اخر الاخبار

الصفحة الأولى

صمود غزة الأسطوري يُجبر آلة الإبادة الصهيونية على الانصياع اليوم.. وقف إطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ

بغداد ـ طريق الشعب

بعد 15 شهرًا من العدوان الهمجي الذي عصف بكل ما له صلة بالإنسانية، وفيما هبت الولايات المتحدة ودول الغرب عموما لتقديم كل ما يمكّن الكيان الصهيوني من مواصلة مجازره المروعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يقف سكان قطاع غزة اليوم على أعتاب لحظة فارقة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

الصمود في غزة ملحمة أسطورية كتبها الفلسطينيون في وجه آلة القتل العمياء، التي استهدفت البشر والحجر، ودمرت كل شيء، متجاوزة كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية. ورغم كل ذلك أبى الشعب في غزة إلا أن يصمد، ليثبت للعالم من جديد أن إرادة الشعوب أقوى من كل قهر الاحتلال ودماره.

اتفاق وقف اطلاق النار

وسط أنين سكان غزة ومعاناتهم المستمرة، أعلنت وزارة الخارجية القطرية، أمس السبت، أن وقف إطلاق النار في غزة سيبدأ الساعة 8:30 صباح الأحد بالتوقيت المحلي للقطاع. وجاء هذا الإعلان بعد مفاوضات شاقة، تعنّت خلالها رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، قبل أن يرضخ في النهاية إلى الصيغة ذاتها التي كان قد رفضها في شهر أيار الماضي.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن الاتفاق تم التوصل إليه بعد توافق بين الأطراف بوساطة دولية.

بدورها، أكدت هيئة البث الإسرائيلية مصادقة حكومة نتنياهو على الصفقة، رغم معارضة ثمانية وزراء من الائتلاف الحاكم، في مشهد يعكس الانقسام الحاد داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية.

مراحل تنفيذ الاتفاق

تتكون الصفقة من 3 مراحل، الأولى تستمر 6 أسابيع، وستشهد إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا و735 أسيرًا فلسطينيًا. كما سيتم إطلاق سراح المحتجزين الأجانب، بمن فيهم الأميركيون. في هذا اليوم وهو الأول سيتم إطلاق سراح 3 محتجزات إسرائيليات، و95 أسيرًا فلسطينيًا وذلك ابتداءً من الساعة 4 عصرا بالتوقيت المحلي.

وتشمل المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع، الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا مقابل 735 أسيرًا فلسطينيًا، على أن تبدأ عملية الإفراج اليوم الأحد بإطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين الـ95.

تبادل الاسرى

وفي خطوة نحو تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، أعلنت وزارة العدل في دولة الاحتلال، امس السبت، ان 735 أسيرًا فلسطينيًا سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، مقابل إطلاق سراح أول دفعة من المحتجزين الإسرائيليين. ويأتي هذا ضمن اتفاق شامل ينص على اطلاق سراح 1904 أسرى فلسطينيين على مراحل، بينهم 1167 من سكان قطاع غزة الذين لم يشاركوا في هجمات السابع من تشرين الأول 2023.

وأوضحت الوزارة في بيان أن المرحلة الأولى تشمل إطلاق سراح شخصيات بارزة أثّرت في المشهد الفلسطيني، من بينهم زكريا الزبيدي، القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى، وأشرف زغير، أحد قادة حماس المتهم بالمساعدة في تنفيذ هجوم بتل أبيب عام 2002. كما تضم القائمة أحمد البرغوثي، قائد الذراع العسكري لحركة فتح في رام الله، المحكوم عليه بالسجن المؤبد لقتله 12 إسرائيليًا في 2016، وإياد جرادات من حركة الجهاد الإسلامي، الذي فر من سجن جلبوع عام 2021. كذلك، تشمل بلال أبو غانم، منفذ هجوم القدس عام 2015 الذي أسفر عن مقتل 3 إسرائيليين، وأكرم حامد، أحد قادة كتائب شهداء الأقصى المتهم بسلسلة عمليات إطلاق نار في رام الله، إضافة إلى وائل قاسم ووسام عباسي من خلية "سلوان" التابعة لحماس، المتهمين بتنفيذ عمليات أدت إلى مقتل 35 إسرائيليًا.

من جهته، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس أن من بين هؤلاء الأسرى 296 من أصحاب الأحكام العالية، لافتا إلى أن عدد الأسرى الذين سيحررون مرتبط بظروف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، بما في ذلك تحديد عدد الأحياء والقتلى منهم.

***********************************************

جلسة حوارية مع السفير الصيني بضيافة لجنة العلاقات في الحزب الشيوعي العراقي تسوي وي: العراق ثالث أقوى شريك للصين في المنطقة.. ودعمنا مستمر للبلدان النامية

بغداد ـ طريق الشعب

نظمت لجنة العلاقات في الحزب الشيوعي العراقي، ندوة حوارية حملت عنوان "مسار التنمية الصينية الجديدة.. الآفاق والتحديات"، أمس السبت 18 كانون الثاني، على قاعة قرطبة في فندق المنصور ببغداد، ضيّفت فيها سفير جمهورية الصين الشعبية لدى العراق السيد تسوي وي، وأدارها عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق ياسر السالم.

الندوة الحوارية التي استغرقت قرابة ساعتين، تحدث فيها السفير الصيني عن مراحل التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الصين في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فضلا عن التحديات التي واجهت هذه التجربة، والعراقيل والمعوقات التي ساهمت بها الدول الغربية وامريكا على وجه الخصوص، لإفشال التجربة وخلق اضطرابات دائمة.

وأشار السفير الصيني، تسوي وي، الى غزارة التجربة الصينية وديناميكية الأفكار التي استندت اليها والمنطلقات الثابتة، لاسيما تلك المتعلقة بالتعامل مع ميزان القوى مع الدول النامية، إذ اكد ان الصين بلد نامٍ، وسيستمر بدعم البلدان النامية، وهو يعبر عن صوتها في المحافل الدولية ومجلس الأمن، ويرفض الرؤية القائمة على ان البلدان القوية بسلاحها وثرواتها تدخل في أجواء الاحترام والتعاون في اطار المجتمع الدولي، كما يروّج الغرب.

وعن العلاقات العراقية الصينية، قال تسوي وي: ان "الصين تسعى الى تطوير علاقاتها مع العراق على أساس النية الصادقة والاحترام المتبادل والكسب المشترك، وهذا العام يصادف الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين والعراق وكذلك يصادف الذكرى العاشرة لتوقيع بيان التعاون للحزام والطريق، وما رأيناه من تطور العلاقات يتماشى مع سياسات الصين الخارجية، وان العلاقة تتماشى مع الاسترشاد الصيني بقيام مجتمع مشترك لمستقبل البشرية".

ونوّه إلى أن "العقد الماضي تطورت فيه الشراكة الصينية العراقية بشكل مستمر، وحقّق التعاون العملي بين البلدين إنجازات مثمرة، وتكثف التواصل الإنساني والثقافي يوما بعد الآخر، وبلغ التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي ما يقرب من 50 مليار دولار أمريكي".

وأكمل، أن "الصين أصبحت اكبر شريك تجاري للعراق واكبر مستورد للنفط العراقي، والعراق هو ثالث اكبر شريك تجاري للصين في المنطقة وتشارك الشركات الصينية في عملية البناء في كافة المجالات، بما فيها قطاعات الكهرباء والنقل والمواصلات والاتصالات، ونشارك في بناء هذه المشاريع التي لا تخدم فقط النمو الاقتصادي للعراق، بل تأتي بالمخارج الملموسة للشعب العراقي".

وشهدت الجلسة الحوارية، حضور قيادة الحزب الشيوعي العراقي في مقدمتها الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية، وشخصيات سياسية وثقافية واقتصادية بارزة، فضلا عن مداخلات نوعية ساهم فيها الحضور.

****************************************************

راصد الطريق.. وإذْ تغط مؤسسات الدولة في السبات!

فيما يتواصل الحديث عن مكافحة الفساد، وضرورة إجراء انتخابات نزيهة تُجسد إرادة العراقيين، وتُقلص استغلال المال العام والمناصب الحكومية في السباق الانتخابي، تبدو أجهزة الدولة ومؤسساتها غائبة عن التنافس المحموم بين المتنفذين، المتأهبين مبكرا لخوض المعركة الانتخابية بأساليب ملتوية. يقول المثل عن حليمة انها لا تريد نبذ عاداتها القديمة.

فالأنباء تشير الى افتتاح متهم رئيسي في "سرقة القرن" قناة تلفزيونية جديدة، وتعاقده مع إعلاميين معروفين لإدارتها، فيما يضخ آخر أموالا طائلة لإطلاق قناة اخرى بحلة جديدة.

في الأثناء يواصل مسؤولون استغلال مناصبهم ويقدمون هبات اجتماعية او شمول بالرعاية الاجتماعية أو تأجيل تعيينات عقود في المحافظات، لتوقيت استغلالها مع اقتراب موعد الانتخابات.

هذه الممارسات تعكس رغبة المتنفذين في تطويع كل شيء لخدمة مصالحهم الانتخابية، خاصة وان الأمر لم يعد يحتاج تدقيقا أو تحقيقا معمّقا.

وهنا يبرز السؤال: متى يوضع سقف مالي واضح للدعاية الانتخابية؟ ومتى تُطبّق القوانين بصرامة على مصادر تمويل الأحزاب، أم أن المعنيين رأيا آخر؟

هذا التهاون سيثلم اذا استمر مصداقية الانتخابات، فالإجراءات على الأرض وليس الاقوال هي دائما المحك.

***********************************************

الصفحة الثانية

رايتس ووتش: السلطات العراقية زادت وتيرة الإعدامات غير القانونية

بغداد ـ طريق الشعب

أشرت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان، تصاعدا في وتيرة الإعدامات غير القانوني من قبل الحكومة العراقية في العام 2024.

وقال تقرير المنظمة في "التقرير العالمي 2025" إن الحكومة العراقية صعّدت هجماتها على الحقوق طوال العام 2024 من خلال تمرير أو محاولة تمرير قوانين قاسية من شأنها تقييد حريات العراقيين.

واستعرض التقرير ممارسات حقوق الإنسان في أكثر من 100 بلد، في معظم أنحاء العالم، بحسب ما كتبت المديرة التنفيذية تيرانا حسن في مقالتها الافتتاحية: قمعت الحكومات المعارضين السياسيين، والنشطاء، والصحفيين واعتقلتهم وسجنتهم ظلماً، مشيرة الى ان "الجماعات المسلحة والقوات الحكومية المدنيين قتلت بشكل غير قانوني، وهجّرت كثيراً منهم من ديارهم، ومنعت حصولهم على المساعدات الإنسانية".

وقالت سارة صنبر، باحثة العراق في هيومن رايتس ووتش: ان "لدى العراق فرصة لسن إصلاحات هيكلية من شأنها تعزيز الحقوق الأساسية والمساعدة في الحفاظ على الاستقرار النسبي للبلاد. لكن بدلاً من ذلك، يبدو أن السلطات مصممة على سن تشريعات تحرم العراقيين من الحرية، وتكثيف عمليات الإعدام، وقمع المعارضة".

**************************************************

احتجاجات تطالب بالخدمات أهالي الشهداء في الموصل يشتكون: الحكومة منحتنا أراضي في مناطق نائية

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية تركزت مطالبها على توفير الخدمات الأساسية للمناطق، واحتجاجا على آلية توزيع قطع الأراضي للموظفين. فيما نظمت عوائل الشهداء في الموصل تظاهرة احتجاجية طالبت بتوفير الخدمات للأراضي التي حصلوا عليها من الدولة.

عوائل الشهداء

ونظمت العشرات من عائلات ضحايا الإرهاب في نينوى وقفة احتجاجية في منطقة تل الرمان الغربية في مدينة الموصل، للمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية التي يحتاجها السكان.

ورفع المحتجون عدة مطالب، من بينها فتح الطرق، وتوفير المياه والكهرباء، بالإضافة إلى إكساء الطرق في المنطقة.

المحتجون، وهم من عائلات الشهداء والجرحى، أشاروا إلى أنهم استلموا أراضي من الدولة، لكن لم تُوفر لهم البنى التحتية الأساسية، مما جعلهم يعانون بشكل كبير بسبب نقص الخدمات.

وتحدثت أم محمد، والدة أحد الشهداء، خلال الوقفة عن معاناتهم اليومية، موضحةً أن الحكومة سلمت الأهالي أراضي في مناطق نائية دون توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء أو إكساء الطرق.

وأكدت أن الحكومات المتعاقبة وعدت بفتح الطرق، بما في ذلك الطريق المتعلق بالساتر الترابي، لكنها لم تفِ بوعودها.

في ختام الوقفة، طالب المحتجون الجهات المعنية بالاهتمام بحقوق الشهداء وتحسين الظروف المعيشية في المنطقة، مشيرين إلى أن العديد منهم كبار في السن ولا يستطيعون الوصول إلى المصارف الرئيسية لاستلام رواتبهم التقاعدية بسبب ضعف البنية التحتية.

مطالبات بالخدمات

وفي محافظة الديوانية، خرج أهالي حي التقية في تظاهرة احتجاجية مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية في حيهم، مثل ماء صالح للشرب، كهرباء، مياه صرف صحي، تبليط الشوارع وغيرها من الاحتياجات الضرورية.

وخلال التظاهرة، التي نُظمت، وجه المتظاهرون نداءً إلى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مطالبين بتوجيه الحكومة المحلية في الديوانية بتقسيم المقاولة الخاصة بـ 42 حيًا إلى عدة شركات تنفيذية، مؤكدين أن إحالة هذه الأحياء إلى شركة واحدة يؤدي إلى تأخير التنفيذ لفترة طويلة. وأضاف المتظاهرون، أن حيهم يعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية، حيث يفتقد الماء الصالح للشرب، ومياه الصرف الصحي، والشوارع المعبدة، والأرصفة، ما يجعلهم يعيشون في ظروف تشبه "العصور الوسطى". كما طالب الأهالي بإزالة التجاوزات عن الشريط الأخضر وإعادة المنطقة إلى حالتها الخضراء، حسب توصيات رئاسة الوزراء ووزارة البلديات، بالإضافة إلى إنشاء شارع خدمي يخدم أهالي المنطقة.

القرنة تستعد للاحتجاج

وفي قضاء القرنة شمالي البصرة، أعلن "الحراك الشعبي" عن استعداداته لتنظيم تظاهرات احتجاجية ضد تردي الواقع الخدمي في مناطقهم.  وقال قائد "حراك القرنة"، حسين المزيرعاوي، إن تجمعًا ضم شيوخ عشائر ورجال دين ووجهاء رفع 30 مطلبًا إلى الحكومتين المحلية والاتحادية، مطالبًا بتوفير خدمات شاملة لأهالي القرنة. وأوضح المزيرعاوي، أن أبرز المطالب شملت بناء المراكز الصحية والمستشفيات لمكافحة الإصابات السرطانية التي يعاني منها السكان بسبب قرب المنطقة من الآبار النفطية، بالإضافة إلى إكمال المشاريع المتلكئة، وبناء معاهد وجامعات، وتحسين البنى التحتية والجسور. كما طالب بتوسيع دعم دوائر الدولة وفتح دوائر جديدة مثل الضريبة والمرور والتعليم، فضلاً عن إنشاء كورنيش سياحي يليق بمكانة المنطقة.

اعتصام أهالي محمد السكران

وأعلنت تنسيقية تظاهرات ناحية الإمام محمد سكران في محافظة ديالى عن قرارها بنقل حراكها السلمي إلى مدينة بعقوبة مطلع الأسبوع المقبل، بعد 17 يومًا من الاحتجاجات المستمرة في الناحية.

وقال عضو التنسيقية، أحمد إبراهيم، إن التظاهرات التي انطلقت في ناحية محمد سكران (30 كم جنوب غرب بعقوبة) ستستمر في مطالبتها بالإبقاء على هادي حسين المعموري مديرًا للناحية، وإلغاء قرار مجلس محافظة ديالى الذي كلف شخصية أخرى بإدارة الناحية.

وأضاف إبراهيم، أن التظاهرات السلمية نظمت بمشاركة كافة عشائر الناحية من مختلف الأطياف، في خطوة تهدف إلى إيصال رسالة واضحة لمجلس المحافظة بضرورة إعادة النظر في قراره.

وأوضح، أن التظاهرات ستنقل إلى أمام مبنى مجلس المحافظة في بعقوبة الأحد المقبل، لتأكيد المطالب السلمية ودعوة أصحاب القرار إلى الانفتاح على المتظاهرين الذين يعبرون عن صوت الشعب وفق ما كفله الدستور العراقي.

وأشار إبراهيم إلى أن التظاهرات كانت سلمية طوال الأيام الماضية، حيث لم تُسجل أية تجاوزات أو احتكاك مع القوات الأمنية، مع إبقاء الطرق مفتوحة، مما يعكس التزام المتظاهرين بالاحتجاج السلمي.

توزيع قطع الاراضي

وفي قضاء علي الغربي شمال محافظة ميسان، نظم العشرات من موظفي وزارة التربية تظاهرة احتجاجية اعتراضًا على آلية توزيع قطع الأراضي.

وذكر إعلام قائم مقامية القضاء في بيان له، أن الموظفين تجمعوا أمام مبنى بلدية علي الغربي، حيث التقى بهم القائممقام ونائب رئيس مجلس المحافظة فالح النوري، الذي استمع إلى مطالب المشاركين في التظاهرة.

وتسلم النوري المطالب التي تدعو إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان الحفاظ على الاستحقاقات لكل شريحة من الشرائح المشمولة بتوزيع الأراضي.

**********************************************

حفل جماهيري في مدينة الحي بمناسبة ذكرى انتفاضة 1956

الحي ـ بشار قفطان

أقيم يوم أمس السبت، حفل جماهيري في مدينة الحي، احتفاءً بذكرى انتفاضة الحي في كانون الأول من عام 1956، وذكرى إعدام قادتها الشهيدين البطلين علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس، فجر يوم العاشر من كانون الثاني 1957. الحفل الذي نظمته اللجنة المركزية لحزب الشيوعي العراقي، أقيم في قاعة منتدى شباب الحي في قضاء الحي، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية.

وحضر الحفل الرفيق فاروق فياض، عضو المكتب السياسي لحزب الشيوعي العراقي، والرفيق وسام مهدي، عضو اللجنة المركزية للحزب، إضافة إلى عدد من شيوخ العشائر والوجهاء في المدينة، من بينهم السيد حبيب جابر البدري، عضو مجلس محافظة واسط. كما شاركت في الاحتفال وفود من محلية الناصرية للحزب، وأساسية قلعة سكر، وقضاء الفجر، وأساسية الصويرة، وأساسية الكوت.

وافتتح الحفل بعرافة وجدان العتابي ورحمن جمعة شلاش، حيث بدأت عريفة الحفل بالترحيب بالحضور ثم الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء انتفاضة مدينة الحي، وشهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية. كما تم الاستماع إلى النشيد الوطني.

ثم تناولت العريفة في كلمتها نبذة عن تاريخ انتفاضة الحي في كانون الأول 1956، واحتفت بأبطالها وشهدائها مثل كاظم الصائغ وركية شويلية وحميد فرحان الهنون، مستذكرة إعدام قادتها البطلين علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس.

بعد ذلك، ألقى الرفيق علي العزاوي، عضو اللجنة المحلية لحزب الشيوعي العراقي في واسط، كلمةً تطرق فيها إلى ذكرى الانتفاضة الباسلة، مثمنًا تضحيات أبناء المدينة الذين وقفوا ضد السلطة الملكية الغاشمة في معركة غير متكافئة مع قوات الشرطة.

ثم ألقى الرفيق فاروق فياض، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، كلمةً استعرض فيها نضال الشيوعيين العراقيين في الحقبة الملكية المدعومة من الأنظمة الاستعمارية، مشيرًا إلى مواقف مدينة الحي البطولية، بما في ذلك مجزرة سجن الكوت عام 1953.

وأكد في كلمته على ضرورة وحدة القوى الوطنية الديمقراطية والمدنية في مواجهة التحديات الحالية، داعيًا إلى عقد مؤتمر وطني لإنهاء نظام المحاصصة ومحاربة الفساد وحصر السلاح بيد الدولة.

بعد الكلمات السياسية، أمتع الشعراء الحضور بقصائد وطنية مؤثرة، حيث كانت البداية مع الشاعر حسين البهادلي، الذي قدم رائعة شعرية حظيت بتصفيق حار من الحضور لما حملته من مضامين وطنية. ثم تلاه الشاعر رضا حبيب الذي استعرض في قصيدته نضال الشيوعيين ضد الاستعمار وتضحيات أبناء مدينة الحي. فيما كان مسك ختام فقرة الشعر مع الشاعر رحيم الغريباوي، الذي قدم قصيدة أخرى استمتع بها الجمهور.

واختتم الحفل بكلمة مؤثرة من الشيخ سعد عبد الحسين الزريجي، الذي حيّا فيها نضال وتضحيات الشيوعيين العراقيين من أجل وحدة الوطن، مؤكدًا أن تاريخهم سيبقى علامة مضيئة في تاريخ العراق.

******************************************************

الشيوعي العراقي يبحث مع تيار الوعد المستجدات السياسية ويؤكد أهمية التغيير

بغداد ـ طريق الشعب

زار وفد من تيار الوعد العراقي مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد، والتقى خلال الزيارة الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب.

وتناول اللقاء مناقشة المستجدات السياسية على الساحة الوطنية، والحوار السياسي الذي يسعى الحزب الشيوعي العراقي إلى إطلاقه، لتعزيز المشاركة الشعبية وتوحيد الصفوف الوطنية. كما تم التطرق إلى تطورات الوضع الإقليمي والدولي وتأثيرها على العراق، بالإضافة إلى نقاش موسع حول مفهوم التغيير السياسي وأهميته في تحقيق تطلعات الشعب.

واتفق الجانبان على أهمية استمرار الحوار والتنسيق لتعزيز العمل المشترك في مواجهة التحديات الراهنة، بما يخدم مصالح الشعب العراقي ويحقق تطلعاته في الحرية والعدالة الاجتماعية.

هذا وضم وفد تيار الوعد العراقي كلاً من موسى رحمة الله، الأمين العام للتيار، ولؤي عبد، عضو المكتب السياسي، ومهند العطية، ومحمد العطية، أعضاء الهيئة العامة للتيار.

وحضر اللقاء إلى جانب الرفيق سكرتير الحزب كلٌّ من الرفاق: حيدر مثنى، عضو المكتب السياسي، ووسام الخزعلي، عضو اللجنة المركزية، وسعد ناموس، عضو لجنة العلاقات الوطنية.

***************************************************

الصفحة الثالثة

72 في المائة من مواقع الطمر في العراق  غير مرخصة بيئياً

بغداد – تبارك عبد المجيد

 

يشهد العراق تحديات بيئية كبيرة في مجال إدارة النفايات، حيث يُستخدم الطمر كأحد الأساليب الرئيسية للتخلص من النفايات البلدية.

وفقا لمرصد العراق الأخضر، فإن 28 في المائة فقط من مواقع الطمر في العراق حصلت على موافقات بيئية، في حين لا يوجد رقم دقيق ومحدد لمجموع هذه المواقع. هذه الفجوة في تطبيق المعايير البيئية تسهم في تفاقم التلوث البيئي.

يقول عضو مرصد العراق الاخضر عمر عبد اللطيف: إن "الطمر في المواقع غير الحاصلة على الموافقات البيئية هو أكثر الأساليب المعتمدة في التخلص من النفايات البلدية"، مبيناً أن "نسبة مواقع الطمر التي حصلت على الموافقة البيئية تبلغ 28 في المائة من إجمالي عدد مواقع الطمر الصحي في العراق. وهناك 14 محطة تحويلية حاصلة على موافقة بيئية من اصل 87 محطة منتشرة المحافظات".

ويضيف عبد اللطيف لـ "طريق الشعب"، أنه ليس هناك رقم دقيق عن اعداد مواقع الطمر في العراق، مشيرا الى ان العراق يملك معملين فقط لفرز وتدوير النفايات.

ويوضح، أن "البيانات تشير الى تدوير 11 ألفا و495 طنا من النفايات الاعتيادية عام 2020، ما يشكل نسبة ضئيلة جداً عند مقارنته بما تم نقله لمواقع الطمر، والذي بلغ (19.7) مليون طن".

الحاجة لحلول بيئية مستدامة

وتحدثت أ.د. أماني إبراهيم التميمي، أكاديمية متخصصة في الفيزياء الجيوفيزيائية، عن أهمية إعادة التدوير كوسيلة لمعالجة النفايات وتقليل الملوثات، مؤكدة أن "العراق بحاجة ملحّة لاعتماد حلول بيئية مستدامة في ظل تفاقم مشكلة التلوث، خاصة في بغداد والمحافظات الأخرى".

