إلى الفنّان الراحل زياد رحباني
أستيقظت الحمائمُ
حين بزغَ الفجرُ
على ذاك الهدير
الباكي
فكتمت هديلها
بين الغيمات المتثاقلةِ
وبين الأنفاس المهرولةِ
نحو رحيقك المتسامي
وأنت ترفعُ قبّعتَك الصارخة
باسم الحبِّ
وبيانِ الأحرار
وسمات النضال
لا أحدٌ يوُقف موجتك
ولا تيّارٌ يَنسجُ الخوفَ
فوق ذاك الهديل
فهنَّ يعرفنَ
بأنّكَ الواثقُ
من ذاك الجمالِ
المحمولِ بين يديك
الشمسُ هناك
تشهدُ لكَ
بخطوطِ شُعاعكِ المنتشرِ
تحت قلوب العُشّاقِ
من المساكين
وأبناء السبيلِ
والشعراء
والفنّانين
والصعاليك
والثوّار
المذبوحين
على عتبةِ الزمن الغادر
والراكعين في مسرح النقاء
رُحتَ
بجناحيك الصامدتين
عالياً
وأنت تقودُ الأسرابَ العاشقةَ
نحو البحثِ
عن سلامٍ موءودٍ
علّكَ تُنقذُ بعضَ ما أستشاظ
من الدماء السائبةِ
في أريج الشوق
عند بيروت ودمشقَ
وبغدادَ
وغزَّةَ النافرةِ
في غربتها المتهالكةِ
أيها الغرّيدُ
كلَّ حينٍ
لمّا أستغربَ الصبحُ
بذاك المدى
وأستنفرَ
بكُلِّ جمالهِ
وهو يسمعُ
هتافكَ الأخير