اخر الاخبار

طغت حرب الإبادة في غزة على كلمات رؤساء ومندوبي الدول الأعضاء في الاجتماع السنوي الثمانين الذي عقد الثلاثاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

 

الإفلات من العقاب

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 7 تشرين الأول 2023، فاقمت العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على نحوٍ يهدد السلام الإقليمي والعالمي. جاء ذلك في كلمة ألقاها، خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن تحت عنوان "الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين" في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. وأضاف أن تكثيف إسرائيل هجماتها على غزة يُفاقم الأزمة الإنسانية "الكارثية أصلاً"، مبيناً أن أعداداً لا تُحصى من المدنيين الفلسطينيين محرومين من الغذاء والماء والكهرباء والدواء. وأكد غوتيريش أن وصف الوضع في غزة بأنه "لا يمكن الدفاع عنه أخلاقياً وقانونياً" لا يعكس بدقة حجم المعاناة الإنسانية الحاصلة في القطاع.

وتابع: "لا تزال قرارات الأمم المتحدة تُتجاهل. ويُنتهك القانون الإنساني الدولي. ويسود الإفلات من العقاب، وتتضرر مصداقيتنا الجماعية".

دعوة الى محاكمة نتنياهو

دعا الرئيس التشيلي غابرييل بوريك فونت إلى محاكمة رئيس الوزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو والمسؤولين عن الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية.

وقال خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "في هذه المرحلة، لم أعد أعرف ماذا أقول عن غزة، لأن الكثيرين قد قالوا كل شيء من هذا المنبر ومن غيره، لكن فوق كلماتنا... ما زالت تحدّق فينا عيون الموتى الذين فقدوا حياتهم وهم أبرياء".

وأضاف فونت: "اليوم، في عام 2025، يفقد آلاف الأبرياء حياتهم لمجرد كونهم فلسطينيين"، واصفا الأزمة بأنها أزمة عالمية "لأنها أزمة إنسانية".

وقال: "يفقد آلاف الأبرياء حياتهم لمجرد كونهم فلسطينيين... بدل الحديث عن أرقام أو إدانات أو مطالب، أود اليوم أن نتحدث عن الإنسانية". وعندما يرقد الأطفال تحت الركام، "هناك ألم حقيقي في بلدنا، في تشيلي"، التي تضم أكبر جالية فلسطينية في العالم خارج الدول العربية.

وتابع فونت: "إحدى المشكلات التي نواجهها كبشرية هي أن الألم يولد الكراهية في كثير من الأحيان، لكن علينا مواجهتها... وتحويل دوافع الكراهية إلى رغبات في العدالة. لا نقدم أي تنازلات للعنف" 

فرض الأمر الواقع

بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى توفير دعم دولي للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، مؤكداً أن احترام القانون الدولي يمثل السبيل الأمثل لمواجهة منطق القوة، وفرض الأمر الواقع.

وجاءت دعوة ماكرون في ظل تجاهل بعض الدول لمذكرات توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين على خلفية الحرب في غزة.

فوضى وضغط هائل

وفي القطاع، تشهد المستشفيات القليلة المتبقية في غزة حالة من الفوضى والضغط الهائل، مع تدفق إصابات يومية جراء الضربات الإسرائيلية، وفق ما أفاد به أطباء يعملون في مستشفى الشفاء، أكبر المستشفيات في القطاع.

وصف أطباء أستراليون متطوعون الوضع بأنه "مذبحة جماعية وكابوس"، وأنهم "مضطرون لإجراء عمليات جراحية في ظروف قذرة وبأقل قدر من التخدير ومسكنات الألم". وقالت الطبيبة ندى أبو الرب إنهم أجروا عملية قيصرية طارئة لإنقاذ رضيعة بعد وفاة والدتها، التي قُطع رأسها أثناء الهجوم.

 

مداهمات واعتقالات

على صعيد ذي صلة، واصلت القوات الإسرائيلية، صباح الأربعاء، حملة مداهمات واقتحامات في مدن وبلدات بالضفة الغربية، تخللتها اعتقالات واعتداءات على المواطنين، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وأفادت مصادر محلية بأن الآليات الإسرائيلية اقتحمت بلدة صانور جنوب جنين وانتشرت في شوارعها، ما دفع السلطات المحلية إلى تأجيل الدوام المدرسي حتى التاسعة صباحاً حفاظاً على حياة الطلبة. كما اقتحمت القوات قرى زبدة والخلجان وأم دار قرب بلدة يعبد، وتمركزت في محيط جسر زبدة، مع استمرار مداهمة المنازل في البلدة.

وأشارت المصادر إلى اعتقال شابين كانا يستقلان دراجة نارية من حي المراح في مدينة جنين.

وفي بلدة يعبد جنوب غربي جنين، داهمت القوات عدداً من المنازل بينها منزل رئيس البلدية، وفتشتها وخربت محتوياتها، فيما شهدت البلدة إطلاق رصاص حي وقنابل غاز سام باتجاه المواطنين.

 

طائرات مسيّرة

أعلن ناشطون مؤيّدون للفلسطينيين يحاولون الوصول إلى قطاع غزة على متن أسطول مساعدات أنّهم تعرضوا لقصف، وسمعوا "دويّ انفجارات" وسط تحليق "عدّة طائرات مسيّرة" على مقربة منهم قبالة سواحل اليونان. وكتب "أسطول الصمود العالمي" في بيان إنّ "عدّة طائرات مسيّرة أسقطت أجساما مجهولة الهوية، وتمّ تشويش الاتصالات، وسُمع دويّ انفجارات من عدد من القوارب". وقال الأسطول: "حتى الآن: 12 انفجارا استهدف 9 سفن مختلفة تابعة لأسطول الصمود العالمي عن طريق مسيّرات". وأضاف "نحن نشهد هذه العمليات النفسية بشكل مباشر الآن، لكنّنا لن نسمح بأن يتمّ ترهيبنا".

وبحسب الناشطة الألمانية في مجال حقوق الإنسان ياسمين أكار فإنّ خمسة من قوارب الأسطول تعرّضت لهجوم. وقالت أكار في مقطع فيديو على إنستغرام "ليست لدينا أسلحة. نحن لا نشكّل أيّ تهديد لأحد"، مؤكدة أنّ الأسطول يحمل "مساعدات إنسانية فقط".

 

كسر الحصار الإسرائيلي

والأسطول الذي أبحر في وقت سابق من أيلول الجاري من برشلونة كان قد أفاد عن تعرّضه لهجومين بطائرات مسيّرة حين كان راسيا قبالة تونس. ويضمّ الأسطول ناشطين مؤيّدين للفلسطينيين، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ.

ويريد الناشطون الوصول إلى غزة لإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع و"كسر الحصار الإسرائيلي" المفروض عليه.

ولاحقا، دعت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، عبر "فيسبوك" الأربعاء، إلى وضع الهجمات على الأسطول على جدول أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا.

كما دعت الدول الأعضاء في المنظمة الدولية إلى "اعتماد قرار يعالج هذه الانتهاكات الجسيمة".