وقالت التميمي لـ "طريق الشعب"، ان هناك فرقا بين الطاقة المتجددة والطاقة المستدامة، موضحة أن المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والمياه، وهي لا تنتج أية انبعاثات ملوثة. بينما تعتمد الطاقة المستدامة، مثل طاقة الكتلة الحيوية (Bio-mass) وإعادة التدوير، على تقنيات ذات انبعاثات محدودة، ما يجعلها أكثر كفاءة في تقليل التلوث وتحقيق التوازن البيئي.

وتطرقت التميمي إلى دور إعادة التدوير في العراق، حيث أشارت إلى توقيع عقود استثمارية بين وزارة الكهرباء وهيئة الاستثمار لإنشاء معامل لإعادة التدوير في مناطق أبو غريب والنهروان.

وتهدف هذه المشاريع إلى معالجة النفايات عن طريق حرقها أو تحويلها إلى غازات تُستخدم في تحريك توربينات توليد الكهرباء، ما يحقق فائدة مزدوجة تتمثل في التخلص من النفايات وتوفير مصدر طاقة إضافي.

وسلطت التميمي الضوء على مشكلة الاستخدام المفرط للبلاستيك في العراق، محذرة من تأثيراته السلبية على البيئة والصحة العامة.

وبيّنت أن البلاستيك يستغرق مئات السنين للتحلل، وخلال هذه الفترة يلوث التربة والمياه الجوفية، ويصل إلى السلسلة الغذائية عبر النباتات والماشية، مما يؤثر على صحة الإنسان بشكل خطير.

كما أوضحت أن عمليات إعادة تدوير البلاستيك ليست فعالة دائمًا بسبب طبيعة المواد المصنّعة، ما يزيد من الحاجة إلى تقليل استخدام البلاستيك واستبداله بمواد صديقة للبيئة مثل الزجاج والقماش والمعادن القابلة لإعادة الاستخدام.

ودعت التميمي إلى تعزيز الوعي البيئي بين المواطنين والعودة إلى السلوكيات البيئية التقليدية التي كان المجتمع العراقي يعتمد عليها سابقًا، مشددة على ضرورة تقليل الاعتماد على البلاستيك وتعزيز استخدام المنتجات القابلة للتحلل والمواد المستدامة، بهدف تحقيق بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.

وفي ختام حديثها، أكدت التميمي أن "تبني استراتيجيات إعادة التدوير والطاقة المستدامة، مع تقليل استخدام البلاستيك، يمثل خطوة مهمة نحو تحسين البيئة والصحة العامة في العراق".

وكان المتحدث باسم وزارة البيئة لؤي المختار قد صرح في وقت سابق لـ"طريق الشعب" في وقت سابق بوجود جهات حكومية لا تلتزم بالمعايير البيئية اللازمة.

وقال: "لا يزال تلوث الهواء في مدينة بغداد يمثل تحديًا حقيقيًا، وذلك بسبب عدم الاستدامة في اتخاذ الإجراءات المطلوبة من قبل المؤسسات الحكومية المختلفة المساهمة في التلوث، مثل امانة بغداد ووزارتي الكهرباء والداخلية".

وأضاف، أن "فرقنا الرقابية رصدت عمليات حرق غير شرعية للنفايات في مواقع عدة، بضمنها معسكر الرشيد".

تلوث البيئة المائية

من جانبها، وصفت الناشطة البيئية نجوان علي، ملف إدارة النفايات في العراق بـ"المتخلف"، حيث يتم التعامل مع النفايات في بعض الحالات بطريقة بدائية، مثل دفنها في باطن الأرض أو إخفائها.

 وقالت علي لـ "طريق الشعب"، أن "هذه الطرق تضر بالبيئة بشكل كبير، إذ تؤثر على التربة والمياه الجوفية، فضلاً عن التسبب في انتشار الروائح الكريهة والأمراض، فضلا عن تجمع الفيروسات والبكتيريا التي تلوث البيئة، وتؤثر سلبًا على الصحة العامة".

وأضافت، أنه "في بعض المناطق في العراق يتم تفريغ النفايات في الأنهار العذبة، ما يؤدي إلى تلوث البيئة المائية بشكل خطير. هذا التفريغ يهدد الحياة البحرية بما في ذلك الأسماك والأنواع الأخرى، ويؤدي إلى تلوث المياه التي يعتمد عليها السكان للشرب".

وأشارت إلى أن "النفايات الطبية أيضًا تشكل تهديدًا إضافيًا للمياه النظيفة، مما يعكس الصورة العامة للمشكلات البيئية التي يواجهها العراق".

**********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

 

بغداد – لندن صفقات جديدة ومتنوعة

نشر موقع (التمويل في الشرق الاوسط) تقريراً حول زيارة رئيس الحكومة العراقية للمملكة المتحدة، أشار فيه إلى أن البلدين قد أعلنا على هامش الزيارة عن حزمة اتفاقيات تجارية ودفاعية بقيمة 12.3 مليار جنيه إسترليني (14.98 مليار دولار)، تتضمن مبادرة بقيمة 1.2 مليار جنيه إسترليني لاستخدام أنظمة نقل الطاقة المصنوعة في بريطانيا في ربط الشبكة الكهربائية بين العراق والسعودية، وتحديث قاعدة القيارة الجوية بقيمة نصف مليار جنيه إسترليني، وإنجاز مشروع البنية التحتية للمياه بقيمة 5.3 مليار جنيه إسترليني، إضافة إلى اتفاق للدفاع يهدف إلى إرساء حقبة جديدة من التعاون الأمني بين البلدين.

تعدد ميادين التعاون

ولصحيفة (The national) الناطقة بالإنكليزية، كتب سنان محمود مقالاً حول الزيارة أشار فيه إلى أنها أسفرت عن اتفاقية شراكة وتعاون "تاريخية" رفعت حجم إجمالي التجارة الثنائية لعشرة أضعاف عما كانت عليه في عام 2024، مع تأكيد البلدين على التزامهما برؤية العراق المزدهر والسيادي وبناء شراكة جديدة تركز على التجارة والاستثمار وتعميق العلاقات التعليمية والثقافية، فضلاً عن معالجة تحديات الأمن والهجرة وتغير المناخ، والاستفادة من خبرة القطاع الخاص في المملكة المتحدة في مجالات المياه والطاقة والاتصالات والبنية التحتية الدفاعية، وتأمين مشاريع استثمارية مستقبلية في قطاعات الطاقة النظيفة والأدوية والخدمات اللوجستية والخدمات المالية.

ورغم أهمية الاتفاقيات التجارية والثقافية، تكتسب العلاقة الاستراتيجية في مجال الدفاع، والتي ستؤسس لعصر مختلف من التعاون الأمني وتمهد الطريق لاتفاقية جديدة بين البلدين، وفق البيان المشترك بينهما، الموقع الأبرز في نتائج الزيارة، حيث من المتوقع أن تشمل التعليم العسكري والدعم الاستشاري البريطاني لتحقيق الإصلاح المؤسسي، وتطوير الشراكات الصناعية الدفاعية.

شراكة أمنية

ونشرت مجلة الدفاع البريطانية تقريراً لكاتبها جورج أليسون حول التعاون العسكري على هامش الزيارة، ذكر فيه بأن طائرات تايفون البريطانية مستمرة في دورياتها فوق العراق وسوريا، وذلك ضمن عملية شادر التي انطلقت في عام 2014 لدعم القوات البرية المتحالفة وإجراء ضربات جوية ضد أهداف إرهابية محددة. وأضاف الكاتب بأن هذه الطائرات قد قامت بأدوار قتالية وقدمت معلومات استخباراتية واستطلاعية بالغة الأهمية، فيما مجموعه 16255 ساعة طيران خلال العام الماضي. وأشار التقرير إلى أن تغير طبيعة التحالف العالمي، دفعت لتأطير هذا النشاط في شراكة أمنية ثنائية مع بغداد يتم إنجازها على مدى الأشهر الإثني عشر المقبلة، لاسيما بعد إعلان وزارة الدفاع عن أن لندن ستواصل دعم أمن العراق وستعمل بشكل وثيق معه لتطوير علاقة ثنائية كجزء من الانتقال إلى شراكة أمنية ودفاعية جديدة ودائمة بين البلدين.

"عصر جديد"

كما نشرت صحيفة (The Cardle) مقالاً حول الزيارة أشارت فيه إلى أن العراق والمملكة المتحدة يشيدان ما أسمته "عصر جديد" في التعاون المشترك بينهما. ونقلت عن رئيس الحكومة العراقية قوله بأن توقيت الزيارة مهم سواء بالنسبة لمسار العلاقة بين البلدين أو نتيجة للتطورات التي تتطلب المزيد من التشاور، مشيداً بالاتفاقية الأمنية المزمع إبرامها والتي اعتبرها واحدة من أهم المعالم في علاقة العراق بالمملكة المتحدة.

وذكرت الصحيفة بأن من المفترض أن تنتهي مهمة التحالف الدولي الذي تشارك فيه بريطانيا والذي تقوده الولايات المتحدة على مرحلتين وقبل نهاية 2026، وهو ما دفع ببغداد للإعلان عن نيتها إبرام اتفاقيات أمنية ثنائية مع عدد من الدول التي تشارك حالياً في هذا التحالف. وربطت الصحيفة بين توقيت الزيارة وبين المباحثات التي أجراها رئيس الحكومة العراقية مع القادة الإيرانيين الذين استضافوه قبل ذلك بيومين، وأبلغوه بأنهم لا يريدون بقاء القوات الأمريكية في العراق، لتعارضه مع " مصالح الشعب والحكومة العراقية" ولا يتفقون مع حل قوات الحشد الشعبي لأنها "ركيزة أساسية لقوة العراق"، وهما قضيتان اعتبرتهما الصحيفة جوهر حملة الضغوط الأمريكية والغربية على بغداد.

الهجرة غير الشرعية

وفيما يتعلق بالهجرة والجهود المبذولة لمكافحة مهربي البشر، ذكرت صحيفة (Ealing Time) وموقع (اDaily Express) بأن الجانبين أعلنا عن التزامهما بتعزيز التعاون الحيوي بينهما واتفقا على إعادة أولئك الذين ليس لديهم الحق في التواجد في المملكة المتحدة بسرعة، مما دفع بالعديد من المتظاهرين العراقيين المعارضين لاتفاقية العودة مع المملكة المتحدة، للتجمهر خارج داونينج ستريت، والهتاف ضد المجتمعين، رغم قيام الشرطة بمطاردتهم في شارع لندن المركزي، واقتيادهم بعيداً للسماح لسيارات الموكب بالمرور.

*************************************************

عين على الأحداث

تره والله خطية

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر فيها مجموعة من الشباب وهي تتقاضى مبالغ مالية مقابل انتخاب عضوة في مجلس إحدى المحافظات، في الوقت الذي قرر فيه مجلس آخر عزل المحافظ بعد استجوابه، فيما يستمر الصراع في مجالس أخرى على توزيع وإعادة توزيع المغانم، وفي معارك قانونية وإعلامية تخوضها أطراف تتخذ القرارات وأخرى تطعن في سلامتها، قبل أن تتبادل هذه الأطراف المواقع وتستمر الطعونات. هذا ويشفق الناس تماماً على هذه المجالس، حين يرون بأن هذه الصراعات لا تترك لأعضائها وقتاً ليقوموا بتقديم الخدمات للمواطنين تنفيذا للمهام التي تم "انتخابهم" من أجلها! 

يا طبيب صواب دلالي كلف

تصاعدت أزمة ارتفاع أسعار الكشفيات الطبية والتي تجاوزت 50 ألف دينار للمعاينة، مشكلة عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن البسيط، في وقت يستمر فيه التخادم بين بعض الأطباء وأصحاب الصيدليات بحيث يُجبر بسببه المريض على شراء الدواء من مكان يحدده له الطبيب، مهما كان سعره ومدى حاجته الفعلية لتناوله. هذا وفيما أعرب المواطنون عن قلقهم من إجراء بعض الجراحين لعدد كبير من العمليات الجراحية في اليوم مما يزيد من هامش الخطأ، يستغربون من الصمت الحكومي تجاه عدم التزام الأطباء بتعليمات النقابة، وعدم احترام الصيادلة لحرية المريض في شراء العلاج من المكان الذي يريد.

مساكن للكادحين

شهدت أسعار العقارات في بغداد ارتفاعاً كبيراً مؤخراً، حيث بلغ سعر المتر الواحد في الكرادة 1500- 6000 دولار وفي الجادرية والمنصور واليرموك وشارع فلسطين والسيدية 3000-7000 دولار وفي مدينة الصدر والشعلة والزعفرانية والشعب والجهاد وبغداد الجديدة 700-1500 دولار، فيما تراوح سعر الشقة بين 200 و 500 مليون دينار. هذا وفيما تُتهم عمليات الاستثمار في بناء المجمعات السكنية بتهمة غسيل الأموال وخاصة المنهوبة من المال العام، تعكس عملية حسابية بسيطة، فشل البرنامج الحكومي في حل أزمة السكن، حيث سيضطر الموظف من الدرجة الثالثة فما دون لإدخار كل راتبه لمدة 40 عاماً كي يشتري مأوى بهذه المجمعات! 

انصحوهم على الأقل!

شهد الإسبوع الماضي عدداً من جرائم العنف الأسري راحت ضحيتها نساء بريئات، حيث قتل أحدهم شقيقته بدم بارد في وسط أربيل وقتل زوج زوجته ضرباً بـ "الصوندة" وأطلق آخر النار على شاب وشابة وأرداهما قتيلين في الموصل، فيما قطّع رابع زوجته أرباً في السليمانية. هذا وفيما تشهد مدنٌ اعتداءات جسدية ولفظية يومية ضد النساء والأطفال، يصّر بعض الفاسدين على حبس قانون مكافحة العنف الأسري في أدراج البرلمان منذ سنين، بدعوى الحرص على الفضيلة التي لاتمت بأية صلة باللصوص، في وقت كشفت فيه دراسة مختصة بأن العنف كان سبباً رئيسياً لتبني اليافعين أفكاراً وسلوكيات إرهابية.

حكمة النواب

نفى أحد النواب "المستقلين" الأنباء عن ارتفاع الأسعار، لأنها تحت سيطرة الحكومة وجهاتها المختصة بالسوق، ولأن توفر السلة الغذائية للحصة التموينية يقلل من ارتفاع الطلب وبالتالي يحافظ على الاستقرار. بقي أن نشير إلى أن سعادة النائب لم يذكر للناس ماهية هذه الجهات، وأية إجراءات اتخذت، وكيف يفسر تأخر توزيع الحصة وغياب مواد أساسية فيها ورداءة جودتها، وهل تشمل هذه الرقابة أسعار الاشتراك في المولدات الأهلية، وهل لا يرى تأثيراً سلبياً للفرق بين سعر الدولار في السوق الموازية وسعره الرسمي على الأسعار في ظل الاستيراد المنفلت، خاصة بعد أن بلغ هذا الفرق 30 في المائة.

********************************************

الصفحة الرابعة

"الضمان الاجتماعي.. أمان لك ولعائلتك" اتحاد نقابات عمال العراق يطلق حملة توعية بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي

بغداد - محمد التميمي

دعماً للحملة الوطنية للتوعية بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، اطلق اتحاد نقابات عمال العراق امس الأول، حملته التوعوية بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

ودشّن الاتحاد حملته بجولة ميدانية لمعامل طابوق النهروان، والتي يشخصها الاتحاد على انها احدى البؤر التي تتعدد وتتنوع فيها مختلف اشكال الانتهاكات التي قد يتعرض لها اي عامل، ابتداء من طول ساعات العمل وتدني الاجور وغياب كافة مستلزمات السلامة المهنية في هذه البيئة الخطرة على الحياة.

أين الخلل؟

في هذا الصدد، قالت عضو المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات عمال العراق، كوريا رياح ان "الاتحاد أطلق حملة توعوية لتعزيز الوعي والتثقيف بقانون الضمان الاجتماعي، الذي يُعدّ من أهم القوانين النافذة حاليًا. هذه الحملة ستشمل عدداً كبيراً من العمال في القطاع الخاص، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، حيث إن عددا كبيرا من العمال في هذا القطاع غير مشمولين بالضمان الاجتماعي برغم أحقيتهم بذلك".

وأضافت رياح في حديث مع "طريق الشعب"، بالقول: ان هناك عمالا يعملون بعقود مؤقتة سواء في القطاع الخاص ام العام، لمدة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات دون تسجيلهم في نظام الضمان الاجتماعي، ما يمثل خرقًا واضحًا لحقوقهم. كما أن العمال في معامل النهروان، التي تقع على أطراف بغداد، يعانون من غياب شبه تام للحقوق، إذ يتجاهل أرباب العمل تسجيلهم لضمان مصالحهم الخاصة.

وأردفت رياح قائلة: انه "للأسف، هناك جهات، بعضها رسمية، تشجع العمال على التوجه نحو استلام رواتب الرعاية الاجتماعية بدلاً من الانضمام إلى نظام الضمان، بحجة أن هذا الخيار أفضل لهم. ولكن الواقع أن هذا يخدم مصالح أرباب العمل الذين يتهربون من دفع النسبة المستحقة لصندوق الضمان الاجتماعي، والتي تبلغ 12في المائة إضافة إلى نسبة 5 في المائة التي يتحملها العامل". ولفتت الى انه "بالرغم من أن القانون أصبح نافذًا بعد نشره في الوقائع العراقية، إلا أن التنفيذ على الأرض يواجه تحديات كبيرة. نطالب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتحريك مكاتب التفتيش لضمان تطبيق القانون والضغط على أرباب العمل، خصوصًا في القطاعات الكبيرة مثل المولات والمعامل الكبيرة والمطاعم، لضمان تسجيل عمالهم في نظام الضمان الاجتماعي".

وخلصت الى القول: ان "هناك تنسيقا وتعاونا مع منظمة العمل الدولية ووزارة العمل، لكننا نؤكد على أهمية المتابعة المستمرة من قبل الجهات الرسمية لضمان الالتزام بالقانون. كما ندعو العمال لرفع صوتهم والمطالبة بحقوقهم، خاصة في ظل وجود حالات استغلال واضحة، مثل تشغيل العمالة الأجنبية دون ضمان اجتماعي، على حساب العمال المحليين الذين يتم تجاهل حقوقهم بشكل ممنهج".

تشمل عموم العراق

من جهتها، قالت الناشطة العمالية علياء حسين: إن حملة التوعية بقانون الضمان الاجتماعي "تُعد من الحملات الضرورية جدًا، وتؤكد على ضمان حقوق العمال بشكل شامل، وتهدف إلى تحسين أوضاعهم وتأمين مستقبلهم ومستقبل عوائلهم. هناك فرق واضح بين الحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي، ودورنا كعمال هو توعية المجتمع العمالي بهذا الفرق، لأن الضمان الاجتماعي يُعتبر شبكة أمان توفر استقرارًا أكبر للعامل، سواء أثناء عمله أو بعد انتهاء خدمته".

وقالت حسين في حديث لـ "طريق الشعب"، ان "الحملة استأنفت بزيارة ميدانية شملت معامل الطابوق، وكانت جولتنا اليوم ناجحة بكل المقاييس، حيث بدأ العمال يتعرفون الى حقوقهم القانونية، ويكتسبون الوعي حول أهمية الضمان الاجتماعي الذي يحميهم ويحمي أسرهم".

وأكدت حسين في سياق حديثها ان "هذه الحملة ليست محدودة جغرافيا، بل هي حملة شاملة تشمل عموم العراق، وتهدف إلى الوصول لجميع العمال في القطاعات المختلفة، خاصة القطاع المختلط والمهمش".

وشددت على ضرورة ان "تقوم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بدورها الفاعل والتعاون؛ فالمسؤولية مشتركة وتتطلب تضافر الجهود. الوزارة كذلك مطالبة بمتابعة تنفيذ القانون وإلزام أرباب العمل بتسجيل العمال في نظام الضمان الاجتماعي، فالتصريحات لوحدها غير كافية".

وخلصت الى القول: انهم يعتمدون "على وسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع نطاق الحملة، ونوفر محتوى تعريفياً عبر موقعنا الإلكتروني، حيث يمكن للجميع الاطلاع على النشاطات والزيارات الميدانية التي نقوم بها. كما أن تعاوننا مع منظمة العمل الدولية واتحاد النقابات العربي يُعزز من زخم هذه الحملة، حيث يقفون معنا داعمين ومؤازرين".

لكي نعيش بكرامة

الى ذلك، قال العامل مهدي حسن وهو شاب من محافظة بابل ـ ناحية المدحتية، "أنا أعمل في معمل طابوق منذ أكثر من خمس سنوات، ورغم الجهد الكبير الذي نبذله يوميًا في ظروف عمل قاسية، إلا أننا كعمال لا نحظى بأي نوع من الضمان الاجتماعي. هذا الأمر يجعلنا نشعر بأن حقوقنا مهدورة، فلا تأمين صحي يحمي صحتنا إذا ما تعرضنا للإصابة أثناء العمل، ولا ضمان لتأمين مستقبل عوائلنا إذا تعرضنا لأي مكروه".

واكد حسن في مقابلة أجرتها معه "طريق الشعب"، اثناء مرافقة وفد الاتحاد الذي زار هذا الموقع، ان "غياب الضمان الاجتماعي يجعلنا عرضة للاستغلال. أرباب العمل يتهربون من تسجيلنا في النظام لتوفير النسبة المالية المستحقة عليهم، ونحن نعيش في خوف دائم من المرض أو الحوادث التي قد تُنهي قدرتنا على العمل، ما يعني أننا سنُترك لمواجهة المصير وحدنا دون أي دعم".

وينبّه حسن الى ان "المشكلة ليست فقط في غياب الضمان، بل في غياب الرقابة والمحاسبة. وزارة العمل والشؤون الاجتماعية يجب أن تتحرك بجدية لضمان تطبيق القانون، خصوصًا أن هذا القانون ليس ترفا، بل هو حق أساسي للعمال يكفله الدستور والقوانين النافذة".

وأشار الى ان "توعية العمال بحقوقهم تُعتبر خطوة مهمة، وقد لاحظنا من خلال الحملة التي أطلقها اتحاد نقابات عمال العراق أن هناك جهودًا لتعريفنا بحقوقنا، لكن هذه الجهود بحاجة إلى دعم حكومي أكبر. لا يكفي أن تُصدر الوزارة تصريحات، بل يجب أن تتحرك على الأرض عبر لجان تفتيشية تُلزم أرباب العمل بتسجيل العمال في نظام الضمان الاجتماعي".

واختتم حسن حديثه بالقول: "نريد ان نعيش بكرامة، ونطالب بحقوقنا المشروعة في الضمان الاجتماعي الذي يحفظ كرامتنا ويؤمن مستقبل عوائلنا، فغياب هذا النظام يعني استمرارنا في دائرة الفقر وعدم الاستقرار".

***********************************************

مطالبات بتدخل عاجل لإعادة تأهيل شبكات المياه مناطق أنبارية تقاسي تلوث المياه وأمراض بكتيرية تنتشر بين الأهالي

بغداد – طريق الشعب

 

تعاني محافظة الأنبار من أزمة مياه حادة أصبحت تهدد صحة السكان والبيئة بشكل خطير؛ ففي مدينة الرمادي ومناطق أخرى مثل العنكور، تحول تلوث المياه إلى أزمة صحية بيئية كبيرة، حيث انتشرت الأمراض المعدية مثل الكوليرا والتيفوئيد، نتيجة تلوث المياه بالبكتيريا والفيروسات، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فقد تسببت المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق في تسمم المياه، ما زاد من معاناة السكان الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة.

تهديد مباشر لصحة السكان

في منطقة العنكور بمحافظة الأنبار، يستعرض محمد الهيتي وهو طبيب اختصاص، أحد سكان المنطقة، معاناة الأهالي بسبب تلوث مياه الإسالة المركزية في مدينة الرمادي.

يقول د. محمد إن هذه المشكلة أصبحت تهديدًا مباشرًا لصحة السكان والبيئة على حد سواء، موضحًا أن "المياه الملوثة تسبب أضرارًا كبيرة قد تتحول إلى أزمات صحية خطيرة".

ويضيف الهيتي، ان "الوضع مأساوي. التلوث يؤدي إلى انتشار أمراض بكتيرية مثل الكوليرا والتيفوئيد والإسهال الحاد، وهذه الأمراض تنتقل بسرعة من خلال المياه الملوثة. والأمر لا يقتصر على البكتيريا فقط، فهناك أمراض فيروسية مثل التهاب الكبد الفيروسي وأمراض طفيلية، التي تجعل الناس يعانون من اضطرابات هضمية وضعف في المناعة. بالإضافة إلى ذلك، التلوث الكيميائي مشكلة لا تقل خطورة، فالمياه مليئة بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق، وهذه المواد السامة تؤثر على الكبد والكلى والجهاز العصبي بشكل كبير".

