعهم المالية، وتثبيتهم على الملاك الدائم.

************************************************

الصفحة الثانية

أحزاب مسيحية تطالب بتحويل سهل نينوى إلى محافظة

نينوى – طريق الشعب

طالبت مجموعة من الأحزاب بتحويل منطقة سهل نينوى إلى محافظة ادارية، في إطار تعزيز اللامركزية الإدارية وتوسيع صلاحيات المحافظات في العراق. وقال بيان مشترك لحزب اتحاد بيت نهرين الوطني، والحركة الديمقراطية الآشورية، وحزب بيت نهرين الديمقراطي، والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري: ان "العراق يتجه نحو اللامركزية الإدارية وتوسيع صلاحيات المحافظات، وهذا في حد ذاته جزء من النظام الديمقراطي السليم، حيث تمنح المحافظات صلاحيات تقوم من خلالها بتطوير المحافظة على مختلف الأصعدة". واشادت الأحزاب بتحويل قضاء حلبجة الى محافظة، فيما طالبت مجلس النواب بتشريع قانون استحداث محافظة سهل نينوى، استناداً إلى قرار مجلس الوزراء المتخذ في جلسته المنعقدة في ٢١ كانون الثاني ٢٠١٤ واسترشاداً بالمادة ۱۲٥ من الدستور العراقي وقانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم ۲۱ لسنة ۲۰۰۸.  وأكدت الأحزاب في بيانها الذي حصلت "طريق الشعب" على نسخة منه، ان ذلك "يهدف الى تحقيق العدالة والمساواة بين كافة مكونات الشعب العراقي باعتباره حقا اداريا وليس تفضيل فئة على اخرى وممارسة التمايز القومي او الطائفي ضد المكونات القومية والدينية الأخرى من أبناء الشعب العراقي، وهي الممارسات عينها التي مارسها النظام الديكتاتوري الفاشي البائد". وأكدت، ان "شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ناضل وقدم التضحيات الجسام للتخلص من الديكتاتورية المقيتة وبناء نظام ديمقراطي عادل وحر، ليكون غطاء لحقوق الجميع. وقد حان الوقت الآن لتستثمر تضحيات ومعاناة شعبنا وبقية مكونات سهل نينوى التي عانت من المظالم والمذابح والتهجير القسري، وتنال حقوقها العادلة والمشروعة وتحافظ على خصوصيتها الثقافية واللغوية والدينية والقومية"، مصرين على "عدم التنازل عن هذا الحق الدستوري والسياسي والتاريخي".

***********************************************

عمال سمنت المثنى يطالبون بزيادة الأجور.. متقاعدو البيشمركة يحتجون على تأخر المستحقات

بغداد _ طريق الشعب

شهدت محافظات عدة، خلال الأيام الماضية، عدة فعاليات احتجاجية نظمها عاملون وموظفون ومتقاعدون في قطاعات خدمية وصناعية مختلفة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المتأخرة، وتحسين أوضاعهم المالية، وتثبيتهم على الملاك الدائم.

سائقو مركبات الطابوق

ففي محافظة ذي قار، نظّم العشرات من سائقي مركبات الحمل لنقل الطابوق، وقفة احتجاجية على الطريق العام شمال مدينة الناصرية، اعتراضًا على إجراءات تحديد وزن الحمولة التي تفرضها محطة الميزان الخارجي في قضاء الفجر.

وأغلق المحتجون جزءًا من الطريق بشكل جزئي، مطالبين الجهات المعنية بـ"إعادة النظر في آلية تحديد الأوزان"، ومنحهم زيادة معقولة في الوزن تأخذ بعين الاعتبار طبيعة حمولاتهم من مادة الطابوق، وسعة كل مركبة.وقال أحد السائقين المشاركين في الوقفة، إنهم يعانون من توقف أعمالهم منذ ثلاثة أيام بسبب هذه الإجراءات، موضحًا أنهم ينقلون الطابوق من معامل قضاء قلعة سكر، ويُجبرون على قطع مسافة إضافية تقدر بـ 60 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا للخضوع لفحص الوزن في محطة قضاء الفجر، قبل السماح لهم بدخول مركز المحافظة.

وناشد المحتجون الجهات الحكومية المختصة بإيجاد حلول عاجلة لمشكلتهم، ودعوا إلى اعتماد معايير جديدة أكثر مرونة تراعي ظروف العمل واحتياجات السوق، وتُحدد الأوزان بما يتناسب مع طبيعة الشحن من المعامل، دون الإضرار بالمركبات أو تعطيل مصالح المواطنين.

عمال معمل أسمنت

وفي محافظة المثنى، نظم عدد من عمال أحد معامل الأسمنت في منطقة المملحة، وقفة احتجاجية للمطالبة بـزيادة الأجور المالية الخاصة بهم، بما يتناسب مع جهودهم وظروف العمل الصعبة.

ورفع العمال خلال وقفتهم لافتات تطالب بـ"إعادة النظر في سلم الرواتب وتحسين مستحقاتهم الشهرية"، مؤكدين أن الأجور الحالية لا تواكب ارتفاع تكاليف المعيشة، ولا تعكس حجم الجهد المبذول في بيئة العمل الصناعية.

وطالب المحتجون إدارة المعمل والجهات المعنية بـ"الاستجابة السريعة لمطالبهم المشروعة"، داعين إلى فتح باب الحوار وتشكيل لجنة لمراجعة العقود والأجور، بما يضمن حقوق العمال ويحسن أوضاعهم المعيشية. وأكد عدد من المشاركين في الوقفة أنهم سيواصلون تحركاتهم السلمية حتى يتم تلبية مطالبهم، مشيرين إلى أن العمال هم العمود الفقري لعملية الإنتاج، ومن الواجب دعمهم وتقديرهم مادياً ومعنوياً.

موظفو عقود كهرباء الموصل

وفي مدينة الموصل، نظم العشرات من موظفي العقود بصفة قرّاء مقاييس الكهرباء، وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة العامة لتوزيع كهرباء الشمال في حي الوحدة بالجانب الأيسر من المدينة، مطالبين بـتثبيتهم على الملاك الدائم أسوة بزملائهم في باقي المحافظات.

وقال المحتجون إنهم تم تعيينهم بموجب عقود منذ عدة سنوات على أساس تخصيصات لحملة الشهادة المتوسطة، إلا أن الغالبية منهم من خريجي الكليات وحملة الشهادات العليا، ومع ذلك ما زالوا يتقاضون أجورًا شهرية لا تتجاوز 300 ألف دينار. وأشاروا إلى أنهم يواصلون عملهم منذ أكثر من خمس سنوات دون تثبيت، رغم إدراجهم ضمن موازنة عام 2023، مؤكدين عزمهم الاستمرار في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم و"إنصافهم وظيفيًا". وطالب الموظفون الحكومة والجهات المعنية في وزارة الكهرباء بـ"الالتفات لمعاناتهم المزمنة"، واتخاذ خطوات جدية تضمن تثبيتهم ومنحهم حقوقهم الوظيفية أسوة بزملائهم في المحافظات الأخرى.

متقاعدو البيشمركة

وفي محافظة السليمانية، نظّم عدد من متقاعدي قوات البيشمركة من تشكيلات السبعين والثمانين ووزارة البيشمركة، وقفة احتجاجية أمام مبنى مديرية التقاعد، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ إحالتهم إلى التقاعد في عام 2019.  وقال المقدم طه عزيز، المتحدث باسم المحتجين خلال مؤتمر صحفي، إن المتقاعدين "لم يتسلّموا مستحقات التقاعد لمدة 18 شهراً، إلى جانب الرواتب المتراكمة مقابل الإجازات السنوية غير الممنوحة".

وأوضح أن المتقاعدين لم يحصلوا أيضًا على مخصصات الزواج والشهادات الدراسية، إضافة إلى امتيازات الترقيات الوظيفية التي حصل عليها عدد كبير منهم قبل التقاعد وبعده، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة تقتصر على محافظة السليمانية دون أربيل ودهوك أو بقية مناطق العراق.

وطالب المحتجون حكومة إقليم كردستان بـ"الإسراع في صرف جميع المخصصات والامتيازات المتأخرة"، لافتين إلى أن عدد المتضررين يتراوح بين 13 و15 ألف متقاعد.

كما حذّر المتقاعدون من اتخاذ خطوات تصعيدية محتملة في حال استمرار التجاهل الرسمي لمطالبهم، مؤكدين أن حقوقهم المالية والقانونية ليست منّة بل استحقاق قانوني يجب الإيفاء به.

****************************************

مالية البرلمان: الحكومة تتحدانا.. بعدم إرسال جداول موازنة 2025

بغداد ـ طريق الشعب

قالت اللجنة المالية النيابية، أمس، إن الحكومة لم تحدد حتى الآن موعدا لإرسال جداول موازنة 2025، فيما حذرت من الإبقاء على الـ70 دولارا كسعر تخميني لبيع النفط، لأن ذلك سيدخل البلاد في عجز مالي كارثي، ويضطر الحكومة لإنفاق الايرادات المالية على الرواتب فقط.

وحذر ناشطون من عدم ارفاق الحسابات الختامية مع جداول الموازنة، عادين ذلك تجاوزاً على الدستور وقرار المحكمة الاتحادية.

وطالبوا برفض الجداول دون الحسابات الختامية للاعوام السابقة، من اجل الاطلاع على حجم الانفاق وابوابه بشكل فعلي وليس تخمينياً.

سعر برميل النفط

وحذرت اللجنة المالية النيابية، أمس الأربعاء، من عدم تعديل سعر برميل النفط في الموازنة العراقية الاتحادية العامة إثر الانخفاض الحاصل في أسعار النفط العالمية.

وذكر عضو اللجنة، جمال كوجر، أن "سعر برميل النفط كان محدداً في قانون الموازنة العامة 70 دولاراً للبرميل، وكان سعر برميل النفط في حينها أكثر من 70 دولاراً، ولم يتم بعد معرفة هل عدلت الحكومة سعر برميل النفط في الموازنة أم لا".

وأشار كوجر، إلى أن "الموازنة التشغيلية في الدولة العراقية 90 تريليون دينار فقط، وأن سعر برميل النفط إذا انخفض دون 60 دولاراً ولم يتم معالجة ذلك فهذا سوف يؤدي إلى دخول البلاد في أزمة مالية، وأن الحكومة ستصرف الإيراد المالي للنفط على رواتب الموظفين فقط".

وعن مصير جداول الموازنة، أوضح النائب، أن "جداول الموازنة تأخرت في مجلس الوزراء ولم يتم بعد تحديد موعد إرسالها إلى مجلس النواب".

نائب: الحكومة تتحدانا!

فيما قال زميله في اللجنة ذاتها، النائب سعد النوبي، إن "اللجنة المالية النيابية استضافت خلال الفترة الماضية كلاً من: وزير التخطيط محمد تميم، ووزيرة المالية طيف سامي، لمناقشة جداول قانون الموازنة العامة للعام 2025، وقد أبلغ الوزيران اللجنة بإرسال الجداول إلى مجلس الوزراء".

وأضاف، "لكننا حتى الآن نلاحظ تأخر الحكومة في عدم إرسال جداول الموازنة إلى البرلمان لمناقشتها والتصويت عليها"، معتبراً أن "هناك تحدياً واضحاً من قبل الحكومة يتمثل بعدم إرسال الجداول إلى البرلمان دون معرفة الأسباب".

تبرير حكومي

وكشف المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح، امس الأربعاء، عن أسباب تأخير إرسال جداول موازنة 2025 الى مجلس النواب حتى الآن، مؤكدا أن الأمر يتعلق بتعديلات تخص تكاليف استخراج ونقل نفط إقليم كوردستان، مما تطلب إعادة سُبل الاحتساب. وأضاف أنه "لا يخفى ان بوادر حصول دورة أصول نفطية باتجاه الهبوط بأسعار النفط العالمية يأتي بعد التطورات الجيوسياسية في منطقة الحرب الروسية الاوكرانية والشرق الاوسط، واستثناء النفط والغاز من الحروب التجارية الامريكية، وقيام منظمة البلدان المنتجة والمصدرة للنفط (اوبك+) بازالة قيد حصص الإنتاج على الأعضاء جميعها".

وكانت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية، كشفت أمس الاول الثلاثاء، عن توجه عراقي لإعادة تعيين سعر برميل النفط في موازنة عام 2025. ووفقا لتقرير نشرته الوكالة فإن "مسؤولين عراقيين اكدوا لها، ان الحكومة تبحث الآن إعادة تعيين سعر برميل النفط في الموازنة المتبقية لعام 2025 بهدف التوصل إلى معرفة حقيقية لقدرة الحكومة على دفع التكاليف التشغيلية وأهمها الرواتب بناء على أسعار النفط الجديدة".

اجتماع مرتقب نهاية الأسبوع

من جانبه، كشف رئيس ديوان مجلس وزراء حكومة إقليم كردستان أوميد صباح، أمس الأربعاء، عن اجتماع مهم سيُعقد يوم السبت المقبل بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان لمناقشة ملف تصدير نفط الإقليم، وذلك بحضور ممثلي الشركات النفطية العاملة في الإقليم.

******************************************

الشيوعي العراقي يستقبل رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني

بغداد – طريق الشعب

استقبل الرفيق ياسر السالم سكرتير لجنة العلاقات الوطنية، أمس الاربعاء، رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني والنائب السابق جوزيف صليوا سبي في مقر الحزب ببغداد.

وتحدث السالم عن أهمية توحيد جهود القوى المدنية والوطنية في الانتخابات النيابية المقبلة، وتطرق الى الأوضاع السياسية بصورة عامة وما تمر به مكونات الشعب العراقي من الكلدان السريان الآشوريين بصورة خاصة.

من جانبه، أشاد جوزيف صليوا بالعلاقات بين الحزبين، وتطرق إلى انتخابات مجلس النواب العراقي 2025 وبالخصوص انتخابات كوتا الأقليات، مشدداً على أهمية احترام تضحيات الكلدان السريان الآشوريين، ومنحهم حقوقهم المشروعة واحترام خصوصيتهم الثقافية واللغوية والدينية والقومية.

وشارك في اللقاء الرفيق علي صاحب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، بالإضافة الى السيد مآرب عماد حنو عضو المكتب التنفيذي ضمن وفد حزب اتحاد بيث نهرين الوطني.

***********************************************

كل خميس.. الأوليغارشية والنهّابون  وصوت الاحتجاج المتصاعد

جاسم الحلفي

ليس الصمت الذي يخيّم على العراق علامة رضا، ولا السكوت في الأحياء الفقيرة دليلاً على القبول أو الخضوع للأمر الواقع. فالسكون الظاهري ليس ضعفاً ولا استسلاماً، بل هو صرخة مكبوتة تعكس حجم القهر الذي تعرّضت له الفئات المنهوبة، التي جُرّدت من أبسط مقومات العيش الكريم، وسُلبت حتى أدوات الاعتراض والتعبير.

لقد أصبح الفقراء أسرى ظروفهم القاسية، في بلد تحكمه أقلية أوليغارشية تستحوذ على الثروة والسلطة، وتدير الدولة بمنطق الغنيمة، لا بمنطق المسؤولية. أما الاقتصاد، فقد تحوّل إلى ريعي متخلّف، لا يعرف تنمية وإنما يوزّع الريع بحسب الولاءات والمصالح الضيقة، ويعيد إنتاج التفاوت والظلم بشكل منهجي. فهو اقتصاد عطّل الإنتاج، وكرّس التبعية، وخنق كل إمكانية لنموٍّ متوازن أو عدالة اجتماعية. وهكذا تحوّلت الثروة الوطنية إلى أداة لتغذية الأقلية المتخمة، التي تدير الدولة كإقطاعية حديثة، حيث تُحتكر السلطة، ويُقصى المجتمع، وتُقصّر العدالة.

طغمة الحكم الطفيلية التي استباحت المال العام، ترى في الكتلة الاجتماعية الأكبر من الكادحين والمهمّشين عبئاً زائداً ينبغي تدجينه أو تجاهله، لا ضحايا جديرين بالإنصاف أو الاعتراف. انه اقتصاد بلا إنتاج، وسياسة بلا عدالة، وتنمية غائبة منذ عقود، بينما تتسع الهوة الطبقية بين أقلية نهّابة وغالبية مسحوقة.

 فبحسب نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي لعام 2024 الذي نفذته وزارة التخطيط، بلغ متوسط دخل الفرد شهريا نحو 201 ألف دينار، بينما بلغ متوسط إنفاقه 248 ألف دينار، أي بعجز شهري يتجاوز 47 ألف دينار للفرد الواحد. هذا العجز لا يعكس فقط اختلال التوازن الاقتصادي، بل يكشف أيضاً عن انسداد الأفق أمام العائلة الفقيرة، التي باتت عاجزة عن توفير الحد الأدنى من احتياجاتها الأساسية. وما يزيد الطين بلّة، أن نسبة الفقر في عموم العراق بلغت 17.5بالمائة، مع تفاوت كبير بين المحافظات، حيث سجّلت المثنى أعلى نسبة بلغت 40بالمائة، في حين لم تنخفض النسبة في العاصمة بغداد دون 13 بالمائة. وهي أرقام تفضح الخلل العميق في بنية الدولة، وتضع علامات استفهام كبرى على جدوى السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتّبعة.

هنا، لا يحتاج الفقراء إلى لغة خطاب أو بيانات نارية. فقد صار الفقر نفسه بياناً طبقياً، يفضح طبيعة النظام الاقتصادي - السياسي القائم، ويكشف مدى اختلال ميزان العدالة بين من يملكون كل شيء، ومن لا يملكون حتى الحقّ في الحلم. انه نظامٌ لا يكتفي بإفقار الناس، بل ويشرعن الفقر ويزوّقه، ويحمّل الضحية مسؤولية ما لحق بها، في أبشع صور قلب الحقائق وتزييف الواقع.

ان الصمت الذي يلف مدننا ليس وراءه هدوء، بل قهرٌ متراكم، ووجعٌ عميق.

والهوة بين من يملكون كل شيء، ومن لا يملكون شيئاً، إذا بلغت مداها فلا تُسكن بالوعود، ولا تُدار بكلمات التهدئة، ولا تُرَقَّع بالمبادرات الفوقية.

وحين تصرخ الطبقات المسحوقة، سيكون لصوتها ثقل الجبال وهول الطوفان.

*******************************************

تعزية

تعزي لجنة الرقابة المركزية ببالغ الحزن والألم رفيقها  ثامر الشيخ داود ( أبو فراس) بوفاة ابنة شقيقه (رنا مؤيد الشيخ داود) اثر مرض لم يمهلها طويلا، للفقيدة الذكر الطيب دوما ولرفيقنا وعائلته جميل الصبر والسلوان

لجنة الرقابة المركزية

**********************************************

الصفحة الثالثة

طالبوا بتضمينه ضرائب وغرامات على المخالفين بيئيون: تعديل قانون حماية وتحسين البيئة غير كافٍ لمواجهة الملوّثات

بغداد - طريق الشعب

بينما يواجه العراق واحدة من أسوأ الأزمات البيئية في تاريخه الحديث، وسط تصاعد معدلات التلوث وتفاقم آثار التغيّر المناخي، تبرز الحاجة إلى مراجعة شاملة للتشريعات البيئية القائمة.

وبرغم الشروع في تعديل قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009، إلا أن هذا التعديل يثير انقساماً في الآراء، بين من يراه غير كافٍ لمعالجة التدهور البيئي، ومن يعتبره خطوة ضرورية نحو بناء إطار قانوني يُمكّن من التعامل مع الكارثة البيئية المتفاقمة في البلاد.

كارثة مزمنة

ويعاني العراق منذ سنوات من تحديات بيئية حادة، نتيجة تضافر عوامل متعددة، في مقدمتها التغيرات المناخية، وتقلص مناسيب المياه، وتوسع النشاطات الصناعية والنفطية على حساب الرقعة الزراعية. وتشير التقارير إلى ارتفاع نسب الأمراض المرتبطة بالتلوث، كالأمراض السرطانية والتنفسية، لا سيما في المحافظات الجنوبية المنتجة للنفط.

وبرغم تشريع قانون حماية وتحسين البيئة عام 2009، فإن هذا القانون لم يشهد تعديلات جوهرية تُراعي المستجدات البيئية التي طرأت خلال السنوات الأخيرة. وفي ضوء ذلك، جرى تقديم مشروع لتعديل القانون، إلا أن بعض الجهات البيئية والحقوقية ترى أن المقترحات الحكومية المطروحة لا ترتقي إلى مستوى الأزمة، وتطالب بإضافة فصول جديدة، مثل فرض “الضريبة البيئية” ومبدأ “الملوّث يدفع”، إلى جانب تفعيل الصناديق التمويلية المحلية وتعزيز صلاحيات وزارة البيئة.

وبينما تتواصل المداولات داخل البرلمان بشأن هذا التعديل، تبقى البيئة العراقية رهينة تعقيدات قانونية وضعف إداري ومالي، وتراجع الأولويات الحكومية أمام ما تعتبره منظمات بيئية “كارثة مزمنة” تهدد صحة الإنسان وموارد البلاد الطبيعية.

قانون قاصر

في هذا الشأن، أكد رئيس منظمة “الحقوق الخضراء” فلاح الأميري أن قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009، ورغم كونه من القوانين المهمة، بات غير كافٍ لمواجهة التحديات البيئية المتفاقمة في العراق، خصوصاً في ظل التغيّرات المناخية والتوسع الكبير في النشاطات النفطية والصناعية والاستثمارية.

وقال الأميري، إن “القانون بصيغته الحالية لم يعد ملائماً لحجم التدهور البيئي الذي يشهده العراق، خصوصاً في المحافظات المنتجة للنفط، ويجب أن يُعدّل ليواكب طموحات المجتمع ويعزز الحماية البيئية فعلياً”. وأشار في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى أن منظمته أعدت "مسودة قانون بديل وورقة سياسات بيئية، وقد تم تسليمها إلى لجنة الصحة والبيئة البرلمانية ممثلة بالنائب ماجد شنكالي، وإلى وزارة البيئة من خلال الوكيل الفني الدكتور جاسم الفلاحي، وقد لاقت الورقة ترحيباً أولياً من الطرفين".

وبيّن الأميري أن من أبرز ما تضمنته الورقة “إضافة فصل جديد بعنوان (الملوث يدفع)، يتناول فرض الضريبة البيئية على الجهات المتسببة بالتلوث، سواء كانت شركات نفطية أو مصانع أو مشاريع استثمارية، مع وضع أدوات ردع مالية ومحاسبة واضحة”.

وأوضح، أن من شأن هذا الفصل أن "يخلق مورداً مالياً جديداً لوزارة البيئة، التي تعاني حالياً من ضعف التخصيصات وعدم قدرتها على تنفيذ مشاريع بيئية استراتيجية، ليتحول دور الوزارة من استهلاكي إلى منتج وممول ذاتياً”. وانتقد الأميري التعديل الحكومي الأخير المعروض على مجلس النواب، قائلاً: “ما طُرح لا يتناسب مع حجم الكارثة البيئية وتطوراتها، ولم يتم التصويت عليه أو مناقشته بسبب عدم اكتمال النصاب في جلسة كانت مقررة خلال شهر رمضان، والآن تجري مداولات بشأنه بين الجهات المعنية”.

الجنوب يواجه كارثة بيئية

وزاد بالقول أن القانون بصيغته الحالية "لا يراعي التحولات البيئية الكبيرة التي طرأت، مثل جفاف الأهوار، وتوسع عمل الشركات النفطية على حساب الزراعة والمواطن، وانتشار الأمراض الناتجة عن التلوث مثل السرطان، والعجز الكلوي، والأمراض الجلدية والتنفسية".

واختتم الأميري بالقول: “نأمل أن تتبنى الجهات العليا، بما فيها الحكومة ومجلس النواب، تعديلات جوهرية على قانون البيئة، تتماشى مع المعايير الدولية، وتُنشئ صناديق تمويل محلية في المحافظات عبر قانون 21 لسنة 2008، وتعزز من قدرة وزارة البيئة على حماية الإنسان والتنوع الحيوي، وتعويض المتضررين من التلوث، لا سيما في جنوب العراق الذي يواجه كارثة بيئية متراكمة منذ عقود”.

استجابة برغم التحديات

فيما يجد الخبير في الشأن البيئي، احمد صالح، أن "مشروع قانون تحسين البيئة يُعد من القوانين المهمة والضرورية التي تحتاجها البيئة العراقية، بغض النظر عن حجم التدهور البيئي أو مدى تناغم المشروع مع التحديات والمعطيات القائمة في الواقع البيئي".

