اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مراقبون يحذرون من تطبيق انتقائي للقانون.. وثيقة نزاهة الانتخابات.. إعلان شكلي أم ضمان حقيقي؟

بغداد - محمد التميمي

وسط الدعوات المستمرة لضرورة ضمان نزاهة الانتخابات المقبلة، وتطبيق القانون بشكل عادل على الجميع، اجتمعت أخيرا، الرئاسات الأربع، ووقعت اطراف الاجتماع وثيقة من ست فقرات تهدف إلى ضبط العملية الانتخابية وضمان نزاهتها، كما اعلن.

وتضمنت الوثيقة الالتزام بإيقاف التعيينات الجديدة، واحترام أحكام قانون الموازنة الاتحادية، ومنع استخدام قطع الأرض وكتب الشكر لأغراض انتخابية، إلى جانب وضع ضوابط تمنع استخدام إمكانيات الدولة في الترويج للمرشحين. كما دعت الوثيقة الكتل والمرشحين الى تقديم برامج واقعية والابتعاد عن التسقيط السياسي والخطاب الطائفي.

غير أن المراقبين للشأن السياسي والمتخصصين، يرون أن هذه المبادئ قد تواجه تحديات كبيرة على أرض الواقع، في ظل استمرار استغلال المال العام والنفوذ السياسي، وتطبيق القوانين بشكل انتقائي. ولم يخف المراقبون شكوكهم في  جدية الالتزام بما ورد في الوثيقة وقدرتها على ضمان انتخابات حرة ونزيهة، او ربما يكون هناك تطبيق انتقائي.

مخالفات جسيمة وإجراء متأخر

في هذا الصدد، اعتبر عضو اللجنة القانونية النيابية محمد عنوز، أن خطوة توقيع وثيقة ضمان نزاهة الانتخابات جاءت متأخرة جداً، مؤكداً أن ظاهرة استغلال النفوذ السياسي والإداري رافقت جميع الحكومات المتعاقبة، وبشكل أوسع لدى الحكومة الحالية، ابتداءً من المناصب العليا في البلد، نزولا الى المدراء العامين.

وأوضح في حديث مع "طريق الشعب"، أن الخلل لا يقتصر على قضية “كتب الشكر” فحسب، انما يتجسد في أشكال متعددة من المخالفات التي تؤثر في نزاهة العملية الانتخابية والدعاية المبكرة، لافتاً الى أن مظاهر الخلل باتت بنيوية ومتكررة في كل دورة انتخابية.

وأردف عنوز، أن الوثيقة الموقعة "قد تنجح في حال التزام الأطراف الأربعة بها بشكل جاد، أما في حال غياب هذا الالتزام فلن يختلف المشهد عما كان في السابق”.

وأشار الى وجود "إنفاق مالي كبير على الدعاية الانتخابية منذ وقت مبكر"، مبيناً أنه وجّه أسئلة رسمية الى "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بهذا الشأن، كون موعد بدء الدعاية يُحدد عادة قبل شهر واحد من الاقتراع الا ان المفوضية لم تجِب حتى الان".

وأكد عنوز ضرورة ان تكون هناك اجراءات رادعة ومحاسبة للمخالفين بدون استثناء.

ولخص عضو اللجنة القانونية المشكلة الجوهرية في الملف، بأنها "تكمن في غياب إنفاذ القانون. نحن دولة تدار بمنطق الاستثناءات، وهذه هي المعضلة الحقيقية التي تعيق نزاهة الانتخابات".

لا ضوابط ولا نصوص واضحة

من جانبه، ذكر الخبير في الشأن الانتخابي دريد توفيق، أن الحملات الانتخابية، سواء لمجلس النواب أو مجالس المحافظات، لا يمكن أن تنجح من دون ركن أساسي يتمثل بالدعاية الانتخابية.

وقال توفيق في حديث مع "طريق الشعب"، ان هذه الدعاية "ينبغي أن تُضبط بمحددات واضحة، أبرزها سقف الإنفاق المالي ومنع تدخل السلطة واستغلال المال العام والنفوذ السياسي"، مشيرا إلى ان قانون الانتخابات "لم يتضمن نصوصاً واضحة تحدد سقف الإنفاق على الحملات الدعائية، انما اكتفى بالتحذير من استخدام المال السياسي والمناصب الرسمية، من دون أن يضع عقوبات رادعة لذلك، الأمر الذي يفتح الباب أمام خروقات واسعة".