وعن الأسباب، يشير محمد إلى أن "غياب الصيانة الدورية لشبكات المياه وعدم فحص المياه بشكل منتظم، بالإضافة إلى تصريف مياه الصرف الصحي بشكل عشوائي في الأنهار، كلها أسباب أدت إلى تفاقم هذه الكارثة"

وعن الحلول الممكنة، يؤكد محمد أن "الأمر يحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المسؤولة لإعادة تأهيل شبكات المياه وتطبيق معايير صارمة للصحة والسلامة. كما يجب أن تكون هناك توعية للمواطنين بخطورة استخدام مياه الإسالة الملوثة، واللجوء إلى مصادر مياه بديلة إلى أن تُحل المشكلة جذريًا".

نفايات المستشفيات

يقول صميم سلام مختص في مجال البيئة والمياه والتغيرات المناخية بشأن أزمة المياه في منطقة الحوز: "تعاني منطقة الحوز من تلوث خطير في مصادر المياه بسبب تصريف مياه الصرف الصحي ـ بما في ذلك نفايات المستشفيات ـ في قناة ناظم الورار. هذه القناة تحولت إلى مستنقع ملوث ينقل الملوثات إلى بحيرة الحبانية عند فتح القناة مع السيول والأمطار الغزيرة، ما أدى إلى تدهور بيئة البحيرة وتحولها إلى بقع مائية غير صالحة".

وأشار سلام لـ "طريق الشعب"، إلى أن "الوضع لا يقتصر على البحيرة، بل يمتد ليشمل المناطق المجاورة مثل المجر والعنكور، حيث يعاني أكثر من 18 ألف نسمة، بينهم 1500 طفل، من نقص المياه الصالحة للشرب والاستخدام، وسط غياب الخدمات الصحية الكافية".

وأضاف سلام، "طالبت بتخصيص تدفق يومي بمعدل 10 أمتار مكعبة في الثانية من المياه النظيفة إلى بحيرة الحبانية. رغم أن هذه الكمية ليست كبيرة، فإنها تمثل حلاً مبدئيًا لتخفيف التلوث وتحسين بيئة البحيرة. كما أن هناك جهودًا لتشغيل مشروع ماء الرمادي الكبير، الذي يمكن أن يزود المنطقة بمياه نظيفة مباشرة من نهر الفرات". وأكد، أن التحدي الرئيس يكمن في غياب التخطيط السليم، حيث تعتمد بعض المناطق على مصادر مياه غير كافية، مثل الآبار، التي تواجه نضوباً مستمراً. وأوضح أن هناك اتفاقًا مع الجهات المعنية لإيجاد حلول مستدامة، بما في ذلك تخصيص مشاريع مائية جديدة بتكلفة تصل إلى ملياري دينار.

وختم قائلاً: "نحن بحاجة إلى تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية للتعامل مع هذه الكارثة البيئية والإنسانية. سأواصل متابعة هذه القضية لضمان توفير المياه النظيفة للسكان وتحسين بيئة المنطقة".

نزوح 20 عائلة

في ظل أزمة الجفاف المتفاقمة في العراق، نزحت مؤخرًا حوالي 20 عائلة من مناطق العكنور والمجر بمحافظة الأنبار، القريبة من بحيرة الحبانية، نتيجة شح المياه التي تهدد سبل العيش والحياة اليومية.

وقال عضو مرصد العراق الأخضر، عمر عبد اللطيف، في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن هذه الشحة أثرت بشكل مباشر على حياة 13 ألف شخص من أهالي تلك المناطق، وهم في غالبيتهم من الفلاحين وصيادي الأسماك وأصحاب الأعمال الحرة.

وأضاف عبد اللطيف أن "المتبقيين من أهالي المنطقة يعتمدون على مياه الشرب التي تصلهم عبر سيارات مخصصة ترسل من خلال تبرعات، بينما يستخدمون المياه الآسنة لأغراض الغسيل".

وأشار إلى أن انخفاض مستوى المياه في بحيرة الحبانية والمناطق المحيطة أدى إلى تزايد نسبة التلوث بمعدل ستة أضعاف الحد الطبيعي، فضلًا عن ارتفاع معدلات التبخر بشكل كبير، مما يفاقم المشكلة.

وتأتي هذه الأزمة في إطار تأثيرات واسعة لقطع إيران لمياه أكثر من 42 رافدًا وجدولًا موسميًا كانت تغذي الأنهار والأهوار العراقية. من بين هذه الموارد الحيوية أنهار الكرخة والكارون والطيب والوند والزاب الصغير وسيروان، وآخرها نهر هوشياري الذي يعد مصدرًا رئيسيًا لتغذية محافظة السليمانية.

المشكلة في تفاقم

من جانبه، تحدث علي الدليمي، منسق حماية دجلة والفرات في الفلوجة، عن خطورة تلوث المياه في بعض المناطق التابعة للمحافظة، مثل العنقور والمجار، مشيرًا إلى أن المشكلة تتفاقم في المناطق القريبة من الأنهار والمصادر المائية. وأوضح أن التلوث في هذه المناطق يشمل وجود طفيليات وفيروسات، بالإضافة إلى تراكم مياه الصرف الصحي في الأنهار، ما يهدد صحة السكان.

وقال الدليمي لـ "طريق الشعب"، أن مدينة الحبانية، وهي واحدة من أبرز المناطق السياحية في الأنبار، تعاني بشكل خاص من قلة المياه وعدم استقرارها، مضيفا أن هناك نقصًا واضحًا في المياه الصالحة للاستخدام، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة للسكان المحليين.

وأضاف الدليمي، أن الحلول المتاحة حاليًا هي حلول وقتية، داعيًا إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية ودائمة لمعالجة مشكلة تلوث المياه. كما دعا الجهات المعنية إلى زيارة ميدانية لتوثيق الوضع في هذه المناطق، مؤكدًا أنّ المعاناة التي تعيشها هذه المناطق تتطلب اهتماما عاجلا لضمان صحة وسلامة المواطنين.

وأعرب عن استعدادهم للتنسيق مع الفرق المعنية لإجراء جولة ميدانية في المناطق المتضررة من أجل توثيق الوضع بشكل دقيق وواقعي، بهدف نشر الوعي وطرح حلول عملية تسهم في تحسين الوضع البيئي في المحافظة.

****************************************************

الصفحة الخامسة

إجراءات قانونية بحق المعتدين اعتداء سافر على أطباء في مستشفى تكريت

متابعة – طريق الشعب

في خرق قانوني سافر تكرر ولا يزال يتكرر في المؤسسات الصحية، اعتدى مرافقو مريض في "مستشفى تكريت التعليمي"، مساء الجمعة الماضية، على طبيب وكوادر أخرى، بالضرب. وفيما سارعت قوة من الشرطة إلى الحضور لاتخاذ اللازم. أعلن مجلس نقابة الأطباء في صلاح الدين غلق جميع العيادات، احتجاجاً على الاعتداء، وعدم استقبال المراجعين في العيادات الخاصة هذا اليوم الأحد.

وفي سياق ذلك، أعلنت وزارة الصحة متابعتها الدقيقة لحادثة الاعتداء. ووجه الوزير صالح الحسناوي بالتنسيق مع الجهات الأمنية والقضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المعتدين، وإحالتهم للقضاء.

وتنقل وكالات أنباء عن شهود عيان، قولهم ان "مريضاً ومرافقين له دخلوا الى المستشفى لغرض العلاج. فتحدث المرافقون مع الطبيبة الخافرة بصورة غير لائقة ومتحاملة، وكأنهم جاءوا الى المستشفى لغرض الاعتداء على الطاقم الطبي. حيث طلبت منهم الطبيبة إعداد ورقة المراجعة للمريض، إلا انهم هاجموها. عندها تدخل زميلها الطبيب وطلب منهم الحديث بأسلوب لائق، لكنهم قاموا بالاعتداء عليه ضربا".

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه عدد من المواطنين، وهم يعتدون على كوادر طبية في المستشفى، بالضرب والركل بالأرجل.

المحافظ يستنكر الحادثة

بدوره، أصدر محافظ صلاح الدين بدر الفحل، بياناً أعرب فيه عن "استنكاره الشديد لحادثة الاعتداء التي تعرض لها الكادر الطبي في مستشفى تكريت التعليمي، والتي طالت عدداً من الأطباء والموظفين أثناء تأدية واجبهم الإنساني".

وأوضح المحافظ أن "الأجهزة الأمنية تحركت بشكل فوري، حيث تمكنت من اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتسببين في الحادثة، وعرض القضية على القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم وفق القانون".

ووجّه المحافظ بـ"ضمان اتخاذ التدابير الكفيلة بحماية الكوادر الطبية من أي تجاوزات مستقبلية"، مؤكدًا أن "المحافظة ملتزمة بتوفير بيئة عمل آمنة ومستقرة للكوادر الصحية التي تقدم خدماتها للمواطنين".

وشدد على أن "الاعتداء على الكوادر الطبية خط أحمر لا يمكن التساهل معه"، داعياً جميع الجهات المعنية إلى "التعاون لضمان حماية المؤسسات الصحية وموظفيها".

نقابة الأطباء: ثلة مارقة

نقابة الأطباء في صلاح الدين، أعلنت احتجاجها على الحادث، بغلق جميع العيادات الخاصة هذا اليوم الأحد.

وقالت في بيان لها أن الاعتداء قامت به "ثلة مارقة لا تمثل أبناء محافظتنا"، مضيفة أن المعتدين "سولت لها أنفسهم المريضة بأن يقوموا بالاعتداء عليهم (الأطباء) ضاربين بذلك جميع الأعراف القانونية والاجتماعية والعشائرية".

وقامت النقابة ممثلة في نقيبها والنقيب العام وممثليها القانونيين، برفع قضية حق شخصي وعام ضد المعتدين "لإنزال أشد العقوبات القانونية بحقهم وفقاً لقانون حماية الأطباء وتوجيهات مجلس القضاء الأعلى الأخيرة باتخاذ أشد العقوبات بحق المعتدين على المؤسسات الصحية والكوادر الصحية".

وذكرت في البيان أنه "سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية وتحميل المسؤولية لأي جهة تحاول التدخل في هذا الموضوع الذي يمس سمعة أطبائنا وسمعة أبناء محافظتنا. وسيتم اتخاذ الموضوع كقضية محورية للنقابة، لا بد من الوقوف عليها وإنهائها قبل أن تكون صفة يتسم بها أبناء محافظتنا وهم بعيدون كل البعد عن هذه التصرفات الدخيلة المارقة والعدائية".

صحة صلاح الدين: نتمسك بحقنا القانوني

إلى ذلك، أعربت دائرة صحة صلاح الدين، في بيان لها، عن إدانتها حادثة الاعتداء، وأسفها "لهذه التصرفات. في الأخص أن كوادر مستشفى تكريت التعليمي تقدم خدماتها للمراجعين من عموم أبناء المحافظة، يوميا في شتى الاختصاصات".

وأكدت الصحة في بيانها انها ستتمسك بحقها القانوني لردع اي اعتداء مستقبلاً على كوادرها، من خلال التنسيق مع الجهات القضائية "التي أبدت تعاونها فور وقوع الحادث، فضلاً عن تعاون الأجهزة الأمنية"

******************************************************

اكول.. مصرف الرشيد يخلو من المال!

باسم محمد حسين

دأبت على استلام راتبي التقاعدي من المصرف بدلا من المكاتب الأهلية. ودائماً ما أذهب للاستلام بعد العاشر من كل شهر تفادياً للازدحام الذي يحصل في الأيام الأولى من الشهر.

أما عدم استلامي الراتب من المكاتب الأهلية، فلأنها تستوفي مبلغاً إضافياً علاوة على المبلغ المخصص لها من الدولة كهامش ربح، وهذا ما أعتبره عملاً طفيلياً، ناهيك عن أن المبلغ المستوفى بهذا الشكل ممكن أن ينفعني في مجال آخر، خصوصاً أن الرواتب ما عادت تغطي الاحتياجات الفعلية للمواطنين، بسبب تزايد جميع الأسعار، والأمثلة على هذا الموضوع كثيرة جداً ولا داعي لذكرها. فالجميع مكتوٍ بنار الغلاء!

في مصرف الرشيد - فرع شارع الثورة 88، الواقع في بداية "شارع الوطني" في مركز مدينة البصرة، اعتذرت موظفة الصندوق عن صرف راتبي، بحجة عدم توفر النقد الكافي. غادرت وعدت في اليوم التالي، فوجدت قاعة المصرف شبه خالية. استفسرت عن الأمر من الشرطي المناوب، فأجابني: "ما عدهم فلوس"! عدت أدراجي من حيث أتيت.

في اليوم الثالث راجعت المصرف مجددا، وإذا بالمشكلة ذاتها، الأمر الذي أدهشني جداً. كيف يسمى مصرفاً ولا تتوفر فيه النقود؟!

عدت في اليوم الرابع، وكان الخميس 16 من هذا الشهر، فوجدت الصرف مخصصا فقط للصكوك المصرفية دون رواتب الموظفين أو المتقاعدين. عندها لم أتحمل الأمر فراجعت مديرة المصرف، وبدورها وبكل هدوء قالت: "سنحل الموضوع في الأسبوع المقبل". كررت سؤالي عن سبب عدم وجود سيولة نقدية تغطي جميع أنشطة المصرف، ولماذا تُفضل الصكوك على الرواتب. وكانت إجابتها ذاتها. ثم سألتها عن جهاز الصرف الآلي الموجود عند بوابة المصرف. فأجابت: "راح نحط بيه فلوس الأسبوع الجاي"!

في جميع بلدان العالم، حتى المتخلفة منها، يتم الصرف في أغلب الأمور عن طريق أجهزة الـ (ITM) المتواجدة في الساحات والمحتشدات والأسواق، ناهيك عن توفر الأجهزة الأخرى، مثل (POS)، في المتاجر والمحلات، إلا العراق. إذ لا يزال بعيدا عن مواكبة تلك الأنظمة المصرفية. لا بل وصل فيه الأمر إلى خلو بنوكه الرئيسة من المال!

**************************************************

مواساة

  • ودّعت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، الخميس الماضي، الرفيق د. رياض عيسى الزهيري (أبو وسام)، الذي غادر الحياة بعد أن عانى المرض فترة طويلة.

والفقيد من مواليد عام 1950 في الناصرية. حاصل على الدكتوراه في القانون. وقد عمل فترة طويلة في الجزائر أستاذا في جامعة تيزي وزو، بعدها توجه الى لندن حيث ساهم في نشاطات منظمة الحزب وفي رابطة الاكاديميين العراقيين.

عاد الى العراق بعد سقوط الطاغية وعمل أستاذا جامعيا في بغداد، حتى احيل على التقاعد ليعود بعدها الى عائلته في لندن. وانتخب الفقيد رئيسا للجنة التنفيذية لرابطة الأكاديميين، قبل ان يلزمه المرض البيت. وكان رفيقا ملتزما ومواكبا لعمل الحزب ومتابعا لتطورات الاحداث في العراق.

التعازي والمواساة القلبية لزوجته وولديه وسام وحاتم وابنته هدى، متمنين لهم الصبر والسلوان، وله الذكر العطر دوما.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق خليل عبد الله مجيد الحيالى، بوفاة شقيقه سمير إثر وعكة صحية لم تمهله طويلا.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله في سامراء والوجهية الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق عيسى مسلم بوفاة شقيقته.

 الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لذويها.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية الرفيق قاسم شايع (ابو علي)، الذي توفي بعد معاناة مع المرض.

كان الفقيد من الرفاق النشيطين طيلة حياته الحزبية.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه جميل الصبر والسلوان.

  • تعزي هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الصويرة/ اللجنة المحلية في واسط، عائلة الشهيد فاضل عبد الله فاضل الحسوني، بوفاة شقيق الشهيد، الرفيق فرات عبد الله فاضل، إثر مرض عضال.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه ورفاقه.

***************************************************

إحدى أشهر مناطق البصرة تعاني إهمالا خدميا

متابعة – طريق الشعب

تعاني منطقة مناوي لجم في مركز محافظة البصرة، عدم شمولها بخدمات تطوير البنى التحتية منذ فترة النظام الدكتاتوري المباد إلى الآن. ووفقا لعدد من أهاليها، فإن مشروع إزالة "جسر المطيحة" المرتبط بمنطقتهم، والذي نُفذ أخيرا، زاد الأمر تعقيدا. وقال المواطن أبو محمد في حديث صحفي، أن "مناوي لجم تفتقر للخدمات ومشاريع البنى التحتية منذ زمن النظام السابق. وما تحظى به المنطقة اليوم من خدمات لا يتجاوز رفع النفايات". وأضاف قوله أن "المشكلة الخدمية في منطقتنا تفاقمت بعد ازالة جسر المطيحة. حيث اصبحت شوارعنا طرقا بديلة للمرور نحو المناطق المجاورة". فيما ذكر المواطن محسن محمد، أن "الخدمات المقدمة لمناوي لجم ضعيفة ولا تتجاوز رفع النفايات وتبديل قابلوات الكهرباء"، مبيناً في حديث صحفي ان "الأهالي يأملون في تنفيذ مشاريع تنقذ منطقتهم من واقعها المزري. فمن المفروض أن تأخذ مناوي لجم حصتها من التبليط والمقرنص، شأن غيرها من المناطق".

************************************************

الحوضيات تعطلت منذ شهرين قرى عطشى في ذي قار نسيتها السلطات!

متابعة – طريق الشعب

أكثر من 100 عائلة في قرى الخويسة والسدة الأمنية والشويلية التابعة إلى قضاء كرمة بني سعيد في ذي قار، تعاني أزمة مياه حادة منذ سنوات، بلغت اشدها قبل شهرين بعد توقف عمل الشاحنة الحوضية التي كانت تمدهم بالمياه، إثر تعطلها وعدم وجود تخصيصات مالية لتصليحها.

وفي حديث صحفي، يتذكر عدد من أهالي القرى، موقف مدير "مركز إنعاش الأهوار" في ذي قار عدنان الموسوي، الذي كان يمدهم بالمياه عبر الشاحنة الحوضية قبل تعطلها، مبينين أن هناك نهرا يبعد عن المنطقة مسافة قريبة تصل إلى كيلومتر ونصف، اسمه "نهر الوفاء"، إلا انهم محرومون من مياهه، بسبب عدم وجود مضخات توصلها إلى منازلهم.

يقول الموطن جمعة الموسوي، من أهالي الخويسة، انهم يعيشون حياة صعبة جدا.

فبالإضافة إلى انعدام المياه، يعانون انعدام الكهرباء والتبليط، وحرمانا من أبسط الخدمات، مبينا في حديث صحفي أن مدير "دائرة إنعاش الأهوار" كان متعاونا معهم. إذ يرسل لهم أسبوعيا شاحنة حوضية تمدهم بالمياه للاستخدامات الشخصية ولشرب المواشي.  

ويلفت إلى ان المياه القريبة من مناطقهم مالحة ولا تصلح حتى للغسيل، موضحا أنهم يعتمدون على تربية الجاموس، وانهم يضطرون إلى شراء المياه لمواشيهم بسعر 3 آلاف دينار للطن الواحد.

فيما يقول المواطن محسن الموسوي، أن "معاناتنا شديدة بسبب عدم وجود تبليط أو كهرباء. والحالة المعيشية صعبة"، مشيرا إلى انهم يضطرون إلى شراء المياه باستمرار، ما يحمّلهم مبالغ كبيرة، في ظل ظروفهم الاقتصادية السيئة.

إلى ذلك، يقر قائم مقام كرمة بني سعيد، علي صالح الحلو، بأن تلك المناطق تعاني سوء نوعية المياه الواصلة إليها، والتي لا تصلح للاستخدام البشري، ولا حتى للاستخدام الحيواني، مؤكدا أن القضاء يسعى بالتعاون مع "مركز إنعاش الأهوار"، إلى مد الأهالي بالمياه المستخدمة للغسل وشرب المواشي. 

وينوّه إلى انه "تم إدراج المنطقة ضمن خطة إنعاش الأهوار للسنة الحالية".

**************************************************

متضررون من حريق "شارع الظلال": الحكومة تمنعنا من ترميم مخازننا وإدخال بضائعنا

متابعة – طريق الشعب

يُواجه أصحاب محال ومخازن في شارع الظلال وسط بغداد، منعًا من إعادة بناء محالهم المتضررة من الحريق الذي وقع في الشارع إبان تشرين الأول الماضي، فضلا عن منعهم من إدخال البضائع إلى مخازنهم.

ويتساءل هؤلاء عن سبب ذلك المنع، وعن الجهة التي أقرته، معربين عن قلقهم من استغلال البعض هذه الظروف، لتحقيق مكاسب مالية!

وفي نهاية تشرين الأول العام الفائت، تعرض شارع الظلال إلى حريق كبير استمر ساعات عدة، وأتى على عدد من المحال والمخازن، حتى تمكنت وزارة الداخلية من السيطرة عليه بعد جهود مضنية باستخدام نحو 60 عجلة اطفاء.

ووقتها أرجعت الوزارة سبب الحريق إلى عدم تطبيق إجراءات السلامة وتعليمات الدفاع المدني، مبينة أنه "علمنا بوجود ثلاث عجلات داخل أحد المخازن في منطقة الظلال، تجري لها تحويرات لاستخدامها في  التفحيط محليا، ونتيجة توصيلات الوقود اشتعلت النيران في العجلات وانتشرت في المستودع المشيد من السندويج بنل، سريع الاشتعال".

لكن إجراءات حظر ترميم المحال والمخازن المحترقة، أو إدخال البضاعة الجديدة، أثارت امتعاض الكثيرين من أصحاب المحال والمخازن، لا سيما انهم سبق ان حصلوا على موافقات على الترميم.

يقول أحد أصحاب المخازن في حديث متلفز عبر "السومرية نيوز"، أنه تم منعهم من إدخال الحاويات والبضائع. وحتى الآن لا يعرفون أسباب المنع، الذي شمل جميع المخازن، حتى غير المتضررة.

فيما يقول آخر أنه تضرر كثيرا جراء منع إدخال البضائع، مبينا أن لديه مخزنا يعمل فيه نحو 15 موظفا.

ويتساءل: "إذا كانوا ينوون إغلاق الشارع وإلغاءه، لماذا لا يغلقونه بدلا من تركنا بهذا الحال ندفع إيجارا دون عمل؟!".

ووفقا لـ"السومرية نيوز"، فإنه سبق ان حصلت موافقة من الجهات المعنية العليا، على إعادة ترميم المخازن المتضررة، لكن أصحاب المخازن فوجئوا بمنعهم من الترميم من قبل وزارة الداخلية.

ويشير أحد أصحاب المخازن، إلى ان جميع مداخل المنطقة مُغلقة الآن، مبينا أن المحال والمخازن مستأجرة من وزارة النقل، بواسطة عقود رسمية.

ويناشد صاحب المخزن، رئيس الوزراء ووزير الداخلية، إيجاد حل لمشكلتهم هذه.

*****************************************************

الصفحة السادسة

تضامن سويدي مع العراقيين في رفض تعديل القانون 188

ستوكهولم – طريق الشعب

ناقش البرلمان السويدي في الأسبوع الماضي، بناء على طلب من حزب اليسار وتضامناً مع تحالف 188، مساعي وأد قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، فاستضاف وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد، للإجابة على سؤال النائبة لوتا جونسون فورنارف عما تنوي حكومتها فعله بشأن التغييرات المحتملة على القانون والتي تجري مناقشتها في العراق وتعّد وفق القوانين الدولية والتشريعات الوطنية، مخالفات جسيمة لحقوق الإنسان، وانتهاكات لحقوق النساء والاطفال. وقد أعربت الوزيرة في أجوبتها عن قلق حكومتها من إقرار هذه التعديلات وعن تضامنها مع العراقيين المحتجين ضدها، مؤكدة سعي السويد لمتابعة الأمر مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى الموجودة على الأرض في بغداد، وإيصال وجهات النظر الواضحة هذه للسفارة العراقية في ستوكهولم، وكذلك بحثها في إطار المراجعة الدورية الشاملة، التي يجريها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي ستعقد في جنيف في هذا الشهر، وعبر الحوار مع ممثلي العراق حول المشكلة، لاسيما وإن مشروع القانون يلقى معارضة قوية وصريحة من العراقيين، أحزابا ومنظمات مجتمع مدني. 

**********************************************************

طلبة بلغراد يحتجون  ضد تحيز التلفزيون الحكومي

بلغراد ـ وكالات

شهدت العاصمة الصربية بلغراد، أمس السبت، تظاهرة ضخمة أمام مقر التلفزيون الحكومي الصربي (آر تي إس)، شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين، بقيادة طلبة الجامعات، الذين اتهموا القناة بالتحيز لصالح الحكومة.

