ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت الماضي، الكاتب والباحث د. حيدر سعيد، الذي تحدث في جلسة تحت عنوان "جماعة الأهالي: إعادة تركيب".
حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي وعدد من القياديين في الحزب، إلى جانب جمع من المثقفين والمهتمين بالقضايا السياسية والفكرية.
جدير بالذكر أن "جماعة الأهالي" مجموعة سياسية عراقية تشكلت عام 1932، ويعتبرها مؤرخون نواة العمل السياسي الديمقراطي في العراق الحديث. وضمت الجماعة عددا من المتعلمين خريجي المعاهد العليا، وعناصر وطنية مطالبة بالاستقلال السياسي ذي البعد الاجتماعي والاهتمام بمصالح الأهالي، أي الشعب. وقد انطلقت الجماعة في تسميتها من صحيفة "الأهالي" التي صدرت في العام ذاته.
افتتح الجلسة د. علي مهدي بتقديم السيرتين الذاتية والعلمية للضيف، وبالحديث عن مسيرته الفكرية.
وبعده تناول المحاضر د. حيدر سعيد ظروف نشأة "جماعة الأهالي" من خلال مجموعتين في بيروت وبغداد، وكيف شكّلت تلك الجماعة فضاءً مفتوحًا للشخصيات الديمقراطية، التي آمنت بضرورة اضطلاع الدولة بدور كبير في رعاية الشعب.
وأشار إلى ما أصدرته الجماعة من مقالات وكراريس تحت عنوان "الشعبية".
كما سلط الضوء على المرجعيات الطبقية والجيلية والتعليمية لأعضاء الجماعة، والمآلات السياسية اللاحقة التي انتهت إليها تلك الشخصيات.
وفي جزء آخر من حديثه ألقى ضوءا على العلاقة بين الحزب الوطني الديمقراطي الذي تأسس سنة 1946 وجماعة الأهالي، وبيّن ان هذه العلاقة مفترضة ولا وجود حقيقيا لها، وان الحزب ليس وريث الجماعة كما اعتقد ويعتقد كثيرون.
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، وعقّب عليها الضيف باستفاضة واقتدار، ما أضفى على الفعالية طابعا غنيا بالحوار والتفاعل.
وفي الختام، قدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى د. حيدر سعيد، تقديرا لعطائه وجهوده الفكرية.