الصفحة الأولى
الرقابة المستقلة على الانتهاكات في مهب الريح القوى المتنفذة تجعل مفوضية حقوق الإنسان دائرة حكومية مشلولة
بغداد – طريق الشعب
تواجه حقوق الإنسان في العراق تحديات كبيرة، حيث توقفت مفوضيتها المستقلة عن العمل منذ العام 2021، بسبب عدم تعيين أعضاء جدد من قبل مجلس النواب، ما أدى إلى تحويلها إلى دائرة تتبع وزارة العدل، الأمر الذي قوّض كثيرا من دورها الرقابي على الانتهاكات التي تطال حقوق الإنسان.
وفي السابق كانت المفوضية تعمل على توثيق الانتهاكات، خاصة خلال تظاهرات تشرين 2019، ما رفع تصنيفها دوليًا إلى الفئة (A)، لكن بعد تعطيل عملها، تراجع التصنيف إلى (B)، وأصبحت دائرة تحاصرها قوى متنفذة، ما حدّ من استقلاليتها وفعاليتها.
واتخذ قرار حلّ مجلس المفوضين من قبل لجنة نيابية شكّلها مجلس النواب المنحل، وذلك في آب 2021 بعد انتهاء المدة القانونية للمجلس.
تقييد عمل المفوضية
يقول علي البياتي، عضو سابق في مفوضية حقوق الإنسان، لـ "طريق الشعب"، إن المفوضية تتميز عن باقي مؤسسات الدولة، كونها مؤسسة مستقلة تتعامل مع حقوق الإنسان بناءً على مبادئ دولية تلزم الدول بتأسيس كيانات مستقلة لمراقبة حقوق مواطنيها.
ويضيف البياتي، أنّ المفوضية تأسست في العام 2012، بصورة شكلية في البداية، بسبب نقص الموارد والمكاتب والموظفين. لكن بعد عام 2017، ومع تشكيل مجلس المفوضين الثاني، وتخصيص ميزانية مالية، استطاعت المفوضية أداء دورها بشكل أفضل، حيث توسعت المكاتب وفرق العمل، لتشمل كافة المحافظات العراقية، ما سمح لها بمراقبة الوضع الحقوقي في البلاد.
ويعتبر البياتي، أنّ الدور الأساسي لمؤسسات حقوق الإنسان الوطنية هو مراقبة الحكومة والمساهمة في مساءلتها عن انتهاكات حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن المفوضية كانت على مدار سنوات حريصة على أداء هذا الدور في ظل الواقع العراقي المعقد، ونجحت في توثيق الانتهاكات وتقديم تقارير شفافة للمجتمع الدولي.
ويؤكد، أنّ المفوضية كانت في قلب الأحداث خلال فترة تظاهرات تشرين 2019، حيث يمثلُ حق التظاهر وحرية التعبير من الحقوق الأساسية التي يجب على الحكومة احترامها وحمايتها، مبينا أن المفوضية عملت بشكل مكثف على توثيق الانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون. كما تواصلت مع الجهات الدولية للضغط على الحكومة العراقية لحماية حقوق المواطنين في ممارسة حرياتهم.
ويشير إلى أن التظاهرات كان لها دور محوري في توجه العديد من القوى السياسية نحو تقييد عمل المفوضية: "بعد تلك الفترة، مرّت المفوضية بمرحلة تجميد سياسي في حزيران 2021، حيث تم تعليق عملها بشكل غير دستوري من خلال قرار رئاسة البرلمان، بدون تصويت برلماني أو أمر نيابي".
وينبه الى أن حكومة الكاظمي "شكلت لجنة داخلية لإدارة المفوضية، وهو إجراء غير قانوني، حيث تم تجاوز مجلس المفوضين، وجرى منح الصلاحيات لمديري أقسام من ذوي الرتب الدنيا"، مضيفا أن "حكومة السوداني حولت إدارة المفوضية إلى رئيس جهاز الرقابة المالية، ثم إلى وزير العدل، وهو ما يراه بمثابة خطوة لتقليص دور المفوضية، وتحويلها إلى جهاز حكومي تابع، بدلاً من أن تكون مستقلة بحسب الدستور".
ويعلل البياتي تراجع تصنيف المفوضية بـ"تعيين أشخاص غير معروفين في المجتمع المدني لمجالس المفوضين، حيث تمت السيطرة على اللجنة المعنية بتشكيل المجلس من قبل أحزاب سياسية متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، ما أثر بشكل سلبي على مصداقية المفوضية في الداخل والخارج".
لا استقلالية في العراق
المحلل السياسي محمد زنكنة، يؤكد أنه "لا توجد استقلالية حقيقية لأي مؤسسة عراقية تدعي الاستقلال. إذ عملت قوى السلطة على إخضاع جميع السلطات والهيئات لسيطرتها، تعزيزا لمصالحها السياسية والطائفية".
ويقول زنكنة في حديث لـ "طريق الشعب"، إن "العديد من المؤسسات في العراق خضعت للتوزيع الطائفي والمحاصصة السياسية، حيث يتم تخصيص المناصب للمقربين من القوى الحاكمة، بغض النظر عن كفاءتهم أو أهمية دورهم في تعزيز حقوق الإنسان وحرياته"، مشيرا إلى أن "هذا النظام يخلق واقعا سياسيا يتسم بالاعتقالات العشوائية، وانتشار الرشوة داخل السجون، فضلاً عن تهديدات القتل ضد من لا يتماشى مع مزاج بعض الميليشيات".
ويصف زنكنة الحكومة بالـ"ضعيفة"، مشيرا إلى أنها لم تستطع إيقاف الكثير من الانتهاكات التي طالت بعض المكونات.
ويضيف، أن بعض المواد القانونية كالمادة "4 إرهاب" يُستخدم في بعض الحالات ضد أشخاص بريئين، وهذا ما يعمق الأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد، مشيرا إلى أن الوضع الاجتماعي يزداد تدهورًا، بخاصة في ظل قلة فرص العمل، والتوزيع غير العادل للثروات.
ويعتبر المتحدث، أن الوضع السياسي والإنساني في البلاد لا يزال في مرحلة حرجة، في ظل المشاكل القانونية والإدارية وغياب الإرادة والإجراءات الفاعلة من قبل الحكومة لمواجهة تلك التحديات.
إخضاعها للمحاصصة السياسية
الناشط السياسي علي القيسي يجد أن ملف حقوق المواطنين يتعرض للعديد من الانتهاكات.
ويقول القيسي في حديث لـ "طريق الشعب"، إنّ المفوضية العليا لحقوق الإنسان، في الفترة السابقة، كانت قد أظهرت أداءً متميزًا من خلال توثيق ورصد الانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون في تظاهرات تشرين 2019، ما أسهم في رفع تصنيفها دوليًا. هذا النجاح كان نتيجة لجهود أعضاء المفوضية في توثيق الحوادث ورفع التقارير المتعلقة بالانتهاكات.
ويردف القيسي، أن هذا الوضع تغيّر بشكل كبير بعد إنهاء فترة عمل المفوضية من قبل السلطات ومجلس النواب منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث لم يتم اختيار بديل لأعضاء المفوضية. وهذا الفراغ القانوني ترك المفوضية بلا قيادة فاعلة، ما ساهم في تراجع دورها بشكل ملحوظ.
ويرى، أنّ "هذا الفراغ ساعد في تأجيج بعض القوى التي تسعى لتقليص دور المفوضية، ومنعها من رفع تقاريرها السنوية إلى الهيئات الدولية، ما أثر سلبًا على التصنيف الدولي للعراق".
وعلى الرغم من وجود محاولات حكومية وبرلمانية لاختيار أعضاء جدد للمفوضية، إلا أن القيسي أكد أن هذه الجهود تهدف في النهاية إلى تقليص دور المفوضية، عبر إخضاعها للمحاصصة الحزبية.
ويعتقد أن هذا التوجه سيؤدي إلى إضعاف عمل المفوضية وجعلها أداة تابعة للتوازنات السياسية، بدلًا من أن تكون مؤسسة مستقلة تعنى بمراقبة حقوق الإنسان، بعيدًا عن التدخلات السياسية.
وفيما يتعلق بإمكانية إعادة تفعيل المفوضية، يعتقد القيسي ان هذا أمر صعب في ظل الإرادة السياسية التي تعرقل ذلك، معربا عن أسفه لأن حالة حقوق الإنسان شهدت تراجعًا مستمرًا دون أي تحسن يذكر، ما يعكس حالة من الجمود في معالجة قضايا حقوق الإنسان، خاصة في ظل غياب مؤسسة رقابية حقيقية قادرة على تنفيذ مهامها بشكل مستقل وفاعل.
*********************************************
راصد الطريق.. وماذا ياسادة ياكرام عن الإصلاح والتأهيل؟
أقرّ وزير العدل خالد شواني في مقابلة تلفزيونية بوجود فساد كبير داخل السجون العراقية، يتجلى بتهريب المخدرات والهواتف الذكية، وفي استغلال بعض المساجين جنسياً، وقال باستحالة السيطرة على هذه الأمور، التي أضاف انه لا يوجد سجن في العالم يخلو منها. لكنه تحدث عن وجود تحسن كبير مقارنة بالسنوات السابقة.
لا شك ان عصابات الجريمة تستخدم مختلف الأساليب لتنفيذ جرائمها، وسط غياب الرقابة الدقيقة والخطط المسبقة للكشف عنها ومحاسبة المسؤولين عنها. لكن الغريب ان يأتي هذا التصريح من المسؤول الأول في الوزارة، رغم ان العديد من النواب والناشطين أكدوا مراراً وجود خروقات كبيرة في ملف السجون، يتعلق اغلبها بالفساد.
والخطر الأكبر الذي تتوجب متابعته، والذي سبقت الإشارة اليه تكراراً، هو كون نهج المحاصصة والفساد قد تغلغل في هذه المؤسسة المهمة، وباتت الجرائم تمرر فيها دون رقيب، بل ويتحدث البعض عن سجناء "vip" لا يبيتون داخل السجون، او يتمتعون بأماكن إقامة مرفهة توازي ما يوجد خارج السجون.
فمن ذا الذي يمتلك القدرة على قطع أيدي الفاسدين وتخليص هذه المؤسسات منهم، وهي التي يفترض ان مهمتها الأولى هي الإصلاح والتأهيل!
**************************************************
لتتوقف مجزرة الإبادة الصهيونية في غزة فورا
تتواصل مجزرة الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، بدعم سافر من الإدارة الأمريكية، وراح ضحيتها حتى الآن أكثر من 400 من المدنيين الأبرياء، غالبيتهم من النساء والأطفال، ومن ضمنهم عائلات أُبيدت بأكملها.
وتأتي هذه المجزرة التي خطط لها مجرم الحرب نتانياهو وحكومته الفاشية، وينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، لنسف اتفاق الهدنة وقطع الطريق على إمكانية التوصل لنهاية دائمة لحرب الإبادة الصهيونية على غزة التي راح ضحيتها 50 ألف فلسطيني. كما أن استئناف هذه الحرب يهدف إلى مواصلة العمل على تنفيذ مخطط التهجير القسري الإجرامي لسكان غزة، وتصعيد العدوان في الضفة الغربية المحتلة، كجزء من مشاريع تصفية القضية الفلسطينية. ومن الواضح أن ذلك لم يكن ممكنا من دون ضوء أخضر من الإدارة الامريكية، كما يؤكد ذلك تصريح البيت الأبيض.
إن وقف مجزرة الإبادة الاسرائيلية في غزة فورا يتطلب تحركا عاجلا من الدول العربية على صعيد مجلس الأمن الدولي، وتفعيل قرارات القمة العربية الأخيرة. ويستوجب أيضا تصعيد حركة الاحتجاج العالمية بكافة أشكالها تضامنا مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة برفع الحصار الجائر وإنهاء سياسة التجويع التي يفرضها مجرمو الحرب الصهاينة على غزة.
كما أن شعوبنا العربية وقواها الوطنية مدعوة لتقديم كل أشكال الدعم والتضامن العاجل لدعم صمود الشعب الفلسطيني، لوقف حرب الإبادة الصهيونية، والمطالبة بإلغاء اتفاقات التطبيع المذلة مع إسرائيل، وتوسيع المقاطعة العربية الشاملة لها، وإدانة التواطؤ الأمريكي السافر مع حربها الإجرامية القذرة، وحشد الطاقات لدحر مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
كل التضامن مع غزة والشعب الفلسطيني.. والنصر لقضيته العادلة
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
18 آذار 2025
***************************************************
الصفحة الثانية
نائب: تحرك لملاحقة أموال مهربة الى سوريا ولبنان
بغداد ـ طريق الشعب
دعا عضو لجنة النزاهة البرلمانية هادي السلامي، امس الأربعاء، إلى تحرك عاجل لكشف الأموال المسروقة والمهربة إلى سوريا ولبنان من قبل بعض الجهات والشخصيات السياسية العراقية.
وقال السلامي، إن "الكثير من الأموال المسروقة هُربت إلى سوريا ولبنان وتم غسلها هناك عبر مشاريع مختلفة، وبعض تلك الأموال كُشفت عبر تقارير إعلامية عربية وأجنبية، وهناك تحرك حكومي عراقي"، مؤكدًا أنه "تم استرداد بعض تلك الأموال وحتى الشخصيات السارقة خلال الفترات الماضية".
وأضاف، أن "بعد التغييرات في كل من لبنان وسوريا، يجب أن يكون هناك تحرك عراقي عاجل عبر الأطر القانونية والدبلوماسية لكشف حجم الأموال العراقية المسروقة والمهربة، وكذلك الجهات والشخصيات التي تقف خلفها عبر مشاريع، خاصة أن بعض تلك الأموال شبه مجمدة في المصارف اللبنانية والسورية بسبب الظروف الاقتصادية خلال السنين القليلة الماضية".
وختم السلامي بالقول إن "أغلب مشاريع تلك الجهات والشخصيات في لبنان وسوريا وغيرها من الدول ليست بأسمائهم الصريحة، بل عبر أسماء أخرى لغرض إخفائهم، لكن يمكن كشفهم من خلال التحقيقات والمتابعة لهكذا ملفات مهمة".
***************************************************
قراءة اقتصادية في وضع العراق المالي في 2025.. الحكومة تلوذ بالاحتياطي النقدي لعبور فترة حكم ترامب.. والديون تتفاقم
بغداد - محمد التميمي
يشهد العراق تحديات اقتصادية متصاعدة، نتيجة الانخفاض المستمر في أسعار النفط العالمية، ما يضع المالية العامة للدولة أمام اختبارات صعبة في ظل اعتماد الموازنة بشكل شبه كامل على الإيراد النفطي؛ فمع تراجع الطلب العالمي وزيادة الإنتاج في بعض الدول الكبرى، باتت الأسعار عرضة لمزيد من التراجع، ما يهدد قدرة الحكومة على تمويل نفقاتها التشغيلية والاستثمارية.
وفي ظل هذا المشهد، هناك قلق من غياب استراتيجيات واضحة لتنويع مصادر الدخل، إذ يقتصر التركيز الرسمي على تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين والاعانات الاجتماعية التي تتجاوز حاجز الـ 64 مليار دولار، من دون وضع حلول مستدامة، تعالج العجز المالي المحتمل. كما أن الاعتماد على الاحتياطات النقدية لسد الفجوات المالية يثير تساؤلات حول قدرة العراق على مواجهة الأزمات الاقتصادية مستقبلاً، خاصة في حال استمرار التراجع في أسعار النفط لفترة طويلة.
2025.. عام صعب
وأكد الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي، أن أسعار النفط بدأت تنخفض في الربع الاخير من العام الماضي، حيث انزلقت إلى ما دون 75 دولارًا للبرميل، وهو ما حذرنا منه سابقًا، نظرًا لتأثيره المباشر على الوضع المالي للعراق.
وقال إن سعر البرميل المقدر في الموازنة "يبلغ 80 وليس 70 دولارا، وهو ما كان يتطلب انضباطا كبيرا في المالية العامة، لأن انخفاض الأسعار سيجعل الوضع المالي أكثر تعقيدًا، خصوصًا مع تراجع الطلب العالمي وضعف أساسيات السوق النفطية".
واضاف انه "مع سعر الـ 75 دولارا للبرميل، وجدنا ان هناك عجزا كبيرا في الموازنة العامة، وان الديون الداخلية ارتفعت بمقدار 13 تريليون دينار، حيث أصبحت 83 تريليونا بعد ان كانت 70 تريليون دينار"، محذراً من ان "العام 2025 سيكون الاصعب مالياً واقتصادياً على العراق نظراً، لان كل الاستشرافات لسوق النفط العالمية تتنبأ بضعف التسويق".
وواحد من أبرز العوامل التي تؤثر في الأسعار، هو عودة ترامب للبيت الابيض، وتوجه الولايات المتحدة لزيادة إنتاجها النفطي، في اطار السعي لخفض اسعار الطاقة بنسبة 50 في المائة، مبينا أن واشنطن وضعت برنامجا لرفع الإنتاج النفطي من 3 ملايين برميل يومياً وصولاً إلى 16 مليون برميل يوميًا، ما يعزز من فائض المعروض في الأسواق.
وواصل حديثه بالقول: ان "ترامب طلب من منظمة “أوبك+” والسعودية بالتحديد، رفع مستوى الانتاج والتخلي عن تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2 مليون و200 الف برميل يومياً، ما قد يساهم في استمرار انخفاض الأسعار".
وإلى جانب ذلك، اشار المرسومي الى ان "السياسات التجارية للولايات المتحدة، بما في ذلك الحرب التجارية القائمة مع كل العالم، لا تقتصر على الصين وكندا والمكسيك، انما الرسوم الجمركية المفروضة تقوض النمو الاقتصادي العالمي، وتضعف الطلب العالمي على النفط، وتدفع اسعاره للانخفاض".
عجز عن تمويل الاستثمار
وتابع، أن "استمرار انخفاض الأسعار يؤدي إلى تراجع سعر النفط العراقي إلى نحو 67 دولارًا للبرميل بسهولة كبيرة، مما سينعكس بشكل مباشر على الإيرادات النفطية بعد خصم مستحقات شركات التراخيص النفطية، بمعنى ان كل عائدات النفط العراقي بالكاد ستكفي لتغطية فقرتي الرواتب وقدرها 90 ترليون سنوياً إضافة للبطاقة التموينية وقدرها 5 ترليون دينار سنوياً".
وعن تداعيات ذلك على الواقع العراقي، قال إنّ "هذا الوضع سيؤدي إلى عجز كبير في تمويل النفقات الاستثمارية، وربما يدفع الحكومة إلى المزيد من الاقتراض الداخلي والخارجي، ما يفاقم أزمة الدين العام".
كما حذر من أن "استمرار هذا التراجع قد يجبر الحكومة على اتخاذ قرارات صعبة، مثل تخفيض سعر صرف الدينار العراقي لزيادة الإيرادات العامة بعد 6 أشهر او اقل من ذلك".
وأعرب المرسومي عن استغرابه من “الاسترخاء الحكومي والنيابي التام"، حيث تقتصر الأولوية لدى صناع القرار "على تأمين الرواتب كأنها الشغل الشاغل للمالية العامة، دون التفكير في إيجاد بدائل وتنويع مصادر الدخل أو وضع خطط اقتصادية بديلة".
وأكد المرسومي في ختام حديثه، أن "المشكلة لا تتعلق فقط بالرواتب، بل تشمل التزامات اقتصادية أوسع، مثل استيراد الغاز والكهرباء وتمويل المشاريع الاستثمارية، وهي قضايا لا تحظى باهتمام كافٍ من الحكومة أو البرلمان، اللذين يعتمدان بشكل أساسي على احتياطي البنك المركزي العراقي لعبور هذه المرحلة، والتي قد تستمر طوال فترة رئاسة ترامب المقبلة".
تداعيات كبيرة
من جهته، أكد الخبير في مجال الطاقة والنفط، د. بلال الخليفة، أن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب واضحة وافصح عنها وهي خفض أسعار النفط العالمية، وسبق له أن دعم تشريع قانون “نوبك” لمعاقبة الدول المنتجة للنفط التي يرى أنها تضر بالدول المستهلكة عبر رفع الأسعار.
ونوه إلى ان "الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط، في حال توقفت معركة طوفان الأقصى وهدوء الأوضاع في المنطقة، وإيقاف الحرب الروسية - الأوكرانية، سيؤدي كل ذلك بطبيعة الحال إلى انخفاض أسعار النفط".
وأضاف الخليفة في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "العراق يعتمد بنسبة تفوق 90 في المائة على الإيرادات النفطية، وهو ما يجعله عرضة لتداعيات الانخفاض الحاد في أسعار الخام، فالموازنة العامة لعام 2024 بُنيت على أساس 75 دولارًا لبرميل النفط، ومع ذلك تضمنت عجزًا يقدر بأكثر من 60 تريليون دينار".
وتابع انه "اذا انخفضت الأسعار إلى حدود 60 - 70 دولارًا، فقد يتجاوز العجز 80 تريليونا، ما يشكل خرقًا ومخالفة لقانون الإدارة المالية رقم 6، الذي ينص على ألا يتجاوز العجز نسبة 3 في المائة من حجم الناتج المحلي الإجمالي، في حين أنه قد يصل إلى أكثر من 25 في المائة، وفق التقديرات الحالية".
تنويع مصادر الإيراد
وشدد الخليفة على أن العراق "بحاجة ماسة إلى استراتيجية اقتصادية لتنويع مصادر الإيرادات، عبر إنشاء صندوق سيادي ودعم القطاعات غير النفطية، مثل الصناعة والزراعة، بالإضافة إلى تحسين الجباية في قطاعي الكهرباء والمياه، إذ إن العوائد الحالية لا تغطي حتى تكاليف التشغيل".
كما شدد على "أهمية تطوير قطاع التكرير والصناعات البتروكيماوية، حيث يمكن أن تحقق المنتجات النفطية المكررة عوائد أعلى بكثير من تصدير النفط الخام".
واختتم الخليفة حديثه بالتحذير من "استمرار النهج الاقتصادي القائم منذ 2003، والذي يعتمد على الإيرادات النفطية دون تطوير القطاعات الأخرى"، محذرا من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي ـ كما يتوقع خبراء النفط ـ خلال السنوات القادمة إلى موازنة تشغيلية بالكامل، بل قد تصبح الإيرادات غير كافية حتى لدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد مطلع الشهر الجاري، أن تعظيم الإيرادات غير النفطية مهم جداً في دعم خزينة الدولة.
وضع طبيعي
وفي السياق، أكد المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، أن الوضع المالي في العراق خلال الفصل الأول من عام 2025 يسير بشكل طبيعي، رغم استمرار التقلبات في أسواق الطاقة العالمية وانعكاسها على عوائد الموازنة العامة وإجمالي الإنفاق الحكومي.
وأوضح صالح أن "الإنفاق العام يشكل نحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر، ويرتفع إلى أكثر من 87% بشكل غير مباشر، مما يعكس اعتماد النشاط الاقتصادي بشكل كبير على النفقات الحكومية التشغيلية والاستثمارية".
وأشار إلى أن "الموازنة العامة الاتحادية المعدلة لعام 2023، التي تغطي ثلاث سنوات، تقدر العجز بنحو 64 تريليون دينار لعام 2025، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات الاقتصاد العالمي على ميزان المدفوعات العراقي".
وأكد أن "التقلبات الجيوسياسية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، لا تزال تلقي بظلالها على أسواق الطاقة، وتوقفها سوف يعزز الطلب على الموارد النفطية في أوروبا والعالم". وأضاف صالح أن "السياسة المالية للعراق تمتلك ما يُعرف بـالحيز المالي، مما يمنح الحكومة القدرة على اتخاذ قرارات بشأن الإنفاق العام والضرائب دون التأثير سلباً على الاستقرار الاقتصادي أو القدرة على سداد الديون الخارجية، مع ضمان استقرار رواتب الموظفين والمتقاعدين والالتزام بتقديم الرعاية الاجتماعية".
وشدد على أن "هذا الحيز المالي يتيح للحكومة الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة دون توقف، مع تحسين كفاءة تحصيل الضرائب وإعادة ترتيب أولويات الإنفاق الحكومي، بما يساهم في حماية النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الديون الخارجية".
***********************************************
كل خميس.. رمضان بين موائد الفقراء وولائم الفاسدين
جاسم الحلفي
تحوّل رمضان في العراق إلى مرآة للفجوة الطبقية الصارخة، تجسد الهوة العميقة بين من لا يجد قوت يومه، خاصة سكان العشوائيات الذين يقرب عددهم من 4 ملايين نسمة، أي ما يعادل 8-10% من سكان العراق، وفقاً لإحصائيات وزارة التخطيط. هؤلاء يقيمون في نحو 4,679 تجمعاً سكنياً عشوائياً، محرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة، بينما تستحوذ قلة مترفة على ثروات البلاد، وتبذّرها في موائد الترف والبذخ.
