الصفحة الاولى
على طريق الشعب: في مناسبة الأول من أيار: لا بديل عن بناء اقتصاد متعدد قادر على توفير فرص عمل
احتفلت الطبقة العاملة وعموم الشغيلة والكادحين في بلادنا وبقية دول العالم بالأول من أيار هذا العام وهي في أوضاع متباينة، لكنها جميعا تعاني من اعباء الصعوبات الاقتصادية والمالية، ومن تداعيات وباء كورونا وحالات الاغلاق وفقدان فرص العمل، إضافة الى زحف رأسمالي متواصل لمصادرة ما حققته الشعوب وجماهير العمال وحلفائهم ومناصريهم من مكاسب وضمانات اجتماعية وصحية، ومن حقوق مجسّدة في قوانين يجري الالتفاف عليها.
وحل أول أيار في بلادنا وهي تعاني من أزمة اقتصادية ومالية تلقي بثقلها على حياة المواطنين، خاصة الفقراء والشغيلة وذوي الدخل المحدود.
وليست هذه الازمة وليدة اليوم، ولا مرتبطة بمجرد انخفاض أسعار النفط عالميا، وبالإجراءات المتخذة للوقاية من جائحة كورونا. وانما هي أزمة متراكمة مرتبطة بمنهج إدارة البلد وبغياب استراتيجية وطنية للتنمية، وبالتوجهات الليبرالية المفرطة في التخلي عن دور الدولة وتصفية ممتلكات وشركات القطاع العام بذريعة " عدم القدرة على المنافسة وتحقيق الربحية "، وبالإضعاف التدريجي للقطاعات المنتجة الوطنية، خاصة الصناعة والزراعة، وبالاستيراد العشوائي وعدم توفير الحماية للمنتج الوطني، وبتشجيع النزعات الاستهلاكية وإنفاق المليارات عليها، الى جانب تفشي الفساد وهدر الأموال العامة ،وفشل مئات المشاريع الاستثمارية او الاستحواذ على الأموال المخصصة لها بسبب كونها وهمية .
من جانب آخر ورغم الحديث عن دعم القطاع الخاص وتشجيعه، بقيت حصته متواضعة من الإنتاج الوطني، ما ضاعف من ضآلة فرص العمل، فيما ظل ملايين العاملين في القطاعات غير المنتظمة من دون حماية تشريعية ولا تأمين ضمانات اجتماعية، فيما أثّر سلبا على عملهم، خاصة الحرفيون منهم، ارتفاع أسعار المواد الخام وشحة او ندرة الطاقة الكهربائية وعدم تقديم القروض الميسرة لهم.
وأهملت الدولة قطاع السكن والتشييد، وما يمكن ان يوفر من فرص عمل ومن تحريك للعديد من النشاطات الاقتصادية المرتبطة به.
كما فشلت الحكومات المتعاقبة في توفير بيئة سياسية وأمنية وتشريعية مناسبة لانطلاق عملية استثمار حقيقي وجاد، سواء من جانب الرأسمال الوطني ام الخارجي، في مشاريع إنتاجية صناعية وزراعية وخدمية، يمكن ان تشكل ركائز للنهوض ولبناء اقتصاد متنوع ومتعدد المداخيل، وتوفير فرص للعمل.
وقد أدى هذا كله الى تعمق الطابع الريعي للاقتصاد العراقي ووحدانيته، فيما أسهم هذا بجانب سوء استخدام العائدات النفطية وتغييب هيبة الدولة وعجز مؤسساتها عن أداء واجباتها وتأمين الخدمات، وتغوّل المجاميع المسلحة المتمردة على الدولة، وسوء الإدارة والفساد المستشري، ادى الى تفاقم ظواهر الازمة الاقتصادية والمالية وتداعياتها، واشتداد التوترات الاجتماعية والفرز الطبقي، واتساع الهوة بين الأقلية الغنية والغالبية المسحوقة والمحرومة، وتردي حياة الاخيرة ومعيشتها.
وترك هذا تأثيره على العمال وعموم الكادحين، وشمل قطاعات واسعة من أبناء الشعب، وطال حتى الفئات الوسطى.
ان هذه الأوضاع تتطلب من الطبقة العاملة وحركتها النقابية المزيد من العمل وتوحيد المواقف والتنسيق الفاعل، والسعي الجاد الى وحدة الحركة النقابية على أسس الانحياز الى العمل والعمال، وتبني قضاياهم والدفاع عنها، ومواصلة الضغط لانتزاع الحقوق ومنها قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي الشامل، والتطبيق السليم لقانون العمل النافذ، وتأمين حرية العمل في المؤسسات الحكومية وغيرها.
وفي كل الأحوال نشدد على عدم إلقاء تبعات الأزمة المالية والاقتصادية على كاهل الفئات والشرائح الفقيرة والمعدمة وذات الدخل المحدود والكادحين عموما، وهم الذين تزداد الحاجة الى تقديم الدعم والإسناد لهم، وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية يضمن للمواطنين احتياجاتهم المعيشية الأساسية.
لقد حان الوقت لاعتماد سياسة اقتصادية ومالية بديلة لمشروع اقتصاد السوق المنفلتة والنهج الليبرالي، سياسة تأتي لمصلحة غالبية أبناء الشعب وليس لمصلحة الأقلية المتحكمة اليوم في كل شيء، والتي فشلت تماما في ادارة موارد البلد وفي إطلاق تنمية مستدامة.
المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: كفى صمتا إزاء الانتهاكات التركية
فيما يواصل الجيش التركي عملياته العسكرية في إقليم كردستان - العراق، وبنطاق اوسع من السابق، مستخدما الطيران الحربي والقوات الخاصة في عمليات تمشيط داخل الاراضي العراقية، يعلن وزير الداخلية التركي عن نية حكومته انشاء قاعدة في منطقة متينا بمحافظة دهوك «للسيطرة على الوضع» قرب حدود تركيا الجنوبيةً!! مؤكدا في الوقت نفسه ان العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني داخل اراضي العراق ستستمر الى امد مفتوح. ولم يأت على لسان الوزير التركي أيّ ذكر للحكومة العراقية وهو يعلن القرارات التي تنوي تركيا تنفيذها من طرف واحد، في استباحة كاملة للأراضي والسيادة العراقيتين. وفي المقابل لم يصدر عن الحكومة العراقية اي رد فعل رسمي على هذه التصريحات وازاء الخطط التركية لإقامة قاعدة عسكرية ثابتة جديدة داخل العراق، من دون مجرد التداول مع الحكومة العراقية ناهيك عن استحصال موافقتها!
ان الحكومة العراقية مطالبة بإعلان موقف واضح ازاء انتهاكات تركيا هذه، المستمرة والفاضحة للسيادة العراقية، وعدم احترامها ابسط القواعد الناظمة للعلاقات ما بين الدول، وباتخاذ اجراءات ملموسة لدرئها وقطع دابرها وحفظ سيادة العراق وحرمة اراضيه. كما ان القوى السياسية مدعوة الى تجاوز حالة السكوت العام السائدة ازاء هذا الاستهتار بالسيادة الوطنية واستمرار الاعمال العسكرية العدوانية التي تستهدف المناطق والقرى العراقية، ورفع صوتها تنديدا واستنكارا.
2021 - 5 – 1
علي صاحب: المتنفذون يتعمدون تعطيل الشركات العامة
بغداد عبد الله لطيف
ذكر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق علي صاحب، في تصريح ل”طريق الشعب”، ان “من المؤسف ان يجري الان الحديث بشكل علني عن امكانية بيع مؤسسات الدولة وشركاتها”. وقال صاحب، إن نتيجة هذه الخطوة ستكون معروفة مسبقا “حيث ستباع هذه الشركات بأسعار بخسة الى الفاسدين، بعد ان جرى تعطيلها بصورة متعمدة”. وأضاف صاحب، ان “على مدى الأعوام الماضية، ادت السياسة الاقتصادية والخيارات التي اعتمدت، إلى تعميق السمة الاحادية للاقتصاد العراقي، وازدياد اعتماده على العائد النفطي، الذي يمثل في المتوسط أكثر من 90 في المائة من ايرادات الموازنة، وانحسار القدرات والنشاطات الإنتاجية، وهو ما انعكس في تراجع مساهمة قطاعات الصناعة التحويلية والزراعة وأنشطة الخدمات الإنتاجية، التي لا تمثل مساهمتها مجتمعة أكثر من 10 في المائة”. وزاد الرفيق انه “بعد التغيير أطلقت سلطة الاحتلال عملية تحويل بنية الاقتصاد العراقي الذي يحتل فيه قطاع الدولة وشركاته الحكومية والمختلطة دورا مهماً، إلى) اقتصاد سوق (، بدأ بإزالة جميع القيود عن التجارة الخارجية، وفتح الأسواق العراقية أمام تدفق السلع الأجنبية دون عوائق”.
راصد الطريق
هكذا يجري تسييس الرعاية الاجتماعية!
اتخذ مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي قرارا بزيادة رواتب الرعاية الاجتماعية (٢٥ ألف دينار شهريا للفرد في كل الحالات)، وهو ما قلنا عنه انه زيادة ابعد من ان تكفي
لكن الجانب الأهم في الموضوع هو ما يقال عن ان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حصرت التقديم للحصول على هذه المنحة او الراتب عبر النواب، ولا آلية او قناة أخرى.
ولا نعرف الحكمة من هذا القرار غير المنطقي، فهو يكرس راتب الرعاية الاجتماعية لمجاميع معينة من المحسوبين والمنسوبين لهذا النائب المعني، ويجعلها تستغل للدعاية الانتخابية له، مثل قضية رش السبيس وتبليط الشوارع في هذه الأيام.
وشاء الذين اتخذوا هذا القرار ام ابوا، فانهم بذلك حولوا الامر من قضية إنسانية مستحقة الى قضية سياسية بامتياز.
السؤال المنطقي هنا: لماذا لا تفتح الوزارة أبوابها لاستقبال الطلبات؟ وان شاءت ان تخفف الزحام فيمكن ان تعدد المراكز، كذلك ان تفتح التقديم الكترونيا.
على وزارة العمل مراجعة القرار عاجلا، وانصاف جميع من يحتاجون الدعم والرعاية والتعامل معهم مباشرة.
********
الصفحة الثانية
المحكمة الاتحادية تصدر حكمها النهائي
بشأن عمل مجالس المحافظات
بغداد – طريق الشعب
اصدرت المحكمة الاتحادية العليا، أمس الاحد، حكما بعدم دستورية المادة ١٤/ اولا من قانون التعديل الثالث لقانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم.
وأفاد المركز الاعلامي لمجلس القضاء الاعلى في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه، بأن “المحكمة الاتحادية العليا اصدرت قرارا بالدعوى المرقمة ١١٨/ اتحادية / ٢٠١٩ في ٢٠٢١/٥/٢ والخاصة بمجالس المحافظات”.
واضاف البيان، أن “المحكمة قررت الحكم بعدم دستورية المادة ١٤/ اولا من قانون رقم ١٠ لسنة ٢٠١٨ (قانون التعديل الثالث لقانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم رقم ٢١ لسنة ٢٠٠٨) والمتعلقة باستمرار عمل مجالس المحافظات والاقضية”.
وبحسب متخصصين فأن قرار المحكمة يعني ان مجالس المحافظات لن تعود الى عملها الا بعد اجراء انتخابات جديدة لها، اما الغاؤها بشكل نهائي فيحتاج الى تعديل دستوري.
*************
اضاءة
منهج فاشل
يتوجب التخلي عنه
محمد عبد الرحمن
يجري الحديث بين آونة وأخرى عن أهمية وضرورة الحوار الوطني، وكونه الفرصة لاستعادة الدولة هيبتها وقدرتها على فرض القانون. وترتفع اصوات تقول ان العقد الاجتماعي الذي اعتُمد طيلة الـ ١٨ عاما الماضية لم يعد مناسبا، وان هناك حاجة الى آخر يراعي المستجدات، فيما يعلن سياسيون معنيون ان “ الشراكة بين الشيعة والكرد لم تعد قائمة “ .
ومن المؤكد ان الحوار الجاد المسؤول والهادف الى إيجاد مخارج من الازمة العامة المتشعبة التي يمر بها بلدنا، والتي تعصف بأمنه واستقراره وتفاقم أوضاع المواطنين ، افضل بما لا يقاس من حالة تقابل المواقع وتقاطعها، خاصة اذا امتُشق السلاح فيها وهو المتوفربكثافة وخارج السيطرة .
ولابد من الإشارة الى ان تساؤلات مشروعة تطرح في شأن العقد الذي يجري الحديث عنه، وهن كنهه وتفاصيله، وما اذا كان هناك حقا عقد اجتماعي معتمد، ومن الذي وقعه ومن هي الأطراف التي تبنته.
لكن المعروف هو ان هناك دستورا اعتمد في ٢٠٠٥. ورغم ان ما لهذا الدستور كثير وما عليه قليل، فقد حدث في أحيان كثيرة ان تم ركنه جانبا، او فُسرت مواده بنحو مصلحي من هذا الطرف او ذاك، كما سادت الانتقائية في تطبيقه والالتزام به. وصار شائعا ان المتنفذين يتذكرون الدستور حين يحتاجونه لدعم موقف معين يتخذونه او لتبرير إقدامهم على اجراء ما.
كذلك لجأ المتنفذون، بدل التعامل مع روحية الدستور، الى آلية التفاهمات والاتفاقات والصفقات المعلنة والسرية، وتفاوضوا باعتبارهم ممثلي مكونات وجماعات من دون تفويض من احد، واختزلوا الامر في نهاية المطاف الى ضمان مصالح كتلهم واحزابهم السياسية بل وحتى شخوصهم، على حساب مصالح وجوع وفقر ومرض غالبية العراقيين، الذين تسحقهم كل يوم وكل ساعة الأزمة التي تسبب بها المتنفذون ذاتهم. وها انهم، هؤلاء المتنفذين، يرفضون الإقرار بفشلهم بل ويغطون عليه بمختلف اشكال التعمية والتورية والخفة المتناهية، في تقديم المشاريع الفضفاضة ذات الاهداف والمقاصد المعروفة سلفا .
كلا، ليس هناك عقد اجتماعي كي نقول انه فشل، بل هناك منهج فاشل اعتُمد، وهناك ملايين القرائن التي تقول انه أسّ الكوارث والمآسي والنكبات المتواصلة، والمسبب الارأس للأزمة التي تطحن المواطن والوطن.
إن أية نقطة شروع جادة لابد ان تؤشر ذلك، والا سيبقى الحوار يدور حول ترتيبات السلطة وتقاسم النفوذ فيها وضمان مصالح هذا وذاك، ولن يفضي الى اية حلول، وفِي احسن الأحوال لن يخرج عن دائرة تدوير الازمة. وهذا ما لن يقود الا الى تفاقم الأوضاع، فنهج منظومة المحاصصة والفساد ولّاد للازمات، ما ان تخفت إحداها حتى تستفحل أخرى وعلى نحو اشد واقسى.
واذا كان من مبررات الدعوة الى الحوار تقوية الدولة وتمكينها، فان اللافت ان جلّ الداعين اليه هم ممن بيدهم القرار السياسي والاقتصادي منذ سنوات عديدة خلت. فلماذا يا ترى لم يعملوا على تحقيق ذلك؟ وهل من بهدلة اقسى على الدولة من تلك التي يسببها المتنفذون انفسهم، خاصة أصحاب الفصائل المسلحة المارقة والضاربة عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين؟
حقا يصعب استمرار هذا الوضع، وذلك ما يجمع عليه الكثيرون. ولكن لا أمل يرتجى ممن يعرقلون حتى الآن الكشف عن قتلة المتظاهرين مثلا ومحاسبة حيتان الفساد.
اذن، نعم نقولها لحوار جاد عناوينه التغيير والخلاص من منهج المحاصصة الفاشل والقطيعة التامة معه، ومباشرة طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية، الطريق الآمن والمفضي الى حياة أخرى مختلفة تماما، يستحقها العراقيون وينتظرونها بصبر نافد.
**************
مطالبةًَ بتطبيق القرار 315
الاحتجاجات تتصاعد
وأصحاب العقود والأجور يغلقون دوائرهم
بغداد ـ طريق الشعب
اغلق عدد من أصحاب العقود والاجور اليومية في شركات وزارة الكهرباء بالبصرة، يوم امس, مبنى شركة إنتاج ونقل الطاقة للمنطقة الجنوبية, احتجاجاً على تخفيض اجورهم.
وقال المتظاهر نعيم حسين لـ”طريق الشعب”, ان “الوزارة قامت باستقطاع رواتب الموظفين بين 50 الى 100 الف لكل شهر”, مؤكدا “رفضهم الاجراء المجحف بحقهم، كونهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ 11 شهرا”.
وطالب حسين “الجهات المعنية بعدم صرف مستحقاتهم وفقا للسلم الجديد الذي اعلن من قبل وزير الكهرباء”, مهددا بـ”تنفيذ اضراب عن العمل في حال عدم الاستجابة لمطالبهم”.
ودشن عدد من العاملين بنظام العقود في مديرية بلدية البصرة, تظاهرة بالقرب من ديوان المحافظة، مطالبين بتنفيذ قرار مجلس الوزراء رقم 315 والذي يمنح الموظفين المتعاقدين حقوقَ وامتيازات موظف الملاك الدائم.
غلق للدوائر في ذي قار والديوانية
وفي محافظة ذي قار, أغلق محتجون من اصحاب العقود والاجور اليومية، شركة توزيع كهرباء المحافظة, احتجاجا على قرار تخفيض رواتبهم.
وطالب المحتجون الوزارة بالعدول عن قرارها، والاستجابة لمطالبهم، وصرف اجورهم ومستحقاتهم وفقا للعقود الموقعة معهم.
ونصب العشرات من اصحاب العقود والاجور خيمة للاعتصام، امام مبنى دائرة صحة ذي قار, مطالبين بتفعيل قرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019.
وذكر المتظاهر حمزة العكيلي لـ”طريق الشعب”, ان “اصحاب العقود ورغم تحملهم ظروف عملهم الصعبة وتقاضيهم أجورا زهيدة, ما زالت الحكومات المتعاقبة تعمد الى تهميشنا، وسلبنا حقوقنا عبر عدم تطبيق قراراتها”.
يُشار الى ان العشرات من اصحاب الاجور في بلدية الناصرية, اغلقوا مبنى الدائرة، للمطالبة بشمولهم ضمن قرار 315.
الى ذلك, أقدم العشرات من اصحاب العقود والاجور اليومية في محافظة الديوانية, على غلق مبنى دائرة الماء، احتجاجا على عدم تطبيق قرار رقم 315.
وطالب المحتجون بتحويلهم الى عقود وزارية، وفق قرار مجلس الوزراء, مهددين بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
اغلاق جامعة واسط
في الاثناء, اغلق العشرات من اصحاب العقود والاجور اليومية، البوابة الرئيسية لجامعة واسط، احتجاجا على عدم تفعيل قرار رقم 315.
وقال مراسل “طريق الشعب”, إن “اغلاق بوابة الجامعة هو بسبب سياسة التسويف والمماطلة التي مورست بحقهم من قبل الجهات المختصة طيلة هذه الفترة الماضية”, مشيرا الى ان “اللقاءات التي تمت من قبلهم مع المسؤولين لم تؤت بأي نتيجة، الأمر الذي اضطرهم إلى غلق بوابة الجامعة للضغط على أصحاب القرار لتحقيق مطالبهم”.
من جانبهم, جدّد عدد كبير من اصحاب العقود في دائرة صحة المثنى، التظاهر امام مبنى الدائرة، للمطالبة بضمان صرف رواتبهم، استنادا لقرار مجلس الوزراء 315, مؤكدين استمرارهم بالتظاهر واللجوء إلى الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم وصرف رواتبهم أسوة بأقرانهم من موظفي العقود.
احتجاج واسع في ميسان
وشهدت محافظة ميسان، اغلاق عدد من الدوائر الحكومية من قبل اصحاب الاجور اليومية والعقود، للمطالبة بتحويلهم الى عقود وزارية.
وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من اصحاب العقود والاجراء اليوميين في بلدية العمارة, اغلقوا مبنى المديرية في شارع دجلة، وسط ميسان، خلال تظاهرة نظموها للمطالبة بتطبيق قرار 315 وتحويلهم على ملاك وزارة البلديات”, مشيرا الى “اغلاق دائرة توزيع كهرباء ميسان من قبل نفس الشريحة، للمطالبة بتعديل سلم رواتبهم وصرف مستحقاتهم المتأخرة وتعديل فقرات قرار التعاقد لعدم انصافها لهم”.
يُذكر أن العشرات من اصحاب العقود والاجور اليومية في قضاء المجر, نظموا وقفة احتجاجية امام مبنى قائمقامية القضاء، للمطالبة بتطبيق قرار 315.
وتظاهر المئات من المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي، امام مبنى وزارة المالية في بغداد، مطالبين بإعادتهم الى الخدمة.
**************
الإعلان عنهم بعد التدقيق والمصادقة
الغلاي لـ”طريق الشعب”:
أكثر من 3 آلاف مرشح للانتخابات
بغداد ـ طريق الشعب
أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمس، ان العدد الفعلي للمرشحين بلغ اكثر من 3500 مرشح، فيما أشارت الى ان التنسيق جاري مع الجهات المعنية للتحقق من أهلية المرشح، وسنعلن عن النتائج بعد 15 يوما.
العدد ليس نهائيا
وقالت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، جمانة الغلاي في تصريح خاص لـ”طريق الشعب”، إنّ “بعد انتهاء فترة التسجيل واستقبال قوائم المرشحين البالغة اكثر من 3500 مرشح، سيتم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، منها وزارة الداخلية والادلة الجنائية والهيئة الوطنية والمساءلة والعدالة وهيئة النزاهة ووزارتي التربية والتعليم العالي، للتحقق من أهلية المرشح”.
وأضافت المتحدثة يوم أمس، أن عدد المرشحين المذكور “ليس عددا نهائيا، إلا بعد التحقق من اهلية المرشح ومصادقة مجلس المفوضين على اسماء واعدد المرشحين، عندها نعد قائمة نهائية”.
لا وقت جديدا.. للتحديث
وأشارت الغلاي إلى أنه “تم تشكيل غرفة عمليات بتوجيه من رئاسة الوزراء، ووفقا لقانون الانتخابات”، مؤكدة أنه “خلال 15 يوما سوف يتم التحقق من اهلّية المرشحين”.
وكانت مفوضية حقوق الانسان طالبت مؤخراً بتمديد فترة تحديث البطاقة البايومترية.
