اخر الاخبار

هناك قاعدة ذهبية خاصة بالفئات العمرية تدعو الرياضيين إلى تطبيقها والعمل وفقها، وهي: "خذوهم صغاراً"؛ ابدأ مع الرياضي في عمر مبكر وابدأ تدريبه صغيراً، وكما قالت الأمثال والحكم: "التعلّم في الصغر كالنقش في الحجر". ففي الرياضة والألعاب نجد أن الأندية الكبيرة والمحترفة صارت تتعامل مع الرياضيين في مختلف الألعاب بشكل مبكر، وعندها نجد أن اللاعبين اليوم ينضجون مبكراً وبشكل سريع.

لذا أقول لأحبتي قادة الرياضة والأندية الرياضية والعاملين فيها إن عملكم اليوم يتطلب البدء المبكر مع اللاعبين، والسعي لاحتضان الموهوبين منهم في أعمار صغيرة ولجميع أنواع الألعاب. وعلى المدربين أن يختاروا لاعبيهم مبكراً، فهذا الاختيار المبكر يساهم في تقدم الرياضي للعب مبكراً في لعبته، وهذا يتطلب من الكشافين متابعة المواهب واختيار الأنضج منهم للميدان المناسب. وهنا يتحقق الأمل المطلوب والاختيار الصحيح والموهبة الأصلح، ويتم اختيار الألعاب الملائمة لهذا اللاعب أو ذاك.

وأقول لأحبتي قادة الاتحادات الرياضية بأن عليكم أعمالاً كثيرة وكبيرة في اتحاداتكم وأنديتكم الرياضية، أهمها البحث عن "الجواهر"؛ المواهب في كل لعبة. وعندما تنجحون في اكتشاف هذه الجواهر تكونون قد حققتم الإنجاز الرياضي المطلوب. لذا أكرر بأن عليكم واجبات أساسية تتمثل في البحث في مجالاتكم وألعابكم عن المواهب في أعمار مبكرة، والبدء بتصنيعها وتحضيرها لعملكم وإنتاجكم الرياضي. وأتمنى أن يشمل هذا البحث كل مناطق العراق، في الريف والمدينة، في المدارس والساحات الشعبية والنوادي الرياضية، وفي كل مجالات الحياة.

إن المدارس تشكل الباب الأول لرياضة ناجحة ومتقدمة، لأنها الأساس الرصين الذي نستطيع من خلاله اكتشاف المواهب والأبطال، سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية. ومعلم التربية الرياضية هو القادر أولاً على إعادة صياغة الموهبة وصقلها، وتقديمها للموجه والمدرب القادر على إعدادها. فالعمل الصحيح والتوجيه السليم يضعان الأساس الرصين للرياضي الموهوب، ويمنحانه القدرة على وضع قدمه في المكان الصحيح.

وهنا أكرر نصيحتي لقادة الرياضة بأن المدرسة هي البداية، وعلى المعلم أن يشارك في تهيئة الرياضي في فترة عمره الأولى، أي في المدرسة الابتدائية. ومن خلال هذه المرحلة يمكن صناعة البطل الرياضي، وهذا يعني مشاركة عدة أطراف في تهيئة البطل بشكل مبكر. بعد ذلك يمكن إقامة بطولات ودورات رياضية تنافسية تساهم في إعداد الرياضيين بشكل مبكر، وتساعدهم في الاختيارات الرياضية.

إن البطولات والنشاطات الرياضية ستساعد في إنضاج أبنائنا من الرياضيين، وإدخالهم في حالة من المنافسة والرغبة في ممارسة الرياضة، وإبعادهم عن الكسل والخمول وعدم الاهتمام بالنشاط البدني. وعلى الاتحادات والأندية الرياضية أن تنشط ألعابها وفرقها، وأن تبذل الجهود من أجل تفعيل هذه النشاطات بما يخدم الواقع الرياضي في المؤسسة، سواء كانت اتحاداً أم نادياً.

وعليه، أقول لأحبتي معلمي التربية الرياضية في المدارس: عليكم أن تُسهِموا في تحضير أبنائنا التلاميذ وحسن توجيههم حسب الرياضة المناسبة لهم، وعندها نستطيع أن نحقق تواجد الرياضي المناسب في هذه الرياضة أو تلك.

وفي المرحلة المتوسطة والإعدادية سنكتشف الإمكانيات الحقيقية للشباب المندفع لممارسة اللعبة المناسبة له، حيث يصقلها ويطورها المدرب المختص في النادي الرياضي، وهناك نكتشف المواهب ونعمل على تطويرها وصناعتها. إن اكتشاف الرياضي الموهوب، وفي أي لعبة كانت، يشكل البوابة لصناعته وتطويره في المدرسة المتوسطة، ثم العمل على انطلاقته نحو عالم البطولة.

لذا أدعو المختصين في عالم التدريب إلى الاهتمام والرعاية بهذه المواهب، لأنها الأساس في صناعة الأبطال والبطولات.