الصفحة الأولى
تصفية حسابات أم إجراءات قانونية؟ استبعاد مئات المرشحين يثير جدلا ويهدد ثقة الناخبين
بغداد ـ طريق الشعب
في لحظة سياسية مشحونة تسبق الانتخابات النيابية المقبلة، عاد ملف استبعاد المرشحين ليتحوّل إلى بؤرة جدل ساخنة تهدد ثقة الشارع بالعملية الانتخابية. فقرارات المفوضية العليا للانتخابات باستبعاد مئات المرشحين، بينهم نواب حاليون وقيادات سياسية ومدنية، لم تُقرأ بوصفها إجراءات قانونية فحسب، بل انطلقت معها تساؤلات عميقة حول مدى حياد المؤسسات المعنية وقدرتها على حماية التنافس الانتخابي من شبهة التسييس والتصفية.
موقف تحالف البديل
وأعرب تحالف البديل عن استنكاره الشديد لقرار استبعاد النائب سجاد سالم، أمين عام حزب الاستقلال، من خوض الانتخابات المقبلة، مؤكداً أنه يدرس جميع خياراته بشأن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، ما لم تُعالج هذه القرارات التي وصفها بـ"الجائرة".
وقال التحالف في بيان صحفي، إنّ "هذا القرار يمثل استهدافاً مباشراً للقوى المدنية والوطنية التي وقفت بوجه الفساد وسعت إلى ترسيخ الدولة المدنية بعد التغيير في عام 2003". وأضاف أن "هذا الإقصاء لا يطعن فقط بحقوق أفراد، بل يطعن بجوهر العملية الديمقراطية، ويحوّل التنافس السياسي إلى عملية انتقائية تُدار بعيداً عن إرادة الشعب، ويرسل إشارات خطيرة عن نزاهة وشفافية الانتخابات المقبلة".
وتابع البيان، أن "تحالف البديل يعلن بجدية أنه يدرس كافة الخيارات بشأن مشاركته في الانتخابات، ما لم تُعالج هذه القرارات الجائرة، ويُعاد الاعتبار للنواب والشخصيات الوطنية المستبعدة"، مشدداً على أن "أي عملية انتخابية قائمة على الإقصاء والتهميش، لن تعبّر عن الإرادة الشعبية الحقيقية، ولن تسهم في بناء الدولة العادلة التي يستحقها العراقيون".
إحصائية المفوضية حول المستبعدين
ويأتي موقف تحالف البديل في وقت أعلنت فيه المفوضية استبعاد 627 مرشحاً من أصل 7440 مرشحاً حالياً، وذلك لأسباب تتعلق بإجراءات المساءلة والعدالة، والقيود الجنائية، ونقص الوثائق، إلى جانب قرارات قضائية.
وجاء في الإحصائية التي أصدرتها المفوضية، أمس الاول الأحد، أن "عدد المستبعدين بلغ 290 مرشحاً بسبب إجراءات المساءلة والعدالة، و106 مرشحين بسبب القيود الجنائية، فيما تم استبعاد 4 مرشحين وُصفوا بالمزورين، إضافة إلى 15 مرشحاً بقرار من مجلس القضاء الأعلى".
وأضافت المفوضية، أن "34 مرشحاً استبعدوا بسبب نقص الوثائق الدراسية، و10 آخرين من المكون المسيحي، بينما تم استبعاد 163 مرشحاً، بناءً على طلبات الاستبدال من القوائم، فضلاً عن 5 مرشحين ضمن خانة (أخرى)".
وأكدت الإحصائية أن "المجموع الكلي للمرشحين المستبعدين بلغ 627 من أصل 7440 مرشحاً مسجلاً حالياً".
ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات النيابية في 11 تشرين الثاني المقبل، وسط حضور مراقبين محليين ودوليين، فضلاً عن مشاركة منظمات مختلفة. كما أصدرت المفوضية في 20 آب الجاري قراراً يحدد مدة السماح للتحالفات والأحزاب السياسية باستبدال مرشحيها المستبعدين، بحيث يكون آخر يوم لذلك في 4 أيلول، مع استمرار تقديم البدائل لمدة ثلاثة أيام بعد نشر قرار الاستبعاد على الموقع الرسمي للمفوضية.
مقومات نزاهة الانتخابات
من جانبه، أكد الرفيق حسين النجار، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ضرورة ان يجري التحضير للانتخابات بصورة شفافة، وان تطبق القوانين التي تضمن منع التلاعب بالأصوات وتؤمن النزاهة والعدالة. وفي مقدمة ذلك ابعاد القوى السياسية التي تمتلك اذرعاً مسلحة او تدعمها، وذلك وفقاً لقانون الاحزاب النافذ، وان تجري مراقبة تمويل الحملات الانتخابية وضمان عدم الاعتداء على المال العام والسلطة وتجييرها لصالح قوى سياسية معينة.
وألمح النجار في حديث لـ"طريق الشعب" الى ان هناك "تطبيقا كيفيا" للقانون، محذرا من استخدامه بالخصوم السياسيين وابعادهم عن الترشح للانتخابات، من دون الكشف عن الإجراءات ومبررات الاستبعاد بصورة شفافة، واعلان المخالفات التي ارتكبها المرشحون، بصورة واضحة.
وفسّر النجار، قرارات إبعاد عدد من المرشحين، بما في ذلك قائمة تحالفنا (تحالف البديل) في المثنى بصورة كاملة، بحجة نقص الأوراق، وكذلك استبعاد النائب سجاد سالم، بأنها "محاولة لفرض الهيمنة وإبعاد الأصوات المعارضة للقوى الماسكة بالسلطة".
وتابع، أن هناك قوى سياسية ومرشحين ونوابا يخالفون القانون بصورة علنية، ويحشدون طائفياً دون ان يجري محاسبتهم، فهل هناك معايير معينة تنطبق على هؤلاء، ولا يجري إبعادهم، بينما تنطبق على الآخرين.
وأضاف، ان "ضمان نزاهة الانتخابات ووقوف المفوضية على مسافة واحدة من الجميع، يتطلب منها ان تعلن الإجراءات التي تتخذها بصورة شفافة، دون ان تسمح للقوى السياسية المتنفذة في التدخل في شؤونها".
مخاوف من "تصفية حسابات"
وفي السياق، اعتبر المراقب السياسي هاشم الجبوري، أن الاستبعادات الأخيرة قد تمثل "تصفية حسابات سياسية"، لاسيما أن بعض المستبعدين هم أعضاء في مجلس النواب لدورات عدة أو سبق أن تسلموا مناصب عليا في الدولة.
وأوضح الجبوري في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "الآليات المعتمدة من هيئة المساءلة ولجنة تحديد حسن السيرة والسلوك لم تكن واضحة بما يكفي"، مبيناً أن "المشكلة ليست فقط في شمول بعض المرشحين بإجراءات المساءلة والعدالة، فهذا أمر دستوري وملزم، بل في الطريقة التي فُهم بها موضوع حسن السيرة والسلوك، حيث لاحظنا حالات استبعاد ربما لأسباب تتعلق بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أو لذرائع غير واضحة".
وزاد بالقول أن "بعض المرشحين المستبعدين عليهم دعاوى قضائية لم تُحسم بعد أمام القضاء، والقاعدة القانونية تقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته بقرار قضائي مكتسب للدرجة القطعية، وهو ما يجب أن يكون الفيصل في تحديد أهلية المرشح".
وأشار الجبوري إلى أن "ما يُثار في الشارع حول استغلال النفوذ السياسي لإقصاء خصوم، يُعد مؤشراً مهماً حتى وإن لم تتوفر أدلة قاطعة، لأنه يعكس قناعة عامة تتنامى بين المواطنين"، لافتا إلى أن "التوقيت غير المناسب للإجراءات يثير الشكوك ويهدد الثقة بالعملية الانتخابية، كونها تبدو خاضعة لمزاجية سياسية وانتقائية في التطبيق".
وأضاف قائلاً ان "لسنا هنا للتشكيك بنزاهة القضاء، لكنه يفترض أن يكون الملاذ الآمن للمواطن. إلا أن الطريقة التي جرت بها عمليات الاستبعاد، والحملات المصاحبة لها، أوحت وكأنها أقرب إلى تصفية سياسية، ما يضع العملية الانتخابية برمتها موضع تساؤل، إذ يشارك من يراد له المشاركة ويُستبعد من لا يراد له".
واستشهد الجبوري بمثال حديث قائلاً: "لاحظنا قبل أيام شمول محافظ نينوى السابق بإجراءات المساءلة والعدالة، رغم أنه لم يُشمل حين كان محافظاً أو قائداً في عمليات التحرير، وكل ذلك يزعزع الثقة الهشة أصلاً بالعملية الديمقراطية".
جدل متصاعد ومسؤولية المفوضية
ويؤكد مراقبون، أن استمرار المفوضية العليا للانتخابات في الاكتفاء بالتصريحات المقتضبة، يضعها في مواجهة مباشرة مع الشارع ومع القوى السياسية على حد سواء، إذ أن استبعاد أي مرشح لا يُعَد قراراً إدارياً عابراً، بل مساساً بحق التمثيل السياسي، وجزءاً من الثقة العامة بالعملية الانتخابية.
ويحذر المراقبون من أن غياب بيان رسمي واضح ومفصل يشرح آلية الاستبعاد وأسبابه، ويحدد ما يدخل ضمن صلاحيات المفوضية وما يقع خارجها، يفتح الباب أمام الشائعات والتكهنات، بما قد يحول الخلافات القانونية إلى أزمة سياسية تضرب نزاهة الانتخابات المقبلة.
وينقل المراقبون عن مصادر من داخل المفوضية تأكيدها، ان عدد المستبعدين سوف يتراوح بين 850 الى الف مرشح.
ويجمع المراقبون على أن الشفافية في هذا الملف تمثل شرطا أساسيا لحماية العملية الانتخابية من التشكيك والاهتزاز، مؤكدين أن المفوضية مطالبة بخطاب رسمي جامع يضع النقاط على الحروف، وأن تستند قراراتها إلى أسس قانونية واضحة، لا نزاعات أو اصطفافات.
********************************************
راصد الطريق.. سوق مريدي: طوبى لمن كان فقيرا
منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كانت سيارات النقل العام تنطلق من محل الحاج مريدي الفرطوسي، إلى كل مناطق العاصمة بغداد. ومع مرور السنوات وتعاقب السلطات على حكم البلاد، أخذت الحركة التجارية تتسع في محيط ذلك المحل، لتشكل ملجأً وحيداً لفقراء قلب العراق، الذين تتزايد أعدادهم بفضل سياسات السلطات المتعاقبة، منذ مرحلة ما بعد عبد الكريم قاسم، وحتى الآن، فأصبحت مساحته تزيد على أكثر من ثلاثة كيلومترات مربعة.
ظل سوق مريدي، لاكثر من ستة عقود، متصالحا مع حاجات الفقراء، الذين يقصدون من جميع مناطق بغداد. لم يطرد يوما فقيرا؛ لم يرفض تلبية حاجة فقير لجهاز مستعمل، لملابس مستعملة، لعمل، لسلع يطلبها مجانا. وفي مقابل كرم "مريدي" كانت السلطات تزيد وتوغل في اضطهاد الناس وسرقة ثرواتهم وقوت عيشهم، وحياتهم.
"مريدي" عالم مكتظ بالفوضى الشعبية، وهي نظامه الوحيد: خليط من الأصوات والروائح والألوان؛ نداءات الباعة تتداخل مع صخب الزحام، وأكوام الكتب المستعملة تغط الشارع والرصيف، مع التحف القديمة والملابس الرخيصة والسلع الغريبة. كل هذا الأغراض تصرخ: طوبى للفقراء، أجيالا بعد أجيال.
سوق مريدي، الذي يشكل ذاكرة مفتوحة لبغداد الشعبية، ويعكس وجها لمدينة واجهت قهر ماضيها، يستسلم اليوم بسهولة لـ"شفل الحكومة" التي تريد سحب أوكسجين جيوب الفقراء، وتمحو ذاكرتهم، وتعدم مصدر زرق آلاف العوائل. نريد لهذا "الوحش الاصفر" أن يكتسح تجاوزات المسؤولين، الأحزاب التي ابتلعت عقارات الدولة وممتلكاتها، وليس مكافحة هذا السوق وفقرائه ومتبضعيه المسحوقين.
**********************************************
الصفحة الثانية
البرلمان يصوّت على قانون التربية ويتجاوز {قائمة السفراء}
بغداد ـ طريق الشعب
صوّت مجلس النواب، أمس الاثنين، على قانون التعديل الأول لقانون وزارة التربية، خلال جلسته التي عقدها أمس.
وقالت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب في بيان، انه جرى التصويت على مقترح قانون التعديل الاول لقانون وزارة التربية رقم 22 لسنة 2011، ما يهدد بالطعن به من قبل الحكومة، كونه يحمّلها أعباءً مالية.
وبعد افتتاح الجلسة، أضيفت على جدول أعماله فقرة (التصويت على قائمة السفراء المرسلة من رئاسة الوزراء)، الأمر الذي دفع بعدد من أعضاء المجلس، إلى مغادرة الجلسة لكسر النصاب.
من جانبه، أكد النائب مصطفى الكرعاوي، إلغاء فقرة التصويت على السفراء، بعد كسر نصاب الجلسة.
وقال في تدوينة تابعتها "طريق الشعب"، انه "تم إلغاء فقرة التصويت على السفراء بعد كسرنا للنصاب بسبب عدم ورود أي بيانات عنهم، وإنما اعتمدوا المحاصصة المقيتة في ترشيحهم".
************************************************
قوات الأمن تطوق تظاهرة "خور عبد الله" في بغداد وتمنع مناصريها في المحافظات من دخول العاصمة
احتجاجات واسعة تحمل مطالب خدمية ووظيفية وسياسية
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت عدة محافظات عراقية، خلال الأيام الماضية، سلسلة من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي نظمتها شرائح مختلفة من الموظفين والخريجين والأهالي، للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل وتنفيذ قرارات قضائية، إضافة إلى رفض بعض الإجراءات الحكومية التي اعتبروها مجحفة بحقهم.
احتجاجات "خور عبدالله" في بغداد
وفي العاصمة بغداد، شهدت ساحة النسور تظاهرة شارك فيها نحو 50 شخصاً يتقدمهم وزير النقل الأسبق والنائب السابق عامر عبد الجبار، للمطالبة بإلغاء اتفاقية خور عبد الله مع الجانب الكويتي.
وقال مصدر أمني إن التظاهرة شهدت مشادات مع القوات الأمنية التي منعت التصوير وطوقت المكان، كما منعت مجموعة يتزعمها الناشط ضرغام ماجد من دخول العاصمة للمشاركة لعدم حصولهم على موافقات رسمية.
وخلال التظاهرة، طالب عبد الجبار رئيس مجلس الوزراء بتطبيق قرار المحكمة الاتحادية العليا رقم 105 لسنة 2023، الذي قضى بعدم دستورية قانون التصديق على الاتفاقية بسبب مخالفة إجراءات التصويت في البرلمان لمتطلبات الدستور. وحذر عبد الجبار من اندلاع احتجاجات أوسع بعد زيارة الأربعين، قد ترتفع مطالبها إلى حد المطالبة بإقالة الحكومة إن لم يتم تنفيذ القرار القضائي.
موظفو الأقسام الطبية في البصرة
نظم موظفو الأقسام الطبية في الشركات النفطية بمحافظة البصرة وقفة احتجاجية طالبوا خلالها بشمولهم بمخصصات الخطورة الطبية أسوة بنظرائهم في الوزارات الأخرى. وأكد المحتجون، وفقاً لمراسلنا، أن حرمانهم من هذه المخصصات يمثل تمييزاً واضحاً بحقهم، لاسيما وأن طبيعة عملهم لا تقل خطورة عن العاملين في المؤسسات الصحية الأخرى.
خريجون يطالبون بالتعيين
كما نظم العشرات من الخريجين المشاركين في التعداد السكاني الأخير وقفة احتجاجية أمام مبنى محافظة البصرة، للمطالبة بتعيينهم ضمن ملف 13 ألف درجة وظيفية. وأوضحوا أن مشاركتهم في عملية التعداد كانت ناجحة وفعالة، لكن وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على مراجعاتهم ومطالبتهم المستمرة عبر ثلاث تظاهرات ومخاطبات رسمية لم يحصلوا على أي استجابة، رغم تعهد المحافظ بدراسة طلبهم سابقاً.
أهالي الرومية يطالبون بالخدمات
وفي قضاء أبي الخصيب، خرج أهالي منطقة الرومية في تظاهرة عبروا فيها عن استيائهم من غياب الخدمات الأساسية في منطقتهم. وأكدوا أن شوارعهم تفتقر إلى التبليط وشبكات الصرف الصحي والكهرباء، فيما امتلأت الطرق بالمطبات التي تعيق حركة المركبات والطلاب، وتزداد معاناتهم بشكل كبير في موسم الأمطار حيث تتحول الشوارع إلى برك من الطين. وطالب الأهالي الحكومة المحلية وبلدية القضاء بشمول منطقتهم بخطط الإعمار، مؤكدين أن مطالبهم ليست صعبة التنفيذ، لكنها تمثل حاجة حياتية ملحّة.
ميسان تحتج على المحاصصة والجفاف
وفي محافظة ميسان، نظم العشرات من أهالي ناحية سيد أحمد الرفاعي وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس المحافظة، رفضاً لقرار تغيير مدير الناحية جار الله البزوني. وأوضح المحتجون أن القرار اتُخذ بشكل فردي من دون استشارة الأهالي أو ممثليهم، واتهموا بعض أعضاء المجلس بالعمل وفق مبدأ المحاصصة الحزبية.
وجاءت هذه التظاهرة بعد أيام من احتجاج مماثل في ناحية العزير، حيث طالب الأهالي بإبعاد المحاصصة عن تعيين مديري الوحدات الإدارية.
وفي السياق ذاته، أقدم العشرات من سكان منطقة الجزيرة غربي المحافظة، بينهم مزارعون من قرى العيسى والمريان، على قطع الطريق الرابط بين ميسان وذي قار، احتجاجاً على استمرار الجفاف وانقطاع مياه الإسالة. وطالبوا الحكومة بإطلاق المياه عبر مشروع MC2 ونهر البتيرة لإنقاذ محاصيلهم وتأمين مياه الشرب لمحطات الإسالة المتوقفة.
كما تظاهر سكان ناحية العزير مجدداً أمام مبنى مجلس المحافظة رفضاً لتغيير مدير الناحية السابق كاظم دريول، وتكليف غزوان النوفلي بدلاً عنه. وأكد المتظاهرون، وأغلبهم من عشائر "البو عيطة"، أنهم يمثلون غالبية سكان الناحية ولهم الحق في تقديم مرشحيهم لإدارة منطقتهم بعيداً عن الاعتبارات الحزبية.
خريجو المثنى يطالبون بفرص عمل
وفي محافظة المثنى، خرج العشرات من خريجي الكليات (الاحتياط) في وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس المحافظة، مطالبين بشمولهم بنظام العقود المخصصة للدوائر الحكومية. وشدد المحتجون على أن مطلبهم يهدف إلى توفير فرص عمل تضمن لهم الاستقرار، ورفضهم في الوقت نفسه تحويل هذه الدرجات إلى فئات أخرى. وأكدوا استمرارهم في التحركات لحين الاستجابة لمطالبهم.
"تظاهرة صفراء" في كركوك
أما في محافظة كركوك، فقد نظم أصحاب سيارات الأجرة "الصفراء" تظاهرة احتجاجية ضد إدخال سيارات خاصة ضمن عمل تطبيق إلكتروني جديد للنقل. واعتبر المحتجون أن هذا الإجراء يهدد أرزاقهم ويتعارض مع القوانين، خصوصاً وأنهم يدفعون التزامات مالية ورسوماً سنوية في حين يعمل أصحاب السيارات الخصوصية من دون ضوابط.
وطالب السائقون الحكومة المحلية ومديرية النقل بالتدخل لمنع هذه "التجاوزات غير القانونية"، مؤكدين أنهم سيتواصلون في احتجاجاتهم لحين ضمان حقوقهم.
احتجاج النازحين الإيزيديين في زاخو
وفي أقصى الشمال، نظم العشرات من النازحين الإيزيديين في مخيم "جم مشكو" التابع لإدارة زاخو المستقلة تظاهرة سلمية، احتجاجاً على قرار وزارة الهجرة الاتحادية القاضي بدمج النازحين في المجتمع المحلي لإقليم كردستان بدلاً من إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.
ورفع المتظاهرون شعارات ترفض القرار وتؤكد استمرار معاناتهم لأكثر من 11 عاماً داخل المخيمات.
وأوضح الناشط قاسم سلو أن النازحين كانوا ينتظرون قرار إعادتهم إلى مناطقهم لكنهم فوجئوا بقرار الدمج، فيما طالبوا بتعويضهم أسوة بالعائلات التي عادت من مخيم الهول وحصلت على 10 ملايين دينار.
كما أكد المتظاهر قيس خلف أن وزارة الهجرة لم تقدم أي حلول حقيقية للنازحين الإيزيديين منذ 11 عاماً، بل كانت قراراتها في غير صالحهم، معتبراً أن القرار الأخير يحمل أبعاداً سياسية تهدف إلى منع عودتهم واستبدالهم بآخرين.
ودعا المتظاهرون الجهات الدولية للتدخل من أجل عودتهم إلى ديارهم وإعادة إعمار مناطقهم المدمرة.
***************************************
الهجرة تنفي صرف منحة للعائدين وتحذر من استغلال ملف النازحين انتخابياً
بغداد – طريق الشعب
نفت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، امس الاثنين، صحة الأنباء المتداولة بشأن صرف منحة مالية للعائدين إلى مناطقهم، مؤكدة أن عدم توفر السيولة المالية هو السبب وراء تأخر إطلاقها منذ العام الماضي.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إنها تتابع ملف المنح بشكل متواصل مع الجهات ذات العلاقة، إلا أن غياب التخصيصات المالية اللازمة حال دون البدء بعملية الصرف حتى الآن.
وحذرت من محاولات بعض الجهات استغلال هذا الملف لأغراض انتخابية، مشيرة إلى أن هذه الممارسات "تضلل الرأي العام وتمس بمعاناة شريحة واسعة من العائدين والنازحين".
كما توعدت الوزارة باتخاذ إجراءات قانونية بحق أي جهة تروج لمعلومات مغلوطة حول المنحة، مشددة على أن أي إعلان رسمي بهذا الشأن سيتم حصراً عبر منصاتها الرسمية بعد تأمين التمويل.
وأضاف البيان: "لدينا التزام كامل تجاه أهلنا العائدين، ونواصل مساعينا الحثيثة لتأمين المنحة في أقرب وقت ممكن، بما يخفف من الأعباء التي تواجه هذه الشريحة".
***************************************
الادعاء العام في السليمانية يباشر التحقيق في أحداث اعتقال لاهور شيخ جنكي
السليمانية – طريق الشعب
أعلن الادعاء العام في إقليم كردستان، امس الاثنين، أن رئاسة الادعاء العام في السليمانية ستباشر إجراءات التحقيق بشأن الأحداث التي وقعت ليلة اعتقال رئيس حزب "جبهة الشعب" لاهور شيخ جنكي وشقيقيه بولاد وآسو، بعد صدور مذكرات اعتقال بحقهم.
وجاء في بيان للادعاء أن حماية الحقوق والحريات وأمن المواطنين تأتي في صلب مهامه، مؤكدًا ضرورة التزام الجهات المنفذة لأي حكم قضائي بالقانون والمبادئ الدستورية، مع الحفاظ على الأرواح والكرامة والممتلكات العامة والخاصة وحقوق المتهمين.
ودعا البيان وسائل الإعلام ومنشئي المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي إلى التعامل بمسؤولية مع هذا الحدث، والابتعاد عن إثارة الفوضى أو التضليل، لضمان حماية حقوق الجميع في إطار الدستور والقانون.
وكانت مدينة السليمانية شهدت، ليلة الخميس/الجمعة الماضية، اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية وعناصر حماية لاهور شيخ جنكي، إثر صدور أمر قضائي باعتقاله.
وانتهت العملية باعتقاله وشقيقيه بعد اقتحام مقر الحزب في فندق لالزار بحي سرجنار وسط المدينة.