واعتبر أن خطوة توقيع وثيقة ضمان نزاهة الانتخابات "إيجابية"، كونها تسهم في تقليص بعض الممارسات مثل إصدار كتب الشكر أو التنقلات الوظيفية ومنح الامتيازات الخاصة، والتي كانت تُستغل عادة في الدعاية الانتخابية وتكريس النفوذ السياسي والإداري.

وأكد توفيق، أن تشديد مجلس القضاء الأعلى على منع المرشحين من كسب الأصوات عبر الاستقطاب الطائفي يمثل ضمانة مهمة، لافتاً إلى أن استعراض الكيانات السياسية لبرامجها أو تقييمها لأداء الحكومات السابقة أمر مشروع، لكن تحويل ذلك إلى خطاب طائفي “قد يجر البلاد إلى منزلق خطير”.

وختم الخبير الانتخابي بالقول إن “الأصل كان يفترض أن يعالج المشرّع هذه الثغرات من خلال تشريعات صارمة تضع عقوبات واضحة بحق من يستغل المال العام والمناصب في الدعاية الانتخابية، بدل اللجوء إلى وثائق وتعهدات وضمانات”.

صياغات جيدة وواقع مختلف

وعلى صعيد متصل، أكد المحلل السياسي داوود سلمان، في حديث لـ"طريق الشعب"، أن الواقع السياسي لا يتوافق مع ما ورد في الوثيقة، مشيراً الى أن "القوانين في العراق تُطبق بشكل انتقائي وبازدواجية للمعايير، حيث ان الديمقراطية في البلاد، قائمة على المال والنفوذ، ومن يمتلكهما هو الفائز، ولا يعتمد الامر على مخرجات صندوق الاقتراع".

وأشار إلى أن "القوى السياسية المعنية مستعدة لفعل كل شيء إذا شعرت بخطر خسارة نفوذها أو مقاعدها ومكانتها".

ما ورد أعلاه يشير إلى أن الانتخابات القادمة تواجه تحديات جدية، ويظل صوت المواطن في كل الأحوال الحاسم والمحدد، خصوصًا لمن يعيش التجربة والمعاناة يوميًا. فإما استمرار الحال على ما هو عليه مع مؤشرات احتمالية التراجع والنكوص، أو فتح كوة أمل لقلب الطاولة وكسر احتكار السلطة.

******************************************

الحزب الشيوعي العراقي: نحو إجماع وطني للإنهاء الكامل لأي وجود عسكري أجنبي

قبل أيام أعلن عن بدء انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق على أن يستكمل ذلك في أيلول ٢٠٢٦، على وفق الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة العراقية مع الولايات المتحدة، إلى جانب كونه استحقاقا وطنيا ودستوريا.

وكان لنا في الحزب الشيوعي العراقي منذ البداية موقف واضح في رفض الاحتلال والغزو والوجود العسكري الدائم ولكل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي العراقي، وكل ما يتعارض مع سيادة العراق واستقلاله وامتلاكه لقرار الوطني المستقل. وأكدنا مرارا على إدانتنا للاعتداءات والانتهاكات لأراضي العراق ومياهه وسمائه، ومن أية جهة أتت، ومعارضتنا تحويل العراق إلى ساحة صراع مصالح وتصفية حسابات بين مختلف القوى الدولية والإقليمية.

كما ميزنا باستمرار وبوضوح بين الحاجة إلى الدعم والتعاون والإسناد والتدريب والمشورة، ولاسيما حينما يتطلب الأمر ذلك كما حصل في المعركة مع داعش، وبين الوجود العسكري الأجنبي الدائم، على أن يتم كل ذلك وفقا لاتفاقات معروفة ومعلنة، شفافة ومتوازنة، ومتخذه في سياقات قانونية ودستورية سليمة.

