اخر الاخبار

عقدت رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة، أخيرا، مؤتمراً علمياً بعنوان "أزمة التلوث البيئي في العراق – التحديات والحلول" على قاعة المركز الآشوري في لندن، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في مجالات البيئة والصحة والطاقة.

افتتح المؤتمر رئيس الهيئة الإدارية للرابطة الدكتور لينارد يعقوب، بكلمة شدد فيها على الدور الحيوي للأكاديميين في معالجة التحديات البيئية التي تهدد العراق، مؤكداً أن هذه الجهود تمثل خطوة ضرورية لبناء مستقبل أكثر استدامة.

وتناولت الجلسات العلمية عدة محاور، أبرزها آثار حرق الغاز والنفط على صحة الإنسان والبيئة، تأثير الحروب والتغيرات المناخية على التدهور البيئي، ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في البصرة نتيجة التلوث، ومخاطر مياه الصرف الصحي غير المعالجة على الأنهار العراقية والصحة العامة.

وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات العملية المتكاملة، شملت الدعوة إلى إصدار قانون موحد للهيدروكاربونات للانتقال إلى الطاقة النظيفة والتخلص التدريجي من إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري، وتنويع الاقتصاد لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، وتعزيز الحوكمة البيئية بما يضمن حماية صحة الإنسان وصيانة البيئة، والاستثمار في إصلاح وتطوير البنى التحتية للمياه للحد من التلوث. كما أوصى المؤتمر بتغيير أساليب الزراعة ونوعية المحاصيل واعتماد الري بالتنقيط لزيادة كفاءة استخدام المياه، وتحسين التخطيط الحضري عبر التوسع في المساحات الخضراء، وبناء علاقات قوية بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والتعاون مع الجهات الحكومية لتذليل الصعوبات وتحسين المستوى المعيشي.

كما دعا المؤتمر برنامج الأمم المتحدة للبيئة لإجراء تقييمات لمواقع اليورانيوم المنضب المتضررة من الحروب والعمل على تنظيفها، ووجه الجهات الحكومية إلى مراقبة التوهج الناتج عن حرق الغاز والنفط وتوفير الفحوصات الدورية ودعم المرضى المتضررين وعائلاتهم، بالإضافة إلى التحكم في التصريف غير القانوني لمياه الصرف الصناعي واعتماد تقنيات حديثة لمعالجة مياه الصرف لتحسين جودتها قبل إعادة تصريفها إلى الأنهار.

وأكدت رابطة الأكاديميين، أن هذه التوصيات تمثل خريطة طريق واضحة لمعالجة التدهور البيئي في العراق، داعية رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان إلى تبنيها لضمان تطبيقها على أرض الواقع.