ويُذكر أن لاهور شيخ جنكي كان الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني قبل عزله بقرار من بافل طالباني في يوليو 2021، ثم أسس حزب "جبهة الشعب" الذي حصل على مقعدين في انتخابات برلمان كوردستان 2024.
***************************************
الصفحة الثالثة
أداة لدعم التنمية وتعزيز الاقتصاد الوطني من مكافحة الفساد إلى تنويع الاقتصاد إصلاحات مطلوبة لرفع التصنيف الائتماني للعراق
بغداد - طريق الشعب
يشكّل التصنيف الائتماني أحد أبرز المؤشرات المالية التي تعتمدها المؤسسات الدولية في تقييم أوضاع الدول الاقتصادية والمالية. إذ يلعب دوراً كبيراً مثلا في جذب المستثمرين كما يؤثر بصورة مباشرة في ثقتهم وتدفق رؤوس الأموال.
ويؤكد مختصون أهمية هذا التصنيف بالنسبة للاقتصادات النامية، إذ يمكن لتحسّنه أن يفتح آفاقاً أوسع أمام تمويل المشاريع الاستراتيجية وجذب الاستثمارات الأجنبية، بينما يؤدي تراجعه إلى ارتفاع كلفة التمويل وتراجع جاذبية بيئة الأعمال.
فريق وطني لتحسين التصنيف
وعملت الحكومة مؤخرا على تشكيل فريق وطني برئاسة محافظ البنك المركزي وعضوية ممثلين عن وزارات المالية والنفط والتخطيط، وهيئة الأوراق المالية والقطاع المصرفي، بهدف إعداد استراتيجية متكاملة لتحسين التصنيف الائتماني السيادي للعراق.
وسيعمل الفريق، بحسب بيان حكومي، على التنسيق المباشر مع وكالات التصنيف العالمية (Fitch، S&P، Moody’s)، ووضع خطط عملية لتعزيز الحوكمة وإدارة المخاطر المالية، وتطوير بيئة الأعمال بما ينسجم مع برامج الإصلاح الاقتصادي.
تصنيف متدن نسبياً
في هذا الصدد، قال أستاذ الاقتصاد الدولي، نوار السعدي، أن التصنيف الائتماني يمثل انعكاساً دقيقاً لقدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية، ومدى استقرارها الاقتصادي والسياسي في الوقت نفسه.
وقال السعدي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن العراق "ما يزال يصنّف في مستويات متدنية نسبياً نتيجة عوامل متشابكة، أبرزها الاعتماد شبه الكلي على الإيرادات النفطية التي تشكل أكثر من 90 في المائة من دخل البلاد، ما يجعله عرضة مباشرة لتقلبات أسعار الطاقة العالمية".
وأضاف، أن التحديات الأمنية والسياسية المستمرة، الى جانب تفشي الفساد وضعف البنية التحتية الاقتصادية، تحدّ من إمكانية تحسين موقع العراق في التصنيفات الدولية.
وبيّن، أن تحسين هذا التصنيف "ليس بالأمر المستحيل، لكنه يتطلب خطوات عملية تبدأ بتنويع مصادر الدخل الوطني عبر تنشيط قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات، فضلاً عن إجراء إصلاحات مالية تقلّص العجز وتضبط مستويات الإنفاق العام".
ونبه الى أن الاستقرار السياسي والأمني يشكلان "عاملاً حاسماً، كون المؤسسات المالية الدولية تقيّم قدرة العراق على إدارة المخاطر إلى جانب قدرته على السداد"، لافتاً إلى أن "أي تقدم في ملف مكافحة الفساد أو تعزيز الشفافية المالية سينعكس إيجابًا على ثقة المستثمرين".
وأشار السعدي إلى أن رفع التصنيف الائتماني للعراق ستكون له انعكاسات مباشرة ومؤثرة، إذ يساهم في تقليل كلفة الاقتراض من الأسواق العالمية، ما يمنح البلاد قدرة أكبر على تمويل مشاريعها الاستراتيجية بأسعار فائدة أقل.
ولفت الى أن تحسن التصنيف "سيسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية، نظراً لاعتماد الشركات العالمية عليه كمعيار أساسي لقياس المخاطر".
وواصل السعدي القول ان “ارتفاع التصنيف درجة واحدة فقط يمكن أن يخفض كلفة الفائدة على القروض السيادية بنسبة تتراوح بين 1 الى 1.5%، وهو ما يعني توفير مئات ملايين الدولارات سنوياً".
وخلص السعدي الى أن التصنيف الائتماني للعراق يشكل مرآة حقيقية لوضعه الاقتصادي والسياسي والأمني، وأن أي "إصلاحات جدية في هذه المجالات ستعزز موقعه الدولي وتزيد من قدرته على استقطاب التمويل والاستثمارات، ليصبح أداة فاعلة في دعم التنمية المستدامة وتحقيق نمو اقتصادي حقيقي".
الإصلاحات المطلوبة
من جانبه، بين المختص في الشأن الاقتصادي صالح الهماشي، أن التصنيف الائتماني يُعد من المؤشرات الجوهرية التي تقيس قدرة الدول على الوفاء بالتزاماتها المالية في مواعيدها المحددة، موضحاً أن أهميته تكمن في كونه يحدد كلفة الاقتراض ومدى قدرة الدولة على النفاذ إلى أسواق المال العالمية، فضلاً عن كونه معياراً أساسياً يلعب دوراً في تقييم ثقة المستثمرين وحجم تدفق رؤوس الأموال.
وقال الهماشي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن واقع التصنيف الائتماني للعراق "ما يزال ضمن الفئة غير الاستثمارية، وهو ما يعكس حجم التحديات التي يواجهها الاقتصاد الوطني، وفي مقدمتها الاعتماد المفرط على النفط كمصدر وحيد تقريباً للإيرادات العامة، إلى جانب تقلب أسعاره في الأسواق العالمية".
وأضاف أن "ضعف تنويع القاعدة الاقتصادية، واستمرار المشكلات الهيكلية في الحوكمة، وارتفاع المخاطر السياسية والأمنية، كلها عوامل تُبقي العراق عند مستويات منخفضة نسبياً، على الرغم من امتلاكه نقاط قوة واضحة مثل الاحتياطي النفطي الكبير ووجود احتياطيات مالية خارجية قادرة على دعم الاستقرار عند ارتفاع أسعار الطاقة".
وبيّن، أن تحسين موقع العراق في هذا التصنيف "يتطلب خطوات إصلاحية حقيقية، تبدأ بوضع إطار مالي متوسط الأجل يحد من مستويات العجز والدين العام، مع العمل على تنشيط قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات لتقليل الارتهان لعائدات النفط".
وشدد في السياق ذاته على ضرورة إصلاح البنى التحتية، وخاصة قطاع الكهرباء، وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد بما يعيد الثقة للمستثمرين المحليين والأجانب".
وأوضح أن وكالات التصنيف الدولية "تُقيّم الدول وفق مجموعة من المعايير، في مقدمتها الأداء الاقتصادي ومعدلات النمو، استدامة المالية العامة والدين، وضع ميزان المدفوعات والاحتياطيات، مرونة السياسة النقدية وسعر الصرف، إلى جانب جودة المؤسسات ومستوى الاستقرار الأمني والسياسي".
أما بشأن انعكاسات تحسن موقع العراق في التصنيف، فأكد الهماشي أنها ستكون "مباشرة وملموسة، إذ يؤدي رفع التصنيف إلى تقليل كلفة الاقتراض من الأسواق العالمية وخفض نسبة الفوائد على القروض السيادية، وهو ما يمنح الحكومة قدرة أكبر على تمويل مشاريعها الاستراتيجية بكُلف أقل".
ونوه الى أن تحسّن التصنيف "سيسهم في توسيع قاعدة المستثمرين ويمنح العراق فرصة أطول لآجال الاستحقاق، فضلًا عن أنه يعزز ثقة القطاع الخاص ويفتح الباب أمام شراكات اقتصادية أوسع"، مبيناً أن "انعكاس ذلك لا يقتصر على الأسواق المالية فحسب، بل يمتد ليشمل دعم الاستقرار النقدي وتعزيز قيمة الدينار العراقي على المدى المتوسط".
وزاد الهماشي بالقول أن التصنيف الائتماني يمثل انعكاسا مباشرا لمدى جدية الاصلاحات السياسية والاقتصادية، وأن أي تقدم حقيقي في هذه الملفات سيضع البلاد على مسار أكثر استقراراً، ويجعلها أكثر قدرة على تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.
*****************************************
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
هل سيرحلون عن العراق؟
في مقال لإيفين كريم وسنان محمود حول الانسحاب الأمريكي من مناطق معينة في العراق، في موعد أقصاه الشهر المقبل، نقلت صحيفة "إنترناشيونال" الناطقة بالإنجليزية عن مسؤول أمريكي قوله إن الولايات المتحدة تجري تغييرًا في وضع مهمتها العسكرية، بحيث يتحول وجودها إلى شراكة أمنية ثنائية، نافيًا اعتبار ذلك نهايةً للتحالف العالمي لهزيمة داعش، لأنه، ببساطة، "سيواصل جهوده المدنية على الصعيد العالمي".
تنفيذًا لاتفاق مُبرم
وأشارت الصحيفة إلى أن البلدين كانا قد أعلنا، في أيلول من العام الماضي، عن اتفاقهما على إنهاء مهمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش خلال سنة، على أن تغادر بقية القوات الأمريكية البلاد بحلول نهاية عام 2026 .
وأضاف المقال أن التقارير التي أشارت إلى أن القوات الأمريكية بدأت بالانسحاب من قاعدة عين الأسد غربي البلاد، ومن مطار بغداد الدولي، متوجهةً إلى أربيل في إقليم كردستان العراق الفيدرالي، تؤكد بدء تنفيذ الخطة التي يُفترض بموجبها إنهاء أنشطة التحالف في مقره وفي قاعدة عين الأسد الجوية في أيلول 2025، كجزء من المرحلة الأولى، دون أن يوضح أيّ من الجانبين ما يترتب على ذلك من التزامات متبادلة.
تأكيدات عراقية
من جانبها، صرّحت الحكومة العراقية، على لسان مستشار لها، بأنها "ملتزمة بإنهاء المهمة التي تقودها الولايات المتحدة، والانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية تمثّل رؤية الحكومة في إيجاد علاقة مستدامة تشمل جميع المجالات، ومن بينها المجال الأمني". وأكد المستشار أن "العراق يسعى إلى الحفاظ على التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وتركيا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والاتحاد الأوروبي، وجميع الدول الصديقة، وعلى وجه الخصوص العلاقات مع واشنطن في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي القائمة".
الخلاف حول الوجود الأمريكي
وبعد أن تطرق المقال إلى ظروف تأسيس التحالف الدولي لهزيمة داعش بقيادة الولايات المتحدة عام 2014، وعملياته العسكرية، الجوية والاستخباراتية، وتقديم المشورة والتدريب لقوات الأمن العراقية، أكّد أن الوجود الأمريكي في البلاد كان نقطة خلاف رئيسية، حيث عارضته داخليًا قوى وأحزاب مختلفة، كما لقي معارضة شديدة من طهران. وهي المعارضة التي لعبت دورًا في الضغط على الحكومة لطرد القوات الأمريكية من البلاد، والتي سبق أن تعرّضت لهجمات متكررة، لا سيما بعد عام 2020، إثر اغتيال واشنطن قائدَين، عراقي وإيراني، قرب مطار بغداد، وكذلك بعد بدء حرب إسرائيل على غزة في تشرين الأول 2023.
واختتم الكاتبان المقال بالإشارة إلى تزامن انسحاب هذه القوات مع توقيع اتفاقية أمنية بين إيران والعراق، خلال زيارة رئيس جهاز الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بغداد، والتي أثارت ردود فعل عنيفة من الولايات المتحدة.
بقاء المستشارين
من جانبها، نشرت صحيفة The Cradle مقالًا حول الأمر، نقلت فيه عن مصدر رسمي عراقي استعداد الجيش الأمريكي لبدء سحب قواته من عدة مواقع في العراق، بما في ذلك العاصمة بغداد، ونقلها إلى مدينة أربيل شمال إقليم كردستان، تنفيذًا للاتفاق بين بغداد وواشنطن، مع بقاء المدربين العسكريين في البلاد، الذين لا علاقة لهم بانسحاب قوات التحالف الدولي.
وذكرت الصحيفة أن هناك محادثات مستمرة بين بغداد وواشنطن حول تحويل دور القوات الأمريكية في العراق إلى دور استشاري، بدلًا من الانسحاب الكامل لجميع القوات، وهي مباحثات ترافقها ضغوط أمريكية شديدة لنزع سلاح الفصائل المسلحة في البلاد. ولم تجد الصحيفة أن عملية نزع السلاح سهلة، بسبب ربط هذه الفصائل تسليم سلاحها بإنهاءٍ تامّ للتواجد الأجنبي على الأرض العراقية، وبسبب تأكيدها العلني على مهامها الإقليمية كجزء من المحور المعادي للولايات المتحدة وإسرائيل، والذي تقوده طهران.
****************************************
أفكار من أوراق اليسار.. رغم مخالبهم.. يبقون نموراً من ورق
إبراهيم إسماعيل
تقول الحكاية إن عمر بن عبد العزيز كلّف غيلان الدمشقي ببيع خزائن الأمويين ورد الحقوق إلى الناس. وحين آلت السلطة إلى هشام بن عبد الملك، هرب غيلان إلى أرمينيا، لكن هشام تمكّن من إلقاء القبض عليه، فقطعت يداه ورجلاه، دون أن يثنيه ذلك عن تحريض الناس، إذ ظلّ ينادي: "قاتلهم الله، كم من حق أماتوه، ومن باطل أحيوه"، مما أغضب هشام، فأمر بقطع لسانه.
ثلاثة عشر قرنًا مضت على الحادثة، وما زال العالم منقسمًا بين هشام بجبروته وغطرسته، وغيلان بمقاومته رغم أوصاله المقطّعة. في عوالم هشام، تقف أمريكا ومجموعة من الحكومات التابعة لها، ممالك قروسطية، وطغم عسكرية، ورؤساء مستبدون، وأنظمة ليبرالية تُعتِّم — بديماغوجية لا مثيل لها — على ما ترتكبه من جرائم واضطهاد قومي وطبقي. عوالم تتقلّص فيها الحريات، وتُدمَّر بها البيئة، ويتوطّد فيها دور القوة المستندة إلى هيمنة عسكرية على أنظمة الطاقة والمال الدولية، وعلى الممرات البحرية الحيوية، وعلى شركات تمتلك 85 في المائة من الإنتاج العالمي، والمدخرات الدولية، وشبكات الاتصالات، و70 في المائة من إنتاج الحواسيب، و60 في المائة من إنتاج الأدوية، والأسمدة، والمبيدات، وتتحكّم بآلاف الجمعيات والمنظمات ومراكز الأبحاث والجامعات.
ومع تراجع التفوق الاقتصادي لهذا العالم، فإن مركزيته في النظام المالي الدولي ما زالت كبيرة التأثير، مدعومة بنتاج الثورة الصناعية الرابعة، وبالاستخدام المتزايد للعقوبات، وبـتحديث الترسانة النووية الأمريكية، وتقليص ترسانات الآخرين، لمنع أحد من تحقيق التكافؤ معها.
غير أن الصورة لا تبدو قاتمة إلى هذا الحد؛ فالإمبريالية تبقى نمرًا من ورق، لا لأنها ضعيفة عسكريًا أو سياسيًا، بل لأنها ظالمة، حين تستغلّ الشغيلة والشعوب وتحرمهم حقهم في الثروة والكرامة؛ ولا عقلانية، حين تلهث وراء تراكم لا حدود له لفائض القيمة، حتى لو تسبب لها ذلك بأزمات دورية خانقة؛ ولا ديمقراطية، حين تحرم الغالبية الساحقة من الحريات وتلقي بهم في أتون الاغتراب.
وليس أصدق من مثال على ذلك، فشل الزعيق عن "القوة التي لا تُقهر" و"المخالب النووية" في إخفاء التناقضات المستعرة في الكوكب. فها هي واشنطن تبدي علنًا رفضها دفع 74 في المائة من نفقات حماية الحلفاء، وها هي سياستها القائمة على الجمع بين التفوق العسكري والمقاطعة الاقتصادية تندحر تدريجيًا وتُصاب بفشل ذريع، في وقت يرى فيه 65 في المائة من شبابها الحل في الاشتراكية، ويصف 70 في المائة منهم الديمقراطية البرجوازية بالفاسدة، ويؤكد 93 في المائة منهم عدم ثقتهم بالكونغرس، فيما تُضاء كل يوم سماء أوروبا وأمريكا بمئات التظاهرات الشعبية لليساريين بكل أطيافهم، ضد العولمة المتوحشة، والاستغلال، وخراب البيئة، وجرائم الصهيونية.
الأمر مختلف تمامًا في عوالم غيلان. ملايين الجياع والمثخنين بالجراح يقاومون وينتصرون، من البرازيل، والأوروغواي، والمكسيك، وغيانا، وكولومبيا، وكوبا، وغيرها في الغرب، وإلى اليسار المنتصر في سريلانكا ونيبال في الشرق، مرورًا بفتية فلسطين ولبنان، وأفريقيا السوداء التي لقّنت الإليزيه درسًا في الكرامة، والصين التي كسرت التوازن الاقتصادي لصالحها، كخطوة على طريق تحقيق التوازن العسكري.
في هذا الصراع، لا خيارات لليسار سوى تعزيز ثقته بنفسه وبقدراته، وتمتين مواقعه، وعدم التهاون في قضيتي الحريات والسلام، والعمل على تبنّي رؤية توحّد أطرافه، وتضمن تطوير التعددية والتبادل السلمي للسلطة، وتقلّل الاعتماد على الدولار، وتُطوّر القدرات الذاتية، وتحقق التحديث، وتشجع الابتكار، وتحمي البيئة، وتضمن الأمن الغذائي.
في حلكة الغسق، ها نحن نُبصر، بيقين لا ينضب، مخيض الفجر.
********************************************
الصفحة الرابعة
المناصب الجامعية ترضيات ومكاسب سياسية على حساب الكفاءة أكاديميون: المحاصصة تُضعف التعليم العالي وتُعرقل الإصلاح
بغداد - محمد التميمي
رغم الأضرار الجسيمة التي أحدثتها المحاصصة في إدارة شؤون البلاد، والتي انعكست سلباً على أداء مؤسسات الدولة وكفاءتها، فإن صناع القرار ما زالوا يتجاهلون التحذيرات والأصوات المطالبة بإبعاد هذه المؤسسات عن التجاذبات السياسية.
وتأتي وزارة التعليم وتشكيلاتها في مقدمة هذه المؤسسات التي شهدت تدهوراً واضحاً في أدائها نتيجة هذا النهج، ما يؤثر مباشرة على جودة العملية التعليمية ومخرجاتها، ويطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام المسؤولين بالإصلاح والتطوير بعيداً عن المحسوبية والاعتبارات الحزبية.
"الاتحادية" تسحب صلاحيات الوزير
وفي وقت سابق، أجرى مجلس النواب تعديلات على قانون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تضمنت منح الوزير صلاحية تعيين عمداء الجامعات والكليات ومساعدي رؤساء الجامعات والمعاهد.
وبعد مرور نحو عام على هذه التعديلات، عادت المحكمة الاتحادية العليا لتنظر في دعاوى الطعن بعدم دستورية بعض مواد القانون، حيث أقام رئيس مجلس الوزراء الدعوى للطعن بصلاحيات التعيين الممنوحة للوزير.
وأسفرت جلسة المحكمة، عن صدور حكم بعدم دستورية الفقرة (د) من المادة (5) والقسم المتعلق بالمادة (11) من القانون، التي تمنح الوزير حق تعيين هذه المناصب، ما يسحب هذه الصلاحية من الوزارة ويعيد النظر في آلية تعيين القيادات الجامعية.
وفي الوقت نفسه، رفضت المحكمة الطعون المتعلقة ببقية فقرات المادة (11) والمادتين (20) و(26)، لعدم مخالفتها نصوص الدستور
ملتزمون بقرار الاتحادية
وعن خلفية القرار والية تعاطي الوزارة معه، قال المتحدث باسم وزارة التعليم العالي، حيدر العبودي، أن الوزارة تتعامل مع قرار المحكمة الاتحادية من منظور قانوني قضائي بحت، مشدداً على أن الموضوع لا يتطلب أي زاوية نظر أخرى، موضحًا أن المحكمة الاتحادية هي أعلى سلطة دستورية في البلاد، وقراراتها باتّة وملزمة.
وأضاف العبودي في حديث مع "طريق الشعب"، أن الوزارة يحكمها قانون رقم 40 لسنة 1988، والذي شهد عدة تعديلات على مر السنوات، بما فيها مرحلة ما بعد 2003، وكان آخر تعديل على القانون بتاريخ 22 تموز 2024، تحت مسمى “التعديل التاسع”، وقد نُشر هذا التعديل في جريدة الوقائع الرسمية.
وتابع، أن المحكمة الاتحادية أصدرت قرارها بعد أكثر من عام على نشر التعديل، استجابة لدعوى مرفوعة من رئيس الوزراء ضد رئيس مجلس النواب، وفق تصنيف أطراف الدعوى، مبينا أن التعديل التاسع أضاف بعض الصلاحيات لمن يشغل منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، باعتباره المسؤول الأعلى عن الوزارة، ومن بينها صلاحية تعيين مساعدين رئيس الجامعة والعمداء.
وأكد أن المحكمة الاتحادية نقضت المادة الخاصة بتعيين العمداء ومساعدي رئيس الجامعة ضمن التعديل التاسع، واعتبرت أن هذه الفقرة غير دستورية، مما أعاد الأمور إلى ما كانت عليه قبل التعديل التاسع، مشيراً الى أن القرار قضائي وملزم.
وعن آلية التعيين بعد هذا القرار، أوضح العبودي أن صلاحية التعيين أصبحت من اختصاص مجلس الوزراء، حيث يقوم الوزير المختص بترشيح الشخصيات المؤهلة، ثم ترفع الترشيحات إلى مكتب رئيس الوزراء ليتم عرضها على مجلس الوزراء والتصويت عليها لاختيار المرشح النهائي
يجب ان يسري القرار بأثر رجعي
من جانبه، أكد نقيب الأكاديميين السابق، مهند هلال، أن قرار المحكمة الاتحادية الأخير، رغم تأخره، الا انه عالج قضية مهمة تتعلق بالقيادات الجامعية في وزارة التعليم العالي، مشددًا على ضرورة تفعيله عمليًا على أرض الواقع.
وقال هلال في حديث مع "طريق الشعب"، انه “عند النظر الى واقع وزارة التعليم العالي، وكذلك الوزارات الأخرى، نجد أن بعض المناصب تُشغل وفق المحاصصة الطائفية والحزبية، ما يعطي الانطباع بأن الميدان العملي للوزارة يُستحوذ عليه من قبل جهة معينة نتيجة الانتماءات الحزبية أو المحافظة".
واضاف انه "سبق وأن أكدنا مراراً وتكراراً أن وزارة التعليم العالي يجب أن تخرج من دائرة المحاصصة، كونها ‘أم الوزارات’. فالدولة تعتمد على مخرجات الوزارة فيما يتعلق بالكوادر التي تدخل ضمن مختلف مجالات عمل الوزارات الأخرى”.
وتابع هلال قائلاً ان "المعالجات المطلوبة بعد قرار المحكمة يجب أن تركز على تصحيح الواقع وابعاد المحاصصة في آلية ايلاء المناصب"، مبيناً ان "استمرار المسؤولين الذين تم تكليفهم بطريقة غير دستورية لا يحقق الهدف من القرار".
واكد ضرورة "استبدال الأعضاء أو الإدارات أو الأحزاب التي استحوذت على تلك المناصب، وتعيين إدارات جديدة وفقًا لما نص عليه القرار، الذي أوضح بجلاء عدم دستورية تكليف بعض القيادات، وبالتالي فإن وجودهم غير دستوري، كما يجب سحب كل الامتيازات التي حصلوا عليها بالكامل".
ونبه الى انه اذا كان "من بين تلك الإدارات من يستحق البقاء، فلا مانع من السماح له بذلك، ولكن وفق معايير الكفاءة والأقدمية”.
