أعلنت الرئاسة السورية، أمس السبت، وقفاً فورياً وشاملاً لإطلاق النار في محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية جنوب البلاد بعد أحداث دامية خلفت أكثر من 700 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وحثت الرئاسة السورية في بيانها كافة الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية في جميع المناطق فورا.
وقال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، في كلمة، إن "الدولة السورية تمكنت من تهدئة الأوضاع رغم صعوبة الوضع لكن التدخل الإسرائيلي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق، وعلى إثر هذه الأحداث تدخلت الوساطات الأمريكية والعربية بمحاولة للوصول إلى تهدئة الأوضاع."
مواجهة المخاطر تتم بوحدة داخلية حقيقية
في الاثناء، قال حزب الإرادة الشعبية السوري، ان "الإسرائيلي يؤكد باعتدائه الذي شنه ضد قيادة الأركان في دمشق، وهي أحد رموز السيادة السورية بغض النظر عمن يجلس فيها، وبتدخلاته التخريبية والتحريضية في السويداء وغيرها من المناطق السورية، أنه -وداعمه الأمريكي- عدو لكل أبناء الشعب السوري، وأن هدفه في سورية كان وما يزال تحريض أهلها على قتل بعضهم البعض باتجاه تفتيتها وإنهائها".
وأضاف، إن "هذه الرسالة الواضحة، ينبغي أن تُفهم جيداً من السوريين جميعاً، وتتحمل السلطة السورية القائمة المسؤولية الأولى والأساسية عن فهمها والتصرف سياسياً على أساسها، بعيداً عن أية أوهام تتعلق بالخارج والاستناد إليه، وخاصة الخارج الغربي، ويشمل هذا أيضاً مسؤولية الأطراف السورية المختلفة عن عدم الوقوع في الخطيئة الوطنية باستدعاء الخارج وخاصة «الإسرائيلي» الذي لا يريد خيراً لأي من السوريين، دولة ومجتمعاً".
ولفت الحزب، إلى أن "الوقوف في وجه الصلف والاعتداءات «الإسرائيلية» له طريق واحد لا بديل عنه، تتحمل المسؤولية الأولى في المضي نحوه السلطة القائمة؛ وهذا الطريق هو طريق عقد المؤتمر الوطني العام فوراً وصولاً لحكومة وحدة وطنية شاملة وانتخابات حرة ونزيهة، والتخلي عن عقلية الاستئثار والغلبة والحلول الأمنية المجتزأة، وكبح وقمع العقليات الثأرية والطائفية التي تنتهك كرامات الناس وأرواحهم وأرزاقهم، ومحاسبة المرتكبين فوراً بشكل شفاف وعلني وحازم دون تسويف أو تأجيل أو مماطلة؛ ما يتطلب الوقف الفوري لإطلاق النار في السويداء، والامتثال للغة العقل والحوار، وتأمين الغذاء والماء والطبابة على وجه السرعة لمنع المأساة من التفاقم، ولإيقاف الأخطار المتدحرجة والمتعاظمة على سلم البلاد ووحدتها".
وأكد "الإرادة الشعبية" أن "الحفاظ على السلم الأهلي ووحدة البلاد هو مسؤولية عظيمة تتطلب إغلاق الثغرات التي تتسرب منها التدخلات الخارجية التخريبية، وعلى رأسها «الإسرائيلية»، ولا مجال لتحقيق ذلك دون توحيد الشعب السوري والاستقواء به لا عليه، والاستقواء به كله لا بقسم منه على قسم.. توحيده على أساس مواطنة متساوية حقة، تحفظ كرامة السوري وحقه بغض النظر عن أي انتماء آخر، وتجمع السوريين عبر الأمان والثقة والشراكة الحقيقية في بناء المستقبل المنشود".
جميع الاعتداءات مرفوضة
بدوره، أعلن شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، موقفاً حاسماً من أحداث السويداء، مشدّداً على ضرورة صيانة الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه في المحافظة السورية، ورافضاً "أي نزعة انفصالية أو تقسيمية في سوريا أو لبنان".
وفي بيان متلفز، عقب انتهاء الاجتماع الاستثنائي للهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في بيروت، قال أبي المنى إنّ "قلق الأقليّة يحتاج إلى عدالة الأكثريّة"، محمّلا السلطة الانتقالية في سوريا "مسؤولية معالجة ما وصلت إليه الأمور من انفلات، ونأسف للاعتداء على الآمنين في السويداء من الجهتين".
وأعرب شيخ العقل عن تضامنه الكامل مع أهالي المحافظة "وكل الأبرياء المصابين بنيران المواجهات"، مشدداً في الوقت نفسه على أنّ "الدعوات الصاخبة إلى النفير العام في سوريا، وخاصة الدعوات العشائرية، مدانة".
ورأى أبي المنى أنّ "الاعتداء على إخواننا من أهل السنة من البدو مرفوض ومدان"، مشيراً إلى أنّ "طلب الحماية الإسرائيلية، لا نقبله، لأنه يضرب تاريخنا وهويتنا".
وختم بالدعوة إلى "سوريا حديثة"، وإلى "سلام عادل وشامل في المنطقة".