اخر الاخبار

تشير كتب التاريخ الى وجود اهتمام العراقيين بالبناء والعمارة في العهد العباسي، لا سيما الجسور؛ اذ عملوا على صفّ القوارب وربطها بالحبال ليعبر عليها الناس، وينتقلوا بماشيتهم ودوابهم بين جانبي الرصافة والكرخ.

كما عمل البابليون قديما على بناء الجسور والاهتمام بها على نهر الفرات في الضفة الغربية من وادي الرافدين التي يُطلق عليها المؤرخون (ميسوبوتامايا)، وهي بلاد ما بين النهرين.

وبالرغم من قدم ظهور فن الجسور والاهتمام به، الا انه الان يشهد واقعاً مؤلماً جراء الاهمال الكبير الذي يطاله والناتج عن غياب المراقبة والمتابعة الحكومية.

مواد رديئة

يقول مهندس الطرق والجسور، ليث علي ان هناك اهمالا كبيرا يطال “الجسور في بغداد وتحديدا جسري الشهداء والاحرار، اللذين يعتبران من أقدم جسور العاصمة”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، ان مشاهد المطبات والحفر التي تتوسط اغلب الجسور وحتى على جانبيه، تؤكد اهمال الجهات المعنية حالها كحال الطرق الرئيسية والفرعية”، مبينا ان “اغلب عمليات التأهيل تتم بشكل غير صحيح ومن قبل اشخاص غير متخصصين”.

ويردف بالقول: إن “الكارثة الرئيسية تتمثل باستخدام مواد رديئة جدا وغير قابلة للاستعمال”.

ويؤكد، أن بعض الجسور “لم تطلها يد الترميم منذ سنوات”، مشددا على ضرورة “الاعتناء وإعادة ترميم هذه الجسور مع الحفاظ على طابعها التراثي القديم، خاصة أن اغلب الجسور شهدت مواقف تاريخية وأصبحت رمزا وطنيا”.

مجسرات وجسور جديدة!

ويعلن المتحدث باسم وزارة الأعمار والإسكان، نبيل الصفار، عن خطة بناء العديد من المجسرات في مناطق متعددة بالعاصمة بغداد.

ويبين الصفار خلال حديث خص به “طريق الشعب” ان مواقع هذه المجسرات ستكون في ساحة عدن، ساحة النسور، تقاطع الدورة والسيدية، تقاطع ٧٧ والقدس، اضافة الى جسرين على طريق قناة الجيش”.

أما بالنسبة للجسور التي ستعبر نهر دجلة، فيشير الصفار الى وجود مشروعين ضمن الحزمة الأولى لفك الاختناقات المرورية؛ الأول هو جسر زها حديد الذي سيقوم بربط منطقة أبو نؤاس بالقادسية. والثاني هو جسر الزعفرانية الذي سيربط شارع الشركات بشارع الحارث”. ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذه المشاريع قريبًا، ما يسهم في تحسين وسائل النقل والبنية التحتية في العراق وتقليل الزخم المروري، على حد قوله.

أول جسر في العراق

ويُقدم الطالب في كلية التاريخ، محمد الشمري، وجهة نظره حول تاريخ بناء الجسور في العراق؛ اذ يشير إلى أن “البابليين كانوا أوائل من بنوا جسورًا على نهر الفرات، بالإضافة إلى ذلك، يؤكد أن الجسور في العراق أصبحت ضرورة مهمة لربط المدن على مجرى دجلة والفرات”.

ويبين في حديث مع “طريق الشعب”، أن الجسور تحمل قصصًا تاريخية تعود لعهد العباسيين وكيف كان بناء الجسور مهمًا في تطوير المدن. وبالإضافة إلى ذلك، كانت الفيضانات تشكل تحديًا لصمود الجسور، الا انه كان هناك اهتمام بتقنيات بناء الجسور.

ويوضح الشمري، إن “جسر “الشهداء” الذي كان اسمه “المأمون” يعد اول جسر حديدي تم بناؤه بالمواصفات الحديثة عام 1939، حسب المواصفات العالمية، وتلاه جسر “الاحرار”.

يُذكر أن أوّل جسر أنشئ لعبور العربات عام 1902 في بغداد، كان يرتكز على دعامات من القوارب الخشبية، الا ان الاتراك أحرقوا وهم يحاولون منع تقدّم الجيش البريطاني الذي احتلّ بغداد عام 1917.

ويؤكد الشمري إن “الجسور في العراق ضرورة لا بد منها على طول مجرى نهري دجلة والفرات، فهي توصل كرخها برصافتها على مسافة 50 كيلومتراً طولاً من جسر المثنى في الشمال إلى جسر بغداد بالجنوب”.