وتابع ان “إصدار تقرير أو خبر صحفي يقول إن الإدارات الحالية مستمرة في أعمالها بحجة أن وضعها القانوني سليم، هو أمر غير صحيح. القرار أوضح بشكل واضح أن تكليف بعض القيادات غير دستوري، ولذلك يجب العودة إلى تعليمات حسن سير المرفق العام لتكليف أفضل معاون أو الأكفأ أو الأقدم مكان تلك القيادات، تفاديًا للمشكلات القانونية التي وقعت بها جميع مؤسسات التعليم العالي”.
واختتم هلال حديثه بالقول: ان "المعالجة الفعلية على أرض الواقع هي ما يعطي القرار أهميته الحقيقية، لضمان إصلاح وضع القيادات الجامعية وفق المعايير القانونية والدستورية، بعيداً عن المحاصصة الحزبية والطائفية".
سحب الصلاحيات غير كافٍ
من جهته، قال المراقب للشأن التربوي والتعليمي، علي حاكم، أن مناصب رؤساء الجامعات تعد من المناصب الحساسة، كونها تمثل المخرجات والخريجين الذين يخرجون من العملية التعليمية، مشدداً على أهمية ألا يتم توظيف هذه المناصب سياسياً، كونها منصب إشرافي على العملية التعليمية لا ينبغي أن يتأثر بالسياسة أو الانتماءات الحزبية.
وأضاف حاكم في حديث لـ"طريق الشعب"، أن الواقع في العراق يظهر أن "كل وزير ينتمي مباشرة الى حزب سياسي يتسنم مهام ادارة الوزارة، يجري سلسلة تغييرات، يترتب على ذلك تغيّر رؤساء الجامعات بحيث يصبحون منتمين للحزب ذاته الذي يسيطر على الوزارة"، مؤكداً أن هذه الظاهرة مستمرة عبر الحكومات المتعاقبة، وتفشت بشكل اوسع مع الحكومة الحالية".
ونوه الى أن "الاحزاب السياسية المتحكمة بالمشهد، تُعامل منصب رئيس الجامعة وكأنه منصب إداري عادي يمكن الاستفادة منه سياسياً، رغم اختلاف الواقع التعليمي"، مشيرا إلى أن الخطورة الكبرى تكمن في أن "الوصول إلى منصب رئيس الجامعة أصبح مرتبطاً بالولاء الحزبي، خصوصاً بالنسبة للدكاترة ذوي الخبرة والتدرج الوظيفي، حيث لا يمكن لهم الوصول إلى هذا المنصب بدون دعم حزبي، وهي ظاهرة تتفاقم أيضاً على مستوى عمداء الكليات".
وشدد حاكم على ضرورة حصر هذه المواقع الحكومية في مجال التعليم العالي، بعيداً عن الانتماءات الحزبية والتحاصص السياسي، مشيراً إلى أن "أي قرار يبعد عملية تعيين رؤساء الجامعات عن الأحزاب يسهم في ضمان بقاء العملية التعليمية مستقلة عن السياسة وتغيراتها".
وزاد بالقول انه “من المهم أن يبتعد رئيس الجامعة عن الاوردرات السياسية، تمامًا كما في السلك العسكري، حيث لا يحق لمن له ولاءات حزبية الترشح، إذ إن اقحام السياسة بالتعليم يخلق مشكلة كبيرة. لذا، يجب أن تكون هناك رقابة مستمرة لضمان تنفيذ هذا الإجراء فعلياً، وليس مجرد قرار شكلي”.
وختم حاكم بالقول: ان “الإجراء الذي صدر عن الاتحادية هو خطوة مهمة، لكنه يظل غير كافٍ دون إشراف ومتابعة مستمرة، لأن الصلاحيات الفعلية في التعيين ما زالت بيد وزير التعليم، ويجب التأكد من أن العملية التعليمية تبقى مستقلة عن الضغوط السياسية".
*************************************
تراجع حرية التعبير في العراق يثير قلق الناشطين والصحفيين! التضييق على الأصوات المستقلة يُضعف المشاركة السياسية
بغداد – تبارك عبد المجيد
شهدت حرية التعبير والرأي في العراق تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وسط تصاعد الانتهاكات القانونية والإعلامية ضد الصحفيين والناشطين وأصحاب الرأي.
وأكد ناشطون، أن القوانين القديمة، واستغلال النفوذ السياسي، وقرارات هيئة الاعلام والاتصالات، كلها عوامل ساهمت في خلق بيئة من الخوف والترهيب، تهدد مشاركة المواطنين في الحياة السياسية وتضعف المكتسبات الديمقراطية التي تحققت بعد عام 2003.
تراجع ملحوظ
أكد الناشط السياسي حسين العظماوي أن حرية التعبير في العراق شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا التراجع يتجلى من خلال كثرة الدعاوى القضائية المرفوعة ضد المدونين والصحفيين والناشطين.
وقال العظماوي لـ "طريق الشعب"، أن الدستور العراقي نص بشكل صريح على كفالة الدولة لحرية التعبير والرأي بمختلف الوسائل، غير أن هذه الكفالة كثيراً ما تتقاطع مع مواد قانون العقوبات العراقي والقانون المدني، وهما تشريعان وُضعا وأُقِرّا في ظل النظام الاستبدادي السابق.
وأضاف، أن هذه الازدواجية بين النصوص الديمقراطية من جهة، والتشريعات ذات الطابع الاستبدادي من جهة أخرى، خلقت حالة من الفوضى في التعامل مع حرية التعبير، مبيناً أن بعض مواد قانون العقوبات ما تزال تشكّل عائقاً أساسياً أمام ممارسة هذه الحرية.
وأشار العظماوي إلى أن مساحة حرية الرأي بعد عام 2003 أصبحت أوسع بكثير مقارنة بما قبلها، إلا أنها ما تزال تُقيّد بقوانين موروثة من الماضي، وتُستغل في كثير من الأحيان من قبل بعض النواب والسياسيين والمحافظين، لضرب الخصوم وملاحقة الصحفيين والناشطين وأصحاب الرأي.
أداة لتقييد حرية التعبير لا تعزيزها
في خضم الجدل المتصاعد بشأن مسودة قانون حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي في العراق، يؤكد علي الحبيب، عضو هيئة تحالف الدفاع عن حرية التعبير، ان "المشروع لا يُنظر إليه كخطوة لتعزيز الحريات، بل كأداة جديدة لتقييدها، في ظل سجلّ حافل بانتهاكات موثقة ضد حرية التعبير.
ويقول الحبيب لـ "طريق الشعب"، إن بعض صياغات القانون المقترح “فضفاضة” وتفتح الباب أمام تأويلات تعسفية، من بينها اشتراط الموافقة المسبقة للتظاهر، وهو ما يتناقض مع الدستور العراقي الذي يقرّ بحرية التعبير والتجمع السلمي، وكذلك مع التزامات العراق الدولية بموجب المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
ويضيف ان منظمات محلية ودولية مثل تحالف الدفاع عن حرية التعبير، وهيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية حذرت من أن المشروع يمنح السلطات أدوات قانونية لتكميم الأفواه، عبر عقوبات مشددة تصل إلى 10 سنوات سجن أو غرامات مالية باهظة.
ويشير الى أن هذه المخاوف تزداد مع السجل العراقي في قمع الناشطين والصحفيين، حيث وثّقت منظمات حقوقية اعتقالات تعسفية، ومضايقات قضائية، وإغلاقات لبرامج إعلامية بدعوى تهديد السلم، بينما الهدف الفعلي بحسبه هو تقييد المساحات المتاحة للنقد.
ويذكّر الحبيب بما حدث في تظاهرات تشرين 2019، التي شكلت صرخة ضد الفساد، لكنها انتهت بقتل المئات وإصابة الآلاف دون فتح تحقيقات عادلة أو محاسبة المسؤولين، الأمر الذي رسّخ حالة من انعدام الثقة بين الشارع والسلطة.
وكشف عن أن مناقشة القانون جرت في جلستين سريتين داخل البرلمان، من دون إعلان للرأي العام، معتبراً ذلك دليلاً على "غياب النية الصادقة لسن قانون يصب في مصلحة المواطن". ويضيف: "نجحنا عبر ضغوط الشارع والاعتراضات الواسعة في سحب القانون من طاولة النقاش لهذه الدورة، لكن الخطر لم ينتهِ، إذ ما زال يستخدم كورقة تهديد ضد الناشطين والصحفيين".
ويرى الحبيب أن استمرار الدفع بهذا القانون، في ظل بيئة مليئة بالانتهاكات كـالتعذيب في السجون، وتكميم الأفواه، وإغلاق البرامج الإعلامية الناقدة، يهدد المكتسبات الديمقراطية القليلة التي تحققت بعد 2003، ويزيد من الفجوة بين الشعب والحكومة.
ويشدد على أن المرحلة تتطلب مراجعة شاملة لمسودات القوانين المتعلقة بالحريات، بما يضمن احترام حقوق الإنسان والدستور العراقي والالتزامات الدولية للبلاد، بدلاً من اعتماد تشريعات تزيد من القيود وتعمّق أزمة الثقة.
ويتابع ان "القانون بصيغته الحالية ليس لحماية حرية التعبير بل لشرعنة قمعها، وإذا لم يُسحب نهائياً سيبقى تهديداً دائماً لكل من يحاول أن يرفع صوته في العراق".
تشريعات لكبت الأصوات المستقلة!
فيما حذر الناشط السياسي علي القيسي من أن حرية التعبير والرأي في العراق تواجه تحديات كبيرة وانتهاكات مستمرة، على الرغم من كفالتها في الدستور العراقي. وأكد القيسي أن الإجراءات الأخيرة ضد بعض الصحفيين والناشطين،، تمثل استمراراً لسلسلة من الاستهدافات الممنهجة لأصحاب الرأي.
وقال القيسي لـ "طريق الشعب"، أن القيود المفروضة على وسائل الإعلام والقضايا القانونية ضد الصحفيين تُظهر كيف يتم استغلال القوانين القديمة والفساد السياسي لكبت الأصوات المستقلة، منها قانون العقوبات العراقي مشيراً إلى أن هذا المناخ يؤدي إلى خلق خوف وترهيب بين الإعلاميين والمجتمع المدني.
وأكد أن القرارات الأخيرة لهيئة الإعلام والاتصالات تُظهر تدخلات سياسية واضحة في الإعلام، وأن التعامل مع الشخصيات المناهضة للأحزاب والجهات المتنفذة يختلف بشكل ملحوظ عن التعامل مع الشخصيات المؤيدة لها، ما يعكس ازدواجية في تطبيق القوانين والمعايير.
وشدد القيسي على أن هذه الانتهاكات ليست حالات فردية، بل جزء من بنية منظمة لتقويض حرية الرأي وكبت المعارضة والمجتمع المدني، محذراً من أن استمرارها قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة سيزيد من التضييق على الأصوات المستقلة ويضعف مشاركة المواطنين في الحياة السياسية.
ودعا القيسي الإعلاميين والناشطين والمجتمع المدني إلى التكاتف لحماية حرية التعبير، والعمل على إصلاح القوانين القديمة وضمان حياد الجهات الرسمية، مشدداً على أن احترام حرية الرأي هو شرط أساسي لاستقرار العراق وبناء ديمقراطية حقيقية.
واختتم القيسي قوله: أن مشروع قانون حرية التعبير المقترح مؤخراً أثار جدلاً واسعاً بين الصحفيين والنشطاء الحقوقيين، حيث اعتبره البعض محاولة لتقييد الحريات أكثر مما يعززها، مؤكداً أن أي قانون جديد يجب أن يحمي الصحفيين ويكفل لهم ممارسة الرأي دون خوف من المضايقات أو الملاحقة القضائية.
*****************************************
الصفحة الخامسة
شناشيل تهاوت تحت مطرقة الإهمال هوية بغداد المعمارية تتلاشى في زحام المباني الجديدة
متابعة – طريق الشعب
يتجول الحاج عقيل الياسري في أزقة بغداد متأملاً البيوت التراثية القديمة والمباني الجديدة، وبينما يهز رأسه أسفا على ما يسميه "عشوائية البناء"، يقول في حديث صحفي أنه "سابقاً كنّا نرى المنازل فنميز بين بناء السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات. ونعرف الطراز اليهودي أو العثماني. أما اليوم، فقد أصبحت المنازل تُبنى بشكل عشوائي لا تحمل أي هوية واضحة". ويضيف أنه "حتى العمارات باتت مصدر تلوث بصري، تُغلف بمواد وألوان غير مريحة للنظر، وفق طرازات غير معروفة، وهذا أمر مؤسف أن نفقد هويتنا المعمارية". ومنذ سنوات تعاني بغداد إهمالا كبيرا لمبانيها التراثية، إثر عوامل متعددة، أبرزها عدم الاكتراث من جانب الحكومة، وكثرة التجاوزات التي حوّلت الكثير من تلك المباني إلى مكبات نفايات أو ساحات وقوف سيارات أو مراكز تجارية، في ظل عدم توفر خطط جادة لحماية هذا الإرث، وتصاعد جشع سماسرة العقارات، الذين يدفعون ملّاك تلك المباني إلى بيعها أو هدمها.
وخلال السنوات الأخيرة شهدت بغداد نهضة عمرانية تمثلت في انتشار عمارات سكنية ومولات ومبان تجارية، ما دفع اختصاصيين إلى تسجيل ملاحظات على تلك الأبنية التي رأوا انها لا تمثل النمط العمراني العراقي، وانها تساهم في طمس الهوية التراثية.
تزايد الطلب على السكن
من جانبها، تقول المهندسة المعمارية هديل كريم، أن "هناك تحوّلاً واضحاً في نمط البناء من الطابع السكني الأفقي، أي المنازل المنفردة، إلى الطابع العمودي في العمارات السكنية والتجارية".
وتوضح في حديث صحفي أن "سبب ازدياد التوجه لبناء العمارات السكنية هو كثرة الطلب على السكن مقابل قلة العرض، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأراضي السكنية والمنازل"، مشيرة إلى ان "بعض العائلات الصغيرة تفضل نمط السكن الحديث ضمن مجمعات سكنية متكاملة تتوافر فيها خدمات الحماية والمرائب والمصاعد وغيرها". وتنوّه المهندسة هديل إلى ان "هناك نهضة عمرانية ملحوظة في بغداد. إذ تتوزع مئات المشاريع الجديدة بين المباني السكنية والمولات التجارية والمكاتب وغيرها، إلا أن العديد منها يفتقر إلى الهوية المعمارية العراقية، ويعتمد على تصاميم عشوائية أو مستوردة بلا طابع محلي"، لافتة إلى أن "هناك محاولات من معماريين شباب لإعادة إحياء الطابع المحلي في مشاريعهم. وأن هذه المحاولات، وإن كانت محدودة، مهمة جداً، لأنها لا تقتصر على استعادة التراث بتصميم نمطي للمنازل القديمة، بل تقدمه بلغة معمارية حديثة، وهو ما تحتاجه مدننا لتشكيل هويتها كما يحدث في كبرى العواصم العالمية".
أمانة العاصمة تتحمل المسؤولية الكبرى
وضعت وزارة الإعمار والإسكان أخيرا، استراتيجية لمشاريعها السكنية المستدامة، تضمنت معايير بيئية مثل استخدام المواد العازلة للحرارة. لكن المتحدث باسم الوزارة نبيل الصفار، يقول أن "اعتماد الطابع المعماري التراثي ليس من مسؤولية الوزارة، بل يدخل ضمن نطاق عمل أمانة بغداد".
ويذكر في حديث صحفي أن "الأمانة نفذت أعمالاً لإظهار الوجه التراثي في بعض المواقع مثل شارعي الرشيد والمتنبي". ورغم ذلك، يبقى غياب الضوابط العمرانية واضحا. حيث يبرز البناء العمودي المتكدس، وتختفي الواجهات الصغيرة والحدائق المنزلية، فيما تتراجع مساحات الارتداد الأمامي للمنازل وتتحول إلى غرف أو غيرها.
غياب الضوابط
في السياق، يرى المهندس المعماري غسان حسن الخفاجي، أن "العشوائية في التصاميم سببها غياب الضوابط التنظيمية والمعايير الخاصة بالعمارة المحلية، ما أدى إلى تدهور واضح في هوية النتاج المعماري المعاصر على صعيد الشكل والأداء والانسجام مع البيئة والسياق الثقافي". ويشير في حديث صحفي إلى أن "العمارة العراقية الجديدة باتت متأثرة بأنماط تصميمية مستوردة لا تنسجم مع السياق الثقافي أو المناخي المحلي، ما أنتج واجهات وتصاميم هجينة تُضعف الشعور بالانتماء"، لافتا إلى أن "التنوع غير المدروس في التصاميم، والاعتماد على مرجعيات معمارية عالمية متباينة دون مراعاة خصوصية المكان، ساهم في خلق بيئة عمرانية تعاني التشتت البصري والفوضى بدلاً من التنوع الإيجابي".
وينوّه الخفاجي إلى أن "التصميمات الحالية تراجعت أيضاً على مستوى الأداء البيئي. إذ لم تعد تستند إلى المبادئ التقليدية التي كانت تستجيب للمناخ، ما أدى إلى زيادة الاعتماد على الحلول التقنية المستوردة المكلفة وذات الأثر البيئي السلبي، فضلاً عن انهيار النسيج الحضري التاريخي".
وفي المدن ذات المراكز التاريخية مثل بغداد والموصل وكركوك وأربيل، تسبب غياب التشريعات المعمارية في حدوث خروقات تصميمية أثرت سلباً على النسيج التاريخي والبيئة البصرية - وفقاً للخفاجي، الذي يرى أن "تراجع الطلب على العمارة التقليدية أدى إلى إضعاف المهارات المحلية وانحسار الحِرف، ما قلل من إنتاج عمارة ذات طابع أصيل".
وتتطلب إعادة بناء هوية معمارية عراقية معاصرة وضع ضوابط تصميمية ملزمة تستند إلى الإرث المحلي وتتبنى مبادئ الاستدامة والتكامل الحضري. إذ ان التحولات في أنماط البناء جاءت أيضاً نتيجة لتغير القوانين، خاصة بعد إصدار أمانة بغداد في 11 كانون الأول 2004 قانوناً يتيح إنشاء طابق ثالث في الدور السكنية، ما أدى إلى تنافر في خط الأفق بين البيوت ذات الارتفاعات المختلفة.
فالمنازل القديمة كانت ترتد بمسافة لا تقل عن خمسة أمتار عن الشارع، بينما يفتقر الكثير من البيوت الحديثة للارتداد بسبب ارتفاع أسعار الأراضي.
مشكلة خطرة
إلى ذلك، تقول المهندسة المعمارية لبان فارس، أن "طراز البناء العشوائي الراهن يمثل مشكلة خطيرة. حيث تكون له تداعيات على المدى الطويل"، مضيفة في حديث صحفي قولها أن "تأثر أصحاب البيوت بالعمارة الغربية خلق أزمة هوية. إذ بُني بعض المنازل بطراز روماني أو قوطي وآخر بطراز بغدادي، وهو ما يعكس أزمة حقيقية في الهوية المعمارية".
وتشير المهندسة إلى أن "بغداد، كونها مدينة تراثية، لا تشبه دبي أو طوكيو، وأن وجود المجمعات السكنية وسطها ينعكس سلباً على هويتها العريقة. يُضاف إلى ذلك عدم مراعاة المناخ في تصميم هذه المجمعات".
وتخلص إلى أن "اختلاف التصاميم وعشوائية بعضها في العمارات السكنية والمباني يفقد المدينة هويتها التاريخية، ما يستدعي وضع خطة شاملة تبدأ بقوانين معمارية واضحة لإنتاج طراز يحافظ على خصوصية بغداد وهويتها".
******************************************
إجابة من وزارة النفط
تلقت "طريق الشعب" من وزارة النفط إجابة على تقرير صحفي نشرته في عددها المؤرخ 5 آب الجاري. وهذا نصها:
إلى صحيفة طريق الشعب الغراء
نهديكم أطيب تحياتنا
إشارة إلى ما نشرته صحيفتكم الغراء بتاريخ 5/8/2025، تحت عنوان (احتجاجات متعددة في البصرة ونينوى.. موظفون يطالبون بإنصافهم وفلاحون يرفضون الأتاوات)، نود إعلامكم بأن شركة المشاريع النفطية قد بينت الآتي:
1- بشأن موضوع الأرباح السنوية: عقدت الشركة بتاريخ 25 تموز 2025 اجتماعا رسميا مع دائرة النشاط الصناعي في ديوان الرقابة المالية، وقد تمخض عن الاجتماع قرار إطلاق أرباح ثلاث سنوات سابقة دفعة واحدة، وان الشركة بصدد إكمال إجراءات الصرف، وتجدر الإشارة إلى انه تم صرف أرباح عام 2017 بتاريخ 28 من الشهر الماضي تموز، فيما يجري استكمال الإجراءات المالية لتوزيع أرباح عام 2024 خلال الأيام القليلة المقبلة.
2- وبالنسبة للحوافز المالية الشهرية: تلتزم الشركة بنسب حوافز مالية شهرية معتمدة منذ سنوات، وبما يتفق مع الضوابط والتعليمات النافذة.
3- وبشأن احتساب الشهادات: في هذا الإطار، فإن الشركة ملتزمة بقرارات مجلس الوزراء ووزارة النفط الخاصة باحتساب الشهادات ذات الاختصاصات النفطية والاختصاصات الساندة، والعمل جار على تنفيذ ذلك وفق السياقات القانونية.
4- وعن التأمين التقاعدي أوضحت الشركة: ان صرف مبلغ التأمين التقاعدي مرتبط بالسياسة المالية للشركة باعتبارها من شركات التمويل الذاتي، ويجري التعامل مع هذا الملف على وفق الضوابط المعتمدة.
5- وبشأن دوام الحراس الأمنيين: تنظيم دوام الحراس الأمنيين في مقر الشركة وتشكيلاتها الجغرافية يخضع لعدد الكوادر المتوفرة في هذا الاختصاص، مع الالتزام التام بتعليمات مجلس الوزراء بشأن التعيينات والتوزيع الوظيفي.
وعلى أساس ما سبق فان شركة المشاريع النفطية تؤكد حرصها على التواصل المستمر مع ملاكاتها والاستجابة لمطالبهم المشروعة ضمن الأطر القانونية والسياقات الإدارية والمالية المتبعة، مع تقديرها العالي لجهود جميع العاملين في مختلف تشكيلاتها.
شاكرين تعاونكم معنا مع التقدير
***************************************
الوشاش نقص في تجهيز الكهرباء ومولدات غير ملتزمة
بغداد – أحمد علي عبد الله
يعاني سكان الزقاقين 30 و40 في منطقة الوشاش بجانب الكرخ، تردي الكهرباء الوطنية وعدم التزام أصحاب المولدات الأهلية بجداول التشغيل والتسعيرة المحددة من قبل المحافظة.
يقول عدد من السكان لـ"طريق الشعب"، أن الكهرباء تنقطع باستمرار في الزقاقين، في ظل الحر الشديد، ما يضيف معاناة أخرى إلى معاناتهم الناتجة عن تردي بقية الخدمات.
ويوضحون أن سبب معاناتهم هو ربط الزقاقين بخط الكهرباء التابع إلى منطقة البيجية المجاورة، بدلا من ربطهما مع بقية مناطق الوشاش، مبينين أن الزقاقين يقعان على "شارع شطيط" الرئيس، الواقع خلف منطقة الوشاش، والذي يفصلها عن البيجية.
ويتابع السكان قولهم أن الكهرباء تنقطع في المنطقتين بالتناوب، وأن أهالي الزقاقين مشتركون لدى مولدات أهلية تقع في الوشاش، وحينما تنقطع الكهرباء في البيجية، تتوفر في الوشاش، وبالتالي لن يتم تشغيل المولدات، ما يحرم أهالي الزقاقين من الكهرباء طيلة ساعات انقطاع الوطنية، لافتين إلى أن الظلام يُخيم على المنازل في الليل، وهذا كله بسبب التضارب في جدول انقطاع الوطنية ومواعيد تشغيل المولدات في المنطقتين.
ويذكر عدد من السكان أنهم سئموا من التجاهل المستمر لشكاويهم، ومن تركهم يواجهون هذا الواقع الصعب، مشيرين إلى أن مشكلتهم ناتجة عن سوء التخطيط وعشوائيته، وعدم الاهتمام براحة المواطن.
