الصفحة الأولى
يومهم الدولي يكشف الحقيقة المُرّة.. 4 ملايين عراقي من ذوي الإعاقة يواجهون الإهمال: إعانة هزيلة وبنى تحتية غائبة
بغداد – طريق الشعب
في اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، يعود الملف في العراق إلى الواجهة مجدداً، في ظل واقعٍ يزداد تعقيداً بين تشريعات قاصرة وخدمات صحية ضعيفة وفرص حياة لا تزال محكومة بالعقبات؛ فعلى الرغم من مرور أكثر من عقد على إقرار قانون حقوق ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة رقم (38) لسنة 2013، ما زالت شريحة واسعة من العراقيين ـ يُقدَّر عددهم بنحو أربعة ملايين شخص وفق وزارة التخطيط ـ تنتظر تحويل النصوص القانونية إلى واقع ملموس يحفظ الكرامة ويضمن الحقوق.
يرصد تقريرنا من خلال شهادات معنيين وناشطين وخبراء، صورة شاملة لمعاناة ذوي الإعاقة في العراق، بدءاً من القصور التشريعي الذي حوّل الإعانة المالية إلى مبلغ لا يغطي أدنى الاحتياجات، مروراً بـ انهيار البنية التحتية وغياب ممرات ومصاعد ومراكز تأهيل، وصولاً إلى التمييز في التعليم والعمل الذي يفرض عزلة قسرية على الآلاف منهم. كما يسلّط الضوء على قصص إنسانية مؤثرة، إلى جانب قراءة في التحديات البيروقراطية والاجتماعية التي تعيق حصولهم على العلاج والتعليم والوظائف.
خطة حكومية لتأهيلهم وتدريبهم
ونظمت هيئة حقوق ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في العراق التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، امس الأربعاء، فعالية خاصة بمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، بمشاركة ممثلي منظمات دولية وشخصيات من هذه الشريحة.
وقال المتحدث باسم الوزارة حسن خوّام، إن هناك خطة "تلزم الجهات الحكومية بتأهيل هذه الفئة وتدريبهم ومنحهم الدعم الذي يمكنهم من الاندماج في سوق العمل"، مشيرا الى انه وفقاً لإحصائيات وزارة التخطيط، فإن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في العراق يصل إلى نحو 4 ملايين شخص بنسب عوق متفاوتة.
وبين بالقول إن "الوزارة تتعامل مع من تبلغ نسبة عوقهم 75% فما فوق وفق قانون حقوق ذوي الإعاقة رقم 38 لسنة 2013 المعدّل، ليتم شمولهم بالراتب التقاعدي والامتيازات الكاملة"، مضيفاً ان "الذين تقل إعاقتهم عن هذه النسبة، فيستحقون مجموعة من الامتيازات تتمثل بالإعفاء من أجور الدراسة، والإعفاء من تذاكر السفر له وللمعين مرتين سنوياً، والسماح بإدخال عجلة واحدة من خارج العراق كل خمس سنوات، إضافة إلى الإعفاء من ضريبة الدخل وامتيازات خاصة بالتعليم والصحة".
وأشار إلى أن "القانون يحدد كوتا تشغيل بنسبة 3% في القطاع الخاص، و5% في القطاع العام، فضلاً عن تخصيص 5% من الأراضي المفروزة للمواطنين، للأشخاص ذوي الإعاقة".
اليونيسيف تؤكد دعمها الكبير لهم
من جانبه، اكد ممثل منظمة اليونيسيف في العراق كريستيان سكوغ، وجود دعم كبير من اليونيسيف ومنظمة الأمم المتحدة، للحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني بهدف دمج هذه الشريحة، ومنحها فرصاً متكافئة في التعليم والصحة والمشاركة المجتمعية.
وقال سكوغ إن "المنظمة تعمل على جلب التقنيات والنماذج الناجحة من دول أخرى لتطبيقها في العراق، مع حث الحكومة على تخصيص ميزانيات مستقرة لهذا الملف"، مؤكدا ضرورة الاهتمام بهم "لأن الاستثمار في هذه الشريحة ينعكس إيجاباً على المجتمع على المدى البعيد".
تشريعات غير منصفة
وبالتزامن مع اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، كشفت ناشطون معنيون بحقوق ذوي الهمم عن حجم معاناة أفراد هذه الشريحة في ظل ضعف الخدمات الصحية وتدَنٍّ قيمة الإعانة المالية الممنوحة لهم والتجاهل الحكومي لأبسط متطلباتهم، داعين إلى إعادة النظر في التشريعات القانونية التي تخصهم وإنشاء صندوق سيادي لدعم الشريحة المذكورة.
وبحسب عضو لجنة متابعة شؤون ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في محافظة ذي قار، ستار محسن كريم البدري، فإن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة تشمل المصابين بالأمراض الخبيثة وأمراض الدم والثلاسيميا وغيرهم. فيما يندرج تحت عنوان ذوي الإعاقة المصابون بالشلل الدماغي والإعاقات الحركية والمكفوفون والأشخاص الذين يعانون من التخلف العقلي والصمُّ والبكم وفئات أخرى.
ويقول البدري، إن جميع هذه الشرائح تواجه جملة من المشاكل، أبرزها الجانب التشريعي الذي ينظم قوانين وجودهم في المجتمع، مسترسلا ان "التشريع المتمثل في قانون حقوق ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة غير منصفٍ، ولا يوفر لهم حياة كريمة، كونه شمل هذه الشرائح بإعانة نقدية وليس براتبٍ ثابت”.
ويجد عضو لجنة متابعة شؤون ذوي الإعاقة أن "القانون جعل ذوي الإعاقة الدائمة بمرتبة واحدة مع شرائح قادرة على العمل كالأرامل والمطلقات والعاطلين من العمل"، مبينًا أن "حالة هؤلاء تختلف تماما، كون أوضاعهم قابلة للتغيير سواء بالزواج أو الحصول على فرص عمل".
ودعا البدري إلى شمول ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة بمصدر دخل ثابت وليس بإعانة لا تغطي حتى جزءًا بسيطًا من متطلباتهم الحياتية، مشيرًا إلى أن "مبلغ الإعانة الشهري هو حاليًا 125 ألف دينار، وهذا المبلغ المتواضع لا نعرف كيف اقتنع المشرّع بتخصيصه كنفقات شهرية لشخص عاجز أو مصاب بالشلل الرباعي".
وتطرَّق البدري إلى معاناة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة من ضعف الخدمات الصحية والطبية، مشيرًا إلى أن "ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة بحاجة ماسة لخدمات طبية ومراكز تخصصية تتناسب مع وضعهم الصحي؛ ولا سيما المصابون منهم بالشلل الدماغي والإعاقة الحركية والأطفال المصابون بالتوحد وغيرهم ممن يعانون من الإعاقة الدائمة والأمراض المزمنة".
قصص أفراد!
وبرغم أنها بطلة عالمية رفعت اسم العراق في بارالمبياد باريس ونالت الميدالية الذهبية، إلا أن نجلاء عماد، الشابة العشرينية من محافظة ديالى، ما زالت تخوض معارك يومية لا علاقة لها بالمنافسات الرياضية، بل بتفاصيل الحياة العادية التي تتحول بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة إلى تحديات قاسية.
نجلاء، المصنفة الأولى عالمياً في كرة الطاولة للبارالمبيين، تتحدث بمرارة عن مشاهد تتكرر كل يوم: "مجرد أن أريد دخول مطعم، مكتب، أو حتى مدرسة، أواجه السلّم مثل حاجز كبير. فلا وجود لأماكن تستقبل الكراسي. هذا الامر نعيشه كل يوم".
هذه العقبات، التي قد تبدو بسيطة للآخرين، تتحول بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة إلى معاناة متواصلة تعيق الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية؛ فغياب البنية التحتية الملائمة من ممرات، ومصاعد، ومداخل مجهزة يكشف واقعا مؤلما لآلاف الأشخاص الذين يجدون أنفسهم محاصرين داخل مدن غير مهيأة لاستقبالهم.
وتضيف نجلاء في حديث مع "طريق الشعب"، أن المشكلة لا تتوقف عند الأماكن العامة، بل تمتد إلى المدارس والدوائر الرسمية، حيث يضطر ذوو الاحتياجات الخاصة للاعتماد على الآخرين في أبسط تحركاتهم، مشيرة الى أن دعم الأسرة يمثل نصف الطريق نحو النجاح. أما النصف الآخر فيكون عبر تهيئة المجتمع والبنى التحتية وتمكين الأشخاص من ممارسة حقوقهم دون عوائق.
قصة نجلاء، بكل ما تحمله من إنجازات وعقبات، ليست سوى نموذج واحد لواقع يعيشه الآلاف في العراق. واقع يطالب بالاهتمام، وبحراك فعلي يضمن لذوي الاحتياجات الخاصة ما يستحقونه: كرامة الحركة، وحرية الوصول، وحق العيش بلا عوائق.
تحديات اجتماعية وبيروقراطية
في منتصف شبابه، وبين رحلته الجامعية، واجه حيدر العرداوي تحديا قاسيا وغير متوقع، إذ أصيب بشلل مفاجئ بسبب ورم في العمود الفقري. مرضٌ عجز العراق عن توفير علاجه، إذ يتطلب السفر إلى الخارج، وخاصة ألمانيا، وهو أمر لم تستطع إمكانياته تأمينه.
هذه البداية كانت نقطة الانطلاق لمعاناة يومية لا تقل صعوبة عن المرض نفسه.
يقول حيدر لـ"طريق الشعب": "حين تفقد حرية الحركة وتصبح حبيس كرسي متحرك، تواجه تحديات ليست جسدية فقط، بل اجتماعية وبيروقراطية أيضاً".
ويصف حيدر رحلة البحث عن العلاج، التي اصطدمت بصعوبات مالية وإدارية، حيث نقص الدعم الرسمي وقلة التسهيلات كانا عائقا كبيرا أمام ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق: "لا يوجد دعم كاف، لا رعاية حقيقية، ولا تسهيلات تجعل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة أسهل، الأمر يتطلب جهودًا مضاعفة لصنع فرص عمل، لتوفير العلاج، وللحصول على مكانة اجتماعية محترمة".
لم يمنع هذا الواقع القاسي حيدر من مواصلة حياته، فقد أكمل دراسته الجامعية، وعمل بالمجان لعشر سنوات في التربية، إلى جانب ممارسة أعمال حرة لتأمين عيشه وعيش أسرته بكرامة.
ويؤكد العرداوي ان "التحدي الحقيقي ليس فقط في الإعاقة، بل في مجتمع لا يهيئ لك الظروف المناسبة لتعيش بحرية وكرامة". اليوم، يعمل حيدر في وظيفة رسمية ويدير أعمالا خاصة، ويرى أن الطريق لا يزال طويلًا أمام ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق لتحقيق التمكين الحقيقي.
راصد الطريق.. هل من نهاية لهذه المعاناة؟
يتعرض مرضى السرطان وعوائلهم لمعاناة قاسية اثناء تلقيهم العلاج في المستشفيات العراقية، التي لا تتسع لإعدادهم الكبيرة وغير المحددة حتى الآن، مع ان مصدرا طبيا اكد لـ"طريق الشعب" تجاوز عددهم في مدينة الطب وحدها 90 الف شخص.
ولا تقتصر الصعوبات التي تواجه المرضى على الحصول على العلاج، بل تتعداه الى تباعد مواعيد الحصول على الفحص بالأجهزة الطبية، ما يضطرهم الى مراجعة المستشفيات الاهلية، حيث يصطدمون بصعوبات اشد، تتمثل في التكاليف العالية للفحوصات الطبية.
وتتمثل المعاناة الأخرى في البيروقراطية الشديدة، التي تواجههم اثناء مراجعة المستشفيات، مع تعامل غير مناسب في أحيان عديدة.
والمستغرب هو فقدان بعض الادوية في مستشفى معين، وتوفرها في مستشفى آخر لا يبعد عنه كثيرا، وهنا يقع المصابون في دوامة مراجعات من اجل الحصول على العلاج.
ان المسؤول المباشر عن شقاء هؤلاء المرضى المساكين، هو منظومة النهب والفساد التي تغوّلت في الدولة، وحرمت قطاع الصحة من التخصيصات المناسبة ومن المتابعة والمحاسبة، بينما يجري انفاق المليارات على أمور ثانوية وهامشية، مثل الايفادات وتأثيث المكاتب وتبديل السيارات والأرصفة وغيرها.
فياتُرى من ينصف هؤلاء المرضى وبقية المحرومين، في بلدنا العائم على بحار النفط والغاز؟
******************************************
الصفحة الثانية
مستشار حكومي: تذبذب الدولار مؤقت.. وشائعات السوق وراء الارتفاع الأخير
متابعة ـ طريق الشعب
كشف المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، امس الأربعاء، أسباب التذبذب الأخير في أسعار صرف الدولار داخل السوق المحلية، مؤكداً أن ما حدث يُعد "طارئاً ومؤقتاً" ولا يمثل تحولاً في استقرار السياسة النقدية.
وقال صالح في تصريح صحفي إن موجة الارتفاع الأخيرة ناجمة عما وصفه بـ"الضوضاء الملوّنة"، وهي معلومات مشوشة تعتمد على الشائعات، وتؤدي إلى مضاربات قصيرة الأجل داخل السوق غير المنظم.
واضاف صالح أن مثل هذا السلوك يظهر عادة خلال "الفترات الانتقالية"، في إشارة إلى مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية، بالتزامن مع تطبيق الحوكمة الجمركية والأنظمة الرقمية الحديثة وفق المعايير الدولية.
وتابع أن هذا التذبذب لم يترك أثراً ملموساً على الاستقرار العام للأسعار، مشيراً إلى أن البلاد تشهد استقراراً سعرياً واضحاً، وأن السياسة النقدية ما تزال تحقق أهدافها من خلال تثبيت الأسعار وخفض معدل التضخم إلى مستويات طبيعية.
وختم صالح تصريحه بالقول أن العوامل الأساسية للسوق ما تزال مستقرة، وأن الإجراءات الحكومية والرقابية كفيلة بإعادة الانضباط ومنع أي تأثير واسع للمضاربات المؤقتة.
******************************************
رئيسها موظف في الوزارة! الكهرباء تلاحق جمعية تعاونية لاسترداد أموال موظفيها
بغداد – طريق الشعب
تتفاعل قضية الجمعية التعاونية لإسكان موظفي وزارة الكهرباء يوماً بعد آخر، لتكشف عن واحدة من أكبر الإشكالات المالية والإدارية التي واجهت موظفي الوزارة خلال السنوات الأخيرة، بعد أن تحولت وعود الحصول على قطع أرضٍ إلى أزمة معقدة عنوانها الغموض وضياع الحقوق؛ ففي وثيقة رسمية صادرة من رئاسة الجمهورية وموجهة إلى هيئة النزاهة، تقدّم مجموعة من الموظفين بشكوى واسعة النطاق ضد الجمعية، مطالبين بالكشف عن مصير الأموال التي استُحصِلت منهم مقابل شراء أراضٍ لم تُسلّم منذ أكثر من ثلاث سنوات.
إحالة رسمية إلى التحقيق
الوثيقة الرئاسية أكدت إحالة الشكوى إلى هيئة النزاهة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بعد أن طالب الموظفون بالتحقق من مصير المبالغ التي دفعوها ضمن مشروع الإسكان، والتي لم تُترجَم إلى أي خطوة فعلية على الأرض. ويشير هؤلاء الموظفون إلى أن الجمعية لم تُنفّذ التزاماتها المتعلقة بشراء قطع الأراضي، ولم تقدّم أي إيضاحات حول الأماكن التي ذهبت إليها تلك الأموال.
ومنذ أيام والموظفون يطالبون باستعادة حقوقهم ومعرفة مصير الأموال التي دفعوها قبل أكثر من ثلاث سنوات، ومن بينهم المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى الذي أكد على الهواء مباشرة في احد البرامج التلفزيونية بأنه أحد ضحايا هذه الجمعية. ورغم الردود المقتضبة التي أصدرها رئيس الجمعية مصعب المدرس (موظف في الوزارة، ومدير اعلامها السابق)، مؤكداً أن "الملف يسير باتجاه الحسم"، وأن الأسبوع المقبل "سيشهد خطوات"، لكن الموظفين اعتبروا تلك التصريحات فارغة ولا تتضمن أي إجابة حقيقية، خصوصاً وأنها لا تكشف عن مصير مبالغ قد تتجاوز 12 مليار دينار وفق تقديرات أولية.
غياب الشفافية
عدد من الموظفين المتضررين أكدوا أنهم يستعدون لرفع دعاوى جزائية خلال الأيام المقبلة، بعد أن خرج الملف من نطاق "التأخير الإداري" ودخل مرحلة "انعدام الشفافية"؛ إذ يشيرون إلى أن الجمعية ترفض حتى الآن تقديم سندات قبض أو كشوفات مالية. كما لم تُظهِر أية وثيقة تبين أين تم إيداع المبالغ أو كيفية التصرف بها خلال السنوات الماضية.
ويقول الموظفون، إن المضي بالدعاوى الجزائية سيؤدي إلى فرض إجراءات مشددة مثل الحجز الاحتياطي على الأموال ومنع السفر بحق كل من يرد اسمه في التحقيقات، معتبرين ذلك "الخطوة الأولى لاستعادة الحقوق".
الجمعية أعلنت سابقاً أن الأراضي التي تعمل على تخصيصها تقع في منطقة الكاورية، وأن استكمال معاملاتها يحتاج بين أربعة إلى ستة أشهر إضافية. كما تحدثت عن مبالغ إضافية تطلب من الموظفين تسديدها لاستكمال عمليات الشراء وتحويل صنف الأراضي ضمن منطقة الخرنابات. إلا أن الموظفين يؤكدون أن كل ما يخص هذا الملف ما زال غامضاً بالكامل، خصوصاً في ظل غياب أي كشف مالي يوضح حجم المبالغ المتحصلة والتي يُعتقد أنها كبيرة جداً.
ثلاثة أعوام من الانتظار
وتعود جذور الأزمة إلى إعلان الجمعية قبل نحو ثلاث سنوات فتح باب التسجيل للحصول على قطع أرض مقابل دفع الثلث الأول من قيمة القطعة، أي ما يقارب 10 ملايين دينار لكل موظف، على أن تُنجز معاملات التخصيص خلال ستة أشهر. إلا أن الموظفين وبعد مرور أكثر من 36 شهراً لم يحصلوا على أي قطعة أرض، ولم تُعَد لهم أموالهم، فيما امتنعت الجمعية عن تقديم أي توضيح وغُلقت أبوابها مراراً أمام الموظفين المحتجين.
تحرك رسمي من وزارة الكهرباء
وزارة الكهرباء أعلنت أمس الأربعاء أنها وجّهت دائرتها القانونية للشروع برفع دعوى رسمية ضد الجمعية التعاونية ورئيس مجلس إدارتها، بعد تجاوز المهلة المحددة لإعادة الأموال المستلمة من الموظفين دون تنفيذ العقود.
وأكدت الوزارة أنها شكّلت فريقاً قانونياً خاصاً لمتابعة الملف بالتنسيق مع الجهات الرقابية والقضائية، مشددة على أنها "ستقف مع منتسبيها ولن تسمح بالاعتداء على حقوقهم المالية". وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن الجمعية التعاونية استوفت من كل موظف نحو 10 ملايين دينار، فيما تُقدّر المبالغ الإجمالية المستحصلة من الموظفين بأكثر من 85 مليار دينار عراقي. ما يجعل هذا الملف واحداً من أكبر الملفات المالية المرتبطة بسكن الموظفين في قطاعات الدولة خلال الأعوام الأخيرة، ويفتح الباب على احتمالات واسعة تشمل التحقيقات، والمساءلة، وربما الملاحقة القضائية. في ظل تصاعد الغضب بين الموظفين وتزايد المطالب بالكشف عن مصير الأموال، تبدو القضية مرشحة للتوسع خلال الأيام المقبلة، ولا سيما مع دخول وزارة الكهرباء وهيئة النزاهة على خطّ المواجهة القانونية. ويبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن الجهات المعنية من استرداد مليارات الدنانير التي ينتظرها آلاف الموظفين؟ أم أن هذا الملف سينضم إلى قائمة الملفات المفتوحة التي لم تجد طريقها للحسم؟
*****************************************
كل خميس.. إشارات الودّ لسافايا+ رسائل حبّ لأمريكا
جاسم الحلفي
ما الذي يمكن أن يحمله مارك سافايا وهو يغرد من بعيد؟
لا أتوقع أن يختلف أثره الفعلي عمّا حققه بوش الابن لصالح طغمة الفساد، حين شنّ عدوانه على العراق بذريعة امتلاك أسلحة دمار شامل، أسلحة لم يكن لها وجود أصلاً، ولم يكن ذلك ليغيب عن أجهزة استخبارات تتجسس حتى على غرفة نوم صدام نفسه. ذلك المستبد الأرعن الذي أطلق ترسانته وأجهزة قمعه نحو شعبه، في الأهوار، وفي كردستان، وضد كل من تجرأ على امتلاك رأي يختلف عن رأي الدكتاتور وحزبه.
وحين انهارت الذريعة وتكشف زيفها، قيل إن الهدف هو "جلب الديمقراطية". ولكن أية ديمقراطية تحققت؟ إنها ديمقراطية المحاصصة، وتسليم مقاليد الحكم لطغمة رسخت الفساد في عمق مؤسسات الدولة، وإلغاء أي معنى لتداول السلطة، والاكتفاء بإعادة تدويرها داخل الدائرة ذاتها، عبر انتخابات مطعونٌ بنزاهتها تُمنح للطغمة كي تنتج شرعية زائفة، لا كي تفتح طريقاً لتحوّل سياسي حقيقي.
أما سافايا، الذي يلوّح بحصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الميليشيات، فليس متوقعاً أن يخرج عن إطار الاحتواء: دمج الميليشيات داخل النظام، وتدوير المنظومة بوجوه جديدة. وقد رأينا كيف تعاملت واشنطن مع أحمد الشرع، وكيف خفت الصوت حين تغيرت الحسابات.
إلى جانب ذلك، بيّنت التجارب أن واشنطن لا تسعى إلى تفكيك البنى التي تكونت بموازاة الدولة، بل إلى احتوائها وإدارتها بما يخدم مصالحها. فالميليشيات التي يلوَّح بمحاصرتها، هي جزء من معادلة النفوذ التي أبقت نظام المحاصصة على قيد الحياة. وما دام ميزان الربح السياسي والاقتصادي مستقراً، فلن يكون هناك توجه لبناء دولة مؤسسات، بل مجرد إعادة ترتيب للملعب ذاته، مع بقاء اللاعبين كما هم.
فالحلول المطروحة لا تتعدى الهندسة الشكلية للنظام: إعادة توزيع للأدوار، وليس إعادة تأسيس للدولة. ولهذا يبقى السؤال مفتوحاً: هل نحن أمام إصلاح حقيقي، أم أمام محاولة جديدة لتلميع منظومة شاخت وهرمت، لكنها ما زالت قادرة على خدمة من يتقن الاستثمار في هشاشة العراق؟ هكذا يستمر المشهد، وعود تُقذف من وراء الحدود، وواقع يرسخ نفسه في الداخل، فيما تبقى إرادة العراقيين آخر ما يُستجاب له، وأول ما يُضحى به.
وفوق ذلك كله، تتصرف واشنطن حين تبعث بمندوب خارج الأطر الدبلوماسية، وكأنها تمنح نفسها حق التعامل مع العراق كبلد بلا سيادة. للأسف هذه هي الصورة التي يراها العالم، عراق أضعفته الدكتاتورية بالأمس، وأفرغته المحاصصة من مضمونه السيادي اليوم، حتى صار في الوعي الدولي دولة فاقدة الإرادة، منقوصة القدرة على اتخاذ القرار.
ويبدو أن الطغمة لم تكتفِ بقبول تعيين مندوب رئاسي أميركي، والتعامل معه مباشرة خارج القنوات الرسمية، بما يكشف هشاشة البنية السياسية ويفضح حجم التأثير الخارجي، بل أرسلت إشارات ناعمة للتقارب معه، ولوّحت بنموذج أحمد الشرع، لعل المشهد ذاته يتكرر.
وهكذا يبقى العراق، للأسف الشديد، بلداً يُنظر إليه باعتباره ساحة نفوذ، وليس دولة تمتلك قرارها.
بيئة غير عادلة تقصي ذوي الإعاقة من الحياة العامة
تصورات "نمطية" تلاحقهم!
فيما يصف حسين المعموري، من فريق "أصدقاء ذوي الهمم"، واقع ذوي الاحتياجات الخاصة بأنه "سلسلة مترابطة من التحديات تبدأ من المدرسة ولا تنتهي عند باب المؤسسة التي يفترض أن توظفهم". فبرغم القوانين والبرامج الحكومية، ما يزال الطريق إلى التعليم والعمل محفوفاً بعقبات يومية تُثقل خطواتهم وتحدّ من حضورهم في الحياة العامة.
يقول المعموري لـ"طريق الشعب"، إن "أبرز ما يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل هو التمييز الوظيفي، إذ تُبنى قرارات التوظيف على تصورات نمطية خاطئة عن قدراتهم، ما يدفع كثيراً من المؤسسات إلى استبعادهم حتى من الوظائف التي يمكنهم أداؤها بكفاءة". ويضيف أن فرص العمل الملائمة شبه غائبة، فالقليل من الشركات يهيّئ بيئات عمل تتناسب مع احتياجاتهم، فيما تفتقر النجف إلى برامج تدريب مهني متخصصة قادرة على تمكينهم من مهارات تؤهلهم للمنافسة. كما يظل الوصول إلى أماكن العمل تحدياً إضافياً بسبب انعدام وسائل النقل والبنى المهيأة لهم.
وفي التعليم، تكشف تجربة ذوي الاحتياجات الخاصة في عن أسباب عميقة وراء ارتفاع معدلات ترك الدراسة.
يوضح المعموري أن غياب الدعم التعليمي والمناهج التفاعلية يشكل عاملاً أساسياً، فالمدارس في الغالب غير مؤهلة من ناحية البنية التحتية ولا توفر أدوات مساعدة للطلبة من ذوي الإعاقات الحركية أو السمعية أو البصرية. ويشير إلى أن التنمر والتمييز اللذين يتعرض لهما بعض الطلبة يفاقمان شعورهم بالعزلة، ما يدفعهم للانسحاب من التعليم مبكراً في ظل ضعف الدعم النفسي والاجتماعي داخل المؤسسات التعليمية.