يتجلى المشهد المؤلم في الأسواق الشعبية: عائلاتٌ تبحث عن أرخص السلع، تزن حاجاتها بميزان فقرها قبل الشراء، وتحسب حساب كل لقمةٍ على مائدة الإفطار. بينما في المقابل تقام ولائم لم تشهدها حتى قصور يزيد بن معاوية، كما تنقل روايات سيرته.
في العراق يعيش الفقراء رمضاناً عنوانه المعاناة وبالغ التقشف، بينما تحتفل الطبقة السياسية وكبار رجال الأعمال بشهرٍ مختلف تماماً، يتدفق فيه المال المنهوب ليملأ الموائد بأغلى الأطباق. مطاعم فاخرة تغص بأصحاب الامتيازات والمتنفذين، وتصطف السيارات الفارهة أمامها، لتحكي قصة ثراء لم يصنعه جهدٌ ولا تعب، بل صفقات مشبوهة وفساد مستشرٍ.
لا مكان للجوع أو الحرمان في قصورهم، بل ولائم فاخرة وسهرات تمتد حتى الفجر، في بلدٍ يعيش أكثر من ربع سكانه تحت خط الفقر، ويُحرم فيه الملايين من أبسط حقوقهم الحياتية.
والمفارقة ان من ينادون بالصبر هم الأكثر بذخاً، هؤلاء الذين يتحدّثون عن الصبر والتقشف والرضا بالقليل هم أنفسهم الذين لا تمسهم أيّة أزمة، ولا يعرفون عن المعاناة إلا من شكاوى المواطنين، التي لا تلقى سوى وعود زائفة، سرعان ما تذروها الرياح.
رمضان في جوهره هو شهر التراحم والتكافل، لكنه في العراق أصبح رمزاً للتفاوت الطبقي الحاد. ففي الوقت الذي يعجز فيه المواطن العادي عن شراء حاجاته الأساسية، نجد الأثرياء يتباهون بولائمهم دون خجلٍ أو تأنيب ضمير. ولم يعد مشهد الإفطار في العراق مجرد طقسٍ ديني، بل أصبح صورة مجسدة لصراع الطبقات، حيث انكفاء الكادحين مبكراً في بيوتهم بعد يومٍ طويلٍ من المعاناة، بينما تظل قصور الأثرياء مضاءة حتى الفجر، تحتضن جلسات وسهرات باذخة، لم تعرفها حتى أغنى العواصم العالمية.
الفقر الذي ينهش حياة العراقيين ليس قَدَراً محتوماً، بل هو نتيجة سياسات منحازة واقتصادٍ يخدم القلة على حساب الأغلبية. والحلول ليست مستحيلة، لكنها تحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية لمحاسبة المحتكرين، وكبح جماح الفساد، الذي يحوّل كل أزمة إلى فرصة جديدة للنهب.
وحتى ذلك الحين يبقى رمضان شاهداً على الظلم الاجتماعي في العراق، حيث تختنق موائد الفقراء بالتقشف، بينما تتخم موائد الفاسدين بالترف، في بلدٍ يئن تحت وطأة الفساد، ويُفرض على شعبه الصيام عن العدالة قبل الطعام.
**********************************************
الصفحة الثالثة
مختصون:قانون مجالس المحافظات يتطلب المزيد من النقاش المحاصصة تعرقل تنفيذ الصلاحيات اللامركزية
بغداد - طريق الشعب
اعلنت المنسقية العامة لشؤون المحافظات عن قرب عرض قانون مجالس المحافظات على مجلس الوزراء، واكدت ان القانون قد وصل لمراحل متقدمة في اطار الاعداد والصياغات، حيث حدد آليات مناسبة لتخويل الصلاحيات وتوزيعها ومعالجة الإشكاليات بين المحافظات والحكومة الاتحادية.
الا ان اصحاب الاختصاص اكدوا ضرورة اخضاع القانون لدراسة معمقة واعداد بنود محكمة وواضحة لا تحتمل اكثر من تفسير، تجنباً لتعميق الازمة اكثر.
وتساءلوا عن امكانية أن يحقق هذا القانون اهدافه وسط تغلغل نهج المحاصصة في كل مفاصل الدولة وتضارب مصالح القوى المتنفذة وتداخلها مع بعضها؟
وصل الى مراحل متقدمة
وقال المنسق العام لشؤون المحافظات، أحمد الفتلاوي، في تصريح تابعته "طريق الشعب"، إن "تجربة نقل الصلاحيات بين الوزارات والمحافظات التي بدأت في عام 2015 ما زالت تواجه تحديات في التطبيق"، مشيرًا إلى أن "العملية شهدت مراحل من الشد والجذب، حيث تم نقل بعض الصلاحيات وإعادة بعضها الآخر، مما يستدعي مزيدًا من التطوير لضمان نجاحها".
وأضاف، أن "وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة نقلت معظم صلاحياتها بشكل فعلي وعملي، كما نقلت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية صلاحياتها باستثناء هيئتي الرعاية والحماية الاجتماعية، في حين صدر مؤخرًا قرار من المحكمة الاتحادية بشأن نقل صلاحيات وزارة الزراعة، وتم تطبيقه وفقًا لقرار الهيئة العليا، إضافة إلى نقل صلاحيات وزارة الشباب والرياضة وبعض صلاحيات وزارة المالية".
ولفت إلى أن "عملية نقل الصلاحيات لم تكتمل بالكامل بعد"، مبينًا أن "الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات تتابع تنفيذ القرارات وتحاول إيجاد الحلول للمشكلات التي تعترض التطبيق، سواء كانت فنية أو تتعلق بتعاون الجهات المعنية أو بمدى استعداد المحافظات والوزارات لنقل الصلاحيات".
وأكد أن "نقل الصلاحيات التنفيذية والإدارية والمالية والفنية إلى المحافظات أمر صحيح، لكن يجب أن تبقى بعض الأدوار للوزارات"، مبينًا أن "المشكلة الأساسية تكمن في تحديد سقف ما يبقى للوزارة وما يتم نقله للمحافظات، ومدى التزام الأطراف بهذا التوزيع".
وفي ما يخص قانون مجالس المحافظات الجديد، أشار الفتلاوي إلى أن "القانون بصدد عرضه على مجلس الوزراء قبل إحالته إلى مجلس النواب"، مؤكدًا أن "القانون وصل إلى مراحل متقدمة".
وأكمل، أن "القانون الجديد يضع قواعد تفصيلية أكثر وضوحًا لتنظيم العلاقة بين الجوانب التنفيذية والتشريعية والرقابية في المحافظات، ويهدف إلى تحقيق استقرار إداري أفضل من خلال وضع ضوابط لآليات الرقابة وعلاقة السلطة التنفيذية بالسلطة التشريعية".
وأشار إلى أن "قانون مجالس المحافظات الجديد سيعالج الإشكاليات بين المحافظات والحكومة الاتحادية، سواء فيما يتعلق بمجلس النواب أو رئاسة الوزراء"، منوهًا الى أن "النص القانوني عند التطبيق قد يخضع لاجتهادات مختلفة، ويتطلب ذلك دورًا لمجلس الدولة في تفسير بعض النصوص، بالإضافة إلى دور المحكمة الاتحادية والإدارية في الفصل في النزاعات، ما يساهم تدريجيًا في نضوج التجربة واستقرار القواعد".
ما المطلوب؟
من جهته، أكد الخبير القانوني وائل منذر أن الدستور العراقي ساوى بين المحافظات غير المنتظمة في إقليم وبين الأقاليم من حيث الصلاحيات والاختصاصات، لكنه في الوقت ذاته أخضع المحافظات لنظام يستند إلى اللامركزية الإدارية، ما أدى إلى إشكالية قانونية كبيرة.
وأوضح أن اللامركزية الإدارية تعني أن "المحافظات جزء من السلطة التنفيذية وتخضع لتوجيهاتها، بينما منحها الدستور صلاحيات تماثل تلك التي تتمتع بها الأقاليم، خصوصًا فيما يتعلق بتوزيع الاختصاصات.
ونتيجة لهذا التناقض، أصبحت العديد من الصلاحيات محل نزاع، حيث تُفسَّر أحيانًا وفقًا لنصوص الدستور على أنها من اختصاص المحافظات، بينما تُفسَّر أحيانًا أخرى وفقًا لمبدأ اللامركزية الإدارية، ما يؤدي إلى خلافات مستمرة بين المحافظات والوزارات الاتحادية".
وأشار منذر في حديثه لـ "طريق الشعب"، إلى أن حل هذه الإشكالية "يتطلب وضع نظام قانوني متكامل لتقاسم الصلاحيات وتحديدها بوضوح، بحيث تُمنح المحافظات اختصاصات واضحة تتعلق ببعض وظائف الوزارات الاتحادية، في حين تبقى المسائل ذات الطابع الفني والإشرافي وصياغة السياسات من اختصاص الحكومة الاتحادية".
وشدد على أن "أي مشروع قانون ينظم هذا الملف يجب أن يكون واضحًا في تحديد الصلاحيات، لأن الصياغات غير المُحكمة التي تحتمل أكثر من تفسير ستعيد إنتاج المشكلات ذاتها عند التطبيق".
واكد ضرورة "إخضاع أي مشروع قانون لدراسة معمقة ونقاشات موسعة مع المختصين لضمان معالجة جميع الإشكالات المحتملة التي قد تظهر بهدف معالجتها قبل تشريعه رسميًا".
تتعارض مع المحاصصة
بدوره، اكد المحلل السياسي، د. علي السلطاني، أن هناك أسلوبين رئيسيين في إدارة مؤسسات ومنظمات الدولة، هما المركزي واللامركزي. ففي الأسلوب المركزي، يتم حصر جميع الصلاحيات، سواء الاستراتيجية أو البسيطة، في يد السلطة المركزية في بغداد.
أما في الأسلوب اللامركزي، فيتم تفويض الصلاحيات للمستويات الإدارية الأدنى، وهو ما بدأت الدولة تطبيقه مؤخرًا، لكن للأسف، تم فك الارتباط والصلاحيات في السنوات الأخيرة، خصوصًا في وزارتي التربية والصحة، حيث تم تخويل المحافظين اتخاذ القرارات، لكن هذا التخويل كان محدودًا، مقتصرًا على استحصال التمويل والأمور البسيطة المتعلقة بالموظفين، بينما تبقى قرارات الترفيع والعلاوات وغيرها مرتبطة بالوزارات.
وأكد السلطاني، أن لكل من الأسلوبين إيجابياته وسلبياته. وأضاف أن السبب في تأخر الدولة في تبني الأسلوب اللامركزي يعود إلى عدم الثقة في المديريات التابعة للوزارات، إذ يُعتقد أنها غير قادرة على إدارة شؤون الموظفين أو اتخاذ القرارات، ناهيك عن شعور المركز أن تفويض الصلاحيات سيجعله مجرد سلطة إشرافية، ما ينعكس سلبًا على قوته الفعلية. وتطرق السلطاني إلى مسألة المحاصصة السياسية التي تعد العائق الأكبر أمام تطبيق الأسلوب اللامركزي بشكل فعال. فالمحاصصة الحزبية في تقسيم المناصب سواء في الوزارات أو في المحافظات، تتعارض مع فكرة تفويض الصلاحيات. وأشار إلى أن القانون، رغم وضعه لتوضيح العلاقة وتحديد صلاحيات المحافظات، لن يساهم في تجاوز هذه المشاكل في ظل تغول المحاصصة. وأوضح أنه حتى إذا تم سن قانون ينظم هذه الصلاحيات، فإن العرف السياسي سيظل هو العامل المؤثر بشكل سلبي، ومن جهة اخرى فان تضارب المصالح بين الاحزاب المتنفذة المهيمنة على مواقع مختلفة سيصعد من حالة الصراع في ما بينها ما ينعكس على الخدمات بشكل اكبر".
في الختام، شدد السلطاني على أن العراق يحتاج إلى توجه حقيقي من قبل السلطات التنفيذية لتخويل الصلاحيات بطرق فعالة، مشيرا الى أن العراق ليس دولة مؤسسات، بل كل حكومة جديدة تأتي لتنسف ما أنجزته الحكومة السابقة، حتى لو كان صوابًا، ما يعيق التقدم ويعزز الصراع بين مختلف الأطراف السياسية.
*********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
مشكلة الكهرباء والعلاقات الجيوسياسية
نشرت وكالة AGC news الإيطالية تقريراً عن مشكلة الكهرباء في العراق، ذكرت فيه بأن بغداد تجد نفسها تخوض غمار تحديات متزايدة على صعيد الطاقة، وبالتالي على الصعيد السياسي، مشيرة الى أن قرار الولايات المتحدة إنهاء الإعفاءات التي سمحت للعراق باستيراد الغاز من إيران قد أثار موجة من التقييمات الاستراتيجية والمخاوف الملموسة. ورغم أن هذه الخطوة تندرج ضمن استراتيجية "الضغط الأقصى" على طهران، إلا أنها تُنذر بالمزيد من زعزعة استقرار بلد يعاني أصلاً من اختلال التوازنات الداخلية وموقع جيوسياسي حساس، ويعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة، حيث يستورد حوالي 40 في المائة من احتياجاته من الطاقة من جارته الشرقية.
حلول ذاتية صعبة
وورد في التقرير بأنه وعلى الرغم من أن الإعلان الأمريكي لم يتخذ طابعًا رسميًا ولم تتم مناقشته في الاتصالات مع الحكومة العراقية بعد، فقد حفّز الأخيرة على بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية وتفعيل خطط الطواريء، مع السعي للتخفيف من حدة موقف البيت الأبيض عبر التأكيد على وجود احترام متبادل بين بغداد وواشنطن، وعلى أن العراق ماض في إنجاز برامجه لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول عام 2028.
وأضاف التقرير بأن الكلمات المُطمئنة لا تكفي لتبديد المخاوف من أزمة طاقة وشيكة، لا سيما في ضوء الإحصاءات البرلمانية التي تُبرز الخلل في نظام انتاج وتوزيع الكهرباء وتعكس تفاقم هشاشة البلاد، كما هو الحال مثلاً في التباينات الكبيرة بين عائدات الكهرباء (3.5 تريليون دينار) وبين ما تُحصّله الدولة فعليًا (400 مليار دينار فقط).
يمين متشدد
وذكر التقرير بأن وراء القرار الأمريكي رؤية جمهورية حاسمة لا هوادة فيها، إذ سبق للنائب الجمهوري جو ويلسون أن أعتبر إعفاء إيران من ضرائب الطاقة، "كارثة كاملة" يجب أن تنتهي بشكل تام، فيما أشارت واشنطن إلى أن اعتماد العراق على الغاز الإيراني، يتفاقم في أشهر الصيف، حيث غالبًا ما تضطر طهران إلى قطع الإمدادات بسبب نقص الغاز لديها. ونقل التقرير عن موقع " Real Clear Energy" الأمريكي قوله بأن العراق أصبح الآن أقرب إلى تحقيق استقلاله في مجال الطاقة، مقدمة النصيحة لواشنطن كي تساعد بغداد في الصيف، وتدفعه لإنجاز الإكتفاء الذاتي.
وتساءل كاتب التقرير عما إذا كان العراق مستعداً لهذا الأمر، فأنكر ذلك إستناداً الى تشكيك صدر عن لجنة النفط والغاز البرلمانية، التي حذرت من عدم وجود بدائل مجدية حاليًا للغاز الإيراني، وأن البلاد معرضة لخطر أزمة عامة في إمدادات الكهرباء، حيث سيؤدي اختفاء الغاز المستورد من إيران الى فقدان أكثر من 8000 ميغاواط من شبكة الكهرباء.
البدائل المتاحة والمستقبلية
وفي مواجهة هذا الاحتمال المقلق، ذكر التقرير بأن بغداد تدرس عدة خيارات، التعامل مع قطر وعُمان، كموردين بديلين محتملين للغاز، واستيراد حوالي 600 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي المسال عبر منصات عائمة في الموانئ العراقية، لتوفير حوالي 4000 ميغاواط من الكهرباء. كما تنوي الحكومة العراقية تعزيز الربط الكهربائي مع دول الخليج والأردن وتركيا، وتسريع مشاريع زيادة إنتاج الغاز المحلي، وتسريع مشاريع الطاقة الشمسية.
واختتمت الوكالة تقريرها بالإشارة الى أن واشنطن لا تُفرّق كما يبدو بين العراق وإيران، وأنها تستخدم العراق كأداة ضغط استراتيجي على جارته. وذكرت بأن هذه السياسة تحمل في طياتها مخاطر جسيمة بالنسبة للعراق، بالنظر لصعوبة تنويع مصادر إمداده بالغاز وتعرض حكومته لمقاومة داخلية وخارجية ولتحديات تتعلق بالموازنة بين مصالح القوى الإقليمية والعالمية واتسام بعض طموحاته باللاواقعية.
***************************************
عين على الأحداث
أخاف مثل سالفة الكهرباء!
قال رئيس الحكومة بأنهم عازمون على إنهاء الرحلات العلاجية للمواطنين إلى خارج البلاد من خلال بناء وإعادة تأهيل المستشفيات في مراكز المدن، وهو أمر يعّد أولوية مستهدفات البرنامج الحكومي. وأكد على أن المراكز التخصصية الطبية المنجزة والتي ستنجز، قد وضعت البلاد على الطريق الصحيح. هذا وفي الوقت الذي كانت فيه مخصصات الأمن بالموازنة أكثر من مخصصات الصحة والتربية والتعليم والصناعة والزراعة مجتمعة، يتساءل الناس عن معنى إطلاق هكذا وعود، معربين عن خشيتهم من أن يكون مصيرها كمصير المزاعم عن تصدير العراق لما يفيض عن حاجته من الكهرباء، كما قيل لنا قبل سنين.
رغم مشكلة الغاز
في الوقت الذي يسعى فيه البلد لحل مشكلة نقص الغاز المطلوب لإنتاج الكهرباء، لاسيما في ظل صعوبات استيراده لأسباب مالية وسياسية، يتواصل فشل الشركة الأوكرانية التي مُنحت امتياز استثمار حقل "عكاز الغازي". فرغم مرور عام على بدء تنفيذها للمشروع الذي ينتظر أن ينتج بين 100 و400 مقمق في اليوم ويوفر أكثر من 10,000 فرصة عمل، لم تحقق الشركة أي تقدم يذكر، مثيرة التساؤلات عن السبب في إهمال "أولي الأمر" للقضية وتهاونهم مع الشركة، التي تمكنت من أسر قلوب مسؤولين "عراقيين" رغم أن رئيس غرفة التجارة في بلادها سبق له وشكك مراراً في قدراتها وكفاءتها.
زورونا كل سنة مرة!
استبعدت نائب رئيس لجنة المالية النيابية، إرسال الحكومة لجداول موازنة 2025 خلال الشهرين المقبلين بسبب تأخر وزارة المالية في إنجازها، فيما أكدت أن قيمتها تبلغ 216 تريليون دينار، يمثل الإنفاق التشغيلي أربعة أخماسها. وتوقع المراقبون بأن يضطر البرلمان لتأجيل المصادقة على الموازنة حتى الخريف القادم، بحيث يصعب توفير تغطية لمختلف المشاريع ومنها الإنتخابات التشريعية المفترض إجراؤها في تشرين الأول من هذا العام. هذا وكانت الحكومة قد ألزمت نفسها في منهاجها بإجراء هذه الإنتخابات مبكرة عن موعدها بعام، لكنها كالعادة، لم تفِ بوعودها، لا بإنجاز منهاجها ولا بإقرار الموازنات في ربيع كل سنة!
وين رايحين؟
على ضوء نتائج التعداد الأخير، أكد مراقبون على أن الفشل في خلق فرص عمل كافية لمواجهة النمو السكاني، يعّد من أخطر مشاكل منظومة المحاصصة المأزومة، حيث تبلغ معدلات البطالة 16 في المائة ويفتقد ما يقرب من نصف الشبيبة البالغة نسبتهم 56 في المائة من السكان، لفرصة عمل تناسب تأهيلهم، في وقت ترمي فيه الجامعات بأكثر من ربع مليون خريج جديد كل عام إلى سوق البطالة، ويفوق الإنفاق التشغيلي فيه 153 مليار دولار لتمويل رواتب حوالي 4.5 مليون موظف، دون أن تتحسن الاستثمارات أو يتطور دور القطاع الخاص أو تحدد بعض الواردات لتأهيل القطاعات الإنتاجية.
ماكو حرية
للعام الثاني على التوالي لم يتم تصنيف العراق في المؤشر العالمي للحرية الاقتصادية وفق التقرير الصادر عن مؤسسة "هيريتيج" الأمريكية، والذي يعتمد 12 عاملاً لتحديد هذا المؤشر، منها سيادة القانون وحقوق الملكية ونزاهة الحكومة والفعالية القضائية وحجم الإنفاق الحكومي والعبء الضريبي والصحة المالية والكفاءة التنظيمية والتجارة والاستثمار والحرية المالية. هذا ويعزو الخبراء استبعاد العراق من التقرير إلى نقص البيانات المتعلقة بهذه العوامل وافتقار المؤسسات الحكومية للشفافية، إضافة إلى تصنيف البلاد بشكل دوري في قائمة الدول التي تعاني من فساد شامل في مؤسساتها، وهي عوامل تعيق بشدة دخول الإستثمارات الأجنبية للبلاد.
********************************************
الصفحة الثالثة
ناشطون: السلطات تريد ترويضهم منتديات الشباب.. مصير مجهول بين الحكومات المحلية والاتحادية
بغداد – تبارك عبد المجيد
تعاني المنتديات الشبابية في العراق من واقع مترد، يعود في جذوره إلى تهالك البُنية التحتية وتقادم أغلب المنشآت التي يعود تاريخ تشييدها إلى عقود مضت. وعلى الرغم من وجود مبادرات حكومية لإعادة تأهيل هذه المنشآت، إلا أن غياب التمويل الكافي والتنسيق الفعّال مع الإدارات المحلية لا يزال يشكل عائقاً أمام تحقيق الأهداف المرجوة. اذ تحولت العديد من المنتديات إلى مبانٍ تفتقر إلى مقومات استقطاب الشباب أو تنفيذ أي برامج فاعلة، وسط مخاوف من توجهات لخصخصتها أو إحالتها إلى الاستثمار، ما يُهدد بتحريف دورها الأساسي كمراكز لتطوير المهارات ودعم المبادرات الشبابية.
وفي المقابل، هناك جهود حكومية تسعى إلى إعادة إحياء هذه المنتديات عبر خطط وبرامج تدريبية، بالإضافة إلى إطلاق مسابقات ومبادرات لدعم مشاريع الشباب وتمكينهم على المستوى الوطني.
مؤسسات غير مؤهلة
وذكر مستشار رئيس الوزراء، قاسم الظالمي، في وقت سابق، أن أغلب المؤسسات الشبابية في البلاد قديمة وغير مؤهلة، مؤكداً وجود تنسيق مع الجهات المعنية لإعادة تأهيل تلك المؤسسات. وقال الظالمي: "إن حملة تأهيل المنشآت الشبابية، التي أُطلقت بقرار من المجلس الأعلى للشباب برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وبمشاركة ستة وزراء يمثلون اللجان القطاعية المسؤولة عن أغلب هذه الهيئات، جاءت بهدف معالجة تردّي واقع هذه المنشآت".
وأضاف ان "العديد من هذه الهيئات والمؤسسات التي أُعيدت إلى إشراف المحافظات لم تشهد أي تطور يُذكر، وبعضها يعاني من تقادم كبير في بنيته التحتية ويحتاج إلى إعادة تأهيل وتجهيز شامل".
وأشار الظالمي إلى أن "أغلب الشباب يعانون من غياب منتديات ومؤسسات شبابية تستقطبهم في محافظاتهم، فيما أن القليل الموجود منها عبارة عن مبانٍ قديمة تفتقر إلى أدنى متطلبات النشاط الشبابي"، مستدركاً: "بعد إجراء زيارات ميدانية، تبيّن لنا أن هذه المؤسسات غير مؤهلة لاستقبال الشباب أو ممارسة أي برامج فاعلة تخدمهم".
يذكر أن سكرتارية المجلس الأعلى للشباب أعلنت عن الموافقة على قيـام المحافظـات كـافـة بإطـلاق حملـة لتأهيل المنشآت الشبابية، مـن أجـل فـتح المجـال للمنظمات والفـرق الشبابية في إقامـة أنشـطتهم ومبـادراتهم بمـا يـخـدم الشباب وبإشراف المجلس الأعلى، استناداً للفقـرة 4 مـن قـرار مجلـس الـوزراء (23465) لسنة (2023).
مسؤولية مجالس المحافظات
وقال المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، حسام حسن، إن "المنتديات الشبابية لم تعد تحت مسؤولية وزارة الشباب والرياضة منذ عام 2018، وأصبحت تابعة لمجالس المحافظات، أي أن كل محافظة مسؤولة عن منتدياتها".