يأتي هذا الانسحاب، والذي في واقع الحال هو أقرب إلى أن يكون إعادة تموضع للقوات، في ظروف محفوفة بمخاطر وتحديات أمنية وسياسية واقتصادية جدية. فتهديد قوى الإرهاب، وإن تراجع كثيرا، ما يزال ماثلا داخل العراق وعبر الحدود وتسود أجواء صراع وتوتر شديدين في عموم المنطقة لها انعكاسات ارتدادية على الأوضاع الداخلية في العراق، كما أن شكل وجود قوات التحالف على أراضينا ما يزال موضع اختلاف وانقسامعلى المستويات الرسمية والسياسية والشعبية.

إن الخطوة التي تحققت ينبغي أن تتوفر متطلبات وشروط استكمالها وصولا لإنهاء وجود القوات الأجنبية على أرض العراق، وفي مقدمة هذه الشروط توفر الإرادة السياسية الفاعلة وتحقيق إجماع وطني عراقي بشأنه.

إن انسحاب قوات التحالف سيحجب عن القوات العراقية بعض أشكال الدعم التي كانت تقدمها قوات التحالف ما يشدد من الحاجة إلى تعزيز قدرات قواتنا المسلحة، تسليحا وتدريبا وتأهيلا، وإعادة بنائها على أساس الولاء للوطن والشعب والعقيدة الوطنية وإبعادها عن المحاصصات على اختلاف أنواعها، وإسناد المسؤوليات فيها إلى العناصر الكفوءة والمهنية والنزيهة والمخلصة والوطنية.

كما يتوجب الشروع الفعلي بتحقيق شعار حصر السلاح بيد الدولة وتفكيك التجمعات العسكرية غير الدستورية وتحقيق وحدة القرار العسكري – الأمني ومركزته بيد القائد العام للقوات المسلحة والبدء بعملية دمج المتطوعين في الحشد الشعبي كأفراد في القوات المسلحة وصيانة حقوقهم وتوفير الكرامة لعوائلهم.

إن التحديات الكبيرة والمتغيرات الحاصلة عالميا وفي المنطقة، وحاجة بلادنا إلى امتلاك ناصية القرار الوطني المستقل، وصيانة حقوقها الوطنية، تفرض السير على طريق الخلاص من أس البلايا، منهج المحاصصة والتخادم المكوناتي، المتماهي مع الفساد، وإقامة دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية، فلا سيادة ولا استقلال حقيقيين مع حالة اللادولة واستمرار هشاشة الوضع الداخلي.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٢-٨-٢٠٢٥

******************************************

راصد الطريق.. خدمات برسم المحاصصة!

من أبرز إفرازات نظام المحاصصة والفساد في العراق هو احتكار المشاريع والخدمات لصالح فئات أو مناطق محددة، ليس لأنها الأكثر حاجة أو استحقاقاً، بل لأنها ارتبطت بوجود نائب أو متنفذ أو مسؤول يملك ثقلا شعبيا في تلك الرقعة الجغرافية. وهكذا تتحول الخدمات إلى أدوات دعائية، فتُرصف الطرق وتُعاد تهيئة الأرصفة مرة ومرتين وثلاثا، فقط لأن "الحظ" أوقع مسؤولاً متنفذاً في ذلك المكان.

المفارقة أن بعض المناطق المحرومة لا يفصلها عن تلك "المناطق المحظوظة" سوى أمتار معدودة، لكن آليات "الجهد الحكومي" ومؤسسات الدولة تتوقف أمام خطوط وهمية رسمتها تقاطعات السياسيين وصراعاتهم على النفوذ. وبذلك تخضع الخدمات، كما الثروات والمناصب، إلى منطق المحاصصة البائس، فتُدار البلاد بعقلية الغنيمة لا بعقلية الدولة.

إن من يمارسون هذه السياسات لا يسعون لبناء مؤسسات رصينة، ولا يعملون على خدمة الناس، بل يضعون مصالحهم ومصالح أحزابهم الضيّقة فوق كل اعتبار. إنهم يختطفون الدولة ومواردها، ويحوّلون أبسط حقوق المواطنين إلى مادة للابتزاز السياسي.

والحقيقة المرة: ما دام مشروع الدولة أسيراً في قبضة المحاصصة، فلن تُبنى الأرصفة للناس… بل ستُرصَف الطرق الموصلة إلى مناصبهم!