وفي هذا الصدد، يقول المواطن حسن بهار حميد لـ"طريق الشعب"، أن "دائرة الكهرباء لا تكترث لشؤون المواطنين. حيث تتجاهل الشكاوي المستمرة"، مبينا أن "هناك محولة كهربائية واحدة تُغذي الزقاقين، مرتبطة بخط كهرباء منطقة البيجية. والغريب أن الدائرة تعرف حيثيات المشكلة، لكنها لا تحرك ساكنا".
ويُطالب أهالي الزقاقين دائرة الكهرباء بالالتفات إلى مشكلتهم، والتحرك السريع لمعالجتها.
*******************************************
أگول.. التمويل الذاتي يهدد مجانية التعليم
عامر عبود الشيخ علي
اتجهت بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية في السنوات الأخيرة، إلى سياسة التمويل الذاتي، عبر فرض مبالغ مالية على المواطنين بحجة تغطية النفقات التشغيلية ودفع أجور العاملين. ورغم أن هذه السياسة قد تبدو مبررة في بعض القطاعات الإنتاجية، إلا أن خطورتها تكمن في انسحابها على المؤسسات الخدمية وبعض الوزارات. اذ تقوم وزارات باستيفاء أجور من الموظف الذي يعمل فيها عند طلبه كتاب تأييد أو وثيقة صحة صدور. والغريب أن وزارة التربية دخلت هي الأخرى على خط التمويل الذاتي. فبينما يُفترض أن تكون كل خدمات مؤسساتها مجانية ومدعومة، باتت المدارس تستوفي رسوما من الطلبة عند تقديمهم اعتراضا على نتيجة امتحانية. وبلغ الرسم خلال العام الماضي ثلاثة آلاف دينار عن كل مادة دراسية.
أما في التعليم الجامعي، فهناك كليات يتوجب على طلبة المراحل المنتهية فيها، الانتظام في تدريب صيفي وتطبيق عملي داخل المؤسسات المرتبطة باختصاصاتهم. وقد بدأت بعض المؤسسات والوزارات باستيفاء مبالغ من الطلبة المتدربين فيها، ما يضع أعباء مالية إضافية على كواهل أولياء الأمور، خصوصا ممن يدرس أبناؤهم في كليات أهلية تتراوح أجورها السنوية بين 2 و10 ملايين دينار، حسب التخصص.
وفيما تهدد هذه الأعباء المالية مستقبل الكثيرين من الطلبة، نجد أن الدولة تخصص ما نسبته 5 في المائة أو أقل، من الموازنة المالية السنوية، لقطاع التعليم، في الوقت الذي تنفق فيه دول كثيرة نسبا عالية من موازناتها على التعليم، تصل إلى 20 في المائة، إيمانا منها بأن الاستثمار في التعليم هو الطريق الأجدى لبناء اقتصاد قوي ومجتمع متطور.
أكول: ان التعليم في العراق بحسب الدستور، يجب أن يكون مجانياً ومتاحاً للجميع. لكن ما يجري اليوم من فرض رسوم وأجور إضافية يتناقض مع هذا المبدأ، ويدفع شريحة واسعة من الشباب إلى مواجهة صعوبات قد تؤدي إلى عزوفهم عن إكمال الدراسة.
السؤال: أليس من المفترض أن تسهل عملية التعليم وتبقى بالمجان من أجل خلق جيل متعلم قادر على خدمة وطنه؟!
*****************************************
مواساة
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل ومنظمة الحزب في المحاويل، عائلة البو ساير، بوفاة الرفيق خلف عباس علوان العامري (ابو زياد)، بعد معاناة مع المرض.
الفقيد ابن عم الرفيق الراحل معن جواد (أبو حاتم).
له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.
كذلك تعزي المحلية والمنظمة عائلة الوجه الاجتماعي مظهر حبيب الشجيري، بوفاة الشاب عمار جبر مظهر إثر حادث مؤسف.
الفقيد ابن شقيق عقيلة الرفيق محمد صادق المحاويلي.
له الذكر الطيب ولأهله وذويه الصبر والسلوان.
- ببالغ الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق نعمان رجب (ابو علي).
الفقيد من المناضلين المدافعين عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين. وقد بقي متمسكا بمبادئ حزبه، متواصلا مع نشاطاته حتى آخر أيامه.
له الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى الرفيق زهير عبد الله الحبوبي، بوفاة شقيقه قصي.
للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.
*******************************************
لقطة اليوم
طلبة وأولياء أمور يقفون أمام مبنى مدرسة ثانوية متضرر في "مجمع الجزيرة (سيباشيخدر)" في سنجار، مناشدين وزارة التربية ترميم المدرسة نظرا لأهميتها في ظل تزايد أعداد الطلبة، وعدم توفر مدارس سليمة تستوعبهم.
*********************************************
الصفحة السادسة
دعوات لتحالف عالمي ضد الاحتلال وتشكيل قوة أممية لضمان وصول المساعدات الصهاينة يواجهون حصاراً عالمياً صامتاً
متابعة – طريق الشعب
خرجت يوم أمس الأول الأحد، احتجاجات واسعة، للمطالبة بإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث خرجت مسيرات في عدد من الدول، وسجلت أستراليا احتجاجات وصفت بغير المسبوقة.
ونددت التظاهرات بمواصلة جرائم الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة، وشهدت الدانيمارك، السويد، اليونان، ماليزيا، اندونيسيا والسنغال، احتجاجات كبيرة، طالبت بوقف الحرب والتجويع الممنهج.
حصار صامت
كشف تقرير مطول نشرته صحيفة كالكاليست الإسرائيلية الاقتصادية المختصة، عن أن "الحرب المستمرة والأزمة الإنسانية المصاحبة أدتا إلى عزلة متزايدة للاحتلال الصهيوني على الصعيد الدولي"، ووصف الخبراء ذلك بـ "الحصار الصامت".
وذكروا أن "هذا الحصار لم يُعلن رسميًا لكنه يشمل تأجيل العقود وتجميد الاستثمارات ومقاطعات أكاديمية وتجنب التعامل التجاري مع الشركات الإسرائيلية، مما شكل انعكاسات خطيرة على الاقتصاد والصناعات المختلفة، فضلا عن الإضرار باستمرارية البحث العلمي والتعاون الأكاديمي الدولي".
وأشارت الصحيفة إلى أن استمرار الحرب دفع دولا وشركات لتجنب التعامل مع إسرائيل بشكل غير رسمي. وأشارت إلى منع دخول 150 إسرائيليا إلى مدينة ملاهٍ في فرنسا رغم حجز الزيارة مسبقا. وبينما برر المسؤولون ذلك بأسباب أمنية، كان السبب الحقيقي هو رفض مدير المدينة استقبالهم بسبب "مبادئ شخصية"، حسب وصف الصحيفة.
وأوضحت أن هذا "يتكرر في قطاعات عدة، بما في ذلك التأخير في توقيع العقود ورفض الرد على المراسلات وتأجيل الزيارات ورفض خطوط الائتمان أو الدعم المالي". مبينة أن كل ذلك يحدث دون إعلان رسمي، مما يجعل التعامل معه أكثر ضررًا من أي حصار معلن يمكن مواجهته قانونيا أو سياسيا".
فلسطين دولة مستقلة
أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، أن بلاده لا تزال تدعم وبقوة، مبدأ حل الدولتين، وقال في مقابلة صحفية، أمس، "نريد أن يتم وقف إطلاق النار الفوري في غزة وإخلاء سبيل جميع الأسرى".
وتابع: "سنواصل دعم مبدأ حل الدولتين الذي يمنح فرصة للفلسطينيين والإسرائيليين للعيش بجوار بعضهما البعض في سلام وأمان وسنواصل في سبيل ذلك رفع صوتنا في المحافل الدولية".
وأردف: "ندرك أن أستراليا ليست قوة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، لكننا لا نبيع السلاح لإسرائيل".
قوة لضمان وصول المساعدات
وفي سياق مبادرات رفض التجويع للشعب الفلسطيني، دعا الرئيس الأيرلندي مايكل هيغينز إلى تشكيل قوة أممية تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلا "إن أخطر تهديد للديمقراطية هو عالم اللامساءلة".
وشدد على ضرورة تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يخوّل الأمين العام الأممي، بموافقة نسبة معينة من الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، أن يدعو إلى تشكيل قوة لضمان وصول المساعدات الإنسانية، حتى لو عارضه مجلس الأمن باستخدام سلطة النقض (الفيتو).
ووصف هيغينز، الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين في قطاع غزة بأنها "فترة مأساوية" من تاريخ العالم.
تحالفات ضد الكيان الصهيوني
من جانبه، شدد أندرياس كرافيك نائب وزير الخارجية النرويجي على الحاجة لاستمرار بناء تحالفات دبلوماسية قوية ضد سياسات إسرائيل المدمرة.
وأعلن كرافيك رفضه تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون، مؤكدا أنها مقارنة غير صحيحة.
وقال ساعر في وقت سابق، إن "على أوروبا ان تختار بين إسرائيل وحركة حماس"، في رده على موقف وزير خارجية هولندا كاسبار فيلدكامب الذي استقال بسبب الفشل في فرض عقوبات على تل أبيب جراء عدوانها المستمر على قطاع غزة.
وقال كرافيك، إن "ما يجري في قطاع غزة غير مقبول ويعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، مؤكدا أن الحكومة الإسرائيلية تشن حربا على الغزيين من دون أي اعتبار للقوانين الدولية في حدها الأدنى".
ووفق المسؤول النرويجي، فإن بلاده فرضت عددا من الإجراءات التي تخفف من معاناة وألم الفلسطينيين، مشيرا إلى فرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
******************************************
تضامناً مع غزة.. أعضاء حزب تونسي يضربون عن الطعام
تونس – وكالات
أضرب 15 عضواً من حزب التيار الشعبي التونسي عن الطعام، لمدة اسبوع، تضامنا مع قطاع غزة ضد ما يتعرض إليه من تجويع وإبادة.
وقال الحزب في بيان، "نعلن دخولنا في إضراب جوع بداية من الأحد لمدة أسبوع في مقر الحزب بالعاصمة تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة ولآلامه وجوعه ومعاناته في مواجهة العدو".
واعتبر أن "إضراب الجوع يأتي أمام هول ما يتعرض له أهل غزة من جريمة غير مسبوقة بتاريخ الحروب حيث الإبادة والحصار والتجويع، وانسجاما مع قيمنا الوطنية والقومية والإنسانية وبما تمليه علينا ضمائرنا أمام فظاعة ما يجري للأطفال والنساء والشيوخ العزل".
كما دعا "كل أحرار أمتنا والعالم لتصعيد الاحتجاج ضد العدو من أجل إنقاذ الإنسانية جمعاء من النازية والصهيونية".
وفي وقت سابق نظم نشطاء تونسيون، ثلاث وقفات احتجاجية تنديدا باستمرار مجازر الاحتلال في قطاع غزة، وتواصل التجويع وقتل الأطفال، واحتج متظاهرون أمام مقر الأمم المتحدة، فيما تظاهر آخرون أمام مقر السفارة الأمريكية وعدد آخر أمام المسرح البلدي بالعاصمة على بعد أمتار من السفارة الفرنسية.
**********************************************
السودان.. البرهان: لن تقوم للتمرد "قائمة"
الخرطوم - وكالات
قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن "التمرد في السودان لن تقوم له قائمة بعد اليوم، في الأثناء صد الجيش السوداني 4 هجمات شنتها قوات الدعم السريع، الأحد، على الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
وأضاف البرهان، أن "المتمردين دمروا السودان، ولا مجال للتعايش معهم في المستقبل". في المقابل، قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة في السودان إنهم وصلوا للمرحلة النهائية في الحرب، واصفا إياها بأنها شكلت هزة نفسية عنيفة في البلاد.
ودعا عقار إلى تجاوز الماضي، قائلا إنه يجب العمل معا من أجل السودان، ومشددا على أن نهاية الحرب تحتاج مصالحات.
في هذه الأثناء، قال وزير الصحة في إقليم دارفور بابكر حمدين إن أكثر من 400 شخص ماتوا بسبب انتشار الكوليرا في الإقليم، وإن عدد المصابين تجاوز 7 آلاف. وأكد حمدين أن مرض الكوليرا انتشر في كل ولايات دارفور، وبصورة أكبر في شمال دارفور، خاصة بلدة طويلة.
وأوضح أن بعض المناطق بالإقليم يصعب حصر الكوليرا فيها، خاصة غرب دارفور، بسبب سيطرة الدعم السريع على هذه المناطق.
*********************************************
الحوثيون: سنواصل قصف دولة الاحتلال الاسرائيلي
صنعاء - وكالات
كشفت حركة أنصار الله اليمنية، أنها "ستواصل هجماتها المستمرة على إسرائيل منذ أواخر عام 2023"، مؤكدة أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تتحملان المسؤولية الكاملة عن العواقب الوخيمة للغارات الجوية الإسرائيلية على منشآت حيوية وعسكرية تابعة للجماعة في صنعاء وسط اليمن.
وأعلنت الحركة، أن "قصفاً همجياً إسرائيلياً استهدف محطة كهرباء حزيز الحيوية تسبب في دمار واسع وانقطاع التيار، كما استهدف محطة وقود في محاولة لشل حركة الحياة وصنع انتصار وهمي بارتفاع أعمدة الدخان".
وحملّت إسرائيل وأمريكا كامل المسؤولية عن العواقب الوخيمة لهذا العدوان، مؤكدة على حق اليمن في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته وردع أي عدوان بكل الوسائل المتاحة".
وأضاف البيان: "العدوان الإسرائيلي على اليمن جريمة حرب نكراء تضاف إلى سجله الأسود، وهو عدوان على سيادة اليمن وشعبه"، مشددا على أن الغارات الوحشية لن تثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت في دعم غزة المحاصرة.
وأفاد مصدر طبي بوفاة شخصين وإصابة 7 آخرين، إثر الغارات على محطة شركة النفط.
*************************************
غينيا: تعليق نشاط المعارضة قُبيل الاستفتاء
كوناكري – وكالات
علق المجلس العسكري الحاكم في غينيا كوناكري عمل 3 من أبرز أحزاب المعارضة، من بينها حزب الرئيس السابق ألفا كوندي، وذلك قبيل الاستفتاء الدستوري المقرر إجراؤه نهاية أيلول القادم.
وبموجب القرار الجديد، يمنع حزب تجمع الشعب الغيني، واتحاد القوى الديمقراطية الغينية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلو دالين ديالو، وحزب التجديد والتقدم، من ممارسة أي نشاط سياسي لمدة 90 يوما، ما يعني أن الأحزاب السياسية المذكورة لن تشارك في وقائع حملة الدستور القادمة.
وبرّر القرار الذي صدر من الحكومة بتعليق أنشطة الأحزاب، بأنها لم تستوف الشروط، وكذلك الالتزامات القانونية المفروضة عليها.
وفي سياق منفصل، بثّ التلفزيون الرسمي مساء الجمعة بيانا جديدا، أعلن من خلاله المجلس العسكري الحاكم تأجيل انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بمشروع الدستور الجديد لمدة أسبوع، على أن تبدأ في 31 آب الجاري.
وتزامن القرار بتعليق عمل الأحزاب المذكورة مع منع المعارضة من تنظيم تظاهرات للتنديد بما وصفوه بالاستحواذ على السلطة من قبل قائد المجلس العسكري، الجنرال مامادي دومبويا، الذي تولّى الحكم عبر الانقلاب.
وكانت مسودة الدستور الجديد قد نصت على فتح الباب أمام عودة الحكم المدني، لكنها لا توضّح ما إذا كان دومبويا نفسه سيسمح له بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويشار إلى أن الميثاق الانتقالي الذي وضع عقب الانقلاب نص على عدم أحقية أي من قادة المجلس العسكري أو أعضاء الحكومة في الترشح للانتخابات الرئاسية.
***************************************
رؤية باكستان الرسمية.. لا بديل للحوار المباشر لنزع فتيل الأزمة
رشيد غويلب
نشرت مجلة "عصرنا" النمساوية في 18 آب الجاري حوارا مع محمد كامران أختر هو سفير باكستان لدى النمسا وسلوفاكيا والممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى التي مقرها فيينا. والحوار واسع ويتناول قضايا عالمية ملتهبة عدة، هنا ننقل للقراء أهم ما جاء بشأن الصراع الهندي الباكستاني.
في أوائل أيار، تصاعد الصراع بين باكستان والهند مجددًا: هاجمت الهند جارتها الشمالية لعدة أيام بعد أن اتُهمت باكستان بتساهلها مع الإرهاب في منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها. تفاوضت الولايات المتحدة على وقف إطلاق نار، لكنه هش. كلا البلدين قوتان نوويتان، والحرب قد تزعزع استقرار آسيا بأكملها.
المفاوضات المباشرة
ترغب الباكستان في حل جميع القضايا من خلال المفاوضات مع الهند. يجب أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى سلام دائم. ولتحقيق ذلك، لابد من الحوار المباشر. لقد اتهمت الهند باكستان بالتواطؤ في أحداث نيسان 2025.
والآن، تدّعي السلطات الهندية عكس ما ادعته حكومتها. برأت المخابرات الهندية الأفراد الأربعة الذين استخدمتهم الهند، واتهمت باكستان بالتواطؤ معهم. ما يزال وقف إطلاق النار صامدًا حاليًا، لكنه هش للغاية. وهناك العديد من العوامل التي تُسهم في عدم الاستقرار. لم تكن باكستان سبباً في هذا الوضع، بل يعود تاريخه إلى تأسيس باكستان واستقلال الهند. وقرارات مجلس الأمن الدولي هي التي خلقت هذا الوضع. ولأنه نزاع معترف به دولياً، لا يمكن لأي طرف محاولة حلّها بشكل منفرد، على سبيل المثال، من خلال تعديل دستوره.
وهناك عامل آخر يتمثل في معاهدة مياه نهر السند. يعتمد 70 في المائة من الاقتصاد الزراعي الباكستاني على مياه نهر السند، وتهدد الهند بتحويل مسار النهر، مما سيشكل تهديداً وجودياً لباكستان. تريد باكستان حلاً وعلاقات حسن جوار حتى يتمكن البلدان من التركيز على التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
غياب التفاوض
لا توجد حاليًا أي مفاوضات بين البلدين. تتضمن معاهدة مياه نهر السند آليات متطورة للغاية لحل النزاعات، وترغب باكستان في تفعيلها لحل المشاكل، لكن الهند لا ترغب في ذلك، على الرغم من هذه الآليات ملزمة دوليا.
اتخذت الهند إجراءات معينة لتعطيل تدفق المياه. هذا جزء من خطة طويلة الأجل لقطع إمدادات مياه نهر السند عن باكستان. كانت هذه مجرد إجراءات طفيفة، لكنها قادرة على الإضرار بباكستان. يكفي منع تدفق المياه في أثناء مواسم الزراعة، لإحداث ضرر كبير لباكستان. إن انقطاع المياه لمدة أسبوعين فقط سيوجه ضربة قاسية للاقتصاد الباكستاني..
أهمية معاهدة مياه نهر السند
يوفر القانون الدولي مبادئ توجيهية واضحة لكيفية تنظيم موارد المياه بين الدول المجاورة. في خمسينيات القرن الماضي، كانت هناك لوائح خاصة إضافية في العلاقة بين باكستان والهند. بموجب هذه الاتفاقية، تنازلت باكستان عن حقها في ثلاثة أنهار شرقية تتدفق إلى باكستان، بينما تنازلت الهند عن حقها في ثلاثة أنهار غربية تتدفق إلى باكستان. هذا يعني أنه لا يحق للهند التدخل بأي شكل من الأشكال في تدفق هذه الأنهار الغربية الثلاثة.
لقد اتخذت الهند إجراءات لتحويل أو بناء سد على مياه الأنهار الشرقية الثلاثة لاستخدامها في أغراضها الخاصة، مما منع باكستان من الوصول إليها. لكن الهند تسعى الآن أيضًا إلى الوصول إلى مياه الأنهار الغربية الثلاثة، وبالتالي التأثير على تدفقها إلى باكستان. وهذا يُعد انتهاكًا لمعاهدة مياه نهر السند. لذلك، تعتبر باكستان إجراءات البناء التي اتخذتها الهند انتهاكًا للقانون الدولي.
ملف كشمير وأسباب أخرى
تدعو قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى حلٍّ للصراع، ولكن لتحقيق ذلك، يجب أن تكون الهند مستعدةً للتفاوض. لطالما أكدت باكستان على أن الحل لا يمكن التوصل إليه إلا بما يصب في مصلحة سكان كشمير. لذا يجب إشراكهم. ولا تُصرّ باكستان على أن تصبح كشمير جزءًا منها. وكما قررت الأمم المتحدة: على شعب كشمير أن يُقرر مصيره بنفسه.
لقد تقدمت باكستان بطلب الانضمام إلى مجموعة بريكس قبل عامين. وهناك شكوك في أن تصعيد الهند كان محاولةً لمنع انضمام باكستان إلى المجموعة على المدى الطويل.
كانت هناك دوافع عديدة وراء موقف رئيس الوزراء الهندي مودي: ربما كان طلب الانضمام إلى بريكس أحدها. في الوقت نفسه، يعتمد مساره السياسي بأكمله على قاعدته الانتخابية اليمينية القومية المتطرفة، التي يسعى لإرضائها قبل كل انتخابات. وفي منطقة واسعة من الهند، بيهار، تقترب الانتخابات. عامل ثالث هو النمو الاقتصادي والعسكري للهند. هذا يعني أنهم يرون الآن أن الوقت قد حان لحل المشكلات مع باكستان عسكريًا. يعتقدون أن باكستان ضعيفة اقتصاديًا، وأن بإمكانهم الآن الضغط عليها لتقديم تنازلات كبيرة.
توترات أمنية
لقد نفذت بعض الجماعات هجمات إرهابية في باكستان حظيت بدعم من الهند ودول مجاورة أخرى. بعد الهجمات الهندية، انخفض عدد الهجمات الإرهابية بشكل ملحوظ. ويعود ذلك جزئيًا إلى زيادة وجود قوات الأمن الباكستانية في هذه المناطق، ولكن هناك بالتأكيد نفوذ أجنبي أيضًا. لهذا السبب تحديدًا، تشعر باكستان بقلق بالغ إذا ما نشأ عدم استقرار في إيران، فالاستقرار في البلدين متداخل.
****************************************
الصفحة السابعة
الحزب الشيوعي السوداني والخروج على النص
السودان - قرشي عوض
أصدر فرع الحزب الشيوعي السوداني بمدينة عطبرة - المدينة العمالية التي ارتبط بها تاريخ الحزب منذ تأسيسه في النصف الثاني من أربعينيات القرن الماضي، تصريحا صحفيا أعلن فيه التقاء وفد من قيادته بوزير البنية التحتية بولاية نهر النيل التي تتبع لها المدينة وقدم له مشروعا لحل مشكلة العطش عن طريق استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل المحطتين الرئيسيتين باستخدام الطاقة الشمسية. وذلك وفق رؤية متكاملة أشرف على إعدادها فريق فني من مهندسي الحزب المختصين. واضاف التصريح بأن الوزير استقبل وفد الحزب بحفاوة، كما رحب بالفكرة معلنا عن رغبته في التعاون لتنفيذها، في وقت التزم فيه الحزب بالمساهمة في تمويل المشروع.
فور صدور هذا التصريح في صفحة الحزب في الفيسبوك تصدر (الترند) وغطى على أخبار المعارك التي تدور في غرب البلاد على ضراوتها، بما فيها حصار مدينة الفاشر التي أكل أهلها (الامباز: علف الحيوانات) ومعركة أم صميمة على أطراف مدينة الأبيض، إحدى أكبر مدن غرب السودان التي تعرضت فيها مليشيات "درع السودان" التي تقاتل إلى جانب الجيش لهزيمة كبرى افقدتها مئات المقاتلين.