وأشار في حديث خص به "طريق الشعب" إلى وجود توجيه صدر من قبل رئيس الوزراء يقضي بتفقد المنتديات واحتياجاتها، ما أدى إلى إجراء دراسة بهذا الخصوص، وقد ساهمت الوزارة في هذا الأمر من خلال قيام مسؤوليها بتقييم واقع المنتديات.
وبالحديث عن تقييم الوزارة لهذه المنتديات، ذكر حسن أن "التقييم اختلف من محافظة إلى أخرى"، لافتاً إلى أن اللجان التي شُكّلت من الوزارة ووزعت على المحافظات وجدت أن بعض المنتديات بحاجة إلى إعادة تأهيل، وبعضها الآخر بنيته التحتية متهالكة وتحتاج إلى دعم. وهذا حال اغلب المنتديات. وأكد أن المنتديات، ومنذ لحظة فصلها عن الوزارة، تعاني من وضع سيئ.
وختم قائلاً: "نتمنى أن تعود هذه المنتديات إلى الوزارة لكي تحظى بالاهتمام والرعاية، بما يخدم الشباب ويطور إمكاناتهم".
خطة وطنية لرعاية الشباب
وذكر مسؤول الدائرة الأولى في مجلس الشباب الأعلى بمحافظة الأنبار، محمد مجيد، إن "المجلس الأعلى للشباب هو أحد البرامج الحكومية التطوعية التي أطلقتها الحكومة منذ ما يقارب السنة والنصف، ويهدف إلى تمكين الشباب في مختلف المحافظات".
وأوضح مجيد لـ "طريق الشعب"، أن "المرحلة الأولى من البرنامج استهدفت نحو 5000 شاب وشابة من مختلف محافظات العراق، حيث تم تمكينهم عبر مخيمات تدريبية أقيمت في أربيل، بهدف إعدادهم كقادة ميدانيين داخل مجتمعاتهم".
وواصل الحديث: "تطور هذا البرنامج لاحقاً ليشمل عدة فرق متخصصة، منها، فريق سفراء الشباب، فريق المناخ والبيئة، الفريق الرقمي الوطني، والفريق الوطني لذوي الإعاقة".
وأشار إلى أن "هذه التشكيلات جميعها تعمل تحت مظلة المجلس الأعلى للشباب، كجزء من خطة وطنية ترعاها الحكومة العراقية لتمكين الشباب ورعايتهم".
وبيّن مجيد أن المجلس الأعلى للشباب رعى العديد من المسابقات والمبادرات الوطنية، منها المسابقة الوطنية لدعم مشاريع الشباب، والتي جرى خلالها دعم 100 مشروع شبابي بكلف مالية تراوحت بين 5 إلى 50 مليون دينار عراقي. جائزة العطاء الوطني، إلى جانب العديد من المبادرات الأخرى التي هدفت لخدمة وتمكين الشباب.
وأضاف ان المجلس الأعلى للشباب مؤخراً أطلق مبادرة الخير، لتقديم قروض للمشاريع الشبابية ضمن عدة قطاعات، كما أُضيف الجانب الإغاثي للمبادرة لتغطية احتياجات ذوي الإعاقة، والعوائل المتعففة، والمقبلين على الزواج.
وأكد أن الحكومة، ومن خلال المجلس الأعلى للشباب، لديها خطط أوسع لتمكين الشباب، من خلال برامج تدريبية تُقام داخل المنتديات الشبابية ومراكز التدريب المهني في عموم المحافظات.
ويبين مجيد أن واحدة من أهم المرجعيات التي يمكن أن يعتمد عليها الشباب هي المنتديات الشبابية، لما لها من أهمية بالغة في تقديم الخدمات، والنشاطات، والمبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم ومشاريعهم.
ويؤكد أن دعم هذه المنتديات مهم، كونها تمثل متنفساً للشباب الواعي والمثقف، ولكل من يسعى لتطوير ذاته وعمله.
وفي حال تم إهمال هذه المنتديات، فقد يجد الشباب أنفسهم مضطرين للجوء إلى المقاهي، والتي قد تسهم في تعزيز السلوكيات السلبية، وتفتح الباب أمام تعاطي المخدرات أو اكتساب عادات غير صحية تؤثر على مستقبلهم.
فرض تبعية اجبارية
وفي ذات السياق، سلطت الناشطة المدنية أروين عزيز الضوء على واقع المنتديات الشبابية في العراق، مؤكدة أنها تعاني من إهمال متراكم ومحاولات لاحتوائها ضمن أطر حكومية لا تحمل نية حقيقية لدعم الشباب.
وأوضحت عزيز لـ "طريق الشعب"، أن "الفرق التطوعية او غيرها من الأطر التي تم تشكيلها مؤخراً تحاول فرض تبعية الشباب للحكومة، دون وجود استراتيجيات واضحة لتفعيل دورهم الحقيقي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل التفافاً على مطالب الشباب بدلاً من الاستجابة لها.
كما أشارت إلى أن البُنى التحتية للمنتديات الشبابية تعاني من التهالك، إذ أن أغلبها يعود تاريخ تأسيسه إلى فترة الستينات، ولم يتم تشييد سوى عدد قليل منها في السنوات اللاحقة، وهي لا تواكب التزايد الكبير في أعداد الشباب حالياً. وأكدت أن هذه المراكز تواجه نقصاً حاداً في التخصيصات المالية، ما يعكس توجهاً غير معلن نحو خصخصتها أو إحالتها إلى الاستثمار، وهو ما سيُغير من طبيعة هذه المنتديات ويحرفها عن أهدافها الأساسية كمراكز لتنمية قدرات الشباب.
وكشفت عزيز عن محاولات سابقة جرت في محافظة كربلاء لتحويل أحد المنتديات إلى مشروع استثماري، في خطوة أثارت مخاوف النشطاء بشأن مستقبل هذه المساحات الحيوية.
وفي تعليقها على موضوع تحويل ملف إدارة المنتديات إلى إدارات المحافظات، قالت إن "هذا التوجه غير صائب"، لأن أغلب الحكومات المحلية لا تُبدي اهتماماً كافياً بالجانب الشبابي، ما يُنذر بمزيد من التراجع في دور هذه المنتديات.
واختتمت عزيز حديثها بالإشارة إلى ضعف تمثيل النساء في فعاليات بعض المنتديات بالمحافظات، حيث تقتصر الأنشطة على الذكور فقط، ما يعكس غياب التوازن الجندري ويفتح الباب أمام تساؤلات عن مدى شمولية هذه المنتديات ودورها في تمكين جميع فئات الشباب.
************************************************
الشيوعيون في الديوانية يزورون النائب نور نافع الجليحاوي
الديوانية - عادل الزيادي
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الديوانية يوم الاثنين الماضي، مكتب النائب نور نافع الجليحاوي، حيث جرى التباحث في قضايا وطنية وسياسية هامة.
تناول اللقاء مشروع التغيير المدني الديمقراطي وسبل تجاوز الضغوطات والعقوبات الدولية التي تؤثر على الشعب العراقي. كما تم بحث أهمية اتخاذ إجراءات لزيادة تلاحم الشعب ومعالجة الفساد، بالإضافة إلى حصر القرار السياسي والأمني بيد الجهات الدستورية.
وشمل النقاش الاستعدادات للانتخابات وأهمية الانفتاح على الشرائح الاجتماعية والقوى الوطنية الديمقراطية، فضلاً عن صياغة تحالفات تناسب التحديات الحالية. كما تم الحديث عن قانون الانتخابات وأهمية إجراء مراجعة وتصحيح بعض جوانبه لتشجيع الناخبين على المشاركة الواسعة.
النائبة نور نافع رحبت بالزيارة وأشادت بمواقف الحزب الشيوعي، مؤكدة أهمية الاستمرار في اللقاءات والحوار.
واتفق الطرفان على تعزيز التواصل بشكل مستمر والانفتاح على القوى الوطنية الديمقراطية.
وتألف الوفد من الرفاق: ميعاد القصير، نعيم المرمضي نائب السكرتير، ومنجد رزاق عضو اللجنة المحلية.
**************************************************
وقفة اقتصادية.. دور الدولة في معالجة البطالة
إبراهيم المشهداني
تشكل البطالة في العراق الظاهرة الأكثر خطورة، ليس فقط بسبب انعكاساتها السلبية على حياة الشباب وتمتد على عموم السلم المجتمعي زيادة على دورها الخطير في هدر الطاقات البشرية التي اكتسبتها، من خلال العملية التعليمية التي قضت فيها سنوات من التعلم في مجال المهارات والتدريبات المهنية والعلوم الاجتماعية والثقافات المعرفية وكل تلك التخصصات التي اكتسبتها هذه الشريحة الواسعة من المجتمع وأهلتها لتكون قوة عاملة جديرة في إنجاح عمليات التنمية المستدامة.
إن ظاهرة البطالة لم تأت من فراغ، فإن السياسات التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة والتي أسست لها من خلال رؤية الاحتلال الأمريكي بعد عام 2003 وحددت ملامحها في السنوات اللاحقة وتجسدت في تراجع الأداء الاقتصادي وفشله في تحقيق معدلات تنمية متقدمة والتي يقدرها الاقتصاديون ب 2 في المائة بما تقل عن معدل الزيادة السكانية البالغة 2.8، وتبديد الثروة المتولدة عن الريع النفطي نتيجة انتشار الفساد الإداري وسكوت الدولة عن تزايد هذه الأمراض الخطرة وغض الطرف عن مرتكبيها يتبدى بمشاريع وهمية غير منتجة وغير مجدية اقتصاديا، الأمر الذي لم يكن بوسعها استيعاب قوة العمل المتاحة، والأثر السلبي للسياسة التجارية الاستهلاكية المخططة إلى تحرير التجارة من القيود التشريعية الداخلية وانعكاساتها على القطاعين العام والخاص وتلكؤ عملية إعمار العراق رغم المنح الكبيرة المقدمة من دول التحالف الدولي والتي زادت عن 50 مليار دولار والتي لم تولد سوى 20 ألف فرصة عمل.
من تصريحات مستشار رئيس الوزراء المنشور في الصحافة العراقية إن الحكومة تتجه لتخفيض معدلات البطالة نحو 4 في المائة بصورة تدريجية عبر سياسات دعم التنمية ومنهج اقتصادي يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي بتحقيق هدفين الأول رفع معدلات النمو في الإنتاج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى ما لا يقل عن 5 في المائة والثاني خفض معدلات البطالة تدريجيا وصولا إلى 4 في المائة. وهذه الأهداف تتحقق عبر التنوع الاقتصادي وعن طريق توسيع الصناعة التحويلية القادرة على امتصاص 60 في المائة من البطالة ويؤدي إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وزيادة الإنتاج المحلي الإجمالي بوتيرة متسارعة وهذا بحسب تصريح المستشار يتم بثلاث سياسات : الأولى السير بمبادرة القروض الشبابية التي استفاد منها العشرات (وفي هذا المجال لم تتضح نتائج القروض السابقة الممنوحة للشباب في مشاريع صغيرة ومتوسطة)، والسياسة الثانية تأسيس بنك الريادة كمصرف خاص يحظى بدعم حكومي واسع ويهدف إلى منح قروض للمشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة (وهذه السياسة فيها من الغموض ما يلفت الانتباه إلى عجز هذا البنك في تحقيق نجاحات ما لم تستطع المصارف القائمة سواء الحكومية او الأهلية بقضها وقضيضها من تحقيق النتائج المستهدفة)، والسياسة الثالثة تشكيل لجنة الضمانات السيادية التي تقوم بتدعيم الصناعات الأهلية الكبيرة من خلال قروض مصرفية يتم تأمينها من كبريات الدول الأوروبية واليابان وغيرها بضمانات سيادية من الدولة العراقية، التمويل واستيراد خطوط انتاج صناعية متقدمة تتحمل الدولة 85 في المائة من تكاليف القرض، وهنا تثار الأسئلة التالية ماهي مبررات إنشاء مصرف مملوك للقطاع الخاص ليس لخزينة للدولة فيه من نصيب ؟ ثم وهذا منهج غاية في الغموض لماذا تتحمل الدولة 85 في المائة من تكاليف القروض لمصانع أهلية كبيرة وما هو دور صاحب المشروع الصناعي الكبير صاحب القدح المعلى. وتبقى هذه السياسات الثلاث محط تساؤل ومضامين وكيفيات مجهولة التفاصيل!!
إن السياسة الاقتصادية الطموحة حقا والكفيلة بإصلاح ومعالجة أزمة الاقتصاد العراقي تكمن في تنويع الاقتصاد وفق خطط استراتيجية واضحة وملزمة التنفيذ وتنشيط المدن الصناعية على أساس التجربة العالمية وإجراء التعديلات على قوانين البنك المركزي المتعلقة بالسياسة النقدية وقانون الإدارة المالية والدين العام وتنشيط دور وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في تطوير سوق العمل عبر تطوير مهارات القوة العاملة وتنظيم تشريعات هذا السوق بما يوفر الحوافز للطبقة العاملة وتطوير قانون العمل والضمان الاجتماعي والقوانين الأخرى المنسجمة مع لوائح منظمة العمل الدولية.
*******************************************
الصفحة الخامسة
قطاع الدواجن يعاني الخسائر المنتج الأجنبي ما زال يُغرق الأسواق
متابعة – طريق الشعب
في الوقت الذي يحقق فيه العراق اكتفاء ذاتيا من بيض المائدة، لا تزال الأسواق تغرق بالبيض المستورد، الذي يُباع بأسعار منخفضة – حسب ما يؤكده متابعون في حديث صحفي، واصفين الأمر بـ"المفارقة العجيبة"!
فيما يلفتون إلى أن استمرار إغراق الأسواق بالبيض والدجاج المستوردين، تسبب في خسائر كبيرة لأصحاب الحقول، وأدى إلى توقف مجازر محلية عن العمل.
يأتي ذلك في وقت يؤكد فيه وكيل وزارة الزراعة مهدي سهر الجبوري، أن "الوزارة ملتزمة بقرار مجلس الوزراء المرقم 24634 لسنة 2024 والقرار 183 لسنة 2022، اللذين تضمنا إبقاء الرسم الكمركي للدجاج المستورد الكامل المجمد بنسبة 50 في المائة، إضافة للرسم الكمركي المفروض على مقطعات الدجاج بنسبة 25 في المائة كجزء من حماية المنتج المحلي".
ويضيف الجبوري في حديث صحفي، أن "هذه الإجراءات تأتي دعماً وتشجيعاً لقطاع الدواجن الذي يوفر منتجاً محلياً ذا قيمة عالية وصحية، إضافة إلى تشغيل الآلاف من الأيدي العاملة في مشاريع الدواجن بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مع ضمان إبقاء المنافسة بين المنتجين المحلي والمستورد في الأسواق المحلية للحفاظ على استقرار الأسعار".
فيما يؤكد مدير عام الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة وليد الزرفي، أن "الوزارة لديها إجراءات تمنع إغراق الأسواق بالدجاج والبيض المستورد. وفي حال كانت هناك وفرة في الإنتاج المحلي يتم منع المستورد"، مستدركا "لكن ما يحصل هو تهريب وتجاوز للرسم الكمركي، وبالتالي تكون أسعار الأجنبي أرخص من المحلي".
تهريب الدواجن
يعد تهريب الدجاج والبيض وغير ذلك من المواد الغذائية، من المشكلات الاقتصادية البارزة التي تواجه العراق.
وفي هذا السياق يقول رئيس الجمعية العراقية لرعاية منتجي الدواجن، علي المظفر، أن "الدواجن المهرّبة تسبب خسائر كبيرة للمنتجين المحليين. وأن التهريب يحصل نتيجة عدم السيطرة على المنافذ الحدودية، خصوصاً منفذ باشماخ في السليمانية".
ويؤكد في حديث صحفي، أن "المنتج المحلي يحقق الاكتفاء الذاتي، وأن وزارة الزراعة تقف مع أصحاب الدواجن وتحاول جعل الإنتاج المحلي هو الأول، لكنها لا تمتلك سيطرة على المنافذ الحدودية لمنع التهريب، وهذا من مسؤولية الأجهزة الأمنية".
ويشير المظفر إلى أن "المستورد المهرّب أرخص من المحلي، وهذا بسبب دخوله بلا رسم كمركي. وان تاريخ إنتاجه غير معلوم، وهو عادة ما يأتي في نهاية مدة الصلاحية، فيتم تغيير الأكياس وكتابة صلاحية أخرى غير صحيحة"!
ويؤكد أن "هناك آلاف الأطنان من الدجاج المحلي متروكة في المجازر نتيجة الدجاج المهرّب الرخيص. كما أن غالبية المجازر متوقفة حالياً عن العمل، منها مجازر كربلاء والمحاويل والديوانية، وإن كان لديها انتاج فهو بسيط لضعف الإقبال عليه".
ويتابع قوله أن "في مشروع (صحاري كربلاء) هناك كذا ألف طن من خزين الدجاج المجمد، وهو متروك في ظل وجود دجاج أوكراني يأتي بأسعار زهيدة. كما ان هناك دجاجا إيرانيا وتركيا وبرازيليا مهربا، وهو ما دفع بعض المنتجين إلى ترك العمل في ظل عدم وجود حماية حكومية لهم".
من يحمي المنتج المحلي؟!
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي صفوان قصي، أن هناك حاجة ماسة إلى حماية المنتج والمستهلك من قبل وزارة الزراعة بالتنسيق مع هيئة المنافذ الحدودية، مبينا أن الثروة الحيوانية تعد إحدى بوابات التنويع الاقتصادي، وانها توفر فرص عمل كثيرة.
ويشدد في حديث صحفي، على "أهمية حماية المنتجين ومتابعة الأسعار بطريقة مستمرة، خاصة خلال موسم رمضان. إذ ان بعض المضاربين يلجأون إلى شراء وتخزين المنتج بغية رفع الأسعار واستغلال حاجة المستهلكين".
ويضيف قصي قوله أن "دخول المنافس الدولي واتباع قسم من الدول سياسة الإغراق بزيادة صادراتها لغرض دعم إنتاجها، إضافة إلى عدم وجود نظام حماية للإنتاج العراقي، كل ذلك أثر بشكل كبير على المنتجين المحليين"، مشيرا إلى ان "حماية المنتجين تكون بتخفيض تكاليف الإنتاج، وحماية الاقتصاد المحلي من الإغراق تتطلب الانتماء إلى منظمة التجارة العالمية، وإيجاد صيغة للتعاقدات طويلة الأجل لغرض تحفيز الاستثمار بتوسيع دائرة الإنتاج، لأن المستثمر لا يستطيع الاستثمار في بيئة تتعرض إلى عمليات استيراد بشكل غير منظم".
ويدعو قصي إلى أن "يكون لدى العراق نظام دعم للمنتجين، خاصة على مستوى توفير الوقود لاستخدامه في إنتاج الطاقة الكهربائية، وبالتالي يساهم ذلك في تخفيف تكاليف الإنتاج"، مؤكداً أن "ربط منظومة الإنتاج بمنظومة الاستهلاك بطريقة شفافة سيساعد في حماية المنتجين والمستهلكين معا".
**********************************************
أهالي {أم الكبر والغزلان}: نعاني تدهور الخدمات ومناشداتنا لم تلق استجابة
متابعة – طريق الشعب
شكا أهالي حيي "الكوفة" و"أم الكبر والغزلان" شرقي بغداد، من تدهور الخدمات في حييهم، مؤكدين في شكوى نشروها على "فيسبوك"، انهم يعانون كثيرا جرّاء واقعهم الخدمي المزري، وان مناشدات كثيرة في هذا الشأن وجهوها إلى الجهات المعنية، لم تلق استجابة. وأكد الأهالي أن "الوضع الحالي لم يعد يتحمل المزيد من الإهمال"، مطالبين بلدية الشعب بالإسراع في حل مشكلاتهم الخدمية، وفي مقدمتها خدمات البنى التحتية. وأوضحوا أن حال شوارعهم مترد جدا، حيث تنتشر فيها حفر تعيق حركة المواطنين وتضر بمركباتهم وتتسبب في حوادث مرورية، ما يتطلب الإسراع في صيانة الشوارع وتعبيدها.
وطالبوا أيضا بصيانة شبكة الصرف الصحي. إذ تعاني شوارعهم طفح المياه الآسنة، ما يشكل تهديدا مباشرا للصحة العامة، مطالبين كذلك برفع النفايات بشكل منتظم، لمنع تراكمها، والحد من مخاطرها الصحية والبيئية. ودعا الأهالي إلى تحسين إنارة الشوارع، وإنشاء مساحات خضراء وأماكن ترفيهية، من أجل خلق بيئة صحية وآمنة للعائلات والأطفال. ونوّهوا إلى ان "استمرار تجاهل هذه المشكلات وعدم اتخاذ أي إجراءات فعلية خلال مدة قصيرة، سيؤدي إلى تصعيد الموقف، ما سيدفع الأهالي إلى تنظيم تظاهرات حاشدة وإغلاق الشوارع احتجاجًا على الإهمال المستمر"، مؤكدين "أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا التدهور الذي يؤثر سلبًا على حياتنا اليومية". ويأمل أهالي الحيين التعامل مع مطالبهم بجدية وتنفيذها على وجه السرعة، قبل تفاقم المشكلة "فصبرنا قد نفد، ولن يكون أمامنا خيار سوى التصعيد السلمي للمطالبة بحقوقنا المشروعة".
*************************************************
الموصل.. {صناعية وادي عكاب} مهددة بالإزالة وأصحاب الورش بلا بدائل
متابعة – طريق الشعب
أبلغت هيئة النقل البري في نينوى 15 محلاً ومعملين لإنتاج الثلج في حي وادي عكاب الصناعي في الجانب الأيمن من الموصل، بإزالة مقرات عملهم بعد عيد الفطر المقبل، لغرض منح الأرض إلى مستثمر. وتعود هذه القضية إلى 2020 حين رفعت الهيئة دعوى ضد بلدية الموصل بشأن عائدية الأرض، وكسبتها عام 2023. فيما يقول أصحاب المحال إنهم يعملون في الحي الصناعي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وقاموا ببناء محالهم على حسابهم الخاص بنظام المساطحة مع البلدية، مطالبين محافظ نينوى و محكمة الاستئناف بالتدخل لمنع تنفيذ القرار. في حديث صحفي قال عمر حازم، وهو أحد أصحاب المحال، أنه "منذ عام 1982 ونحن نمتلك هذه المحال من خلال نظام المساطحة مع بلدية الموصل. وقد تفاجأنا بأن هناك دعوى مقامة من هيئة النقل البري على البلدية، بحجة أن ملكية الأرض تعود للهيئة"، مضيفا أن "الهيئة كسبت الدعوى. وقد أبلغتنا أخيرا عبر الهاتف بانتهاء المساطحة، وبأن الأرض أحيلت إلى مستثمر، ومحالنا ستزال بعد عيد الفطر". وأكد أنه "لدينا إجازات عمل من التنمية الصناعية"، مناشدا محافظ نينوى إيجاد حل لهم "ونحن مستعدون لتوقيع عقود مع المستثمر". أما قحطان صباح، وهو أيضا صاحب محل، فقال أن "عقود المساطحة توقفت مع دخول داعش للمدينة. وفي عام 2020 راجعنا لدفع الإيجار لكن البلدية امتنعت عن أخذه. فكان من المفترض أن تراجعنا لجنة من النقل البري". إلى ذلك، ذكر صاحب المحل حسين حكمت، أنه "في العام 2023 تلقينا تبليغا من هيئة النقل بتوقيع عقود إيجار جديدة. فنحن لم ندفع الإيجارات منذ عام 2020، كون البلدية امتنعت عن استلامها، كذلك هيئة النقل امتنعت عن الاستلام بسبب وجود مشكلة قانونية في ملكية الأرض".
*******************************************
غياب التخصيصات المالية يشلّ مشروع مكتبة الرمادي
متابعة – طريق الشعب
يعاني مشروع المكتبة المركزية في الرمادي توقفا تاما منذ عام 2022. فعلى الرغم من الوعود بإنجازه في وقته المحدد (منتصف عام 2023)، إلا أنه تعثر جرّاء قلة التخصيصات المالية – وفقا لمسؤولين محليين. ويتضمن المشروع هدم المكتبة القديمة وإعادة بنائها. وقد تمت المباشرة فيه إبان آذار 2022، على أن يُنجز بالكامل خلال 450 يوما، أي سنة وثلاثة شهور – حسب ما مدوّن على لائحة المشروع. تنقل وكالة أنباء "شفق نيوز" عن مسؤول إعلام قائم مقامية الرمادي، قوله أن "السبب الرئيس وراء تعطل المشروع هو نقص التخصيصات المالية. حيث كانت المكتبة ضمن المشاريع التنموية التي انطلقت بعد تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم داعش". ويضيف المسؤول الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه أن "العمل في المشروع انطلق قبل أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن تعقيدات مالية وإدارية حالت دون إتمامه". ويطالب ناشطون ومثقفون في الأنبار الحكومتين المحلية والمركزية بإعادة النظر في الأموال المخصصة للمشروع، وتحديدها بالشكل الذي يكفي لإتمامه، لا سيما ان الإنجاز وصل إلى مراحل متقدمة. كما يدعون الجهات المعنية إلى تفعيل دور المنظمات الدولية والمحلية لدعم المشاريع الثقافية في المحافظة.
