داخل إحدى ورش تصليح السيارات في الحي الصناعي بمنطقة الشيخ عمر في بغداد، بدت مكائن تصليح المواد الاحتياطية مهملة وغير مستعملة، بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وهو الانقطاع الذي حرمهم من تصليح وإنتاج هذه المواد، مما انعكس سلبا على عملهم، كما ذكر صاحب الورشة، الذي دعا الجهات المعنية إلى التعاون معهم وتقليل ساعات الانقطاع، لاسيما في أوقات الذروة، حتى يتمكنوا من إنجاز أعمالهم، أسوة بإقليم كردستان، حيث تتمتع الأحياء الصناعية هناك باستمرارية التجهيز بالكهرباء خلال ساعات العمل، الأمر الذي يساعد في إنجاز الأعمال بنجاح، بينما لا تصل الكهرباء إلى الحي الصناعي ببغداد سوى ساعة واحدة مقابل أربع ساعات إطفاء.
سبب للبطالة
كما يؤدي انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، إلى فقدان العديد من العمال للقمة العيش، جراء قيام أصحاب الورش بتسريح العمال. وبهذا الصدد، يقول الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار، بأن "معاناة العاملين في ورش الشيخ عمر تمثل مشكلة حقيقية، بسبب مواجهة ظروف العمل الصعبة ومشاكله التي تستمر من دون حلول، رغم تكرار طرحها على المسؤولين. ومن أبرز اشكال تلك المعاناة عدم انتظام التجهيز بالكهرباء خلال أوقات العمل، رغم اعتماد تلك الورش بشكل أساسي على أجهزة كهربائية، يؤدي توقفها إلى توقف العمل تماماً، وعدم إمكانية تصليح المعدات العاطلة".
تقنين الاستيراد
من جهته، سلط أحد أصحاب الورش – الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه – الضوء على مشكلة أخرى يعاني منها القطاع، وهي فتح باب استيراد قطع الغيار والسيارات بصورة مبالغ فيها، مما انعكس سلبا على مهنتهم. ودعا إلى مساعدتهم عبر تقنين الاستيراد كي يستمر عملهم ويتمكنوا من كسب دخل يعيلهم وأسرهم، مؤكداً على أن العمال يمتلكون القدرة على تصنيع وإنتاج قطع الغيار محلياً، عوضا عن استيرادها من دون رقابة، فالبلاد تمتلك اليد الصناعية القادرة على الإنتاج ومنافسة المستورد.
وفي هذا السياق، علق الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار بالقول: "إن إصلاح قطع الغيار محليا يتطلب مبالغ لا تناسب أصحاب السيارات، مما يدفعهم إلى شراء البديل الجديد الأقل كلفة، رغم أنه مستورد في الغالب بشكل غير منظم ولا يتمتع بأي متانة وجودة".
أماكن مناسبة
ويعد افتقار الحي الصناعي إلى مرائب خاصة لإيقاف السيارات مشكلة أخرى، تُجبر من يريد اصلاح سيارته على ايقافها في أماكن بعيدة عن الورش. ويلفت الصفار بهذا الصدد إلى أن "عدم توفر كراجات قريبة لوقوف السيارات يشكل مشكلة إضافية تواجه العاملين"، مؤكداً على أن "تلك المشاكل التي يواجهها العمال وأصحاب الورش تتطلب وقفة حقيقية"، ومطالبا الجهات المعنية في أمانة بغداد ووزارة الكهرباء، فضلا عن جهات أخرى، بإبداء اهتمام جدي وفاعل في معالجتها، بما يحافظ على حقوق العاملين ومصالحهم. فالحي الصناعي في شارع الشيخ عمر، يضم مئات المحلات الصناعية والمهنية التي تشكل مصدر رزق أساسي للعاملين فيها، والذين يقدمون الكثير من خبراتهم وإمكانياتهم الفنية في تلبية طلبات أصحاب السيارات والخدمات الصناعية الأخرى.