الصفحة الأولى
كتب المحرر السياسي: لمناسبة 9 نيسان رحلت الدكتاتورية وبقي تحدي بناء دولة المواطنة
مرّت يوم أمس الذكرى الثانية والعشرون للغزو الأمريكي للعراق واحتلاله، وسقوط الدكتاتورية غير مأسوف عليها. وقد فتح ما حصل الباب أمام مرحلة كان يُؤمل أن تكون مختلفة، تؤسس لدولة القانون والمؤسسات والمواطنة، وتصون كرامة الإنسان وحقوقه. غير أن الأمل تحوّل تحديا تحت وطأة الأزمات المتراكمة، وسياسات المحاصصة، وفشل النخب الحاكمة في إدارة شؤون الدولة، وعجزها عن تقديم الحلول، ووصول العملية السياسية المؤسسة على نهج المحاصصة الى طريق مسدود.
في التاسع من نيسان 2003، طُويت صفحة أحد أكثر الأنظمة استبدادًا في تاريخ العراق المعاصر، نظام عرف بدمويته وقمعه للحريات، وبارتكابه جرائم إبادة جماعية، واستخدامه الأسلحة الكيميائية، فضلًا عن ممارسات التعذيب والقتل الجماعي، وتدمير الاقتصاد الوطني في خضم حروب عبثية أودت بحياة الملايين وأغرقت البلاد في عزلة وحصار قاسٍ.
ومع أن الحرب لم تكن خيارًا شعبيًا، وواجهت رفضًا واضحًا من قبل قوى وطنية، في مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي الذي رفع شعار "لا للحرب .. لا للدكتاتورية .. نعم للبديل الديمقراطي "، إلا أن سقوط النظام قوبل بارتياح شعبي واسع، أملاً بانبثاق نظام ديمقراطي، وهو ما قُدمت التضحيات الجسام من اجل تحقيقه. لكن تلك اللحظة المفصلية سرعان ما أُفرغت من مضمونها، وبدلاً من بناء الدولة، تم ترسيخ الفوضى والمحاصصة والفساد وانتشار السلاح المنفلت.
لقد عجزت الحكومات المتعاقبة منذ 2003 عن تأسيس نظام مدني ديمقراطي حقيقي، بسبب تمسكها بمنهج إدارة الأزمات وليس حلها، وبتقاسم الغنائم بين القوى المتنفذة بدلاً من العمل على بناء دولة مواطنة ومؤسسات. فنظام المحاصصة الذي أقيم بعد الاحتلال، كان وما زال نظامًا هشًا، قائماً على أسس طائفية وإثنية، وذلك ما أنتج مزيدًا من الانقسام المجتمعي، وعطل إمكانيات التنمية، وأسهم في ترسيخ الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط، وفي تفشي الفساد في كل مفاصل الدولة.
لقد كرّست النخب الحاكمة ما بعد 2003 نموذجًا مشوهًا للحكم، انعكست تداعياته على الدولة والمجتمع، وفشل في تقديم الحد الأدنى من الخدمات والضمانات للمواطن، بينما توسعت الهوة بين الأقلية المتنفذة وعموم المواطنين، وازداد اعتماد القرار السياسي للمتنفذين على التدخلات الخارجية.
في مواجهة هذا الواقع المأزوم، تبرز مسؤولية وطنية ملحّة على عاتق القوى الوطنية والديمقراطية، وكل المتطلعين الى عراق مغاير، مسؤولية تتمثل في الدفع نحو مشروع وطني بديل، يعيد الاعتبار للسيادة الوطنية وللقرار الوطني المستقل، ويؤسس لنظام ديمقراطي اتحادي قائم على المواطنة، ويضع خططًا حقيقية للتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، ويكافح الفساد ويحصر السلاح بيد الدولة، ويقطع الطريق أمام نهج المحاصصة الذي شلّ البلاد.
ويبقى التغيير الحقيقي مرهونًا بقدرة الشعب العراقي على فرض إرادته، من خلال المشاركة الواسعة والواعية في الانتخابات، وعبر استمرار الضغط الشعبي والجماهيري السلمي والمنظم، من أجل استعادة الدولة من قبضة الفشل والفساد، ووضعها على سكة التغيير الشامل .
بعد أكثر من عقدين على سقوط النظام الدكتاتوري، يقف العراق اليوم في مفترق طرق بين استمرار التدهور والنكوص، او الانطلاق على مسار التغيير. ويؤكد إخفاق المنظومة الحاكمة في تحويل الفرصة التاريخية إلى مشروع وطني جامع، أن المشكلة لا تكمن فقط في سقوط النظام السابق، بل في عجز من تولى السلطة بعد ذلك عن بناء البديل المنشود. لهذا فقد حان الوقت لتجديد التحدي الشعبي والجماهيري ، والدفع نحو الخلاص من منهج منظومة الفشل وتبني مشروع وطني للتغيير يعتمده مؤتمر وطني لتوحيد الجهود والطاقات ، للسير على طريق بناء وطن يليق ببناته وابنائه وبتطلعاتهم وتضحياتهم.
*******************************************************
الشيوعي العراقي يقاضي ضباط أمن من أجهزة النظام الدكتاتوري
بغداد _ طريق الشعب
رفع الحزب الشيوعي العراقي، امس الثلاثاء 8 نيسان 2025 شكوى ضد ضابط الأمن المدعو شاكر طه يحيى الدوري، الذي كان مسؤولاً عن ملف ملاحقة الشيوعيين في مديرية أمن أربيل في زمن النظام الدكتاتوري البائد.
وقال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ان "المشتكى عليه كان مسؤولاً عن ملف الشيوعيين في المدة بين عام 1977 الى 1984 في أربيل، وقد يكون في ذات المهمة في بغداد من 1984 الى 1986".
وتابع انه "قدّم باسم الحزب شكوى ضد هذا الضابط، لانه كان مسؤولاً عن إعدام وتصفية عدد كبير من الشيوعيين في أربيل ومناطق أخرى"، مؤكداً انه "تم تسجيل الشكوى لدى الأمن الوطني الذي يحتجزه حالياً مع عدد آخر من ضباط الأمن الذين جرى اعتقالهم منذ أشهر".
وتابع الرفيق فهمي، أن "عددا من الأحزاب الوطنية والإسلامية وشخصيات أخرى قدمت ايضاً شكاوى بحق هؤلاء، وسيجري لاحقاً تقديم دعاوى شخصية من قبل أهالي الرفيقات والرفاق الذين استشهدوا على يد هذا الضابط الذي كان يعمل في خدمة قيادة النظام الدكتاتوري المقبور".
******************************************
الاحتجاجات تتصاعد في المحافظات.. اليوم.. المعلمون إلى اعتصام سلمي رفضا لقرارات مجلس الوزراء
بغداد – طريق الشعب
دعت نقابة المعلمين العراقيين الكوادر التربوية والتدريسية الى تنفيذ اعتصام سلمي داخل المدارس، اليوم الخميس، وذلك رفضاً لقرارات مجلس الوزراء، الثلاثاء الماضي، والتي اعتبرتها لا تلبي الطموح. فيما أعربت عن استنكارها حادث الاعتداء على تربويين في محافظة ذي قار.
وأعلن مجلس النواب عن عقد جلسة خاصة لمناقشة مطالب التربويين، استجابة الى بيان النقابة.
وتناقلت وسائل الاعلام، وثيقة استقالة جماعية لـ60 مدير مدرسة في قار، احتجاجاً على الاعتداءات التي طالتهم وزملاءهم، وطالبوا وزارة التربية بموقفٍ واضح حيال الانتهاكات التي تعرضوا لها.
تظاهرات المعلمين
وقمعت قوات الامن في ذي قار تظاهرة للتربويين في تقاطع شارع الزيتون والتي كان من المقرر لها التوجه إلى مبنى دائرة التربية، ما أدى الى جرح عدد منهم واصابة آخرين.
وأفادت وسائل اعلام نقلاً عن مصادر امنية، باحتجاز عضو مجلس المحافظة سلام فياض، فضلاً عن عدد من المتظاهرين، بينهم اثناء تلقيهم العلاج في مستشفى الناصرية بعد اصابتهم في التظاهرة.
وانطلقت تظاهرة كبرى في محافظة البصرة، شارك فيها المئات من الكوادر التربوية امام تربية البصرة مطالبين بحقوقهم. كما انطلقت تظاهرات كبيرة في بابل تحمل المطالب ذاتها.
وفي ديالى، تجمع المعلمون أمام مديرية التربية مطالبين بتحسين أوضاعهم المالية وسط اجراءات أمنية مشددة. كما دشن معلمو النجف تظاهرات كبيرة.
وقال مراسلنا عبدالحسين ناصر السماوي، في المثنى، ان المعلمين نظموا يوم الثلاثاء تظاهرة حاشدة امام مقر نقابة المعلمين.
وقال لفتة مدلول، أحد المعلمين المتظاهرين لـ"طريق الشعب": سنواصل التظاهر السلمي حتى تتحقق مطالبنا المشروعة.
وتحدث مدلول عن تضامن أوساط شعبية واسعة مع مطالبهم. "كما أن أولياء الأمور لم يرسلوا أبناءهم الى المدارس تضامنا معنا".
تضامن معلمي كردستان
وأعلن اتحاد معلمي كردستان، دعمه الكامل للتحركات المدنية التي أطلقتها نقابة معلمي العراق، مؤكداً وقوفه إلى جانب مطالب المعلمين العادلة، فيما طالب حكومة إقليم كردستان بالاستجابة السريعة لحقوق المعلمين، وتنفيذ مطالبهم الأساسية.
وقال مكتب أمانة سر اتحاد معلمي كردستان، في بيان: إن "المعلمين في عموم العراق وفي إقليم كوردستان يمرون بظروف معيشية صعبة"، مشيراً إلى أن "الاتحاد يعلن دعمه للحراك المدني الذي دعت إليه نقابة معلمي العراق".
تصعيد الاحتجاج
وقال الباحث في الشأن السياسي رياض الوحيلي، ان "تصاعد عمليات قمع التربويين المتظاهرين في بعض المحافظات سيدفع إلى تصعيد الاحتجاج، كما سيدفع مواطنين آخرين إلى دعم تلك الاحتجاجات، وربما تندلع ثورة شعبية بسبب عمليات القمع".
واضاف، أن "تظاهرات تشرين ارتفعت حدتها وزادت مشاركة المواطنين فيها بعد عمليات القمع؛ هناك تعاطف كبير من شرائح وأفراد المجتمع العراقي، في مقابل استمرار عمليات قمع التربويين".
وحذر الوحيلي من هذه "الاعتداءات السافرة قد تدفع إلى زيادة حجم التظاهر، وربما رفع سقف المطالب".
ورفض الكثير من المدونين والناشطين الإجراءات القمعية التي قامت بها قوات الامن في ذي قار خلال تعاملها مع تظاهرات المعلمين.
احتجاجات في السماوة
وفي إطار الاحتجاجات اليومية المتواصلة التي تشهدها البلاد، نظم عدد من أهالي منطقة المملحة في المثنى، وقفة احتجاجية، للمطالبة بتحويل منطقتهم إلى ناحية، مؤكدين أن هذا الإجراء سيسهم في تحسين واقع الخدمات.
وذكر عدد منهم إن "مطالبهم هي المضي بتحويل منطقتهم إلى ناحية، لاسيما مع وجود الموافقات الرسمية من قبل وزارة التخطيط".
كما نظم عدد من المفسوخة عقودهم في الحشد الشعبي ومتطوعي فرقة العباس القتالية في المثنى، وقفة احتجاجية في ساحة الاحتفالات وسط السماوة، للمطالبة بإعادتهم إلى الخدمة.
وفي البصرة
الى ذلك، نظمت كوادر مديرية مجاري البصرة، وقفة احتجاجية أمام المديرية للمطالبة بزيادة مخصصات الخطورة نتيجة تعرضهم للغازات السامة بالإضافة إلى تعديل مخصصات النقل، فضلا عن توزيع قطع أراض حسب سنوات الخدمة وتثبيت العقود وشمولهم بالضمان الصحي وصرف مخصصات بدل الطعام.
وقال أحد المشاركين، إن "مطالبهم تتضمن أيضا احتساب الشهادة ومخصصات الزوجية، فضلا عن توزيع معدات السلامة المهنية بشكل مستمر لموظفي مجاري البصرة، كما نطالب بتعديل سلم الرواتب وتوزيع الأراضي".
تظاهرة لموظفي خزينة ذي قار
وشاركت الرفيقة هيفاء الأمين عضو مجلس النواب السابق، في وقفة احتجاجية نظّمها موظفو دائرة خزينة ذي قار، يوم أمس الإثنين، دعماً لمطالبهم المتعلقة بالمساواة مع أقرانهم في وزارة المالية من حيث الحوافز والحقوق، وصرف رواتب أصحاب العقود.
وأكدت الأمين خلال مشاركتها، أنها أجرت اتصالاً مع مدير الدائرة البرلمانية في مجلس النواب بهدف ترتيب لقاء بين وفد من الموظفين واللجنة المالية النيابية، لطرح مطالبهم رسميًا على وزارة المالية.
وشددت الأمين على أن "الحل الجذري لهذه الإشكالات يكمن في إقرار قانون جديد لسلم الرواتب يحقق العدالة ويقضي على الفوارق الحالية"، مشيرةً إلى جملة من المشكلات التي يعاني منها النظام الحالي، منها غياب العدالة في المخصصات، وتعدد السلالم بين الوزارات، وغياب العلاقة بين الكفاءة والإنتاجية والراتب، إضافةً إلى تأثيرات الفساد والضغوط السياسية.
الاحتجاجات تستمر..
وشهدت محافظة بابل، في اليومين الماضيين، تظاهرة نظّمها موظفون من مختلف القطاعات، بينهم موظفو مديرية الماء الذين احتشدوا أمام مبنى المحافظة مطالبين بتعديل سلم الرواتب. كما خرجت مجاميع أخرى من المواطنين تحت مجسر الثورة، وسط مدينة الحلة، في تظاهرات داعمة لمطالب الكوادر التعليمية.
وفي بغداد دشّن قرّاء المقاييس، امس الأول، إضرابًا عامًا، فيما خرج أصحاب المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي بتظاهرة في الجادرية، مطالبين بالعودة إلى الخدمة.
****************************************
إضراب المعلمين حق دستوري.. القمع والاعتقالات انتهاك فاضح
قمعت قوات الأمن، صباح اليوم الثلاثاء بالقنابل الدخانية، المعلمين والتربويين وأصيب عدد منهم خلال ممارستهم حقهم الدستوري في الإضراب عن الدوام، والاحتجاج للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
فيما أقدمت جهات أمنية على حملة تفتيش عدد من المدارس، في اليومين الماضيين، للاستفسار عن حضور وغياب الملاكات التربوية المساهمين في إضراب المعلمين، كذلك جرى اعتقال ناشطين منهم، فضلاً عن احتجاز ناشطين من حراك الموظفين في واسط.
وإذ نعرب عن رفضنا الشديد لهذه الإجراءات البوليسية، نعدها محاولة لترهيب الكوادر التربوية ومنعهم من ممارسة حقهم الدستوري في الإضراب السلمي، وتشكل انتهاكاً صارخاً للحريات العامة المكفولة دستوريا ولحقوق الإنسان.
إن استخدام أساليب القمع والترهيب، لن يحل مشاكل آلاف المساهمين في هذه الفعاليات الاحتجاجية السلمية، ما يتطلب الاستماع إلى مطالبهم، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
إن استمرار أسلوب المماطلة والتسويف، سوف يزيد من السخط والاعتراض الشعبي، وقد يتحول إلى فعل جماهيري أوسع يصعب السيطرة عليه، وبالتالي فأن منظومة الحكم ونهجها الفاشل تتحمل مسؤولية ذلك، بعد فشلها في توفير العيش الكريم للمواطنين وغياب العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة.
يقف حزبنا الشيوعي العراقي مع المتظاهرين السلميين، ونتضامن مع مطالبهم المشروعة، وندعو إلى استمرار الضغط الشعبي من أجل نيل الحقوق.
المكتب السياسي
الحزب الشيوعي العراقي
٨ نيسان ٢٠٢٥
*******************************************
الصفحة الثانية
الشيوعي العراقي بشأن حادثة المهندس بشير خالد: انتهاك للقانون والعدالة
بغداد ـ طريق الشعب
أكد الحزب الشيوعي العراقي أهمية احترام حقوق الإنسان ومحاسبة من ينتهكها، خصوصًا من قبل الأجهزة الأمنية، وذلك تعليقًا على حادثة وفاة المهندس بشير خالد نتيجة التعذيب في أحد مراكز الشرطة ببغداد.
وقال عضو اللجنة المركزية للحزب، الرفيق حسين علي في تصريح لـ"طريق الشعب"، بألم وغضب بالغين، تابعنا حادثة استشهاد المهندس بشير خالد، وأضاف أن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، وهي ليست مجرد تجاوز فردي، بل تجلٍّ خطير لانتهاك القانون والعدالة.
وتابع: "إننا في الحزب الشيوعي العراقي نؤكد أن لا عدالة دون محاسبة، ولا دولة قانون مع الإفلات من العقاب"، مطالبًا بالكشف العاجل والشفاف عن ملابسات الجريمة، وتقديم جميع المتورطين فيها — آمرين ومنفذين — إلى العدالة، دون أي تمييع أو تواطؤ أو تسويف.
وشدد حسين علي، على ضرورة عدم تضليل الرأي العام، وعدم التساهل مع الجناة حتى لا يؤدي ذلك إلى تكرار مثل هذه الجرائم، وإلى مزيد من الانتهاكات الفظة للدستور والقانون وانهيار الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
ودعا الرفيق حسين علي، جميع القوى السياسية والاجتماعية والنقابية ومنظمات حقوق الإنسان إلى التكاتف من أجل الضغط باتجاه عدم إفلات أي مجرم من العقاب، وإرساء ثقافة المساءلة والمحاسبة على أساس القانون، لا النفوذ، أو الموقع الوظيفي أو الحماية السياسية أو أي شكل آخر يغطي على مثل هذه الممارسات النكراء.
****************************************************
التيار الديمقراطي ورابطة المرأة واتحاد الشبيبة يتضامنون مع المعلمين الشيوعي العراقي في الناصرية يدين
الاعتداء على التربويين واعتقال المتظاهرين
بغداد – طريق الشعب
أصدرت محلية الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، بياناً، استنكرت فيه القمع الوحشي الذي طال المعلمات والمعلمين في أثناء ممارستهم حقهم الدستوري في التظاهر السلمي، مطالبين بحقوقهم المشروعة.
وفيما شدد التيار الديمقراطي على أهمية الاستجابة العادلة لمطالب المعلمين المشروعة، دانت منظمات ديمقراطية الإجراءات القمعية التي طالت المعلمين.
شيوعيو ذي قار
وقال محلية الحزب، في بيانها: نتابع بقلق واستنكار بالغين ما جرى في محافظتنا ذي قار من قمع وحشي طال المعلمين والمعلمات خلال ممارستهم لحقهم الدستوري في الإضراب والتظاهر السلمي للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
وأضاف، ان القوات الأمنية استخدمت القنابل الدخانية لتفريق المحتجين، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من المعلمين والمعلمات وإصابتهم بجروح، في مشهد يعكس استخفافًا صارخًا بحرية التعبير والكرامة الإنسانية.
ورفضت محلية ذي قار هذه الإجراءات القمعية: "نعدها انتهاكًا فاضحًا للدستور وللحريات العامة، واعتداءً غير مبرر على أبناء الشعب من التربويين والنشطاء"، وطالبت بمحاسبة من اقترفها.
كما جددت التأكيد على وقوف تضامن الحزب الكامل ووقوفه الى جانب المعلمين والتربويين والمتظاهرين السلميين، وأكدت دعمها لمطالبهم العادلة، داعية إلى مواصلة الضغط الشعبي والنقابي من أجل انتزاع الحقوق المسلوبة، والسير نحو بناء وطن حر تسوده العدالة والكرامة.
تلبية المطالب ضرورة وطنية
وقالت لجنة العمل النقابي والمهني في التيار الديمقراطي، إنّ "استحقاقات الكوادر التعليمية والتربوية من أهم الأسس التي تعمل على بث الروح الوطنية العراقية، فهم الرواد الذين يبذلون جُلّ جهدهم للارتقاء بالمجتمع العراقي نحو الاستقرار والتطور المجتمعي وإعداد جيل وطني يُعتَمد عليه في بناء العراق بناءً صحيحاً"
وأيّدت جميع مطالب الأسرة التربوية وما أقرته نقابة المعلمين العراقية وإصدار التشريعات المناسبة لهذه المطالب المشروعة وكذلك إصدار سلم رواتب عادل لكافة موظفي الدولة العراقية.
رابطة المرأة العراقية
ودانت رابطة المرأة العراقية، الاعتداءات السافرة التي تعرضت لها التظاهرات السلمية للمعلمين. وقالت في بيان إنّ "الاعتداء على المعلمات والمتظاهرات هو إهانة مضاعفة: إهانة للمرأة، وإهانة للمعلم. وهو دليل خطر على توجه يراد منه إخراس الأصوات المطالبة بالعدالة والكرامة، بالقمع والترهيب".
وطالبت الرابطة بفتح تحقيق مستقل وشفاف في هذه الانتهاكات، ومحاسبة كل من تورط فيها، مؤكدة أهمية عدم المساس بحقوق النساء وتضامنها مع المعلمات المتظاهرات في نضالهن من أجل الكرامة والعدالة.
اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي
بدوره، رفض اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي القمع ضد المعلمات والمعلمين، واكد وقوفه معهم في حرية التعبير. وعبّر في بيان له عن إدانته الشديدة للاعتداءات القمعية التي طالت التظاهرات السلمية للكوادر التربوية. كما استنكر بشكل خاص ما تعرضت له المعلمات والمتظاهرات من عنف جسدي ولفظي مهين، مشيرا الى ان هذا الاعتداء "يكشف عن عقلية سلطوية لا تتورع عن استخدام كل أشكال الترهيب لإخماد الأصوات الحرة".
وجاء في بيان الشبيبة أيضا، أن "ما جرى لا يمكن النظر إليه بمعزل عن التوجه العام لتجريم الاحتجاج السلمي ومحاولات تطويع المجتمع بالقوة، وهو أمر خطير لا يستهدف المعلمين والمعلمات وحدهم، بل يمسّ جوهر الحريات العامة وحقوق الإنسان".
ودعت الشبيبة في بيانها القوى المدنية والنقابية والشبابية إلى أوسع تحرك تضامني مع الكوادر التربوية، دفاعًا عن الكرامة، وعن الحريات، وعن مستقبل البلد الذي لا يُبنى إلا بالعلم والمعلم الحر.
*****************************************
شيوعيو ميسان يتضامنون مع مطالب المحاسبين
ميسان ـ طريق الشعب
زار وفد من محلية ميسان للحزب الشيوعي العراقي، عصر اليوم، مقر نقابة المحاسبين والمدققين، حيث التقى نقيب المحاسبين السيد همام محمد فاخر. وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الاحتجاجات المطلبية لشرائح واسعة من المجتمع، من بينها المعلمون والممرضون وعمال البلدية والمحاسبون، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية.
وأكد وفد الحزب خلال اللقاء دعمه الكامل لأي حراك أو احتجاج تقوده النقابة، باعتباره حقاً كفله الدستور والقانون، ووسيلة ضغط مشروعة لانتزاع الحقوق. كما سلّم الوفد نقيب المحاسبين ورقة “لماذا التغيير الشامل”، الصادرة عن الحزب في كانون الثاني الماضي، وتم بحث آفاق التعاون بين النقابات والاتحادات من جهة، والقوى المدنية والأحزاب الوطنية من جهة أخرى، بهدف خلق اصطفاف وطني واسع قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وضمان إصلاح العملية السياسية.
من جانبه، رحب السيد همام محمد فاخر بهذه الزيارة، معبراً عن تقديره لتضامن الحزب مع النقابة، ومثمناً رؤيته السياسية، مؤكداً أهمية استمرار التنسيق والعمل المشترك.
وضم وفد الحزب الرفيق علي السفير، سكرتير المحلية، والرفيقين وصفي حسين ورزاق عبد جويلي.
******************************************
كل خميس.. الاحتجاج الصامت ولغة الإحباط الخاصة
جاسم الحلفي
يبدو المشهد ساكناً، لا هتاف يُسمع، ولا جموع تهدر في ساحة التحرير. طغمة الفساد غافية في وهم السيطرة، والمتنفذون يفسّرون الصمت على أنه إذعان، ويعتقدون أن الإحباط قد سيطر على الناس ودفعهم إلى الاستكانة والخضوع. لكنهم، كما في كل مرة، يخطئون فهم السكوت. فلا يرون ما تحته من وجع متراكم، وما في العيون من أسئلة مؤجلة، وما في القلوب من حمولة غضب لم يُفرغ بعد.
في العراق، حيث لم تجد المطالب المشروعة سوى الوعود المعلّقة، وإذ يتصاعد القمع في وجه كل احتجاج مؤثر، يصبح تراجع الأمل أمراً يومياً. وها ان مشهد قمع تظاهرة التربويين أمام مديرية التربية في الناصرية يوم امس الاول، ما زال شاخصاً في الذاكرة، بوصفه دليلاً على التصدي للصوت الصادق بالقسوة المعهودة.
لم يعد الاحتجاج مرئياً أو مدوّياً كما في السابق، بل بات يتخذ أشكالاً خافتة، لكنها لا تقل خطراً: انكفاء سياسي يُضعف شرعية النظام، امتناع واسع عن التصويت يكشف عن قطيعة صارخة بين الشعب وصندوق الاقتراع، ولامبالاة تسري كالعدوى، وانسحاب تام من المجال العام. حتى أصبح الإحباط ظاهرة جماعية لها طقوسها الصامتة وأغانيها التي لا تُقال.
حين تغيب الشعارات من الساحات، ويخفت صوت الهاتفين، يظنّ المتنفذون أنهم انتصروا. يتوهّمون أن الانكسار قد حلّ محل الغضب، وأن الناس طووا صفحة الاحتجاج. لكنهم – كما هو دأبهم – يخطئون قراءة الصمت. ففي البلدان التي جُرّحت أحلامها، يكون الصمت أحياناً احتجاجاً كذلك.. وأشد خطراً، وأعمق أثراً.
