اخر الاخبار

تقدّمنا على كثير من البلدان الآسيوية في مختلف الألعاب الرياضية، ومنها كرة القدم، حيث تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم قبل أربعة عقود، ونجحنا في حصد ميدالية أولمبية قبل أكثر من ستين عاماً. وقد حققت رياضتنا، خلال عقود سابقة من القرن العشرين، نتائج ونجاحات متميزة.

لكننا اليوم نشهد تراجعاً كبيراً، خاصة خلال العقدين الأخيرين. فما الذي حل برياضتنا ومستوياتها؟

أعتقد أن أسباب التراجع والإخفاق تعود إلى تدخل غير المختصين في الشأن الرياضي، من طارئين وانتهازيين، ممن تولّوا زمام الأمور في هذا القطاع، فتسببوا في تدهوره. هؤلاء من أنصاف الرياضيين عبثوا بالواقع الرياضي، مما أدى إلى إقصاء أهل الرياضة الحقيقيين وابتعادهم، فانعكس ذلك سلباً على الأداء العام ونتائج المنتخبات.

وهنا أود الحديث عن الفشل والإخفاق في كرة القدم، بعدما كانت فرصتنا متاحة، ومستوانا يؤهلنا للتأهل إلى كأس العالم. فما السبب؟

في رأيي، يكمن السبب في التخبط داخل إدارة الرياضة العراقية، ولا سيما اتحاد كرة القدم، الذي شابت عمله الخلافات والصراعات الشخصية، وغياب الانسجام والتفاهم بين أعضائه.

ومن العوامل المؤثرة أيضاً، اختيار الطاقم التدريبي الإسباني. فهل كان هذا الاختيار موفقاً؟

بداية الارتباك ظهرت من خلال التبديلات والاختيارات المتسرعة لبعض اللاعبين، من دون استقرار واضح على تشكيلة ثابتة للمنتخب الوطني، ما أثار كثيراً من علامات الاستفهام. وجاءت نتائج المنتخب المتواضعة في بطولة خليجي 26 بالكويت لتؤكد حالة التخبط، وعدم وضوح الرؤية التدريبية.

اليوم، ونحن نبدأ مشوارنا في الملحق الآسيوي، في امتحان جديد خلال شهر تشرين الأول المقبل، فإن المطلوب هو منح المدرب الجديد وطاقمه الفني كامل الحرية في العمل، ودعم اختياراته، مع توفير مباريات تجريبية قوية تساعده في فهم قدرات لاعبيه بشكل أعمق.

كذلك، من الضروري العمل بجد على إنهاء الصراعات والخلافات داخل اتحاد الكرة، وتوحيد الجهود. وهنا أدعو الزملاء الإعلاميين إلى التهدئة، والابتعاد عن الحملات الهجومية، وممارسة دور الدعم والإسناد المعنوي لقيادة اللعبة.

بهذا النهج، فقط، يمكننا أن نعيد الأمل في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، وهو طموح مشروع نتمنى جميعاً تحقيقه.