ويعتبر صالح في حديث لـ "طريق الشعب"، أن القانون "يُمثل خطوة في الاتجاه الصحيح ومبادرة عملية، تُشكل درجة على سلّم الوصول إلى بيئة متناغمة"، مشددًا على "أهمية وجود إطار قانوني واضح نستند إليه لتحقيق نتائج ملموسة، بدلًا من الاكتفاء بإلقاء اللوم على أخطاء الحكومة أو الفلاحين أو الجهات المسببة للانبعاثات الغازية والنفايات".

ويقول، أن هذا القانون "يُتيح للمواطنين والناشطين في المجال البيئي إمكانية تقديم الشكاوى ورفع الدعاوى القضائية، كما يوفر تسهيلات للعمل البيئي".

ويخلص الى الاعتقاد أن هذا المشروع "يمثل ضرورة حتمية، مهما كانت التحديات، ومهما كانت التحولات الحاصلة على أرض الواقع”.

**********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

العراق والسياسات المتوازنة

لصحيفة "ذي ناشينول" الناطقة بالإنكليزية، كتبت مينا الدروبي مقالاً حول السياسة التي تتبعها الحكومة العراقية تجاه الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، ذكرت فيه بأن بغداد إتخذت منهجاً متعدد الأطراف في موازنة العلاقات الإقليمية، رغم ما يواجهها وما يُنتظر أن يواجهها من ضغوط أمريكية للحد من العلاقات مع إيران.

المتغيرات في المنطقة

وأشارت الكاتبة إلى أن تراجع نفوذ طهران في الشرق الأوسط بسبب ما جرى في لبنان وغزة واليمن في الأونة الأخيرة، قد زاد من أهمية العراق للطرفين المتصارعين، حيث تريد طهران الحفاظ على مكانتها المتميزة في سياساته الإقليمية، فيما تسعى واشنطن لتحطيم هذه المكانة، وهو ما عبّر عنه بوضوح ما يسمى "قانون تحرير العراق من إيران" والذي قدمه إلى الكونغرس النائب الجمهوري جو ويلسون والنائب الديمقراطي جيمي بانيتا ودعيا فيه إلى إنشاء "استراتيجية مشتركة بين الوكالات" حول هذا الموضوع.

ورأت الكاتبة بأن الضغط الأمريكي سيشتد تزامناً مع المفاوضات التي تجريها واشنطن مع الإيرانيين، والتي ستتضمن إلى جانب المشروع النووي كقضية رئيسية، نفوذ الجماعات المسلحة الحليفة لطهران في الشرق الأوسط.

ونقلت الكاتبة عن خبراءٍ قولهم بأن بغداد لا ترغب في الانضواء تحت أي نفوذ منفرد، خاصة وإن لطهران حلفاء كبارًا في العراق الذي تعتبره دولة مهمة لها استراتيجياً، إذ يتيح لها الوصول إلى الأسواق المالية الدولية، ويمثل وسيلة لتصدير جميع أنواع السلع، بما في ذلك النفط والغاز.

الموازنة السياسية

وأشار المقال إلى أن الحكومة العراقية الحالية، ورغم هيمنة أحزاب الإطار التنسيقي عليها، اتخذت موازنة معقدة في علاقاتها الخارجية بسبب هشاشة الدولة. وبدا هذا المبدأ أكثر وضوحاً من أي وقت مضى وذلك لضمان ألا تؤثر التوترات الأمريكية الإيرانية سلبًا على العراق أو تحوله إلى ساحة صراعات خارجية. وتعرب الحكومة عن اعتقادها بأن إيران تدرك التزام العراق الراسخ بالحفاظ على استقلاله في مختلف القطاعات، وبأنها ترحب بأي مفاوضات أو حوار بينها وبين واشنطن، بل وتعرب عن استعدادها لدعم الجهود التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاهمات متبادلة، وتساعد المنطقة على تجنب المزيد من الحروب.

تنويع مصادر الطاقة

وأعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن محاولات العراق تنويع مصادر دخله يتعارض مع المصالح الإيرانية، وهو تعارض مؤثر بشدة بسبب ما للجارة الشرقية من نفوذ راسخ في الدولة والسياسة العراقية. وينسحب ذلك على محاولات بغداد تنويع مصادرها من الطاقة لا سيما بعد أن ألغت واشنطن الإعفاء من العقوبات الذي يسمح لبغداد باستيراد الكهرباء من إيران، مع الإبقاء على إعفاء الغاز الطبيعي الإيراني. ومن الجدير بالإشارة هنا إلى أن بعض المراقبين يرون في ذلك فرصة سانحة للحكومة العراقية لتنويع علاقاتها الاقتصادية وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع الدول الأخرى.

وذّكرت الكاتبة بخطوة العراق في هذا السياق والمتمثلة بتوقيع اتفاقيتين مع شركتين أمريكيتين لإنتاج 27 ألف ميغاواط من الكهرباء مع اقتراب فصل الصيف لتجنب انقطاع التيار الكهربائي، مستدركة بالقول إن واردات الكهرباء والغاز الإيرانية، والتي شكلت ما يصل إلى 40 في المائة من إمدادات العراق في عام 2023، تبقى ضرورية لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة، وإن كل الضغوط والجهود، سوف لن تحقق مرادها بين ليلة وضحاها حيث من المرجح أن تظل بغداد معتمدة على إيران في إمدادات الطاقة لفترة من الوقت.

علاقات فاترة

ووصف المقال العلاقات بين بغداد وواشنطن بالفاترة، حيث لم تُجرَ أي اجتماعات أو زيارات رفيعة المستوى من إدارة ترامب للعراق، وحيث يُعتقد بأن هذه الإدارة تنظر إلى العراق كجزءٍ من الملف الإيراني، وهو ما أدى إلى فشل مساعي حكومة بغداد بتحقيق اختراقٍ في العلاقة مع واشنطن، رغم توقعاتٍ بأن تُحدث الصفقات الجديدة مع جنرال إلكتريك فيرنوفا ويو جي تي رينيوابلز، مثل هذا الإختراق وتُسهم في دفع العلاقات إلى الأمام بطريقةٍ ما، على الجانب الاقتصادي على الأقل، قبل أن تتطور لتشمل الجانب السياسي.

*********************************************

عين على الاحداث

رجعت حليمة

مرة أخرى يذّكر تصاعد الخطاب الطائفي والمناطقي بقرب دخول البلاد سباقاً إنتخابياً مبكراً، حيث تعالت أصوات قنوات فضائية ومواقع إلكترونية في الدعوة لتغييرات ديمغرافية وعمليات تهجير أو في الإساءة لرموز دينية وقومية ذات مكانة كبيرة. وإذ تعّبر هذه الحالة تعبيراً دقيقاً عن فشل المتنفذين في تحقيق أي منجز لناخبيهم وإفتضاح عجز منظومة المحاصصة التي إحتموا في ظلها لعقدين من السنين، تدعو الناس لإسقاط الطائفيين في الانتخابات، وتحمّل القضاء وكل الحريصين على السلم الأهلي، مسؤولية لجم هؤلاء بقانون مكافحة الإرهاب الذي تعتبر المادة 4 منه، إثارة الفتنة الطائفية عملاً إرهابياً.

لتستيقظ أسود الرافدين

تراجع المنتخب العراقي لكرة القدم ثلاثة مراكز في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) لشهر نيسان، محتلاً المركز 59 عالمياً بعد أن خسر 29.46 نقطة، ليصبح أكثر منتخب فقد نقاطا بين جميع المنتخبات الـ 210 المدرجة في التصنيف. وفيما تتحدث المصادر المطّلعة عن نزاع بين جبهتين داخل الاتحاد العراقي، حول سبل ايقاف هذا التراجع والجهود المطلوبة لإستعادة مكانة المنتخب الذي تنتظره مباريات صعبة في تصفيات بطولة كأس العالم القادمة، يتطلع الناس الى شعور الجميع بالمسؤولية ومساهمتهم الجماعية في تطهير هذا الميدان الهام من الفساد والمحاصصة والتمييز، وتغليب تكافؤ الفرص والمصلحة الوطنية على كل الإعتبارات والمصالح. 

مجرد سؤال!

التقى في أنطاليا مؤخراً وفدان عراقي وتركي لدراسة سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في دعم الاستقرار الإقليمي، وذلك في إطار الاجتماع الخامس للآلية الأمنية رفيعة المستوى. هذا وفي الوقت الذي لم يتطرق فيه وزير خارجية أنقرة، وهو يستعرض نتائج الاجتماع، سوى لمشكلة حزب العمال الكردستاني المعارض للحكومة التركية، تساءل الناس عما إذا كان التواجد غير الشرعي للقواعد العسكرية التركية على أراضينا والإعتداءات المتواصلة التي ترتكبها ضد مواطنينا وحجب أنقرة لحصتنا المشروعة من مياه الرافدين، لا تعّد عوامل مقلقة للاستقرار الأقليمي، بحيث كان "طبيعياً" أن ينسى المجتمعون مناقشتها.

حية ودرج

فيما تواصل مجالس المحافظات قراراتها بعزل رؤوسائها والمحافظين، تشهد ساحات محاكم القضاء الإداري احكاماً مختلفة بإعادتهم الى مناصبهم ليُعزلوا ثانية ويعاودوا التقاضي من جديد، وهو ما جرى في ديالى ونينوى وكركوك والديوانية وذي قار وواسط والحبل على الجرار. هذا وفي الوقت الذي توفر فيه هذه المشاكل ذريعة أخرى لتقاعس مجالس المحافظات عن إنجاز المهام التي "أنتخبت" من أجلها، تثير تساؤلات عن مدى الضعف التي تعانيه في مجال المعرفة القانونية بصلاحياتها من جهة وعن حجم وعمق الصراع على تقاسم المغانم ومواقع النفوذ الذي تعيشه المحافظات، المبتلاة بالفساد والمحاصصة وهيمنة الفاشلين ونقص الخدمات.

نجاح منقطع الضمير

رغم مرور 17 عاماً على الموعد النهائي الذي حددته وزارة البيئة لتنظيف المساحات الملوثة بالألغام، مازال الأمر بعيداً عن المنال بسبب قلة التخصيصات المالية وفقدان الخرائط الخاصة بمواقع المخلفات الحربية. هذا وفيما لم تحقق الجهود التي بذلت في هذا المجال سوى عن تطهير 20 في المائة من المساحات الملوثة، قدّرت دائرة شؤون الألغام عدد الضحايا منذ عام 2003 بأكثر من 43000 بين قتيل ومعاق بينهم عدد من الخبراء في مجال رفع الألغام، محذرة من اشتداد المشكلة تعقيداً جراء السيول والانجرافات التي نجم عنها ما يسمى بـ”هجرة الألغام” وتلويثها مساحات جديدة.

***********************************************

الصفحة الرابعة

زراعة ميسان لـ{طريق الشعب}:  أغنى أراضي العراق الزراعية تواجه كارثة حقيقية

بغداد – تبارك عبد المجيد

تشهد محافظة ميسان في السنوات الأخيرة أزمة جفاف خانقة، ضربت بشكل خاص المناطق القريبة من الأهوار، ما أدى إلى تغيّر واقعها الزراعي والسكاني، بشكل جذري.

وتعاني المحافظة، منذ أكثر من سنتين، من أزمة مياه خانقة بسبب خفض حصصها المائية، حيث قامت إيران بوقف تدفق المياه إلى هور الحويزة، وتحويلها إلى البصرة. هذا التغيير الحاد في مجرى المياه أدى إلى جفاف الهور بشكل كامل، وإلى توقف النشاطات الصيدية في المنطقة منذ عام 2022.

ايران غيرت مجرى المياه

يقول رسول نوري، صياد من ميسان: ان "الماء جف من أكثر من سنتين، إيران سدت الساتر، وحوّلت المياه التي كانت تغذي الهور نحو البصرة. من 2022 إلى الآن، الصيد انتهى، ولا توجد حياة هنا".

ويضيف نوري لـ "طريق الشعب"، أن "هذا الحال دفع بآلاف من ابناء السكان للنزوح بحثًا عن مصادر جديدة للرزق"، مشيرا إلى أن هذه الأزمة ليست فقط نتيجة التغيرات الطبيعية، بل أيضًا نتيجة للقرارات السياسية التي تتخذها دول المنبع مثل إيران وتركيا، والتي تقلل بشكل مستمر من حصة العراق بالمياه.

ويطالب نوري الجهات الحكومية المعنية بضرورة إيجاد حلول سريعة، محذرا من أن الأضرار الناجمة عن الجفاف والظروف البيئية المتدهورة ستؤثر على حياة السكان بشكل أكبر في المستقبل، إذا لم يتم التصدي لهذه الأزمة بجدية.

ويختتم الصياد الميساني: هناك جفاف شبه تام في شط السلام والمجر الكبير والكحلاء.

جفاف قاس

من جهته، يؤكد المهندس الاستشاري ماجد الساعدي، مدير زراعة ميسان، أن المحافظة تمر بـ"كارثة حقيقية" في مناطق كانت تُعد من أغنى بقاع العراق زراعياً.

ويذكر الساعدي لـ "طريق الشعب"، أن "العديد من المناطق تشهد جفافاً قاسياً، هذه الأراضي كانت لسنوات طويلة مركزاً للإنتاج الزراعي والتسويق، تشهد اليوم معدلات زراعية وصلت إلى الصفر، ما اضطر العديد من الأهالي إلى هجرها بحثاً عن مصادر عيش بديلة".

ويشير إلى أن "الوضع تفاقم بسبب ضعف التنسيق في إدارة الموارد المائية، لاسيما مع المحافظات المجاورة مثل ذي قار، التي تتقاسم معها ميسان الأنهار والمجاري المائية"، مشيرا الى انه برغم المخاطبات والمناشدات المتكررة لإيجاد حلول عاجلة، فإن الاستجابة لا تزال دون المستوى المطلوب. ويلفت الساعدي إلى أن "مناطق الأهوار تعاني من جفاف حاد، انعكس مباشرة على الثروة الحيوانية، حيث شهدت ميسان الشهر الماضي موجات نفوق كبيرة، دفعت وزارة الموارد المائية إلى إطلاقات مائية عاجلة للتقليل من الأضرار.

وبينما يصف الساعدي الواقع الزراعي الحالي بـ "الحرج"، يؤكد أن مديريته تعمل جاهدة على تبني بدائل زراعية وتوفير مصادر مياه "مقننة" لإعادة توطين سكان هذه المناطق، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة. 

ويتابع بالقول، أن "الزراعة في الجنوب بحاجة إلى دعم وطني واسع، خاصة بعد أن تراجعت الخطط من زراعة سنوية إلى موسمية محدودة منذ عام 2020".

موسم شتوي جاف.. ومناشدات للاغاثة

وفي ظل استمرار أزمة المياه التي تضرب جنوب العراق، أطلق الخبير البيئي أحمد صالح من محافظة ميسان تحذيرات شديدة اللهجة حول خطورة الوضع المائي في المحافظة، واصفاً إياه بـ "الحرج جداً" نتيجة مجموعة من العوامل المناخية والإدارية.

وقال صالح في حديث لـ "طريق الشعب"، إن "الموسم الشتوي الحالي كان جافاً إلى حد كبير، ولم يشهد أي أمطار تساهم في تعزيز الخزين المائي، وهو ما فاقم الأزمة".

وأضاف أن "الاستنزاف العشوائي للمياه من قبل بعض الفلاحين المتجاوزين على الخطط الزراعية ساهم أيضاً في تفاقم الوضع، إلى جانب ضعف سياسات وزارتي الزراعة والموارد المائية، التي لم تتجه بعد إلى تبني تقنيات الري الحديثة مثل الرش والتنقيط". وأشار صالح إلى أن ميسان تُعد من محافظات المصب النهائية للأنهار، ما يعني أنها آخر من تصله المياه، بعد أن يتم استهلاكها من قبل المناطق الواقعة على طول مجرى النهر. ولفت إلى أن "نهر الكحلاء، على سبيل المثال، تسجل بواباته هذه الأيام إطلاقات مائية لا تتجاوز 12 مترا مكعبا في الثانية، والتي تتوزع بين عدة مناطق كقضاء الكحلاء وناحية بني هاشم والقرى المحيطة مثل الحسيجي المطبج، أم الخنازير، وغيرها الكثير من القرى ما يجعل ما يصل فعلياً إلى الأهوار أقل من متر مكعب واحد، إن لم يكن لا شيء".

محافظات الجنوب تتحمل العبء الأكبر.. لماذا؟

وتحدث أيضاً عن منطقة المشرح، التي وصفها بأنها "منكوبة"، بسبب خلل فني في ناظم المياه هناك، حيث إن "البوابات أعلى من منسوب النهر، ما يمنع تدفق المياه نحو مناطق الأهوار"، وهو ما أدى إلى جفاف تام في تلك المناطق وخروج الأهالي بمظاهرات واسعة خلال الأسابيع الماضية.

وانتقد صالح ما وصفه بـ "غياب العدالة" في توزيع الضرر، متسائلاً: "لماذا كل سنة تتحمل المحافظات الجنوبية وحدها تبعات الجفاف؟ لماذا لا يكون هناك تقاسم منصف للضرر بين جميع المحافظات؟". وأكد أن الجنوب، وبخاصة ميسان وذي قار وواسط، تتحمل العبء الأكبر، كونها في ذيل شبكات المياه، ما يجعلها عرضة لأسوأ آثار الجفاف والتلوث.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن "مياه الإسالة في بعض مناطق ميسان اليوم أصبحت غير صالحة للاستهلاك، لارتفاع نسب الملوحة فيها"، داعياً إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما تبقى من الأهوار والزراعة في المحافظة، قبل أن تصبح الهجرة جماعية!

*************************************************

ظاهرة الطلاق تهدد استقرار الأسر العراقية..   ما تأثير التعديلات القانونية والأزمات الاقتصادية؟

بغداد – تبارك عبد المجيد

 

شهد العراق ارتفاعا كبيرا في حالات الطلاق، حيث سجل مجلس القضاء الأعلى، في شهر شباط الماضي، نحو 6 آلاف حالة طلاق. وتزامن هذا الارتفاع مع الجدل حول تعديل قانون الأحوال الشخصية، الذي قلص بعض حقوق المرأة في الزواج والطلاق والحضانة.

ويجد ناشطون أن هذه التعديلات أسهمت في تفاقم الأزمة الاجتماعية، بدلاً من معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية.

قضم حقوق المرأة قانونا

وقالت سارة جاسم، الناشطة والمدافعة عن حقوق الإنسان، أن هذه الظاهرة المتصاعدة تأتي في وقتٍ لا يزال فيه الجدل محتدمًا حول تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، والذي يُعد من أكثر التشريعات تقدمًا في المنطقة في ما يتعلق بحماية حقوق المرأة والأسرة.

وخلال حديثها لـ "طريق الشعب"، أشارت سارة الى أن أي تعديل يمسّ جوهر هذا القانون قد يشكّل ضربة قاسية للضمانات القانونية التي تتمتع بها النساء حاليًا، خصوصًا إذا ما فُتح الباب لتشريعات دينية غير موحدة، أو أُدخلت مواد تُقلّص من حقوق المرأة في الزواج، والطلاق، والحضانة، والنفقة.

وتابعت، ان "أي خطوة في هذا الاتجاه تعني بالضرورة زيادة الهشاشة القانونية للمرأة، ما يضعها في موقف ضعيف أمام السلطة الذكورية، ويهدد بانهيار بنيان الأسرة العراقية"، منبهة إلى أن هذه التعديلات لا تعالج أزمة الطلاق، بل تسرّع من وتيرتها، خصوصًا إذا تم خفض سن الزواج أو السماح بعقود الزواج خارج المحاكم دون ضوابط.

وعبّرت جاسم عن قلقها من أن تؤدي هذه التغييرات إلى تفاقم حالات التفكك الأسري، وتهديد المساواة، إذا ما فسح المجال لتطبيقات غير متكافئة تميّز بين المواطنين على أسس دينية أو طائفية.

وزادت بالقول: إن "الطفل سيكون الضحية الأولى لأي تعديل لا يراعي مصلحته، وقد نواجه أجيالًا تنشأ في بيئات غير مستقرة وغير آمنة". ورأت سارة أن تراجع حقوق المرأة في القانون الأسري يمثل انتكاسة للمكتسبات التي حققتها النساء على مدار عقود، وهذا الأمر يشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في المجتمع العراقي.

الزواج المبكر

وقال حقي كريم هادي، رئيس جمعية حماية وتطوير الأسرة، أن "ارتفاع حالات الطلاق في العراق يعود إلى عدة عوامل، أبرزها الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسر، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي".

وأضاف هادي لـ"طريق الشعب"، أن "أسباب الطلاق في المجتمع العراقي متعددة، وأهمها الظروف الاقتصادية التي تعيشها الأسر، خاصة في المناطق العشوائية والفقر المدقع. نلاحظ أن معظم حالات الطلاق تحدث في هذه المناطق، حيث يعاني الزوجان من ضغوطات مالية تؤدي إلى تفكك الأسرة".

وأشار إلى أن تدخل الأهل في الحياة الزوجية يعد من الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات الطلاق، قائلاً: ان "كثيرا من المشاكل تنشأ بسبب تدخل الأهل في شؤون الزوجين، سواء من جانب أهل الزوجة أو الزوج. هذا التدخل يفاقم الخلافات ويؤدي إلى انفصال الزوجين".

مواقع التواصل الاجتماعي كانت هي الأخرى أحد العوامل التي ذكرها هادي، قائلاً: ان "التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً في زيادة الخلافات بين الزوجين، حيث تؤدي إلى توتر العلاقة بسبب الشائعات أو المقارنات بين الحياة الزوجية الخاصة".

ولفت الى أن هناك ظاهرة الزواج المبكر المنتشرة في بعض المناطق، تساهم بدورها في تزايد حالات الطلاق: "في المناطق الجنوبية، خاصة في المناطق الريفية والعشائرية، نجد أن الزواج المبكر وزيادة الضغط العائلي يقودان إلى انفصال الأزواج في وقت لاحق".

وأشار إلى أن القانون يعد أحد العوامل التي ساهمت في تزايد حالات الطلاق، حيث قال: ان “العراق لم يشرع قانوناً فعّالاً للحد من هذه الظاهرة، رغم وجود قانون الأحوال الشخصية الذي كنا نتحدث عن حاجته إلى تطوير وتنفيذ جاد، الا ان البرلمان الحالي عدله بشكل أسوأ".

وأوضح، أن الجهل بين الزوجين وعدم تمكنهما من التعليم له تأثير مباشر على تفاقم المشكلة، قائلاً: ان "الجهل الثقافي والتربوي يؤثر بشكل كبير على عدم استقرار العلاقة الزوجية ويزيد من معدلات الطلاق".

وختاماً، أكد هادي أن الدولة لم تقدم أي دور ملموس للحد من هذه الظاهرة، قائلاً: "للأسف، لم نرَ أية جهود من الحكومة للتوعية أو لتقليل حالات الطلاق في المجتمع العراقي. المطلوب هو تدخل فاعل من الدولة لإيجاد حلول عملية لهذه المشكلة الاجتماعية".

تداعيات الهاتف المحمول

وتذكر إلهام قدوري، مديرة منظمة معنية بحقوق النساء، أن "تزايد حالات الطلاق في العراق يعود إلى أسباب متعددة، يأتي في مقدمتها تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، خاصة في أوساط الشباب".

وقالت قدوري في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "أقوى سبب لحالات الطلاق هو الحالة المادية، اما "السبب الثاني هو الجهل والتخلف، إلى جانب سوء استخدام الهاتف المحمول، الذي بات سبباً مشتركاً في الكثير من الخلافات الزوجية سواء من قبل الزوج أو الزوجة".

وفي حديثها عن القيم الاجتماعية، أبدت قدوري أسفها لانهيار المبادئ والأخلاق التي كانت تحكم العلاقات الأسرية في السابق، قائلة: ان الطلاق يُطرح، اليوم، كخيار أول لأتفه الأسباب، دون وجود محاولات جدية لحل المشاكل.

وأشارت إلى أن بعض القرارات القانونية، مثل ضم الأطفال تلقائياً إلى الأب بعد الطلاق، ساهمت أيضاً في ارتفاع معدلات الانفصال، مضيفة ان "هذا القرار زاد من النزاعات، ويجب إعادة النظر فيه، من أجل مصلحة الطفل والأسرة".

وشددت قدوري على ضرورة نشر التوعية والتثقيف وغرس القيم الأخلاقية بين الشباب، خاصة المقبلين على الزواج، قائلة: "علينا أن نعيد بناء القيم التي تهدمت بعد الاحتلال، وأن نوجّه الشباب لاستخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي، فالموبايل أصبح الشيطان الذي يسكن كل بيت، وسوء استخدامه يؤدي إلى الكثير من الكوارث الأسرية".