نحن إزاء ظاهرة اجتماعية عميقة: احتجاج بلا لافتات، بلا تظاهرات، بعيد عن الساحات، لكنه حاضر في كل تصرف فردي أو جماعي. من العزوف عن الانتخابات، إلى الانسحاب من النقاش العام، إلى الإعراض عن التظاهر، إلى إدارة الظهر للجهاز السياسي برمّته. فالصمت هنا ليس غياباً عن الفعل، بل هو شكل من أشكال المعارضة السلبية، التي يعبّر فيها الإنسان المهمّش عن رفضه بعد أن فقد الثقة بفعالية الأدوات المتاحة.
"الاحتجاج الصامت" فعلٌ سياسي غير معلن، نابع من قناعة متزايدة بأن أدوات التغيير القديمة قد استنفدت صلاحيتها. وهو أيضاً نتيجة مباشرة لانهيار المشترك الاجتماعي: حين تذبل النقابات، ويتقوقع نشاط قوى الإصلاح داخل المقرات، وتتحول المنظمات المدنية إلى واجهات شكلية، تغيب الوسائط الحيّة بين الناس والعمل العام، ويصبح الانكفاء رد فعل جماعيا. وفي هذه الفراغات، تسهل عودة الشعبوية والفاشية بخطاباتها السوداء.
الاحتجاج الصامت ليس مجرد موقف عابر، بل إدانة شاملة للنظام القائم، وصرخة مكتومة في وجه الخذلان. لكنه أيضاً لحظة هشّة، قد تتحوّل إلى انفجار أعمى إذا تُركت بلا تنظيم، وبلا قيادة تستمع وتبني. وهنا يُطرح السؤال المفصلي: من يسبق الآخر؟ وعي الجماهير بصمتها كأداة رفض؟ أم وعي الطغمة الحاكمة كون هذا الصمت اتهاما حادا لها، وليس حيادا ازاءهاا؟
الصمت الآن ليس موتاً، بل استراحة محارب. وحين ينهض ويتكلم، فلن يطلب الإذن، ولن يستخدم اللغة القديمة.
فهل تُحسن القوى الحيّة التقاط هذه اللحظة.. قبل أن تداهمها العاصفة؟
*****************************************
مواساة
الرفيق العزيز ثامر الشيخ داود (أبو فراس) والعائلة الكريمة
تلقينا بحزن والم بالغين، نبأ وفاة زوجتكم الفقيدة، ام فراس، بعد معاناة شديدة مع المرض.
تقبلوا منا احر التعازي والمواساة رفيقنا العزيز، ومن خلالكم الى العائلة والمقربين، مع الامنيات الصادقة بأن تتجاوزا هذه المحنة بالصبر والسلوان، ولفقيدتكم الذكر العطر على الدوام.
المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي
9-4-2025
****************************************
تعزية
ببالغ الحزن والألم تعزي لجنة الرقابة المركزية رفيقها ثامر الشيخ داود (أبو فراس) بوفاة زوجته، للفقيدة الذكر الطيب دوما ولرفيقنا وعائلته جميل الصبر والسلوان.
لجنة الرقابة المركزية
5/4/2025
*************************************************
الصفحة الثالثة
خبراء: 8 ملايين عراقي يقاسون نقص المياه تراجع حصة الفرد من الماء يهدد حياة الملايين!
بغداد – تبارك عبد المجيد
مع انخفاض حصة الفرد من المياه، تزداد الأزمة بشكل ملحوظ، خاصة في المناطق الجنوبية المتأثرة بانخفاض مستويات الأنهار.
وفي بيان لمناسبة اليوم العالمي للمياه يوم 22 آذار، دعت المديرية العامة للمياه ومنظمة اليونيسف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الموارد المائية وضمان وصول المياه النظيفة لجميع المواطنين.
المديرية بدأت تنفيذ مشاريع استراتيجية لتحديث الخطط المائية وضمان توزيع المياه بشكل عادل، كما تعمل على رفع الوعي بأهمية استخدامها بشكل آمن.
وبرغم ذلك، يبقى الوضع مقلقا بسبب تراجع المياه القادمة من نهري دجلة والفرات، نتيجة لتأثيرات سياسات دول الجوار. وتضاف هذه المشكلة إلى تحديات كبرى مثل التصحر والجفاف.
وتسعى اليونيسيف، بالتعاون مع الحكومة العراقية، إلى توفير مياه شرب آمنة للأطفال في المجتمعات الأكثر تضررًا. وقالت أن العراق بحاجة إلى استثمارات ضخمة لمواجهة هذه التحديات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه. خاصة مع إشارتها إلى وجود ملايين العراقيين من دون ماء صالح للشرب.
250 مترا مكعبا حصة الفرد سنويًا
يقول الخبير في مجال المياه، تحسين الموسوي، أن "العراق يواجه أزمة مائية كبيرة، حيث أظهرت التقارير أن أكثر من 8 ملايين عراقي يعانون من نقص في المياه، وهي نسبة قابلة للزيادة، حيث كانت في العام الماضي 6 ملايين".
وقال الموسوي لـ "طريق الشعب"، إنّ هذا الخطر سيكون أكثر وضوحًا بحلول عام 2030، مع استمرار تراجع حصة الفرد من المياه بشكل ملحوظ؛ ففي سنوات الوفرة، كانت حصة الفرد تصل إلى حوالي 1500 متر مكعب سنويًا، لكن في الوقت الحالي انخفضت إلى 250 مترا مكعبا سنويا، ما يعكس أزمة كبيرة في الموارد المائية.
وأضاف الموسوي، أن "الإيرادات المائية للعراق كانت في السابق تصل إلى حوالي 100 مليار متر مكعب سنويا، لكن الآن لا تتعدى 20 مليار متر مكعب، في وقتٍ يقترب عدد سكان العراق من 40 مليون نسمة".
ولفت إلى أن حصة الفرد العراقي من المياه كانت أفضل بكثير عندما كان عدد السكان أقل من 15 مليون نسمة. ويعتبر هذا التراجع الكبير في إمدادات المياه مؤشرًا على "فقر مائي" في العراق.
وزاد، أن السياسات الحكومية المتبعة لم تواكب حجم الأزمة، إذ وصفها بأنها "ترقيعيه" و"قصيرة المدى"، تفتقر إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى. وتطرق إلى أن المشكلة ليست فقط على الصعيد المحلي، بل أيضًا على الصعيد الإقليمي، حيث أن دول المنبع (تركيا وإيران) قد غيرت مسارات الأنهار، وبنت سدودًا قللت حصة العراق من المياه، ما زاد من خطورة الوضع وقادت إلى مزيد من الجفاف.
وأشار إلى أن الهجرة من الريف إلى المدن تتزايد نتيجةً لندرة المياه، ما يعكس الأثر السلبي لهذه الأزمة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، مشيرا الى أن العراق يعتمد بشكل كبير على المياه القادمة من دول الجوار، خصوصًا المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج في تلك الدول، لكن شح الأمطار في المنطقة يزيد من تعقيد الوضع.
وفي ختام حديثه، حذّر الموسوي من أن أزمة المياه في العراق ستظل تتفاقم ما لم تُتخذ إجراءات جادة لإيجاد حلول طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن "كل الحلول المتبعة حاليًا هي حلول وقتية، تعتمد على الاستجابة من السماء"، ما يشير إلى هشاشة السياسات الحالية في مواجهة هذه الأزمة.
موسم جاف
وفي السياق، قال الخبير المائي د. معاذ شغال إن "موسم الأمطار هذا العام تأخر بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كان من المعتاد أن يبدأ المطر في منتصف تشرين الثاني العام الماضي".
واضاف شغال في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "الفائدة المطرية في العراق عادةً ما تأتي من موجتين جويتين: الأولى من البحر الأحمر، التي تغطي المناطق الوسطى والجنوبية للعراق، والثانية من البحر المتوسط، التي تؤثر على بلاد الشام (فلسطين والأردن) ثم تصل إلى شمال العراق، خاصة منطقة الموصل.
وأشار إلى أن الوضع هذا العام غريب، حيث أن موجات البحر الأحمر هي التي كانت تهيمن على الطقس في الفترة الماضية، بينما لم تصل موجات البحر المتوسط.
وأوضح أن "التنبؤات الجوية تتغير بشكل مستمر، وأنه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث في المستقبل القريب"، مشيرا إلى أن الغيوم تتغير وتتحرك، لكن المطر لم يأتِ كما كان متوقعًا.
من الديوانية الى البصرة.. المياه تتلوث
فيما أكد علاء كولي، عضو منظمة الجبايش البيئية، أن "ملف المياه يعد من أكثر الملفات تعقيدًا في العراق، وخاصة في المناطق الجنوبية التي تعتبر الأكثر تضررًا من شح المياه وتلوثها".
وقال كولي في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "هذه المناطق تقع بالقرب من ذنائب الأنهار، ما يجعلها عرضة للكثير من المخاطر، بما في ذلك تلوث المياه التي تصل إليها".
وأضاف، أن المياه التي تأتي إلى هذه المناطق غالبا ما تكون "ملوثة نتيجة مرورها عبر عدة مدن تُلقي نفاياتها في الأنهار، ما يؤدي إلى تغير لون المياه، وهو ما يلاحظ بشكل خاص في المناطق من الديوانية إلى البصرة".
وأشار كولي إلى أن "تلوث المياه ليس هو المشكلة الوحيدة التي تواجه هذه المناطق، بل هناك أيضًا شح مائي واضح، وهو ما يؤثر بشكل كبير على حياة السكان الذين يعتمدون على الزراعة وتربية الحيوانات".
وتابع، ان "أي تراجع في مستوى المياه يؤثر بشكل كبير على هؤلاء الناس، خصوصا في مناطق مثل الأهوار جنوب الناصرية وجنوب شرقها"، حيث أصبح شح المياه سببا رئيسا للهجرة.
وأوضح كولي، أن "الهجرة من هذه المناطق تكون على نوعين: الهجرة الداخلية، حيث يبحث الناس عن مصادر مياه في مناطق قريبة أو بعيدة، والهجرة الخارجية، التي تؤدي إلى الانتقال إلى محافظات الفرات الأوسط التي تتمتع بمياه وفيرة".
وزاد بالقول: أن هذه الهجرات تحمل آثارا اجتماعية واقتصادية كبيرة، حيث يواجه السكان صعوبة في الاندماج بالمجتمعات الجديدة بسبب اختلاف العادات والتقاليد.
وأكد أن "إدارة الموارد المائية في العراق تعاني من العديد من المشاكل"، مشيرا إلى أن العراق "ضحية لهذه الإدارة"، وأن الحلول التي يتم اتخاذها في الوقت الحالي لا تتناسب مع حجم المشكلة، داعيا إلى اعداد خطة مائية حقيقية تشمل إنشاء وحدات معالجة للمياه في المناطق الجنوبية، والاستفادة من مياه الأمطار التي تتساقط في الفترات الأخيرة، بدلاً من تركها تذهب إلى المجاري.
وفي ختام حديثه، شدد كولي على أهمية توفير حلول مستدامة للمشكلة المائية في العراق، لضمان ايجاد حياة أفضل للسكان الذين يعتمدون بشكل أساس على المياه في حياتهم اليومية ومعيشتهم.
***************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
العراق بين نقص الكهرباء ومشاكل السياسة
لموقع المجلس الأطلسي كتب أحمد طبقجلي وأنتوني بفاف مقالاً حول ما يواجهه العراق من مشكلة توفير الطاقة الكهربائية، أشارا فيه إلى أن احتياجات البلاد من الكهرباء قد زادت من 11 ألف غيغاواط العام 2011 إلى 22 ألف غيغاواط العام 2023، فيما ارتفعت قابليته على الانتاج من 6.5 ألف غيغاواط إلى 20.5 ألف غيغاواط خلال نفس الفترة.
الواردات من إيران
وذكر المقال بأن اعتماد العراق على الكهرباء المستوردة من إيران قد إنخفض من 14.6 في المائة من الطاقة المجّهزة في عام 2012 إلى ما لا يزيد عن 2 في المائة في عام 2023. غير إن اعتماد البلاد على الغاز المستورد من إيران لإنتاج الكهرباء قد زاد من 1 في المائة العام 2004 إلى 41 في المائة العام 2020 قبل أن يتراجع إلى حوالي 30 في المائة حالياً. وعلى ضوء ذلك خلص الكاتبان إلى أن التحول في سياسة واشنطن والمتمثل بإلغاء الإعفاء من العقوبات الذي يسمح لبغداد باستيراد الكهرباء من إيران، لا يبدو مهماً.
معضلة الطاقة
وذكر المقال بأن معضلة الطاقة الكهربائية في العراق تتمثل في وجود فجوة كبيرة بين العرض والطلب، فعلى الرغم من أن تقديرات العام 2023 تشير إلى أن العرض يلبي 82 في المائة من الطلب، فإن ما يقرب من 40 في المائة من الكهرباء المولدة تُفقد خلال مرحلتي النقل والتوزيع بسبب البنية التحتية القديمة، مما يقلل العرض إلى ما يقّدر بنحو 53 في المائة من الطلب، مع الانتباه إلى أن هذه الفجوة مستمرة بالإتساع بسبب التزايد المرتفع في النمو السكاني.
وتفرض هذه المعضلة بكل الأحوال على بغداد العمل على تنويع مصادر الطاقة والبحث عن إمدادات موثوقة، وعدم اقتصار المعالجة على استبدال صادرات الكهرباء والغاز الإيرانية الحالية بغيرها فحسب، بل وتنويع المصادر لدرجة تُفقد الموردين نفوذاً غير مستحب على العراق.
وتتطلب هذه العملية وفق المقال استثمارات كبيرة في جميع أنحاء البنية التحتية للطاقة، بما في ذلك محطات توليد الكهرباء ونظام النقل الذي يوصل الكهرباء إلى المراكز السكانية وشبكات التوزيع التي تنقل هذه الكهرباء بعد ذلك إلى المستخدمين النهائيين.
تعدد المورّدين
وذكر الكاتبان بأن هناك دولاً عديدة تبحث عن التعاون مع العراق في مجال تصدير الكهرباء اليه، مثل جارته الأردن وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي. وفي الوقت الذي تسعى فيه بغداد للإستفادة من الغاز المُنتج في إقليم كردستان، تعمل على زيادة مصادر إمدادات الغاز، مثل خطط توسعة شركة غاز البصرة واتفاقية توتال إنرجيز، وتطوير حقول الغاز غير المستغلة، واستيراد الغاز عبر الأنابيب من تركمانستان، واستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر أو الولايات المتحدة.
الموقف الأمريكي
وذكر المقال بأن الأموال التي دفعها العراق مقابل الكهرباء الإيرانية لم تصل أبدًا إلى طهران مباشرةً بل لفئات محدودة من التجارة الإنسانية التي تشرف عليها وزارة الخزانة وفقًا للإجراءات المعمول بها منذ ولاية ترامب الأولى. ومع ذلك، مكنت هذه الإعفاءات العراق من الاعتماد على إيران لتلبية احتياجاته من الطاقة، وهو أمر ربما كان منطقيًا لمنع زعزعة استقرار الاقتصاد العراقي، رغم ربطه دوماً بشرط أمريكي بأن يسعى العراق نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة، وهو شرط يبدو مقبولاً لدى بغداد حيث أكد رئيس الحكومة في مكالمة هاتفية حديثة مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، على طموح العراق في تحقيق استقلاله في مجال الطاقة واهتمامه بمشاركة أكبر من شركات الطاقة الغربية والأمريكية.
ونظرًا للتحديات المالية والسياسية والأمنية، لم يجد الكاتبان قدرة لدى العراق على تنويع سريع لمصادر الطاقة، فنصحا واشنطن بأن تبدي مرونة قصوى مع العراق، لتبديد المخاوف من أن تقليص وصوله إلى ما يكفيه من مصادر للطاقة، وخاصة خلال فصل الصيف وفي عام الانتخابات، قد يزيد من عدم الاستقرار. كما دعيا إلى تشجيع التعاون الإقليمي ومعالجة المشاكل المترتبة على سجل العراق المتذبذب في السداد والتوقعات بحدوث عجز في ميزانيته بالمستقبل القريب، ومواصلة زيادة الاستثمار الفعال في البنية التحتية للطاقة مع تنويع مورديها وتحسين كفاءة طرق نقلها وتوزيعها.
****************************************
عين على الأحداث
من لم يمت بالحرب!
جاء في تقرير نشره الصليب الأحمر الدولي، بأن هناك 2100 كم مربع من الأراضي العراقية ملوث بالألغام الأرضية والمخلفات الحربية المتفجرة، أي ما يعادل نحو 300,000 ملعب كرة قدم. وإذ تشكل هذه المخاطر المميتة تهديدًا مستمرًا لحياة المدنيين، وتحول دون عودة العوائل النازحة، وتقّيد إمكانية الوصول إلى الأراضي الزراعية، وتبطئ من جهود إعادة الإعمار، يندهش الناس من هذا التهاون الحكومي غير المبرر في برامج التخلص من الألغام وبقايا وآثار الأسلحة الكيمياوية والجرثومية، وتنظيف البيئة من نفايات المواد المشعة والكيماوية والبيولوجية واليورانيوم المنضب، رغم مرور عقدين على آخر الحروب.
وهم النعامة
كشفت بيانات منصة "اراك بودي كاونت"، المختصة برصد خسائر المدنيين، عن قُتل 41 مدنيًا في شهر كانون الثاني الماضي و66 آخرين في شهر شباط الماضي، وذلك بسبب تصاعد عمليات الاغتيال والحوادث العشائرية والزيادة المقلقة في استخدام العنف والسلاح. وفيما تكشف هذه المعطيات عدم دقة معلومات الحكومة بشأن جهودها لحصر السلاح وتحسن الوضع الأمني والأرقام الإيجابية التي أعلنتها عن ذلك، يطالب الناس بالإسراع في تمتين قدرات جهات إنفاذ القانون ومعالجة مشاكل الفقر والعوز والنزعات القِبلية ورفع مستويات الوعي وتطوير وسائل الإرشاد ونشر الثقافة المجتمعية وحصر السلاح بشكل حقيقي بيد الدولة.
رجعت حليمة
أكدت عضو بلجنة حقوق الإنسان النيابية، على أن التعذيب في مراكز التحقيق ليس جديداً، وطالبت باستضافة وزير الداخلية وقائد شرطة بغداد لبيان اسباب الانتهاكات التي تطال المعتقلين، ومناقشة الأساليب الملتوية التي يتبعها بعض المتنفذين للتغطية على هذه الممارسات المتعارضة مع الدستور وشرعة حقوق الانسان وتحميلهم الضحايا مسؤولية ما يلحق بهم من عذاب وسوء معاملة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن منظومة المحاصصة قد صعّدت منذ فترة من إجراءاتها التعسفية المنافية للحريات وبأشكال مختلفة كان منها قمع الأصوات المعارضة وكل من يطالب بحقوقه العادلة ومنع الموظفين والطلبة من النشاط المهني والوطني وإصدار قرارات قرقوشية ضد المخالفين.
ناگوط الحِب
أعلن مؤخراً عن افتتاح 210 مدرسة نموذجية في مختلف المحافظات، في إطار مشروع الاتفاقية الصينية التي تضمّ بناء ألف مدرسة، والذي تعاقبت ثلاث حكومات دون أن يتم انجازه كاملاً. هذا وفيما تشير معطيات الحكومة إلى حاجة البلاد لثمانية آلاف مدرسة، يحذر المختصون من التدني الخطير في مستوى العملية التربوية جراء النقص الكبير في الأبنية المدرسية واكتظاظ الصفوف واعتماد الدوام المزدوج، فيما يتساءل الناس عن السر وراء التخلف في حل هذه المشكلة التي تعرقل بقوة التنمية المستدامة، لاسيما وقد عفا "أولو الأمر" عن الفاسدين الذين نهبوا هذا القطاع، وقرروا فتح صفحة جديدة لهم، خالية من الفرهود.
دورة الماء في الطبيعة
كشفت عضو في البرلمان عن رفع المجلس لواحد وخمسين ملفاً تتعلق بوزارة الكهرباء إلى هيئة النزاهة الاتحادية، وذلك بعد تشخيصها وتدقيقها في إطار التحضيرات التي تُجرى لإستجواب الوزير، وهو الأمر الذي تأخر تنفيذه، رغم استكمال اجراءاته ورفعها إلى النائب الأول لرئيس المجلس. هذا ويذكر بأن العراق قد صرف أكثر من 80 مليار دولار خلال عقدين على هذه الوزارة، دون أن يتحرر الناس من مشكلة النقص في التجهيز، واضطرارهم لصرف أغلب دخولهم لشراء الكهرباء من المولدات الأهلية وبالسعر الذي يحدده أصحابها، ممن يحميهم المتنفذون، الذين يهدرون مليارات الدولارات لمعالجة مشكلة الكهرباء كل عام!
********************************************
الصفحة الرابعة
دعوات لاستثمار إيرادات النفط في بنىً تحتية ومدن صناعية وسياحية أزمة سيولة تربك الوضع المالي وسط تصاعد الديون وتراجع الثقة بالمصارف
بغداد - محمد التميمي
يعيش العراق واحدة من أشد أزماته المالية في السنوات الأخيرة، وسط تفاقم واضح لأزمة السيولة المالية التي بدأت تلقي بظلالها على مفاصل الدولة ومصالح المواطنين. ففي الوقت الذي تعتمد فيه الموازنة العامة بشكل شبه كلي على الإيرادات النفطية، باتت تقلبات السوق العالمية تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار المالي في البلاد.
وتزداد الأزمة تعقيداً مع تراجع ثقة المواطنين بالمصارف المحلية، وارتفاع مستويات السحب النقدي، إلى جانب تنامي الدين الداخلي بوتيرة مقلقة. هذا الواقع أسفر عن تأخر دفع الرواتب، وتجميد العديد من المشاريع التنموية، ما ينذر بانكماش اقتصادي وشيك، في ظل غياب خطط فاعلة لمعالجة الخلل الهيكلي في النظام المالي والاقتصادي.
ومع استمرار غياب التنوع في مصادر الدخل، وضعف أدوات الرقابة والإصلاح، تبقى أزمة السيولة مرشحة للتصاعد، مهددة بمزيد من التبعات الاجتماعية والاقتصادية، ما لم تُتخذ خطوات جدية وعاجلة لإعادة التوازن والاستقرار للسياسات المالية في العراق.
ما أسباب الازمة؟
في هذا الشأن، قال الباحث في الشأن المالي والمصرفي مصطفى حنتوش، إن أبرز العوامل التي أدت إلى أزمة السيولة في العراق، هو عدم القدرة على توفير الدينار العراقي مقابل الدولار، دون اللجوء إلى طباعة كميات كبيرة من العملة تؤدي إلى التضخم.
وأضاف، أن السبب في ذلك "يعود إلى تهالك النظام المصرفي العراقي وضعف سياسات البنك المركزي، الذي عجز عن استرجاع الكتلة النقدية الكبيرة الموجودة خارج النظام المصرفي. فقد طُبعت نحو 102 تريليون دينار، في حين أن ما يقارب 88 تريليون دينار منها لا تزال متداولة خارج الجهاز المصرفي، ولا يتبقى في النظام شهريًا سوى 14 تريليون دينار فقط".
وأوضح حنتوش في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "النظام المصرفي بحاجة إلى تطوير معاييره وآلياته، بما يمكنه من جذب الكتلة النقدية على شكل ودائع، وإعادة ضخها في السوق لدعم الاقتصاد الوطني".
وأشار إلى أن "ضعف جباية الدولة من المصادر غير النفطية يُعد عاملًا إضافيًا في هذه الأزمة، إذ لا تحقق الدولة إيرادات فعلية من الجباية سوى بعض الرسوم البسيطة مثل البنزين والكهرباء"، مؤكدًا أن هذا الملف بحاجة إلى معالجة جادة.
وتابع ان “النفط مورد استراتيجي يشكل 90 في المائة من موازنة الدولة، إلا أن الاعتماد عليه وحده في سوق عالمي متقلب خلق صعوبات كبيرة أثرت حتى على المشاريع الاستثمارية".
وشدد على ضرورة "تفعيل اقتصاديات العراق عبر استثمار جزء من إيرادات النفط في بناء بنية تحتية متكاملة، وإنشاء مدن صناعية وأسواق شعبية، وتحريك القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية، بما يضمن تنويع الموارد مستقبلًا”.
وأكد حنتوش، أن أزمة السيولة "انعكست سلبًا على المشاريع الاستثمارية"، محذرًا من أنه في حال تراجع أسعار النفط مستقبلًا، فإن العراق سيكون أمام أزمة إيرادات فعلية، ما يهدد المشاريع الاستثمارية.
وزاد بالقول: “أما الرواتب، فلا أعتقد أنها ستكون مضمونة الدفع بشكل مؤكد”، مشيرا الى ان "البنك المركزي يمر بأزمة سياسات نقدية حقيقية، بل إن معظم سياساته تعاني من شبه انهيار. هناك مشكلات واضحة في سياسة الحوالات، وغياب لسياسة فاعلة في الودائع، إلى جانب عدم وجود سياسة الإقراض، برغم وجود مشاريع كثيرة تستحق التمويل. كما أن سياسة الاستثمار شبه غائبة، وبالنتيجة فإن استثمارات المصارف تكاد تكون معدومة".
وخلص الى القول: ان "المشكلة ليست مستعصية، لكنها تكمن في طبيعة تفكير البنك المركزي الذي يحتاج إلى مراجعة شاملة لسياساته وتوجهاته”.
ابرز التأثيرات
وتتجلى تأثيرات ازمة السيولة بوضوح في العجز داخل الموازنة بحسب ما افصح عنه المدير العام السابق في البنك المركزي العراقي محمود داغر، الذي اكد ان العجز الحاصل بموازنة البلاد ادى إلى اصدار وزارة المالية سندات بقيمة 3 ترليونات دينار، للحصول على سيولة نقدية لتغطية نفقاتها.
