اخر الاخبار

كانت العاصمة التشيكوسلوفاكية براغ في ربيع وصيف العام 1963 تضج  بنشاط سياسي عراقي واسع ومضطرم.

فأخبار بغداد ظلت تنقل صور الفظائع الصادمة، التي كان انقلابيو 8 شباط يقترفونها بالجملة، في طول البلاد وعرضها، فيما الجراح الغائرة التي حفروها في الجسد العراقي، شعباً ووطناً، بقيت مفتوحة تنزف، ومعها المزيد الذي يضيفونه كل يوم.  ولم يكن ذلك وغيره مما جرّه الانقلاب الدموي على البلاد، مما يدع القوى الوطنية العراقية وبنات وابناء الجاليات العراقية في الخارج  ينامون الا على جمر حارق، مستنفَرين لفعل كل ما يمكنٍ لنجدة أهلهم ووطنهم.

في براغ نفسها لم يكن تعداد العراقيين يُذكر: بضع مئات، معظمهم طلاب التحقوا بالجامعات التشيكوسلوفاكية خلال السنوات المعدودات، التي أعقبت ثورة 14 تموز 1958. فجاليتهم هنا كانت ابعد من ان تُقارن بمثيلتها في لندن مثلا، او بغيرها في عواصم  اخرى في غرب اوربا.

لكن براغ كانت تتمتع بمزايا لا تتوفر عليها مدن اوربية عديدة اخرى.

فهي عاصمة دولة اعترفت مبكراً بالجمهورية العراقية، وأقامت معها علاقات قوية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وقدمت لها مساعدات وإن محدودة، على اساس من تبادل المنافع.

وهي أيضا المدينة - المقرّ لمجلة قضايا السلم والاشتراكية، المجلة النظرية للاحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، بضمنها الحزب الشيوعي العراقي، والتي تجمع ممثلي هذه الاحزاب في مكان واحد، يتيح تواصلهم المباشر والتعاون والتنسيق الدائمين بين احزابهم.

كذلك كانت براغ مقرّاً لمنظمات عالمية هامة اخرى، مثل اتحاد النقابات العالمي، واتحاد الطلاب العالمي، ومنظمة الصحفيين الدولية، ومن ثم كانت مقصدا للكثير من الزائرين شخصياتٍ ووفودا من مختلف البلدان والقارات، ومسرحا لكثير من اللقاءات والفعاليات المشتركة لقوى التقدم والتحرر في العالم، بضمنها فعاليات التضامن مع الشعوب وقضاياها العادلة.

وبفضل  هذه العوامل اساساً وما انطوت عليه من أبعاد سياسية، أمّنت براغ منطلقا  لحركة تضامن عالمية مع الشعب العراقي في مواجهة انقلاب شباط. وهو ما  بدأ رسميا بتأسيس "اللجنة العليا للدفاع عن الشعب العراقي" في براغ غداة الانقلاب.

لكن ما كان مهما في براغ ايضا، هو كونها المدينة التي احتضنت الشاعر والشخصية الوطنية الكبيرة محمد مهدي الجواهري، منذ ترك العراق قبل ذلك بحوالي سنتين. وقد كان وجوده فيها عاملا هاما، دون ريب، في اختيارها مركزا ومنطلقا للحركة التضامنية، وفي اختياره هو رئيسا للجنة العليا الوليدة، والتي ضمت بجانبه رموزا ثقافية وسياسية بارزة اخرى، مثل فيصل السامر ونزيهة الدليمي وصلاح خالص وعبد الوهاب البياتي وذنون ايوب ومحمود صبري وغيرهم.