أما عن مدى جاهزية المدارس والجامعات، فيقول إن القليل جداً منها يمتلك بنية تحتية مناسبة، إذ تفتقر غالبية المدارس إلى المنحدرات والمصاعد والأدوات التعليمية الخاصة، فيما تبقى الجامعات أفضل بدرجة بسيطة لكنها ما تزال بعيدة عن توفير بيئة شاملة.
ويؤكد أن خطط التمكين داخل المؤسسات التعليمية شكلية في كثير من الأحيان، وتفتقر إلى رؤية واضحة تستجيب لحاجات الطلبة ذوي الإعاقة.
ويتابع المعموري، أن التحديات تتواصل حتى بعد التخرج، إذ يواجه الكثير منهم صعوبة في إيجاد فرصة عمل حقيقية تتناسب مع مؤهلاتهم، فيما يستمر التمييز في التوظيف باعتباره حاجزاً نفسياً وثقافياً أكثر منه مهنياً. كما أن نقص النقل المهيأ وغياب بيئة عمل داعمة يضيفان طبقة جديدة من التعقيد لحياتهم المهنية.
ورغم أن القانون رقم 38 لسنة 2013 يمنح ذوي الاحتياجات الخاصة نسبة محددة من مقاعد الجامعات والمعاهد، ويُلزم المؤسسات التعليمية بتوفير التسهيلات اللازمة لهم، إلا أن التطبيق كما يشير المعموري ما يزال محدوداً وغير كاف لسد الفجوة بين النص والواقع.
دعم مبدعي هذه الشريحة
من جهته، تطرَّق كاظم العبودي، رئيس رابطة ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة إلى جوانب أخرى من التحديات التي تواجه هذه الشريحة، من بينها حجب الحقوق القانونية لرواتب المعيل المتفرغ الذي يقدم الخدمة والدعم لأفراد هذه الشريحة، داعيًا في الوقت ذاته إلى دعم مبدعي هذه الشريحة من رياضيين ومثقفين ومتخصصين ليكونوا قدوة لأقرانهم.
وشدَّد العبودي على ضرورة تخصيص مؤسسات تربوية تلائم عوق الأطفال منهم، إذ تعاني أسرهم من معوقات وصعوبة أثناء عملية تعليمهم، مؤكِّدًا أهمية النظر لهذه الشريحة من الجانب الإنساني لا الانتخابي.
ويصنِّف التعديل الأول لقانون حقوق ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة رقم (٣٨) لسنة ٢٠١٣: “ذو الإعاقة هو الشخص الذي يعاني من عاهات طويلة الأجل سواء كانت بدنية أو عقلية أو ذهنية أو حسية تمنعه من المشاركة بصورة كاملة وفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين”، فيما صنَّف “ذو الاحتياج الخاص” بأنه “الشخص الذي لديه قصور في القيام بدوره ومهامه بالنسبة لنظرائه في السن والبيئة الاجتماعية والاقتصادية والطبية، بما في ذلك التعليم أو الرياضة أو التكوين المهني أو العلاقات العائلية وغيرها، ويعد قِصارُ القامة من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
*******************************************
الصفحة الثالثة
فلاحو المثنى يطالبون بإصلاح الواقع الزراعي موظفو المطارات يلوّحون بالإضراب إذا استمر تجاهل مطالبهم
بغداد – طريق الشعب
تتواصل احتجاجات المواطنين المطلبية في بغداد والمحافظات، للمطالبة بتوفير فرص العيش الكريم، والتأكيد على ان منظومة المحاصصة والفساد مسؤولة بصورة مباشرة عن الظروف العصبة التي يمرون فيها.
وشهدت محافظة المثنى تظاهرة جديدة للفلاحين، مطالبين بتعويضهم عن الخسائر التي تعرضوا لها مشددين على أهمية دعمهم بالمرشات والاسمدة. فيما طالب موظفو شركة الكهرباء بتوفير السكن المناسب عبر توزيع قطع الأراضي المخصصة لهم.
تظاهرات موظفي المطارات
وتظاهر عدد من موظفي شركة المطارات والملاحة الجوية في مطارات بغداد والبصرة والنجف، لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بإعادة ربط المطارات العراقية مع الشركة العامة لخدمات الملاحة الجوية بالإضافة إلى صرف جميع المستحقات المالية بأثر رجعي.
واكد عدد من المتظاهرين، ان الجهات المسؤولة منعت دخول وسائل الاعلام من الوصول الى مكان التظاهرات.
وشدد المتظاهرون على ان الخطوة التالية لهم ستكون الاضراب عن العمل، محملين الجهات المعنية كامل المسؤولية عن التبعات الناتجة عن هذا القرار بسبب عدم الاستجابة للمطالب المشروعة.
كما طالبوا بعدم فصل إدارة المطارات عن الملاحة الجوية، وكذلك عدم التهميش لمطالبهم وإنصاف الكوادر وإعطائهم كامل الحقوق كباقي الشركات، مؤكدين أن الأوضاع داخل المطارات وصلت إلى مستوى حرج، وسط غياب التخصيصات المالية اللازمة لمواصلة العمل بالشكل الطبيعي.
قرارات متضاربة
وانتقدت رئيس لجنة النقل النيابية في الدورة المنتهية زهرة البجاري، القرارات المتضاربة داخل وزارة النقل، معتبرة أنها أثّرت بشكل مباشر على الموظفين وعلى استقرار عمل المطارات في البلاد.
وقالت البجاري في تصريح صحفي، إن "مجلس الوزراء قرر، بناءً على قانون الموازنة وفصل المطارات عن سلطة الطيران، إلحاقها بشركة الملاحة الجوية، لكن أيضاً كان هناك قرار آخر بفصل المطارات عن شركة الملاحة الجوية"، مضيفة أن "هذا التخبط ألحق ضرراً بالموظفين وباستقرار عمل الشركة".
وأضافت أن "انتقال الإدارة من شركة إلى أخرى يسبب خللاً واضطراباً في العمل، ويؤثر على الموظفين، باعتبار أن شركة الملاحة تعتمد التمويل الذاتي، وبالتالي تكون الحوافز والمخصصات أفضل مقارنة بالتمويل المركزي".
وبيّنت البجاري أن "الموظفين قدموا شكوى إلى المحكمة، وصدر القرار لصالحهم بإبقائهم مع شركة الملاحة"، مؤكدة أن "التخبط الحاصل في وزارة النقل يتسبب بمشاكل كبيرة في العمل والإنجاز".
وأشارت إلى "وجود إرباك واضح في عمل الوزارة بخصوص هذا الملف، فتارة يُفك ارتباط المطارات عن شركة الملاحة الجوية، ثم تُعاد سلطة المطارات إلى مكتب الوزير، الأمر الذي ألحق أضراراً بالموظفين"، مؤكدة "دعم اللجنة لمطالب المحتجين ببقاء ارتباطهم مع شركة الملاحة الجوية".
تلاعب في أسماء المتعاقدين
وواصل المئات من المتقدمين على عقود مجلس بغداد، لليوم الثاني على التوالي، تظاهراتهم أمام مبنى المحافظة، مطالبين بإجراء قرعة عادلة بعيدة عن المحسوبية.
وأكد المتظاهرون في أحاديثهم لـ"طريق الشعب" وجود حالات تلاعب في عملية القرعة، إضافة إلى منح تعيينات لأشخاص قاموا برشوة بعض المسؤولين المعنيين بالملف.
كما كشفت وثائق اطلعت عليها "طريق الشعب" أن محافظة بغداد أجرت الفحص الطبي لـ319 متقدماً على التعيين ضمن عقودها، خلال المدة الممتدة من 18 ولغاية 25 تشرين الثاني، في مستشفى اليرموك ببغداد/الكرخ. وتبين الوثائق أن هؤلاء المتقدمين خضعوا للفحص الطبي قبل إجراء القرعة الرسمية التي جرت في 30 من الشهر الماضي، ومن دون إقرانهم بأسماء أخرى أو استكمال الإجراءات المعمول بها.
وذكر متظاهرون لمراسل الجريدة أن "هذا الإجراء يعد دليلاً واضحاً على وجود تلاعب في ملف التعيينات، الذي تقدّم إليه آلاف الباحثين عن فرص العمل، ويثير تساؤلات جدية بشأن شفافية العملية ونزاهة الجهات المسؤولة".
وقالت عضو مجلس محافظة بغداد تيسير القيسي، إن "مدة التقاعد سوف تكون لمدة ثلاثة سنوات غير قابلة للتجديد"، مؤكدة أن "المتقاعدين الجدد سوف يوقعون على تعهد بعدم المطالبة بالتثبيت بعد انتهاء الثلاث سنوات، وهذا الشرط اجحاف وظلم بحق الخريجين".
ويقول مراقبون ان هذا الاجراء سوف يضعنا امام صعوبات مستقبلية اذا ما واجه العراق ظروفا اقتصادية صعبة، حيث ان غالبية هؤلاء المتقاعدين سوف يطالبون بالتثبيت على الملاك الدائم، ما يتطلب وضع الحلول المناسبة لتوفير العمل والعيش الكريم.
أين قطع الأرض؟
طالب موظفو شركة توزيع الكهرباء بإكمال الإجراءات بخصوص تسليمهم قطع الأراضي والتي تم إكمال جميع الموافقات بخصوصها، في وقفة احتجاجية، أمام مقر الشركة في البصرة.
وقال احد المتظاهرين وهو عضو مجلس الإدارة العامة للشركة وائل الأسدي، إنه "بعد التسويف والتهميش والتعامل الروتيني الممل والذي لا يتناسب مع حاجة الموظفين كان من المفترض أن تكون إدارة الشركة من المشاركين بإنجاح ودعم الموضوع". وأضاف أن الجميع فوجئوا بأن قانون بيع وإيجار أموال الدولة يجب أن تتم إجراءاته خلال 90 يوما حيث لم يتبق منها سوى 68 يوم من أجل تسديد المبالغ، مبيناً أنه "ما زال هناك وقت لتجاوز الروتين وحل الأمر بطريقة بسيطة".
وفي البصرة ايضاً، نظم عدد من المواطنين في منطقة الكزيزة، وقفة احتجاجية للمطالبة بإزالة التجاوزات غير القانونية على أراضيهم منذ 15 عاماً.
وطالب منظمو الوقفة بانصاف المواطنين بعد اكتسابهم قرارا قضائيا، لكنه لم ينفذ حتى الان، بحسب متحدثين، مؤكدين ان ارضهم جرى التجاوز من قبل مواطنين اخرين، مطالبين الجهات الحكومية باتخاذ الاجراء اللازم.
"نريد اصلاح الواقع الزراعي"
وفي المثنى، تظاهر عدد من المزارعين امام مجلس المحافظة مطالبين بانصافهم وإصلاح الواقع الزراعي في المحافظة وتقديم الدعم الحكومي لهم.
ومن بين مطالب التظاهرة زيادة حصة المحافظة من المرشات المحورية، إضافة لتوفير الأسمدة والبذور والوقود بأسعار مناسبة، كذلك طالبوا بالإسراع في صرف باقي مستحقات تسويق الحنطة وتعويض أصحاب الأراضي التي تضررت جراء السيول.
***************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
بغداد ـ واشنطن بين التحالف والعداء
اهتمّت العديد من الصحف الأمريكية والأوروبية بتطورات العلاقات العراقية-الأمريكية في ضوء التصريحات والتغريدات المتضاربة التي تتصدّر نشرات الأخبار. فقد نشرت صحيفة "ذي ناشيونال" الناطقة بالإنكليزية تقريرًا عن الزيارة التي قام بها المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان، توم باراك، لبغداد ولقائه رئيسَ الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وأشارت فيه إلى أنّ الرجلين بحثا سبل دعم بغداد للاستقرار في دمشق وتعزيز مكانتها في المنطقة.
حكومة تصريف أعمال
وذكرت الصحيفة أنّ الزيارة، التي تأتي في ظلّ خلافات سياسية أعقبت الانتخابات لتشكيل حكومة جديدة، قد لا تكون مثمرة تمامًا؛ فالأهداف المشتركة – حسب تعبير الضيف – والاتفاق على "منع أي تصعيد إضافي في المنطقة، ودعم المسار الدبلوماسي لحلّ النزاعات، ووضع المنطقة على مسار التعاون والنمو الاقتصادي والاستقرار طويل الأمد"، قد لا يتواصل، إذا ما فشل رئيس حكومة تصريف الأعمال في تحقيق طموحه بولاية ثانية. وتوقعت الصحيفة أن لاينجح الرجل في تحقيق هذا الطموح بسبب رفض العديد من القوى الحليفة لطهران، والتي عززت الانتخابات مواقعها في النظام، لذلك، على الرغم من الإعجاب الذي حظيت به سياسة السوداني في مجال إقامة علاقات متوازنة بين طهران وواشنطن.
مبعوث بصلاحيات واسعة
وذكرت الصحيفة بأن الزيارة قد جاءت بعد أيام من الهجوم الذي استهدف حقل خور مور للغاز في إقليم كردستان، والذي أدى إلى توقف الإنتاج وانقطاع التيار الكهربائي في أنحاء الإقليم. كما تزامنت مع دعوة السفارة الأمريكية في بغداد إلى محاسبة مرتكبي الهجوم، مبدية استعدادها لدعم الجهود الرامية إلى حماية البنية التحتية الحيوية، وكذلك مع اتهامات أربيل حلفاءَ إيران بالمسؤولية عنه رغم نفيهم أي تورّط لهم بذلك الهجوم.
وتطرّق التقرير إلى اتساع صلاحيات المبعوث الأمريكي باراك، الذي يشغل أيضًا منصب السفير لدى تركيا، لتشمل ملفات إقليمية متنوّعة، منها عملية نزع سلاح حزب الله، وترتيب العلاقات مع النظام السوري الجديد الذي شهد صعود حكومة يقودها العضو السابق في تنظيم القاعدة والمطلوب للعدالة في العراق أحمد الشرع. ويبدو أن زيارة باراك للعراق تندرج في سياق ضبط العلاقات بين بغداد ودمشق وزيادة الانفتاح على حكم الشرع، وهو ما أشار إليه البيان المشترك عقب الزيارة، حين ذكر أنّ السوداني وباراك "ناقشا السبل العملية التي يمكن من خلالها للعراق مواصلة دعم استقرار سوريا وأمنها وازدهارها وانتعاشها الاقتصادي، مع تعزيز استقرار العراق وازدهاره في الوقت نفسه". ولم يغفل التقرير الإشارة إلى قلق أوساط عراقية واسعة إزاء الخطر الذي يشكله تجدد نشاط تنظيم داعش، ومطالبتها بعملية سياسية شاملة في سوريا تضمن حماية الأقليات الدينية والعرقية والمزارات.
أنباء عن تحذيرات صارمة
وفي مقال آخر حول الحدث نفسه، ذكر موقع The Cradle أنّ واشنطن أبلغت بغداد، عبر مبعوثها باراك، بخطة الكيان الإسرائيلي لشنّ حملة "وشيكة" ضد حزب الله في لبنان، محذّرة العراق من أنّ أيّ تدخل سيُقابَل بهجمات إسرائيلية "قاسية". وأضاف الموقع أنّ باراك زار بغداد ليؤكد للسوداني على أن العملية الإسرائيلية في لبنان ستستمر حتى نزع سلاح حزب الله، مشيدًا بدور الحكومة العراقية "البنّاء والأساسي" في تحقيق "الأهداف المشتركة".
احتمالات عدوان واسع
وذكر الموقع أنّ تل أبيب هدّدت بشنّ هجوم كبير على لبنان بذريعة إعادة المقاومة تسليح نفسها، مدّعيةً أن خطتها تحظى بتأييد واضح من الولايات المتحدة، ومنبّهةً السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية والصليب الأحمر إلى ما أسمته "مناطق خطرة" في بيروت، وتشمل عددًا من الشوارع المكتظة بالسكان، مثل: حارة حريك، بئر العبد، معوّض، الحدث، المريجة، والرويس.
كما اعتمد الموقع في تقريره على تصريح وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، الذي قال إن الولايات المتحدة وجهت، خلال اتصال هاتفي بينه وبين وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسِث، "رسالة أخيرة" إلى العراق تتعلق بالفصائل المسلحة وتتضمن تهديدًا مباشرًا في حال تنفيذ تلك الفصائل أي عمليات ردًا على ما تنوي واشنطن القيام به في المنطقة القريبة من العراق خلال الأيام المقبلة، دون أن يقدّم الوزير تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه العمليات الأمريكية المرتقبة.
حَوْبة الجياع
كشف مصدر مطّلع بمجلس محافظة المثنى عن تشكيل لجنة للتحقيق في خروقات مالية ارتكبها المحافظ، وذلك استنادًا لأدلة مادية يُنتظر أن يُعلَن عنها للرأي العام حال ثبوتها، تمهيدًا للشروع بإجراءات إعفاء الرجل من منصبه. هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ محافظة المثنى تتصدر معدلات البطالة ومستويات الفقر في البلاد، وتفتقد إلى المشاريع الصناعية والاستثمارية، وتعاني من تردّي الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء، ومن نقص في الأدوية والملاكات الطبية وفي عموم الرعاية الصحية، إضافةً إلى ما تواجهه من تحديات التصحّر وخراب البيئة وقلّة المياه وارتفاع الملوحة، وما يترتب على ذلك من تراجع الإنتاج الزراعي وتفاقم مشكلة الهجرة إلى المدينة.
… ضاعت لحانا
أعلنت محافظة بغداد أنها اعتمدت ثلاثة معايير في تعيين أصحاب العقود، تمثلت في نقاط المتقدّم، والقضاء أو الناحية التي قدّم عليها، ونوع القناة التي شملها التقديم، مشيرةً إلى أن جميع الطلبات – البالغة أكثر من نصف مليون طلب – قد قُدّمت عبر منصة "أور" التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء، من دون الدخول في تفاصيل شخصية أثناء فرزها. هذا وفي الوقت الذي أكدت فيه الأمانة أن الجهة المخوّلة بفرز البيانات وإعلان النتائج هي المحافظة نفسها، رأى الناس في هذا الخلاف محاولةً للتغطية على ظهور أسماء مغلوطة وغير مفهومة، وعلى غياب الشفافية وتفشّي الفساد والمحسوبية في مؤسسات الدولة.
دوّامة كل شهر
تأخر مصرف الرافدين في صرف رواتب المتقاعدين لليوم الثالث على التوالي بسبب عدم وجود سيولة مالية لديه، رغم إعلان هيئة التقاعد العامة المباشرة برفع الرواتب للمستفيدين. هذا وفي الوقت الذي عبّر فيه المتقاعدون – وأكثرهم من ذوي الدخل المحدود – عن استغرابهم واستيائهم من هذا التهاون واللامبالاة تجاه معيشة شريحة كبيرة تعتمد على الراتب، طالبوا الجهات المعنية في الحكومة ومجلس النواب بالتدخل العاجل للكشف عن أسباب عدم الصرف، ومحاسبة المقصرين، وصرف المعاشات بأسرع وقت، وعدم تكرار هذه المشكلة شهريًا، فالرواتب التقاعدية حق لهؤلاء الناس، وليست منّة من أحد أو مكرمة من المتنفذين. والفاسدين.
لا هله ولا مرحبه
أعلنت وزارة النفط دعوتها، بشكل مباشر وحصري، الشركاتِ الأمريكية لتقديم عروضها على أحد أكبر حقول النفط في العالم، وهو حقل غرب القرنة 2 في جنوب العراق، والذي كانت تُشغّله لسنوات شركة لوك أويل الروسية الخاضعة لعقوبات أمريكية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن بعض من هذه الشركات المدعوة ترفض الاستثمار في إدارة الحقل وفق عقود الخدمة وتصرّ على عقود الشراكة، التي تُضعف تحكّم البلاد بثروتها النفطية وتتسبب بهدر قسم مهم منها، وهو أمر مرفوض حتى لو جاء استجابة لتهديدات إدارة ترامب اليمينية المتطرفة وسياساتها المعادية للاستقلال السياسي والاقتصادي للشعوب.
حرامات
كشفت مصادر مطّلعة عن استحداث رئاسة البرلمان المنتهية ولايته أربعَ دوائر جديدة ضمن الهيكلية الإدارية، ليتولى إدارتها مجموعة مقربة من رئاسة المجلس، تضم مقرّبًا من الرئيس ومقرّبين من نائبه ومقرّبًا من نائبه الآخر. هذا وفي الوقت الذي أعلن فيه خبير اقتصادي حدوث زيادة في تعويضات موظفي المجلس خلال الدورة البرلمانية الأخيرة بأكثر من 36 مليار دينار للفترة من أيلول 2024 وحتى أيلول 2025، أكد مختصون على أنها الدورة الأسوأ، إذ عقدت 148 جلسة فقط، وشرّعت 69 قانونًا، وبلغ معدل غيابات النواب عن كل جلسة 156 نائبًا، فيما توقفت تسع لجان عن إنجاز أي قانون.
************************************
الصفحة الرابعة
بيانٌ لمبادرة «عراقيون» بشأن الدعاوى الموجهة ضد أصحاب الرأي لا.. للانقلاب على مبادئ الدستور
تتابع مبادرة «عراقيون» بقلق بالغ، تصاعد ظاهرة الدعاوى التي يقيمها في الآونة الأخيرة مقرّبون من السلطة أو يحرّكها مخبرون سريّون ضدّ أصحاب الرأي، من الناشطين والإعلاميّين، وقادة الأحزاب السياسية المعارضة، والأصوات التي تنتقد الأخطاء وتحذر من المخاطر، وذلك باستخدام قوانين موروثة من النظام الدكتاتوري السابق.
لقد وجدنا أنفسنا الآن أمام حزمة من الممارسات والانتهاكات الخطيرة التي تشكل انقلاباً ناعماً على الدستور ومبادئ الديمقراطية، باستخدام منظومة من «القوانين والإجراءات الموازية» التي تكرس هيمنة أجهزة أمنية وأحزاب على حساب سيادة القانون والدستور.. نشير هنا الى البعض منها:
1. العمل بتشريعات النظام الدكتاتوري السابق وإهدار الحقوق الدستورية: إذ يُلاحظ في السنوات القليلة الماضية لجوء السلطات إلى استدعاء نصوص قانونية من حقبة النظام البعثي، وُضعت أساساً لقمع الحريات، بعد أن لم يكن معمولاً بها في سنوات التغيير الأولى بعد 2003، وهذا انتهاك صارخ للمادة (2) من الدستور التي تحظر صراحة سن أي قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية. كما تمثل إلغاءً عملياً للضمانات الدستورية وتفرغها من مضمونها.
2. خرق الدستور في عمل بعض الاجهزة الأمنية: لقد شهدنا تحولاً خطيراً في عمل بعض الأجهزة الأمنية، التي يفترض أن تكون أجهزةً لجمع المعلومات وتخضع للرقابة المدنية، فقد أصبحت تنفيذية تمتلك هياكل تحقيق منفصلة وسجوناً خاصة. وهذا يمثل خرقاً واضحاً للمادة (9/أولاً/1) من الدستور التي تنص على أن “القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية.. تدافع عن العراق ولا تكون أداة لقمع الشعب العراقي” وتخضع لقيادة السلطة المدنية، كما إن تفريغ محتويات أجهزة الاتصالات بشكل تعسفي، حتى في حالات الاستفسار البسيطة، ومن دون أمر قضائي صريح، يمثل انتهاكاً جسيماً لحرمة الحياة الخاصة، وهو حق دستوري أصيل أوجبته المادة (40) التي منعت الكشف عن الاتصالات والمراسلات الهاتفية إلا بقرار قضائي.
3. تقويض حق التقاضي العادل والدفاع: لقد اتسم عدد كبير من حالات التوقيف والتحقيق بمنع المتهمين من اللقاء بمحاميهم، وكذلك منع المحامين من الاطلاع على أوراق التحقيق وحيثيات الدعوى، وهذا ليس إجراءً إدارياً عابراً، بل هو هدمٌ لأحد أركان المحاكمة العادلة وهو حق الدفاع، كما إنه يقوّض المادة (19/ رابعاً) من الدستور التي نصّت على أنّ “حق الدفاع مقدس ومكفول في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة”.
4. الاستخدام الحزبي لإمكانات الدولة ضدّ المعارضين: إنّ الإجراءات التي طالت شخصيات معروفة من قادة الأحزاب الكردية ونشطاء بارزين في إقليم كردستان، والتي تنفذ أحياناً من سلطات ذات طابع حزبي بعيداً عن الأسس الدستورية والقانونية والحقوق الأساسية، هي إجراءات تتعارض مع روح النظام الاتحادي المنصوص عليها في المادة (1) من الدستور، وهي انتهاكات خطيرة تقوّض استقرار الدولة العراقية، فضلاً عن كونها تلغي حرية العمل الحزبي المكفول دستورياً وقانونياً، وتهدد النسيج الوطني والوحدة الوطنية.
5. التنكّر للالتزامات الدستورية والدولية في حقوق الانسان: إن المادة (84/ أولاً) من الدستور تنص صراحة على أن “تعمل الأجهزة الأمنية وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان وتخضع لرقابة مجلس النواب”. كما أن الدستور، في ديباجته، أكد على “احترام قواعد القانون وتحقيق العدل والمساواة”. وإن الانتهاكات الحالية تمثل خروجاً كاملاً عن هذه التوجيهات الدستورية، وإننا نذكر بأن العراق، وبموجب المادة «8» من الدستور، يلتزم “باحترام التزاماته الدولية”، بما فيها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها. وإن الاستمرار في هذه الممارسات لا يشكل انتهاكاً للدستور فحسب، بل ولميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان أيضاً.
6. العودة لظاهرة «سجناء الرأي»: في السنوات الأولى للتغيير بعد 2003، كان بعض زعماء القوى السياسية يتفاخرون بخلو السجون العراقية من سجناء الرأي، ولكنّنا نشاهد في السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في رغبة هذه القوى أن تضع المعارضين السلميين خلف القضبان، وقد تفرّغ لهذا العمل مجموعة من المرتبطين بهذه القوى، ليقيموا الدعاوى القضائية باستخدام قوانين صّدام القمعية التي أشرنا إليها، وتحت مزاعم شتى، وتعابير فضفاضة ليس لها معنى محدد، مثل «الإساءة للوطن»، «استهداف الدين»، «إهانة الرموز»، «بث الفرقة في المجتمع»، «المؤامرة على العراق».. إلى غير ذلك. ولا يخفى أنّ الغاية من هذه الدعاوى ما هي إلا الاستفراد بالسلطة وإسكات الرأي الآخر، وفيها انتهاك للمادة (38) من الدستور التي نصت على أن الدولة تكفل “حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل”، وكذلك انتهاك للمادة (42) التي قالت “لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة”.