وختمت بالقول ان "الطلاق ليس عيباً في بعض الحالات التي تستجوب ذلك، لكنه لا يجب أن يكون الخيار الأول. انما من الضروري أن نعلم أبناءنا معنى الصبر، والتسامح، والحلول الوسط، لا أن نربّي جيلاً يرى الطلاق أمر ا اعتياديا يحصل في أبسط خلاف".

**********************************************

وقفة اقتصادية.. أهمية الادخار  في الاستقرار الاقتصادي

 إبراهيم المشهداني

إذا ما نُظر إلى الادخار والاستثمار من زاوية استباقية في العملية التخطيطية، فإنهما قد لا يتساويان بالضرورة، مما أثارا جدلًا واسعًا بين رجال الفكر الاقتصادي بسبب وجود متغيرات عديدة في الاقتصاد تترك آثارها على هذين المفهومين، ولا سيما الدخل، حيث إن مستواه يؤثر على دوال الادخار والاستثمار. وخلاصة الموضوع فإن الادخار يُقصد به عدم الاستهلاك الجاري. فيما يُعرف الاستثمار بكونه صافي الإضافة الحاصلة على مجمل ثروة المجتمع التي تتحقق في حال عدم استهلاك الدخل الجاري، وكلما زاد الاستهلاك فإن الادخار (الاستثمار) سيقل. وهذا هو المنطلق الذي طالما أوضحه الكثير من الاقتصاديين العراقيين بأن الطابع الاستهلاكي للمجتمع العراقي يترك أثره السلبي على عملية الادخار وبالتالي الاستثمار، مما يؤثر على معدل النمو الاقتصادي.

فما هو الأثر الذي يتركه الاكتناز بالنسبة إلى المقدمة المبينة أعلاه؟ إن ظاهرة الاكتناز كانت موضوعًا شاغلًا للاقتصاديين العراقيين خلال العقدين الماضيين، وسبب إثارة هذا الموضوع يرجع إلى غياب التوازن في الاقتصاد العراقي والدور الضعيف لقدرة الجهاز المصرفي في اجتذاب الكتلة النقدية المكتنزة التي يجري التعبير عنها في لجوء الكثير من العراقيين إلى الاحتفاظ بأموالهم في إحدى زوايا منازلهم أو تحت الأرائك أو مدفونة في أكياس بلاستيكية مدفونة في ملابسهم القديمة دون إدراك مخاطرها بهذه الطريقة من خلال السرقة أو الحريق أو بأية طريقة من الطرق.

لكن هذا الهلع في اتباع هذا الأسلوب لم يأتِ عن رغبة في إمتاع نظرهم بهذه المليارات من الدنانير، وإنما لم يجدوا في الجهاز المصرفي الذي يصل إلى 81 مصرفًا أهليًا و7 مصارف حكومية، ملاذًا آمنًا لأموالهم، بل عبئًا من الإجراءات تتمثل بتأخر التحويلات وانعدام الثقة، فضلًا عن تأكل قيمة العملة، وتزداد هذه الظاهرة اتساعًا وسط أزمة سيولة تخنق اقتصاد البلاد في ذات الوقت الذي تواجه الحكومة العراقية تحديات كبيرة في إدارة السيولة النقدية بالدينار، كما تتجلى فقدان ثقة المواطنين بالمصارف العامة والخاصة بإعلان إفلاس بعض هذه المصارف وما يترتب على ذلك، فضلًا عن سوء إدارة هذه الأموال عبر الأنشطة الاستثمارية في مشاريع اقتصادية تأتي بالفائدة للمودعين وتنمية الاقتصاد في نفس الوقت، وأكثر من ذلك فقد عانت المصارف العراقية في الفترة الأخيرة من عقوبات صارمة، بعضها جاءت من البنك المركزي ضد خمسة من المصارف الأهلية عبر منعها من إجراء المعاملات بالدولار الأمريكي في إطار الجهود المشتركة بين وزارة الخزانة الأمريكية والبنك المركزي لمكافحة غسيل الأموال وتهريب الدولار والانتهاكات المالية، وقبل ذلك فرضت وزارة الخزانة ذاتها العقوبات على 14 مصرفًا عراقيًا بسبب الشبهات بحكم هيمنتها على نظام سويفت الذي ينظم حركة التحويلات النقدية بين المصارف العالمية بحجة أنها هي المسؤولة عن تصدير الدولار ومن حقها مراقبة حركته كي لا يقع بأيدي المنظمات الإرهابية أو عمليات غسيل الأموال، وبالتالي فإن كل هذه الإجراءات أربكت عمل النظام المصرفي وأثرت على حركة الدولار وخلقت بيئة تزيد من انعدام الثقة في لجوء الناس إلى الادخار، على أننا لا ننزه العديد من المصارف الأهلية العائدة لأحزاب حاكمة.

وبدلًا من مراجعة شاملة للسياسة النقدية واجتذاب الأموال المكتنزة التي تشكل 87 في المائة من إجمالي الكتلة النقدية أي ما يعادل 95 تريليونًا من أصل 109 تريليونات، وترسيخ عنصر الرغبة لدى المواطن من خلال رفع أسعار الفائدة بما يتناسب مع الفوائد التي تجنيها المصارف من خلال القروض للمواطنين والشركات الاستثمارية، يلجأ البنك المركزي إلى تثقيف المواطنين عبر تحذيرهم من أن الأموال المكتنزة تنقل الفيروسات والبكتيريا بما فيها جائحة كورونا!

ومن بين الإجراءات الشاملة التي تم الإشارة إليها التطبيق الحي للقوانين والتشريعات، وخاصة قانون مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، إضافة إلى التحقق من الكشف الكامل عن مصادر الأموال المودعة، وخاصة الأرقام الفلكية، عبر اتباع إجراءات اعرف عميلك (KYC) وإطلاق أدوات استثمارية تتسم بالمرونة تحقق الثقة للمودعين، وهي كفيلة باستقطاب الأموال المكتنزة وإدخالها إلى الدورة الاقتصادية إسهامًا في الاستقرار الاقتصادي وتوفير فرص العمل.

********************************************

الصفحة الخامسة

غياب الدعم يقتل المواهب المسرح العراقي .. جهود ضائعة وعروض بلا خشبات نظامية!

متابعة – طريق الشعب

اضطر أحمد حسان، وهو كاتب ومخرج مسرحي من ذي قار، إلى التوقف عن تدريب الممثلين على المسرح منذ أكثر من عامين، بعد أن قضى سنوات طويلة يقيم دورات تدريبية للشباب والفتيان.

جاء ذلك بعد أن أخبرته إدارة المنتدى الذي يتدرب فيه بأن خشبة المسرح انتهت صلاحيتها!

وإلى جانب حسان، يُعاني عدد كبير من المسرحيين في عموم ذي قار، المشكلة ذاتها. إذ لا تتوفر قاعات مسرحيّة شعبية يطورون فيها مهاراتهم الفنية، أو يتدربون على عروضهم، لا سيما أنهم يجدون أحيانا فرصا للمشاركة في مهرجانات محلية أو عربية.

ولم يقع هذا الإهمال على المسرح وحسب. فدور السينما هي الأخرى انقرضت في البلاد، بين من تحوّلت إلى مخازن أو استثمرت في مجالات أخرى، أو نخرها التقادم فتهاوت!

السلطة لا تُفكر في الفن

ومعلوم أن ذي قار تتميز بحراكها المسرحي النشيط. لكن المسرحيين لا يجدون قاعات تحتضن نشاطاتهم، سوى مسارح الأنشطة المدرسية ومنتديات الشباب والرياضة، وهذه تُعتبر صالات بسيطة غير مجهزة بالمستلزمات والأدوات الضرورية لهذا الفن. وتوجد قاعة مسرحية وسط الناصرية تُدعى "البهو"، لكنها آيلة للسقوط!

يقول حسان في حديث صحفي: "أنا ضحيّة غياب الأبنية المسرحية. فلو كان هناك مبنى مسرحيّ متوفر، لما كنتُ قد توقّفت عن تدريب الشباب والفتيان"، مضيفا قوله أنه "قبل عامين أخبرتنا إدارة المنتدى الذي نتدرّب فيه، وهو تابع لوزارة الشباب والرياضة، بضرورة التوقّف، خشيةً على حياتنا، لأن القاعة آيلة للسقوط".

ويرى حسان أنَّ "الفنّ والمسرح بشكل خاص تعرّضا لإهمال متعمّد، وقد تعدّى الأمر إلى استثمار القاعات الكبيرة في المسرح والسينما. فالسلطة لا تفكّر في المسرح ولا في الفن، لذلك نرى أن ما يحصل هو تهميش واضح".

شحّ المسارح

من جانبه، يقول الكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي، أنّهَ "منذ 2003 لم تلتفت الدولة إلى دعم قطاع الثقافة، ومنها المسارح، بشكل صحيح ومخطّط له".

وفيما يشيد بمسرح "أور" الجديد في الناصرية، الذي يسع حوالي 500 متفرج، والذي زوّد بتقنيات حديثة، إلى جانب المسرح السومري المفتوح الذي بُني أيضا في المدينة الأثرية وهو بسعة 1500 متفرج، يؤكد أن البصرة تعاني شحا في المباني المسرحية، ولا توجد فيها سوى قاعة وحيدة في منطقة العشار، وهي "قاعة عتبة بن غزوان"، التي تفتقر إلى المواصفات المسرحية المطلوبة، والتي باتت تحتضن فعاليات حزبية وسياسية، وليس فقط أنشطة فنية.

ويتابع الزيدي قوله: "أما ميسان والديوانية والمثنى وواسط، وغيرها من محافظات البلاد، فهي تعاني المشكلة ذاتها. إذ تنشط فيها الحركة المسرحية، لكنها تفتقر للبنى التحتية"، مشيرا إلى أن هناك نشاطا مسرحيا ملحوظا في تلك المحافظات، بينما تُقام العروض في المنتديات الرياضية والثقافية أو قاعات الأنشطة المدرسية.

جدير بالذكر، أنه حينما أعلنت النجف عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012، تم بناء قصر ثقافي فيها، يضم قاعات وغرفا ومسرحا، لكن المشروع أهمل وأحاطته النفايات والأنقاض!

سلطة فكرية

ان إنتاج الأعمال المسرحية الكبرى يحتاج إلى صالات عرض لائقة، تُظهر الميزات الجمالية لتلك الأعمال. وقد انتشر عدد من القاعات في بغداد والمحافظات خلال الحقبة الدكتاتورية، وقت كان الفكر الواحد يهيمن على إدارة المؤسسات الفنية – وفقا للكاتب والناقد المسرحي سعدي عبد الكريم، الذي يؤكد في حديث صحفي أن "الفنان المسرحي العراقي كان يبحث له عن منافذ يمرّر منها أفكاره الاحتجاجية بعيداً عن سلطة الرقيب. وقد تعدّدت أشكال العروض المسرحية بين الجاد والشعبي على خريطة كبيرة من المسارح التي احتضنت تلك العروض".

ويضيف قوله أنه "بعد 2003، تقلصت أعداد المسارح، وتحول معظمها إلى مخازن تجارية"، معتقدا أن "سبب هذا الإهمال يعود إلى أهمية المسرح بوصفه سلطة فكرية عليا تبثُّ معالم التغيير عبر عروضها، وتستنهض العقل الخامل لتحيله إلى عقل متحرّك معارض ومحتج. هذه الظاهرة التحريضية تخيف الساسة، والدليل الأكثر وضوحاً هو أنَّ الحكومات لم تبنِ مسرحاً واحداً في العراق، بل احتلت بعض المسارح لخدمة أحزابها"!

مسارح العاصمة تحتضر

توجد في بغداد ثلاثة مسارح كبيرة ذات مواصفات جيدة، هي المسرح الوطني ومسرح الرشيد ومسرح المنصور، لكنها تُصنف على انها مبان قديمة تحتاج إلى التأهيل باستمرار، وتعاني الإهمال بين الحين والآخر – وفق ما يؤكده اختصاصيون. 

وبحسب الناقد المسرحي محمد حسين حبيب، فإن "التغاضي عن احتياجات فنّ المسرح يعني التغاضي عن كونك إنساناً. لقد ضُربنا عُرض الحائط من قبل الحكومات المتعاقبة، على هذا الموضوع المخجل المتعلق بالمباني المسرحية، وتوقفنا عن الشكوى والتشكي والمطالبة منذ سنوات".

ويؤكد في حديث صحفي أن "بغداد تضم مسارح مهمة، جميعها بنيت قبل 2003، واليوم ليس هناك اهتمام متواصل حتى بتطويرها تقنيا وفنيا، ما عدا إجراء ترميمات مُخجلة تحدث هنا وهناك بمبدأ المؤقت. إذ لا توجد بنايات مسرحية جديدة في العاصمة ولا في مدن البلاد جميعها، وإن حدث استثناء هنا أو هناك فتجده لأغراض حزبية أو شخصانية أو لدعاية انتخابية".

جدير بالذكر، أنه في حزيران 2022، أفادت وزارة الثقافة بأنّها قدمت لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي مجموعة مشاريع تتضمن بناء مسارح ومتحف ومركز فنون في بغداد، لكن تلك المشاريع لم تُنفذ على أرض الواقع.

ورغم المباني المسرحية الشحيحة والآيلة إلى السقوط، إلا ان المسرح العراقي حاضر في الفعاليات العربية ومشارك فاعل في اللجان والنصوص والعروض المسرحية، ولا يزال مستمرا في إحراز جوائز فنية كبيرة محلية وعربية.

***********************************************

من يدفع للمواطن أجور تصليح سيارته؟!

بغداد – آيات سعدون

تنفذ الجهات الخدمية حملة تعبيد وتصليح واسعة في مختلف شوارع بغداد. وقد كتبنا وتحدثنا كثيراً عن ضرورة توفير طرق بديلة معبدة، بصورة مؤقتة في حال انشاء جسر او نفق في منطقة ما.

لكن حملة الاعمار لا تزال مستمرة في ظل عدم توفير البدائل المؤقتة، ما ألحق أضرارا كبيرة بسيارات المواطنين، إثر مرورهم في شوارع غير مؤهلة للسير – حسب ما أكده سائقون عديدون لـ"طريق الشعب".

اللافت للنظر هو أن حملة قشط الشوارع مستمرة هي الأخرى. بينما تُترك نهايات القشط دون معالجة، وبلا علامات تحذير. إذ تُصبح عبارة عن مطبات مرتفعة مُفاجئة – وفقا لسائقين.

ويبيّن هؤلاء أن من تلك الشوارع هو شارع 14 رمضان من جانب منطقة الطوبجي باتجاه جسر الشالجية الجديد، مشيرين إلى ان منفذي حملة القشط تركوا مطبا مرتفعا جدا، ما خلّف أضرارا في الكثير من السيارات وصولا لحوادث الاصطدام. إذ تأتي السيارة مسرعة، فتواجه المطب، الأمر الذي يُربك سائقها ويضطره إلى إيقافها بشكل مفاجئ، وبالتالي تتعرض المركبة للاصطدام من المركبات التي تسير خلفها.

ويشير آخرون إلى ان تلك المطبات المفاجئة خلفت أضرارا بالغة في سياراتهم، يتطلب تصليحها دفع مبالغ طائلة لمحال "الحدادية"، متسائلين: من سيدفع عنّا تلك المبالغ؟!

*************************************************

الصحة تفرض الدفع الالكتروني ولا توفر «بي أو أس}

بغداد – طريق الشعب

قررت وزارة الصحة خلال الشهور الأخيرة استحصال أجور مراجعة المستشفيات عن طريق الدفع الالكتروني عبر جهاز "بي أو اس"، وفي حال لم يكن المواطن يملك بطاقة دفع، سيدفع نقدا مع استقطاع مبلغ إضافي قدره 250 دينارا.

ويشكو مواطنون عديدون، ممن يمتلكون بطاقات دفع، من عدم توفر هذا الجهاز في العديد من المستشفيات، مشيرين إلى انهم يتوجهون إلى شبابيك قطع التذاكر ويتفاجأون بعدم وجود جهاز، ما يضطرهم إلى الدفع نقدا، وبالتالي يُفرض عليهم المبلغ الإضافي المذكور.

إذ يصبح المبلغ 4250 دينارا، وهي أجر الفحص والعلاج والاستقطاع.  ويوضح المواطنون لـ"طريق الشعب"، انه غالبا لا يمتلك المواطن ورقة من فئة 250 دينارا، وبالتالي يضطر إلى دفع 5 آلاف دينار بدلا من 4250، وفي معظم الأحيان لا يملك الموظف هو الآخر أوراقا من فئة 250 أو 500 دينار كي يُرجع المبلغ المتبقي إلى المراجع!

ويتساءل المواطنون: هل باتت وزارة الصحة عاجزة عن توفير تلك الأجهزة في جميع مؤسساتها، في حين انها تُجبي يوميا أموالا كبيرة من المراجعين!

*****************************************

اگول.. الحوكمة الإلكترونية وتسهيل مكافحة الفساد

صلاح العمران

في خضم التحديات التي واجهت تطبيق الحوكمة الإلكترونية في العراق، لاسيما في دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي، برزت آراءٌ عديدة تُعبِّر عن استياء المواطنين من التعقيدات التي رافقت المراحل الأولى للتطبيق. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن إكمال المتطلبات الأساسية (كتوثيق البيانات وتأمين البنية التحتية الرقمية) جعل من هذه الخدمات لاحقاً نموذجاً يُحتذى به. حيث أصبح بإمكان المواطن إنهاء معاملاته بسهولة من بيته او مكان عمله دون عناء التنقل أو الانتظار لساعات. 

وهنا نتساءل: لماذا لا تُعمَّم هذه التجربة على هيئة الضرائب؟

إن تعميم الحوكمة الإلكترونية على هيئة الضرائب قد يحقق فوائد جَوهرية، منها: 

* تخفيف العبء على المواطن: إتمام الإجراءات الضريبية إلكترونياً يوفر الوقت والجهد، ويُجنِّب الأخطاء البشرية. 

* تقليص الروتين الإداري: تحويل المعاملات الورقية إلى منصات رقمية يسرع الإجراءات ويجعلها أكثر شفافية. 

* مكافحة الفساد: النظام الإلكتروني يحدّ من التدخل البشري المباشر، ما يسدّ ثغرات التلاعب أو الاستغلال المالي والإداري. 

لقد أثبتت التجارب السابقة أن العقبات الأولية قابلة للحلّ عبر التخطيط المدعوم بإرادة سياسية حقيقية وتعاون بين الجهات المعنية. ولذلك ندعو إلى: 

* تسريع تحويل هيئة الضرائب إلى منصة إلكترونية متكاملة. 

* إجراء تدريب مكثّف للموظفين والمستخدمين، على النظام الجديد. 

* تعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات عبر نشر الوعي بمزايا الحوكمة الإلكترونية. 

ختاماً، إن التحوّل الرقمي ليس رفاهية، بل هو ضرورة لبناء دولة عادلة وفعّالة. فلتكن هيئة الضرائب الخطوة التالية في هذا المسار، خدمةً للمواطن وحمايةً للمال العام من الفساد. 

*****************************************

مواساة

  • بمزيد من الحزن والألم تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الرفيق صبيح قاسم (ابو لؤي العيداني)، الذي توفي بعد معاناة شديدة مع المرض.

الفقيد كان مثابراً فاعلاً في نشاطاته الحزبية.

له الذكر العطر ولعائلته ورفاقه جميل الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى عائلة صديق الحزب الفنان فيصل جابر عوض السماوي، برحيله إثر مرض لم يمهله طويلا.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة الرفيق خلدون عبد الصاحب السعدي.

كان الفقيد رفيقاً لصيقا بحزبه منذ السبعينيات. وظل أميناً لمبادئه العظيمة حتى رحيله.

له الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق ثامر الشيخ داود (ابو فراس)، عضو لجنة الرقابة المركزية، بوفاة ابنة شقيقه مؤيد الشيخ داود.

للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها في قرية الهويدر الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كركوك الرفيق فاخر عبد الكريم، عضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي الكردستاني، بوفاه ابن اخيه شوران برزان عبد الكريم.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله وذويه.

******************************************

لقطة اليوم

بعد فترة وجيزة على افتتاح "مجسّر الشالجية" الذي يربط شارع 14 تموز (مطار المثنى) بالشارع الخدمي المؤدي إلى "تقاطع براثا"، جرى رفع المقرنص الجديد من على الرصيف أسفل الجسر، واستبداله بآخر، في حالة أثارت استغراب الكثيرين من المواطنين!

مواطنون يتساءلون: هل هناك خلل في المقرنص كي يجري استبداله؟ إذا كان هناك خلل، لماذا تم استلام المشروع، أم أن المشروع نُفذ على عجالة ويُراد الآن تصليح ما خلّفه ذلك من خلل؟!

فيما يؤكد مواطنون آخرون لـ"طريق الشعب" أن تبليط الجسر فيه خلل أيضا. إذ ان هناك ارتفاعات وتخسفات!

طريق الشعب

********************************************

الصفحة السادسة

الحرب السودانية تدخل عامها الثالث

الشيوعي السوداني يدين جريمة اقتحام مخيم النازحين

متابعة – طريق الشعب

خلفت الحرب الطاحنة في السودان عشرات الاف الضحايا وتشريد ما يزيد على 13 مليون، وتسببت بأكبر ازمة إنسانية في التاريخ الحديث، دون وجود أفق لوقف القتال، مع دخول الحرب في عامها الثالث.

إدانة الهجوم على معسكر النازحين

وصف المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوادني الهجوم الذي أقدمت عليه مليشيات الدعم السريع في معسكر زمزم للنازحين ونجم عنه سقوط عشرات الضحايا والمصابين وتدمير بناه التحتية، بـ "البربري والوحشي".

وقال الحزب في بيانه: هذا العنف الممنهج الذي تقوم به مليشيات الدعم السريع ضد هذا المعسكر باعتباره الأكبر في شمال دارفور؛ يهدف لإفراغه من سكانه هو وغيره من معسكرات النازحين. إنه مخطط ممنهج لكسر شوكتهم وفقدان تضامنهم ووحدتهم وتشتيتهم حتى لا يتمكنوا من العودة مستقبلا لمناطقهم وأراضيهم، ولا حتى الدفاع عنها في وجه الوافدين الذين جلبهم الدعم السريع.

وجاء في البيان الذي حصلت "طريق الشعب" على نسخة منه: ندين تقاعس وعجز حكومة الأمر الواقع وحلفائها عن حماية النازحين في معسكر زمزم، وفي ذات الوقت فهي والمليشيات الإسلاموية التي تقاتل باسمها؛ تستقوي على المدنيين العزل في وسط البلاد.

ووجه الحزب نداءه إلى السودانيين الرافضين للحرب بمواصلة النضال عبر أوسع جبهة جماهيرية قاعدية عريضة من أجل وقف الحرب واستعادة مسار الثورة وتحقيق شعاراتها.

الجوع يتفاقم

يتفاقم الجوع مع إعلان المجاعة العام الماضي في 5 مناطق في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك 3 مخيمات رئيسية للنازحين في دارفور وأجزاء من الجنوب، وذلك بحسب تقارير للأمم المتحدة التي تتحدث عن أن ما يقارب إلى 8 ملايين شخص وصولوا إلى حافة المجاعة الشاملة بينما يواجه قرابة 25 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان، جوعا حادا.

فيما تؤكد بيانات رسمية أن قرابة 90 في المائة من المستشفيات في المناطق المتضررة من الحرب أصبحت خارج الخدمة، إما بسبب القصف أو اقتحام المقاتلين لها أو خلوها من الموظفين والإمدادات.

في ذات الوقت تؤكد المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إن الصراع الدامي في السودان، أجبر 13 مليون شخص على النزوح، في حين فر 4 ملايين إلى خارج البلاد. وأسفر عن دمار وخسائر لا يمكن تصورها وانتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان. كما أفادت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان بفرار أكثر من 187 ألف شخص من مواقع القتال بالفاشر والمخيمات المحيطة بها.

دعوة لوقف الحرب

ويوم الثلاثاء دعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار". وقالت في بيان لها: "ينبغي على جميع الجهات الخارجية الفاعلة وقف أي دعم من شأنه أن يزيد من تأجيج الصراع".

في حين أعلن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، قيام حكومة موازية في السودان، وقال: "نؤكد بفخر قيام حكومة السلام والوحدة… تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان… وقعنا ميثاقا سياسيا ودستورا انتقاليا تاريخيا لسودان جديد".