تأتي هذه المظاهرة كجزء من سلسلة من الاحتجاجات واسعة النطاق التي عمّت البلاد بعد حادث انهيار المظلة الخرسانية في محطة نوفي ساد للسكك الحديدية في تشرين الثاني الماضي، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا.

احتشد المتظاهرون أمام مبنى التلفزيون الحكومي احتجاجًا على التغطية الإعلامية التي وصفوها بالمنحازة ضدهم، بعد أن أشار الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى المحتجين باعتبارهم "مدفوعين من قبل أجهزة استخبارات أجنبية" للإطاحة بالحكومة. كما اتهموا القناة بنقل تلك الاتهامات دون تدقيق أو محاسبة.

أشخاص يتظاهرون أمام مقر التلفزيون الحكومي بعد يوم واحد من صدم طالب بسيارة وإصابته بجروح خطيرة في بلغراد، 17 كانون الثاني 2025.

في وقت متزامن، قامت شرطة مكافحة الشغب بطرد مجموعة من السياسيين المعارضين الذين استولوا على مبنى بلدية نوفي ساد دعمًا للطلبة المحتجين.

وتستمر الاحتجاجات في صربيا، مع تصاعد الاستياء الشعبي من السياسات الحكومية التي يرونها سببًا للفساد والإهمال، وتزايد المطالب بتغييرات ديمقراطية حقيقية في البلاد.

****************************************************

اليوم.. وقف إطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ

العدوان مستمر

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس السبت، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، حيث تجاوز عدد الشهداء 120 جراء القصف الإسرائيلي منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء الماضي. وأوضحت الوزارة أن المجازر الثلاث الجديدة أسفرت عن وصول 23 شهيدًا و83 مصابًا إلى المستشفيات، مؤكدة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى 46 ألفًا و899 شهيدًا و110 آلاف و725 مصابًا منذ 7 تشرين الأول 2023. ومن بين الشهداء، تم التعرف على أكثر من 40,000 شخص، بينهم 13,319 طفلًا، كان أصغرهم بعمر بضع ساعات فقط. وتشمل الأرقام أيضًا كبار السن، مثل جد يبلغ من العمر 101 عام.

الدعم الأمريكي المطلق

في غضون ذلك انتقد عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى تعنتها المستمر لعدة أشهر قبل قبولها باتفاق وقف إطلاق النار، واعتبر أن هذا التعنت ساهم في تعميق معاناة المدنيين في غزة. وقال ساندرز إن من المؤسف أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حركة حماس والاحتلال، هو "ذاته الذي رفضه نتنياهو وحكومته المتطرفة في أيار الماضي". وأوضح ساندرز: “لقد لقي أكثر من عشرة آلاف شخص حتفهم منذ تقديم هذا الاقتراح، وتفاقمت معاناة الرهائن والأبرياء في غزة “، مشيرا الى أن "الأمريكيين يجب أن يتعاملوا مع دورنا في هذا الفصل المظلم”. وأضاف أن الحكومة الأمريكية “سمحت باستمرار هذه الفظائع الجماعية، من خلال توفير إمدادات لا نهاية لها من الأسلحة لنتنياهو، والفشل في ممارسة نفوذ ذي معنى”، حسبما ذكرت منصة “كومن دريمز”. وأشار ساندرز، إلى أن "إسرائيل اختارت عدم خوض حرب ضد حماس وحدها، بل شنت بدلا من ذلك حربا شاملة ضد الشعب الفلسطيني بأكمله".

تهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية

واتهمت مجموعات حقوقية وحكومات أجنبية إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية" جراء حملتها على غزة. كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم جرائم حرب.

وتحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض جراء القصف الإسرائيلي. وتشير التقديرات الأولية إلى أن حوالي 70 في المائة من المباني السكنية في غزة قد دُمّرت، مما أدى إلى تهجير أكثر من مليون شخص.

وذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن أكثر من 200 مدرسة تعرضت لأضرار بالغة أو دُمرت بالكامل، مما أدى إلى أزمة تعليمية حادة لأطفال القطاع.

وأثارت الحرب على غزة استنكارًا دوليًا واسع النطاق، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في عواصم ومدن كبرى مثل لندن، وباريس، ونيويورك، منددة بالعمليات العسكرية الصهيونية ومطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.

وفي الأمم المتحدة، فشلت عدة محاولات لتمرير قرارات تدين إسرائيل بسبب استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة. ومع ذلك، تصاعدت الضغوط على إسرائيل من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية.

وبينما انتهت الحرب الآن رسميًا، فإن آثارها ستظل ماثلة لعقود. حيث ان الدمار في غزة ليس فقط ماديًا، بل ونفسيًا واجتماعيًا أيضًا. وستحتاج إعادة البناء ستحتاج إلى جهود جبارة ودعم دولي حقيقي.

يوُتوقع أن تستمر المناقشات في المحافل الدولية حول كيفية محاسبة إسرائيل على أفعالها في غزة، بينما لا يزال الشعب الفلسطيني يواجه تحديات يومية لتجاوز آثار هذا الصراع المدمر.

موقف حزب الشعب

وكان حزب الشعب الفلسطيني قد أعرب عن ترحيبه بإتفاق وقف الحرب العدوانية على قطاع غزة، والذي يضع حدا للقتل اليومي المستمر والإبادة الجماعية المتواصلة منذ خمسة عشر شهرا.

وأكد حزب الشعب ان وقف الإبادة والتدمير وضمان عودة النازحين إلى أماكن سكناهم، بالإضافة إلى تدفق الإحتياجات والمساعدات لأهلنا في جميع أنحاء قطاع غزة، وإطلاق سراح آلاف الأسرى وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، هو أمر حيوي وضروري  لشعبنا، وهو يحتم وحدة قواه وفصائله كافة من أجل ضمان تطبيق الاتفاق وتحقيق هذه الأهداف، ومنع تهرب الاحتلال من استحقاقات الإتفاق كما هي عادته الدائمة، ومن إمعانه في إجهاض تطلعات شعبنا.

وقال حزب الشعب في بيانه، أن هذا الاتفاق ما كان يمكن التوصل إليه دون رباطة الجأش والصمود الأسطوري الذي تحلى به شعبنا ومقاومته في قطاع غزة، ووحدته الميدانية في مجابهة العدوان، وهو ما يتطلب من الجميع الحرص المشترك على الوفاء لدماء الشهداء والجرحى والأسرى والنازحين.

وأكد حزب الشعب مجدداَ على سرعة توحيد الموقف السياسي الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وتسخير كل الطاقات من أجل وحدة الإرادة والعمل على كل المستويات وفي الميادين كافة لمواجهة التحديات الراهنة الماثلة أمام شعبنا، مؤكداَ ان التحدي الأكبر يتمثل بقدرتنا على تجاوز تداعيات ما خلفته الحرب العدوانية على شعبنا وتعزيز صموده، والتصدي لمخططات الاحتلال الاستعمارية للتهجير والضم والتوسع التي تستهدف هويته وأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة.

وختم حزب الشعب الفلسطيني بيانه، قائلاَ: مع هذا الاتفاق تنفتح أيضا معركة سياسية ودبلوماسية هائلة من أجل مواصلة تقديم مجرمي الحرب إلى المحاكم الدولية، ومن أجل ضمان إنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس، ومن أجل حق عودة اللاجئين وفقا للقرار ١٩٤، وكذلك من أجل ضمان وحدة الكيانية الفلسطينية في الضفة والقطاع وتركيز الجهد الجماعي لتحقيق ذلك عبر الحكومة الفلسطينية الواحدة في ظل التوافق الوطني.

*********************************************

عون يطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي  من جنوب لبنان بحلول 26 كانون الثاني

بيروت ـ وكالات

طالب الرئيس اللبناني جوزاف عون أمس السبت، الكيان الصهيوني بالانسحاب من جنوب لبنان بحلول 26 كانون الثاني، وهي المهلة المحددة لتنفيذ شروط وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل الذي أبرم في تشرين الثاني 2024.

وقال عون خلال استقباله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “لبنان متمسك بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه المحتلة في الجنوب ضمن المهلة التي حددها الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني الماضي”، وفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.

وندد عون في الوقت نفسه بـ ”استمرار الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية ولاسيما لجهة تفجير المنازل وتدمير القرى الحدودية يناقض كليا ما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار”.

ورأى أن ذلك “استمرار لانتهاك السيادة اللبنانية وإرادة المجتمع الدولي بعودة الاستقرار إلى الجنوب اللبناني”.

وخلال زيارته مقر قيادة اليونيفيل في بلدة الناقورة الجمعة، غداة وصوله إلى بيروت، قال غوتيريش وفق بيان، “إن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثّلان انتهاكا للقرار 1701”.

**************************************************

إدارة ترامب تتجه لتنفيذ اعتقالات جماعية للمهاجرين

واشنطن ـ وكالات

أعلن المسؤول الحدودي في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب القادمة توم هومان أن سلطات الهجرة الأميركية ستشن اعتقالات جماعية للمهاجرين غير المسجلين في جميع أنحاء البلاد بدءا من يوم الثلاثاء القادم. وتأتي هذه الخطوة ضمن أولى الإجراءات التي ستتخذها إدارة ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض غدا الاثنين القادم، وذلك تنفيذا لوعده خلال حملته الانتخابية بترحيل ملايين المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة. وفقا لتقارير نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" ووسائل إعلام أخرى، ستشمل الاعتقالات مداهمات واسعة النطاق في عدة مدن أميركية من بينها شيكاغو، حيث من المتوقع أن تبدأ العمليات يوم الثلاثاء وتستمر طوال الأسبوع. وسيشارك في هذه المداهمات ما بين 100 و200 ضابط من وكالة الهجرة والجمارك.

وقال هومان، الملقب بـ "قيصر الحدود"، خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية "ستنطلق وكالة الهجرة والجمارك أخيرا للقيام بعملها. سنزيل الأصفاد عن دائرة الهجرة والجمارك، ونسمح لها بالقبض على الأجانب المجرمين".

وأضاف "ما نقوله لوكالة الهجرة والكمارك هو أنكم ستنفذون قانون الهجرة دون اعتذار. ستركزون على الأسوأ أولا، التهديدات التي تهدد السلامة العامة أولا، لكن لا أحد مصان. إذا كانوا في البلاد بشكل غير قانوني، فسوف يواجهون مشكلة".

*****************************************

بعد تزايد الضغوط الداخلية والدولية.. جو بايدن يريد رفع اسم كوبا من قائمة «الدول الراعية للإرهاب}

متابعة ـ طريق الشعب

قبيل نهاية ولايته، يريد الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع اسم كوبا من قائمة "الدول الراعية للإرهاب". وأبلغ بايدن للكونغرس الأمريكي بذلك. وقال مسؤول حكومي كبير إنه "لا يوجد حاليا أي دليل موثوق على استمرار الدعم الكوبي للإرهاب الدولي".

وبهذا تلغي الولايات المتحدة جزءا من العقوبات المالية ضمن حصارها الاقتصادي الشامل ضد كوبا، والذي ينتهك القانون الدولي والذي حظر أو جرّم عالميا جميع التحويلات المالية والمدفوعات المتعلقة بكوبا. وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية للوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي في كوبا، لأن إمدادات النفط والعديد من الواردات والصادرات الأخرى كانت، ضمن أمور أخرى، مقيدة بشدة.

وتريد إدارة بايدن أيضًا تعليق الباب الثالث من قانون هيلمز- بيرتون لعام 1996، والذي يسمح للمدّعين الذين تم تأميم ممتلكاتهم بعد انتصار الثورة الكوبية بمقاضاة الشركات التي تتعامل مع تلك الممتلكات. وكذلك تقوم الحكومة الأميركية بإلغاء قائمة طويلة من الشركات والمؤسسات الكوبية التي لا يجوز للأفراد والشركات الأميركية دخولها، مثل العشرات من الفنادق في الجزيرة.

لقد تزايدت الدعوات العالمية لرفع اسم كوبا من قائمة الإرهاب الأمريكية. وقبل يومين فقط من نشر قرار بايدن، سلطت وكالة الأنباء الكوبية "برينسا لاتينا" الضوء على هذا الأمر في مقال تحت عنوان "المطالب المتتالية لبايدن: إزالة كوبا من قائمة الإرهاب".

الرد الكوبي

رد الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بشكل إيجابي على إعلان بايدن، وكتب: "إنه قرار في الاتجاه الصحيح، وإن كان متأخرًا ومحدود النطاق. إن الحصار ومعظم التدابير المتطرفة التي تم فرضها منذ عام 2017 جاءت لخنق الاقتصاد الكوبي وخلق المزيد من المتاعب ولا يزال هناك نقص في موارد شعبنا". وأكد أن الشعب الكوبي سيواصل "معارضة وإدانة الحرب الاقتصادية وأعمال التدخل والتضليل وتشويه السمعة الممولة بأموال فيدرالية أميركية". وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس إن كوبا لن تتخلى عن تطوير "علاقة حضارية مع الولايات المتحدة التي تحترم سيادتنا".

أكد وزير الخارجية برونو رودريغيز، ما كان يجب أن تكون على قائمة الدول الراعية للإرهاب، "لقد كان تصنيفا تعسفيا وذا دوافع سياسية وكان له عواقب وخيمة للغاية على الشعب الكوبي". وفي الوقت نفسه، شكر الوزير "جميع الحكومات والهيئات المتعددة الأطراف والإقليمية والمنظمات الدينية ومنظمات المجتمع المدني ومجموعات التضامن والكوبيين المقيمين في الخارج" وطلب منهم "الاستمرار في دعم القضية العادلة للشعب الكوبي حتى رفع الحصار نهائيا".

إن الحصار الاقتصادي والعديد من العشرات من التدابير القسرية التي تم فرضها منذ عام 2017 "لا تزال سارية المفعول، في انتهاك للقانون الدولي وحقوق الإنسان لجميع الكوبيين".

استمرار العقوبات

ومن الأمثلة المذكورة: "إن المطاردة غير القانونية والعدوانية لشحنات الوقود التي تتمتع كوبا بحق مشروع في استيرادها مستمرة. كما تستمر عرقلة قاسية وسخيفة لاتفاقيات التعاون الطبي الدولي المشروعة التي أبرمتها كوبا مع بلدان أخرى، مما يحرم الملايين من الناس من الرعاية الصحية. "إن الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها نظام الصحة العامة الكوبي لا تزال قائمة. ولا تزال المعاملات المالية الدولية التي تقوم بها كوبا أو تلك التي يقوم بها مواطنون مرتبطون بكوبا محظورة وعرضة للانتقام. كما تظل السفن التجارية التي ترسو في كوبا مهددة".

وما يزال ممنوعًا على المواطنين الأميركيين والشركات الأميركية والشركات التابعة لها التعامل مع كوبا أو الكيانات الكوبية "مع استثناءات محدودة للغاية ومنظمة".

وأشارت وزارة الخارجية أيضًا إلى أن إدارة أمريكية أخرى قد تتراجع "عن هذه الإجراءات الإيجابية الأخيرة التي اتخذتها إدارة بايدن في المستقبل، كما حدث بالفعل في مناسبات أخرى، كدليل على الافتقار إلى الشرعية والأخلاق والاتساق والعقل في نهجها تجاه نحو كوبا".

أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إدراج كوبا على قائمة الإرهاب في أسبوعه الأخير في منصبه في كانون الثاني 2021. وقال وزير خارجيته مايك بومبيو في ذلك الوقت إن هافانا "دعمت باستمرار أعمال الإرهاب الدولي من خلال توفير ملجأ آمن للإرهابيين". وأشار إلى وجود أعضاء من حركة جيش التحرير الوطني الكولومبية في جزيرة الكاريبي كجزء من مفاوضات السلام. وترفض الحكومة الكوبية أيضًا تسليم اثنين على الأقل من أعضاء حركة تحرير السود في الولايات المتحدة: جوان تشيسيمارد (73)، المعروفة دوليًا باسم أساتا شاكور، وتشارلز لي "تشارلي" هيل (71). لقد كان كلاهما مطلوبًا من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ أوائل السبعينيات.

قامت إدارة الرئيس باراك أوباما (2009-2017) برفع كوبا من "قائمة الإرهاب" الأمريكية في عام 2015 كجزء من سياسة التقارب. وتشمل القائمة حاليا كوبا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا.

*****************************************************

الصفحة السابعة

الليبرالية والديمقراطية أمران مختلفان / بقلم: ليو كوفلر

 ترجمة وإعداد: رشيد غويلب

مقدمة

تبين مسألة الملكية مدى التناقض في فهم البرجوازية للديمقراطية. في هذه المساهمة التي تعود إلى عام 1955، يشرح الفيلسوف الاجتماعي ليو كوفلر الطبيعة الطبقية للديمقراطية البرجوازية ويستخلص: نحن أحرار حقًا في ظل الاشتراكية.

إن البرجوازية الحديثة تتحدث عن ديمقراطيتها عن حق، لأن الديمقراطية السياسية المعاصرة مرتبطة بنيويا بصعودها إلى السلطة المجتمعية. لكن فكرة سيادة الشعب الشاملة، التي تم النضال من أجلها ذات يوم تحولت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين إلى ديمقراطية تمثيلية ليبرالية سياسية بحتة وتناقضت مع أشكال الحرية الاجتماعية والمجتمعية.

انتقد المنظر والفيلسوف الاجتماعي الألماني النمساوي ليو كوفلر (1907-1995) بشكل شامل الطبيعة الطبقية للديمقراطية البرجوازية لأول مرة في عمله “حول تاريخ المجتمع البرجوازي” الذي نشر عام 1948. لقد أوضح التناقض المتأصل في أفكار الحرية البرجوازية الليبرالية، والتي تكمن محدوديتها في علاقتها الإيجابية بالملكية الخاصة الرأسمالية البرجوازية. وقد أدى ذلك إلى حاجة البرجوازية الصاعدة إلى دعم الطبقات والفئات التابعة، وخاصة حركة العمال الاشتراكية، والتي بدون دعمها النشط لم تكن البرجوازية قادرة على تحقيق ديمقراطيتها السياسية الليبرالية. ولكن الحركة العمالية الجذرية سرعان ما حاولت توسيع النضال من أجل الحرية السياسية ليصبح نضالاً من أجل ديمقراطية اجتماعية للجميع. لقد حققت الحركة العمالية، في بعض الحالات، نجاحاً جزئيا كبيرا، ولكنها لم تنجح بشكل كلي. ولم يتحقق الوعد البرجوازي المبكر بالتنمية الشاملة للبشرية، وحتى اليوم، فإن الليبرالية والديمقراطية شيئان مختلفان.

ومع ذلك، فإن الأمر نفسه ينطبق أيضًا على العلاقة بين الاشتراكية والديمقراطية. إن حركات اليسار الرئيسية في القرن العشرين إما تراجعت إلى الحرية السياسية الشكلية أو اعتبرت أن المطالبة بالحرية الاجتماعية أكثر أهمية من الديمقراطية السياسية. ومع ذلك، فإن الاقتصار على فكرة الحرية البرجوازية الليبرالية يعني التخلي عن فكرة الحرية الاشتراكية، كما قال كوفلر قبل سبعة عقود. ومن ناحية أخرى، إذا تم التغاضي عن الطبيعة التقدمية والإيجابية لفكرة الحرية البرجوازية، فإن ذلك سيؤدي إلى رؤية اقتصادية بحتة وابتذال المفهوم الاشتراكي للحرية وإلى فشل سياسي وتاريخي لهذا اليسار. وعندما تجعل الاشتراكية التحقيق العملي لكل المثل الإنسانية العظيمة ممكنًا، كما يقول كوفلر، يمكن للاشتراكيين أن يأملوا في "إيقاظ الإيمان بها في صفوف الشعب، والذي يحتاجه في النضال من أجل حريته".

كوسيط بين الحركة العمالية الكلاسيكية والقراءة المعاصرة للماركسية، التي تبناها اليسار الجديد، مثل ليو كوفلر مزيجا أصليا من الماركسية الغربية والإنسانية الاشتراكية. في المختارات "التدخلات. كتابات قصيرة في النظرية والممارسة الماركسية"، الصادرة للتو من دار نشر "كارل ديتس" في برلين أعاد كريستوف يونكي تحرير العديد من مقالات كوفلر في الصحف والمجلات، والتي تظهر الغالبية العظمى منها، لأول مرة، بشكل كتاب، يتضمن المطبوع مقالات كتبت بين عامي 1951 و1987 حول أساسيات أسئلة النظرية والممارسة الماركسية لليسار الألماني. أدناه، وبإذن من الناشر والمحرر، نوثق مقالًا نشر أول مرة عام 1955 حول العلاقة المتناقضة بين البرجوازية والديمقراطية.

دور تقدمي

خلال فترة صعودها الثورية، كان الإيديولوجيون الكبار للبرجوازية يفهمون دائمًا الحرية على أنها إمكانية التطور الشامل واستعادة الشخصية الكلية، والتي ينبغي أن تتطور على أساس الاستقلالية والوئام الاجتماعي الناتج عنها. ولا يوجد أثر يذكرنا بهذا المثل الأعلى السابق بين برجوازية اليوم. وما تبقى هو فردية تنافسية فارغة، مشبعة برؤية متشائمة ومنحلة للإنسانية، تقترب مرة أخرى بشدة من فكرة هوبز (توماس هوبز 1588 -1679‏، عالم رياضيات وفيلسوف إنجليزي. وأحد واضعي أسس الفلسفة السياسية الغربية من منظور نظرية العقد الاجتماعي - المترجم) القائلة بأن الناس بطبيعتهم مفترسون ولا يسعون إلا لتحقيق مصالحهم الخاصة. تفضل البرجوازية الحديث عن ديمقراطيتها. وإلى حد ما هي محقة في ذلك، لأن الأشكال الملموسة للحياة الديمقراطية اليوم تثبت إلى حد كبير، نظرة البرجوازية أحادية الجانب، وبمعنى ما، التعبير غير الديمقراطي عن هذه الديمقراطية نفسها. لكن إذا نظرنا من منظور آخر، فإن البرجوازية مخطئة في الحديث عن ديمقراطيتها، فعلى الرغم من أن هذه الديمقراطية هي نتاج مجتمعي للعالم البرجوازي الرأسمالي، إلا أنها ليست نتاجا للبرجوازية بمفردها، بل هي نتاج للطبقات الدنيا التي تتقدم إلى الأمام. وهنا نريد "التذكير" ببعض المؤشرات التاريخية.

مفهوم متناقض لسيادة الشعب

إن تاريخ نشأة الديمقراطية البرجوازية مثقل بالتناقض، من ناحية فإن فكرة سيادة الشعب مكتوبة على رايات البرجوازية الثورية، ومن ناحية أخرى، فإن البرجوازية ذاتها تعلن باستمرار أن سيادة الشعب، لا ينبغي أن تفهم باعتبارها سيادة الشعب بأكمله، بل بكونها سيادة المالكين فقط. عن ذلك يقول ماركس في "البيان الشيوعي"، الشخص بالنسبة للبرجوازية هو المالك. ووفقا لهذا الفهم في الوعي البرجوازي، فإن من لا يملك ليس شخصا بالمعنى النهائي، وبالتالي ليس شخصية قانونية كاملة الأهلية، وغير قادر على التمتع الكامل بحق الحرية. على سبيل المثال، يشير جون لوك (فيلسوف انكليزي – المترجم) في كتابه "محاولتان" إلى أنه لا ينبغي النظر إلى الأشخاص الذين لا يملكون على أنهم ينتمون إلى المجتمع. ويجادل كرومويل (1599 – 1658، سياسي ومحارب بريطاني في القرن السابع عشر – المترجم) بطريقة مشابهة جدًا في مناقشته مع مجالس الجنود. ويوضح أنه لا يمكن منح غير المالكين حق التصويت لأنهم لا مصلحة لهم في الدولة. ولسبب مشابه جدًا، في الجمعية الوطنية الأولى للثورة الفرنسية الكبرى، قدم مؤيد وجهة النظر الفيزيوقراطية، بيير صامويل دو بونت دي نيمور، أي الممثل الثابت للمفهوم البرجوازي للمجتمع، اقتراحًا بعدم منح الحق في للتصويت لغير المالكين لأنهم "لا ينتمون إلى المجتمع". وحتى في النسخة الثانية الأكثر راديكالية من "عقد الشعب" لجون ليلبورن (زعيم المساواتين في الثورة الإنجليزية الكبرى)، والتي تم فيها وضع برنامج للديمقراطية البرجوازية لأول مرة، تم سحب حق التصويت من غير المالكين. حتى كانط وتلميذه تيودور شون، وما تلاهما، حافظ الأيديولوجيون على الموقف المتمثل في عدم السماح لغير المالكين بالتمتع الكامل بالحريات البرجوازية.

