اخر الاخبار

بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي في ١٤ شباط سأقف عند سِفر واحدة من مناضلات حزبنا المجيد ألا وهي الرفيقة البطلة سليلة عائلة الشهداء الاربعة  ( آل جزعول الرفيق هادي والرفيق عادل والرفيق سعد والرفيقة عبلة )، تلك الإنسانة العظيمة، شابة بعمر الورد طالبة في إعدادية التجارة المركزية،  عملت معها في اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق وكانت كتلة من النشاط والحركة والمتابعة الدقيقة لعملها، بعد أن تسلمت قيادة المنظمة في إعداديتها استطاعت أن تخلق تنظيماً جيداً من مجموعة من الفتيات وحاولت بسعي ومثابرة أن تجعل ذلك التنظيم واحداً من المنظمات التي يحسب لها الحساب في قاعدة الاتحاد  .

مرات ومرات نلتقي في السفرات او الحفلات التي كان يقيمها الاتحاد في بساتين (جديدة الشط) ومنها بستان الرفيق طه صفوك (ابو ناصر) أو في بساتين بهرز في محافظة ديالى، تطورت علاقتي بالرفيقة من خلال وجودي معها في القيادة العليا للاتحاد ونتعاون فيما بيننا على أمور التنظيم ومتابعته.

كانت عبلة دؤوبة فاعلة قوية لا تقبل اي عذر من أي زميل يتلكأ في حضوره او عمله، لا تجامل بقدر ما تعطي دروس في ان يكون الزميل في الاتحاد مثابراً ومجتهدا بل متفوقاً ليكون قدوة للأخرين وبذلك نستطيع التحرك على أكبر قدر ممكن من الطالبات والطلاب.

ثم جاءت الأمور التي أجهضت عملنا في الاتحاد بعد قرار تجميد المنظمات الديمقراطية عام ١٩٧٥ لنتحول الى منظمات الحزب وبشكل وأسلوب فيه الكثير من المحاذير في كشف الرفاق،  أستمر العمل إلى أن تخرجنا من الإعدادية عام ١٩٧٧ وحجبت أسماؤنا من القبول المركزي في الجامعات العراقية بعد أن كنا من المتفوقين في المعدلات التي تؤهلنا للدخول إلى الكليات التي نريدها، ولكن بدأ التضيق علينا ومحاولة استدراجنا نحو تقديم تنازلات لكي نحصل على مقاعد دراسية، وبذلك تركنا تعليمنا الجامعي وتفرقنا كل في مكان دون أن يعرف أحدنا بالآخر حتى عام ١٩٨٠ ألقي القبض على الرفيقة عبلة بعد ان تم اعتقال أشقائها الثلاثة لتنال شرف الشهادة مع كوكبة من الشباب المضحين من أجل مبادئ حزبهم العظيم  .

ستبقى الرفيقة البطلة عبلة عبد جزعول نبراسا للتضحية والفداء والثبات على المبادئ التي أرعبت الجلاد العفن المجرم الذي حاول بكل الوسائل النيل منها لكنها بصمودها وثباتها صانت الأمانة الرفاقية وحافظت على تنظيمها من أن يكشف بعد أن تم إعدامها عام ١٩٨٣.

المجد والخلود للشهيدة الرفيقة عبلة عبد جزعول ولكل شهداء حزبنا العظيم، وسنبقى أوفياء لذلك العهد الذي قطعناه على أنفسنا أن نصون لقب الرفيق أمام كل هجمات المجرمين القتلة العملاء.