اخر الاخبار

تموز...

يا شهر النار والذاكرة

فيك احترق الحنين، وفيك اشتعل الحلم.

فيك سالت دموع الأمهات على أرصفة بغداد

وفيك رفرف علم جديد ...

كُتب على أطرافه  .. لن يُهان الوطن بعد اليوم .

كان الصباح دامعاً ، لكنه مختلف ...

صباح يشبه نغمة قيثارة سومرية حزينة،

تتمايل بين ركام القصور

وأمل الفقراء.

الرابع عشر من تموز...

ليس يوماً، بل شرارة وشعلة،

زلزالاً من غضب النخيل،

وأنين من أعماق الجنوب،

وصوتاً خرج من حنجرة شعبٍ ضاق به القيد،

فكسر الأغلال على وقع نشيد الثورة.

في ذاك الصباح،

لم تعد السماء صامتة،

نطقت مدافع الحق،

وارتجت قصور الطغاة.

خرجت بغداد من ظلمتها،

لتنفض شعرها من غبار الطغيان،

وترتدي ثوبها الشعبي،

فتغني للحرية بصوت الزعيم عبد الكريم.

تموز... يا شعلةً نحملها في الخفاء،

ويا أملاً نغنّيه في الزوايا المنسية...

لقد حملتَ أوجاعنا كثيراً،

لكنك كنت البداية.

فلا العروش تدوم،

ولا الأقنعة تُخفي وجه الجوعى،

ولا الموت يخيف من ذاق مرّ الذل.

في الرابع عشر من تموز

نفض العراقي عباءة الخنوع،

وصار اسمه... وطن.

فامضِ يا تموز،

في كل عام...

سنشعل لك شمعة من دم القلب،

وسنحمل ثورتك في كفٍّ،

وفي الكف الأخرى... صورة العراق الذي نحلم به،

عراقٌ لا يُباع،

ولا يُكسر،

ولا يُنسى.