وانقسم المراقبون بين مؤيد ومعارض للخطوة التي قام بها الحزب. فقد اعتبرها البعض، خاصة مناصرو الحزب أنها تمثل دليلا على ارتباط الحزب بقضايا الجماهير وتجيء منسجمة مع استراتيجية الحزب في العمل العام الذي ظل يزاوج فيه بين الصراع المطلبي والخدمي والصراع السياسي. وهي استراتيجية استطاع الحزب من خلال تطبيقها بإبداع أن يبني منظمات الجماهير الفئوية التي أطاحت بكل الانظمة الديكتاتورية منذ استقلال البلاد في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي.
في حين يرى آخرون من المخالفين للحزب، خاصة مناصرو تحالف "صمود"، الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، ان الخطوة تعد اعترافا من الحزب بحكومة بورتسودان ودعما منه لاستمرار الحرب.
لكن "صمود"، التي تعيب على الشيوعيين العمل على تقديم خدمة للجماهير في أوضاع أعلن الحزب مرارا أنه يرفضها ويعمل على تغييرها عبر المقاومة السلمية مع الجماهير وبهم، نجدها تكتفي بالنشاط الدبلوماسي من خلال مقابلات متكررة مع الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي، والضغوط التي من المتوقع ان يمارسها المجتمع الدولي على طرفي الحرب من اجل توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين ووقف القتال بفرض العقوبات من قبل الخزانة الأمريكية على قيادات في القوتين. وهي جهود لم تثمر حتى الآن وتصطدم بالفيتو الروسي وصراعات المحاور التي تدعم طرفي الحرب، والتي افشلت اجتماع القمة الرباعية مؤخرا في العاصمة الأمريكية واشنطن إثر خلاف بين مصر والامارات حول مشاركة الجيش السوداني في المفاوضات. علما بأن هذه القمة لم تتم دعوة اي طرف سوداني اليها، بما في ذلك تحالف "صمود" الذي يؤيد التدخل الدولي ويدعو له بشدة.
ووقوف أنصار "صمود" ضد الخطوة التي قام بها الحزب الشيوعي تعود إلى علمهم المسبق بأن الحزب يفتتح طريقا آخر لوقف الحرب وإسقاط النظام يستند إلى خبرة الجماهير وتجارب السودان السابقة في إسقاط الانظمة الشمولية والتي كللت جميعها بالنجاح. كما ان الخطوة في ذات الوقت تقطع الطريق على التدخل الدولي الذي تهب رياحه في أشرعة تحالف "صمود" التي تدعمها منظمات تتبع للأحزاب الحاكمة في دول "الترويكا، كما سبق ان اعترفت بذلك الناطقة الرسمية لتحالف "تقدم" قبل ان ينقسم إلى "تأسيس" و"صمود" وفي لقاء مشهور بقناة الجزيرة.
لذلك تصدر موقف الحزب الشيوعي الأخير اهتمامات الرأي العام السوداني وسط ضجيج المدافع وقصف الطيران، في وقت تكاد تقترب فيه معركة كسر العظم من نهايتها التي يفضلها الوسطاء الدوليون حتى يمكنهم فرض التفاوض على حل الدولتين. ويطمع الوسطاء ان يجد هذا الحل دعما شعبيا يحرج الجيش السوداني بالتأكيد على ان الاجندة الدولية التي يصفها مناصروه بأنها تدخل دولي في الشأن الداخلي السوداني هي في الحقيقة تمثل مطلبا شعبيا لأهل السودان.
وهم يعولون على تحالف "صمود" في القيام بهذه المهمة بعد ان ظنوا انه يمثل أكبر تحالف مدني سياسي في السودان. لكن الحزب الشيوعي وباحترافية عالية يعمل على إفشال هذه الخطوة بابتداء حراك داخلي يعول فيه على صف الجماهير وتنظيمها حول مطالبها الحيوية، مثل مياه الشرب ومكافحة الامراض المستعصية. وهذا ميدان يجيد الشيوعيون السودانيون اللعب فيه بمهارة ولهم فيه خبرات متراكمة عبر عقود من الزمان.
وقد ظل الحزب الشيوعي يطرح شعار (حيث الجماهير .... لها نعلم ومنها نتعلم). وبسبب استلهام وتطبيق هذا الشعار بإبداع فإن كثير من الافكار التي طبقها الحزب ولاقت نجاحا كبيرا كان قد التقطها ومن وسط الجماهير. والفكرة الأخيرة، ونعني بها استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل محطات المياه، أصلا قد سبق ان أطلقتها الجماهير في ولاية نهر النيل وفي الجزيرة واستخدمتها عبر لجان القرى والأخبار بطريقة واسعة ساعدت كثيرا في ايجاد حلول لمشكلة المياه للشرب والزراعة للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي بسبب تعرض محطات التوليد إلى قصف الطيران المسير من قبل قوات الدعم، كما حدث لمحطات مروي وبورتسودان وعطبرة. بل ان هناك محطات تم تدميرها تدميرا كاملا. هذا إلى جانب تكلفة التوليد الحراري المرتفعة.
وقد رأى فرع الحزب في عطبرة الاستفادة من هذه التجربة الشعبية في حل مشكلة المياه دون انتظار المساعدات الإنسانية إثر كلمة ينطق بها المبعوث الأمريكي أو فكرة توافيه عفو الخاطر. كما انها قد تتأخر على أحسن المفروض ما لم تجد الخارجية الأمريكية طريقة مثلى لتسوية الخلاف، ليس بين طرفي الحرب في السودان هذه المرة ولكن بين الأمارات ومصر.
*****************************************
حريق الكوت.. غياب العمل الاستشاري الرصين وغياب الشفافية
موفق جواد الطائي*
دعونا ان لا نلعن الظلام بل نضيء شمعة..... الكل ركز في نقده على جهة دون أخرى ووضع اللوم عليها لنكن صريحين انها ظاهرة إهمال اشترك فيها الجميع ودعونا نأخذ العبرة منها.
نعم الدفاع المدني أهمل ولكن لابد له ان تكون مرجعية وهي المدونات التي تخص الحريق والموجودة على رفوف وزارة الإعمار وهي أرقى مدونة .... لا يعرف بها المسؤول ولا الاستشاري سوى الذين انجزوها من الجامعة ووكيل الوزير كان لابد ان تعمم على المكاتب الاستشارية والجامعات بصراحة هل يعرف بها أحد من الذين يدرسون او يمارسون عملية التصميم. انها أحد اهم دروس مادة الممارسة في التعليم المعماري
اعزتي لماذا يكون هذا الدرس مهملا ولا يدرس أروع المدونات في وزارة الإسكان في مجال الحريق والطرق والمناظر والإسكان لماذا يدرس القياس الكمي وهو ليس مهم.
اجزم ان 80 بالمائة يكتب على ان تكون وفق المواصفات الفنية العامة (ليس المواصفات القياسية) وهو لم ير المواصفات العامة ويخلط بين المواصفات القياسية والموصفات العامة التي اعدتها وزارة الإسكان والتخطيط التي يجب ان تكون مع كل مشروع والطالب يدرسها في درس الممارسة الذي يدرس المادة غير معماري أصلا فكيف تتوقع منه أنه يعرف ذلك وهي أعلى درجات العمارة.
إن الممارسة السيئة للعمل الاستشاري هو أحد أسباب الحريق.
كان إحسان شيرزاد قد أعد قواعد البناء لأمانة بغداد لكنها أهملت عن قصد ولم تعد الأمانة تطلب الحد الأدنى من وثائق المشروع بضمنها قواعد البناء لغرض تمشية الأمور، اذن البلدية شريك في قتل من قتل بالحريق.
وثائق المشاريع التي تخرج من مكاتب هزيلة لا يوجد فيها الحد الأدنى من العمل الرصين والأمور تدار أساسا من قبل مرتشين وغسيل أموال، تستبعد المكاتب الرصينة ولا يوجد مراحل للعمل الاستشاري وموافقات هرمية أصولية عليك أن ترشي المهندس لأجل الإجازة وكفى.
عملي ينصب مع بعض المكاتب على السيطرة النوعية على وثائق المشاريع وجدت العجب العجاب الأخطاء ليس بالهندسة فحسب بل في المعلومات العامة ماذا يحدث .... مصائب .... هدر ...حرائق .... غسيل أموال.. عصابات ابتزاز.
دعونا ألا نلعن الظلام ونغير بما في أنفسنا ومهنتنا بوضع وثيقة شرف المهنة الهندسية فالمرتشين كانوا مهندسين والمنفذين السيئين هم مهندسون لنتوجه لهم أولا ثم إلى رفع العمل الاستشاري إلى المستوى العلمي المقبول وتحديد مراحل ومضامين العمل الاستشاري وأن ندرس في درس الممارسة المهنة وقواعها ومواصفاتها ومدوناتها ونظم معلوماتها، فقد كنا يوما قادة هذه النظم والمدونات ولا اغالي إن أقول إن تدهور المهنة كانت سببا آخر في الحريق يتحمله الجهل في العمل الاستشاري وإهمال درس الممارسة وتعلم أخلاق المهنة.
ــــــــــــــ
* معمار الأكاديمي
***************************************
المثقف المزوَّر: كيف شوّه الإعلام صورة الثقافة؟
حسن الجواد
في زمن تسارعت فيه وتيرة الإعلام وتداخلت فيه القيم مع المصالح، لم يعد من الغريب أن نجد أنفسنا نعيش حالة من التشويه المقصود لمفهوم الثقافة والمثقف، بل تحول الإعلام ــ في كثير من برامجه ومنصاته ــ إلى أداة فعّالة في صناعة صورة مزيفة للمثقفين، وتقديم من "هبّ ودبّ" على أنهم رموز فكرية أو منابر وعي، فقط لأنهم يتقنون فن الظهور أمام الكاميرا أو لأنهم يملكون قاعدة جماهيرية على وسائل التواصل.
الإعلام الذي كان يُفترض به أن يكون حارسا للوعي الجمعي، ووسيطا نزيها بين المفكرين والجمهور، سقط في فخ التسطيح والتسخيف، وبدأ يتعامل مع الثقافة كسلعة قابلة للترويج والبيع، لا كقيمة عليا تُنير العقول. فاستُبدل المثقف الحقيقي، صاحب الرؤية والموقف والمعرفة المتراكمة، بآخرين يعتاشون على الإثارة، ويكتفون بعبارات منمقة دون أي عمق فكري.
هذا الانحدار لم يأتِ من فراغ، بل هو جزء من سياسة إعلامية ممنهجة، تهدف إلى تحويل المشهد الثقافي إلى "عرض ترفيهي"، يتماشى مع منطق السوق والرغبة في جذب أكبر عدد من المشاهدين، ولو على حساب الحقيقة والوعي. فأصبحنا نرى برامج "ثقافية" تستضيف ممثلاً أو فاشينيستا ليتحدث عن قضايا الفكر والهوية والانتماء، بينما يُقصى الأكاديمي والباحث لصالح من يجيد التحدث بلغة دارجة خالية من أي مضمون حقيقي.
المشكلة الأخطر أن هذا الواقع يخلق أجيالا تخلط بين الثقافة والشهرة، بين التفكير والثرثرة، فتتشكل صورة مشوهة للمثقف، لا بوصفه صاحب مشروع معرفي أو موقف نقدي، بل كشخصية "كاريزماتية" تصلح للبث، ويمكن أن تنتشر كالميمات على شبكات التواصل.
ما نحتاجه اليوم ليس فقط نقد هذا المشهد، بل إعادة الاعتبار للثقافة كقيمة مستقلة عن السوق، وتحرير الإعلام من سطوة الاستعراض، ورفع الصوت في وجه هذا التزييف المتعمد للوعي. فالمثقف لا يُقاس بعدد المتابعين، ولا بحجم الإعجابات، بل بقدرته على مساءلة الواقع، وفتح آفاق جديدة للفهم والنقد.
لقد آن الأوان أن نسأل: من الذي يُمنَح الميكروفون؟ ومن الذي يُقصى؟ وهل نريد إعلامًا يصنع جمهورا واعيا، أم جمهورا مروَّضا يكتفي بالصورة دون المضمون؟
الإجابة تكشف الكثير مما يُدار خلف الكواليس، في معركة عنوانها الحقيقي: "من يحتكر تمثيل الوعي؟".
******************************************
شيوعيو بهرز يتفقدون صديقهم شاكر عبد
بهرز – طريق الشعب
زار وفد من شيوعيي قضاء بهرز في ديالى، صديق الحزب شاكر عبد في منزله، للاطمئنان على صحته بعد تعرضه لحادث مؤسف.
وتمنى الوفد للصديق عبد الشفاء العاجل ووافر الصحة والعافية.
*******************************************
مشاركة الشيوعيين العراقيين احتفال الديمقراطي الكردستاني في فنلندا
تلبية لدعوة من اللجنة الإقليمية، في فنلندا، للحزب الديمقراطي الكردستاني ـ العراق، ألقى الرفيق يوسف أبو الفوز، في الحفل الخطابي والفني، بمناسبة الذكرى 79 لتأسيس الحزب، والذي حضره مناصري الحزب واصدقائه وممثلين عن الأحزاب الكردستانية ومنظمات مجتمع مدني، والذي أقيم في العاصمة الفنلندية هلسنكي، يوم 16 آب 2025.
كلمة، أشار فيها، الى انه يحمل التهاني الحارة من أعضاء وأصدقاء الشيوعيين العراقيين في فنلندا، من الحزبين الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني وأيضا من أعضاء ومناصري رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين بمناسبة تأسيس الديمقراطي الكردستاني ويحي مسيرته النضالية وقوافل الشهداء.
وأكدت الكلمة على ان علاقات الشيوعين العراقيين مع الحزب الديمقراطي الكردستاني لم تولد خلف المكاتب، بل نمت وتوطدت في ساحات النضال، في المدن وجبال كردستان، وتعمدت بالدم، خلال النضال المشترك لأجل عراقي ديمقراطي والمطالبة بالحكم الذاتي الحقيقي لكردستان، وثم الشكل الفيدرالي لإدارة الدولة العراقية. وأشارت الكلمة، الى ان العلاقات السياسية، على الأرض، لا تسير دائما بخط مستقيم، لكن ما يميز علاقة الشيوعيين العراقيين بالديمقراطي الكردستاني، ان الإيجابيات وسمت هذه العلاقة وغطت على أي من الإخفاقات والثغرات، وان تلك الثغرات طالما وقف الشيوعيين العراقيين امامها بمسؤولية عالية وصارحوا بها بصوت عال حلفائهم السياسيين لأجل حرية الوطن وسعادة الشعب.
**********************************************
الديوانية – طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، الرفيق علي حسين (ابو بشار) في منزله، للاطمئنان على حالته الصحية.
ضم الوفد كلا من الرفيق نائب سكرتير المحلية نعيم المرمضي، والرفاق أعضاء المحلية سرحان عودة وعايد حسوني وعبادي حميد.
*****************************************
شيوعيو النجف يعرّفون بتحالف البديل
النجف - احمد عباس
عقد شيوعيو ناحية الحرية في محافظة النجف، أخيرا، جلسة سياسية في منزل السيد حازم، وسط الناحية، للتعريف بتحالف "البديل" وما يضمه من شخصيات مدنية وقوى وطنية بضمنها الحزب الشيوعي العراقي. وحضر الجلسة عدد من أبناء الناحية. وقد رأى الجميع في هذا التحالف بديلا حقيقيا لنهج المحاصصة.
*****************************************
الصفحة الثامنة
الولائم بين الإسراف.. والمناقصات وشراء الذمم
عادل سعد
- للولائم في العراق طقوسها ، واذا كانت لدي بعض الشكوك عن اقدام حاتم الطائي على ذبح فرسه لأطعام ضيوفه ، فان المزيد من الشكوك تحوم الان بشأن نيات واهداف إقامة الولائم عراقياً وألا لماذا الاسراف في تعددها ، وضخاماتها ومفاضلاتها ،وتصديرها أعلانات مبوبة ، .
- عن رصد موقعي ، هناك منصات علنية وسرية تتبادل فيها الانخاب بأضواءٍٍ خافتةٍ ، واخرى بزوايا مناطقية تحت وابل عناوين ساذجة مفادها لمْ الشمل ، ومزاعم الحفاظ على قربى ابناء المنطقة ،وتضميد جروح قطيعة وفق نظرية اجتماعية مزرية يعتقدونها ، إن الالتقاء على اطباق متنوعة من الطعام تغسل القلوب وتعزز الألفة .
- اغلب الولائم ،تقام بمفاتيخ حصصية خالصة اذا اخذنا بحقيقة انه لايدعى لها إلا من تتلمذ على تلك النزعات المبيتة لأراقة حياء المعدة .
- البعض يواصل هذه المهمة بالمزيد من الامعان على جبهتين ،الأولى ، يخصصها لشراء المواقف ، الثانية ، انك تستطيع تقيم فروض الطاعة من خلالها خاصة حين يتم تصوير تلك المناسبات وتبث عبر الانترنيت بأشادات (عفية ) ، أو( والنعم) ،أو( گدهه) .
اخرون يعطي للمفاضلة بين الولائم المزيد من الاهتمام ، فهو يعتذر عن تلبية بعضها في حين يكون في استنفار كامل لتلبية اخرى لأنها بمردودات نفع اكبر لنوعية المدعوين لها ، وفرص عقد الصفقات .
- القائمة طويلة ، غداء عمل ، عشاء عمل ، أفطار عمل ، ولك ان تتصور حجم الطعام الذي يتطاير من الافواه حين يتم التداول في قضايا شائكة كتبادل العتب وتسطير المصالحات وتقاسم نفوذ ، أو تسديد شتائم ضد غائبين ، وانسب لنفسي انني وثقت (الورم العشائري) الذي تغذيه الولائم في اكثر من بحث ومقالة واحد نشرت بعضها في صحيفة (الزمان ) واخرى في صحيفة الوطن العمانية ،وفي بحث لي عن عيوب المصالحة الوطنية ألقيته في إحدى قاعات الجامعة الامريكية في بيروت عام 2018 ، وفي كل ما اجتهدت به في هذا الشأن ظلت مفارقة طريفة ، تحضرني غالباً ، وليمتا اللقلق والثعلب اللتان اقاماها في استدلال متناقض صارخ من خلال استخدام الجرة والاناء ، فلا اللقلق اكل من الطعام الذي قدمه الثعلب ، ولا الثعلب استطاع ان يأكل من الطعام الذي قدمه اللقلق .
- بخلاصة تحليلية اخرى ، اضخم الولائم عراقياً رشاوى ، وتسديد أثمان ، لكنها تختلف عن الرشى المالية التقليدية التي تمنح عادةً من تحت الطاولات على غرار عادة موظف في الهند اقنع صديقه امين الصندوق ان يمنحه راتبه من تحت الطاولة تماشياً مع انتظام مد يده من تحتها خلال انخراطه مع مراجعيه لقبض الاثمان (المنصوص) عليها في قوانينه هو التي شرّعها لنفسه وليس بقوانين النزاهة
- لقد تمنيت على أحد اصدقائي ان يكف عن اقامة الولائم الضخمة ويترفع عن نشرها ، وأن يقلل تلبيتها عند الاخرين ، هو ميسور الحال وقد أقترحت عليه ان يشتري مقاعد دراسية يهديها لاحدى المدارس التي تشكو من نقص فيها وسيظل التلميذ الذي يجلس عليها مدينا له بالفضل فصرف مقترحي الى النسيان بعد ان قال لي ، مَنْ يقبل الاكتفاء بفنجان قهوة ، ومادمنا في الحديث عن الورم العشائري يتملكني الغضب من الآليات المعتمدة في المضايف من الفرز الطبقي لجداول التقدم على الولائم الامر الذي يجبر البعض على انتظار (عليّة القوم ) أن يفرغوا منها ليحل دورهم عليها في تنظيم تراتبي مهين
- بخلاصة حسابية مقترحة ، كم يمكن ان نجمع خلال سنة واحدة لو ان المبالغ المرصودة للولائم على الصعيدين ، الحكومي والعشائري وعلى صعيد الافراد لشراء ادوية لمرضى لا يستطيعون شراءها .
- انا لست ضليعا بتقدير حجم المبلغ الذي يوفره مشروع دعم من هذ النوع ، لكني أكتفي بأجابة موظف خدمة في احدى مطاعم الدرجة الاولى ، .
فقد قال لي ان المطعم يكسب اكثر من مئة وخمسين مليون دينار عراقي في الشهر الواحد مقابل الولائم العامة التي تقام فيه لوجبات عشاء فقط ولكم ان تقيسوا على ولائم الفطور والغداء ايضاً …
- عودة على بدء ، افترض الشكوك عن قناعة تحليلية بزعم أقدام حاتم الطائي على ذبح فرسه الوحيدة لإطعام ضيوفه ، الواقعة التي رويت لم تصدر عن شاهد إثبات وثّقَ شهادته ميدانيا ، ثم ان هذه الرواية تتناقض مع رواية أخرى تفيد ان حاتماً وأخوته حجروا على أمهم ، لأنها كانت تٌفرّط بممتلكات العائلة هبةً ، متهمين اياها بالخَبل ،، لكن ذلك لايلغي أحتمال ان الطائي كان على صفة كرم ما وليس يالتهويل الذي وصلنا
- بالمجمل ، الاستفراغ العاطفي لم يغب عن الروايات المنقولة حسب القربى والمزاج وأستطعام المديح أو الذم ، ولك ان تقيس من بيت الشعر ( قوم اذا سمعوا بمكة أكلةً - هبوا اليها قبل الحجيج بعام ) ،كما لك ان تقيس على بيت شعر للأخطل ( قوم اذا أستنبح الاضياف كلبهم - قالوا لأمهم بولي على النارِ ) .
- أمام ما جرى بين اللقلق والثعلب ، وفرس الطائي يظل الاسراف في الولائم تطويحاً مرضياً نفسياً لمزاعم كرم زائف لا ينسجم مع اصول الضيافة المتوازنة .
********************************************
حين تُصنع الأسماء الفارغة وتُغتال العقول
يوسف السعدي
في زمنٍ يُفترض أن تكون فيه المعرفة سيدة المجالس، صارت التفاهة تُمنح مقاعد الصدارة، تُزف كالعروس على شاشات الفضائيات، وتُصفق لها الجماهير، وكأنها منجز حضاري لا يُضاهى، لم يعُد غريبًا أن نشهد أسماءً تتصدّر المشهد الإعلامي وهي لا تملك من المضمون سوى الصراخ، ومن العمق سوى قشور مبتذلة، تصنعها فرق الإنتاج الإعلامي كما تُصنع السلعة، تُغلف، وتُسوّق، وتُستهلك.
هل رأيتم مشهد "باب القصر" في مسلسل المختار؟ أولئك الذين كانت مهمتهم أن يثيروا الضحك داخل قصور الطغاة، يقدمون الحركات البهلوانية، والتعليقات السمجة، ليشغلوا بلاط السلطان عن أوجاع الناس وآهات المظلومين؟ أولئك اليوم عادوا، لكن بأثوابٍ عصرية، و"فلترات" جذابة، وكاميرات HD، وتطبيقات ترفعهم في دقائق إلى قمم "الترند". ولكن المحتوى؟ خواء مقنّن.
الإشكال ليس في وجود التفاهة، فهي كانت وما تزال جزءًا من أي مجتمع، المشكلة الحقيقية تبدأ حين تتحول التفاهة إلى مشروع، تُضَخ له الأموال، وتُفرَش له المنصات، ويُعاد تدويره عبر إعلامٍ يحترف الابتذال، هنا لا نتحدث عن "حرية التعبير"، بل عن تسطيح مُمنهج للعقل الجمعي، خصوصًا في المجتمعات التي لم تتعافَ بعد من تبعات الحروب والانقسامات والجهل المركّب.
لقد صار بإمكانك أن تصبح "مشهورًا"، بمجرد أن تكون صاخبًا، متهتكًا، مستعدًا لخلع كل شيء، الوقار، الأخلاق، الحياء، بل وحتى الوطنية والدين، كل ذلك في سبيل لأيك، أو مشهد قصير يثير ضحكًا مؤقتًا، لكنه يزرع غباءً طويل الأمد.
إن ما يُروّج اليوم، عبر كثير من وسائل الإعلام ومنصات التواصل، لا يخلو من أجندة خفية، بل أحيانًا تكون واضحة وضوح الشمس، تفريغ الإنسان العراقي والمسلم من قيمه، من هويته، من حسه النقدي، ومن حلمه بالتغيير، فالعقل المشغول بالتوافه، لا يمكنه أن ينهض، ولا أن يفكّر، ولا أن يحتجّ.