وأضاف "لسنا في حرب لأننا نحب العنف بل لأن كل الطرق السلمية سدت من قبل الجيش".

*************************************************

الصهاينة يحوّلون غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين أكثر من 100 ألف توقيع لوقف الحرب

متابعة – طريق الشعب

واصل جيش الاحتلال الصهيوني غاراته على مختلف احياء مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، في وقت تشن قوات الاحتلال حملات عسكرية في الضفة الغربية المحتلة وتحاصر المنازل وتطلق النار على المدنيين وتخرب البنى التحتية.

المطالبات بوقف الحرب تتزايد

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، صباح أمس، إن عدد الموقعين على عريضة وقف الحرب وإعادة الاسرى وصل إلى 110 ألف مُوقَع في غضون 5 أيام، وتحدثت عن، "أزمة احتجاجات في صفوف قوات الاحتياط أكبر بكثير مما يتم الإعلان عنه".

وأكدت الصحيفة أن "جيش الاحتلال قرر تقليص عدد قوات الاحتياط في مناطق القتال وتقليص أوامر الاستدعاء المرسلة لهم في أعقاب الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب". وفقاً لمصادر عسكرية التي أشارت إلى وجود قرار بعزل جنود وقعوا على عريضة الاحتجاج بضغط سياسي

وتحدثت عن أن "ضباطا في الجيش يعتقدون أن عدم ثقة جنود الاحتياط بالمهمة الموكلة إليهم قد يضر بالخطط العسكرية" لافتة إلى أن "قيادات الجيش تزج حالياً بالمزيد من الوحدات النظامية إلى غزة لتقليل الاعتماد على جنود الاحتياط، لكن العديد منهم يجدون صعوبة في الامتثال للأوامر لأسباب مختلفة".

ورصدت وكالة الأناضول، توقيع ما لا يقل عن 6037 عنصرا بمؤسسات عسكرية وأمنية ومخابراتية 17 عريضة تؤكد ضرورة إعادة الأسرى من غزة ولو على حساب وقف الحرب.

كما وقّع 22 ألفا و500 شخص من قطاعات مدنية 10 عرائض تضامنية مع من يؤكدون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل حرب الإبادة لأهداف سياسية شخصية وليست أمنية.

مقبرة جماعية

قالت الأمم المتحدة، إن " سكان غزة يعيشون في جحيم خلال أسوأ فترة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، وحذرت من عدم التزام الاحتلال باتفاقية منع الإبادة" جاء ذلك في حديث لمدير مكتبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة أجيث سانغاي.

وقال سانغاي: هناك خطر كبير على عمل موظفي الأمم المتحدة العاملين في غزة. من جانبه، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن "الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات بغزة قد تؤدي لوقف المرافق الصحية عن العمل وقطع شريان حياة أساسي". ودعا إلى حماية المرافق الصحية وجميع العاملين فيها، كما دعا إلى دخول المساعدات الطبية ورفع الحصار وإيقاف النار فوراً.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن منظمة أطباء بلا حدود قولها إن "قطاع غزة أصبح مقبرة جماعية للفلسطينيين".

*********************************************

الرئيس اللبناني: نعمل على حصر السلاح بيد الدولة

بيروت - وكالات

شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على ضرورة أن "يتم تنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة بـ(حكمة ودون عنف)، لافتا إلى أن الجيش يقوم بتفكيك أنفاق ومصادرة أسلحة حزب الله في الجنوب دون اعتراض الحزب.

وقال عون في لقاء صحفي، إن "قرار حصر السلاح بيد الدولة اتخذ وتنفيذه يكون بالحوار وبعيدا عن القوة"، لافتا إلى وجود "رسائل متبادلة مع حزب الله لمقاربة موضوع حصرية السلاح". وأضاف الرئيس اللبناني أن "حزب الله واع لمصلحة لبنان"، وأكد أن "الظروف الدولية أو الإقليمية تساعد في ذلك"، مشددا على الحاجة إلى استراتيجية أمن وطني تحصن البلاد و"تنبثق عنها الاستراتيجية الدفاعية". وتطرق ملف اتفاق وقف إطلاق النار مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن "الجيش يقوم بواجبه وهو مستعد لتحمل مسؤولية ضبط الحدود". مشدداً على أهمية الضغط على الاحتلال من أجل الالتزام بالاتفاق الموقع في تشرين الثاني 2024.

*****************************************

تونس.. محتجون يهتفون بـ {إسقاط النظام}

تونس - وكالات

تظاهر نشطاء تونسيون الثلاثاء، وسط العاصمة تونس، احتجاجا على حادثة وفاة ثلاثة تلاميذ، وسط البلاد، مطالبين بإسقاط النظام.  وتجمع النشطاء أمام المسرح البلدي ثم حاولوا الاقتراب من مقر وزارة الداخلية، حيث منعتهم قوة أمنية من الاقتراب ما تسبب في مناوشات بين الطرفين، ورفع المتظاهرون شعارات: "الشعب يريد النظام"، "لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب"، "شغل حرية كرامة وطنية"، "يا قيس يا دكتاتور جاءك الدور".

ويأتي التحرك بعد حادثة أليمة حيث توفي ثلاثة تلاميذ وأصيب آخرون بإصابات بليغة نتيجة سقوط سور مدرسة ثانوية، وتتراوح أعمار الضحايا والمصابين بين 18و19 عاما.

******************************************

الشيوعي السوري الموحد: المصالحة الوطنية الشاملة.. حجر الزاوية لإنهاض البلاد

دمشق – طريق الشعب

أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد بياناً في مناسبة الذكرى التاسعة والسبعين على جلاء الاستعمار الفرنسي، قال فيه:  "في الذكرى الـ٧٩ لجلاء المستعمر الفرنسي، تواجه بلادنا ظروفاً هي الأخطر في تاريخها المعاصر، فما زال الجولان السوري محتلّاً، والكيان الصهيونيّ يتمدّد ويقضم أراضيَ جديدةً في القنيطرة ودرعا، ومازالت القوات الأمريكية والتركية تحتلّ أراضي سوريةً، وما زال وطننا، بعد ٧٩ عاماً من نيله الاستقلال، يعاني فقدان سيادته الكاملة وغير المنقوصة على التراب السوري، وهو اليوم في صلب المخطط الأمريكي - الصهيوني الساعي إلى تفتيت بلادنا تمهيداً للسيطرة على المنطقة العربية بأسرها".

وذكر البيان، أن "الحزب أكد لقادة النظام المنهار، ويؤكّد اليوم للإدارة الحاليّة للبلاد، أن استمرار صمود بلادنا وشعبنا في مواجهة الاحتلال، وبناء سورية الجديدة، الديمقراطية.. المدنيّة، مرهونٌ بتلبية متطلّبات هذا الصمود، وأهمّها: توحيد كلمة الشعب السوري بجميع أحزابه السياسية وأطيافه الدينية والاجتماعية والإثنية، ومشاركة الجميع دون استئثار ولا تفرّد، عبر حوارٍ وطنيّ شامل".

وتابع: إن المصالحة الوطنية الشاملة، تُعدّ اليوم حجر الزاوية لإنهاض سورية، وتقوية صمودها في وجه الاحتلال، فالشحنُ الدينيّ والطائفيّ وسلوك طريق الانتقام سيدفع بوحدة الشعب السوري إلى الهاوية.

وشدد المكتب السياسي على أهمية تخفيف الأعباء المعيشية للشعب السوري، وبذل جهود حكومية مكثّفة لتأمين حاجاته الأساسية، ودعم القطاعات المنتجة في القطاعين العامّ والخاصّ.

*********************************************

رداً على سياسات ترامب العدوانية دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تتجه نحو الصين والاتحاد الأوربي

رشيد غويلب

تؤدي السياسة الاقتصادية العدوانية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دفع بعض دول أمريكا اللاتينية إلى الابتعاد عن شريكها التجاري التقليدي، الولايات المتحدة، والتوجه نحو بلدان أخرى. كتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي تولى رئاسة المنظمة لمدة عام في قمة مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) الأسبوع الفائت، على وسائل التواصل الاجتماعي: "ستكون مهمتي كرئيس لمجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ربط أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بالعالم أجمع". وأوضح بيترو أن هذا يعني على وجه الدقة بناء "جسور" مع أفريقيا وآسيا وأوروبا.

وكانت وزيرة الخارجية الكولومبية لورا سارابيا قد أدلت بتصريحات مماثلة خلال قمة مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في عاصمة الهندوراس "تيغوسيغالبا". وأكدت للصحافة أن المجتمع الدولي خلال رئاسة كولومبيا سوف يولي اهتمامًا أكبر للبحث عن "محاورين جدد"، مشيرة بصراحة إلى مسار إدارة ترامب كسبب. وتابعت سارابيا: "نحن لا نفكر في المواجهة أو في كيفية إخضاع أنفسنا". على سبيل المثال، استشهدت الوزيرة بمنتدى مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والصين، المقرر عقده على المستوى الوزاري في بكين في 13 أيار. وكانت الدورة الأولى للمنتدى قد انطلقت في عام 2014 وعقد المنتدى ثلاث دورات منذ ذلك الحين، كان آخرها في كانون الأول 2021 في المكسيك.

ووفق ما أعلنته سارابيا في هندوراس، فإن الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية ينبغي أن يسعى إلى تحقيق "هدفين رئيسيين": أولاً، ينبغي أن يركز على التوسع المشترك في مجال الطاقات المتجددة، وثانياً، ينبغي أن يعزز "التجارة داخل المنطقة". وعلى هامش القمة في تيغوسيغالبا، التقى وفد من الصين في وقت سابق مع ممثلي 15 دولة من أميركا اللاتينية. وفي كلمة ترحيبية، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج المشاركين في القمة إلى تعزيز العلاقات بين أميركا اللاتينية وجمهورية الصين الشعبية و"المساهمة بالحكمة والقوة في مواجهة التحديات العالمية وإصلاح المؤسسات الدولية والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين".

ومن المقرر أيضًا عقد الاجتماع المقبل لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والاتحاد الأوروبي في التاسع والعاشر من تشرين الثاني المقبل في سانتا مارتا بكولومبيا، كما تم الإعلان عنه الأسبوع الفائت. لقد مرت سنتان منذ الاجتماع الأخير. وبحسب بيان صحفي مشترك، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 ودول مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي البالغ عددها 33 دولة ستعمل في سانتا مارتا على "تعزيز التعاون بشكل أكبر في المجالات المتعلقة بالتحديات العالمية مثل الحوكمة العالمية والأمن الدولي وتغير المناخ". كما سيتناول اللقاء بحث "سبل جديدة للتعاون لتعزيز السلام والأمن والازدهار في المنطقتين" ومناقشة "التجارة والاستثمار والتحول البيئي والرقمي والمكافحة المشتركة للجريمة المنظمة والفساد والاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر".

القمة وسياسات ترامب

في العادة، تميل دول مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إلى التركيز بشكل أقل على القضايا الاقتصادية في مؤتمرات القمة. ولكن هذه المرة، أشارت رئيسة جمهورية هندوراس شيومارا كاسترو، التي ترأست دول المجموعة حتى انعقاد القمة الأخيرة، منذ البداية إلى أن هذه القضية لا يمكن تجاهلها في الوقت الراهن. وقالت كاسترو: "لا يمكننا أن نترك هذا الاجتماع التاريخي دون مناقشة النظام الاقتصادي والعالمي الذي فرضته علينا الولايات المتحدة بإجراءاتها الجمركية وسياساتها المتعلقة بالهجرة".

وكانت هناك أسباب وجيهة لذلك. في اليوم السابق لانعقاد القمة، دخلت المرحلة الثانية من الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، وأعلن دونالد ترامب تعليقها المؤقت في نفس الوقت الذي بدأت فيه أعمال القمة. ومع ذلك، لا تزال غالبية دول أميركا اللاتينية تتأثر بالرسوم الجمركية الإضافية البالغة عشرة في المائة على صادراتها، والتي أعلنها ترامب في الثاني من نيسان الحالي. وتمثل صادرات فنزويلا 15 في المائة، وصادرات نيكاراغوا 18 في المائة، وصادرات غيانا 38 في المائة. ومن ناحية أخرى، نجت المكسيك من إعلان التعريفات الجمركية، على الرغم من أن بعض صادراتها كانت خاضعة، لبعض الوقت، لتعريفات عامة بنسبة 25 في المائة.

وتتمتع المكسيك وكولومبيا وتشيلي وبيرو، بشكل خاص، بحجم كبير من التجارة مع الولايات المتحدة، وهو ما يجعل اقتصاداتها عرضة بشكل خاص لمثل هذه التدابير القسرية. ومن غير المرجح أن تشعر بلدان أخرى في أميركا اللاتينية، مثل بوليفيا، التي تصدر القليل إلى الولايات المتحدة، بأي تأثير مباشر. ومع ذلك، فإن تأثيرات السياسة التجارية التي ينتهجها ترامب سوف يتلمسها الناس بشكل غير مباشر أيضًا. وقد انخفضت بالفعل أسعار المواد الخام العالمية، كما أن سياسة ترامب التجارية تجعل الاستثمارات أقل احتمالًا. وستكون الفئات الأكثر ضعفًا من السكان هي التي ستعاني إذا تم خفض الإنفاق الاجتماعي.

************************************************

الصفحة السابعة

رغم الحماية القانونية  الفصل التعسفي لعمال القطاع الخاص مستمر

بغداد – طريق الشعب

"عشر سنوات من العمل ذهبت أدراج الرياح دون إنذار مسبق أو تعويض". بهذه الكلمات بدأ محمد علي، الموظف السابق في إحدى الكليات الأهلية ببغداد، سرد قصته لـ "طريق الشعب"، بعد أن وجد نفسه مفصولًا من عمله دون سابق إنذار. محمد، خريج جامعة بغداد، يقول إنه عمل بإخلاص على مدار عقد من الزمن، لكنه فوجئ بفصله دون أي مبرر واضح، وحرمانه من مستحقاته المالية. ويضيف: "لم أستلم نسخة من عقد العمل منذ السنة الثانية من عملي، بحجة أن المستشار القانوني غير مخول بمنحها. بعد فصلي، رفضت الكلية دفع راتبين استحقهما لي، كما أنكرت تجديد عقدي أمام محكمة العمل. زملائي الذين كنت أعول عليهم كشهود رفضوا الحضور خوفًا من التعرض للفصل". القضية، وبعد عامين من عرضها على محكمة العمل، حُسمت لصالح الكلية الأهلية، حيث اعتمد القاضي على غياب الأدلة التي تثبت استمرار محمد في العمل، مثل بطاقة العمل أو العقد المحدث. يقول محمد بحرقة: "لم أحصل على مكافأة نهاية الخدمة، وهناك راتبان متأخران لم يُسددا، ورغم ذلك خرج صاحب الكلية الأهلية من القضية دون عقاب.

ثغرات قانونية تهدر الحقوق

ولا تُعد هذه الحالة استثنائية، حيث يؤكد المحامي جعفر العبيدي لـ "طريق الشعب" على أن قانون العمل النافذ، رغم محاولاته توفير الحماية للعمال، يحتوي على ثغرات كبيرة، أبرزها عدم إلزام أصحاب العمل بتوثيق العقود بشكل دوري، مما يُتيح لهم التنصل من التزاماتهم بسهولة. ويوضح العبيدي بأن العامل الذي يُفصل، لديه 30 يومًا للطعن في القرار، لكن المشكلة أن الكثير من العمال يجهلون حقوقهم أو لا يمتلكون الأدلة الكافية لإثبات مطالبهم "فأصحاب العمل غالبًا ما يستغلون هذه الثغرات لإنكار العقود أو المستحقات".

اضطرار

 الطرد التعسفي ليس المشكلة الوحيدة التي تواجه العمال. المهندس طه عماد، الذي عمل في إحدى شركات القطاع الخاص، تعرض للفصل بسبب تغيبه ليوم واحد، رغم تقديمه تقريرًا طبيًا يثبت مرضه. يقول طه لـ "طريق الشعب": "العقد الذي وقعت عليه يحتوي على شرط يسمح بفصلي إذا ما تغيبت ليوم واحد. ورغم أن هذا الشرط لم يكن منطقيًا فقد اضطررت لقبوله بسبب قلة فرص العمل". وأضاف طه بأن محكمة العمل رفضت دعواه، حيث استندت إلى نصوص العقد الموقعة بينه وبين الشركة. كما أشار إلى أن العمال في القطاع الخاص يعانون من ساعات عمل طويلة تصل إلى 10 ساعات يوميًا، رغم أن القانون ينص على أن لا يتجاوز الحد الأقصى لساعات العمل 8 ساعات.

فرق التفتيش غائبة

 ويشكل ضعف دور فرق التفتيش التابعة لوزارة العمل، أحد العوامل التي تُفاقم معاناة العمال. يذكر طه بأنه "نادرًا ما تزور هذه الفرق مواقع العمل، كما أن دور النقابات العمالية شكلي في الدفاع عن حقوق العمال، مما يجعلهم عرضة للانتهاكات دون أي جهة تُدافع عنهم". ويشكل الفصل التعسفي أبرز التحديات التي تواجه العمال في القطاع الخاص في البلاد، رغم أن عقد العمل يعد التزامًا متبادلًا بين العامل وصاحب العمل. وينظم قانون العمل رقم 37 لعام 2015 العلاقة بين الطرفين لضمان حقوق العمال، إلا أن جهل الكثيرين من العمال بالقوانين يجعلهم عرضة للاستغلال. في هذا السياق، أوضح قاضي محكمة العمل في رئاسة محكمة استئناف الرصافة، هاشم الخفاجي في تصريح اطلعت عليه "طريق الشعب" أن المشّرع العراقي حرص عند صياغة قانون العمل على مراعاة المبادئ الدستورية التي تؤكد أن العمل حق لكل مواطن، مع ضمان تكافؤ الفرص. وأضاف الخفاجي أن القانون يضع الحد الأدنى للأجور عند 350,000 دينار، ويشترط توثيق عقد العمل، سواء كان تحريريًا أو شفويًا، مع تحديد حقوق وواجبات كل طرف. وأشار إلى أن قانون العمل يلزم أصحاب العمل بإدراج عمالهم ضمن قانون التقاعد والضمان الاجتماعي، مع تقديم بيانات سنوية تتضمن معلومات العمال وأجورهم. ويشدد على ضرورة التعاون بين القضاء ووزارة العمل لضمان تنفيذ القوانين وحماية حقوق العمال. أما القضايا الشائعة التي ترد إلى المحاكم، فيتصدرها الفصل التعسفي، حيث يُنهي بعض أصحاب العمل خدمات العمال دون مبرر قانوني، ما يُعد انتهاكًا للنصوص الواردة في قانون العمل. وأوضح الخفاجي أن القانون يمنح العامل حق الطعن بإنهاء خدماته خلال 30 يومًا، وإذا ثبت عدم قانونية الفصل، تلتزم المحكمة بإعادة العامل إلى وظيفته مع تعويضه عن فترة الفصل.  وختم الخفاجي حديثه بالتأكيد على أن قانون العمل يعزز مبادئ العدالة الاجتماعية ويضمن حياة كريمة للعمال، من خلال حماية حقوقهم وتنظيم العلاقة بينهم وبين أصحاب العمل بشكل متوازن وعادل. الحاجة إلى إصلاحات عاجلة وفي غياب الإصلاحات، سيظل الفصل التعسفي والانتهاكات الأخرى واقعًا مريرًا يعيشه الكثيرون في سوق العمل العراقي، وهو ما يدفع العمال للمطالبة بتدخل حكومي عاجل وفعال لحماية حقوقهم ووضع حد للاستغلال المتزايد في القطاع الخاص.

******************************************

ترحيل العمال:  حلول مؤقتة وأزمة مستمرة

نورس حسن

بينما تتصاعد أزمات القطاع الصناعي في العراق، تتبنى الحكومة سياسة تهدف إلى احتواء غضب عمال وزارة الصناعة على وقف الإنتاج وتعطيل المصانع والسعي لخصخصتها أو بيعها خردة، وذلك عبر تشجيعهم على الترحيل إلى مؤسسات أمنية مقابل رواتب أفضل. هذا الحل، الذي قد يبدو مغريًا للعمال، يعكس في الواقع غياب رؤية حقيقية لمعالجة جذور مشاكل القطاع الصناعي وضمان استمراريته. وما يثير التساؤل أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، الذي كان يومًا وزيرًا للصناعة، يدرك تمامًا التحديات التي تواجه هذا القطاع. ومع ذلك، يبدو أن السياسات الحالية تتجاهل أهمية الصناعة في إقامة اقتصاد وطني مستدام، وتركز على تهدئة الأوضاع مؤقتًا دون معالجة حقيقية للمشكلات، فترحيل العمال إلى المؤسسات الحكومية الأخرى يُخلي المصانع من كوادرها المؤهلة، ويهدد مستقبل الصناعة الوطنية، ولا يؤدي إلى تقليص الإنتاج المحلي وزيادة الاعتماد على الاستيراد فحسب، بل ويفتح الباب أمام مزيد من البطالة، ويُبقي الاقتصاد ريعيًا ومعتمدًا على النفط فقط. ولهذا، فعوضًا عن اللجوء إلى حلول ترقيعية، كان الأولى بالحكومة الاستثمار في تحسين ظروف العمل ورفع الأجور وضمان حقوق العمال وحماية الكفاءات الصناعية، وهذه ليست مجرد مسؤولية اقتصادية، بل هي واجب وطني لضمان الاستقلال الاقتصادي والسيادة الوطنية.  إن إنقاذ الصناعة العراقية يتطلب رؤية جريئة وإرادة حقيقية للتغيير. والسؤال المطروح: هل ستتحرك الحكومة قبل أن تفقد البلاد آخر مقومات صناعتها الوطنية؟

*********************************************************

أكبر نقابة عمالية  في جنوب أفريقيا تطالب بزيادة أجور عمال السيارات

متابعة – طريق الشعب

طالبت النقابة الوطنية لعمال الصناعات المعدنية في جنوب أفريقيا، وهي أكبر نقابة عمالية في البلاد، بزيادة أجور أكثر من 90 ألف عامل في قطاع السيارات بنسبة 10بالمائة. تأتي هذه المطالبة في سياق مفاوضات الأجور الجديدة، مع قرب انتهاء الاتفاقية الحالية التي أُبرمت في تشرين الثاني 2022 والمقرر انتهاؤها في 31 آب المقبل.

وأوضحت وكالة "بلومبرج" أن معدل التضخم في جنوب أفريقيا بلغ 4.1 بالمائة سنويا في المتوسط، مع ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة 3.2 بالمائة خلال شباط الماضي، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الجنوب أفريقي.

قطاع السيارات في جنوب أفريقيا يضم نحو 300 ألف عامل، ويُدار عبر مجلس مفاوضات صناعة السيارات الذي يشمل شركات تصنيع المكونات، ومحطات الوقود، ووكالات السيارات، وورش الصيانة وخدمات ما بعد البيع. وقد عقدت النقابة الجولة الأولى من محادثات الأجور الأسبوع الماضي.

وأشارت النقابة إلى أن مجلس المفاوضات يضم منظمات تمثل أصحاب العمل، مثل رابطة متاجر الوقود ومنظمة بيع السيارات بالتجزئة.

**********************************************

عمال النظافة بين الإهمال والغضب المتصاعد

بغداد – طريق الشعب

في ظل ظروف عمل قاسية وتجاهل مستمر، بات عمال النظافة في البلاد يعيشون أزمة متفاقمة تهدد بتصعيد احتجاجي قريب. هذه الفئة، التي تحمل على عاتقها مسؤولية الحفاظ على نظافة المدن وصحة البيئة، أصبحت رمزا للتهميش والإهمال الحكومي، وسط مطالب متزايدة بتحقيق العدالة وتحسين ظروف العمل.

أعباء يومية ومعاناة متزايدة

أحد عمال النظافة في بغداد، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، تحدث عن معاناته قائلا لـ "طريق الشعب": "الراتب الشهري الذي نتقاضاه لا يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية، ومع ذلك يتم تأخير صرفه لأكثر من 40 يوما في بعض الأحيان. نشعر وكأننا نعمل بلا مقابل".

وأضاف: "نعاني من غياب معدات الوقاية الشخصية اثناء العمل، ما يجعلنا عرضة للإصابة بأمراض خطيرة بسبب التعرض المباشر للنفايات والمواد السامة يوميا. لكن رغم هذه المخاطر، لا نجد أي استجابة أو دعم من الجهات المعنية في تحسين مخصصاتنا المالية".