واضاف انه "نظرا لصعوبة تسويق السندات فإنه جرى رفع الفائدة للسندات وتسويقها عن طريق المصارف هذه المرة لما تمتلكه الاخيرة من سيولة مالية وتفضيلها لاوراق مالية مربحة بلا مخاطر مثل السندات الحكومية". وتوقع داغر أن "تستقطب هذه الخطوة المصارف، نظراً لتقارب مستويات الفائدة المعروضة مع العوائد المحققة من الأنشطة الأخرى".
ضرورة تبني استراتيجيات شاملة
من جهته، اكد المراقب للشأن الاقتصادي أحمد عبد ربه، إن العراق يواجه أزمة سيولة نقدية معقدة ناتجة عن تداخل عدة عوامل اقتصادية وسياسية، في مقدمتها الاعتماد المفرط على الإيرادات النفطية.
وبيّن عبد ربه في حديثه لـ"طريق الشعب"، أنّ "النفط يشكل ما نسبته نحو 90 في المائة من إيرادات الدولة، ما يجعل الاقتصاد الوطني هشا ومعرضا لتقلبات أسعار النفط العالمية. وأي تراجع في الأسعار يؤدي إلى انخفاض حاد في الإيرادات العامة، وبالتالي نقص السيولة اللازمة لتمويل الإنفاق الحكومي".
وأضاف قائلاً أن "العقوبات الدولية المفروضة على بعض المصارف العراقية، بعد اتهامها بخرق قواعد تحويل الدولار، ساهمت أيضًا في تعميق الأزمة، إذ دفعت هذه الإجراءات عددًا كبيرًا من المواطنين إلى سحب ودائعهم من المصارف خشية تجميدها، وهو ما أدى إلى مزيد من التراجع في حجم السيولة المتوفرة داخل النظام المصرفي".
وأوضح عبد ربه أن هناك "زيادة مقلقة في حجم الدين الداخلي، حيث بلغ نحو 80 تريليون دينار (ما يعادل 61 مليار دولار) خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، ما يفاقم الأعباء المالية على الحكومة ويُضعف قدرتها على توفير السيولة لتغطية النفقات الأساسية".
وأشار إلى أن أزمة السيولة "انعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين، حيث تسببت في تقييد قدرة الحكومة على تمويل المشاريع، الأمر الذي يعيق النمو الاقتصادي ويسهم في ارتفاع معدلات البطالة".
وشدد عبد ربه على أن "معالجة أزمة السيولة تتطلب تبني استراتيجيات شاملة، تشمل تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، وتعزيز الشفافية المالية، وتحسين إدارة السياسات المالية والنقدية، لضمان استقرار الاقتصاد الوطني والتقليل من المخاطر المستقبلية".
*******************************************
وقفة اقتصادية.. أين تكمن أهمية الحسابات الختامية؟
إبراهيم المشهداني
يبدو أن انتقادات الخبراء الاقتصاديين تعيد نفسها مع كل عام يتأخر فيه إعداد الموازنات السنوية، ويبدو أيضا أن الموازنة الثلاثية التي ابتدعتها الحكومة لمعالجة ظاهرة التأخير لم تحقق الهدف المنشود لمعالجة تلك الظاهرة وتداعياتها تأخر المشاريع الاستثمارية وقرينها الخلل في التزامات الحكومة خصوصا عندما تقدم الموازنة إلى مجلس النواب وهي خالية الوفاض من الحسابات الختامية التي تمثل الأداة المثالية للكشف عن الانحرافات في تنفيذ الموازنة كما خطط لها وغالبا ما يعزوه خبراء المال إلى نظام المحاصصة والتجاذبات السياسية.
يؤكد خبراء الاقتصاد أن عدم تقديم الحسابات الختامية مع مشروع قانون الموازنة السنوية مخالفة صريحة للمادة 62 أولا من الدستور فأهمية الحسابات الختامية تكمن في التأكد من النسب المتحققة من تنفيذ الموازنة السنوية السابقة ومدى الانحرافات وجوانب الإخفاق في مشاريع الموازنة الاستثمارية فضلا عن الموازنة الجارية كما أن ملاحظات ديوان الرقاب المالية المكلف بتدقيق الحسابات الختامية المقترنين معا يمكنان مجلس النواب من مقارنة ما يرد فيهما مع مشروع قانون الموازنة العامة ويساعد في تصويب التخصيصات المقررة للموازنتين الجارية والاستثمارية.
إن مجلس النواب وهو السلطة التشريعية المخولة بإقرار الموازنات السنوية بعد إرسالها من الحكومة، ويعرف المجلس أن إقرار هذه الموازنات يتطلب تنفيذ المادة الدستورية 62/ أولا التي تلزم تقديم الحسابات الختامية التي تعدها وزارة المالية مع هذه الموازنات بدون تجزئة وليس هنالك محل للاجتهاد في تفسيرها او الاجتهاد فيها ولو افترضنا من باب الجدل ليس إلا، أن لهذا النص الدستوري إمكانية الاجتهاد فكيف يجوز الامتناع عن تنفذ قرار المحكمة الاتحادية الصادر عام 2023 باعتبار أن قراراتها ملزمة لكافة السلطات وفقا للمادة 94 من الدستور، لكن وزارة المالية تصرح أنها قد أنجزت الحسابات الختامية لسنتي 2017 و2019 واصفة إياها بالإنجاز غير المسبوق مع العلم أنها سبق أن أنجزت هذه الحسابات لسنتي 2012 و2015 ولكن هل يتوافق هذ الإنجاز مع النص الدستوري أو قرار المحكمة الاتحادية إن لم يجر تدقيق هذه الحسابات من قبل ديوان الرقابة المالية؟
إن الحسابات الختامية والتقارير المرافقة لها تظهر على وجه اليقين وحسب قانون الإدارة المالية والدين العام رقم 95 لسنة 2004 المعدل، الفوارق بين إيرادات الميزانية المتحصلة والنفقات من جهة وبين تمويل العجز واستخدام الفائض، كما تظهر القروض السنوية للحكومة الاتحادية وقروض الحكومات الإقليمية والمحافظات والحكومات المحلية فضلا عن الضرائب والمساهمات الاجتماعية والمنح والإيرادات الأخرى بما فيها مبيعات النفط وبيع الموجودات غير المالية بالإضافة إلى السلف ما سدد منها وما لم يسدد، وبعبارة أخرى فإن تقارير الحسابات الختامية تستهدف إظهار الوضع المالي للدولة، وهذا ما لم يتحقق في كافة الموازنات العامة التي شرعها مجلس النواب على امتداد دوراته السابقة، فهل نستطيع القول إن الوقوعات المالية للدولة ذهبت مع الريح ومعها ذهب المتسببون في الهدر المالي والفاسدون الذين لم يكونوا أفرادا على عدد اصبع اليد بل أخطبوطا فوق دائرة الحساب والعقاب.
وعلى سبيل المثال أظهرت الجداول في الموازنة المقترحة لعام 2023 أن مقدار النفقات الاستثمارية تصل إلى أكثر قليلا من 54 تريليون دينار وقد تصل إلى 55 تريليون دينار وتشكل 26 في المائة من مجموع إيرادات الموازنة وهي ذات النسبة في الموازنات السابقة، ما يعني أن عملية التنمية ما تزال تسير ببطء ويظل الاقتصاد العراقي منكمشا على ذاته. وارتباطا بهذا الاضطراب في الإنفاق الاستثماري فقد ظهر أن تخصيصات البرامج الاستثمارية للمحافظات قد بلغت 10.633 تريليون دينار في موازنة عام 2023 مول منها مبلغ مقداره 3.333 وبقي من إجمالي التخصيصات 7.333 تريليون دينار ما يعني أن ثمة مؤشرا لفوارق كبيرة بين موازنتي 2023 و2024 فكيف سيصار إلى معالجة هذه الفوارق وهنا تظهر أهمية الحسابات الختامية للعام المذكور في الكشف عن آلية الإنفاق وكيفية تطبيق المبادئ الحسابية في الجهاز الحكومي ومواطن الخلل لتصويب هذه الهفوات الخطيرة في السنوات اللاحقة.
***********************************************
الحواف التكنولوجية وتأثيرها في عالم الأستثمار والتجارة
عزالدين خالد حمزة
أسوة بالأثر الكبير الذي تركه التطور التكنولوجي والأتمتة في العديد من جوانب الحياة، كان لابد من أن يصل تأثيرها إلى المعترك الاستثماري والتجاري.
ففي ما يخص العملية الاستثمارية، كما نعلم، بأن ركيزتها الأساسية تتمثل في التحليل المالي وتهيئة الظروف الأفضل، وبالتالي اتخاذ القرارات ووضع الاستراتيجيات بالصورة الأمثل. وهنا ظهر دور التقدم التقني، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، في تسهيل هذه العملية من خلال القيام بسرعة تشخيص الوضع المالي للشركة، وجمع وتحليل بيانات هائلة العدد في وقت قصير وتحويلها الى معلومات منظمة بصورة أكثر دقة ووضوح مما في السابق، باستخدام أساليب إحصائية ورقمية حديثة.
فضلاً عن ذلك، فقد أخذ المحور التكنولوجي أبعادًا أخرى، حيث أصبح يأخذ شكل أدوات مالية يمكن توظيفها لتحقيق استثمار ناجح وعوائد مرتفعة. فظهور عملة (البيتكوين *) في مطلع العقد الأخير وغيرها من العملات، ومع نجاح تداولها في الأسواق خصوصًا الإلكترونية، أدى ذلك إلى تغيير نظرة بعض المستثمرين، وبالأخص فئة الشباب منهم، حول جدوى استخدام الأدوات المالية التقليدية كالأسهم والسندات، واللجوء إلى تلك العملات كونها وسيلة أو مصدرًا جديدا لتحقيق الثروة المالية والاستثمار الناجح. مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم توفر غطاء قانوني أو جهة حكومية داعمة لها، وما تواجهه من تقلبات عالية في أسعارها.
أما حقول التجارة، فهي الأخرى قد تأثرت بالمد التكنولوجي، حيث أصبح بمقدور الشركات الترويج لما تقدمه من سلع وخدمات، سواء كانت ضرورية أو كمالية، وتحديد فئة الجمهور التي تريد استهدافها من خلال ما يعرف بالأسواق الرقمية، التي سهلت بشكل واضح التعامل بين الزبون والمنتج. إذ بات ممكنًا إتمام صفقات بيع وشراء منتجات نهائية بشكل غير مباشر بين الطرفين (البائع والمشتري) من خلال تطبيقات رقمية في الهواتف الذكية، دون أن يستغرق ذلك وقتًا طويلًا. مما جعلها اتجاهًا حديثًا ازداد انتشارًا بين الأفراد والشركات.
لكن، بعيدًا عن الميزات والتغيرات الإيجابية فيما يخص المحور التجاري، ستواجه تلك الأسواق كونها إلكترونية مخاطر عدة، من أهمها خطر القرصنة، وسرقة المعلومات الخاصة بها، وتشويه سمعتها من خلال تقديم محتوى سيئ لا يمت لها بصلة. وجراء ذلك، يتكبد السوق خسائر مالية كبرى.
وبالتالي، تحتم على إدارة تلك الأسواق وضع جل اهتماماتها فيما يتعلق بالأمن السيبراني، وما يتضمنه من توفير للحماية والحفاظ على سرية تلك المعلومات، وجعلها صعبة المنال على المخترقين والمقرصنين.
ختامًا، ما استعرضناه مسبقًا حول ما أحدثته التكنولوجيا بكافة أشكالها من تطور وتسهيل للظروف في القطاعين التجاري والاستثماري، موضوع يستحق النقاش. مع ذلك، من الضروري أن يتم تقنينه والسيطرة عليه من قبل الحكومات. حيث إن التعويل المبالغ به على تلك التسهيلات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي وغيره من الوسائل التقنية المتطورة، سوف يقلص الفرص المتاحة بالنسبة للطبقة العاملة، وبالتالي تحقق درجة عالية من البطالة، مما يترتب عليه تأثيرات سلبية ضخمة على الاقتصاد الوطني.
وقد يتبادر إلى الذهن تساؤل "كيف يمكننا توظيف حافات التكنولوجيا الجديدة بشكل يعزز من إنتاجيتنا ويحفظ خصوصيتنا في نفس الوقت؟"
ــــــــــــــــــــــ
- البتكوين: عملة رقمية مشفرة لا تخضع لرقابة الحكومة موجودة بشكل كامل على شبكة الأنترنت وكذلك يمكن شراوءها من البورصات الرقمية حيث انها لا تحتاج الى وسيط لأكمال عمليات البيع وتعتبر احد البدائل للعملات النقدية.
*******************************************
الصفحة الخامسة
بعد المساحات الخضراء والمواقع الأثرية إخضاع المنتديات والساحات الرياضية للاستثمار التجاري!
متابعة – طريق الشعب
كشف تقرير صحفي مُدعم بوثائق رسمية، نشرته وكالة أنباء "العربي الجديد"، عن تعاقد وزارة الشباب والرياضة مع شركات استثمارية لتحويل عدد من مرافقها إلى مولات تجارية ومطاعم فاخرة، ما يحرم الرياضيين والفنانين من متنفساتهم وفضاءات تطوير مواهبهم ومهاراتهم.
وفقا للتقرير، فإن بطل كربلاء في لعبة تنس الطاولة لفئة الناشئين، محمد علي، اضطر إلى التدرب في قاعات رياضية خاصة مقابل أجور باهظة، بعد إغلاق مدرسة رعاية الموهوبين التابعة لوزارة الشباب والرياضة عام 2018 بذريعة عدم توفر مخصصات مالية.
وينقل التقرير عن علي قوله: "كنت أتدرب في منتدى شباب الوحدة، المركز الرياضي الأبرز في قلب كربلاء، لكنني فقدته أيضاً عقب تعاقد وزارة الشباب والرياضة مع مستثمر عام 2018 لتحويله إلى مشروع تجاري".
ويتحدث التقرير عن تفاصيل المشروع، التي حصلت عليها الوكالة عبر مذكرة برلمانية لعضو اللجنة القانونية محمد جاسم الخفاجي، تحمل الرقم 2509 بتاريخ 8 حزيران 2024. وهي موجهة إلى وزير الشباب والرياضة أحمد محمد حسين المبرقع. وجاء في المذكرة: "وجدنا بعد الاطلاع على العقد ورخصة الاستثمار ووثائق مشروع المنتدى الشبابي والرياضي، أن أغلب المرافق التي سيتم تشييدها عبارة عن مطاعم وأسواق تجارية (مولات)، لا تتناسب وغرض المشروع الأساسي ويمكن أن تجرده من الطابع العام والهدف المرجو من إنشائه لصالح أنشطة الشباب"، داعياً الوزارة إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة للحفاظ على حقوق الشباب الرياضية، وعدم السماح بتحويل المكان إلى مطاعم وكافيهات ومولات لا جدوى منها.
نخاسة الشباب
بعد سلب شباب كربلاء متنفسهم الرياضي، وتكرار الأمر في مناطق أخرى، ظهرت حملة تناصر القضايا الشبابية، عنوانها "نخاسة الشباب"، وذلك على يد الرياضي العشريني علي حاكم، الذي ينقل عنه التقرير قوله، أن "الرياضيين وأصحاب المواهب باتوا بلا مرافق ملائمة لتفريغ طاقاتهم والتدرب استعداداً للبطولات المحلية والعالمية".
وينقل التقرير أيضا عن مصدر في وزارة الشباب والرياضة، حجبت الوكالة اسمه، قوله أن الوزارة بدأت عام 2014 بالتعاقد مع مستثمرين لتحويل المنشآت الرياضية في كربلاء إلى مشاريع تجارية، مؤكداً التعاقد مع أربعة مستثمرين وست شركات للاستثمار في عشر منشآت رياضية في كربلاء.
ويتابع المصدر قوله أن ستة من هذه المشاريع صدرت لها رخص، وان اثنين منها فقط حدد عقدهما مدة الاستثمار، أحدهما مشروع "منتجع ومسبح حي الحسين" الذي نفذته "شركة الحذاف" للمقاولات العامة، بناء على عقد مع الوزارة جعل مدة الاستثمار 40 سنة، والثاني مشروع "مجمع الحارث" التجاري لـ "شركة كمال الرافدين" حدد العقد مدة الاستثمار بـ 35 عاماً.
الاستثمار تجاوز 109 ملايين دولار!
القيمة الاستثمارية لمنشآت وزارة الشباب والرياضة في كربلاء بلغت 109 ملايين و800 ألف دولار خلال الفترة بين 28 أيار 2014 و17 تشرين الثاني 2019. وان الاستثمارات تمت بمعزل عن مجلس المحافظة الذي لم يوافق عليها كونها تحرم الشباب مرافقهم الرياضية – حسب ما ينقله التقرير عن عضو سابق في مجلس المحافظة.
ويقول عضو المجلس الذي حجبت الوكالة اسمه، أن "الحكومة المحلية عانت كثيراً تبعات تعاقد وزارة الشباب والرياضة مع المؤسسات الخاصة من دون الرجوع إلى هيئة استثمار المحافظة".
وتعقيبا على ذلك، يقول الخبير القانوني أمير كريم الدعمي: "ليس من حق وزارة الشباب والرياضة سلب صلاحيات الحكومة المحلية وهيئة استثمار المحافظة، في رفض الاستثمارات، وإن كانت على أراضٍ ومنشآت مملوكة لها، بعد صدور قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم 19 لسنة 2013، الذي نقلت بموجبه الصلاحيات إلى المحافظات".
ويضيف الدعمي حسب التقرير، أن "اتخاذ القرارات أصبح للمحافظات والهيئات التابعة لها في ما يخص عقارات الدولة التي تقع ضمن رقعتها الجغرافية، وبالتالي الوزارة خالفت القانون".
الوزارة تصر على المخالفة!
في أيار 2014، اجتمعت هيئة استثمار كربلاء مع دائرة الاستثمار في وزارة الشباب والرياضة، والهيئة الوطنية للاستثمار، واتفقت الجهات الثلاث على وضع آلية عمل لضمان انسيابية منح الإجازات الاستثمارية على أن يكون اختيار المستثمرين من صلاحية الهيئة الوطنية للاستثمار ويتم إعلان الفرص الاستثمارية من قبل الوزارة، وتبلغ هيئة استثمار المحافظة بإصدار إجازات للشركات أو الأفراد – حسب مذكرة أرفقت مع التقرير، تحمل الرقم 720، موجهة من هيئة استثمار كربلاء إلى دائرة الاستثمار والتمويل الذاتي في وزارة الشباب والرياضة.
وفي تموز 2015، أصدر مجلس محافظة كربلاء القرار رقم 141، الذي أكد فيه "عدم تصرف الوزارات بكافة الأراضي التابعة لدوائرها في المحافظة، وعلى كافة دوائر المحافظة عدم إحالة أي قطعة أرض تابعة لها للبيع أو للاستثمار إلا بعد أخذ الموافقات الأصولية من مجلس محافظة كربلاء".
ومع ذلك – وفقا للتقرير - بعد أربعة أعوام نشرت وزارة الشباب والرياضية خريطتها الاستثمارية، متضمنة فرصا استثمارية ستُعتَمد في كربلاء ومحافظتي المثنى والنجف. إذ تفيد المذكرة رقم 906 الموجهة من مديرية شباب ورياضة النجف في 22 آذار 2023 إلى عضو لجنة النزاهة البرلمانية هادي حسين السلامي، بخصوص "نادي الغدير" لذوي الاحتياجات الخاصة في النجف بأن "وزارة الشباب والرياضة أحالت النادي الوحيد للاستثمار، دون توفير بديل عنه".
ويرد وزير الشباب والرياضة الأسبق عبد الحسين عبطان، الذي أبرم عقوداً مع المستثمرين خلال فترة عمله في الوزارة بين عامي 2014 و2018، قائلاً ان "العقارات والأراضي التي أحيلت إلى الاستثمار تعود ملكيتها لوزارة الشباب ولنا حق التصرف بها"، مضيفاً – وفقا للتقرير - انه "خلال تلك الفترة توقفت المرافق الرياضية عن العمل بسبب قلة المخصصات المالية وكانت رؤيتنا هي تشغيلها، ولم يكن أمامنا سوى إحالتها للاستثمار لتعود إلى العمل، رغم أننا لم نفكر حينها في فائدة مالية للوزارة ولم نضعها في الحسبان".
وتستند الوزارة في استثمار منشآتها إلى المادة 12 من قانونها رقم 25 لسنة 2011، التي أعطتها صلاحية الاستثمار على الأراضي العائدة والمخصصة لها بما يخدم أهدافها وديمومة عملها.
ماذا عن أهداف الوزارة؟!
لكن إنشاء مولات تجارية ومراكز سياحية لا يحقق أهداف الوزارة المعنية بإعداد الشباب وتطوير القطاع الرياضي وتوفير حاضنة ومتنفس للمبدعين - كما يقول الخبير القانوني جمال الأسدي، المفتش العام السابق في وزارة الداخلية، وممثل مكاتب المفتشين في المجلس الأعلى لمكافحة الفساد.
ويضيف قوله في التقرير أن صلاحية الوزارة بالاستثمار على الأراضي العائدة لها يجب أن تخدم الأهداف المذكورة في قانونها "وكل ما يتم تجاوزه من أهداف يكون مخالفاً للقانون، لأنه بعيد عن الأدوار المنوطة بالوزارة".
مخالفة وزارة الشباب والرياضة لقانونها، دفعت برلمانيين إلى رفع دعوى قضائية لوقف ما يجري، ومن بينهم هادي السلامي، الذي قدم في 21 أيلول 2022 شكوى إلى جهاز الادعاء العام في بغداد، ضد الوزير ورئيس هيئة الاستثمار الوطنية، بسبب إحالة منتديات الشباب في محافظة النجف إلى الاستثمار.
إشكاليات في عقود الاستثمار
يعترف وزير الشباب والرياضة الحالي أحمد المبرقع – حسب التقرير - بوجود إشكاليات عدة في عقود الاستثمار التي أبرمتها الوزارة خلال الفترة من 2014 إلى 2018، مبينا أن العقود تمت إحالتها إلى ديوان الرقابة المالية لغرض تدقيقها، وان الوزارة شكلت لجنة بغية فسخ عقد استثماري في محافظة بابل بسبب المخالفات، وفي كربلاء أوقفت الوزارة الاستثمار في الساحات الرياضية ومراكز الشباب.
لكن الاستثمار في المباني المخصصة للأنشطة الرياضية لا يزال مستمراً. إذ حُول المنتدى الرياضي النسوي الوحيد في كربلاء، إلى "مول الحارث"، وأصبح "مسبح كربلاء" الرياضي "منتجع حي الحسين"، الذي يحوي مطاعم ومقاهي مع مسبح صغير يدفع من يود ارتياده يومياً 8 آلاف دينار – حسب ما ينقله التقرير عن الرياضي علي حاكم.
وأثر منح المنتديات الشبابية والرياضية للاستثمار، سلباً على دعم الشباب وتمكينهم وتوفير سبل تنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم.
وينقل التقرير عن مذكرة موجهة من عضو لجنة الخدمات البرلمانية تقي الوائلي إلى دائرة البحوث والدراسات في مجلس النواب، دعوة إلى دراسة تعديل قانون وزارة الشباب والرياضة، خاصة المادة 12 منه التي أعطت الصلاحيات للوزارة بمنح المنتديات والمنشآت الرياضية للاستثمار.
وبناء على ذلك، أجرت دائرة البحوث والدراسات دراسة بعنوان "منح المنتديات الرياضية والشبابية والمنشآت للاستثمار"، اقترحت فيها أن تلتزم وزارة الشباب والرياضة بعدم الاستثمار في ما لا يخص ديمومة عملها.
**********************************************
ضرورة تنظيم السير في تقاطع الكرادة – الزعفرانية
بغداد – طريق الشعب
يشكو سائقو مركبات في بغداد من فوضى مرورية في تقاطع الكرادة – الزعفرانية قرب مجمع المشن، مبينين انهم يواجهون فوضى مرورية وصعوبات بالغة في تجاوز هذه المنطقة.
ويوضح السائقون لـ"طريق الشعب"، أن القادم من جهة الكرادة، والذي يرغب في الوصول إلى سريع الدورة عند الجسر والنفق المُنجزين أخيرا، يواجه صعوبات بالغة بسبب فوضى السير، الناتجة عن عدم وجود شرطة مرور.
ويضيفون أن هناك جدارا كونكريتيا يرتكز عليه الجسر الجديد، يُعيق رؤية المركبات النازلة من سريع الدورة باتجاه مجمع المشن، ما يربك السيارات النازلة من السريع والقادمة من مدخل الزعفرانية، وبالتالي يسبب حوادث مرورية.
ويطالب السائقون مديرية المرور العامة والجهات المعنية الأخرى، معالجة هذه المشكلة عاجلا، تلافيا للحوادث المرورية.
*************************************************
في بعقوبة كُلّيتان تطلان على مكب أنقاض!
متابعة – طريق الشعب
وثقت وكالة أنباء "شفق نيوز" الأربعاء الماضي، بصور فوتوغرافية، ساحة مليئة بالأنقاض والنفايات ضمن مقتربات كليتي الإدارة والاقتصاد والفنون الجميلة في جامعة ديالى، وسط مدينة بعقوبة.
ونقلت وكالة الأنباء عن مواطنين قولهم أن هذه الأكوام موجودة منذ فترة طويلة وتتزايد باستمرار، وسط غياب واضح لجهود التنظيف، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والقوارض في المنطقة.
وحذر المواطنون من استمرار تراكم النفايات والأنقاض بهذا الشكل دون معالجة، ما يؤثر على الصحة العامة والبيئة، مطالبين بضرورة التدخل العاجل من قبل الجهات الحكومية لرفع النفايات وتوفير بيئة سليمة لطلبة الكليتين، فضلا عن سكان المنازل القريبة.
************************************************
البيئة تطالب المرور بمحاسبة أصحابها سيارات ودراجات تُطلق أصواتا تُفزع الناس
متابعة – طريق الشعب
طالبت وزارة البيئة مديرية المرور العامة بتشديد الإجراءات على السيارات والدراجات النارية ذات الأصوات المرتفعة، مع مراقبة الورش التي تنفذ تعديلات على تلك العجلات وتجعلها تُطلق أصواتا مزعجة.
