اخر الاخبار

تشهد محافظات عدة موجة جديدة من الاحتجاجات المتنوعة، تمتد من مطالب الموظفين بحقوقهم في البصرة، إلى اعتراضات أولياء الأمور والكوادر التدريسية على قرارات تربوية مفاجئة، وصولاً إلى احتجاجات خدمية في المثنى، وتظاهرات تطالب بالأمان والبنى التحتية في بابل انتهت باعتقال عشرات المواطنين. وبينما يؤكد المحتجون سلمية تحركاتهم ووضوح مطالبهم، تتصاعد حالة الاحتقان الشعبي وسط غياب استجابات حكومية سريعة، ما ينذر بمزيد من التصعيد إذا استمرت السلطات في تجاهل تلك المطالب التي تمس حياة الناس اليومية وحقوقهم الأساسية.

عوائل الشهداء وضحايا الإرهاب

وفي ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، نظم عوائل الشهداء وضحايا الإرهاب وقفة احتجاجية تنديدا بقطع الرواتب وللمطالبة بتعديل قانون مؤسسة الشهداء.

ودعا المحتجون، خلال الوقفة، الحكومة المقبلة إلى إنصافهم أسوة ببقية الشرائح، مؤكدين أن أي تقليص في حقوقهم سيؤثر على معيشة آلاف العوائل.

اعتقال 35 متظاهرا في بابل

واعتقلت السلطات الأمنية أكثر من 35 متظاهراً من سكان قرى جنوب بابل، خلال احتجاجات طالبت بإنشاء جسر مشاة، بعد أن فصل الطريق الدولي الجديد منطقتهم إلى قسمين.

ونقلت وسائل اعلام محلية عن مواطنين قولهم، إن قرى في مدينة القاسم جنوبي بابل، شهدت توترا أمنياً كبيراً عقب خروج الأهالي في تظاهرة سلمية هي الثانية خلال أسبوع، للمطالبة بإنشاء جسر مشاة على الطريق الدولي الجديد الذي يربط الشوملي بمحافظة النجف، والذي قطع الطريق القديم المؤدي إلى المنطقة، متسبباً بفصلها إلى قسمين وعزل السكان عن مدارسهم وخدماتهم.

وأوضح الأهالي أن الطريق الجديد يمر وسط تجمع سكاني كبير يضم اعدادية للبنات، اعدادية للبنين، مدرسة ابتدائية، مركز صحي، ومناطق سكنية يسكنها الكثير من العوائل الذين يعتمدون على طريق العبور القديم، والذي أصبح مغلقاً بسبب السريع الجديد.

وأكد مواطنون، أنهم راجعوا القائممقام، وديوان المحافظة، وعدة جهات حكومية خلال الأشهر الماضية، وقدّموا طلبات رسمية لإنشاء جسر مشاة، لكنهم لم يحصلوا على أي نتيجة.

وفي إفادة المتظاهرين، فإن التجمع كان سلمياً بالكامل، ولم يشهد أي احتكاك أو قطع للطرق، لكنهم تفاجأوا بوصول قوة كبيرة من مكافحة الشغب "بشكل مباغت وعنيف"، على حد وصفهم، حيث جرى الاعتداء على الأهالي والشباب، وتحطيم بعض المركبات، واعتقال العشرات.

وبحسب المصادر المحلية، فقد وصل عدد المعتقلين إلى 35 مواطناً نُقلوا إلى شرطة القاسم، بينما لا يزال ذووهم بانتظار قرار القاضي لإطلاق سراحهم بكفالة.

ويرى الأهالي أنهم لا يعارضون مشروع الطريق الدولي، بل يطالبون فقط بحل يحمي أرواح طلاب المدارس ونساء المنطقة من الحوادث بعد أن يصبح العبور شبه مستحيل مع حركة المركبات السريعة.

ويطالب المتظاهرون وزارة الداخلية ومحافظ بابل بالتدخل العاجل، وإطلاق سراح المعتقلين فوراً، وفتح تحقيق في استخدام القوة المفرطة، وتنفيذ مطلبهم الرئيس بإنشاء جسر مشاة قبل اكتمال الطريق الدولي منعاً لوقوع كوارث إنسانية متوقعة.