وأكدت الغلاي، ان “لا يمكننا تمديد فترة تحديث البطاقة البايومترية، كون ان التمديد يؤثر على جدول اعمال المفوضية والتوقيتات الزمنية التي عدتها المفوضية سلفاً”، مبينةً ان “مرحلة تحديث سجل الناخبين كانت حوالي ثلاثة اشهر، وهي فرصة كافية للمواطنين لتحديث سجلاتهم”.
وذكرت ان “هذه هي المرة الاولى التي يكون فيها فترة التحديث بهذا المدة حيث ان المفوضيات السابقة كانت تعطي فترة تحديث لا تتجاوز الشهر و عشرة ايام”.
**************
تهنئة
الاخوة الأعزاء في التيار الاجتماعي الديمقراطي المحترمون
تحية طيبة
يسعدنا لمناسبة انعقاد المؤتمر التاسيسي لحزبكم وفق متطلبات قانون الأحزاب العراقية النافذ ان نتقدم اليكم بخالص التهاني ، متمنين لمؤتمركم النجاح والخروج بقرارات وتوصيات تعزز مسيرة حزبكم ، وعموم القوى المدنية والديمقراطية ، في نضالها المفعم بالتضحيات من اجل سيادة الوطن وحريته وكرامة الانسان العراقي والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية .
نتطلع في المستقبل أيضا الى العمل معا لتعزيز واستنهاض دور التيار الديمقراطي، وتحقيق النجاحات للتحالف المدني الديمقراطي في الانتخابات القادمة ليكون ممثلوه صوتا اخر مضافا لمختلف اشكال الحراك المجتمعي والمطلبي والاحتجاجي، والنشاط المتعدد الجوانب لتحقيق انعطافة في موازين القوى ووضع البلد على طريق التغيير، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المؤسسات والقانون وحقوق الانسان .
مع خالص التقدير
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
٢٩-٤-٢٠٢١
*************
مواساة
الرفيق العزيز عادل حبه وعائلة آل حبه المحترمون
تلقينا بألم وأسى نبأ وفاة المربية الرائدة السيدة فخرية محمد حسن حبه، إثر اصابتها بفايروس كورونا.
نتذكر جيدا مناقب الفقيدة الفاضلة، التي كرست حياتها منذ تخرجت في شبابها من دار المعلمات الابتدائية لتعليم الاجيال الجديدة وتربيتها، فعرفتها مدارس بغداد والحلة معلمة ومديرة ناجحة. وبعد ثورة 14 تموز انغمرت في النشاط المهني واصبحت عضوا في مجلس نقابة المعلمين ببغداد.
وخلال مسيرة حياتها الطويلة غدت، وهي «حكيمة بيت آل حبه»، انموذجا للمواطنة العراقية المخلصة، المحبة لوطنها وشعبها، والحريصة على خدمتهما وإعلاء شأنهما.
في هذه المناسبة الحزينة نتوجه اليكم رفيقنا العزيز ابا سلام والى الاسرة الكريمة جميعا بخالص المواساة، راجين لكم الصبر والسلوان.
وللعزيزة الراحلة عاطر الذكر
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
1/5/2021
*************
الصفحة الثالثة
“طريق الشعب” تواصل متابعة اوضاع العمال في المحافظات
نقابيون: الحكومات المتعاقبة اهملت بالصناعة الوطنية
كربلاء ــ هشام سالم
مرّ احتفال عيد العمال العالمي هذا العام، دون ان تتحقق مطالب الشغيلة للأعوام السابقة. وزادت الامور سوءا مع تفشي وباء كورونا، وتردي الوضع الاقتصادي.
وبحسب نقابيين فإن “الصناعة الوطنية في طور الاضمحلال بسبب اهمال الحكومات المتعاقبة لهذا القطاع الحيوي”، وان “اوضاع العمال قاهرة”.
ظروف العمال.. قاهرة
ويقول رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال العراق في كربلاء، ناظم جواد الشاهر: “للأسف الشديد ان الوضع مزرٍ في ظل جائحة كورونا وغياب القانون والمنتج الوطني، على أثر الاستيرادات العشوائية”.
ويضيف أن “التنظيم النقابي ليس بالشكل المطلوب في ظل المحاصصة والفساد المالي والإداري وغياب التموين وعدم وجود مراكز الثقافة العمالية”.
ويؤكد الشاهر وجود غياب شبه تام للقطاع العام، مع اغلاق مئات المصانع، لعدم جدية الحكومات المتعاقبة في تطوير عمل المصانع وتحديثها، لجذب العمال والقضاء على البطالة والاستيرادات العشوائية والحفاظ على الأموال وتداولها داخل البلد”.
ويصف عضو نقابة الصناعات الغذائية في كربلاء علي الحلو، ظروف العمال في القطاعين العام والخاص بـ”القاهرة”، لعدم توفر ادنى الضمانات مثل الخطورة ومخصصات زيادة وقت العمل، الى جانب الاستغناء والطرد التعسفي.
وتابع “لا توجد في كربلاء مصانع منتجة تابعة للقطاع العام، انما هي متوقفة عن العمل، الا ما ندر، وان الكثير منها تعرض للاندثار”.
ويكشف عضو نقابة الصناعات الغذائية، عن أن “العمال العاملين في القطاع الخاص وتحديدا بالصناعات الغذائية، يتم تجاهل تسجيلهم في دائرة العمل من قبل ارباب العمل، لتجنب دفع مبالغ الضمان، الى جانب ضعف الاهتمام من قبل الجهات الرسمية المعنية”.
ويشير الى أن “قانون العمل والضمان موجود، ويجري تطبيقه بحزم، لكنه محدود ولا يغطي جميع العاملين في القطاعات الصناعية والخدمية”.
وقال رئيس اتحاد نقابات عمال النجف احمد عباس، إنّ “القطاع العام في المحافظة، يشهد تراجعاً ملحوظاً بسبب قلة الدعم من قبل الحكومتين المحلية والاتحادية، بالإضافة الى فتح باب الاستيراد، ما يؤدي الى صعوبة المنافسة بعد توقف الدعم للمشاريع الصناعية الصغيرة في القطاع الخاص”.
واتّهم عباس “المسؤولين الحكوميين بعقد صفقات تجارية مع الدول المجاورة”، منبهاً الى “تدني فرص العمل في المحافظة خصوصاً بين شريحة الشباب مع استمرار الظرف الصحي السيء”.
وقال المتحدث ان “بعض النقابات العمالية مسيطر عليها من قبل بعض القوى السياسية المتنفذة، ما يشكل ذلك عائقا امام التعددية النقابية”.
وفي نفس السياق، يتحدث مصطفى الحكاك وهو يعمل حدادا للسيارات في محافظة النجف، عن معاناة اغلب العمال في السنوات الماضية، وانعدام فرص العمل، اضافة الى “محاربة الحكومة المحلية للعمال بحجة عدم انتظام الاسواق”.
ويضيف الحكاك في حديثه لـ”طريق الشعب”، إن “اجور العمال بشكل عام متدنية”، مؤكدا أن الكثير من العاملين يبتعدون عن التسجيل في الضمان “لارتفاع نسبة الاقتطاع، التي تصل الى ١٧ في المائة. إن هذا المبلغ كبير جدا في حال ارادوا التسجيل، خصوصا وان اجور الكثير من العمال لا تتجاوز ٣٠٠ الف دينار شهريا”.
ويلفت الصناعي إلى أن “العمالة الاجنبية اثرت عليهم، وساهمت بتدني فرص العمل”، مطالبا “الجهات الرقابية والتنفيذية بمتابعة موضوعهم والضغط على اصحاب العمل، لتسجيلهم في دائرة العمل لضمان حقوقهم”.
جهل بالحقوق وخوف من البطالة
عضو الهيئة الاستشارية لغرفة صناعة بابل صلاح الغزالي، يشدد على ان “الطبقة العاملة في المحافظة تعاني الكثير من الظلم والتهميش واستغلال اصحاب العمل للعمال، ويتمثل ذلك في عدم صرف رواتبهم بشكل دوري، واستغلال الأطفال للعمل بأجور زهيدة، وبخس حق العمال بعد غلق مصانع القطاعين العام والخاص، الى جانب انعدام فرص العمل خصوصاً مع تغيير سعر صرف العملة”. واضاف أن “اغلب شركات القطاع العام متوقفة عن العمل وذلك بسبب السياسة الحكومية المتعاقبة وغياب القيادة المهنية للنهوض بالقطاعين العام والخاص”، لافتا إلى أن “الشركات المحلية لا تستطيع منافسة المستورد، بسبب الفرق السعري، وعدم فرض ضرائب على البضاعة المستوردة، وشح غياب الطاقة الكهربائية والمواد الأولية”.
وبحسب عضو الهيئة الاستشارية لغرفة صناعة بابل، فإن “اغلب العمال في المحافظة غير مسجلين ضمن وزارة العمل، بعد تهرب ارباب العمل من تسجيل العمال، والغاية من ذلك (استغلالهم)”.
وتبلغ نسبة العمال المسجلين في دائرة العمل والضمان الاجتماعي في محافظة بابل، 25 في المائة، بحسب إحصائية أدلى بها رئيس اتحاد نقابات عمال محافظة بابل، جواد كاظم ناجي النداوي لـ”طريق الشعب”.
ويقول النداوي، إن “وزارة العمل لا تضغط على ارباب العمل لتسجيل العمال لديها”، مضيفاً بالقول ان اتحاده “ليس لديه تمثيل في الوزارة للضغط بهذا الشأن” حسب قوله.
ويشير النداوي الى أن “العمال في المحافظة لا يطالبون
بحقوقهم في قانون العمل، وما يدفعهم لذلك الخوف من البطالة، بالإضافة الى تهرب ارباب العمل من تسجيلهم بهدف زيادة الارباح”.
وبشأن دعم شركات ومصانع القطاع العام للمنتج المحلي في الاسواق، يؤكد رئيس اتحاد نقابات عمال بابل، أنه “لا يوجد لهذا القطاع اي دور في المحافظة على ارض الواقع”، لافتا إلى أن “جميع المصانع والمعامل متوقفة منذ سقوط النظام المباد، بما في ذلك القطاع المختلط”.
ويتابع النداوي أن “السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة من بعد 2003 ساهمت بتردي الواقع الاقتصادي في المحافظة”، مشيرا الى “توقف حوالي 50 الى 55 معملا للنسيج (قطاع خاص) عن العمل، ما عدا ثلاثة معامل، والتي عملت على تسريح الاف العمال”.
المحاصصة وهيمنة احزاب السلطة
ويتهم رئيس اتحاد نقابة النقل في الديوانية مالك البرقعاوي، الحكومة بعدم الجدية في معالجة قضية المعامل المتوفقة وإعادتها الى العمل.
ويقول البرقعاوي، إن “عدد العمال المسجلين في دائرة الضمان الاجتماعي في المحافظة يبلغ نحو 3000 عامل فقط”. ويرجع ذلك الى ان اغلب المعامل لم تسجل العاملين فيها، وان اللجان التفتيشية المشتركة في وزارة العمل والاتحادات والنقابات العمالية لا تستطيع معالجة ذلك، “بسبب المحاصصة وهيمنة احزاب السلطة”.
ويجهل باقر طاهر العامل في فرن لإنتاج الخبز في محافظة الديوانية حقوقه والامور المترتبة على صاحب العمل، قائلا: “لم اسجل في دائرة العمل والضمان، بسبب عدم معرفتي بأهميتها. كما ان صاحب العمل لم يذكر ذلك بتاتا”.
ويضيف طاهر في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “معاناتنا تكمن في أن مداخيلنا لا تكفي الحد الادنى من احتياجاتنا، في ظل ارتفاع الاسعار في السوق”.
****************
لبرنامج “يحدث في العراق”
نقابيون: تخادم المتنفذين ورأس المال
يعيق تطبيق قانون العمل
بغداد – طريق الشعب
في مناسبة الاول من ايّار، عيد العمال العالمي، وما تواجهه الطبقة العاملة في العراق على وجه الخصوص، من معاناة ومشاكل، قدّم المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي، حلقة خاصة في المناسبة، عبر برنامجه الاسبوعي “يحدث في العراق”، والتي ضيّف فيها، أمين عام اتحاد نقابات العراق عدنان الصفار، ورئيس اتحاد نقابات النجف احمد عباس، ورئيس اتحاد نقابات عمال نينوى مقداد عبد الامير، وعضو مكتب اتحاد نقابات ذي قار عماد شذر. فيما أدار الجلسة الاعلامي بسام عبد الرزاق.
المركز: ما هي أوضاع العمال في العراق، وما هو دور النقابات في هذا المجال؟
الصفار: يتطلب من السلطات ومن الانظمة الحاكمة والمعنيين ان يكونوا منصفين مع منتجي الخيرات، منتجي الصناعات الوطنية، منتجي الحياة، لكن مع الاسف الظروف التي مرت على العراق بشكل عام، جعلت اوضاع العمال غير مستقرة، نتيجة لعقليات وسياسات هذه الانظمة، وموقفها من الطبقة العاملة ومن قضية العمال. وهذا تجسد من خلال مجموعة القوانين التي صدرت خلال السنوات الماضية. الحركة النقابية وتاريخ الطبقة العاملة العراقية، عمرها اكثر من تسعة عقود. وبالتالي لها تأريخ نضالي مجيد، حيث ان ما تم تحقيقه من قوانين هو نتيجة نضال الطبقة العاملة، وليس منّة من أحد، الا ان هناك صعوبات غير قليلة كنا نأمل ان تكون مرحلة ما بعد 2003 مرحلة جديدة. مرحلة افضل بكل الجوانب. لكن مع الاسف، تعطلت مؤسساتنا الانتاجية في القطاعات العام والخاص والمختلط، فضلا عن زيادة كبيرة في القطاع غير المنظم. أملنا كحركة نقابية، على الاقل التوجه للتشريعات التي اصدرها النظام السابق، وهي تشريعات جائرة، ابتداءً من قانون العمل رقم 71 لسنة 1987، كان هناك قانون خاص بالقطاع الخاص والمختلط، قانون بائس، لا يلبي احتياجات المواطنين. ايضا هناك قانون 39 لسنة 1971، لغاية هذا اليوم لم يتم تغييره. اضف له قانون التنظيم النقابي لعام 1987، وهو من اسوأ القوانين، الذي عبر عن طبيعة السلطة آنذاك: حزب واحد، توجه واحد، اتحاد واحد. وبالتالي طبيعة تشكيلة الاتحاد كانت واضحة المعالم، وهو جزء من اجهزة السلطة آنذاك.
المركز: كيف يمكننا اليوم ايصال رسالة واضحة للعمال بأن هناك قانونا تم تشريعه في سنة 2015، في سبيل نيل حقوقهم؟
الصفار: نعم، وهذا ما تم انجازه بتشريع قانون العمل الجديد رقم 37. قانون يحمل مواد وفصولا مهمة بالدفاع عن حقوق العمال، وهذا يتطلب توعية كاملة لعمالنا، وافهامهم ان هذا القانون يدافع عن حقوقهم ومصالحهم. لكن هذا يحتاج الى أداة تنفيذ، ابتداءً من الجهة المعنية وهي وزارة العمل والمؤسسات المرتبطة بوزارة العمل، دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي، دائرة التدريب المهني، دائرة الصحة والسلامة المهنية، تحتاج الى جهود ومتابعة حقيقية لانفاذ هذا القانون. ما لمسناه خلال هذه الفترة هو قصور واضح، ليس فقط قصورا، وانما رفض التعامل مع الاتحادات والنقابات العمالية، كون الاتحادات والنقابات هي شريك فاعل في اي نشاط لوزارة العمل.
المركز: ما هي المعوقات التي تعيق تطبيق قانون العمل الجديد؟
عباس: قانون العمل الحالي 37 لسنة 2015، هو افضل القوانين ليس فقط في العراق وانما في المنطقة. ويحتوي على ضمان كامل للحقوق، التي من المفترض ان يتمتع بها العامل، لكن مع الاسف الشديد الحكومة المركزية والممثلة بوزارة العمل، لا تملك القدرة والامكانية على تنفيذ قانون العمل. لا تعمل من اجل العامل بشكل مباشر، انما همها الاول والاخير مصالحها. قانون العمل يشير الى التعددية النقابية وان اردنا تطبيق التعددية النقابية بشكل صحيح في العراق، سوف نفتح المجال لأي مجموعة كانت من حقها ان تشكل نقابة وفق الشروط الموجودة، لكن حاليا الحكومة المركزية تتعامل مع اتحاد واحد، وهو يؤثر على اصدار التشريعات والتعليمات التي تضمن تطبيق قانون العمل بشكل صحيح. العامل بحاجة لهكذا قانون يلبي طموحات العامل، مثل الضمان الاجتماعي، دون اية معوقات تفرض عليه، كأن تكون النسبة عالية جدا، او فترة الخدمة تصل الى 20 او 30 سنة، المفترض ان يكون هناك تطبيق فعلي، كي نضمن حقوقا كاملة للعمال.
نحن في النجف على سبيل المثال من اجل ايصال فحوى قانون العمل، قمنا بالعديد من الدورات واللقاءات مع العمال، وقمنا بحملات توعوية لافهامهم القانون، لكن هناك ايضا معوقات من ارباب العمل، رب العمل لا يسمح للعامل ان يذهب للتسجيل في الضمان الاجتماعي. لا يسمح له بأن يطالب بحقوقه ويهدده بتسريحه من العمل.
المركز: هناك نوع من التخادم بين صاحب العمل وبين أصحاب القرار بالتالي لا يحصل العامل على حقوقه، كنقابات معنية كيف تتعاملون مع هذا الأمر؟
عبد الامير: في ظل الظروف السياسية الحالية، رأس المال مسيطر والدولة تتماهى معه. اما بالنسبة للقوانين فهي لا تطبق للاسف، وحتى الان هم متمسكون بقانون 52 لمجلس قيادة الثورة المنحل والذي فيه قرار 150، والذي دمر قطاع العمل والعمال وسلبهم حقوقهم. في نينوى لدينا سبعة اتحادات موقوفة عن العمل من قبل الامن الوطني. نحن حلقة وسطية لايصال مطالب العمال، لكن للأسف هذا الدور لا تقوم الدولة بتفعيله. ذهبنا كثيرا وشرحنا القوانين لكن عندما نخرج، ينسى المسؤول الموضوع. ومع احترامي للتعددية النقابية لكن اصبح هناك نوع من العشوائية. هذه العشوائية تؤدي الى الكثير من المشاكل. على سبيل المثال المسؤول لا يعلم مع من يتعامل.
المركز: النقابات التي تتعامل معها الجهات المسؤولة، هل استطاعت تحقيق شيء للعمال؟
شذر: في الحقيقة كل همهم هو الاستحواذ على المنافع المالية والشخصية. اما مشاكل العمال وساعات العمل وضمانهم ورواتبهم، فهي غير معترف بها نهائيا. هم يمتلكون الكثير من العقارات التي تدر عليهم الملايين ولا يفكرون بالعمال. همهم ارضاء رئيس اتحادهم العام وارضاء الجهة السياسية المتنفذة، ويكونون في خدمتها، ولا يهتمون نهائيا بالطبقة العاملة ومشاكلها. انا دائما اعول واقول ان قاعدتنا الاساسية ليست مقرات الاتحادات ولا الاموال، بل الشارع والمعامل والطبقة العاملة، الذي يمثلنا العامل وليست الامتيازات.
**************
تظاهرة عمالية
في السليمانية
سليمانية ــ وكالات
نظم العشرات من العمال والمثقفين والمنظمات العمالية، السبت الماضي، تظاهرة احتجاجية في شارع سالم بمدينة السليمانية، للمطالبة بتطبيق القوانين النافذة التي تؤمن حقوق العمال وتحميها.
وقال رئيس اتحاد عمال البناء في السليمانية، عثمان حمه سعيد، في حديث صحفي، تابعته "طريق الشعب"، "اليوم نتظاهر للمطالبة بحقوق العمال في اقليم كردستان وتطبيق القانون العراقي لحماية حقوق العمال، الذي لا نرى من حكومة الاقليم التعامل به، لمنح حقوق العمال من الضمان الاجتماعي وحمايتهم من اية اصابات".
وأضاف أن "السياسات الاقتصادية التي تتبعها الحكومة العراقية وحكومة الاقليم، اثرت على اوضاع العمال"، مشيرا إلى "عدم تطبيق السلامة المهنية ادى خلال العام الماضي الى مصرع 19 عاملا، بسبب عدم التزامهم بالتعليمات السلامة".
من جانبه، قال احد المشاركين في الظاهرة عطا احمد "نريد ايصال رسالة الى الحكومة والنقابات العمالية بوضع قانون يحمي اوضاعنا وحياتنا، فنحن نستغل من قبل الشركات والمصانع وليس هناك اية ضمانات او حقوق لنا".
وأضاف "نتعرض للإصابات والموت دون تعويض او تخصيص تقاعد لنا".
***************
الصفحة الرابعة
داعش ينشط في 4 محافظات.. والحكومة تتوعد
بغداد ــ طريق الشعب
رغم حملات التطهير والملاحقة المتواصلة، شمال العاصمة بغداد، وفي محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك وغيرها، لا يزال تنظيم “داعش” الارهابي يشكل تهديدا حقيقيا لقوات الامن، ومن قبلهم المدنيون؛ إذ، لم يمر يومٌ خلال عشرة أيام مضت من دون تسجيل خروق أمنية هنا وهناك. بينما لم تنفك الحكومة عن التهديد بـ”العقاب” وتدشين عمليات جديدة ضد “خلايا داعش”.
جرائم إرهابية مستمرة
ففي يوم الجمعة الماضية، تعرضت القوات الأمنية، إلى انفجار عبوتين ناسفتين في منطقة الطارمية، أدت إلى استشهاد عدد من عناصر الجيش.
وبحسب مصدر أمني، فإن “حصيلة الانفجار الذي استهدف دورية الجيش، سجّلت استشهاد عشرة عناصر بضمنهم ضابطان اثنان، فيما أدى تفجير آخر في نفس المنطقة إلى إصابة عنصر من قوات الصحوة”.
وبعد ساعات من الجريمة، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في تصريح متلفز، تابعته “طريق الشعب”، أن الهجوم الإرهابي في الطارمية “لن يمر دون عقاب”.
مضيفا أن “أن القوات الأمنية تحقق ضربات موجعة ضد الإرهابيين، وتعتمد في أكثر عملياتها على الجهد الاستخباري”.
وفي اليوم التالي للهجوم الإرهابي في الطارمية، أفادت أنباء باستشهاد 7 عناصر من قوات البيشمركة، بينهم ضابط، أثناء اشتباكات حصلت مع عناصر داعش في قضاء الدبس التابع إلى محافظة كركوك.
وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، صورا للشهداء الذين خاضوا بحسب مصادر أمنية “اشتباكا مع العناصر الإرهابية في محاولة لصد هجوم في منطقة التلال المطلة على التون كوبري. حيث إن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان وصلت إلى موقع الحادث لصد الهجوم وقتلت عددا كبيرا من الإرهابيين خلال الاشتباكات، لتدخل المحافظة لاحقا حالة الإنذار (ج) لكافة القطعات الأمنية”.
وفي ديالى، أصيب ضابط ومنتسبين اثنين في وقت لاحق، بعبوة ناسفة انفجرت على دورية للجيش قرب منطقة البيجات جنوب ناحية كنعان.
وأفادت الأنباء أيضا بقيام عناصر من تنظيم داعش باختطاف مواطنين اثنين في قضاء خانقين ضمن محيط قرية القاية، لتشرع القوات الأمنية لاحقا بعملية بحث عن المختطفين من خلال تفتيش التلال والبساتين بمشاركة الاستخبارات والفرقة التكتيكية والرد السريع.
ومن قبل ذلك، وقع اعتداء ارهابي في محيط قرية الجيزاني، ادى إلى استشهاد 4 أشخاص واصابة 6 آخرين، من العناصر الأمنية ومدنيين.
ردود فعل
وفي المقابل، ووفقا لوكالات الأنباء، فإن “عملية عسكرية انطلقت في أطراف قضاء الخالص شمالي بعقوبة، على محورين لمداهمة وتفتيش البساتين من الجهة الشرقية على ضفاف نهر دجلة. حيث إن العملية تهدف لتأمين الحدود الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، ومنع أي موطئ قدم للجماعات الإرهابية في تلك المناطق”.
وعلّق رئيس الجمهورية، برهم صالح، على الخروقات الأمنية في 3 محافظات، داعيا إلى تعزيز الدعم الدولي.
وقال في تغريدة على موقع “تويتر”، طالعتها “طريق الشعب”: “اختلطت دماء الجيش والبيشمركة والحشد الشعبي في بغداد وكركوك وديالى لصد محاولات الإرهاب استهداف امننا”.
وأضاف “واجبنا رص الصفوف لدعم الدولة واجهزتها الأمنية وعدم الاستخفاف بخطر داعش، وتعزيز الدعم الدولي لإنهاء فلوله في كل المنطقة”.
تأثيرات الصراع السياسي
من جانبه، عدّ الباحث في الشأن الأمني لطيف الربيعي، الصراع السياسي والتقاطعات المستمرة، “أسبابا رئيسة في تردي الملف الأمني بعدما انعكست على أداء قوات الأمن”.
وأشار الربيعي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن الكثير من قوات الأمن “انشغلت بحماية المنطقة الخضراء ومهام ثانوية أخرى، وهذا الأمر أربك المشهد كثيرا”، لافتا الى أن “جائحة كورونا لعبت دورا آخر حيث انشغل قسم كبير من قوات الأمن بمراقبة إجراءات منع التجوال والقرارات التي تنطوي ضمن هذا الإطار، لذلك شهدنا تراجعا أمنيا وخللا بمراقبة التنظيمات الإرهابية التي استثمرت هذه المعطيات، وأصبحت تضرب هنا وهناك، كما إن المسؤولية لمواجهة هذه المخاطر تقع بشكل مشترك على أكثر من طرف وليس الحكومة وحدها”.
وأوضح الباحث أن “الخلافات والتجاذبات السياسية أثرت بشكل كبير على الملف الأمني، وجعلت أولوياته مرتبطة بالصراعات الجارية على السلطة ومواقع صنع القرار، بعيدا عن المهنية وضرورة تحقيق الأمن في البلاد”، داعيا إلى “القيام بجهود مكثفة من قبل أجهزة الاستخبارات لوضع حد للشبكة الإرهابية او مضافاتها القريبة من العاصمة، مع التأكيد على إعادة النظر بأساليب العمل وتغيير نمط وسياق مواجهة الإرهاب الذي يغير استراتيجياته بشكل مستمر”.
وفي السياق، أشّر عضو مفوضية حقوق الانسان، فاضل الغراوي في حديث لـ”طريق الشعب”، “عدم التعامل الجيد مع المعلومات الاستخباراتية. كما ان تكرار الخروقات الأمنية في أكثر من مكان يجب ان لا يذهب ادراج الرياح، والمفوضية طالبت مسبقا القائد العام للقوات المسلحة بمراجعة كل الخطط الأمنية ومحاسبة المقصرين”.
وتابع الغراوي، إن “المفوضية تعتبر الملف الأمني من الملفات الشائكة والمعقدة. وهي تتحدث عن ذلك بصراحة تامة، فهناك انتهاكات تقوم بها عصابات ارهابية لديها قوة كانت على الارض، ولها امتدادات وعصابات تقوم بعمليات خطيرة، وبالتالي نحن نرى أن المعلومات أو بعض التقارير التي تتحدث عن انتهاء قوة الارهابيين غير صحيحة، ولا بد من ان تقوم الجهات المعنية بتكثيف جهودها والقيام بمراجعة شاملة من اجل انهاء هذا الملف الذي يتطلب القيام بمجموعة كبيرة من الخطوات”.
**************
الاهمال وراء حرائق المستشفيات
مسؤولون طبيون: الاجراءات الحكومية “ترقيعية” وبعيدة عن المشكلة
بغداد- طريق الشعب
يرى أطباء ومعنيون ان اسباب مأساة مستشفى ابن الخطيب وما تبعها في مستشفيات اخرى وان كان بسيطا، تكمن في انهيار القطاع الصحي وغياب الدور الحكومي في اعمال الاصلاح والتأهيل. وهم يوجهون اللوم الى القوى المتنفذة في البلاد وممارساتها المتمثلة في ما يصفونه بالفساد والاستخفاف بحياة المواطنين وضمنهم الكوادر الصحية.
مدير مستشفى الكندي
ويصف مدير مستشفى الكندي في بغداد د. سالم مزهر واقع حال المؤسسات الصحية في البلاد، بالقول أنها “ مؤسسات قديمة لا تلبي طموح المواطن العراقي من حيث الخدمة الفندقية والنوعية”.
ويضيف انه “ لم يتم تشييد أية مؤسسة طبية منذ عام 1985، في مقابل زيادة في السكان والكثافة السكانية”.
وقال د. مزهر لـ”طريق الشعب” ان هناك مستشفيات تم إخلاؤها وخرجت من الخدمة منذ سنوات، مثل مستشفى الرشيد العسكري ومستشفى حماد شهاب وغيرهما، ولم يتم انشاء مستشفيات جديدة بدلا عنها، واكتفت الحكومات المتعاقبة بما هو مشيد منذ عام 1951”.
واضاف ان “واقع حال المستشفيات لا يليق بالمواطنين، الذي يطالبون بتوفير خدمات طبية وفندقية متميزة، وان تحقيق ذلك ليس من مسؤولية ادارة المستشفى او الكادر الطبي”، محملا في الوقت ذاته الجهات التي تولت إدارة الملف الصحي طيلة سنوات متعاقبة، مسؤولية ما جرى في مستشفى ابن الخطيب.
ودعا مدير مستشفى الكندي الى اجراء “تحقيق شفاف يضع في الاعتبار جميع حيثيات فاجعة حريق مستشفى ابن الخطيب، ومغادرة فضاء ردود الفعل نحو قراءات واقعية وموضوعية وعدم إضاعة حقوق ارواح المواطنين التي أزهقت بلا ذنب”، منبها الى ان “اقل ما يمكن فعله هو تطوير المؤسسات الطبية، وبناء مؤسسات جديدة ترتقي بالواقع الصحي بصورة عامة”.
نقيب الاطباء
من جانبه قال نقيب الاطباء د. جاسم العزاوي ان “التخصيصات المالية المرصودة للقطاع الصحي منخفضة، يضاف اليها التخلف الكبير في المنظومة الصحية بكافة جوانبها”.
واكد في تصريح لـ “طريق الشعب” ان “المؤسسات الصحية لم تخضع لعمليات صيانة وتطوير منذ سقوط النظام البائد حتى الآن”. ووصف ما
تتخذه الحكومة من اجراءات بـانها “ترقيعية وبعيدة عن اساس المشكلة، التي راح ضحيتها اكثر من 80 شهيدا”.
وللنهوض بالواقع الصحي يرى العزاوي ان “الضرورة باتت ملحة لتشكيل “مجلس أعلى للصحة والسلامة” وبالتالي اقامة نظام صحي جديد ينسجم مع تطورات العصر ويستوعب الكثافة السكانية في البلاد”.
وتطرق نقيب الاطباء الى عمليات الاستثمار وقال ان “الفساد والهدر المالي اديا الى توقف بناء الكثير من المستشفيات التي كان مخططا لها ان تدخل الخدمة منذ عقود”.
وقال ان “الاعتماد على بناء مستشفيات من “السندوج بنل” وتوفير الاوكسجين للمرضى عبر القناني، هما من العادات المتخلفة ولا يرتقيان بواقع بلد مثل العراق”.
الصحة والبيئة البرلمانية
في اثاء ذلك كشفت لجنة الصحة والبيئة البرلمانية عن تقادم وتعطل أنظمة الحريق في العديد من المستشفيات، فضلا عن افتقارها إلى متطلبات معالجة الحرائق.
وقالت عضو اللجنة النائبة وفاء الشمري في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “الاهمال الموجود في المستشفيات تتحمله وزارة الصحة ووكالاتها الرقابية والتفتيشية”، مؤكدة أنه “لا يمكن القبول بتكرار الفواجع كل مرة” وموضحة أن “انظمة الحريق في المستشفى معطلة منذ عام 2015”.
مستشار رئيس الحكومة
بدوره دعا المستشار المالي لرئيس الوزراء د. مظهر محمد صالح الى “وضع خطة صحية خمسية تتناسب مع النمو السكاني، وتشريع قانون التأمين الصحي”.
وقال صالح في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” انه “ليس من الصحيح تخصيص مبالغ تستقطع من تصدير النفط من اجل بناء مستشفيات، وانما يجب ان تكون هناك تخصيصات مالية كافية لوزارة الصحة ضمن الموازنة”.
واضاف “ان وضع خطة صحية لـمدة خمس سنوات ضروري لانتشال الواقع الصحي في البلاد .. وان هذه الخطة يجب ان تعد من قبل الحكومة بالتعاون مع وزارة الصحة”.
وبخصوص مشروع قانون التأمين الصحي افاد صالح ان “ البلاد بأمسّ الحاجة الى تشريع قانون التأمين الصحي اسوة بباقي دول العالم”، منوها الى ان اعتماد مثل “هذا القانون بحاجة الى امكانيات مادية كبيرة، وقوة مؤسسية صحية تعمل على توفير كافة الامكانيات للحالات الحرجة”.
وشدد على ان الحكومة مسؤولة عن “تطوير وتعزيز البنية الصحية والامن الغذائي، فضلا عن توفير التأمينات الصحية بكافة اشكالها”.
**************
مخاطر بيئية وصحية والجهود الحكومية غائبة
تراكم النفايات.. مشكلة تؤرق المواطنين في أطراف العاصمة
بغداد ــ رسل جبار
تعاني محافظة بغداد من مشكلة تراكم النفايات في الساحات والمناطق السكنية، برغم تخصيص أموال طائلة لهذا الملف، لكن يبدو ان الحكومات المتعاقبة عجزت عن حل هذه المشكلة، التي تستدعي مخاطر صحية وبيئية على المواطنين. بينما اتجه العالم الى تدويرها والافادة منها.
مشاهد مريعة
ويمكن القول إن العاصمة التي يسكنها حالياً نحو ثمانية ملايين نسمة، تعجز الأمانة بكوادرها وآلياتها عن إدارة ملف نفاياتها. اضافة الى ذلك، فإن مناطق سكنية تحال عملية رفع النفايات فيها إلى شركات اهلية، لم تقم باللازم، الامر الذي فاقم مشاكل المواطنين، بسبب التلكؤ في العمل.
تقول المواطنة ام حسين (من سكنة منطقة الطالبية)، ان “السيارات المخصصة لجمع النفايات لا تصل للمنازل داخل زقاقنا، ويتحجج أصحابها بضيق الشوارع الفرعية وحرصهم على عدم قطع الأسلاك المتشابكة أعلى الطريق”.
وتضيف لـ”طريق الشعب”، أن “غياب الجهات المسؤولة عن رفع النفايات وتكدسها داخل المناطق السكنية، اضطر أهالي المنطقة لأن يدفعوا مبلغ قدره 2000 دينار يوميا إلى أصحاب مركبات التنظيف، لتخليصهم من النفايات وروائحها الكريهة”.
من جانبه، يتحدث المواطن علاء ستار (من سكنة قضاء الحسينية) عن “إحالة ملف تنظيف النفايات إلى شركات غير كفوءة، بينما تقوم آليات الدولة بعملية رفع النفايات”.
ويؤكد ستار لـ”طريق الشعب”، إن “بلدية مدينة الحسينية لا تقوم بواجبها بتنظيف النفايات التي أصبحت تتراكم بشكل مريع في مناطق سكنية كثيرة، داخل مدينة الحسينية، التي تعد من أكبر أقضية العاصمة”، لافتا إلى أن “الجهة الأهلية التي تقوم بهذه المهمة، تراوغ دائما في تقديم الخدمات
اللازمة وتغيب لأيام طويلة، وتأتي إلى البيوت في الأوقات القريبة من دفع الاجور، ما ولد غضبا لدى الاهالي ومشاكل كثيرة”.
غياب الرقابة الحكومية
ويتحدث مواطنون عن غياب تام للحكومة، ما شجع البعض على رمي النفايات بغير أماكنها المخصصة.
ويقول المواطن احمد الفريجي (من منطقة الشعلة)، أنه “في الآونة الاخيرة انتشرت داخل منطقة الشعلة الكثير من المناظر غير الحضارية، والتي تمثلت بتجميع النفايات على ارصفة الشوارع، بسبب غياب الوعي لدى المواطنين وعدم قيام الدولة بواجباتها”.
ويوضح الفريجي لـ”طريق الشعب”، أنه “يتوجب على امانة بغداد أولا أن تحل هذه الأزمة الخطيرة، وتفرض غرامات على كل من يرمي النفايات بغير اماكنها، للحد من هذه الظاهرة”.
ومن منطقة حسينية المعامل الواقعة شرقي العاصمة، يتحدث المواطن رضا شريف عن تقصير الحكومي تجاه مناطق أطراف بغداد السكنية.
ويقول شريف لـ”طريق الشعب”، ان “سكان منطقتنا بان عليهم اليأس وخابت امالهم، بعد كل المناشدات البائسة التي لم تجد نفعا، ولم تخرجهم من الحال التي هم فيها، حيث انهم قدموا الكثير من المطالب إلى أمانة بغداد”، مبينا أن “الأمانة ردت على المواطنين بقولها أن هذه المناطق هي خارج قطاعاتها المهنية ولا تستطيع إرسال أي سيارات لرفع النفايات عنها، وما يمكنها فعله فقط هو اعطاء المواطنين حاويات للنفايات لا أكثر”.
ويتابع المتحدث ان “الأهالي بعد أن ضاقت بهم السبل ولم يجدوا حلا من أمانة العاصمة، توجهوا مجبرين إلى التعاقد مع سيارات أهلية لرفع النفايات عن مناطقهم، وأصبحوا يدفعون مضطرين مبلغ 10 آلاف دينار بشكل شهري، من كل منزل”.
*************
الصفحة الخامسة
أشعلت احتجاجات في مختلف المدن
أزمة الكهرباء تعود إلى الواجهة
بغداد – وكالات
يرى الكثير من العراقيين اليوم، أنه لا حل في الأفق لأزمة الكهرباء، أو “مشكلة القرن” كما يصفها البعض منهم. فعلى الرغم من صرف مليارات الدولارات وإطلاق عشرات التعهدات، لم يجد أي وزير كهرباء منذ 2003 حتى اليوم، حلا لهذه الأزمة.
الغاز والحرارة والإرهاب
لعل أكثر ما تبرر به وزارة الكهرباء عجزها عن تطوير المنظومة الكهربائية، هو قلة الغاز المستخدم في تشغيل المحطات، وارتفاع درجات الحرارة، والعمليات الإرهابية التخريبية.
يقول المتحدث باسم الوزارة احمد موسى، ان “لدى العراق عقودا مع الجانب الايراني لتجهيز محطات إنتاج الكهرباء ما مقداره 50 مليون قدم مكعب من الغاز”، مبينا أن “إيران خفضت التجهيز ليصل الى 5 ملايين قدم مكعب”.
ويضيف في حديث صحفي، أن “انخفاض التجهيز أثر سلبا على إنتاج المنظومة الكهربائية. حيث أفقدهاما بين 5 الى 6 آلاف ميغا واط، لينعكس ذلك سلبا على ساعات التجهيز”.
ويشير موسى إلى أن “ارتفاع درجات الحرارة، عامل آخر من عوامل ضعف الكهرباء، نتيجة زيادة الطلب على الطاقة. فضلا عن العمليات الإرهابية التي تستهدف شبكات التوزيع والابراج بين الحين والآخر”.
وعلى الرغم من مساعي وزارة الكهرباء لحل أزمة الطاقة الكهربائية، من خلال مشاريع الربط الخليجي أو الربط مع مصر والأردن، إلا ان هذه المشاريع لم تدخل حيّز التنفيذ بعد، في ظل عدم الانتهاء من عمليات الربط التي وصلت إلى 80 في المائة بالنسبة للمشروع الخليجي.
الفساد وغياب الشركات المتخصصة
من جانبه،يرى عضو لجنة الخدمات البرلمانية، جاسم البخاتي، ان الفساد وعدم وجود شركات متخصصة، سببان لأزمة الكهرباء، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن حلول هذه الأزمة بنيت على “تعاقدات مليئة بالفساد”، وانه لا توجد دراسات لمعرفة الحاجة الحقيقية للمحافظات من الطاقة الكهربائية، لتغطيتها بصورة كاملة.
ويتابع، أن كل وزراء الكهرباء منذ 2003، كانوا يقدمون الوعود بتحسين الطاقة الكهربائية “إلا أن الطاقة في تراجع مستمر”، لافتا إلى ان “هناك تخبطا لدى الدولة في حل ملف الكهرباء. فتارة نقوم باستيراد الغاز وتارة نذهب باتجاه الربط الخليجي، الا ان نتائج كل هذه الامور لم تكن ملموسة لدى المواطن”.
انعدام التخطيط الاستراتيجي
يقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، إن “أزمة الكهرباء ناتجة عن عدم وجود تخطيط استراتيجي في وزارة الكهرباء”، مبينا في حديث صحفي، أن “التركيز جرى على قطاع التوليد من دون التنسيق مع وزارة النفط لتحديد نوعية المحطات المستوردة، كي يتم تأمين حاجتها من الوقود المتوفر محليا”.
ويضيف، أن “هناك مشكلة أخرى تتمثل في عدم مواكبة قطاع النقل والتوزيع، التوسع في قطاع التوليد. فتقادم شبكات النقل والتوزيع يضيع 40 في المائة من الطاقة المتولدة. فضلا عن ذلك هناك تجاوزات كبيرة على الشبكة”.
حلول ترقيعية
المواطن امير محمد الحسني، يرى ان “العراقيين لم يتفاجأوا من الانعدام شبه التام للكهرباء مع دخولهم فصل الصيف. إذ لم تكن هناك حلول حقيقية لمشكلة الكهرباء، إنما ترقيعيةتلاشت مع ازدياد الطلب على الطاقة”.
ويضيف في حديث صحفي، أن “وزارة الكهرباء، كانت خلال السنوات السابقة أكثر الوزارات في الحصول على التخصيصات المالية، وبالرغم من ذلك، لم يلمس المواطن أي تحسن في مستوى الطاقة، ما يؤكد أن تلك الأموال ذهبت إلى جيوب الفاسدين!”.
فيما يلفت المواطن سجاد محمد، إلى أن “كل دول العالم، حتى الفقيرة منها، لا تعاني نقصا في الطاقة الكهربائية مثلما في العراق”، مرجحا “وجود مافيات تقف وراء أزمة الطاقة الكهربائية في البلد!”.
ويشير محمد في حديث صحفي، إلى أن “الكهرباء هي عصب الاقتصاد. وبالتالي فإن توقفها يعني توقف العملية الانتاجية في البلد”، مطالبا الحكومة والبرلمان بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة “التي اصبحت ازلية وعصية على كل الحكومات المتعاقبة!”.
وتشهد مدن ومحافظات وسط العراق وجنوبه، هذه الأيام، احتجاجات على تردي الكهرباء. فمع حلول رمضان وحصول ارتفاع بسيط في درجات الحرارة، ازدادت ساعات القطع المبرمج، الأمر الذي فاقم من معاناة المواطنين في ظل الظروف المعيشية الصعبة وتفشي وباء كورونا.
****************
واسط
مطالبات بترميم مدارس كرفانية
الكوت – وكالات
جددت نقابة المعلمين العراقيين في ناحية “سيد الشهداء” شمالي واسط، مطالبتها الجهات المعنية، بـ “ضرورة” ترميم وصيانة المدارس الكرفانية الموجودة في الناحية.
وفي حديث صحفي، قال نقيب معلمي الناحية، سعيد محمد، أن هذه المدارس، وهي ابتدائية، تعرضت إلى أضرار ما يتطلب إعادة ترميمها وصيانتها وتزويدها بالخدمات الضرورية، كي تكون مؤهلة لاستقبال التلاميذ بعد عودة الدوام الحضوري للمدارس الابتدائية.
وكانت النقابة قد طالبت في وقت سابق، الجهات المعنية، بإعادة صيانة المدارس الكرفانية في الناحية، بالإضافة إلى بناء مدرسة نظامية، إلا أن مطالبتها لم تلق استجابة.
في “البدرية” مدرسة تحتاج إعادة بناء
من جانب ذي صلة، طالب عدد من سكان “منطقة البدرية” غربي مدينة الكوت، بإعادة بناء المدرسة الابتدائية الوحيدة في المنطقة.
وقال السكان في حديث صحفي، أن هذه المدرسة تحتوي على صفوف كرفانية لا تتوفر فيها “أدنى شروط السلامة” لأبنائهم التلاميذ، ما يتوجب على الجهات المعنية، الشروع بإعادة بنائها.
*****************
من يغيث الزعفرانية؟!
تحولت أرض “معسكر الرشيد” منذ أعوام، إلى مكب للنفايات. وبالرغم من تأكيد أمانة بغداد انها ستقف بالمرصاد لهذه الظاهرة، لكن دون جدوى. ولو كان الأمر سيقف عند هذا الحد، لهان. فالأدهى من ذلك أن تلك النفايات تحرق ليلا، فتهب منها روائح وغازات سامة تتسبب في انتشار أمراض وحالات اختناق بين الكثيرين من سكان منطقة الزعفرانية القريبة.. فهل من مغيث يغيثنا!؟
نجاح منشد العلي
***************
ملوحة شط العرب قد تسبب “كارثة”!