… بناء على ما تقدّم، وفي ظل استمرار الانتهاكات الدستورية وتزايدها بشكل يومي، نذكّر القوى المسيطرة على السلطة بأنّ هذا التغوّل والتعسف يمكن أن يستخدم ضدهم غداً، من أي خصم سياسي يمكن أن تجعله الانتخابات على رأس السلطة، مما يضع البلاد في دوامة من الانتقام المتوارث، ويهدد الاستقرار على المدى البعيد.
ولهذا فإن مبادرة «عراقيون»
تطالب بما يأتي:
1. الوقف الفوري لاستخدام القوانين والسياسات الدكتاتورية التي تتعارض مع روح الدستور العراقي ومواده الناظمة للحريات، والالتزام الكامل بنصوص الدستور كمرجعية وحيدة وأسمى.
2. احترام مبدأ استقلالية القضاء والالتزام بكافة ضمانات المحاكمة العادلة، بما في ذلك الحق الكامل والمطلق للدفاع عن المتهمين والموقوفين والسماح للمحامين والمحاميات في الاطلاع على كافة أوراق الدعوى منذ لحظة التوقيف الأولى.
3. إعادة النظر في قوانين الأجهزة الأمنية وجعلها خاضعةً للرقابة البرلمانية والمدنية بشكلٍ صريح، كما تنص المادة (84/أولاً) من الدستور، والعمل فوراً على تفكيك أي هياكل تحقيق أو سجون غير دستورية.
4. وقف جميع الإجراءات التعسفية خارج الإطار القضائي والقانوني، واحترام الخصوصية الفردية وحرمة الحياة الخاصة وخاصة حرية التعبير عن الرأي.
5. الالتزام الكامل بالنظام القضائي الاتحادي والاقليمي وعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية تمس بالشراكة الوطنية والوحدة الوطنية للبلاد.
6. إيقاف ظاهرة «دعاوى الرأي والتعبير» ووجوب الفصل بين الرأي النقدي والسياسي من جهة والدعوة للعنف والارهاب من جهة مقابلة، فالأول حق دستوري بينما الثاني جريمة جنائية.
… ختاماً، ترى مبادرة «عراقيون»، بوصفها تجمّعاً للمثقفين والأكاديميين والنشطاء، بأن الدستور العراقي يمثل العقد الاجتماعي الأسمى، فلا يجوز الانقلاب عليه، أو التهاون في احترامه، أو التحايل على نصوصه. ولهذا فإننا ندعو السلطات الثلاث في البلد، وجميع أبناء شعبنا الكريم، ومؤسسات المجتمع المدني، والجهات المعنية بحقوق الإنسان، إلى التكاتف للدفاع عن دستورنا وحرياتنا التي كلفتنا دماءً غالية. ونحذر – من خلال هذا البيان – من انزلاق البلاد نحو هاوية الاستبداد من جديد.
مبادرة عراقيون
بغداد/ 2 كانون الأول ٢٠٢٥
الموقعون بحسب أسبقية التوقيع
•فارس حرّام/ شاعر واكاديمي •سامي شاتي عبيد/ ناشط •عبدالعزيز يونس سالم/ ناشط مدني •حكمت سليمان/ سياسي •حنان سالم/ اكاديمية وصحفية •علي الأعرجي/ صحافي •ساطع عمار/ صحفي وناشط حقوقي •قتيبة العيساوي/ باحث سياسي •كاروان نجيب محمد/ محامي مدافع عن الصحفيين – صحفي. •إيناس حسن/ صحافية •د.احمد كتاو/ رئيس منظمة وعضو المبادرة •وليد الشيخ/ صحفي واكاديمي •علي منعم/ ناشط مدني/ محامي •اوس خلف/ طبيب •هيثم علي عبود/ منتدى الاثنين التنويري •قيس حسن/ كاتب واعلامي •محمود نجم الدين المعمار/ حقوقي •فرقد علي الجبارة/ كاتب صحفي •محمد الفريداوي/ ناشط مدني •زيدون جواد باقر/ اكاديمي •د. رحيم حسين عطية جبر الحجامي/ تدريسي في حقل التربية (مدير مدرسة) •صالح عبود/ ممرض •فهد الغانمي/ ناشط •ميثم لعيبي اسماعيل/ باحث اقتصادي •أحمد حسين الظفيري/ أكاديمي •علاء حميد/ باحث •علي موري/ رئيس منتدى الركن المعرفي •احمد عباس حميد اللامي/ مواطن يدعي أن له الحق بالحرية التي كفلها له الدستور •د.مهدي جابر مهدي/ اكاديمي وباحث •طارق رشو سيتو/ تدريسي ، السويد •طالب الباهر/ ناشط مدني عضو تحالف الدفاع عن حرية التعبير •عيسى طاهر إسماعيل/ كاتب •علي حسون حسين/ دكتوراه صيدلة •د. نائل الزامل/ اكاديمي •حيدر كريم/ مدافع وموظف سابق في مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة في العراق •شمخي جبر/ كاتب وصحفي •عدي رشيد/ سينمائي •حسين لعيبي/ حقوقي •حسين فاضل حسين/ محامِ •حميد قاسم/ شاعر وكاتب •منتظر ناصر/ كاتب وصحفي •سامان نوح/ كاتب وصحفي •سعدون محسن ضمد/ اكاديمي واعلامي •د. مزهر جاسم/ كاتب •اميل ناجي/ صحفي •سلوى زكّّو/ صحفية وكاتبة •لطفية الدليمي/ روائية ومترجمة •د. قيس مغشغش السعدي/ اكاديمي •د. فوزي حامد الهيتي/ استاذ جامعي •د حيدر سعيد/ باحث اكاديمي •ضياء محمد تقي الشكرجي/ كاتب وسياسي •د. علي عبد الهادي المرهج/ اكاديمي •د. نهلة بنيان النداوي/ باحثة اكاديمية •د علي عباس مراد/ اكاديمي •أحمد سعداوي/ كاتب •د. أسماء جميل رشيد/ باحثة اكاديمية •فوزي عبد الرحيم/ كاتب •د. محمد القريشي/ اكاديمي •عدي رشيد/ سينمائي •ضحى محمود فرحان/ رسامة و عضو منصة تغيير •وليد الشيخ/ صحفي واكاديمي •شمخي جبر/ كاتب واعلامي •هوكر جتو/ ناشط مدني •سعد صالح خضير الخالدي/ رئيس المركز العراقي للتفاوض •حبيب القريشي/ محامي •احمد كتاو/ ناشط مدني •د. الهام مكي/ باحثة وناشطة •سعد سلوم/ اكاديمي •علي موري/ عضو اللجنة الإعلامية لمبادرة عراقيون •فرات علي/ ناشط مدني •ابراهيم العبادي/ باحث اكاديمي •احمد الشيخ ماجد/ صحفي •احمد عدنان/ شاعر وناشط •احمد الموسوي/ ناشط حقوقي •امل كباشي/ ناشطة مدنية •ثائر المنصوري/ •ثابت عباس/ •جمانة معتز/ اعلامية •حارث الهيتي/ •حسام الحاج/ اعلامي •خالد زهراو/ سينمائي •د احمد حميد الطيب/ اكاديمي •د ارادة الجبوري/ اكاديمية •د بشرى العبيدي/ اكاديمية •د شاكر سعيد/ اكاديمي •د عدنان صبيح/ اكاديمي •د عقيل حبيب/ اكاديمي •د علاء حميد/ اكاديمي •د غيث اليابس/ اكاديمي •د مؤيد صوينت/ اكاديمي •د محمد رضا مبارك/ اكاديمي •د وائل منذر/ اكاديمي •دلوفان برواري/ صحفي •شيركو رؤف سليمان/ •د صلاح المرهج/ اكاديمي •علي السراي/ صحفي •د علي طاهر الحمود/ اكاديمي •غانم العيفات/ •د. كاظم عبد الزهرة/ اكاديمي •محمد الدراجي/ مخرج سينمائي •محمود المعمار/ •نزار السامرائي/ اكاديمي •جاسم الحلفي/ ناشط سياسي •زهير الجزائري/ روائي وصحفي •جبار رضيوي/ ناشط مدني •غالب الصبيحاوي/ ناشط مدني •علي البازي/ كاتب وناشط •كاروان نجيب محمد/ محامي ومدافع عن حقوق الصحفيين •نوروز محمد حسن/ كتبة وصحفية •روان سالم/ صحفية وناشطة
********************************************
بيان تحالف الدفاع عن حرية التعبير بشأن واقع الحريات في العراق
يقفُ تحالفُ الدفاعِ عن حريةِ التعبيرِ اليومَ أمامكم في لحظةٍ فارقةٍ تمرُّ بها بلادُنا، حيثُ تتعرضُ الحرياتُ العامةُ، وفي مقدمتِها حريةُ التعبيرِ والصحافةِ، لاختباراتٍ صعبةٍ تكشفُ الحاجةَ الملحّةَ إلى إصلاحاتٍ عميقةٍ في بيئةِ الحقوقِ والحرياتِ في العراقِ.
لقد تابعَ تحالفُنا خلالَ الأشهرِ الماضيةِ تصاعدًا مقلقًا في استخدامِ القوانينِ الموروثةِ من حقبٍ سابقةٍ، وتحديدًا موادِّ قانونِ العقوباتِ الصادرِ في زمنِ نظامِ صدامَ حسين، كسلاحٍ لملاحقةِ الناشطينَ والصحافيينَ وصانعي المحتوى والمواطنينَ أصحابِ الرأي. وهذه الموادُّ التي وُضعت أصلًا لقمعِ المجتمعِ وترهيبِه، لا يجوزُ توظيفُها اليومَ في عراقٍ يؤمنُ بالدستورِ والحقوقِ والعدالةِ.
إننا في تحالفِ الدفاعِ عن حريةِ التعبيرِ نثمّنُ الدورَ المهمَّ الذي يضطلعُ به القضاءُ العراقيُّ في حمايةِ السلمِ المجتمعيِّ وحفظِ النظامِ ومنعِ التحريضِ والكراهيةِ. ونؤكدُ ثقتَنا بأنَّ القضاءَ هو المؤسسةُ القادرةُ على ضبطِ الأداءِ العامِّ ومنعِ أيِّ تجاوزٍ على حقوقِ الأفرادِ. ولهذا نناشدُ مجلسَ القضاءِ الأعلى والسلطةَ القضائيةَ كافةً بأنْ تواصلَ دورَها الحاسمَ في حمايةِ حريةِ التعبيرِ، وأنْ تعملَ على وقفِ استخدامِ موادِّ قانونِ العقوباتِ الباليةِ التي تتعارضُ مع روحِ الدستورِ العراقيِّ ومع المبادئِ الحديثةِ لحقوقِ الإنسانِ.
يدركُ تحالفُنا حساسيةَ التحدياتِ الرقميةِ اليومَ وخطورةَ المعلوماتِ المضللةِ التي تُستخدمُ أحيانًا للإساءةِ أو للتحريضِ أو لتضليلِ الرأيِ العامِّ. ونحن نقفُ ضدَّ نشرِ الأخبارِ الملفقةِ والمضللةِ، ونؤيدُ المحاسبةَ القانونيةَ العادلةَ والرادعةَ لمنْ يتعمدُ الإضرارَ بالآخرينَ أو بالنظامِ العامِّ. لكنَّ هذه المكافحةَ يجبُ أنْ لا تتحولَ إلى ذريعةٍ لتضييقِ الحرياتِ أو لتقييدِ النقدِ المشروعِ أو لملاحقةِ المعارضةِ السياسيةِ والنشطاءِ والصحافيينَ.
رسالتُنا إلى السلطاتِ والقوى السياسيةِ
إنَّ حمايةَ حريةِ التعبيرِ حقٌّ دستوريٌّ لا تستقيمُ الدولةُ من دونِه. ولذلك يدعو تحالفُ الدفاعِ عن حريةِ التعبيرِ الجهاتِ الرسميةَ والقوى السياسيةَ إلى ما يلي:
1. إعادةُ النظرِ في استخدامِ القوانينِ القديمةِ التي وُضعت في سياقاتٍ غيرِ ديمقراطيةٍ، واعتمادُ مقارباتٍ قانونيةٍ أكثرَ حداثةً واتساقًا مع الدستورِ.
2. ضمانُ عدمِ تقييدِ الرأيِ والنقدِ السلميِّ تحت أيِّ عنوانٍ، وبما يحفظُ الحقَّ العامَّ ويمنعُ التعسفَ في تفسيرِ النصوصِ القانونيةِ.
3. فتحُ قنواتِ تواصلٍ مع منظماتِ المجتمعِ المدنيِّ عندَ مناقشةِ أو تطويرِ أيِّ تشريعاتٍ تتعلقُ بالحرياتِ.
ختامًا يقفُ تحالفُ الدفاعِ عن حريةِ التعبيرِ اليومَ دفاعًا عن حقِّ العراقيينَ في الكلامِ والانتقادِ والتظاهرِ والاعتراضِ دونَ خوفٍ أو تهديدٍ. وفي الوقتِ نفسِه، نقفُ ضدَّ الفوضى الرقميةِ والتضليلِ ونطالبُ بمحاسبةِ منْ يتعمدُ الإضرارَ بالمجتمعِ، لكنْ بمنهجٍ قانونيٍّ عادلٍ ومتوازنٍ لا ينقلبُ إلى قمعٍ للرأيِ أو سلاحٍ سياسيٍّ.
3/12/225
****************************************
الصفحة الخامسة
وزارة الإعمار: «المجمّعات» غير مجدية! أزمة السكن تتعمق وخطط الحكومة تتعثر
متابعة – طريق الشعب
في خضمّ أزمة سكن عميقة يواجهها العراق، اعترفت وزارة الإعمار والإسكان بأن المجمّعات السكنية المُكتملة وقيد التنفيذ لا يمكنها تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكن، مبينة أن هناك 66 مجمعا يجري تنفيذه في بغداد ومحافظات أخرى، لا توفر سوى 18 ألف وحدة سكنية، مقابل حاجة تتجاوز 3 ملايين وحدة – وفق ما أفاد به المتحدث باسم الوزارة نبيل الصفار في لقاء متلفز قبل أيام.
ويعكس اعتراف الوزارة هذا حجم الفجوة السكنية واتّساعها في ظلّ ارتفاع غير مسبوق في أسعار العقارات، وتباطؤ مشاريع التطوير، وغياب الخطط الجادة، وعجز كثير من الأسر عن امتلاك مسكن لائق.
ورغم إعلان الحكومة خططاً لإنشاء مدن سكنية جديدة تمتد حتّى عام 2030، يرى اختصاصيون أن المحافظات تواجه ضغوط الغلاء والركود والمضاربة الواسعة على الأراضي، ما يجعل أزمة السكن ملفاً مركباً يتجاوز حدود الإنشاءات إلى سياسات إسكان غائبة وتخطيط حضري متعثر وحاجات اجتماعية متراكمة.
ونفذت الحكومة خلال السنوات الأخيرة مجمعات سكنية عديدة في بغداد وعدد من المحافظات. غير إن الوحدات السكنية فيها تُطرح بأسعار باهظة جدا، لا تناسب الفقير ولا حتى ذا الدخل المحدود، وهما من يُعاني أزمة السكن فعليا. وفي المقابل لا يتأثر الأثرياء بهذه الأزمة بطبيعة الحال. إذ يمتلكون عقارات مسبقا، ومع ذلك يُقبلون على شراء الشقق في تلك المجمعات، والتي وصل سعر الواحدة منها في بعض الأحيان، إلى 375 ألف دولار!
ويشير الصفّار إلى أن أزمة السكن في البلاد باتت معقّدة ومتشعّبة، لافتا إلى ان وزارته أكملت 21 تصميماً أساسياً إسكانيا في المحافظات، ستوفر ما يقارب 650 ألف وحدة سكنية حتّى عام 2030، إلى جانب المدن الجديدة الخاصة بمنتسبي وزارة الدفاع، والتي بلغ عددها من 6 إلى 7 مدن اكتملت عقودها، لتؤمّن حوالى 10 آلاف وحدة إضافية.
ويضيف قوله أن الهيئة الوطنية للاستثمار تعمل هي الأخرى على مشاريع سكنية توفر نحو 7 آلاف وحدة سكنية.
فجوة بين التخطيط والاحتياج الفعلي
من جانبه، يرى الباحث الاقتصادي عبد السلام حسن أنّ الاعتراف بعدم قدرة المجمعات السكنية التقليدية على معالجة أزمة السكن يمثل مؤشراً واضحاً على اتساع الفجوة السكنية في العراق، مبينا في حديث صحفي أن "الحاجة الفعلية اليوم تتجاوز 3 ملايين وحدة سكنية، بينما لا تنتج مشاريع الوزارة سوى 18,500 وحدة من أصل 66 مجمعاً قيد التنفيذ، وهو ما يعادل أقل من 1 في المائة من حجم الطلب الحقيقي، ويعكس فجوة كبيرة بين التخطيط والاحتياج الفعلي".
ويشير حسن إلى ان "العراق يسجل نمواً سكانياً يتراوح بين 850 ألفاً إلى مليون نسمة سنوياً، ما يعني دخول أكثر من 150 ألف أسرة جديدة إلى السوق كل عام. وهو رقم يفوق قدرة الدولة على توفير وحدات سكنية ملبّية للطلب"، مضيفا القول أن "تفاقم المناطق العشوائية بات عاملاً مركزياً في تعميق الأزمة. إذ يُقدّر عدد التجمعات غير النظامية بأكثر من 4 آلاف موقع على مستوى البلاد، تضم مئات الآلاف من العائلات وتفتقر إلى الخدمات الأساسية والبنى التحتية".
ويتابع قوله أن "توسع هذه المناطق يخلق ضغوطاً إضافية على شبكات الكهرباء والمياه والطرق، ويزيد من كلفة إعادة التنظيم الحضري، ويعكس فشل السياسات الحكومية في توفير أراضٍ مخدومة وخيارات سكن ميسّرة للفئات محدودة الدخل".
وينوّه إلى ان "المحافظات التي شهدت عمليات عسكرية مثل نينوى والأنبار وصلاح الدين ما زالت تكافح لإعادة إعمار آلاف المنازل المدمرة، ما يزيد الطلب على السكن ويخلق ضغطاً مضاعفاً على الخدمات والبنى التحتية"، مؤكدا أن "هذه الأزمة مرتبطة بغياب سياسة إسكان شاملة، وارتفاع تكاليف مواد البناء بنحو 30–40 في المائة خلال العامين الأخيرين، وضعف دور القطاع الخاص".
ويرى حسن أن الحلّ يتطلب إصلاحات جذرية تشمل تفعيل سياسة الأراضي وتنظيم العشوائيات وتطويرها، وتوفير وحدات سكنية بأسعار ميسّرة تراعي تفاوت الدخل بين المحافظات، وصولاً إلى رؤية إسكانية شاملة تعالج جذور المشكلة بدلاً من الاكتفاء بالمعالجات الجزئية.
ركود سوق العقارات
في سياق ذي صلة، يقول المتخصّص في سوق العقارات، خالد العزاوي، أن أزمة السكن في البلاد لم تعد مرتبطة فقط بارتفاع الأسعار أو ضعف المعروض، لافتا إلى تعرض سوق العقارات إلى حالة ركود واضحة، تتمثل في تراجع حجم البيع والشراء بنسبة تتراوح بين 25 و35 في المائة.
ويبيّن في حديث صحفي أن أسعار الأراضي والمنازل ارتفعت إلى مستويات غير واقعية وصلت في بعض المناطق إلى زيادة تتجاوز 60 في المائة، ما خلق فجوة بين القدرة الشرائية للمواطن والقيمة السوقية للعقار، وبالتالي أدى إلى تجميد التداول وإحجام الأسر عن الشراء.
ويوضح العزاوي أن "الركود الحالي ليس مؤشراً على انخفاض الأسعار، بل نتيجة طبيعية لانعدام التوازن بين العرض والطلب. إذ لا يزال الطلب الحقيقي على السكن يتجاوز 3 ملايين وحدة، بينما تواصل الأراضي والعقارات التحول إلى أداة للمضاربة بدلاً من التطوير العمراني".
ويضيف قائلا أن "العديد من المستثمرين يفضلون الاحتفاظ بالأراضي ورفع أسعارها بدل الدخول في مشاريع بناء فعلية، خصوصاً في بغداد والنجف وأربيل، حيث تُباع القطعة بأضعاف قيمتها الحقيقية دون أن تُطوّر"، مشيرا إلى أن هناك محافظات تعاني ركودا مضاعفا بسبب نقص الخدمات وغياب التخطيط العمراني، ما يجعل التطوير فيها مكلفاً وغير مجدٍ للمستثمرين.
ويشدد العزاوي على ضرورة تبنّي سياسة عقارية وطنية تتضمن توفير أراضٍ مخدومة، وإطلاق مدن سكنية مهيأة للبناء، وفرض ضرائب على الأراضي المحتجزة "لأنّ الركود الحالي إذا استمر سيحوّل أزمة السكن إلى أزمة اقتصادية واجتماعية أعمق، ويُبقي الأسعار في مسار تصاعدي منفصل عن دخل المواطن".
***************************************
واقع صحي متردٍ في خانقين
متابعة – طريق الشعب
طالب مدير "مستشفى خانقين" العام، شوان شاكر، الحكومة بالإسراع في تنفيذ مشروع المستشفى الجديد في القضاء، لافتا إلى أن الواقع الصحي الحالي لا يمكنه مواكبة الاحتياجات المتزايدة للسكان.
وأوضح في حديث صحفي، أن "مستشفى خانقين يُعد من أقدم المستشفيات في البلاد. حيث تأسس عام 1959"، مبينا أن "المستشفى يضم أقساماً محدودة لا تكفي لتقديم الخدمات لجميع المرضى، خصوصاً في ظل الزيادة السكانية المستمرة في القضاء والمناطق المجاورة".
وأضاف شاكر قوله أن "كتبا رسمية عدة صدرت سابقاً من رئاسة الوزراء ومجلس الوزراء لإنشاء مستشفى جديد في خانقين، إلا أن هذه القرارات لم تُنفذ حتى الآن على أرض الواقع"، لافتا إلى أن "معظم أقضية ديالى شهدت إنشاء مستشفيات حديثة ومتطورة، بينما بقي قضاء خانقين خارج هذه التطورات، رغم زيادة أعداد سكانه، وازدياد الضغط على المستشفى الحالي". وأوضح أن "الوضع الحالي يحد من قدرة المستشفى على تقديم خدمات طبية متكاملة، خاصة في مجالات الطوارئ والجراحة الداخلية والأقسام التخصصية"، داعياً الجهات المعنية في وزارة الصحة ومجلس الوزراء إلى "التحرك بسرعة لضمان إنشاء المستشفى الجديد وتقديم الخدمات الصحية للمواطن".
وأكد مدير المستشفى، أن "إنجاز المشروع سيكون خطوة مهمة لتخفيف الضغط عن المستشفى الحالي، وتحسين مستوى الرعاية الصحية في القضاء، ومواكبة النمو السكاني الذي يشهد زيادة ملحوظة منذ سنوات".
****************************************
مواساة
• تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق سجاد لطيف وعائلته بوفاة والدهم، الأستاذ والرياضي المعروف، الرفيق لطيف جاسم عبد الله.
له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.
• تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة بالتعازي الحارة إلى الرفيق شاكر خضير، بوفاة ابن عمه.
للفقيد الذكر الطيب ولأسرته الصبر والسلوان.
******************************************
الصفحة السادسة
الاحتلال يواصل استباحة الضفة.. وإحصائية {مرعبة} لاعتداءات المستوطنين الأمم المتحدة تعتمد قراراً يدعو لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية
رام الله – وكالات
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، عمليته العسكرية في بلدة قباطية بمحافظة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، عبر إرسال تعزيزات إضافية، وشن حملة اعتقالات واسعة بحق الفلسطينيين، وعلى صعيد آخر، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً يؤكد مسؤولية الأمم المتحدة تجاه فلسطين ويدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 ودعم حل الدولتين.
استمرار مسلسل الإرهاب
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين نفذوا ما مجموعه 2144 اعتداء خلال شهر تشرين الثاني الماضي، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل من دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته.
وأوضح شعبان، في تقرير الهيئة الشهري الذي صدر أمس الأربعاء بعنوان "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري"، أن جيش الاحتلال نفذ 1523 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون 621 اعتداء، وأن مجمل الاعتداءات تركزت في محافظات رام الله والبيرة بـ 360 اعتداء، والخليل بـ 348 اعتداء، وبيت لحم بـ 342 اعتداء ونابلس بـ 334 اعتداء.
وبالمعدل، نفّذ المستوطنون المتطرفون نحو 20 اعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال شهر واحد فقط.
اقتلاع الأشجار وإحراق الحقول
وبين شعبان أن الاعتداءات تنوّعت بين الاعتداء الجسدي المباشر، واقتلاع الأشجار، وإحراق الحقول، ومنع قاطفي الزيتون من الوصول إلى أراضيهم، والاستيلاء على الممتلكات، وهدم المنازل والمنشآت الزراعية، في وقت تُغلق فيه قوات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية بذريعة "الأمن"، بينما يجري تمكين المستعمرين من التوسع داخلها.
وقال إن هذه الانتهاكات المتصاعدة تؤكد أن ما يجري ليس حوادث متفرقة، بل منهجية منظّمة تهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها، وفرض نظام استعماري عنصري متكامل.
وبين شعبان أن اعتداءات المستوطنين التي بلغت 621 اعتداء، في واحدة من ذروات إرهاب المستعمرين التي استهدفت القرى والتجمعات البدوية الفلسطينية تركزت في محافظات: نابلس بواقع 133 اعتداء، والخليل بـ 112 اعتداء، ورام الله والبيرة بـ 93 اعتداء.
تقويض الوجود الفلسطيني
وأضاف أنه في ضوء ما ورد من معطيات صارخة تخص الشهر المنصرم، تتضح صورة شاملة لحجم الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف الإنسان والأرض والممتلكات في مختلف المحافظات الفلسطينية، مؤكداً أن الأرقام الواردة ليست مجرد إحصاءات جامدة، بل هي شواهد دامغة على سياسة تصعيدية تهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني عبر الاعتداءات العسكرية المباشرة، وتغوّل المستعمرين، وتدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية.
