تمرّ الذكرى السادسة لرحيل الشاعر والإعلامي والناشط النقابي إبراهيم الخياط، الذي غادر الحياة في 28 آب / 2019 بحادث سير مأساوي وهو في أوج عطائه.
وقد ترك غيابه فراغًا كبيرًا في الساحة الثقافية العراقية، لما عُرف عنه من صدق ونزاهة وإنسانية.
الخياط، ابن ديالى، لم يكن شاعرًا عابرًا.. فقد كتب قصائد تحمل الهم الوطني والإنساني، وجسّد من خلالها رؤيته الفكرية وانتماءه السياسي. كان شيوعيًا نشطًا حتى أنفاسه الأخيرة، ومثقفًا ملتزمًا لم يساوم على مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية.
شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، وكان مثالًا في الدفاع عن الأدباء وحرية الكلمة. عرفه الجميع بتواضعه وصدقه وقربه من الناس، حتى لقّبه محبوه "رئيس جمهورية الحرية والبرتقال" تقديرا لنقائه وصفائه وأمله الدائم.
ستة أعوام مضت على الرحيل، وما زال إبراهيم الخياط حاضرًا في الذاكرة شاعرًا نبيلاً وإنسانًا حراً ورمزًا صادقًا للثقافة العراقية الملتزمة. فقدانه لا يُعوّض، لكن ذكراه تبقى منارة للأجيال وصوته يظل شاهدًا على أن الكلمة الحرة لا تموت.
قصيدة (جمهورية البرتقال)
إبراهيم الخياط
بين الأسى
واستدارة النهر الذبيح
كانت خطاي
تنبئ بالجفاف
وتقرأ سورة الماء المدمّى
أيامئذ
انتكس القلب مرة
وانتكس النهر مراتٍ
فلم يبق لقلبي سوى ظلَّ أنثى
ولم يبق لنهرنا الشقي
سوى حثالة الأهل المتسربين
ومثل كل مرة
كانت المدينة تسورني بالتماعاتها
وتأمرني بالبكاء
– وأنا المجبول دمعاً –
إذن كيف أوهمونا أن للمدن ذاكرة؟