البصرة – وكالات
سجلت ناحية السيبة أقصى جنوب البصرة، ارتفاعاً ملحوظاً في ملوحة مياه شط العرب، والتي تجاوزت الـ 3100 “تي دي أس”. وفيما توقعت إدارة الناحية ارتفاع تلك النسبة أكثر، حذرت من حصول “كارثة” في الناحية وقضائي أبي الخصيب والفاو، في حال عدم تحرك الحكومة المركزية لمعالجة هذه المشكلة.
وقال مدير الناحية، احمد الربيعي، ان إدارته أبلغت الجهات الحكومية بهذا الارتفاع، كي يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وصول اللسان الملحي إلى الناحية ومناطق جنوبي البصرة، موضحا في حديث صحفي، أن المياه في السيبة، صالحة خلال الوقت الراهن للاستهلاك البشري والحيواني “لكننا نأمل أن لا ترتفع نسبة الملوحة أكثر، فيضطر الأهالي إلى شراء الماء”.
وأكد الربيعي، أن “الناحية لم تلمس من وزارة الموارد المائية، أي إجراءات لمعالجة مشكلة الملوحة، ولم تصلها منها حتى رسالة تطمئن المواطنين بأنها جادة في إيجاد الحلول الآنية للمشكلة هذا العام كحد أقصى”، لافتا إلى أن شح الأمطار خلال الموسم الأخير، يستدعي من وزارة الموارد المائية التحرك باتجاه إيران من أجل فتح نهر “الكارون”، فضلا عن التحرك نحو تركيا بهدف تفادي “كارثة” قد تحصل خلال الصيف في مناطق جنوب البصرة، أو عموم المحافظة.
***************
الناصرية
منتسبو السكك يطالبون بالأراضي المخصصة لهم
الناصرية – وكالات
نظم العشرات من منتسبي السكك الحديد في مدينة الناصرية، أخيرا، وقفة احتجاج طالبوا فيها الجهات المعنية، بالسماح لهم بإشغال قطع الأراضي السكنية المخصصة لهم ضمن “حي السكك” في المدينة.
وذكر عدد من المشاركين في الوقفة، خلال لقاء صحفي، أن لديهم خدمة طويلة في السكك الحديد، وانهم كانوا قد حصلوا على موافقات رسمية سابقة، بتمليكهم أراض سكنية و”فراغات” في “حي السكك”، لكن الأمر لم يحسم لغاية الآن.
وأشار المنتسبون، إلى أنهم يعانون ظروفا معيشية صعبة، ما يتطلب دعمهم والاهتمام بهم، داعين الجهات المعنية، إلى حسم ملف الأراضي، ومنحهم حقوقهم أسوة بزملائهم السابقين الذين تم تمليكهم أراض سكنية.
**************
مواساة
الرفيق العزيز عادل حبه (ابو سلام) والعائلة الكريمة..
بمزيد من الحزن والألم تلقينا نبأ وفاة شقيقتكم، الشخصية الوطنية والاجتماعية المربية الفاضلة السيدة فخرية محمد حسن حبه، وذلك عن عمر تجاوز المائة عام بعد معاناة مع اصابتها بجائحة كورونا.
وفي هذه المناسبة الأليمة نتقدم بأحر التعازي اليك وللعائلة الكريمة، من أبناء وأشقاء الفقيدة، والى محبيها واصدقائها الكثر في الوطن وخارجه، متمنين لكم الصبر والسلوان، وللراحلة الذكر الطيب دوما.
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا
***
تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، الفقيدة (ام فراس) ارملة الرفيق نعيم جمعة وزوجة اخ الشهيد طالب جمعة وعبد الكريم جمعة ووالدة الرفيق نبراس وخالة الرفيق فراس عبد الامير التميمي. لها الذكر الطيب ولعائلة آل محيل وآل شلاش واسرتها الصبر والسلوان.
***
الرفيق العزيز طالب خضير شناوة ( أبو منار ).. العائلة الكريمة..
نشاطركم الألم والحزن بفقدان الأخ الأكبر، د. عبد الأمير خضير شناوة (أبو حيدر)، بعد معاناة من المرض.
المواساة لكم جميعاً في محنة الفقدان المؤلمة، والذكر الطيب للفقيد أبو حيدر.
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
***
تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، الرفيقة ساهرة عبد الأمير (ام بشار) بوفاة أخيها عايد عبد الامير. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.
***
*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيق طالب كاظم (ابو مشتاق)، الذي توفي بعد معاناة مع المرض. والفقيد من الشيوعيين الذين واكبوا العمل النضالي في خمسينيات القرن الماضي. وقد اعتقل عدة مرات بسبب مواقفه الوطنية وظل وثيق الصلة بالحزب مساهما في نشاطاته وفعالياته حتى ساعاته الاخيرة. للفقيد الذكر الطيب ولرفاقه وعائلته خالص العزاء والمواساة.
***
الرفيق العزيز سعدي النجار والعائلة الكريمة..
بحزن عميق تلقينا نبأ وفاة شقيقك في العراق عبد اللطيف النجار، الشخصية الوطنية والديمقراطية، الذي عمل مبكرا في صفوف حزبنا الشيوعي والحركة الوطنية العراقية وكان احد المقاومين الابطال لانقلاب شباط الاسود في الكاظمية ومن الوطنيين الذين ناضلوا طويلا من اجل كادحي العراق وظل لصيقا بعلاقة طيبة مع حزبنا طيلة حياته.
نتقدم إليك وللعائلة الكريمة، بأحر التعازي ومشاعر المواساة بهذا الفقدان والخسارة المؤلمة، متمنين لكم الصبر والسلوان وللفقيد الذكر الطيب.
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا
***********
الصفحة السادسة
ذكريات
من أيار بعيد
احسان جواد كاظم
مرّت عدة أشهر على انتسابي لمعهد تعلم اللغة في مدينة (ووج) العمالية تحضيراً لإكمال دراستي في احدى جامعات بولونيا الشعبية عام 1984. مدينة ووج العمالية ذكرها لينين في كتاباته وكذلك روزا لوكسمبورغ باعتبارها معقلاً من معاقل الحركة العمالية البولونية حيث تنتشر فيها معامل النسيج ولازالت تحتفظ بين جدرانها بقصص نضالات بطولية ضد الرأسمال.
فاجأنا أول أيار بانهمار غير متوقع لثلج كثيف، نحن الآتين من بلاد الدفْء،..أعطى للكرنفال رونقاً اضافياً. فقد انتشرت لافتات تحيي المناسبة بألوان زاهية وأعلام حمراء ترفرف في سماء المدينة ومجاميع المحتفلين من شيب وشباب وفاتنات يوزعن زهور الخزامى الحمراء على الناس.
كنا ثلة من الشباب العراقي المندفع الناجي من بين أنياب فاشية البعث... يحدونا الأمل بالتفوق العلمي والعودة لوطن حر لخدمة شعبه. فكان منا عبد الزهرة البصراوي الأسمر وجمال الآتي من حارات الاعظمية وكاكا صباح ابن كردستان ثم نشأت السرياني من قصبة ديانا قرب راوندوز واحسان التركماني وزوجته وسليم الجنوبي السحنة الباسم ابداً وراضي ابن مدينة الثورة، وعلاء السامرائي وزوجته القادمة من الناصرية ويحيى المندائي حفيد سومر الدارس في اكاديمية سينما ووج، ثم أنا ابن النجف عاشق بغداد... باختصار كان قوس القزح العراقي حاضراً رغم الثلوج، أما القلوب فكانت عامرة بدفء حب العراق.
بدأت المسيرة من أحد شوارع المدينة المهمة “شارع الجيش الشعبي البولوني” مروراً بشارع البتروكوفسكا التأريخي لتنتهي بساحة الحرية. مظاهر الفرح تعم المكان. موسيقى.. ورود الخزامى.. كركرات أطفال.. رقص.. هتافات.. طيور سلام بيضاء.
كنا قد تهيّأنا للمناسبة بلافتات تحيي الطبقة العاملة العراقية والبولونية والسلام العالمي وبيانات تدعو لإيقاف الحرب العراقية الإيرانية واسقاط الدكتاتورية والبديل الديمقراطي.
كانت أجواءً احتفالية مفعمة بمشاعر الأخوة الأممية...فكان بجنبنا الرفاق اليونانيون وعدة رفاق من راكاح ورفيق مغربي وليس بعيداً عنا رفاق من أمريكا اللاتينية وزوو النيجيري المرح ويوسف السنغالي عاشق الشيوعيين العراقيين وأحمد الفلسطيني القادم من لبنان وفاركيس ورفاقه من الهند.
وفي غمرة أجواء البهجة هذه كان هناك مكان للمنغصات. فقد تقاطرت شراذم اتحاد طلاب السلطة الإرهابي بدفع من سفارة النظام تنظر إلينا شزراً وتتوعدنا... يتفرسون بملامحنا.. يصورونا لمعاقبة أهالينا في الوطن.. ينفثون سموم العداء للشيوعية بلكنة فاشية.
كان زملاؤنا ورفاقنا قد حذرونا من محاولات استفزاز قد يمارسها أزلام السفارة وعدم الانجرار اليها. كم كان بودنا إشباع غليلنا منهم، لكن التعليمات كانت صارمة.. عدم الانجرار الى استفزازاتهم احتراما لأصول الضيافة التي غمرنا بها الشعب البولوني.
وأول من لاحظ تحرشاتهم كان الرفاق من الشبيبة الشيوعية اليونانية، فجاؤا الينا وأبدوا استعدادهم لمعاقبتهم أشد عقاب بإشارة واحدة منا، ثم انضم إليهم شباب راكاح وزجروهم فانسلّوا خائبين.
توقفت طفلة بولونية بجدائل شقر أمام إحدى لافتاتنا التي كتبت باللغة العربية، بحلقت بها ثم استدارت لأمها متسائلة: ماما...ما هذه الشخابيط؟
اجابتها امها وهي تنظر الينا مع ابتسامة اعتذار: مكتوب هنا...عاشت الحرية!
**********
احتفلوا وهنأوا ورفعوا شعارات
الشيوعيون العراقيون يحيّون العمال في عيدهم العالمي
طريق الشعب – خاص
في مناسبة عيد العمال العالمي، الأول من أيار، أقامت منظمات الحزب الشيوعي العراقي في بغداد والمحافظات، فعاليات ونشاطات ميدانية منوعة.
المحلية العمالية:
أعيدوا تفعيل القطاع الصناعي العام
اللجنة المحلية العمالية في الحزب، علقت لافتات تحمل شعارات صادرة عن الحزب في المناسبة، في العديد من الأماكن العامة بمدينة الحرية، وعلى أسوار “متنزه الزوراء” وجدران مقر الشركة العامة للسكك الحديد ومعمل الغزل والنسيج القطني، فضلا عن بعض أرجاء “شارع الصنايع” في مدينة الكاظمية. وحيّت اللجنة المحلية، عبر الشعارات، الطبقة العاملة في عيدها، داعية الحكومة إلى إعادة القطاع الصناعي العام للعمل، وتأهيل القطاع الخاص، ودعم المنتج الوطني وحمايته، فضلا عن تلبية مطالب القوى العاملة. وفي نشاط ميداني آخر، وزعت اللجنة المحلية نسخا من البيان الصادر عن الحزب في المناسبة، على العديد من أصحاب المحال وعمال الورش الصناعية والمعامل، في الأحياء الصناعية بـ “شارع الشيخ عمر” ومنطقتي “كسرة وعطش” وبغداد الجديدة.
شيوعيو الكرخ الأولى يرفعون الشعارات
من جانب ذي صلة، رفعت منظمات الحزب التابعة إلى اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، لافتات تحمل شعارات تحيي الطبقة العاملة في عيدها.
ورفعت المنظمات، الشعارات في العديد من الأماكن العامة في المنصور والصالحية والشعلة والحرية والكاظمية.
شيوعيو الشطرة يساندون حقوق العمال
وفي السياق، رفعت اللجنة المحلية للحزب في قضاء الشطرة، لافتات تحمل شعارات صادرة عن الحزب في المناسبة.
وعلقت اللجنة المحلية، الشعارات التي تحيي الطبقة العاملة وتساند مطالبها وحقوقها، في العديد من الأماكن العامة بمركز القضاء. كما وزعت على المواطنين، نسخا من البيان الذي أصدره الحزب في المناسبة.
شيوعيو كربلاء يقدمون وجبة إفطار للعمال
دعت اللجنة المحلية للحزب في محافظة كربلاء، عمال الخدمات في البلدية، إلى وجبة إفطار نظمتها في مناسبة عيد العمال العالمي.
واعتادت اللجنة المحلية سنويا في هذه المناسبة، أن تقيم احتفالا جماهيريا، إلا أنها قررت هذا العام، احترازا من جائحة كورونا المتفشية، تحويل نفقات الاحتفال إلى وجبة إفطار توزعها على العمال، وذلك بالتعاون مع ادارة اعلام مديرية بلدية كربلاء، التي وجهت الدعوة من جانبها إلى أكثر من مائة عامل.
ووزع الشيوعيون، مع وجبة الإفطار، نسخا من البيان الصادر عن الحزب في المناسبة.
شيوعيو النجف يقيمون حفلا
أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أول أمس السبت، حفلا في مناسبة عيد العمال العالمي.
أدار الحفل، أحمد الجنابي، داعيا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الوطن والحركة النقابية.
بعدها ألقى سكرتير اللجنة المحلية، الرفيق كريم بلال، كلمة في المناسبة حيّا فيها العمال بعيدهم العالمي، مستذكرا “التاريخ المجيد لطبقتنا العاملة العراقية، ومآثرها وتضحياتها ومساهماتها البارزة في دعم ثورة 14 تموز 1958”.
وفي سياق الحفل، قلدت اللجنة المحلية نخبة من مناضلي الطبقة العاملة والنقابيين، وساما باسم الشهيد الخالد سلام عادل. فيما صدح الرفيق عليوي الميالي، بباقة من الأهازيج في المناسبة، أعقبه الرفيق حسين حموزي بإلقاء عدد من قصائد الشاعر الكبير الجواهري.
ووزعت اللجنة المحلية، سلات غذائية على العديد من العمال والعائلات الفقيرة التي تضررت بسبب جائحة كورونا.
شيوعيو الديوانية يزورون اتحاد نقابات العمال
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب في محافظة الديوانية، مقر اتحاد نقابات العمال في المحافظة، ليقدم التهاني في المناسبة.
وكان في استقبال الوفد، الذي ضم سكرتير اللجنة المحلية الرفيق حمزة سوادي وعددا من رفاقه، رئيس الاتحاد ونائبه.
ومن جانب ذي صلة، رفع شيوعيو الديوانية لافتات تحمل شعارات صادرة عن الحزب في المناسبة، في العديد من الأماكن العامة وسط الديوانية. وقد ساهم في توفير الشعارات ونشرها، العديد من عائلات شهداء الحزب.
توزيع بيان الحزب في الحلة
نظمت لجنة الشهيد قيود كاظم الجاسم الأساسية التابعة إلى لجنة الشهيد حيدر القبطان الفرعية للحزب في محافظة بابل، جولة إعلامية راجلة في “مدينة الثورة” بمركز مدينة الحلة.
ووزع المشاركون في الجولة، على العمال والمواطنين الآخرين، نسخا من البيان الصادر عن الحزب في مناسبة عيد العمال العالمي.
كذلك رفع شيوعيو بابل، في مركز مدينة الحلة وعدد من مدن المحافظة، لافتات تحمل شعارات تطالب بإنصاف العمال وإقرار القوانين التي تمنحهم حقوقهم.
وفي سياق متصل، زار اتحاد نقابات عمال بابل، العديد من العمال في أماكن عملهم، وهنأهم بعيدهم ووزع عليهم الورود.
شيوعيو ألقوش يوزعون بيان الحزب
شكلت منظمة الحزب في بلدة ألقوش بمحافظة نينوى، فرقا جوالة جابت الأسواق والأماكن الصناعية والتجارية في بلدتي ألقوش وتللسقف، سيرا على الأقدام.
ووزعت الفرق، على العديد من العمال وأصحاب المحال التجارية والورش الصناعية، نسخا من البيان الصادر عن الحزب في مناسبة اليوم العالمي للعمال.
*********
المحاويل وعيد الأول من أيّار ١٩٥٩
صادق حسن النداوي
في كل عام يحتفل الشيوعيون العراقيون والطبقة العاملة، مشاركين عمال العالم وحركات التحرر الوطني في عيد العمال العالمي.
وكان أول احتفال جماهيري في العراق، هو الاحتفال بالأول من أيار الخالد ١٩٥٩ بعد انتصار ثورة تموز ١٩٥٨ الخالدة، حيث شهدته كافة المدن وشاركت فيه جماهير غفيرة، ومنها جماهير مدينة المحاويل، وكذلك المنظمات الديمقراطية والحزبية والمهنية.
وفي الصباح الباكر من ذلك اليوم تجمعت الجماهير الشعبية في المحاويل من عمال وفلاحين وشبيبة وطلبة ورابطة المرأة ومثقفين من القرى والأرياف التابعة لها. وكنت من المشاركين وعمري ١٤ سنة، على الطريق العام وكانت السيارات مزينة باللافتات والشعارات والبوسترات المناسبة. وكانت جماهير المدن تستقبل المسيرة ا بالتصفيق والترحيب.
وصلت السيارات الى مكان التجمع، وعرفت انها الباب الشرقي (لأني لأول مرة اصل بغداد).
ما أجمله من يوم وما أجملك يا بغداد حيث كانت حمامات السلام تغطي السماء، والصور والشعارات تزين الجدران. انطلقت المسيرة في شارع الرشيد كما قيل لي. الهتافات والتصفيق والزغاريد تخترق الفضاء والسيارات الكبيرة تجر العربات التي يقام عليها شتى الفعاليات الشعبية من قبل كل نقابة عمالية وفلاحية بينها رقصات كردية وعربية وفعاليات للمرأة الريفية والحضرية بكافة مجالاتها المهنية.
عندما وصلنا وزارة الدفاع تعالت الهتافات والتصفيق، وإذا بالزعيم عبد الكريم يطل من شرفة قاعدة التحية يحيي الجماهير وخلفه الشهيد البطل وصفي طاهر..
بعد منتصف الليل عدنا إلى المدينة في ساعة متأخرة من الليل، تغمرني السعادة والفرح.
وكان أجمل وأسعد يوم في حياتي وكان أولى خطواتي لمسيرتي في طريق نضال حزب الطبقة العاملة وكل الكادحين من شغيلة اليد والفكر. وعرفت شارع الرشيد شارع المظاهرات والاحتجاجات.
المجد والخلود لأولئك المناضلين الشهداء الذين خطوا بدمائهم مسيرة الحزب الشيوعي الطويلة، طيلة سبعة وثمانين عاما.. وهنيئا للطبقة العاملة العراقية والعالمية والمجد لشهداء الطبقة العاملة.
**********
الصفحة السابعة
الحركة النقابية الأمريكية تصارع التوجهات المعادية لحقوق العمال
كمال يلدو
تواجه الحركة العمالية الأمريكية، ممثلة بنقاباتها واتحاداتها المهنية تحديات جمّة مع دخول العالم مرحلة العولمة وإحلال الإنسان الآلي محل البشر في الدورة الانتاجية، إضافة إلى التطورات التقنية الهائلة التي شهدتها وحدات الانتاج باعتماد أساليب ومعايير تتيح لأرباب العمل الاستغناء عن الأعداد الكبيرة من العمال والاعتماد على عدد أقل، مما يوفر أرباحا أكبر للشركات، ناهيك عن التشريعات التي راعت مصالح الشركات على حساب قضم المنجزات التي حققتها الحركة النقابية على مدى عقود من النضال، وجاءت أزمة (كورونا) لتزيد معاناة الطبقة العاملة أكثر، وكانت الحصيلة إما بتوقف عمل بعض الشركات أو تقليص ساعات عملها أو حتى انهاء عقود الكثير من الشغيلة.
أمام هذه الصورة المعتمة تحدث البروفيسور وكبير الاقتصاديين في (آي اف ال ـ سي آي او) أكبر الاتحادات المهنية الأمريكية في مقابلة أجريت معه بداية العام ٢٠٢١ وقال: مع كل الصعوبات وحالات الإحباط والحرب النفسية على النقابات، إلا أن هناك ظاهرة مهمة تتجلى بزيادة الوعي لدى الشباب اليوم بأهمية إحياء العمل النقابي وتعضيد الموجود منه الآن، لأنه هو الضامن الحقيقي لحقوق العمال والشغيلة في كل حقول الانتاج والخدمات القائمة اليوم، وهذا الوعي لدى الشباب تجاوز موقف ذويهم الذين أجبروا على الوقوف ضد العمل النقابي في العقود القريبة الماضية.
وقد اثبتت الوقائع التي عاشتها أمريكا مع انتشار جائحة (كورونا) بأن العمال الذين كانوا منتظمين في النقابات، هم الأوفر حظاً بالحفاظ على مهنهم، وأن النقابات لم تكن تهتم فقط بمناقشة رفع الأجور وزيادة مكاسب العمال فحسب، بل ساهمت بإيجاد مناخ أفضل للتعامل المشترك بينهم وبين الإدارات في ظل الظروف الاستثنائية القاهرة، ومنها جائحة (كورونا)، ووجود مثل هذا المناخ مكّن الشركات من الخروج بنتائج أفضل من قريناتها.
وأضاف قائلاً: نعم، شهدنا تراجعا خطيراً في أرقام العمال المنخرطين في النقابات، إذ وصل عددهم عام ٢٠٢٠ إلى (٧،٢ مليون عامل وبنسبة ١٠،٨٪ من قوى العمل)، ولعل من الأسباب المهمة لذلك، هي تبعات العولمة، وغلق الكثير من الشركات أو ترحيلها للدول الفقيرة، إضافة إلى التشريعات المعادية للتنظيم النقابي ومنها (قانون حق العمل) الذي يشجع العمال غير المنتظمين بالنقابات، ويحارب العمال النقابيين، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية المتتالية واختلال النسبة بين العرض والطلب في سوق العمل، والاستفادة من الدماء الشابة العطشى للعمل حتى بأجور أقل من أجور الأجيال التي سبقتها.
