واصلت إيران شن هجمات صاروخية على إسرائيل، مخلفة أضراراً ما دية وبشرية كبيرة، فيما استهدفت طيران الاحتلال الإسرائيلي العاصمة الإيرانية طهران، وتبادل الطرفان تحذيرات لسكان منطقتين في طهران وتل أبيب.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية وإسرائيلية، أن "30 صاروخاً سقطت على مناطق مختلفة وسط إسرائيل منذ منتصف ليلة الثلاثاء"، فيما قال جيش الاحتلال، أمس، إن "أكثر من 50 طائرة حربية شنت خلال الساعات الماضية سلسلة غارات على إيران".
طهران لن تستسلم
قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أمس الأربعاء، إن بلاده "لن تستسلم أبدا أمام الضغوط وحذر من أضرار لا يمكن إصلاحها في حال التدخل الأميركي.
وقال في كلمة متلفزة أن "إسرائيل ارتكبت خطأ فادحا، وستعاقب على ذلك"، وأضاف "عليهم أن يعلموا أن إيران لن تستسلم وأن أي هجوم أميركي سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها". في إشارة إلى إمكانية التدخل الأمريكي في العدوان على الشعب الايراني
وفي تطورات العدوان، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أمس، أن حالة المنشآت النووية في بلاده "جيدة". وأفاد بتعرض منشأة فوردو النووية إلى أضرار طفيفة دون أي تلوث اشعاعي، فيما حدث تلوث إشعاعي داخل منشأة نطنز ولم يتنشر خارجها بعد تعرضها لهجوم إسرائيلي.
تحذير من الدعم الامريكي
نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤول إسرائيلي رفيع لم تسمه، الثلاثاء، أن التقديرات في تل أبيب تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سينضم إلى الهجمات على إيران. وتابع أن "ترامب سيرغب في أن يُذكر كشخص شارك، ولم يقف على الحياد".
واعتبر المسؤول الذي لم يشأ الكشف عن اسمه، أنه "إذا لم تنضم إلينا الولايات المتحدة فلن نتمكن سوى من إلحاق ضرر محدود بمنشأة فوردو النووية". وحسب هيئة البث، فإن "تغيّر نهج ترامب قد يشير إلى نيّته الانضمام للهجوم على إيران".
والثلاثاء، قال ترامب عبر منصة "تروث سوشيال": على إيران "الاستسلام غير المشروط"، و"ليس لدي رغبة في المفاوضات مع إيران".
وفي السياق، حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس الاربعاء، من "أن المساعدة العسكرية الأمريكية المباشرة لإسرائيل ربما تزعزع استقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل جذري".
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ريابكوف قوله إن "روسيا تحذر الولايات المتحدة من تقديم مثل هذه المساعدة لإسرائيل، أو حتى التفكير في تقديمها". وأضاف أن "موسكو على اتصال بكل من إسرائيل وإيران".
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إن إعصار يجتاح العاصمة الإيرانية طهران، معتبرا أن من خلال هذا المسار يتم سقوط الديكتاتوريات.
وتابع كاتس في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": أن "إعصار يجتاح طهران. يتم قصف رموز القوة وتنهار، وقريبا أهداف أخرى، مع فرار أعداد غفيرة من السكان. هكذا يتم سقوط الديكتاتوريات".
وأضاف: "يجب أن يتذكر المصير الذي حل بديكتاتور جارة إيران (العراق) الذي تعامل بهذا الأسلوب ضد إسرائيل".
نقص في الصواريخ الاعتراضية
وتشير التقديرات إلى وجود معاناة في الجانب الإسرائيلي يتمثل في نقص في الصواريخ الاعتراضية الدفاعية، وفقاً مسؤول أميركي في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال". وذلك في ظل استمرار إطلاق الصواريخ الإيرانية ووصولها إلى إسرائيلي.
وفي هذا الشأن، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد حسن جوني أن "إيران تعتمد في ردها على الهجوم الإسرائيلي على كثافة الصواريخ ونوعيتها بهدف إنهاك منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تعجز عن حماية المدن بشكل كامل".
وقال العميد جوني إن" الصواريخ الإيرانية تساقطت بشكل مؤثر وفاعل وحققت إلى حد كبير توازنا مع الهجمات الإسرائيلية على إيران".
ومن أسباب إنهاك وضعف المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية أيضا أنه يتم تشغيلها -ولليوم السادس من الحرب- بشكل مكثف ومتواصل وعلى مساحة إسرائيل لتأمين حد أدنى من الحماية، وقد رجح العميد جوني أن يتواصل إنهاك المنظومات الدفاعية الإسرائيلية مع استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية، لكنه لم يستبعد أن يقدم حلفاء إسرائيل وأولها الولايات المتحدة دعما لها بهذا المجال.
ممتن للعدوان!
قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن إسرائيل تقوم حاليا بالعمل القذر نيابة عن الغرب بأكمله، وأشار إلى أنه ممتن للإجراءات الإسرائيلية ضد إيران.
وعبر ميرتس عن احترامه لجيش الاحتلال! وقيادته لإقدامهم في العدوان على الشعب الإيراني وقال: "لولا ذلك، ربما كنا سنشهد رعب هذا النظام لشهور وسنوات، وربما بعد ذلك مع وجود سلاح نووي بين أيدينا".
وأشار ميرتس إلى أن عودة النظام الإيراني إلى طاولة المفاوضات، يعني أنه "لن تكون هناك حاجة إلى المزيد من التدخلات العسكرية".
وتابع "إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن التدمير الكامل لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني قد يكون على جدول الأعمال"، وعبر عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع إنهاء تلك المهمة بشكل كامل "لأنه يفتقر إلى الأسلحة الضرورية، لكن الأميركيين يمتلكونها".
فيما نقلت وكالة "رويترز" عن وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، تأكيده أن ألمانيا أوضحت لإيران أنه "لم يفت بعد أوان الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الألماني، يوهان دافيد فاديفول، إن التصعيد العسكري في الشرق الأوسط يهدد بجر دول أخرى إلى النزاع.