صورة معاكسة

الصورة اليوم عكس ذلك تماما. بينما  كان الإيمان الإنساني، في القرون السابقة بالتطور المستقبلي للمجتمع نحو دولة متناغمة وما يرتبط بذلك من تطور للشخصية الإنسانية لجميع أفراد المجتمع ما يزال مصحوبًا بعدم ثقة عميق تجاه الذين لا يملكون (على سبيل المثال عند جون ميلتون (1608 – 1674 ،شاعر وموظف حكومي من المساهمين في الجدل في العقود الأولى لنشوء الديمقراطية في انكلترا – المترجم) ، الذي أراد أيضًا أن يرى حق التصويت مقيدًا)، في فترة الحكم الديمقراطي المستقر للبرجوازية،كانت  تسير كراهية تشاؤم عميق للبشر جنبًا إلى جنب مع المعرفة المستندة إلى خبرة بأن أساليب الحكم الديمقراطية البرجوازية، متحالفة مع ثقة رجعية في غير المالكين، كافية تماما لكسر الهامش الثوري لحق التصويت الممنوح لجماهير الشعب.

لقد تمت محاولة تفسير اختراق فكرة سيادة الشعب، أي الفكرة البرامجية الأساسية للديمقراطية البرجوازية، من قبل الأبطال الثوريين القدامى للديمقراطية البرجوازية، من خلال الخوف من أن الخدم (العبيد) والعمال غير الواعين، والذين كانوا مرارا في خدمة الاقطاعيين والنبلاء سيصوتون لأسيادهم. ولكن هناك ثلاثة أسباب تتعارض مع هذا الرأي، وتدحض حجج وتبريرات منظري الماضي.

أولاً: هذه الحجة لا توظف دائماً، ولا حتى في الغالب، بل غالبا ما يجري الحديث علانية عن عدم قدرة غير المالكين على إخضاع مصالحهم للمجتمع، الذي يُفهم دائما على أنه مجتمع "المالكين".

ثانياً: ومن الملفت للنظر عدم التفكير أبداً، بمن تتم مواجهتهم في معارك ضارية ويرسلون بالمئات إلى المقصلة، أي التفكير بحرمان النبلاء من حق التصويت. وهذا دليل على أن المالك يعتبر دائما قادرا على التمتع بحق الحرية، شريطة ألا يعارض حقوق الحرية، اي ان النبيل الذي يخضع للمجتمع البرجوازي وقوانينه هو مالك، إنسان، مواطن مثل كل من يملك عقاراً، وبالتالي يمكنه التمتع بحق التصويت منذ البداية.

ثالثا: حتى في الوقت الذي ثبت فيه أن جماهير الشعب كانت ذات عقلية ثورية، وعندما لم تعد الرجعية الإقطاعية تشكل تهديدا خطيرا، رفضت البرجوازية السماح لغير المالكين بالتصويت. وفي عام 1793، كانت جماهير الشعب، بقيادة العناصر البروليتارية، هي التي فرضت الدستور الديمقراطي الذي مُنح بموجبه الجميع، دون استثناء، حق التصويت. ومنذ تلك اللحظة فصاعدًا، كان من الواضح أن الناس كانوا مناهضين للإقطاع تمامًا مثل البرجوازية. لكن في عام 1794، بعد سقوط روبسبير، كانت البرجوازية هي التي سلبت، مرة أخرى، غير المالكين حق التصويت.

صدارة بروليتارية

وفي المقابل، هناك ميل إلى الإشارة إلى إنكلترا وإصلاحاتها الانتخابية "الليبرالية". ويقولون هذه هي إنكلترا التقاليد الليبرالية القديمة، والشكل البرلماني العريق للحكومة وقانون المثول أمام القضاء. لكنها أيضًا إنكلترا، التي في ظل شكل حكومتها البرلماني، اقيمت أكبر مستوطنة فلاحية في التاريخ الحديث، والتي تفوق حتى تلك الموجودة في بروسيا، "مسيجات"، القرن الثامن عشر، والتي وصفها ماركس بأنها "سرقة برلمانية" (مصادرة المزارع الفردية من قبل كبار ملاك الأراضي من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر، وبناء مستعمرات زراعية كبيرة – المترجم). وبالمناسبة، كانت البرلمانات الإنكليزية أكثر إقطاعية بشكل عام من البرلمانات الفرنسية العامة، حيث كانت البرجوازية تحصر التشاور داخلها، بينما ارتبط النبلاء الفرسان في إنكلترا بالبرجوازية (وكما يعترف جميع المؤرخين الصادقين(الموضوعيين) من هاتشيك إلى تريفيليان) وكانوا دائمًا يجيدون فرض المصالح الإقطاعية. ولا نستطيع أن نثبت في هذا السياق أن الأمر كان كذلك بالنسبة للمؤسسات والوثائق "الليبرالية" الأخرى في إنجلترا (خريطة ماغنا، القانون العام، الإدارة الذاتية ...الخ)، ويصح أيضا، قول كلمة حول قانون المثول أمام القضاء، لأن مصيره يثبت، انه عندما كان بالفعل للبرجوازية كلمة مؤثرة، كان هناك ميل ضئيل إلى أخذ جزء من ديمقراطية سيادة الشعب المتجسدة في هذه الوثيقة على محمل الجد. وفي الفترة ما بين عامي 1688 و1723، تم إلغاء قانون المثول أمام القضاء سبع مرات على الأقل. ومع ذلك، كان ذلك لا يزال "زمن العصور الوسطى". ولكن حتى عندما تطور المجتمع الإنجليزي إلى النقطة التي أتيحت فيها الفرصة لاتخاذ الخطوات الأولى نحو " الديمقراطية البرجوازية، قام "بت الأصغر" (رئيس وزراء بريطاني- المترجم)، الذي لا يمكن اعتباره بالتأكيد ممثلاً للإقطاع، في عام 1794 بتعليقها، واستمر هذا الوضع حتى عام 1802. وقد حدث تعليق آخر في عامي 1817 و1818، أعقبه صدور قوانين الطوارئ والاضطهاد سيئة السمعة في عام 1819. وكان السبب وراء ذلك دائما هو الخوف من حركة حق التصويت، ومن الديمقراطية.

دعم مفروض

وماذا عن الإصلاحات الانتخابية "الليبرالية" الشهيرة في إنكلترا في القرن التاسع عشر؟ باختصار: حتى عندما اتخذت هذه الحركات شكلاً معتدلاً للغاية، اي مواجهة الشعب بأساليب مخففة، لكنها تمارس بأساليب غير ديمقراطية، كان لزاماً على الحركة الشعبية أن تمد لها يد العون القوية، لأن البرجوازية الليبرالية كانت تخشى توسع مفرط للأوساط التي يحق لها التصويت. لقد كانت أعوام 1794 و1815 وعصر الحركة الشارتية التي بلغت ذروتها الجذرية في عشرينيات القرن التاسع عشر، بمثابة نقاط متقدمة في النضال من أجل حق تصويت عام متساو. وهنا لا تتصدر البرجوازية "الليبرالية" المشهد، بل العناصر البروليتارية والبرجوازية الصغيرة. وعندما أطاحت ثورة تموز في فرنسا والثورة البلجيكية عام 1830 بوزارة ويلينغتون الرجعية، وافقت البرجوازية، لخدمة مصلحتها الخاصة، على إصلاح انتخابي يصفع كل ما يمكن فهمه تحت عنوان سيادة الشعب. إن الإصلاح الانتخابي لعام 1832 هو إصلاح استبعد بشكل كامل من لا يملكون أي ممتلكات. ومرة أخرى، فإن هؤلاء الناس غير المالكين هم الذين نجحوا، من خلال حركة الشوارع (وخاصة في بريستول ومانشستر)، في كسر مقاومة مجلس اللوردات المضادة للإصلاح الانتخابي. إن الإصلاح الانتخابي الثاني في عام 1867، والذي خططه غلادستون (1809 – 1898 رئيس وزراء بريطاني – المترجم) في شكل معتدل جدا، تم انتزاعه بذكاء من أيدي غير المالكين نتيجة لخوف الليبراليين الرجعي، وقام بتنفيذه المحافظ دزرائيلي (1804 – 1881، رئيس وزراء بريطاني- المترجم). ولكن حتى هذا الاصلاح، على الرغم من أن دزرائيلي ذهب أبعد من مقترحات غلادستون، كان كا يزال غير ديمقراطي في جوهره. ومنذ ذلك الحين (1884) تحسنت الأمور، لأن البروليتاريا عاشت حالة تراجع وفقدت الثقة في قوتها، وأخذت تتجه نحو الليبرالية البرجوازية. في عام 1864، تحدث ماركس في خطابه الافتتاح (المقصود افتتاح اجتماع الأممية الأولى – المترجم) عن انحطاط الطبقة العاملة الإنجليزية. وفي عام 1868، انتهت انتخابات مجلس العموم بهزيمة كاملة لمرشحي العمال. لقد أدركت البرجوازية أنه من الممكن والأكثر حكمة وسهولة الحفاظ على السلطة بمساعدة الجماهير وليس ضدها. وأكدت تجربتها أن الاحتكار النسبي للمؤسسات العامة يعد وسيلة موثوقة أكثر للسيطرة من مجرد استخدام القوة.

وبغض النظر عن التناقضات التي سادت أيديولوجية وممارسة البرجوازية الثورية الإنسانية، فإن المؤرخ، وارتباطا بالانحطاط التام لأيديولوجية البرجوازية اليوم، لا يستطيع إلا أن يتحدث باحترام عن ذلك المثل الأعلى العظيم للإنسانية الذي، تصوره مؤرخو الفكر البرجوازي الانساني القديم، بالرغم من كل قيوده.

وحتى أكثر من هذا: بقدر ما كانت مُثُل الإيديولوجيين البرجوازيين الكبار مُثُلاً للحرية، على أساس أعلى ومُؤسس علمياً، فإنها تشكل عنصراً هاماً، يمكن للاشتراكية أن تبني عليه، حتى وان لم يكن نقديا. إن إغفال العنصر الإيجابي في فكرة الحرية البرجوازية التقدمية يحمل في طياته خطر النظرة الاقتصادية أحادية الجانب والابتذال في مفهوم الحرية الاشتراكي. ويجب أن يكون التعامل مع هذه المشكلة إحدى المهام الرئيسية للعمل النظري الاشتراكي. وعندما ننجح في إثبات أن الاشتراكية تجعل تحقيق كل المثل العليا للإنسانية ممكنًا، حينها يمكننا أن نأمل في إيقاظ إيمان الشعب بها، وهذا ما يحتاجه الشعب في النضال من أجل حريته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشر النص الأصلي مع مقدمة محرر موقع مجلة "جاكوبين" في 4 أيلول 2024.

***************************************************

الصفحة الثامنة

كتاب «أرض جاهزة للفاشيّين» رؤية عميقة لمحاكمة الاستبداد

دينا الأيوبي

كتاب “أرض جاهزة للفاشيين” لفارس حرام يقدّم عملاً فكرياً متميزاً في تفكيك ظاهرة الفاشية، ليس فقط كنظام سياسي، بل كمنظومة قيم وسلوكيات تتغلغل في المجتمعات وتعيد إنتاج نفسها بطرق مختلفة. هذا الكتاب أثار إعجابي بشدة بفضل أسلوبه السلس، الذي يجمع بين التحليل العميق والفلسفي مع وضوح الطرح وسهولته. فارس حرام يبرز هنا ككاتب عراقي استثنائي، لديه القدرة على جمع مصادر متنوعة وربطها بسياقات تاريخية وحاضرة، مما يجعل الكتاب تجربة فكرية ممتعة ومثرية في آنٍ واحد.

ما يلفت النظر في الكتاب هو تناوله لقضية المظلومية المشتركة كمدخل للعدالة الحقيقية. يرفض الكاتب الانحصار في مظلومية طائفة أو جماعة واحدة، ويدعو إلى بناء عدالة شاملة تشمل الجميع. هذا الطرح ضروري لفهم العدالة بمعناها الإنساني الشامل، بعيداً عن الانقسامات الطائفية والقومية التي مزّقت المجتمعات. فارس حرام يوضّح أن التركيز على مظلومية فئة معينة يعيد إنتاج الظلم بدلاً من معالجته، مشيراً إلى أهمية إشراك الجميع، بما في ذلك السنة، الشيعة، الأكراد، وغيرهم، في مواجهة الماضي وتأسيس مستقبل عادل.

كما يعرض الكتاب بجرأة تفكيكاً لسمات الفاشية التي يحددها الكاتب بأربعة عشر سمة رئيسية، مثل عبادة التراث، تمجيد الفعل وإقصاء التفكير، تخوين المختلفين، الهوس بالأمن القومي، وتحالف السلطة مع رأس المال. هذه السمات لا تقتصر على الأنظمة التاريخية المعروفة، بل تمتد إلى سياقات جديدة، مثل العراق ما بعد 2003، حيث أعادت الأحزاب والجماعات إنتاج النزعة الاستبدادية بأشكال مختلفة. ما يثير الإعجاب هو قدرة فارس حرام على استحضار التجارب التاريخية، مثل هتلر موسوليني ونظام البعث، لشرح كيفية تحول الخطاب السياسي للحفاظ على السلطة، كما حدث عندما غازل البعث الإسلاميين بعد 1990، أو عندما عقد موسوليني اتفاقاً مع الكنيسة الكاثوليكية رغم خلفيته العلمانية.

الكتاب يذهب أبعد من مجرد الحديث عن رموز الفاشية؛ بل يطرح رؤية عميقة لمحاكمة الاستبداد كمنظومة. يدعو فارس حرام إلى “محاكمة ثقافية” تتجاوز محاكمة الأشخاص إلى محاكمة القيم والأفكار التي أنتجت الاستبداد. هذه المحاكمة الثقافية ترتكز على مفهوم الخير العام المرتبط بالحريات وحقوق الإنسان، وتجمع بين الطابع الجنائي والتاريخي. من جهة، تحمل القادة مسؤولية القصد فيما ارتكبوه من جرائم، ومن جهة أخرى، تفتح نقاشاً مع الجمهور الذي دعمهم أو تأثر بهم، لكشف شبكة القيم والأفكار التي أدت إلى هذه الجرائم.

التجربة العراقية تحتل مساحة كبيرة في الكتاب، حيث يحلل الكاتب استمرارية الاستبداد ما قبل وما بعد 2003. في عهد البعث، كان النظام يعتمد على منظومة قيم قومية استبدادية، لكنها تحولت لاحقاً إلى خطاب إسلامي لاستغلال الدين في خدمة السلطة. بعد سقوط النظام، لم يكن هناك قطيعة مع هذه القيم، بل أعيد إنتاجها عبر الحركات والأحزاب الإسلامية والجماعات المسلحة. الكاتب يتناول هذه الجماعات بالتفصيل، موضحاً كيف استغلت الفقر، قلة التعليم، والتعصب، لتشكيل جيل جديد من الفاشيين الذين يقدسون جماعتهم وقادتهم ويرفضون الآخر تماماً.

ما يجعل هذا الكتاب ضرورة لكل قارئ هو قدرته على ربط الماضي بالحاضر، وتحليله الدقيق لاستمرار القيم الاستبدادية بوجوه مختلفة. فارس حرام لا يكتفي بطرح الأسئلة الصعبة، بل يقدم رؤى شجاعة لكيفية مواجهة الاستبداد، من خلال تفكيك الأفكار التي تدعمه وإعادة بناء القيم على أسس العدالة والحرية. “أرض جاهزة للفاشيين” ليس مجرد كتاب؛ إنه دعوة للتفكير والنقاش حول قضايا مصيرية تتعلق بمستقبل المجتمعات، وخاصة تلك التي تعاني من إرث طويل من الاستبداد.

*********************************************************

لسنا جاريات للانتظار

د. رشا محمد الحمداني

ليست الموءودة وحدها مَنْ تسأل لِمَ قُتِلَتْ؟  المرأة التي تعيش تحت جناح القبيلة، تسأل السؤال نفسه؛ فعلى الرغم من التطور التكنولوجي الهائل، وصعود (الرجال) إلى ناطحات السحاب، وتفضّلهم في السماح للمرأة بالدراسة والتعلم والتثقف وقيادة السيارة، والانتماء لحزب ما؛ إلا أنها ما زالت تسأل لِمَ (حياتها) السعيدة مؤجلة! يجب عليها - دائمًا- أن ترفع رأس الأب بشرف صنعته القبيلة؛ وتتزوج ليكتمل الشرف، وتنجب الأولاد لتنال جائزة الجنة المؤجلة إلى الآخرة. عليها أن (تحبس) شعرها بالقماش، عليها إلّا تكون (عورة)، ولا تكون إلا في ظل  الرجل، الأسرة، القبيلة، الأعراف.. وإن فعلت كل هذا فستنال ثوابًا مؤجلًا ووعودًا مسطرة  في سجل الغيب، وهل في الغيب شيء غير الوعود؟!

ومن يقلب  تاريخ العرب المسلمين، سيجد أسماء النساء الجواري بجانب أسماء الفرسان، الذين فتح الله لهم فتحًا مبينًا، وراحوا يقتسمون غنائم الأجساد كما يغتنمون الذهب والفضة والإستبرق! فهذا الفارس البطل أُهديت له الجارية جنان، وذاك الفاتح العظيم كانت نصيبه سيرين.. وحين انتهى عصر المغازي والفتوحات والسيوف والخيول، وبعد فترة من الركود، شاعت المدينة، وانتشرت الكتابة، وبزغ الفكر الحديث، ليلهج ليل نهار عن تحرر المجتمع، وضرورة بناء ( الدولة ) وتشكلت الدول، حتى وإن كانت بمواصفات استعمارية ورسمت الحدود وكفّت القبيلة عن الترحال، غير أنه قد رُحّلت أنساق القبيلة وأعرافها إلى المدينة، ومن هنا لم نشهد مدنية حقيقية ذات خطاب تنويري مدني حقيقي.  وكل ذلك أدى أن تبقى المرأة (جارية) يقودها قانون الرجل، وسلطته البطرياركية، التي تحدد الأسس الرئيسة للمعيار الجمالي والأخلاقي المحدد للقيمة الأخلاقية للمرأة. 

      وعلى الرغم من بشارة الحرية في مجتمعنا المعاصر، ولكن مازال الخطاب النسوي مقيّد الأوابد، ضعيف النمو، يتعكّز على عطف الرجل المتفضل بالدفاع عن حقوقهن؛ غير أن ذلك كله لا يعني السوداوية المعتمة، فأنا -المرأة- أكتب الآن بكامل وعيي وحريتي، في جريدة تدعم حقوق المرأة وتساند المواقف الداعية إلى حريتها، وغيري الكثير مَنْ يفعل ذلك وبجرأة أكبر وأكثر.. إلا أن الأمر لا يتعلق بحجم الحرية ومدياتها: الاجتماعية والدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية؛ وإنما يتعلق بـ (البنية) الثقافية للمجتمع، التي تسود فيها الذكورية العالية والفحولية الغازية؛  ولعل من أقرب الأدلة على ذلك قانون (الكوتة) الذي يفرض صعود المرأة في البرلمان العراقي بنسبة محددة سلفًا، فلو كان مجتمعنا متعافيًا في بنيته الفكرية والمدنية، لما اضطر السياسيون إلى سن هذا القانون المغازل للرؤية الغربية، وليس إيمانا واعيا نابعًا من رؤية عقلية وثقافية، تؤمن بضرورة أن تكون المرأة شريكة في صناعة الموقف السياسي.. وهل سمعتم يومًا عن دور المرأة في تشكيل الحكومة؟ إنها ليست أكثر من (رقم) برلماني يشبه الصفر الذي يكثر حجم العدد، إنها جارية برداء سياسي يمتلك (حصانة) قانونية من دون حصانة اجتماعية وثقافية!  

 ولاشك في أن من أهم مظاهر الديمقراطية في المجتمع، مكانة المرأة فيه،  وحريتها وحقوقها الوجودية، النابعة من الإيمان بالمساواة الاجتماعية والإنسانية، وليس بالتعاطف السياسي أو القانوني، ومثال على ذلك ترؤس مسؤول حكومي المجلس الأعلى لـ (تمكين المرأة) وهي المؤسسة الساعية لتفعيل مكانة المرأة ودورها في بناء الدولة، في حين أنه ينتمي إلى (القبيلة) التي تتوّج اسمه الرسمي. وهذه القبيلة تمارس أعرافها القبلية  تجاه المرأة بكل حرية، ولو لم يكن الأمر صارخا في جاهليته لما أصدر القضاء العراقي قانونًا يُحاسب من يستخدم العرف العشائري المسمى  (النهوة) حين يستعمل الرجل حق (الفيتو العشائري) بمنع ابنة عمه من زواج الغريب، بوصفه أولى بها من البعيد! حتى وإن جرى زواجها بموافقة الوالدين وأهلها وأقاربها. إذن القانون جاء كرد فعل على ممارسة اجتماعية قبلية جاهلية!! ولكن أعتقد أن فاعليته لا تختلف عن فاعلية (الكوتة) في البرلمان، و(تمكين المرأة) في الحكومة يتم لسبب بسيط، هو أن المرأة لا تُهان فقط بعرف (النهوة)، فهناك كثير من الممارسات القبلية التي تهين المرأة بأكثر من حجب الزواج بكثير، منها مثلا اذا سوّلت لها نفسها أن (تُحب) وربما (تُحَب ) وتجرّأ قلبها على (الحياة) فلا بد أن يستجيب ( الشرف ) وتنال ( وأدها ) العادل.. وعليها أن تكون - دائما - ممن تأجل أكلهم التفاح إلى الجنة!!

**********************************************

شناشيل العراق شواهد الزمن الماضي

باسم خضير السعدي

عند الحديث عن العمارة في العراق، لا بد من الوقوف على واحدة من أهم الشواخص المعمارية التي تحاكي الهوية الجمالية للمدن العراقية، وهي "الشناشيل"، التي تعاني اليوم من الإهمال والتآكل والقِدم، عربية استذكرت هذا التراث.

بين الأزقة الضيقة في سوق حنون بحي "التوراة"، التابع لمنطقة "قنبر علي" في جانب الرصافة بالعاصمة بغداد، تقتادك رائحة خشب الصاج الرطبة المنبعثة من واجهات تلك المنازل المبنية من الخشب والزجاج، التي تعرف في اللهجة العراقية باسم "الشناشيل".

في هذه المنازل، التي ترتبط في الذاكرة العراقية بسحر أنغام آلة المربع والمقام البغدادي ورائحة الشاي العراقي وعبق الماضي البغدادي الجميل. الشناشيل، ومفردها شنشنول، هي شرفات خشبية مزخرفة هندسياً بالرسم على الزجاج، تعمل على إبراز واجهة الطابق الثاني بأكمله أو غرفة من غرفه بشكل شرفة معلقة بارزة إلى الأمام.

وتمتاز مناطق الشناشيل، وهي في أغلبها اليوم أحياء شعبية تهمين عليها روح التقاليد المحافظة، بالبساطة التي تجدها متجسدة في النساء اللاتي يفترشن عتبات تلك البيوت، فيما تقوم الفتيات بالنظر إلى المارة في الشارع من خلف النوافذ الخشبية المرصعة بالزجاج الملون، والتي صممت كالشرفة للتقارب مع البيوت الأخرى. واشتهر يهود العراق في التاريخ المعاصر ببنائهم لبيوت الشناشيل في أغلب مناطق سكناهم، والتي كانت توصف بالمناطق الجميلة والغنية. لكن وبعد خروجهم من العراق وسلب ممتلكاتهم، فيما بات يعرف بـ "الفرهود"، عانت هذه المناطق من الإهمال ولم تشهد أي عملية إعمار منذ أربعينيات القرن الماضي.

*************************************************

الصفحة التاسعة

الزوراء يبحث عن الفوز أمام الحدود اليوم وغداً.. 8 مباريات دوري نجوم العراق

بغداد ـ طريق الشعب

تُستكمل اليوم الأحد منافسات الجولة الـ 15 من دوري نجوم العراق للمحترفين لموسم 2024-2025 بإقامة أربع مباريات.

وتتواصل فعاليات الجولة اليوم، حيث يلتقي فريق ديالى مع نظيره الكرمة على ملعب الكوت، بينما يستضيف فريق الكرخ على ملعب الساحر أحمد راضي فريق أربيل. وفي مباراة أخرى، يستضيف فريق النجف على ملعبه نظيره الميناء، فيما يلتقي الزوراء المتصدر مع فريق الحدود.

يسعى الزوراء إلى مواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية عندما يواجه فريق الحدود، الذي يحتل المركز قبل الأخير، والذي يمر بحالة من الانتعاش بعد فوزه الأخير على فريق ديالى في صراع الهبوط. وتعد المباراة فرصة مهمة للنوارس لتأكيد تفوقهم، خاصة بعد تصدرهم للترتيب بفارق الأهداف عن القوة الجوية.

وفي الوقت نفسه، تستمر الأخبار المتداولة عن رغبة الهيئة الإدارية المؤقتة في تعزيز صفوف الفريق بعدد من اللاعبين الجدد من أجل المنافسة على اللقب.