وبحسب تصريح صحفي لمحافظ الأنبار السابق علي فرحان الدليمي، فإن "المكتبة المركزية في الرمادي ستكون من أبرز الصروح العلمية والثقافية في المحافظة عند اكتمال إعادة إعمارها"، مشيرا إلى ان "المبنى سيتألف من خمسة طوابق مجهزة بأحدث التقنيات".
من جانبه، يقول عمر الدليمي، وهو طالب في جامعة الأنبار، أن "مشروع المكتبة المركزية كان يشكل أملاً كبيراً لأبناء المدينة، لكن قلة الدعم المالي حالت دون استمرار العمل فيه"، مؤكدا "نحن بحاجة إلى إعادة النظر في أولويات الإنفاق الحكومي، وإلى السعي الجاد لبث الحياة في هذا المشروع الثقافي المهم".
إلى ذلك، يعبّر الأكاديمي مجيد الكبيسي عن استيائه من توقف المشروع. ويقول أن "المكتبة ليست مجرد مبنى، بل هي نافذة على المعرفة والثقافة، وتوقف مشروعها يشكل خسارة كبيرة لأبنائنا وطلبتنا الذين كانوا ينتظرون إتمام المشروع ليكون منبراً علمياً وثقافياً". يُذكر أن المكتبة المركزية كان مقررا لها أن تضم مقرات نقابة الصحفيين والبيت الثقافي ونقابة الفنانين، نظرًا لافتقار هذه الجهات إلى مقار رئيسة واعتمادها على مقار مستأجرة.
*********************************************
اگول.. استمرأوا القتل!
عماد شريف
مع غياب الرادع القانوني ومن قبله الأخلاقي، والتهاون الواضح وعدم الجدية في حصر السلاح بيد الدولة، اصبح الوطن اشبه بغابة يأكل فيها القوي الضعيف. فانتشرت الجريمة بشكل مرعب – حسب ما تُظهر الاحصائيات المحلية والدولية - وارتفع معدل جرائم القتل الى أرقام مخيفة.
وبحسب المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان في العراق، ففد "تم تسجيل اكثر من 1200 حالة قتل في عام 2024 مقارنة بـ 1540 حالة عام 2023"!
ان تهاون الحكومة وعدم جديتها في حصر السلاح بيد الدولة، سيؤدي الى تصاعد نسبة الجريمة، في حين أثبتت عملية شراء السلاح من المواطنين فشلها ولم تحقق النتائج المرجوة. إذ كان من المفترض بالحكومة ان تجمع السلاح من الأهالي بشكل اجباري وليس عن طريق منحهم مبالغ مالية، ما زاد من عملية المتاجرة بالأسلحة وبيعها على الدولة. اضف الى ذلك ان عملية منح إجازة حيازة سلاح يجب ان تنتهي ويتوقف العمل بها، فهي ليست إجازة سوق او بناء او استيراد وتصدير وغيرها، انها إجازة تتيح لصاحبها قتل الآخر لأتفه الأسباب. وقد ارتكبت جرائم قتل من اجل (1000) دينار لا أكثر، او إثر شجار بين مجموعة من الأطفال وغير ذلك الكثير. وكل هذا يعود الى عدم الشعور بالمسؤولية وعدم احترام القانون ما جعلهم يستسهلون ارتكاب الجرائم بدمٍ بارد.
على الحكومة ان تكون حريصة على أرواح مواطنيها المسالمين بقوانين صارمة تمنع حيازة السلاح نهائياً، وبعيدا عن الاستثناءات.
******************************************
مواساة
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق ثامر حميد سعيد (ابو غزوان)، بوفاة ابنة شقيقته.
للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.
كذلك تعزي اللجنة المحلية الرفيق حاتم اسماعيل الشارود، بوفاة زوجته اثر وعكة صحية. وتعزي أيضا خال الفقيدة الاستاذ عبد الكريم الكشفي، مدير تربية ديالى السابق.
لها الذكر الطيب ولذويها في قرية الهويدر الصبر والسلوان.
- تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشعلة/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق عبود هدب الطائي، بوفاة ولده عبير إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.
********************************************
الصفحة السادسة
الأمم المتحدة: القوة العسكرية لن تؤدي إلا إلى مفاقمة مأساة الشعب الفلسطيني الاحتلال الصهيوني لا يكف عن إراقة الدماء
متابعة – طريق الشعب
خرج آلاف المحتجين في شوارع الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبعض عواصم الدول العربية، للتنديد بعودة حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة المحاصر، وطالبوا بوقف الحرب وعدم دعم الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة. كما نددت دول عربية وأوروبية ومنظمات بعودة الحرب على القطاع.
وأدت هجمات طائرات الاحتلال إلى استشهاد أكثر من 450 فلسطيناً كان حصة الأطفال والنساء الأكبر، فيما وجه الجيش الصهيوني أوامر أخلاء في شمال قطاع غزة وجنوبه، يأتي ذلك بعد تأكيدات إسرائيلية عن ان هذه الضربات تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
جحيم على الأرض
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، باحترام الوقف الكامل لإطلاق النار وبدخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ودان المستوى غير المحتمل من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة المنكوب.
فيما قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني إن "استئناف الحرب سيؤجج جحيما على الأرض". وأضاف: استئناف الحرب لن يؤدي إلا إلى مفاقمة اليأس والمعاناة. يجب العودة إلى وقف إطلاق النار".
كذلك، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن صدمته حيال الضربات الإسرائيلية، داعيا إلى "إنهاء هذا الكابوس فورا".
وقال إنّ "السبيل الوحيد للمضي قدما هو التوصل إلى تسوية سياسية وفقا للقانون الدولي"، مضيفا أنّ "استخدام إسرائيل مزيدا من القوة العسكرية لن يؤدي إلا إلى مفاقمة مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ظروف كارثية".
هذه مجرد بداية!؟
ويبدو أن رئيس وزراء الاحتلال، يفكر إلى بالمزيد من القتل والدمار، فقد قال في تصريح متلفز إن" الهجوم مجرد بداية، وشدد على أن الضغط العسكري لا غنى عنه"!
وأضاف: ان " المفاوضات حول الافراج عن الرهائن لن تجري من الآن فصاعداً الا تحت النار".
ومن أجل تلافي الضغوطات التي تواجه الحكومة اليمينية المتطرفة وائتلافها، وافقت على تعيين المتشدد بين غفير مرة أخرى كوزير للأمن الوطني، يأتي ذلك قبل أسبوع من التصويت الحاسم على الميزانية، في ظل صعوبات يواجهها الائتلاف الحكومي لضمان الأغلبية.
وكان بن غفير قد وضع ثلاثة شروط لعودته، أولها تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة، ووقف جميع المساعدات الإنسانية للقطاع، وتصعيد العمليات العسكرية.
وفي تطورات العدوان، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نقلا عن محللين أمنيين مطلعين على خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قوات الاحتلال تخطط لعملية برية واسعة النطاق بقطاع غزة.
سيستمر نفوذها
نقلت مجلة فورين بوليسي عن المفاوض السابق في الخارجية الأميركية آرون ديفيد ميلر أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة لم تفاجئهم، وهي ترتبط بما يواجهه رئيس الوزراء الاحتلال من محن سياسية، مشيراً إلى ان "احتمالات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة كانت دائما ضئيلة جدا" موضحاً، أن "حركة حماس لم تكن لتفرج عن الأسرى ما لم تحصل على ضمانات قوية، لكن لا الأمم المتحدة ولا واشنطن كانتا لتقدما تلك الضمانات لحماس". مؤكداً انها لن تُدمر وسيظل نفوذ الحركة ملموسا وكبيرا في غزة.
جريمة حرب
أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، سياسة الاستيطان التي تمارسها دول الاحتلال، قد ترقى إلى "جريمة حرب" ودعا إلى إجلاء جميع المستوطنين من الضفة الغربية وتقديم تعويضات عن الاستيطان غير الشرعي المستمر منذ عقود.
وقال تورك: "يرقى نقل إسرائيل لأعداد من سكانها المدنيين إلى الأرض التي تحتلها، إلى مستوى جريمة الحرب". وأضاف "على إسرائيل أن توقف فوراً وبشكل كامل جميع الأنشطة الاستيطانية، وأن تخلي جميع المستوطنين، وأن توقف الترحيل القسري للسكان الفلسطينيين، وأن تمنع وتعاقب الاعتداءات التي يشنها كل من قوات الأمن والمستوطنين".
وقال تورك إن " سياسة إسرائيل الاستيطانية، وأعمال الضم التي تنفذها والتشريعات والتدابير التمييزية ذات الصلة، تنتهك القانون الدولي، تماماً كما أكدته محكمة العدل الدولية، وتنتهك أيضاً حق الفلسطينيين في تقرير المصير".
***********************************************
الأمم المتحدة: كوارث المناخ اضطرت أعدادا قياسية من البشر للفرار خلال 2024
جنيف – وكالات
قال المركز الدولي لرصد النزوح (IDMC) التابع إلى الأمم المتحدة، إن كوارث المناخ أجبرت آلاف البشر على الفرار في 2024 ما يبرز الحاجة الملحة إلى أنظمة إنذار مبكر تغطي الكوكب بأسره.
وقال المركز في تقرير صدر أمس: على سبيل المثال، اضطر حوالي 100 ألف شخص للفرار في موزمبيق بسبب إعصار شيدو.
وذكر التقرير أن عام 2024 كان العام الأكثر دفئًا في سجل الرصد الذي يمتد 175 عاما، وكان على الأرجح أول سنة تقويمية تتجاوز فيها حرارة سطح الأرض 1.5 درجة مئوية عن معدل ما قبل الصناعة، حيث كانت متوسط درجة حرارة سطح الأرض العالمية 1.55 درجة مئوية أعلى من المتوسط لفترة 1850-1900، وفقًا لتحليل يجمع بين ست مجموعات بيانات دولية رئيسية.
وبحسب ساولو، أظهرت بيانات العام 2024 أن المحيطات "استمرت في الاحترار، وأن مستويات سطح البحر استمرت في الارتفاع".
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى الفيضانات في مدينة فالنسيا الإسبانية التي راح ضحيتها 224 قتيلا، والحرائق المدمّرة في كندا والولايات المتحدة التي أجبرت أكثر من 300 ألف شخص على الفرار من منازلهم.
وقالت المنظمة "وصلت العلامات الواضحة لتغير المناخ الناتج عن النشاط البشري إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2024، وبعض عواقب هذه الكارثة التي سببها الإنسان ستكون لا رجعة فيها على مدى مئات إن لم يكن آلاف السنين".
وأشارت الأمينة العامة للمنظمة سيليستي ساولو إن المنظمة ودول العالم تعمل على "تكثيف الجهود لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر وخدمات المناخ". يتم إحراز تقدم "لكننا بحاجة إلى المضي قدما وبسرعة أكبر. نصف دول العالم فقط لديها أنظمة إنذار مبكر كافية. هذا يجب أن يتغير". مشددة على أن "الاستثمار في خدمات الطقس والمياه والمناخ أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى لمواجهة التحديات وبناء مجتمعات أكثر أمانا ومرونة".
وتأثرت البلدان الأكثر فقرا بشدة بالأعاصير والجفاف وحرائق الغابات وغيرها من الكوارث، وفقًا لتقرير حالة المناخ العالمي لسنة 2024 الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة.
وخلال عرض التقرير، سلطت عالمة المحيطات كارينا فون شكوكمان الضوء على "التسارع" في اثنين من المؤشرات العالمية: احترار المحيطات المتزايد منذ عام 1960 وارتفاع مستوى البحر.
بدوره قال عمر بدّور، مسؤول قسم رصد المناخ وخدمات السياسات في إدارة المحيطات والغلاف الجوي الأميركية، خلال إطلاق التقرير "نعمل مع جميع العلماء في العالم ومع كل البلدان"، مضيفاً: "نأمل أن يستمر ذلك، رغم الاختلافات السياسية والتغيرات الداخلية".
فيما شددت سيليستي ساولو أنه في "الوقت عينه، تذوب الأجزاء المتجمدة من سطح الأرض بمعدل مثير للقلق. وأوضحت "تستمر الأنهار الجليدية في التراجع، ووصل جليد البحر في القارة القطبية الجنوبية إلى ثاني أدنى مستوى له على الإطلاق. في غضون ذلك، لا يزال الطقس المتطرف يُخلف عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم".
**********************************************
تركيا.. اعتقال معارض لأردوغان وتقييد لمواقع الانترنت
إسطنبول – وكالات
اعتقلت الشرطة التركية، أمس الأربعاء، رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو وهو أحد المرشحين المحتملين لمنافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزعمت تقارير عن أن "سبب احتجازه لوجود شبهات فساد".
يأتي ذلك غداة إبطال جامعة إسطنبول شهادته الجامعية، واعتبرت أنه نالها دون وجه حق، وقد تعرقل هذه الخطوة منافسة اردوغان.
وأفاد إمام أوغلو على منصة X بأن "مئات عناصر الشرطة وصلوا إلى منزلي. أسلّم نفسي إلى الشعب". وقال مساعد له إن أوغلو "احتجز وهو الآن في مقر الشرطة" بعد دهم منزله.
وفي التطورات، أصدر والي إسطنبول أمرا، بحظر التجمعات والتظاهرات في المدينة التركية لمدة 4 أيام. ومن جهة أخرى، قالت منظمة مراقبة الإنترنت (نت بلوكس (إن تركيا قيدت الوصول إلى العديد من منصات التواصل الاجتماعي.
**************************************************************
لجنة التجارة الفدرالية قد تصبح بيد مؤيدي ترامب!
أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الديموقراطيَين الوحيدين في لجنة التجارة الفدرالية الأميركية، وبهذا سيكون المجال امامه لتعيين موالين له في هذا المنصب، وتتمثّل المهمة الرئيسية للجنة التجارة الفدرالية بحماية الأميركيين من الممارسات التجارية الخادعة وغير المنصفة. وعادة ما تضم خمسة مفوضين من كلا الحزبين.
وكتب أحد المقالين ألفارو بيدويا " أن "الرئيس أقالني للتو بشكل غير قانوني.. هذا فساد بكل بساطة ووضوح". متعهداً بمقاضاته على خلفية هذا القرار.
الهجرة الدولية: مجتمعات المهاجرين تتعرض للخطر
قالت المنظمة الدولية للهجرة، إنها سوف تجبر على تقليص أو وقف مشاريع لها في أنحاء العالم على خلفية تخفيض تمويلها من قبل إدارة ترامب، وهذا يعني آثار شديدة على المهاجرين و6000 آلاف من موظفيها.
وأضافت المنظمة في أنها تتوقع تقليص التمويل بنسبة قياسية قدرها 30 بالمئة هذا العام بعد انخفاض كبير في المشروعات الممولة من الولايات المتحدة، موضحة " أن "خفض التمويل له آثار شديدة على مجتمعات المهاجرين المعرضة للخطر، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وتقويض أنظمة الدعم الحيوية للنازحين".
مشرّعون أمريكيون يحذرون من تسريح علماء البيئة
يحذر مشرّعون امريكيون من خطط تسريح مئات العلماء والباحثين في وكالة حماية البيئة في الحكومة الامريكية، وقد يقرر ترامب إقالة 1500 شخص في وكالة حماية البيئة، وسينقل الآخرين إلى إدارات أخرى.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة مولي فاسيليو إن الهيئة "بصدد اتّخاذ خطوات هامة مع دخولنا المرحلة التالية من التحسينات التنظيمية". وكان مدير الوكالة الجديد يخطط لخفض عديد الموظفين البالغ عددهم الإجمالي 17 ألفا بنحو 65 بالمئة.
**************************************************
ترامب وبوتين.. اتفاق على الاتجاه العام والتوصل إلى نتائج جزئية
متابعة – طريق الشعب
تحدث ترامب وبوتين هاتفيا لأكثر من ساعتين ووافق بوتين على اقتراح نظيره الأمريكي بأن تتوقف روسيا وأوكرانيا عن استهداف البنية التحتية للطاقة لكل منهما لمدة شهر، وسط سعي أمريكي لموافقة روسية على إنهاء الحرب.
جاء ذلك بعد أن ناقش الرئيسان الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة شهر والذي وافقت عليه أوكرانيا الأسبوع الفائت. وأضاف الكرملين في بيان أن الزعيمين "تبادلا وجهات النظر بشكل مفصل وصريح" بخصوص أوكرانيا خلال مكالمة هاتفية قال فيها بوتين إن حل الصراع يجب أن يكون "شاملا ومستداما وطويل الأجل"، مع الأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لروسيا والأسباب وخلفيات الحرب.
الموقف الروسي
قال الكرملين إن الرئيس الروسي وافق على اقتراح من الرئيس الأمريكي بأن تتوقف روسيا وأوكرانيا عن استهداف البنية التحتية للطاقة لكل منهما لمدة 30 يوما وأعطى أمرا بهذا الشأن للجيش الروسي. من جانبه قال دونالد ترامب إنه اتفق مع فلاديمير بوتين الثلاثاء خلال المكالمة "الجيدة والمنتجة" معه على العمل بسرعة من أجل وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، بعد إقرار وقف للهجمات على منشآت الطاقة لكن من دون التوصل إلى هدنة شاملة. وكتب الرئيس الأمريكي على شبكته "تروث سوشال" أنه "جرى التفاهم على أننا سنعمل بسرعة للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وفي نهاية المطاف إنهاء هذه الحرب المروعة جدا بين روسيا وأوكرانيا".
واكد الكرملين إن بوتين أثار "نقاطا مهمة" بشأن مراقبة مثل هذه الهدنة ومنع أوكرانيا من استخدامها لتعبئة مزيد من الجنود وإعادة تسليح نفسها. وتابع الكرملين "جرى التأكيد على أن الشرط الرئيسي لمنع تصعيد الصراع والعمل على حله بالوسائل السياسية والدبلوماسية ينبغي أن يكون الوقف الكامل للمساعدة العسكرية الأجنبية وإمداد كييف بمعلومات المخابرات".
وأعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدد ا، خلال المكالمة الهاتفية شروطا من أجل وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، بينها وضع حد "لإعادة تسليح" هذا البلد، وقال الكرملين في بيان إن "الجانب الروسي شدد على عدد معين من النقاط الأساسية تتصل بالمراقبة الفعلية لوقف محتمل لإطلاق النار على كامل خط الجبهة، وضرورة وضع حد للتعبئة الالزامية في أوكرانيا ولإعادة تسليح القوات المسلحة الأوكرانية". وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب بـ "وقف كامل" للمساعدة العسكرية الغربية لأوكرانيا. وقالت الرئاسة الروسية في بيان عقب المكالمة الهاتفية "تم التشديد على أن الشرط الأساسي لمنع تصعيد النزاع والعمل على حله بالسبل السياسية والدبلوماسية، ينبغي أن يكون الوقف الكامل للمساعدة العسكرية الغربية (لأوكرانيا) و(وقف) تزويد كييف بالمعلومات" الاستخباراتية.
الموقف الامريكي
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي اتفقا خلال الاتصال الهاتفي على السعي إلى وقف إطلاق نار محدود في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، كخطوة أولى لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ووصف البيت الأبيض هذه الخطوة بأنها الخطوة الأولى في "تحرك نحو السلام" الذي يأمل أن يشمل في نهاية المطاف وقف إطلاق النار البحري في البحر الأسود وإنهاء كامل ودائم للقتال. وقال البيت الأبيض إن المفاوضات "ستبدأ على الفور" بشأن تلك الخطوات. وكتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي أن المكالمة "جيدة ومثمرة للغاية".
وشدّدت الإدارة الأميركية في بيانها على "المزايا الهائلة" لإقامة "علاقة ثنائية أفضل" بين الولايات المتحدة وروسيا تُفضي إلى "اتفاقات اقتصادية ضخمة" محتملة".
تبادل أسرى حرب
وتتبادل روسيا وأوكرانيا 175 أسير حرب من كل من الجانبين، وفق ما أكد الرئيس الروسي. وذكر الكرملين في بيان أن "فلاديمير بوتين أعلن أن الجانبين الروسي والأوكراني سيتبادلان 175 أسيرا.
ولم تتضمّن محاضر المكالمة التي تم نشرها، حتى الآن من قبل كلّ من واشنطن وموسكو أيّ إحالة إلى احتمال إعادة تقسيم الأراضي، في حين كان الرئيس الأميركي قد أعرب عن استعداده للتطرّق إلى "تقاسم" بين أوكرانيا وروسيا، وهو ما أثار مخاوف كييف.
الموقف الأوكراني
علّق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مجريات الحديث بين بوتين وترامب بأن بلاده تتقبل فكرة الهدنة التي تشمل البنية التحتية للطاقة، مطالباً بمعرفة " تفاصيل ما عرضه الروس على الأمريكيين أو ما عرضه الأمريكيون على الروس"..
لاحقاً، اتهم زيلنسكي نظيره الروسي بأنه "رفض عملياً" مقترحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار، بعدما نفذت روسيا هجمات صاروخية على منشآت أوكرانية، ليل الثلاثاء. وبالمقابل تحدثت روسيا عن هجمات اوكرانية.
ردود فعل غربية
وبعد المكالمة، أعرب المستشار الألماني، المنتهية ولايته، أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نيتهما مواصلة مساعدة كييف عسكريا.
وقال شولتس وبجانبه ماكرون، الذي يزور المانيا، "كلانا متّفقان على أن أوكرانيا يمكن أن تعتمد علينا وعلى أن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على أوروبا وأننا لن نخذل كييف".".
وقال ماكرون "سنواصل دعم الجيش الأوكراني في حرب المقاومة ضد العدوان الروسي".
رحبت بريطانيا بـ "تقّدم" تم إحرازه "نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار". وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "نحن باقون (إلى جانب أوكرانيا) طالما اقتضى الأمر للتأكد من أن روسيا لن تكون قادرة مجددا على شن غزو غير مشروع".
**************************************************
الصفحة السابعة
المرأة في رمضان بين ضغوط المسؤوليات وأعباء الحياة اليومية
بغداد - نورس حسن
تتحمل النساء في شهر رمضان أعباءً إضافية تزداد وطأتها مع المسؤوليات اليومية. وبينما يقضي أفراد العائلة أوقاتهم بممارسة هواياتهم أو متابعة البرامج التلفزيونية، تجد النساء أنفسهن في سباق مع الزمن لإدارة شؤون المنزل وإعداد الطعام ومتابعة الواجبات المدرسية للأبناء.
تحديات للمرأة العاملة
المواطنة انتظار حبيب، معلمة في مدرسة أهلية وأم لطفلين وطالبة ماجستير، تتحدث لـ "طريق الشعب" عن يومها فتقول "يبدأ يومي بتحضير السحور لعائلتي، ومن ثم أذهب للعمل، أتابع دراستي، وأعود لإعداد الفطور والعناية بشؤون المنزل". انتظار التي وصفها زوجها، كريم سلمان، بـ "النحلة"، يشيد بقدرتها على التوفيق بين أدوارها المتعددة فيقول "على الرغم من التعب والإرهاق الواضح عليها، إلا أنها لا تقصّر في واجباتها، سواء تجاه العائلة أو تحقيق طموحها بالحصول على تقدير ممتاز في دراستها". ويضيف كريم أن "مسؤوليات المرأة تتضاعف في رمضان، ومساعدة الزوج لها في بعض الأعمال المنزلية أمر مهم ولا ينتقص من رجولته أو كرامته".
ربات البيوت والضغوط المستمرة
المواطنة رشا محمد، أم لخمسة أبناء، تشعر بإرهاق مستمر طيلة اليوم رغم سعادتها برعاية أسرتها. تقول لـ "طريق الشعب" إن "مسؤوليات ربة البيت لا تقل عن مسؤوليات المرأة العاملة، التسوق وإعداد الطعام ورعاية الأبناء، وكلها مهام تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين". وتضيف "بينما يتابع أفراد العائلة البرامج التلفزيونية بعد الإفطار، تبدأ النساء بغسل الصحون وتنظيف المطبخ، يليها ترتيب المنزل. الوقت في رمضان يمر سريعا ولا نجد وقتا كافيا للراحة".
بدورها تصف المواطنة هديل فالح واقعها في رمضان بأنه يشبه "ماراثونا يوميا". تقول لـ "طريق الشعب": "أمي تعاني من أمراض مزمنة وتتطلب رعاية خاصة، وهذه المسؤولية تقع بالكامل على عاتقي. بالإضافة إلى ذلك، فإن والدي لا يستطيع الصيام، مما يضطرني لإعداد عدة وجبات يوميا، إلى جانب العناية الصحية بهم وتنظيف المنزل وغسل الصحون".
