كيف لي أن أغامر
بكلّ هذه الكمية الهائلة من الهذيان
وأدّعي بأني متسكّع ولهْ
لا أعبأ، لا أفكّر، لا أنكسر؟
كيف لي أن أبدو عابرًا
وأنا الذي
علّقتُ قلبي على حافة شوقكِ
وكتبتكِ في كل تفاصيل الغياب؟
أنا لا أمرّ بكِ مرورًا عاديًا
بل أغرق،
أتوه،
أشتعل بكِ
كأنكِ المعنى حين يضيع العالم
والصوت حين يخفت كل شيء
أخدع نفسي بالهدوء
لكن قلبي
يضجّ باسمكِ
كلما مرّ طيفكِ على أطراف المساء
أنا لست مجنونًا
لكنّني مذ عرفتكِ
فقدتُ التعريف التقليدي للاتزان
وصار الحنين لغتي الأم
وصار الليل يشبهكِ
أكثر من أي شيء آخر
لا أخشى الهزيمة
لكنني أخشى أن أكون عاقلًا
ولا أشعر بكِ
أن أمرّ على أيامي
ولا يعبُرني ظلّكِ
أن أعيش
ولا يُشاركني قلبكِ هذا الهواء
كل ما أفعله
أنني أُهذّي بكِ
بطريقةٍ لائقة
تُبقي كبريائي في مكانه
وتمنحني العذر لأظل منتبهًا لكِ
في كل غيابكِ
أنا لا أبحث عن حبٍ عابر
بل عن امرأة
تفهم انحناءتي من صوتي
ترى حزني في ضحكتي
وتقرأني كما تُقرأ
القصائد التي لم تُكتب بعد
فكيف لي
أن أُخفيكِ
وأنتِ التي تسكنين في داخلي
كما تسكن الفكرة عصب الحروف
كيف أتهرّب منكِ
وأنا حين أهرب
أهرب إليكِ؟