في قلب حملة التضامن

لم يقتصر النشاط الذي شهدته مدينة براغ في اشهر الألم والغضب العراقيين غداة الانقلاب، والتأهب لنصرة الاهل في الوطن المدمّى، بكل طريقة ووسيلة، على الجالية العراقية حديثة النشوء في تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية. وهي رغم صغرها كانت تضم الكثير من الشباب المتحمسين، الذين ضمتهم "جمعية الطلبة العراقيين في تشيكوسلوفاكيا"حديثة الولادة ايضا، والتي كانت اسوة بشقيقاتها الأخريات في الخارج جزءا من اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية. وقد انخرط هؤلاء بحماس في النشاطات التضامنية والتعبوية المتنوعة، التي اطلقتها اللجنة العليا للدفاع عن الشعب العراقي، وغدت براغ والمدن التشيكية والسلوفاكية الاخرى ميداناً لها.

وكان ضمن الفعاليات المذكورة الاجتماعات الحاشدة التي كان يتصدرها الشاعر الجواهري، ويلقي فيها قصائده المشتعلة استنكارا للانقلاب وسخطا على الانقلابيين،  والتي كان يشارك فيها العرب والاجانب المقيمون في البلاد، الى جانب العراقيين.

وفي غمار الحملة السياسية والتضامنية التي باشرتها لجنة الدفاع العليا لتعرية الانقلاب وفضح مرامي مخططيه الأنغلو – أمريكيين ومنفذيه البعثيين،  تحولت براغ مبكراً الى هدف يؤمّه الكثير من الشخصيات الوطنية العراقية الموجودة خارج البلاد، السياسية والثقافية والأكاديمية، ولناشطي اللجان المحلية للدفاع عن الشعب العراقي في البلدان المختلفة، ومعهم ممثلو جمعيات الطلبة العراقيين فيها، والذين كانوا يصلونها للتشاور والتنسيق مع لجنة الدفاع العليا في العمل السياسي – الاعلامي والتضامني المشترك.

وكان الاكثر ظهورا من بين هؤلاء، هم الرسل القادمون من بريطانيا، حيث الجالية العراقية الأقدم والاكبر ، وحيث جمعية الطلبة العراقيين تتصدر مثيلاتها في الخارج كافة، ليس في الحجم فقط وانما ايضا في العراقة والخبرة وحسن التنظيم، فضلا عن التوجه الوطني المعهود، وما كانت تتمتع به من احترام ونفوذ في الاوساط السياسية والاكاديمية والثقافية والمهنية التقدمية البريطانية. وقد  أهّل ذلك كله الجمعية، الناشطة في لندن - العاصمة الأهم عالميا من النواحي السياسية والاعلامية والتضامنية بالنسبة للنضال العراقي ضد الانقلاب، لتبوّء موقع القطب الثاني والمتميز في مجمل عمل اللجنة العليا للدفاع عن الشعب العراقي على المستوى الدولي.

وكان رئيس الجمعية وقتذاك، الشهيد خالد احمد زكي، كثير الحضور والمكوث في براغ، ودائم التواصل مع اللجنة العليا وسكرتاريتها. خاصةً وانه كان  في الوقت عينه ينشط في سكرتارية "مؤسسة برتراند راسل للسلام" لمؤسسها الفيلسوف وعالم الرياضيات الانكليزي الشهير، المهتمة ايضا بقضايا حقوق الانسان وحقوق الشعوب، والتي اتخذت في حينه موقفا قويا وثابتا في ادانة انقلاب شباط والتضامن مع الشعب العراقي.

مشروع "صوت الشعب العراقي"

في خضمّ ذلك الحراك الوطني العراقي المتجدد، المقاوم للانقلاب وسلطته، وصل ايضا الى العاصمة التشيكوسلوفاكية عازف العود المعروف منير بشير، قادما من العاصمة المجرية بودابست. فهناك كان قد بدأ الدراسة قبلها بسنة تقريبا، وباشر إعداد بحث يقدمه لنيل الدكتوراه في الموسيقى من الاكاديمية المجرية.

غير انه لم تكن لحلوله في براغ صلة مباشرة بحركة التضامن الدولية ولجنتها العليا، وانما جاء لتنفيذ مهمة اخرى غير معلنة.