وقال مدير دائرة التوعية والإعلام البيئي في الوزارة، أمير على الحسون، انه "في إطار جهودها المستمرة للحد من التلوث السمعي والحفاظ على بيئة صحية وآمنة، خاطبت وزارة البيئة مديرية المرور العامة في وزارة الداخلية لتشديد إجراءاتها ضد أصحاب العجلات والدراجات النارية التي تصدر أصواتًا عالية ومزعجة، لما تسببه من إزعاج مباشر للمواطنين، خصوصًا الأطفال، واعتبارها أحد أشكال التلوث السمعي المؤثر على الصحة العامة".
وأضاف في بيان صحفي أن "هذه المخاطبة جاءت استجابةً للشكاوى والمناشدات العديدة التي وردت إلى الوزارة من المواطنين المتضررين، والتي أكدت معاناتهم من الضوضاء الناتجة عن التعديلات المخالفة على العجلات والدراجات النارية".
وبين الحسون أن "الوزارة طالبت مديرية المرور العامة بتكثيف جهود مفارزها المنتشرة في شوارع بغداد والمحافظات واتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق المخالفين. كما دعت إلى إرسال دوريات مرورية لمراقبة المحال والورش التي تقوم بإجراء تعديلات غير قانونية على كواتم الصوت (الصالنصات)، والتي تؤدي إلى زيادة مستوى الضوضاء بشكل ينتهك القوانين البيئية والمرورية".
*************************************************
منذ 3 سنوات موظفو شباب ورياضة نينوى يعملون دون مقابل!
الموصل – داود سليمان
منذ 15 تموز 2022، يعمل عدد من موظفي الأجور اليومية في مديرية شباب ورياضة نينوى دون أن يتقاضوا أي مبالغ مالية لقاء عملهم، وذلك بعد توقيعهم عقودًا مشروطة تنص على "التعاقد بأجر يومي، مع عدم المطالبة بالراتب لحين توفير تخصيص مالي".
ورغم مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على مباشرتهم الفعلية في العمل، إلا ان هؤلاء الموظفين لم يتلقوا أي مستحقات مالية، في وقت تستمر فيه معاناتهم المعيشية، وسط ظروف اقتصادية صعبة.
وقال عدد من الموظفين لـ”طريق الشعب”، انهم باشروا العمل بناءً على وعود رسمية بتثبيتهم أو تحويلهم إلى عقود وزارية حالما تتوفر التخصيصات، لكن لم يتحقق أي شيء من تلك الوعود حتى الآن، مشيرين إلى أن العديدين منهم يعيلون أسرًا، ويعانون ضغوطا مالية كبيرة.
وأضاف أحد العاملين في المديرية، قوله: "نحن نؤدي واجباتنا يوميًا بكل التزام، دون أي دعم أو راتب، ولا نزال في انتظار بصيص أمل من وزارة الشباب والرياضة أو الحكومة المحلية لتحريك ملفنا".
الموظفون دعوا الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الشباب والرياضة ومجلس الوزراء ووزارة المالية، إلى الإسراع في توفير التخصيصات المالية اللازمة، وتحويلهم إلى عقود وزارية أسوةً بزملائهم في الوزارات الأخرى، مشددين على ضرورة إنهاء معاناتهم الطويلة، والاعتراف بحقوقهم القانونية والإنسانية.
ولم تصدر حتى الآن أي تصريحات رسمية من قبل وزارة الشباب والرياضة أو محافظة نينوى بخصوص هذا الملف، فيما يترقب الموظفون تدخلا عاجلا ينصفهم بعد سنوات من الانتظار.
*********************************************
الصفحة السادسة
تحذيرات من أزمة إنسانية بسبب نقص مياه الشرب الأمم المتحدة: الاحتلال حوّل غزة إلى {ساحة قتل}
متابعة – طريق الشعب
أدى القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، يوم أمس، وسط كارثة أزمة غذاء وماء ونقص حاد في الأدوية، فيما أشار جيش الاحتلال إلى أنه يواصل عمليته البرية، وأنه أغار على أكثر من 45 هدفًا في القطاع خلال 24 ساعة الماضية.
الأمم المتحدة تنتقد
انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاحتلال الإسرائيلي، بسبب منع دخول المساعدات بدلًا من احترام "التزاماتها الصريحة" بتلبية احتياجات السكان، وقال إن غزة أصبحت "ساحة قتل".
وقال غوتيريش لصحفيين، أمس الأول: "مرّ أكثر من شهر كامل بدون وصول ذرّة مساعدات إلى غزة. لا طعام، لا وقود، لا أدوية، ولا سلع تجارية. ومع نضوب المساعدات، فتحت مجددًا أبواب الرعب". وأضاف: "غزة أصبحت ساحة قتل والمدنيون محاصرون في دوامة موت لا تنتهي".
في المقابل، نفى الاحتلال وجود "نقص في المساعدات في قطاع غزة"! وجاء في منشور للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين على منصة إكس: "أكثر من 25 ألف شاحنة دخلت قطاع غزة خلال (...) وقف إطلاق النار" و"استخدمت حماس هذه المساعدات لإعادة بناء آلتها الحربية"، متهمًا غوتيريش بـ "نشر افتراءات ضد إسرائيل".
قوة احتلال
وقال غوتيريش إن "إسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، تتحمل التزامات صريحة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
وفي إشارته إلى اتفاقيات جنيف، شدد خصوصًا على مسؤولية "قوة الاحتلال" في ضمان توفير الغذاء والمعدات الطبية للسكان.
وقال غوتيريش: "لا شيء من هذا يحدث اليوم"، كما رفض أيضًا مقترحات إسرائيلية جديدة بشأن المساعدات.
وأكد أن "آليات الموافقة الجديدة التي اقترحتها إسرائيل لتسليم المساعدات تهدد بفرض سيطرة شديدة على المساعدات وتقييدها، حتى آخر سعرة حرارية وحبة طحين".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: "يجب أن أكون واضحًا: لن نشارك في أي نظام لا يحترم بشكل كامل المبادئ الإنسانية: الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد"، مطالبًا بضمان وصول المساعدات "بدون عوائق".
وأعرب أنطونيو غوتيريش أيضًا عن قلقه إزاء الوضع في الضفة الغربية المحتلة.
وشدد على أن "الطريق الحالي مسدود، وغير مقبول بتاتًا في نظر القانون الدولي والتاريخ. وخطر تحول الضفة الغربية إلى غزة أخرى يزيد الوضع سوءًا".
تحذير من كارثة إنسانية
حذر المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، أمس، بأن مدينة غزة تعاني أزمة عطش بعد توقف خط مياه ميكروت الذي يغذي 70 في المائة من احتياجات المدينة. واتهم الاحتلال الإسرائيلي بالتسبب في ذلك خلال عملية عسكرية نفذها الخميس الفائت.
وتحدث مهنا عن محاولات تشغيل بعض الآبار الخاصة بالتعاون مع السكان لتخفيف الأزمة في المناطق المتضررة، ورهن ذلك بالوضع الأمني، لافتًا إلى تدمير 64 بئر مياه من أصل 86 خلال الحرب. وشدد على أن نقص المياه ينذر بانتشار سريع للأمراض المعدية والجلدية والمعوية.
وقال مهنا إن نسبة دمار البنية التحتية في غزة تجاوزت 75 في المائة، مشيرًا إلى أن حجم الركام في المدينة يتجاوز 15 إلى 20 مليون طن.
وأضاف أن 175 ألف طن من النفايات متراكمة في شوارع غزة، كما أن تحلل جثامين القتلى تحت الأنقاض أدى إلى انتشار القوارض والحشرات والأمراض.
*********************************************
أطفال السودان يموتون بسبب الكوليرا!
الخرطوم – وكالات
تسبب إغلاق معظم المراكز الصحية إثر خفض المساعدات الأمريكية، في وفاة عدد من الأطفال السودانيين المصابين بالكوليرا، أثناء سيرهم لمسافة طويلة في محاولة للوصول إلى عيادات طبية، وفقًا لمنظمة سايف ذي تشلدرن، التي أدانت هذه الإجراءات. ووفقًا لمنظمة يونيسف، فإن "عدد المصابين بالكوليرا ارتفع إلى أكثر من 40 ألف حالة منذ أيلول الماضي، ووُصف ذلك بأنه أسوأ تفشٍّ للمرض في تاريخ البلاد". وقالت منظمة "سايف ذي تشلدرن" البريطانية غير الحكومية، أمس، إنها سجلت وفاة ما لا يقل عن خمسة فتيان جنوب سودانيين أثناء سيرهم لساعات للوصول إلى الرعاية المنقذة للحياة في ولاية جونقلي في شرق البلاد. مشيرةً إلى أنها توقفت عن تقديم المساعدات في 7 مراكز صحية، من أصل 27 أخرى، بسبب خفض المساعدات الأمريكية، فضلًا عن تسريح 200 موظف من أصل 600 على مستوى البلاد.
وقالت سارة، وهي شابة تبلغ 24 عامًا مصابة بالكوليرا اكتفت بذكر اسمها فقط: "كنا سعداء في الماضي، وكان هناك العديد من الأطباء والأدوية الكافية. لم نكن نعاني كثيرًا. لكننا الآن نعاني".
******************************************
أردوغان يقاضي حزب الشعب الجمهوري المعارض
أنقرة – وكالات
رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوى قضائية ضد زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، بعدما وصفه بأنه زعيم لمجلس عسكري على خلفية قيامه بسجن وإقالة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. ويسعى أردوغان للحصول على تعويضات قدرها نصف مليون ليرة (13155 دولارًا) من أوزيل. فيما تتهم المعارضة أردوغان بأنه يريد الانقلاب سياسيًا بعد اعتقال أوغلو باعتباره أبرز منافس سياسي له. وقال حسين أيدين، محامي أردوغان على منصة إكس، إن "الأخير تقدم بشكوى جنائية ضد أوزيل بتهمة إهانة الرئيس". وقال إنه قدم "اتهامات لا أساس لها من الصحة" واستخدم عبارات تشهيرية ضده. وقال أردوغان إن "حزب الشعب الجمهوري يحاول عرقلة التحقيق من خلال "الصراخ" واتهام مؤسسات الدولة بأنها مسيسة في محاولة لعرقلة العدالة". وأضاف أردوغان: "مهما فعلتم، لا يمكنكم عرقلة سير العدالة".
*******************************************
الصين: لن نسمح بتراجع عملتنا أمام الدولار
بكين - وكالات
قال البنك المركزي الصيني إنه "لن يسمح بتراجع حاد في سعر صرف اليوان، وقد وجه كبرى البنوك المملوكة للدولة لتقليل مشتريات الدولار الأمريكي". وذلك وفقًا لوكالة روسيا اليوم.
وتأتي التوجيهات الصادرة عن المركزي في الوقت الذي يواجه فيه اليوان ضغوطًا شديدة في أعقاب الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضتها الولايات المتحدة على الصادرات الصينية والتحركات الانتقامية التي اتخذتها بكين. وقال أحد البنوك الكبرى إنه تم إبلاغها أيضًا بتعزيز عمليات الفحص عند تنفيذ أوامر شراء الدولار لعملائه، في خطوة تفسرها الأسواق على أنها وسيلة للبنك المركزي للحد من الصفقات المضاربية. وأفاد مصدران منفصلان للوكالة، بأن "البنوك الحكومية الكبرى في البلاد شوهدت تبيع الدولار وتشتري اليوان بقوة لإبطاء وتيرة انخفاض اليوان في السوق الفورية المحلية"، أمس. وقبل ذلك أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان أن بلاده "ستواصل اتخاذ إجراءات حازمة لحماية مصالحها"، وذلك ردًا على قرار الولايات المتحدة رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 104 في المائة. وجاء التصريح في مؤتمر صحفي، عقد أمس، بعد إعلان البيت الأبيض عن زيادة الرسوم المفروضة على الواردات الصينية إلى مستوى قياسي عند 104 في المائة. وقال لين جيان: "لا يمكن انتزاع الحقوق المشروعة للشعب الصيني في التنمية، وسيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية لا تقبل المساس. سنواصل اتخاذ إجراءات حازمة وفعالة للدفاع عن حقوقنا ومصالحنا المشروعة".
**********************************************
بزشكيان: لا مانع من استثمار الشركات الأمريكية في إيران
طهران - وكالات
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن "وزير الخارجية عباس عراقجي سيتوجه يوم السبت المقبل إلى سلطنة عمان لإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، مجددًا نفي سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية".
وأضاف بزشكيان أن "المرشد الأعلى علي خامنئي سمح بالمفاوضات غير المباشرة لأن طهران لا تثق بالطرف المقابل"، مؤكدًا أن "بلاده لا تسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية رغم الاتهامات التي تطالها في هذا الشأن".
وأوضح أن "المرشد الأعلى لا يعارض استثمار الشركات الأميركية داخل إيران، وأن ما ترفضه طهران هو سياسات واشنطن الخاطئة".
وتابع الرئيس الإيراني: "مستعدون لتقديم ضمانات بأننا لا نسعى إلى امتلاك قنبلة نووية رغم أننا أثبتنا هذا الأمر سابقًا"، مشددًا على أن بلاده تدعم السلام لكنها لن تستسلم.
***********************************************
كوريا الشمالية: نزع سلاحنا النووي {حلم يقظة}
بيونغ يانغ- وكالات
انتقدت شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون المساعي التي تقودها الولايات المتحدة لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي، وقالت إن هذه الفكرة "مجرد حلم يقظة".
وتأتي تصريحات كيم يو جونغ بعدما أصدر كبار الدبلوماسيين من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة بيانًا على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي، أعادوا فيه تأكيد "التزامهم الثابت بنزع السلاح النووي بشكل كامل" من الدولة المعزولة.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية، أمس، قالت أون إن "أي نقاش لإقناع الشمال بالتخلي عن أسلحته النووية "ليس سوى حلم يقظة لن يتحقق أبدًا"".
وقالت كيم يو جونغ في بيانها الثاني خلال ما يزيد قليلاً على شهر: "إذا تحدث أي شخص علنًا عن تفكيك الأسلحة النووية.. فهذا ببساطة يمثل أشد الأعمال العدائية في إنكار سيادة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية".
وأضافت: "هذا كشف تمامًا قلق الولايات المتحدة واليابان وجمهورية كوريا، في محنة يائسة بسبب اضطرارهم للحديث عن (نزع السلاح النووي) في جوقة واحدة".
******************************************************
المحكمة الدستورية تُقيل رئيس الجمهورية كوريا الجنوبية تتوجه إلى انتخابات مبكرة
رشيد غويلب
قررت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية، الجمعة الفائت، بالإجماع إقالة الرئيس يون سوك يول، الذي يواجه يول أيضًا تهمة تمرد منفصلة، مما يجعله أول رئيس في السلطة يُتهم بارتكاب جريمة. وفي كوريا الجنوبية، يُعاقب على التمرد بالسجن المؤبد أو الإعدام، ومع ذلك فإن هذا الحكم غير مرجح في حق يول، نظرًا لأن البلاد لم تُنفذ عمليات إعدام منذ عقود.
وبهذا، فإن كوريا الجنوبية يجب أن تنتخب رئيسًا جديدًا للجمهورية خلال 60 يومًا، يتولى منصبه فور الإعلان عن نتائج الانتخابات الرسمية، ودون أي فترة انتقالية. ويحتل زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، لي جاي ميونغ، حاليًا الصدارة في استطلاعات الرأي. وفي عام 2022، خسر أمام يون بهامش ضيق للغاية بلغ حوالي 200 ألف صوت فقط، أي 0.8 في المائة. لقد استغرقت المحكمة وقتًا طويلاً لرفض دعوى يون، حيث مضى 38 يومًا على آخر جلسة استماع للشهود. وكان البرلمان قد صوت، قبل قرابة 4 أشهر، بأغلبية الثلثين على عزله من منصبه لإعلانه الأحكام العرفية في وقت متأخر من مساء الثالث من كانون الأول ومحاولة فرض الحصار على البرلمان ولجنة الانتخابات. وبدأ مسلسل الأحداث بعد إعلان الرئيس الأحكام العرفية، متهمًا المعارضة بالتعاطف مع كوريا الشمالية والقيام بأنشطة "مناهضة للدولة"، وخصوصًا الجهود التي بُذلت لعزل العديد من المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك وزير الدفاع، الذي اتُّهم بوقوفه وراء مرسوم فرض الأحكام العرفية. وتضمن المرسوم حظر الاحتجاجات والنشاط السياسي، ومنح الجيش سلطة حكم مؤقتة.
وحتى إعلان الحكم، لم يكن معروفًا هل ستكرر المحكمة قرارها السابق عندما أقالت، في أول إجراء لها من نوعه، الرئيسة السابقة وابنة الديكتاتور بارك جيون هيه من منصبها. وفي التظاهرة الكبيرة لمعارضي يون في وسط العاصمة سيئول يوم الجمعة، تابع الكثيرون الحكم بشغف عبر البث المباشر وهتفوا بعد تلاوة كل جملة.وربما سُمِعت الهتافات أيضًا في تظاهرة أنصار الرئيس المخلوع، التي كانت على بعد مبنى واحد وتفصل حواجز الشرطة بين التظاهرتين. لقد راهن أنصار الرئيس على إمكانية لجوء القضاة المحافظين من أعضاء هيئة المحكمة إلى استخدام حق النقض ليمنعوا عملية قرار الإقالة. لكن الانقسام في هيئة المحكمة لم يحدث، ولذلك اضطر محامو الدفاع عن يون إلى الادعاء بأن المحاكمة كانت غير عادلة وغير قانونية وأن الحكم كان سياسيًا بحتًا. ولم يحضر يون بنفسه جلسة النطق بالحكم، وقال بعد صدور القرار: "أنا آسف حقًا وأشعر بالحزن لأنني لم أتمكن من تلبية توقعاتكم".
وكان الآلاف من أنصار يون المحبطين قد خرجوا إلى شوارع العاصمة السبت الفائت، وهتفوا "العزل غير صحيح" وطالبوا بـ"إلغاء الانتخابات المبكرة". وربما كانوا يأملون أيضًا ألا تكون إقالة يون مؤكدة، على غرار الحكم الصادر في 24 آذار، الذي أعاد رئيس الوزراء والرئيس المؤقت هان دوك سو إلى منصبه بعد أن تمت إقالته. وفي القرار الصادر في آذار، رأى اثنان من القضاة أن البرلمان طلب في كانون الأول رفض الدعوى بشكل غير دستوري. وكانت حجتهم: في حالة وجود رئيس مؤقت، هناك حاجة إلى أغلبية الثلثين لطلب الإقالة، وليس الأغلبية البرلمانية البسيطة.
وفي أعقاب التصويت البرلماني ضد هان في 27 كانون الأول، تقرر منحه إجازة مؤقتة حتى صدور حكم المحكمة الدستورية، كما هي العادة ووفق إجراءات عزل مسؤولي الدولة في كوريا الجنوبية. وأصبح تشوي سانغ موك، نائب رئيس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد، رئيسًا مؤقتًا جديدًا.
ومع إقالة يون والفوز المحتمل للحزب الديمقراطي، قد تتمكن كوريا الجنوبية قريبًا من البدء في إزالة حطام عامين من السياسة اليمينية وإعادة بناء البلاد ومؤسساتها الديمقراطية.
*************************************************
الصفحة السابعة
الرعاية الاجتماعية لا تكفي العيش الكريم نساء ينتقدن استقطاع الإعانة بعد الزواج
بغداد – طريق الشعب
أعربت العديد من النساء المستفيدات من رواتب الرعاية الاجتماعية عن تذمرهن من استقطاع هذه الرواتب عند زواجهن، رغم أنها هزيلة في الأصل ولا تكفي لسد احتياجات الحياة. في المقابل، أوضح مسؤولون أن النظام الحالي يعتمد على طبيعة شمول المستفيدين، حيث يقّدر عدد المشمولين بالرعاية الاجتماعية 7.6 مليون مواطن.
وبهذا الصدد تحدثت المواطنة زمن علي لـ "طريق الشعب" عن معاناتها قائلة: "بعد زواجي تم استقطاع راتب الرعاية الاجتماعية الذي حصلت عليه سابقا بسبب حالتي الصحية كوني مصابة بشلل الأطفال. الراتب كان ضئيلا، حيث بلغ في البداية 50 ألف دينار شهريا فقط. ورغم حاجتي الماسة إليه بعد زواجي، فقد تم قطعه بحجة أن الزوج مسؤول عن إعالة زوجته.
وأضافت زمن أنها تمكنت من استعادة الراتب لاحقا باستخدام مستمسكات قديمة لا تُظهر حالتها الزوجية، لكنها تعيش في خوف دائم من انكشاف الأمر، حيث قيل لها إنها قد تضطر لإعادة جميع المبالغ التي حصلت عليها بعد زواجها في حال اكتشاف ذلك. وعبّرت عن استيائها قائلة: "الراتب لا يكفي لتلبية متطلبات الحياة، خاصة وأني أم لطفلين، وزوجي أيضا من ذوي الاحتياجات الخاصة وراتبه لا يتجاوز 400 ألف دينار شهريا".
المواطنة زهرة رضا وهي أم لثلاثة أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقيم في منزل تجاوز بمنطقة الباب الشرقي، تسرد للجريدة قصتها بعد وفاة زوجها قبل سنوات فتقول "أنها تعمل حاليا على استعادة راتب الرعاية الذي قُطع عنها وعن أطفالها الثلاثة منذ ثلاثة أشهر بسبب أخطاء إدارية. وتضيف زهرة "اضطررت لإحضار أبنائي بأنفسهم إلى دائرة الرعاية الاجتماعية في بداية هذا العام لإثبات حالتهم الصحية، رغم صعوبة التنقل مع أبنائي، وذلك بسبب غياب فرق ميدانية تزور الأسر". وطالبت زهرة الجهات المعنية بتوفير فرق متنقلة لزيارة الأسر ذات الاحتياجات الخاصة وتحديث بياناتهم دون الحاجة إلى مراجعات مرهقة، مشيرة إلى أن هذه الصعوبات تتكرر مع بداية كل عام.
توضيحات رسمية
وفي هذا السياق، ذكر مصدر مسؤول في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن القانون ينص على قطع راتب الرعاية الاجتماعية عن المرأة المتزوجة بحجة أن الزوج هو المسؤول عن إعالتها. وأوضح لـ"طريق الشعب"، "إذا كانت المرأة وزوجها من ذوي الاحتياجات الخاصة وغير قادرين على العمل، يمكنهم التقديم من جديد من خلال الباحث الاجتماعي لإعادة تقييم حالتهم".
وأشار المصدر إلى أن الوزارة تعمل على تعديل بعض مواد قانون الرعاية الاجتماعية لتحسين الشمولية وتغطية الحالات المستحقة.
من جهته، أوضح رئيس هيئة الحماية الاجتماعية في تصريح اطلعت عليه "طريق الشعب" إن "عدد المستفيدين من ذوي الإعاقة هو 410 آلاف مستفيد وعدد المستفيدين من راتب المعين المتفرغ هو 366 ألف شخص"، لافتا إلى، أن "عدد المشمولين بمظلة الحماية الاجتماعية منذ تشكيل الحكومة وحتى الآن بلغ 961 ألف أسرة".
وأضاف، أن "عدد المشمولين الكلي ضمن الحماية الاجتماعية هو 7 ملايين و600 ألف شخص، تكلف نفقات تغطية رواتبهم 470 مليار دينار شهريا".
معوقات وآليات جديدة
على صعيد آخر، أوضح الباحث الاجتماعي سمير كريم أن هناك إجراءات لتسهيل معاملات ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل تكليف معيّن لإنجاز المعاملات نيابة عن المستفيدين. وأضاف أن الفرق الجوالة تعاني من تحديات مثل عدم دقة عناوين المستفيدين، مما يعيق عملها.
وبشأن استقطاع راتب المرأة المتزوجة، أشار الباحث إلى أن القرار يعتمد على سبب شمول المرأة بالرعاية الاجتماعية. فإذا كانت مطلقة أو أرملة دون إعاقة، يُعتبر الزوج هو المسؤول عنها بعد الزواج. أما إذا كانت من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيُفترض أن يستمر صرف الراتب حتى بعد الارتباط.
في ظل هذه التحديات، تطالب العديد من النساء بمراجعة آليات صرف رواتب الرعاية الاجتماعية وضمان شمولية النظام ليغطي احتياجاتهن دون تمييز على أساس الحالة الزوجية.
**********************************************
المرأة العاملة: معاناة متزايدة وسط ضغوط الحياة
بغداد – طريق الشعب
تواجه المرأة العاملة تحديات كبيرة تتمثل في ظروف العمل القاسية، والتمييز في بيئة العمل، والتوازن الصعب بين المسؤوليات المهنية والأسرية. ورغم التقدم النسبي في مشاركة النساء في سوق العمل، لا يزال العديد منهن يعانين من غياب الدعم الكافي لتحقيق الاستقرار المهني والاجتماعي.
تقول هدى علي، موظفة في القطاع الخاص ببغداد لـ "طريق الشعب"، "نواجه ساعات عمل طويلة دون مراعاة لظروفنا الأسرية، خاصة الأمهات العاملات. أحيانا أشعر أنني مضطرة للاختيار بين أسرتي وعمل يستنزفني".
كما تشير تقارير إلى أن النساء في العراق يعانين من فجوة في الأجور مقارنة بزملائهن الرجال، حيث تكسب النساء في المتوسط أقل بنسبة 30 بالمائة من نظرائهن في نفس الوظائف. وتؤكد دراسات حققها عدد من منظمات المجتمع المدني أن التحرش في بيئة العمل ما زال يشكل عائقا كبيرا أمام شعور المرأة بالأمان المهني.
بدورها، دعت منظمات حقوقية إلى ضرورة تحسين التشريعات لحماية المرأة العاملة، وتوفير حضانات للأطفال في أماكن العمل، بالإضافة إلى ضمان المساواة في الأجور والفرص الوظيفية.