أما عن متابعة البرامج التلفزيونية، فتقول هديل "لا أجد الوقت الكافي للاستمتاع أو الترفيه، فالوقت في رمضان بالكاد يكفي لتلبية متطلبات أسرتي". وعن أسعار المواد الغذائية خلال الشهر، ترى هديل أنها لم تشهد تغييرات تُذكر مقارنة بالفترة التي سبقت رمضان، لكنها بشكل عام "مرتفعة جداً ولا تتناسب مع دخول الكثير من المواطنين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة".
أما بشأن مبادرة رئيس الوزراء بفتح أسواق خاصة بأسعار مدعومة، فتوضح هديل "إذا كان سعر كيلو اللحم في الأسواق المحلية 22 ألف دينار، فإنه يباع في الأسواق المدعومة (الهايبر ماركت) بـ 21 ألف دينار فقط. هذا الفارق الضئيل لا يُحدث أي تغيير ملموس، وبالتالي، لم تُسهم هذه المبادرة في تخفيف معاناتنا، خاصة خلال رمضان الذي يتطلب الكثير من النفقات الغذائية".
معاناة مضاعفة
في سياق آخر، تواجه النساء المستفيدات من الرعاية الاجتماعية تحديات إضافية خلال رمضان. المواطنة تهاني عباس، وهي أم لأربعة أطفال، تقول "الضغوط الاقتصادية تجعل من رمضان تحدياً كبيراً. نضطر أحيانا للاستغناء عن بعض الاحتياجات الأساسية لتأمين وجبات الإفطار والسحور".
وتشير تهاني إلى أن النساء يواجهن صعوبات في توفير مستلزمات الشهر، مضيفة "بعضنا يلجأ إلى القروض أو المساعدات الإنسانية لتجاوز هذه الفترة".
سعاد كريم، أرملة تعتمد على الرعاية الاجتماعية في معيشتها، تشير إلى أن "مفردات الحصة التموينية لا تغطي احتياجات الأسرة خلال شهر رمضان، خاصة وأن أغلب المواد التي تتضمنها تكون رديئة النوعية، مثل مادة الأرز التي تُعد مكوناً أساسياً على موائد العوائل العراقية. هذا الأمر يجبر العديد من الأسر على شراء المواد الغذائية من الأسواق المحلية، مما يشكل عبئاً ثقيلاً، خاصة على العوائل ذوات الدخل المحدود جداً". وتضيف: "شهر رمضان يُظهر بوضوح صمود المرأة العراقية في مواجهة التحديات. فرغم الظروف الصعبة التي نعيشها، أسعى دائما لتوفير أجواء من الفرح لعائلتي وتلبية احتياجاتهم قدر الإمكانات المتاحة".
******************************************************
النساء العراقيات في تحدٍ مستمر
ترجمة واعداد: طريق الشعب
نشرت صحيفة المورننغ ستار البريطانية مقالاً حول أوضاع المرأة العراقية، بمناسبة 8 آذار يوم المرأة العالمي، ذكرت فيه بأن المناسبة صارت فرصة استثنائية للعراقيات لإذكاء صمودهن أمام مجموعة التحديات الكبيرة التي يواجهنها على صعيد المساواة بين الجنسين والتقدم الاجتماعي، في ظل الانتكاسات الأخيرة التي حدثت بعد تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 وفرض المزيد من القيود على حقوق المرأة وسلبها ما نالته من حماية قانونية بنضالها الذي جاوز قرناً من الزمان.
قانون مهم
وذكرت الصحيفة بأن العراق، الذي كان يفتخر حتى أيام قليلة مضت، بأحد أفضل قوانين الأحوال الشخصية في المنطقة، والذي ضمن حقوقًا متقدمة نسبيًا في الزواج والطلاق والميراث والحضانة واعترف بأهلية المرأة وسعى إلى الحد من التقاليد التي تقمعها، قد فقد هذا القانون، بعد تعديلات مناهضة للديمقراطية وحقوق الانسان، أدخلتها عليه أغلبية في مجلس النواب، باتت تسمح بزواج الفتيات في سن التاسعة وبالتجاوز المباشر على حقوق النساء والفتيات العراقيات، وتقويض صحتهن وتعليمهن وآفاقهن المستقبلية.
وأضافت الصحيفة إلى إنه وعلى الرغم من المعارضة الشرسة من جانب الناشطات النسويات والمدنيات، فإن هذه التعديلات تهدد عقوداً من التقدم وتقوض التزامات العراق بالاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي صادق عليها العراق في عام 1986.
حواجز اجتماعية واقتصادية
وأشادت الصحيفة بكفاح المرأة العراقية ضد الانتكاسات القانونية والقيود المجتمعية المتجذرة والتي تحد من فرص النساء في التعليم والتوظيف والتمثيل السياسي، إلى جانب الصعوبات الاقتصادية، التي تفاقمت بعد سنوات من الصراع وعدم الاستقرار، والتي تدفع بملايين العوائل إلى ما دون مستوى الفقر. وتطرق المقال إلى مشكلة العنف ضد المرأة وخاصة العنف المنزلي وجرائم الشرف والتحرش، في ظل حماية قانونية ضعيفة ومهمشة، وضغوط مجتمعية توصم بالعار الناجيات من العنف إن طالبن بالقصاص من معنفيهن.
النضال مستمر
وحيا المقال مواصلة المرأة العراقية للمقاومة، وكل منظمات حقوق المرأة والناشطات والحركات الشعبية التي تدافع عنها وتطالب بلا كلل الحماية القانونية وتغيير الثقافة المجتمعية، داعياً الحكومة والمجتمع الدولي لدعم ومساعدة المقاومات. كما أكد المقال على واجب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق المرأة والمجتمع المدني العراقي مقاومة القوانين القمعية التي تعرض النساء والفتيات للخطر، وتعزيز الحماية القانونية، وإنفاذ قوانين مكافحة التمييز، والتمتع بالحرية في متابعة التعليم والعمل دون خوف، فالنضال من أجل المساواة بين الجنسين في العراق لم ينته بعد، ولكن من خلال المثابرة والوعي والعمل الجماعي، يظل التقدم ممكناً.
***********************************************
تعديلات تستدعي التأمل
حوراء فاروق
شهد قانون الأحوال الشخصية العراقي تعديلات أثارت الجدل، خصوصا فيما يتعلق بحقوق المرأة في الإرث. فإذا توفي الزوج وفقاً للتعديل الجديد، ولم يكن لهما أبناء، فإن الزوجة ترث الثُمن من قيمة العقار فقط. ويعكس هذا التعديل قيودا جديدة على حقوق المرأة مقارنة بما كان يمنحه قانون الاحوال الشخصية رقم 188 في السابق.
المعضلة تكمن في كيفية تحقيق العدالة للمرأة، التي غالبا ما تكون قد شاركت زوجها في بناء هذه التركة مادياً أو معنوياً. كثيرون يعتبرون التعديل خطوة إلى الوراء، خصوصا في مجتمع تتزايد فيه الأصوات المطالبة بالمساواة وتعزيز مكانة المرأة.
الحاجة الآن ملحة لمراجعة هذه التعديلات بشكل يعكس التوازن بين العدل الاجتماعي والشريعة الإسلامية، مع الحفاظ على حقوق المرأة كشريكة في الحياة الزوجية. حقوقها ليست مجرد نصوص قانونية، بل هي مقياس لتقدم المجتمع ككل.
على المشرّعين الاستماع إلى أصوات النساء والمنظمات الحقوقية لضمان أن تعزز التعديلات العدالة لا أن تقيّدها.
*********************************************
كل التضامن مع نساء كردستان
عرفت المرأة الكردستانية ليس بما تعرضت له من قمع وظلم اجتماعي وقومي وطبقي، فحسب، بل وبقدرتها المتميزة على الصمود والتحدي والمقاومة، ومشاركة الرجل في مسار الكفاح من أجل الحقوق العادلة لشعبها، رغم قيود العادات عليها وتهميش المجتمع الذكوري لدورها.
وفي 8 آذار، عيد المرأة العالمي، لا بد من الاعتراف بما عانت وتعاني منه هذه المرأة على مر عقود من الزمان أولاً، والإعراب عن الفخر والإعجاب بصمودها وتصديها للقمع والتهميش، وبالبطولات التي سطرّتها في النضال المسلح والجماهيري ثانياً، والدعوة لاستذكار ضحايا النساء في عمليات الأنفال الصدامية، وفي ما ارتكبته العصابات الإرهابية، من جرائم يندى لها جبين البشر ثالثاً.
في الثامن من أذار نعرب عن تضامننا مع نساء كردستان في مسيرتهن الكفاحية من أجل ضمان حقوقهن وحمايتهن من العنف وزواج الأطفال وجرائم الختان وما يسمى "الحفاظ على الشرف"، وانهاء كل المظاهر المسلحة ضد قراهن الآمنة. أننا ندرك بأن التهميش واللا استقرار يحجب صوت المرأة وصرختها من عسف التمييز، لكننا ندرك أيضاً بأن النضال الجماعي والوحدة ورفض الاستسلام للشدائد، يحقق شيئاً من الأهداف، التي ترتبط بالنهاية بتحقيق العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية وتقدم وازدهار المجتمع.
المحرر
30 عاماً على إعلان بكين متابعة – طريق الشعب
بدأت في الأسبوع الماضي، جلسات الأمم المتحدة الخاصة بقضية المرأة، والتي تستمر حتى يوم غد الجمعة، وتتزامن مع الذكرى الثلاثين لإعلان بكين، مما جعلها فرصة لتقييم التحديات الحالية التي يواجهها تنفيذ الإعلان وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ومساهمتها في تحقيق خطط التنمية المستدامة.
ما زال المشوار طويلاً
والقى أنطونيو غوتيريش الامين العام للأمم المتحدة كلمة في افتتاح الدورة حيّا فيها الذكرى، وأكد على أن حقوق المرأة هي حقوق الإنسان ووعد بالمساواة والتنمية والسلام لجميع النساء، في كل مكان وقال "بالطبع، كنا نعلم دائما أن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها، أو حتى خلال سنوات. المساواة للجميع هي مهمة طويلة الأمد. ولكن بعد ثلاثة عقود، يبدو هذا الوعد أبعد مما كنا نتخيل". وأضاف بأن "المساواة للنساء والفتيات هي حق من حقوق الإنسان، وهي مسألة عدالة وأساس التنمية المستدامة والسلام الدائم، إنها ضرورية للإنسانية".
وبرغم ما شهده العالم من تقدم في مجالات عديدة خلال الثلاثين عاماً الماضية كتعزيز تعليم الفتيات وخفض معدل وفيات الأمهات، وزيادة الحماية القانونية.، فإن "الأهوال القديمة مثل العنف والتمييز وعدم المساواة الاقتصادية متفشية. ولا تزال فجوة الأجور بين الجنسين تبلغ عشرين بالمائة. وقد تعرضت واحدة من كل ثلاث نساء تقريبا للعنف. والعنف الجنسي المروع في النزاعات التي تحدث في العديد من البلدان، ولا تزال النساء والفتيات محرومات من أبسط الحقوق".
أربع خطوات لتسريع العمل
ودعا الأمين العام إلى تجديد الالتزام بإعلان بكين والوقوف بحزم كي نجعل وعد الحقوق والمساواة والتمكين حقيقة واقعة لكل امرأة وفتاة حول العالم. ودعا إلى تسريع التقدم من خلال أربع خطوات هي:
- تعزيز تمويل التنمية المستدامة للمرأة والرجل بشكل متساو.
- تكثيف الدعم للمنظمات النسائية، لتمكينها من التقدم في مهمة الدفاع عن حقوق ومصالح المرأة وضمان سماع صوتها.
- تبني الإجراءات اللازمة لتشجيع النساء على المساهمة في الثورة الرقمية.
- ضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والفعالة للمرأة في بناء السلام.
وكانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قد وافقت على مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ منهاج عمل بكين، وبناء على ذلك تمت دعوة هذه الدول لتقديم تقارير وطنية إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة. ونيابة عن الأمين العام، قامت الهيئة بتجميع هذه التقارير الواردة من 159 حكومة، وصنفتها على أساس ستة أبواب، ثورة رقمية لجميع النساء والفتيات، التحرر من الفقر، القضاء على العنف، سلطة كاملة ومتساوية في اتخاذ القرار، السلام والأمن، العدالة المناخية.
مكاسب وانتكاسات
فيليمون يانغ، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة قال بدوره إن تحقيق المساواة بين الجنسين يتطلب توفير قدر أعظم من الموارد وتشريعات وسياسات حاسمة وتفكيك المعايير التمييزية والإصلاحات المؤسسية. نهلة حيدر رئيسة لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز ضد المرأة (سيداو) سلطت الضوء على ما وصفتها بالانتكاسات التي نشهدها حاليا فيما يتعلق بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، منبهة إلى أن العديد من المكاسب التي تحققت بشق الأنفس يتم عكسها، وتتم إزالة الأولوية من مؤسسات وسياسات المساواة بين الجنسين وإلغاء تمويلها واستهداف المدافعات عن حقوق الإنسان بشكل متزايد.
وقالت إن لجنة سيداو استمرت في معالجة جميع أشكال العنف والتمييز القائم على النوع الاجتماعي بما في ذلك في الفضاء الرقمي مثل العنف الذي تيسره التكنولوجيا. كما سعت أيضا إلى التعامل مع التأثير غير المتناسب للصراع المسلح على النساء والفتيات من خلال تقارير عن العنف الجنسي المرتبط بالصراع. هذا واعتمدت لجنة وضع المرأة، إعلانا سياسيا بمناسبة الذكرى الثلاثين لإعلان بكين.
**************************************************
عين المرأة.. خطر التنمر المدرسي على الفتيات
انتصار الميالي
جلست أزهار صامتة وفي عينيها حزن وقلق، تمسك بحافتي الكرسي محاولة السيطرة على غضبها وحبس صوتها، كانت تصرخ من الداخل، ورغبتها بالبكاء كبيرة، لم تكن تستطيع الكلام، إلى أن قالت أمها، ابنتي شاطرة وذكية لكنها تعاني من التنمر؟!
تشهد البيئة المدرسية خلال السنوات الاخيرة، عدة ظواهر ومشکلات تربوية واجتماعية خطيرة ومؤثرة في البناء الأمني والنفسي والاجتماعي المدرسي، منها انتشار ظاهرة التنمر - سواء كانت سلوكاً لفظياً أو جسدياً أو اجتماعيا - في العديد من المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات، ويتعرض لها العديد من التلاميذ وخصوصاً الفتيات منذ بداية دخولهن المدرسة الابتدائية وصولًا إلى الجامعة، وتظهر حدتها خلال النشاطات المدرسية وفترة الامتحانات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تترك المفردات التي تستخدم للتنمر أضراراً نفسية سلبية سواء على المدى القصير أو الطويل.
المُتنمر يتعمد إلحاق الأذى نتيجة غياب المسؤولية وانعدام الوعي لديه، ويشعر بمتعة كبيرة عند إيذاء الآخرين ومشاهدتهم يتألمون ويتوسلون، ويجد البعض أن جزءاً من أسباب التنمّر يتعلق بسلوك بعض العاملين والموظفين كالمعلمين والوسط الذي يحدث فيه.
التنّمر ظاهرة خطيرة يعاني ضحاياها من زيادة القلق، والاكتئاب، والأرق، واليقظة المتزايدة، والخوف المستمر والحساسية الحادة تجاه الشعور بالتنمر أو رؤية الآخرين يتعرضون له. وتشكل خطراً مضاعفاً إذا تنّمر معلم على تلاميذه، لأنه يتسبب في آثار سلبية شديدة على هؤلاء التلاميذ تصل إلى الانتحار أحيانا، وتزداد قسوة تلك التأثيرات كلما كان هؤلاء التلاميذ أصغر سناً.
يعد التنمر مشكلة تربوية ونفسية واجتماعية. وبالتالي تلعب المدرسة دورًا أساسيًا في مكافحته، وحماية الأطفال من التعرض له بشتى الوسائل. وتحتاج المعالجة إلى زيادة الوعي من قبل الأساتذة وأولياء الأمور والمنظمات والمجتمع، وتعاون الجميع على تهذيب السلوكيات السلبية ومنها التنمر، كما يتطلب الاهتمام الجيد بصقل مهارات المعلمين وتدريبهم، ودور الإشراف التربوي في تفعيل لوائح الانضباط المدرسي، والاستعانة بالمختصين الاجتماعيين والنفسيين، فالمتابعة المستمرة والتواصل مهم مع الأسرة، وإجراء التدخل اللازم لمعالجة الأساليب التربوية والمشاكل الأسرية وتحديد ما إذا كان فيها ما يمكن أن يكون شعلة، يولد منها لهيب التنمر، فالعمل التكاملي يعزز دور المدرسة والمعلم في معالجة المتنّمر وضحايا التنّمر.
**************************************************
الصفحة الثامنة
النساء ضد الحرب / جودرون شيمان *
ترجمة وإعداد: كفاح الذهبي
في الأسبوع الماضي دُعيت إلى مدينة فيكخو للمساهمة في نشاطات أسبوع الكاتبة والنسوية وعالمة البيئة السويدية إلين فاغنر. كنت قبل ذاك قد تلقيت نداء استغاثة من صديق قديم يقول لي فيه "على ماذا يجب أن نصوت نحن الذين ندرك بأن السلام لا يتحقق بالحرب؟ شاهدت قبل أيام برنامجاً تلفزيونياً لم يكن هناك فيه حزب سياسي واحد ينتقد سباق التسلح الجاري"!
لقد واجه صعوبة في النوم بعد البرنامج. كان يفكر في أولاده وأحفاده وأحفاد أحفاده. أنهم سيضطرون إلى النشأة مع بالغين لا يفهمون بأننا كلما تسلحنا أكثر، كلما اقتربنا من حرب شاملة. من منا لا يفهم أنه كلما زادت القواعد الأجنبية التي نقدمها، أصبحنا أكثر عرضة للخطر. من منا لا يفهم أنه كلما استثمرنا أكثر في الصناعة العسكرية والأسلحة، كلما قل ما يتبقى لنا للرعاية الاجتماعية. من منا لا يريد أن يدرك أن الحرب تدمر المناخ والبيئة وتهدد أرضنا وموائلنا. هل يجب علينا أن نقبل أن جميع المسؤولين المنتخبين لدينا أصبحوا عراكين هستيريين؟
في كتابها "المنبه" الصادر سنة 1941، انتقدت إيلين فاغنر، الحضارة بأكملها لأنها كانت على أهبة الاستعداد للحرب، وقالت إن "العسكرة والقوة الذكورية تتصارعان معًا في حضارة مدمرة تسحق الثقافات القديمة وتتسبب في معاناة الخليقة كلها، الحيوانات والنباتات والبشر". وقبلها في 1935، حشّدت النساء في تجمع غير مسلح ضد الحرب، وكتبت تقول "ليس كافياً أن نطالب الرجال بإلقاء أسلحتهم. بل يتعين علينا أن نقنعهم بقوة بأننا سنرفض في أي حال من الأحوال الحماية التي يريدون تقديمها لنا. نحن لا نؤمن بالأسلحة الوقائية، أو أقنعة الغاز أو الأقبية! كان عنوان النداء "إسقاط البنادق"، وسافر وفد من النساء إلى جنيف لتقديمه إلى الأمم المتحدة، حيث لم يحقق للأسف نجاحاً.
فماذا نفعل اليوم عندما تصل العسكرة إلى مستويات هستيرية؟ علينا أن نذّكر أنفسنا أنه في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، تم التوصل بالفعل إلى اتفاقيات كبرى بشأن نزع السلاح. وهذا يدل على أنه من الممكن أن يكون هناك تركيز مختلف عن مجرد أسلحة أكثر حدة. خلال تسعينيات القرن العشرين، انخفضت الميزانيات العسكرية في العالم، وتم التخلص من كميات كبيرة من الأسلحة النووية والصواريخ متوسطة المدى والأسلحة الكيميائية. نزع السلاح لم يكن كلمة بذيئة. ولم تكن كلمة السلام مرادفة لكلمة جبان. وكان هناك تفاهم واسع النطاق على أن النزاعات ينبغي حلها بالوسائل السلمية. كانت الدبلوماسية ذات قيمة عالية. كانت أسهم صناعة الأسلحة مقيّمة بأقل من قيمتها الحقيقية في العديد من الأماكن.
نحن نحتاج إلى العودة لذلك. إن البشر والكوكب بأكمله يطالب بذلك. يجب استبدال اقتصاد الحرب باقتصاد الرعاية الاجتماعية. إننا بحاجة لثورة غير مسلحة ضد الحرب! علينا أن نبدأ بالتفكير في الأشكال الآن. فمتى؟ إن لم يكن الآن. وأين؟ إن لم يكن هنا. ومن ؟ إن لم نكن نحن، كما قال الموسيقي السويدي ميكائيل ويّهي في أغنيته الشهيرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ناشطة نسوية وبيئية والرئيس الأسبق لحزب اليسار السويدي
*************************************************
حقك في الانتخاب
هيثم إياد
من ضمن حقوق الإنسان هو الانتخاب وهو يمثل جانب المشاركة والتمثيل في صنع القرار، وفي الوصف الدقيق للانتخاب اختلف فقهاء القانون الدستوري فمنهم من قال إن الانتخاب حق مكتسب للمواطن البالغ الكامل الأهلية المتمتع بالجنسية أي جنسية البلد سواء كانت أصيلة أم مكتسبة مع وضع مدة قانونية لمزاولة حق الانتخاب أن كانت الجنسية مكتسبة، وبهذا فإن الانتخاب حق مكتسب لا يجوز الحرمان منه كما لا يجوز تفويضه ويعرف هذا بالاقتراع العام.
ومنهم من يرى بأن الانتخاب وظيفة ويخضع لضوابط ومعايير وشروط صاحب الوظيفة وهي الأمة عبر من يمثلها ومن ثم فإن الأمة من خلال ممثليها هي من تضع شروط التوظيف للممارسة الانتخاب من بلوغ النصاب المالي والتحصيل الدراسي بل وحتى جنس الناخب من خلال حرمان الإناث، وهذا الاتجاه أصبح في الغالب جزءا من التاريخ، وأما الاتجاه الثالث فهو يميل الى الممازجة ما بين الاتجاهين لتلافي عيوب كل اتجاه.
وهنا يثار تساؤل بخصوص موقف المشرع الدستوري والقانوني العراقي من الانتخاب من هذه الاتجاهات الثلاثة.
نصت المادة 14 من الدستور العراقي على أن العراقيين متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي، ويفهم من نص المادة أن المشرع الدستوري تبنى المساواة بين العراقيين في كل ما ذكر أعلاه ومن ثم يمكن القول إنه تبنى مبدأ الانتخاب حق للمواطن، أي أنه تبنى الاتجاه الأول وهو ما سار عليه صراحةً المشرع القانوني لقانون انتخابات مجلس النواب في دورته الأخيرة قانون رقم 9 لسنة 2020 في مادته الرابعة الفقرة الأولى والتي نصت على أن الانتخاب حق لكل عراقي ممن توافرت فيه الشروط المنصوص عليها في هذا القانون لممارسة حق الانتخاب دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية او الأصل او الدين او المذهب او المعتقد او الرأي او الوضع الاقتصادي او الاجتماعي.
وهنا يتضح الاقتباس الحرفي للنص القانوني من النص الدستوري، ولما كان المشرع الدستوري والمشرع القانوني العراقي سار باتجاه جعل الانتخاب حق للمواطن غير قابل للمصادرة ولا التفويض فلماذا يا عزيزي القارئ تتخلى عن هذا الحق وهو أمر غير مألوف أن يتخلى العراقي عن حقه، لذا عليك أن تمارس هذا الحق بوعي ومعرفة وتشخيص وتمحيص دقيق لمدخلات النظام السياسي لكي تساهم بالتغيير الإيجابي نحو الاحسن.
********************************************
شيوعيو ديالى يزورون الرفيق صالح شوربة
بعقوبة – طريق الشعب
زار وفد من شيوعيي ديالى الرفيق صالح شوربة في منزله بمنطقة الهويدر، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي.
وتمنى الوفد للرفيق وافر الصحة والعافية. فيما أعرب هو بدوره عن سعادته بالزيارة.
-+******************************************
نساء الناصرية يحتفلن بعيد المرأة
الناصرية – طريق الشعب
أقامت رابطة المرأة العراقية في ذي قار بالتعاون مع "منظمة تموز"، احتفالا في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، وذلك في "حديقة الشهيد احمد نوفل" وسط الناصرية.
وخلال الاحتفال جرى سرد قصص نجاح لنساء متميزات. كما نُظمت فقرات فنية وأدبية، وألقيت كلمات في المناسبة.