ففي اعقاب الانقلاب والخسائر الجسيمة التي ألحقها بالشعب وحركته الوطنية وبالبلد عموما، اتخذت قيادة الحزب الشيوعي العراقي (في الخارج) جملة اجراءات استثنائية، لفضح الجوهر الامبريالي الرجعي للعملية الانقلابية، وعزل حكمها داخليا وخارجيا، وتشديد الخناق عليها حتى اسقاطها.

وكان من بين تلك الاجراءات كسر الطوق الاعلامي الذي فرضه الانقلابيون في الداخل، بهجومهم الواسع على تنظيمات الحزب، واستهدافهم – بين امور اخرى - قدراتها على الطباعة والتوزيع السريين، اللازمين للتواصل مع جماهير الشعب ولإطلاعها على تطورات الاوضاع في البلاد وأصدائها الخارجية، وتنويرها بمهمات النضال ضد الطغمة الانقلابية وتعبئتها بروحها.

ولهذا الغرض جرت مفاتحة الحزب الشيوعي الشقيق في جمهورية بلغاريا الشعبية، بشأن إعانة حزبنا على اطلاق بث اذاعي خاص به من اراضيها يعوّضه عما خسره على الصعيد الاعلامي، وأن يتم ذلك بالطبع في اجواء من السرية التامة. فمن الواجب خلاله إبداء أقصى الحرص على علاقات البلد الخارجية، وعدم  إلحاق أية أضرار بها. 

أما لماذا بلغاريا بالذات، فلأنها سبق ان أتاحت إطلاق بث اذاعي سري من اراضيها لحزب توده الايراني، موجهٍ الى مناطق ايران، وكان ذلك زمن النضال ضد نظام الشاه الاستبدادي القمعي. وبقيت العملية طيّ الكتمان الكامل.

وهكذا كان. فقد استجاب الاشقاء البلغار لطلب حزبنا، وتم التفاهم والاتفاق على التنفيذ، وبدأت عاجلا الاستعدادات للمباشرة بعملية البث الاذاعي.

منير بشير في براغ

في اطار تحضير المتطلبات الضرورية لإطلاق اذاعة "صوت الشعب العراقي" جاءت مهمة الفنان منير بشير في العاصمة التشيكوسلوفاكية.

فلم يكن معقولا ان يبدأ البث من دون تأمين أرشيف – مهما كان صغيرا – من الأناشيد والاغاني الوطنية والحزبية المناسبة. ولما لم يكن متاحا توفير مثل تلك المستلزمات في الظروف الملموسة يومذاك، لم يبق سوى الاعتماد على النفس في تهيئتها و"انتاجها".

وصل منير بشير الى براغ ليجد كل شيء مهيأً:

*العراقيين العاملين في القسم العربي للاذاعة التشيكوسلوفاكية وقد كلفتهم ادارتها بتلبية طلباته،

*فنيّين سلوفاكيا وتشيكيا متخصصين في التسجيل الاذاعي، وثالثا إداريا تشيكيا ايضا،

 مجموعة من الطلاب الشيوعيين العراقيين الذين يدرسون في جامعات العاصمة، ممن تطوعوا لأداء المطلوب غناءً وإنشاداً،

الموسيقي الكردي الشاب قادر ديلان، الطالب في أكاديمية الفنون الموسيقية البراغية، والذي سيصبح اليد اليمنى لمنير بشير في تدريب الشباب المتطوعين وفي انجاز التسجيلات الغنائية، متهيئاً مع كمنجته وعازفين اثنين من زملائه الطلاب التشيك في الاكاديمية،

 ستوديو تسجيل واسعاً تابعا للاذاعة التشيكوسلوفاكية، يقع خارج مبناها الرئيسي وبعيداً عن الانظار.

وسرعان ما بدأ العمل.

