احتضنت قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في بغداد، عصر الخميس قبل الماضي، ندوة تحدث فيها الباحث مزاحم الجزائري عن الشاعر الشعبي المخضرم الراحل الحاج زاير، وعن مواويله التي تخطت الزمان حسب تعبيره.
الندوة التي دعت اليها الجمعية العراقية لدعم الثقافة سويةً مع اتحاد الأدباء، وأدارها الكاتب والفنان د. معتز عناد غزوان، اجتذبت خصوصا المهتمين بنشأة الشعر الشعبي العراقي المعاصر، وبروّاده "المؤسسين" الذين يعتبر الحاج زاير بالذات واحداً من أشهرهم وأكثرهم تأثيرا.
عرض الجزائري في حديثه لسيرة الشاعر الكبير، وألقى ضوءاً على أهم المحطات فيها. وأفاض خلال ذلك في الحديث عن إنجازه في الشعر وفي الغناء. كما تحدث عن الدور الريادي الذي نهض به في تطوير الأبوذيّة والموّال بشكل خاص، موضحاً أن له "دور لم يضارعه فيه شاعر آخر ممن عاصروه، ولا ممن سبقوه او أعقبوه".
وعن لغة الحاج زاير الشعرية قال إنها "امتازت بالجزالة والوضوح، وكانت أقرب إلى لغة المدينة منها إلى لغة الريف".
وفي ما يخص مواويل الحاج زاير بيّن الباحث الجزائري أنه "ابتعد فيها عن الموضوعات المتخيلة او الوجدانية وعن المناسبات، وتناول ظاهرات اجتماعية وكيفية التعامل معها".
وأضاف أنه في موّالاته هذه "لم يطرح نفسه كشاعر قادر على الابتكار، بل بوصفه إنساناً يلج الشعر من باب الحياة، ويرصد في الموّالات التحولات المتصلة بالمتغير الزماني".
وعزز الجزائري كلامه بقراءة بعض تلك الموّالات، التي تلفت الانتباه بما تعكس من أفكار وما تحمل من صور ومن أحكام.
جدير بالذكر أن الراحل الحاج زاير ولد سنة 1860 في قرية قريبة من مدينة الحلة، لكنه عاش في مدينة النجف وفيها توفي سنة 1917.
هذا وتحدث في الندوة عدد من النقاد والباحثين الحاضرين، الذين أغنوها بتعقيباتهم وملاحظاتهم وإضافاتهم.