في مشهد آخر من مسلسل المختار، يدخل أحد المهرجين مجلس الوالي، فيُضحك القوم بكلماتٍ سطحية، فيما كان الناس خارج الأسوار يُذبحون ظلمًا، أليس هذا ما يحدث اليوم؟ يُقصى العاقل، ويُحتفى بالمهرّج؟ يُقمع صاحب المبدأ، ويُكرم صاحب المحتوى الرخيص؟
من المسؤول؟
* هل الإعلام فقط؟
* أم الجمهور الذي ينجرف دون وعي؟
* أم الجهات التي تضخ المال لصناعة هذه الأسماء الفارغة؟
الحقيقة أن الجميع مسؤول، الإعلام يُخضع خطه للربح، والجمهور يميل للأسهل، والسلطة قد تجد في التفاهة أداةً لتخدير الشعوب.
إن مواجهة التفاهة ليست بالصراخ عليها، بل بإنتاج البديل، محتوى راقٍ، حقيقي، جذّاب، دون أن يكون مملاً أو تقليديًا، إنها معركة وعي، لا تقل أهمية عن أي معركة سياسية أو اقتصادية، لأن ما يُغتال اليوم هو العقل، والهوية، والكرامة.
لنعد إلى باب القصر في المختار، ونتذكر دومًا أن كل مهزلة إعلامية تبدأ حين يُفتح ذلك الباب لأهل التفاهة، ويُغلق في وجه أهل الموقف.
*******************************************
عندما يُصبح التواضع تهمة
محمد النصراوي
في كل موسمٍ سياسيٍ أو دينيٍ أو شعبي، تنتشر على وسائل التواصل مشاهد من دول الغرب تُثير إعجابنا، رئيس وزراءٍ يستقل وسيلة نقلٍ عامة دون حرس، وزيرٌ يُحرَج في لقاءٍ تلفزيوني، أو نائبٌ يُقاطَع في الشارع من مواطنٍ عادي، فنُبادر إلى مشاركتها مصحوبةً بتعليقاتٍ تُشيد بالحرية، والشفافية، والديمقراطية الحقيقية، ونُردد بانبهار "انظروا كيف تُحترَم الشعوب هناك!".
لكن هذا الانبهار، سرعان ما يتبخر حين نواجه مشهداً مشابهاً في بيئتنا، إذ ما إن يجرؤ مسؤولٌ أو شخصيةٌ عامة في بلادنا على كسر البروتوكول، ويتقدم بخطوةٍ نحو الناس دون حواجز أو استعراض، حتى يُنظر إليه بشك، وربما يُستضعف، وتُفسر بادرته على أنها ضعفٌ في الهيبة أو بحثٌ عن مجدٍ ضائع.
إننا – في واقع الأمر – لا نزال نعيش مفارقةً صارخة، نُعجب بالحاكم المتواضع في الخارج، ونستهين به إن خرج من بيننا، نُصفق لمن يتقبل النقد في الدول المتقدمة، ونُهاجم من يتقبله بيننا بوصفه "فاقداً للهيبة"، بل إن بعض الجهات قد ترى في التواضع فرصةً للانتقاص، وفي الصمت حقلاً للاستعراض والتجاوز.
المشكلة لا تكمن في المسؤول وحده، بل فينا نحن أيضاً، فحين يتعرض شخصٌ عامٌ لإساءةٍ صريحة لأنه اقترب من الجمهور، دون أن تُقابل تلك الإساءة بموجة استنكارٍ شعبي، فذلك مؤشرٌ خطير على خللٍ في منظومة القيم الاخلاقية العامة، وحين يُنظر إلى الحِلم باعتباره عجزاً، وإلى التسامح باعتباره خضوعاً، فذلك يعني أننا لا نحسن التعامل مع مظاهر الرقي السياسي إلا حين تأتينا من الخارج.
في المجتمعات المتقدمة، لا ينبع احترام المسؤول من الخوف، بل من ثقافة القانون والمؤسسات، أما في مجتمعاتنا، فكثيراً ما ينبع من حساباتٍ شخصية، ما موقعه؟ ما سلطته؟ ماذا يستطيع أن يفعل؟
فإن تجرد من هذه العناوين، سقط في أعين بعض الناس، حتى وإن بقي واقفاً في جوهره ومبادئه.
وهكذا، يتكرس في الذهن المجتمعي أن الزعامة لا تُبنى على الحكمة، بل على الصراخ، ولا تُقاس بقدرتك على الصمت، بل على الرد والانتقام، ولا تُحتَرم إن نزلت من فوق، بل تُحتَرم فقط إن بقيت بعيداً ومُهاباً.
فهل نحن نريد فعلاً قادةً يشبهون أولئك الذين نُعجب بهم في الغرب؟ أم أننا نحبهم فقط حين يكونون هناك، لا هنا؟
********************************************
الصفحة التاسعة
إنجاز عراقي في بطولة آسيا للجودو
متابعة ـ طريق الشعب
أحرز المنتخب العراقي للجودو ثلاث ميداليات ملونة في بطولة آسيا المفتوحة المقامة حالياً في العاصمة الأردنية عمّان، بعد تألق لاعبيه في مختلف الأوزان.
وتوجت اللاعبة العراقية داليا الجبوري بالميدالية الفضية لوزن (+78 كغم)، بعد حلولها في المركز الثاني آسيوياً، لتمنح العراق إنجازاً جديداً، بعدما كانت قد نالت الذهبية في البطولة العربية للجودو التي استضافتها عمّان مؤخراً.
كما حقق لاعب المنتخب علي محمد عبود الميدالية البرونزية في وزن (+100 كغم)، فيما أحرز زميله أحمد وحيد ميدالية برونزية أخرى في وزن (60 كغم)، قبل ان يحرز أحرز عباس فلاح خريبط ميدالية برونزية في منافسات وزن 81 كغم ليضيفوا 3 أوسمة لرصيد العراق في البطولة.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة للمنتخب الوطني في تعزيز حضوره على الساحة القارية، ويعكس المستوى المتطور الذي يقدمه لاعبو العراق في رياضة الجودو.
*************************************************
الملحق الآسيوي يقترب وأرنولد يرسم ملامح تشكيلة أسود الرافدين
متابعة ـ طريق الشعب
يدخل المنتخب العراقي لكرة القدم مرحلة حاسمة من استعداداته للمشاركة في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، حيث ينتظر مساعدو المدرب الأسترالي غراهام أرنولد جدولًا مكثفًا من المهام الميدانية خلال أسبوع واحد فقط، يشمل متابعة دقيقة للاعبين داخل وخارج العراق.
ووجّه أرنولد جهازه الفني المساعد إلى السفر لمتابعة معسكرات الأندية العراقية في مصر وتونس، لمراقبة أداء لاعبي أسود الرافدين مع فرقهم، وفي مقدمتهم أيمن حسين، أحمد مكنزي، واللاعب الشاب أموري فيصل. كما طلب تقارير مفصلة عن لياقة اللاعبين، أوزانهم، وحالتهم البدنية، ليُبنى على أساسها اختيار القائمة الرسمية التي ستشارك في بطولة كأس ملك تايلاند المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل، والتي تُعد المحطة الإعدادية الرئيسة قبل الملحق.
وأكدت مصادر فنية أن المدرب الأسترالي عاد إلى بغداد بعد متابعته اللاعب مهند علي (ميمي) في مباراة فريقه دبا الفجيرة أمام العين، مطمئنًا على حالته الصحية بعد إصابته الأخيرة، ليضمن تواجده إلى جانب أيمن حسين وعلي الحمادي في البطولة المقبلة.
وفي السياق ذاته، أعرب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال عن قلقه من الأجواء العامة المحيطة بتحضيرات المنتخب، مؤكدًا أن "المهمة المقبلة مصيرية وتتطلب تضافر الجهود بعيدًا عن الصراعات الانتخابية".
وأضاف: "المنتخب العراقي مقبل على مباراتين حاسمتين في الملحق، وما يقلقني حقًا هو انشغال بعض المرشحين للانتخابات على حساب مصلحة المنتخب، في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة إلى الوحدة لدعم اللاعبين وتحقيق حلم الشعب بالتأهل إلى المونديال بعد انتظار طويل منذ إنجاز 1986."
وأشار درجال إلى أن الاتحاد يعمل بوتيرة عالية لا تقتصر على المنتخب الأول، بل تمتد إلى المنتخب الأولمبي الذي يواصل تدريباته في ماليزيا، ومنتخب الشباب الذي سيشارك في بطولة كأس الخليج للشباب في السعودية، مع توفير طائرة خاصة له لضمان أفضل الظروف.
وتشهد بطولة كأس ملك تايلاند، التي تنطلق في الرابع من سبتمبر المقبل، مواجهة العراق مع هونغ كونغ في نصف النهائي، على أن يلتقي الفائز مع تايلاند أو جزر فيجي في المباراة النهائية. ومن المقرر أن يغادر وفد المنتخب إلى بانكوك في 31 أغسطس الحالي لإقامة معسكر تدريبي يتخلل البطولة، قبل التوجه إلى السعودية في أكتوبر لخوض منافسات الملحق ضمن المجموعة الثانية التي تضم السعودية وإندونيسيا.
********************************************
بداية مثالية لريال مدريد دفاع صلب وتنظيم تكتيكي
مدريد – وكالات
حقق ريال مدريد انطلاقة قوية في الدوري الإسباني هذا الموسم، بعدما حقق فوزين متتاليين على أوساسونا وريال أوفيدو، مسجلاً أربعة أهداف، مع حفاظه على شباكه نظيفة في المباراتين.
ورغم أن الانتصارات بحد ذاتها تمثل بداية مثالية، إلا أن اللافت في أداء الفريق كان الصلابة الدفاعية والانضباط التكتيكي تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو.
الأرقام عكست هذا التفوق بوضوح، إذ لم يستقبل الفريق أي هدف حتى الآن، وبلغ متوسط التدخلات الدفاعية 19.5 في المباراة، مع 7.5 اعتراض و14.5 تشتيت للكرة من داخل المنطقة، إضافة إلى استعادة الاستحواذ بمعدل 47.5 مرة في اللقاء الواحد. كما لم يرتكب اللاعبون أي ركلة جزاء أو خطأ مباشر كلف الفريق هدفًا.
أما الحارس تيبو كورتوا، فاكتفى بـ 1.5 تصدٍ فقط في المباراة الواحدة، ما يؤكد نجاح المنظومة الدفاعية في تقليص حجم الخطورة على مرماه.
وفي الجانب التكتيكي، أظهر ريال مدريد مرونة عالية بين التمركز الهجومي عند الاستحواذ والعودة السريعة لتأمين المساحات عند فقدان الكرة. ولعب تشواميني دورًا محوريًا في حماية العمق، فيما عزز الضغط من الأطراف صلابة الخط الخلفي.
أمام أوساسونا، واجه الفريق صعوبة في اختراق التكتل الدفاعي للخصم، لكنه عوض ذلك بالتماسك الدفاعي وحسم النتيجة عبر تفاصيل صغيرة. أما في لقاء أوفيدو، فبدا الفريق أكثر توازنًا بفضل تدوير اللاعبين، مع استمرار قوة الدفاع حتى اللحظات الأخيرة.
بداية ريال مدريد هذا الموسم تعكس ملامح مشروع ألونسو الجديد: فريق منضبط، متماسك، ويعرف كيف يحسم المباريات من خلال صلابة دفاعية قد تكون كلمة السر في موسم طويل وشاق.
****************************************************
رابطة {لا ليغا} تعلن دعمها لتطوير كرة القدم العراقية
متابعة ـ طريق الشعب
أكدت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "لا ليغا" التزامها بدعم المنظومة الرياضية في العراق، من خلال التعاون مع السلطات العراقية لمواجهة ظاهرة "القرصنة الرقمية" التي تستهدف المحتوى الرياضي، إضافة إلى الاستثمار في تطوير كرة القدم وقطاع الترفيه في البلاد.
وقال رئيس رابطة "لا ليغا" خافيير تيباس، في تصريح صحفي: "العراق يملك شغفًا استثنائيًا بكرة القدم، ولا ليغا تفخر بالاستثمار في نمو الكرة العراقية والمنظومة الرياضية الأوسع. نحن ملتزمون مع السلطات العراقية بمواجهة تحدي القرصنة، لأنه يعيق هذا النمو. ومن خلال توسيع الوصول القانوني إلى المحتوى وتحسين مستوى اللعبة محليًا، يمكن للعراق أن يحقق فرصًا كبيرة لاقتصاده ولاعبيه وجماهيره."
وبيّنت الرابطة في بيان أن انتشار البث غير القانوني للمباريات عبر بعض مزوّدي خدمة الإنترنت المرخّصين يضرّ ببيئة الاستثمار المحلية، ويحدّ من فرص نمو صناعة الرياضة والإعلام، فضلًا عن تعريض المستهلكين لمخاطر أمنية على الإنترنت.
ومنذ عام 2023، تنفّذ "لا ليغا" مشروعًا استشاريًا استراتيجيًا بالتعاون مع الاتحاد العراقي لكرة القدم، يهدف إلى تحديث البنية التنظيمية للعبة، وتطوير آليات إدارة الأندية، وتعزيز برامج الناشئين، إضافة إلى دعم جهود تسويق الدوري العراقي وتحويله إلى نموذج رياضي بارز في المنطقة.
ويجمع هذا التعاون بين هدفين متكاملين: الأول تطوير كرة القدم العراقية محليًا، والثاني توسيع نطاق مشاهدة مباريات "لا ليغا" عبر قنوات توزيع قانونية داخل العراق، بما يلبي شغف الجماهير ويعزز المنظومة الرياضية والاقتصادية على حد سواء.
وأعربت الرابطة الإسبانية عن ثقتها بأن التعاون المستمر مع السلطات العراقية ومكافحة القرصنة الرقمية سيفتح آفاقًا واسعة لنمو الاقتصاد الرياضي والترفيهي في العراق، بما يخدم الرياضيين والمبدعين والشركات والجماهير، ويعزز مكانة البلاد كمركز إقليمي للرياضة والثقافة والابتكار الرقمي.
******************************************
سابالينكا تستهل حملة الدفاع عن لقب أمريكا المفتوحة بنجاح وميار شريف تودع المنافسات
نيويورك – وكالات
استهلت البيلاروسية أرينا سابالينكا حملة الدفاع عن لقبها في بطولة أمريكا المفتوحة للتنس، آخر بطولات "الغراند سلام" لهذا الموسم، بفوز مستحق على السويسرية ريبيكا ماساروفا بمجموعتين دون رد بواقع (7-5) و(6-1)، لتتأهل إلى الدور الثاني حيث ستواجه الروسية باولينا كوديرميتوفا.
وفي أبرز مفاجآت الدور الأول، أطاحت الفلبينية ألكسندرا إيالا بالدنماركية كلارا تاوسون المصنفة 14 على البطولة، بعد مباراة ماراثونية انتهت لمصلحتها بمجموعتين لواحدة (6-3) و(2-6) و(7-6).
كما حققت الأمريكية كاتي مكنالي الفوز على السويسرية جيل تيشمان (6-2) و(6-2)، لتضرب موعدًا مع مواطنتها إيما نافارو المصنفة العاشرة، والتي بدورها تغلبت على الصينية وانج يافان بمجموعتين نظيفتين.
ولحقت اليابانية مويوكا يوشيجيما بركب المتأهلات بعد مواجهة صعبة مع الصربية أولجا دانيلوفيتش، انتهت بثلاث مجموعات مثيرة (7-6) و(4-6) و(7-6)، فيما عبرت اللاتفية إيلينا أوستابينكو الدور الأول بتفوقها على الصينية وانج تشيو بمجموعتين دون رد.
أما الروسية أناستازيا بوتابوفا فقد تأهلت على حساب الصينية زهو لين (6-4) و(4-6) و(6-2)، في حين حجزت السويسرية بليندا بينسيتش مقعدها في الدور الثاني بعد فوزها السهل على الصينية زهانج شواي بمجموعتين متتاليتين.
وشهدت البطولة خروج المصرية ميار شريف من الدور الأول بخسارتها أمام الأمريكية جيسيكا بيجولا، وصيفة النسخة الماضية والمصنفة الرابعة، بمجموعتين دون رد (6-0) و(6-4)، لتضرب الأخيرة موعدًا مع الروسية أنا بلينكوفا في الدور الثاني.
كما واصلت الإيطالية جاسمين باوليني، المصنفة السابعة، مشوارها بفوزها على الأسترالية ديستاني أيافا بمجموعتين (6-2) و(7-6)، فيما تأهلت البيلاروسية المخضرمة فيكتوريا أزارينكا على حساب الأمريكية هينا إينوي (7-6) و(6-4).
وبذلك تختتم منافسات الدور الأول للسيدات بمزيج من الانتصارات المتوقعة والمفاجآت، لتزداد الإثارة مع دخول البطولة مراحلها المتقدمة.
*********************************************
وقفة رياضية.. لماذا تراجعت الكرة البصرية؟
منعم جابر
يُعتقد أن كرة القدم دخلت إلى العراق عن طريق ميناء البصرة، بواسطة جنود الاحتلال البريطاني عام 1914، لذلك يرى البصريون أنهم أول من مارس كرة القدم على مستوى العراق.
وكانت الأندية البصرية من أشد المنافسين للأندية البغدادية، وقد أسس أبناء البصرة نادي الميناء عام 1931 بصفته نادياً اجتماعياً ورياضياً، ويُعد أول نادٍ رياضي في العراق بكرة القدم، إذ حصل على بطولة الدوري العراقي في موسم 1977-1978.
وقدمت الكرة البصرية للكرة العراقية نجوماً وأبطالاً يشار إليهم بالبنان، منهم: كريم علاوي، سامي ناجي، حمزة قاسم، رزاق أحمد، عبد المهدي هادي، صبيح عبد علي، رحيم كريم، هادي أحمد، علاء أحمد، جميل حنون، جليل حنون، كريم جويني، محمد ناصر، عادل ناصر وغيرهم. أما في الملاكمة فبرز زبرج سبتي وعلي عبد الأمير، وفي رفع الأثقال لمع اسم الرمز والبطل الأولمبي عبد الواحد عزيز، حامل الميدالية البرونزية للعراق في أولمبياد روما عام 1960.
كما ساهم لاعبو الميناء في تمثيل المنتخبات الوطنية بكرة القدم على مختلف مستوياتها: الناشئين، الشباب، الأولمبي، والمنتخب الوطني، حيث أبدعوا وقدموا أفضل المستويات.
ويرى بعض إعلاميي البصرة أن الكرة البصرية ما زالت ولّادة وقادرة على المنافسة وتحقيق الإنجازات، لا سيما أن فرقها تحقق نتائج إيجابية في منافسات الناشئين والشباب والرديف، وهو ما يُعد مؤشراً على إمكانية عودتها إلى منصات التتويج. ويؤكد الزميل الصحفي الرياضي آسوان جواد شبيب أن الأندية البصرية كانت المنافس الأبرز للفرق البغدادية، فيما نقل عن اللاعب الدولي السابق مجبل فرطوس قوله في أحد لقاءاته: "نلعب أمام البرازيل ولا نلعب ضد الميناء!" حين كان مدرباً للقوة الجوية.
أما اليوم، فقد تراجعت الكرة البصرية وأصبحت تعاني من إشكالات واضحة، والفارق بين الماضي والحاضر صار جلياً، وذلك بسبب الصراع الدائر بين اللاعبين الدوليين السابقين، والرغبة في الاستحواذ على المناصب القيادية والنفوذ وتحقيق المصالح الشخصية.
إن الأهم في المرحلة الراهنة هو حاجة نادي الميناء، وبقية أندية البصرة، إلى شخصيات تمتلك العلم والخبرة في الإدارة الرياضية، من أجل إعادة تحقيق الإنجازات.
*****************************************
منتخب الشباب يصل إلى السعودية للمشاركة في كأس الخليج
متابعة ـ طريق الشعب
وصل وفد منتخب الشباب العراقي، أمس الاثنين، إلى مدينة أبها السعودية للمشاركة في بطولة كأس الخليج لكرة القدم دون 20 عاماً.
وذكر اتحاد الكرة في بيان، أن "وفد منتخب الشباب غادر على متن طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية العراقية، للمشاركة في البطولة التي تستضيفها السعودية".
من جهته، أوضح المدير الإداري للمنتخب عبد الجبار هاشم أن تخصيص الطائرة الخاصة جاء بجهود حثيثة من رئيس الاتحاد عدنان درجال، وبالتعاون مع مدير عام الخطوط الجوية العراقية مناف عبد المنعم، وذلك لتسهيل مهمة وصول الوفد إلى السعودية بأريحية تامة.
وأضاف هاشم أن هذه الخطوة تمنح الجهاز الفني واللاعبين "حافزاً إضافياً لتحقيق أفضل النتائج في البطولة"، مؤكداً أنها تعكس حجم الاهتمام الذي يوليه الاتحاد بالمنتخبات الوطنية كافة، وحرصه على توفير جميع مستلزمات نجاحها في الاستحقاقات الدولية.
********************************************
الصفحة العاشرة
توظيف الفنون الحسية والبصرية والمكانية.. في (شذرات الركابي)
علوان السلمان
" لا تسمح لأحد ان يجعل ضوءك يخفت لمجرد أنه يزعج عينيه"
جاك نيكلسون*
النص الشعري، الكشف عن مواطن المعرفة التي تقود المبدع إلى بركة اللغة الساكنة ليفجرها صورا ومشاهد تستفز الذاكرة المستهلكة من أجل استنطاقها وتأشير ما خلفها، فالإبداع ممارسة طقوس اللغة، والشعر نبض فاعل ومتفاعل بحلوله داخل عوالمها الكاشفة عن منهج أسلوبي.. نفسي.. رمزي.. ملامس لتخوم الذاكرة..
وباستحضار المدونة الصورية الشعبية التي أنتجتها ذهنية فكرية ناضجة وأسهمت أناملها في نسجها تحت ظلال أيقونة عنوانية (شذرات).. كامل الركابي.. وأسهمت دار الرواد في نشرها وانتشارها العام 2021، كونها تنقش عوالم الروح والهم الإنساني على بياضاتها المعبرة عن مكنونات الذات القائمة على الإحساس بوقع الكلمات (من حيث تشكلها وصداها لا من حيث معناها) على حد تعبير جان بول سارتر.. فكانت مغامرة تجريبية.. رائية.. متجاوزة ببنائها.. مشحونة بإيحاءاتها الخالقة لصورها التخيلية في قيمتها الاجتماعية وموقفها الانساني.. فضلا عن قيمتها الجمالية الجاذبة عاطفيا وإشاريا.. إضافة إلى ايقاعها الوجداني ومضمونها بأبعاده (الاجتماعية والنفسية..).
هذا منبع سيل لو مجره مطر
مستغربين اشلون وعيونك حجر
هذا صوت الريح ما ينسمع حسك
انت سارح بالحلم لو ناسي نفسك
هذا انت اوبيك تتخفى الظلال
والشمس ما زارتك حتى ابخيال / ص5
الشجرة رسمت نهر واتلمست حسه
ـ والنهر جي نرجسي ظل يرسم ابنفسه /ص16
بين كل شارع او شارع نمشي
تلعب بينه رجفات الفصول الاربعة
شمس /غيمة /مطر ناعم /ورد هامس
مرت ابنيه جميلة
فيصل العيبي
فتح صدره او تنفس..