لكن، هذه الازمات أحدثت طفرة في الوعي أيضا تجلى في التطور النوعي لكفاءة العمال، ما منحهم امتيازات في تحدي بعض أرباب العمل الذين كانوا يعاملون الشغيلة كآلات وليس كبشر، وهذا تجلى في حركات عمالية جنينية ناهضة اليوم وخاصة في حقل عمال (تكنلوجيا المعلومات) مثل شركة ـ آبل للاتصالات والكومبيوترات، ومحاولات بشركة (كوكل) ايضا، وأصداء هذه التحركات تجد انعكاساتها في محاولات جادة لتأسيس النقابات في (شركة وول مارت/ أكبر شركة للعمال في امريكا بحجم ٢،٣ مليون عامل و موظف) و(شركة أمازون للخدمات/ ثاني أكبر شركة للعمال بحجم ٩٥٠ الف عامل و موظف) و(شركة اوبر لخدمات التوصيل) وحتى في مطاعم الوجبات السريعة مثل (ماكدونالد).
ومن الأمثلة الصارخة على محاربة التنظيم النقابي ما جرى في مؤسسة (أمازون) بولاية آلاباما، حيث جرى التصويت على تأسيس نقابة للعمال هناك في يوم ٨ نيسان ٢٠٢١، شارك فيها ٥،٨٠٠ عامل وكانت نسبة الإقبال ٥٥٪، لكن صاحب العمل طعن بالنتائج، وشكك بالكثير من بطاقات التصويت والأمر الآن بيد القضاء!! هذا واحد من الامثلة.
يمضي الأستاذ وليم سبركس بالقول: لقد جرى تجريد العمال من الكثير من المنافع في السنوات الأربع الماضية (ولاية ترامب)، واختلت العلاقة بين إدارات العمل والعمال متمثلة بعدم احترامها لإرادة العمال ومحاربتهم بشتى الطرق. فيما تعرضت حياتهم الاقتصادية للخطر نتيجة لذلك، ما دفع المزيد من العمال للهجوم بدلا من الدفاع لاستعادة حقوقهم المسلوبة، ويأتي التنظيم النقابي كأهم هذه المؤشرات.
ومن المفيد التذكير بأن الإخفاق في الحفاظ على حقوق الشغيلة تتحمله جهتان، الأولى هي الحركة النقابية وما أصابها من خلل وتقلص، والثانية هي الحكومة وقوانينها المشبعة بالثغرات والتأويلات، ما جعلت من عملية تشكيل النقابات امرا مستحيلا في بعض الحالات.
ويُكمل الحديث: ويمكننا اليوم التعويل على الرئيس (بايدن) وإدارته، وعلى سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ في تشريع قانون (حماية العمل ـ برو آكت) والذي قدِّم لمجلس النواب العام الماضي، هذا القانون الذي نعول عليه في تحديث قوانين العمل في البلاد، والتخلص من العديد من التشريعات المعادية للنقابات العمالية التي جرى سنّها في العقود الثمانية الماضية.
اننا بحاجة إلى (قانون حماية العمل) خاصة في حقل العمل الخدماتي والذي ازدهر على حساب حقل العمل الانتاجي سابقا، وبشكل خاص للعمال الذين لا يمتلكون مهارات كثيرة.
أما الفيلسوف والمؤرخ الناشط الامريكي (نعوم جامنسكي)، فإنه وفي عمر ٩٢ عاما، مازال في أوج نشاطه وحيوته والتي تجسدت مؤخرا بإصداره آخر كتبه (نداء جامنسكي للنشطاء) والذي يمثل دعوة لحملة الأفكار التقدمية للعمل الحثيث على إعادة الحياة والروح للحركة النقابية، أمل الطبقة العاملة في الحياة المستقرة، ويقول : إن البلاد، والمجتمع والطبقة العاملة تواجه أخطاراً كارثية وجسيمة ولعل أهمها هو مخاطر البيئة، والتغيرات المناخية، والحروب وسباق التسلح والعولمة بكل مخاطرها، فهل سننجح بالحفاظ على الحياة على وجه الأرض أم إننا ماضون للفناء والانقراض!
نعم، ليس في عالمنا اليوم حركات ثورية كما عرفناها سابقا، لكن مستوى وعي الشعوب والحركات المدنية أكبر بكثير من حركات التحرر التي سبقتها، إن البشرية تمضي بثبات نحو الحرية ومحاربة الاستبداد والتمييز والحروب.
إن دعوة الفيلسوف جامنسكي هذه، إنما تفتح الآفاق واسعة ورحبة أمام الحركة العمالية والنقابية في البحث عما هو جديد ومفيد للمجتمع. ولعل العمل المشترك مع منظمات البيئة، والاهتمام بالتقنية الخضراء والتبدل المناخي سيوفر أرضية لدفع قطاعات أكبر من المجتمع ليس لتبني هذه المطالب فقط، بل للعمل التضامني ايضا.
***
مطالب عمالية ملحة
ريسان حسين
في لقاء مع الرفيقين عبد الرزاق سعيد، رئيس اتحاد نقابات عمال محافظة كركوك، وجمال عبد الجبار أكرم رئيس النقابة العامة للعاملين في قطاع النفط والغاز في المحافظة للحديث عن الأول من آيار ودور عمال كركوك في النضال الوطني والطبقي، في البداية حيّا رئيس الاتحاد عبد الرزاق سعيد الأول من أيار، ومستذكرا نضال عمال نفط كركوك في ملحمة كاور باغي البطولية عام 1946 وكيف تمكن العمال من الانتصار على شركة نفط الشمال المحدودة...واستطرد قائلا إن للطبقة العاملة دورا رياديا في كل الفترات التي مرت بها المحافظة وحتى الآن ...رغم الظروف المعقدة التي تعيشها المحافظة لكنها ساهمت مع منتفضي تشرين الأول عام 2019 ورفعت شعارات الانتفاضة الوطنية والمطلبية كما ساهم عمال العقود في كهرباء كركوك أيضا مطالبين بحقوقهم وكذلك عمال بلدية كركوك وإضراب المهندسين والخريجين المحاضرين أيضا والتي تصب جميعها في مغزى ثورة تشرين.
اما الرفيق جمال عبد الجبار فقد أكد أن العاملين في القطاع النفطي كانوا المبادرين في تظاهرة حاشدة يوم 11 /2 /2011 أي قبل انتفاضة يوم 25 شباط 2011 ورفعوا شعارات عديدة وجميعها تمس حياة العاملين في قطاع النفط والغاز وبسببها تم توجيه عقوبة نقل لرئيس النقابة وقد تحققت بعض المطالب العمالية. وعن قرار (150) الذي حول العمال إلى موظفين وجردهم من صفتهم الطبقية ومنع العمل النقابي في القطاع العام (الحكومي) منذ 1987 واستمرار الحال حتى بعد عام 2003 ، وبعدها تم اصدار قانون العمل النافذ رقم (37) لسنة 2015 والذي هو الآخر لا يجيز العمل النقابي في القطاع العام، ويبدوا أن هناك تغاضيا عن اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم(87) لسنة 1948 والتي اكدت على حرية العمل النقابي في كل القطاعات وصادق عليها مجلس النواب وتم التوقيع عليها من قبل الحكومة ..المفروض أن تكون حرية العمل النقابي سارية المفعول ..ولكن لم يتم العمل بها وهناك اتفاقية منظمة العمل العربية والعراق موقع عليها إلا أنها مجمدة.
- وعن الانتخابات العمالية قال عبد الرزاق سعيد بسبب إشكالية الانشطار الذي حصل قدمنا طلبا إلى مجلس القضاء ليعين قاضيا للإشراف على الانتخابات.. إلا أن الرد كان سلبيا استنادا إلى قرار اللجنة المشكلة في زمن النظام المنحل والتي تؤكد على شرعية الإشراف على اتحاد واحد.
وأوجز الرفيقان مطالب العمال بما يلي:
-1 إلغاء كافة القرارات التي صدرت والتي تتعارض والمسيرة الديمقراطية والحريات النقابية ومنها قرار (150) وقرار (7850) الذي صدر في زمن حكومة ابراهيم الجعفري.
-2 حرية التنظيم النقابي في القطاع العام وحسب قانون رقم (87) الدولي والذي صادقت عليه الحكومة العراقية وصدر قانون من مجلس النواب ولم يتم العمل به ونطالب بتنفيذه.
-3 كما نؤكد على توجيهات وتعليمات وزير العمل الحالي والتي اشار فيها الى أن الوزارة على مسافة واحدة من كل الاتحادات والنقابات هي عين الصواب وتمثل العدالة ونطالب بتنفيذها.
-4 الغاء قانون التنظيم النقابي رقم (52) لسنة 1987 والذي يؤكد على تنظيم نقابي واحد وإصدار قانون تنظيم نقابي يؤكد على تعددية الاتحادات والنقابات.
-5 مطالبة رئيس الوزراء توزيع الاراضي على المنتسبين والعاملين في القطاع النفطي.
-6 ادخال المكائن والآلات الحديثة لرفع انتاجية النفط في حقول الإنتاج.
-7 ان يتم توزيع الوظائف على أساس الكفاءة والخبرة والنزاهة وليس على أساس المحاصصة والمحسوبية والمكونات.
********
الضمانات الاجتماعية للطبقة العاملة
في برنامج الحزب الشيوعي العراقي
د. مزاحم مبارك مال الله
تواجه العمال في حياتهم العملية، مشاكل حقيقية متمثلة بالبطالة والعجز الناجمة عن العمل والشيخوخة، وهذه المشاكل لا تخصهم كأفراد لوحدهم، إنما تنعكس على عائلاتهم بكل تأكيد. ويسعى الحزب الشيوعي العراقي من خلال برنامجه (المقر في المؤتمر العاشر كانون أول 2016) الى ان يطرح تلك المشاكل وعواقبها والحلول لتلافيها، تحت عنوان واسع وكبير وهو “الضمانات الاجتماعية” كون المشاكل التي يتعرض لها العمال جراء العمل انما لها مردودات اجتماعية قاسية. ويبدو ان التقدم بالعمر وما يترتب على مرحلة الشيخوخة من تراجع في قدرة العامل على تقديم الأفضل بالمقارنة بعمر الشباب وهو امر طبيعي جدا، فإن ذلك ربما يكون سبباً في الاستغناء عن خدماته أو أنه لم يعد قادراً على العمل والإنتاج.
إن كل هذه الصورة تتطلب رعاية هذه الفئة من العمال وعدم اللجوء الى تركهم يواجهون مصيرهم المجهول في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة. لذا دعا الحزب الى اصدار قانون ضمان اجتماعي شامل بما فيها صناديق الإعانات المالية.
ويدعو الحزب الى (الارتقاء بالخدمات الاجتماعية، لا سيما الصحية والتعليمية والدفاع عن مجانيتهما)، في هذه الفقرة فإن الحزب يزاوج بين مبادئه بدفاعه المستميت عن حقوق ومصالح الجماهير العمالية وبين ما أقره الدستور بواجب الدولة ضمان الخدمات الصحية والتعليمية لعموم أبناء الشعب باعتبارها حقا من حقوق المواطن، بل يذهب الحزب الى أبعد من ذلك في التأكيد على مجانيتهما، وذلك انطلاقا من الإمكانيات المالية المحدودة للعامل وعائلته. ونلاحظ هنا أن التأكيد على الخدمات “التعليمية” فالمقصود في ذلك أبناء وبنات العمال.
إن دعم وتثبيت شروط السلامة المهنية للعاملين كافة وبمختلف المهن تعد اليوم احد اهم التحديات التي تواجه المنظمات المحلية والدولية المتخصصة بمثل هذا النوع من الحقوق.. فالعمال وخصوصاً في قطاعات الصناعات الثقيلة والنفطية وقطاعات انتاج مواد البنى التحتية، تعد من أكثر القطاعات التي تعاني إصابات وحوادث العمل وربما تتفاوت فيها درجات الإصابة او الإعاقة والتي تؤدي الى فقدان طاقة ومهارة بشرية، وهنا تتحمّل الجهات ذات العلاقة وكذلك الدولة مسؤولية العمال الذين يتعرضون للحوادث التي تتسبب في نسبة من الإعاقة او الإصابة التي ستحدد مهارة المصاب وتستوجب توفير وتأمين خدمات رعاية صحية مجانية سواء في المدينة او الريف.
ولا يغفل برنامج الحزب ان يؤكد على مسؤولية الدولة في توفير السكن اللائق والصحي بالعمال وعائلاتهم.
ومن اجل استمرار النضال في سبيل انتزاع هذه الحقوق وكذلك شرح برنامج الحزب الداعي لتحقيق الأهداف وتعبئة الجماهير العمالية فالبرنامج يدعو الى دعم حق العمال في التنظيم المهني والذي يضم بين صفوفه جماهير الطبقة العاملة التي تعمل على المطالبة بإصدار القوانين والتشريعات لحماية العاملين على مختلف فئاتهم.
إنّ القوانين والتشريعات التي تناضل الطبقة العاملة من اجلها، إضافة الى ما ورد أعلاه، فتشمل:
- ضمانا اجتماعيا لكبار السن وربات البيوت والارامل والايتام.
- الرعاية الصحية في الوقاية والعلاج.
- الإسراع في اصدار تشريع رعاية المعاقين منهم، وذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعرضوا للإصابات جراء العمل.
********
الصفحة الثامنة
وقفة اقتصادية
خطر التصحر
يداهم أرضنا المعطاء
ابراهيم المشهداني
يمكن التوقف عند التعريف المتداول في العديد من الدراسات الاقتصادية عن التصحر بكونه تناقصا في القدرة الانتاجية للتربة نتيجة لسوء استخدام الانسان لها أي طغيان الجفاف على الأراضي الزراعية مما ينتج عن التفاعل الدائم والمتبادل بين العوامل الطبيعية والعوامل البشرية ينعكس على شكل تأثيرات على الأنظمة الحيوية الطبيعية على المدى الطويل.
وظاهرة التصحر وإن كانت عالمية بأسبابها ومسبباتها فلها في العراق اسباب تختلف ببعض النواحي عما يجري في الدول الأخرى، فالعراق يواجه هذه الظاهرة بوتيرة متصاعدة وهو في قلب المشكلة، فإن من أسبابها نقص المياه، لكن نسبة التصحر في الاراضي المروية تصل إلى 70 في المائة وهنا تكمن الخطورة على مستقبل القطاع الزراعي وبالتالي على الاقتصاد العراقي ككل وتمتد الآثار إلى مختلف القطاعات الأخرى، واذا لم تتخذ الدولة الاجراءات المنوطة بها فإن الأراضي الصالحة ستصاب بداء التصحر كما أن الأمن الغذائي وهو المهم سيتعرض إلى نكبة حقيقية.
ومن دون شك فان تجريف البساتين والمناطق الخضراء لأغراض السكن أو أية توجهات ضارة بالزراعة أو تراجع في الانشطة الزراعية يؤدي إلى إهمال الارض الصالحة للزراعة، كما أن السياسة الزراعية والسياسة الاقتصادية بشكل عام تعد من أهم أسباب التصحر في الوقت الحاضر حيث تتوجه الحكومات المتعاقبة إلى اللهاث وراء الريع النفطي مع إهمال القطاعات الانتاجية الحقيقية، وكل ذلك يشكل مظهرا من مظاهر التدهور الواسع للأنظمة البيئية ومن ثم تقلص الطاقة الحيوية للأرض في الانتاج النباتي والحيواني وتداعياتهما على العراقيين من خلال تعريض الامن الغذائي إلى خطر محدق، والا كيف نفسر التخصيصات المالية اليتيمة التي لا تزيد عن 300 مليار دينار عراقي للزراعة في موازنة 2021 والمبالغة غير المنطقية في الإنفاق على مجالات أخرى لا تحتاج إلا إلى أقل من ثلث المبالغ المخصصة لها فأين الحصافة التخطيطية في كل ذلك ؟
إن ما أشرت اليها من أسباب إن هي الا جزء من اسباب أخرى للتصحر في ارضنا المعطاء فان 90 في المائة من الاراضي العراقية تقع ضمن المناخ الجاف وشبه الجاف وهذا المناخ يمثل حوالي 70 في المائة من مساحة العراق الكلية فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة في الصيف وقلة تساقط الأمطار في الشتاء وتفاوت كمياتها بحيث تنحصر بين 5 - 15 سم وتأثيراتهما على موت النباتات الطبيعية وبالتالي انهيار المراعي التي تعتاش عليها الحيوانات.
إن تعاظم أسباب التصحر بعواملها التخطيطية والبشرية والطبيعية تفرض على الدولة إيلاء الاهتمام الكبير باتباع سياسة زراعية علمية وكفوءة لمواجهة خطر التصحر وتداعياته على حياة العراقيين مقترحا ما يلي:
- قيام وزارة الزراعة بالتنسيق مع الجهات الساندة بالقيام بعمليات استصلاح الاراضي التي تعرضت للتصحر وتفعيل النشاط الزراعي وصيانة المراعي الخضراء من التآكل وهذه يتطلب من الحكومة زيادة التخصيصات الكافية الموجهة للقطاع الزراعي إن لم تكن في موازنة هذا العام بطريقة ما فبالموازنات القادمة.
- الشروع بوضع الخطط والتخصيصات المناسبة لتشجير المناطق المتروكة المحيطة بالأراضي الزراعية وجعلها مصدات للرياح الحية والتوزع الكفء للثروة المائية المتاحة وتقليص الهدر فيها إلى الحد الادنى.
- تشجيع الاستثمار عبر نظام المشاركة لاستغلال الاراضي المتروكة لأغراض الانتاج الزراعي والحيواني.
*******
كلفت الدولة أكثر من 600 مليار دولار
علي صاحب: المتنفذون يتعمدون تعطيل الشركات العامة.. كتباع للفاسدين
بغداد ـ عبدالله لطيف
سعت الحكومات المتعاقبة الى بيع الشركات المملوكة للدولة، بعد ان جرى تعطيلها بصورة متعمدة، واللجوء الى النفط كمصدر وحيد للواردات المالية، وتكريس الدولة الريعية الأحادية الاقتصاد. ورفض مجلس النواب، مؤخراً، المقترحات الحكومية ببيع املاكها، لتغطية العجز المالي على أثر انخفاض مبيعات النفط وزيادة النفقات الحكومية. وفي تصريح سابق أدلى به المستشار المالي لرئيس الوزراء، د.مظهر محمد صالح، فإن 72 في المائة من الشركات الحكومية لا تحقق ارباحاً، فيما اشار الى ان الشركات المربحة هي التي تعمل في القطاع النفطي.
شركات خاسرة
وقال صالح، إن “72 في المائة من شركات القطاع العام خاسرة، ويتقاضى نحو 400 ألف من العاملين فيها، منحا حكومية شهرية، على شكل رواتب، دون أداء أعمال منتجة منذ العام 2003”.
وأضاف المستشار في تصريحه، أن “من بين 173 شركة عامة أو مملوكة للدولة، لا يوجد منها سوى 28 في المائة تعمل وتحقق أرباحا، و72 في المائة الباقية تعد شركات خاسرة”.
وبين صالح أن “وزارة المالية حاولت تشغيل المعامل الحكومية وشركاتها ومصانعها المتوقفة بعد أن مدتها برؤوس أموال تشغيلية على شكل قروض مصرفية حكومية، لكن لم يتحقق شيء يذكر على أرض الواقع، وذهبت الأموال سدىً، والتي تقدر قيمتها بنحو 16 ترليون دينار عراقي”.
وتابع بقوله: إن “تلك القروض والأموال لم تستطع تحريك عجلة الإنتاج ورفع الإنتاجية وتعظيم كفاءة الإنتاج لاسيما في الشركات الصناعية التي تزيد على 80 في المائة من الشركات المملوكة للدولة، وبقيت القروض بسبب كفالتها سياديا من قبل الحكومة العراقية جزءا لا يتحزأ من إجمالي المديونية الحكومية الحالية، وتحسب معها حتى اللحظة”.
وأردف المستشار المالي، أن “الحكومة العراقية الحالية في إطار ورقة الإصلاح البيضاء التي تبنتها في العام الماضي كمنهج إصلاحي اقتصادي، تعمل على تحويل الشركات الخاسرة المملوكة للدولة المتوقفة أو المتلكئة عن العمل إلى شركات رابحة ومنتجة لزيادة الناتج المحلي الإجمالي للعراق، وتقليل الخسائر الفادحة التي يتكبدها الاقتصاد العراقي”.
محاولة تصفية الشركات الحكومية
وذكر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق علي صاحب، في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان “من المؤسف ان يجري الان الحديث بشكل علني عن امكانية بيع مؤسسات الدولة وشركاتها”.
وقال صاحب، إن نتيجة هذه الخطوة ستكون معروفة مسبقا “حيث ستباع هذه الشركات باسعار بخسة الى الفاسدين، بعد ان جرى تعطيلها بصورة متعمدة”.
وأضاف عضو اللجنة المركزية للحزب، ان “على مدى الأعوام الماضية، ادت السياسة الاقتصادية والخيارات التي اعتمدت، إلى تعميق السمة الاحادية للاقتصاد العراقي، وازدياد اعتماده على العائد النفطي، الذي يمثل في المتوسط أكثر من 90 في المائة من ايرادات الموازنة، وانحسار القدرات والنشاطات الإنتاجية، وهو ما انعكس في تراجع مساهمة قطاعات الصناعة التحويلية والزراعة وأنشطة الخدمات الإنتاجية، التي لا تمثل مساهمتها مجتمعة اكثر من 10 في المائة”. وزاد صاحب انه “بعد التغيير اطلقت سلطة الاحتلال عملية تحويل بنية الاقتصاد العراقي الذي يحتل فيه قطاع الدولة وشركاته الحكومية والمختلطة دورا مهماً، إلى (اقتصاد سوق)، بدأ بإزالة جميع القيود عن التجارة الخارجية، وفتح الأسواق العراقية أمام تدفق السلع الأجنبية دون عوائق”.
وبيّن أن “سلطة الائتلاف المؤقتة والحكومات التي اعقبتها عملت على إصدار التشريعات التي تيسر تمويل التجارة والحركة الحرة لرؤوس الأموال، التي كانت تتجه نحو الخارج بصورة شرعية وغير شرعية، وتلازمت هذه الوجهة مع توجه نحو تصفية الشركات العامة الصناعية، عبر عدم تأهيلها والإبقاء على قدراتها الانتاجية معطلة، تمهيداً لخصخصتها، الامر الذي ادى إلى الانحسار المتواصل للأنشطة الانتاجية الصناعية”.