من جهتها، أكدت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في تصريح اطلعت عليه "طريق الشعب" على أهمية تمكين المرأة من خلال برامج تدريبية وتوفير فرص عمل تناسب احتياجاتهن. ورغم الجهود المبذولة، يرى العديد من النساء العاملات أنهن بحاجة إلى سياسات أكثر فعالية تدعم حقوقهن وتخفف من الأعباء الملقاة على عاتقهن.
*********************************************
عين المرأة.. تراجع العراق في التزاماته الدولية بحقوق المرأة
انتصار الميالي
يُعد تعديل قانون الأحوال الشخصية، الذي دخل حيز التنفيذ في 17 شباط الماضي، تراجعاً وانتكاسة على مستوى حقوق النساء والفتيات، ويؤدي الى تعريضهن لمزيد من الانتهاكات، ويُشكل مؤشرا خطيرا على تراجع العراق في تنفيذ التزاماته الدولية. فهو يضع تأسيس الحياة الزوجية بين مطرقة المدونات الشرعية وسندان أنظمة قانونية متباينة تستند إلى الطائفة، ما يشكل اخلالا بمبدأ المساواة أمام القانون وفق المادة 14 من الدستور العراقي، ويتسبب بتأثيرات عميقة على المجتمع العراقي، من خلال تقليص استقلالية النساء والفتيات، وقدرتهن على اتخاذ قراراتهن بشأن الزواج والطلاق والميراث.
بعد اكثر من 66 عاما من صدور قانون الأحوال الشخصية المذكور، الجامع للعراقيين والضامن لحقوق النساء والاسرة، وغير المتعارض مع احكام الشريعة بعكس ما يروّج عنه بشكل مشوه. ورغم الحديث عن بعض الخطط والاستراتيجيات الوطنية التي تتضمن بعض التعديلات والضمانات الايجابية، إلا أن قانون التعديل يشكل خطرا على حقوق النساء والفتيات.
أين العراق من التزاماته الدولية من معاهدات واتفاقيات؟ وكيف سيواجه التداعيات والمشاكل المجتمعية، مثل تكريس ظاهرة تزويج القاصرات، فقدان الأمان الاجتماعي للأطفال ضحايا الطلاق، وتعدد الزوجات خارج المحكمة. فضلا عن حضانة الأطفال التي وضعها التعديل رهن المدونات الفقهية، التي تسلب حق الام في الحضانة وتجعل الاطفال يفقدون حنان الأم. أما بالنسبة للإرث، فتعديله وفق المدونة الفقهية يحرم الزوجة من ميراث زوجها في أصل العقار، ليكون ميراثها من الأموال المنقولة فقط. وهذا يشكل مخالفة شرعية ودستورية، وتنتج عنه مشاكل أسرية مستعصية بين الأبناء والأمهات، وشعور بالحرمان، ما قد ينتهي بالأمهات الى الإقامة في دور المسنين. ويوسع التعديل نفوذ رجال الدين على حساب المؤسسات القانونية، ويسبب إرباكًا للدولة، ما يشكل امتهانا لكرامة وحقوق المرأة بشكل عام، ويزيد من تعميق التفاوت والتمييز في المجتمع.
********************************************************
الحزب الشيوعي وقضية المرأة: نضال دؤوب خلال 91 عاماً
في الذكرى الحادية والتسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، تستذكر النساء العراقيات مسيرة النضال الطويلة من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
منذ البدايات، أدرك الحزب الشيوعي أهمية قضية المرأة كجزء لا يتجزأ من نضاله. وبرزت أسماء نسائية لامعة في صفوفه. فالمرأة لم تكن فقط داعمة، بل كانت قائدة وصانعة للتغيير، تصدّت للظلم الاجتماعي والاستغلال الاقتصادي، وسعت إلى التحرر من قيود الجهل والتهميش المجتمعي.
وقد ساهم الحزب بشكل كبير في تنمية وعي المرأة بحقوقها، ودفع باتجاه تحقيق مكاسب لها مثل حق التعليم والعمل والمشاركة السياسية. كما لعب دورا في دعم القوانين التي تسهم في تحسين أوضاع المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع.
واليوم أيضاً، يبقى دور المرأة محوريا في تحقيق طموحات الحزب بمستقبل أكثر عدالة ومساواة. فالاحتفاء بذكرى تأسيس الحزب ليس مجرد استذكار للماضي، بل هو تجديد للعهد بمواصلة النضال من أجل حقوق الإنسان، خاصة حقوق المرأة.
إن شجاعة النساء اللواتي قدمن حياتهن في سبيل قيم الحزب هي منارة للأجيال الجديدة، كي تبقى راية النضال عالية حتى إقامة مجتمع ينصف المرأة ويكرّس مبادئ العدالة للجميع.
المحرر
***************************************************
نورة مراد حامو: عراقية شجاعة تواجه الموت لإحياء الأرض
متابعة – طريق الشعب
تتجه نورة مراد حامو، كل صباح، إلى حقول الألغام في سنجار، شمال البلاد، وهي تعلم أن كل خطوة قد تكون الأخيرة. تودع طفلتيها بحب كبير، ثم ترتدي خوذتها الواقية وتحمل أدواتها الدقيقة لتبدأ يوما محفوفا بالمخاطر، في محاولة لإزالة الألغام التي زرعتها النزاعات المسلحة.
نورة، البالغة من العمر 35 عاما، اختارت العمل في هذا المجال الخطير. تقول "عملي ليس مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية تهدف إلى إنقاذ الأرواح وإعادة الحياة للأراضي المدمرة". وتضيف: "أعلم أن كل لغم أزيله قد يعني حياة جديدة لطفل أو أسرة".
تعمل نورة في فريق متخصص في إزالة الألغام، حيث يتبعون بروتوكولات دقيقة لتحديد مواقع الألغام والتعامل معها بأمان. تحت ضغط نفسي هائل، تبقى عيناها متيقظتين لأي إشارة تدل على وجود لغم مدفون. تصف نورة يومها قائلة: "نبدأ بمراجعة الخطط وارتداء معدات السلامة. ثم نتحرك بحذر لتفكيك أدوات الموت التي تهدد حياة المدنيين".
العمل في هذا المجال ليس سهلا، خاصة بالنسبة لأم لطفلتين. توضح نورة: "التوازن بين الأمومة والعمل كان تحديا كبيرا، لكن بدعم زوجي، استطعت المضي قدما". التعامل مع الناجين من ضحايا الألغام زاد من عزيمة نورة وإصرارها على مواصلة العمل. تقول "عندما أرى الأمل يعود لعائلة فقدت أحباءها، أو عندما يعود طفل للعب في أرض كانت مليئة بالألغام، أشعر بأن جهودي ليست عبثا".
بإصرارها وشجاعتها، أصبحت نورة مثالا للمرأة القوية التي تتحدى الصعاب من أجل بناء مستقبل أكثر أمانا وسلاما لمجتمعها. وتذكر"كل يوم نعيشه بأمان هو نعمة. وهذا ما أعمل لتحقيقه، يوما بعد يوم".
***********************************************
الرعاية الصحية للمرأة: تحديات وآمال
بغداد - طريق الشعب
تُعاني الكثير من النساء من صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، خاصة في المناطق النائية والريفية، نتيجة غياب المستوصفات الصحية أو بُعد أماكنها عن مراكز المدن وقلة عددها.
تقول ضحى أم أحمد، وهي ربة منزل من إحدى القرى جنوب البلاد لـ "طريق الشعب" إن "الوصول إلى المستشفى أمر صعب جدا. أحيانا نحتاج إلى ساعات للوصول إلى أقرب مركز صحي، ولا توجد لدينا فحوصات دورية للكشف عن الأمراض، فضلا عن إهمال صالات الولادة، مما يُجبر النساء على الإنجاب في بيئة غير صحية ولا تخضع لأي شكل من أشكال الرقابة الصحية، ما يعرض حياتهن وحياة الطفل للخطر". في المقابل، تُثني سارة حسن، وهي من سكان بغداد، على الجهود المبذولة، قائلة "في بغداد، الخدمات الصحية أفضل وهناك وعي أكبر بأهمية صحة المرأة، لكننا بحاجة إلى المزيد من الاهتمام بالصحة النفسية إلى جانب توفير العلاجات في المراكز الحكومية لمساعدة النساء اللواتي يواجهن ظروفا اقتصادية وصحية صعبة". وزارة الصحة أكدت في بيان لها مؤخرا التزامها بتحسين مستوى الرعاية الصحية للنساء، مشيرة إلى خطط لتوسيع برامج التثقيف الصحي وإطلاق حملات فحص مجانية في المحافظات. كما أوضحت الوزارة أن الكوادر الطبية تُواجه تحديات كبيرة بسبب نقص الموارد، لكنها تعمل على تخطي هذه العقبات من خلال الشراكات مع المنظمات الدولية. بدورها، أشارت الناشطة في حقوق المرأة، ابتهال العبيدي، إلى أن "النساء ما زلن بحاجة إلى مزيد من الدعم، خاصة في ما يتعلق بخدمات الصحة الإنجابية والنفسية، إذ إن هناك الكثير من النساء، وبسبب العادات الاجتماعية والتقاليد، يفضلن الصمت على حساب أوضاعهن الصحية".
*************************************************
المرأة والثقافة المجتمعية
حوراء فاروق
لا يزال الحديث عن حقوق المرأة لدى قطاعات غير قليلة من مجتمعنا، يُعامل إما بالرفض لأسباب مختلفة أو بنظره مؤسفة، تقلل من أهمية الأمر تماماً. ولا يبدو مستهجناً هذا الإستخفاف بقضايا المرأة وحقوقها ورفض الإستماع لمطالبها فحسب بل ويشكل خطراً على تطور البلد، حين يقترن بادعاءات ومزاعم عن نيل المرأة لكل حقوقها الممكنة، وتنعّمها بمساواة في الحقوق والواجبات مع الرجل. وتأتي الخطورة من المصير الذي ينتظر مجتمعاً يسعى للتطور إذا ما تم تعطيل نصف سكانه وحبسه في البيوت والتفريط بقدراته وطاقاته وإبقائه أسير شعور قاس بالتمييز والإضطهاد والقهر.
كما تأتي الخطورة من ممارسات ثقافية واجتماعية وبمفردات لغوية عنصرية تمترج بهذا الإستخفاف، مفاهيم تقلل من مكانة المرأة، التي هي أنثى ضعيفة الإرادة وعاطفية وسلبية ومتخاذلة وسهلة الكسر وأدنى عقلاً والتزاماً، فيما الرجل ايجابي وقوي وشجاع وغير قابل للكسر وشهم، وبالتالي لا بد من تقسيم الأدوار في المجتمع بما يتناسب وهذه الصفات.
إن هذا الإستخفاف والقبول الغريب بتلك المزاعم وتصديقها يشدد من تخلف الوعي الاجتماعي بقوة ويفسح في المجال أيضاً، لبعض الشوفينيين والطائفيين من نكران أي اضطهاد تتعرض له المكّونات الصغيرة في المجتمع، قومية كانت أو دينية، بحجة إن ما ينتزعوه من حقوقهم الدستورية إنما هو كاف وربما أكثر مما يستحقون!
ولهذا، لايمكن النظر لقضية المرأة منفصلة عن سائر مشكلات المجتمع وقضاياه، فهذا الفصل يعزز الذكورية في المجتمع، ويقزّم القضية لتصبح خاصة بالنساء كفئة مُضطهَدة وتعيق التضامن معها من قبل الرجال، في الوقت الذي لا يمكن أن يكون الرجل حراً عندما يستعبد إمرأة، وبالتالي فجوهر قضية حرية النساء ونيلهن حقوقهن، يتمثل في حرية المجتمع بأسره.
ومن الطبيعي تماماً أن يبذل المستغِلون والطغاة والفاسدون كل ما يستطيعون من جهد للفصل بين قضية المرأة وقضية الأقليات وقضية الحرية والعدالة الاجتماعية، بإعتبارها أمورا مختلفة وليس بينها علاقة ما، في الوقت الذي تؤكد فيه الحقائق التاريخية والمعاصرة على أن هذه القضايا هي واحدة، ولا تّحل بمعزل عن بعضها البعض.
إنهم يسعون لإشغال كل منا بمشكلاته، بل وتوجيه كل انتفاضة تنتفضها أي فئة مُضطهَدة كي لا تكون انتفاضة ضدهم، مما يستدعي أن نكون واعين ونتحد لمواجهة المُضطهِد الحقيقي لنا جميعًا، والذي لن يكون الرجل أو المكون الكبير أو غير ذلك، بل البغاة المستغلين المتخلفين، مصاصي دماء الشعب.
****************************************************
الصفحة الثامنة
في عيده الأغرّ.. الحزب الشيوعي العراقي: تضحيات جسام ودماء زكية وتحدٍ وشموخ
غانم الجاسور
يحتفل الشيوعيون العراقيون وأنصارهم ومحبوهم في الحادي والثلاثين من آذار هذا العام، بالذكرى الحادية والتسعين لميلاد حزبنا المجيد الذي قدم خلال مسيرته النضالية آلاف الشهداء من بناته وأبنائه، وتعرض الآلاف من كوادره إلى أقصى صنوف الظلم والاضطهاد، مما جعله يحمل بحق شرف لقب حزب الشهداء والمناضلين.
فمع طلوع ربيع العام 1934، أَلْمَعَ في الأفق العراقي المستيقظ من سبات القرون أملٌ واعد بغدٍ أفضل للملايين المحرومة المتطلعة إلى مكان تحت شمس الزمن الجديد، زمن الحرية والسلام والتقدم والعدالة الاجتماعية. لم يكن طريق الحزب سالكًا وسهلاً أمامه قطعًا، بل كان محفوفًا بالمخاطر وبالتحديات الجسام على طريق النهوض وتحدي الواقع المرير ومن أجل تغييره وبناء العراق الحر. وطيلة تاريخه النضالي الطويل، سعى إلى بلورة مشروع التغيير ونشر قيم التنوير والحداثة والاستقلال، في فترة كان العراق يواجه فيها مهام التحرر الوطني سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا.
لم يعرف الحزب المهادنة والمساومة على حساب الحركة الوطنية، ولم يعرف الموسمية في النضال. وكان دائمًا ولا يزال يربط نضاله بالقضية الوطنية وبمصالح الكادحين من أبناء شعبنا العراقي، بغض النظر عن الانتماء الديني أو الجنس أو القومية أو الأصل أو المعتقد أو الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
ولهذا كله، تمتعت كوادره بحب واحتضان الجماهير الشعبية الغفيرة من العمال والفلاحين وفئات الشعب، ووجدت فيه المدافع المستميت عن أهدافها ومصالحها وطموحاتها المقدسة في أوقات المحن والشدائد وفي مختلف الظروف قساوة، حتى بات الأمر حقيقة معروفة للأعداء والأصدقاء معًا وليس للجماهير فحسب.
لقد دافع الحزب في عام 1935، وهو ما زال حديث التأسيس، عن الانتفاضات المسلحة التي قادها الفلاحون في أرياف الفرات وكردستان. كما أصدر في هذه السنة أول جريدة مركزية، (كفاح الشعب)، وهي أول جريدة تُطبع سرًا وتتناول مطالب الشعب وتدافع عنها.
ولعب الرفيق الخالد فهد دورًا بارزًا ليس في توطيد وإعادة بناء الحزب حتى بات يتبوأ طليعة النضال الوطني التحرري لشعبنا، بل وأيضًا في تطوير صحافته وإعلامه، فأشرف على إصدار الشرارة ثم القاعدة، وحول الجريدتين إلى منبر للدفاع عن قضايا الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين الثوريين وعن القضايا الوطنية والمطلبية ومن أجل الاستقلال والسيادة الوطنية والدفاع عن القضايا القومية على الأسس الديمقراطية. وبهذا الصدد، كتب الشهيد الخالد مقالًا في عام 1942، يدعو فيه إلى اتحاد عربي أسماه (اتحاد الشعوب العربية المناضلة في سبيل الديمقراطية والانعتاق من السيطرة الرجعية)، وتميز ببعد نظر مبدئي وطابع عملي في وقت واحد.
وسعى الحزب دومًا إلى تعزيز مكانة القوى الوطنية والثورية وأحزابها كافة تحت شعار (قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية)، وفي عام (1956) انعقد الكونفرنس الثاني تحت شعار (في سبيل تحررنا الوطني والقومي)، وكان الحزب من أولويات أهدافه إقامة جبهة الاتحاد الوطني التي ساهمت مساهمة فاعلة في قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958.
كما لعب الحزب دورًا مهمًا في الريف وتبنى مطالب الفلاحين وصاغها بشعارات مطلبية واضحة ومفهومة لهم، وتمكن من تعبئة قوى الريف للمساهمة في الثورة والدفاع عن مكاسبها، فأصبح الحزب بهذا المنظم والمعبئ للحركات الفلاحية بعموم العراق.
واكتسب الحزب خبرة نضالية في العمل بين الفلاحين مكنته من وضع شعارات مناسبة يدركها الفلاحون وتمثل مصالحهم.
وعند صدور بيان اللجنة العليا لتأسيس جبهة الاتحاد الوطني، بادر الشيوعيون في تشكيل الوفود لمخاطبة الشخصيات العراقية الكبيرة والمؤثرة في الوسط الجماهيري والاجتماعي، والذين لديهم نزعات وطنية معادية للاحتلال وضد النظام الملكي العميل، وحثهم على الاصطفاف مع القوى الوطنية. وقد وجهت جريدة الحزب (اتحاد الشعب) النداء الآتي: (أيها المواطن الغيور، بادر بنفسك دون أن تنتظر إيعازًا إلى الاتصال بأبناء محلتك أو قريتك أو العاملين معك في محلك أو في السوق أو العمل في المؤسسة التي أنت فيها أو بأبناء مهنتك أو المقربين منك بصرف النظر عن معتقداتهم القومية والدينية لتكوين لجنة وطنية تتصل بالجماهير وتشرح لها المطالب الوطنية الكبرى التي أعلنها بيان (جبهة الاتحاد الوطني).
ومنذ اليوم الأول لثورة الرابع عشر من تموز، كان الحزب الشيوعي العراقي من أوائل المؤيدين والمهنئين بثورة الجيش والشعب، وبعث الشهيد الخالد سلام عادل ببرقية تهنئة ودعم للثورة، وأصدر الحزب بيانًا جاء فيه: (إن ثقتنا لا حدود لها بقوى شعبنا العراقي الأبي الزاخر بعربه وأكراده، بعماله وفلاحيه وكافة جماهيره الشعبية الباسلة وبقوى جيشه المغوار وبقدرة هذا الشعب الأبي المجاهد على الوقوف كرجل واحد لرد كل معتد أثيم وكل باغ لئيم).
وفي شباط الأسود 1963، تعرض الشيوعيون إلى هجمة بربرية شعواء راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف شهيد من قيادات وكوادر الحزب، كان في مقدمتهم الشهيد سلام عادل ورفاقه. ولم تخل السنوات التالية من القتل والقمع والترهيب والترويع ضد أبناء شعبنا وطليعته الحزب الشيوعي العراقي، على أيدي الأنظمة التي توالت على حكم العراق. كما خاض الحزب نضالًا لا هوادة فيه ضد النظام الدكتاتوري العميل، وحين سقط بالغزو الأمريكي، أصدر الحزب بيانًا في الخامس من آذار أي قبل الاحتلال جاء فيه: (أبعدوا شبح الحرب، تضامنوا مع الشعب العراقي في سبيل الخلاص من الدكتاتورية وإقامة البديل الديمقراطي)، وكان الحزب رافضًا للحرب باعتبارها الأسوأ والأشد تدميرًا.
وتمر السنون تباعًا ومسيرة حزبنا الشيوعي العراقي تتواصل رغم محاولات الحاقدين والمغرضين ذوي العقول العفنة والحقد الأسود إزاء مسيرته، فها هم الشيوعيون العراقيون بحزبهم العتيد يحتفلون بالذكرى (الحادية والتسعين) وهم يفتخرون بتقديم القرابين والشهداء على مذبح الحرية من خيرة أعضاء وأنصار حزبهم من أجل (وطن حر وشعب سعيد).
كما يتطلع الشيوعيون هذا العام إلى خوض الانتخابات التشريعية القادمة، وقد عقدوا العزم مع القوى الوطنية الشريفة الخيرة التي تنشد التغيير الشامل، على تغيير نظام المحاصصة الطائفية وإزاحتها من مفاصل الدولة، جراء ما سببته من تدهور سياسي واقتصادي واجتماعي، والعمل على تأسيس نظام مدني يقوم على السلام والتسامح وقبول الآخر ويحترم الدستور والقوانين، ويعتمد التداول السلمي للسلطة وحقوق الإنسان ويؤمن الفصل بين السلطات الثلاث ويفصل بينها وبين المؤسسات الدينية والعشائرية.
عاش الحزب الشيوعي العراقي نصير العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر.
عاشت الذكرى الحادية والتسعون لميلاد حزب الفقراء والمساكين. وكل عام والحزب الشيوعي ورفاقه المناضلون بألف خير.
***********************************************************
بطاقات أنصارية لعيد الحزب
النصير يوسف أبو الفوز
لكل الأشياء مدارتها
ولكل المدارات ابتداء
وللشهداء ـ دوماـ مدار الدهشة والانتماء.
1
كل البروق تمنح القلوب سماءها،
كل الرؤى تمنح العيون ألقها،
فرصاصنا لا يخطئ الطريق،
والانصار قادمون ...
كالدهشة، الشهد، الاصباح، الزلزال الحريق!
افتحوا ـ أهلنا ـ أذرعكم للعناق،
سنضع بلين اكفكم،
بنادقنا، الورد و...العراق!
2
كانت أمي توصيني دوما:
يا ولدي، احذر .. احذر،
لا تعط ظهرك للريح،
أسنده الى صخرة أو كتف رفيق!
3
الحزب، الوطن، الانسان، شرف الكلمة.
كثار شموسي أدور في ابراجها.
أنهل من ضيائها.
ومن خلف البعد الكالح،
يلوح لي وجه أمي،
لأجمع لعمري صباحات من إشراقاتها.
4
تهبط غيمة تحملني. أفترش الحلم.
أعبر كل سنين العتمة.
لشمس لا زالت تكبر.
لأرض الدفء، اغانيها:
فارسنا، امتشق الفرح سيفا وتزنّر!
5
يشتبك الاصبع بالاصبع،
يختلط الأخضر بالاحمر،
ويميل القلب كالسنبل.
وكأول قبلة بشفتي عاشق،
يذوب ... يذوب
بطقوس الحب، بين الأرض ولهيب الارجل!
6
غابات الدنيا تناديني:
يا هذا قد أشرق يومك.
يا كل العااااااال ل ل ل م م م م اسمعني:
اليوم قد أشرق عمري.
كردستان 1982 ـ 1989
*********************************************
لماذا أنا شيوعية؟
نورس حسن
أنا شيوعية لأنني نشأت في بيت علّمني أن الإنسان لا يُقاس بما يملك، بل بما يعطي. والدي، ذلك العامل البسيط، لم يكن يحمل شهادة عالية، لكنه كان يحمل فكرا عظيما، وقلبا نابضا بحب الوطن والشعب. كان يحدثني كل مساء عن الحزب الشيوعي العراقي، عن رفاقه الذين وقفوا بوجه الاستبداد والظلم، عن أحلامهم بعراق لا جوع فيه ولا خوف، عن السجون التي حُبس وعذب فيها مع الكثير من رفاقه، والتي خرجوا منها في النهاية مرفوعي الرأس.
كان يقول لي دائما: "أن تكوني شيوعية يعني أن ترفضي الذل، أن تقفي مع الفقراء، أن تؤمني أن الوطن للجميع لا لفئة محددة". هذه الكلمات بقيت في ذاكرتي، كأنها نشيد أرددّه كلما شعرت بضعف او ملل. هي التي شكّلت وعيي، وجعلتني أبحث عن موقعي علي هذا الطريق.
وعندما كبرت، التقيت برفيق في الحزب، منحني مفاتيح عالم آخر من النضال: عالم الكلمة. علّمني كيف أكون صحفية لا تبحث عن العناوين الرنانة، بل تفتّش عن الحقيقة خلف ما يظهر أمام الأنظار، وتنقل وجع الناس كما هو، بلا تزويق. أراني كيف يمكن للكلمة أن تهزّ عروشا، إذا خرجت من قلب صادق. شجعني على أن أكتب، لا لأشتهر، بل لأُحدث فرقا، مهما كان بسيطا.
وفي وسط هذا الطريق، لا يمكن أن أنسى عمي الشهيد المهندس محمد عزيز حسن، ذلك الشيوعي الصلب الذي طالته يد الطغاة، لأنه رفض أن يساوم على مبادئه. كان مثالا للمثقف الملتزم، عاش نظيف اليد والضمير، واستشهد واقفاً، كما يليق بالشيوعيين الحقيقيين. وقد استُهدف لأنه دافع عن قناعاته، دافع عن حزب يؤمن بالحرية والعدالة. وبقي دمه شاهداً على ثمن الانتماء الشريف.
انتمائي للحزب الشيوعي العراقي اليوم ليس مجرد موقف سياسي، بل هو هوية، وامتداد لإرث طويل من النضال والتضحية.
في الذكرى 91 لتأسيس الحزب، أشعر أنني أنتمي لتاريخ كبير، لحركة شعبية آمنت بالإنسان، وقدّمت قوافل من الشهداء، لا طمعا بالسلطة، بل دفاعا عن الإنسان وكرامته.
الرفيق فهد، الشهيد الخالد، كان يقول: "إننا نناضل من أجل قضية عظيمة، قضية الشعب والوطن، وعندما تنبع قناعاتنا من قلب الشعب، لا يمكن لأي قوة أن توقفنا". هذه الكلمات كان لها الأثر الكبير في نفوسنا، وهي التي شجعتنا على أن نكون جزءا من هذا التنظيم، الذي لا يعرف الخوف في دفاعه عن الحق.
وحين أقرأ كلمات الشهيد فهد: "قووا تنظيم حزبكم، قووا تنظيم الحركة الوطنية"، أشعر بأنها وصية، ومسؤولية. نحن لا نبحث عن مجد فردي، بل عن حركة شعبية قادرة على التأثير والتغيير. والتنظيم هو الذي يخلق القدرة على الصمود والتضحية.