فصل خامس /ص40
خطوه عنك ابتعد
خطوه منك اقترب
انت مغناطيس روحي
بالتنافر والجذب /91
فالنص بايحاءاته التصويرية يجر المخيلة بصوره المشهدية ذات التعابير المشبعة بموسيقاها المضافة.. المنبعثة من بين ثنايا تراكيبه المتميزة بايجازهاالحكائي وعمقها الدلالي، الذي يكشف عن مكنون الذات اتجاه الآخر ببوحها الوجداني المنطلق من مرجعيات فكرية وروحية اسهمت في اتساع عوالم النص وصوره المنصهرة في بوتقة تراكيبه الجملية، في السياق والمواجهة الدلالية، وفق دوافع نفسية تتفاعل عناصرها الفنية والتجربة الذاتية للتعبير عن الحالة الذهنية والاستقرارفي الادراك الحسي لما يحمله من دلالات سيميائية عبر مجموعة من الدوال المتلاحقة.. التي تكشف عنها الجمل الشعرية في خطاب الشاعر، تتنوع اشكالها ولا تخضع للمعايير المتداولة.. إضافة إلى تميزها بالتدفق الخيالي والمكون السردي الشعري، الكاشف عن دلالة موحية بتوظيف الفنون الحسية والبصرية والمكانية لخلق عوالمه الشعرية، بتدفق وجداني منبعث من دائرة الوعي الشعري، المكتظ بعوالمه الصورية التي هي وسيلة الشاعر لانجاز وظائف نفسية وتأثيرية وتخيلية. وبذلك قدم المنتج نصوصا ناضجة مكتظة بمضامينها الإنسانية.. باستثماره الطاقة الصورية الشعرية على أساس فني وفكري يعتمد على ترابط كلي بين الوحدات الشعرية التي شكلت البناء النصي بخيط رفيع يحقق وحدته الموضوعية ويخلق الممكنات الجمالية..
سافرت ريحين بشراعي غريبة
ريح تاخذني لشواطي الحلم واغفه
اوريح تعصف بي من كل الجهات الاربعه كالزوبعه /ص109
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
- جاك نيكلسون 1937.... ممثل ومخرج أفلام أمريكي حاصل على جائزة الأوسكار لمرات ثلاث.
***********************************
ولا فـضَّــــت
كاظم العطشان
وگـــول اتــــفــض ولافـــضَّــت
وگـــول اتـــــهـــــون...
شبـــــــخـة لـــــيــــل
غـــــيـــمـه
وسـارحـــه
وعـــدَّت
وگـــــول الـــطيف يُطْــــفي الــنار
لــــــــنــهـه اطــــيوف الـمـغربـيــن
جَـدْحــَـه ابّـــــاث لـو شَــــبَّــت
گـضـت ....
وسنـيـنـــي وشـلـة كــــاس
تـرست مـن ســراب اظـنونها وبــــدّت
ولاگـــيهن ...
وغُــض عــــــنهن
ولا عـين الـلچمهَ المـستـحه وغـضّت
وشــــظ عـــــنـــها
وتـــــشـــظ عــني
وگــــول إثـــبـات ماشــــظَّـت
جِــفَـل طـبــــع الهـلَه الـبيهم
ولا وشـلـة امـسامَـر للـعرِف ظــلَّت
تِــدِر نـــوگي حلــــيب الـــــدم
وكـابـر..... ماگـلت درَّت
ولاسـولـف درد گـلــبي
ولـو نيبـان مـسعوره
اعـله چـف لـــيـل النـدم عــظَّت
وگول اتهون.. ماهانت
وگول تلين ... مالانت
وگول اتفض .... ولافضّت
*************************************************
جربت أعيش الفرح
أحلام الزيدي
وياك .. يحله الغنه !
وعليك .. يسوه الوَنْ !
باقي .. على امحبتك
وسنينك اليضوَنْ !
يالضيعت صحبتك
بعدك ..أعيش إلمَنْ ؟!
كل يوم من البُقَنْ
لعيونك إيحننْ !
ولايگ ..عليك الحزن
ودموع .. ما يگضَنْ !
وما همني ..كثر البچي
لو .. يعمَنْ ويرحَنْ !
مستاحش ..أمسه الگلب
بلياك .. ما أمَّنْ !
وآ ياليالي البعِد
حكمَنْ .. وما نصفَنْ !
وشلات .. من الوكت
ظلَّنْ ..وما يسوَنْ !
ويوگف .. قطار العمر
شما .. طالَنْ وگصرَنْ !
واشكيلك .. إمن اللسِنْ
بغيابك إستگون !
شرعَن .. سيف الگطع
وكسرنْ وما جبرَنْ !
الچنت .. أضمهم ذهب
ليامي .. من يگصنْ
يا حيف .. لمعة صفر
ودنان مو تمَّنْ !
وجربت .. أعيش الفرح
بعدك .. وما أحزَنْ!
ثاري ..الفرح مو صدگ
حزن الصدگ أحسَنْ !!!
******************************************
رثاء الروح
د. حامد الشطري
وصل حدها..
الموادع رافع الرايه
اشلون ارثيچ روحي
واقره الچ ايه
وصل حدها التفت واتفگد الاحباب..
مخنوك ودمعتي تطش بالمرايه
مخنوك والوچ بچلمتي ومكبوت..
اسكت خاف ..
اسولف تنكسر ثايه
المنهن اعيوني وابچي ابسكوت..
لچن حسراتي ماتعرف تظم الصوت..
الهب نار كبرى وداخلي تابوت
ياتابوت هذا اليّ يّفزع الموت..
اريد اصرخ بعالي الصوت چالمكبوت..
باللحظه انكسر واتعذب هوايه.
تدنت هالمنيه ولا ذره ياويك
لاسد لا ملاذ يأجل انهايه
سلم يامعلم ..صفحتك بيضه
بكلوب التحبهم تكبر اولايه
گبل .. ليلة المظلم بيه اشبع شوف..
وادريبك گمر مكسوف
كلك ترتجف وشدعوه هذا الخوف ..
اجت ساعة وداعك..
من ياجلها؟
عليك بكل رحابة صدر تقبلها
صح صعبه..
لچن ربك بيوم الي صرت..
بالقلم كاتبها...
ودع يالمودع لاتهاب الموت..
حلت ساعة الميعاد قابلها..
******************************************
غنائية كامل شياع.. في ذكرى استشهاده
كاظم غيلان
واكف ابباب القيامه
وحارس البوابه واكف
خزر طولي ..وشاف لوني
اعيونه جدحت بالعتاب
- امنين جاي؟
- انه جاي منل عراق
من بلاد الرافدين
ومن مسلة (حمو رابي)
- انته جاي من لبلاد البيهه نهبوا خيرهه
وثرواتها وراياتها
وباعوهه باسواق المزاد
جاي من اجيوش كلهه املثمه
وتبرالهم حور العيون
وكل حمايات الرعاع
لاسلام ولا كلام
اويا البلاد الضيعت
( كامل شياع)
***********************************************
القلم
إلى شهيد الكلمة والوطن كامل شياع
سامي عبد المنعم
مصخت والضماير ساگها التيار
وطش ريح العفونه ابكل مچان وفاح
لبس ثوب الحزن كل شارع وكل دار
ورموز الحقد تذبحنه كل مصباح
ما همهم طفل لا ام ولا فنان
ايخافون القلم يتصورونه سلاح
طفح زيف النذاله اوبّين المستور
من شفنه اليتاجر بالوطن ذباح
خافوا صوت [ كامل ] لان صوت الناس
ما يردون صوت الحق ايضل صداح
يردون الظلام ابكل مكان ايسود
لان بس بالظلام ايعشعش السفاح
[كامل ] مفخره ايغطي الوطن بالطيب
ايريد ابكل مكان اتورد الافراح
اول من رجع الارض الوطن مسرور
من شاف الصنم بالخسه ذاب وطاح
ما همه التعب لا همته الصدمات
ولا حچي اللئيم ولا مدح مداح
بس همه السعاده اتغطي كل انسان
وايعيش البشر متونس او مرتاح
مرّت چم سنه ومتوقف التحقيق
سدوها القضيه وشمروا المفتاح
معقوله اليضحي ابروحه لجل الناس
شربة ماي موته ايصير ...؟
لان شايل قلم ما شايل سلاح
*********************************************
الصفحة الحادية عشر
ثلاثة كتب مسرحية من بابل
اصدر الناقد د. محمد فضيل شناوة، ثلاثة كتب هي:
- شعرية النص المسرحي المستقبلي/ منشورات مؤسسة دار الصادق الثقافية- بابل. وفيه يناقش الشعرية.. المفاهيم والرؤى والمراحل، والمستقبلية وميادينها، والمجسات الشعرية للنص، وتحليل النص المستقبلي.
- الارادة في الفلسفة والنفس والمسرح/ منشورات مؤسسة دار الصادق الثقافية- بابل. ويتناول الارادة.. لغة ومصطلحاً وقراءة للمفهوم والفعل الارادي وآراء الفلاسفة في مفهوم الارادة، والتراجيديا الشكسبيرية والارادة الكامنة فيها.
- مشاهدات مسرحية في مقالات نقدية/ منشورات مكتبة الرياض- بابل. ويتضمن مقالات نقدية لعدد كبير من العروض المسرحية العراقية، وكان المؤلف قد نشر عدداً من مقالاته في "طريق الشعب" ومجلة "الثقافة الجديدة".
*******************************************
محمّد الفايز في "مُذكّرات بَحّار" من عهد قابيل وقمحك كل عام يسطو عليه الدود يا أرض الظلام
د. سعيد عدنان
في ظهيرةِ صيفٍ قديمٍ سمعتُه يُنشدُ من إذاعةِ بلده :
يكلّفُه هواكِ ، وأنتِ لا تدرين ،
تلفّتَه الكثيرَ إلى النواحي ،
لقد عكستْ عيونُهم هواه
كما التمعَ الشُّعاعُ على الشَّراعِ
فعرفتُ به شاعرًا قويَّ الشعور ، ثريَّ اللغة ؛ وصرتُ أتطلّبُ شعرَه ؛ على قلَّة ما كان يقعُ لي منه ، وعلمتُ أنّ " مذكّرات بحّار " تنزلُ من شعره منزلةَ الواسطةِ من العِقْد. وحين أُقيمَ ، ببغداد ، في خريف سنة 1977 ، حفلُ تأبينِ أحمد الصافيّ النجفيّ كانت له قصيدةٌ عامرةٌ ، في الشاعرِ والشعرِ ، وكان صوتُه، وهو يُلقيها ، ينحبسُ ثمّ يَندفقُ ، ثمّ يرجِع فينحبسُ مرّةً أخرى ليندفق ؛ إذ كان لا يفتأُ يغالِبُ حُبسةً في مجرى الصوت ؛ تغلِبُه ويغلِبُها . وقد وسَمَ ذلك شخصَه ، وطريقتَه، ولعلّه امتدّ ، بنحوٍ ما ، إلى شعره .
ولد محمّد الفايز في الكويت ، في سنةٍ ضائعةٍ في السنين ؛ قيل إنّها سنة 1932 ، وقيل إنّها سنة 1936 ، أو سنة 1938 ، أو في سنة غيرها ممّا هو قريب منها أو بعيد ؛ فلقد كان التاريخُ غائبًا يومَ مولده ، وكان السجلُ مطويًّا . أمّا وفاتُه فإنّها في الأوّل من آذار من سنة 1991 . وحين شبّ أخذ بالتعلّم على الطريقة العربيّة القديمة القائمةِ على حفظ القرآن الكريم ، والآثار الأدبيّة من الشعر والنثر ، من أجل تقويم اللسان والقلم، وصقل الذهن ، وإذ لم يُتحْ له تعليمٌ مدرسيّ منتظم قام على نفسه يعلّمها ويصلُ بينها وبين الأدب ؛ فصحِب ديوانَ المتنبّي ، وديوان أبي تمّام ، وشعر المعرّيّ ، فأفاد في إثراء فكره ولغته ، وأقام نهجَه على لاحبٍ من العربيّة . على أنّه حينَ شرع بقول الشعرِ ؛ قاله مستمِدًّا من بيئته ؛ بالنظر في ألوانِها، وضروبِ العيش فيها ، وبسماعِ حكاياتِها، فكان يُصغي إلى نبضها الخفيّ ؛ يريدُ أن يحفظَ منه ما كاد يندرس ، وأن يُحييه . وهي بيئةٌ ، يومئذٍ ، قاحلةٌ شحيحةُ الماء والكلأ ، قاسية ؛ عمادُ حياةِ أهلِها البحرُ؛ في الغوص ، وصيدِ اللؤلؤ ، والمتاجرةِ بما يُصطاد. وقد كانوا ، في سبيل إقامة حياتهم ، يَلقَونَ الأهوالَ من البحرِ ، ومن ظمأِ الأرض ، قبل أن تتغيّرَ الحالُ . وقد شهِد الشاعر ، وهو في صباه ، أطرافًا من شقاء أهله في الصيدِ، والبحرِ ، والظمأ ، وانتظارِ الغائبينَ ، ثمّ سمِع القصصَ تُروى ، والحكاياتِ تُنسج ؛ بأفراحها وأشجانها . فأراد أن يسكب ذلك العناءَ القديمَ في صيغةٍ من الشعر . وكان قد رأى ، في أوّل أمره ، أن يتّخذ له اسمًا يُفصحُ عن خُلاصةِ ما استقرّ عنده ؛ بعد النظر ، وإجالة الفكر ، في الحياة ومجراها ، من حيث المبدأ والمآل ؛ فصار ينشر أشعاره تحت اسم " سيزيف " ، إشارةً منه إلى الجهد الضائع ، وافتقادِ المعنى الذي يضمّ الأشتات ، ويسوّغ السعيَ ؛ لكنّه ، من بعدُ ، تخلّى عن " سيزيف " ، وما يرمز إليه ، وعاد إلى اسمه ينشر تحته ، في الصحف ، شعره ونثره ؛ وكأنّه استقرّ إلى غاية ومعنى .
ورأى ، وهو في مقامِ استعادة قصصِ البحر، وأهوالِه، ورغائبه ، أنّ يجعل ذلك بهيئةِ المذكّرة، يُنشئها البحّارُ نفسُه ؛ يحكي ما كان منه؛ في القوّة والضعف ، والشدّة والرخاء؛ مزهوًّا بما نال أو كئيبًا بما أخفق، وأن يستوعبَ تلك التجربة ، وأن يُحيطَ بها، بجملة مذكّرات ؛ هي بوجهٍ من وجوهها حالاتُ البحّار في تقلّبها عليه ؛ فأخذ يكتبُ ما لديه مذكّرةً مذكّرة ، وهو يصطنعُ شخصَ البحّارِ المزهوِّ الكئيبِ ؛ في قوّته وضعفه، وأمنه وخوفه ، وفي الأملِ الذي لا يبارحه، واليأسِ الذي تُظلِم له نفسُه ، وفي شعوره المُمضِ بالتفاوت بين من يملك ومن لا يملك، حتّى استوفاه في عشرين مذكّرةً ؛ نشرها مُنَجَّمةً في الصحفِ ، ثمّ جعلها ، من بعدُ، في ديوان يضمُّها أصدره في سنة 1962، وسَمه بـ " مُذكّرات بحّار " . على أنّ الديوانَ لانتظامه على وزن واحدٍ ، هو البحرُ الكامل - عدا المذكّرةَ العشرين ، فإنّها شذّت عن بناء ما سبقها من المذكّرات ، واستقلّت ببنائها وبمدارها ، واتّخذت عنوانًا دالًّا عليها هو " العودة إلى الأرض " - ولِقيامه على موضوعٍ واحد متجاوبِ الأصداء ، ولِشدّةِ تلاحُمِ عناصرهِ ؛ قصيدةٌ واحدةٌ . ومدارُ المذكّراتِ كلِّها على الزهو ، والأسى ، والتذكّر باسترجاع الأحزانِ والمخاوف ، والأملِ الذي يتّقد لكي ينطفئ ، والإرادةِ الحازمةِ التي تنهض بالنفس وتلمُّ شَعَثَها ؛ على أنّ كلَّ ذلك جاء في نسيجٍ مُحْكمٍ ملتئمِ النواحي .
لقد صنع الشاعرُ شخصيّةَ البحّار ، وجعل لها ملامحَ واضحةً قويّةً ، وأجرى على لسانِها ما يريد قولَه ، فألبس الغناءَ ثوبًا من الدراما .
بدأ البحّارُ منشدًا بصوتٍ يعلو مفتخرًا بما كان منه ، معدّدًا مناقبَه وآلامَه ، يريدُ أن يَسمعَها من لم يشهد قصّةَ الغوصِ ، والصيدِ ، وأهوال السفن ، وكأنّه ، بذلك ، صوتُ الماضي الغائبِ يخاطب الحاضرَ القائم مزدهيًا بما كان له :
أركبتَ مثلي البومَ والسَّنبوكَ والشُّوعي الكبير؟
أرفعتَ أشرعةً أمامَ الريحِ في الليلِ الضرير ؟
هل ذقتَ زادي في المساءِ على حصير ؟
من نخلةٍ ماتتْ وما مات العذابُ بقلبي الدامي الكسير
أسمعتَ صوتَ دَجاجةِ الأعماقِ تبحثُ عن غذاء ؟
هل طاردتكَ اللخمةُ السوداءُ والدُّوْلُ العنيد؟
وهل انزويتَ وراء هاتيكَ الصخور
في القاعِ والرّمّاي خلفكَ كالخفير ؟
يترصّدُ الغوّاصَ ، هل ذقتَ العذاب
مثلي وصارعتَ العُباب ؟
البومُ والسنبوك والشُّوعي ، الّتي يُزهَى البحّارُ بركوبها ، هي سفنٌ شراعيّة يتخذونها في البحر لاصطيادِ اللؤلؤِ بالغوص عليه، والدجاجةُ سمكةٌ جارحةٌ تشبه الدجاجة، ومثلها اللخمةُ ، أمّا الدُّوْل والرمّاي فكلاهما حيوان بحريّ شرسٌ يطلبُ الغوّاصَ ، حين يشعر به ، لينال منه ؛ وهو في مصطرع ذلك يبغي أن يُقيمَ أسبابَ حياته !
وإذ يُنشد البحّارُ نشيدَه ، ويعلو به صوتُه؛ فإنّما هو بين الزهو الفَرِح والانكسارِ المخذول ؛ يُزهَى فَرِحًا بإرادته وقوّته ومضاء عزيمته، ثمّ يرجع منكسرًا مخذولًا بجفاف الأرض وقسوة البحر ؛ وهو لا يبرح بين هذين الشحيحين القاسيين ؛ اليابسةِ والبحر!
ما ذاقَ مرَّكَ مثلَ بحّارٍ تقاذفُه العُباب
عريانَ إلّا من سواد
تتهيّبُ الأسماكُ منه ، والبحار
أحنى من الأرضِ التي مَحَلت، فلا عطرٌ يضوع فيها ولا نبتتْ كروم
مهما تلبّدتِ الغيومُ وأمطرتْ كلُّ السماء
تبقى ككفِّ بخيلةٍ تأبى العطاء
أوّاه يا أرضَ الحرائق والسموم
وللبحّار من الوعي ما يمتدّ به إلى أبعد ممّا هو فيه فيقول :
يا أرضُ يا كهفَ الهموم
من أمسِ أمسِ ولم تزالي مثلَ ماخضةٍ بها مات الجنين
لا السحرُ ثبّط من جِماحكِ لا ولا الحقُّ المبين
من عهد قابيل وقمحُك كلَّ عام
يسطو عليه الدودُ يا أرضَ الظلام
مصباحي النفطي يلهث مثلَ عينٍ لا تنام
وله من الوعي ، في سعيه وإنشاده ، أن يُدرك معنى التفاوت بين الغنى والفقر ، وما يصحب كلًّا منهما من قوّة يُزهى بها الغنيُّ ، وضعف يبتئس به الفقير :
البحرُ مثلُ الأرض ملكُ الأقوياء
والدرُّ للحسناءِ نجمعُه ونحنُ إلى الشقاء
وتتقلّب به الحالاتُ بين الرضا والسخط، وبين الأملِ واليأس ، وقد كان الشاعرُ ماهرًا في تصوير ذلك كلّه ، واستبطانِ البحّار، والنطقِ بلسانه ، والإفصاحِ عمّا يتقلّب فيه، ويختلج في نفسه :
البحرُ أجملُ ما يكون
لولا شعوري بالضياع
لولا هروبي من جفاف مدينتي الظمأى، وخوفي أن أموت
عريانَ في الأعماقِ أو في بطنِ حوت
إنّي أحاذرُ أن أموت
لمّا أفكّرُ أنّ لي بيتًا ولي فيه عيال
لمّا أُحسّ بأنّ في الدنيا جمال
لكنّه ، على أيّةِ حال ، قويُّ الإرادة ماضي العزيمة ، يرى نفسَه ، حين ينظرُ إليها ، أقوى من السندباد وأمضى :
سأُعيد للدنيا حديثَ السندباد
ماذا يكون السندباد؟
شتّان بين خيالِ مجنونٍ وعملاقٍ تراه
يطوي البحارَ على هواه
بحبالهِ
بشراعهِ
بإرادةٍ فوقَ الغيوم
بيدٍ تكادُ عروقُها الزرقاءُ ترتجلُ النجوم
وحكايات البحّار كثيرةٌ ، وهي حاضرة عنده، يريد أن يرويها ليسمعها الناسُ فيعرفوا ما كان منه من قوّة وعزيمة ، وما كان عليه من عيش شحيح قاسٍ :
في ليلةٍ سوداءَ كالكهف الكبير
كانت سفينتنا الحزينة وسطَ أمواجِ الخليج
مملوءةً ببضائع التجّار والمتشردين
الباحثين عن الظلال
وعن الرغيف
وإذا بدا الشاعرُ، وهو ينتقل من مذكّرة إلى أخرى، واقعًا في إعادةِ جملةٍ من المعاني؛ يكرّرها؛ فذلك لأنّه ممتليء بها ، لا يفتأ يُديرها في ذهنة ، وينظر إليها مقتربةً منه حينًا ومبتعدةً حينًا آخر . ومهما يكن من أمر فإنّ من وجوه التكرار ما يقوّي المعنى، ويمكّن له عند القارئ والسامع .
ذلك ، كان ، مدارَ المذكّرات التسعَ عشرةَ؛ أمّا المذكّرة العشرون فقد اتّخذت مدارًا آخر؛ إذ جعل لها الشاعرُ عنوانًا هو: " العودةُ إلى الأرض"، وبناها على بحرين هما : الرجز، والمتقارب. ومن دلالة العنوان، في لفظه: الطمأنينةُ والاستقرارُ؛ ولكنّ القصيدةَ تذهب إلى ما سوى ذلك ؛ فلقد عاد البحّار إلى مدينةٍ كئيبةٍ ، قد تقلّص فيها ظلُّ الحياة ، وصارت البيوت كمقبرة قديمة :
الشمسُ في حارتنا تلوبُ
تبحثُ عن بيوتنا الموصدةِ الأبواب
كأنّها مقبرةٌ لعالمٍ قديم
عظامها مزامرٌ تنفخها الرياحُ
فتهربُ الشموسُ والأقمارُ
الشمسُ في دروبنا تنهارُ
وتستبدّ به الخيبةُ حتّى لا يكاد يرى ما سواها فيقول :
يا شجرَ التفّاح
نحنُ هنا تحرقُنا الشمسُ ولا تُضيئُنا
والأرضُ كالأثداء
حليبُها السمومُ والأقمارُ
يخنقُها الجدارُ
ثمّ ينتقل من الرجز إلى المتقارب ، وقد هدأت نفسُه شيئًا :
كــــفرتُ بأرضٍ لغيـــري الغــــلالُ ... ولي الشوكُ من ريعها والسّـهرْ
ســـلامٌ عــلـــى نفحــاتِ الخليـــجِ ... وإن كـــان للغيـــــرِ منـــه الــــدُّررْ
سلامٌ على الرملِ عند الضّفافِ ... كـــمـــخدعِ فجـــــرٍ عليـــه انــتحرْ
ســــلامٌ علــــى ذكـــرياتِ السنينِ... تلــــــوحُ كســـربِ حـــمــــــامٍ عـــــبرْ
ولاريبَ في أنّ هذه المذكّرة العشرين على غير نهج ما سبقها من مذكّرات؛ فلقد أدرك الشاعرَ فيها أسى، وأحاطت به خيبةٌ، وانحلّت حبالُ عزيمته؛ وإذا كان البحرُ الكامل، في نغَمِه الجهير المتلئب ، وفي حُسن انصبابه، قد حاكى قوّةَ البحّار، ووثاقةَ نفسه، في المذكّرات التسعَ عشرةَ؛ فإنّ الرجزَ في تخلّجه المضطرب، والمتقاربَ في هدوئه المنساب ؛ قد حاكيا شعورَ البحّار ، في غضبه المكتوم، وأساه الكئيب، ورضاه الحزين، وهو يعود إلى الأرض فلا يرى غيرَ الجدبِ، وغيرَ الشمسِ التي تحرق ولا تضيئ. لقد تكاملت المذكّراتُ في الإبانةِ عن التجربة بجانبيها ، وصوّرت بصدقٍ وأصالةٍ ما كان .