ضحايا إهمال السلامة

حوادث الدهس والإصابات والاختناق حتى الموت اثناء العمل بين عمال النظافة أصبحت مشهدا متكررا في الشوارع العراقية. الناشط علاء اللامي أكد أن "غياب إجراءات السلامة والتخطيط يزيد من هذه الحوادث. نسمع كل شهر تقريبا عن عمال فقدوا حياتهم أو تعرضوا لإصابات بليغة أثناء أداء عملهم".

وأشار اللامي إلى أن التعرض المستمر للنفايات دون معدات وقاية يسبب أمراضا خطيرة، مثل التهابات الجهاز التنفسي وأمراض جلدية. وأضاف: "رغم كل ذلك، يتقاضى عمال النظافة رواتب زهيدة لا تتجاوز الحد الأدنى البالغ 350 ألف دينار، ما يجعل حياتهم مع اسرهم أكثر صعوبة".

غضب متصاعد وتحذيرات من انتفاضة

المختصة بالشأن الاجتماعي إيمان الربيعي ترى أن حالة الغضب بين عمال النظافة بلغت مستويات غير مسبوقة. "نرى على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات مكثفة للاحتجاج والاعتصام، وقد تتحول قريبا إلى انتفاضة واسعة إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم".

وأضافت: "في البلدان الأخرى، يتمتع عمال النظافة برعاية واهتمام خاص تقديرا لدورهم الحيوي. أما في العراق، فإن هذه الفئة تُترك لتواجه مصيرها في ظل ظروف معيشية صعبة".

دور القانون والنقابات

من جهتها، أوضحت المحامية سماح الطائي أن "الحكومة العراقية تواجه إنذارا واضحا بأن الحركات الاحتجاجية الحالية ليست مطالب محدودة، بل مؤشر على رفض الشعب للحلول الترقيعية".

وأضافت: "هناك بنود قانونية نافذة تضمن حقوق العمال، لكنها تظل معطلة بسبب ضعف الرقابة الحكومية. كما أن محاكم العمل تعاني من التأخير في حسم القضايا، مما يفتح المجال أمام أصحاب العمل لخرق القوانين دون رادع".

وعن دور النقابات العمالية، أشارت الطائي إلى أن "النقابات تعمل جاهدة لإيصال صوت العمال، لكن القيود القانونية المفروضة عليها تحد من فعاليتها خاصة في القطاع العام. وان التأخر في تشريع قانون حرية العمل النقابي يزيد من تعقيد الأوضاع، ويجعل احتمال وقوع انتفاضة جديدة واردا بقوة، على غرار انتفاضة تشرين عام 2019".

إصلاحات ضرورية قبل فوات الأوان

ترى الطائي أن الحل يكمن في تحقيق مطالب عمال النظافة قبل أن تتحول أزمتهم إلى شرارة لاحتجاجات أوسع. "تحسين رواتبهم، توفير معدات الوقاية، والاعتراف بدورهم الحيوي هي خطوات أساسية ليس فقط لضمان حقوقهم، بل أيضا للحفاظ على استقرار المجتمع".

في بلد يواجه تحديات بيئية واقتصادية كبيرة، الاستثمار في تحسين ظروف عمل عمال النظافة ليس مجرد مطلب حقوقي، بل ضرورة لصحة المجتمع واستقراره. وان تجاهل هذه الفئة سيؤدي حتما إلى تصاعد الغضب الاجتماعي، ما يضع الحكومة أمام اختبار جديد لإثبات جديتها في حماية حقوق المواطنين.

********************************************

فكر عمالي.. تبقى الماركسية دليل عملنا

حوراء فاروق

 تُعد قضية الطبقة العاملة محور الفكر الماركسي، الذي تزامنت ولادته - على يد كارل ماركس وفريدريك إنجلز - مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي أحدثتها الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وكتحليل نقدي علمي للنظام الرأسمالي. وجد ماركس بأن التاريخ هو سلسلة من الصراعات بين الطبقات المختلفة بسبب المصالح الاقتصادية المتضاربة، وصولًا إلى النظام الرأسمالي، الذي تتصارع فيه الطبقة البرجوازية التي تمتلك وسائل الإنتاج وتتحكم بالمنتوج مع البروليتاريا (الطبقة العاملة) التي لا تمتلك شيئًا فتضطر لبيع قوة عملها. واكتشف ماركس بأن العمال وهم ينتجون البضائع يخلقون قيمة إضافية للمواد الأولية، سماها فائض القيمة، الذي يستولي عليها الرأسمالي في أبشع صورة للاستغلال مما يُطلق الصراع الطبقي الذي يُعد المحرك الرئيسي للتطور التاريخي. ودعا ماركس العمال لتنظيم صفوفهم في نقابات وجمعيات وشن النضال المطلبي لانتزاع حقوقهم في أجور عادلة وساعات عمل محددة وإجازات مدفوعة الأجر ورعاية صحية وخدمات تعليمية وفرص متكافئة لإشباع الحاجات المادية والروحية لهم ولعوائلهم، مؤكدًا على أن هذا النضال المطلبي لا يغني عن النضال السياسي لإسقاط الرأسمالية وبناء مجتمع العدالة والحرية، المجتمع الاشتراكي. وفي العراق، تتجسد هذه المفاهيم أمامنا بوضوح حين ننظر إلى أوضاع العمال، فعلى الرغم من الثروة النفطية الهائلة التي تمتلكها البلاد، تعاني الشغيلة من مستويات بطالة مرتفعة ومن الفقر، فيما يسود قلق شديد بين العاملين جراء الخشية من خصخصة القطاع العام مما سيعرضهم للاستغلال على يد الرأسمالية، وخاصة الأجنبية، أو يحولهم، بسبب فقدانهم لفرص العمل، إلى أجراء شبه معدمين لدى البرجوازية الطفيلية التي باتت تتحكم بالبلاد. لقد لعبت الحركات العمالية والنقابات العراقية، التي تأسست منذ عشرينيات القرن الماضي، دورًا مهمًا في الدفاع عن حقوق العمال وتحقيق بعض المكاسب، إلا أن هذا الدور تقلص بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة نتيجة ضعف التنظيم النقابي وتغييب وعي العمال عبر تزايد النفوذ السياسي والاقتصادي للبرجوازية، وخاصة البيروقراطية والطفيلية.  ويتطلب هذا التراجع المزيد من الكفاح ضد التفاوت الطبقي الصارخ، حيث تستحوذ فئة صغيرة على الثروات بينما تعاني الأغلبية من ظروف اقتصادية صعبة، ومن أجل تنظيم العمال وتوعيتهم بظروفهم الطبقية، وتعبئتهم للمطالبة بحقوقهم ومواجهة الفساد والاستغلال.

وما يبشر بتنامي الإدراك بأهمية هذه المهام، التطور الذي يعيشه الحراك الاحتجاجي المطلبي والسياسي وفي مختلف القطاعات. ووفق المنظور الماركسي، فإن هذا النمو هو تراكم كمي سيفضي بالضرورة لوعي طبقي أكبر، لتنظيم نقابي أقوى، لتنسيق أوسع بين العمال. كما سيساعد هذا التغيير على إعادة توزيع الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وقيام عراق قوي ومزدهر. ويبقى الفكر الماركسي مرجعًا مهمًا لفهم التحديات التي تواجه الطبقة العاملة ومرشدًا لبناء حركة عمالية قوية قادرة على تحقيق التغيير المطلوب وحل مشاكل العراق الاقتصادية والاجتماعية.

*************************************************

الصفحة الثامنة

ترامب يركل ثوابت الرأسمالية

خليل ابراهيم العبيدي

 

لم يعد شعار العولمة الذي رفعته الرأسمالية أواسط السبعينات بقادر على حماية نفسه أمام تجاوزات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولم تعد أيضا بواحدة من ثوابت الرأسمالية المقدسة القائمة أيضا على شعار دعه يعمل دعه يمر، الذي رفعه العديد من دهاقنة الاقتصاد الرأسمالي منذ أفكار آدم سمث صاحب كتاب ثروة الأمم.  والعولمة تعني حرية التجارة عبر الحدود القومية، حرية حركة الرأسمال الصناعي، وأخيرا حرية عبور الرأسمال المالي، وهي تعد عند الماركسيين جزءا من التنفيس عن ضيق الأسواق الداخلية، والتي أدت إلى التحول من مرحلة الاستعمار القديم نحو الإمبريالية المصحوبة بوسائل الحماية العسكرية، وهكذا تم انشاء قوة المارينز من المرتزقة ومن الشباب المعوزين لتجوب البحار وتختبئ في الخلجان وتستأجر القواعد والأوكار، غير أن الرئيس ترامب ومنذ ولايته الأولى كان يعمل بعكس العولمة فأخذ يفرض التعريفات على الصين، وها هو اليوم في بدء ولايته الثانية يفرض القيود على التجارة مع الجيران في المكسيك وكندا، وانتقل نحو الاتحاد الاوربي بأثقال التعريفات وصولا إلى الصين .

إن مطالبة الرئيس الأمريكي بوضع اليد على قناة بنما، يريد بقوة السلاح قمع العلاقات التجارية الحرة بين بنما والصين، وأنه يريد وضع الولاية على جزيرة كرينلاند لإبعاد روسيا من جهة الجنوب عن تخوم القطب الشمالي بخيراته الكامنة تحت الجليد، وهذه ليست أفكاره هو، إنما هي افكار الدولة العميقة التي تخطط للسياسة الخارجية الأمريكية.

إن حجم تجارة الولايات المتحدة مع المكسيك لعام 2024 حسب مركز الإحصاءات الامريكي بلغت 16 بالمائة، وأن نسبة تلك التجارة لذات العام مع كندا بلغت 14 بالمائة، وأنها كانت مع الصين 11 بالمائة، أي أن حجم التجارة مع تلك الدول كانت 41 بالمائة ، وهي اليوم تخضع لقيود ترامب الكمركية، هذا وقد بلغ حجم التجارة مع الاتحاد الأوربي حوالي 976 مليار دولار، وهو ضئيل بالقياس إلى حجم صادرات الاتحاد الاوربي إلى بقية دول العالم البالغ 2  تريليون و 548 مليار دولار، أي أن حجم الاتجار الأمريكي مع  الصين والاتحاد الاوربي لا يرقى إلى مرتبة الخطر على الشريكين، سيما وأن الصين التي بلغت تجارتها البينية مع العالم لعام 2024 ما يقارب 6 تريليون دولار. وبأسلوب تجاري ناعم لا تصاحبه الأساطيل.

إن المقدمات التي جاء بها ترامب عند بداية ولايته القائمة على التهديد بالمقاطعة او بالاستيلاء على بنما او كرينلاند، أو فرض الرسوم الكمركية بنسبة 25 بالمائة، أو إرغام الغير على توقيع الاتفاقيات الاقتصادية،  ما هي إلا ركلات للعولمة وهي من ثوابت النظام الرأسمالي، وأنها على ما يبدو سوف لن تؤثر على حجم التجارة الدولية على كل من الصين او الاتحاد الاوربي، وربما سيؤدي تنفيذها إلى قلة الواردات السلعية الرخيصة للمستهلك الأمريكي، بالتالي قلة الإيرادات الكمركية، مقابل تخفيض متوقع يقوم به الرئيس للضرائب في الداخل مما سيجعل الخزانة الأمريكية في الجانب السلبي والأخطر فيما يخص الإيرادات، وعندها سيتراجع الرئيس عن بداياته ممثلا صورة من صور تناقضات الرأسمالية مع ذاتها، وهو ما ينطبق عليه قول ماركس، الرأسمالية تريد أن تجعل من كل الاشياء سلعا، وها هو الرأسمالي، ترامب، يرأس أعلى دولة رأسمالية يريد أن يجعل كل شيء سلعة قابلة للبيع مقابل الاستحواذ على أموال ومقدرات الشعوب.

********************************************

ميشا.. عشقي لحرف الشين

يوسف المحمداوي

الاحتفالية التي اقامها امس الاول الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين بمناسبة صدور رواية " نوائح سومر" للروائي والقاص عبد الستار البيضاني حضرتها شخصيات رياضية وفنية وسياسية، منها على سبيل المثال لا الحصر ثعلب الكرة العراقية الكابتن فلاح حسن، وكريم صدام وباسل كوركيس ومحمد خلف، والفنانين سعدون جابر وعبد فلك وميمون الخالدي والسياسين رائد فهمي ومفيد الجزائري وجاسم الحلفي وأبي خلود وفاروق فياض وغيرهم من الحزب الشيوعي العراقي، فضلا عن الادباء  والاعلاميين الكبار والشباب: الامين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي والمستشار الثقافي لرئيس الوزراء الشاعر عارف الساعدي والناقد الكبير فاضل ثامر والشاعر أوات حسن أمين مدير عام الثقافة الكردية والشاعر فالح حسون الدراجي رئيس تحرير جريدة الحقيقة وغيرهم من رموز الادب والرياضة والفن والاعلام اللذين جمعهم المنجز الابداعي للبيضاني الرائع ليس بابداعه الادبي والاعلامي فقط، بل بعلاقاته المحسود عليها مع أهل الفن والرياضة ورموزهما الكبار الذين حرصوا على حضور عرسه الادبي الجديد " نوائح سومر"

على هامش الاحتفالية وكما هو معمول به في مثيلاتها السابقات جرت ظاهرة التقاط الصور مع صاحب العرس والحاضرين من رموز الابداع، وأنا شخصيا كان همي الاول هو التقاط صورة مع الكابتن فلاح حسن لما يمثله كرمز اسطوري للكرة العراقية، وقبل التقاط الصورة مع الثعلب تعالت الاصوات من داخل القاعة وهي تناشد الكابتن فلاح بعدم التقاط الصورة معي لكوني شرطاوي الهوى والثعلب زورائي الحب كما هو معلوم، لكن الكبير اصر على التقاط الصورة وهو يردد بابتسامة صادقة" بالكيف هو الكلب لمن يحب بالكيف" والأمر ينطبق على الكابتن الزورائي كريم صدام، لكني تناقشت مع أحدهم مبررا عشقي لنادي الشرطة هو ارتباطي الروحي بحرف الشين الذي ولد بالفطرة ومن غير دراسة أو أختيار وانما هي محبة اجبارية ولدت مع ولادتي في مسقط رأسي " ميشا " وهو الاسم القديم لمحافظة ميسان، وزادت محبتي لذلك الحرف البهي مع كتابة وإلقاء  أول قصيدة لي كشاعر في ثانوية المصطفى، وترسخ هذا الهيام بالشين مع ولعي بحزب الوطن والمواطن الحزب الشيوعي العراقي، ولكوني مولود في ميشا العظيمة أسمتني قوانين الساسة ب( الشروكي)، ومع تلك الشينيات التي عشقتها بالفطرة وجدت نفسي مشجعا برشلونيا بامتياز، ولن اتجاهل عشقي بأيام الصبا والى الآن المطربة المصرية شادية التي اردد معها بكهولتي اغنيتها الشهيرة " والله يازمن "، وبعد ان اصبحت ( ميشاني، شروكي، شاعر، شيوعي، شرطاوي، برشلوني، شادي الطرب) لا أظن ان هناك عاقلا يلومني على جنوني بحرف الشين، وتجدني دائما أردد شينية الشاعر مهدي عبود السوداني التي غناها الفنان سامي كمال ولحنها كمال السيد ( بين جرفين العيون غركت والروجه رمش......تيهتني وردت أكلك هاك أخذ كلبي وامش...)

******************************************

بحضور الرفيق رائد فهمي شيوعيو ديالى يحتفلون بعيد حزبهم

بعقوبة – طريق الشعب

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الاثنين الماضي، حفلا جماهيريا في مناسبة الذكرى الـ٩١ لتأسيس الحزب، وذلك على "حدائق ما بين الجسرين" في بعقوبة.

حضر الحفل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، وممثلون عن نقابات واتحادات ومنظمات مدنية، وشخصيات وطنية وثقافية وحشد من الشيوعيين وأصدقائهم. 

الرفيق محمد الخياط والرفيقة ولاء نجاح أدارا الحفل واستهلاه داعيين الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها اعتلى الرفيق فهمي منصة الحفل، وحيّا المحتفلين بالذكرى. ثم قدم نبذة عن مسيرة الحزب المفعمة بالنضال والتضحيات، مؤكدا أن الحزب الشيوعي العراقي معبّر حقيقي عن تطلعات العمال والفلاحين والكادحين.

وتطرق الرفيق في حديثه إلى الأوضاع الحالية في البلاد. حيث الانسداد السياسي وهيمنة الأوليغارشية على السلطة والثروة، مشددا على أهمية التغيير الشامل في بنية النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية.

فيما دعا إلى مساندة المشروع الوطني للتغيير من خلال تعبئة الجماهير وقوى التغيير المدني والديمقراطي لخوض الصراع السياسي عبر الوسائل السلمية والمشاركة الواعية في الانتخابات القادمة، مع السعي لإقرار منظومة انتخابات عادلة.

بعد ذلك، ألقى سكرتير المحلية الرفيق صالح المصرفي، كلمة في المناسبة تناول فيها مسيرة كفاح الحزب من أجل الوطن الحر والشعب السعيد. وتطرق إلى أوضاع محافظة ديالى السياسية والاقتصادية والامنية والخدمية، وقدم رؤى شاملة حول واقع المحافظة إلى المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، داعيا إلى تحريك عجلة الإعمار وتوفير الخدمات.

وتخللت الحفل قراءات شعرية تغنّت بتاريخ الحزب ونضاله، ساهم فيها د. ظاهر شوكت وكريم القيسي وباسم السعدي والطفل اوس العنبكي، فضلا عن وصلات غنائية للفنانين كريم الساري وعامر العلي، إلى جانب دبكات قدمتها "فرقة الجوبي" من بهرز.

كذلك قُدم في الحفل عرض تايكواندو بإشراف الرفيق عبد الناصر القيسي.

******************************************

الشيوعيون العراقيون يحتفلون بيوم الفلاح

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة يوم الفلاح العراقي الذي يُحتفى به في ١٥ نيسان من كل عام منذ 1959، نظّم الحزب الشيوعي العراقي سلسلة زيارات إلى اتحادات الجمعيات الفلاحية في عدد من المحافظات، تأكيداً على تضامنه مع قضايا الفلاحين ونضالاتهم المستمرة.

ونظمت محليات واسط، كركوك، بابل، النجف، الناصرية، الشطرة، ديالى وميسان، أمس، زيارات إلى الجمعيات الفلاحية، في المناسبة، وجددوا تأكيد الحزب على وقوفه المستمر إلى جانب الفلاحين ودعمه لمطالبهم.

ففي واسط شكلت اللجنة المحلية وفداً لزيارة مقر اتحاد الجمعيات الفلاحية، وخلال الزيارة تحدث الوفد مع أعضاء من الاتحاد ورؤساء الجمعيات عن أهمية هذه المناسبة وقضايا الفلاحين والمشاكل التي تؤثر على القطاع الزراعي والفلاحين. من جانبهم، رحّب أعضاء الاتحاد ورؤساء الجمعيات بالزيارة، مشددين على أهمية التضامن مع مطالبهم المشروعة.

فيما زار وفد من محلية كركوك اتحاد الجمعيات في مركز المحافظة وكذلك في قضاء الدبس، تأكيداً على تضامن الحزب العميق مع قضايا الفلاحين ونضالاتهم المستمرة. وجرى تقديم التهاني في هذه المناسبة المهمة في تاريخ العراق.

وشكلت محلية بابل وفداً لزيارة مقر الاتحاد العام للجمعيات، وناقش الوفد أوضاع القطاع الزراعي في المرحلة الراهنة، اما في النجف فقد التقى وفد المختصة الزراعي رئيس الاتحاد الفرعي الأستاذ محسن هدهود، وقدم له باقة ورد في المناسبة. وجرى الحديث عن القطاع الزراعي في النجف وعموم العراق.

وفي محافظة ديالى، زار وفد من الحزب مقر الاتحاد الفلاحي، حيث قُدمت التهاني وباقة ورد لرئيس الاتحاد الأستاذ رعد مغامس، الذي رحب بالزيارة، وأشاد بمواقف الحزب الداعمة للفلاحين. ووجّه بتعليق لافتة الحزب داخل مكتبه، تقديراً للعلاقة التي تربط الطرفين.

أما في ميسان، فقد زار وفد من محلية الحزب مقر الاتحاد الفلاحي، حيث جرى حوار موسع حول واقع الزراعة وتحدياتها، أبرزها شح المياه، وارتفاع أسعار المستلزمات، وتأثير التغير المناخي. فيما أكد وفد الحزب دعمه الكامل لمطالب الفلاحين وضرورة تبني سياسة زراعية عادلة.

وفي محافظة ذي قار، شملت الزيارات محليتي الناصرية والشطرة، حيث التقى الوفدان باتحاد الجمعيات الفلاحية وقدموا باقات ورد وتهانيَ بالمناسبة.

وشارك في هذه الزيارات عدد من رفاق الحزب واجروا احاديث عن واقع الزراعة وتحدياتها، وأبرزها شحة المياه، وارتفاع أسعار المستلزمات، وتأثير التغير المناخي. فيما أكدت الوفود دعم الحزب الكامل لمطالب الفلاحين وضرورة تبني سياسة زراعية عادلة، إضافة إلى التأكيد على أهمية إيصال قوى وطنية حريصة إلى البرلمان لضمان الحفاظ على مكتسبات الفلاحين، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية.

كما تناولت النقاشات ايضاً أوضاع الفلاحين، ومعوقات الريف، والخطط الزراعية، إضافة إلى التأكيد على أهمية إيصال قوى وطنية حريصة إلى البرلمان، لضمان الحفاظ على مكتسبات الفلاحين.

وأكد الرفاق ان الحزب الشيوعي العراقي يقف إلى جانب الفلاحين، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية.

****************************************

الشيوعيون يتفقدون الرفيق شخص حمودي

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، أول أمس الثلاثاء، الرفيق شخص حمودي (أبو عادل) في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته بعد تعرضه الى وعكة صحية ألزمته الفراش.

ونقل الوفد للرفيق تحيات قيادة الحزب ورفاقه وتمنياتهم له بالشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية. بينما اعرب هو وعائلته عن جزيل الشكر والتقدير لقيادة الحزب والرفاق، متمنيا النجاح الدائم لمسيرة الحزب ونضاله من اجل تحقيق العدالة في المجتمع.

واستذكر الرفيق ابرز محطاته النضالية، ومنها نشاطه السياسي المبكر في مركز محافظة ميسان ونواحيها، ما دفع السلطة إلى زجه في السجون، مثل سجن العمارة المركزي. حيث هرب واثنين من رفاقه من السجن بتخطيط ناجح. بعدها أودع السجن في الموقف العام في الباب المعظم. وهناك تعرف على الشاعر الفقيد عريان السيد خلف. وقد تنقل الرفيق بين سجن "نكرة السلمان" وسجني البصرة والحلة.

وأوضح أنه بعد التغيير عمل مع رفاقه في تنظيمات بغداد لإعادة الصلات مع الرفاق المنقطعين عن الحزب، مشيرا إلى انه دأب على استقبال الكثيرين من الرفاق عند عودتهم من كردستان والمنافي البعيدة، في بيته.

ضم الوفد كلا من الرفاق فاضل الموسوي وخيال الجواهري ونهاوند جليل وعباس حسن (ابو وفاء).

******************************************

شيوعيو قضاء الخضر يزورون الرفيق عويز الخضري

الخضر – عبد الحسين السماوي

زار وفد من اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الخضر بمحافظة المثنى، الرفيق عويز الخضري في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته بعد خضوعه لعملية جراحية تكللت بالنجاح.

وتمنى الوفد للرفيق الصحة والسلامة. وتبادل معه الحديث حول آخر المستجدات على الساحة السياسية، وذكرى ميلاد الحزب، فضلا عن الانتخابات المقبلة والاستعداد لها.

********************************************

الصفحة التاسعة

برشلونة يتحرك لتجديد عقد رافينيا

طريق الشعب ـ وكالات

قالت تقارير صحفية ان نادي برشلونة بدأ بالفعل اولى النقاشات بشأن تجديد عقد نجمه البرازيلي رافينيا.

وذكر الصحفي فابريزيو رومانو المتخصص في انتقالات كرة القدم: برغم أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولية، إلا ان ادارة النادي اظهرت ثقة كاملة في اللاعب الذي يعتبر احد الركائز الاساسية للمشروع الرياضي.

ويشعر رافينيا بالسعادة والاستقرار مع الفريق الكتالوني، على الرغم من الشائعات التي تحدثت عن احتمال رحيله في الفترة المقبلة.

وتؤكد مصادر قريبة من اللاعب أن رغبته تتماشى مع رؤية النادي، ما يمهد الطريق لمحادثات ايجابية خلال المرحلة القادمة، واكد رومانو ان برشلونة يسعى الى حسم ملف التجديد سريعاً، في اطار خططه للحفاظ على استقرار الفريق وتعزيز خططه المستقبلية.