كان منير بشير ودودا متواضعا ودافئا، ثم تدريجا بدأ يتجلى حزمه وصرامته في العمل وفي تنظيمه. وقد وضع جدولا زمنيا للتعليم والتوضيح  والتدريب، ثم اعادة الشرح والتمرين وتكرارهما عند الحاجة، ولمتابعة التنفيذ خطوة بعد خطوة. وبدا واضحا انه يدرك صعوبة المهمة التي عُهد بها اليهِ. فالاصوات الخام مهما لاحت صافية وجميلة، يبقى لازما تشذيبها وتهذيبها. وفي حال كان المطلوب  الانشاد والغناء جماعيا، فلابد فوق ذلك من تذليل تنافرها وبلوغ قدر من الاتساق والتناغم بينها.

وتعاقبت أيام وأيام سابق فيها "الاستاذ منير" ويده اليمنى "كاك قادر" الزمن لتطويع حناجر الشباب المتطوعين ما أمكن، وهم الذين زاد عددهم على عشرة، وبدا انهم أخذوا رويداً ينسجمون مع المهمة التي أنيطت بهم، وصاروا حتى يتمتعون بأدائها.

وأثمرت الجهود  لم يذهب التعب سدىً ..

ففي النهاية، وبعد بضعة اسابيع من العمل اليومي غير المنقطع، تسلّم منير بشير من مهندسي الصوت، الذين أصبحوا بتعاقب أيام العمل جزءاً لا يتجزأ من الفريق "الأممي" الصغير المنغمر في تنفيذ المهمة غير المعلنة، شريطاً (ابو البكرة) يحمل أناشيدَ وأغانٍ عراقية منوعة وصل عددها ربما الى ثمانية. وكان واضحا لمن يسمعها، ورغم كل ما بُذل من جهود مع المتطوعين اثناء التدريبات، انها من أداء فرقة هواة. غير ان ذلك لم ينتقص من وقعها على الاسماع، بل لعله - على العكس – جعلها محبّبة أكثر بطابعها الأقرب الى الشعبية والتلقائية.

وفي اليوم التالي، وفيما بدأ افراد "الفرقة الغنائية" الوليدة يرجعون الى قاعات الدراسة في جامعاتهم ومعاهدهم، كان منير بشير يستعد للعودة الى بودابست، بعدما أتمّ تنفيذ مهمته وسلّم "الأمانة" الى "الرفاق" في براغ، لتأخذ طريقها الى حيث .. لم يكن أحد يدري! ولا لأي غرض بالضبط!

 ذلك ان الأمر كله جرى، كما سبق القول، وسط تكتم شديد. وهو ما لم يكن هناك بد منه. فالثقة المطلقة التي أبداها الرفاق البلغاريون بحزبنا، وهم يلبّون طلب تمكينه من بث برامج اذاعية موجهة الى العراق من اراضي بلدهم، لم يكن يمكن ان تُقابل الا بإحاطة العملية من ألفها حتى يائها بما شددوا عليه من السرية المطلقة.

لهذا ظل الأمر كله طي الكتمان حتى بالنسبة الى كثيرين ممن أسهموا بصورة او بأخرى في افتتاح الاذاعة وإدامة بثها، والى آخرين ممن ظلوا يكتبون لها ويغذّون برامجها.  واستمر هذا الحال الى ما بعد سنين طويلة من انتهاء مهمة الاذاعة واغلاقها. 

بثّ اذاعي متجدد

في سنة 1968، بعد خمس سنوات من انطلاق اول بث اذاعي للحزب الشيوعي العراقي عبر أثير الموجات القصيرة صوب اجواء العراق، وانخراطه أداة ضاربة في المعركة الاعلامية ضد حكم الانقلابيين ومَن وراءه من القوى الامبريالية والرجعية، ودّعت اذاعة "صوت الشعب العراقي" مستمعيها، مواطنين ورفاقا في عموم العراق. فحينها كانت المنظمات الحزبية قد تجاوزت الكثير من كوابح عملها، والحزب قد استعاد الكثير من محركات نشاطه وعوامل قوته، وبضمنها ما كان يكرس له كثيرا من الاهتمام  في المجال الصحفي – الاعلامي.