وقال إن أكثر من ألفي اعتداء في شهر واحد، إلى جانب مئات حالات الاعتقال، وتقييد الحركة، وحماية جيش الاحتلال للمستعمرين الإرهابيين، تكشف عن استراتيجية متعمدة لتفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحكام السيطرة عليها، وأن الاعتداءات على المزروعات التي طالت نحو ألفي شجرة بينها مئات أشجار الزيتون، تمثل ضربا للرمز الثقافي والاقتصادي الفلسطيني، فيما تعكس عمليات الهدم والاستيلاء محاولة لاقتلاع مصادر الرزق وتدمير مقومات الحياة اليومية.
وأضاف شعبان أن المستوطنين نفذوا 485 عملية تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينيين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي، وكذلك تسببوا- بمساعدة جيش الاحتلال- باقتلاع وتخريب وتسميم 1986 شجرة منها 466 شجرة من أشجار الزيتون، في محافظات نابلس (1260 شجرة)، ورام الله والبيرة (381 شجرة) وسلفيت (135 شجرة) والخليل (100 شجرة) وقلقيلية (70 شجرة) وجنين (40 شجرة).
دولة مستقلة ذات سيادة
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً يؤكد مسؤولية الأمم المتحدة تجاه فلسطين ويدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 ودعم حل الدولتين، وعرض مشروع القرار الذي أعدته جيبوتي، والأردن، وموريتانيا، وقطر، والسنغال وفلسطين، للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وصوّتت 151 دولة لصالح مشروع القرار، بينما عارضته 11 دولة، في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة، وامتنعت 11 دولة عن التصويت.
ويعيد القرار المعتمد التأكيد على مسؤولية الأمم المتحدة تجاه قضية فلسطين، ويطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة بعد عام 1967، إضافة إلى دعم حل الدولتين، كما جددت الجمعية العامة في القرار تأكيد مبدأ عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة، مشددة على ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضي الفلسطينية المحتلة بأكملها، بما فيها القدس الشرقية، وأن إسرائيل، بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال، مُلزمة بعدم إعاقة الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقه في تقرير المصير، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وذات السيادة، على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكد القرار عدم مشروعية الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية وجميع التدابير الأخرى أحادية الجانب الرامية إلى تغيير التكوين الديمغرافي لمدينة القدس والأرض الفلسطينية المحتلة ككل، داعياً إلى الالتزام التام للقانون الدولي
**************************************
الكرملين: بوتين قبل بعض المقترحات الأمريكية بشأن أوكرانيا
موسكو – وكالات
قال الكرملين الأربعاء إن الرئيس فلاديمير بوتين وافق على بعض المقترحات الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ورفض أخرى، مضيفا أن روسيا مستعدة للقاء مفاوضين أمريكيين مهما استغرق الأمر للتوصل إلى اتفاق.
أدلى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بهذه التصريحات بعد محادثات في موسكو بين بوتين وكل من ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهر ترامب جاريد كوشنر، والتي استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم.
وقال أحد مساعدي الكرملين في أعقاب الاجتماع إنه "لم يتم التوصل إلى حلول وسط بعد".
وقال بيسكوف للصحفيين إنه سيكون من الخطأ القول إن بوتين رفض المقترحات الأمريكية، لافتا إلى أن اللقاء كان أول تبادل مباشر لوجهات النظر بشأنها. وأضاف بيسكوف أن بوتين قبل بعض المقترحات ورفض أخرى، في إطار عملية تفاوض عادية.
**************************************
العفو الدولية تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب
الخرطوم – وكالات
ندّدت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، بما سمتها "جرائم حرب" ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان خلال اقتحام مخيم زمزم للنازحين على حدود الفاشر في وقت سابق من العام الحالي، وذلك استناداً إلى شهادات حديثة للناجين. وكان المخيم يضم قرابة مليون شخص قبل مهاجمته من قوات الدعم السريع خلال الربيع الماضي، في إطار الحرب بينها وبين الجيش السوداني المتواصلة منذ عامين. وبحسب تقرير للمنظمة، "قامت قوات الدعم السريع بقتل المدنيين عمداً وأخذتهم رهائن ونهبت ودمّرت المساجد والمدارس والعيادات الطبية"، وفقاً لشهادات 29 شخصاً بينهم شهود وأقارب ضحايا وصحافيون. وأدى الهجوم، بحسب بيانات المنظمة التي تتطابق مع تقارير الأمم المتحدة، إلى فرار أكثر من 400 ألف مدني من المخيم. وطالبت المنظمة "بالتحقيق في هذه الانتهاكات كجرائم حرب بموجب القانون الدولي". ويفيد تقرير العفو الدولية بأنه بين 11 و13 نيسان "هاجمت قوات الدعم السريع المخيم باستخدام المتفجرات، وفتحت النار بشكل عشوائي في مناطق مكتظة بالسكان". وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار إن "هجوم قوات الدعم السريع المروّع والمتعمّد على المدنيين اليائسين والجوعى في مخيم زمزم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، مرة أخرى، ازدراءهم بالحق في الحياة".
****************************************
الرئيس الكولومبي لترامب:
لا توقظ النمر
بوغوتا – وكالات
حذر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو نظيره الأمريكي دونالد ترامب من تهديد سيادة بلاده، في ظل تصعيد حرب التصريحات بين بوغوتا وواشنطن. وفي اجتماع للحكومة الأمريكية في واشنطن، ألمح ترامب إلى إمكانية توجيه ضربات إلى كولومبيا في إطار محاربة الجريمة المرتبطة بالمخدرات. وقال ترامب: "أسمع أن كولومبيا، بلد كولومبيا، تصنع الكوكايين. لديهم مصانع للكوكايين، حسنا؟ ثم يبيعون لنا كوكايينهم... أي شخص يفعل ذلك ويبيعه في بلادنا سيكون هدفا للهجوم... وليس فنزويلا فقط". وردّ بيترو على تصريحات ترامب بدعوته لزيارة كولومبيا ليشهد "تدمير تسعة مختبرات مخدرات يوميا لمنع وصول الكوكايين إلى الولايات المتحدة".وأشار بيترو في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" إلى أنه منذ توليه الرئاسة عام 2022 دمر 18 ألفا و400 مختبر "دون صواريخ". وأضاف: "تعال معي، وسأعلمك كيف ندمرها، مختبر كل 40 دقيقة، لكن لا تهدد سيادتنا، لأنك ستوقظ النمر. مهاجمة سيادتنا يعني إعلان الحرب. لا تضر بعلاقات دبلوماسية استمرت قرنين".
****************************************
رئيس كوريا الجنوبية:
أشعر بوجوب الاعتذار لبيونغ يانغ
سيئول – وكالات
صرح الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ، إنه يشعر بأن عليه تقديم اعتذار لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الشمالية) بسبب أوامر سلفه بإرسال مسيّرات ومنشورات دعائية عبر الحدود. وقال ميونغ في مؤتمر صحفي عقده بمناسبة مرور عام على إعلان الرئيس السابق يون سوك يول الأحكام العرفية وإدخال البلاد في حالة من الفوضى لفترة وجيزة: "أشعر بأن علي أن أعتذر لكنني أتردد في قول ذلك بصوت عال". وأضاف: "أخشى أنه إذا فعلت ذلك، قد يتم استخدامه في المعارك الأيديولوجية أو لاتهامي بأنني مؤيد للشمال". والشهر الماضي، اقترحت كوريا الجنوبية، إجراء محادثات عسكرية مع جمهورية كوريا الديمقراطية، لمناقشة كيفية تحديد خط ترسيم الحدود العسكرية، في محاولة لمنع أي اشتباكات محتملة قرب الحدود بين الكوريتين. وجاءت مبادرة سيئول لإجراء أول محادثات عسكرية مع بيونغ يانغ، بعد دعوة الرئيس الكوري الجنوبي، لي جاي ميونغ، لإجراء مناقشات أوسع مع كوريا الديمقراطية دون شروط مسبقة، كجزء من خطواته لتخفيف التوترات منذ توليه منصبه، بما في ذلك إزالة مكبرات الصوت الدعائية على طول الحدود وحظر إسقاط المنشورات المناهضة للشمال.
**************************************
مؤتمر تأسيسي مضطرب لـ {حزبكم} اليساري البريطاني
رشيد غويلب
في ايام 28 – 30 تشرين الثاني 2025 عقد في ليفربول المؤتمر التأسيسي لحزب "حزبكم" اليساري البريطاني. شارك في أعمال المؤتمر 3 آلاف عضو مباشرا، وتمكن بقية الاعضاء من التصويت عبر الانترنيت. صادق أعضاء الحزب البالغ عددهم 55 ألف على أربع وثائق تأسيسية؛ وانتهي التصويت الإلكتروني مساء الثلاثاء الفائت. خُصصت طاولات إعلامية رئيسية للتضامن مع فلسطين، ومناهضي العنصرية، وحملة نزع السلاح النووي.
تباينات اللحظة الاولى
منذ بداية أعمال المؤتمر بدا الاختلاف واضحا بين كوربين وشريكته في التأسيس سلطانه. الإشكالية الأولى ارتبطت بعدم حصول أعضاء بارزين في حزب العمال الاشتراكي التروتسكي على بطاقات دخول المؤتمر. انتهزت سلطانة هذه الفرصة لعقد فعالية مساء الجمعة للمطالبة بمزيد من الديمقراطية داخل الحزب. وفي الفعالية، وُجهت اتهامات إلى "بيروقراطيين مجهولي الهوية" داخل حزبكم.
نفى جيريمي كوربين هذه الادعاءات ووصفها بأنها "سخيفة" في مؤتمر صحفي عُقد صباح السبت، مباشرةً قبل خطابه الافتتاحي في المؤتمر. وخلال المؤتمر، دعا كوربين بقوة إلى الوحدة داخل الحزب، وحثّ الأعضاء على "الاستماع إلى بعضهم البعض، والتعلم من بعضهم البعض، والتعامل مع بعضهم البعض باحترام".
سلطانة تقاطع جلسات
اليوم الثاني
صرحت سلطانة للصحفيين في مقر المؤتمر بوجود "ثقافة مسمومة" داخل الحزب. بعد حديثها مع مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام، وغادرت المكان. برفضها دخول قاعة المؤتمر، أرادت الاحتجاج على ما وصفته بـ "حملة شعواء" ضد أعضاء الحزب اليساريين. واستمرت في مقاطعتها حتى نهاية اليوم الأول من المؤتمر.
في حين كان كل هذا يحدث خارج قاعة المؤتمر الرئيسية، كان الأعضاء في الداخل يناقشون الوثائق التأسيسية للحزب السياسي الجديد. أُجريت سلسلة من عمليات التصويت على العناصر الرئيسية لهيكل الحزب، بالإضافة إلى "البيان السياسي"، وثيقة شاملة تُحدد الأسس الأيديولوجية للحزب.
الاختلاف الثاني بين كوربين وسلطانة كان حول طبيعة الحزب، ودور النواب في قيادته، التي يراها كوربين ضرورية. يمكن القول إن كوربين يريد حزبا انتخابيا يساريا يعتقده أقرب للتعامل مع واقع البلاد. يتناقض هذا بشدة مع فكرة سلطانة. فنهجها لا يقبل المساومة على المبادئ الأخلاقية، ويركز على تقوية الحركات اليسارية القائمة. أقل تسويات، وأكثر جذرية. وهذه الرؤية تحديدًا هي التي سادت بشكل حاسم في اليوم الثاني من المؤتمر.
الاختلاف الثالث يتعلق بانتخاب قائد واحد - وقد دعا كوربين علنًا إلى هذا الخيار - أو قيادة جماعية للأعضاء، وهو الخيار الذي فضّلته سلطانة. كانت فكرة اختيار سلطانة وكوربين رئيسين مشاركين غير مطروحة سابقًا، فالجميع يعلم أنهما لا يتفقان.
حزب أعضاء وليس حزب نواب
لم يُنتخَب جيريمي كوربين زعيمًا للحزب، كما توقع الكثيرون. رفض المؤتمر التأسيسي بفارق ضئيل النموذج التقليدي للحزب بزعيم واحد، أو قائد مشارك. بدلًا من ذلك، سيقاد الحزب جماعيا مع تسمية متحدثين رسميين باسمه.
جنّب هذا القرار الحزب الجديد منافسةً حامية على القيادة بين جيريمي كوربين وسلطانة -على الأقل في الوقت الحالي. كما تقرر عدم الجمع بين عضوية قيادة الحزب وعضوية البرلمان. وأكدت سلطانة: "هذا الحزب ملكٌ لأعضائه، وليس للنواب".
بالإضافة الى ذلك، أقرّ الأعضاء هياكل تمنح المنظمات المحلية استقلاليةً مالية، وتسمح لأعضاء الحزب بحمل "عضوية مزدوجة" في أحزاب سياسية أخرى متشابهة التوجه، والتي تُحدّد قيادة الحزب هويتها. إن السماح بالعضوية المزدوجة يعني أن الأحزاب اليسارية الصغيرة، مثل حزب العمال الاشتراكي التروتسكي، من المرجح أن تُشكّل كتلًا فعّالة داخل الحزب.
وأوضحت سلطانة في مقابلة مع صحيفة "مورنينغ ستار" الشيوعية قبل المؤتمر، أن الهدف هو "إنشاء هيكل يُمكّن الأعضاء من تنظيم أنفسهم في مجتمعاتهم والفوز بمقاعد في انتخابات ايار". يريد الناس تحديًا للوضع الراهن؛ يحتاجون إلى حزب يُناضل من أجل حقوق العمال، ويدافع عن حماية المناخ، ويتحدى من ساهموا في الإبادة الجماعية، ويُناضل من أجل الحريات المدنية. الأمر يتعلق بتمكين الناس من إعادة اكتشاف سلطتهم، لأن الأمر لا يقتصر على الانتخابات فحسب. نحن نشارك في المجتمعات، ونشارك في الاعتصامات، ونشارك في النضالات ضد الفاشية، ونعارض عمليات الإخلاء، ونعارض الترحيل، ونشارك في حركات التضامن". لقد دعم المؤتمر التأسيسي مفهوم سلطانة، وليس مفهوم كوربين، في القضيتين الرئيسيتين اللتين تشكلان محور هيكل الحزب ــ العضوية المزدوجة وهيكل القيادة.
الاشتراكية أم البربرية
قالت سلطانة في خطابها يوم الأحد: "المسألة مسألة اشتراكية أم بربرية، ونحن نختار الاشتراكية". وأضافت: "نحن اشتراكيون، مناهضون للإمبريالية، مناهضون لحلف الناتو، ولا نريد الانضمام مجددًا إلى الاتحاد الأوروبي في أي وقت قريب". ووصفت حزبها بأنه "أكبر حزب اشتراكي في المملكة المتحدة منذ أربعينيات القرن الماضي".
وتوافقت تصريحاتها مع تصريحات كوربين، الذي أكد للمندوبين في اليوم السابق أن الحزب سيقدم "بديلًا اشتراكيًا جذريًا" لـ "شعبوية الإصلاح الزائفة" (يقصد الفاشيون الجدد) ووعد بـ "اشتراكية حقيقية وعدالة اجتماعية حقيقية"، وحثّ الحزب على "التوحد والتوحد، فالانقسام والشقاق لا يخدمان الشعب الذي يجب أن نمثله".
إن تأسيس الحزب يعتبر خطوة هامة جدا، ولكن نجاح الحزب يعتمد على تجاوز الاختلافات التي عكستها مجريات المؤتمر.
****************************************
الصفحة السابعة
زواج القاصرات وتفاقم مشاكل الطلاق ثغرات قانونية وواقع اجتماعي يزداد قسوة
بغداد- نورس حسن
تعيش الأسرة العراقية اليوم واحدة من أكثر الظروف تعقيداً، جراء ارتفاع غير مسبوق في نسب الطلاق، وزيادة ملحوظة في حالات الزواج المبكر، خصوصا زواج القاصرات. وفي الوقت الذي كان البعض يدعّي فيه بأن مدونة الأحوال الشخصية ستشكل إطاراً يحمي الأسرة ويحّد من التفكك، تشير الأرقام والشهادات إلى أن المدونة - بصيغتها الحالية وتطبيقاتها العملية - لم تتمكن من تقليص المشكلة والحد من تفاقمها، بل ساهمت، وفق مراقبين، في ترسيخ ممارسات تزيد من هشاشة العلاقة الزوجية، خصوصا عند الفتيات القاصرات.
النساء هنّ الضحايا
ففي هذا السياق تتحدث المواطنة مريم عماد لـ "طريق الشعب" فتقول "تم تزويجي وأنا في الرابعة عشرة. قالوا إن عقد رجل الدين يكفي ولا حاجة للمحكمة. بعد أشهر قليلة تصاعدت الخلافات، وطلقني زوجي شفهيا. وعندما لجأت إلى القضاء، أخبروني أنني لا أستطيع المطالبة بالنفقة لأن الزواج غير موثق. عدت إلى بيت أهلي خالية اليدين، وبدون حقوق".
حالة المواطنة مريم واحدة من مئات الحالات، التي تشير إلى أن زواج القاصرات ما يزال يُعقد في كثير من الأحيان خارج المحكمة، ما يضع الفتاة في وضع قانوني هشّ يجعل الطلاق أقرب إلى "فصل اجتماعي" منه إلى عملية قانونية متكاملة تضمن الحقوق.
تصاعد في نسب الطلاق
وتكشف البيانات الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى خلال السنوات الأخيرة، عن عدم تراجع حالات الطلاق رغم دخول مدونة الأحوال الشخصية حيز التنفيذ، بل ارتفاعها بنسب واضحة، حيث سجلت المحاكم أكثر من 4,000 حالة طلاق لفتيات دون 15 عاما خلال عامي 2020 و2021، بواقع 1,498 حالة عام 2020، و2,594 حالة عام 2021. كما بلغت حالات الطلاق المسجلة بين عامي 2021 و2024، أكثر من 350 ألف حالة على مستوى البلاد. وفي عام 2023 وحده، وثقت المحاكم 140 ألف حالة طلاق من أصل نحو 298 ألف عقد زواج. وفي النصف الأول من 2025 فقط، سُجلت أكثر من 34 ألف حالة طلاق في العراق.
وتُظهر هذه الأرقام بوضوح ارتفاع نسب الطلاق رغم استمرار العمل بمدونة الأحوال الشخصية، التي كان يتوقع أن تحد من النزاعات الأسرية، لكنها لم تنجح بذلك، خصوصا في ظل استثناءات تسمح بزواج من هم دون 18 عاما.
تسهيل زواج القاصرات
تنص بعض مواد مدونة الأحوال الشخصية على السماح بزواج من تقل اعمارهم عن 18 عاما "إذا تحقق البلوغ والقابلية البدنية" وبموافقة القاضي. غير أن هذه العبارة وفق المحامي جعفر طالب "تعد من أكثر النصوص فضفاضة في القانون، وتستخدم كمدخل لشرعنة زواج القاصرات تحت بند الاستثناء".
ويضيف المحامي في حديث لـ "طريق الشعب" أن "انتشار الزواج الديني أو العرفي خارج المحاكم، الذي يبرم دون وثائق رسمية، يزيد من هشاشة وضع الزوجة ويضعها في دائرة العنف والطلاق دون حماية. فكثير من حالات الطلاق لا تسجل لعدم وجود عقد زواج أصلا، ما يجعل القاصرات خارج الإحصاءات الرسمية لحقوق النفقة".
لا حماية.. لا حقوق
بدورها تفيد المحامية بان الطائي المختصة بقضايا الأسرة أن "المشكلة ليست في الزواج المبكر فقط، بل في الزواج غير الموثق الذي يُعقد خارج المحكمة. القاصرة عندما تطلق لا تجد أي ورقة تثبت زواجها. وبالتالي لا نفقة، ولا حضانة، ولا حتى إثبات لزواجها السابق. وهذا يخلق كارثة إنسانية". وتضيف أن ثغرات المدونة تسمح بزواج القاصرات تحت عنوان الاستثناء. لكن ما يحدث فعليا هو أن هذه الزيجات تنتهي سريعا، وتتحول الفتاة إلى مطلقة في عمر الطفولة. لذلك نطالب بإلغاء استثناءات الزواج تحت 18، وجعل التسجيل المدني إلزاميا قبل أي إجراء ديني". إن تصريح المحامية الطائي يعزز ما تشير إليه الإحصائيات: الزواج المبكر هو عامل رئيسي في ارتفاع الطلاق.
الترابط بين الزواج المبكر والطلاق المبكر
تشير دراسات اجتماعية إلى أن زواج القاصرات غالبا ما يبدأ بعوامل اقتصادية واجتماعية، مثل الفقر، ضغوط العائلة، أو الأعراف المحلية، لكنه ينتهي بسرعة بسبب ضعف النضج، وعدم التكافؤ بين الزوجين، وارتفاع معدلات العنف المنزلي. وبحسب الناشطة هند آل هذال فإن "ثلث حالات الطلاق المبكر تقريبا ترتبط بزواج قاصرات، وهو ما يجعل الظاهرة قضية اجتماعية وقانونية في آن واحد".
وأخيرا، يؤكد هذا التقرير على أن ارتفاع نسب الطلاق في العراق ليس مجرد ظاهرة اجتماعية، بل نتيجة مباشرة لثغرات قانونية في مدونة الأحوال الشخصية التي اضعفت دور القضاء، وللممارسات المرتبطة بزواج القاصرات والزواج غير الموثّق. كما تُظهر شهادات نساء خرجن من الزواج بلا حماية، وأرقام رسمية عن زيادة الطلاق، الحاجة الملحة لإصلاح شامل للقوانين، يضمن حماية القاصر، ويوحّد إجراءات الزواج والطلاق تحت مظلة القضاء المدني.
*****************************************
2025 وتراجع مكتسبات المرأة العراقية
شهد عام 2025 تراجعا ًغير مسبوق لمكتسبات المرأة، وكأن السنوات السابقة التي حققت فيها النساء إنجازات تدريجية على الصعيد القانوني والتشريعي لم تكتب أصلا. فالقوى التي هيمنت على المشهد الانتخابي لمجلس النواب استغلت سلطتها لتكريس سياسات يمينية تهدف إلى تفكيك حقوق المرأة، وإعادة تهميش حقوق النساء اجتماعياً وقانونياً.
ويعّد من أبرز مظاهر هذا التراجع الهجوم المنظم على النساء المطالبات بتعديل مدونة الأحوال الشخصية، والتي حرمت المرأة من حضانة أطفالها بعد سن معينة ومنحت الأب سلطة غير محدودة. هذا الهجوم لم يقتصر على التشريعات، بل امتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتعرض الناشطات للسخرية، والتهديد، في محاولة واضحة لإسكات الأصوات المطالبة بالعدل والمساواة.
الخطورة الحقيقية تكمن في أن هذه السياسات ليست مجرد خطوات تشريعية، بل استراتيجية ممنهجة لتهميش المرأة قانونياً واجتماعياً، وتحويل أي مطالبة بحقوقها إلى قضية سياسية مثيرة للجدل. القوى التي تتحكم اليوم في البرلمان تعزز هذا التوجه، محّولة حقوق المرأة إلى رهينة صراعات انتخابية ومصالح ضيقة، ومتجاهلة أن المجتمع بأكمله يخسر عندما تُسلب النساء حقوقهن.
ان النساء اللواتي يطالبن بالعدل لا يصرخن في الفراغ. كل محاولة لتهميشهن تقوّي إرادتهن، وتزيد وعي المجتمع بحجم التراجع الذي يحصل، وتكشف بشكل صارخ أن الدفاع عن حقوق المرأة ليس خياراً، بل واجباً إنسانياً ووطنياً ومجتمعياً، وإن مقاومة هذه السياسات هي الميدان الحقيقي للدفاع عن التحديث والتنمية المستدامة.
ــــــــــــــــــــــ
المحرر
**********************************
عين المرأة.. نون النسوة يتصدر المعرض الدولي للكتاب
انتصار الميالي
تُكرّم البلدان النساء من خلال ضمان حقوقهن الأساسية، مثل الحقوق في الحياة والتعليم والملكية وغيرها، وتوفير بيئة تحترم دورهن في بناء المجتمع، سواء كانت الأدوار التقليدية في الأسرة أو في المناصب العامة والمهنية. وتتجلى مظاهر هذا التكريم في احتفاء الثقافات بالمرأة كواجهة من واجهات تقدم البلد، وفي تعظيم اسهاماتها المتعددة في التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
معرض العراق الدولي للكتاب فتح أمس ابوابه الواسعة بشكل مختلف، واختار منظموه هذا العام ان تكون المرأة العراقية الثيمة والهوية والفكرة المحورية التي يتناولها من كل الجوانب، وهي رسالة المعرض العميقة التي يسعى لأيصالها الى المجتمع العراقي، انه وخلال مائة عام مضت كانت فيها المرأة العراقية تشغل مواقع رفيعة وتؤدي ادوارا متعددة، تحظى خلالها باحترام كبير وتقدير عالٍ من قبل المجتمع الذي لم ينظر اليها كمجرد أمرأة ، بل وكشريكة لها حقوق ليست حكراً للرجال وحدهم.
صور تكريم المرأة عبر الثقافات وإبراز دورها هو تنشيط للذاكرة العراقية والاقليمية والدولية، وتوعية للأجيال برموز الحركة النسوية والشخصيات التقدمية، اللواتي عملن في كافة المجالات واصبحن رموزاً ملهمة في التعلم والمبادرة والقيادة وصنع القرار السياسي والتشريعي والتربوي والصحي والفني والادبي والرياضي. فهي ليست ثيمة فقط بل موقف يعكس تاريخ النساء العراقيات وقيمتهن على مدى مئة عام، لأعادة الاعتبار لدورهن الفاعل ولتعزيز مكانتهن الاجتماعية والسياسية والثقافية.
تأتي مبادرة مؤسسة المدى هذا العام خلال فترة 16 يوم لمناهضة كل اشكال العنف والتمييز ضد النساء والفتيات، والتي اعتادت ان تُحييها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بطرق مختلفة، بينما تتعرض النساء اليوم للتهميش والاقصاء وتواجه اشكال العنف وتزايد خطابات الكراهية والتحريض، لتحجيم دورها وتقزيم عملها مع ضعف اجراءات الحماية. نشهد اليوم تراجعاً كبيراً على كافة المستويات، حيث تأخذ مشاركة المرأة طابعاً شكلياً، لايليق بالمسؤوليات والادوار التي يفترض ان تؤديها النساء.
لكن المرأة العراقية اليوم ورغم مواجهتها تحديات كبيرة، تمتلك من العزيمة والصمود ما يكفيها للقيام بدورها الحقيقي، كشريك اساسي في صناعة القرار السياسي. فهي معطاء ومبدعة وخلاقة في كل المهمات التي تتولى المسؤولية فيها، وقد صار مهماً جدا وضرورياُ، ان تحصل المرأة على موقعها الحقيقي، وفرصها في ادارة العمل وتبوء المواقع التي تساهم من خلالها في تنمية وتطوير وازدهار العراق وتعافيه واستقراره الدائم.