شركات غير نفطية رابحة
فيما علّق الخبير الاقتصادي، ابراهيم المشهداني، لـ”طريق الشعب”، على الاحصائيات التي قدمها المستشار المالي لرئيس الوزراء بقوله: انه “لا توجد احصائية دقيقة عن عدد الشركات المعطلة عن العمل، لكن الارقام التي تحدث عنها، قريبة للواقع”. وعقّب الخبير الاقتصادي على تصريح المستشار، الذي اكد فيه ان الشركات النفطية هي الوحيدة التي تحقق ارباحاً، حيث اكد المشهداني في معرض حديثه ان “هناك شركات اخرى خارج القطاع النفطي، تحقق ارباحا منها شركات النقل والتجارة”.
وأضاف ان “الشركات الحكومية موزعة على عدة وزارات للنقل والنفط والاتصالات والتجارة. وان قسما منها يحقق ارباحاً وقسما آخر يكون خاسراً، والثالث هو قطاع مختلط”، مبيناً انه “من غير المعقول ان تقوم الحكومة بخصخصة 72 في المائة من الشركات الحكومية، وتضعها بيد المستثمرين، وفقاً للورقة البيضاء”.
وأكد المشهداني أن “الدولة معنية بتطوير وانجاح الشركات الحكومية، لان انشاءها كلّف الدولة 600 مليار دولار ومن غير المنطقي التفريط بها”، مشدداً على ضرورة ان “تفرض الدولة جهدا عن طريق التخصيصات الاستثمارية الموجودة في الموازنة، من أجل اصلاح هذه المؤسسات إدارياً وتقديم الدعم لها، وتطوير بناها التحتية، كونها تمثل جوهر الاقتصاد العراقي”.
وأردف قائلاً “اننا لا نملك قطاعا خاصا منظما، وهو يقتصر على التجارة فقط، اما القطاعات الانتاجية الاخرى فكلها متوقفة عن العمل”.
********
مواطنون: اين هي منتجات “صنع في العراق” ؟
حركة محدودة للمتبضعين في الاسواق الشعبية خلال رمضان
بغداد - طريق الشعب
تزدحم الأسواق بالمتبضعين عادة خلال شهر رمضان من كل عام، الا ان واقع الحال هذا العام جاء على غير العادة. فالكثير من الناس اكتفى بتوفير ما يسد حاجته قبل شهر رمضان، او اكتفى بما هو متوفر في المنزل، معتبرا ان ارتفاع نسب الفقر، التي تعززت كثيرا بعد ارتفاع الاسعار، احد الاسباب الرئيسية لضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين.
المواطن حيدر صالح، وهو صاحب اسواق لبيع المواد الغذائية في منطقة الزعفرانية قال لـ”طريق الشعب” ان “حركة التبضع خلال شهر رمضان هذا العام انخفضت بشكل كبير بالمقارنة مع العام الماضي، على الرغم من استمرار جائحة كورونا للعام الثاني”. وبيّن “ان ارتفاع الاسعار نتيجة رفع سعر صرف الدولار، أثّر سلبا على الحالة الاقتصادية للكثير من العوائل خاصة محدودة الدخل التي تشكل الغالب الأعم من العوائل العراقية، فضلا عن التراجع الكبير في الواقع الصحي والانتشار المخيف لفيروس كورونا”.
واشار الى ان “حركة البيع في السوق هذا العام ضعيفة مقارنة بالعام الماضي، وان البيع يقتصر على الحاجات الأساسية مثل الرز والبقوليات وبعض المواد الرئيسية في الموائد العراقية”.
ارتفاع بأكثر من الخمس
من جهته يرى المواطن جمال عبد الله وهو موظف ان أسعار البضائع، خصوصاً المواد الغذائية “ارتفعت بنسبة تتجاوز 20 بالمائة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار” ويشير الى ان “مسؤولية الغلاء تتحملها الحكومة وسياستها النقدية الخاطئة وعدم سيطرتها على السوق، وسماحها للتجار بالتلاعب بالأسعار واستغلال المواطنين”.
ونبه المواطن جمال عبدالله في رده على اسئلة “طريق الشعب” الى ان “ارتفاع الاسعار اضعف كثيرا القدرة الشرائية للموظفين وهم من ثابتي الدخل، فكيف بمن لا دخل شهريا ثابتا له ويصارع لتوفير متطلباته اليومية في ظل جحيم الغلاء والتهاون الحكومي؟”.
تجار يستغلون حاجة الناس
وفي السياق عدت المواطنة ايمان محمد وهي ربة منزل شهر رمضان هذا العام مختلفا عن السنوات السابقة، وقالت ان “المتبضعين يدخلون الى السوق ويخرجون منه اما بيد فارغة، او مكتفين بشراء ما هم بأمس الحاجة اليه لا غير”.
وأبلغت “طريق الشعب” ان “هناك كثيرا من التجار يستغلون حاجة المواطنين خلال المناسبات الى المواد الغذائية، ويعمدون الى رفع الاسعار”. وقالت موضحة انه “قبل شهر رمضان كان السمك في سوق الهوا بمنطقة الزعفرانية يباع بـسعر 4 آلاف دينار للكيلو، وأحيانا نحصل عليه بـ 3 آلاف و 500 دينار. اما اليوم فهو يباع مقابل 6 آلاف للكيلو، كما ان اسعار اغلب المواد الغذائية المستوردة مثل البقوليات شهدت ارتفاعا ملحوظا”.
وبخصوص مفردات الحصة التموينية افادت المواطنة ايمان انها “لا تسد شيئا من متطلبات العائلة العراقية، خاصة وانها تقتصر على ثلاث مواد رديئة النوعية لا اكثر”.
اين هو المنتج المحلي؟
من جانبها طالبت المواطنة علياء علي الجهات المعنية “بالعمل على خفض اسعار المواد المستوردة”. وقالت لـ”طريق الشعب” ان “الحكومة تتحجج باجراءات رفع سعر صرف الدولار دعما للمنتج المحلي، على الرغم من ان منتجات (صنع في العراق) شحيحة جدا وبحكم المنقرضة في السوق، وان المتوفر منها باهظ الثمن مقارنة بالمستورد”.
وتساءلت المواطنة عن المنتجات المحلية التي ترغب الحكومة في دعمها مشيرة الى ان “اغلب مصانعنا ومعاملنا متوقفة منذ عام 2003 الى يومنا هذا، والذي يعمل منها يعتمد في انتاجه على المستورد من المواد الاولية؟”.
ونبهت الى ان “ارتفاع الاسعار حدّ كثيرا من حرية المواطن في شراء ما يرغب فيه، وأجبره على الاكتفاء بتوفير ما يحتاجه، وان المتضرر الابرز من الاجراءات الحكومية غير المدروسة هم المواطنون ولا أحد غيرهم”.
وحول استعدادها لاستقبال عيد الفطر قالت المواطنة علياء:”في كل عام كنت افكر مع أطفالي بما نطمح لشرائه من زينة العيد والحلويات وغيرها، اما اليوم فلا رغبة لنا بذلك خاصة وان هناك بوادر لفرض حظر شامل للتجول خلال ايام العيد”، قائلة ان العيد هذا العام سيقتصر على مجرد تبادل التهاني هاتفيا”.
هذا فيما لفت عضو اللجنة المالية البرلمانية جمال جوكر في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” الى ان “ أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية والاستهلاكية ارتفعت بنسبة 30 بالمائة، رغم أن الزيادة في سعر صرف الدولار هي 18 بالمائة فقط”.
***********
الصفحة التاسعة
استمرار احتكار حق الملكية
أرباح شركات انتاج اللقاح تكفي لتلقيح سكان افريقيا
رشيد غويلب
وزعت شركات الأدوية العملاقة فايزر وجونسون آند جونسون وأسترا زينيكا لمالكي الأسهم فيها 26 مليار دولار كأرباح وإعادة شراء أسهم العام الفائت، على الرغم من ذلك تتلقى هذه الشركات تمويلا عاما ضخما، لإنتاج لقاحات مضادة لكورونا. كتبت منظمات أوكسفام وامرجنسي غير الحكومية الى اجتماعات المساهمين في الشركات الثلاثة: انه “مبلغ يكفي لتطعيم 1.3 مليار انسان، يمثلون جميع سكان إفريقيا”.
و المنظمتان جزء من “تحالف لقاح الشعب العالمي”، وهو تحالف من منظمات وناشطين يعملون لضمان التعامل مع اللقاحات المضادة لكورونا باعتبارها منفعة عالمية عامة، مجانًي ومتاح للجميع في جميع انحاء العالم. لكن اللقاحات المضادة نادرة ولم تتلق بلدان الجنوب سوى كميات صغيرة حتى الآن. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حصلت 10 دول على 76 بالمائة من جرعات اللقاح المتوفرة عالميا. لقد تم إجراء معظم عمليات التطعيم في دول غنية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا. وانتقد الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، توزيع اللقاح وأكد أن الأزمة العالمية تحتاج إلى استجابات عالمية. “الحل العالمي يبدأ بالتضامن”.
ولكن غاب الحديث عن تضامن دول المراكز الرأسمالية مع البلدان الأخرى في جولة المفاوضات، التي جرت في 22 نيسان في مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف، حول تعليق العمل بحق ملكية براءة اختراع اللقاحات والأدوية المضادة للوباء، بموجب مقترح قدمته الهند وجنوب إفريقيا وعشرات الدول الفقيرة. وبهذا يمكن أ إنتاج الأدوية والأجهزة بحرية في البلدان الفقيرة واوضعها بسرعة أكبر في خدمة الناس.
, وتعارض البلدان الغنية الأعضاء في منظمة التجارة العالمية حتى الرفع المؤقت لاحتكار براءات الاختراع من أجل حماية صناعة الأدوية. ويدعون بأن تعليق حقوق الملكية سيكون له تأثير سلبي على الرغبة في الاستثمار. وان المشكلة تكمن في عدم الكفاية في إنتاج اللقاح.
مفاوضات منظمة التجارة العالمية تراوح مكانها
بعد ستة أشهر من المفاوضات، وبسبب الحصار الذي تفرضه حكومات البلدان الغنية، التي تتبنى مصالح الشركات الكبرى، لم يتم تحقيق تقدم يذكر والمعلومات الواردة من جنيف تقول إن الدول الفقيرة والغنية أكدت مواقفها المختلفة في اللجنة المسؤولة لمنظمة التجارة العالمية. وقد وافق المطالبون بالتعليق مثل جنوب إفريقيا والهند من جهة، والمعارضين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جهة أخرى، على الأقل على مواصلة المحادثات. ومن المقرر أن يناقش المجلس العام، الذي يمثل هيئة صنع القرار في منظمة التجارة العالمية، الملف ثانية في أيام 5- 6 أيار الحالي.
نقد ومطالبات
د. نغوزي أوكونجو إيويالا، رئيسة منظمة التجارة العالمية الجديدة، ووزيرة المالية السابقة في نيجيريا، والتي استلمت مهام منصبها في الأول من اذار الفائت، اكدت انه يجب أن تنتج شركات الأدوية التي تصنع اللقاح ما يكفي للجميع في العالم، أو تجعل تقنيتها في متناول البلدان النامية ، “من غير المقبول” ترك البلدان الفقيرة عند “نهاية السلسلة” للحصول على اللقاحات ، و: “إنني قلقة للغاية”. ان “نوع التفاوتات التي نراه في الحصول على اللقاحات غير مقبول حقًا. لا يمكن أن تكون في وضع تعطي فيه عشرة بلدان في العالم 70 في المائة من جرعات اللقاح، وهناك دول ليس لديها جرعة واحدة.”
وذكرت نغوزي أوكونجو إيويالا: “هناك بعض القدرات في البلدان النامية غير مستغلة الآن” ، في إشارة إلى شركة استرازنيكا التي منحت تقنيتها إلى شركة تصنيع لقاحات واسعة النطاق في الهند. “معهد مصل الهند”، وان مثل هذا “الترخيص الطوعي يمكن أن ينقذ الكثير من الناس ويجب أن تحذو جميع الشركات الآخر حذوها”.
ووصف رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا تخزين اللقاحات في البلدان الغنية ورفض مشاركتها في انتاج اللقاح بأنه “فصل عنصري للقاحات”. وأشار إلى “المفارقة المؤلمة” وهي أنه في الوقت الذي تجري فيه التجارب السريرية في إفريقيا، فإن القارة تناضل الآن للحصول إلى اللقاح”.
وجاء في رسالة “تحالف لقاح الشعب العالمي” الموجهة لليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) في 9 شباط 2021: “تصوروا ما يمكننا تحقيقه معًا إذا اخترنا استخدام قوتنا الجماعية لمحاربة الوباء العالمي. يمكننا تعبئة قدرة إنتاجية جديدة واستخدام تكنولوجيا اللقاحات مع المصنعين المؤهلين في جميع أنحاء العالم. يمكننا التغلب على الندرة والتقنين وضمان الوصول للجميع”.
************
صراع الحلفاء ـ الأعداء في الحكومة الفنلندية
يوسف أبو الفوز
حالما اشتعلت نيران الصراع بين الحلفاء ـ الاعداء، الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة رئيسة الوزراء الشابة سانا مارين، وحزب الوسط بزعامة وزيرة الثقافة والعلوم أنيكا ساريكو، وهددت بانهيار الحكومة الحالية، حتى انبرى يوسي هالاــ أهو، زعيم حزب الفنلنديين اليميني المتطرف ليدلو بدلوه معلقا بكون ما يحصل ما هو إلا استعراض سياسي من قبل حزب الوسط انعكاسا للمشكلات الداخلية التي يمر بها!
ولأول مرة يجد المرء ما يتفق مع هذا الرجل الكاره لوجود الأجانب والمسلمين في فنلندا، والذي يبذل حزبه قصارى جهده لإسقاط حكومة يسارـ الوسط، التي تشكلت إثر الانتخابات الأخيرة في نيسان 2019 حيث نجحت قوى اليسار (الديمقراطي الاجتماعي، اتحاد اليسار، حزب الخضر، حزب الشعب السويدي) بضم حزب الوسط اليها بعد مفاوضات واتفاق على برنامج حكومي مشترك. ومن بعد مرور عامين، وكاستحقاق ضمن الأعراف الحكومية الدارجة يتوجب مراجعة برنامج الحكومة وتدقيقه، فوجدها حزب الوسط فرصة، لاستعراض العضلات والظهور بمظهر الحزب الحامي لحقوق الشعب، وتركزت اعتراضات حزب الوسط بشكل أساسي على نفقات الحكومة، وخصوصا النفقات في مجال الطاقة المتعلقة بتحسن المناخ، بالإضافة إلى سياسة التشغيل وتوفير فرص العمل. والطريف أن حزب الوسط سبق وقاد حكومة يمين ـ الوسط للفترة 2019-2015، التي قادت البلاد إلى معضلات اجتماعية واقتصادية عانى منها المجتمع الفنلندي خاصة ذوي الدخل المحدود، مما سهل فوز قوى اليسار في انتخابات 2019 وتشكيل الحكومة الحالية.
ويبدو أن الصراع، بين حزب الوسط والحزب الاجتماعي الديمقراطي، يتصاعد بين الحين والآخر، وكل منهما يتحين الفرص للبطش انتخابيا بالآخر، فلا ينس الديمقراطي الاجتماعي ما فعلته زعيمة حزب الوسط “أنيلي ياتينماكي” عام 2003، خلال الانتخابات البرلمانية، التي أعلنت نتائجها في آذار من نفس العام حيث حقق حزب الوسط نجاحا بارزا إذ لعب قادته “الورقة العراقية”، بدهاء فكانت سببا في ارتفاع نسب التصويت لصالح مرشحيه، فحصد العدد الأكبر من مقاعد البرلمان. والنصر الذي حققه حزب الوسط جاء بفضل مناظرة تلفزيونية، على الهواء مباشرة، حيث فاجأت، السيدة “أنيلي ياتينماكي”، رئيس الوزراء الاسبق وزعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي، السيد “ بافو ليبونين “، بأنها تعرف الكثير عن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي “جورج ديبليو بوش”، والوعود التي قدمها بضمان مساندة فنلندا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وأيضا حملتهم العسكرية على العراق، واتهمته بتوريط فنلندا بالموافقة على سياسة الحرب الأمريكية، وبشكل مخالف لسياسة فنلندا الخارجية السلمية، وموقفها الذي يجب أن ينسجم مع سياسات الاتحاد الأوربي، والداعي إلى حل الأزمة العراقية من خلال الأمم المتحدة وبالطرق السلمية. لم يسكت الحزب الاجتماعي الديمقراطي عن الأمر، فتوصل إلى كون المعلومات تم الحصول عليها بطريقة غير قانونية، وتسربت من مكتب رئاسة الجمهورية، حينها أجبرت زعيمة حزب الوسط على الاستقالة من رئاسة الحكومة، بل ومن زعامة حزبها، وجاء في محلها وزير المالية الحالي “ماتي فانهانينين”، الذي وبعد فوز حزبه بانتخابات عام 2007 ورئاسته للحكومة، أثيرت حملة صحفية عام 2010 ، أكدت فيها المعلومات، كونه خلال رئاسته رابطة شباب حزب الوسط (1980 ـ 1983)، استغل منصبه واستخدم مواد بناء تعود إلى مؤسسة دعم الشباب لبناء بيته، وايضا تتالت فضائحه النسائية، واصبح ضيفا دائما في صفحات الفضائح، بحيث أن إحدى عشيقاته حققت الشهرة والثراء من كتاب فضاحي عن علاقتها به ضمنته رسائله اليها، فتوجهت اليه بشدة نيران الانتقادات من مؤسسات تربوية وكنسية وسياسية، باعتباره شخصية اعتبارية ويجب ان تكون مثالا وقدوة حسنة، فاضطر لترك رئاسة الوزراء للسيدة ماري كيفينمي .
في الانتخابات الأخيرة ، 2019، شكل زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحكومة، بمشاركة حزب الوسط، وسط توقعات عن أزمات قادمة، وكونه سيلعب دور حصان طروادة، وحصل الأمر بعد عدة شهور، اذ استغل حزب الوسط الشريك في الحكومة، إضرابات عمال البريد ليشكك في مصداقية أداء رئيس الوزراء السابق أنتي ريني، وطريقة معالجته لأزمة الاضراب، فأضطر للتنحي عن منصبه، في مناورة ذكية لتجنب سحب الثقة من الحكومة والذهاب لانتخابات مبكرة، الطريف أن من جاء بعد رينيه هو سانا مارين، التي غزا اسمها وصورها واجهات وسائل الاعلام في كل دول العالم باعتبارها اصغر رئيسة وزراء في العالم، حيث كانت تبلغ يومها 34 عاما، فكانت شخصيتها سببا لارتفاع الدعم والتأييد لحزبها والحكومة التي تقودها. ولم تمر شهور حتى رد الديمقراطي الاجتماعي على رئيسة حزب الوسط أيامها، كاتري كولمني، التي شغلت في الحكومة حقيبة وزارة المالية، وكانت نائبا لرئيس الوزراء حسب الأعراف الفنلندية، وتم الإطاحة بها أثر كشف وسائل الاعلام لإنفاق زعيمة حزب الوسط للأموال العامة على أغراض استشارات إعلامية اعتبرت شخصية، فقاد ذلك إلى استقالتها من الحكومة ومن رئاسة حزبها الذي عقد مؤتمرا ليأتي برئيس جديد هو أنيكا ساريكو، وزيرة الثقافة والعلوم، الحالية، والتي رغم ان البعض يضعها في يسار حزب الوسط، وعرف عنها مواقفها غير المتشددة في قضايا الهجرة واللجوء، إلا أن لعبة السياسة كما يبدو دفعتها إلى معاودة أسلوب أسلافها في عرض عضلات الحزب، لأجل كسب الشارع ، وفي اتباع أسلوب وصف بمحاولة لي الاذرع، واستغلال فرصة إعادة النظر بالميزانية لخلق ازمة سياسية الاستفادة منها كدعاية انتخابية حيث الانتخابات البلدية على الأبواب، كان مقدرا لها، حسب المراقبين، من البدء بان تتوقف في مرحلة ما، فليس لصالح حزب الوسط انهيار الحكومة، فان النتائج الأكبر عندها ستذهب إلى حزب الفنلنديين الحقيقيين اليميني المتطرف والمنافس للجميع.
أخيرا أعلنت رئيسة الوزراء في مؤتمر صحفي ضم كل زعماء أحزاب الحكومة بأن “تم الاتفاق مع جميع رؤساء الأحزاب الحكومية بشأن القضايا المركزية، لقد اقتربنا جميعًا من بعضنا البعض، وتنازل الجميع وكانت الإرادة موجودة للتوصل إلى اتفاق). الملفت للنظر ان عدسات المصورين التقطت صور لهذا المؤتمر حرصت زعيمة حزب الوسط على الوقوف على مسافة من بقية أعضاء الحكومة، فيا ترى إلى متى يستمر هذا الكر والفر بين الحلفاء الاعدقاء، وما هو الملف القادم؟
****************
تحدياً لكورونا
الشيوعي الهندي: كونوا
مع الناس.. اخدموا الناس
طريق الشعب ـ خاص
وجّه الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي، دوريسامي راجا، رسالة الى كوادر الحزب، يوم الخميس الماضي، بعنوان “كونوا مع الناس.. أخدموا الناس”، دعا فيها الى تعبئة جميع تنظيماته والمنظمات الجماهيرية من اجل التصدي للجائحة والوقوف مع الشعب في هذا الوضع الخطير.
جاءت هذه الرسالة مع تصاعد الموجة الثانية لجائحة كورونا في الهند، حيث اُعلن، أمس الاول، عن تسجيل 400 ألف اصابة، و3500 حالة.
وقال راجا في رسالته: تمر البلاد بأسوأ أزمة صحية غير مسبوقة منذ فترة مجاعة البنغال في 1943 عندما فقد 2,5 مليون شخص حياتهم. لقد أودت جائحة كورونا الحالية بحياة أكثر من 200 الف شخص. ويكاد الوضع يخرج عن السيطرة بسبب الفشل الشامل للحكومة الاتحادية. وأدى عدم وجود أسِرة كافية في المستشفيات، وعدم وجود أوكسجين، وعدم وجود أدوية وندرة اللقاحات، إلى زيادة عدد الوفيات بشكل كبير.”
واضاف “في فترة الأزمة هذه، لا ينبغي للحكومة أن تتردد في السيطرة على الشركات الخاصة لانتاج اللقاحات والأوكسجين لضمان توفير اللقاحات والرعاية الطبية المناسبة للجميع مجانا.”
وأكد انه “في الوقت الذي سنواصل فيه مطالبة الحكومة المركزية وحكومات الولايات بالوفاء بمسؤولياتها، لا يمكننا كحزب أن نتجاهل مسؤوليتنا في هذا الوضع الخطير. فحزبنا لديه تاريخ مجيد وخبرة في الوقوف إلى جانب الناس في الفيضانات وغيرها من الكوارث الوطنية، وتقديم المساعدة الطبية وكل المساعدة المطلوبة.”