***************************************************

حظ العراقيين مع الرواتب والوظائف

متابعة ـ طريق الشعب

يبدو أن "حظ العراقيين" مع الراتب والوظيفة والشهادة الجامعية لا يزال عاثراً؛ فهم يعيشون بين متعاقدين ينتظرون رواتبهم منذ أشهر في ميسان، وعمال نفط يواجهون قرارات فصل مفاجئة في البصرة، وخريجين يضربون عن الطعام في خانقين طلباً للاعتراف بشهاداتهم، ومعلمين يصرخون في السليمانية بسبب تأخر صرف مستحقاتهم.

**************************************************

الصفحة الثانية

الإعمار والإسكان: المواطن البسيط بعيد عن حسابات المجمعات السكنية الاستثمارية

بغداد ـ طريق الشعب

أحصت وزارة الإعمار والإسكان، امس السبت، عدد مشاريع المجمعات السكنية المنجزة والتي يجري العمل فيها والأخرى التي بصدد الإحالة، وبينما مؤكدة انها لم تعد تكفي لسد الحاجة المتزايدة في البلاد.

وأكدت الوزارة أن التوجه الحكومي الحالي صار نحو إنشاء مدن سكنية كبرى لاستيعاب الطلب الكبير على السكن.

وذكر المتحدث باسم الوزارة، نبيل الصفار، أن "العديد من المجمعات السكنية تلكأت أسوة بباقي المشاريع الأخرى نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية".

وأشار المتحدث باسم وزارة الإعمار إلى أن "التوجه الحكومي الحالي يسير نحو إنشاء مدن سكنية كبرى تستوعب حجم الحاجة الكبيرة للسكن، كون المجمعات السكنية لم تعد كافية لسد الحاجة المتزايدة، علاوة على وجود المجمعات السكنية الاستثمارية والتي أصبحت بأسعار باهظة جداً لا يستطيع المواطن البسيط من اقتناء وحدة سكنية فيها".

*********************************************

خلافات بافل ولاهور تصل إلى المواجهة المسلحة

الشيوعي الكردستاني يحذر: العنف يهدد استقرار الإقليم

بغداد ـ طريق الشعب

استفاقت مدينة السليمانية، فجر الجمعة (22 آب 2025)، على وقع اشتباكات مسلحة عنيفة دارت في محيط فندق "لالە زار" في حي سرجنار، المقر الذي يقيم فيه لاهور شيخ جنكي، رئيس حزب جبهة الشعب. وبحسب بيان جهاز أمن إقليم كردستان، فإن العملية التي استمرت نحو ثلاث ساعات أسفرت عن اعتقال لاهور شيخ جنكي واثنين من أشقائه، فيما قُتل ثلاثة من عناصر الجهاز وأصيب 19 آخرون بجروح.

موقف الشيوعي الكردستاني

وعلّق الحزب الشيوعي الكردستاني على الأحداث ببيان شديد اللهجة، محذراً من خطورة اللجوء إلى العنف في حل الخلافات السياسية.

وطالب الحزب بوقف فوري للاقتتال وإبعاد الخلافات السياسية والقانونية عن دائرة العنف، معتبرا "ما يجري خطيرا وغير شرعي ومخالفا للقوانين النافذة في الإقليم والعراق، وقد يؤدي إلى اضطرابات أوسع".

الحزب دعا جميع القوى السياسية في الإقليم إلى العمل المشترك والتنسيق لوقف العنف، مؤكداً أن نتائجه "لن تصب في مصلحة الشعب الكردي، بل تهدد استقراره وأمنه".

موقف حكومة الإقليم ورئاسته

من جانبها، شددت حكومة إقليم كردستان في بيان صادر عن مكتب رئيسها مسرور بارزاني على ضرورة إحلال "القانون محل القرار الحزبي والعنف"، مؤكدة أن ما جرى ناجم عن "خلاف داخلي بين الاتحاد الوطني الكردستاني وجبهة الشعب"، وأن رئاسة الحكومة لم تكن على علم بتفاصيل الهجوم حتى لحظاته الأخيرة.

وأشار البيان إلى أن جهوداً بذلت لتجنب وقوع القتال، إلا أن العملية نُفذت رغم ذلك، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وأضاف "نشعر بقلق وحزن عميقين جراء هذا الحادث، وعلى الجميع تغليب القانون وعدم تعريض استقرار الإقليم للخطر".