وحضرت الاحتفال عائلات ونسوة، وممثلون عن الحكومة المحلية، فضلا عن وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، تتقدمه الرفيقة القيادية هيفاء الأمين، ويضم الرفاق كاظم صالح وليلى عجة عضوي اللجنة المحلية، والرفيقين فلاح نوري ومجيد النجار.
**********************************************
وفد من أهالي المزاك يزور قائمقام قضاء الأحرار
واسط ـ طريق الشعب
من أجل طرح المشاكل والمطالب التي تخص منطقة المزاك في قضاء الأحرار بمحافظة واسط، زار الرفيق تيسير حذر العتابي، سكرتير لجنة محلية الحزب الشيوعي العراقي في واسط، بصحبة وفد من أهالي منطقة المزاك، قائمقام قضاء الأحرار، علي حسين معيوف.
خلال الزيارة، عرض الوفد الزائر العديد من الصعوبات والمعاناة التي يتعرض لها أبناء المنطقة، مع التركيز على ضرورة الاهتمام بالمدارس وشؤون التعليم، بالإضافة إلى تحسين الجوانب الخدمية التي تمس حياة المواطنين والفلاحين في منطقة المزاك.
وقد وعد القائمقام بالعمل على معالجة هذه القضايا بما يخدم سكان المنطقة ويحقق مطالبهم.
**********************************************
في لينشوبنك السويدية العراقيات يحتفلن بعيد المرأة
ستوكهولم – طريق الشعب
بمبادرة من التيار الديمقراطي والجمعية العراقية في مدينة لينشوبنك السويدية، أقيم احتفال في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، وذلك على إحدى القاعات في المدينة.
الاحتفال الذي حضرته مجموعة من النساء والشابات من بنات الجالية العراقية، الحديث خلاله عن المناسبة وعن أهمية المساواة بين الناس مهما اختلفت انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية.
فيما بُثت عبر مكبر الصوت موسيقى وأغنيات باللغات العربية والكردية والآشورية.
وفي الختام، جرى توزيع الورود على الحاضرات.
**********************************************
شيوعيو الشطرة يهنؤون الصابئة بعيد الخليقة
الشطرة - أحمد طه
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، مندي الصابئة المندائيين في ذي قار، لتقديم التهاني في مناسبة عيد الخليقة (البرونايا أو البنجة). وقد كان في استقباله مدير شؤون الطائفة في المحافظة وعدد من المسؤولين.
ونقل الوفد تهاني الحزب إلى أبناء الطائفة في هذه المناسبة. وقد أشاد الرفيق شهيد الغالبي بدور الصابئة المندائيين وتضحياتهم الجسام من أجل الوطن، مؤكداً أنهم قدموا دماءهم دفاعًا عن العراق وقيمه الوطنية.
وتخلل اللقاء نقاش حول أهمية التعايش السلمي بين مختلف مكونات الشعب العراقي، مع التشديد على ضرورة نبذ التفرقة والطائفية، من أجل تعزيز وحدة الصف الوطني وترسيخ قيم المواطنة.
وفي ختام الزيارة، قدّم الرفيق الغالبي باقة ورد للقائمين على المندي تعبيرًا عن التقدير والاحترام. فيما عبّر ممثلو الطائفة عن شكرهم للوفد على زيارته، مثمّنين مواقف الشيوعيين الوطنية ودورهم في دعم التعددية والتسامح.
**********************************************
شيوعيو ميسان يهنؤون الصابئة المندائيين
ميسان – طريق الشعب
هنأ وفد من محلية ميسان للحزب الشيوعي العراقي، الصابئة المندائيين لمناسبة عيد الخليقة (البرونايا)، وذلك في زيارة أجرها وفد من المحلية الى معبد الديانة في ميسان.
واكد سكرتير المحلية الرفيق علي السفير، خلال الزيارة، أهمية التعايش السلمي والمواطنة وحقوق الانسان، مثمناً دورهم وتضحياتهم في سبيل الوطن.
بدورهم، عبّر القائمون على المعبد عن شكرهم للوفد، مثمنين مواقف الحزب الشيوعي العراقي الوطنية.
**************************************************
الصفحة التاسعة
رسالة مؤثرة من الحمادي إلى لاعبي المنتخب
متابعة ـ طريق الشعب
وجه علي الحمادي المحترف في صفوف ستوك سيتي الإنجليزي، رسالة مؤثرة إلى الجماهير الرياضية العراقية بعد تأكد عدم قدرته على اللعب مع "أسود الرافدين" في المباراتين المقبلتين في تصفيات كأس العالم 2026. وقال الحمادي في تصريح نشره الاتحاد العراقي لكرة القدم: "قبل 5 أيام تعرضت للإصابة في مباراة فريقي ستوك سيتي أمام ميلوول وحدثت في أول خمس دقائق من المباراة، شعرت بآلام في العضلة ورغم ذلك أكملت المباراة حتى الدقيقة 60 وبعدها غادرت الملعب دون أن أعرف حجم الإصابة". وأضاف: "بعد يوم واحد تفاقمت الإصابة وعند المجيء إلى البصرة حاولت أن أجهز نفسي لمباراة الكويت وأجريت المزيد من الفحوص والإجراءات لتخفيف الألم قليلا، لكن الجهاز الطبي أكد حاجتي إلى الخضوع للراحة وبعدها البدء بعملية التأهيل لتخطي الإصابة وهذا الأمر يتطلب الفريق الطبي الخاص بي في إنجلترا". وتابع: "أتمنى التوفيق لزملائي اللاعبين والمدربين وجميع الإداريين الحاضرين هنا في المعسكر التدريبي للمنتخب العراقي وإن شاء الله سيتمكنون من تحقيق الفوز في مباراتي الكويت وفلسطين، شاهدت الفريق العراقي وتحضيراته للمباراة والحمد لله كل الأمور تسير على ما يرام والجميع أبدى جاهزيته لتحقيق نتيجة إيجابية في المباراة".
**********************************************
حلم المونديال يقترب العراق يواجه الكويت في جذع النخلة
متابعة ـ طريق الشعب
اختتم المنتخب الوطني العراقي تدريباته في مدينة البصرة، استعدادًا لملاقاة المنتخب الكويتي اليوم على ملعب جذع النخلة في تصفيات كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. حيث سيواجه أسود الرافدين منتخبي الكويت وفلسطين يومي 20 و25 من شهر آذار الجاري، ضمن الجولتين السابعة والثامنة من التصفيات، التي ستُجرى في البصرة وعمان على التوالي. وفي سياق تحليله لمباراتي العراق المقبلتين، أكد لاعب المنتخب العراقي السابق، أحمد مناجد، أن الروح القتالية ستكون العامل الحاسم في تحقيق الفوز. وقال مناجد: "المنتخب العراقي وصل إلى مرحلة حساسة في التصفيات، والمباراتان المقبلتان أمام الكويت وفلسطين لا تحتملان أي خطأ، العراق يجب أن يحقق الفوز ولا شيء غيره، لأن التأهل إلى كأس العالم أصبح قريبًا جدًا، ويتطلب من الجميع التكاتف لتحقيق هذا الهدف".
وأضاف مناجد أن قائمة المنتخب العراقي التي أعلن عنها المدرب الإسباني خيسوس كاساس هي "قائمة متوازنة" تضم مجموعة من اللاعبين الجاهزين، مع تأكيده على أن المدرب يعرف جيدًا التشكيلة والتكتيك المناسب للمباراة. ورغم ذلك، أشار إلى أن "الروح القتالية" ستكون العنصر الحاسم في تحقيق الفوز على الكويت، وهي المفتاح لتحقيق الانتصار في المباراة الأولى، قبل التفرغ لمواجهة فلسطين في عمان.
مناجد أكد أيضًا أن مباراتي الكويت وفلسطين في التصفيات "أهم من مباراتي كوريا الجنوبية والأردن"، مشيرًا إلى أن الفوز فيهما سيقرب العراق بشكل كبير من التأهل إلى كأس العالم. كما دعا إلى تكاتف كافة الجهات المعنية، بما في ذلك الاتحاد العراقي ووزارة الشباب والرياضة، لتحقيق هذا الحلم.
ويحتل المنتخب العراقي حاليًا المركز الثاني في المجموعة الثانية في تصفيات كأس العالم 2026، برصيد 3 انتصارات وتعادلين، وهزيمة واحدة بعد مرور 6 جولات.
*******************************************
ديوكوفيتش يطمح لفك الشراكة مع أغاسي.. وألكاراز يتطلع للرد في ميامي
ميامي ـ وكالات
تواصل بطولة الأساتذة مسيرتها هذا الأسبوع، حيث انطلق أمس الأربعاء منافسات فردي الرجال لبطولة ميامي 2023، ثاني بطولات الأساتذة لهذا العام. وتُشارك مجموعة من أبرز نجوم التنس في البطولة، التي تأمل أن تقدم إثارة كبيرة، وعلى رأسهم الصربي نوفاك ديوكوفيتش والإسباني كارلوس ألكاراز، إضافة إلى المصنف الأول على البطولة الألماني ألكسندر زفيريف.
يشارك ديوكوفيتش في البطولة كمصنف رابع ويطمح لاستعادة أمجاده في ميامي. يسعى الصربي لفض الشراكة مع الأمريكي أندريه أغاسي ليصبح أكثر من توج باللقب برصيد 7 ألقاب. ويتطلع ديوكوفيتش إلى العودة بقوة بعد خسارته آخر ثلاث مباريات خاضها هذا العام، ويأمل في استعادة تألقه في إحدى البطولات المفضلة لديه.
بعد سلسلة انتصارات رائعة توقفت عند 16 فوزًا متتاليًا في إنديان ويلز، يطمح الإسباني كارلوس ألكاراز للرد سريعًا في ميامي، حيث توج باللقب في 2022. يهدف ألكاراز إلى التتويج بلقبه الثاني هذا العام بعد فوزه في بطولة روتردام، بعد أن حقق هذا الموسم 15 انتصارًا وتعرض لثلاث هزائم.
يعاني ألكسندر زفيريف من نتائج باهتة في البطولات الأخيرة، حيث حقق 4 انتصارات فقط منذ وصوله إلى نهائي أستراليا المفتوحة. ويأمل زفيريف في استعادة مستواه في ميامي، واستغلال إرسالاته القوية على الملاعب السريعة. سبق وأن وصل زفيريف إلى نهائي البطولة عام 2018، ويأمل في تحقيق أفضل من ذلك هذا العام.
يتطلع البريطاني جاك درابر لتحقيق إنجاز تاريخي في ميامي، حيث يأمل في الفوز بثنائية إنديان ويلز وميامي في نفس العام. في حال فوزه، سينضم إلى قائمة العظماء الذين حققوا هذا الإنجاز، ليصبح ثاني بريطاني يتوج بلقب ميامي بعد أندي موراي في 2009 و2013.
يشارك تايلور فريتز، المصنف الرابع عالميًا، في البطولة آملًا في تحسين سجله في ميامي بعد أن فاز بأربعة ألقاب داخل الولايات المتحدة. ورغم أنه لم يتجاوز ربع النهائي في ميامي سوى مرة واحدة في 8 مشاركات سابقة، إلا أن فريتز يتحلى بالثقة في قدرته على تحقيق أداء قوي هذا العام.
يسعى الروسي دانيل ميدفيديف لمواصلة استعادة مستوياته الجيدة بعد تألقه في إنديان ويلز، حيث سبق له الفوز بلقب ميامي في 2023. ميدفيديف يملك 18 انتصارًا و5 هزائم في ميامي، ويأمل في إضافة لقب جديد إلى رصيده هذا الموسم.
************************************************
التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم.. 3 منتخبات على عتبة التأهل
متابعة ـ طريق الشعب
تواصل المنتخبات الآسيوية سعيها المحموم لحجز مقاعدها في نهائيات كأس العالم 2026 المقررة في أمريكا الشمالية بمشاركة 48 منتخبًا. بينما يسعى المنتخب الياباني لحجز أول بطاقة آسيوية، يأمل النجم الكوري الجنوبي هيونج مين سون في تعويض موسمه المخيّب مع توتنهام من خلال قيادة بلاده نحو العرس الكروي العالمي.
اليابان تقترب من التأهل
تتجه الأنظار نحو المنتخب الياباني الذي يتصدر المجموعة الثالثة برصيد 16 نقطة، بفارق 9 نقاط عن أستراليا. المنتخب الياباني، بقيادة المدرب هاجيمي مورياسو، في طريقه لتحقيق التأهل المبكر إلى كأس العالم في حال فوزه في المباراة المقبلة ضد البحرين في سايتاما. وإذا لم تحقق اليابان الفوز في هذه المباراة، فإن فرص تأهلها تظل كبيرة، مع وجود مباريات مهمة أخرى ضد السعودية.
وأشاد مورياسو بتشكيلته التي تضم نجومًا مثل واتارو إندو وكاورو ميتوما، مؤكدًا أن هناك العديد من اللاعبين الذين يستحقون التواجد في صفوف المنتخب الياباني. وفي حال فازت اليابان في مباراتها القادمة، ستكون قد ضمنت تأهلها رسميًا إلى مونديال 2026 قبل ثلاث جولات من نهاية التصفيات.
إندونيسيا تبحث عن المفاجأة
يحتدم السباق على المركز الثاني في المجموعة الثالثة، حيث تتنافس خمسة منتخبات على التأهل المباشر. أستراليا تملك 7 نقاط، بينما تمتلك إندونيسيا والسعودية والبحرين والصين 6 نقاط لكل منها. السعودية، التي تسعى للتأهل للمرة الثالثة على التوالي، ستستضيف الصين في مباراة حاسمة على طريق التأهل.
إندونيسيا، التي تخوض تصفياتها الأولى تحت إشراف المدرب الهولندي باتريك كلويفرت، تسعى لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى. منتخب إندونيسيا يعتمد بشكل كبير على اللاعبين من أصول هولندية، بعد أن أضاف الاتحاد الإندونيسي 12 لاعبًا مولودًا في هولندا إلى صفوفه. هذه الاستراتيجية قد تكون المفتاح لبلوغ كأس العالم لأول مرة منذ استقلال إندونيسيا عن هولندا في 1945.
كوريا الجنوبية في الطريق الصحيح
يقترب المنتخب الكوري الجنوبي من ضمان تأهله إلى كأس العالم، حيث يتصدر المجموعة الثانية برصيد 14 نقطة. كوريا الجنوبية ستحتاج إلى انتصارين آخرين على عمان والأردن لضمان مكانها في النهائيات. النجم هيونج مين سون، الذي يعاني من موسم مخيب مع توتنهام، يأمل في استعادة مستواه مع منتخب بلاده لتعويض إخفاقاته مع النادي الإنجليزي.
ورغم غياب المدافع مين-جاي كيم بسبب إصابة في وتر أخيل، إلا أن كوريا الجنوبية تبدو في وضع جيد للتأهل. وتطمح كوريا الجنوبية للمنافسة في كأس العالم للمرة الثانية على التوالي بعد مشاركتها الأخيرة في 2022.
إيران على أعتاب التأهل
تتصدر إيران المجموعة الأولى برصيد 16 نقطة، متفوقة بثلاث نقاط على أوزبكستان. إذا فازت إيران في مباراتها المقبلة ضد الإمارات، ستقترب من التأهل إلى كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي. في المقابل، أوزبكستان تسعى لتحقيق التأهل لأول مرة في تاريخها، ويعتمد الفريق على المدرب تيمور كابادزي لتحقيق هذا الهدف.
****************************************************
وقفة رياضية.. مفتاح التأهل إلى كأس العالم
منعم جابر
بعد مشاركتنا في كأس العالم 1986، ابتعدنا عن المشاركات في النهائيات لما يقرب من أربعة عقود، حاولنا خلالها ولكننا أخفقنا. واليوم نحاول مرة أخرى، ويبدو أن جهودنا الحالية ستكون مثمرة، حيث إننا اليوم في الموقع الأقرب للتأهل إلى كأس العالم المقبلة 2026 التي ستقام في ثلاث دول هي: الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. أمامنا أربع مباريات متبقية، اثنتان منها في العراق واثنتان في الأردن مع منتخبي فلسطين والأردن.
أقول للاعبين: أمامكم فرصة ذهبية لتكرار إنجاز عام 1986، خاصة وأنكم تخوضون منافسات اليوم على أرضكم وبين جماهيركم. نريد المزيد ونطمح إلى المستوى الأفضل. عليكم أن تنسوا منافسات خليجي 26 في الكويت وظهوركم المتواضع فيه.
لقد قدمتم مستوى متطورًا ومتقدمًا أمام المنتخب العماني في مسقط، وأنتم مطالبون في هاتين المباراتين أمام المنتخب الكويتي في البصرة والمنتخب الفلسطيني في عمان بحسم المباراتين بحماس واندفاع عالٍ، لأن هاتين المباراتين ستكونان مفتاح التأهل إلى كأس العالم المقبلة.
إن الإخفاق في خليجي 26 أتمنى أن يكون حافزًا كبيرًا للاندفاع والرغبة في تحقيق الفوز والمستوى الأفضل، خاصة وأنكم تلعبون أمام جماهيركم في البصرة. فتذكروا هذه المسؤولية الكبيرة من أجل تحقيق الفوز والتأهل إلى النهائيات. وهنا أناشد جماهيرنا العزيزة أن تحضر إلى ملعب البصرة وأن تهتف لأسود الرافدين بكل اندفاع وحماس، وأن تشد من أزر ومعنويات أفراد المنتخب الوطني الذين من المؤمل أن يشرفوا الكرة العراقية في هكذا محفل دولي ألا وهو كأس العالم. كذلك، أدعو الزملاء في البرامج الرياضية أن يساهموا في رفع الجانب المعنوي للفريق الوطني، لأن هاتين المباراتين ستشكلان منعطفًا كبيرًا في مسيرة الكرة العراقية، وفرصة جديدة لإثبات الوجود في الساحة الكروية.
*************************************************
صلاح يورّط برشلونة
ليفربول ـ وكالات
يواجه برشلونة معضلة حقيقية في فترة الانتقالات الصيفية، حيث يسعى لتعزيز هجومه بضم لويس دياز من ليفربول. لكن المطالب المالية المرتفعة للنادي الإنجليزي قد تعرقل الصفقة، في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها برشلونة.
بينما كان التركيز على دياز، دخل محمد صلاح، نجم ليفربول ومنتخب مصر، كخيار بديل. مع اقتراب نهاية عقده، قد يصبح صلاح متاحًا مجانًا، ما يجعله خيارًا جذابًا للبرسا. صلاح، الذي يتمتع بخبرة واسعة في البطولات الأوروبية، قد يكون خيارًا مثاليًا لتعزيز هجوم الفريق.
ورغم ذلك، تواجه برشلونة تحديًا إضافيًا، وهو العروض الضخمة من الأندية السعودية التي تسعى لضم صلاح. يبدو أن القرار سيكون صعبًا، حيث يجب على برشلونة أن يختار بين التعاقد مع لاعب شاب مثل دياز أو الاستفادة من خبرة صلاح في هجومه.
************************************************
الصفحة العاشرة
على حبل المشنقة: أربعون عاماً على إعدام محمود محمد طه
صقر أبو فخر
قبل أربعين عاما بالتمام أُعدم المفكر السوداني محمود محمد طه ظلما وعدوانا بتهمة زائفة هي الردة عن الإسلام، فأُحرقت كتبه واعتُقل مناصروه. وجرت واقعة الإعدام تلك في يوم الجمعة الواقع في 18/1/1985 في عهد جعفر النميري إبان تحالفه مع حسن الترابي، الذي هو أحد أبرز زعماء جماعة الإخوان المسلمين في السودان. ومحمود محمد طه، الذي يجهله كثيرون من أهل المشرق العربي، هو أحد أَعلام التجديد الديني في بلاده، وجريمته أنه كان يدعو إلى إسلام يوافق العصر. وفي هذا الميدان من التفكر والتأمل كان محمود محمد طه يقف بقوة ضد القيود المفروضة على تعليم المرأة، ويقول إن السفور هو الأصل في الإسلام وليس الحجاب. واتهم بالزندقة لأنه قال إن الصلاة تُرفع عمن وصل حد اليقين وسكن قلبه واطمأنت نفسه، وهو ما تقوله أطياف من الصوفية بمختلف صنوفها وأقطابها. لذلك ثارت في وجهه الكائنات العتيقة كلها، ودانه الأزهر والجامعة الإسلامية في الرياض. وفي الميدان السياسي دأب على اتهام جماعة الإخوان المسلمين بالهوس الديني، واستغلال هوس الناس للوصول إلى الحكم، فخاض صراعا ضد تلك الجماعة التي كثيرا ما وصفها بأنها "دعوة فاشية إلى العنف"، ولم يتراجع قط عن معارضته لقيام دولة دينية.
ولعل استعادة ذكرى محمود محمد طه اليوم، إنما تعني، في أحوالنا المدلهمة، إعادة الاعتبار إلى أحد قادة التنوير في السودان، وإلى حرية التفكير والاعتقاد والقول. وهي، في الوقت نفسه، إدانة لعسف السلطات العربية الهمجية التي خرّبت مجتمعاتنا ومؤسساتنا وبلداننا، وجثمت بكلكلها فوق أجسادنا طوال نحو قرن من الزمان.
السيرة الحزينة
اسمه الكامل محمود محمد طه مالك الفضل. وُلد في بلدة رفاعة في عام 1909، وتوفيت والدته في عام 1915 وهو في السادسة، ثم توفي والده في عام 1920 وهو على أعتاب الحادية عشرة، فعاش يتيما من الأصول والفروع، إذ لم يكن له أعمام أو أخوال. ولهذا ربما تأخر التحاقه بالدراسة في كُتّاب القرية إلى عام 1924 التي أنهى المرحلة العامة منها في عام 1931. ومن الواضح هنا أنه كان متأخرا عن مجايليه ممن أُتيح لهم أن يتلقوا التعليم المعتاد. ومع ذلك ثابر على تحصيل العلم، والتحق بكلية غوردون المشهورة في عام 1932 ليدرس الهندسة. وكان معه في الكلية عدد من الطلاب الذين لمعوا في ما بعد في السودان أمثال جمال محمد أحمد وبابكر عوض الله وحسن الطاهر زرّوق والدرديري محمد عثمان وصلاح الدين عبد الله.
تخرج مهندسا في عام 1936، وعُيّن في 2/2/1936 موظفا في مصلحة سكة حديد السودان، وكان مقر عمله مدينة عطبرة. غير أنه آثر الاستقالة من عمله في عام 1941 ليعمل في مجال المقاولات. وفي عام 1942 تزوج آمنة محمد لطفي عبد الله وأنجبا طفلهما الأول محمد الذي مات غرقا في النيل وهو في العاشرة، الأمر الذي ترك حزنا وأسى لم يُمحَ في نفسه طوال حياته. ثم ولدت له زوجته ابنتين هما فاطمة وسمية.
وفي تلك الأثناء، وبعد تأمل في الأحوال السياسية للسودان، وبعد مشاورات متعددة الجوانب مع أصدقائه، أعلن تأسيس الحزب الجمهوري في 26/10/1945، وكان معه في عملية التأسيس الشاعر السوداني المعروف محمد مهدي المجذوب الذي ينتمي إلى أسرة المجاذيب المشهورة بالتصوف، ومؤلف ديوان "نار المجاذيب" (1969). وقد سُجن محمود محمد طه خمسون يوما في 2/6/1946، فكان أول سجين سياسي في السودان بعد ثورة عام 1924 ضد الاستعمار البريطاني. وسجن سنتان في 16/10/1946، وتكرر سجنه في ما بعد في 1976 و1977 و1983.
أفكاره المستنيرة
أصدر محمود محمد طه في عام 1945 كتابا عنوانه "السِفر الأول"، وهو يدور على الإسلام الأول في عهد النبوة والخلافة. ثم طور أفكاره في كتابه "الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين"، فحوكم عليه بتهمة الردة عن الإسلام. وهذه التهمة، في ما لو ثبُتت، كانت ستعني مصادرة أملاكه المنقولة وغير المنقولة، بما في ذلك مؤلفاته، وعدم الصلاة على جثمانه، وعدم دفنه في مقابر المسلمين، وتطليق زوجته. ثم نشر كتابا آخر في عام 1967 عنوانه "الرسالة الثانية من الإسلام" يقول فيه إن الجهاد والرق وتعدد الزوجات والحجاب وعدم المساواة بين الرجل والمرأة ليست من أصول الإسلام. وبناء على تلك الأفكار حوكم في 18/11/1968 في زمن رئيس مجلس السيادة إسماعيل الأزهري. وكان للمعهد العلمي بأم درمان (أزهر السودان) شأن أساس في المطالبة بأن يصدر عليه حكم الردة. غير أن المحكمة أصدرت حكما بحل الحزب الجمهوري وإغلاق مكاتب الحزب. وبعد حل حزبه في أيار/ مايو 1969 غداة انقلاب جعفر النميري على إسماعيل الأزهري غيّر اسم الحزب فصار "الإخوان الجمهوريون"، أي أنه حوّل الحزب من كيان سياسي إلى جماعة دينية. لكن المصالحة بين الإخوان المسلمين وجعفر النميري في عام 1977 التي أدت إلى إطلاق سراح حسن الترابي، كان من عقابيلها اللاحقة إعلان النميري تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان، شماله وجنوبه، ابتداء من عام 1983. وكان ذلك الإعلان أحد الدوافع الرئيسة لانفصال جنوب السودان.