****************************************
العنف الأسري ضد نساء الاحتياجات الخاصة واقع مسكوت عنه وتشريعات غائبة
حوراء فاروق
يشكل العنف الأسري ظاهرة اجتماعية معقدة في العراق، لكنه يصبح أكثر قسوة حين يقع على فئة شديدة الهشاشة: نساء الاحتياجات الخاصة. فهؤلاء النساء يعانين من أشكال متعددة من الانتهاك، تجمع بين التمييز القائم على النوع الاجتماعي والتمييز القائم على الإعاقة، في ظل بيئة تشريعية واجتماعية لا توفر لهن الحماية الكافية. ورغم النقاشات المتكررة داخل مجلس النواب حول قانون مناهضة العنف الأسري، ما تزال دورات المجلس المتعاقبة تتجنب تشريعه، تاركة آلاف النساء من ذوات الإعاقة دون حماية فعّالة.
في هذه المقالة، نسلّط الضوء على معاناة نساء الاحتياجات الخاصة في العراق، ونتناول أسباب تفاقم العنف ضدهن، ودور الأسرة، وغياب الإطار القانوني، إضافة إلى مشكلات الاستغلال المالي داخل الأسر العراقية.
هشاشة مضاعفة للنساء ذوات الإعاقة
تُعد النساء من ذوات الإعاقة فئة أكثر عرضة للعنف مقارنة بغيرهن، لأسباب عدة تتداخل فيها الظروف الجسدية والنفسية والاجتماعية. فالتبعية الجسدية أو النفسية تجعل بعضهن غير قادرات على الدفاع عن أنفسهن أو حتى التعبير لفظيا عن الانتهاكات التي يتعرضن لها. كما يؤدي حصرهن داخل المنزل وعزلهن اجتماعيا إلى تقليل فرصهن في الوصول إلى المساعدة أو الدعم الخارجي. وتفاقم الصورة النمطية السائدة حول الإعاقة من هشاشتهن، إذ تصور المرأة ذات الإعاقة على أنها ضعيفة أو عاجزة عن اتخاذ القرارات، مما يسهل ممارسة العنف عليها دون رادع.
مظاهر العنف الأسري
يتخذ العنف الأسري ضد نساء الاحتياجات الخاصة أشكالا متعددة، تبدأ من العنف الجسدي المباشر وصولا إلى الإهمال المزمن. وقد تتعرض بعضهن إلى الضرب، أو الحرمان من العلاج، أو الإهانة المستمرة، أو التهديد بمنعهن من الحصول على احتياجاتهن الأساسية. كما يظهر العنف الاقتصادي بوضوح حين تحرم المرأة من حقها في التصرف برواتب الرعاية أو الرواتب المخصصة لإعاقتها. وفي بعض الحالات، قد تتعرض المرأة للعنف الجنسي، وهو الشكل الأكثر صمتا بسبب الخوف من الوصمة والقيود الاجتماعية وعدم القدرة على الإبلاغ.
الاستغلال المالي داخل الأسرة
ويّعد الاستغلال المالي أحد أبرز التحديات التي يواجهها ذوو الاحتياجات الخاصة، وخصوصا النساء. فالدولة توفر لهن راتب الرعاية الاجتماعية، بالإضافة إلى راتب "المعين المتفرغ" الذي يصرف لأحد أفراد الأسرة مقابل رعايتهن. لكن هذا الدعم، الذي يفترض أن يكون ضمانة لعيش كريم، يتحول في كثير من الأحيان إلى مصدر دخل للعائلة دون تقديم أي رعاية فعلية للمستفيد. وتذهب هذه الرواتب إلى جيوب الأقارب، بينما يهمل احتياج الشخص من العلاج أو المتابعة الصحية. ويستخدم هذا الدخل في بعض الحالات كأداة للسيطرة على الضحية وحرمانها من حقوقها الأساسية، مما يجعل الاستغلال المالي شكلا صريحا من العنف الأسري.
غياب قانون مناهضة العنف الأسري
رغم مرور سنوات على المطالبات بتشريع قانون مناهضة العنف الأسري في العراق، ما تزال دورات مجلس النواب تتجنب إقراره بسبب الخلافات السياسية والفكرية. ويمثل هذا الغياب أكبر فجوة تشريعية تعاني منها النساء، ولا سيما نساء الاحتياجات الخاصة اللواتي لا يمتلكن القدرة على حماية أنفسهن أو الانفصال عن البيئة المسيئة. فالقوانين الحالية لا توفر آليات إبلاغ آمنة أو مراكز إيواء متخصصة، كما تفتقر إلى إجراءات واضحة تمنع إفلات المعنِّف من العقاب. ويمنح قانون مناهضة العنف الأسري ـ لو تم تشريعه ـ الإطار القانوني الضروري لإنصاف الضحايا، وتوفير حماية عاجلة وفعّالة لآلاف النساء.
ما الذي يجب فعله؟
تحتاج معالجة العنف ضد نساء الاحتياجات الخاصة إلى خطوات متكاملة، تبدأ أولا بإقرار قانون مناهضة العنف الأسري، بوصفه أساسا لأي تدخل حكومي أو اجتماعي منظم. كما يجب تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وتغيير النظرة السلبية تجاههن، مع مراقبة آليات صرف رواتب الرعاية الاجتماعية لضمان وصولها إلى مستحقيها الحقيقيين. وإلى جانب ذلك، ينبغي إنشاء مراكز حماية وإيواء، تراعي احتياجات ذوي الإعاقة، وتدريب كوادر الشرطة والقضاء على التعامل مع حالات العنف ضد هذه الفئة.
وأخيرا، أن العنف الأسري ضد نساء الاحتياجات الخاصة في العراق ظاهرة معقدة تتفاقم بفعل الإهمال الاجتماعي وغياب التشريعات الحامية. وعلى الرغم من تقديم الدولة دعما ماليا لهذه الفئة، فإن هذا الدعم يتحول أحيانا إلى وسيلة للاستغلال بدلا من توفير حياة كريمة. وفي ظل غياب قانون مناهضة العنف الأسري، تبقى المرأة ذات الإعاقة عرضة للعنف بلا حماية فعلية. إن حماية هذه الفئة الضعيفة ليست مجرد مطلب حقوقي، بل واجب إنساني يستدعي تحركا عاجلا من الدولة والمجتمع على حد سواء.
**************************************
سيدات العراق لرفع الأثقال والبطولات العربية والدولية
متابعة – طريق الشعب
يستعد المنتخب النسوي العراقي لرفع الأثقال للمشاركة في ثلاث بطولات متزامنة تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة هذا الشهر، وتشمل بطولة غرب آسيا، والبطولة العربية، وبطولة قطر الدولية. وقال رئيس الاتحاد العراقي لرفع الأثقال، محمد كاظم مزعل، إن العراق سيشارك بأربع ربّاعات، ثلاث منهن من أربيل وواحدة من بغداد، موضحا أن البطولة ستنطلق في 19 كانون الأول الجاري بمشاركة واسعة من المنتخبات العربية والدولية. وأضاف مزعل أن المنتخب النسوي يواصل استعداداته المكثفة من خلال معسكر تدريبي في مدينة أربيل تحت إشراف المدرب خضير باشا، بهدف تقديم أفضل أداء ممكن في المنافسات المقبلة.
تأتي مشاركة العراق في هذه البطولات في وقت يسعى فيه الاتحاد إلى تعزيز مكانة الرياضة النسوية وفتح آفاق جديدة للشابات العراقيات في رياضة رفع الأثقال، رغم التحديات اللوجستية والفنية التي تواجهها الفرق الوطنية. وتمثل هذه المشاركة فرصة مهمة للاعبات العراقيات لاكتساب الخبرة الدولية ورفع مستوى المنافسة، وتعكس الجهود المستمرة للاتحاد في دعم الرياضة النسوية وتعزيز حضورها على الساحة العربية والدولية.
********************************************
الصفحة الثامنة
نتائج الانتخابات وضرورة مراجعة تفصيلية لسياسة الحزب
فرحان قاسم
منذ الاحتلال الامريكي والمتحالفين معه عام 2003، جرت ستة انتخابات تشريعية حتى الآن تخص مجلس النواب العراقي. كما جرت لنفس الفترة أربع دورات انتخابية لمجالس المحافظات العراقية. وخدمت نتائجها بالمجمل الأهداف التي رسمها مشروع الإمبريالية الأمريكية السياسي والاقتصادي والتي يمكن تلخيصها بما يأتي: (1- تحطيم الأسس والقواعد التي استندت اليها الدولة العراقية منذ تأسيسها عام 1921 وتحويلها إلى دولة فاشلة تديرها مجموعات ما تسمى بالدولة العميقة. 2- تكريس التبعية الاقتصادية باعتماد اقتصاد السوق المنفلت، وتعزيز ريعية الاقتصاد العراقي. 3- تكريس التبعية السياسية سواء للولايات المتحدة الامريكية والقوى الرأسمالية الكبرى الأخرى أو إلى إيران ودول خليجية معروفة. 4- تحويل الفساد المالي والإداري إلى غول ابتلع الدولة والمجتمع العراقي على حد سواء .5- تعمق ظواهر التخلف الاقتصادي والاجتماعي ونشر الخرافة والأفكار الظلامية ليس بين البسطاء من الناس فقط وانما تحول إلى ظاهرة خطيرة تشمل "الأكاديميين" و"شرائح واسعة محسوبة على المثقفين والمتعلمين.
باستثناء الحزب الشيوعي العراقي فإن اغلب أطراف المعارضة العراقية وقفت إلى جانب تكتيك اسقاط دكتاتورية صدام عبر الاحتلال الامريكي وحلفائه، عدا تحالف القاعدة مع حزب البعث، وتحالف إيران مع التيار الصدري لتحقيق غايات معروفة لكل طرف على حدة. وما يجمع هذه الأطراف المساندة للاحتلال والمعارضة له هو انها جميعا لم تستند إلى تحليلات عميقة لظاهرة الاحتلال وتداعياته وانما بنيت جميع تلك المواقف استنادا إلى حساب الربح والخسارة وتغليب المصالح الشخصية والحزبية على المصالح الوطنية.
وهنا يبرز سؤال جوهري وهو: ما هي مواقف الحزب الشيوعي العراقي تجاه الاوضاع المعقدة جدا قبل الاحتلال وبعده؟
اولا: مواقف الحزب الشيوعي قبل الاحتلال؛ لا أريد الخوض في تفاصيل سياسة الحزب قبل الاحتلال ولكنني سأركز على قضيتين أساسيتين تجسدان سياسة الحزب في تلك الفترة وهما: القضية الاولى هي: المشروع الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب خارطة عمل له ولقوى المعارضة وللشعب العراقي طريقا للخلاص من النظام الدكتاتوري البائس من جهة وبديلا ديمقراطيا عنه يمثل مصالح غالبية أبناء شعبنا من جهة اخرى. والقضية الثانية هي الشعار الذي رفعه الحزب مجسدا جوهر مشروعه الوطني الديمقراطي " لا للحرب، لا للدكتاتورية، نعم للبديل الديمقراطي ".
في الممارسة اثبتت تطورات الأحداث أنه لا المشروع الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب ولا شعاره الرئيس لتلك المرحلة وجد طريقه للتنفيذ، لأن توازن القوى الدولية بعد انهيار التجربة الاشتراكية، وطبيعة اغلب قوى المعارضة العراقية كانت مع تبني خطة البنتاغون في اسقاط الدكتاتورية عبر استخدام القوات المسلحة الامريكية والدولية اي عبر الاحتلال الاجنبي لبلدنا الذي مهد الطريق لابتلاع العراق أرضا وإنسانا.
ثانيا: مواقف وسياسة الحزب بعد الاحتلال عام 2003:
1- إن وثائق الحزب التي صدرت قبل وبعد الاحتلال تثبت بما لا يقبل الشك ان الحزب الشيوعي العراقي كان على دراية تامة بطبيعة الاحتلال الامريكي ومشروعه الاقتصادي والسياسي سواء ما يتعلق بربط العراق بعجلة العولمة الاقتصادية العالمية وتكريس تبعيته وفق تقسيم العمل الدولي في ظل القطبية الاحادية بعد انهيار التجربة الاشتراكية ، واخضاع النفط العراقي انتاجا وتوزيعا لسلطة المنظمات الدولية الخاضعة لإرادة الولايات المتحدة الامريكية ، وفتح الباب مشرعا امام الفساد والمحاصصات بأنواعها ، وخلق نظام سياسي تنهشه الازدواجية من كل جانب فهو نظام " ديمقراطي اتحادي" في الظاهر ، دكتاتوري قمعي رجعي في جوهره . ويمكن للرفاق والاصدقاء الاستعانة بوثائق المجلس الحزبي السادس الذي أصدر ورقة اقتصادية ذات اهمية بالغة في تشخيص طبيعة العلاقات الاقتصادية بعد الاحتلال، ووثيقة " رؤى اقتصادية " التي طورت وانضجت من تحليلات الحزب الاقتصادية والسياسية لظروف ما بعد الاحتلال، اضافة إلى التقارير السياسية التي صدرت عن مؤتمرات الحزب واجتماعات اللجنة المركزية.
إن من أهم وظائف قيادة أي حزب شيوعي هي رسم السياسة وفق المنهج الماركسي الذي يستند إلى مجموعة اسس ومبادئ وعلى رأسها: تحديد طبيعة المرحلة التي يمر بها البلد في اللحظة التاريخية الملموسة، ومن خلال تحديد طبيعة المرحلة يرسم الحزب مخططا متكاملا للوحة الطبقية، ثم يحدد طبيعة التحالفات التي يقوم بها، ثم يحدد أسلوب الكفاح الذي يتبناه على ضوء تحليله للوحة الطبقية ويحدد المهام الاستراتيجية والمرحلية والشعار الذي يجسد خطه السياسي.
إن أي خطأ في التحليل سواء في طبيعة المرحلة او في تحديد الحلفاء من الخصوم او الارتباك في تحديد اسلوب الكفاح سيؤدي إلى كارثة تطحن الحزب والشعب على حد سواء، مثلما حصل في إندونيسيا عام 1965 والعراق عام 1963، ومصر بداية الستينيات الخ.
من المثير للجدل والاستغراب أن الحزب الشيوعي العراقي اعتبر مرحلة ما بعد انهيار الدكتاتورية عام 2003، مرحلة انتقال ديمقراطي، تختلط فيها المهمات الوطنية بالديمقراطية والداخلية بالخارجية. وهذا أمر مستغرب من الناحية السياسية اولا ومن ناحية تحليل ظاهرة الاحتلال الامريكي ثانيا ومن تحليل طبيعة القوى المؤثرة في ظروف ما بعد الاحتلال. فعن اي ديمقراطية نتحدث في ظل هيمنة أمريكية وعن اي انتقال نتحدث في ظل تبعية اقتصادية وسياسية. وكان هذا التشخيص والتحليل خطأ جسيما وقاتلا ترك تأثيراته السلبية على حركة الحزب بين الجماهير وخصوصا الشباب، وهو العامل الذي تكمن خلفه ظواهر ابتعادنا عن الجماهير. فالجماهير بحسها العفوي تدرك بشكل جيد الدور الذي لعبه الاحتلال الامريكي في تدمير العراق، واي حزب سياسي او تيار يتعامل مع الاحتلال يفقد ثقة الجماهير به. ارتباطا بالتحليل السابق تعامل الحزب ايجابيا مع ما يسميه بالعملية السياسية، إذ أصبح الحزب جزءا من مجلس الحكم وتسنم حقائب وزارية ووظائف بدرجات مختلفة واشترك في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات بالرغم من علمه بأن قوانين الانتخابات والمفوضية وجميع مؤسسات الدولة موظفة لغرض ترسيخ التخلف والتبعية في بلادنا للهيمنة الامريكية والاقليمية.
لكي ينهض الحزب من جديد عليه ان يراجع بجدية سياسة الحزب وخطه السياسي منذ 2003، فمرحلة ما بعد 2003 هي مرحلة تكريس تبعية العراق اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا وضمه إلى ما يطلق عليه الأمريكان في مصطلحهم السياسي (The Grand Area (وهي المنطقة الكبرى) وتعني جميع الدول التي تخضع للسيطرة الاقتصادية الامريكية وتقاد من قبل قادة محليين تابعين للأمريكان ومهمتهم إضافة للتبعية فانهم يقمعون اي حركات يسارية. وان يعلن الحزب بشكل واضح تخليه عن مفهوم مرحلة الانتقال الديمقراطي في ظل الهيمنة الامريكية وتحت قيادة الاسلاميين والشوفينيين والمتعلمنين.
ومن خلال الاستناد إلى منهجنا الماركسي؛ إن المرحلة التي يمر بها العراق منذ الاحتلال إلى وقتنا الراهن هي مرحلة تكريس التبعية السياسية والاقتصادية للإمبريالية الامريكية وعولمتها المتوحشة ، والقوى المحركة لهذه المرحلة هي الاحتلال وحلفاؤه في الداخل والخارج ، من البرجوازية الكومبرادورية والبيروقراطية بشقيها العسكري والمدني والبرجوازية الطفيلية ، وكل هؤلاء تلفعوا بأغطية مختلفة ليظهروا أنهم متصارعون طائفيا واثنيا ومناطقيا وعشائريا لكنهم في الحقيقة موحدون على قضية واحدة وهي " تفليش البلد " كما أطلقها محمود المشهداني.
استنادا إلى التحليل السابق تقف أمام الحزب والشعب (جميع الطبقات والفئات والشرائح المتضررة من المشروع الامريكي) ثلاث مهمات رئيسية هي: المهمة الاولى هي النضال من اجل استقلال العراق وتحريره من الاحتلالات الاجنبية. والمهمة الثانية هي النضال من أجل التخلص من التخلف والتبعية الاقتصادية والاجتماعية. والمهمة الثالثة هي النضال من أجل تحالف المتضررين؛ العمال والفلاحين والصغار الضباط والجنود والبرجوازية المحلية المتضررة من العولمة ونتائجها المدمرة لهم والمثقفين الساعين لبناء عراق مستقل حر بعيد عن التبعية.
من دون هذه المراجعة النقدية ووضع سياسة وخط جديدين للحزب، ومن دون فتح حوار واسع وعلني مع الرفاق والاصدقاء لن يستطيع الحزب ان ينهض بنفسه لمواجهة أعتى تحالف مضاد للتنوير يواجهه الحزب منذ تأسيسه. وما يجعل هذه المراجعة التزاما حزبيا هو القرار الصادر من المجلس الحزبي السابع المتعلق بتشكيل لجنة لتقويم سياسة الحزب منذ التغيير في 2003 إلى الوقت الراهن..
*******************************************
ثلاثة محاور مهمة تتطلب الإنجاز
حسان عاكف
بعد خسارة الحزب الشيوعي العراقي وعموم الأطراف الوطنية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؛ المطلوب من الحزب التحرك على محاور أساسية ثلاث:
المحور الأول:
وهو الأكثر أهمية، وبدون إنجازه لا يمكن التحرك نحو المحورين الآخرين، ويتضمن ذلك معالجة جادة وجريئة، لا تقبل التأجيل، لثغرات الحزب الداخلية وأوضاعه الحالية على الصعد التنظيمية والسياسية والميدانية وعلاقاته الجماهيرية، وبما ينسجم مع الوضع الصعب الذي يعيشه الحزب وظروف البلد الحالية وحجم التعقيدات والتحديات الكبير، الذي يواجه عموم القوى والاطراف الوطنية والديمقراطية، وهو يتطلب فيما يتطلب الانفتاح على جميع الاعضاء والأصدقاء المختلف معهم، من خلال تنظيم دعوات وفتح حوارات جادة صريحة وجريئة بهدف لملمة القوى لإعادة العافية للعمل الحزبي وللعمل السياسي عموما، وتحويل الحزب إلى قوة اجتماعية يوميّة تعمل في الأحياء والجامعات وأماكن العمل وعموم الميادين العامة، ويكون وزنه في المجتمع أكبر من أي رقم تُنتجه انتخابات معطوبة.
المحور الثاني:
باعتباره عميد اليسار العراقي على الحزب بالتالي الانفتاح على عموم قوى اليسار؛ مجموعات وافراد وتنظيمات بهدف الوصول إلى أفضل العلاقات والصيغ الإيجابية ونسج اشكال متنوعة من العمل والتنسيق الميداني المشترك معها.
المحور الثالث:
توفير الظروف المناسبة لإقامة تجمع وطني واسع:
على الحزب، بالتنسيق مع حلفائه من القوى والشخصيات الديمقراطية واليسارية، العمل لتوفير الظروف لانبثاق أوسع تجمع أو تحالف للوطنيين العراقيين ؛ قوى وأفراد وتنظيمات ومنظمات اجتماعية ومهنية، تجمع يبتعد عن الموسمية و يتسم بالمرونة والديمومة والانفتاح، ويتبنى أهدافا وطنية وديمقراطية عامة ومتسقة، تصب في مصلحة السواد الاعظم من المواطنين وتلبي مطالب أوسع الفئات الشعبية، وصياغة آليات تنظيمية مرنة لإدارة العمل الوطني المشترك وتحافظ على ديمومته من خلال صياغة هيئة عامة مرنة، تدير شؤونه، بما فيها شكل المشاركة في الانتخابات النيابية والمحلية، وغيرها من الأنشطة والتحركات العامة ذات الطابع الوطني.
أخيرا علينا إدراك انه بقدر النجاح في تحقيق هذه الاهداف النبيلة بقدر ما سنتقرب من:
- خوض انتخابات بقانون انتخابي عادل وكنس قانون سانت ليغو (1.7) إلى مزبلة التاريخ.
- ومحاصرة المال السياسي وضبطه.
- وحصر السلاح بيد الدولة.
- والدخول في معارك انتخابية وسياسية مضمونة النجاح.
**********************************************
الانتخابات العراقية في ميزان الديمقراطية
سلام حربه
الديمقراطية، من يوم وجد هذا المفهوم، هي التعبير عن ارادة الشعب في اختيار نظام الحكم الذي يصبو اليه، والديمقراطية هي وجه من أوجه العدالة الاجتماعية لأن يتساوى فيها الرئيس مع أبسط مواطن في المجتمع، الديمقراطية بنية فوقية تُنتج في المجتمعات الراقية الراسخة سياسيا واقتصاديا ودستوريا، تعمل على دفع هذه المجتمعات نحو التطور والازدهار واللحاق بركب البشرية وزمنه السائر الى امام.
أحدى الممارسات الديمقراطية في المجتمعات المتحضرة هي الانتخابات حيث هناك جملة من المؤسسات القانونية والتشريعات الدستورية التي تمنح الشرعية لهذه الانتخابات، بوجود قانون للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الحقيقية تراقب تطبيق الديمقراطية في كل المفاصل الحياتية، وقانون انتخابي يساهم في التمثيل العادل لكل مكونات المجتمع ويضمن حقوق الأقليات ويدعم وجودها ويعلي من صوتها الواهن.
يجب أن تخلو أية انتخابات من الأنشطة وبرامج الترغيب والترهيب باستعمال المال العام أو قدرات السلطة التي تتحكم بالجوانب المعيشية لدى شرائح المجتمع الفقيرة أو التهديد بالسلاح والقمع والانتقام ضمن مجاميع مسلحة وميلشيات غير شرعية لا سند قانونيا لها في الدستور، وكلها تعمل على تغيير بوصلة الاختيار عند المواطن وتدفعه الى بيع صوته الى من لا يستحق الفوز والتربع، ممثلا للشعب، في المجالس التشريعية المحلية والنيابية.
والسؤال هنا، هل أن ماجرى من انتخابات في العراق وما أسفرت عنها من نتائج مخزية تعتبر عملية ديمقراطية..؟ الجواب لا يحتاج الى كثير من التأمل والتفكير فالفضائح منذ اليوم الأول للحملات الانتخابية ولغاية انتهائها كشفت أن ما حصل في العراق هو تدوير لرموز وعناوين سياسية، حملت في جعبها منذ اليوم الأول لسقوط نظام صدام عام 2003 وحتى يومنا هذا، الأفانين في سرقة المال العام وترسيخ نظام المحاصصة الطائفية والعرقية ضمانا لمصالحها الحزبية والفئوية، وعملت على تخريب النسيج الاجتماعي وحفرت شرخا بين الطوائف والأديان والأعراق والأقليات، لا يلتحم ولا يمكن اصلاحه لا الآن ولا في المستقبل المنظور.
ان المراقب للانتخابات النيابية منذ عام 2005 وحتى هذه الدورة السادسة عام 2025 ، يلاحظ انه لم يحصل تغيير يذكر، فالوجوه هي هي ومازال البلد بلا تطبيق لقانون الاحزاب، فيما القانون الانتخابي وعتبته العالية وضعته الأحزاب والكتل السياسية المهيمنة، بعقولها الشيطانية الرهيبة، وإذ بيدها السلطة المطلقة، استحوذت على المال العام واشترت الذمم الرخيصة بانفاقها المليارات من الدولارات، وتوزيع القطع السكنية والمغانم للشيوخ، والخدمات الآنية البسيطة والوظائف المجانية على المواطنين من أجل أن تبقى الآلهة المطاعة التي لا منافس لها، تدفع بهذا البلد المشلول نحو المجهول والضياع.
ولم تستطع القوى المدنية التنافس مع هذه الكتل والأحزاب التي تهيمن على السلطتين التنفيذية والتشريعية، فالقوى المدنية ليس لديها الامكانيات المادية ولا الدعاية الانتخابية ولا تمتلك القنوات الفضائية ولا تعد شخصا بالتعيين أو دفع الأموال، فسلاحها الوحيد هو أصواتها الحرة التي تدعو الى تحرير المجتمع والمؤسسات الحكومية من قبضة النظام الفاسد، الذي رسمه الطائفيون والعرقيون أصحاب الأجندات المشبوهة، الذين كبلوا البلد بالديون المرهقة وبالأحلاف السياسية التي تفضي الى التهلكة.
ولو كانت هناك مفوضية انتخابات عادلة لقامت بالغاء الانتخابات في 11/11/ 2025 لكثرة الخروقات الدستورية، وفضحت الكيفية التي تم فيها شراء ذمم وأصوات الكثير من المواطنين بالأموال الطائلة، واقامة المعسكرات الوهمية التي ادعى البعض من المرشحين بأنها تعود للحشد الشعبي لضمان أصوات الشباب العاطل عن العمل، وتجنيد الملايين من المراقبين ودفع المليارات لهم من أجل انتخابهم. وقد وفر هؤلاء المجندون ما يزيد عن مئة مقعد اضافي في مجلس النواب توزعت بين القوى السياسية المهيمنة، وهناك الجرائم والتسقيط السياسي والتهديد، التي مارستها كل الكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية، ولا يمتلك المواطن المسكين سوى الندم والحسرة على مصير بلد سائر الى الدمار والفناء، وجعل منه اضحوكة ولعبة بأيدي السياسات الأمريكية والايرانية والخليجية والغربية.
