قتل 24 إسرائيليا وأصيب نحو 600 آخرين بجروح، في حصيلة جديدة أعلن عنها، أمس، جراء الضربات الصاروخية الإيرانية رداً على العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي، فيما أفادت وزارة الصحة الإيرانية، الأحد، أن " العدوان الإسرائيلي أسفر عن سقوط 224 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين".
وسط ذلك تجددت دعوات التهدئة والذهاب إلى التفاوض، وسط رفض إيراني وتهديد إسرائيلي.
دعوات التهدئة تتزايد
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، لإجراء مفاوضات عاجلة لإنهاء الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، مؤكداً أن "تصاعد الصراع مثير للقلق العميق".
وأضاف في كلمة في الأمم المتحدة: "أقف إلى جانب كل من دعا إلى خفض التوترات وإجراء مفاوضات دبلوماسية عاجلة لإنهاء الهجمات المتبادلة الإيرانية والإسرائيلية وإيجاد حل للوضع الحالي".
ودعا إلى احترام القانون الدولي بالكامل وخاصة حماية المدنيين في المناطق المأهولة.
وساطة روسية وقلق صيني
فيما أعلنت روسيا، أمس، استعدادها للعب دور الوساطة بين إسرائيل وإيران، وبذل كل ما في وسعها لإزالة الأسباب الرئيسية للأزمة بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "ندين الإجراءات التي أحدثت توتراً خطيراً في المنطقة. ونرى أن المجتمع الإيراني متحد في مواجهة الهجمات التي تشنها إسرائيل".
وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات هاتفية منفصلة بشأن هذا التوتر مع كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: سنواصل اتصالاتنا مع الجهات ذات العلاقة وتعزيز محادثات السلام والابتعاد عن المزيد من عدم الاستقرار في أوضاع المنطقة".
وأعرب غوا تشياكون، عن قلق بلاده من الهجمات الإسرائيلية على إيران والتي زادت فجأة من الصراع المسلح، ودعا الأطراف جميعاً إلى الإسراع في اتخاذ إجراءات عاجلة لتهدئة الوضع المتأزم ومن المزيد من الدوامات الإقليمية وتمهيد الأرضية للعودة إلى طريق الحوار والتفاوض لحل المشكلات".
وأكد أيضاً على أن "القوة لا يمكنها تحقيق سلام دائم، وكل خلاف دولي يجب أن يحل من خلال الحوار والتفاوض، وعلى الطرفين الالتزام بمفهوم الأمن المشترك من أجل إزالة مخاوف كل الأطراف".
وفي الاثناء أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده مستعدة للقيام بدور تسهيلي لإنهاء الاشتباك الدائر بين إسرائيل وإيران فورا والعودة إلى المفاوضات النووية.
لا معنى للتفاوض.. حالياً
ورفض المسؤولين الإيرانيين الحديث عن التفاوض في الوقت الحاضر، اذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: إن "طرح موضوع التفاوض مع واشنطن في هذه الظروف لا معنى له".
وأضاف في مؤتمر صحفي: "كان على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يدين الهجوم الإسرائيلي على إيران، لكن للأسف تم التعامل معه بشكل سياسي ولم يتحقق ذلك".
وتابع بقائي: "كان يجب على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أن تدين بوضوح هجوم إسرائيل، خاصة على منشآت نطنز النووية". مشيرا إلى أن "تبرير العمليات الاستباقية من قبل إسرائيل لشن هجوم على إيران غير مقبول"، مضيفا أنه "يجب على الدول الأوروبية أن تركز جهودها على وقف هجمات إسرائيل".
وقال إسماعيل بقائي: "الدعم الشامل من الولايات المتحدة والدول الغربية لإسرائيل قد وضع السلم والأمن في مواجهة تهديد غير مسبوق".
فيما أفاد مسؤول مطلع على الاتصالات الجارية، أن إيران أبلغت الوسيطين، قطر وسلطنة عُمان، بأنها غير مستعدة للدخول في مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، في وقتٍ تتعرض فيه لهجوم إسرائيلي مستمر. وقال المسؤول، طالبا عدم كشف هويته إن الإيرانيين أوضحوا للوسيطين أنه "لن تكون هناك مفاوضات جدية قبل أن تستكمل إيران ردها على الضربات الاستباقية التي شنتها إسرائيل".
تهديدات جديدة
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، سكان طهران بـ "دفع الثمن قريبا"، وذلك عقب الرد الصاروخي الإيراني الأحدث فجر أمس الاثنين.
كما هدد كاتس في وقت سابق "بحرق طهران" وضرب المنشآت النووية ومنظومات الدفاع الجوي في إيران، إذا استمرت في إطلاق الصواريخ.
من جهته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن إسقاط النظام في طهران "ليس هدفا مباشرا" لكنهم يأملون أن يكون نتيجة تلقائية للأحداث.
وفي تصريحات أخرى، أضاف هنغبي أن الهجوم الحالي ضد إيران "لا يستهدف القيادة السياسية"، مؤكدا أن الهدف هو تقليص قدرة طهران على الإضرار بتل أبيب، على حد تعبيره.