انتهت اول تجربة من نوعها خاضها حزب سياسي عراقي في عمله الاعلامي، وعوّض فيها وعزّز مبكراً نشره الصحفي بالبث الاذاعي. وهي التجربة التي عاد اليها في مطلع الثمانينات، مع انطلاق حركة الأنصار الشيوعيين في مناطق كردستان الجبلية واستمرارها حتى اواخر ذلك العقد، ثم من شقلاوة في مطلع التسعينات حتى انهيار النظام الدكتاتوري ربيع 2003. 

وخلال المسيرة التي تواصلت - وإن متقطعة - حوالي اربعة عقود من السنين، تغيّر اسم الاذاعة اكثر من مرة. فبعد ان استهوى الاسم الأصلي "صوت الشعب العراقي" اطرافاً اخرى في المعارضة العراقية، فاستخدمته عنوانا لبثها الاذاعي في سنوات التسعين، اختار حزبنا اسم "صوت الشعب العراقي – اذاعة الحزب الشيوعي العراقي" حينا، و"صوت الشعب العراقي – صوت الديمقراطية والتقدم" حينا آخر.

وبعد الانهيار ومن بغداد هذه المرة، انطلق في سنة 2004 بثّ اذاعي جديد تحت اسم "راديو الناس"، بادر الى تأسيسه فريق من اعضاء الحزب وحظي بدعم اعلامه المركزي.

واستلهم هذا المنبر الجديد تقاليد "صوت الشعب العراقي" وأفاد من خبرته المتراكمة، معتمدا في برامجه توجها وطنيا عاما منحازا الى الناس وقضاياهم ومدافعا عن الحقوق والحريات الديمقراطية. واستمر يبث على الموجة المتوسطة ثم على موجة أف أم حتى سنة 2010، عندما أُشهر بوجهه سيف رسوم مالية باهضة فُرضت عليه، واضطرّته في النهاية الى وقف برامجه.

لكن الاذاعة استأنفت بثها لاحقا، وحين اندلعت احتجاجات 2011 كانت ترفع صوتها عاليا بدعم الجماهير الساخطة ومطالبها العادلة. ثم واصلت العمل في السنوات التالية، وإن بصورة متقطعة أحيانا، مواكبةً الموجات الاحتجاجية المتصاعدة بين الحين والآخر، ومعضّدة إيّاها ومنتصرة لها. الأمر الذي كان يثير بالطبع غيظ اطراف الحكم وسلطاته. 

وتجلى دور "راديو الناس" هذا في ما بعد بأسطع وأقوى صوره، في انتفاضة تشرين 2019، التي هزت اركان منظومة المحاصصة والفساد الحاكمة. 

واستمر الحال حتى سنة 2021، عندما عادت الجهات الرسمية ذات العلاقة الى ضغوطها على "راديو الناس"، متحججة بالذريعة القديمة ذاتها: عدم دفع غرامات مالية مفروضة عليه! حتى سلبته مجددا حقه الدستوري في التعبير والبث بحرية.

نحو استعادة "راديو الناس"

مسيرة طولها 60 عاما تقريبا من البث الاذاعي، لا يمكن تصورها الا في اطار العمل الاعلامي المتجدد للحزب الشيوعي العراقي، وفي القلب منه الجهد الصحفي الرائد والمثابر، الذي دشنته "كفاح الشعب" قبل 90 سنة.

وحين نتطلع اليوم الى المستقبل المنظور، ونرى "طريق الشعب" تحث الخطى لاعادة تكوين نفسها مؤسسة اعلامية حديثة متعددة المنابر ومتكاملتها، تنهض امامنا الحاجة الى استرداد "راديو الناس" حقه الطبيعي في البث دون معوقات.  ونحو هذا الهدف ينبغي ان تتوجه مساعينا، كي تعود الاذاعة منبراً نشيطاً ضمن اسرتنا الاعلامية الشيوعية، وريثة المُثُل النضالية لـ "صوت الشعب العراقي" ايضا، وتقاليد التنوير والتبشير بالحقيقة وبالقيم السامية.