ما ينتظر العراقيين في المستقبل القريب هو المزيد من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وما زال هؤلاء يعملون جاهدين، بسبب عمالتهم وجهلهم، على تشظية المجتمع وتحويله، إن طال بقائهم، الى أقاليم ضعيفة هشة تتحارب في ما بينها وتأكلها في النهاية الماكنة الاستعمارية وبلدان الجوار، ويعجلون بموتها وفنائها الأبدي.
********************************************
الصفحة التاسعة
لوائح كأس العرب تمنع العراق من تعويض ماركو فرج
متابعة ـ طريق الشعب
غادر لاعب المنتخب العراقي لكرة القدم، ماركو فرج، معسكر "أسود الرافدين" قبل خوض المباراة الأولى أمام البحرين ضمن منافسات كأس العرب 2025 المقامة في قطر. وجاءت مغادرة اللاعب بعد توصله إلى اتفاق رسمي ونهائي مع أحد الأندية الأوروبية، حيث طلب النادي التحاقه الفوري لبدء مرحلة جديدة من مسيرته الاحترافية. وبما أن البطولة تُقام خارج الأجندة الدولية لـ "الفيفا"، فإن الأندية غير ملزمة بالسماح للاعبيها بالالتحاق بمنتخباتهم خلال هذه الفترة. وبناءً على ذلك، رفض النادي الأوروبي السماح لفرج بالاستمرار مع المنتخب العراقي، ما اضطر اللاعب إلى مغادرة المعسكر. وتزيد المغادرة من صعوبة الموقف الفني للمنتخب، إذ تمنع لوائح البطولة إضافة أي لاعب جديد إلى القائمة قبل أقل من 24 ساعة على انطلاق المباراة الأولى، إلا في حال وجود إصابة مثبتة بتقرير طبي معتمد، وهو ما يعني عدم إمكانية تعويض اللاعب أو استبداله في هذه المرحلة
***************************************
بطولة غرب آسيا للسيدات تطور لافت للعراق وفلسطين وتتويج أردني جديد
متابعة ـ طريق الشعب
أسدل الستار في مدينة جدة على منافسات بطولة غرب آسيا للسيدات 2025، التي أكدت مجددًا مكانتها كأحد أهم الأحداث الكروية النسائية في المنطقة، بعد أن شهدت مستويات فنية عالية وندية لافتة بين المنتخبات المشاركة، أبرزها الحضور القوي للمنتخبين العراقي والفلسطيني الذين قدّما أداءً متطورًا يعكس حجم التقدم الذي تشهده كرة القدم النسائية في البلدين.
في مباراة تحديد المركز الثالث، نجح المنتخب العراقي في حسم المواجهة أمام نظيره السعودي عبر ركلات الترجيح، بعد مباراة متقاربة تكتيكيًا وبدنيًا.
وشكّلت حارسة المرمى سالار عبد الواحد نقطة التحول الأبرز في اللقاء، إذ تصدت لركلات حاسمة واستحقت جائزة أفضل لاعبة في المباراة. وقالت سالار عقب اللقاء: "سعيدة بتحقيق المركز الثالث، ونطمح للمنافسة على المركز الأول مستقبلًا، ونبارك للجماهير والمنتخب العراقي هذا الإنجاز".
كما عبّرت لاعبة العراق شوخان الصالحي عن فرحتها بإنهاء البطولة في المركز الثالث، مؤكدة أهمية النتيجة في تعزيز الثقة وبناء منتخب قادر على تحقيق المزيد: "الحمد لله على هذا الإنجاز… نطمح دائمًا لمواصلة تحقيق النتائج الإيجابية ورفع اسم منتخبنا".
وفي المشهد الختامي للبطولة، توّج المنتخب الأردني بلقب النسخة التاسعة بعد فوزه على المنتخب الفلسطيني بنتيجة 3-1، ليحصد لقبه السابع ويواصل هيمنته التاريخية على المسابقة. ورغم الخسارة، خطف منتخب فلسطين الأنظار ببلوغه النهائي للمرة الأولى، مؤكدًا التطور المتسارع في كرة القدم النسائية الفلسطينية، بعدما قدّم أداءً ناضجًا ومنافسًا حتى اللحظات الأخيرة من البطولة.
كما لم تغب البصمة السعودية عن البطولة، إذ برزت لاعبة المنتخب السعودي البندري مبارك التي نالت جائزة هدافة البطولة، بعد أداء ثابت وأهداف مؤثرة منذ انطلاق المنافسات.
*************************************
أليماني ينفي علمه باهتمام برشلونة بألفاريز
برشلونة ـ وكالات
أكد ماتيو أليماني، المدير الرياضي السابق لبرشلونة والمسؤول الحالي عن القطاع الاحترافي في أتلتيكو مدريد، أنه لا يملك أي معلومة حول اهتمام النادي الكتالوني بالتعاقد مع المهاجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز، رغم التقارير المتزايدة التي تربط اللاعب بالبارسا.
وذكرت صحيفة "سبورت" الإسبانية أن أليماني عاد، أمس الثلاثاء، إلى ملعب كامب نو بعد عامين من رحيله عن برشلونة، حيث ظهر عبر شبكة "موفيستار+" قبل مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد، في زيارة بدت ذات طابع عاطفي، نظراً للدور الذي لعبه خلال أربعة أعوام في الإدارة الرياضية للنادي.
وخلال الزيارة، جلس أليماني إلى جانب رئيس النادي خوان لابورتا، وتبادل التحية مع عدد من أعضاء مجلس الإدارة، كما شوهد وهو يتحدث بشكل ودي مع لاعبي برشلونة الذين كان على تواصل يومي معهم حينما كان يعمل داخل النادي.
وقبل انطلاق المباراة التي انتهت بفوز برشلونة 3-1، وُجه سؤال لأليماني بشأن إمكانية اهتمام البارسا بجوليان ألفاريز، أحد أبرز نجوم اللقاء، ليجيب بحزم:
"لا، لا علم لدي على الإطلاق بأنه ضمن دائرة اهتمام برشلونة. إنه لاعب مهم للغاية للفريق وللنادي، ومن المؤكد أنه سعيد جداً معنا". وعن مستقبل اللاعب مع أتلتيكو مدريد، اكتفى أليماني بالقول: "نحن في وضع ممتاز، ولديه خمسة أعوام في عقده".
وبحسب الصحيفة الإسبانية، ورغم النفي الواضح من أليماني، فإن ألفاريز يبقى أحد الأسماء التي يحلم رئيس برشلونة خوان لابورتا بالتعاقد معها، غير أن الوضع المالي المعقد للنادي يجعل إتمام مثل هذه الصفقة أمراً شبه مستحيل في الوقت الحالي.
*********************************
المنتخب الأولمبي يبدأ تحضيراته في الدوحة استعداداً لكأس الخليج
متابعة ـ طريق الشعب
خاض المنتخب الأولمبي العراقي مرانه الأول في العاصمة القطرية الدوحة، بعد وصوله يوم الثلاثاء استعداداً للمشاركة في بطولة كأس الخليج دون 23 عاماً، المقرر انطلاقها في الفترة من 4 إلى 16 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وكان الاتحاد الخليجي لكرة القدم قد أوقع المنتخب الأولمبي العراقي في المجموعة الثانية (B)، إلى جانب منتخبات الإمارات وعُمان واليمن، في مجموعة توصف بالمنافسة والقوية نظراً لتقارب مستويات المنتخبات المشاركة.
وتستضيف الدوحة منافسات البطولة بمشاركة المنتخبات الخليجية الثمانية، التي تستعد لخوض واحدة من أبرز بطولات الفئات العمرية في المنطقة، والتي تُعد محطة مهمة لاكتشاف وتطوير المواهب الشابة.
******************************************
سيرينا وليامز تحسم الجدل: لن أعود إلى ملاعب التنس
واشنطن ـ وكالات
حسمت أسطورة التنس الأميركية سيرينا وليامز الجدل حول إمكانية عودتها إلى المنافسات، مؤكدة أنها لا تنوي العودة إلى الملاعب، لتنهي بذلك شائعة انتشرت بعد ظهور اسمها مجدداً على قائمة اللاعبات الخاضعات لمراقبة الوكالة الدولية لنزاهة كرة المضرب.
وكان إدراج اسم وليامز، المعتزلة منذ عام 2022، على قائمة الوكالة الدولية لمراقبة المنشطات قد أعاد التكهنات حول احتمال عودتها للعبة، نظراً لأن إدراج اللاعب على هذه القائمة يُعد شرطاً أساسياً لاستئناف المشاركة في البطولات. غير أن صاحبة 23 لقباً في البطولات الأربع الكبرى، والبالغة 44 عاماً، وضعت حداً للشائعات برسالة نشرتها مساء الثلاثاء عبر حسابها على إنستغرام قالت فيها: "يا إلهي! لا أصدق ذلك… هذا الهيجان جنوني تماماً".
وكان المتحدث باسم الوكالة، أدريان باسيت، قد أكد لوكالة فرانس برس من لندن صحة إدراج اسم سيرينا مجدداً على قائمة المراقبة، الأمر الذي فُسّر لدى البعض كخطوة تمهيدية لعودتها، قبل أن تنفي اللاعبة الأمر بنفسها.
وتعود آخر مشاركة لسيرينا وليامز إلى بطولة الولايات المتحدة المفتوحة عام 2022، عندما خسرت في الدور الثالث أمام الأسترالية أيلا تومليانوفيتش، لتبقى على بُعد لقب واحد من معادلة الرقم القياسي التاريخي (24 لقباً) المسجل باسم الأسترالية مارغريت كورت لدى السيدات، والصربي نوفاك ديوكوفيتش لدى الرجال.
ورغم أنها كانت قد أكدت سابقاً أنها لا تحب استخدام كلمة "اعتزال"، مفضلة وصف مرحلتها الجديدة بأنها "تتطور بعيداً عن كرة المضرب"، فإن تصريحاتها الأخيرة تشير بوضوح إلى غياب أي نية للعودة.
يأتي ذلك فيما عادت شقيقتها الأكبر، فينوس وليامز (45 عاماً)، إلى الملاعب هذا الصيف بعد غياب دام 18 شهراً، وقد عبّرت في تموز/يوليو الماضي عن رغبتها في رؤية سيرينا تعود أيضاً، قائلة إنها تفتقد مشاركتها الدائمة إلى جانبها. لكن تصريحات سيرينا الأخيرة بددت آمال الجماهير بعودة محتملة.
وبذلك، تُغلق سيرينا وليامز الباب مؤقتاً - وربما نهائيا ً- أمام فكرة العودة، رغم استمرار مكانتها كإحدى أعظم اللاعبات في تاريخ اللعبة.
*************************************
وقفة رياضية.. بطولات ونشاطات للفئات العمرية بكل الألعاب
منعم جابر
هناك قاعدة ذهبية خاصة بالفئات العمرية تدعو الرياضيين إلى تطبيقها والعمل وفقها، وهي: "خذوهم صغاراً"؛ ابدأ مع الرياضي في عمر مبكر وابدأ تدريبه صغيراً، وكما قالت الأمثال والحكم: "التعلّم في الصغر كالنقش في الحجر". ففي الرياضة والألعاب نجد أن الأندية الكبيرة والمحترفة صارت تتعامل مع الرياضيين في مختلف الألعاب بشكل مبكر، وعندها نجد أن اللاعبين اليوم ينضجون مبكراً وبشكل سريع.
لذا أقول لأحبتي قادة الرياضة والأندية الرياضية والعاملين فيها إن عملكم اليوم يتطلب البدء المبكر مع اللاعبين، والسعي لاحتضان الموهوبين منهم في أعمار صغيرة ولجميع أنواع الألعاب. وعلى المدربين أن يختاروا لاعبيهم مبكراً، فهذا الاختيار المبكر يساهم في تقدم الرياضي للعب مبكراً في لعبته، وهذا يتطلب من الكشافين متابعة المواهب واختيار الأنضج منهم للميدان المناسب. وهنا يتحقق الأمل المطلوب والاختيار الصحيح والموهبة الأصلح، ويتم اختيار الألعاب الملائمة لهذا اللاعب أو ذاك.
وأقول لأحبتي قادة الاتحادات الرياضية بأن عليكم أعمالاً كثيرة وكبيرة في اتحاداتكم وأنديتكم الرياضية، أهمها البحث عن "الجواهر"؛ المواهب في كل لعبة. وعندما تنجحون في اكتشاف هذه الجواهر تكونون قد حققتم الإنجاز الرياضي المطلوب. لذا أكرر بأن عليكم واجبات أساسية تتمثل في البحث في مجالاتكم وألعابكم عن المواهب في أعمار مبكرة، والبدء بتصنيعها وتحضيرها لعملكم وإنتاجكم الرياضي. وأتمنى أن يشمل هذا البحث كل مناطق العراق، في الريف والمدينة، في المدارس والساحات الشعبية والنوادي الرياضية، وفي كل مجالات الحياة.
إن المدارس تشكل الباب الأول لرياضة ناجحة ومتقدمة، لأنها الأساس الرصين الذي نستطيع من خلاله اكتشاف المواهب والأبطال، سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية. ومعلم التربية الرياضية هو القادر أولاً على إعادة صياغة الموهبة وصقلها، وتقديمها للموجه والمدرب القادر على إعدادها. فالعمل الصحيح والتوجيه السليم يضعان الأساس الرصين للرياضي الموهوب، ويمنحانه القدرة على وضع قدمه في المكان الصحيح.
وهنا أكرر نصيحتي لقادة الرياضة بأن المدرسة هي البداية، وعلى المعلم أن يشارك في تهيئة الرياضي في فترة عمره الأولى، أي في المدرسة الابتدائية. ومن خلال هذه المرحلة يمكن صناعة البطل الرياضي، وهذا يعني مشاركة عدة أطراف في تهيئة البطل بشكل مبكر. بعد ذلك يمكن إقامة بطولات ودورات رياضية تنافسية تساهم في إعداد الرياضيين بشكل مبكر، وتساعدهم في الاختيارات الرياضية.
إن البطولات والنشاطات الرياضية ستساعد في إنضاج أبنائنا من الرياضيين، وإدخالهم في حالة من المنافسة والرغبة في ممارسة الرياضة، وإبعادهم عن الكسل والخمول وعدم الاهتمام بالنشاط البدني. وعلى الاتحادات والأندية الرياضية أن تنشط ألعابها وفرقها، وأن تبذل الجهود من أجل تفعيل هذه النشاطات بما يخدم الواقع الرياضي في المؤسسة، سواء كانت اتحاداً أم نادياً.
وعليه، أقول لأحبتي معلمي التربية الرياضية في المدارس: عليكم أن تُسهِموا في تحضير أبنائنا التلاميذ وحسن توجيههم حسب الرياضة المناسبة لهم، وعندها نستطيع أن نحقق تواجد الرياضي المناسب في هذه الرياضة أو تلك.
وفي المرحلة المتوسطة والإعدادية سنكتشف الإمكانيات الحقيقية للشباب المندفع لممارسة اللعبة المناسبة له، حيث يصقلها ويطورها المدرب المختص في النادي الرياضي، وهناك نكتشف المواهب ونعمل على تطويرها وصناعتها. إن اكتشاف الرياضي الموهوب، وفي أي لعبة كانت، يشكل البوابة لصناعته وتطويره في المدرسة المتوسطة، ثم العمل على انطلاقته نحو عالم البطولة.
لذا أدعو المختصين في عالم التدريب إلى الاهتمام والرعاية بهذه المواهب، لأنها الأساس في صناعة الأبطال والبطولات.
******************************************
الصفحة العاشرة
ها هي الحرب الباردة تندلع على جبهة الذكاء الاصطناعي
أمين الزاوي
ليس هناك علم منزه عن الأيديولوجيا، لا توجد تكنولوجيا من أجل التكنولوجيا، حتى الذكاء الاصطناعي ليس حيادياً أبداً، وما يبحث عنه مبرمجو الخوارزميات في الذكاء الصناعي هو الوصول إلى طريقة لصناعة وصياغة عقل بشري مستقبلي بمقاييس معينة وبرغبات محددة وبمواقف سياسية مبرمجة وباستهلاكات جمالية مدروسة.
ليست هناك معلومة يقدمها لك الذكاء الاصطناعي محايدة أو ساذجة في محتواها أو في سياقها، الساذج الأكبر هو مستعمل أو مستهلك هذا الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي يغرق البشر ويحاصرهم بمعلومات تبدو سخية وهو بذلك يريد أن يجرهم إلى منطقة الغباء، كي يعطل طاقتهم العقلية نهائياً.
لا تعتقد أبداً وأنت تفتح على "تشات جي بي تي" بأنك في حضرة العلم الحر الذي يأتيك ويقدم لك لوجه الله أو لغرض الخير المطلق، واعلم أن برمجيات الذكاء الاصطناعي مهما كان مصدرها هي مراقبة رقابة صارمة، وأن كل معلومة تتسرب إليك من هذه الحنفيات المفضالة هي معلومة مفلترة بمصفاة أيديولوجية لا ترحم.
لا تتوهم كثيراً بأنك تنعم بالحرية وأنت بين يدي خوارزميات الذكاء الاصطناعي، فالحرية في مثل هذا الوضع وهمٌ كبير وتبعية خطرة.
هناك صراع حامي الوطيس نحو التسلح بالذكاء الاصطناعي يشبه تماماً التسابق من أجل التسلح بالأسلحة الفتاكة، أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والبكتيرية وغيرها.
أمام تعدد برمجيات الذكاء الاصطناعي في العالم، وحمى التسابق غير المسبوقة ما بين ذكاء اصطناعي أميركي وآخر صيني وثالث أوروبي ورابع كوري وخامس ياباني، وتبعية كل تطبيق لرؤية سياسية واقتصادية ومالية وعسكرية وأمنية محددة، رؤية هي في نهاية المطاف تعكس هوى النظام الذي أبدعها، أمام هذا التعدد وهذا التسابق المحموم، يتضح لنا أكثر فأكثر حجم الرقابة التي لا تنام عيون شرطتها أبداً، وببساطة تتجلى هذه الرقابة في الاختلاف الكبير بين الأجوبة التي تقدمها للمستخدم هذه البرمجيات، فعن السؤال المطروح نفسه، تتعدد الأجوبة بل وتتناقض مرات وتتعارض، وفي كل طرح نلمس توابل أيديولوجيا النظام الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي يقف خلف هذه الخوارزميات أو تلك.
إذا تمعنت النظر جيداً في طبيعة السياق الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي سيظهر لك بأن ما يجري على المستوى السياسي والعسكري والأيديولوجي والاقتصادي من صراعات ظاهرة أو مستترة في الواقع تتجلى بوضوح أو بتستر أو بخجل في المعلومات المقدمة وفي طريقة تقديمها وفي سلم الأولويات فيها والثانويات.
وبتحليل بسيط لمثل هذه الأجوبة المتناقضة تارة والتي تلتزم بالصمت المتآمر عن أمور مرات أخرى أو تستعرض أخرى بتفصيل وإسهاب ثالثة، يظهر الصراع الأيديولوجي الحاد بين خوارزميات الذكاءات الاصطناعية المختلفة.
تبيّن لنا هذه الصراعات وهذه الاختلافات وكأننا نعيش زمن حرب باردة جديدة بطريقة خوارزمية رهيبة، كل برمجية تريد وترغب في صناعة إنسانها المستقبلي.
في مقالة صدرت قبل فترة في صحيفة "لو موند" الفرنسية ينبّه فيه كاتبه إلى طبيعة الرقابة المفروضة والمتغلغلة في الذكاء الصناعي، إذ طلب الصحافي من الذكاء الاصطناعي أن يكتب له نصاً أدبياً على طريقة أسلوب الروائي المثير للجدل ميشيل ويلبك فكانت الإجابة بأنه يتعذر عليه القيام بذلك بحجة أن الروائي يكتب من موقف الدفاع عن قيم معينة، ومن هنا فأن يرفض الذكاء الاصطناعي كتابة نص شبيه بأسلوب كاتب معين، اتفقنا أم اختلفنا معه، مع العلم أن رواياته متوافرة في السوق، وهو الحاصل على جائزة "غونكو" الشهيرة، كل هذا يبين حجم الرقابة المفروضة على هذا الذكاء الاصطناعي التي بدورها تنتقل إلى رقابة على الذكاء البشري أو ما بقي منه.
تسأل الذكاء الاصطناعي سؤالاً يرتبط بما يحدث في غزة من إبادة أو في الضفة الغربية من استيطان فيرفض الإجابة ويعتذر عن عدم إعطاء رأيه، وهذا الصمت في حد ذاته هو موقف أيديولوجي معين تفرضه قوى سياسية ومالية وأمنية معينة.
إن سلطة الرقابة حين تتستر في الذكاء الاصطناعي، والذي يدعي بأنه يوفر المعرفة ويوزعها بالعدل بين البشر، تصبح أكثر خطورة على العقل البشري من سلطة الرقابة الكلاسيكية التي تمارسها الأنظمة الديكتاتورية العسكرية أو الثيوقراطية، فبمثل هذه الرقابة المتوحشة في نعومتها والتي تقدم معلومات تمر في مصفاة ذكية يعمل الذكاء الاصطناعي على صناعة إنسان معلب أو منمط فاقد كل خصوصية محلية.
وبهذه الرقابة الصارمة المموهة وبهذه المصفاة التي تغربل كل شيء يعمل الذكاء الصناعي يوماً بعد يوم على خلق إنسان "كسول"، إنسان منمط، يتنازل شيئاً فشيئاً، بحسب تطور خوارزميات التطبيقات التي تعرفها الأجيال المتلاحقة، عن كل ما يميزه كإنسان، عن ذاكرته ولغته وأحاسيسه وعقله ليُحيل مصيره النهائي إلى الآلة.
إننا في مرحلة بداية صناعة ما أسميه بـ "الكسل الذكي" أو إنتاج "الغباء العالم"، حيث أصبح الإنسان يتفاصح بجهله ويفتخر بكسله، وما يقلق مصير البشرية اليوم هو أنها تقطع منطقة اضطراب حضاري حاد وخطر، إذ إنها لم تتمكن حتى الآن من خلق مجال حيوي قادر على تثمير فكرة العيش المشترك بسلام ما بين الذكاء البشري وذكاء الآلة، بل ما يلاحظ حتى الآن هو تراجع كبير في منسوب بالذكاء البشري، يتضح ذلك لدى الطلبة الجامعيين وتلاميذ المدارس من خلال تبعيتهم للإنترنيت في كل شيء، وهو ما يدل على أن العقل البشري يدخل شيئاً فشيئاً في مرحلة مبيت شتوي طويل وفي المقابل يبدو ذكاء الآلة في صعود ويقظة لافتة ومن دون قيود وبمغامرة مشرفة على كل التوقعات واللاتوقعات.
كلما نام الذكاء البشري وأصبح الإنسان كسولاً وسعيداً في كسله زاد، وفي المقابل توحش الآلة المستيقظة جداً، وبمثل هذا المفارقة المخيفة يصنع الإنسان نهايته الدرامية شيئاً فشيئاً، فإذا كانت الحروب الكلاسيكية على مرارتها وقبحها ودمائها المسفوكة، تلك الحروب التي عرفها التاريخ البشري بين الإنسان والإنسان، تؤول في نهاية الأمر إلى سلام حيث تعود الحياة بين المتحاربين العدوين لمجراها الطبيعي، في انتظار ربما اندلاع حرب جديدة أخرى في مكان آخر وحول قضية أخرى دينية أو جغرافية أو اقتصادية لتنتهي هي الأخرى بسلم، لكن الحرب المقبلة والتي ستندلع هذه المرة بين الإنسان الغبي الكسول والآلة الذكية غير الرحيمة، فإنها ستكون المؤشر على نهاية الإنسان من على هذه الأرض وربما ستكون هي الحرب الأخيرة.
كما كانت الحال في زمن الحرب الباردة التي كانت تقوم على الدفاع عن أيديولوجيات معينة، ها هي اليوم تعود لكن في غلاف آخر وبأسلحة أخرى متلبسة بالذكاء الاصطناعي من خلال تقديم سيل من المعارف، لكننا حين نحلل الخلفيات التي تنطلق منها هذه المعارف وطرق تقديمها والإحجام عن تقديم بعضها ندرك أن حرب الأيديولوجيات لم تسلّم سلاحها بسقوط حائط برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، بل إنها لا تزال بجنودها الجدد على جبهات صراع جديد كأيديولوجيا تدافع عن سلسلة من القيم من خلال خوارزميات تطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي أبدعته أو تبنته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"اندبندنت عربية" – 13 تشرين الثاني 2025
*****************************************
كين لوتش: يا فقراء العالم اتحدوا!
شفيق طبارة
يقدّم «البلوط القديم» لكين لوتش دراما إنسانية عن مدينة بريطانية مهمّشة تستقبل لاجئين سوريين وسط توترات اقتصادية واجتماعية خانقة. بفعلته الأخيرة كمخرج، يعود لوتش إلى ثيمته الأساسية: التضامن بين الضعفاء.
فيلم عن هشاشة الطبقة العاملة، وصعود اليمين، والحاجة الملحّة إلى إحياء الأمل الجماعي
الدفاع عن التكافل والتضامن باعتباره الأمل الوحيد ليس ترفاً ولا تكراراً، بل ضرورة دائمة. هذا هو جوهر مشروع كين لوتش، الذي يهتم فقط بهذه الرسالة في فيلمه «البلوط القديم» (2023) الذي يعرض مساء اليوم ضمن «تقاطعات – المهرجان البريطاني للأفلام في لبنان» في سينما «متروبوليس».
يتردّد صدى الفيلم في قناعة أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بضرورة التضامن بين المحرومين، وباتحاد الأضعف لمواجهة أنانية الأقوى، وفي الدفاع ليس فقط عن ذكرى نضالات العمّال والنقابات، بل أيضاً عن الحاجة الدائمة لكليهما.
مخرج من رحم الطبقة العاملة
ولد لوتش عام 1936، في عائلة من الطبقة العاملة. مع ذلك تلقّى تعليماً متميزاً. التحق لدراسة القانون في «أكسفورد» مع أنه لم يمارسه لأنّه كان شغوفاً بالمسرح منذ البداية، حتى أصبح رئيساً لنادي المسرح التجريبي في جامعته. بعد خدمته في القوات الجوية، اختار لوتش العمل في المسرح.