في أي حال، فإن "الإخوان الجمهوريين" أصدروا في عام 1980، بعد تحالف النميري وحسن الترابي، كتابا عنوانه "اليأس في حكم الطريق بفتح الطريق إلى الفتنة"، ثم أتبعوه بكتاب ثانٍ في عام 1983 وَسَموه بعنوان "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة". وفي سياق صراعهم مع جماعة الإخوان المسلمين، أصدر تلامذته كتابا عنوانه "هؤلاء هم الإخوان المسلمون".
على حبل المشنقة
لعل محمود محمد طه وتلامذته لم يتنبهوا تماما إلى المسار الاستبدادي الذي بدأ ينتهجه تحالف النميري – الترابي؛ ففي أيلول/ سبتمبر 1983 أعلن النميري، بدعم كامل من الترابي وحزبه، تطبيق قوانين الشريعة والإيمان، فعارض محمود محمد طه ذلك على الفور مع أنه كان، في تلك الفترة، في السجن الذي أمضى فيه 18 شهرا ما بين 9/6/1983 و19/12/1984.
وما إن خرج من السجن حتى أصدر في 25/12/1984 منشورا عنوانه "هذا أو الطوفان". وعبارة "هذا أو الطوفان" هي في الأصل عنوان كتاب مشهور للمفكر المصري الإسلامي خالد محمد خالد كان أصدره في خمسينيات القرن المنصرم. ومهما يكن الأمر، فإن محمود محمد طه طالب في ذلك المنشور بإلغاء قوانين أيلول/ سبتمبر 1983، وحل مشكلة جنوب السودان المتفاقمة. وكانت السلطة السودانية آنذاك، أي تحالف النميري - حسن الترابي، تتربص به وتراقبه وتحصي عليه حركاته وأقواله. وحين ألقى خطبة في مهرجان عيد الاستقلال في 4/1/1985 اعتُقل في اليوم التالي مباشرة في 5/1/1985، وقُدّم إلى المحكمة في 7/1/1985 أمام محكمة جنايات أم درمان بتهمة إثارة الكراهية ضد الدولة، والدعوة إلى إلغاء الشريعة الإسلامية. وفي 8/1/1985، أصدرت محكمة أم درمان (محكمة الطوارئ) حكمها عليه بالاعدام بتهمة الردة، وعلى أربعة من تلاميذه هم: عبد اللطيف عمر حسب الله، ومحمد سالم باعشر، وتاج الدين عبد الرازق، وخالد حمزة. وفي 15/1/1985 أيدت محكمة الاستئناف حكم محكمة الطوارئ. وخلال 72 ساعة نُفذ الحكم به شنقا بعد محاكمة صورية وانتقامية، وأُلغي الحكم نفسه في حق تلاميذه الأربعة استنادا إلى إجراءات الاستتابة بعدما أُجبر هؤلاء على مشاهدة إعدام أستاذهم وهم في ثياب الإعدام. وهكذا انتهت حياة ذلك المفكر الألمعي والحر والمتنور على أيدي جبابرة الموت والعسف والاستبداد. وعلى الفور شكرت رابطة العالم الإسلامي الرئيس جعفر النميري لأنه أعدم محمود محمد طه بقولها "جزاه الله خيرا"، ووصفت المظلوم المشنوق بأنه "زنديق صوفي باطني". لكن، لم يطل أمر الجنرال جعفر النميري طويلا في الحكم المتسلط والاستبدادي؛ ففي 6/4/1985 وقع انقلاب عسكري في السودان ضد حكومة جعفر النميري قاده المشير عبد الرحمن سوار الذهب، القائد العام للقوات المسلحة السودانية. وبعد ذلك الانقلاب تقدم عدد من المحامين بدعوى لنقض الحكم على محمود محمد طه. وفي 18/1/1986 أعلنت المحكمة العليا بطلان الحكم، لكن المحكوم كان قد شنق. أما العار فلا يزال يجلل اسم جعفر النميري الذي، علاوة على قتله محمود محمد طه، كان قد تواطأ، لقاء المال، على تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل بين 1984 و1985. ثم لحقت المذلة باسم حسن الترابي لمشاركته عمر حسن البشير في تسليم المناضل الفنزويلي كارلوس إلى السلطات الفرنسية في 15/8/1994.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منصة "ضفة ثالثة" – 9 آذار 2025
********************************************
كتب إلى الجحيم
جعفر العلوني
لا تزال الوثائق عن فترة الديكتاتورية الإسبانية تكشف الكثير من الحقائق. آخرها العثور على أكثر من 2000 كتاب في جحيم المكتبة المركزية للجيش الإسباني، ظلّت مخفية مدّة نصف قرن تقريباً بحجة "أنها من الأدب الماركسي، وأنها كتب خطيرة، لا أخلاقية، تحرض على معارضة الحركات الوطنية، بوصفها قراءات تساهم في حل روح الشعب الإسباني الجديد الذي يحلم بالعظمة والحرية".
على مرّ التاريخ، لعبت السلطة بأشكالها السياسية والدينية والاجتماعية المختلفة دوراً محورياً في إرسال الكتب إلى الجحيم، حرقاً وهدماً ورقابة. وعموماً تشير حوادث حرق كتب المؤلّفين، وتدمير المكتبات، والرقابة على الكتب إلى ميل الأنظمة المستبدة إلى مقاومة المعرفة، وما تعنيه من حرية وتنوير. وقد عبّر عبد الرحمن الكواكبي عن ذلك حين قال "لا يخفى على المستبد أنه لا يمكن الاستعباد أو الاعتساف إلا ما دامت الرعية غافلة تتخبط في ظلام الجهل".
بمراجعة بسيطة لتاريخ البشرية، سنرى أنه حافل بقصص إرسال الكتب إلى الجحيم، سواء عبر حرقها، أو رميها في الأنهار، أو حتى تدمير المكتبات. وقد ذكر المؤرخ الأميركي، ويل ديورانت، في "قصة الحضارة" أن الفيلسوف اليوناني بروتاغوراس، حين أعلن أن الحقيقة والخير والجمال هي أمور نسبية وشخصية، انتهى الأمر به بأن نفي خارج مدينة أثينا، وحُرقت كتبه في الساحة العامة.
وفي التراث العربي الإسلامي الكثير من الحوادث المشابهة، منها تمثيلاً لا حصراً، تدمير المكتبة الفاطمية الضخمة الذي قام به صلاح الدين في القاهرة، وأمر بحرق الكتب في الحمامات والمدافئ. كذلك حدث تدمير مكتبة المنصور في قرطبة، بعد الضغوط التي تعرّض لها حتّى تركهم يدمّرون ثروة معرفية استثنائية.
ومن هولاكو في بغداد، والصليبيين في قسطنطينية الذين شكّوا رؤوس حرابهم بكتب انتزعوها من أكبر مكتبة في العالم آنذاك، ومحاكم التفتيش في إسبانيا التي كانت تحرق الكتب العربية واليهودية، ثم وصول الإسبان إلى العالم الجديد وحرقهم كتب المايا والآزتيك، وصولاً إلى الحرب العالمية الثانية وما سببته من تدمير هائل للكتب والمكتبات، شهدت الإنسانية جرائم مروّعة قام بها الإنسان إزاء الكتاب وإزاء نفسه، ذلك أنه في كلّ كتاب دمره أو أحرقه كان يحرق نفسه.
وبطبيعة الحال، لم تعد السلطة اليوم تحرق الكتب بالمعنى الحرفي للكلمة. بل صارت تمنعها. وهو تدمير يكاد أن يكون أبشع من الحرق. لقد صار منع الكتب الأساس الذي تقوم عليه الثقافة. ولم تعد السلطة هي التي تمارس هذه الرقابة أو ذلك المنع وحدها، بل أصبح عضوياً في بنية المجتمع، وهو في كثير من طبقاته لا مرئي.
هكذا غدت الرقابة، منعاً ورفضاً وحجباً وإلغاءً، الممارسة السائدة في الثقافة العربية الراهنة، وهي ممارسة تتبناها السلطة، كاشفة بذلك عن مدى عمائها الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي، وعن المسارات التي تتبعها انحداراً إلى الهاوية.
وتتنوّع أشكال منع الكتاب ومظاهره، فبعضها من أجل فكرة جاء بها، أو رأي أو جملة. وأحياناً يكون من أجل كلمة. وفي بعض البلدان العربية، يمنع لأن كاتبه شخص ما دون غيره.
وسمعت كثيراً من الحوادث التي رواها ناشرون وكتّاب عانوا من المنع والرقابة. وشخصياً، عشت هذه الحالة، منذ بدأت الكتابة في صفحات جريدة "العربي الجديد"، حيث لم يكن بوسع أصدقائي في المدن العربية قراءة ما أكتبه، لأن الجريدة ممنوعة في بعض البلدان العربية، والتي كان من بينها بلدي الأم سورية، قبل سقوط نظام البعث.
وأذكر مؤخراً أنني أرسلت إلى صديق شاعر في السعودية أحد مقالاتي، فكتب لي قائلاً إنه لم يتمكن من قراءة المقال، لأن موقع الجريدة محظور، معللاً سبب الحظر بـ"تراخي العربي الجديد في رفع الحجب".
"للكتاب مجرى حياة يشبه مجرى الحياة عند البشر"، و"حيث تُحرق الكتب، يُحرق البشر"، إذا ما أخذنا بهذين الاستشهادين، يمكن القول إن حياة الكاتب العربي، بل أكاد لا أبالغ إن قلت حياة الإنسان العربي، احتراق متواصل، فحين يمارس فعل الرقابة والمنع على الملكة الوحيدة التي يمتلكها العربي اليوم، أقصد اللغة، وحين يُحرم هذا الإنسان من أن يؤلّف بحرية، ويكتب بحرية، ويتكلم بحرية، فكأنه يحرق وهو حيّ. تماماً كما كانت تُحرق الكتب سابقاً لسبب أو لآخر.
كيف يقدر إنسان أو كاتب أو أي شخص على أن يخدم بلاده إن كان الحريق يأكل أحشاءه؟ ألهذا لا يقدّم الإنسان العربي اليوم إلى بلاده إلا النار أو الاختناق؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعر ومترجم سوري مقيم في إسبانيا
"العربي الجديد" – 26 شباط 2025
******************************************************
فنانون وإعلاميون بريطانيون ينتقدون {بي بي سي} لسحبها فيلماً وثائقياً عن غزة
انتقد أكثر من 500 من مقدمي البرامج التلفزيونية والفنانين والإعلاميين البريطانيين، قرار هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بإزالة فيلمها الوثائقي عن غزة من البث.
وكتب أكثر من 500 من المتخصصين في التلفزيون والإعلام البريطاني، بينهم لاعب كرة القدم السابق ومقدم البرامج الرياضية غاري لينيكر والممثلان خالد عبد الله وتشارلز دانس، رسالة إلى المسؤولين التنفيذيين في “بي بي سي” سمير شاه وتيم ديفي وشارلوت مور، انتقدوا فيها إزالة هيئة الإذاعة البريطانية لفيلمها الوثائقي “غزة: كيف تنجو في محور الحرب” من منصة “آي بلاير” الخاصة بها.
ويوضح الفيلم الوثائقي الذي تم تحميله على منصة “آي بلاير” فور بثه على قناة “بي بي سي 2″، ما يحدث في المنطقة من خلال عيون طفل فلسطيني. وأفادت الرسالة بأن “ما يحدث يستحق التقدير وليس الرقابة”، مشيرة إلى أن سبب الرقابة على الفيلم هو أن الراوي الرئيسي في الفيلم الوثائقي عبدالله (14 عاما) هو نجل أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في قطاع غزة.
وأضافت: “اليازوري هو إداري مدني مسؤول عن إنتاج الغذاء، وربط مثل هذا الدور الإداري في غزة بالإرهاب أمر غير صحيح ويهدف إلى نزع الصفة الإنسانية. هذا الخطاب يفترض أن الفلسطينيين الذين يشغلون مناصب إدارية متواطئون في العنف، وهو خطاب عنصري ينكر حق هؤلاء الأفراد في مشاركة تجاربهم وإنسانيتهم”. وأكدت الرسالة أن الروايات الفلسطينية “تم تمحيصها من خلال عدسة الشك”، وأن هذا يعتبر عنصرية. ولفتت إلى أنه حتى لو كان اليازوري مجرما، فلا يمكن تحميل ابنه البالغ من العمر 14 عاما المسؤولية عن هذه الجرائم. وشددت على أن واجب هيئة الإذاعة البريطانية هو حماية سلامة وخصوصية وكرامة الأطفال مثل عبد الله في جميع مناطق الصراع، وأن نشر ادعاءات غير مؤكدة عن عائلته يجعله عرضة للهجوم، وهو ما يشكل خرقا لسياسة الحماية الدولية التي تنتهجها “بي بي سي”. وطالبت الرسالة هيئة الإذاعة البريطانية بمقاومة محاولات إزالة الفيلم الوثائقي بالكامل. وجاء في ختام الرسالة أنه إذا خضعت جميع الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها في مناطق الصراع لنفس التدقيق مثل فيلم ” غزة: كيف تنجو في محور الحرب”، فلن يكون من الممكن إنتاج فيلم وثائقي.
ويوم الجمعة الفائت، سحبت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فيلمها الوثائقي عن تأثير الحرب في غزة على الأطفال بذريعة أن الراوي هو نجل أحد مسؤولي حركة حماس.
وقالت المؤسسة، في بيان، إنها سحبت الفيلم من منصة “آي بليير” بعد أن تبين أن الراوي الرئيسي عبد الله (14 عاما)، هو نجل أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في حكومة حماس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"القدس العربي" – 27 شباط 2025
******************************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
- الارامل/ مسرحية في ثلاثة فصول. تأليف آربيل دوفمان. ترجمة وتقديم: علي كامل، اصدار: دائرة الثقافة والاعلام- الشارقة.
- الجنة/ رواية عبد الرزاق جورنا، الفائزة بجائزة نوبل 2021، ترجمة عبد الخالق الزهيري، اصدار: مطبعة السيماء- بغداد.
- مرايا الاغتراب والمنفى/ انطباعات حول الشعر العراقي في المنفى. تأليف صلاح جبار أبو سهير، اصدار احمد المالكي- دمشق.
- جمرة النص/ قراءة تفكيكية في مصاطب الآلهة لمحمود جنداري/ تأليف أسامة غانم، اصدار: دار ماشكي- الموصل.
- ثقافة الإلغاء/ ظاهرة عالمية في عصر الذكاء الاصطناعي" تأليف منتصر الحسناوي، مراجعة وتقديم: سعد السلوم، اصدار: دار مسارات- بغداد.
- السياسي والتنازع/ تأليف شانتال موف، ترجمة وتقديم: مصطفى العارف. اصدار: المنظمة العربية للترجمة.
****************************************************
اللغة والخطاب وثقافة الاختلاف 2- 2 ماذا يرتجى من لغة لا تخترع شيئاً وأهلها نيام؟!
أ.د محمد رضا مبارك*
الأنساق المضمرة في التفكير البلاغي:
يعتني البحث البلاغي المعاصر كثيرا بالأنساق المضمرة ، فالأساس في النص هو المضمر ،أما الظاهر فهو معطى سطحي ، له وظيفة ثانوية في النص هي الوصول الى النص المضمر ،وقد اعتنت لسانيات النص بالمضمر مثل التداولية والحجاج و السيميائية وبعض النظريات النقدية مثل نظرية استجابة القارئ، ونشير بوجه خاص الى الحجاج " ..إن فجوات القراءة، هي تلك التي يضعها المحاجج في النص، والغرض هو ملء فجوات القراءة، وندخل هنا في بعض اليات التأويل ، فالمعنى المضمر، هو في النصوص العالية وفي بعض النصوص التاريخية والأدبية والإعلامية، والمعنى التأويلي هو معنى مضمر ، تستخرجه القراءة ،ولكن أين يقع المضمر في لسانيات النص ؟ هل هو في العلاقة الوثيقة بين الخطاب والجدل؟ هل هو في السلم الحجاجي؟ هل هو في مطلق اللغة؟ كل هذه الأسئلة مهمة للوصول الى هذا المضمر، وقبل الإجابة عن هذه الأسئلة لا بد من الإشارة إلى مصطلحين : هما الحضور والغياب في النص ، فالحضور هو ظاهر النص والغياب هو المضمر ، على الرغم من أن المعنى الفلسفي لهما مختلف ..يلاحظ القرب الشديد بين لسانيات النص ونظرية التلقي، ففي النصوص المعتبرة يلجأ الكاتب إلى مقاومة سهولة التلقي، لأن هذه السهولة تطيح بهيبة النص ..والمعنى والدلالة لا يمكن لهما أن يرسخا في ذاكرة المتلقي ، إلا بهذه الصورة التي تعتمد على عنصري الحضور والغياب ، لكنهما قديمان قدم أرسطو، وقدم الفكر المعاصر توجد تصورات جديدة عن هذه الثنائية ... أفكار أرسطو كانت حول استراتيجيتين، أولهما الإخفاء ويكون مصدرها المحاججة، وتعتمد الثانية على إظهار المضمر وتصدر عن القارئ ، المتلقي الذي يعمل بواسطة اليات معينة على وعي المخفي بطريقة تتلاءم مع المسلك الحجاجي، تنتظم هذه الثنائية مع ثنائيات علم اللغة الحديث واللسانيات ، أي أن النص الظاهر طريق لمعرفة النص الغائب ، ويقترب من ذلك تشومسكي في البنية السطحية والبنية العميقة ..إذ الظاهر دليل على المتخفي .
لامست الظاهراتية ذلك، كما اقترب منه أفلاطون من قبل، فالنص الظاهر ملموس ودون ذلك المتخفي.. الفكر والحقيقة قضيتان مجردتان، كلما ابتعدنا عن الملموس قاربنا الحقيقة، وهذه فكرة تتصل بنظرية أفلاطون في المثل، التي تجعل عالم المحسوسات ليس سوى مثير وتذكير بالعالم الاخر الغائب.. و سنجد هذه الفكرة في بعض معانيها عند أعضاء الهرمونطيقا الظاهراتية، أي البحث عن الدلالات والمعاني الثاوية بعيدا خلف السطور.
تعددت التسميات والمضمون واحد. نص غائب ونص متخف، نص مضمر ونص مسكوت عنه، ويكاد يلتقي مع هذه المسميات نص موحى به، والايحاء قريب من الإضمار ،وكل هذه المفاهيم تحتاج الى تأهيل مفاهيمي ولاسيما بارتباطها بالقصد والسياق ، وهما عماد النظريات الحديثة كالتداولية ..ولابد في حضرة النص الغائب أن يكون للحجاج مثلا إضماره الخاص.. لكن الإضمار يتدرج من الجمل البسيطة الى الجمل المعقدة.. إن الجملة مهما كانت ، لابد أن تحتوي على إضمار ما ، ففي جملة : ذهبت الى التنزه هذا اليوم ، على بساطتها فيها إضمار لكننا في الإضمار الإعلامي والادبي سنصل الى مستويات عالية منه .
المحكية والعالم الرقمي:
المحكية ترافق كل اللغات بلا استثناء، فهنالك اللغة العالية او لغة الادب وهنالك المحكية التي يتداول بها الناس عادة وتوجد لغة وسطى بين الاثنين هي لغة الاعلام وأصبحت هذه الوسطى مشكلة في البحث الأكاديمي.. اين نجدها؟ هل في الكتابة ام في الاستعمال. اننا نفكر بالمحكية ونكتب بالفصيحة، كان الجاحظ قبلا يكتب بهذه الوسيطة وكذلك فعل أبو حيان التوحيدي ولعل خطاب ألف ليلة وليلة مثال واضح كان ينحو أحيانا نحو المحكية بسبب طبيعة الحكي الذي هو قوام الليالي .... كانت المحكية تشكل تحديا للغة لكن العالم الرقمي فاقم المشكلة بل قلبها راسا على عقب. لقد وجد تغيير كبير في الاداء اللغوي, والمواقع الشخصية لا تكاد تتحدث الفصيحة وتحسبها عيبا, و لابد من الحديث بالمحكية فهي اكثر ايصالا و اقل عناء ..اول انتهاك كبير حصل في بنية اللغة العربية هو تحويلها من لغة معربة الى لغة مبنية.
وقد يعتقد ان الإعراب ليس مشكلة العربية بل هو إشكالها، فهو يضع حروفا خارج البناء المعروف عادة للكلمة، اما البناء فإن كل الحروف داخل اللغة ولا يوجد حرف خارجها الا نادرا كما هو الحال في اللغة الإنكليزية.
التغيير الذي حصل في العقود الأخيرة كان حاسما لقد قلل من استعمال اللغة واستبدل الكلام بالصمت بمعنى ان هناك استعمالا اقل للغة في المعاملات اليومية بسبب التقنية الجديدة اذ تنجز المعاملات اليومية بلا استعمال للكلام، تدخل السوق وتشتري ما تشاء دون ان تنبس ببنت شفة، لان السعر مثبت وتدفع الثمن بالبطاقة الشخصية التي لديك.
وهذا الاستعمال لا مفر منه لأنه ينسجم مع طبيعة العصر و قد تشتري بضاعة وتدفع سعرها من دون ان ترى البائع بطريقة الثقة بالزبون في بعض المحلات و تصلك الى الدار بتطبيق الكتروني معين, بضع كلمات مكتوبة او مرسلة صوتيا.. حاصرت اللغة هنا الرموز الالكترونية وكذلك الصور والإعلانات فحلت هذه محل الكلمات، وليس ثمة اكثر من الإعلان دلالة و موضوعا واصبح الاعلان قبل البضاعة وتحليل الإعلانات الكبيرة ميزة أدبية كما فعل رولان بارت في بعض الإعلانات، هي دعوة مبكرة للأدب ليعطي بعض مهامه للإعلان وللصور.
((تنوب عن اللغة في فضاء التداول رموز الصور و الكتابة, يعني ذلك ان الممارسة اللغوية الفصيحة (تداول الكلام) اخذ بالنضوب, لتحل محله الرموز التعبيرية كما يحدث في النظام الاشاري بلغة المرور واللغات المحكية (اللهجات) واللغات المهاجمة (اللغات المصدرة للسلع المادية و المعرفية) لتنوء طبقة الفصيحة تحت ضغط طبقات أخرى مما يؤدي الى تسرب عناصرها وتراكيبها)) (مناهج اللغة والادب ص8).
المقتبس السابق لا يبالغ حين يشير الى خطر تسرب بناء اللغة الذي بنيناه وعرفناه و لعل الترجمة من اللغات الأخرى الإنكليزية و الفرنسية كان له هذا الأثر منذ زمن بعيد و لكن ما الذي حدث الان لتكون المشكلة اكبر واكثر تحديا.. يتعلق الامر باللغة الإنكليزية لدى الشباب و صغيري السن وهذا و ان كان غير محسوس لكنه طاغ على نحو واضح ف الإنكليزية لغة الحضارة والتقنية و من يمتلكها يمتلك القدرة على التفاهم مع الاقوام الكثيرة, يذكرنا ذلك بالشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي فهو وان كان يكتب شعره بالعربية السليمة و يحافظ على معمارها غير انه تواق للإنكليزية منذ بداية القرن فهي لغة الاختراع من القاطرة الى السيارة الى التلفون ثم الكهرباء وأي خير يرتجى من لغة لا تخترع شيئا و أهلها نيام حتى أفول الصباح.