أنا شيوعية لأن العراق يستحق الأفضل، وسأبقى على هذا الطريق، كما علّمني والدي، وكما دعمني رفيقي، وكما سار عليه عمي الشهيد.
فالحزب الشيوعي العراقي هو حزب الشعب، وهو المسيرة التي لن تتوقف حتى تتحقق العدالة الاجتماعية والحرية لهذا الشعب العظيم.
*********************************************
كلمة حق لابد أن تقال ؟
د.صباح ناهي
تسعون عاما و عام ، مرت على تاسيس اقدم الاحزاب اليسارية العراقية ، التي ملأت ذاكرة الشعب العراقي بأحداث وتواريخ تستحق الوقوف ازاءها باهتمام بالغ ، هذا الحزب المنبثق من رحم مجتمع البروليتاريا الحقيقية في المجتمع العراقي وهو يمتد عميقا ً وسط العمال والفلاحيين والكسبة من فئات الشعب الواعية ، كتب مسيرته بالنضال والملاحقة وعبدّها بدماء وتضحيات مناضليه، من المتصدين لكل الأنظمة التي حكمت العراق لانه يغرد خارج سرب السلطات الحاكمة التي لم تعمل بروح الفريق السياسي الوطني الحقيقي ، الحزب وتاريخه سمفونية من النضال الدؤوب الذي يضفي على تاريخ البلاد تاريخا ً مؤطرا ً ليس بالتضحيات وحدها بل بالعمل على توعية الناس وتنوير البسطاء من العامة بعيدا ً عن فوقية الطبقات السياسية التي حكمت ، ونال ما نال من تصفيات وإقصاء جائرة ، شنت عليه بغية تصفيته ، وإخراجه من معادلة الحكم . ظلت ظروفه صعبة جراء التصفيات المريرة لمنتسبيه الذين احترفوا الرحيل صوب المنافي والقفار ليبقوا على بقية مناضليهم المتهمين دوما باعتناق ايديولوجيا لم توافق على فهمها واستيعابها الأنظمة الملكية والجمهورية معا. ً وعدم إتاحة الفرصة حتى لافكاره الاقتصادية النيرة في قلب معادلة الواقع الاقتصادي نحو بناء رصين لبنية تحتية تترافق مع قدرات العراق ومستقبله بل حورب الحزب وكوادره واتهم في قدراته المجتمعية وكيل له سيل لا ينتهي من الاتهامات والتخوين القسري والمغرض. لكنه ظل يواصل مساره بتوالد قواعده رغم التضيق على قياداته وزجها في السجون، والمعتقلات وتعرضهم لكل أنواع التعذيب لانتزاع الاعترافات حتى الكاذبة في محاولة لم يشهدها حزب عراقي او عربي مثلما حدث لدينا .
ظل الحزب رغم إخفاقاته المتكررة واجتثاث الأنظمة لزعاماته منسجما ً وعقيدته المطلوب رأسها إلى اعتى الخصوم والأشد ضراوة في الوأد والتنكيل ..لم يحل نفسه ولم يرضخ ويتوالد بإطار وطني عميق لم تحصد كوادره اية امتيازات او منافع مثلما حصل عليها الاخرون ، متوافقا ً مع نهجه في التضحيات قبل المعطيات ، الذي ظل اميناً عليها وتحالفاته حتى الغريبة منها مع مؤسسات يدرك انها مع بنية مجتمعية ناضل في سبيلها ، وهذا سر ديمومته وبقاءه وصمود مناضليه ، الذين يؤمنون بان الوطن أغلى من دمائهم الزكيّة .
ـــــــــــــــــــــ
* كاتب وإعلامي عراقي
*********************************************
اعتذار
على الصفحة 6 من عددنا السابق (الثلاثاء 8 نيسان الجاري) نشرنا قصيدة بعنوان "وحدك عرفتها – عشبة الخلود" وأوردنا خطأً انها لعبدالقادر البصري. فالصحيح هو انها لزميلنا الرفيق عبدالسادة البصري.
نصحح هنا هذا الخطأ ونعتذر من رفيقنا العزيز عبدالسادة ومن القراء الكرام.
"طريق الشعب"
************************************************
الصفحة التاسعة
منتخب طاولة العراق يشارك في بطولة تصفيات غرب آسيا في السعودية
متابعة ـ طريق الشعب
يشارك منتخب العراق لكرة الطاولة في بطولة تصفيات غرب آسيا المقررة في المملكة العربية السعودية الشهر الحالي، وذلك في إطار تأهله إلى بطولة العالم في لندن 2026.
وأكد رئيس الاتحاد، هردي رؤوف، أن المنتخب العراقي سيخوض هذه البطولة المهمة والتي تمثل فرصة لتأهله إلى العالمية. وأشار رؤوف إلى أن الفريق سيقيم معسكرًا تدريبيًا في مدينة السليمانية يستمر حتى منتصف الشهر الحالي، على أن يتوجه بعدها إلى السعودية للمشاركة في البطولة.
وأضاف رئيس الاتحاد أن الاتحاد قرر أيضًا إقامة منافسات دوري النخبة لكرة الطاولة في السليمانية، حيث ستنطلق المرحلة الأولى من الدوري في 24 من الشهر الحالي، مع تأكيده على أنه سيتم تحديد المراحل المقبلة لاحقًا.
********************************************
شرط وحيد لمعالجة الأزمة الفنية في المنتخب العراقي لكرة القدم
متابعة ـ طريق الشعب
يواجه المنتخب العراقي لكرة القدم أزمة فنية تحت قيادة المدرب الإسباني خيسوس كاساس، وذلك بعد تراجع نتائج الفريق في تصفيات كأس العالم 2026. وقد عزا المدرب العراقي صفاء عدنان هذه الأزمة إلى عدة عوامل، مشيرًا إلى أن حل المشكلة يتوقف على شرط واحد يمكن للمدرب الجديد أن يطبقه.
وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم قد أقال المدرب خيسوس كاساس عقب التعادل مع الكويت 2-2 والخسارة أمام فلسطين 2-1 في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال. وفي هذا السياق، دعا عدنان إلى استقالة جميع أعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم بسبب الإخفاقات المتتالية التي شهدها المنتخب في التصفيات.
وقال عدنان: "المسؤولية لا تقع فقط على كاساس، بل تشمل جميع أعضاء الاتحاد الذين وافقوا على اختياره ودعموه، رغم التحذيرات المبكرة من تداعيات أسلوبه الفني". وأضاف: "على الاتحاد أن يتحمل المسؤولية جماعيًا، وألا يُلقى اللوم على شخص واحد فقط، بل يجب محاسبتهم جميعًا على هذه الأزمة".
وأشار عدنان إلى أن المنتخب العراقي في وضع صعب في تصفيات المونديال، ويحتاج إلى مدرب جديد وقوي في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا أن أي مدرب سيتولى القيادة سيحتاج إلى وقت لفهم اللاعبين والظروف المحيطة بالفريق. وأكد على ضرورة أن يكون المدرب الجديد قادرًا على توظيف اللاعبين بشكل صحيح، لأن العراق يمتلك مجموعة من اللاعبين المتميزين.
وتابع: "أعتقد أن المشكلة الفنية في المنتخب يمكن حلها بشرط أن يُحسن المدرب الجديد توظيف اللاعبين"، متمنيًا أن يكون المدرب الجديد سواء كان محليًا أو عربيًا أو أجنبيًا كفؤًا وشجاعًا.
ويحتل المنتخب العراقي المركز الثالث في المجموعة الثانية ضمن تصفيات مونديال 2026، برصيد 12 نقطة، متأخرًا بفارق نقطة واحدة عن المنتخب الأردني الذي يحتل المركز الثاني، وفارق أربع نقاط عن المتصدر منتخب كوريا الجنوبية.
*******************************************
غاز الشمال للمصارعة يواصل استعداداته لبطولة أندية غرب آسيا
متابعة ـ طريق الشعب
يواصل فريق نادي غاز الشمال بالمصارعة استعداداته المكثفة للمشاركة في بطولة أندية غرب آسيا، التي ستُقام في العاصمة بغداد خلال الفترة من 27 إلى 30 من الشهر الحالي. الفريق يقيم حاليًا معسكرًا تدريبيًا داخليًا في محافظة كركوك استعدادًا لهذا الحدث القاري المهم.
وقال رئيس النادي وريا جلال: "الفريق يواصل تدريباته بجدية عالية استعدادًا لهذه المشاركة القارية المهمة"، مشيرًا إلى أن المعسكر التدريبي الذي يشرف عليه الملاك التدريبي يهدف إلى رفع الجاهزية البدنية والفنية للاعبين قبل خوض المنافسات.
وأضاف جلال أن الفريق سيشارك بـ 12 مصارعًا في مختلف الأوزان، وأن معظم هؤلاء المصارعين هم من أبطال العراق في اللعبة. وأكد أن إدارة النادي تطمح لتحقيق نتائج مشرفة تليق باسم النادي ورياضة المصارعة في العراق.
وأشار رئيس النادي إلى أن الإدارة حرصت على توفير جميع الظروف المثالية للفريق، من دعم لوجستي ومعنوي، بهدف ضمان ظهور الفريق بمستوى يليق باسم غاز الشمال والمنافسة على الميداليات الذهبية.
***********************************************
التاريخ لا يقف إلى جانب ريال مدريد في قضية العودة أمام أرسنال
مدريد ـ وكالات
تعرض نادي ريال مدريد لخسارة كبيرة أمام أرسنال الإنجليزي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث انتهت المباراة بفوز الأخير 3-0 على ملعب "الإمارات" في لندن، مما قلص بشكل كبير حظوظ الفريق في التأهل إلى نصف النهائي. وهذه الهزيمة تأتي في ظل تراجع مستوياته الفنية في الفترة الأخيرة.
وبهذه الخسارة، تكبد ريال مدريد الهزيمة رقم 115 في تاريخه ضمن دوري أبطال أوروبا، منها 11 هزيمة بفارق ثلاثة أهداف في الأدوار الإقصائية، سواء في الذهاب أو الإياب. ومن المفارقات التاريخية أن أول هزيمة تلقاها النادي الملكي في "ذات الأذنين" كانت بنفس النتيجة (3-0) أمام بارتيزان بلغراد في إياب ربع نهائي موسم 1955-1956، لكن ريال مدريد تمكن من التأهل بعد فوزه 4-0 في الذهاب.
يذكر أن ريال مدريد تعرض لخسارة بفارق 3 أهداف أو أكثر في ذهاب دور إقصائي في دوري أبطال أوروبا أربع مرات سابقة، لكن الفريق لم يتمكن من تحقيق العودة في معظم هذه المناسبات، حيث نجح في التأهل مرة واحدة فقط بعد الخسارة أمام ديربي كاونتي الإنجليزي في موسم 1975-1976، بعد خسارته 4-1 ذهابًا ثم فوزه 5-1 إيابًا.
وفي المواسم الأخرى، خسر ريال مدريد بفارق 3 أهداف أو أكثر في ربع النهائي أو نصف النهائي، ومنها خسارته أمام بايرن ميونيخ 4-1 في موسم 1986-1987، وفشله في تحقيق "الريمونتادا" في مباراة الإياب، وكذلك خسارته أمام بوروسيا دورتموند 4-1 في موسم 2012-2013، حيث فاز في الإياب 2-0 دون أن يتمكن من التأهل.
الآن، يعاني ريال مدريد في مواجهة فريق إنجليزي آخر، أرسنال، في وضع قد يكون أكثر صعوبة لتحقيق العودة في مباراة الإياب.
******************************************
أمام المحكمة.. صديقة مارادونا السابقة تتهم الطاقم الطبي بالإهمال
بوينس آيرس ـ وكالات
في محاكمة فريقه الطبي المتهم بالتسبب في وفاته، أكدت فيرونيكا أوخيدا، صديقة أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا السابقة ووالدة أحد أبنائه، أن مارادونا كان "معزولًا" من قبل محيطه في الأشهر الأخيرة من حياته. جاء ذلك خلال جلسات الاستماع في محكمة سان إيسيدرو بالقرب من بوينس آيرس، حيث تم استجواب أوخيدا في ملابسات وفاة بطل مونديال المكسيك 1986.
وقالت أوخيدا، التي كانت على علاقة مع مارادونا بين عامي 2005 و2014 قبل أن يعاودا الارتباط في 2017، إن "مارادونا كان خائفًا من كل شيء، وكان يطلب مني أخذه معي عندما كنت أغادر". وأشارت إلى أن المحيطين به كانوا "يحتجزونه"، في إشارة إلى محيطه الطبي والشخصي.
أوخيدا، التي أنجبت من مارادونا ابنهما دييغيتو فرناندو (12 عامًا)، تحدثت بصراحة عن معاناتها أثناء الزيارات الأخيرة إلى مارادونا، التي كانت تتضمن اصطحاب ابنها لرؤية والده. وذكرت أن وجودها ووجود ابنها لم يكن مرغوبًا فيه من قبل الأشخاص المحيطين بمارادونا.
وخلال شهادتها التي تخللتها نوبات بكاء، وجهت أوخيدا أصابع الاتهام إلى بعض أفراد الفريق الطبي، مثل ماكسيميليانو بومارغو وفانيسا مورلا (شقيقة محامي مارادونا السابق)، إضافة إلى الحارس الشخصي السابق خوليو كوريا الذي تم اعتقاله مؤخرًا بتهمة شهادة الزور.
وفي شهادتها، وصفت أوخيدا ما شاهدته خلال زيارتها الأخيرة لمارادونا قبل وفاته، مؤكدة أنه كان في حالة صحية سيئة، حيث كانت هناك "رائحة البول والبراز" في المكان، مما دفعها إلى طلب استحمامه وحلاقته.
ويمثل أمام المحكمة في قضية "القتل العمد المحتمل" جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أجوستينا كوساتشوف، إضافة إلى أفراد آخرين من الطاقم الطبي الذين كانوا مسؤولين عن رعاية مارادونا أثناء فترة نقاهته بعد جراحة في الدماغ.
وتستمر المحاكمة التي بدأت في 11 مارس الماضي، ومن المتوقع أن تستمر حتى يوليو المقبل، مع عقد جلسات استماع أسبوعية.
أوخيدا اتهمت بشكل خاص جراح الأعصاب لوكي والطبيبة كوساتشوف، حيث قالت إنهما قدما نصائح طبية خاطئة بخصوص رعاية مارادونا في منزله بدلًا من المستشفى. "لقد كذبوا علينا جميعًا، على العائلة بأكملها"، صرخت أوخيدا في المحكمة.
من المتوقع أن تصدر المحكمة حكمًا بحق المتهمين تتراوح عقوباته بين 8 إلى 25 عامًا.
**************************************************
وقفة رياضية ألعاب مطلوب رعايتها
منعم جابر
هناك العديد من الألعاب الرياضية التي يمارسها العراقيون بسبب ارتباطها بتراثنا العريق، ومنها المصارعة ورفع الأثقال. إذ تمثل هذه الرياضات رمزًا تاريخيًا للعراق الحديث، حيث شكلت رياضة الزورخانة (بيت القوة) عمقًا تاريخيًا ممتدًا حتى مطلع القرن العشرين. أما رياضة رفع الأثقال، فهي صاحبة الإنجاز العراقي الأولمبي الوحيد في دورة الألعاب الأولمبية في روما عام 1960، بواسطة البطل البصري الراحل عبد الواحد عزيز. كما حققت رياضة رفع الأثقال نتائج كبيرة في خمسينيات القرن الماضي، واستمرت في تحقيق إنجازات إيجابية حتى نهاية السبعينيات.
اليوم، تشهد هاتان الرياضتان قلة في الاهتمام والرعاية، مما أضاع علينا فرصًا كبيرة في تحقيق نتائج متميزة فيهما. وما دمنا نتحدث عن مشروع حكومي رياضي هذه الأيام، فيجب علينا أن نختار بعناية الألعاب الرياضية التي نتأمل فيها خيرًا. هناك ألعاب تمثل طموحات ورغبات الشارع الرياضي العراقي، لذا أرى من المناسب أن نبدأ بتلك الألعاب التي من الممكن أن نحقق فيها نتائج جيدة على المستوى الآسيوي والدولي، مثل رفع الأثقال والمصارعة، اللتين كانتا وما زالتا مصدر فخر لنا، حيث كنا ولا نزال أبطالًا للعرب في هاتين اللعبتين.
أضع هاتين اللعبتين في مقدمة أولوياتنا لأنهما تمثلان تاريخًا مرموقًا لرياضة الوطن. ومن الممكن لهاتين اللعبتين أن تحققَا ما نطمح إليه من نتائج على جميع المستويات. على الاتحادات الرياضية المسؤولة عن هذه الألعاب أن تتعهد بتقديم أبطال مرموقين قادرين على تحقيق الإنجازات خلال المرحلة المقبلة حتى عام 2034. بذلك، يمكننا أن نحقق آمالنا في الحصول على الميدالية الأولمبية التي نسعى لتحقيقها.
أدعو إلى أن تتركز الجهود أكثر في الألعاب الفردية، وأتمنى أن تحقق لجنة صناعة "البطل الأولمبي" المشكلة في مجلس الوزراء كل التوفيق والنجاح في مهمتها، لأن دعم الحكومة له تأثير كبير في تحقيق الإنجازات العالية، خصوصًا في تلك الألعاب التي كنا نتميز فيها عربيًا، ومن الممكن أن نتقدم فيها على المستوى العالمي.
***********************************************
دهوك يخطو بثبات نحو اللقب الخليجي
متابعة ـ طريق الشعب
أشاد المحلل الفني، قصي هاشم، بالأداء المميز لفريق دهوك بعد تعادله في ذهاب نهائي بطولة كأس الخليج للأندية أمام القادسية الكويتي، مشيرًا إلى أن الفريق يمتلك حظوظًا كبيرة للتتويج باللقب.
قال هاشم: "مشاركة دهوك في البطولة منحت الفريق دافعًا قويًا انعكس إيجابيًا على نتائجه في الدوري العراقي"، مشيرًا إلى أن "النتائج الإيجابية ليست وليدة الصدفة، بل هي ثمرة عمل فني متميز من قبل المدرب، مدعوم بإدارة ناجحة تقف خلف الفريق".
وأضاف هاشم أن "بصمات الجهاز الفني واضحة على أداء الفريق، خاصة في ظل امتلاكه مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يشكلون عنصر قوة لأي مدرب"، موضحًا أن "الأجواء داخل النادي ملائمة جدًا لتحقيق اللقب الخليجي".
وأكد هاشم أن "التعادل خارج الديار أمام القادسية يعد نتيجة إيجابية"، مشيرًا إلى أن "مباراة الإياب، التي ستقام يوم الثلاثاء المقبل في دهوك، ستشهد دعمًا جماهيريًا كبيرًا سيكون له دور أساسي في تحفيز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم".
وتابع هاشم: "دهوك يسير في الطريق الصحيح، سواء على الصعيد الخليجي أو في الدوري المحلي، وفرصته كبيرة في الظفر باللقب".
يُذكر أن فريق دهوك العراقي قد تعادل مع مضيفه القادسية الكويتي في ذهاب نهائي دوري أبطال الخليج للأندية لكرة القدم بنسختها الأولى. وستقام مباراة الإياب بين الفريقين يوم 15 نيسان الجاري على ملعب دهوك في العراق، حيث سيتم تتويج البطل بناءً على نتيجة المباراتين.
***************************************************
الصفحة العاشرة
المرأة في النهضة العربية المعاصرة.. رائدات من لبنان والمشرق
غسان مخيبر*
يوفر كتاب "المرأة في النهضة العربية المعاصرة رائدات من لبنان والمشرق" للكاتبة والباحثة الدكتورة ليليان قربان عقل للقارئ بحثا في الجذور التاريخية للحركة النسوية ونضالها في لبنان والمشرق منذ العام 1858 وحتى العام 1928 عبر الصحافة والإنتاج الادبي.
وقد أضاءت الكاتبة والباحثة الدكتورة ليليان على هذا النضال الطويل الذي استغرق حوالي 150 سنة من أجل الحصول على حقوقها وحرياتها، ويظهر الحاجة الى تذكير المرأة العربية تحديداً والقراء العربيين عموماً، بما قدمته من تضحيات وانجازات لإطلاق حرية عملها وتثبيت حضورها الفاعل في المجتمع والدولة.
وقد عملت الكاتبة والباحثة الدكتورة ليليان على رسم صورة هذا النضال عبر الصحافة والكتابات والاصدارات المختلفة والنتاجات الأدبية، في زمن النهضة العربية المشرقية (ولا سيما عبر الصحافة النسوية)، وقد كانت هذه الصحافة مجال تحرك عدد كبير من المناضلات، وقد برز حضورهن الريادي رغم التحديات التي واجهتها آنذاك.
وقد قدمت الكاتبة والباحثة الدكتورة ليليان صورة شيقة وغير مألوفة لهذه الحقبة الزمنية، أوضحت مدى تفاعل هذه المناضلات الرائدات مع طروحات ذاك العصر ومستويات تمايزها عن الرجل في التفكير والإنتاج الادبي والحراك المجتمعي، بحيث اعطى هذا الكتاب صوراً بهية وغير مألوفة لدور المرأة كشريكة كاملة في بعث الفكر النهضوي في لبنان ومصر (بشكل رئيسي) والمشرق وسائر الدول العربية الأخرى.
وقد ركزت الكاتبة والباحثة الدكتورة ليليان على حدث هام في تلك الحقبة تمثل في انعقاد المؤتمر النسائي العام الاول في بيروت في نيسان 1928، كما استفاضت في اختصار سير ذاتية شيقة جدا لـ 75 من الرائدات العربيات (ومنها بشكل خاص اللبنانية والمصرية والسورية)، تضمنت مقتطفات من ادبهن، لاسيما من الإنتاج الشعري الجميل.
وقد أوضحت الكاتبة والباحثة الدكتورة ليليان موقع المرأة في ذلك الزمن من التحولات التاريخية والاجتماعية التي اثرت ببروز حركة النهضة العربية، والعوامل الرئيسية التي اثرت بها وتفاعلت معها النسوة المناضلات، بما فيه بروز الشعور بالقومية العربية (بمواجهة القومية التركية والعثمانية الإسلامية)، وانتشار التعليم لا سيما مع الارساليات الأوروبية والأميركية المسيحية، والاتصال الفكري والحضاري بالغرب، وانخراط النساء في الأطر التي تمكنت اليها سبيلا لعملها وحركتها، لا سيما من خلال الصحافة النسوية والمنتديات – الصالونات – الأدبية والفكرية التي ادارتها وحرّكتها المناضلات النسوية.
أدعوكم جميعاً إلى قراءة هذا الكتاب، لأن في فهم التاريخ الكثير من العبر التي يمكن أن تنير لنا طرق المستقبل. فإليكم في ما يلي بعض العبر التي استخلصتها من قراءتي للكتاب ومن تجربتي الخاصة في النضال من اجل حقوق الانسان ومن ضمنها حقوق المرأة:
أولا: يعلمنا التاريخ أهمية العمل التراكمي والصبر والعناد على المدى الطويل في المواضيع النهضوية الإصلاحية كمثل مسألة المساواة بين المرأة والرجل، وذلك على قاعدة مقولة "زرعوا (زرعن) فأكلنا ... نزرع فيأكلوا".
وبالعودة الى قضايا المرأة التي ناضلت من أجلها الرائدات الأولات، يمكن أن نلاحظ بأن الكثير منها قد تحقق، وبقي أيضا الكثير لنستمر في النضال من اجل تحقيقه: فلقد نجحت هؤلاء الرائدات الى حد كبير في اثارة ومواجهة آفات زمنهن، وكل زمان،
- لكسر عزلة المرأة الاجتماعية،
- وتأمين حقها بالتعليم
- ودخول معترك العمل في جميع المجالات
- ومواجهة الموروثات والمعتقدات الذكورية الشعبية الراسخة.
- وإلغاء جريمة الشرف
- وحيازة الحق في الانتخاب والترشّح
ويبقى الكثير علينا الاستمرار لتحقيقه من إصلاحات ومن تغيير ضروري، لا سيما بالنسبة الى المسائل التالية:
- تفعيل مشاركة المرأة في الحياة السياسية.
- الغاء جميع اشكال العنف ضد المرأة.
- المساواة في قوانين الأحوال الشخصية (بما فيه مسألة حماية القاصرات من الزواج المبكر).
- تطوير الفانون اللبناني لجهة منح المرأة الجنسية لأولادها
- الاستمرار في مواجهة الموروثات والمعتقدات الذكورية الشعبية الراسخة، والابعاد الدينية والمذهبية، او الثقافات التي تأخذ لبوس الدين وتتحجج به لإبقاء المرأة في حالة من اللامساواة. وقد لفتني مدى أهمية مسألة النقاب والحجاب في الزمن الذي تناوله الكتاب لا سيما في الأثر الكبير الذي ركته المناضلة النهضوية عنبرة سلام التي عبرت رمزيا عن نضالها من خلال إزالة النقاب عن وجهها.
ثانياً: يعلمنا التاريخ أهمية الدور التي يلعبه الافراد في النضال من اجل تطور الثقافة المجتمعية، دون اهمال ضرورة العمل المشترك الذي كان بدأ في "مؤتمر بيروت النسائي في العام 1928"
واستمر في مسار أدى الى مأسسة هذا النضال ضمن جمعيات ومؤسسات تزيد من زخمه، وقد تمثل في العدد الكبير للجمعيات التي نشأت بعد العام 1928.
وقد تكللت هذه الجهود في مأسسة النضال النسوي باتفاقية الأمم المتحدة لإلغاء جميع اشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) التي دخلت حيز التنفيذ في العام 1981 وآليات متابعتها وتنفيذها، وقد تفعلت في لبنان عبر تشكيل "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية" بقانون في العام 1998 وقد اعيد تعيين أعضائها الجدد في الاجتماع الأول للحكومة.
وبالعودة الى أهمية الدور الذي يلعبه الافراد في عمل الجماعات، لا بد من التأكيد على ان هذه القوانين والمؤسسات، ليست فعاله الا بقدر فعالية ونشاط المناضلات والمناضلين العاملين في سبيل تطبيقها الدفاع عنها وتعزيزها.