شارك تمثيلاً وإخراجاً في بعض المسرحيات حتى سنحت له الفرصة للعمل في «هيئة الإذاعة البريطانية» (BBC)، في بعض المسلسلات التلفزيونية المتخصصة في المسرح المصوّر، مثل «مسرحية الأربعاء»، التي أخرج منها 12 حلقة بين عامي 1965 و1969.
إحدى أكثر هذه المسرحيات التلفزيونية شهرة كانت «كاثي عادت إلى الوطن»، ليس لأنها لفتت انتباه الجمهور والنقّاد، بل لأن موضوعها النضالي (إدانتها للبطالة المتفشية واستحالة حصول الطبقة العاملة على سكن لائق) دفع البرلمان إلى مناقشة الوضع علناً وحتى اقتراح قوانين للتخفيف من المشكلة.
منذ أول ظهور له كمخرج سينمائي في فيلم «بقرة مسكينة» (1967 ــــ Poor Cow)، لا تزال قائمة لوتش السينمائية الواسعة (أكثر من خمسين فيلماً روائياً ووثائقياً، وعدد من الحلقات التلفزيونية) متسقة أيديولوجياً. سينماه شفافة في موقفها الأخلاقي السياسي من الظلم الاجتماعي والسياسي الذي تواجهه الطبقة العاملة في المملكة المتحدة. بعد حوالى ستة عقود منذ أولى تجاربه الإخراجية، لا يزال لوتش وفياً لمعتقداته السياسية التي تميل أكثر إلى الاشتراكية منها إلى حزب العمَّال، وأخلاقياته في العمل التعاوني المجتمعي.
نهاية ثلاثية عن الطبقة الكادحة
فيلمه الأخير «البلوط القديم» (2023 ــــThe Old Oak)، هو الجزء الثالث من ثلاثية تركّز على الظروف الصعبة التي تعيشها الطبقة العاملة في شمال إنكلترا.
بعد «أنا دانيال بليك» (2016 ــــ I, Daniel Blake)، الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية في «مهرجان كان» (الثانية للوتش بعد «الريح الذي تهز الشعير» (2006 ــــThe Wind That Shakes the Barley)، وفيلم «عذراً لم نجدكم» (2019 ـــSorry We Missed You) المروّع، نرى الشخصيات في «البلوط القديم» أشخاصاً عاديّين شهدوا تبخر كلّ بصيص أمل لديهم منذ تطبيق سياسات تاتشر في ثمانينيات القرن العشرين. سياسات ورثتها الحكومات البريطانية اللاحقة، سواء المحافظة أو العمالية.
نحن في مدينة دورهام المنجمية، التي باتت أفضل أيامها وراءها. لقد دمرتها سياسات تاتشر منذ عقود، لا وظائف، والشباب القليلون الذين بقوا بالكاد ينضجون قبل مغادرتهم. المنازل هناك أصبحت لا تساوي شيئاً، تُشرى العقارات عبر الإنترنت من قبل صناديق استثمارية مضاربة مقرها قبرص.
وسط هذا، يصل لاجئون سوريون فرّوا من الحرب ليسكنوا في المدينة. تُبدي الغالبية المحافظة (اليمينية) في المجتمع المحلي استياءً شديداً من تقديم الخدمات الاجتماعية والمساعدات لهؤلاء المهاجرين في الوقت الذي يعانون هم أنفسهم من ظروف اقتصادية صعبة.
سرعان ما تندلع الصراعات والاشتباكات. لكن شخصيات أكثر تعاطفاً وترحيباً تظهر أيضاً، مثل تومي جو بالانتين (ديف تيرنر)، صاحب الحانة الوحيدة، قلب المدينة وعنوان الفيلم، الذي ينطلق في حملة من أجل التآخي بين هذين الطرفين، اللذين يهيمن عليهما الاستياء والكراهية، وتساعده يارا (إيبلا ماري)، المصوّرة السورية الحيوية التي تتحدّث الإنكليزية، لتكون حلقة وصل بين الإنكليز والسوريين.
الحاجة إلى بناء تضامن حقيقي
في هذه المرحلة من مسيرته الفنّية، لا يحاول لوتش مفاجأة أحد، بل يُظهر أسلوبه المُتقن بهدوء من يعرف ما يُريد قوله وكيف يُعبّر عنه. يتجنب أي نوع من البلاغة، وبكثير من القناعة.
يبني لوتش وكاتب السيناريو بول لافرتي، في تعاونهما السادس عشر، القصة بطريقة صريحة جداً. خلال النصف الأول، يتألق السيناريو بنبرته التراجيدية الكوميدية، وسحره، وحنّيته التي لا تزعج. عودة إلى إنسانية لوتش المرحب بها دائماً. في النصف الثاني، نرى عاطفته تجاه الطبقة العاملة التي لم تعرف كيف تدافع عن نفسها ضد أعدائها الحقيقيين.
يعيد لوتش في هذا الفيلم نسج خيطه الأسلوبي والأيديولوجي، رابطاً بين البروليتاريين المهمّشين والمقهورين في «بقرة مسكينة»، وبين انجراف العمّال المحبطين نحو الفاشية في إيرلندا عام 1932 في فيلم «قاعة جيمي» (2014). في كلتا الحالتين، يسلّط الضوء على هشاشة الطبقة العاملة حين تُترك فريسة لليأس، وعلى الحاجة الملحّة إلى بناء تضامن حقيقي يحول دون انزلاقها نحو العنف أو الكراهية.
تفكيك آليات القهر
بهذا المعنى، لا يقدّم لوتش حكاية محلية عن لاجئين ومدينة منسيّة فحسب، بل يواصل مشروعه في تفكيك آليات القهر، وتحريض الوعي الطبقي، والبحث عن أمل جماعي في وجه الانهيار.
مع ذلك، فإن الوعي الطبقي والتضامن ينبعان في النهاية هنا، من حدث مأساوي، وليس نتيجة عملية نضالية أو مشاركة جماعية في مواجهة المصاعب التي تُصيب البعض دون غيرهم. وهنا يكمن التناقض: بدلاً من أن يتجسّد التضامن كنتيجة لوعي طبقي متراكم، كما تفترض المبادئ الماركسية التي ينطلق منها لوتش وكاتبه، يأتي التحول من خارج المنظومة النضالية، كاستجابة عاطفية للكارثة.
لذلك، فإن التفاؤل الذي يطغى على الدقائق الأخيرة من الفيلم لا يبدو مجرد تطوّر درامي فرضه السيناريو، بل يُعبّر عن عودة لوتش إلى إنسانيته الأولى: إيمانه بأن النضال والتضامن بين المهمّشين لا يحتاجان دائماً إلى تنظير أيديولوجي، بل إلى لحظة صدق تُعيد الاعتبار للإنسانية نفسها.
فيلمه الأخير؟
في عمر التاسعة والثمانين، أعلن كين لوتش أن «البلوط القديم» سيكون فيلمه الأخير، خاتمته السينمائية وإرثه الأخلاقي.
في هذا العمل، يجد من لا يزال يؤمن بقيم اليسار والصالح العام عرضاً بلاغياً لرؤية مستقبلية تراهن على التضامن لا الإحسان، وتدين الأنانية التي مزّقت المجتمعات الصغيرة وحوّلت الفقراء إلى خصوم.
يفكك الفيلم الخطاب اليميني المتطرف الصاعد في أوروبا، ويستعيد حلم اليوتوبيا، مستحضراً روح الشيوعية القديمة كطريقة تفكير جماعية. إنه خطاب يساري واضح، ووداع (ربما) مؤثر لمخرج جعل من السينما ساحة نضال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الأخبار" اللبنانية – 17 تشرين الثاني 2025
*******************************************
الغرب.. تاريخ جديد لفكرة قديمة وتفكيك هيمنة البيض
بدءاً من فكرة مفادها أن كل تاريخ هو تاريخ سياسي، يبحث كتاب نيشا ماك سويني "الغرب: تاريخ جديد لفكرة قديمة" (دار تكوين، 2025) بترجمة إيمان معروف؛ في السردية الكبرى التي تقول إن شعوب أوروبا الغربية، هم الورثة الأساسيون للعصور القديمة الكلاسيكية، وتفكك الباحثة هذه السردية، من خلال استعادة أربع عشرة شخصية تاريخية، تمثل كلّ منها روح عصرها، مثل العالم العربي الكِندي، وفيليس ويتلي وهي أول شاعرة أميركية من أصول أفريقية. وتشير عالمة الآثار والمؤرخة البريطانية إلى أنّ شكل التاريخ يختلف مع اختلاف زاوية النظر إليه، لكنها تعتمد في كتابها على وقائع وأدلة؛ بدءاً من القرن الخامس قبل الميلاد، فأصول "الغرب" الذي تنسب حضارته إلى العالم الإغريقي القديم لا تعود به إلى عالم هيرودوت وهوميروس، إنما تعود بالغرب إلى الرؤية السياسية للعالم الإغريقي، التي روّج لها سياسيو أثينا، بهدف تبرير التوسع الإمبراطوري، وهي رؤية كانت تقسم البشرية إلى "نحن"، و"هم". توظف الباحثة الأساليب التحليلية لدراسة الهويات والأصول في العصور القديمة، في دراسة العالم الحديث. على اعتبار أن إعادة التفكير في "الغرب"، على نحو جذري، بالإجابة عن سؤال "من أين أتى الغرب؟" يمكن أن تقود إلى إجابة عن سؤال آخر، وهو "ما الذي ينبغي أن يكون عليه الغرب؟"، إذ تُقوّض الباحثة مفهوم "حضارة الغرب"، مع ما ينطوي عليه هذا المفهوم، من اعتبار الحضارة الغربية سليلة نسب ثقافي أوروبي محض، أبيض عرقياً، ومنحدر من اليونان وروما القديمتين، من دون أي "تلوث" من ثقافات "أدنى". وتعرض هذا في إشكاليتين، وهما أنّ السردية الكبرى للحضارة الغربية سردية "خاطئة" من الناحية الواقعية، فالغرب الحديث لا يمتلك أصلاً واضحاً وبسيطاً في العصور الكلاسيكية القديمة، ولم يتطور من خلال سلسلة متصلة ومنفردة تمتد من العصور القديمة عبر المسيحية في العصور الوسطى، وعصر النهضة والتنوير، وصولاً إلى الحداثة. كما تظهر الكشوفات الأثرية أن التفاعل المتبادل بين الثقافات الغربية وغير الغربية، حدث عبر التاريخ البشري بأكمله، والغرب الحديث يدين بجزء كبير من إرثه الثقافي لأسلاف غير أوروبيين وغير بيض.
لكن الإشكالية الأساسية أن هذه السردية بقيت سائدة، مع ضعفها في الجانب العلمي، لأنّ ترسيخها حدث بسبب فائدتها الأيديولوجية. ولأنها تؤدي غرضاً بعينه. وتمثل إطاراً مفاهيمياً، يعطي تبريراً للتوسع الغربي، كما تدعم استمرار أنظمة الهيمنة العرقية البيضاء.
عبر تفكيك السردية السائدة عن أصل الغرب، فإن الكتاب الذي يقع في 424 صفحة، يسعى إلى تفكيك أنظمة التمييز العرقي والجنسي والطبقي، وغيرها من أشكال التمييز، ويكشف التنوع الذي اتسمت به العصور القديمة، بالطريقة التي رآها هيرودوت، أن أدق السبل لدراسة العالم القديم، هي احتضانه بكل تنوعه. أو بالصورة التي يعرض فيها إدوارد سعيد الهويات، باعتبارها بناءً اجتماعياً وثقافياً، وليست معطيات طبيعية أو فطرية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"العربي الجديد" – 13 تشرين الثاني 2025
*******************************************
الصفحة الحادية عشر
أَحْلَامٌ تَتَوَرَّدُ فِي سَاحَاتِ اَلتَّحْرِيرِ*
خالد الحلّي
أصْدَاءٌ لَا تَمُوتْ
اَلْوَطَنُ اَلْحَزِينْ
تَعْبُرُهُ اَلسِّنِينْ
حَامِلَةً أَصْدَاءِ مَا نَادَى بِهِ اَلشَّبَابُ فِي تِشْرِينْ
وَكُلَّهُمْ يَهْتِفُ مُؤْمِنَا
نَحْنُ نُرِيدُ مَوْطِنًا لَنَا
وَنَحْنُ نَازِلِينَ كَيْ نَأْخُذَ حَقُّنَا
اَلدَّينُ فِي أَعْنَاقِنَا
يَا شُهَدَاءً سَوْفَ يَبْقَى دَمُهُمْ
يُضِيءُ دَرْبَنَا
متى .. متى؟
قَالَ لَنَا اَلْأَجْدَادُ وَالْآبَاءْ:
" اَلدَّمُ لَيْسَ مَاءْ "!
*
سِلْمِيَّةٌ مَسِيرَةُ اَلْأَحْفَادِ وَالْأَبْنَاءْ
مَتَى .. مَتَى.. مَتَى. . . ؟ !
يَنْحَبِسُ اَلنَّزِيفْ
وَيَنْتَهِي اَلْبُكَاءُ
*
* كتبت مع استمرار القمع الدموي لتظاهرات الشباب العراقيين السلمية.
**********************************
السياق في الدرس اللغوي
علاء حمد
تعد نظرية السياق من النظريات المهمّة التي تهتمّ بالمعنى عن طريق اللغة ونوعيتها، وقد أصبحت النظرية من النظريات المضافة إلى نظريات أخرى لدراسة المعنى، مثلا؛ النظرية الإشارية والتي كانت على يد (أوجدن وريتشاردز)، والنظرية التصويريّة والتي تعود إلى الانكليزي (جون لوك)، والنظريّة السلوكيّة والتي تعود إلى (بلوميلد). وهناك العديد من النظريات والتي تشكّل امتدادات لغويّة مع بعضها. من خلال المنظور القصدي، نلاحظ أنّ المفاهيم التي نقصدها تكون ضمنية في المنظور السياقي، أي أنّ الكلمة وتوظيفها تفقد المعنى المباشر، وتنتمي إلى معنى السياق، وهناك بعض الكلمات التي تمتاز بالقوّة (الكلمة الذكيّة) لا تفقد المعنى، وذلك لأهمّية المعنى الذي تحمله الكلمة، ويكون السياق موازياً لهذه الكلمة، ولكن عبر التأويل من الممكن أن تفقد ولو جزء من معناها، فهي أخيراً تابعة لمعنى السياق.
(إنّ النقطة الرئيسيّة هنا هي أهمّية السياق الذي يقال فيه الكلام، إنّنا لا نقول الكلام في فراغ بل نقوله في سياق هو في جزء منه لغوي "الأشياء التي قيلت مسبقاً"، وفي جزء آخر غير لغوي "ظروف المتحدثين مثل معرفتهم للعالم من حولهم وخبراتهم وتوقعاتهم"، وإنّنا نحقق الاستفادة من كلّ ما ذكر عندما نفسّر ما يقوله الناس. ر. ل. تراسك – اللغة والسياق من كتاب: أساسيات اللغة – ترجمة: رانيا ابراهيم يوسف – المشروع القومي للترجمة، بإشراف جابر عصفور، مصر، القاهرة - ص 77، 78).
ليس الكلام القصدي اللغوي في النصّ، من الأحداث العاديّة، لذلك نبتعد عن أيّة لغة غير تجانسيّة وخارج الارتباط النصّي، فالكلام الذي يقصده أيّ امرئ، موجود، ولكن الكلام الفنّي هو سرّ البحث عنه، وهو الذي يقودنا إلى فنّية النصّ (النصّية)، وسبل التعامل مع المعنى الداخلي له، أمّا المعنى الخارجي، فالعلاقة المتواجدة، تربطه لغويّاً مع المعنيين، الداخلي والخارجي.
ونستطيع أن نتوقف قليلاً عند بعض النقاط الارتباطية وتعدّدها في المجال النصّي:
المساحة الكلامية: وهي خصوصيّة الكلام النصّي، وما يتبعها من ظروف كلاميّة.
القول القصدي: إنّ القول القصدي ذو علاقة مع المساحة النصّية، بل ويشكّل جزءاً منها، وخصوصاً إذا أدرجنا أفعال الكلام، حيث أنّ المفاهيم المزروعة ومنها المفاهيم المضمرة، تكوّن شبكة من المعاني والتأويلات المرتبطة بقصدية الباث، لذلك تكون الزيادة المعرفيّة لدى المتلقي، زيادة في فهم المواضع القصديّة في النصّ والنصّية، حيث أنّ البنية اللغوية تصبح مبادئ تداوليّة وأمّا علاقتها فهي مع أفعال الكلام.
التواصل اللغوي: من الممكن التحوّل من الاتصال إلى الخطاب، تاركين خلفنا اللغة العادية التي من مكوّناتها العامل اليومي والاتصالات الواسعة، لذلك يعدّ الفعل اللغوي، من الأفعال التأثيريّة في النصّية أوّلا، وفي الكتابة ثانياً، ويكون للفعل اللغوي تأثيراته الخارجيّة ومنها على المتلقي في وجه الخصوص.
التفاعل السياقي: عند الدخول إلى النصّ من خلال استنطاقه سنصل إلى تلك التفاعلات السياقية النصّية، وأهمّها تفاعل اللغة والمعنى، حيث أنّ العلاقة بينهما، علاقة اشتغال السياق الوارد فيه. إنّ السياق عنصر من العناصر الحركيّة وعلى ارتباط تام بما بين الذات التي تعلن حقيقتها في اللغة وبين المعنى، وذلك لتحقيق التفاعل بين الباث والنصّ، وبين الباث والمتلقي، وتكون الإرساليّة عبر مؤسّسة قناتية تخصّ الباث تماماً. (إنّ المجالات التي يفرضها السياق عديدة وتتوزّع عبر فضاءات معرفيّة كثيرة؛ منها ما هو مرتبط بالمتكلّم والمتلقي وشروط الإنتاج اللغوي والزمان والمكان... وغيرها. - علي أيت أوشان - السياق والنصّ الشعري من البنية إلى القراءة - مطبعة النّجاح الجديدة - ط1 لسنة 2000م، الدار البيضاء، المغرب، - ص 16، 17).
المعنى السياقي
إنّ النصّ في تكويناته وعناصره يعد ذا توجيه دلاليّ، والدلالة المعنية، هي دلالة المعنى، ولأنّه عبارة عن وحدات لغوية، فلدينا الموضوع العلوي للنصّ؛ فتكون الانطلاقة من العنوان، باعتباره موضوع النصّ، وكذلك الانطلاقة من النصّ ونفترضه موضوعاً للنصّ؛ ومن الطبيعي هناك وجود المؤشرات النصّية، والتي تشكّل جمعها عناصر متآخية للنصّ، ومنها: (العنوان، بداية النصّ، موضوع النصّ والمصدر). هذه العناصر من الممكن أن نعدها فرضية لقراءة النصّ. (بينما تشتقّ وحدة النصوص في النماذج القواعديّة دائماً من إشارات معيّنة في البناء السطحي، يضع لغويون آخرون أبنية القاعدة الدلاليّة في مركز دراساتهم. ويوردون حجّتهم في مثل هذا الإجراء، بأنّه في البناء السطحي تنعكس دائماً أجزاء فقط من معنى النصّ، وليس كلّ المعلومات الدلاليّة، ما يعني أنّ وحدة أيّ نصّ لا يمكن أن توجد بشكل كاف إلا بمراعاة بناء القاعدة الدلاليّة أيضاً. - فولفجانج هاينه و ديتر فيهفيجر - إسهامات الوصف النصّي ذات التوجه الدلالي، من كتاب: مدخل إلى علم اللغة النصّي – ترجمة: د. فالح بن شبيب العجمي – مطابع جامعة الملك سعود، السعوديّة - ص 37).
لكي نضع بعض المهام في نصابها في المعنى السياقي، من الممكن التعامل مع المفردات كلّ على حدة، أي الرجوع إلى معناها الأعجمي، وهو الخاصية التي تسعفنا في توجيه المعنى، وتوظيف المفردة في سياق المعنى، والتوجه الآخر التعامل معها بالصيغة التركيبيّة، وذلك لتأسيس السياق والميول في معنيهما، ولكن يتبع الصيغة التركيبيّة ممهمتان، الأولى؛ تحديد المعنى الوظيفي، والذي لا يتمّ إلا عن طريق العلاقات السياقيّة في النصّ، حيث يشكّل الامتداد السياقي مفاهيم نصّية وقرائن تتعلق بالمفردات ومعناها، والتوجيه الآخر؛ المعنى الدلالي للسياق، فلا يمكننا التخلي عن الدلالة السياقيّة، من ناحيتي؛ الدلالة اللغويّة، ودلالة المعنى، ويكون أثر الأفعال وتعلقها السياقي، حجّتان لغويّتان لاستمرار المعنى، وذلك لتعلق اللغة الحِجاجية بالسياق التواصلي.
عند توظيف المفردة في السياق، يتمّ الاعتماد على معنى واحد، وتكون المفردة هي المركزية الدالة على السياق، ولكن يكون تغيير محتواها حسب نوعيّة ولغة السياق؛ فمثلا مفردة البندقيّة، فهي الشيء الذي من خلاله يمكن الاصطياد، هذا إذا كانت بندقية صيد، وعند توظيفها بصيغة مختلفة، كأن نقول (بندقية عجوز)، أي لا فائدة منها، أو (بندقيّة خلاقة) أي من الممكن الاعتماد عليها. إن المفردتين تبدوان بسيطتين، ولكن عند التركيب يختلف المعنى، بل ويصبح قرينة بمحتوى ومعنى مختلف.
*********************************************
مسرحية {سباق الخبز} بين القاعدة والاستثناء
د. محمد فضيل الخفاجي
تعكز نص مسرحية (سباق الخبز) على مدونة (برشت.. القاعدة والاستثناء) بشخصياتها الحاملة لمنظومتها الواقعية لا الظلية على وفق منطقها الفكري واشتراطاتها اليومية والوجودية وهويتها الكينونية؛ فشخصيات "سباق الخبز" آدمية إنسانية حية واقعة بالقوة وبالفعل بإيجابياتها وسلبياتها وأشكالها وهيئاتها والتي بإمكانها الانشطار والتعدد والتشظي لتقترب أو اقتربت بالفعل والقوة الى حواف مجتمع وشعب بأكمله بإرهاصاته وصراعاته الوجودية؛ على الأقل ذلك الصراع والسباق بغية الحصول على المكانة العليا والقوة والنفوذ، واكتفاء بعضها على كسرة خبز والقناعة بذلك لمواصلة الحياة والوجود في خضم ذلك السباق المخيف والمرعب الذي يتطلب آليات وكيفيات خاصة للاستمرار والظفر ونيل تلك الأهداف المشروعة وغير المشروعة المعلنة وغير المعلنة الضرورية وغير الضرورية على وفق نوع من إرادة القوة التي طالب بها (نيتشه) أو إرادة الحياة التي قال فيها (شوبنهاور) والتي لا تشبع مراداتها فهي في ميول ورغبات لانهائية أو وفقًا لإرادة الأخلاق الكانطية. هذا المآل يؤسس كاتب النص (ماجد درندش) مدونته النصية لقاعدة (برشت) واستثناءه شخصيات: التاجر والدليل والأجير، إلا أن (درندش) ألبسها لبوسًا آخر وزجها في سباق من نوع آخر؛ سباق محموم وجسيم لكسب ذلك الرهان الوجودي المتمثل بـ(الخبز) دالًا ذو محمولات دالة للحياة والوجود والبقاء والاستمرار. سباق تعدى ويتعدى بل تجاوز ويتجاوز كل النواميس الإنسانية وسحقها بغية الفوز، مهما كانت الوسائل والأليات ومهما كانت الخسائر والتضحيات سبيلًا لتحقيق تلك الغايات؛ ومن هنا يجذر المؤلف والمخرج (درندش- حنون) كيف للفعل المتشح خيرًا وصوابًا والمعتمل والملتصق بضرورات الحياة وأخلاقيتها أن يصبح استثناءً إزاء تلك القاعدة التي رصفت مدعياتها بالعادات والتقاليد والنواميس والأخلاق؛ من هنا تم تأسيس الفارق الطبقي وصراع المصالح والمتجذر في عقلية الشخصيات وأخلاقياتها المأزومة والمرتهنة وصولًا لأهدافها المرسومة المعلنة والمضمرة؛ صراع طبقي بين الطبقة المعدمة الفقيرة الساعية والمكتفية بكسرة خبز والمتحصل عليها بجهد وعرق وشرف إزاء الطبقة الغنية المستغِلة والمتزمتة والقاسية والصلدة والوصولية والنزقة وصولًا لهدفها وأبراجها العاجية دون كد وتعب؛ لترتهن كرامة الطبقة العاملة لتقبع تحت مظلة البؤس والعوز والفاقة والشقاء وفقدان الهوية والوجود. فالظرف السببي بأزماته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية والطرس اليومي الضاغط قد تواصلا واعتملا والتصقا في خطاب العرض مع مدونة (برشت) وإن اختلفت الرؤية وتنوعت المسببات والمناخات الجوهرية لتأثيث ذلك السباق المحموم بين الطبقات وتباين المصالح؛ فشخصية التاجر عند (برشت) قد تناسلت وتناسخت وتوالدت وانشطرت بصور وهيآت متعددة وبوجوه مختلفة ومواقف متنوعة في عرض (سباق الخبز). وشخصية الدليل عند (برشت) حمل مسميات أخرى في العرض مع بقاء شخصية (الأجير) حاملًا سمته الفكرية والأيديولوجية والجمالية عند (برشت) و(درندش)؛ بوصفه القاعدة والذي يداس بحوافر تلك الأحصنة الراكضة في السباق المحموم مع بعض الإزاحة لهذه الشخصية في العرض من وصف تلك الانتقالات الصائرة في مواقف الشخصيات وتبدلها من حال لآخر. فالجو العام لكلا النصين حاضر في تأسيس رؤية نقدية وتعليمية للسلوكيات السلبية ورفضها والتنبيه منها وجعلها تحت مجهر النقد والاتهام؛ واذا كان (برشت) ناقدًا للرأسمالية والفاشية بكل عناوينها ومسمياتها وأنواعها وصورها وأشكالها واضعًا الاشتراكية بديلًا ناجعًا لها؛ ان خطاب العرض هنا ينتقد ويؤشر ويرفض ذلك الخلل ويفصح عن ذلك التباين الطبقي وصراع المصالح الشخصية الطبقية والذي فاح وتفشى في مفاصل مختلفة من الحياة، الأمر الذي نخر المنظومة القيمية والأخلاقية في ظل سباق محموم وطائش سحق بدوره الطبقة الفقيرة الكادحة بغية التربع في تلك العروش الخاوية.