احتجاج تربوي

ونظمت الكوادر التدريسية وأولياء أمور طلبة في منطقة الطويسة في محافظة البصرة، ومن أمام اعدادية الخنساء للبنات، وقفة احتجاجية للمطالبة بعدم تحويل دوام الطالبات إلى مسائي مما يربك المستوى التعليمي.

وقالت معاون مدير الاعدادية ناهد عبد الباقي، إن المدرسة تعتبر من المدارس العريقة في الطويسة منذ عام 1964 ومن حق الطالبات أن يكون الدوام طبيعيا ولا يخضع للمتغيرات ولكون البناية تضم 4 مدارس مغذية كبيرة مثل ثانوية ريحانة المصطفى.

وأضافت عبد الباقي إن مدرسة أخرى وهي اعدادية التجارة في نفس البناية قد توسعت على 3 قاعات وتم قفلها بحجة وجود أجهزة.

وذكرت إن إدارة الإعدادية وأولياء أمور الطالبات اعترضت على نقلها إلى اعدادية أخرى لوجود دوام طلاب فيها.

وبينت أن الإدارة تفاجأت بصدور قرار بتحويل الدوام إلى مسائي أي من الساعة الثانية ظهراً للخامسة والنصف مساءً وبواقع 25 دقيقة للحصة الواحدة، علما إن المدرسة فيها طالبات سادس علمي.

وتساءلت عبد الباقي عن القانون الذي يسمح بتحويل مدرسة حكومي نهاري للدراسة المسائية.

وقال والد إحدى الطالبات "قبل أيام بُلِّغنا بقرارات تعسفية وغير تربوية، أبرزها تحويل دوام بناتنا من الساعة 2 حتى 5 عصرا. كيف يمكن لهنّ العودة إلى منازلهنّ بأمان في هذا الوقت؟".

أما التدريسية منى، فأكدت ان "مديرة المدرسة المهنية تتحكم بمصائرنا. مرة تأخذ صفوفا ومختبرات لصالحها، ومرة تغيّر نظام دوامنا الرسمي، فقط لأن شقيقتها هي المرشحة الخاسرة أمطار المياحي".

وتساءل عدد من المشاركين في التظاهرة "اين وزير التربية ولماذا هذا السكوت؟"، مشيرين الى ان "المدرسة تكفي لاستيعاب جميع الطلبة ولا يوجد اكتضاض فيها".

مطالبات بقطع أرض

وفي السياق، نظم قسم الحماية الاجتماعية للمرأة في المحافظة امس الاثنين، وقفة احتجاجية أمام مبنى القسم، للمطالبة بتخصيص قطع الأراضي السكنية الخاصة بالموظفين اسوة بباقي الدوائر.

قال منظمو الوقفة، ان عددهم لا يتجاوز 120 موظفا ومن المفترض ان تكون لديهم قطع أراض كموظفي باقي الدوائر.

وأشاروا الى ان لديهم كتبا عديدة لكن قد الغيت سابقا باعتبار ان دائرتهم غير إنتاجية وانما خدمية حسب تعبيرهم, مطالبين حكومة البصرة المحلية بالالتفات الى مطالبهم بالسرعة الممكنة والا ستتحول هذه الوقفة الى تصعيد اخر، وفقا لما ذكروا.

سماويون يطالبون بفرص عمل

وفي المثنى، نظم مواطنون من سكان المناطق القريبة من معامل الإسمنت الاستثمارية، في السماوة، وقفة احتجاجية طالبوا خلالها بتوفير فرص عمل لهم في تلك المعامل.

وذكر عدد من المشاركين في التظاهرة، أن مطالبهن تتعلق بشمولهم بالتعيينات داخل معامل الإسمنت، مشيرين إلى أنهم أوصلوا تلك المطالب إلى الحكومة المحلية للنظر فيها وتحقيقها.

فيما جدّد طلبة التعليم المهني في المحافظة، تظاهرتهم مطالبين بتقليص المناهج الدراسية الخاصة بدراستهم.

وأكد عدد من الطلبة، أن المناهج الحالية بحاجة إلى مراجعة شاملة بما يتناسب مع التخصصات المعتمدة في التعليم المهني، مشيرين إلى أنهم جددوا تنظيم الاحتياجات لإيصال راسلتهم إلى وزارة التربية.