ثالثاً: يعلمنا التاريخ أهمية الدور الذي لعبتة وما زالت تلعبه المرأة في النضال من اجل تحقيق أهدافها، دون اهمال دور الرجل على أساس ان حقوق المرأة في المساواة وفي الغاء جميع اشكال التمييز ضدها هي مسألة تعني المجتمع برمته رجالا ونساء.
وقد ورد في الكتاب ذكر عدد من الرجال ساهموا في مساعدة الرائدات النسويات وفي النضال في سبيل قضاياها مثل بطرس البستاني في كتابه "تعليم النساء" الصادر في العام 1849 وقاسم امين في مجلة "المرأة الجديدة" الصادرة في العام 1901، واول صحيفة نسوية لبنانية في بيروت عام 1909 بفضل جرجي نقولا باز، نصير المرأة. وقد اعجبت بشكل خاص بقصة مجلة "مرآة الحسناء" التي أسسها في القاهرة سليم سركيس في العام 1896 وكتب تحت اسم مستعار نسوي هو "مريم مزهر". لذلك ادعو الكاتبة والباحثة ليليان ان تعمل على كتاب جديد يكون عنوانه ومضمونه "الرجال الرائدون في قضايا المرأة"!!.
لا بد لقضايا المرأة من ان تصل الى خواتيمها المرجوة في استمرار عمل السيدات المناضلات، على ان ينضم إليهن عدد أكبر أيضا من الرجال المناضلين لان قضايا المرأة هي قضايا اجتماعية وقانونية محقة.
كما ادعو المرأة في هذا العصر ان تبتعد هي أيضا عن الصورة النمطية الجديدة التي تسعى لان تحصر المرأة في مواضيع حقوقها بالذات او المسائل ذات الطابع الاجتماعي والعائلي والثقافي (كما في زمن رائدات النهضة)، لتنافس الرجل في جميع المواضيع الاقتصادية والقانونية والمالية والأمنية والسياسية.
وفي الختام، ان هذا الكتاب قصة كيف ان الحقوق، لا سيما في المساواة بين المرأة والرجل، ليست رفاهية او هبة تمنح، بل حق ينتزع بالنضال والإرادة، وضرورة لمستقبل اكثر عدالة وانصافا للجميع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كلمة المحامي والنائب السابق غسان مخيبر في ندوة بمعرض الكتاب في أنطلياس
"النهار العربي" – 18 آذار 2025
******************************************************
ليوبولد سيدار سنغور رمز الأدب والسياسة في أفريقيا الحديثة
فيلسوف في السلطة، وشاعر في قلب الدولة، هكذا شكّل ليوبولد سيدار سنغور بصمة عميقة في التاريخ الأفريقي والعالمي. كان شاعرا ومفكرا وسياسيا جمع بين الكلمة والسلطة، وسعى إلى دمج التقاليد الأفريقية بالقيم العالمية في مشروع حضاري متكامل، فهو مؤسس مفهوم "الزنوجة" وأول رئيس للسنغال المستقلة وعضو في الأكاديمية الفرنسية، كان جسرا بين التقاليد الأفريقية والحداثة العالمية ونموذجا فريدا من التعايش بين ثقافة القارة السمراء والفكر الغربي. طفولة مشبعة بالثقافتين الأفريقية والفرنسية. ولد ليوبولد سيدار سنغور في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1906 بمدينة جوال الصغيرة بالسنغال، ونشأ في بيئة مسيحية كاثوليكية ضمن مجتمع يغلب عليه الطابع الإسلامي، مما عزز لديه منذ الصغر حس الانفتاح والتعددية الثقافية.
تلقى تعليمه الأولي في السنغال، وأظهر نبوغا مبكرا مكنه من الحصول على منحة دراسية لمتابعة دراسته الثانوية في مدرسة فان فولان بدكار، والتي كانت من أبرز المؤسسات التعليمية في غرب أفريقيا الفرنسية آنذاك.
رحلة علمية نحو فرنسا
سافر سنغور إلى فرنسا عام 1928 لمواصلة دراسته في جامعة السوربون، لكنه التحق فيما بعد بمدرسة لويس لو غران المرموقة، والتقى بالمفكر المارتينيكي إيمي سيزير الذي أصبح شريكه الفكري في بلورة مفهوم "الزنوجة". واصل سنغور تفوقه الأكاديمي حتى نال شهادة التبريز في الآداب عام 1935، ليكون أول أفريقي من غرب أفريقيا الفرنسية يحقق هذا الإنجاز، مما فتح أمامه أبواب التدريس في فرنسا.
من القصيدة إلى كرسي الرئاسة
خلال الحرب العالمية الثانية انضم سنغور إلى الجيش الفرنسي، لكنه وقع في الأسر عام 1940 وأُرسل إلى معسكرات الاعتقال في ألمانيا. لم تمنعه ظروف الاعتقال من الكتابة، بل ألهمته لتأليف بعض من أهم قصائده التي عكست معاناته ورؤيته للعالم، وبعد إطلاق سراحه عام 1942 عاد إلى فرنسا واستأنف نشاطه الأكاديمي والسياسي. انتخب سنغور نائبا في الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1945، ليبدأ مسيرته السياسية الفعلية. عمل على تعزيز حقوق المستعمرات الأفريقية داخل النظام الفرنسي، وساهم في تطوير سياسات منح الحكم الذاتي، مما مهد الطريق لاستقلال العديد من الدول الأفريقية. وبعد استقلال السنغال عام 1960 أصبح أول رئيس للجمهورية، وظل في منصبه حتى 1980، وركز على بناء دولة حديثة تجمع بين التقاليد الأفريقية والإدارة العصرية، مع إيلاء اهتمام خاص بالتعليم والثقافة، ورفض الانغلاق الأيديولوجي، إيمانا بأهمية التعاون بين أفريقيا وفرنسا.
الزنوجة والهوية الأفريقية
يعد سنغور أحد المؤسسين الرئيسيين لحركة "الزنوجة" التي ظهرت رد فعل على سياسات الاستعمار الفرنسي التي حاولت طمس الهويات الأفريقية وفرض الهيمنة الثقافية الأوروبية. ودعا هذا المفهوم إلى استعادة الاعتزاز بالثقافة الأفريقية والتعبير عنها بحرية في الأدب والفنون والفكر السياسي.
وفي كتاباته سعى سنغور إلى إبراز القيم الجمالية والفلسفية للحضارة الأفريقية، رافضا النظرة الاستعمارية التي صورت أفريقيا قارة متخلفة تحتاج إلى الإنقاذ الأوروبي. وأصبحت "الزنوجة" مرجعا ثقافيا وسياسيا لحركات التحرر الأفريقية والكاريبية، وأسهمت في تشكيل هوية أفريقية حديثة متصالحة مع إرثها وتطلعاتها المستقبلية.
الشاعر في قلب الدولة
لم يكن سنغور مجرد رجل سياسة، بل كان قبل كل شيء شاعرا ومفكرا، امتزجت أشعاره بالروح الصوفية والتعبير العاطفي العميق، إذ استخدم الكلمات أداة للنضال الفكري والدفاع عن الهوية الأفريقية، وترك إرثا أدبيا غنيا، ومن أبرز أعماله:
"أغاني الظل" (1945): ديوان شعري يعكس تجربته في الحرب ومعاناته خلال الأسر. "إثيوبيا وأسوان" (1956): عمل أدبي يصور رؤيته للهوية الأفريقية وعلاقتها بالحضارة العالمية. "رسالة إلى الصديق الفرنسي": نص يعكس حوارا بين الثقافتين الأفريقية والفرنسية. آمن سنغور بأن الشعر ليس مجرد كلمات، بل قوة تحررية قادرة على إحداث تغيير عميق في المجتمعات عبر التأثير العاطفي والفكري.
السنوات الأخيرة والإرث الثقافي
بعد تقاعده من السياسة عام 1980 انتقل سنغور إلى فرنسا، حيث واصل الكتابة والبحث الفكري، وفي عام 1983 انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية، ليكون أول أفريقي يحظى بهذا الشرف، وهو اعتراف بدوره البارز في الأدب الفرنكوفوني.
توفي في 20 ديسمبر/كانون الأول 2001 عن عمر ناهز 95 عاما، لكنه ترك إرثا فكريا وسياسيا خالدا، ولا يزال تأثيره حاضرا في السنغال والعالم، إذ يحتفى به باعتباره رائدا في الفكر الأفريقي ومدافعا عن التعددية الثقافية ورمزا للمصالحة بين الهوية الأفريقية والانتماء العالمي. أثبت سنغور أن الأدب والسياسة يمكن أن يلتقيا في مشروع حضاري واحد، وأن الهوية الأفريقية ليست نقيضا للحداثة، بل هي جزء أصيل منها، وكما قال ذات مرة "الثقافة هي روح الأمة، وبدونها لا يمكن أن يكون هناك مستقبل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع "الجزيرة" – 19 آذار 2025
**************************************************
مثقف الحاضر ومثقف المستقبل
د. حسن مدن
لسلامة موسى مقال بعنوان: «سيكولوجية الرجل المثقف»، ولأول وهلة يتبادر إلى الأذهان أنه أراد أن يأخذ بأيدينا إلى العالم الداخلي، النفسي، للمثقف، لسبر أغوار هذا العالم وكشف ما فيه من نزوعات وتناقضات، ولن نقول إن سلامة موسى خيّب آمالنا في هذا التوقع، فكتاباته لا تخيّب الأمل أبداً، ولكن قراءة المقال لن تشبع فضولنا في بلوغ ما خلنا أننا سنبلغه بعد الانتهاء منه، حيث إن منحى المقال أقرب إلى سوسيولوجيا المثقف لا إلى سيكولوجيته، حيث انطلق موسى من احتفاء العواصم الأوروبية، يومها، بمرور خمسمئة عام على ميلاد ليوناردو دافينشي الذي لم يكن رساماً فقط وإنما كان ميكانيكياً ومخترع آلات، جمع بين العلوم والفنون وشغف بالموسيقى وألّف فيها ونظم الشعر، ليصبح نموذجاً للمثقف الشامل.
ودافينشي لم يكن فريداً في الجمع بين العلم والفن. ولمَ نذهب إلى الثقافات الأخرى؟ في ثقافتنا العربية الإسلامية عديد الأسماء التي جمعت بين الطب والفقه والفلسفة والعلوم، مثل الكندي وابن سينا والفارابي والرازي وغيرهم، فالموسوعية في المعارف وتعدد الاهتمامات كانت آية «المثقف» في ذلك الزمن، ونضع «المثقف» بين مزدوجين لأن المفردة لم تكن تقال في ذلك الزمن، وإنما أتتنا، كمفهوم، من سياقات ثقافية غربية، لاحقاً بعد أن عرّبناها.
خلص سلامة موسى إلى أن هناك شرطين لا بد للمثقف منهما، الأول: أن تتصل ثقافته بالمجتمع بحيث يربط تفكيره بما ينفع المجتمع ويرقى بأفراده، والثاني هو أن يطلب الشمول والعموم لا التخصص، ولا نرى أنه أراد لمثقف اليوم أن يكون مثل دافينشي متعدد التخصصات، وإنما أن يتوفر على رؤية فلسفية شاملة للكون وللمجتمع من حوله وهو يبدع في مجال إبداعه.
ولأننا قلنا إن ما أتى عليه الكاتب أقرب إلى «سوسيولوجيا المثقفين»، ذهبنا إلى كتاب يحمل هذا العنوان بالذات، وضعه أستاذ الفلسفة الفرنسي جرار ليكلرك وترجمه إلى العربية جورج كتوره، وفيه يعالج ثنائية أخرى غير ثنائية الشمول والتخصص، ألا وهي ثنائية الحاضر والمستقبل. ويتمحور الطرح حول ما إذا كان الأديب أو المفكر يكتب للحاضر أم للمستقبل، واستشهد وهو يسعى لتقريب فكرته بما قاله جان بول سارتر (1905 – 1980): «أن تكتب يعني أن تلتزم بالحاضر ومن أجل الحاضر»، فيما رأى آخرون بينهم حنة آرنت (1906 – 1975) وبول ريكور (1913 – 2005) أن وجهة الأثر الأدبي هي المستقبل أكثر مما هي نحو الحاضر. وضرب المؤلف مثلاً بالفيلسوف الألماني نيتشه الذي استسلم للعزلة وظل شبه مجهول طوال حياته، وبالمقارنة بين أعلام فكريين لعبوا دوراً مركزياً في النقاشات الفكرية في زمنهم، نجد أنه سرعان ما طواهم النسيان بعد موتهم، فيما ظل اسم نيتشه يرن في الأسماع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة "الخليج" – 21 آذار 2025
*************************************************
ياسمين لاري.. المعمارية التي رفضت جائزة إسرائيلية تضامناً مع غزة
رفضت المعمارية الحائزة على الميدالية الذهبية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين وأول معمارية امرأة في باكستان ياسمين لاري جائزة دولية إسرائيلية قيمتها 100 ألف دولار. في أحدث احتجاج للمبدعين على العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي خلّف حتى اليوم الأربعاء 49547 شهيداً و112719 مصاباً، في ظل وضع إنساني ومعيشي بالغ الصعوبة، وخرق من الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
ياسمين لاري ترفض العنف
رفضت ياسمين لاري المعروفة بمبانيها المستدامة والواعية اجتماعياً جائزة وولف من مؤسسة وولف الإسرائيلية بعد وقت قصير من إعلانها الأسبوع الماضي. وشكرت لاري المؤسسة على الجائزة، لكنها رفضت قبولها، كما رفضت قيمة الجائزة البالغة 100 ألف دولار أميركي، احتجاجاً على ما وصفتها بـ"الإبادة الجماعية المستمرة المؤسفة في غزة". وكتبت لاري: "لا أستطيع قبول الجائزة وقيمة الجائزة حتى من منظمة مستقلة عن الحكومة". وأضافت: "أرفض أي عنف من أي طرف في أي صراع، وقد قضيت معظم حياتي في مساعدة اللاجئين، وإن كانوا مهاجرين بسبب تغير المناخ، وغزة للأسف الآن واحدة من أسوأ حالات النزوح". أوردت صحيفة هآرتس العبرية أن لاري، في أول محادثة لها مع الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، رويت إينون بيرمان، قد قالت إنه سيكون من الصعب عليها الحضور إلى إسرائيل لاستلام الجائزة، كما رفضت استلام الجائزة في بلد آخر بعد التشاور مع عائلتها. وأفادت الصحيفة أيضاً بأن مؤسسة وولف حذفت اسم لاري من قائمة الفائزين لدى لجنة التحكيم بناءً على طلبها، مشيرة إلى "أسباب شخصية".
من هي ياسمين لاري؟
أول مهندسة معمارية باكستانية امرأة. تحولت من المشاريع التجارية البارزة إلى العمارة المستدامة والإنسانية.
رائدة في مجال الإسكان منخفض التكلفة والصديق للبيئة للمجتمعات المهمشة، وخاصة بعد الكوارث الطبيعية. من خلال مؤسسة التراث الباكستانية، شيدت لاري آلاف المنازل المقاومة للكوارث باستخدام مواد محلية وتقنيات تقليدية.
حازت لاري على جوائز مرموقة عدة، بما في ذلك جائزة جين درو والميدالية الذهبية الملكية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين.
جائزة يقودها محرّض على الإبادة
وتُمنح جائزة وولف للعلماء والفنانين "لإنجازاتهم في خدمة البشرية وتعزيز العلاقات الودية بين الشعوب". ويقودها الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، المتهم بالتحريض على الإبادة الجماعية في غزة. وقد توصل تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية إلى أن الاحتلال برتكب إبادة جماعية في غزة، في حين اتهمته لجنة من الخبراء مدعومة من الأمم المتحدة بارتكاب إبادة جماعية وعنف جنسي في القطاع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الحرف 28" – 19 آذار 2025
********************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
* جديد الشاعر سعد جاسم
صدرت للشاعر العراقي المغترب ( سعد جاسم) في الفترة الأخيرة ثلاثة دواوين وكتب شعرية جديدة , وكان الديوان الأول يحمل عنوان :
(بلاد الله والأمهات). وقد صدر عن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين- المركز العام/ بغداد . اما الديوان الثاني، فعنوانه : ( رأيتُ كلَّ شيء ) وقد صدرَ عن دار الشؤون الثقافية العراقية العامة . اما الديوان الثالث، فهو كتاب من شعر الهايكو، وعنوانه : ( العالم هايكو ) ، وقد صدر عن دار ( اللوتس ) المصرية في القاهرة.. والقادم أجمل.
* من أوراق المسافر السرية/ قصص حسين محمد شريف. اصدار: دار السرد- بغداد.
* فن ترميم الأجزاء المكسورة/ تأليف كارل ليفا فيرير، ترجمه عن الاسبانية حسين نهابة، اصدار: دار ابجد- بابل.
********************************************
من أجل تفعيل دور مسرحنا وبناء الشخصية الإيجابية
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
أسئلة من قبيل لماذا مثل هذه المهام الكبرى التي نضعها على عاتق المسرح وعناصره؛ وهي أسئلة باتت كلاسية بسبب من توافر إجابات جدية كبيرة، منها أن المسرح لا يقف عند تحفيز الخيال الإبداعي المُنتِج وطاقة التفكير النقدي عند جمهور الفرجة ولا كونه قادراً على تشخيص مشكلات المجتمع الإنساني وحركة متغيراته وصراعاته وإنما أيضا وبصورة فاعلة مؤثرة الحفر عميقا في الإنسان وذهنيته وعقله ومنطقه ومنهجه في الحياة بما يمكّنه [الإنسان] من التدرّب على النظام واحترام القوانين والأعراف التي يمتلكها وتبادل الاحترام مع الآخر انطلاقا من عمق الاعتبار للوجود الجمعي المشترك، ما يدعم معالجة مختلف القضايا الاجتماعية والأخلاقية بالمعنى الأوسع للمصطلح بما يوفر فرص اقتراح البدائل والحلول.
والمسرح بهذا المعنى ليس مجرد وسيلة ترفيه مفرغة من المعاني والأهداف السامية للوجود الإنساني، بل هو سيد الفنون بما يمتد ليجسد قضايا الحياة الإنسانية باختلاف مستوياتها وأنماطها، اجتماعية، سياسية ثقافية وغيرها. والمسرح يسلّط الضوء على تلك القضايا بتنوعها من اجتماعية وثقافية وسياسية بما يجذب جمهور الفرجة تحديداً نحو التفكر والتدبر ومن ثمّ النهوض بالفعل الإنساني حيث يدعم ولادة الإلهام وإنتاج الرؤية الأنجع للعيش والتعامل مع عالم أو بيئة يحياها الإنسان..
في ضوء مجمل ما أوردناه هنا فإننا نجد أنّ المسرح في العراق الذي ناهز عمره القرن ونصف القرن تقريباً؛ قد تأصَّل وامتلك خبرات عمل و صِلاتٍ استطاعت أن تصنع جمهور الفرجة بكل ما يعنيه المصطلح من الروح الجمعي للجمهور وامتلاك الخصائص النوعية بخاصة منها الانتماء لمجتمع الحداثة المعاصر ومنطقه المتمدن ونهجه التنويري..
وعلى الرغم من تراجعات بميادين السياسة وخطابها وبميادين الشؤون الاجتماعية حيث الالتفاف على مستويات التقدم والتفتح وكل ما فُرِض قهريا من قيم التخلف ومنطق الخرافة أو لا منطق الأضاليل وأباطيلها في السنوات العجاف الأخيرة إلا أنّ أجيالا متقدمة بروحها التنويري ما زالت متمسكة بما توصلت إليه وإن تم تقييدها بأصفاد وأغلال لعبودية أو سطوة ما يزعم تمثيل (العصمة) المطلقة للدين السياسي ونهج الخرافة وإفرازاته!
لهذا السبب مازالت المهمة تكمن في إعلاء دور المسرح في استعادة خطاب التنوير والتمدن وقيم الحركة الديموقراطية التقدمية اجتماعيا سياسيا..
لقد أدركت قوى الاضطهاد تلك الحقيقة لهذا السبب حولت تلك المباني المسرحية وصالاتها إلى مخازن أو أماكن مختلفة التنميط والاستثمار؛ وصل ببعضها الحال إلى أن تكون خرائب تُرمى عليها الأنقاض والنفايات كما حدث مع مسرح بغداد لسنوات طوال عجاف..
واستهدفت تلك القوى كل من يُعنى بصالات المسرح والسينما وعرقلت أية محاولة لإحيائهما أو إيجاد بدائل لها.. وهي في المرحلة الراهنة تتخذ من أساليب جديدة وسائل إقصاء وقطع الطريق على المسرح بطريقة لم تعد تقف عند حدود تخريب مباني المسرح ولكن هذه المرة، عرقلت احتفالياته وقدرة إنتاج أي عمل مسرحي أو اختلاق العراقيل لتشويه إنتاجه بالصورة المؤملة لنضج ما يمكن أن يلعبه من دور..
وربما بين التعمُّد وبين الالتباس ظهرت علينا أنماط ترتدي لبوس المسرح بمسميات تتلحَّف المنظومة القيمية للدين السياسي ولبطولة شخصيات بعينها على أساس تحميلها رموز العصرنة والحداثة ولكنها بالمحصلة تقع فريسة شكلانية لا تُنتِج سوى دعم المسار العام للتراجعات بمستوياتها الفكرية: سياسية منها واجتماعية ما يأسر المجتمع خلف تلك الخزعبلات واشتغالاتها.
لذا بات على المسرح العراقي في يومنا أن ينعتق من اللعبة ومؤشرات آليات اشتغالها لينهض بمهامه التنويرية وهي مهام أدخل في الأنسنة والتمدن الذي بدأ مع مجتمع المدينة ودولتها ليواصل مشواره حتى مراحل عصرنا ومنطق الحداثة فيه..
والعراق اليوم بحاجة للمعالجات الجمالية التي عُؤِف بها المسرح لقضاياه وما أكثرها سوى أننا بحاجة للجرأة والشجاعة وإقدام مبدعاتنا ومبدعينا على التناول وكشف المستور الذي يتخبأ خلف أردية الادعاءات والمزاعم وكأن شيئا لا يحدث لكن المسرح قادر على التحدي وتقديم ما يراه من معالجات بحرية واستقلالية وسلامة موضوعية..
فهل سنجد أنفسنا اليوم بمنطقة العمل الإبداعي الجمالي للمسرح وبمضامينه المعروفة أم سنبقى بمنطقة الابتزاز والتراجع لصالح سطوة خطاب الخرافة وما فرضته وتفرضه من خطاب مشوه!؟
ثقتي وطيدة بأن مسارح المقهى والبيت والشارع وكل تلك الأنماط المفتوحة ستتمكن من توفير تراكمات كمية لتحول نوعي يتناسب وطاقة تمسك المجتمع بإنسانيته وبحقوقه في معالجة شؤونه بعيدا عن رغبات الاستغلال وقواه أيا كان ما ترتديه وتزعم التعبير عنه..
فلنشرع في استعادة تجمعاتنا المسرحية من فرق إبداعية وجمعيات ومنظمات وروابط للكتابة والأداء وللحركة النقدية ولمعاهد وكليات الدراسة والتدريب سواء منها المرتبطة بالتعليم ومنه التعليم العالي أم المرتبطة بالحركة الإبداعية حيث العمل بوصفه منصة من منصات التمكين والتدريب والدراسة..
ولنشرع في الاشتغال بتمكين التخصصات العاملة في ميادين المسرح من فرص التشكّل ومنها جمعيات أكاديمية وغيرها المهنية الإبداعية ولنضع جوائز باسم الحراك الشعبي من قواعد العاملات والعاملين في ميادين المسرح بلا رتوش أو قيود أو نظرات سلبية مسبقة.. لعل جوائز الجمهور واستفتائه والنقاد والناشطات والنشاطين بالميدان هي أول تلك المهام..
أما الاسترخاء خلف ما قد يبدو أنه متاح فإنّ فرص استثماره ستكون إيجابية فقط عندما لا نسمح بتجيير المتاح للسلطة أيا كان مسارها لأن الإبداع ليس مأسورا لسلطة سوى سلطة المنظومة الإبداعية نفسها وأدوارها الجمالية والمضمونية..
ولهذي المعالجة تحية تتوقف عندها لكل مبدعات ومبدعي مسرحنا العراقي بتنوعات لغاته وتعبيراته وارتباطه بالتعدد والتنوع في مجتمعنا العراقي المعاصر..
**********************************************
الرواية البوليسية الشبابية/ نهوض جديد
د. سمير الخليل
تمثل رواية (رقصة تحت ظل فراشة) للروائي عمار نزار تجربة شبابية في كتابة الرواية البوليسية القصيرة لما أنطوت عليه من غموض وجرائم وصراع خفي بين الشخصيّات ممّا جعل السرد يكتسب ملامح وتوّجهات التشويق، والإثارة واستقطاب المتلقي لمتابعة خيوط وأبعاد الأحداث والشخصيّات لمعرفة الحقيقة الكاملة التي يؤجّلها الكاتب لخلق حالة من التشويق والتتبع والسير مع مسارات الغموض والغرابة التي مثلّت أحد خصائص هذه السردية البوليسية.
انطلاقاً من هذه المعطيات والتوصيفات فإن العمل البوليسي ينطوي على دقة، وترتيب على مستوى الحبكة والبداية والذروة والنهاية، وعلى مستوى تقديم الشخصيّات والإيهام بها، وخلق حالة من القلق واللبس والشكوك والبحث عن القاتل أو المجرم الحقيقي وسط هذا الصراع والإيهام واختلاط المواقف والنيّات، ولعلّ هذا النمط من الروايات يتطلّب بطبيعة الحال القدرة على نسج الحبكة وتعميق مسار الفعل البوليسي والأجواء التي تثير الخوف والتوّجس والقلق فضلاً عن التمكّن من رسم تراتبية السرد وعدم الكشف المبكّر عن أيّة معلومة تضيء وتكشف الأسرار، فتوافر الأحداث البوليسية والغموض والأسرار وإثارة ذهن المتلقي، وتوافر التشويق والجذب، وطريقة تقديم الأحداث والشخصيّات وتواتر الأحداث المثيرة كلّها ترتبط بخصائص البناء الفني للسرد البوليسي الذي يختلف اختلافاً كلّياً عن أنماط السرد الأخرى.