*******************************************

كاساس يودع المنتخب العراقي برسالة مؤثرة دعوات للإسراع بتسمية مدرب جديد قبل مواجهتي كوريا والأردن

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن المدرب الإسباني خيسوس كاساس نهاية رحلته مع المنتخب العراقي، التي انطلقت في تشرين الثاني 2022، بعد مسيرة شهدت محطات بارزة أبرزها التتويج بلقب خليجي 25 في البصرة والانتصار على منتخب اليابان في كأس آسيا.

وفي بيان وداعي مؤثر، أكد كاساس أن مشروعه كان "يسير بخطى ثابتة"، وأن المنتخب العراقي كان يملك "فرصة حقيقية لتحقيق الحلم المونديالي"، لا سيما مع تبقي مباراتين في التصفيات الآسيوية، ووجود مرحلتين إقصائيتين نحو كأس العالم.

غير أن المدرب الإسباني كشف أن قرار إنهاء المشروع لم يكن بيده، قائلاً: "للأسف، لسنا نحن من يتخذ القرارات". وأعرب عن استيائه من "سوء النية من بعض مسؤولي الاتحاد العراقي"، مشيرًا إلى "عدم الوفاء بالتزامات تعاقدية، وضغوط غير مقبولة أضرت بسمعة الكرة العراقية على المستوى الدولي".

واختتم كاساس رسالته برسالة شكر للشعب العراقي، قال فيها: "لا أستطيع إلا أن اشكر الشعب العراقي على الحب الكبير"، مؤكدًا أنه سيحمل هذا الحب في قلبه مدى الحياة.

إقالة رسمية وتحرك لاختيار مدرب بديل

من جهته، أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم رسميًا إقالة كاساس، وتشكيل لجنة مالية خاصة لإنهاء تفاصيل العقد، وذلك عقب خسارة المنتخب أمام منتخب فلسطين 1-2 في الجولة الثامنة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.

وفي ظل اقتراب مواجهتين مصيريتين للمنتخب أمام كوريا الجنوبية في 5 حزيران والأردن في 10 حزيران، دعا عدد من الخبراء والمدربين إلى الإسراع في تسمية جهاز فني محلي مؤقت لقيادة المنتخب خلال هذه المرحلة الحساسة.

الوقت لا يسمح بمدرب أجنبي

المدرب هادي مطنش، قال ان" الوقت المتبقي لا يسمح بالتعاقد مع مدرب أجنبي"، مطالبًا بتكليف لجنة من مدربين محليين لقيادة الفريق في المباراتين القادمتين، والبدء فورًا بالتحضيرات من خلال اختيار لاعبين من كل نادٍ محلي لتشكيل منتخب متكامل.

وأضاف مطنش أن المرحلة التالية بعد حزيران يجب أن تشهد التعاقد مع مدرب أجنبي كبير يمتلك رؤية فنية ومعرفة دقيقة بواقع الكرة الآسيوية.

بدوره، شدد المدرب تيسير عبد الحسين على أن المدرب المحلي هو الأنسب في الظرف الحالي، مؤكدًا أن التعاقد مع مدرب أجنبي يحتاج وقتًا طويلًا وكُلفة مالية عالية، فيما المنتخب بحاجة لاستعداد فوري.

استحقاق قريب ومهمة صعبة

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد حدد رسميًا موعد مباراتي العراق في التصفيات الآسيوية، حيث يواجه "أسود الرافدين" منتخب كوريا الجنوبية يوم 5 حزيران، قبل أن يلتقي منتخب الأردن في 10 حزيران، ضمن مرحلة قد تحدد ملامح مستقبل العراق في تصفيات كأس العالم 2026.

*************************************************

وقفة رياضية.. بطولات الفئات العمرية فرصة لنهوض الألعاب

منعم جابر

أُصيب الكثيرون بخيبة أمل لأن منتخبنا الشبابي لم يتمكن من التأهل إلى دور الأربعة، ولم يحجز مقعدًا في نهائيات كأس العالم للشباب التي ستُقام في تشيلي، واعتبر البعض أن ذلك يُعد "عيبًا" بحق كرة القدم العراقية.

لكن الواقع، من وجهة نظري، مغاير تمامًا، إذ أن الغاية من تشكيل هذه المنتخبات والفِرَق العمرية ليست فقط الفوز بالبطولات، بل الأهم هو بناء قاعدة راسخة لكرة القدم، وتأسيس أجيال جديدة تسهم في استمرارية اللعبة وتطورها نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

إن إعداد أجيال جديدة من اللاعبين يعني مواصلة العمل وتحقيق النجاحات، فهذا المجال الرياضي يعتمد على مبدأ الإحلال والتعويض، لأن عمر الرياضي وقدرته على العطاء محدودة، ولا يمكنه الاستمرار إلى ما لا نهاية. وهذا يستوجب منّا جميعًا أن نعتمد على هذه الفلسفة، ونسعى من خلالها إلى إعداد بدلاء قادرين على حمل الراية.

من هنا، أوجه ندائي إلى قادة الاتحادات الرياضية بضرورة الاستمرار في دعم الفئات العمرية والاهتمام بها، بدلاً من الاعتماد على لاعبين غادروا الملاعب بسبب الإصابات أو التقدم في السن. إن مواصلة هذا النهج ستمنحنا مؤشرات حقيقية على أن "دوام الحال من المحال"، وأن علينا كمسؤولين في الاتحادات والأندية أن نُولي هذه المهمة كامل اهتمامنا.

وأقول لأحبّتي في الإعلام الرياضي وكل المؤسسات المعنية، لا تُحمّلوا فرق الفئات العمرية ما يفوق طاقتها، ولا تضعوا على عاتقها مسؤولية تحقيق البطولات والإنجازات. فهذه الفئات هي الرافد الأساسي لمستقبل الرياضة، وهي المعوّل عليها في عملية النهوض والتطوير، وهذا ما تعمل به البلدان المتقدمة، حيث أنشأت المدارس والمعاهد الرياضية المتخصصة لتضم آلاف الموهوبين في مختلف الألعاب، بهدف تطويرهم وضمان مسيرتهم في بيئة سليمة.

وهنا نؤكد على دور الإعلام الرياضي في أن يكون سندًا وداعمًا لمدربي ومشرفي الفئات العمرية، لا خصمًا لهم. من غير المنصف أن نهاجم مدربًا لأنه خسر مباراة أو لم يحقق نتائج، فمهمتنا الأساسية هي التوجيه والإرشاد والنُصح، لا أن نكون سيفًا مسلطًا على رقاب هؤلاء المدربين الذين يمثلون جزءًا من الثروة الوطنية.

وختامًا، أؤكد أن النتائج في بطولات الفئات العمرية (أشبال، ناشئين، شباب) ليست الهدف الأول للاتحادات، بل إن الهدف الأسمى هو إعداد فرق قوية قادرة على رفد المنتخبات الوطنية والفرق المتقدمة. لذلك، أوجه ندائي إلى الإعلام الرياضي بكل أشكاله أن يحتضن مدربينا ويكون عونًا لهم، لا عبئًا عليهم. هم أبناؤنا، ويستحقون الدعم والتقدير، لا المطالبة الدائمة بالبطولات، فهذا النهج لا يحقق تطورًا، بل يعوق المسيرة.

*****************************************

مانشستر سيتي يعلن غياب ماري فاولر حتى نهاية الموسم

لندن – وكالات

أعلن نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، أمس الأربعاء، غياب نجمته الأسترالية ماري فاولر عن بقية منافسات الموسم الحالي، بعد تعرضها لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي الأمامي.

وذكر النادي في بيان رسمي عبر موقعه الإلكتروني، أن الفحوصات الطبية التي خضعت لها فاولر أكدت إصابتها بتمزق في الرباط الصليبي، ما يعني انتهاء موسمها مبكرًا وابتعادها لفترة طويلة عن الملاعب.

وجاءت الإصابة خلال مواجهة مانشستر يونايتد، يوم الأحد الماضي، في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي للسيدات، والتي انتهت بخسارة السيتي بنتيجة (0-2). وتبلغ فاولر من العمر 22 عامًا، وتُعد واحدة من أبرز المواهب في صفوف المنتخب الأسترالي ونادي مانشستر سيتي. وأكد النادي أن اللاعبة ستبقى تحت إشراف الطاقم الطبي، حيث تبدأ قريبًا رحلة التأهيل والعلاج التي قد تمتد لأشهر.

وتُعد هذه الإصابة ضربة موجعة لمانشستر سيتي، الذي ينافس بقوة في البطولات المحلية، وكذلك للمنتخب الأسترالي الذي يعتمد على فاولر كعنصر أساسي في تشكيلته.

**************************************************

دهوك تحتفل بلقب تاريخي: أول بطولة خليجية تزين خزائن الكرة العراقية

متابعة ـ طريق الشعب

في ليلة لا تُنسى، تحولت مدينة دهوك إلى ساحة كبيرة للفرح والاحتفال بعد أن كتب فريقها الكروي صفحة جديدة في تاريخ الرياضة العراقية، بتتويجه بلقب بطولة كأس الخليج للأندية لأول مرة في تاريخه وتاريخ العراق.

وتمكّن فريق دهوك مساء يوم الثلاثاء من تحقيق إنجاز غير مسبوق بفوزه الثمين على فريق القادسية الكويتي بنتيجة 2-1، في إياب نهائي البطولة الذي أُقيم على أرضية ملعب نادي دهوك، وسط حضور جماهيري غفير غصّت به مدرجات الملعب. وشهدت شوارع المدينة فور إطلاق صافرة النهاية مشاهد استثنائية من الفرح والبهجة، حيث خرج الآلاف من أهالي دهوك إلى الشوارع في مسيرات عفوية رافقتها الأهازيج والهتافات، رافعين أعلام النادي وصور لاعبيه الذين صنعوا المجد الكروي.

تفاصيل المباراة الحاسمة

دخل الفريقان اللقاء بحذر بعد تعادلهما السلبي في مباراة الذهاب بالكويت، وشهد الشوط الأول تكافؤاً في الأداء دون أهداف.

وفي الشوط الثاني، افتتح دهوك التسجيل عند الدقيقة 66 عبر اللاعب سيابند عگيد، لكن القادسية عاد سريعاً بهدف التعادل بواسطة اللاعب محمد صوله في الدقيقة 70، قبل أن يخطف النجم البرازيلي مارلون هدف الفوز القاتل في الدقيقة 90+3 وسط أجواء هيستيرية من الفرح.

زخم جماهيري واحتفالات تعم المدينة

تحولت الاحتفالات إلى كرنفال شعبي كبير اجتاح مختلف أحياء المدينة، حيث أُطلقت الألعاب النارية، وزُينت السيارات بألوان النادي، وشهدت المدينة ازدحامات مرورية نتيجة خروج الجماهير بشكل غير مسبوق.

وأكد عدد من المشجعين أن هذا الفوز يمثل "لحظة تاريخية" و"مصدر فخر" ليس فقط لدهوك، بل لإقليم كردستان والعراق بأسره، مشددين على أن فريقهم أثبت جدارته أمام خصم قوي وذو باع طويل في البطولة.

طريق دهوك نحو المجد

وكان فريق دهوك قد تأهل إلى النهائي بعد إقصائه فريق الاتفاق السعودي من نصف النهائي بنتيجة 1-0 في الذهاب والإياب، في حين بلغ القادسية النهائي بعد تفوقه على النصر الإماراتي بركلات الترجيح، عقب تعادل الفريقين في مجموع المباراتين. بهذا الإنجاز، يصبح دهوك أول فريق عراقي يتوج بلقب كأس الخليج للأندية، وهو ما اعتبره المراقبون بداية جديدة للكرة الكردستانية والعراقية على المستوى الخليجي، ودفعة معنوية كبيرة للأندية المحلية لمواصلة المنافسة إقليمياً ودولياً.

************************************************

وزارة الشباب توجه بتسريع إنجاز ملعب المسيب

بابل – طريق الشعب

وجّهت وزارة الشباب والرياضة الشركة المنفذة لمشروع ملعب المسيب في محافظة بابل، بضرورة رفع وتيرة العمل، تمهيداً لافتتاحه خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد وصول المشروع إلى مراحله النهائية.

وجاء هذا التوجيه خلال زيارة تفقدية أجراها مدير عام دائرة الشؤون الهندسية والفنية في الوزارة، محسن طعمة محسن، إلى موقع المشروع الذي يتسع لـ 5 آلاف متفرج، حيث اطّلع على نسب الإنجاز والفقرات المتبقية.

وذكر بيان للوزارة، أن محسن شدد على أهمية الإسراع بإكمال الأعمال المتبقية، والتي تشمل إكساء مضمار التارتان، والمباشرة بإبذار الساحة المثيلة، فضلاً عن إكمال الأعمال الكونكريتية المتعلقة بصب الطرق ومواقف السيارات والساحات والحدائق، نهاية الأسبوع الحالي.

وأشار البيان إلى ضرورة ربط المشروع بمنظومة السقي التي تم إنجازها مؤخراً، بالإضافة إلى إتمام باقي الأعمال الفنية واللوجستية، استعداداً للافتتاح الرسمي للملعب خلال وقت قريب.

*************************************************

الصفحة العاشرة

توماس مان يتلمس صعود الفاشية بين زعيم مخادع وجموع مخدوعة

إبراهيم العريس

خلال النصف الثاني من عشرينيات القرن الـ20، دار سجال عنيف بين الكاتبين الشقيقين هاينريش وتوماس مان. وكان الأول هو الذي بادر مهاجماً أخاه، الكاتب الألماني الأشهر في ذلك الحين، لأن هذا الأخير لم يكن قد تلمس بعد أخطار صعود الزعامة النازية في وقت كانت تلك الأخطار تفقأ كل العيون. بالنسبة إلى هاينريش الذي كان كاتباً تقدمياً من الناحية السياسية، كان عيب توماس أنه، حتى وإن كان أشار إلى الفاشية وتأثيرها في الناس في بعض كتاباته، فإن الإشارات أتت دائماً مبهمة لا يمكن للقارئ تلمسها بسهولة، ومن ثم فإنها غير مفيدة في المعركة الفكرية التي كان يجدر بكل مثقف ألماني وغير ألماني شريف أن يخوضها ضد صعود فكر يخدر الجموع ويحولها إلى قطيع أغنام ينصت إلى الزعيم ومساعديه كالمنوم مغناطيسياً، ويطيع أوامره من دون تبصر حتى ولو أمره أن يذبح نفسه. كان هنا، في هذه النقطة من العلاقة بين الزعيم المخادع والشعب المخدوع، يكمن خطر ديكتاتورية النازية في رأي هاينريش مان، كما في رأي جمهرة كبيرة من المتنورين والتقدميين والديمقراطيين الألمان في ذلك الحين. فالزعيم الفاشي لا يولد هكذا ولا يحكم بمفرده، بل هو يحكم مستنداً إلى غفلة جمهوره الموالي له من دون تبصر. طبعاً كان توماس مان عبر عن هذا الواقع في بعض ثنايا "الجبل السحري" (1924)، لكن التعبير داخل "الثنايا" ليس كافياً، إلا في مجال إراحة ضمير الكاتب. وفي ظل صعود الفاشية والنازية وأكاذيب الزعيم وضروب خداعه، المطلوب هو أكثر من ذلك بكثير: المطلوب الوضوح وإيصال الرسالة إلى الجمهور العريض.

موافقة مواربة

كان ذلك هو فحوى السجال. وكان كثر يرون أن هاينريش محق في موقفه. وتوماس مان ما لبث أن وافق على هذا لاحقاً، وإن كان في شكل موارب، كان ذلك حين نشر عام 1929، قصته الطويلة "ماريو والساحر" التي ستعد، من ناحية، استجابة لمطلب هاينريش، ومن ثم من الناحية الثانية أكثر روايات توماس مان سياسية ونضالية. والحقيقة أنها كانت على ذلك النحو، إلى درجة أنها ستكلف كاتبها ثمناً باهظاً بعد أعوام قليلة، حين استتبت السلطة لنازيي هتلر، وكان من بين أبرز الكتب التي أحرقوها ما إن صاروا في الحكم ("ومن طريق الانتخابات الديمقراطية، من فضلكم!"، كما كتب توماس مان ساخراً)، "ماريو والساحر" التي لم ينسوها أبداً. ونعرف أن توماس مان اضطر إثر ذلك إلى الفرار إلى سويسرا ومنها إلى الولايات المتحدة هرباً من النازيين، مما يجعل كتابته "ماريو والساحر" نقطة انعطاف في تاريخه.

رواية ذات خصوصية

في أيامنا هذه، قلة من النقاد والدارسين، فحسب، تعد "ماريو والساحر" عملاً كبيراً لتوماس مان. والحقيقة أن هذه القصة الطويلة ليست في قوة "الدكتور فاوستوس" أو "الجبل السحري" أو "الموت في البندقية"، لكنها مع هذا ذات خصوصية لا تنكر لأنها أتت في ذلك الحين عملاً يسعى، وينجح في ذلك، إلى فضح، ليس الديكتاتور النازي المتعنت، بل الطريقة التي تصاغ فيها علاقته بالجمهور. وحتى إن كنا نعرف أن مان لم يكن الأول ولن يكون الأخير الذي يتناول هذا الموضوع السياسي الشائك، من خلال الاشتغال على قضايا السحر والإبهار، في شكل مركز، فإننا نعرف أن عمله كان وسيظل الأقسى في هذا السياق. ونذكر في هذا المجال أن الباحث الألماني سيغفريد كراكور، أفرد في كتابه المرجعي "من كاليغاري إلى هتلر" صفحات عدة يتحدث فيها عن رمزية الساحر المشعوذ في مجال السيطرة على الناس ودفعهم إلى فعل ما يريده منهم وهم منومون مغناطيسياً، كما مثلاً في فيلم "عيادة الدكتور كاليغاري". والحال أن هذا الموضوع نفسه هو الذي اشتغل عليه توماس مان في كتابته لـ"ماريو والساحر"، علماً أن هذه القصة تبدو مستكملة لبعض أجواء وردت في "الجبل السحري" إنما مواربة وفي شكل غير منظور.

أحداث لدى الجيران

وهنا لا بد من الإشارة أولاً إلى أن توماس مان، على رغم إشارته الواضحة إلى أن الوضع في ألمانيا، حيث استحواذ هتلر على عقول الناس كان كبيراً وينذر بكل ضروب الدمار المقبل، كان هو ما يشغل باله، أي بال توماس مان في هذه الرواية، فإنه آثر أن يجعل الأحداث تدور في إيطاليا، كما هي الحال في أعمال أخرى له من بينها، طبعاً "الموت في البندقية". وعلى هذا النحو تصلنا الفصول الأولى من "ماريو والساحر"، من طريق راو يصف رحلة إلى منطقة توري دي فينيري الإيطالية، يقوم بها لكنها لا تلبث أن تفسد بالنسبة إليه وإلى عائلته... والسبب أنه سرعان ما يلاحظ أن معظم أفراد الشعب الإيطالي الذين يلتقيهم خلال رحلته، صاروا غارقين في نزعة قومية عمادها الأول كراهية الأجانب. لا سيما حين يصغي الشعب بكثرة إلى الزعيم وهو يتحدث، في شكل صاخب وكاريزمي، حديثاً ديماغوغياً ممتعاً، يسهب فيه في وصف مزايا جماعته وانتصاراتهم على تآمر العالم ضدهم. وهنا ما إن ينتهي هذا النصف الأول من القصة، حتى يبدأ القسم الثاني الذي يبدو للوهلة الأولى غير ذي علاقة إطلاقاً بالنصف الأول. إذ هنا تظهر في الرواية شخصية تشيبولا، كمنوم مغناطيسي يستخدم قواه السحرية، بطريقة تهدف للسيطرة على جمهوره. وإذ تتتابع الأحداث تظهر شخصية أخرى، هي شخصية الشاب ماريو ابن المنطقة الذي ينتهي إلى قتل الساحر بعدما يتيقن من أن ثمة شراً كبيراً وخطراً مقبلاً في خلفية ممارساته. ومن هنا لا يعود قتل تشيبولو على يد ماريو جريمة أو مأساة، بل مجرد خطوة تحمل الحرية إلى الجمهور المسحور الذي بات واضحاً أنه، تحت تأثير الزعيم الساحر، صار مستعداً ليس فقط للتضحية بالآخرين وللانقضاض على الخصوم إن طلب منه زعيمه الساحر فعل مثل هذا الأمر، بل هو مستعد للتضحية بنفسه أيضاً كرماً لعيون ذاك الذي سحره.

هذا هو باختصار موضوع "ماريو والساحر"، هذا النص الذي كان هاينريش مان أول الذين أثنوا عليه، مثبتاً لشقيقه من ناحية بأنه سيعطيه مكانة إضافية في مسرح الأدب العالمي، ومن ناحية ثانية بأنه سيورطه مع النازيين. والحقيقة أن نبوءة هاينريش مان هذه، تحققت في شقيها. لكن الأهم من هذا أن توماس مان، بدا بها عريقاً في الكتابة عن الفاشية والزعامة التي تعتمد تخدير الجمهور وخداعه للاستحواذ عليه. ومن هنا، لأن الفاشيين الإيطاليين كانوا وصلوا إلى الحكم في بلادهم قبل وصول نازيي هتلر إلى الحكم في ألمانيا، سارع الإيطاليون إلى منع الرواية إذ ترجمت من فورها إلى الإيطالية. أما النازيون الألمان فقد كانت "ماريو والساحر" من أول الكتب التي منعوها ثم أحرقوها ما إن وصلوا إلى السلطة في عام 1933، والحقيقة أنهم فعلوا هذا لأن الرواية بدت مؤذية لهم خلال الأعوام التي فصلت بين صدورها ووصولهم إلى الحكم، إذ إن تعرية مان فيها لآلية هيمنة الزعيم على الجمهور بدت قوية ومقنعة، بحيث إن كثراً من الدارسين والمعلقين رأوها تنطبق على هتلر وموسوليني ولكن كذلك على ستالين، ثم على فرانكو حتى وإن كان هذا لم يصل إلى السلطة إلا أعواماً بعد صدور الرواية. ولعل قراءة "ماريو والساحر" في أيامنا هذه، تضيف أسماء أخرى كثيرة إلى ما ذكرنا، أسماء زعماء حديثين ومعاصرين، وصلوا إلى السلطة أو لم يصلوا إليها بعد.

إذاً تحتل "ماريو والساحر" مكانة أساسية ومهمة في مسار تطور الكاتب الألماني توماس مان، الذي حاز جائزة نوبل للآداب عام 1929 عام صدور هذه الرواية وربما بتأثير منها، حتى وإن كانت لجنة نوبل ركزت على ذكر رواية سابقة له هي تحفته "آل بودنبروك" (1901) في حيثيات منح الجائرة، ومع هذا فعلينا ألا نغفل هنا عن واقع أن "ماريو والساحر" لا يمكن اعتبارها العمل السياسي الوحيد في مسار توماس مان (1875 - 1955) الروائي، إذ إن قراءة معمقة لمعظم أعماله تضعنا أمام مواضيع سياسية، قد تكون أحياناً ملتبسة، لكنها في جوهرها قوية من الناحية السياسية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"اندبندنت عربية" – 13 آذار 2025

********************************************

تشومسكي وهيرمان: إعادة إحياء {صناعة الإجماع} في هولندا بعد 37 عاماً

عماد فؤاد

استقبلت الساحة الثقافية في هولندا خبر صدور الترجمة الهولندية الأولى لكتاب "صناعة الإجماع: الاقتصاد السياسي للإعلام الجماهيري" لإدوارد هيرمان ونعوم تشومسكي مؤخرا بكثير من الدهشة والحسرة. كانت الدهشة لأن الكتاب الصادر للمرة الأولى منذ 37 عاما لا يزال طازجا كما لو أنه كُتب بالأمس القريب. أما الحسرة، فهي في عدم القدرة على إيجاد جواب عن سؤال: كيف تأخرنا هذا الوقت كله في ترجمة هذه التحفة التحليلية للإعلام الجماهيري وأطره العامة التي لا تزال تحكمنا حتى اليوم؟

لم يكن الكتاب أول تعاون بين نوعم تشومسكي وأستاذ الاقتصاد في جامعة بنسلفانيا إدوارد هيرمان (1925-2017)، المتخصص في اقتصاديات وسائل الإعلام، إذ تعاونا في كتاب "العنف المضاد للثورة: حمامات الدم في الحقيقة والدعاية"، وفيه يدحض الكاتبان وبقوة أكذوبة أن أميركا هي ناشرة الحرية والديمقراطية حول العالم، وتحديدًا في فيتنام ولاوس وكمبوديا، والتي صوّر الإعلام الأميركي حمامات الدم فيها بأنها "مسعى نبيل من أجل الحرية والديمقراطية لشعوب تلك البلاد المضطهدة من قبل حكامها".