إنّ "مذكّرات بحّار" عملٌ فريد؛ يصطرع فيه اليأسُ والأمل، والقوّةُ والضعف ، والرجاء والخيبة، ويجلو معدنَ الإنسان في انتصاره على عواملِ الطبيعة، وعلى التشتّتِ والضياع؛ وقد كان الشاعر فية متينَ اللغة، جهيرَ الإيقاع، يتّخذ عناصرَ من الدراما لتصوير أفكاره ومشاعره. وهو في ذلك كلّه يضربُ في أرض الشعر العربيّ الجزلِ المتين، وينظر بكلتا عينيه إلى زمانه ومكانه...
************************************************
تعاليم القلق
د. أحمد ضياء
1
أخيطُ ملامحي على جسدي
فتظهرُ عليك ملامح إنسانية
ولأن ذلك طوال الفترة التي صرنا فيها واحداً
بدأت في خياطة قلبي
وملامحي
وكل جدائل الحياة التي تشبه
سمار يديكِ
وضحكتكِ الخجلة
وشراستك في الكتابة...
2
أحملُ الليل على كتفي
أسير به صوب الشمس
لابدد سحنته
ولا حمل يخوط فيَّ
غير دوامة أيام
كلما شددت راحتها بيديَّ
راحت تخبرني عن لطمة
لم أفز منها
وعن معصرة للذات
لما نقفز الآن
يا سليلة الماء
افردي جدائلك
لا أفق يحتويك
ولا قاع...
3
عادوا على شكل مفاتيح إلى الأدراج
ثم ما أن وصلوا
حتى تجمهرت الأبواب
كلٌّ يرهم أحزان غفوته على مقاسات الثياب
غير تلك الدفعة لم نرَ ما يمكن وصفة
إننا في الثوان التي لا تتكرر
نأتي على الدنيا نيام
نفرشُ الصدق طويلاً دون أن يلحظنا الغزاة
فات الأوان
لا لم يفت
تلك الشكوك تنهض كل حين
وما بين ولادة قاسية ثبت المغيب
عيناك يا كحل الصورة في الأبيض والأسود
كانتا جذر أيام الهروب
حينما شاءت أغصان أن تعصي الرياح
فاجأ فكرنا اسم الهبوب
حلقت معتادة هذي المرايا
غارت الأرواح في التفكير يوماً
نحمل الحمقى طويلاً ليس من شخص يصيح
يا أول الافراح
يا خجل الرياح
كل الصحاري صخرة في عصرنا اللاهي
ملمومة، مشعفرة، راكدة، تحمر وجناتها في الظلام
طويلة مثل غريب لا صاحب له
غير حقيبة سفره.
4
نقفُ مخذولين من الحياة
تقفُ الحياة مخذولة منا
كلانا علق خذلانه على كف يده.
ولأننا من غير أسماء ولدنا
دست الأرض رموز ذاكرتها في جعبتنا
مستجمعين ما يمكن أن نعرفه عن تلافيف رؤيانا الخاطئة
نسيرُ طويلاً
في اتجاهين متضادين
ظلي الذي يخربش الأرض بأقدامه
وأنا الذي لا ظل لي
نسير وليس من إشارة واضحة لما نفعل
الدوري الذي بدأ الآن
يحتل الصدارة في الظلمة
يعشعشُ في ركن
يتلوى كثيراً على وقع صفارة إنذاره
أول مرة أحسست أني موجود
كانت تلك اللحظة الفاصلة في عمري
الأمر الذي أخبر ذاتي به
يا ولد لا تكن حساساً
حتى لا توجد وها أنا أمامكم
شاخصٌ بصري
أنظر في كل مكانٍ إلَّا المكان الذي أفترقنا به، ومن يومنا
ونحن رغم مسيرنا باتجاهين منفصلين
إلَّا أننا كلما بعدت المسافة
اقتربنا.
********************************************
رأي الناقد النقابي
كاظم غيلان
مثلما نرصد ونشخص وسائل البناء، حري بنا أن نرصد ونشير بكامل صراحتنا لوسائل التخريب والهدم، فمعظم محللينا ونقادنا يرصدون ويصدعوا رؤوسنا بمن يشغلوا مشاهد راهن عراقنا بسياسيي الصدفة وتجار الصدفة دون أي حديث عن مثقفي الصدفة من ادباء وإعلاميين وفنانين، هؤلاء الذين جاءت بهم ذات الأجواء والواقع المضطرب المشوش، فكانت للطائفية والمناطقية والشللية خدماتها الكبيرة وسخاء رجالاتها من المبوقين والطارئين الذين حالفتهم الصدفة لأن يصبحوا بين ليلة وضحاها اعلاماً تصطف لقريناتها في السياسة والتجارة. ما أن يرتقي أي من الهوامش درجة في السلم النقابي حتى تتلقفه أقلام جاهزة رخيصة لترفع من شأنه وتكشف لنا عن فتوحاته ومواهبه وعبقريته التي تفضل بها على ثقافة العراق وفنونه .فهو الفاتح المجدد المدهش العبقري الذي هبط من سماء الانتخابات عبر أصوات مأجورة طارئة ليكون الأب الشرعي لثقافتنا واعلامنا. هذا القطيع الـ ( نقدي) يتحاشى ولربما يتغافل عن التجارب الرائدة لكنه يضفي على الهوامش ما انزل به الله من سلطان عن أولياء نعمته من مانحي الهويات والأراضي السكنية ودعوات المهرجانات والايفادات حتى لو كانت لأقضية ونواحي المدن المهمشة ، فهو لم يقترب من السياب وناظم الغزالي والحاج زاير فهؤلاء ليسوا بنقابيين ولم يحضروا المؤتمرات الانتخابية ولم يسددوا ما بذمتهم من بدلات اشتراك ، لكن من جاء قافزا لأوساط الثقافة والإعلام والفن عبر تصفيق و( هلاهل) طوائف وأحزاب وأحباب ارادته أن يكون في مقدمة الصف الثقافي سنداً وسداً منيعاً لطوفان الخراب. الناقد للنقابي واحدة من ظواهر خرابنا الذي نعيشه ونغض الطرف عنه، انه المتوفر في المؤتمرات والجلسات معقباً ومتداخلاً ومبشراً ونذيراً يجيد الرطانة بفصحى الكلام و( سج) المقالات بتمام الجاهزية ( لاطشا) مايريد من مرجعيات الفكر النقدي المتوفرة جدا في مكتبات( المتنبي) وعربات وبسطات الكتب التي يعلن عنها جهاراً ( أربعة بألف) . لا أدري لماذا بات غض الطرف عن هكذا قطيع بحدود المحرمات الثقافية، ولماذا لم نفضحهم ونشير لهم ؟ ربما يفكر بعضنا بما خلفهم من عقوبات تؤدي لحرماننا من حضور مهرجانات بائسة ماعادت تشكل حضوراً ولا تأثيرا. ولربما يفكر بعضنا بحرمانه من الـ (منحة) السنوية التي تهبها لنا حكومتنا سنوياً بينما تطالعنا وسائل إعلامنا وصفحات تواصلنا الاجتماعي بفضائح النهب المليارديرية التي تجابه بتصريحات هيئات النزاهة والعدل والمساواة المهددة الغاضبة المتجددة باجراءات صارمة .
الناقد النقابي يستبيح الصفحات والبرامج الثقافية كضيف عزيز مكرم يجيد الرطانة بأعلى وأبهى درجاتها وهو يكيل المديح والاطراء لرموزه التي تشغل مواقع الصدارة النقابية . اما آن لنا أن نكفر عن ذنوب صمتنا.
************************************************
الصفحة الثانية عشر
يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، جلسة حوارية لـ "جماعة المشغل السردي العراقي"، تتضمن تعريفا بالمشغل ومشروعه الثقافي، مع مداخلات يقدمها الأدباء عباس خلف وإبراهيم سبتي وعلي حسين عبيد.
تبدأ الجلسة في الساعة ٦ مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
****************************************
مدينة الثورة على موعد مع الكتاب
متابعة – طريق الشعب
تستعد مدينة الثورة (الصدر)، لاحتضان مهرجان الكتاب بموسمه الثاني، والذي يُقام يوم الجمعة المقبل على "ساحة مظفر"، تحت اسم الشاعر الشعبي الراحل جبار رشيد، ابن المدينة وأحد رموزها الشعرية.
ويعد هذا المهرجان محطة ثقافية مهمة للاحتفاء بالكتاب والمعرفة، وفرصة لتعزيز التواصل بين مثقفي المدينة وأدبائها وفنانيها وجمهورها، عبر أنشطة وفعاليات متنوعة، أبرزها توزيع آلاف الكتب مجانا على الزائرين.
ويُقام المهرجان من قبل "دار الركن المعرفي" في المدينة، بمساهمة فرق تطوعية ودور نشر وروابط ثقافية ومنظمات مدنية، بضمنها رابطة المرأة العراقية.
ومن المقرر أن يشهد المهرجان جلسات شعرية يحييها شعراء محليون، وندوات ثقافية تتناول موضوعات فكرية وأدبية، إضافة إلى ورشات عمل لتعزيز مهارات الكتابة والنقد الأدبي لدى الشباب.
وأعرب منظمو المهرجان، في حديث صحفي، عن تطلعهم لأن يتحول هذا الحدث السنوي إلى منصة دائمة لتلاقح الأفكار وتشجيع القراءة والإبداع، مشيرين إلى أن الاحتفاء بالشاعر الراحل جبار رشيد يمثل رمزية حية للحفاظ على إرث الشعر الشعبي العراقي العريق ونقله للأجيال القادمة.
****************************************
ليس مجرد كلام.. حين يكون عشقك للوطن حقيقياً
عبد السادة البصري
- في ذكرى كامل شياع
لن يكون سهلاً أبدا، أن تعشق الوطن، وتمتزج بكلّ ذرّة من ترابه ومائه وهوائه!
وأن تحمله أيقونة عملٍ ورسالة حياة أنّى ولّيت الوجه!
وحينما تدلهمّ عليك الخطوب، وتضيق الحياة، تهرب من بطش حكّامه الطغاة، لتعود بعد سقوطهم إليه حاملاً مشعل التنوير والبناء!
وأن تمتثل لخطواتك التي رسمتها منذ اللحظة الأولى التي استنشقت فيها رائحة الأرض بعد المطر!
قبل أيام مرّت الذكرى السابعة عشرة لاغتيال عاشق حقيقي للوطن والناس، ألا وهو الكاتب والمفكّر التنويري الشهيد كامل شياع، وفيها أقول:
يا مَنْ جئت حاملاً الوطن بين جناحيك، ورافعاً مشعل التنوير في لياليه الحالكة!
الخفافيش المرعوبة من الشمس والنور، لن تمنحك الفرصة حتماً، لهذا قتلوك!
في عام 2007 كان معنا في اللجان التحضيرية لمهرجان المربد الشعري في البصرة، كفراشة محبّةٍ تتجول بين المقاعد والكراسي، تحطّ هنا وتنثر زهو أجنحتها هناك، كان يملأ المكان فرحاً وحنيناً وجمالاً وسحرا!
بعد انتهاء إحدى الجلسات المسائية، وعند خروجنا من قاعة عتبة بن غزوان، قال: تعالوا نتمشى في شارع عبد الله بن علي، كان وقتها مكتظّاً بالباعة والمتبضّعين، فقال له أحد أصدقائنا: أستاذ صعب، تمشي بالشارع بلا حماية، نحن نخاف عليك! التفت إليه بكل محبة قائلاً: عزيزي من سيعرفني كمسؤول من بين هؤلاء الناس؟!
لحظتها قلت له: أحسنت أيها الكبير، أنت واحد منهم بالتأكيد!
أجابني: نعم وسأبقى ما حييت! ثم أخذنا نتجوّل في الشارع، لندخل منه ونخرج إلى الشارع الوطني ثم الكورنيش، لأكثر من ساعتين هنا وهناك حتى وصلنا إلى الفندق، عندها التفت إلى صديقنا قائلا: ها صديقي هل عرفني أحد من الناس؟! يا عزيزي أنا منهم وفيهم!
أجابه صديقنا: نعم وقد وثّقت جولتنا صوراً وحكايات!
أيها العاشق الأبدي للوطن والناس، عرفوك ابنهم الطيّب الذي يحمل مشعل محبتهم أيقونة فرحٍ لينثرها في ربوع الوطن!
لأنّك حلمت بوطنٍ خالٍ من الفاسدين، وحملت مشعل الحرية والسعادة، وناديت بكل شيء جميل، قتلوك!!
لأنهم ظلاميون وأدوا أحلامك أيها الطيف الذي مرَّ بسمائنا ذات يوم، ليترك في الحلق غصّة، وفي العين قذى، ويترك القلب كليما.
لك الخلود أيها العاشق الحالم، ولقاتليك العار الذي سيلاحقهم في كل وقت!
***************************************************
إلى مهرجان البندقية السينمائي رسالة مفتوحة تدين الإبادة في غزة
فينيسيا - أسامة عبد الكريم
أطلق مئات السينمائيين الإيطاليين والدوليين، عبر رسالة مفتوحة نُشرت من قبل تجمع Venice4Palestine، دعوة مباشرة إلى مهرجان البندقية السينمائي وهيئته الأم (البينالي)، لإدانة ما وصفوه بـ "الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والتطهير العرقي في فلسطين".
وجاءت الرسالة لتؤكد أن المهرجان، بوصفه منبراً ثقافياً عالمياً، لم يعد بوسعه التزام الصمت أو الاكتفاء بالحياد في مواجهة مشاهد العنف التي توثقها الصور والفيديوهات القادمة من الأراضي الفلسطينية.
وفيما طالبت الرسالة المهرجان بموقف "فعّال وأخلاقي" ضد ما سمّته "نظام الأبارتهايد الإسرائيلي"، انتقدت ما اعتبرته صمتاً مؤسساتياً من جانب المهرجان تجاه واحدة من أعقد القضايا الإنسانية والسياسية الراهنة.
ووقعت على الرسالة أسماء بارزة في السينما الإيطالية والعالمية، بضمنها المخرجون ماركو بيلوكّيو، ماتيو غارّونه، وأليتشه رورفاكر، إلى جانب المخرجين آيبل فيرّارا وكين لوتش، والممثلتين لورا مورانتي وفاليريا غولينو. كذلك الممثلين توني وبيبّيه سيرفيلّو. كما وقّعت المخرجة الفرنسية الحائزة على الأسد الذهبي أودري ديوان، إضافة إلى الثنائي الفلسطيني عرب نصّار وطرزان نصّار.
في المقابل، ردّت البينالي ببيان مقتضب أكدت فيه التزام المهرجان بـ " النقاش المفتوح والحساسية تجاه القضايا الأكثر إلحاحاً في المجتمع والعالم"، من دون أن تتبنى موقفاً سياسياً صريحاً.
وتأتي هذه الدعوة في سياق سلسلة من الاحتجاجات التي واجهها المهرجان في السنوات الأخيرة. ففي دورة 2024، طالب مئات المخرجين بمقاطعة فيلمين إسرائيليين بدعوى "غسل السمعة الفني"، فيما رفض مدير المهرجان ألبرتو باربيرا ذلك، مؤكداً أن الأفلام لا تُسحب على أسس أيديولوجية، لكنه في الوقت نفسه وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مجرم". كما شهدت الدورة نفسها وقفات رمزية على السجادة الحمراء وخلال تسلّم الجوائز، عبّر فيها الفنانون عن تضامنهم مع فلسطين.
بهذا، يتحول مهرجان البندقية الذي ينطلق غدا الأربعاء، مجدداً إلى ساحة مواجهة بين السينما والسياسة، حيث يطالب الفنانون بأن يكون الفن شاهداً على الحقيقة لا غطاءً لها.
******************************************
نادي القراءة يُناقش {المسخ} متابعة – طريق الشعب
نظم نادي القراءة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، جلسة نقاشية حول رواية "المسخ" للكاتب التشيكي الشهير فرانز كافكا، شارك فيها عدد من الأدباء.
وخلال الجلسة التي احتضنتها قاعة مكتبة ألفريد سمعان في مقر الاتحاد، جرى سرد أحداث الرواية، التي تدور حول شخصية محورية تُدعى "غريغور سامسا". حيث يجد نفسه ذات صباح وقد تحوّل إلى حشرة ضخمة، بعد أن كان المعيل الأساسي لعائلته.
وتناول النقاش التداعيات النفسية والاجتماعية لهذا التحوّل الغريب. فيما سلّط الناقد علي حسن الفواز الضوء على أثر الرواية في الأدب العربي، وأسباب الاهتمام الواسع بأدب كافكا بعد وفاته، إلى جانب الرمزيات النفسية والاجتماعية والسياسية التي تحملها الرواية.
********************************************
في {بيتنا الثقافي} عن {الديمقراطية في الفكر والممارسة}
بغداد – طريق الشعب
احتضنت قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد صباح السبت الماضي، محاضرة فكرية بعنوان "الديمقراطية في الفكر والممارسة – عبد الفتاح إبراهيم وجمعية الرابطة الثقافية"، قدمها د. عماد الجواهري، وأدارها د. علي مهدي بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في الشؤون الفكرية والثقافية والسياسية.
وفي مفتتح محاضرته، توقف د. الجواهري عند محطات أساسية في سيرة المفكر والكاتب العراقي عبد الفتاح إبراهيم، أحد أبرز رموز الحركة الديمقراطية في العراق خلال القرن العشرين، متناولا محيطه الأسري والمرجعيات الفكرية المبكرة التي ساهمت في بلورة شخصيته.
ثم تطرق إلى تجربة إبراهيم في تأسيس "جريدة الأهالي"، التي كانت تحمل خطابا يُرسّخ مفهوم الديمقراطية الشعبية، فضلا عن نتاجاته في علم الاجتماع، وما يتعلق بالعقد الاجتماعي والحقوق، ودوره في مشروع التحديث السياسي، واهتماماته في قضايا التعليم والمرأة والديمقراطية والتنوير.
وأشار د. الجواهري إلى أن إبراهيم سعى لنشر وتعميق الوعي الديمقراطي والتقدمي بين الجماهير الشعبية، من خلال كتبه ومقالاته، إلى جانب مساهماته في إرساء قواعد علم الاجتماع في العراق عبر تحليلات مهمة لقضايا مجتمعية وسياسية.
كذلك تحدث عن تجربة إبراهيم في تأسيس "جمعية الرابطة الثقافية"، وما شكلته هذه الجمعية من منبر مهم لنشر الفكر التقدمي.
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين، وعقّب عليها د. الجواهري بصورة ضافية، مستندا إلى قراءاته الطويلة للمصادر وإلى تجربته الأكاديمية.
وفي الختام، قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. عزت أبو التمن، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى د. عماد الجواهري، تكريما لعطائه العلمي ومساهماته في دراسة التاريخ والفكر الديمقراطي في العراق.
جدير بالذكر، أن المفكر عبد الفتاح إبراهيم ولد عام 1904 في مدينة الناصرية، ودرس الابتدائية في البصرة، والثانوية في بغداد. ثم سافر عام 1930 إلى بيروت للدراسة في الجامعة الأمريكية. بعدها عاد إلى بغداد ليعمل في حقل التعليم، لكنه لم يستمر. إذ سافر إلى أمريكا لإكمال دراسته العليا في جامعة كولومبيا.
وألف إبراهيم كتبا عدة في علم الاجتماع، منها "مقدمة في الاجتماع"، "دراسات في علم الاجتماع" و"الاجتماع والماركسية". وقد توفي عام 2003.
*************************************************
قف.. عن صبيان العيد
عبد المنعم الأعسم
صبيان العيد، دائما، تغويهم الملابس الجديدة التي يرتدونها، وتسحرهم الطبول التي يتنقلون بين ضاربيها، وتمتعهم الرحلات الشيقة في القوارب التي تجري مجرى الأحلام، ولا يهم، في الأيام الأولى للعيد، ووسط الشعور بالرضى الصبياني، أن تكون تلك الملابس فضفاضة عليهم ولا نسق لها، وان تكون أصوات الطبول نشازا ولا طعم فيها، وأن تفقد القوارب أمانها وسط الموج، وصبيان العيد تأخذهم نشوات الأراجيح حيث يتخيلون بانهم يعبرون بها الفضاءات، وتبهرهم مشاهد الورق اللماع الذي ينظرون عليه وجوههم بأمارات السعادة، وتسكرهم أغاني المناسبات الصاخبة التي ينخرطون فيها، عازفين ومنشدين، وتبهجهم تمثيليات الهزل والقوة ومصارعة الأسود إذْ يجدون أنفسهم من خلالها أبطال زمانهم، يحاربونها في الخيال وينتصرون.
هذا في أيام الصخب، قبل أن تصل الخبصة إلى نهاياتها، وتخلو الساحات من الطبول والمهرجين وأشرطة النيون، فيبدأ الواقع مملاٍ وقاسيا ومشاكسا أمام صبيان العيد.
في الجزء الأول من رواية "ارض السواد" لعبد الرحمن منيف معالجة لافتة لأزمة صبيان العيد، بعد ان تختفي المزامير، حيث "ينفعلون بسرعة. يصخبون، وبعض الأحيان يجنّون".
*قالوا:
"يمكن للإنسان أن ينجح في الصعود إلى أعلى القمم، لكن لا يمكنه البقاء فيها طويلاً".
برنارد شو
**************************************
في ستوكهولم.. إبراهيم عبد الملك يوقّع ترجمة {الآنسة جولي}
ستوكهولم – محمد الكحط
ضيّفت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في ستوكهولم بالتعاون مع "مؤسسة سنسوس"، الشاعر والمترجم إبراهيم عبد الملك، في جلسة حوارية حول ترجمته الجديدة لمسرحية "الآنسة جولي" للأديب السويدي أوغست ستريندبرغ (1849-1912) من السويدية إلى العربية.
الجلسة التي حضرها عدد من أبناء الجالية العراقية، أدارها الفنان المسرحي ضياء حجازي. واستهلها معرفا بالضيف وبنشاطه الثقافي، ودواوينه الشعرية الأربعة.
ثم ذكر أن مسرحية "الآنسة جولي" ترجمت إلى العربية مرات عدة عن الانكليزية والفرنسية، لكنها لم يسبق ان تُرجمت عن لغتها الأصلية، مبينا أن هذه المسرحية عُرضت في العديد من دول العالم.
بعد ذلك، تحدث عبد الملك بشيء من التفصيل عن ستريندبرغ وحياته ومؤلفاته وخصوصية مسرحيته. فيما أشار إلى انه خلال دراسته في قسم الترجمة بكلية الآداب في الجامعة المستنصرية، حلم بترجمة شكسبير، ثم اكتشف ستريندبرغ الذي لم يطلع على نتاجه في العراق، حتى وصل إلى السويد وتعرّف عليه أكثر عبر روايته الشهيرة "الغرفة الحمراء".
ورأى أن الحياة لم تنصف ستريندبرغ، الذي كان مُحاربا من قبل النخب الفاعلة والمؤثرة في السويد، والذي كان شخصية متمردة وجماهيرية كبيرة وسط عامة المجتمع السويدي بفعل أفكاره اليسارية التقدمية ووقوفه مع الكادحين والناس البسطاء.
وعن سيرة الكاتب، ذكر أيضا أنه كان لا يخشى من قول كلمته ورأيه بجدية وصرامة رأى فيهما كثيرون استفزازا، على أنه، وباعترافهم، كان من الكبار. حيث اعترفوا بنبوغه كأديب حقيقي، مضيفا أن ستريندبرغ جاب أوربا مسافراً بمحض الإرادة ومنفياً بالقسر.
وعن اختياره "الآنسة جولي" لتكون أول عمل يترجمه لستريندبرغ، ذكر أنها كانت أول مسرحية يشاهدها على المسرح. حيث تعلق بها، مضيفا أن الترجمات السابقة للمسرحية كانت تحتوي على أخطاء، كونها نُقلت عن لغة وسيطة، ما دفعه إلى تصويب تلك الأخطاء.
وبعد نقاشات أدبية دارت بينه وبين الحاضرين، وقّع عبد الملك نسخا من كتابه ووزعها على الراغبين في اقتنائه.
وفي الختام، شكر رئيس الرابطة سعد شاهين، الضيف ومدير الجلسة، وكرّمهما بباقتي زهور.