إنَّ الشكل الفني والبناء الروائي يتحول إلى دال ومدلول، أي أن الموضوع أو الثيمة تتجسّد من خلال البنية السرديّة ويصبح الشكل والمضمون في توحّد وتناغم يعبّر كلّ منهما عن الآخر، وهذا يكشف عن أهميّة ومركزيّة البنية الفنيّة أساساً، ومن ثم يفكر الكاتب بملء فضائها بما يؤيد التركيز أو التوكيد عليه من قيم وأفكار ودلالات، وبما يجعل الرواية البوليسية لا تخلو من تلك السمات، وثيمات انسانية تسهم في الكشف عن الواقع المأزوم والصراع البراغماتي، والاجتماعي والسايكولوجي والطبقي بين الشخصيّات ويصبح المعنى المتوخّى كامناً وراء سلسلة من الجرائم والصراعات وأفعال الشر لكي يكشف العمل في نهاية المطاف عن ثنائية الخير والشر، وغالباً ما يرتكز الروائي البوليسي على قاعدة العدالة الشاعرية حين يتعرض الأشرار للعقاب وينال الأخيار الموقف الإنساني وعمل الخير والسلوك السوي، وعلى وفق هذا المنحى نلحظ أن السرد البوليسي يقوم على تمركز الصراع بين الأخيار والأشرار، وعلى الرغم من قلة تجارب وتوّجهات الكتابة البوليسية في الأدب العربي عموماً، لكنّها بدت في المرحلة الأخيرة تجد من يقصدها ويختارها ويوظفها، بسبب أنّ مأزوميّة الواقع المعاصر تنطوي على غموض وتأزّم وشرور تجعل الكاتب يميل إلى توظيف النسق البوليسي في الكشف عن الاختلال والنكوص والزيف.
ولعلّ هذه التوجهات هي التي تجعل السرد البوليسي ليس مجرّد تسلية ومعالجة سطحية ومساحة لحلّ الألغاز، ولعبة للغموض المجرّد، بل حتى أعمال (أجاثا كريستي) لا تخلو من إدانة للشر والكشف عن الواقع الملتبس والتركيز على أن الشر لابُدَّ أن يندحر، ويتحقق العدل، ويسود الأمن، وإن كشف الجريمة يؤكد قاعدة انعدام فكرة الجريمة الكاملة وانعدام استمرار الشر المطلق.
قدمنا هذا الإستهلال كمهاد أول قبل تناول أو تحقيق مقاربة تحليلية للرواية التي استخدم الكاتب لمسة أو (ميكانزم) الإيهام في (بنية العنوان) بوصفه الدال المركزي أو الإضاءة الأولى فقد أوهمنا العنوان بنسقه ومدلوله الشاعري، وكأنه عنوان لمجموعة شعرية، وليس لرواية بوليسية قصيرة، وقد عكس صورة شعرية مضمّخة بروح رومانسية، وخيال جامح من خلال الاقتران الدلالي الشاعري بين الفراشة والرقصة، والظلال التي بينهما، مع ملاحظة الخطأ في كتابة مفردة (الظل) بصيغة (الضل) في العناوين الداخلية، والفرق على مستوى المعنى يختلف بين المفردتين بطبيعة الحال. والكشف عن الاشتغال وترسيخ الأجواء البوليسية، بدأت الرواية باستهلال يجسّد حركة هروب، وترقّب ومطاردة تعلنها الشخصيّة الرئيسية في الرواية متمثلة بـ(أنس) وتجسّد أجواء الخوف والحركة والغموض لجذب انتباه المتلّقي منذ البدء، "انطلق بخوف.. القدمان تركضان بتآزر متواصل مع ايقاع شهيق مسموع الأنفاس، تتسابق مع نبضات قلبه المتسارعة، يبدو الزمن قد كسرت عقاربه وتلاشى في بعد غير محدّد، مشهد غمره طقس غريب، عندما اختلطت الأمطار بجريان التفكير، وهمسات المطر تندمج مع همهمات الريح، باغتته نفسه في لحظة غفلة، وأعصابه الخائفة تسبقه". (الرواية: 5).
وتتكشف ببطء ملامح اللوحة التفاصيلية سيرورة الأحداث، وتكشف من خلالها طبيعة الشخصيّات المحيطة بـ(أنس) الذي يعيش في قصر كبير في حي اليرموك في بغداد معزولاً في غرفة في الطابق الثاني لا يدخل عليه سوى (جيهان) زوجة أبيه (عبد الله) إنها هي الوحيدة التي ترعاه، وتقوم بحقنه بعلاج لمرضه الجلدي الغامض، وليس في هذا القصر الكبير سواهما، وخادمة وفلاّح يرعى الحديقة.
*************************************************
قصة قصيرة.. الإسطبل الأخضر
محمد إسماعيل
غَرِقتْ في بحر حب محيط.. مساءً، وقيل قبل أو بعد العصر، بفارق ستارة أو حجارتين، بين سطحي دار أهلها وإبن الجيران! فكّرتْ به؛ فتورد وجهها من الوريد الى الوريد، وإنتعشت وجنتاها، وشج قلبها نسغ كهرباء سارية.. توارب.. من البلعوم الى أسفل الرئتين اللتين تتنفسان تحت أمواج البحر.
موت عذري يطبق على أنفاسها.. مساءً قيل أو قبل العصر وبعده تحت ماء البحر، وقوات حفظ السلام توجر بقمع الشعب.. قسوة مفرطة، بينما المعارضة تحتج: سنقاوم.
والجيش يغار في ثكناته من قصص حب تحت هاجس الإنذار (ج) وهما يختليان بعشق تدنسه قبلات بريئة وخدر يدلهما.. رويداً رويداً الى مواضع اللذة على جدران الاسطبل وحافتي الصخرتين... تهاوت في درك الليل قبل أن يشتد ظلامه، وهو يرتشف جمالها قطرة قطرة وحبة حبة وفياغرا عسكرية إخترقت ساترها الحربي ومصدات موضعها القتالي وإنثنت... جموع تزحف وجبناء يتخاذلون هرباً الى عمق المدينة يلوذون بالنساء والأطفال من وهنهم عن ملاقاة العدو... إحتضنته فذابت فيه وقد أزفت صخرتان يخبئان شهوتهما وراء جلمودها، الـ... شجعان يقلمون أظافر الصمت، و... آذان العشاء يصيح:
حيَّ على القتال.
هما لا يتبادلان الهوى في ظل صخرتين مكشوفتين للسماء، إنما في إصطبل أخضر شاهداه خلال العطلة الصيفية، ضمن أفلام كارتون، فأحباه.. كلاهما ينتظر الآخر في الاسطبل وخلف الصخرتين والعسكر يقاتل:
إذا أنتَ جئت قبلي تنتظرني ريثما أجيء وإذا آنه جئت قبلك أنتظرك ريثما تجيء
إذا أنتِ جئتِ قبلي تنتظرينني ريثما أجيء وإذا آنه جئت قبلكِ أنتظرك ريثما تجيئين.
بوسة.
إحتل الدهاة إسطبلاً، فخورين بتفجير صخرتين؛ فتلاشت جثتان شبقتان لم يفصم عراهما الموت... لتبتدئ قصة "الاسطبل الأخضر" ويداهمني الحمّام على عجل.
عدت من الـ... حمّام، الى فتاة تلهو مع حبيبها، ولم تعد ستارتا بيتيهما كافيتان، حيث إعتادا أن يختليا بفيض اللذة من سطحي داريهما الى إصطبل أخضر بين جلمودتين حطهما الحب من فضاءات العشق الى الحرب، وأذاع الإعلام سر أشلاء شهوتين، وإحترب أهلاهما، في بيان إحتجاج عالمي من منظمات إنسانية، بثته الإذاعات والفضائيات ووكالات الأنباء والمواقع والصحف:
واجهت قوات حفظ السلام الشعب بفظاعة، مستخدمة القسوة المفرطة بسلاح فتاك رداً على مطالبة الشعب بـ...
بكت أمها بين النسوان:
بنتي شريفة
وقال أبوه:
طفلان يلهوان
*******************************************************
بطاقة حب اليك ايها الحزب الشيوعي
ناصر الثعالبي
كما الارض تمتص زلزالها
تسير بعمق الجراح
وتنبت في شقها ياسمينا
لأنك من صلب مطرقة الكد جئت
ومن تعب الكادحينا
حميناك من كل نازلة من حروب الطغاة
وعانقنا النصر أنى مشينا
وعشناك في القلب بين الضلوع
وكنت وفيا ونحن وفينا
اذا ما تعثر يوما مسير
ركبنا متون الخطوب اذا سرت فينا
فان قوافلنا لن تضيع
وحادي الرفاق امينا
سلام عليك .. على كل حرف
هدى للجموع اليقينا
سلام على كل شيخ عنيد
نقبل منه الجبينا
على امرأة من شعاع الشموس
عزيمتها لن تلينا
سلام على فتية يصعدون السماء
الى المجد في دربنا سائرينا
سلام على من يسير بدرب الشموخ
ويعلن انا هنا ما بقينا
***************************************************
تسعون عاماً والمضاف الواحد
حسينة بنيان
لم يعلموا أنت الرقيب الماجد
لم يعلموا ذاك القرار اذا تلا
فوق المشانق أُمةً فهدٌ علا
لم يعرفوا فهداً بماذا أقبلا
الاغبياء الساقطون
المارقون المجحفون
الخائفون من السنا
لو ترتدي
أسم الشيوعيّ النديّ
نهرٌ تمادى للحياة ويعتلي
تاج النضال السرمدي
لم يعتدِ
يوماً ولا
لم يقتدِ
بالناهبين الحارقين
دم الشعوب
ويفتدي
شعباً كريماً صامداً.. لم يعتدْ
تلك المبادئ شنّها
منذُ الطريق الاوحدِ
مذ خطّهُ فهدٌ..مدى
حتى وأن ذاق الردى
حيّاً ستبقى..أجودا
ياحزب يامهداً غدا
للمقبلين النابضين
بعشق وادي الرافدين
والكلُّ خلفك يعلمون
من أنت حتى يحذرون
ياقائماً فوق العيون
هذي جراحك صامدة
تسعون عاماً بعدها
تسري السنون..
حتى يُكللّها الهدى
نحو السعادةِ للربوع
ويشيعُ أسمك أذ يشيع
ياصاحب السدِّ المنيع
علمٌ يرفرف ..رايةً
تدعو الجميع
عش هكذا... عش قائداً
رغم الزوابع والصقيع
ومع الربيع
***********************************************
الصفحة الثانية عشر
في ضيافة «بيتنا الثقافي» يوسف أبو الفوز يوقّع {بعيدا عن البنادق}
بغداد – طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت الماضي، الكاتب النصير يوسف أبو الفوز، الذي وقّع كتابه الجديد الموسوم "بعيدا عن البنادق" وتحدث عن الحياة الثقافية في حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين، في جلسة حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي ورئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب الناقد علي حسن الفواز وجمع من الشيوعيين وأصدقائهم.
الجلسة التي نُظمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارتها الإعلامية الشابة مآب عامر. فيما استهلها أبو الفوز بالحديث عن ملامح حركة الأنصار الشيوعيين، والظروف الصعبة القاسية التي عاشها الأنصار. حيث حملوا السلاح لمقارعة أشرس دكتاتورية عرفتها المنطقة، مؤكدا أنه بالرغم من عدم توازن القوى، إلا أن الحركة سجلت مآثر بطولية في التصدي للنظام الفاشي.
ولفت إلى ان الأنصار لم يكونوا حمَلة سلاح فقط، بل كانوا منتجي ثقافة مقاومة تحدت عسف النظام الشمولي وسمت نحو آفاق إنسانية. ثم تحدث بالتفاصيل عن ظروف حياة الأنصار وسعيهم إلى تذليل الصعوبات واستثمار الممكن من أجل إنتاج قيم ثقافية في الشعر والقصة، والمسرح، والتشكيل، والغناء.
بعدها استعرض كتابه الجديد "بعيدا عن البنادق"، مبينا أنه مجموعة قصصية تتضمن مراجعة إنسانية لحياة الأنصار بعد ان تركوا الجبل، وترصد حياتهم بعيدا عن القرى والبنادق وهم يعيشون حياة مدنية، وتعكس طموحاتهم وهمومهم وذكرياتهم وخيباتهم.
وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات أشادوا فيها بالحركة الأنصارية وبمسيرة ونشاط الكاتب الضيف.
وفي الختام، قدمت الشاعرة رفاه الامامي باقة ورد للكاتب أبو الفوز، باسم اصدقائه في الدراسة الجامعية. فيما سلمه الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير باسم المنتدى.
*****************************************************
نحو المعرض التشكيلي السنوي
تتوجه لجنة احتفالات الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، التي حلت يوم 31 آذار الماضي، بالدعوة إلى الفنانين التشكيليين في محافظات العراق كافة، للمشاركة في المعرض السنوي لأعمال الرسم والنحت والخزف، الذي يقام على شرف الذكرى واحتفالا بها.
سيفتتح المعرض هذه السنة يوم 26 نيسان الجاري، على قاعة كولبنكيان في بغداد. ونتطلع إلى مشاركة واسعة فيه من جانب فنانينا التشكيليين، راجينهم تسليم أعمالهم إلى الإدارة في مقر الحزب بساحة الأندلس في بغداد حتى يوم 21 نيسان الحالي.
*************************************
يوميات
- يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد بعد غد السبت، الكاتب والمفكر ضياء الشكرجي، ليلقي محاضرة بعنوان "الاخفاقات في العملية السياسية.. أسبابها وسبل معالجتها".
تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
- يضيّف نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، بعد غد السبت الشاعرين محمد السويدي ونضال العياش من محافظة صلاح الدين، يُرافقهما نقديا د. سعد جرجيس. كما يضيف من الديوانية الشاعرين قاسم العابدي وعبد الله النائلي، يرافقهما نقديا د. رحمن غركان، وذلك في جلسة شعرية – نقدية.
تبدأ الجلسة التي سيديرها الشاعر خالد الحسن، في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
*********************************************
أما بعد .. كنز معرفي
منى سعيد
على هامش الندوة التي عقدتها لجنة العلاقات الدولية للحزب الشيوعي العراقي قبل اشهر في فندق المنصور ميليا ببغداد، وتحدث فيها السفير الصيني، أهداني أستاذ الفلسفة الزميل الصحفي طه جزاع كتابه "الصين .. مخالب التنين الناعمة" الذي نفدت طبعته الأولى من الأسواق وفي النية اصدار طبعة ثانية.
وأنا في الحقيقة لم أقرأه فورا، لاعتقادي أنه يركز على القضايا السياسية أو الاقتصادية المتخصصة، لكنني اكتشفت قبل أيام كنزا معرفيا هائلا في هذا الكتاب، الذي يضم إلى جانب المعلومات السياسية والاقتصادية أفكارا فلسفية عميقة، ومعلومات تاريخية وأدبية وفنية وحتى موسيقية. ولا يزيد حجم الكتاب عن 255 صفحة وهو من منشورات دار دجلة الأكاديمية البغدادية.
وهو يركز بدءاَ على أهمية الصين سياسيا واقتصاديا، فبحسب المعلومات المتوفرة ستكون البلد الأول عالميا في العام 2030 ، الأمر الذي يثير مشكلات وإشكاليات في النظام الدولي القائم، وخصوصا مع الولايات المتحدة ، وقد يفتح صراعا على مستوى العالم ككل..
اشتغل الدكتور جزاع على الكتاب أيام جائحة كورونا مطلع 2020، حين تزايدت حدة التوتر بين الصين والولايات المتحدة، كل يرمي سبب تفشي المرض على كاهل الآخر، بين مدينة يوهان الصينية ومختبرات البحوث الأمريكي. وخلال عزلة الكاتب مثل بقية أفراد الكون كله، لجأ الى استذكار الكتب الخالدة التي تناولت حقبا زمنية مهمة ومفصلية حاسمة في تاريخ البشرية، مثل رواية " الساعة الخامسة والعشرون" لقسطنطين جيورجيو التي صدرت في العام1949 وتضمنت رؤى مستقبلية متشائمة للعالم المادي، وتفوق الآلة على الإنسان حتى يتحول إلى عبد لها، وازدياد قسوة الإنسان وظلمه لأخيه في الإنسانية، وخلوصه إلى ما سيحل بالحضارة الأوربية من فناء ودمار، بعد تخليها عن احترام أقانيم الرموز الثلاثة: الإنسان والجمال والحق.
وعلى مستوى راقٍ يورد الكتاب معلومات غريبة عن طريقة تفكير الجنس الأصفر، أصحاب التنين الأحمر الذين يشكلون ربع البشرية، سواء في الصين بتعدادها السكاني المليار وخمسمائة مليون نسمة، أو في اكثرياتهم أو أقلياتهم الموزعة في دول آسيوية وأفريقية وأوروبية وحتى في أمريكا، إذ يبلغ تعدادها أربعة ملايين نسمة، جميعهم تجنسوا بجنسيات تلك الدول مع احتفاظهم بطباعهم وتقاليدهم. ويوضح الكتاب بعضا من سمات الصيني الهادئ الصبور جداً، قاصاً حكاية طريفة عن دعوة الصحفي المعروف محمد حسنين هيكل للعشاء من قبل " وولين شي"، المسؤول عن تحرير صحيفة الشعب كبرى الصحف الصينية، مشيراً الى سبب من أسباب المعجزة الصينية كما اسماها، والمتمثل في أن لاشيء في الصين " فاقداً أو عادماً أو ضائعاً"، حيث كتب: دعاني " وولن شي" إلى عشاء ذات ليلة في مطعم " بطة بكين" الشهير. كان العشاء سبعة أطباق من بطة واحدة! خمس قطع مختارة باردة من البطة في أول طبق، كبد البطة مقلياً في طبق ثان، إضلاع البطة بالصلصة في طبق ثالث، قلب البطة في قطع صغيرة محمرة في طبق رابع، لسان البطة وأمعاؤها والبنكرياس مطبوخة مع الخضر في طبق خامس ، جسم البطة ، وهو الطبق الرئيسي ، مشوياً في طبق سادس، عظام البطة مسلوقة في طبق حساء النهاية وهو الطبق السابع. وحين قال هيكل لمضيفه " لم يتبق من البطة غير ريشها وأرجو أن لا نأكله؟ أجابه بجد: " لا، المطعم يبيع ريش البط لإغراض صناعية!"
*******************************************************
بمشاركة أكثر من 350 دار نشر افتتاح معرض أربيل الدولي للكتاب
متابعة – طريق الشعب
افتتح زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، صباح أمس الأربعاء، معرض أربيل الدولي للكتاب بدورته الـ17، والذي تقيمه "مؤسسة المدى" للثقافة والفنون.
المعرض الذي يُقام على أرض "معرض أربيل الدولي – بارك سامي عبد الرحمن"، والذي يستمر حتى يوم 19 نيسان، شاركت فيه قرابة 350 دار نشر عربية وأجنبية، توزعت على مساحة أكثر من 20 ألف متر مربع.
وحملت دورة هذا العام عنوان "العالم يتكلّم كردي"، احتفاءً باللغة الكردية وبحركة الترجمة الواسعة التي شهدتها الأعوام الاخيرة، فضلا عن اعتمادها ضمن اللغات الأساسية في محرك البحث العالمي "غوغل".
ويتضمّن البرنامج الثقافي للمعرض ندوات فكرية وجلسات حوارية وثقافية عن الترجمة واللغة، يشارك فيها مثقفون واختصاصيون كرد وعرب وأجانب. كما تُنظم ورشات عن واقع الكتاب وتطوير صناعة النشر بالتنسيق مع "جمعية الناشرين والكتبيين" في العراق. وتقام أيضا حفلات موسيقية وأُمسيات شعرية، وحفلات توقيع لكتب جديدة بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب.
ويضيّف المعرض عدداً من الكتّاب والفنّانين، من بينهم الروائي المصري محمد سلماوي، والكاتب والصحافي المصري عماد الدين حسين، والممثل السوري جمال سليمان، والشاعر اللبناني عبده وازن، والروائية السعودية بدرية البشر.
ويفتتح المعرض يوميا من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء.
**************************************************
رشيد الخيون يفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب
متابعة – طريق الشعب
فاز الكاتب والباحث العراقي رشيد الخيون بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2025 - فرع تحقيق المخطوطات، وذلك عن تحقيقه كتاب "أخبار النساء" لمؤلفه الأمير أسامة بن منقذ، المتوفى عام 584 للهجرة.
وتُعدّ نسخة المخطوط المحقق نادرة وفريدة في العالم. وكان قد أصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وهو المركز المالك للمخطوط والمُكلَّف بتحقيقه. ويقول عنه إنّه "كتاب صاغه مؤلّفه بأسلوب أدبي رشيق، ذكر فيه النّساء وأوصافهن وفضائلهنَّ ونوادر حكاياتهنّ، من معارفه الموسوعية، ما جعله قطعةً أدبيةً بديعة".
وقبل نحو ثلاث سنوات، كلّف المركز الخيون بتحقيق الكتاب ودراسته. فيما وصف التحقيق بعد صدوره بأنه "علمي رفيع المستوى. حيث أظهر المحقق فهماً عميقاً للنص وأصالته التاريخية".
وعن الكتاب، يقول الخيون أنه "فريد بعنوانه، وبموضوعاته، جمع سيَراً وأدباً وشعراً، الأمهات منهن والأخوات والبنات، بعد أن اعتُبر من الكتب المفقودة".
ويشير في منشور سابق له على فيسبوك، انه "لولا الصّدفة التي شاءت أن يعرضه أحد باعة الأوراق القديمة، على مالكه الأول، لربّما راح مستعملاً مِن قِبل البقالين. وكمْ مِن كتب تلفت في الدكاكين للجهل بها، فكان يُصيب الكتب، التي ضمّتها خزائن مكتبات الملوك والوزراء الأقدمين، ما يصيبهم مِن عوادي الزمان".
************************************************
قف.. محميّات
عبد المنعم الأعسم
وزير سابق كتب على حسابه المعلن على الفيسبوك ان ثلاث سلع ارتفع مناسيب اسعارها في الاسواق خارج الانضباط، وفوق ما هو متوقع، هي (انتباه) المخدرات. الدعارة. المناصب السياسية.. لكن المهم في ما كتب الوزير (انتباه 2) ان هذه السلع محمية، ما اعاد الذاكرة الى سلسلة الفضائح التي بحّ صوت الحبر وهو يصرخ ويحتج ويشير الى "الحماة" وبعضهم مصنفون على الحلقة الصغيرة التي تدير اقدار الدولة والسياسات ودور العبادة، ولا حاجة للتذكير بالقبض على ابن محافظ يحمل رتبة عسكرية كان رأس عمليات تهريب وترويج المخدرات، حيث حُكم عليه ثم اُطلق سراحه.
ما يلفت النظر في هذا الردح هو السوق الناشط هذه الايام ونعني به سوق المنصب السياسي الذي تُعرض فيه عناوين المراكز الحكومية واسعارها، ومديات إشغالها (مدة الخدمة!!) ودليل ذلك ما يُنشر من عصيانات البعض من الوزراء ومسؤولي مجالس المحافظات وتمردهم على قرارات إبعادهم، بعد التصويت على فشلهم وفسادهم، وما يصدعنا من روائح خانقة، وقذارات، عن صفقات تسوية تتدخل فيها التكيات الرئيسة للدولة، مع تسريبات عن هدايات وأموال عابرة للمليارات.. فيما يجري الحديث الان (انتباه 3) عن قلق في سوق السلع المحمية الثلاث.. لا من القضاء، بل من القدر.
*قالوا:
"إبتسمْ.. فالقدر يبدع في تصفيات الحساب".
توم جود. بطل عناقيد الغضب. رواية شتاينبك
**************************************************
كتب ومسابقات حساب ذهني الفاو تحتضن {مخيم الفجر الثقافي}
متابعة – طريق الشعب
أقام قسم تربية قضاء الفاو جنوبي البصرة بالتعاون مع "مؤسسة الأمير" الثقافية، أخيرا، مهرجان “مخيم الفجر الثقافي” السنوي الأول، بحضور شخصيات ثقافية وفنية وتربوية وجمع من الأهالي. وضم المخيم أكشاكا لبيع الكتب ومعارض رسم. فيما شهد مسابقات للحساب الذهني شارك فيها عدد من التلاميذ.
في حديث صحفي، قال ضياء سعد، وهو أحد أصحاب المكتبات المشاركين في المهرجان، أن "هذه المهرجانات تستقطب مختلف الفئات من محبي القراءة"، مبينا أن أسعار الكتب لديهم مناسبة جدا، وأقل مما في المكتبات الأهلية. حيث يتراوح سعر الكتاب بين 3 و4 آلاف دينار.
من جانبها، قالت الرسامة فاطمة خليل، انها شاركت في المهرجان بعرض مجسمات كرتونية ورسوم منجزة على الورق والكرتون، جذبت الكثيرين من الزائرين، مشيرة إلى أن قضاء الفاو يفتقر للمهرجانات الفنية والثقافية، التي تساهم في إظهار المواهب.
************************************************
{مهرجان الربيع} في السليمانية
متابعة – طريق الشعب
احتضن "بارك آزادي" في مدينة السليمانية، أخيرا، فعاليات مهرجان الربيع السنوي، بمشاركة أكثر من 40 امرأة عرضن أعمالا يدوية وفلكلورية وأكلات شعبية.
وقالت المشرفة على المهرجان جيان محمد أن "هذا النشاط يهدف إلى دعم النساء العاملات، وتسويق المنتج المحلي، والتذكير بالمصنوعات الفلكلورية وإعادة تنشيطها في السوق"، مضيفة في حديث صحفي قولها أن المهرجان يُحظى بترحيب شعبي واسع، وان جميع نسخه السابقة شهدت قبولا كبيرا من أبناء السليمانية والسائحين.
ونوّهت إلى ان نسخة هذا العام تزامنت مع عطلة عيد الفطر، ما ساهم في زيادة أعداد الزائرين، وبالتالي عزز من نشاط المهرجان كمحطة سياحية وتجارية واقتصادية.
وتأمل جيان أن يساهم هذا المهرجان في الترويج للتراث المحلي، ودعم المشاريع النسوية.