للثقافة أهمية كبيرة لدى الرياضي، لا سيما اطلاعهم الدائم على قوانين ألعابهم، لأن المعرفة والثقافة في الاختصاص هي الأساس المطلوب من جميع الرياضيين. إضافة إلى ذلك، فإن التعرف على المعلومات الحياتية في شتى المجالات يُعد سلاحاً قوياً يتمتع به الرياضي داخل الميدان. فلا مكان للجهل وعدم المعرفة، وخاصة في مجال الاختصاص الرياضي.
لذا، نؤكد على أبطال الرياضة أن يكونوا متسلحين بقوانين لعبتهم. أما أن يبقى الرياضي جاهلاً بقوانين اللعبة التي يمارسها، فهذا واقع بائس قد يعرضه للعقوبات والمواقف المحرجة نتيجة جهله بالقوانين. وقد شهدنا ذلك بالفعل مع العديد من لاعبينا.
نتذكر، على سبيل المثال، بكل ألم وحسرة، لاعب المنتخب الوطني أيمن حسين الذي تسبب تصرف بسيط له في حرمان منتخبنا في مباراته أمام المنتخب الأردني، مما أدى إلى خروج فريقنا من البطولة. كما تعرض اللاعب علي الحمادي في مباراة المنتخب العراقي أمام كوريا الجنوبية لحالة طرد، الأمر الذي تسبب في مشاكل أمام الفريق الكوري وخسارة المباراة، رغم أن مجريات اللقاء كانت لصالحنا حتى حصول حالة الطرد. كذلك، تعرض اللاعب مهند علي للطرد بسبب تصرف غير مدروس وغير مبرر أمام المنتخب التايلندي.
هذه الحالات تعكس بشكل واضح ضعف البناء الثقافي لدى اللاعب العراقي، وعدم استيعابه للقوانين والأنظمة الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي. ومن هنا، يقع على عاتق الاتحاد العراقي لكرة القدم مسؤولية تزويد اللاعبين بأحدث التعليمات والتوجيهات الدولية من خلال الحكام المتخصصين، وإقامة محاضرات تثقيفية لهم حول قوانين اللعبة وآخر مستجداتها.
لذلك، أقول للاعبين: عليكم أن تمنحوا اهتماماً استثنائياً للحكام، وأن تستعدوا لمواجهتهم بتصرفات مدروسة وسلوكيات منضبطة. فالبناء الثقافي والمعرفي في قانون لعبتكم هو الطريق الأمثل نحو تحقيق الإنجازات. وأطالب أيضاً لجنة الحكام بأن تساهم بفاعلية في بناء ثقافة اللاعبين، والارتقاء بمستواهم، من أجل منحهم الحصانة الكافية ضد حالات الطرد أو الإنذار، والتي قد تتسبب في خسارة فرقهم.