يطالعنا المخرج بدءًا بدليل العرض (البروكرام) الذي حمل شعريته المتعددة والمنفتح قراءةً وتأويلًا ليشيح عن تلك الأرجل التي هي من آليات السباق وكيفياته لنيل الخبز (الغاية والهدف المرجى) والتي تكون في الأعلى نظيفة وجميلة ومرتدية (الحذاء) دلالةً وترميزًا للطبقة العليا المتنفذة والمستغِلة لتلك الارجل الحافية في الاسفل دلالةً وترميزًا للطبقة الدنيا والمستغَلة؛ وربما قد تكون هذه الهيأة دلالةً وتأويلًا لذلك التدوير الحياتي؛ جوع بعد شبع. وشبع بعد جوع؛ لاسيما ظهور شخصيات العرض وهي حافية دلالةً وتأويلًا لماضيها الهرم الشائخ. بذلك تخطى المخرج من وصف الدليل وصفه مطوية إشهارية أو إعلانية أو دعائية أو ترويجية ليدخل من خلاله أتونه كعلامة دالة ومنتجة، لها محمولاتها وتنوعاتها ومستوياتها ومبثوثاتها الجمالية إزاء التلقي كعتبة قائمة بالفعل وبائنة بالقوة وما ترشح ويترشح منها من قراءات وإشارات ودلالات عابرة ومتعابرة مع المتلقي.
عرض (سباق الخبز) لعبة بوكر لعبة مؤدلجة لمصائر شخصيات ومجتمع وشعوب بكل ما تحمله من مقومات الوجود والهوية لترتهن بكليتها بوريقات مقلوبة، إن حزت أعلاها تكسب نصرًا وإن حزت أقلها تخسر حياة وإن حزت أوسطها تنهي اللعبة بهدنة؛ وسباق (حنون) لا هدنة ولا سلام فيه؛ إما أن تكون في الأمام كحيوان راكض تسحب معك عربة السباق ساحقًا وجودك وهويتك أو تكون ماسكًا بتلابيب ذلك اللجام مراقبًا ومسيطرًا لدفة السباق. فالسباق سباق الوجود والعدم؛ سباق المكانة والقرار. يناور المخرج في حال شخصياته ومصيرها فيبادلها الأدوار والمكانات والمواقف. ليحيل طاولة البوكر كحالة غير ثابتة أو مستقرة، فهي متحولة وغير راكزة كشخصياته، وبدورانها تدار المواقف والحالات وتنتقل الشخصيات من حال لآخر، فيصير المستغِل مستغَلًا والمستغَل مستغِلًا، والمترأس مرؤوسًا، والغني فقيرًا، والفقير غنيًا. وهو تصوير حاذق لتبدل الظروف والمكانات، فمن كان في الأمام بات في المؤخرة ومن كان في المؤخرة بات في الأمام؛ هكذا تدار اللعبة وهكذا هو سباق المخرج؛ فالبقاء للأقوى مهما كانت وسائله ومعداته للوصول إلى رغباته وأهدافه المشروعة منها وغير المشروعة. من المنطلق القائل(إذا ما أردت الانتصار عليك أن تلعب على غير الأرضية التي يلعب بها الخصم وأن تلعب خارج قاعدته؛ هو الاستثناء الذي تبتكره أنت). لذلك ألبس المخرج شخصياته زيًا مشابهًا حافيةً دلالةً وترميزًا لمرجعيات شخصياته البائنة سلبًا والشائخة موقفًا، بوصفها استغلت ظرفًا طارئًا واصبحت ما هو عليه من دلالة ووجود وهوية.
قدم عرض (سباق الخبز) خطابًا جماليًا مفعمًا بالسمت اليومي وارهاصاته وأفعاله الذي طال على مواقف شخصياته؛ فهو يجاور تعليمية (برشت) من وصف (فعل الخير) بات استثناءً من تلك القاعدة بنواميسها وأخلاقياتها، وهو كما في قول (برشت): (عليكم أن تجدوا السوء في القاعدة نفسها وحيثما تجدون هذه القاعدة عليكم أن تعثروا على الترياق). وترياق (حنون) في وضع بصمته على تلك المنخورات التي طالت المنظومة الاجتماعية والأخلاقية في ظل مناخات قامعة وظروف استثنائية جعلت من قاعدته مطية بيد الاستثناء وهي ملجومة برباط محكم وطوق لا يمكن الحياد عنه والفكاك منه. وباتت الإنسانية والعدالة عبث في قاموس المثالية؛ والعدل على وفق هذا المقياس بات عقيمًا وبعيد المنال.
تأسس عرض مسرحية (سباق الخبز) على جدلية مفهوم العدالة وما يحيطها من انثيالات قد تبدو غير عابرة لمفهوم الإنسانية وموقف الإنسان من الحياة والوجود، وما يتأسس من ذلك جحود الطبقات المستغِلة قبالة الطبقات المستغَلة واستمرارية هذا الاستغلال بكل أنواعه، ليركن تلك الطبقة في شقاء وبؤس وسباق دائم للهاث نحو حالة البقاء في ظل سباق محموم ومغلف بالمخاطر مع غياب تلك العدالة التي اتخذت جانبًا أحاديًا، لترهن بيد من يملك السلطة والمال والنفوذ، فالعدل والعدالة انزاحت طبقيًا على وفق ما تميله المصالح وصراع الطبقات. لذلك بصم العرض في فضح وتعرية تلك السلوكيات الفاسدة والقادمة من خارج دائرة الأخلاق والنواميس والعارية ماديًا ومعنويًا من تلك المنظومة المجتمعية الحاملة لبعدها القيمي والاجتماعي، بوصفها سلوكيات هجينة وعابرة ومستوردة تسرطنت في سلوكيات شخصياتها وفاحت رائحتها وتشربت في عقلية حاملها لتهيمن وتسيطر على كل ما يمكن نيله من خيرات وثروات مادية وطبيعية، فالصراع المادي والطبقي أخذ مدياته متوسعًا ليشمل كل ما يمكن نيله والحصول عليه، وبات كل شيء مهدد بالضياع والسرقة وصولًا لسرقة الوجود وامتهان كرامة الآخر بعد التمكن منه، لترتهن إنسانيته وهويته ووجوده ليكون مادة صائرة إلى الزوال.
قدم العرض صورة بصرية احتجاجية محملة بتلك الاسقاطات السياسية والاجتماعية والاخلاقية والوجودية، ليكشف من وراءها تلك الوجوه التي تقنعت والتفحت بستار القوة والمال والنفوذ والمكانة وفضح تلك السلوكيات المريضة والهشة بواقعية مكشوفة على الرغم من حملها تلك الرمزية التي بالإمكان أحالتها لمضانها ومقصديتها. فالطائرة التي أتت بالشخصيات و(هوز) الماء وأوراق لعب القمار وكراسي السباق و(طشت) الغسيل واللجام وأعمدة الضوء الثلاثة لها ارتهاناها ودلالاتها المفضوحة والتي شكلت وتشكل ذلك السباق للسيطرة والقوة والنفوذ. وكشفت وفضحت ذلك المضمر والمسكوت عنه ليتصير مكان مضمار السباق إحالة ودلالة للوطن الذي بات مهددًا بالرهان والاستباحة ومحطة للسباق والصراع، الصراع الإنساني والوجودي وهمًا وحقيقةً قبالة تلك التحديات السياسية والاقتصادية والأخلاقية والقيمية، حتى بات القبول المفروض عنوةً على كل ما تنزه تلك التحديات من مواقف وقرارات من هم في دائرة الخصم، لهشاشة الموقف ونخر المنظومة القيمية وارتهان الإنسان المعدم الفقير في رجولته وكرامته وتقويضها وسحقها، ليتصير دمية راقصة مرتبطة بخيوط تحركها أيادي خفية وفق أوامر عليا، تحركها كيف تشاء ومتى تشاء، لتكون مادة للهو والعبث ومن ثم المحو والشطب.
حملت المنظومة الأدائية لعرض مسرحية (سباق الخبز) محمولاتها البريختية وفقًا لأطروحات العرض الذي تأثث على نوع من الواقعية الجديدة، لاحتواء تلك التناقضات السياسية والاجتماعية والأخلاقية، لإحلال فكر وفلسفة مقابلة لها. كمحاولة جادة لتغيير الإنسان والعالم وعدم الإبقاء على تفسيره، وفي محاولة جادة أخرى لمزاوجة الشكل والمضمون والمبنى والمعنى للوصول الى ذلك التكامل الفكري مع منظومة بصرية وصورية حاملة لأبعادها الجمالية والفنية. ولمنظومة العرض التعليمية؛ تمظهر الأداء في الجانب التقديمي (السردي) الذي ابتعد بدرجة ما عن المحاكاة والاندماج قدر ما كمنت فيه مهمة الممثل هنا عرض الشخصية وتقديمها أكثر من مهمة تمثيلها، فهو يقدم نماذج وشرائح مجتمعية لا شخصيات بعينها، لذلك كان لألوية الجانب العقلي على حساب الجانب العاطفي ظاهرًا وملموسًا، ومن هنا تسيد الجانب السردي في ملفوظات الممثل، فضلًا عن ذلك التكرار اللفظي والحواري والتكرار في إنشاء الصورة المشهدية والانتقال والقطع والازدواج والتعليق وتبادل الأدوار حسب ما تقتضيه بنية الحدث ودفة الصراع. وهذا التبادل أخذ مقصديته الفكرية من وصف كون الحال لا يدوم والمواقف والمكانات غير ثابتة وتغيرها سهل المنال.
تأثثت سينوغرافيا العرض في بنية فنية وجمالية خدمت فلسفة العرض بدءًا من سلم الطائرة إلى الطاولة المتحركة دائريًا كمصائر الشخصيات، والتي أخذت مدياتها الدوالية والتدللية حسب ما يقتضيه الموقف، فبات السلم منصة قضاء وسلم للعبور للجانب الآخر، وباتت الطاولة منصة يحاك ويخطط عليها المؤامرات وكانطلاق لسباق الهيمنة والنفوذ. فكل شيء على خشبة المسرح مرن سائل يمكن تطويعه على وفق مسار الحدث. وباتت الأزياء (بدلات فاخرة مع الأربطة دون حذاء)) كلُ مكمل لإرهاصات الشخصيات ومرامها ومرجعياتها الفاقدة لها، بوصفها شخصيات حديثة العهد بالنعمة. وجاءت الإضاءة لا مفسرة وملاحقة للحدث، بل أفصحت عن تلك التقاطعات الضدية التي حملتها الشخصيات في ظل سباق محموم لأجل الوجود، فهناك مساقط ضوئية دلت وكشفت مرام الشخصيات وأهدافها وارادات موقفها الراهن، فتارة ترهن الإضاءة وتفرد شخصية بعينها وهي تسبح في عالمها وموقفها ومكانتها وتارة أخرى يجمعها في بودقة واحدة لتكون دلالة أخرى مضافة لتلك الصورة الاحتجاجية وتكملها.
مسرحية "سباق الخبز" تأليف: ماجد درندش.. اخراج : ابراهيم حنون، تمثيل: حسن هادي ومازن محمد مصطفى وماجد درندش. بغداد/ مسرح الرشيد 2025.
*************************************
الصفحة الثانية عشر
معرض العراق الدولي للكتاب احتفاء بـ{100 نون نسوية} عراقية
متابعة – طريق الشعب
افتتح ضحى أمس الأربعاء على أرض معرض بغداد الدولي في المنصور، معرض الكتاب الدولي بنسخته السادسة، والذي تنظمه "مؤسسة المدى" للإعلام والثقافة والفنون بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب والتنسيق مع جمعية الناشرين والكتبيين العراقيين، وبمشاركة مؤسسات رسمية وثقافية محلية وعربية وأجنبية.
وقص شريط افتتاح المعرض رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي السيد فائق زيدان يرافقه رئيس "مؤسسة المدى" الأستاذ فخري كريم، وسط حضور وجوه ثقافية وإعلامية وشخصيات رسمية.
وحملت نسخة المعرض هذه عنوان "100 نون نسوية". وهي تحية لمائة شخصية نسوية عراقية ساهمت في ترسيخ الوعي الثقافي والفكري والفني والاجتماعي عبر قرن كامل، وشاركت في دفع المجتمع نحو التقدم والانفتاح على مسار الحضارة الإنسانية.
ووفق ما ذكره مقيمو المعرض في بيان صحفي، فإن هذه الدورة ستكون ثرية ومتعددة في محتواها. حيث سيُعرض أكثر من مليون عنوان كتاب في مختلف التخصصات، إضافة إلى مئات الإصدارات الجديدة لهذا العام، بمشاركة أكثر من 450 دار نشر من 23 دولة.
ويستقبل المعرض نخبة من الأدباء والكتّاب والمفكرين والفنانين من دول عربية وأجنبية، ضمن برنامج ثقافي متنوع يتضمن ندوات فكرية، حلقات نقاشية، حفلات توقيع كتب، فعاليات فنية ومحاضرات تُقام يوميًا على مدار أيام المعرض.
ويستمر المعرض 10 أيام، ويفتح أبوابه يوميًا من الساعة 10 صباحًا حتى 8 مساءً.
**************************************
{جيكور} يحتفي بالروائي زين العابدين نوري ناصر
البصرة – طريق الشعب
ضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة أول أمس الثلاثاء، الروائي الشاب زين العابدين نوري ناصر، احتفاء بروايته الثانية الجديدة "سجين المعنى".
حضر جلسة الاحتفاء التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمهور من الأدباء والمثقفين. فيما أدارها الناشط الشاب سيف مهدي. وافتتحها بإلقاء الضوء على سيرة المحتفى به وتجربته السردية.
وذكر أن رواية ناصر الأولى "نعيب الغربان" كانت قد وصلت الى القائمة القصيرة لجائزة الإبداع العراقي 2022 – 2023.
بعد ذلك، تحدّث المحتفى به عن روايته الجديدة، مبينا انه كتبها بطريقة الرواية الحوارية، واشتغل فيها على تساؤلات النفس البشرية وآلية البحث عن إجابات لتلك التساؤلات.
وفي سياق الجلسة، قدّم الناقد مقداد مسعود ورقة عن رواية ناصر الأولى، مشيرا إلى انه اعجب بها أيما إعجاب من حيث سرد احداثها وحبكتها وقدرتها على شد القارئ.
فيما قرأ الكاتب الشاب محمد عباس ورقة حول رواية "سجين المعنى".
من جانبه، أشار رئيس "ملتقى جيكور" الشاعر والاعلامي عبد السادة البصري، إلى أهمية الاحتفاء بالشباب الواعدين واحتضانهم وتشجيعهم. وعرّج على اشتغالات الروائي المحتفى به. وألقى الضوء على روايته الجديدة.
وكانت للناشط الشاب ضياء الدين عاصف ورقة حول الرواية، أعقبه د. ضرغام الأجودي بالحديث عن أسلوب ناصر السردي في روايته الأولى، وكيف انه ضمّنها بعض ما جاء في "ملحمة كلكامش".
وفي ختام الجلسة، قدم مدير "دار الأدب البصري" الأديب زكي الديراوي، هدية تذكارية إلى الروائي زين العابدين نوري ناصر.
***************************************
تمثال مصطفى جواد {البديل} يواجه انتقادات
متابعة – طريق الشعب
عرضت وزارة الثقافة أخيرا أول نموذج لتمثال جديد للعلامة مصطفى جواد، بدلا من تمثال سابق أزالته الدوائر الخدمية من فلكة مدينة الخالص في ديالى. لكن هذا النموذج أثار انتقادات حادة بين مجتمع النحاتين في المحافظة. إذ يرون أن ملامحه غير مطابقة للأصل "وبلا هيبة"، منتقدين أيضا استخدام مادة "الفايبر كلاس" في تنفيذ التمثال، بدلا من البرونز.
ووصلت الاعتراضات إلى المحافظ عدنان الشمري، الذي استقبل عدداً من نحاتي ديالى. ووعد برفع توصية إلى وزارة الثقافة تتضمن اعتماد نحات من أبناء المحافظة لإنجاز هذا العمل.
ومنتصف تشرين الثاني الجاري، أصدرت بلدية الخالص توضيحاً بشأن إزالة مجسم العلامة مصطفى جواد. وقالت إن هذه الخطوة جزء من أعمال تأهيل "فلكة العلاّمة"، وإن الإزالة جاءت تمهيداً لتنفيذ مجسم جديد بحلة تليق بمكانته.
في حديث صحفي، قال النحات الأكاديمي مشتاق عباس الخدران، أن "العوامل البيئة والتصليحات التي طرأت على التمثال القديم، غيرت كثيراً من شكله. لذلك أن تبديله كان أمرا حتميا، لكن كان يفترض أن تتم إزالته بطريقة غير تلك التي أزيل بها".
وأوضح أن المجسم الجديد طوله 80 سنتيمترا فقط، وملامحه لا تشبه ملامح العلاّمة، مضيفا أن "هناك عوامل عدة تتعلق بشكل التمثال، منها الفضاء المحيط به، الذي يفرض على النحات حجما معينا. كذلك العوامل البيئية التي تفرض اختيار خامة معيّنة للتمثال".
وتابع قوله أن "غالبية الناس في الخالص تعرف شكل مصطفى جواد. لذلك على من ينحت تمثالا له الوصول إلى تفاصيل دقيقة عن شكله، وهذا ما يجيده النحّات المتمكن".
فيما قال النحات ضرار الفدعم، أن "التمثال المقترح بعيد كل البعد عن الأصل، ويفتقر لكثير من الأمور، أهمها الشبه. إذ يجب أن تتطابق ملامحه مع ملامح مصطفى جواد، خصوصا انه شخصية معروفة".
وأضاف قوله في حديث صحفي أن "الهيبة عنصر ضروري يجب مراعاته عند إنشاء تمثال لعلاّمة مثل مصطفى جواد. فالتمثال سيتوسط الخالص، ويجب أن يكون مهابا، وواقعيا، وليس هزيلا، بل يجب منحه عمقا حضاريا".
*****************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
• طارق المختار 500 الف دينار
• د. خليل عبد العزيز الف كرون سويدي
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
************************************
يوميات
• ينظم منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد بعد غد السبت، جلسة استذكار للفنان الكبير الفقيد سامي كمال، يُشارك فيها الفنان حسن بريسم والناقد سامر المشعل، ويديرها الفنان ستار الناصر.
تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
• في سياق فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، يُقام غدا الجمعة حفل توقيع للكتاب "اليسار الإيراني من الثورة إلى إيفين"، لمؤلفه د. جاسم الحلفي.
يبدأ الحفل في الساعة 5 مساء في جناح "دار سطور" – F6 .
• يعقد نادي ادب الرحلات في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، جلسة احتفاء بتجربة الأديب باسم فرات في أدب الرحلات، يتحدث فيها الناقد د. أحمد حميد.
تبدأ الجلسة التي سيديرها الأديب حسن البحار، في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
***********************************
اما بعد.. البودكاست المحلي: تفَّوق الثقة والصراحة
منى سعيد
أتاح التطور التقني فرصا متنوعة بمجال اختيار ما يمكن متابعته والاستمتاع به من شتى أنواع الفنون وأصناف الثقافة.
وعلى الرغم من تراجع مشاهدات التلفزيون مقارنة بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن أفكارا جديدة أخذت تستحوذ على اهتمام المتلقي وتستدعيه إليها بسلاسة.
أخص الحديث هنا عما أشيع أخيرا من ظاهرة "البودكاست"، وإن كانت فكرتها معروفة ومتداولة، إذ تُعنى باستضافة شخص والتحاور معه سواء عبر التلفزيون أو الإذاعة. لكن ما يميزها الآن هو طول مدة الحوار، إلى جانب جودة اختيار الضيوف ونوعية الأسئلة الموجهة لهم من قبل مُعدّيها ومقدميها.
محليا لابد من تأشير بعض منها، أحدثت تأثيرا مباشرا على المتلقي العراقي لما حملته من محتوى ثقافي عال وذائقة راقية من حيث الإعداد والتقديم، منها مثلا بودكاستات للشاعر أدهم عادل، تدور حول سرد قصص عن شخصيات أدبية وفنية بعنوان "ومضات"، منها التاريخية مثلا حول كلكامش، والأساطير، او قصة الحلاج والمتصوفة . كذلك بودكاست "شي منسي" للفنان صلاح منسي وهو مؤلف مسرحي ومعد برامج تلفزيونية، والذي يرى أن البودكاست " يزيح الحوار الرسمي والمتكلف مع الضيف، ويجعله يتحدث بأريحية وكأنه في جلسة أصدقاء قريبين لبعضهم، وهو محتوى مسموع يمكن لمعظم الشباب سماعه أثناء ممارستهم أعمالهم اليومية". و يرى ثائر جياد وهو مؤلف دراما ومعد برامج وبود كاست "جيم سيم" بأنه "انعتاق من قيود وسياسة القنوات الفضائية بعيدا عن مقص الرقيب، و يعمد لترميم الذائقة بعيدا عن رياح "الطشَّة" إي البحث المهووس عن الشهرة، ويزيح الابتذال المستشري في الفضائيات والسوشيال ميديا" .
وينبش الفنان القدير وليد حبوش في بودكاست "عيش اللحظة" الذي يعرض على قناة الرابعة، في التاريخ الفني والثقافي العراقي ويقارنه مع الظواهر الاجتماعية والفنية المعاصرة. أما علي كيتو وهو صانع أفلام ومصور صحفي ومخرج برامج وبودكاست " قصص" فيقول: "نحن في النهاية سنصبح جميعا قصصا". وفي منصة شاملة تجمع بين الخبرات والثقافات والتجارب بمساحة افتراضية، تلتقي القصص الإنسانية بالحداثة الرقمية .
فعليا يُسجل البودكاست العراقي اليوم حضورا مؤثرا لشخصيات شابة، سواء من المُعدّين أو الضيوف، تبوح بآرائها بثقة وصراحة، وبما يتفوق على المادة الإعلامية التقليدية .
**************************************
قف.. عراق سافايا
عبد المنعم الأعسم
مارك سافايا ممثل الرئيس ترامب يتحدث عن العراق بطريقة حار المحللون في تصنيفها: هل باعتباره وصيّا على الدولة التي لم تشبّ عن الطوق؟ أم هو تاجر خردة يجد في العراق سوقا لترويج بضاعة لم يعلن عنها؟ ام هو واحدا من اهل البيت كما انعكس ذلك في صورة له مع السوداني قبل ان يذهب بحكومته الى تصريف الاعمال؟ وفي كل الاحوال، فان مهمته في العراق، كما هو واضح، ليست دبلوماسية، وليست عسكرية، ولا من جنس المهمات التي تُنفذ بزيارة واحدة، وما زاد في حيرة المراقبين تكرار سافايا لعبارة "الشراكة" التي يسعى الى تفعيلها بين بغداد وواشنطن، وقبل ان تدور الرؤوس في تعريفات ومفاهيم الشراكة، واشكالها، فوجئنا بتصريح عابر للقارات يعلن فيه مارك سافايا بان العراق يمر في مفترق طرق، وذلك وسط تقارير تفيد انه متوجه ٌ الآن الى بغداد، فيما سخر معلق من واشنطن بالقول ان "مفترق الطرق" فيلم رعب يجري تصويره في بغداد قريباً.
الى ذلك، فان اهل السلطة، وحتى الان، منشغلون في امور تتعلق بتوزيع الاسلاب، وحصتك وحصتي.. فيما العراق يبقى، كما يبدو، من حصة مارك سافايا..هلهولة.
*قالوا:
" أخشى ما اخشاه ان يأتي اليوم الذي تصبح فيه الخيانة وجهة نظر".
واحد
*****************************************
حضور عراقي بارز في مهرجان ثقافي تونسي
متابعة – طريق الشعب
اختتمت في مدينة الحمامات التونسية يوم 23 تشرين الثاني الفائت، فعاليات "مهرجان خيمة الإبداع العربي" الثالث، الذي أقامته وزارة الثقافة التونسية والمركز الثقافي الدولي في السويد، وشهد مشاركة عراقية بارزة.
وشارك في المهرجان الذي استمر ثلاثة أيام، عدد كبير من الأدباء والكتاب والفنانين العرب من ٢٢ دولة عربية واوربية إضافة إلى أمريكا وأستراليا. وقد افتتح أعماله السفير العراقي في تونس.
وتضمنت فعاليات المهرجان قراءات شعرية ومعرض رسم ومحاضرة في أدب الرحلات ألقاها الرحالة عبد المنعم الديراوي. وقد توِّج المهرجان باسم الشاعر الكبير يحيى السماوي. فيما بُثت خلاله أغنية بعنوان "تونس" من كلمات الشاعر العراقي د. هاشم عبود الموسوي وألحان الفنان طارق شعبان.
وتضمن المهرجان أيضا أمسية غنائية تونسية، وعرضا مسرحيا تونسيا كذلك، فضلا عن عرض أزياء تقليدية، وزيارة لمعالم مدينة سوسة الحضارية التاريخية، المطلة على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
********************************
عن فيلمه {أناشيد آدم} عدي رشيد أفضل مخرج في {مهرجان الفيوم}
متابعة – طريق الشعب
أحرز المخرج السينمائي عدي رشيد جائزة أفضل مخرج في الدورة الثانية لـ"مهرجان الفيوم" الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة في مصر، وذلك عن فيلمه الموسوم "أناشيد آدم".
جاء ذلك في حفل ختام المهرجان يوم 30 من تشرين الثاني الفائت، بعد منافسات بين أفلام دولية روائية طويلة.
وأشادت لجنة التحكيم بفيلم رشيد، من حيث لغته البصرية وقدرته على تقديم عالم درامي متماسك ومؤثر.
وقد منحت اللجنة تنويها خاصا لبطل فيلم "أناشيد آدم"، الطفل عزام أحمد "تقديرا لأدائه اللافت وقدرته على تجسيد شخصية محورية أثرت في مسار الفيلم وجمهوره".
جدير بالذكر، أن فيلم "أناشيد آدم" - وهو من إنتاج المنتج السينمائي ماجد رشيد - ثمرة إنتاج مشترك بين شركتي "نيبور" للإنتاج الفني و"كيان فيلم". وسبق أن فاز هذا الفيلم بجائزة "الوهر الذهبي" لأفضل فيلم روائي طويل في "مهرجان وهران" الدولي للفيلم العربي بدورته الـ13، والذي اختتم بداية تشرين الثاني الفائت في الجزائر.