واضاف “بالنظر إلى الوضع الخطير في بلدنا، يجب أن تكون جميع تنظيمات الحزب والمنظمات الجماهيرية مع الشعب وتعمل كمقاتلين ضد فيروس كوفيد-19.”
إطلاق حملات
ودعا زعيم الحزب الشيوعي الهندي، الى اطلاق حملات من اجل “زيادة المرافق الطبية في ارجاء البلاد، كي يحصل مرضى كورونا على العلاج المناسب وفي الوقت المناسب، بالإضافة الى ضمان توفير الأوكسجين والأدوية لجميع الولايات دون تمييز”.
وطالب سكرتير الحزب بـ”التطعيم المجاني للشعب الهندي ومعارضة مساعي الدول الامبريالية والمتقدمة لتخزين اللقاحات، اعطاء منحة شهرية قدرها 7500 روبية لجميع العائلات التي لا تدفع ضريبة الدخل”، مؤكداً ضرورة “تقديم 10 كيلوغرامات من الحبوب الغذائية المجانية مع جميع السلع الأساسية الأخرى لكل فرد شهريا الى ان تتم السيطرة على تفشي الوباء وتستعيد كل عائلة وضعها المعيشي”.
متطوعون حمر
وتضمنت رسالة الامين العام للحزب الشيوعي الهندي الى كوادره، مجموعة من المهمات العاجلة، من ضمنها: تشكيل “مجموعة المتطوعين الحمر” من الكوادر الشابة، وخصوصا من الأطباء وطلبة الطب وغيرهم من العاملين في المجال الطبي، لتقديم أي مساعدة للمحتاجين.
ودعا السكرتير الى “تأمين الغذاء وتوزيع الكمامات والمعقمات وغيرها من المواد على المحتاجين”، فضلاً عن “المساعدة في نقل وإيصال أسِرة المستشفيات والأوكسجين للمحتاجين”.
ولفت الى “التحلي باليقظة كي لا تجري زيادة أسعار السلع الأساسية، والعمل على توفيرها في السوق. وعلى الحزب أن يشارك في أعمال شراء وتوزيع السلع الأساسية من خلال تشكيل لجان شعبية”.
*****************
الصفحة العاشرة
ماركس هجّاءً: الأدب مدخلاً لتلقي ماركس
استحضار الأدب في نقد رأس المال
ثائر ديب
ما من مناسبة إلا ويمكن لماركس أن يقتبس بصددها من الأدب العالمي: لدكّ معاقل خصم: على نحو ما يهاجم ماركس أولئك الاقتصاديين المغرمين بمثال روبنسن كروزو والذين يؤمنون بنماذج ومقولات فات زمنها شأنهم شأن دون كيخوته الذي «دفع ثمن تصوره الخاطئ أن الفروسية الجوالة تتلاءم بالقدر ذاته مع جميع الأشكال الاقتصادية للمجتمع»(1)، أو لبث الحياة في تجريد فاقد للحياة: كما يحصل حين يستعير من «فاوست» لغوته كي يصور ما يجنيه الرأسمالي من لقاء العمل الحي بالمواد الميتة: «إن الرأسمالي إذ يحول نقده إلى سلع تخدم كمواد بناء لمنتوج جديد، أي عناصر مادية لعملية العمل، ويلقح المادة المتشيئة الميتة بالعمل الحي، فإنه يحول القيمة، قيمة العمل الماضي المتشيّئ، الميت، إلى رأس مال، إلى قيمة حبلى بالقيمة، إلى وحش مفعم بالحيوية، يشرع في «العمل» وكأنه جسد مولّه بالغرام»(2)، أو كما يحصل حين يتكلم رأس المال ذاته بلسان شايلوك مبرراً استغلال عمل الأطفال في المصانع: «احتج العمال ومفتشو المصانع، انطلاقاً من اعتبارات الأخلاق والصحة، لكن رأس المال أجاب: فليقع عبء أفعالي على أمّ رأسي! القانون مبتغاي! الجزاء والرهن حسب العقد... أجل لحم قلبه / هكذا ينص العقد»(3)، أو لإثبات شيء: على نحو ما يثبت أنّ النقد هو ذلك المساواتي الراديكالي الذي يمحو جميع الفروق بإيراد خطبة من تيمون الأثيني لشكسبير عن الذهب بوصفه «مومس الجنس البشري»، تتلوها خطبة من (أنتيغونا) لسوفوكليس: «ما من شيء شاع بين الناس أكثر شراً من المال، يهدم المدن ويطرد الناس من بيوتهم. يغوي ويفسد أجمل النفوس نحو كل ما هو عار، ويعلّم الناس إتيان الفسق والفجور»(4)، أو ليُحكم فكرة من الأفكار يريد لها أن تبقى في الذهن: كما حين يصور القيد الذي يربط العامل إلى رأس المال ويجعل بؤسه شرطاً ضرورياً لثروة الآخرين بأنه «أشد من تقييد مطرقة هيفايستوس لبروميثيوس إلى الصخرة»(5)، أو حين يصور اغتراب العامل عن عمله في (مخطوطات )١٨٤٨ فيلجأ إلى واحد من أحب الأعمال إليه، ألا وهو (فرانكشتاين)، حكاية المسخ الذي انقلب على خالقه، كي يصور كيف يغدو عمل العامل «كينونة» خارجية توجد خارجه، منفصلة عنه وغريبة عليه، وتأخذ بمواجهته كقوّة مستقلة: ذلك أن الحياة التي وهبها للموضوع توجد كقوة معادية وغريبة(6)، وهذا ما يتكرر في (رأس المال) بعد أكثر من عشرين سنة حيث يرى أن الوسائل التي ترفع الرأسمالية الإنتاجية من خلالها «تشوه العامل وتحيله إلى كسرة من حطام إنسان، وتنزل به إلى درك ملحق تابع للآلة، وتدمر المضمون الإيجابي لعمله بما تضفي عليه من عذاب، وتستلب منه الطاقات الذهنية الكامنة في عملية العمل... وتحول أيام حياته كافة إلى وقت عمل، وتقذف امرأته وأطفاله تحت عجلات... رأس المال»(7)، أو حين يستحضر (جحيم) دانتي ليصف مصانع الكبريت الإنكليزية، حيث نصف العمال من اليافعين (بعضهم في السادسة من العمر) والظروف مرعبة لدرجة أن ذلك الجزء الأبأس من الطبقة العاملة والأرامل على حافة المجاعة وحدهم من يلقون أطفالهم فيها: «يتراوح يوم العمل بين ١٢ و١٤ ساعة، أو يمتد إلى ١٥ ساعة، مقروناً بعمل ليلي، وعدم انتظام أوقات الطعام والوجبات، وغالباً ما يأكلون الوجبات في ورش العمل نفسها المسممة بالفوسفور. وكان حريّاً بدانتي أن يرى في عذابات هذه الصناعة ما يفوق أسوأ العذاب الذي تخيله في جحيمه»(8).
ماركس الناضج
ليس ما سبق سوى غيض من فيضِ حضور أدب الآخرين في أعمال ماركس. والآن، ماذا عن أدب ماركس الراشد نفسه؟ ماذا عن المكانة الأدبية لأعماله ذاتها؟
أول ما يلفت الانتباه هو أنه بدلا من ماركس الفتى الذي يقر بإخفاقه الأدبي نجد هنا ماركس الناضج الذي يكتب إلى إنغلز في تموز ١٨٦٥: «والآن، في ما يتعلق بعملي، سوف أفضي إليك بالحقيقة الواضحة. مهما تكن العيوب القائمة في كتاباتي، فإن مزيتها تكمن في أنها كل فني»(9). وإزاء مثل هذا القول الذي يتكرر بأشكال عديدة، يبقى مدهشاً اقتصار من التقطوا أدبية ماركس على قلة قليلة بين الكثرة الكاثرة التي كتبت عن حضور كل شيء في أعماله ما عدا الأدب.
يجد الناقد والمفكر الأميركي مارشال بيرمان في كتابه “كلّ ما هو صلب يتحوّل إلى أثير: تجربة الحداثة”(10) أن وصف ماركس الشهير للتحول في «البيان الشيوعي» - «كلّ ما هو صلب يتحلل ويتحول إلى أثير» - قريب مما هيّئنا لأن نجده لدى رامبو أو نيتشه، لدى ريلكه أو ييتس وما قاله هذا الأخير عن «الأشياء (التي) تتداعى، والمركز (الذي) لا يقوى على الثبات»(11). ويرى بيرمان في كتابه الآخر (مغامرات في الماركسية) أن ثمة انفتاحاً للنهايات في أعمال ماركس يصله بعصرنا، وأن (رأس المال) يفوق الأعمال الحسنة التي شهدها القرن التاسع عشر الذي عاش فيه ماركس باتجاه حداثة القرن العشرين(12). وأنه بدلاً من اعتبار ما في (رأس المال) من سرد متشظ وتقطع جذري ضرباً من الشواش والاستغلاق فإنّ ماركس، حين كتب (رأس المال)، اندفع أبعد من النثر التقليدي باتجاه كولاج راديكالي، جاور فيه بين أصوات ومقبوسات من الأسطورة والأدب، من تقارير مفتشي المصانع والحكايات الخرافية، على طريقة إزرا باوند في (الكانتوس) أو ت. س. إليوت في (الأرض اليباب)(13).
أما مؤلف (رأس المال) فهو «واحد من العمالقة العظماء المعذّبين في القرن التاسع عشر إلى جانب بيتهوفن وغويا وتولستوي ودوستويفسكي وإبسن ونيتشه وفان غوخ، ممن دفعوا بنا صوب الجنون، كما دفعوا أنفسهم، لكنّ عذابهم ولّد قدراً كبيراً من الرأسمال الروحي الذي لا نزال نعتاش عليه»(14). بيد أن ذلك كله يبقى كلاما عاماً خارجياً لا يظهر أدب ماركس ذاته إظهاراً ناصعاً. ولعلنا نحتاج إلى التركيز على عمل بعينه تركيزاً مفصلاً كي تظهر تلك الأدبية بأكمل الوضوح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش
1.كارل ماركس، رأس المال، المجلد الأول: عملية إنتاج رأس المال، ترجمة: فالح عبد الجبار (بيروت: دار الفارابي، 2013)، ص 111، 117
2.المصدر ذاته، ص 253
3.المصدر ذاته، ص 368 - 369
4.المصدر ذاته، ص 175
5.المصدر ذاته، ص 792
6.كارل ماركس، مخطوطات كارل ماركس لعام 1844، ترجمة: محمد مستجير مصطفى (القاهرة: دار الثقافة الجديدة، 1974)، ص 77
7.ماركس، رأس المال، المجلد الأول: عملية إنتاج رأس المال، ص 792
8.المصدر ذاته، ص 315
9.أنظر: فرنسيس وين، رأس المال لكارل ماركس: سيرة، ص 14
10..Marshall Berman, All That Is Solid Welts Into Air: The Experience of Modernity (London and New York: Penguin Books,1988) كانت الطبعة الأولى من هذا الكتاب قد صدرت عام 1982 في الولايات المتحدة عن Simon & Schuster وصدرت ترجمته العربية بعنوان حداثة التخلف: تجربة الحداثة، ترجمة: فاضل جتكر (قبرص: مؤسسة عيبال، 1993)، ثم صدرت في طبعة ثانية بعنوان (كلّ ما هو صلب يتحول إلى أثير: تجربة الحداثة وحداثة التخلف) - دمشق: دار كنعان، 2016
11..Berman, All That Is Solid Melts Into Air, p. 89
12..Marshall Berman, Adventures in Marxism (London and New York: Verso،1999), p. 34
13.المصدر ذاته، ص 33
14.المصدر ذاته، ص 85
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الاتحاد” الحيفاوية – 19 آذار 2021
*********
دعوة للمستقبل
فريدة النقاش
“إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع، وتلبس مما لا تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية”.
سوف تدهش الأجيال الجديدة حين تعرف أن هذا التعبير هو للزعيم الوطني “مصطفي كامل” أطلقه في بداية القرن العشرين. في ذلك الوقت كانت مصر قد خرجت لتوها من حربها مع الاحتلال الفرنسي الذي خرج مدحورا، ثم ليحل محله الاحتلال الانجليزي الذي قاومه المصريون ببسالة الي أن خرج بدوره مدحورا. وتصبح مصر دولة حرة مستقلة، ويشتعل الجدل حول مضمون كل من الحرية والاستقلال.
ونشأت حركة التحرر الوطني العالمية في بلدان اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية لتتخلص شعوبها من كل اشكال الاستعمار القديم الذي تأسس على الاحتلال العسكري المباشر، ليحل محله الاستعمار الجديد القائم أساسا على الاقتصاد. وفي المرحلة الجديدة التي نعيشها الآن يدور صراع القوة حول السيطرة على الموارد والثروات، وتسخير العلم بدلا من العسكرية وصولا الي هذه السيطرة، حتى ان من يمسك بزمام العلم ويطوره بوسعه ان يسيطر على العالم.
وتتساءل الأجيال الجديدة التي توسع التعليم لاستيعابها فازدادت معارفها وخبراتها، وتخلصت، في الغالب الأعم، من قيود العالم القديم لتصبح اكثر انفتاحا علي العولمة وفضاءاتها ووعودها. واصبح وصف العالم بأنه قرية صغيرة قريبا جدا من الحقيقة بعد أن كان لدى نشأته موضوعا للتساؤل والاندهاش فتوسعت وتعمقت أسئلة الأجيال الجديدة.
وإذا كانت الانسانية قد نجحت بعد كفاح طويل في التخلص من الاستعمار القديم والاحتلال، باستثناء احتلال فلسطين الذي أخذ يتراجع في ذاكرة العالم، بل واصبحت اسرائيل امرا واقعا وهي التي قامت علي نقيض كل ما دافعت عنه وضحت من أجله حركة التحرر، ومن ضمنه فصل الدين عن السياسة وعن الدولة، ورفض تأسيس القومية على أساس الدين مثلما هو حال إسرائيل “كدولة يهودية” وأصبحت فلسطين هي آخر دولة محتلة في العالم وفي وضع لا تلوح له نهاية .
أقول اذا كان ذلك كله قد حدث بتضحيات كبيرة, فقد نشأت العنصرية على ركائز من النهم الاستعماري والانقسام الطبقي الهائل. وقد بحثا معا – اي الاستعمار والانقسام الطبقي- عن مسوغات روحية قوية لبناء المنظومة الفكرية التبريرية المركبة عليها.
يجادل بعض الباحثين عن حلول عملية وعلمية عاجلة لمشكلات الحاضر- وهي كثيرة- في جدوى الفكر النظري، وما يسمونه بالمسائل الكبرى التي رافقت البشرية بصور مختلفة منذ أن دب الانسان على الارض مميزا عن كل المخلوقات الاخرى لأنه يعي ويفكر.
والحق أن لهذه المسائل الكبرى اهمية أكثر مما يتصور العمليون والداعون لترك الدنيا تسير كما تهوي. وسوف نتذكر في هذا الصدد ان قدرا من التخطيط الواعي، كبر أم صغر، قد رافق مسيرة الانسان منذ القدم وهو يخطو في مجاهل الطبيعة ويصنع الحضارة والثقافة الانجازات والافكار والقيم مادية ومعنوية وروحية.
لهذا كله لازمت فكرة التخطيط المسبق كل المشروعات الكبرى في تاريخ البشرية. ان السد يتشكل في ذهن المهندس قبل أن يشرع في وضع رسوماته على الورق كذلك كل أداة وآلة اخترعها الانسان وهو يخوض في غمار الحياة من أجل جعل الدنيا صالحة لطيب العيش.
ولا يتعلق التخطيط للمستقبل بالدول والمشروعات الكبرى فحسب وانما هو سمة بل أساس لكل عمل الانسان العصري والمتحضر، وإن كان فنانون ومبدعون يرون ان في مثل هذا الطرح أو التصور النظري مصادرة للخيال وللجنون الابداعي. ويدور جدل واسع في أوساط علماء النفس، خاصة في ظل ما يكتشفونه من أدوات وأفكار جديدة حول منابع الابداع ودوافعه، وحول عقل الانسان وتطوره ومكوناته. وتقول بعض نتائج هذا الجدل الذي يطلعنا على الجديد كل يوم أن الجزء الفاعل في عقل الانسان لا يزال صغيرا جدا، وأن هناك آفاقا واسعة بلا نهاية لتطوره وقدرته على الابتكار والاكتشاف. وليس ادل على صحة هذا الطرح من هذه القدرة الفذة للعقل الانساني على اكتشاف الذرة وتطويعها واستخدامها. واذا كانت الاطماع والشراهة الاستعمارية قد طوعت هذه الذرة المكتشفة للايذاء والابادة، فإن الروح الطيبة الاصلية الكافية في كل البشر لابد انها سوف تنجح ان اجلا او عاجلا- وكما حدث فعلا- في استخدام الذرة بل وكل مازال خافيا علينا في الطبيعة، لمصلحة الرقي الانساني والقضاء على الظلم والاستغلال والعنصرية وهي اهداف الانسانية في كفاحها المتواصل للارتقاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الأهالي” – 28 ننيسان 2021
*******
نصوص جديرة بالقراءة
دور العمل في التحول من القرد الأعلى الى انسان
اعداد: د. صالح ياسر
احد مؤلفات انجلز المهمة وقد كتبه في عام 1876 ودرس فيه القوانين الاجتماعية لأصل الانسان والمجتمع. وبيّن انجلز – عن طريق تعميم المعلومات المجمعة بواسطة علم الاحياء وعلم الحفريات وعلم الانسان (الانثروبولوجيا) – ان متطلبات العمل (قامة منتصبة، وتحرر الاطراف العليا، وتطور أعلى للنفس لدى القرود الشبيهة بالانسان) قد تكونت خلال عملية التطور البيولوجي. ويكتسب العمل سمات النشاط الانساني النوعي مع بداية صنع الادوات، وادى هذا الى ظهور الكلام والتفكير، اللذين أخذا يتطوران مع تأكيد الاشكال الاجتماعية للحياة لهما. ويسيطر الانسان على قوى الطبيعة، فهو لا يستخدمها فحسب باعتباره مستهلكا – كما هو الحال بالنسبة للحيوانات – وانما يجعلها أيضا تخدم اغراضه التي يحددها تحديدا مسبقا. ويؤثر العمل والكلام والتفكير والتنظيم البدني كل منها في الاخر تأثيرا متبادلا. و”دور العمل في التحول من القرد الاعلى الى انسان” مخطوطة لم تتم، كتبت أصلاً لتكون مقدمة لمؤلف كبير كان انجلز ينوي وضعه وهو “الاشكال الرئيسية الثلاثة للعبودية” وقد نشر لأول مرة في عام 1896 بالالمانية. ووضع فيما بعد ضمن كتاب “جدل الطبيعة”.
********
الصفحة الحادية عشر
الضحك .. هداماً!
“الضحك بوصفه تاريخاً هداماً – دراسة في النقد الثقافي / الفجر المفاجيء”
عنوان كتاب جديد من تأليف: بيري ساندرز، ترجمة: سهيل نجم.
هذا الكتاب يعد اضافة نوعية لكتاب (الضحك) لبريجسون، حيث يقدم رؤية علمية للمعطيات التاريخية المتعلقة بالضحك .. عن طريق مؤلف مجد ومترجم بارع.
الكتاب صدر عن دار الرافدين - بيروت.
********
قراءة في كتاب «الماركسية واشكالية الوعي العربي»
التلقي المعرفي للفكر التقدمي
نصير الشيخ
“وقد عملت الماركسية وما تزال تعمل في سبيل تغييرالعالم وليس تفسيره فقط، لكون التفسير شئ والتغيير شئ آخر، فضلا عن ان الماركسية اعتمدت معطيات الواقع في التغيير الذي حصل ويحصل في الكون منذ بداية الخليقة حتى الآن” ص6.
جملة مقتطعة من مقدمة كتابه الصادر حديثا عن مكتبة الرواد المزدهرة والمعنون “الماركسية وإشكالية الوعي العربي” يقدم لنا الكاتب جاسم محمد علي الساعدي طروحاتٍ غاية في الأهمية تتخلق في النظر مجدداً الى مفهوم الماركسية نظرية وتطبيقاً. ذلك انها سعت للعب دور كبير في إنتاج وعيٍ إنساني مختلفٍ عن السائد، في كيفية النظر الى الأشياء والمفاهيم والفلسفات التي سبقتها، بأعتمادها “التفسيرالمادي والعلمي” المناقض تماما للوعي القديم المتبني للمفاهيم الغيبية والمثالية. وهذا ما نلمسه ــ والكلام للمؤلف ــ في الوعي العربي وما يتبناه عقل الإنسان في شعوبنا التي أدمنت الثوابت والنظر الى الأشياء والمفاهيم وإعتناقها باعتبارها “مقدس” لايأتيه الباطل من اي جانب. ومن هنا يخلص الكاتب في مقدمته الى صيغتين فكريتين مهمتهما إحداث التغيير في وعي الناس على ضوء تحولات الواقع الإجتماعي، وهما:
1ــ الإبتعاد عن طرح المفاهيم العقيمة، التي قاعدتها الأمية المتفشية لانسان الوطن العربي.
2ــ قياس مدى تأثير الأفكار الغيبية على وعي الناس في المجتمع تحت تأثير” المقدس”، وهو يشكل إداة فاعلة تغيب عقل الإنسان العربي.
تناول الفصل الإول من الكتاب “إشكاليات الوعي العربي” إشارات هامة عن تشكلات الوعي عموما لدى الإنسان في مختلف المجتمعات، وأراء المفكرين والفلاسفة في فحص هذه الإشكالية ومدى إنعكاس العقائد والميول الإجتماعية وتحولاتها السياسية في عقل الإنسان العربي. وهذا التحليل تؤكده وتؤيده من الناحية العملية مقولة ماركس ((ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، بل ان وجودهم الإجتماعي هو الذي يحدد وعيهم)) ص14.
وعلى وفق ذلك يصبح الوعي لدى الناس “سالباً” كونه متلقٍ فقط وغيرناقد، مستلم وغير رافض، مؤيد وغيرمحتج. وهي بالضرورة اشكالية الوعي لدى الانسان العربي الذي غيب دوره منذ قرون. ليخلص الكاتب بقراءته لتطور العقل العربي وطبيعة وعيه الإشكالي الى ان “هناك الكثير من الصور التي أنطبعت في ذهنيته إجتماعيا وسياسيا ودينيا، وبعد تفكيك عناصر مكونات هذه الصور نرى انها خليط من الألوان، أي الوان المفاهيم التي تكونت منها الصور في وعي الأنسان)). ص17.