أما فريقا أربيل والكرخ، فيسعيان لاستغلال مواجهتهما اليوم للخروج من دوامة النتائج السلبية، حيث يحتل الكرخ المركز الثامن عشر وأربيل المركز الحادي عشر في ترتيب الدوري.

وفي مدينة الكوت، يطمح الكرمة إلى تحقيق الفوز للارتقاء إلى مراتب أعلى من المركز العاشر، عندما يواجه فريق ديالى الذي يعاني في ذيل الترتيب، ويبدو أنه يفتقر إلى الدعم المادي الضروري.

أما في مباراة النجف والميناء، فيرغب فريق النجف في مصالحة جماهيره وتحقيق فوز يعزز من موقفه في الترتيب، بينما يسعى الميناء لتحسين موقعه في جدول الدوري.

وتختتم مباريات الجولة الـ 15 غداً الاثنين، حيث تُقام أربع مباريات أخرى: يلعب النفط ضد نوروز على ملعب الساحر أحمد راضي، ويستضيف نفط ميسان على ملعبه فريق دهوك. كما يلعب الكهرباء أمام الطلبة على ملعب الزوراء، فيما يلتقي نفط البصرة مع زاخو في ملعب الفيحاء.

**************************************************

ريال مدريد يخطط لمحاولة أخيرة للتعاقد مع أرنولد في الشتاء

مدريد ـ وكالات

يستعد ريال مدريد لإجراء محاولة أخيرة للتعاقد مع ألكسندر أرنولد، نجم ليفربول، خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية. وبحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية، يخطط النادي الملكي للتفاوض مع ليفربول في الأسبوع المقبل، في محاولة جديدة لإتمام الصفقة، خاصة في ظل قرب انتهاء عقد اللاعب صاحب الـ 26 عامًا في الصيف المقبل، ما يتيح له التوقيع مع أي نادٍ بشكل مجاني.

وكان ريال مدريد قد قدم عرضًا أوليًا لإدارة ليفربول بشأن انتقال أرنولد، إلا أن هذا العرض قوبل بالرفض. ومع ذلك، فإن النادي الإسباني لم يستسلم، ويدفع نحو إتمام الصفقة خلال هذا الشهر. وتشير الصحيفة إلى أن أرنولد قد أبلغ إدارة ليفربول في منتصف كانون الاول الماضي برغبته في الانتقال إلى ريال مدريد، ويسعى الآن إلى إقناع ناديه بتسهيل خروجه مقابل مبلغ مالي معقول قبل نهاية الشهر الجاري.

في سياق متصل، ذكر تقرير "ماركا" أن ألفونسو ديفيز، نجم بايرن ميونخ، أصبح هدفًا آخر لريال مدريد في الميركاتو، بعد أن رفض اللاعب عرضًا جديدًا من النادي البافاري. بدأ ريال مدريد بالفعل الترتيبات للتعاقد مع ديفيز في الموسم المقبل، حيث هناك رضا كبير داخل النادي بشأن الصفقة.

ووفقًا للتقرير، فإن التعاقد مع أرنولد وديفيز سيمثل بداية ثورة في خط الدفاع لريال مدريد، الذي يخطط لتجديد صفوفه على المدى الطويل. كما يبحث النادي عن مدافع آخر في السوق الشتوي، مع إمكانية دراسة خيارات ذات خبرة مثل إيمريك لابورت، مدافع النصر السعودي، بالإضافة إلى الاستفادة من مواهب أكاديمية النادي.

********************************************************

الشرطة يحقق فوزًا مثيرًا على الكرخ في دوري المحترفين لكرة السلة

بغداد ـ طريق الشعب

حقق فريق الشرطة فوزًا مثيرًا على الكرخ بنتيجة 64-62 في المباراة التي أقيمت يوم الجمعة على قاعة نادي الكرخ ضمن منافسات المرحلة الثانية من دوري المحترفين لكرة السلة.

بدأ فريق الشرطة المباراة بشكل قوي، منهياً الشوط الأول بفارق أكثر من 20 نقطة. إلا أن فريق الكرخ دخل المباراة متأخرًا، ليحقق صحوة في الدقائق الأخيرة ويصل إلى التعادل في الدقيقة الأخيرة 62-62. وفي اللحظات الحاسمة من المباراة، نجح لاعب الشرطة محمد صلاح في تسجيل نقطتين من رميتين حرتين بعد احتساب خطأ على لاعب الكرخ علي حاتم، ليحسم المباراة لصالح فريقه بفارق سلة واحدة.

***************************************************

نتائج مباريات دوري النخبة لكرة اليد

بغدادـ طريق الشعب

أسفرت نتائج الجولة الحادية عشرة من المرحلة الأولى لدوري النخبة بكرة اليد، التي أُقيمت يوم الجمعة، عن سلسلة من الانتصارات لفريق الشرطة وبقية الفرق المنافسة. تمكن فريق الشرطة من الفوز على السليمانية بنتيجة كبيرة 41-20 في المباراة التي جرت في قاعة نادي السليمانية. كما حقق فريق الكرخ فوزًا عريضًا على الناصرية بنتيجة 37-18.

وفي باقي المباريات، تغلب فريق الحشد الشعبي على القاسم بنتيجة 36-20، بينما فاز فريق ديالى على المسيب بنتيجة 35-21.

وفي مباراة أخرى، فاز فريق الفتوة الموصلي على بلدية البصرة بفوز إداري 15-0 لعدم حضور الفريق الأخير.

***************************************************

أستراليا المفتوحة أنس جابر تودع البطولة وشفيونتيك تواصل تألقها وريباكينا تتأهل رغم الإصابة

ملبورن ـ وكالات

ودعت التونسية أنس جابر منافسات بطولة أستراليا المفتوحة للتنس من الدور الثالث بعد خسارتها أمام الأمريكية إيما نافارو، في مباراة مثيرة جرت أمس السبت.

تمكنت نافارو، المصنفة الثامنة في البطولة، من الفوز بالمباراة التي انتهت بنتيجة (6-4) و(3-6) و(6-4)، لتقصي جابر، التي سبق لها الوصول إلى نهائي بطولات الغراند سلام ثلاث مرات، وتصل بدورها إلى الدور الرابع لأول مرة في مسيرتها الاحترافية في أستراليا المفتوحة.

وتواجه نافارو في الدور الرابع الروسية داريا كاساتكينا، المصنفة التاسعة في البطولة، التي فازت على الكازاخستانية يوليا بوتينتسيفا بنتيجة (7-5) و(6-1).

واصلت البولندية إيجا شفيونتيك تألقها في بطولة أستراليا المفتوحة بعد فوزها الساحق على البريطانية إيما رادوكانو بنتيجة (6-1) و(6-0) في الدور الثالث اليوم السبت.

تواجه شفيونتيك، المصنفة الثانية عالميًا، في الدور الرابع الألمانية إيفا ليس، التي فازت على الرومانية جاكيولين كريستيان (4-6) و(6-3) و(6-3).

ومنذ عام 2020، أصبحت شفيونتيك أول لاعبة تحقق 175 انتصارًا في بطولات الغراند سلام وبطولات فئة 1,000 نقطة، بحسب أرقام "أوبتا". كما حققت شفيونتيك نسبة فوز عالية تصل إلى 12.3% من المجموعات التي انتهت بنتيجة (6-0) في بطولات الجراند سلام، وهي نسبة لا يتفوق عليها سوى مارجريت كورت وكريس إيفرت.

تمكنت الكازاخستانية إيلينا ريباكينا من التأهل إلى الدور الرابع بعد فوزها على الأوكرانية ديانا ياستريمسكا (6-3) و(6-4). وعلى الرغم من معاناتها من إصابة أثناء المباراة واحتياجها إلى تدخل طبي بعد 3 أشواط، نجحت ريباكينا في حسم اللقاء لصالحها في غضون 90 دقيقة.

وتنتظر ريباكينا في الدور الرابع الفائزة من المواجهة الأمريكية الخالصة بين ماديسون كيز ودانيلي كولينز.

ودعت البرازيلية بياتريز حداد مايا بطولة أستراليا المفتوحة من الدور الثالث بعد هزيمتها أمام الروسية فيرونيكا كوديرميتوفا (6-4) و(6-2). وتنتظر كوديرميتوفا الفائزة من مباراة الإيطالية جاسمين باوليني والأوكرانية إيلينا سفيتولينا.

****************************************************

 وقفة رياضية.. لا للازدواج في المناصب الرياضية

منعم جابر

بالأمس، كنا نقرأ عن القيادات الرياضية ونرى أن من يتواجدون في الساحة هم عدد محدود من معلمي ومدرسي التربية الرياضية وبعض العاملين في القطاع الرياضي، إضافة إلى رؤساء الفرق الشعبية من المتطوعين وبعض الأفراد العاملين في الأندية الرياضية. أما الأكثرية، فلم يكن لهم أي دور في القطاع الرياضي إلا في حالات نادرة. بسبب هذا الواقع، وجدنا أن العديد من الأشخاص لا يرغبون في العمل الرياضي ولا يتفرغون له. لهذا السبب، كان بعضنا يشغل مواقع في الساحة الرياضية، ويحاول البعض سد الفراغ في هذا النادي أو ذاك الفريق الشعبي.

أما اليوم، ومع انتشار كليات التربية الرياضية والمعاهد الرياضية، وارتفاع مستوى الوعي والإدراك والثقافة الرياضية، بالإضافة إلى توجه الآلاف لممارسة الرياضة بمختلف ألعابها واهتمام الدولة بمؤسساتها، أصبح الوضع مختلفًا. فقد أقرَّ الدستور العراقي الدائم في المادة (36) منه أهمية الرياضة وضرورة ممارستها، مما ساهم في تطوير الفكر الرياضي وتوجهات الشباب من الجنسين (الذكور والإناث) نحو أهمية الرياضة من أجل الصحة والإنجاز. وبدأ العمل الرياضي يأخذ شكلاً جديدًا يشمل الاهتمام والرعاية، إضافة إلى المكاسب المادية بسبب الاحتراف.

بفضل ارتفاع الوعي الجماهيري بالرياضة، توجه الآلاف من الناس لممارسة الرياضة بهدف الحفاظ على صحتهم، ومن مختلف الأعمار وكلا الجنسين. ونتيجة لذلك، حققت الرياضة مكاسب عديدة، في مقدمتها الإيمان بمنهجها وأهميتها وضرورتها للأفراد والمجتمع. ولم تعد الرياضة قضية ترفيه أو قتل وقت فراغ، بل أصبحت حاجة ماسة لكل أفراد المجتمع.

لذا، أصبحت الرياضة تشكل ضرورة مجتمعية لا بد من الاهتمام بها ورعايتها والإشراف عليها، كما ساهم البعض في قيادتها. خاصة بعد أن تحولت إلى شأن عام وصارت مؤسساتها فاعلة ومؤثرة وضرورية بعد أن كانت في الماضي قضية ثانوية ترفيهية. وفي هذا السياق، نؤكد على أهمية رياضة الإنجاز وتأثيرها، بالإضافة إلى الرياضة من أجل الصحة وأنواع الرياضات المتنوعة التي تسهم في تحقيق أهداف مجتمعية وسياسات رياضية متعددة.

وفيما يخص رياضة الإنجاز والبطولات، فإن بعض المؤسسات الرياضية (أولمبية، اتحادات، أندية رياضية) تشرف على هذا النوع من الرياضة. ومن خلال عملنا في القطاع الرياضي وتجربتنا في الإعلام والصحافة الرياضية، لاحظنا أن البعض من العاملين في المؤسسات الرياضية يؤدي عملاً مشتركًا في أكثر من مؤسسة رياضية، مما يمنع الفرصة للآخرين للمشاركة في العمل الرياضي. وهذا يعد خطأً كبيرًا، لأن احتكار العمل من قبل شخص واحد يحرم الآخرين من فرصة المشاركة ويؤدي إلى ضعف العمل وفشله.

لذلك، نقول لزملائنا العاملين في مؤسسات الرياضة: من أجل أن تبدعوا في عملكم وتحققوا إنجازات رياضية متميزة، عليكم بالتركيز على عمل رياضي واحد. يجب على القيادات في المؤسسات الرياضية أن يتجنبوا التوسع في أعمالهم وأن يقتصروا على منصب واحد، لأن الجمع بين رئاسة اتحاد ورئاسة نادي رياضي، أو حتى الجمع بين عدة مناصب قيادية أو وظائف حكومية، يعد أمرًا غير مناسب. فكيف يمكنكم الإشراف بشكل فعال إذا كنتم مشغولين بعدة مسؤوليات؟

أقول لأحبتي العاملين في الاتحادات والأندية الرياضية: تفرغوا لعمل واحد، كي تبدعوا وتحققوا أفضل الإنجازات والنتائج في مجالاتكم، وامنحوا الفرصة للمبدعين الآخرين من بينكم.

***************************************************

ميلان يقترب من التعاقد مع كايل ووكر في الميركاتو الشتوي

ميلان ـ وكالات

اقترب نادي ميلان الإيطالي من التوقيع مع الإنكليزي كايل ووكر، ظهير مانشستر سيتي، خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية.

وأكد خبير انتقالات اللاعبين فابريزيو رومانو، أن ميلان حصل على الضوء الأخضر من كايل ووكر للانضمام إلى صفوفه، ومن المتوقع أن تُجرى المزيد من المحادثات خلال الـ 24 إلى 48 ساعة المقبلة لإتمام الاتفاق مع مانشستر سيتي والمضي قدماً في الخطوات الرسمية.

وكان ووكر قد أبلغ مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا، برغبته في الرحيل عن النادي لخوض تجربة جديدة خارج إنجلترا في الميركاتو الشتوي الحالي. ومن المرجح أن يوقع ووكر على عقد مع ميلان يمتد حتى صيف 2027 على الأقل.

******************************************************

الصفحة العاشرة

مدارس أو مقاربات من التفكير الإستراتيجي الأمريكي

د. صالح ياسر

شهدت العقود الأخيرة ما يمكن وصفه بثلاث مدارس أو مقاربات من التفكير الإستراتيجي الأمريكي، يمكن استخلاصها من متابعة عينات من الإنتاج الفكري والبحثي الذي صدر في العقود الاخيرة وخاصة العقود الثلاثة الاخيرة عن أبرز مفكريها، ونستطيع من خلال تفحصها ولو بلمحة سريعة توقع المسار الأكثر ترجيحاً في توجه إدارة (جورج دبليو بوش)، أما المدارس الثلاث فيمكن حصرها على النحو التالي:

1ـ المدرسة التقليدية المحافظة.

2ـ المدرسة التدخلية الحازمة (الاحادية الجانب).

3ـ المدرسة التدخلية المتدرجة (الانتقائية) بالشراكة.

المدرسة التقليدية المحافظة 

(Traditional Conservatives) 

تجدر الملاحظة الى امكانية اعتبار المدرسة التدخلية الانتقائية والمدرسة الواقعية مساراً واحداً في حقل الممارسة. وأبرز مفكري المدرسة الاولى وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر Henry Kissinger،

ويمكن مطالعة آرائه بالعودة الى كتابيه: "الدبلوماسية"، و"هل تحتاج اميركا سياسة خارجية؟ نحو دبلوماسية القرن الواحد والعشرين". أما المفكر الآخر فهو (ريتشارد هاس)، ويمكن العودة الى كتابه: "الفرصة، لحظة اميركية لتعديل مسار التاريخ".

والجدير بالذكر ان كتابات هاس في السنوات الاخيرة تلقى صدى واسعاً، وقد شغل منصب رئيس المركز البحثي السياسي بمجلس العلاقات الخارجية، وصاحب مقولة "عالم بلا اقطاب".

ورغم التفاوت النسبي في مقاربات كل من (كيسنجر) و (هاس) لما يجب ان تكون عليه السياسة الخارجية الاميركية، إلا انهما يشتركان في نظرة، مفادها ان الخطر الاساسي الذي يواجه اميركا هو عدم استقرار وتوازن العلاقات بين القوى الرئيسية في العالم، ويعتبران أن دور التحالفات والشراكة اساسي بينها. ويركز (هاس) على ضرورة تطوير شراكة عالمية بين أمريكا، أوروبا، الصين، اليابان، والهند بصورة اساسية. كما يجب على واشنطن اعتماد القوة العسكرية والدبلوماسية معا، والسعي لإقامة توازن دولي مستقر.

ومن المفيد الاشارة هنا الى انه ووفقا لما يرد في المدرسة الواقعية فإن الحرب بين الدول والتغيرات في النظام الدولي تحدث بسبب النمو غير المتوازي في القوة بين الدول.

فالواقعيون منذ القدم وإلى الأبد يعزون حركة العلاقات الدولية إلى الحقيقة التي تقول أن توزيع القوة في النظام الدولي يتحول على مرّ الزمن وهذا التحول أدى الى حدوث تغيرات جذرية في العلاقات بين الدول وأخيرا غيّر من طبيعة النسق الدولي نفسه.

المدرسة التدخلية الحازمة 

(Assertive Interventionalists)

ينتمي أبرز مفكري المدرسة التدخلية الحازمة عموما الى ما اتفق على تسميته بالمحافظين الجدد، الذين وقعوا على (وثيقة القرن الاميركي الجديد)، لكن ليس كل الاسماء التي لمعت في الاعلام الاميركي مثل بيرل، وولفوفيتز، وفيث، وكاغان، وولسي، وكروثهامر، وكريستول و ليدين... الخ.

وينسب إليهم تقديم وجهات نظر متماسكة ومعبرة مثلما قدم كل من (والتر راسل ميد) في كتابه: "القوة، الإرهاب، السلام، والحرب: خطر محدق باستراتيجية اميركا في العالم"، أو (نيال فرغسون) في كتابه: "ثمن الامبراطورية الاميركية "، أو (روبرت ليبير): "العصر الاميركي: القوة الاستراتيجية في القرن الواحد والعشرين" 2005.

ويتقاطع هؤلاء، في نظرتهم، الى أن التهديد الأخطر الذي يواجه الولايات المتحدة هو ما يمكن تسميته "حزام الفوضى الجنوبي" من الكرة الأرضية والإرهاب، ولا يعلقون أهمية كبرى على دور التحالفات والشراكات، ويؤمنون بأحقية التدخل العسكري المنفرد للولايات المتحدة بحسب رغبتها، ولا يقيمون وزناً فعلياً لدور الامم المتحدة، او حتى لحلف الناتو، اذا لم يتفقا مع ما يرونه "المصلحة الامريكية الخاصة".

ويعتبرون أن استخدام القوة العسكرية الامريكية والعقوبات الاقتصادية "وسائل مشروعة" دائماً للاستخدام بصورة منفردة؛ وبهدف القضاء على التهديدات، وترويج الافكار والنماذج الديموقراطية، ويدعون الولايات المتحدة للعب دور قيادي مع حلف الراغبين وبصورة انتقائية بحسب الطلب في مواجهة كل حالة معينة، ولا يكترثون لمن يعتقد بحدود او ضوابط للقوة العسكرية والاقتصادية الاميركية، ويمكن وصفهم فعلا في ضوء التجربة الميدانية خلال عهد بوش الإبن ـ الذي نفذ رؤيتهم ـ عمليا بـ "حلف المكابرين"  Alliance of Arroganse .

وفوق ذلك كله فان هذه المدرسة (المحافظين الجدد) تعمل بواسطة معتقدات شبة آيديولوجية تملي عليها استراتجيات عامة في السياسة الخارجية.

المدرسة التدخلية المتدرجة 

(Progressive Multilateralist)

ويمكن وصفها ايضا بالمدرسة الليبرالية المثالية، ويعد زبيغنيو بريجينسكي  Brzezinski  Zbigniew أبرز مفكريها، ونجد افكارها مبثوثة في كتابين من كتبه العديدة هما: "رقعة الشطرنج الكبرى: تفوق اميركا ومستلزماتها الجيوستراتيجية"، و"الاختيار: هيمنة عالمية ام قيادة"، و(جوزف ناي) في كتابه: "القوة الناعمة: وسائل النجاح في السياسة الدولية".

تتقاطع نظرة هذه المدرسة مع مدرسة المحافظين الجدد في تحديد الخطر المهدِد للولايات المتحدة باعتباره قوس الازمات او قوس الفوضى الجنوبي، بالاضافة الى الإرهاب، لكن تختلف في سبل المواجهة. اذ تعول المدرسة الليبرالية المثالية على اهمية التحالفات والشراكات الدولية، وعلى استخدام القوة الناعمة والدبلوماسية في السياسة الخارجية الاميركية، لبناء اجماع استراتيجي وتحالفات ضرورية والنظر الى ان قيادة امريكا للتحالفات الدولية يجب ان تكون مستندة الى قناعة الآخرين الطوعية بها، ويعترف اصحاب هذه المدرسة بمحدودية القوة الاميركية.

ويحذر بريجينسكي من التركيز أو التضخيم لخطر ما يسمى بالإرهاب أو اعتماد المقاربة العسكرية الاحادية للتعامل معه، لأنه سيقود في نهاية المطاف الى عزلة الولايات المتحدة، ويدعو الى التمييز بين التدخل الاستباقي والتدخل الوقائي المدعوم بالشراكة والتحالف. كما يطالب بأن تلعب أوروبا دوراً اكبر وتتحمل مسؤولية اضافية في احتواء أو ادارة الازمات الأمنية العالمية.

ويركّز بريجينسكي على منطقة أوراسيا (Eurasia)  كميدان رئيسي لتوجه أمريكا الجيوستراتيجي، ويفرق بين التأثير على تلك المنطقة وبين السيطرة عليها، ويعتبر ان سياسة ادارة بوش قاصرة عن تحقيق ذلك، وانها ستكون المسرح الفعلي لمستقبل التوجه السياسي العالمي، ويحذر من أن عدم الحكمة في ادارة المسرح سيؤدي الى ان تتحول أوروبا تدريجا عن الولايات المتحدة وتدخل في نزاع سياسي مع روسيا.

كما دعابريجينسكي  الى تشجيع التوسع لحلف الناتو والاتحاد الاوروبي شرقا لضم أوكرانيا وبقية دول البلقان، مع اتباع سياسة توازن بين الحزم والتعاون مع روسيا، ويخشى من تنامي منافسة قطبية تستند الى تعزيز الصين لدورها الاقليمي والعالمي مقابل تنامي المخاوف اليابانية في محيطها الحيوي، ويعتبر أنه من الحكمة اعتماد استراتيجية تأخذ في الاعتبار مصالح الصين المشروعة وتخفيف أي اندفاعات محتملة لها نحو طموحات امبريالية.

من جانبهم، ينتقد البعض تركيز بريجينسكي المفرط على أوراسيا اكثر من الشرق الأوسط وعلى دعوته الصريحة للتساهل مع كل من الصين وفرنسا والمانيا، مقابل تصميمه على احتواء وضم الدول التي انسلخت عن "الامبراطورية السوفياتية" سابقاً.

وبالمقابل، تتلخص مقاربة (جوزيف ناي) في أن الولايات المتحدة اعتمدت بصورة مفرطة على القوة العسكرية ويجب عليها اعتماد القوة الناعمة الى جانبها، ويعتبر ان عولمة الاقتصاد والافراط في استخدام القوة الخشنة أحدثا ردود فعل سياسية واجتماعية تحمل الولايات المتحدة المسؤولية، وتشكل أحد أهم أسباب الغضب والعداء على مستوى عالمي ضدها.

وهنا لابد من بعض الملاحظات حول مفهوم القوة واشكالها. فمن المعروف ان مفهوم القوة يعد من أكثر المفاهيم جدلا العلاقات الدولية. يعرف Hansهانز مورغانثاو Hans Morganthaw القوة بأنّها: "السيطرة على أفعال وتفكير الآخرين".

من جانبه يرى جوزيف ناي Joseph Ney ان القوة تعني: "قدرة طرف معين على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على مخرجات توافق إرادته".

ويفرق المختصون بين بعدين مترابطين ومتباينين في آن واحد للقوة:

القوة الكامنة :(Potential Power) تمثل القدرات الوطنية لدولة ما، وهو المفهوم التقليدي للقوة؛

القوة الفعلية :(Effective Power) تمثل القوة المستخدمة الناتجة عن عملية تحويل القوة الأولى.

انطلاقا من هذا التفريق، هناك من يؤكد على أن التأثير الناتج عن القوة لا يكون نتيجة للموارد وحدها، ولكن نتيجة لطريقة توظيف الموارد أيضا، حيث أن الاستخدام المناسب والذكي للقوة يمكِن أن يفسر بأن توسيع التأثير يجب أن لا يعتمد فقط على الاعتراف بأن القوة هي موجودة، وإنما على التوقع بأنها ستستخدم أيضا.

ومن جهة اخرى يتم التمييز بين أشكال القوة فهناك القوة اللينة وهناك القوة الصلبة (الآمرة).