لكن ما يقف بوجه هذا الازدراء للغة معمارها العظيم و تاريخها و ارتباطها بالدين اما الان فقد اصبح التحلل من قواعد اللغة ومن قدم هذه القواعد وتعقيدها امرا لا مفر منه من دون ان يرافقها الصوت او الاستعمال و بهذا الجو الجديد بدت حركة التصحيح اللغوي لا معنى لها, تصحح الأخطاء لا لكي يتجاوزها الكاتب بل لكي يكررها كل مرة و من امثلة تسرب التراكيب (التاثير في الشيء) يتحول الى التاثير على الشيء احتذاء بالتركيب الإنكليزي.. (His words had a strong effect on me)
كان لكلماته تأثير قوي وتقوم اللغات المحكية الاختزالية بانفكاك بنيوي عن الفصيحة و ليس بانفكاك على مستوى العناصر, الخطورة تزداد حين ننظر في تدفق المصطلحات التي ينتج عنها زعزعة المفاهيم التي تؤثر في أنماط الفكر لدينا ولهذا أسباب موضوعية لا علاقة له بصراع اللغات بل له علاقة بوضعنا في موقع الحضارة, فنحن نحتل موقع المستهلك الذي يستورد الالة مع اسمها.(مناهج اللغة والادب ص9.) من الإشارات البدهية،أ ن الكلمات الجديدة والصيغ الجديدة ، يصنعها الإعلام ، وهذه المواضعة الفكرية أصبحت أكثر رسوخا بعد الثورة الرقمية ، فقد ضعفت سلطة المجامع اللغوية عن ملاحقة الجديد ، فأصبحت أجهزة الإعلام ، هي التي تقود المجامع اللغوية ..توسعت أجهزة الإعلام في الأقيسة ..مثل توليد أفعال على وزن فعل أو فوعل أو فعلن مثل تعذيب مياه البحر ،تبوير الأرض الزراعية والعوربة، والإكثار من صوغ المصدر الصناعي من الأسماء الجامدة والمشتقة مثل الدونية الاحقية ..وجمع الجمع مثل نفوط أقماح السحوبات وغير ذلك كثير يبقى ان وصف الظاهرة ليس طريقا سليما دائما، لابد من جهد مؤسسي وهو ليس في متناول اليد .
المصادر
1- مناهج اللغة والادب مجموعة بحوث صدرت عن جامعة الامام الكاظم عن مؤتمر مناهج اللغة العربية.2023
2- عبد الله محمد الغذامي, النقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية العربية، المركز الثقافي العربي.
3- النقد واللسانيات محمد رضا مبارك.دار أمل الجديدة دمشق 2019
4- ميلكا افيتش, اتجاهات البحث اللساني, ترجمة سعد عبدالعزيز مصلوح, المجلس الأعلى للثقافة, المشروع القومي للترجمة في جمهورية مصر العربية.
5- مورفولوجيا الحكاية الخرافية ترجمة أبو بكر احمد باقادر, النادي الثقافي الادبي في جدة 1989.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اكاديمي، شاعر وناقد عراقي.
***************************************************
قصة قصيرة.. مرآة الأب
آريان صابر الداوودي
في غرفتي الفوضوية، مرآة معلقة على جدارها العتيق، سمعت من والدتي ان والدي علق تلك المرآة قبل أربعين سنة، أي قبل موته بسنوات قليلة، بالتحديد قبل ولادتي بسنة واحدة، قالت بانه صبغ جدار الغرفة وعلق عليه المرآة، كان يهتم بتنظيف اطارها الخشبي، حين ولدتُ، أهملها وأصبح يهتم بي أكثر من المرآة، أتذكر كيف كان يداعبني وأنا طفل صغير، نعم أشعر بانفاسه على رقبتي، وحركة شفتيه على بطني وتعلو كركراتي الطفولية ، لكني اتذكر ايضا في عامي السادس القُبل التي رافقتها الدموع التي انهالت على خدي، خالي، عمي، جدي، جدتي، عمتي الكبرى... وكثير من الأشخاص لم أكن أعرفهم، ولم يسبق لي التعرف على نبرات اصواتهم وهم يهمسون في اذني: يتيم.. فقدت الوجة المبتسم دائما ، لم يبق منه غير المرآة أتخذتها أبا، كانت خير أب، أحدثها، اقف امامها، وجدتها كائنا يشبهني يسكن بين اطار المرآة، تقدمت نحوها، وقفت أمامها، كائن وكأنني لأول مرة أحدثه. كانت ملامحه تشبه ملامحي ، حركاته تشبه حركاتي، انه يقلدني، حركتُ فمي فحرك فمه، حركتُ أنفي ففعل، كسرتُ حاجبي فكسر حاجبه، عجيب... سألت نفسي كيف يحدث هذا!... ثم غيرت من حركاتي، أرفع كفي فيفعل مثلما أفعل، أقبّله فيقبّلني، اقترب منه يقترب أكثر، أتراجع يبتعد، أضحك له يبادلني بضحكة، نشبه بعضنا، أو أشبهه كثيراً، عندما أبكي أمامه، أجد التجاعيد التي تغطي وجهه، ياااااا كيف يشعر بما أشعر! الوقوف أمام المرآة وحيداً دون الشعور بأي قلق، أو انزعاج، أو نفاد الصبر، أمر كان يستحق اهتمامي، كنت أشعر أمامها بالتحسن كلما تعكر مزاجي، وبالهدوء كلما غضبت، وبالعزم والثقة كلما شعرت بفقدان نفسي، فأجدني أسعد إنسان في هذا الكون، شعور بالدهشة، ويتحول الدهشة إلى بهجة متناسياً ما يقال عني في الشارع، وما تفعله والدتي كلما شاهدتني أمام والدي. والدي، أو مرآتي، تعرفني جيداً، وتفعل مثلما أفعل، عندما قلت له (أحبك) ردد معي الكلمة بالنبرة نفسها. عندما خلعت قميصي خلع قميصه، القميص الذي البسه يلبسه، البنطال الذي نزعته نزعه، تعريت، تعرى مثلي، تقابلنا، كنا نشبه بعضنا حتى دُهشت، ووجدت الدهشة على محياه، لمست اطار المرآة الملعونة الذي يحرمني منه، اطار خشبي معمر، حاجز بيني وبينه، وإلا ها أنا أشاهده، وأحببت الشامة التي تزين صدره، كم تشبه الشامة التي تزين صدري.
- يا بني لمَ لا تترك المرآة؟
تسألني والدتي بأمر، لا أرد عليها، ولا يعجبني هذا السؤال الغبي، حتى انني لم أكن أرغب بكتابته هنا، ما هذا السؤال الذي تطرحه والدتي؟
- أتحب والدي؟
سألتها ، ردت بنعم، ثم حاولتْ أن تبكي، لكنني لم أصدق محاولاتها، مسكتها من ذراعها وتوجهنا صوب غرفتي، هناك توقفنا أمام المرآة...
- احكِ معه.
- مع من؟
ردّت والدتي وكأنها صعقت بصدمة كهربائية.
- والدي.
- أين هو؟
سألتني، أشرت بسبابتي إلى المرآة، والدي الذي يشبهني يحدق فيّ ولا يهمه وجودها. عم الصمت بيننا نحن الثلاثة، ضمتني إلى صدرها. والدك في الجنة يا بني. هكذا قالت وعلامات الخوف تزين تضاريس وجهها. والدي كبر معي، أو أنا من كبرت معه، أو كبرنا سوية، كبر أنفه عندما كبر أنفي، خط الشارب وجهه عندما خط وجهي شعيرات قليلة، شاب شعره مع أول شيب وقع في شعري، حتى شعر صدره أصبح مثل شعر صدري، يحبني كثيراً، سنوات لا يفعل شيئاً إلا ما أفعله أنا. البارحة، بينما كنت أحكي مع والدي وأنا أنظف الإطار الخشبي، لصقت جبهتي في جبهته التصاقاً وثيقاً، شممت رائحة والدي، شعرت بدفء أحضانه الجياشة بالعاطفة كالبحر الفسيح، لقد كنت أشبه بسمكة صغيرة اتحرك كيفما أشاء في البحر الأبوي. دخلت والدتي وهي مستاءة، حاولت دفعي بعيداً، ولكن السمكة في داخلي تشبثت بجبين والدها، وكنت أغوص غوصاً أعمق في بحر والدي، ولكنها كما كل مرة، عندما صرختْ في وجهي، تركتُ الإطار الخشبي ووضعت يدي على أذني، كانت كل مرة تمارس هذه الطقوس، تمنعني من محادثة والدي والاقتراب منه، تبعدني عنه بقوة، ففي عالم البحار؛ الأسماك الصغيرة تبلعها الأسماك الكبيرة، اثقلت أمي عليّ بصراخها، ولكن هذه المرة، عندما صرخت لم توبخني فحسب، بل سحبت المرآة بكل قوتها، نزعت الخيط من المسمار المعلق بالحائط، كان ذلك الخيط شاهداً على حواراتي مع والدي، بلمح البصر، وجدتها تزين بلاط الغرفة بقطع زجاجية، كسرتْ المرآة، لم يعد والدي الآن معلق بخيط تشنقه لسنوات. بدأتْ والدتي تصرخ في وجهي وتلعن يوم ولادتي.
تلاشت صورة والدي على بلاط الغرفة، دفنت رأسي بين فخذي وبكيت كثيراً.
عصراً، بعد أن نظفت والدتي الغرفة من قطع الزجاج، خرجت من المنزل، بحثت، وجدت عشرات القطع من والدي في صندوق القمامة، يده تحولت إلى قطع صغيرة، كفه تحول إلى أربع قطع في أسفل الصندوق، رأسه مقسوم إلى قطعتين، تعبت حتى عثرت على تفاصيله، رجله وبطنه وظهره كلٌ في زاوية، عندما جمعت كل القطع، شعرت بتعب وعرق يزين جبيني، مرَّ رهط من الشباب وهم يضحكون ويقهقهون بعلو أصواتهم قائلين: هااااا مجنون. بعد عقود، كل الناس تقدموا في السن، حتى والدتي، إلا أنا، بقيت طفلا يقاسم عمره مع والده الذي تلاشى في صندوق القمامة.
وجدت نفسي تائهاً، من ذا الذي يعيد لي وجه والدي؟ من الذي يحررني من وحدتي؟ من الذي يضحك لي كلما ضحكت، ويبكي كلما نزلت دمعة من عيني؟ من الذي يشغلني عن ماضٍ ضاع ومستقبل مبهم؟ احتضنت أجزاء والدي، وحاولت جاهداً المحافظة على وجهي المستعار، وبشرتي التي شعرت بتجاعيدها التي نبتت في ساعات، والواقع الذي أسمعه من العالم المليء بالجنون وهم ينعتون شخصاً مثلي بالمجنون.
*******************************************
غسيل
كرم الاعرجي
غسلتني
الوان شكوكي وتجذّر الحزن السائح بدمي
يغلي
مثل الفورة في بركان
تلك
الغابة وجع مرّ
والخليقة كلها تتأوه من ظلم الانسان
من يسرج خيله السماوية كي ينقذنا
من هجمات الاحفاد المنتفعين
بلهو القتل
في سيرة اشباح القلق المأمورين
بغواية أهواء الاحلام
هذا زمن كذاب
ناب
خلف ناب
تلك سموم السيرة تأسرنا في قفص الاوهام
ونحدق من شباك فجائعنا
مقامرة. أُخرى يركبها
دعاة
الرغبة كي نحني رقاب الأمجاد
سيكون الطوفان
ونكون شظايا
بقلوب
لاتتبع غير الله،
من سيجيء نقيا
سائحا بالغايات الاخرى يحمل في كفيه الغيث
والوان الورد
والامل الحر
لنغسل ادران قلوب تأبى الحب،
من
من
من..
***********************************************
الصفحة الثانية عشر
قف.. بلادٌ أرملة
عبد المنعم الأعسم
نحتاج إلى أكثر من الخجل عندما نستعيد ما ذكرته محكمة للأحوال الشخصية في إحدى المحافظات أنها لم تعقد قران أي أرملة خلال أربع سنوات، وكشف محام متخصص بالأحوال المدنية في تلك المحافظة "أن هناك موقفاً سلبياً للمشايخ الدينية والقبلية حيال الأرامل اللواتي يعانين محنة فقدان ازواجهن" وأضاف القول "تذكروا أن نبي الإسلام لم يتزوج امرأة بكراً سوى السيدة عائشة". وستكون أرقام النساء "المعيلات من غير عائل" مخيفة إذا ما أضيف لها العدد "الانفجاري" للمطلقات ما لا سابق له في تاريخ العراق.
وينقل صحفي عن امرأة عراقية اسمها خ. عبد الكريم قولها: 'أنا ترملت منذ زمن بعيد عندما قتل زوجي في الحرب العراقية الإيرانية واستطعت بالكدح إنقاذ أطفالي الأربعة من الفقر والعوز، وعشنا نأكل يوما ونصوم اثنين، والحمد لله كبروا" وتدمع عيناها وهي تضيف: "إن الكارثة وقعت عندما قتل ولدي الكبير في أحد أحداث العنف التي شهدتها منطقتنا، وترك زوجة صغيرة وطفلين.. وأصبحنا أرملتين في البيت".
من زاوية يبدو أن الدولة العراقية، وسط هذه الكارثة الاجتماعية، باتت نفسها أرملة.. حتى يثبت العكس.
*قالوا:
"الأخبار السيئة لها أجنحة".
مثل إنكليزي
********************************************
{ليلة حكواتية} في الناصرية
متابعة – طريق الشعب
أقام ملتقى "سومريون" الثقافي في مدينة الناصرية، أخيرا، أمسية رمضانية بعنوان "ليلة حكواتية من التراث الشعبي العراقي"، قدمها الفنان الشاب علي صالح، بحضور جمع من محبي التراث.
في حديث صحفي، قال المشرف على الأمسية ياسر البراك، أن أمسيتهم محاولة لإبراز هوية مدينة الناصرية الثقافية والتراثية، مشيرا إلى أن مهنة الحكواتي فن عراقي قديم ترجع جذوره حتى إلى العصر العباسي، وأن مدينة الناصرية كانت من بين المدن التي يتواجد فيها الحكواتي.
وأشار البراك إلى ان "الفنان صالح قدم حكاية شعبية من الموروث العراقي، بأداء جميل. وهذه باكورة نشاطاتنا التراثية، التي نسعى من خلالها إلى إحياء الذاكرة الشعبية، خاصة المرتبطة بالحكواتي، الذي يجسد حكايات الجدات".
*****************************************
الزبير تزدان بـ100 ألف زهرة
متابعة – طريق الشعب
احتضنت حديقة "مسجد خطوة الإمام علي" في قضاء الزبير غربي البصرة، أخيرا، معرضا للزهور نظمته بلديات المحافظة، وضم أكثر من 100 ألف زهرة بأصناف وألوان مختلفة. المعرض الذي استمرر 10 أيام، جُهز بالزهور من مشاتل بلدية الزبير، التي وفرت 100 ألف زهرة للعرض، إضافة إلى 50 ألف أخرى بديلة، لتعويض ما يتلف من الزهور. وقد شهد المعرض حضورا يوميا كبيرا من المواطنين.
في حديث صحفي، قال معاون مدير بلديات البصرة رضا التميمي، أن "هذا المعرض يأتي ضمن جهود تعزيز المساحات الخضراء في المحافظة، لا سيما في قضاء الزبير ذي البيئة القاسية، والذي يحتاج إلى مشاريع خضراء"، موضحًا أن "المعرض يساهم في نشر ثقافة الاهتمام بالبيئة وتعزيز التعاون بين المؤسسات البلدية والمجتمع المحلي".
من جانبه، ذكر مدير بلدية الزبير ميثاق الساعدي، أن المعرض لم يقتصر على عرض تقليدي للزهور فقط، بل شمل عرض مجسمات فنية وأشكال هندسية من الزهور، إلى جانب تصاميم تجسد أجواء شهر رمضان.
وتابع قائلا أن هذه الفعاليات تُعد فرصة لتعزيز الوعي البيئي والجمالي، مبينا أن من أبرز الأزهار التي عُرضت هي: "البتونيا، اللهانة، الشبوي، البرهام، الأكاسيا واليوغا". إذ ان هذه الأصناف قادرة على التكيف مع مناخ المنطقة، فضلا عن كونها تضفي جمالية على المساحات الخضراء.
***********************************************
شهادة مهمة في «بيتنا الثقافي» الكاتب زهير الجزائري عن {جيل الستينيات}
بغداد – طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت الماضي، الكاتب والروائي زهير الجزائري، الذي قدم شهادة مهمة عن جيل الستينيات، في جلسة حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وعدد من قيادات الحزب، إلى جانب جمع من المثقفين.
أدار الجلسة الرفيق فاروق فياض. واستبقها بتقديم نبذة عن تجربة الضيف الطويلة في المجالين الصحفي والأدبي، فضلا عن مسيرته النضالية في صفوف الحزب الشيوعي.
الجزائري، وفي معرض حديثه، ذكر أن جيل الستينيات الثقافي في العراق حظي بكتابات كثيرة، لذلك فانه سيقدم في الجلسة شهادته الشخصية عن ذلك الجيل.
وقال انه انتقل من مدينته النجف إلى بغداد عام 1964 للالتحاق بالجامعة، وحينها كان عمره 21 سنة، واستذكر الحياة الجامعية، وكيف ان تلك الفترة كانت تشهد تفتحا سياسيا واجتماعيا، حتى ان أعداد الطالبات الجامعيات اللواتي يرتدين العباءة، كانت قليلة جدا.
وأشار الى ان تلك الفترة شهدت انقلابات عسكرية وانشقاقات سياسية. ومن الناحية الاجتماعية كانت هناك تطورات كبيرة، منها صعود الطبقة الوسطى عبر الجهاز الوظيفي.
وتابع قوله أنه في تلك الاثناء تعرّف إلى جيل الستينيات الثقافي الذي كان يضم قوميين وشيوعيين، وانه بالإضافة إلى مجموعة بغداد من هذا الجيل، كانت هناك مجموعات الناصرية والنجف وكركوك، وان كل المجموعات كانت تهيمن عليها إضافة إلى التجديد والتحديث، الرابطة المكانية والتكتل. كما كانت لكل منها ميزات خاصة، حيث كانت مجموعتا الناصرية والنجف أكثر ثورية وتطرفا للحداثة، مًرجعا ذلك لعوامل سياسية واجتماعية.
ولفت إلى أن المجموعات جميعها تشكلت في المقاهي، على اعتبار ان المقهى كانت تحتضن مختلف الطبقات والفئات والتوجهات، مبينا أن السلطة كانت تشعر بوجود شيء مختلف في تلك المجموعات، لكنها لم تستطع تصنيفها، كأن تكون شيوعية أو بعثية أو قومية.
وتابع قائلا أن مخبري السلطة كانوا يجلسون في المقاهي يتنصتون لأحاديث المجموعات، فيتفاجأون بكلمات غريبة لا يفهمونها ولا توازيها مستوياتهم الثقافية، مشيرا إلى أن علاقة تلك المجموعات بالسلطة كانت غامضة.
وتطرق الجزائري إلى جيل بداية الستينيات، الذي تعرّض الكثير من أفراده إلى الاضطهاد والسجن في فترة انقلاب شباط 1963، مبينا أن موضوعة السجن كانت تسكن هذا الجيل، وان الكثيرين من أبنائه كتبوا عن السجون.
ونوّه إلى انه في فترة الستينيات تشكل وعي جديد لدى هذا الجيل منفصل عن الأحزاب والأيديولوجيات. فالاتجاه الأساسي الذي هيمن عليه هو الفلسفة الوجودية، موضحا أنه كان هناك إقبال كبير على الكتب الوجودية، فشكلت وعي أبناء هذا الجيل. إذ أصبح تفكيرهم يتمحور حول الذات، ويميلون إلى الانعزال عن المجتمع وإلى الكتابات الغرائبية، بينما لم تعد فكرة إصلاح المجتمع والواقع، تعني لهم شيئا، مثلما كانت تعنيه للأجيال السابقة.
وإضافة إلى الجماعات والحلقات الأدبية، تطرق الجزائري إلى الحلقات الفنية في تلك الفترة، وإلى تأثرها، شأن الأدبية، بالحداثة الخارجية، وليس بالروّاد المحلييين.
ثم عرّج على نكسة حزيران 1967، وكيف انها شكلت صدمة كبيرة لأبناء هذا الجيل، ما جعل الكثيرين منهم يعودون إلى السياسة بعد أن غادروها بفعل ما واجههم من هزائم سياسية.
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين. وفي ختامها قدم الناقد فاضل ثامر شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الكاتب والروائي زهير الجزائري.
*********************************************
د. علي مهدي في البصرة عن {الدستور العراقي وبناء الدولة المدنية}
البصرة – طريق الشعب
ضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة بالتعاون مع مختصة العمل الثقافي في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، أول أمس الثلاثاء، الرفيق د. علي مهدي، الذي قدم محاضرة بعنوان "الدستور العراقي وبناء الدولة المدنية – المواطنة كأساس للتحديات والفرص المستقبلية".
المحاضرة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية، في البصرة، استمع إليها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن السياسي. فيما أدارها الأستاذ فاروق الهاجري، واستبقها بتقديم سيرة الضيف.
بعد ذلك، ابتدأ د. مهدي محاضرته بإلقاء الضوء على آلية اشتغال العالم على كتابة الدساتير، معرّجا على أول دستور للدولة العراقية، وعلى الكيفية التي كُتب بها، مرورا بالتغيرات التي طرأت على الدستور وعلى عملية تشريع القوانين، وصولا إلى الوضع الراهن.
ونوّه المحاضر إلى أهمية قراءة الدستور بشكل واع والوقوف على النقاط والمواد الواجب تعديلها أو الاشتغال عليها بشكل قانوني.
وعلى هامش المحاضرة قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول مضمونها.
وفي الختام، قُدمت للمحاضر شهادة تقدير من "ملتقى جيكور" وهدايا من بعض الحاضرين.
********************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- د.عبدالهادي مشتاق 150 الف دينار
- د.فاضل المندلاوي 150 الف دينار
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
***********************************************
- يضيّف "ملتقى لكش" الثقافي في بغداد هذا اليوم الخميس، المفكر الشيخ طالب السنجري، في أمسية رمضانية بعنوان "علاقة الإسلام بالعلمانية".
تبدأ الأمسية عند الساعة 8 مساء في مقر الحزب الشيوعي العراقي في منطقة الكرادة قرب محطة وقود "أبو اقلام".
- يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، الأستاذ الدكتور مزهر الخفاجي، ليقدم محاضرة بعنوان "جدلية الصراع بين الفرد والمجتمع والدولة في العراق".
تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الاندلس.
**************************************
أما بعد.. وين الشوربة؟
منى سعيد
يشهد الصحفيون والإعلاميون العاملون في الخليج دلالاً غير عادي في أيام شهر رمضان، إذ تنهال عليهم دعوات الإفطار أو السحور يوميا من أغلب المؤسسات والوزارات، ومن رجال الاعمال والشركات التي يغطون إخبارها في الصحف والمجلات. فهم يُستضافون عادة في مطاعم الفنادق ذات الخمس نجوم الراقية، كنوع من المكافأة عن أعمالهم الصحفية طيلة العام من جهة، وكنوع آخر من الدعاية الإعلانية للجهة الداعية، والتي ستظهر أخبارها وصورها في صحف ومجلات اليوم التالي.
في السنوات الأخيرة من عملي في دبي عشت هذه التجربة باذخة الرفاهية ولم اتخلف عن تلبية تلك الدعوات، فضلا عن اصطحابي أحدى صديقاتي أو أحدا من جيراني، لان غالبا ما تكون الدعوة لشخصين. ومع هذا البذخ لم تكن تعجبنا تلك الدعوات كثيرا ، أو ربما كنا نتدلل أكثر من اللازم ونُعرض عن تلبيتها. ولعلي هنا أتذكر طلب أحد زملائي مسؤول الصفحات الرياضية في الصحيفة التي كنت اعمل فيها، والذي كان يلح علي يوميا بتحضير طبق الشوربة من قبلي، والذي يفضله على كل ما يقدم في تلك الدعوات. ربما اللَّمة وجمع الأصدقاء في أجواء البيت هي الأفضل في كل الأحوال..
في أول يوم من رمضان الحالي أتصل بي الزميل نفسه من أمريكا، وبعد التهنئة الرمضانية سرعان ما سألني " وين الشوربة"؟ ضحكت وقلت له: سأرسلها لك عبر الأقمار الصناعية..
لكن البذخ والذكريات اللطيفة لا تمحي تفصيلات ذكريات الحصار اللئيم المأساوية، وأقصد حصار التسعينات ، فما زلت اتنغص كلما أطبخ الشوربة في رمضان، حين أتذكر ما حدث لنا في تلك الأيام السود، إذ كانت والدتي رغم توجهها اليساري ونشاطها الدؤوب في رابطة المرأة العراقية في الحلة، ومشاركتها في جميع فعاليات الحزب الشيوعي، لكنها توجهت للورع والصيام في أواخر عمرها لمدة ثلاث أشهر متتالية من رجب وشعبان ورمضان في زهد عجيب، ترفض فيه تقديمنا أي وجبة طعام أضافية غير طعام غدائنا الاعتيادي.
في يوم شتائي بارد من تلك الأيام العصيبة شحّ فيه عندنا أيّ مصدر من مصادر الطاقة، فلا كهرباء يكفي لتشغيل "الهيتر" الكهربائي، ولا غاز أو نفط عندنا.. حل المساء والوالدة صائمة. احترنا في كيفية إعداد الشوربة لها، أتذكّر لجوء أختي الكبرى لطرق أبواب الجيران واحدا تلو الآخر، طالبة قنينة غاز، ولم تحصل في النهاية إلا على بطل من النفط .. سارعنا بوضعه في الصوبة النفطية، وانتظرنا مدة ليست قصيرة حتى جهزت الشوربة!