أدت الهجمات الصاروخية التي انطلقت من إيران يومي الجمعة والسبت إلى حدوث أضرار بالغة في عدة مدن داخل المدن الفلسطينية المحتلة، في حين شن طيران الاحتلال سلسلة من الغارات ضربت عدة مدن إيرانية.
يأتي ذلك في وقت، تتصاعد فيه دعوات وقف الحرب والعودة إلى طاولة الحوار، فيما يراوغ الرئيس الأمريكي في سلسلة تصريحات بشأن موقفه من الاشتراك في الحرب ضد الشعب الإيراني من عدمه.
الأمر متروك للأمريكيين
وفي شأن دعوات التفاوض، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن "الأمر متروك للأميركيين لإظهار عزمهم على التفاوض أو أنهم يريدون مهاجمة بلاده".
وذكر عراقجي، أنه "إذا كانت واشنطن تريد الدبلوماسية وجادة في ذلك فقد كنا منخرطين معها حين هاجمتنا إسرائيل، وعليهم أن يتصلوا بها لوقف هجومها". مبينا ان "طهران توصلت إلى أن الدبلوماسية الأميركية كانت غطاء لما قامت به إسرائيل، مشددا على أن هناك حاليا غيابا للثقة مع الولايات المتحدة".
وأشار إلى أنه ربما لدى واشنطن مخطط للهجوم على إيران وكانت بحاجة فقط إلى المفاوضات كغطاء، وأكد أن العودة إلى الدبلوماسية غير ممكنة إلا عندما يتوقف العدوان الإسرائيلي ويحاسب المعتدي، لكنه رأى أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف رجل طيب وشخص يمكن العمل معه.
تصريحات ترامب
وأطلقت إدارة الرئيس الأمريكي خلال اليومين الفائتين سلسلة من التصريحات، بخصوص موقف ترامب من الدخول في الحرب ضد الشعب الإيراني من عدمه، اذ نقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض أنه سيقرر خلال أسبوعين، ونقلت مصادر دبلوماسية عن أن "وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تحدث إلى عدد من نظرائه في الغرب قبل اجتماع جنيف وأشار إلى استعداد واشنطن للتواصل المباشر مع طهران حتى في الوقت الذي تدرس فيه المشاركة في الضربات".
لكن ترامب جدد تصريحاته، الجمعة، بأنه أمهل إيران أسبوعين كحد أقصى لتفادي التعرض لضربات أميركية محتملة، مشيرا إلى أنه قد يتخذ قرارا قبل هذا الموعد النهائي الذي حدده الخميس.
وقلل ترامب من إمكانية مطالبته إسرائيل بوقف ضرباتها كما طلبت إيران، قائلا "من الصعب جدا تقديم هذا الطلب الآن". وأضاف "إذا كان الطرف رابحا، فسيكون الأمر أصعب قليلا منه إذا كان الطرف خاسرا".
وكان وزير الخارجية الإيراني قال لنظرائه الأوروبيين الجمعة، إن "بلاده لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة ما دامت إسرائيل تواصل حملتها العسكرية"، مؤكداً التزامها بالمسار الدبلوماسي وإمكانية الاجتماع مجدداً مع الأوروبيين.
"امنحوا السلام فرصة"
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الفوضى في الشرق الأوسط، ودعا إلى "إعطاء السلام فرصة"، وذلك في كلمة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بدعوة من طهران.
وجاء في كلمته أن "اتساع رقعة الصراع قد يشعل نارا لا يمكن إخمادها"، محذراً من ان تصاعد المواجهة ستخلف خسائر فادحة. وأضاف: "نحن لا ننجرف نحو أزمة، بل نتسابق نحوها. نحن لا نشهد حوادث معزولة، بل في طريقنا نحو الفوضى".
وأوضح غوتيريش أن المسألة المحورية في هذا الصراع هي المسألة النووية، مشددا على أن عدم الانتشار "ضرورة لسلامتنا وأمننا جميعا".
وأكد أنه "يجب على إيران احترام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، مشيرا إلى أن طهران صرحت مرارا بأنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
طريق الحل السلمي لم يغلق
وفي الاجتماع قدمت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، تفصيلا عن الخسائر والتداعيات الناجمة عن التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني.
وقالت في إحاطتها إن دورة الهجمات والهجمات المضادة المتصاعدة أسفرت عن سقوط مئات الضحايا المدنيين، بما في ذلك وفيات، في كل من إيران وإسرائيل.
وحذرت كذلك من التداعيات الاقتصادية للصراع مضيفة: "لا يمكننا استبعاد التأثير العالمي لاحتمال انقطاع حركة التجارة عبر مضيق هرمز، الذي وصفه البنك الدولي بأنه أهم ممر نفطي في العالم".
وشددت المسؤولة الأممية على أن هجمات إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية مثيرة للقلق، وكذلك خطر اتساع نطاق الصراع.
لكنها أكدت أن فرصة منع تصعيد كارثي والتوصل إلى حل سلمي لم تغلق بعد. من جانبه، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من أن الهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية في إيران تسببت في "تدهور حاد" في السلامة والأمن النوويين.