((ماركس والنظرية الماركسية)) هو عنوان الفصل الثاني، وفيه يتطرق الكاتب الى سيرة المفكروالفيلسوف كارل ماركس، والظروف الإجتماعية التي واجهت عائلته ومنها المادية تحديدا، وكيف له ان درس القانون في مدينتي بون وبرلين حتى حصوله على درجة الدكتوراه في الفلسفة.. متتبعا فيها المؤلف جاسم محمد علي التطور الفكري لماركس وتنظيراته عن الإشتراكية العلمية ومن ثم الفلسفة الماركسية برمتها، وصولاً الى تأليفه “البيان الشيوعي” موضحاً فيه الصراع الطبقي بقوله “إن تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ نضال الطبقات”، معرجا على قاعدة إستناد هذه الفلسفة التي أكدت من خلالها الجوهر الفعلي للمفاهيم المادية حولها والمتمثلة في مصادرها الثلاثة:
1ــ الفلسفة الألمانية الكلاسيكية.
2ــ الأقتصاد السياسي الانكليزي.
3ــ الإشتراكية الطوباوية الفرنسية.
في الفصل الثالث وضمن محور “الماركسية والأحزاب الشيوعية في العالم العربي” تتبع الكاتب دخول الأفكار الماركسية الى المنطقة العربية بعد الحرب العالمية الأولى، وكيف توسعت وصارت اساسا لكتل وأحزاب لها تأثيرها في الشارع العربي، وقاعدتها الطبقات الكادحة التي كانت تمثل النسبة العالية في الوطن العربي، مشيرا الى قول الأستاذ عزيز سباهي في كتابه “عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي /ج1)) أن “ثورة اكتوبرالأشتراكية نبهت شعوب الشرق الى ما كان يخططه لها الإستعمار الغربي، ودعتها الى النهوض للتخلص من كل ألوان الإضطهاد القومي والاستغلال الطبقي، ودلتها الى سبيل الخلاص)) ص 80.
ثم تناول الكاتب أبرز الشخصيات المؤسسة للحزب الشيوعي العراقي منذ البداية على شكل خلايا، وصولاً الى كيانه كحزب مؤثر في الحياة السياسية العراقية حتى سقوط النظام الدكتاتوري في العراق عام 2003. وجدير بالذكر ان لتأسيس الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية تأثيرا كبيرا في تطور وعي الطبقة العاملة، حيث اخذت دور المرشد والمدافع الحقيقي عن مصالح هذه الطبقة والفلاحين والكادحين، فضلا عن قيادتها التظاهرات التي أستشهد فيها الكثيرمن أعضائها وزج خيرة كوادرها في السجون وإعدام قادتها)). ص92.
“محاربة الماركسية والشيوعية في العالم العربي” عنوان مبحث الفصل الرابع، حيث تم تسليط الضوء على العوامل والأفكار والشخوص التي تصدت لهذا الفكر التقدمي، ودور الإرستقراطية ومصالحها الطبقية في الوقوف أمام هذا المد التحرري الإشتراكي.
فيما جاء الفصل الخامس تحت عنوان “الماركسية وانهيار التجربة السوفيتية” ورصد المؤلف فيه تفاصيل هامة عن علاقة الأحزاب الشيوعية بالحزب الشيوعي السوفييتي ما قبل الأنهيار..
الكتاب باختصار جهد متميز في تتبع تاريخية التأثير الماركسي في الشعوب العربية ودورالحزب الشيوعي العراقي الطليعي وقيادته للجماهيرالى منصات الحرية والمساواة، مع توثيق علمي لما دونه على وفق مصادرثقافية رصينة، مما يشعرنا على الدوام كقراء ومتلقين بمراجعة هذه الطروحات الفكرية ومضامينها الفلسفية المصاحبة لتطور الوعي الإنساني.
ــــــــــــــــــ
*كاتب عراقي
*********
قصة قصيرة
صراخ في البريّة
عباس عبد جاسم
توقفت الحافلة فجأة، كأنها أوشكت على الإرتطام بحاجز عند منتصف الطريق، ظهر خمسة رجال بلا وجوه، صاح رجل من المؤخرة: البرية تابوت مفتوح، تساقط الخوف من فرط الأمان، ضج الركاب في لغط هجين، تمتم السائق بكلمات ضاعت وسط الضجيج، قال عسكري حاسر الرأس لشاب حاول النزول: كنْ حذراً، تدهده طفل في الممر، إنفجرت بين يديه كرة منفاخية، جفل الركاب، صعد رجل ملثم، إستخفَّ به رجل كان يثرثر طوال الطريق، إلتفت الرجل الملثم نحوه، نظر إليه من دون كلام، غير انه لم يكفّ عن الثرثرة، سأل أعمى صبياً يلازمه في المقعد: ماذا ترى؟ صعد رجل ثان، لاحظ الصبي إصبع سبابة الرجل الملثم معقوفة على قنطرة الزناد، ردَّ الصبي بدهشة وغرابة: ياأبت أحدهم يدحو شيئاً في فم الرجل الثرثار، إختلط دم الشمس برماد الغسق، سرى هدوء مريب بلغ درجة الصمت، فالبرية فضاء وحشي وسافر، والأمان سراب كاذب، توجّس الأعمى خيفة من أية حركة منزوعة من الصمت المخادع، إستشعر وجوههم المعتمة تنزلق على زجاج النوافذ، وقد توقفت شاحنة أخرى محايثة للحافلة، قال الصبي للأعمى: انها تشبه شاحنة الموتى، سأله الأعمى: هل أنت خائف؟ إرتبك الصبي، إنكمش إحساسه في لحظة مذهلة، ردَّ عليه بصوت خائف: ألم أقل لك ياأبتِ أن الطريق هذه الأيام خطرة؟ ضحك الأعمى، وكأنه أراد ان يبدّد مخاوف الصبي، صرخت امرأة فجأة، جفل الصبي، إرتبك الركاب، إنكتم الصوت، كأنه سقط في قاع عميق.
أنصت الأعمى بآذان منشغفة لغمغمات مبهمة أو همهمات مكتومة، لم يشأ أن يسأل الصبي، ربما كان يشعر بهم ينزلون من الحافلة أو يصعدون الى الشاحنة، ثم ينحشرون في جوف مظلم، أيقن انهم سيتجهون بهم نحو جهة مجهولة.
قبل أن يجتاز الرجل الثاني مقعد الأعمى والصبي، إنطلق عيار ناري، جفل الصبي ثانية، إرتعب ماتبقى من الركاب، إختلط الصراخ بعويل النساء، كان الصبي يرقب عبر زجاج النافذة شاباً يرتدي قميصاً أزرق وبنطلوناً من الجينز، يركض بلا إتجاه، لعله لايعرف أنّى يتجه، تطوّح جسده في الهواء، ثم هوى على الأرض، إنتظر الأعمى أن يخبره الصبي بما جرى.
أغمض الصبي عينيه، إنتهبه رعب مخيف، وكأنه يقود الأعمى بيده، ينزل من( الحافلة) ويصعد به الى الشاحنة، ثم يتوارى معه في غيابة الجب، تناهى إليه صراخ عميق بصوت ناعم صاف، ولفرط ذهوله لم يميّز مصدر الصوت، أفاق لحظة صراخ دهمه من جوف الشاحنة، رأى الرجل الثاني يدفع فتاة يافعة للنزول من الحافلة، بدا وجهها شاحباً لحظة الانخطاف، كانت تنظر بعينين ذاهلتين، يملأهما الخوف والأسى والخذلان، سأله الأعمى بدافع اليأس:
هل حانت لحظة نزولنا من الحافلة؟
أخذت المسافة تتقلص بين الصبي والرجل الملثم، مرّت لحظات متوترة بالصمت والترقب والانتظار، أنصت الأعمى الى نبض صاعد نازل في نسغ الصبي، يقيناً إستحوذ عليه الخوف من المجهول، إستشعر الأعمى حركة الرجل، وقد صار على تماس معهما، نظر الصبي إليه من أسفل الى أعلى، كانت اصبع سبابة الرجل تلتف حول قنطرة الزناد, تململ الرجل الثاني، توهّم الأعمى انه أشار للصبي بالنزول، كاد الأعمى أن يرفع عصاه لولا تشبث الصبي بيده، جاز الرجل الملثم مقعدهما، وإصبع سبابته لاتزال تلامس عقرب الزناد، ردّ الصبي بصوت راجف: لا ياأبتِ، لن ننزل من الحافلة، إرتخت أصابع الأعمى التي كانت تتشبت بقبضة العصا، وكأنه تحرّر من كابوس خانق.
أشاح الصبي بوجهه صوب النافذة، حطّت هالة من الحزن على كتفيه، كان أكثر الركاب يصطفون على هيأة طابور طويل، كأن أجسادهم لاأحد فيها، يصعدون من البوابة الخلفية للشاحنة، حتى ينطمسون في قاع معتم، حاصرت الصبي رغبة آسرة في البكاء، رغبة قوية تدفعه الى الصراخ وسط البريّة.
********
كل الدروب مطفأة..
ولا أقمار تتمايل في المياه
قصائد
جواد وادي
-1
مثلما دائما يظل
رأسي مدجج بالعواصف
والنهارات الحارقة
وارصفة المنافي
امسك وانا المتهالك جسدا وروحا
بمعولي القديم
ولا فؤوس عندي لتحفر
ما تحجّر برأسي من ذكريات
تمر مثل الأنهار اليابسة
ولجج الوطن العاتية
وانا اثب من برزخ لآخر
ما حلمت يوما ان أصل لها
أو أطأ ابراجها
وأنا اليافع عشقا
ليدخل محرقة الكبار
لعلي أجد من يعينني
على ان افتح كوة لي
وكل الخيبات تحاصرني
اظل ابحث عن وطن ضاع
في زوايا الذاكرة
وحمله الحطّابون في سلالهم
فلم يعد بذات الرخاء
لكثرة ما تمددت عروقه
في تراب
لم يعد بذات السواد القديم
-2
لا سبيل لي
لأعبر كل هذي المدارات
لأمسك بآمالي المتناثرة
كما المرايا المهشمة
الموزعة بين عقوق المسافات
وضيق المعابر المسكونة بحقد الخفافيش
والطرق الموحلة
هكذا عاد وقتي
بلا مسارب ولا بوصلات
لأسير من تيه لأغرق في صحاري لا حدود لها
كلما غرست فسيلة في طريقي
رفعت يدي بنزول الغيث
ولا من سبيل
لجني قادم
لأبقى متمرغا بجفاف روحي
-3
كلما مشيت صوب الفصول اليانعة
يهرم وقتي وتكثر طيات عمري
وأنا ابحث عن شجرة مورقة اتفيأ تحت ظلالها
كل الدروب مطفأة
ولا أقمار تتمايل في المياه
التي كم كنت اعشقها
وأنا وظلي
نجثو مكسورين ونائحين
منهكين من لهاث لا يعرف غير سطوة الغبار
كما الأفراس التي لم تعد تطيق خيّالتها
فتضيع الخطوات الكسيحة
بين اسيجة المدافن الحزينة
وسُعار الباحثين عن لحظة الخلاص.
*************
الصفحة الثانية عشر
إصدار
رأسمالية الكوارث
عن سلسلة كتب “عالم المعرفة” التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، صدر في تشرين الثاني 2019، كتاب بعنوان “رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشر”، من تأليف انتوني لوينشتاين وترجمة احمد عبد الحميد.
يتضمن الكتاب مقدمة وسبعة فصول موزعة على جزأين، من عناوينها: “باكستان وافغانستان: البحث عن الحرب الجديدة”، “اليونان: نحن مجرد أرقام ولسنا بشرا”، “بابوا غينيا الجديدة: اكسروا عظامنا ولكنكم لن تحطموا أرواحنا أبدا” و”الولايات المتحدة: أرض الأحرار صارت دولة السجون”.
يقع الكتاب في 430 صفحة من القطع المتوسط.
***************
ليس مجرد كلام
في اول أيار
عبد السادة البصري
أذكرُ اننا في ستينات وسبعينات القرن الماضي كنّا نستقبل صباح اول ايار بسماع صفّارات البواخر، وهي تُطلقها ابتهاجاً بعد ان كانت نشرت الزينة فوق أبراجها منذ الليل وحتى اليوم الثاني. وكانت تعزف الموسيقى وتُقامُ المسيرات والاحتفالات هنا وهناك وتُوزّع الحلوى والملبّس والجكليت على العمّال وزملائهم الموظفين وعوائلهم. وكنا نجد عمّال الميناء في أبهى حلّةٍ و في حركة دائبة وهم فرحون يرتدون بدلاتهم الزرق محتفلين بعيدهم !
كما أذكر أنه كانت لعمّال الميناء امتيازاتٍ خاصّةً من ملابس وأحذية ومؤونة أسبوعية خلال فترة دوامهم ، إضافة إلى الدرّاجات الهوائية التي كانت تختلف باللون عن درّاجات المهندسين والموظفين ذوي الدرجات الأخرى، فتجد الشارع كلَّ صباحِ مزداناً باللونين الأصفر والأسود وهم يذهبون الى حيث بوّابة الميناء التي وُضِعت عندها اسطوانات حديدية صغيرة، لتكون مرآباً يركنونها فيه !
لكن بعد القرار الجائر والفاشل الذي أقرّه النظام الفاشي المقبور بتحويل العمّال إلى موظفين، اختفت هذه المظاهر الجميلة ولم نعد نُبصرُ جماليات العمل وروحيته فيهم ، كما اختفت الامتيازات والحقوق وانتهت رمزية الفرح في هذا اليوم أيضاً !
كيف يكون للعمّال عيدٌ وليس هناك عمّالٌ بالمعنى اللفظي للكلمة ؟!
كيف يكون لهم عيدٌ وهم كعاملين بأجرٍ يومي لا يتمتعون بأيّة امتيازاتٍ، وليس لديهم أيّة حقوقٍ إذا تعرّض أحدهم إلى حادث ما أثناء العمل ومن جرّائه ؟!
أمورٌ كثيرة تغيرت بفعل ذلك القرار، ولحِقَ الحيف والغبن بالكثيرين ممن هم بدرجة عامل ، فهم بلا صفة ولا حقوق ولا امتيازات !
والغريب في الأمر اننا ما زلنا منذ أكثر من ثمانية عشر عاماً نعمل على وفق ذلك القرار الظالم، فالسادة المسؤولون في الحكومة وفي مجلس النواب يرفضون إلغاءه وإعادة الحق إلى نصابه، مثلما يبقون الكثير من القوانين والأنظمة التي اقرّها النظام المقبور ويبقوننا نعمل على وفقها !
اليوم وبعد مرور كلّ هذه السنوات علينا أن نفكّر حقاً وبجدّية في كيفية إعادة حقوق العمال التي ضاعت أدراج الرياح. فكم من عاملٍ أصيب أو توفي أثناء العمل، دون أن يحصل أو تحصل عائلته على أي تعويض ؟!
اليوم ونحن نحتفل بعيدهم علينا أن نطالب بإعادة الصفة المثلى إليهم، ، فالعمّال هم أساس كل شئ: بدونهم لن يستطيع اي موظف بأي درجة أن يحرّك ساكناً، وبدونهم لن يكون هناك مسؤول أو ربّ عمل، وبدونهم لن تُعمّرَ الأوطان ولن تزدهر أبداً، لأنهم هم الذين يرسون أولَ طابوقة في البناء دائماً !
ان علينا واجب إعادة صفتهم الكبيرة والعظيمة هذه، واعادة حقوقهم وامتيازاتهم وتخليصهم من أعباء الأجور اليومية والأتعاب، لنحتفل بهم ومعهم في عيدهم كلَّ سنة!
وكلّ عام وعمّال العراق والعالم بألف خير وبأمان وسعادة !
**************
الموصل
بسطات الكتب تحت الشمس!
الموصل - صباح سليم علي
بعد تعرض “شارع النجفي”، شارع المكتبات الأول في مدينة الموصل، للخراب جراء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، أضطر البعض من أصحاب المكتبات وبسطات الكتب إلى الانتقال لمكان آخر من المدينة، يقع مقابل “جامع هيبة خاتون” في منطقة “المجموعة الثقافية”.
ومن بين هؤلاء الكتبيين، كريم (أبو قتيبة) وضياء وعبد الكريم وحسن (أبو فلاح) وياسر (أبو غانم)، الذين عرضوا بسطات الكتب العائدة لهم، على رصيف في المنطقة المذكورة، تحت أشعة الشمس ووسط ضجيج زحام السيارات.
ويؤكد باعة الكتب، من خلال مواصلتهم افتتاح بسطاتهم في هذه الظروف غير الملائمة، تمسكهم بمهنتهم كمصدر رزق، وحبهم لها وسعيهم إلى مواصلة نشر الزاد المعرفي والثقافي. فيما يعبرون عن رغبتهم الحقيقية في العودة إلى “شارع النجفي” الذي يشكل الذاكرة الثقافية للموصل.
وبالمقابل، يأمل أهالي الموصل، من مثقفين وهواة مطالعة، أن يعود “شارع النجفي” إلى سابق عهده، فضاء أساسيا للمكتبات ودور النشر والمطابع وباعة القرطاسية ومجلدي الكتب والخطاطين، وأن يكون وجود المكتبات في منطقة “المجموعة الثقافية”، مؤقتا، كون هذه المنطقة تفتقر إلى أبسط الخدمات، وليست مؤهلة لأن تكون بديلا عن “شارع النجفي”.
وقبل فترة، تحول أصحاب بسطات الكتب إلى مكان آخر، يقع تحت “الجسر الثالث” عند نفق جامعة الموصل، إلا أنهم لم يسلموا من حملات البلدية. فقد منعتهم من افتتاح بسطاتهم، بدعوى انها تشوّه جمالية المكان! ما اضطرهم إلى مغادرته ليتوزعوا على فراغات أرصفة أخرى، وتحت الشمس الحارقة.
وعبر “طريق الشعب”، يدعو محبو الكتاب من أبناء الموصل، قائم مقام المدينة إلى السماح لبسطات الكتب بالعودة إلى مكانها في “نفق الجامعة”، على الأقل فترة الصيف، كي لا يضطر أصحابها إلى الجلوس تحت الشمس.
*****************
طالب بالكشف عن المتسببين
اتحاد شبيبة البصرة يستنكر فاجعة “ابن الخطيب”
البصرة – طريق الشعب
نظم فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة البصرة/ لجنة منطقة القبلة، أخيرا، وقفة حداد على ضحايا فاجعة “مستشفى ابن الخطيب” في بغداد.
وأشعل المشاركون في الوقفة، الشموع في ذكرى الضحايا، واستنكروا الفاجعة، مطالبين بالكشف عمن تسبب فيها وبمحاسبة المقصرين.
وجدد فرع الاتحاد، تنديده بنهج المحاصصة الطائفية “الذي لم تكن هذه الحادثة الأليمة في معزل عن نتائجه”.
***************
في العراق.. ثالث اسوأ نظام رعاية صحية في العالم!
بغداد – وكالات
حل العراق في المرتبة 11 عربياً و87 عالمياً من أصل 89 دولة، في مؤشر أفضل نظم الرعاية الصحية في العالم لسنة 2021، الصادر عن مجلة “سي إي أو وورلد” الأمريكية.
ويستند هذا المؤشر إلى تحليل إحصائي للجودة الشاملة في نظام الرعاية الصحية، وذلك بناءً على 5 متغيرات، هي: البنية التحتية للرعاية الصحية، اختصاصيو الرعاية الصحية (الأطباء وموظفو التمريض وغيرهم من العاملين الصحيين) والكفاءات، التكلفة (دولار للفرد الواحد)، توافر الأدوية الجيدة والاستعداد الحكومي.
كما يأخذ المؤشر في الاعتبار عوامل أخرى، بما في ذلك العوامل البيئية، والحصول على المياه النظيفة، والصرف الصحي، واستعداد الحكومة لفرض عقوبات على مخاطر مثل استخدام التبغ.
وسجل العراق في المؤشر العام 32.55 درجة، وفي البنية التحتية 73.74 درجة، وفي معيار المهنيين والكفاءات 14.59 درجة، وفي التكلفة 53.81 درجة، وفي توافر الدواء 57.45 درجة، وفي استعداد الحكومة 88.36 درجة.
وعربيا، جاءت الإمارات أولاً وفي المرتبة 22 عالمياً. فيما حلت كوريا الجنوبية في المرتبة الأولى عالميا.
وقد تذيلت القائمة بفنزويلا في المرتبة 89 تسبقها باكستان في المرتبة 88.
*************************
في الناصرية
“هدوم العافية”
للأطفال الفقراء والأيتام
الناصرية – طريق الشعب
بدعم من الجمعية العراقية الكندية، وزع فرع رابطة المرأة العراقية في مدينة الناصرية، ملابس العيد على العديد من أطفال العائلات الفقيرة والأيتام.
وضيّف فرع الرابطة، يومي الأربعاء والخميس الماضيين في مقره، عددا من الأطفال وعائلاتهم، لغرض تسليمهم الملابس، وذلك في فعالية حملت عنوان “هدوم العافية”، الهدف منها رسم فرحة العيد على وجوه الصغار – بحسب ما صرّح به فرع الرابطة لـ “طريق الشعب”. وأضاف، أنه مستمر في تقديم الدعم للعائلات المتعففة، خاصة تلك التي تعيلها النساء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعشيقة
مباراة كرة قدم
بين “الشبيبة” و”الفاروق”
فريق اتحاد الشبيبة
بعشيقة – طريق الشعب
نظمت لجنة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في ناحية بعشيقة بمحافظة نينوى، أخيرا، مباراة كرة قدم سباعية ودية، بين فريق اتحاد الشبيبة وفريق “الفاروق” الشعبي. شاهد المباراة التي جرت على “ملعب الرومسينو” في الناحية، جمهور من محبي كرة القدم.
وانتهت المباراة بفوز فريق الاتحاد على نظيره، بـ 6 أهداف مقابل5.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضبط 31 قطعة أثرية معدة
للتهريب في ميسان
العمارة – وكالات
أحبطت شرطة محافظة ميسان، أخيرا، محاولة لتهريب قطع أثرية في منطقة “سيد أحمد الرفاعي” جنوب غربي المحافظة.
وذكرت مديرية شرطة المحافظة في بيان لها، ان “مفارز قسم شرطة حماية الآثار والتراث تمكنت من ضبط 31 قطعة أثرية مختلفة الأنواع والأحجام معدة للتهريب”، مبينةً أن “ضبط تلك الآثار جاء من خلال تفقد المواقع الأثرية في عموم المحافظة”.
وأشارت إلى انه تمت إحالة القطع إلى دائرة المتاحف العامة التابعة إلى هيئة الآثار والتراث، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية في شأنها.