تعني القوة اللينة Soft Power القدرة على الحصول على ما تريده من خلال الجذب لا من خلال التعنيف أو الإغراء. وبهذا المعنى تكون القوة اللينة قائمة أساسا على القدرة على تشكيل أفضليات الآخرين.

اما القوة الصلبة (الآمرة) Hard Command Power فتعني القدرة على جعل الآخرين يغيرون مواقفهم ويّتبعون مسارا محددا للحركة، وهي تقوم على الإغراء (الجزرة) أو التهديد (العصا).

وتقتضي النظرة الشاملة لمساهمات التفكير الاستراتيجي الاميركي عدم تجاهل الاصوات التي تصدر من حين لآخر، والتي تتقاطع مع بعض جوانب في تفكير المدرستين الليبرالية المثالية والمحافظة، والتي تدعو الى عزلة جديدة للولايات المتحدة والتحول الى الداخل، والسعي لاقامة توازنات اقليمية تخفف من حاجتها للتدخل الخارجي المكلف.

*****************************************************

أهمية الجغرافيا السياسية

د. هاشم نعمة

بمعنى من المعاني، تعد جذور الجغرافيا السياسية قديمة قدم المعارف الأخرى؛ إذ أن كلا من الفيلسوف ارسطو طاليس، والمؤرخ وعالم الاجتماع ابن خلدون والفيلسوف شارل مونتسكيو عبروا بشكل واضح في كتاباتهم عن الدور الذي تلعبه العوامل الجغرافية في السياسة والدولة. وفي ما بعد، تطورت الجغرافيا السياسية على يد كارل ريتر (1779-1859) الذي ذكر بأن الحضارات البشرية ما هي إلا وجود عضوي داخل الطبيعة تولد وتنمو وتنضج وتموت. ولعله تأثر بآراء ابن خلدون الذي ذكر في مقدمته أن الدول تمر بهذه المراحل، لكن ريتر لم يذكر مصدر فكرته هذه.  وهناك من يعد الألماني فردريك راتزل (1844-1904) "أب" الجغرافيا السياسية، والذي ترك بصمة عميقة في هذا الجانب. وقد صور الدولة ككائن حي  يعيش في مجال معين ويناضل في سبيل توسيع هذا المجال في ما يعرف بالمجال الحيوي أي الدولة توسع حدودها وتصبح ذات قوة كبرى. وهذه الفكرة تبنتها النازية في عهد هتلر.

ركزت الجغرافيا السياسية، في مراحلها الأولى، على العلاقات المتبادلة المفترضة بين السياسة والبيئة الطبيعية، خصوصا التضاريس والمناخ. وقد قاد هذا التوجه إلى تبني منهج تبسيطي حتمي. فعلى سبيل المثال، شبه راتزل الكيانات السياسية بالكائنات الحية واقترح "قوانين" تحكم النمو المكاني للدول. وقد تأثر بعمق بأفكاره بشأن "المصائر" الإقليمية رودولف كيلين وكارل هاوشوفر، وهما اثنان من الجغرافيين السياسيين الذين وجد عملهم في الجيوبولتيك، بدوره، دعما رسميا من النازية لأنه يبرر توسع ألمانيا الإقليمي. علما أن كيلين كان أول من استخدم مصطلح الجيوبولتيك. وقد عرفه بالبيئة الطبيعية للدولة. ويعد هاوشوفر مؤسس الجيوبولتيك الألماني.

وقد انتقد كارل ويتفوغل الألماني الماركسي (1929-1985) والذي ألف كتاب (الاستبداد الشرقي) عام 1957، الجيوبولتيك لأنه أهمل السياق الاقتصادي لسياسات القوى العظمى وافتقد الأهمية الحقيقية للعوامل الطبيعية في تقرير خاصية التنمية الاقتصادية-السياسية.

وكان هدفه تهيئة الجيوبولتيك الماركسي ليكون بديلا عن الأصناف القومية للجيوبولتيك.

بالنسبة للآخرين كان الجيوبولتيك يمّل طفرة شريرة في الجغرافيا السياسية.

كان من الضروري أن يكون في مركز صدارة الجغرافيا السياسية الفكرة القائلة: إن هناك تنوعا أو اختلافا في الترتيبات الإقليمية السياسية تاريخيا وجغرافيا بدلا من فكرة قيام دولة من النوع المثالي. في حين يرفض الجيوبولتيك القومي هذا التنوع ويبرر التوسع الإقليمي من قبل الدول الكبيرة على حساب الدول الصغيرة. وبحسب جاك أنسيل أن مصطلح الجيوبولتيك ينبغي ترحيله إلى استخدامات أخرى. وبالنسبة له فهو فرع من الجغرافيا السياسية بدلا من كونه حقلا متميزا ومفصولا عنها أو ما يسمى بالجغرافيا السياسية الخارجية.

لقد اختلف مع فكرة معارضة الجغرافيا السياسية للجيوبولتيك، وناقش بأن الجغرافيا السياسية الفرنسية كان ينقصها التأكيد على البنية الداخلية للدول بدلا من التركيز على دراسة الاستعمار، والمنافسة بين القوى الكبرى، والتنظيم الجغرافي للسياسة الدولية.

علما بأنه في كثير من النواحي، سيتم قبول حجة أنسيل من قبل معظم الجغرافيين السياسيين.

من ناحية أخرى، شوهت نظرية الحتمية البيئية للجغرافي البريطاني هالفورد ماكيندر (1861-1947) وآخرين النظريات الجيواستراتيجية العالمية، علما أن هذه النظرية ماتزال تملك بعض التأثير على تفكير قادة القوى العظمى.

حدث في ما بعد انتعاش في الاهتمام بالبيئة من قبل الجغرافيين السياسيين لكن من وجهة نظر مختلفة تماما. فبدلا من التفكير بكيفية تشكيل البيئة للسياسة، يسأل الجغرافيون السياسيون حاليا كيف تشكل السياسة البيئة.

وهم ينظرون إلى الاستجابات السياسية للتغيرات المناخية العابرة للحدود، وتلوث المياه، وأنماط تصويت الكونغرس الأمريكي بشأن قضايا البيئة، والإدارة الدولية لأحواض الأنهار، والنزاع بشأن السيطرة على الموارد الطبيعية الحيوية.

بعد الحرب العالمية الثانية، كان إدموند والش الداعم الأكثر تأثيرا للجغرافيا السياسية من وجهة نظر أمريكية. فقد جمع بين دوره كمدرب للدبلوماسيين الأميركيين المستقبليين في جامعة جورج تاون الكاثوليكية التي يديرها اليسوعيون في العاصمة واشنطن وعداوته الشديدة لثورة أكتوبر والشيوعية.

وقد فسر النزاع بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي بمصطلحات دينية تتعلق بنهاية العالم! حتى أوائل الستينيات من القرن الماضي، كانت تهيمن على الجغرافيا السياسية الدراسات المورفولوجية (التشكل) للأقاليم السياسية، خصوصا الدول، حيث ركز معظم الأبحاث على الملامح  الملموسة للخريطة السياسية، مثل حجم الدولة وشكلها، والحدود، والعواصم، والمناطق الرئيسة، والأنظمة الإدارية. وقد حظيت النزاعات الحدودية والأقليمية باهتمام كبير.

وقد أبدى كثير من الجغرافيين السياسيين عدم رضاهم على جوانب من هذا المنهج الوصفي المفرط الذي يتسم بالثبات والقائم على دراسة الدولة، والذي في كثير من الأحيان يعتمد على التصنيف بدلا من أعتماده على التحليل. وتأثروا بالتطورات المنهجية التي حصلت في الجغرافيا وتحمسوا لها، وسعوا لتنشيط هذا التخصص الفرعي من خلال الأكثار من استخدام المناهج الكمية، وتغيير الرصد والمتابعة بعيدا عن المستوى العالمي والدولة ليكون على المستوى المحلي والتأكيد على العمليات الديناميكية العاملة فيه.

وقدموا أيضا مقاربات سلوكية جديدة. وقد اغتنت الجغرافيا السياسية كثيرا، وتوسعت بهذه الأفكار والتقنيات الجديدة.

فبدلا من مجرد متابعة تطور الحدود خصوصا، ووصف مميزاتها الموفولوجية الثابتة على سبيل المثال، سيكونون الآن أكثر ميلاً إلى فحص فعاليتها، وتأثيرها على أنماط التفاعل المكاني، وكيف يُنظر لها. وبدلا من وصف الملامح الجغرافية السياسية المورفولوجية للدولة، سيكونون أكثر ميلاً لفحص القوى التي تعمل على تكامل أو تفكك الدولة.

وجرى تبني حقول بحثية جديدة بالكامل مثل: الجغرافيا الانتخابية (أنماط التصويت والتنظيم المكاني للأنظمة الانتخابية)، حل النزاعات، صناعة القرار (من أين يأتي صناع القرار؟ وما هي العواقب الجغرافية لقراراتهم؟) السياسة العامة (التباينات الجغرافية في الإنفاق الحكومي)، القضايا الإقليمية (فهم المكان والدفاع عنه)، والحدود الجديدة (تقسيم المحيطات والفضاء الجوي)، والتكامل الإقليمي (توحيد الدول أو مجموعات الدول) وغيرها. وعلى الرغم من ذلك، من السهولة المبالغة في الاختلافات بين الجغرافيا السياسية القديمة والجديدة واهمال طابع الاستمرارية والقواسم المشتركة. لكن في كل الأحوال، استمر جميع الجغرافيين السياسيين بغض النظر عن مجال تخصصهم في التركيز على التنظيم السياسي للمجال.

في السنوات الأخيرة عاد الاهتمام بالجغرافيا السياسية على المستوى العالمي، نظرا لأن موضوعها يعالج المكونات الجغرافية سواء الطبيعية منها أو البشرية أو الاقتصادية أو الموارد الطبيعية وعلاقتها بقوة الدولة ووزنها واستقرارها ورسم سياساتها الداخلية والإقليمية والدولية.

لذلك لا غرابة ان نشرت مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية مقالا بعنوان عودة الجغرافيا السياسية.

وفي عام 1990 أعلن الرئيس بوش الأب عن مشروع النظام الدولي الجديد أو بالأحرى أمركة النظام الدولي بعد تفكك البلدان الاشتراكية وانتهاء الحرب الباردة. وقد تعثر تنفيذ هذا المشروع بسبب مقاومته من أطراف دولية عدة لأنه لا يراعي مصالحها وتجاهله لخصائص الجغرافيا السياسية لأقاليم العالم فهي ليست متماثلة. وفي المنطقة العربية عاد الاهتمام بالجغرافيا السياسية بعد الربيع العربي، وما تركه من تداعيات جيو- سياسية على المستولى المحلي والإقليمي والدولي. وقد خصصت مجلة السياسة الدولية المصرية المعروفة عام 2014 ملحقا بعنوان "عودة الجغرافيا السياسية"، تضمن خمس مقالات مهمة.

لعل هذه العودة تسهم في معالجة وتحليل المشكلات السياسية المعقدة التي تواجهها المنطقة العربية، واستشراف آفاقها خصوصا بعد الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان، والتصعيد الأخير في الحرب في سوريا، واحتمالات تغير موازين القوى في المنطقة.

*****************************************************

الصفحة الحادية عشر

من غرنيكا الاسبانية الى غزة الفلسطينية

(غرنيكا) جدارية بيكاسو الشهيرة التي انجزها بعد قصف قرية غرنيكا الاسبانية بطائرات حربية ألمانية نازية وايطالية فاشية لمساندة الفاشيين الاسبان بقصف القرية في 26 نيسان 1937 إبان الحرب الاهلية الاسبانية.

ويعاد المشهد نفسه في مدينة غزة الفلسطينية التي تم قصفها وتدميرها من قبل الكيان الصهيوني.

الجدارية ذاتها تعاد صورتها ليبقى الانسان والاوطان.

****************************************************

دراسات عليا.. ولكن!

د. نادية هناوي

من المتعارف عليه في أي قطاع من قطاعات الحياة وضمن أي سياق من سياقات العمل والوظيفة أن يؤدي تشخيص السلبيات إلى وضع الحلول والدفع باتجاه ايجاد معالجات مناسبة، تكون كفيلة بإزالة ما هو سلبي أو في الأقل تحد من انتشاره ضمن الوسط المعني به ذلك القطاع أو السياق.

وإذا حددنا هذا القطاع بالدراسات العليا، فإنّ عددا من الظواهر السلبية والقضايا الشائكة لحقتها وأصابتها في المقتل. وقسم منها سبق أن طرحناه في أكثر من حوار وندوة، وهي جزء من معايشتنا لواقع هذه الدراسات الذي يزداد ترديا يوما بعد يوم. والمؤلم حقاً أن ذلك كله كان يمر من دون أية حلول ذات جدوى، بل بالعكس نلمس مزيدا من السلبيات تترى ومعها تتعاظم الاشكاليات ويزداد القفز على السياقات الجامعية. وهذا كله مما يعيق مسيرة الدراسات العليا ويتجه بها نحو طريق مسدود، يكون واجبا معه حصر نطاقها إن لم نقل تجميدها. وتتوزع هذه السلبيات والمعوقات بين مستويات عدة، منها ما يتعلق بالموضوعات ومنها ما يتصل بالإشراف والمناقشات والتدريس. فأما الموضوعات، فإن مما صار معتادا وطبيعيا في غالبية الأقسام اختيار ما هو مطروق على وفق كليشيات معروفة، صارت من كثرة التكرار والاجترار ممجوجة. وليس غريبا إذا قلنا إن لجان السمنارات هي التي تفضل مثل هذه الكليشات لأن الاتفاق لا يتحقق إلا عليها. وبهذا الشكل يتم تسجيل موضوعات الماجستير او الدكتوراه من دون أي وازع بالتجديد. ومن يقم بعملية احصاء بسيطة لعنوانات الرسائل والاطروحات الجامعية المنجزة خلال عام واحد في قسم أو تخصص معين، فسيجد أن التشابه والتقارب بين كليشات اطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير كبير وواضح. ومن هنا نفهم لم لا ينتج عن هذا الكم الكبير من الدراسات العليا أية نوعية تذكر إلا ما ندر.

وعادة ما يُلقى بالسبب على الطلاب بحجة أنهم هم الذين يبحثون عما هو مطروق وسبق السير فيه، غير أن ثمة سببا آخر أكثر فداحة هو عجز أساتذة الدراسات العليا عن تطوير قابليات طلبتهم والدفع بهم باتجاه دراسة موضوعات جديدة يستحثونهم على أن يغامروا في دراستها كي يأتوا بشيء نوعي وله قيمة معرفية.

والواجب في معالجة هذه السلبيات هو العمل بالمادة التاسعة من تعليمات الدراسات العليا وملخصها أن الطالب يقدم خطة الموضوع الذي يرغب بدراسته إلى لجنة من ثلاثة أساتذة، وتناقش اللجنة الخطة مع المشرف ثم يسجل الموضوع ويصادق عليه مجلس الكلية. وبذلك نتخلص من تبعات لجان السمنارات التي عادة ما تعتمد مبدأ التصويت بالأغلبية في اقرار الموضوعات حتى وإن كانت هذه الأغلبية غير متخصصة في ما تبت فيه.

والحال نفسه على مستوى الإشراف إذ عادة ما تجد أساتذة لهم يد طولى في القسم أو لهم أساليبهم التي تجعل سقف إشرافهم على طلبة الماجستير او الدكتوراه متجاوزا الحد على خلاف ضوابط الاشراف والتعليمات المعمول بها في الدراسات العليا. أما مسالة الكفاءة العلمية والمجهود الفكري في نشر الأبحاث والمشاركة في المؤتمرات، فآخر ما يُحسب له الحساب عند توزيع حصص الإشراف على الأساتذة.

أما لجان المناقشات فإن تشكيلها يتم بالاتفاق مع المشرف على أساس أن مرضاته مقدمة على أي شيء آخر. وهو أمر غريب حقا لأن المعتاد ألا يكون للمشرف أي تدخل في تشكيل لجنة المناقشة، بل من العيب عليه أن يعترض على أي عضو اختير لمناقشة طالبه. وثمة ضوابط أخرى ينبغي أن تراعى عند اختيار أعضاء لجنة المناقشة لا كما يحصل حاليا وهو أن يدعى أحدهم ألى المناقشة كي يقوم هو بدوره بدعوة من دعاه بالمثل.. ناهيك عن مسائل أخرى تأتي في سياق الاتفاقات في الكواليس على الدرجة وطبيعة المدة وتصحيح الرسالة أو الاطروحة والحصول على تواقيع الأعضاء وما إلى ذلك مما هو معروف ومعتاد، وغيره مستحدث وفي طريقه إلى أن يترسخ ويصير معتادا أيضا فضلا عما يتعلق بمساومات ما قبل المناقشة وما بعدها، وبعض منها يُثقل كاهل الطالب بمجموعة أمور لا علاقة لها بالجانب المعرفي والعلمي.

ولا يختلف الحال على مستوى تدريس طلبة الدراسات العليا، فالطلبة بالعموم يأتون وفي ظنهم أن لكل أستاذ( ملزمة) عليهم أن يعتمدوا عليها، ومن خلالها يجتازون السنة التحضيرية. ومن ثم لا عليا تنطبق عليهم ولا على أساتذتهم، إنما هي دراسات أولية في المبتدأ والمنتهى.

ومن المؤسف أن تشخيص هذه السلبيات - وغيرها كثير مما لا يسع المقام لذكره - لا يسفر عن معالجات وما من جديد يأتي بأي أكل لا في الأوان العاجل ولا في الغد الآجل. أي بلا حلول تتضمن عقوبات بحق من يصر على ممارسة هذه السلبيات. وإنما الواجب السكوت وتقبل الأمر الواقع حتى كأن الحديث في مثل هذه المسائل السلبية لا يعدو أن يكون حوار طرشان إن لم نقل إنه هواء في شبك.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الاصرار على المكاشفة وفضح المستور يحدونا إلى المضي في هذا المجال والكتابة فيه، أملا في أن تكون ثمة حلول مستقبلية تصحح الأخطاء وتقوم المعوج. وكما يقال فإن كثرة الطرق على الحديد قد تفل أواصره. وبهذا قد تتلاشى بعض هذه الظواهر. أما تركها كي تزول من تلقاء نفسها، فذلك وهم كبير، إنما هو الحزم والجد في القضاء عليها من خلال مجموعة من القرارات الجريئة والفعالة. هذا إن نحن أردنا فعلا انقاذ ما تبقى مما نسميه دراسات ( عليا).

************************************************

عن لجان مناقشة الرسائل الجامعية

ثامر عباس

ان القارئ لمقال الأستاذ عبد العظيم السلطاني، لا يملك إلاّ أن يشاطره الآراء والتصورات التي أثارها، لاسيما وأنه – كما قال – على اطلاع كاف ودراية وافية بكل ما شاب الموضوع من سلبيات علمية وانتكاسات أدبية، ما كان ينبغي لها أن تشيع في مثل هذا الوسط العلمي/ المعرفي. ولعل ما أعطى لمقال الأستاذ (السلطاني) أهمية خاصة، ليس فقط كونه يتناول قضية خطيرة باتت تشغل بال الأوساط الثقافية والعلمية والأكاديمية، دون أن يصار الى وضع الحلول والمعالجات المناسبة لها فحسب، وإنما لكون المقال كتب بيراع أستاذ (جامعي) ينتمي لذات الوسط الأكاديمي الذي يعيب عليه أخطاؤه وهفواته وانحرافاته! ليس هناك ما يعيب صاحب الأطروحة الأكاديمية (الطالب) أن تتضمن رسالته بعض الأخطاء والهفوات والهنات، التي هي حاصل تحصيل (قصور المعرفة) لدى كل إنسان هو في طور التعليم، طالما كان ما يقدمه بين دفتي الأطروحة هو من نتاج جهده الخاص واجتهاده الذاتي. ولا تثريب على (الأستاذ) في عضوية لجان مناقشة الأطاريح من الإشارة الى أخطاء الطلبة المتقدمين لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه، مثلما لا ضير من تقديم النصائح والإرشادات التي تستهدف تصويب الأخطاء وتقويم الخلل فيما ذهبوا إليه، سواء ما يتعلق بالمعلومات أو الأفكار أو التصورات ذات الصلة، فتلك هي من واجبات (الأساتذة) تجاه (الطلبة) لاسيما ضمن المستوى التعليمي الجامعي. هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار ضرورة تضمين تلك الإضافات (العلمية والمعرفية) التي يدلي بها (الأستاذ) على هامش الأطروحة، الى متن رسالة (الطالب) باعتبار كونها مصدر من مصادر البحث أو الدراسة قيد المناقشة، وذلك لضمان حق الأستاذ المناقش في أرشفة رصيده العلمي والمعرفي لاستخدامه عند إجراءات الترقية، وهو ما استحسن حصوله السلطاني في مقاله. وفي إطار خشية الأستاذ (السلطاني) من تأثيرات الوسط الاجتماعي وما ينطوي عليه من قيم وأعراف وتقاليد قبلية وطائفية، قد تسيء الى هيبة المؤسسات الأكاديمية/ الجامعية من جانب، وتقلل من جانب ثان، من رصانة المحتوى العلمي والمعرفي للأطاريح قيد المناقشة. لاسيما بالاعتماد على ما أسماه بثقافة (الخطية) و(الفزعة) الشائعة التعاطي بين الكيانات والجماعات العراقية، سواء على مستوى العلاقات الاجتماعية أو التواضعات العرفية. حيث سبق الأستاذ (السلطاني) العديد من الكتاب والباحثين والأكاديميين في الإفاضة بتبعات تلك التأثيرات السلبية، ليس فقط على سمعة الجامعات والأساتذة المنسوبين إليها، فضلا"عن المستوى العلمي والقيمة المعرفية لأطاريح الطلبة فحسب، بل وكذلك الى مصير العملية التعليمية والتربوية بمختلف مراحلها ومستوياته. والحقيقة ان الأستاذ (السلطاني) يتواضع جدا"حين يوصم ما يجري داخل قاعات المناقشة بين (طالب) الدراسات العليا، وبين (اللجنة) المسؤولة عن منح هذه الدرجة العلمية بثقافة (الخطية) و(الفزعة)، اللتان تندرجان ضمن مصفوفة القيم والأعراف (القبلية – العشائرية) السائدة في المجتمع العراقي حاليا"، حيث أن هناك الكثير من العيوب والمثالب مما لم يقله أو يتطرق إليه. والغريب في الأمر حقا"ان الذي أثار حفيظة الأستاذ (السلطاني) قضية جانبية تكاد تكون (ثانوية) أو (هامشية)، ضمن مسار (التراجع) العلمي و(الانحطاط) المعرفي المستشري في جامعاتنا العراقية بصورة تثير الفزع، في حين تجنب الإشارة الى قضية هي أسّ المصائب والنوائب في المجال، ألا وهي (البازار الأكاديمي) الذي أضحى سوقه رائجا"ويدر الملايين من الدنانير على تجاره ورواده، حيث (تباع) و(تشترى) الأطروحات الجامعية مثلما تباع وتشترى البضائع والسلع من الأسواق التجارية، وان قيمة هذه البضاعة/ السلعة تتحدد بنوع تخصصها (العلمي) و(الإنساني). وهنا يغدو الحديث عن دور المسائل (القانونية) و(الأخلاقية) ضربا"من سفسطة خطابية لا معنى لها. وأخيرا"فان دعوة الأستاذ (السلطاني) الى (إزاحة) القيم والأعراف والتقاليد ذات المنزع العصبوي عن (حرمة) هذا المجال، وعدم زجه في أتون التأثيرات (العاطفية) والمساومات (السياسية) والتوافقات (المصلحية)، هي دعوى أقرب الى اليوتوبيا منها الى الواقع. إذ كيف يتسنى لمؤسسة، هي جزء من منظومة اجتماعية وسياسية عامة نخر بنيتها الفساد وعمّت أرجائها الفوضى، ان تتغلب على أمراض وعوارض دولة كسيحة الإرادة ومستباحة القدرة فقدت زمام أمورها وأضحت أسم على غير مسمى، حيث تقاسمت مؤسساتها العصبيات القبلية والأصوليات الطائفية.

