بدأت قوات الاحتلال الصهيوني، عملية عسكرية مكثفة للإبادة الجماعية في قطاع غزة، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 63 فلسطينياً وإصابة 130 آخرين منذ الصباح الباكر ليوم أمس، وذلك في إطار الاستعداد لتوسيع العمليات وبسط السيطرة على مناطق واسعة من القطاع.
وقال مدير المستشفى الإندونيسي في شمال غزة مروان السلطان "هناك عدد كبير من الأشخاص تحت الركام، مشددا على أن "الوضع كارثي". فيما حذرت جمعية العودة الصحية والمجتمعية في قطاع غزة، من توقف خدماتها الصحية والاجتماعية بالكامل في الأيام القادمة جراء عدم وصول أي إمدادات طبية منذ آذار الماضي بسبب الحصار الإسرائيلي.
وفي التطورات ايضاً، شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات واعتقالات في العديد من بلدات الضفة الغربية المحتلة ومدنها، ترافق ذلك مع قيام مستوطنين بحرق محاصيل قمح في أحد سهول بلدة ترمسعيا شمال شرقي رام الله وسط الضفة.
يجب إيقاف هذا الجنون
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن هناك زيادة كبيرة في الهجمات الإسرائيلية وفي عدد القتلى في غزة هذا الأسبوع، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف المستشفيات.
وأضاف في بيان أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني السيئ أصلا، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عالمية لمنع وقوع مزيد من الضحايا.
وقال تورك إن الجوع الناجم عن الحصار الإسرائيلي يتفاقم، مشددا على أنه "يجب إيقاف هذا الجنون". مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لديها خطة جديرة بالثقة و160 ألف منصة متحركة جاهزة لدخول القطاع الفلسطيني الآن.
من ناحيته، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، "إن الوضع بات الآن شاذا بشكل مروع، مما يستدعي ضرورة ممارسة الرأي العام بعض الضغط على القادة في أنحاء العالم".
مطالبة برفع الحصار
وفي ذات السياق، طالب قادة 7 دول أوروبية، من الاحتلال بالتفاوض بحسن نية لإنهاء حرب الإبادة التي تُشنّ على قطاع غزة منذ نحو 20 شهرا، ورفع الحصار عن القطاع.
جاء ذلك في بيان مشترك لقادة إسبانيا والنرويج وآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا، أعلنوا خلاله رفضهم لأي خطط للتهجير القسري من القطاع أو إحداث تغيير ديمغرافي.
وقال القادة الأوروبيون السبعة في بيانهم المشترك "لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية المصنوعة بأيدي البشر، والتي تجري أمام أعيننا في غزة".
وحذروا من أن "كثيرين آخرين قد يتعرضون للموت جوعا في الأيام والأسابيع القادمة ما لم تُتخذ إجراءات فورية"، ودعوا "حكومة الاحتلال إلى التراجع الفوري عن سياساتها الحالية، والامتناع عن تنفيذ عمليات عسكرية إضافية في غزة".
كما طلبوا "رفع الحصار بالكامل عن غزة، بما يضمن إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ومن دون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، من قبل الجهات الإنسانية الدولية ووفقا للمبادئ الإنسانية".
عملية الإبادة الجديدة
ويوم أمس، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مراحل العملية العسكرية التي بدأت أولى مراحلها منذ الصباح الباكر، بشن ضربات واسعة في قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن الجمعة، توسيع إبادته الجماعية في قطاع غزة، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة "عربات غدعون" بهدف "تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها تحرير المختطفين وهزيمة حماس"، على حد تعبيره.
وقالت الصحيفة، ان العملية تمر بثلاث مراحل، الأولى منها بدأت فعليا وتم تنفيذها من خلال توسيع الحرب.
أما المرحلة الثانية فقالت إنها "في طور التحضير من خلال عمليات جوية بالتزامن مع عمليات برية، فضلا عن العمل على نقل معظم السكان المدنيين في قطاع غزة إلى الملاجئ الآمنة في منطقة رفح"، وستعمل المرحلة الثالثة على "دخول قوات عسكرية برا لاحتلال أجزاء واسعة من قطاع غزة بشكل تدريجي، والإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في القطاع".