واستكمالًا لمشروعهما البحثي حول المرشحات التي يعمل من خلالها الإعلام الجماهيري، نشر تشومسكي وهيرمان "صناعة الإجماع: الاقتصاد السياسي للإعلام الجماهيري" عام 1988، ويشرح تشومسكي في لقاءاته أن "صناعة الإجماع" مصطلح ليس من اختراعه هو أو هيرمان، بل وجداه في أعمال الفيلسوف الأميركي الرائد والتر ليبمان (1889-1974). يقول تشومسكي: "يأتي مصطلح 'صناعة الإجماع' من كتاب ليبمان 'الرأي العام' (1922). كان وقتها عضوًا في وكالة الدعاية الخاصة بالرئيس الأميركي وودرو ويلسون، والتي كانت تسمى بالطبع (لجنة الإعلام العام) أي (التضليل)، وفي هذه اللجنة صاغ إدوارد بيرنيه (1891 - 1995)، وهو أحد مؤسسي العلاقات العامة الحديثة، عبارة (هندسة الإجماع)، وهي الفكرة نفسها".

يشير المؤلفان في كتابهما إلى إحدى القصص التي روّجها الإعلام الأميركي آنذاك عن المجاعة التي وقعت في بلجيكا، ودفعت الجنود الألمان إلى أكل الأطفال البلجيكيين. كانت المجاعة قد اجتاحت بلجيكا بالفعل أثناء الحرب العالمية الأولى، أما قصة أكل الألمان للأطفال فكانت مختلقة تماما، لتأليب الرأي العام الأميركي ضد الوحوش الألمان. هنا يمكننا الرجوع إلى مثالنا الراهن في غزّة، وما أطلقته الدعاية الإسرائيلية من أكاذيب إثر "عملية طوفان الأقصى".

ويتوقف تشومسكي وهيرمان أمام خمسة مرشحات أو فلاتر تضبط سياسة جميع وسائل الإعلام الجماهيرية حتى يومنا هذا. يتعلق المرشح الأول بهيكل ملكية وسيلة الإعلام ومدى تركيز الجهة المالكة على الربح، سواء كان ذلك في وسائل الإعلام الحكومية أو الخاصة التي تملكها شركات أو أفراد. والمرشح الثاني هو الإعلانات، بوصفها نموذجًا ربحيًّا يمكن أن تكون له عواقب، أو يجبر وسائل الإعلام على الصمت عن فساد الجهة المعلنة. المرشح الثالث هو مصادر الأخبار، وكان هيرمان وتشومسكي ينتقدان المعلومات التي تقدمها المصادر الحكومية ومصادر الشركات، لأن هؤلاء المصرح لهم بالإعلان غالباً ما يتم تمويلهم أو اعتمادهم مصادر أساسية للأخبار.

اعتبر هيرمان أن أي نموذج لوسائل الإعلام الجماهيرية سيكون مقيدا بالمرشحات الثلاثة السابقة، إضافة إلى مرشحين آخرين. فبناء على ما سبق، يصبح المرشح الرابع هو ما أطلق عليه الكاتبان اسم flak، ويشير إلى الهجمات على وسائل الإعلام، مثل رسائل القراء الغاضبين أو التعليقات. أما المرشح الأخير فهو الأيديولوجيا، والتي تتغير بين زمن وآخر، في الثمانينيات كانت الأيديولوجيا معاداة الشيوعية؛ أما اليوم فهي معاداة الليبرالية الجديدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 20 آذار 2025

***********************************************

التوزيع الجيد للأشجار في المدن يقلّل الوفيات

أفادت دراسة دولية بأن توزيع الأشجار في المدن لا يقل أهمية عن عددها، إذ يمكن لتخطيط المساحات الخضراء بشكل مترابط أن يسهم في تقليل معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة والشيخوخة.

وأوضح الباحثون من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ، بالتعاون مع الجامعة الوطنية في سنغافورة، أن زراعة الأشجار وحدها لا تكفي لتعزيز صحة السكان، وإنما يجب أن يكون توزيعها مدروساً لتحقيق أقصى فائدة؛ ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «The Lancet Planetary Health».

وتُعد الأشجار والمساحات الخضراء عناصر أساسية لتعزيز جودة الحياة في المدن، إذ تسهم في تنقية الهواء، وتوفير الظل، وخفض درجات الحرارة، وتحفيز النشاط الخارجي.

لهذا، تبنت حكومات عدة خطط طموحة للتشجير لمواجهة تغيّر المناخ وارتفاع الحرارة. غير أن المدن ذات الكثافة العمرانية العالية تعاني محدودية المساحات الخضراء، مما يجعل تحسين توزيع الأشجار أولوية لتحقيق أقصى فائدة.

وخلال الدراسة، حلل الباحثون العلاقة بين توزيع الأشجار وصحة سكان المدن، معتمدين على بيانات دقيقة لغطاء الأشجار ضمن نطاق 500 متر من أماكن إقامة السكان.

ولم يقتصر التحليل على قياس المساحة المغطاة بالأشجار، وإنما شمل مدى تقاربها وترابطها الهندسي. وربطوا هذه البيانات بمعدلات البقاء على قيد الحياة لأكثر من 6 ملايين شخص بالغ في سويسرا، مع التركيز على الوفيات الطبيعية الناتجة عن الأمراض أو الشيخوخة، مع مراعاة الخصوصية من خلال تقريب إحداثيات أماكن الإقامة لأقرب 50 متراً.

وأظهرت النتائج أن الأحياء ذات المساحات الخضراء المترابطة والكبيرة تتمتع بمعدلات وفيات أقل مقارنة بالمناطق ذات الغطاء النباتي المجزأ والموزع بطريقة غير منتظمة.

وكان هذا التأثير أكثر وضوحاً في المناطق الحضرية المكتظة، إذ يفاقم التلوث البيئي وارتفاع درجات الحرارة المشكلات الصحية المرتبطة بموجات الحر الشديدة، مثل الإجهاد الحراري وأمراض القلب.

وأسهمت الغابات الحضرية المتّصلة في تحسين جودة الهواء وتقليل التلوث؛ ما انعكس إيجابياً على صحة الجهاز التنفسي. كما ساعد التخطيط الاستراتيجي للأشجار في خفض درجات الحرارة وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بموجات الحر.

وعززت المساحات الخضراء المتصلة الصحة النفسية والبدنية، إذ وفرت بيئة طبيعية لممارسة النشاط البدني؛ مثل: المشي، والجري، وركوب الدراجات، مما أسهم في تقليل التوتر والقلق. كما أنّ التوزيع العادل للأشجار ضمن المدينة يضمن استفادة جميع السكان من الفوائد الصحية للمساحات الخضراء؛ مما يساعد في تقليل الفجوات الصحية بين الأحياء.

واستناداً إلى النتائج، اقترح الباحثون استراتيجيات عدة لتعزيز دور الأشجار في التخطيط العمراني، منها إنشاء ممرات خضراء تربط بين المساحات المشجّرة المعزولة لتعزيز التأثير الإيجابي في صحة السكان والبيئة، بالإضافة إلى تجنب التصميم العشوائي للغطاء النباتي، والحرص على أن تكون المناطق المشجّرة متصلة وذات أشكال هندسية بسيطة، مثل الدوائر والمستطيلات، لتعظيم فوائدها البيئية والصحية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الشرق الأوسط" – 21 آذار 2025

***********************************************

جوديت غودريش تنتقد "الصمت المرعب" للسياسيين حيال العنف الجنسي

انتقدت الممثلة والمخرجة الفرنسية جوديت غودريش التي باتت رأس حربة حركة "مي تو" في فرنسا "الصمت المرعب" للسياسيين في شأن مسألة العنف الجنسي، ولاحظت خلال مهرجان سينمائي في نيويورك الثلاثاء أن الباب "يُقفل مجدداً" في "كل مرة يُفتح".

وقالت غودريش خلال حديثها عن فيلمها القصير "موا أوسّي" (Moi aussi أي "أنا أيضاً") ضمن مهرجان "موعد مع السينما الفرنسية" (Rendez-vous with French Cinema) في المدينة الأميركية "في فرنسا، في كل مرة يُفتح باب ويولد زخم، فإنه يُقفَل مجدداً، وينبغي الاستمرار والاستمرار والاستمرار".

وأضافت في ردها على أسئلة الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون المشهورة بدور "ميراندا" في مسلسل "سكس أند ذي سيتي" ونشاطها اليساري "ثمة انطباع بضرورة البدء من جديد. ففي نهاية المطاف، نحن نحارب النظام الأبوي، ونحارب السلطة".

ورأت جوديت غودريش التي كانت تتحدث باللغة الإنكليزية أن "المشكلة هي أن الأشخاص الذين يواصلون (القتال) ينتهي بهم الأمر على الأرض، منهكين تماماً".

وأثارت الممثلة ضجة في فرنسا في مطلع عام 2024 باتهامها المخرج بونوا جاكو باغتصابها، ثم المخرج جاك دوايون بالاعتداء الجنسي عليها، مشيرة إلى أن ذلك حصل خلال فترة مراهقتها. وكان جاكو الذي ارتبط بعلاقة مع جوديت غودريش عندما كانت في الرابعة عشرة وكان يكبرها بـ25 عاما، اتُهم في صيف عام 2024 باغتصاب ممثلتين أخريين هما جوليا روا وإيزيلد لو بيسكو.

وكانت غودريش تشير إلى فضيحة العنف الجنسي في المدرسة الكاثوليكية الخاصة "نوتردام دو بيتارام" خلال تسعينات القرن العشرين، التي اتُهم رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو بأنه أُبلِغ عنها، وهو ما ينفيه.

لكنّ غودريش رأت أنه كان على علم "طبعاً". وأضافت "في كل مرة تحدث فضيحة، تحظى باهتمام إعلامي واسع، ثم يأتي الرد السياسي صمتاً مرعباً".

في فيلمها القصير الذي تظهر فيه ابنتها تِس بارتيليمي، جمعت جوديت غودريش مئات الأشخاص المجهولين وضحايا العنف الجنسي الذين كتبوا إليها بعد أن كسرت الصمت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"النهار العربي (أ ف ب) – 12 آذار 2025

***********************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- الأمواج/ رواية فرجينيا وولف، ترجمة عطا عبد الوهاب، اصدار: المؤسسة العربية- بيروت، وكانت هذه الرواية الفذة قد صدرت بترجمة مراد الزمر، عن وزارة الثقافة المصرية/ دار الكاتب العربي عام 1968. "الأمواج" صدرت بطبعتها الأولى عام 1931، وتعد من ابرز اعمال فرجينيا وولف.

- السينما والادب/ فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي. تحرير وتقديم احمد ثامر جهاد. اصدار: دار الشؤون الثقافية العامة- بغداد.

- هي التي رأت/ رواية سمية الشيباني، صدرت عن دار العين للنشر- القاهرة. وكانت قد أصدرت من قبل روايتين هما: نصف للقذيفة، حارسة النخيل.

- السيد العام/ رواية محمد الأحمد/ اصدار: دار غراب للنشر- القاهرة.

- صعودا من بغداد/ رواية مردان شرماهي، اصدار: اتحاد الادباء والكتاب في العراق.

- هل يستطيع الملحق ان يتكلم؟/ الصحفيون وعلماء الآثار الملحقون وكارثة نهب المتحف الوطني العراقي عام 2003/ امير دوشي، اصدار: دار ابجد – بابل.

- عن دار الشؤون الثقافية العامة- بغداد، صدرت مؤخراً اعداد جديدة من المجلات الآتية:

*لمحات/ تضمن العدد: سوسيلوجيون وانثروبوجيون، في جدوى السوسيولوجيا، الزمن الاجتماعي العراقي.

* التراث الشعبي/ عدد خاص عن تراث الانبار، من المساهمين فيه: د. فؤاد مطلب، طلال سالم الحديثي، د. حليم حماد سليمان، عبد الرحمن جمعة الهيتي، طلال سليم، احمد الحسين، د. نوري العاني، عصام الحديثي، وغيرهم.

* المورد/ وفيه: إضافات على تتمة معجم الشعراء للمزرباني، الاضداد اللغوية- رسالة في الفرق والاستدراك إصابة لمتن المخطوط.

***********************************************

ماري ليبور: شاعرة الطبقة العاملة من أين تنشأ الشرور؟

ترجمة وتقديم شاكر لعيبي

ماري ليبور Mary Leapor (1722-1746) شاعرة إنكليزية، ولدت في مارستون سانت لورانس، نورث هامبتونشاير، وكانت الطفلة الوحيدة للسيدة آن شارمان (توفيت عام 1741) والسيد فيليب ليبور (1693-1771). وقد حظيت من بين العديد من كتاب الطبقة العاملة في تلك الفترة بقبول ملحوظ.

جزئيًا كانت متعلّمة ذاتيًا، ولعلها تلقت تعليمًا أوليًا إما في مدرسة محلية للسيدات، أو في مدرسة مجانية في براكلي بالقرب من الكنيسة. بدأت وفقًا لوالدها، الكتابة "بشكل مقبول" في سن العاشرة. يتذكر والدها، "كانت غالبًا ما تخربش، وأحيانًا بالقافية". انتهى الأمر بوالدتها إلى تثبيطها عن الكتابة، وطلبت منها العثور على "عمل أكثر ربحية". كانت محظوظة بما يكفي للحصول على وظيفة خادمة مطبخ عند سوزانا جينينز Susanna Jennens (المذكورة باسم "بارثينيسا" في شعر ليبور) التي شجّعتها على الكتابة على ما يبدو وسمحت لها باستخدام مكتبتها. وكان لها تأثير فكريّ وأدبيّ حاسم على ليبور. كانت جينينز تكتب الشعر هي نفسها وكانت لها علاقات بكلّ من اللاهوتية ماري أستيل Mary Astell  ومع كاتبة الرسائل ورائدة التطعيم ضد الجدريّ ماري وورتلي مونتاجو Mary Wortley Montagu.

لم يكن جميع أصحاب العمل متعاونين أو يتفهمونها، وأدّى تفاني ليبور في الكتابة إلى طردها من وظيفة لاحقة عند عائلة السير ريتشارد تشونسي، حيث يبدو أنها لم تتوقف عن الكتابة حتى في المطبخ.

عادت إلى منزلها في براكلي لرعاية والدها الأرمل في عام 1744 أو 1745، وعلى الرغم من العديد من المسؤوليات وكونها ليست في أفضل وضع صحيّ، استمرت في الكتابة، حتى تمّ تداول عملها على نطاق معقول. نتيجة لذلك، التقت ببريدجيت فريمانتل (1698-1779)، ابنة قس سابق، التي أصبحت صديقتها ومعلّمتها. يبدو أن هذه العلاقة كانت بمثابة نقطة تحوّل بالنسبة لليبور، حيث كتبت الجزء الأكبر من أعمالها في فترة قصيرة جدًا. وكانت ابنة القس هي التي اقترحت على ليبور نشر مجلد من شعرها عن طريق الاشتراك. كما حاولت أيضًا عرض مسرحية لها، وهي مأساة شعرية بعنوان "الأب التعيس"، على مسرح كوفنت جاردن في لندن (ظلت مسرحية ثانية لها غير مكتملة). ولم ينجح كلا المشروعين على الفور. توفيت ليبور بسبب الحصبة في براكلي في 12 نوفمبر 1746 عن عمر يناهز الـ 24 عامًا فقط، وهو ما قد يفسّر غياب أي صورة مرسومة أو بورتريه لها.

مثل العديد من كتاب تلك الفترة، استخدمت ليبور اسماً مستعاراً يبدو ريفيًا، وهو "ميرا". استوحت الكثير من الشاعر ألكسندر بوب، الذي أُعجبت بعمله. كما كان الناثر والشاعر الأنكلو-إيرلندي جوناثان سويفت نموذجًا لها، وخاصة شعره المضاد لشعارات النبالة. وعلى عكس بوب وسويفت، لم يكن أمر النساء بالنسبة إليها محض "حماقات تستحق السخرية"، بل كان "ظلماً يستحق الاحتجاج". لقد أثّر الشاعران كلاهما بشكل عميق على أعمال ليبور، على الرغم من معارضتها لتفسيراتهما وفهمهما لشقاء المرأة. واستناداً إلى تجربتها الشخصية كامرأة، رأت الظلم في صلب النظام الاجتماعي وليس في النساء أنفسهن. في بعض الأحيان، تعكس كتابات ليبور وجهات نظرها المتشائمة حول الحياة، كامرأة وُصفت بأنها ذكية وفقيرة وضعيفة وغير جذابة. تركّز أعمالها على فضح الأساطير الرومانسية، وأهمية تعليم النساء، الأمر الذي فهمته جيدًا من حينها. تحاول ليبور "أن ترى ما وراء المظهر المصطنع إلى ما تعتقد أنوثة أكثر أصالة". إن قصيدتها "دوريندا أمام مرآتها" هي مثال على ذلك، حيث تصف امرأة تقدّر نفسها من خلال الصورة التي تراها في المرآة، لتصاب بالإحباط عندما تفقد جمالها الشبابيّ بتقدم العمر.

كانت ليبور التي اضطرت إلى العمل كخادمة مطبخ أثناء سنوات مراهقتها، مدركة تمامًا للقيود التي واجهتها بسبب جنوستها (Gender) وطبقتها الاجتماعية. ولحسن حظنا، لم تدع هذا يمنعها من كتابة الشعر، وعندما عادت لاحقًا إلى المنزل لرعاية والدها، كانت جهود صديقتها المذكورة بريدجيت فريمانتل تشير إلى أن نشر شعرها أصبح احتمالًا حقيقيًا. تم تمويل إنتاج مختارات من مجلدين عبر النشر بالاشتراك، وهي طريقة يمكن من خلالها للرعاة المهتمين طلب نسخة واحدة أو أكثر من العمل مسبقًا قبل أن يذهب إلى المطبعة، مع استخدام الأموال بعد ذلك لتمويل تكاليف الطباعة. للأسف، توفيت ليبور بالحصبة قبل أن تثمر خططها، ولكن وفقًا لطلب ليبور المحتضِرة، نُشرت قصائدها بعد وفاتها "لصالح والدها". حصد الاشتراك بعد موتها ما يقرب من 600 توقيع أي مشترك.

كانت حياتها الخاطفة محكومة بالفقر والعمل الشاق؛ لكنها أنتجت مجموعة من الأعمال القيمة. وعلى الرغم من أن قصائدها كانت حتى وقت قريب غير معروفة إلى حد كبير، إلا أن ظهورها التدريجي في المختارات البريطانية والأمريكية لاقى استحسانًا خاصًا. وقد اختارها النقاد كواحدة من أكثر الأصوات إثارة للإعجاب بين الشاعرات النساء في القرن الثامن عشر؛ واستجاب النقد النسوي الأكاديميّ المعاصر بحماس لمشاركتها المبكرة في قضايا عدم المساواة الاجتماعية والجنسانية؛ وكثيرًا ما كان الطلاب الجامعيون المعاصرون مسرورين بنضارة ذكائها وتحليلها القويّ للظلم والقمع. بالنسبة للكندية إيزوبيل غروندي Isobel Grundy، فإن ليبور "ربما كانت الأكثر تعقيدًا وثراء من بين جميع شاعرات الطبقة العاملة في القرن الثامن عشر"؛ في حين أنها بالنسبة للجامعية الكندية مارغريت آن دودي Margaret Anne Doody: "ترسم احتمالات نوع من التضامُن بين النساء من طبقات مختلفة... وأن ليبور هي واحدة من أذكى الشاعرات وأكثرهنّ صرامة وحتى جرأة". تتحدّث الشاعرة عن مخاوف مركزية لكثير من قارئات اليوم؛ رغم من أن قصائدها قد تبدو غريبة (وفي بعض الحالات قد لا تكون مكتمِلة)، ولم تكن غرابتها منفصلة عن فعّالية الشاعرة، وتدعمها حدّة الإيقاع والتركيز التعبيريّ.

حياتها القصيرة وموتها المبكر، لم تمنع أن ماري ليبور قد تركت وراءها مجموعة من "الشعر الممتاز" على حد قول النقاد المعاصرين. ومن بين أعمالها القصيرة الأكثر تألقًا "مقال عن المرأة" (كُتِب شعراً قبل عام 1746)، وهو هجوم نسويّ ناريّ على الدور المحدود المخصّص للمرأة في المجتمع البريطانيّ في القرن الثامن عشر. ويبدأ بسخرية مستحبّة باللعب مباشرة على الصور النمطية:

"... بعشرة آلاف حماقة في حسابها

فإن المرأة التعيسة ليست سوى عبدة طليقة".

تقول:

"المرأة، زهرة لطيفة ولكنها قصيرة العمر،

ضعيفة للغاية للعمل وضعيفة للغاية للسلطة:

زوجة في عبودية، أو خادمة مهملة؛

مُحتَقَرة إذا كانت قبيحة؛ وإذا كانت جميلة فهي خائنة.

إن الغِنى وحده يُلهم كل نعمة،

ويدعو النشوات إلى وجهها المثمر".

وضع المرأة، كما تقترح، مستحيل: فهي "ضعيفة للغاية" لأيّ عمل مفيد، والجمال لا يدوم إلا "عمراً قصيراً"، بينما المظهر الجميل لعنة أخرى تؤدي إلى "عبودية" الزواج أو خيانة [الرجل] المُغوي، ولكن بدونه لن تكون المرأة سوى كائناً "محتَقَراً". والطريقة الوحيدة التي تمكّنها من اكتساب مكانة اجتماعية هي الزواج، وبالتالي يتمّ تقديم المرأة النموذجية نفسها على أنها مهتمة فقط بتأمين "الثروة" عند شريك المستقبل، لأن هذه الثروة هي "الوحيدة" التي "تدعو النشوات إلى وجهها المثمر". الصفات الأنثوية الجذابة ترفع المرأة النموذجية إلى مستوى "فينوس المتلألئة"، مع تحذير ليبور، أن الزواج "يذيب انتصاراتها، ويسرق سحرها، ويعيد الربّة إلى طينتها الأصلية... وبتحقيق كامل إمكانات حياتها، لم يعد هناك شيء أمام المرأة سوى الرفض".

يمثل القسم الأخير من مقال ليبور عن المرأة استسلامًا مُتعَباً لامرأة تشعر بأنها عاجزة في نهاية المطاف عن النضال ضدّ مثل هذا القمع الاجتماعي الراسخ والعميق للنساء. تكتب:

[...]  سواء كانت غارقة في الجشع أو الكبرياء،

عذراء فاسقة أو عروس متضوّرة جوعاً؛

وسواء أكانت مع الحشود المندهشة التي تستمع إلى لسانها الساحر،

أو إذا اعتُبرتْ حمقاء، وتتحدث دائمًا بطريقة سيئة". وفي معرض حديثها عن "المكر" والعناد النمطيّ للمرأة، تقترح ليبور أنها طريقة الطبيعة "لتسليحنا" ضدّ القمع الاجتماعيّ، وأنها حماقة من "الحماقات". تعترف ليبور بحزن: " النساء التعيسات مجرد عبدات". فالمرأة التي تُعرَّف دائمًا بعلاقاتها مع الرجال، لا يُسمح لها إلا بوهم الحرية.

تتبنى ليبور منظورًا مزدوجًا للجَمال باعتباره مثالًا ومعبوداً، أصلًا ومسؤولية، هديةً وتشييداً.

