قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن 875 شخصا في غزة استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، مشيرا إلى أن 674 منهم قُتلوا بالقرب من مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية"!
خيانة للقيم الاوروبية
وبعد أن قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إبقاء الخيارات مطروحة لمعاقبة إسرائيل على انتهاك حقوق الإنسان في قطاع غزة من دون اتخاذ أي قرار، استنكرت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ذلك، ودعت الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى فرض عقوبات على إسرائيل وقطع التعاون الاستراتيجي والعسكري والعلمي والمالي والاقتصادي معها.
وقالت ألبانيزي إن "الاتفاقيات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي ما كان لها أن تكون أصلا. وتجديدها في غمرة تدمير غزة مجاهرة بالمعايير المزدوجة وانحدار في السياسة الخارجية الأوروبية وخيانة للقيم الأوروبية".
وقالت ألبانيزي إنه لا مكان للتفاوض وإن على إسرائيل الانسحاب الفوري وغير المشروط من القطاع الفلسطيني، كما شددت على ضرورة عودة الرهائن الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ذويهم.
ووصفت المقررة الأممية العقوبات الأميركية المفروضة عليها بأنها تجاوز للخطوط الحمر. ودعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى توفير الحماية لها.
دعوة لمحاسبة إسرائيل
من جانبها، طالبت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة تلالنغ موفوكينغ، بمساءلة إسرائيل ومحاسبتها على تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة، واستهداف العاملين في الرعاية الصحية.
واتهمت المقررة الأممية بمحاولة تقويض المنظومة الإنسانية وكذلك منظومة المساءلة؛ من خلال رفض الاستجابة لطلبات خبراء الأمم المتحدة ونداءاتهم ورسائلهم الخاصة بشأن الأوضاع في غزة.
وقالت موفوكينغ "وردتنا معلومات تتعلق بتوقيف وقتل عاملين في مجال الرعاية الصحية. ومن جهتي، فإنني أتحدث إلى المسؤولين الإسرائيليين عن الأمر، لكنهم يستمرون في تجاهل نداءاتنا الملحّة، ويواصلون تدمير المنظومة الصحية بطريقة لا يمكن إصلاحها".
وأضافت "راسلت رئيس الجمعية العامة والأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان لحثهم على استخدام صلاحياتهم حتى يضمنوا أن تُحاسب إسرائيل وأن تُساءل من خلال المطالبة السريعة بوقف غير مشروط لإطلاق النار" في غزة.
تحقيق شامل
وفي ذات السياق دعت الأمم المتحدة لإجراء تحقيق شامل ومستقل وشفاف بشأن جميع انتهاكات الحقوق الدولية في الضفة الغربية المحتلة.
ولفت المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى "أن الآونة الأخيرة شهدت زيادة في هجمات المستوطنين الإسرائيليين وقوات الأمن الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل عدد من الفلسطينيين.
ودعا إسرائيل إلى "وقف عمليات القتل والمضايقات وعمليات هدم المنازل فورًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأكد أن إسرائيل، بصفتها "قوة احتلال"، ملزمة باتخاذ جميع التدابير الممكنة للحفاظ على النظام العام والأمن في الضفة الغربية.
وأردف: "يجب التحقيق بشكل شامل ومستقل وشفاف في جميع حوادث القتل وجميع الادعاءات الأخرى بشأن انتهاكات القانون الدولي في الضفة الغربية".
إغلاق مصائد الموت
من جانب آخر، طالب مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سليمة بإغلاق مراكز توزيع المساعدات، لأنها تحولت إلى مصايد موت في القطاع. وجاء ذلك بعد سقوط شهداء للمرة الأولى جراء الاختناق والتدافع الشديد للمواطنين الفلسطينيين بمراكز توزيع المساعدات.
واستشهد 21 فلسطينيا منهم 15 بينهم أطفال وكبار السن، اختنقوا نتيجة إطلاق غازات على مجوعين بمركز توزيع المساعدات جنوب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ووصفت وزارة الصحة في غزة ما جرى اليوم بالجريمة الكبرى فيما اتهمت مسؤولين في غزة "مؤسسة غزة الإنسانية"، بجمع مئات آلاف الفلسطينيين المجوعين في ممرات حديدية ضيقة، وإغلاق البوابات عليهم عمدا، ورشهم بغاز الفلفل.
وأضافت: "قام موظفو المؤسسة الإجرامية وجنود الاحتلال برش غاز الفلفل الحارق وإطلاق النار المباشر على المّجوّعين الذين استجابوا لدعوتهم للحصول على "مساعدات"، ما أدى إلى اختناقات جماعية وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء على الفور في مكان الجريمة، وإصابة العشرات، نتيجة التدافع في مكان مغلق وبلا مخرج ومصمم للقتل".