************************************************

نحو تقييم الإجابات العلمية

أ. م. بهاء محمود علوان

جرت العادة في مناقشة رسائل الماجستير، أو أطروحات الدكتوراه بنمطية أصبحت أقرب إلى العرف السائد، أو التقليد المُتبع والتي قد تتطابق أو تتجافى مع منهجية البحث العلمي، وهنا وددتُ أن أطرح بعض التساؤلات المتعلقة في صلب المسار العلمي، والنهج الأكاديمي وآلية تطوير خطط وأساليب البحث. في البدء يجب التسليم بأن ما تتم كتابتهُ سواء كان بحثاً لأغراض التخرج بالنسبة لطلبة المرحلة الرابعة (بحوث التخرج)، ام بحثاً لأغراض الترقية العلمية، أو رسالة ماجستير، وصولاً لأطروحات الدكتوراه فأن ما يتمُ إنجازهُ هو عمل علمي يخص الباحثُ حصراً، يعبرُ فيهِ الباحثُ ومن خلالهِ عن نهجه العلمي، وطرق البحث المستخدمة، وحداثة المصادر المستخدمة، وصولاً إلى الاستنتاجات التي تعدُ أهم أجزاء الكتابة. عندها سوف يكون ذلك العمل العلمي سواء كان بحثاً نظرياً، أو تطبيقياً، أو ابتكارا علمياً (وهذا يكون حصراً في الدراسات الأكاديمية العلمية كالطب والهندسةِ وعلوم الحاسوب وغيرها) أي العلوم الصرفة، سيكون ذلك العمل مسجلاً باسم الباحث حصراً. والسؤال هنا يكمن في الدور الكبير والاستثنائي الذي يلعبهُ المشرفِ على تلك البحوث أو الرسائل أو الأطروحات، حين يكون المشرفُ مشرفاً ينتهج المسار العلمي والأكاديمي الصرف، وحين تكون آراؤه وأفكاره، بل حتى بعض استنتاجاته ماثلةٌ في البحث العلمي، بل تشكل المسار البائن في ذلك البحث، وهنا حين لا يتم الإشارة إلى ذلك الرأي أو الأفكار التي يطرحها المشرف أو التنويه عنها بهامشٍ يدرجُ فيهِ بأن تلك الفكرة، أو الإشارة، أو الاستنتاج هو من أفكار المشرف وليس من أفكار الباحث، عملاً بالأمانة العلمية ورصانة البحث العلمي، فأنه قد يُعدُ خللاً في ذلك البحث. كما لا يجب أن ينسب للباحثُ استنتاجا أو رأياً في بحثهِ وهو لا يملك ذلك الرأي، أو لم يتوصل لذلك الاستنتاج. بل من الجائز والشائع أن يختار الأستاذ المشرف عنوان الأطروحة أو الرسالة أيضاً، وهذا يعني بدءاً أن ذلك البحث سيسيرُ وفق نظرة الأستاذ المشرف ومنهجيتهِ العلمية التي ترسخت من خلال تراكم الخبرة، وتنوع وتعمق الأفكار فضلاً عن الخبرة التدريسية الطويلة، وليس وفق أفكار الطالب ذاته. ولو سلطنا الضوء على موضوع لجان المناقشة فأنه من البديهي أن يقوم الأساتذة المكلفون بمناقشة الباحث وإبراز نقاط القوة أو الضعف، ومن الممكن الأخطاء أن وجدت، ومحاولة تعجيلها أو تقويمها وفق النظرة العلمية والنهج الاكاديمي، بعدما يقومون بقراءة العمل ومراجعتهِ والتحضير التام ليوم المناقشة، ومحاولة فهم وإدراك الأسس العلمية التي بُنيت عليها الرسالة أو الأطروحة، وليس على أساس اصطياد الأخطاء لغرض إبراز خبرة الأستاذ المناقش وعمليته. والسؤال المهم في هذا المنحى هو: هل سيكتفي الأساتذة المناقشون بنقاش الباحث دون تصحيح، أو تعديل، أو إضافة؟ والمنطقُ يحكم أن يقوموا بما أسلفنا حتى يأخذ المسار العلمي مجراه، ويتضمن البحث نقاط وإضاءات مفيدة للباحثِ وللمجتمع، وقد تسهم في إنضاج الأفكار وتنوير الباحثين الذين يأتون بعده، كما يمكن أن تكون دليلاً علمياً مبتكراً يصبُ في ترسيخ مبادئ علمية ومنهجية جديدة. والفرق هنا بين المناقشة (كونها بمثابة الامتحان)، وبين الامتحان الفعلي في قاعات الامتحان. ففي الحالة الثانية في الامتحانات الأكاديمية في قاعات الامتحانات، لا يناقش الطالب عن صحة أو عدم صحة الاجابة، بل يتم تقييم الاجابة ليأخذ الطالب استحقاقه عن أجابته، أما في الحالة الأولى فالأمر مختلف تماماً إذا ينبغي هنا كونها هي (جلسة مناقشة)، أن يتم مناقشة الطالب أو الباحث عن بحثهِ، وتحليل وتبيان الغث من السمين، والصواب والخطأ فيما تم كتابته، وأن كانت جلسة المناقشة امتحانا، فهي امتحان بآليات مختلفة، وأسلوبٍ خاص، ومنهجية لا نمطية. وهنا أجدُ من الضروري أن يُطلبُ من الباحثِ أن يشير إلى كل ما تم اقتباسه من الأساتذة المناقشين، ولا يكتفي بالتعديل على عملهِ بكل ما تم من اقتباسات، أو إضافات أو تعديل. وهنا يجب أن تسن بعض الضوابط التي تشير إلى ذلك بوضوح، أو تلزم الباحث بذلك، عملاً بالأمانة العلمية والرصانة المنشودة وكذلك لإعطاء كل ذي حقٍ حقه. وقد يكون من واجب الباحث أن يبادر هو بالتنويهِ عن كلِ فكرةٍ أو معلومة من باب الأمانة العلمية، وأن يشير إلى مصدر تلك المعلومة أو الفكرة مهما كان حجمها، أو دورها التنويري من خلال ذكر المصدر والتنويه عنه. ويمكن أن نصل إلى تلك السبل من خلال ترسيخ نظريات البحث العلمي ومستجداته العلمية والوسائل الرصينة. لأن أسلوب كتابة البحث العلمي شأنها شأن سائر العلوم الأخرى تخضع للتطوير المستمر. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال تدريس مادة البحث العلمي بنظريات البحث الحديثة وعلى ايدي أساتذة متخصصين، بل ومطلعين على طرق البحث العلمي العالمي ونظرياته، بل ومن الممكن أن يتم زجهم في دورات تخصصية في جامعات رصينة لها سبقها في هذا المجال، كي تترسخ أهمية البحث لدى الطلبة، ويتم تعريفهم على النظريات الحديثة والمستوى المتطور في كتابة البحوث، ومن ثَم سيعرفون أهمية الأمانة العلمية والرصانة البحثية ودقة نقل المعلومة، وأهمية الاقتباس ودلالاته العلمية والبحثية، قبل وصولهم لمراحل كتابة البحوث.

****************************************************

الدرس الاكاديمي ومسؤوليات التخصص العلمي

علي حسن الفواز

ما أثاره الدكتور عبد العظيم السلطاني في مقالته "لجان مناقشة الرسائل الجامعية ليست لجان اغاثة" المنشورة في جريدة طريق الشعب في عددها المرقم (67) والصادر في 14 ك2/ 2025 .. تكشف عن اشكاليات معقدة في واقعنا الجامعي، وعن تشوهات علمية داخل الفضاء الاكاديمي، تستدعي النقد والمراجعة، مثلما تخص تطوير تقاليد الدرس العلمي، على مستوى المناقشة والتقويم، وعلى كل ما يجعل الدراسات العليا تحظى بالتقدير العلمي..

حظوة التخصص هي امتياز معرفي، لكن الوصول اليها ليس صعودا سهلا على السُلّم، والاكتفاء بالفرص المتاحة داخل الزمن الدراسي، بقدر ما تعني الاقرار بمسؤولية ذلك، من خلال تأطير الدرس العلمي والبحث الاكاديمي في الدراسات العليا، عبر اجراءات تجعل منه مجالا لاكتساب الاهلية، ولممارسة فعل التخصص من خلال انضاح مسارات اختيار الرسائل والاطاريح التي تتم مناقشتها والبتّ بها، إذ تتطلب هذه الممارسة وجود بيئة علمية مناسبة، وتخصصات فاعلة تملك القدرة والأهلية على مناقشة مشاريع التخصص المقبلة، من خلال العمل على تأمين سلسلة من الاجراءات التي تبدأ من الهيكل المؤسسي للدراسات العليا، المسؤول عن اختيار العناوين ومناقشة لجان الاقرار والتسجيل والاشراف، وصولا الى لجان اختيار المناقشين عل وفق مواصفات علمية دقيقة، بعيدا عن الحسابات والحساسيات، وحتى عن العلاقات وسياسة "سد الفراغ" والتي ستؤثر بشكل أو بآخر على قياس وجدوى الأهلية والجدية والحرص والكفاءة.

قد يكون ما طرحه السلطاني محددا ب" لجان المناقشة" لكني أجد أن المشكلة اعمق من ذلك، والتي تخص توصيف هذه المشكلة التي كثر الحديث عنها، وعن طبيعة الاستعدادات العلمية التي لها علاقة بالبناء المؤسسي، وبمسؤولية تأهيل اجيال جديدة من الاكاديميين الذين يمكن أن يقودوا التعليم الجامعي الى آفاق جديدة، لكن حقيقية وناجعة.

صحيح أن لجان المناقشة هي المسؤولة عن التقويم، وعن اعطاء الاهلية، لكن الاختيار الدقيق والعلمي، ولتاريخ الاستاذ المُناقِش في هذه اللجان هي المشكلة التي تُغيّب عن مسؤولي الدراسات العليا، وبالشكل الذي يجعلها وكـأنها طقس عابر، يفتقد الى العلمية والى فاعلية المراجعة والمناقشة، والتي كثيرا ما يختل فيها التوازن بين مؤهلات بعض" الاساتذة" المعنيين بمشروع المناقشة، وبتكامل الحرص على تقويم المكتوب في الرسائل والاطارح، دون التدخل المباشر بها، وتقديم مناقشات استعراضية، يكون فيها التجاوز على " اجتهاد الطالب الباحث" وتخطئة بعض افكاره، ودعوته الى اعادة صياغة بحثه، في الوقت الذي ينبغي للباحث أن يتحمل مسؤولية رسالته أو اطروحته، لكي تطبع وتكون موضع قراءات عمومية تحضر فيها شخصيتهم العلمية والاكاديمية، وليست شخصيات المناقشين. واحسب أن هذا الأمر يخص فاعلية "المشرفين" ومدى حرصهم على الباحثين، وعملهم على ان تكون لهم شخصية علمية في اجراءات البحث، وأن يتحملوا مسؤولياتهم في التوجيه، وفي تزويد الخبرة، وليس في التدخل المباشر، وحتى حضورهم في المناقشات ينبغي أن يكون دفاعا عن حق الباحث في الكتابة، وفي اثارة الاسئلة، وصولا الى التدريب على الاجتهاد في كتابة الأطروحة، وعلى نحوٍ يجعله يتحمل مسؤوليته في هذا المجال..

تحويل مجال المنافشة الى "مجال امتحاني" يعكس خللا في توصيف فضاء المناقشة، فالمفروض أن الباحث ومشرفه قد وضعا خطة بحث كاملة، مع فصول ومباحث ومراجع مؤهلة للدخول في سياق التنفيذ، وأن مناقشة اللجان تتم على ضوء ما مكتوب، وعلى مدى القناعة العلمية به، وبالتالي رفضه أو قبوله، دون اخضاعه الى الترميم، وبهذا فإن الباحث سيفقد اهليته في التأليف، ويفقد البحث خصوصيته في حقوق الملكية الفكرية، واحسب أن تحويل المناقشة الى استعراض شفاهي يعطي انطباعا بالمجانية، ومن حق الاستاذ المناقش في اضافة افكاره ضمن مرجعيات الرسالة او الاطروحة، وأن تكون الملاحظات مكتوبة حتى تكتسب جديتها، مع اعطاء الباحث الحق في الدفاع عن افكاره، ومدى ملائمة افكار المناقشة مع سياقات بحثه..

إن تقويم مشاريع المناقشة من اكثر التحديات التي تواجه تشييد مشروع التخصصات العلمية ومدّها بدماء جديدة، وهذا ما يستدعي تخطيطا علميا صارما، يؤكد مسؤولية المؤسسة عن تاريخها العلمي، وعن رصانة درسها وتخصصاتها، وعن اختيار العناوين التي تسهم في تجديد الافكار واغنائها بالرسائل والاطاريح المناسبة، وعلى وفق تقاليد صارمة تحدّ من العشوائية، ومن السهولة في قبول هذا العنوان أو ذاك، فضلا عن تدريب الباحثين الجدد على اليات متطورة للبحث العلمي، وبالاتجاه الذي يجعلهم اكثر شجاعة في مواجهة تحديات المستقبل وتحولاته، وفي تحمل مسؤولياتهم عن الافكار والمشاريع التي يتبنونها من خلال كتابة اطاريحهم بشكل خاص..

********************************************************

الصفحة الثانية عشر

في اتحاد الأدباء العراقيين.. عن مسرحية "في انتظار غودو"

متابعة – طريق الشعب

ضيّف نادي الترجمة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأربعاء الماضي، المترجم د. علي السعيدي، ليتحدث في جلسة ثقافية عنوانها "القلق والاغتراب الوجودي في مسرحية (في انتظار غودو) لصموئيل بيكيت".

الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين. وأدارها الأديب عباس عزيز علي، الذي قدم نبذة عن تاريخ المسرحية المذكورة وصولا إلى فوزها بجائزة نوبل للأدب.

بعد ذلك، قدم السعيدي قراءة تحليلية للمسرحية في ضوء نظرية "العلاج بالمعنى" للطبيب النمساوي فيكتور فرانكل.

وقال ان الحديث عن الكاتب الايرلندي بيكيت، ومسرحيته التي قطفت جائزة نوبل عام 1969، يحتاج إلى ساعات وصفحات، وربما مجلدات، مشيرا إلى ان المسرحية تنتمي إلى "مسرح العبث".

وتطرق السعيدي للجذور الثقافية والاجتماعية لتيار "مسرح العبث" ونظرته التشاؤمية تجاه الحياة، مبيناً أن بيكيت كان ميالاً للعزلة ومتصوفاً لدرجة كبيرة، وقمة أعماله تتمثل في مسرحيته "في انتظار غودو" المكونة من جزأين.

وتابع قوله أن من يقرأ هذه المسرحية سيجد الغرابة فيها متوهجة من أولى صفحاتها، عبر شخصية "غودو" المفتوحة على كل الاحتمالات، والمليئة بالرموز الغريبة.

ولفت السعيدي إلى أن "العبث اللغوي عند بيكيت أداة بارعة، عبر إثارته للاغتراب والتوجس والاضطراب والحيرة، وتجسيد ضياع الإنسان".

وشهدت الجلسة مداخلات قدمها عديد من الحاضرين، وألقوا فيها الضوء على نظرية "العلاج بالمعنى" لفرانكل، وكيف ان هذه النظرية تعالج الاضطرابات النفسية عبر الحب والسعي إلى إيجاد معنى للحياة.

******************************************************

يوميات

  • يضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة وتنسيقية التيار الديمقراطي في المحافظة، بعد غد الثلاثاء، الكاتبة إيثار محسن لتقدم محاضرة بعنوان "الوعي بين الفلسفة والعلم والروحانية".

تبدأ المحاضرة في الساعة الخامسة مساء على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة. 

*************************************************

عدد جديد من "سومر السينمائي"

صدر أخيرا العدد (19) كانون الثاني 2025، من مجلة "سومر السينمائي". وهي مجلة ورقية - الكترونية شهرية تعنى بفن السينما، وتصدر عن "مهرجان سومر" السينمائي الدولي.

تضم المجلة كتابات ودراسات نقدية وتقارير حول السينما، عربيا وعالميا، تُغطي 98 صفحة ملونة.

رابط تحميل النسخة الالكترونية منشور على صفحة المهرجان في فيسبوك: sumer film magazine

جدير بالذكر، أن الدورة الأولى لمهرجان سومرالسينمائي الدولي، أقيمت في تشرين الثاني 2022 في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بمشاركة أفلام من 14 دولة.  

*******************************************************

ماذا لو طبّقها العراق؟! تجربة صينية رائدة لتعزيز الموارد المائية

متابعة – طريق الشعب

أجرت الصين أخيرا تجربة رائدة في مجال التحكم في تساقط الثلوج باستخدام طائرة بدون طيار، وذلك في إطار جهودها لتعزيز إدارة الموارد المائية.

وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها، وتهدف إلى تحفيز تساقط الثلوج في المناطق الجبلية لتعزيز موارد المياه السطحية والجوفية. إذ إن الثلوج التي تتساقط في هذه المناطق تذوب لاحقا وتغذي الأنهار والمياه الجوفية، ما يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي ودعم الزراعة والتنمية الاقتصادية.

وتقع منطقة الاختبار في جبال كونلون غربي الصين، على ارتفاع 3500 متر. حيث يجعل انخفاض نسبة الأكسجين في الجو عملية رش المحفزات صعبة. ولحل هذه المشكلة، تم تجهيز طائرة مسيرة بقنابل دخانية مزودة بفتائل طويلة جدا تم إشعالها على ارتفاع 4200 متر. كما تم تزويد الطائرة بأجهزة استشعار لتحديد المواقع بدقة عالية.

ومعلوم ان عمليات التحكم في تساقط الأمطار والثلوج تساهم في تجديد موارد المياه السطحية والجوفية. ويمكن تطبيق تلك التجارب في مناطق مناخية أخرى، بما في ذلك المناطق الصحراوية، لمنع العواصف الترابية.

ويمكن أن تساهم هذه التقنيات في مواجهة التحديات المناخية، مثل الجفاف ونقص المياه، خاصة في المناطق التي تعاني ندرة الموارد المائية، كالعراق على سبيل المثال، الذي يتعاظم فيه شح الماء والحاجة إلى مصادر مائية جديدة.  

*******************************************************

عبد العزيز الدهر ولوحاته المائية في "جيكور"

البصرة – طريق الشعب

احتضنت "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الثلاثاء الماضي، جلسة نظمها "ملتقى جيكور" الثقافي، وضيّف فيها المهندس والفنان عبد العزيز الدهر، الذي عرض عددا من لوحاته المائية، وتحدث عن تجربته الفنية.

حضر الجلسة جمع من المثقفين والمهتمين في الفن التشكيلي. وأدارها الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، مستهلا إياها بتقديم نبذة عن سيرة الفنان الضيف، فضلا عن معرضه الأخير الذي أقيم في "غاليري حامد سعيد" في البصرة، والذي نقل أعماله إلى "قاعة الشهيد هندال" لعرضها أمام الجمهور.

وبعد أن اطلع الحاضرون على لوحاته التي يُجسد فيها الطبيعة، تحدث الدهر عن اشتغالاته في الرسم بالألوان المائية بطريقة الرش.

وشهدت الجلسة مداخلات عن تجربة الضيف، وحوارات معه شارك فيها عدد من الحاضرين، بضمنهم الناقد التشكيلي خالد خضير، الشاعر مشرق المظفر، د. محمد حميد، المترجم جاسم محمد حسن، الاستاذ جاسم العزاوي، الكاتب زكي الديراوي، والناقدة ايثار محسن.

وفي الختام، قدم مدير "دار الأدب البصري" الكاتب زكي الديراوي، هديتين إلى الفنان الدهر والشاعر جلال عباس. وهدية أخرى قدمها "ملتقى جيكور" للفنان.

جدير بالذكر أن الفنان الدهر أهدى إحدى لوحاته للملتقى. كما وزع على الحاضرين نسخا ورقية من لوحاته، مذيلة بتوقيعه.

******************************************************

في النجف.. "الإعلام الحر أوكسجين الديمقراطية"

النجف - احمد عباس

ضيّفت تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف، أول أمس الجمعة في مقرها، الإعلامي محمد مطوك، الذي قدم محاضرة بعنوان "الاعلام الحر أوكسجين الديمقراطية"، حضرها جمع من المهتمين في الشأن الإعلامي.

وتحدث مطوك عن مهمة الاعلام الحر في العراق، وصعوبتها في ظل غياب حماية حق التعبير الذي كفلته المادة 38 من الدستور، وعدم تشريع قانون حرية الحصول على المعلومة.

وأشار إلى ان الاعلام الحر يتحمل مسؤولية وطنية ترتبط بشرف المهنة والحفاظ على مصداقية الكلمة، وتعريف المتلقي بحقوقه وواجباته بصورة صحيحة، مبينا أن الاعلام الحر لعب دورا كبيرا في التصدي للإرهاب والطائفية، وفي الكشف عن الفساد والمفسدين، وأنه يشكل سلطة رابعة حقيقية تتُابع عمل السلطات.

ولفت مطوك إلى انه عندما يكون الاعلام مقيدا سيبدو استعراضيا يقدم مكونات سطحية ومظاهر زائفة، بدلا من القيم الثقافية والفكرية.

وعلى هامش المحاضرة طرح عدد من الحاضرين أسئلة حول قضايا إعلامية، أجاب عنها المحاضر بإسهاب.

***************************************************

في البصرة جمعية التشكيليين تفتتح معرض "الإنسان والواقع"

متابعة – طريق الشعب

افتتحت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في البصرة، أول أمس الجمعة على قاعتها، معرضها السنوي الموسوم "الإنسان والواقع" بدورته الخامسة.

ضم المعرض الذي شهد حضورا فنيا وثقافيا وشعبيا، 55 عملا في الرسم والنحت والخزف، شارك بها فنانون من أجيال ومدارس فنية مختلفة، وعبروا فيها عن العلاقة بين الإنسان والواقع المعاصر، مع معالجة قضايا اجتماعية وثقافية بأساليب إبداعية.

في حديث صحفي، قال رئيس الجمعية حسين النجار، أن معرض "الإنسان والواقع" أحد المعارض السنوية التي تقيمها جمعيتهم، وهو خاص بفناني المحافظة، مشيرا إلى ان المعرض يتميز بتنوع أعماله، وأساليبها الفنية، فضلا عن وحدة موضوعات الأعمال، من حيث اقترابها من الواقع وتمثيلها بيئات البصرة.

وأعرب العديد من الفنانين المشاركين عن سعادتهم بالفرصة التي أتاحها لهم المعرض، لعرض تجاربهم الفنية أمام الجمهور.

*****************************************************

جمعية الخطاطين تقيم "مهرجان الخط العربي" التاسع

متابعة – طريق الشعب

تزامنا مع ذكرى تأسيسها الخمسين، أقامت جمعية الخطاطين العراقيين، الجمعة الماضية في مبنى القشلة بشارع المتنبي، "مهرجان دار السلام" التاسع للخط العربي والزخرفة الإسلامية، بحضور رسمي وثقافي وفني وشعبي.

وتضمن المهرجان معرضا فنيا بعنوان "بين حرفين"، شارك فيه خطاطون رواد وشباب، وعرضوا فيه لوحات تمزج بين الخط العربي التقليدي والتقنيات الحديثة في الخط، وتعكس ابتكارات إبداعية في هذا المجال الفني.     

وحضر المهرجان الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة قاسم السوداني، الذي كرّم عددا من الخطاطين المعروفين، وعائلات خطاطين رواد راحلين.

****************************************

قف.. غزة

 عبد المنعم الأعسم

اليوم، الأحد، موعدكِ المتأخر مع توقف حرب الابادة عند الرقم 47 ألف قتيل من ابنائكِ، نصفهم أطفال ونساء، إذ تأخر العالم عن انقاذك 15 شهرا منشغلا بآخر أخبار العملة وتجارة السلاح وسوق الرئاسات الفاجرة. لقد صمدتِ عند نقطة التماس مع جنون الموت. كان صديقي الصحفي "هاني حبيب"  الذي أقام وتوفى في غزة قبل الحرب قد كتب لي مرة أنه لن يغادر غزة حتى الموت "وقل حتى إلى دعوة للاستراحة في بوخارست، المدينة التي جمعتنا، وفرقتنا، سنوات" والآن، أعرف ما ذا تعني كلمات الموت والقبر بالنسبة للفلسطيني، معرفتي بدلالة الوصية التي تركها صاحب "المتشائل" إميل حبيبي بالقول: "اكتبوا على رخامة قبري: أنا باقٍ في حيفا" أما صديقي الفلسطيني الأقرب، الكاتب أحمد سيف، فقد خفف عليّ وجع غزة بالإشارة إلى وجع العراق: "قلت لك مرة، إن العراقيين يتحملون القصف والهوان كثيرا" لكن الغزاوزة، يا أحمد، اختصروا محن المدن المسبية في التاريخ، منذ تدمير مقاطعة "ميلوس" من قبل أثينا قبل 7 الاف سنة، فخسرت قطعان نتنياهو المتوحشة فرصة القضاء عليهم، او إجلائهم، في نزهة أيام.

والحال، لم يرتكب الفلسطينيون من خطيئة سوى تسمية مواسم موتهم بمشتقات عن الوجود، والزرع، كل مرة، في الحقول الوعرة، حتى آخر فصول الحصاد المستحيلة.. الفصل الأكثر رعبا في حياتهم وحياتنا، إذ نحتفظ به كأنطولوجيا بعيدا عن الرقابة، كي لا تدنسه أنظمة العرب وعربدة ترامب، وتهديداته.