في دراسة ميكائل مايرMeyer, Michael  المعنونة "ماري ليبور: الجسد الأنثويّ وجسد نصوصها" "MARY LEAPOR The Female Body and the Body of her Texts," ، المنشور في "1650-1850: أفكار وجماليات وتساؤلات العصر الحديث المبكر" (2004) المجلد 10، المقال 4، ص63-78، يقول المؤلف:

"أطروحتي الرئيسية هي أن تركيز ليبور على إدراك الجمال الأنثويّ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بخطابها المزدوج حول الحكم على فنها. تصف ليبور النساء بأنهن في آن واحد خاضعات وخارج الخطاب الجمالي الذكوريّ، كما أن شعرها خاضع للمعايير الذكورية للفن وخارج أشكال النقد الذكوريّ. ما هي الروابط بين تصوُّرات ليبور للعلاقة بين الجنسين وانعكاسها على إنتاجها الشعريّ واستقباله؟ تساجُل ماري ليبور بشأن المعايير الذكورية لاستخدام الجمال ولأجساد النساء وكذلك لكتابات النساء، بأن واجب المرأة في أن تكون مفيدة كخادمة يعيق إنتاجها الجمالي. إن الالحاح على ابراز قيمة الجمال الطبيعي عبر الفن تشعر به كلّ من المرأة والشاعرة على حد سواء. يهتمّ الرجال بعملها المفيد ويقرأون جسدها بدلاً من قصائدها. إذا قرأ الرجال إحدى قصائدها، فإنهم يولون المزيد من الاهتمام للجوانب المادية لجسد نصها بدلاً من جماليته أو أفكاره المفيدة. إن تقييم ماري ليبور لأهمية "الكتابة" التي تقوم بها متناقض. ففي حين خاطرت بوظيفتها من أجل شعرها، فإنها استخفت كذلك بشعرها (الخفيف)، وكما ذكرت صديقتها وراعيتها بريدجيت فريمانتل: "كانت دائمًا تطلق على ذلك اسم الخمول، وتطلق العنان لروح الدعابة، إذ عندما كانت مشغولة بكتابة الأجزاء الفكاهية (االطرفوية) من قصائدها؛ لم يكن هناك شيء يمكن أن يؤلمها أكثر من رؤية الناس يتخيّلون أنها بذلت الكثير من الجهد أو قضت الكثير من الوقت لمثل هذا الكتابة؛ أو أنها تمنحها قيمة كبيرة". أكدت ماري ليبور على أنها تكتب لنفسها، عندما أخبرت صديقتها أنها كتبت القصائد الفكاهية "لتحويل أفكارها عمّا هو غير سار". من الواضح أن الكتابة بالنسبة لميرا أو ماري ليبور لا تُستخدم فقط كمهرب ذهنيّ من العمل، بل كمقاومة لإجبارها على العمل الشاق من قبل أرباب العمل. وتشير الباحثة البريطانية دونا لاندري Donna Landry إلى أن حنة مور اعتبرت أن وقت فراغ الشاعرة البريطانية آن ييرسلي Anne Yearsley المنحنية على الكتابة كان يُعتبر انتهاكاً لامتيازات الطبقة المتوسطة وواجبات الطبقة الدنيا. تتأرجح قصائد ماري ليبور بين استفزاز الطبقة المتوسطة عبر تأكيد أهمية كتابتها، وخضوعها لمعايير التواضع عبر تحقيرها لذاتها. تجد البروفسورة جوسلين هاريس Jocelyn Harris ميلاً عاماً لدى شاعرات القرن الثامن عشر إلى إظهار التواضع على الرغم من إنجازاتهنّ. ويمكن قراءة إصرار ماري على الكتابة لاستخدامها الشخصي باعتباره ادعاءً غير مباشر بجودة قصائدها، في مقابل النتاجات التي يقدّمها الكتّاب المحترفون.

مقتطفات:

"على الرغم من أن جميع الشعراء الرومانسيين يغنّون،

فأن هذا الذَّهَب، يا عزيزتي، شيء مفيد"

قوة الجَمَال

يا ربّات الابتسامات الأبدية،

يا سيثيرا Cythera المشرقة الجميلة،

التي علّمت سابينا Sabina الحيل المبهجة،

التي فازت بها بيلير Bellair.

بيلير، الظريفة المغرورة،

التي سخرت من [تقلّص] قوّة الجَمال؛

ولكن الغازي سوين  Swainالمتواضع

يعشق الآن الزهور المرسومة.

فن ديليا Delia الصادر من شفتيها الورديتين

 يلهمني أغنيتي

لا يمكن أن يتعب من ديليا قط الجمهور المتحيّز،

حتى لو كانت كلوديا أكثر حكمة.

رغم أن ذكاء كلوديا Claudia وعقلها قد صُقِلا صقلاً،

وهما يتدفقان بيُسر على لسانها؛

فإن روحها محفورة بشكل خشن،

إذنْ كلوديا على خطأ.

"استمع [ي]، ديليا تتحدث - تلك الزهرة الجميلة،

انظر [ي] للجمهور وهو يحتشد حولها

بأفواه فاغرة: ويحدّق بعنف

لالتقاط الصوت الفارغ.

انظر [ي] بإنصاف إلى ليليا Lelia

المباركة بالحكمة الرجولية؛

الذكاء وسعة الاطلاع والبصيرة، كل شيء يظهر

في هذا الصدر رابط الجأش.

لا يوجد دوماً جمال يموت من أجل ليليا،

لا سونيتة تمهّد لها طريقها؛

قولي يا ربّة الإلهام، من أين تنشأ هذه الشرور،

لماذا تتسوّس أسنان ليليا؟

وإذن، لماذا يهاجم الحكماءُ الموقرون

كبرياءَ المرأة المفرط؟

إذا فشلت الحكمة والذكاء والحصافة،

فلنجرّبْ فنونًا أكثر دناءة.

 هذه الفنون تهدف إلى إرضاء الآخرين؛

" وبوجه غاضب،

أرسلت ملكة الحكمة مؤخراً

هذا الإعلان:

مينيرفا Minerva ذات العيون الزرقاء

كما يقتضي النظام،

إذا أردت أن تجعل بناتك حكيمات،

احرصْ على إصلاح أبنائك".

ملاحظة:

لم نجد سببا قوياً لإثقال المادة بأصول الأسماء: سيثيرا، سابينا، بيلير، سوين، ديليا، كلوديا، ليليا، مينيرفا.

*************************************************

قصة قصيرة.. المِفتاح

مها الفارس

كانت موهوبة تهوى الرسم منذ نعومة عمرها، تقضي ساعات طويلة أمام الورق في غرفتها، لتعبّر عن مشاعرها وأفكارها من خلال الألوان والفرشاة. لكن كلّ ما تفعله ما كان ليرضيها، فقد أتلفت الكثير من  اللوحات لمجرد شعورها عديمة المخيلة والذوق الذي كانت تعرج إليه في أمانيها. حاولت وحاولت، إلا أنها مع كلّ ذلك ما كانت ترضى بما تقوم به، وبقيت اللوحات في مرسمها المستقبلي مصفوفة بفراغ بارد، لا فرشاة تدفئه ولا لون يشغلها، حتى جاء يوم كانت تتجوّل في أحد أسواق التحف القديمة، فجذبت انتباهها لوحة قديمة معروضة في زاوية مغبرة في محلّ عتيق بالكاد تتوقّف أمامه العيون والأقدام. كانت اللوحة تجسّد منزلاً قديماً مُحاطاً بحديقة غامضة وسط ضوء قمر مكتمل. ولا شيء آخر جذب انتباهها، سوى  الاتفاق مع البائع لغرض شرائها. واختطفت اللوحة بين ذراعيها وكأنّها تحمل صندوقاً مكتنزاً بالأموال. وفي الليلة ذاتها، وضعت اللوحة في مرسمها وبقيت تتأملها، كانت تلاحظ أن تفاصيل اللوحة تبدو مختلفة قليلاً كلما أمعنت النظر فيها. كانت تشعر بشعور غريب يسيطر عليها وكأنها ترى شيئاً مختلفاً لم يكن موجوداً من قبل، كلما تأملتها بعينيها. بدأت ترسم مستعينة بتلك اللوحة، ولكن في كلّ مرة تحاول الرسم كانت تشعر بأنها لا تستطيع الوصول إلى ذلك السرّ الغامض الذي تحتويه تلك اللوحة.

ذات ليلة، وبينما كانت تحاول مجدداً، استسلمت للتعب ونامت على كرسيها أمام اللوحة، وعندما استيقظت فجأة في منتصف الليل على صوتٍ خافت يتردد في المرسم، فتحت عينيها ببطء، ولاحظت أن القمر في اللوحة بدأ يتحرّك، و السماء في اللوحة تتغيّر، والرياح تعوي عاصفة بأشجار الحديقة المرسومة.

نهضت مذهولة، واقتربت من اللوحة، فجأة شعرت بأمواج دائرية تمتصها نحو عالم آخر. قبل أن تدرك ما يحدث، وجدت نفسها  واقفة في الحديقة  المرسومة  في اللوحة، تحت ضوء القمر المشع، و حركات الريح الزاعقة.

ماذا يحدث وكيف ولمَ؟ أخذت تتحرّك بحذر في الحديقة، وكلما اقتربت من المنزل القديم، كانت تسمع أصواتاً غامضة وكلمات مبهمة لا تفسير لها، بقيت تسمع هذه الأصوات حتى إنها لا تعرف كيف وجدت نفسها في المنزل مُتبعة على مايبدو هذا الصوت الغريب، بينما راحت قدماها وعيناها تحطّ في غرفة مظلمة لا شيء يظهر منها سوى لوحة أخرى معلقة على الجدار، مشابهة لتلك التي اشترتها وهي تُظهر فتاةً تجلس أمامها وترسم في مرسمها مثلما كانت تفعل هي تماماَ. دارت في المكان كثيراً، باحثة عن أيّة أدّلة تساعدها على فهم ما يحدث؟ وما يجب عليها فعله، لكن الظلام كان يشتدّ أكثر فأكثر، ممّا صعّب عليها تفسير ما حولها، ماعدا اللوحة التي بقيت مضاءة بأضواء خافتة تنبع من داخلها ، و لا أضواء أخرى يمكنها أن تفعل ذلك وتجعل هذه اللوحة تشعّ وضوحاً كما هي الآن، بقيت تدور حتى مع هذا الظلام، ثم رجعت بأنظارها إلى اللوحة التي لفتها فيها شيء لم تنتبه إليه من قبل، وهو أن الفتاة التي تشبهها والجالسة أمام اللوحة كان يتدلى من يدها مفتاح، التفتت قليلاً فظهر المفتاح ذاته مُلقى على طاولة مضيئة، بينما بقي الظلام يسوّر بقية المكان.

بسرعة خاطفة راحت تتهجس متقدّمة حيث الطاولة والمفتاح الذي ما إن التقطته حتى ظهر باب في الزاوية، باب مقفل وهو يبرز ظاهراً أكثر نتيجة التوهج، وبالطريقة ذاتها التي ظهر فيها هذا المفتاح.

أسرعت إلى المفتاح، وما إن أدخلته في قفل الباب وأدارته، حتى وجدت نفسها في مرسمها المكتظّ بلوحاتها الخشبيّة الغزيرة ذاتها، لكن لوحاتها هذه المرة كانت مرسومة بألق شاخص يضئ في عينيها وكلّ المرسم.

********************************************

الصفحة الثانية عشر

في اتحاد الأدباء العراقيين الروائي عبد الستار البيضاني و{نوائح سومر}

متابعة – طريق الشعب

وسط جمع كبير من الأدباء والمثقفين والفنانين، عقدت منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب أول أمس الثلاثاء، جلسة احتفاء بالروائي عبد الستار البيضاني وتجربته الإبداعية وروايته الجديدة "نوائح سومر"، الصادرة عنها.

وحضر الجلسة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، إلى جانب عدد من الوجوه الرياضية أمثال فلاح حسن وكريم صدام وباسل كوركيس، إضافة إلى الفنانين سعدون جابر وعبد فلك وميمون الخالدي. 

الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها د. حازم الشمري. وافتتحها بالحديث عن رواية البيضاني، مبينا انها "ليست مجرد حكاية، بل هي رحلة في الأزقة القديمة، ونافذة على الطفولة حين كان الحلم يتخذ هيئة درهم، وحين كانت الأسواق تفيض بشيء من ظهر الذاكرة ودفء الوجود".

بعد ذلك، قدم الدكتور جاسم الحلفي ورقة نقدية حول رواية "نوائح سومر"، التي وصفها بأنها "واحدة من أصدق وأعمق أشكال الاحتجاج، وتوثيق أدبي واجتماعي وثقافي له بكل أدواته وتفصيلاته".

وأشار إلى ان "الرواية واضحة وصادقة، وثقت لمرحلة مفصلية مهمة من تاريخ العراق. كما أنها وثيقة اجتماعية تمثل شعبا بأكمله، بل هي وثيقة وجدان شعبي رافقتها منذ أن كانت فكرة حتى طباعتها".

وتخللت الجلسة مداخلات نقدية حول الرواية، ساهم فيها عدد من الأدباء الحاضرين. إذ ناقشوا تحولات السرد في الرواية، من رواية اجتماعية تدور أحداثها بين مجموعة من الأصدقاء، إلى رواية سياسية تناهض الدكتاتورية والظلم وتنتصر للاحتجاج ولمعاناة الناس ونوائحهم التي ولدت بسبب الحرب والاضطهاد والحرمان.

ورأت المداخلات في معظمها أن النواح الذي تطرقت له الرواية مستمر. وانها (الرواية) تتحدث عن واقع قائم ومعاش في مدينة لا تهدأ ولا تنام. فيما لفت البعض إلى ان بلاغة الرواية تكمن في تجسيدها الواقع الذي تتناوله، حيث مدينة الثورة التي عُرفت بتكوينها وتركيبتها المبدعة.

هذا وأكدت المداخلات أن الرواية كُتبت بلغة سردية جديدة، ميزّت البيضاني عن غيره من الروائيين.

وقبيل الختام، تحدث البيضاني عن روايته. وقال أن "النص ملك الناس. فأنا لم أكتب الرواية بدافع سياسي أو ايديولوجي. لست ضد أحد، لكنها حياتي وواقعي وتفاصيلي، لا سيما ان النظرة لمدينة الثورة كانت وما زالت نظرة طبقية أسست لها السياسة في العراق. فهي مدينة تناقضات أنتجت الإبداع والجمال".

وأضاف قوله أنه "اعتدت في جميع أعمالي الروائية على صناعة شخصية تمثلني".

وأخيرا، قدم الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي، مداخلة عن تجربة الضيف الروائي. وقال أن "الحديث عن عبد الستار البيضاني حديث مجروح. فهو عملة نادرة، وفي حديثه وكتاباته وعلاقاته يصنع الروايات والجمال والإبداع".

*********************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • ستار الريحاني 100 دولار
  • جمعة الزيني 500 الف دينار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

********************************************

أما بعد .. إعلامنا فاشل

منى سعيد

قالوها صراحة (وبالفم المليان) في مناسبة ثقافية وإعلامية أثناء انعقاد ندوة ثقافية بعنوان "الإعلام في العراق - جدوى التأثير والتأثر" في اليوم الثاني لمعرض أربيل الدولي الحالي للكتاب بنسخته الـ 17 المقام بمشاركة أكثر من 350 دار نشر من 22 بلدا.

المتحدثان في الندوة، الدكتور نبيل جاسم وأحمد الزاويتي، المسؤولان الإعلاميان في مؤسستين معروفتين، أشّرا فشل مؤسساتنا الإعلامية وانعدام ثقة المتلقي بها، ولا أدل من ذلك من لجوء الجمهور وحتى أصحاب القنوات أنفسهم إلى المؤسسات الإعلامية الرصينة، العربية منها والأجنبية، لتلقي الأخبار والأحداث المهمة، وليس الاعتماد على مصادرنا المحلية التي تُنفق عليها أموال ضخمة بلا طائل.

وأرجع الاعلاميان الخلل الى عوامل عديدة، منها عدم اعتماد المعايير المهنية الصحيحة في إعلامنا وعدم الخضوع لقوانين دولية بخصوص احترام حقوق الإنسان وعدم المساس بكرامته، إلى جانب عدم حيادية المقدم الذي أصبح يفرض رأيه الخاص على المتلقي، بينما ينحصر دوره بالنقل الإعلامي ولا غير، وإلى خضوع الإعلام لأجندات الأحزاب السياسية التي تموَّله، ما جعله أسيرا مؤدلجا لها، وبلوغه في أحيان كثيرة حد التطرف وإثارة النزعات الطائفية والعنصرية، بما يشكل خطرا جسيما على الأمن الوطني ككل.

ويشهد الإعلام العراقي فوضى مكملة لفوضى الوضع العام. وبحسب إحصائيات عام 2022 تبث في العراق 57 قناة تلفزيونية عراقية مرخصة، بالإضافة الى 152 وسيلة إذاعية، وأكثر من 60 مكتبا خارجيا لقنوات موجهة للعراق، اغلبها تفتقر للوسطية في الطرح وتلتزم بسياسة الممول وحسب. وكثير منها تعود لاتحاد التلفزيونات والإذاعات الإسلامية التي تلتزم نهجا محددا غير مهني في الغالب.

قبل التغيير كان الإعلام يقدم من جهة واحدة الى الجمهور، أما الآن فتلعب وسائل التواصل الاجتماعي ادوارا مختلفة، أصبح فيها المرسل هو المستقبل نفسه بلا حدود أو رقابة.

مديرة الجلسة الأستاذة تيما رضا طرحت حلولا بينها ضرورة تحمل كافة الأطراف المجتمعية مسؤولياتها، بدءا من الإعلاميين أنفسهم وأهمية اشراكهم في دورات تثقيفية وتربوية وإعلامية ولغوية. وأضفت بدوري في مداخلة، أنه لا تُعقل مثلا ظاهرة سذاجة المقدمات حصرا، واهتمامهن بأشكالهن وملابسهن من دون ثقافة ومعرفة، مع تجاوزهن السافر على اللغة العربية.

وحين سئل المحاضران عن دورهما في الإصلاح قالا: ما نحن إلا برغيان صغيران في ماكينة إعلام ضخمة ينبغي إصلاحها.

جدير بالذكر أن معرض الكتاب انطلق تحت شعار " العالم يتكلم كردي" نظرا لاتساع حركة الترجمة الى اللغة الكردية، واحتفاءً باعتمادها ضمن اللغات الأساسية لمحرك البحث العالمي غوغل.

***********************************************

في مقر شيوعيي البصرة عن {الماركسية، اليسار والديمقراطية}

البصرة – صلاح العمران

عقدت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، مساء الأحد الماضي، ندوة حوارية بعنوان "الماركسية، اليسار والديمقراطية"، قدمها الرفيق قاسم حنون وأدارها الرفيق مشرق المظفر بحضور جمع من المثقفين والناشطين في المجال السياسي.

الندوة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية، استهلها الرفيق المظفر بالإشارة إلى أهمية مثل هذه الندوات في تعزيز فهم المصطلحات السياسية وبيان الروابط بين الماركسية والديمقراطية.

من جانبه، قدم الرفيق حنون تصوراته عن المرحلة السياسية القادمة في العراق، وعن الانتخابات التشريعية المقبلة. ورأى أن على الشيوعيين وقوى اليسار إعادة مراجعة المفاهيم    الأساسية للديمقراطية والماركسية، وربطها بالواقع العراقي، منوّها إلى ان بناء الدولة الديمقراطية يتطلب مشاركة فاعلة في الانتخابات عبر برامج واضحة تُقدَّم للجماهير، مع وعي في علاقة الديمقراطية باقتصاد السوق والتحديات الرأسمالية. 

واستعرض حنون إشكاليات الممارسة الديمقراطية عالميًا، مشيرًا إلى أن الديمقراطية الليبرالية ليست النموذج الوحيد، لكنها الأكثر انتشارًا.

فيما ناقش إخفاقات التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، مثل الاتحاد السوفييتي، الذي تحولت فيه دكتاتورية البروليتاريا إلى سلطة حزبية ضيقة، مشددا على ضرورة الفصل بين السلطات وضمان التداول السلمي للسلطة. 

ثم توقف حنون عند التجربة الصينية، واصفًا إياها بـ"المثيرة للاهتمام".

وقال أن الحزب الشيوعي الصيني نجح في المزج بين الانفتاح الاقتصادي والحفاظ على هيمنة القطاع العام، لافتًا إلى أن الصين أصبحت القوة الاقتصادية الأولى عالميًا من دون التخلي عن دور الدولة القيادي. 

وفي شأن الواقع العراقي، حذَّر حنون من اختزال الديمقراطية في شعارات تُرفع دون ممارسة فعلية، داعيًا إلى مواجهة التدخلات الخارجية ومحاولات تفكيك الدولة عبر الخطاب الطائفي والعشائري.

كما شدد على أهمية ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق الطبقية، مع الحفاظ على الحريات العامة. 

واختتمت الندوة بتوصيات شددت على ضرورة تعزيز الحوار بين القوى اليسارية والديمقراطية، وإعداد برامج انتخابية تلبي طموحات الكادحين، مع استلهام الدروس من النجاحات والإخفاقات العالمية.

هذا وشهدت الندوة مداخلات ساهم فيها كل من محمد علي صالح، مصطفى السعد، سواد لعيبي، نايف صيهود، خزعل ديوان  (أبو هادى)،  د. محمد حميد، طارق البريسم، كريم الحربي، سالم محسن، عبد الزهرة عذار (أبو وفاء)، شاكر الشاهين، محمد الحسان، جاسب وادي وفاضل خليل.

******************************************

قف.. لعبة الولايات

عبد المنعم الأعسم

مع أول إعلان عن التحضير إلى انتخابات نيابية جديدة يبدأ الحديث، أولا بالغرف الموصدة، عن ولاية الحكومة ورئيسها، عبورا من فوق تعهدات سابقة، ومعلنة، ان تكون الحكومة انتقالية ومهمتها إجراء انتخابات مبكرة، وان لا يخوض رئيس الحكومة السباق الانتخابي المُقبل، وتشكيل حكومة اختصاصيين مؤقتة تدير انتخابات نزيهة.. فيما يحدث الآن ما كان يحدث في جميع الانتخابات السابقة، بتلفيق أسباب تفرض ولاية ثانية لرئيس الحكومة بوصفه منقذا كي لا تتفلش الدولة والعملية السياسية والمعادلات الأمنية وزخم بناء المجسرات.

 وهكذا، فباسم المصلحة العليا ينقلب الكثير من الساسة على التزامات أخذوها على أنفسهم، وعلى تعهدات أعطوها لمناصرين وأعوان، وعندهم ان التراجع عن الكلام مقبول في السياسة، حتى بين ليلة وضحاها، ومن دون الحاجة إلى تسبيب الموقف الجديد، او الاعتذار عن الاستدارة، أو تطييب خواطر المغفلين الذين صدّقوا ما قيل عن الزُهد في السلطة، والغيرة على المصلحة العامة، وكان ميكافيلي يقول إنك عندما تَقدُم على التراجع في ميدان السياسة فلا تضع باعتبارك اعتراضات الأخلاق ولا تتمترس عند ما كنت تقوله في وقت سابق، فإن المصلحة العليا - كما يقول - تبرر لك كل شيء.

*قالوا:

"حذار أن تكون على حق، حين تكون الحكومة على خطأ".

أمل كلوني- المحامية البريطانية المدافعة عن الحقوق المدنية.

*********************************************

يوميات

  • يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد بعد غد السبت، الرفيق جراح صكر الفؤادي، ليقدم كتابه الموسوم "مذكرات عريف شيوعي".

تكون البداية في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • تضيّف مختصة الثقافة والفنون في المجلس العراقي للسلم والتضامن، بعد غد السبت، د. حكمت جبو، ليتحدث في جلسة ثقافية عن الفنان الرائد يحيى فائق ومسيرته بين السينما والمسرح.

تبدأ الجلسة في الساعة الحادية عشرة والنصف ضحىً في مقر المجلس في شارع أبو نؤاس – الفرع المقابل لسينما بابل.

  • يُنظم نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، جلسة حوارية للكاتب والفنان عمار المرواتي، يشارك فيها عدد من النقاد.

تبدأ الجلسة التي سيديرها الروائي حسين محمد شريف، في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

*********************************************

أكثر من 430 متسابقا البصرة تحتضن مسابقة للحساب الذهني

متابعة – طريق الشعب

احتضنت قاعة اللجنة الأولمبية في مركز محافظة البصرة، أخيرا، المسابقة الوطنية للحساب الذهني بمشاركة 430 طالباً.

وجاءت هذه المسابقة بعد تصفيات أولية جرت داخل المدارس وشملت أكثر من 8 آلاف طالب،  ليتأهل بينهم نحو 430 طالبا.

في حديث صحفي، قالت المشرفة التربوية زينب أساس، أن الغاية من المسابقة هي تحفيز الطلبة على المثابرة، مبينة أن المسابقة مثلت ثمرة جهود الطلبة وتدريباتهم في مجال الحساب الذهني على مدار السنة الدراسية. من جانبه، قال المدير التنفيذي لشركة الحساب الذهني الدولية في البصرة، أحمد المولى، أن هذه المسابقة ينظمونها للمرة الثالثة، مشيرا إلى ان المسابقة شهدت تفاعلا واسعا من المدارس، على اعتبار أن هذا النوع من التدريب يساعد في تطوير قدرات الطلبة.

وأكد أن مدارس البصرة بدأت بإدخال مناهج إثرائية، مثل الحساب الذهني. فيما لفت إلى أن الفائزين في المسابقة سيمثلون العراق في مسابقات إقليمية.