أما رئاسة إقليم كردستان، فقد أكدت بدورها في بيان منفصل، ضرورة حل الخلافات عبر القانون بعيداً عن العنف، مشددة على حماية أرواح وممتلكات المدنيين والحفاظ على أمن واستقرار السليمانية.

موقف الأمم المتحدة والولايات المتحدة

واثارت الأحداث أيضاً قلقاً دولياً؛ إذ أصدرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بياناً أعربت فيه عن أسفها لسقوط قتلى وجرحى، مطالبة الأطراف كافة بضبط النفس وتجنب أي عمل قد يعرض حياة المدنيين للخطر. وشددت يونامي على ضرورة ضمان "عملية قضائية عادلة ومحايدة" بحق جميع المتورطين، بما ينسجم مع أحكام الدستور العراقي. الموقف تكرر أيضاً من قبل السفارة الأميركية في بغداد، التي دعت بدورها إلى التهدئة وتغليب لغة الحوار على العنف.

خلفية الصراع

وتعود جذور ما جرى في السليمانية إلى الانقسام العميق داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الذي أسسه الرئيس الراحل جلال طالباني عام 1975. فبعد وفاته، تصاعدت الخلافات على قيادة الحزب بين قيادات الصف الأول، لاسيما بين ابن أخيه بافل طالباني وابن شقيقه من جهة الأم لاهور شيخ جنكي.

في عام 2021، بلغ الصراع ذروته عندما أطاح بافل طالباني بشريكه لاهور شيخ جنكي من موقع القيادة المشتركة للحزب، متهماً إياه بـ"التجاوز على الصلاحيات" و"إدارة أجهزة أمنية خاصة". بينما اعتبر لاهور أن ما جرى كان "انقلاباً داخلياً" هدفه إقصاؤه وتفرد جناح واحد بالسلطة.

منذ ذلك الحين، انقسم الاتحاد الوطني فعلياً إلى جناحين، يسيطر على الأول جناح بافل طالباني المسيطر على المقرات الرئيسية في السليمانية ومؤسسات الحزب الرسمية.

اما جناح لاهور شيخ جنكي الذي شكّل لاحقاً حزباً جديداً تحت اسم "جبهة الشعب"، فقد حاول الحفاظ على قاعدته الشعبية، خصوصاً في السليمانية وكرميان وخانقين.

****************************************

حظ العراقيين مع الرواتب والوظائف احتجاجات تتنقل بين المحافظات

متابعة ـ طريق الشعب

يبدو أن "حظ العراقيين" مع الراتب والوظيفة والشهادة الجامعية لا يزال عاثراً؛ فهم يعيشون بين متعاقدين ينتظرون رواتبهم منذ أشهر في ميسان، وعمال نفط يواجهون قرارات فصل مفاجئة في البصرة، وخريجين يضربون عن الطعام في خانقين طلباً للاعتراف بشهاداتهم، ومعلمين يصرخون في السليمانية بسبب تأخر صرف مستحقاتهم، تتوزع الاحتجاجات وكأنها خريطة واحدة لأزمات معيشية متراكمة، تكشف حجم الفجوة بين وعود الحكومات وواقع المواطنين.

سبعة أشهر بلا رواتب

في محافظة ميسان، خرج العشرات من المتعاقدين مع الدوائر الحكومية في تظاهرة أمام مبنى ديوان المحافظة، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم منذ سبعة أشهر.

المتعاقدون أكدوا أنهم يعملون بعقود رسمية منذ ثلاث سنوات ويتقاضون رواتبهم ضمن تخصيصات ديوان المحافظة، إلا أن رواتبهم الأخيرة لم تصلهم منذ مباشرتهم في وظائفهم، من دون أي توضيح رسمي لسبب التأخير.

وترجع جهات مسؤولة الأزمة إلى وجود أخطاء في الجداول المرسلة من الدوائر الحكومية إلى ديوان المحافظة، فضلاً عن ارتباك إداري حال دون صرف المستحقات في وقتها.

هذه التفسيرات لم تُقنع المتظاهرين الذين يرون أن تأخر الرواتب بات سلوكاً متكرراً في التعامل مع ملف العقود، ما يزيد من معاناتهم المعيشية ويهدد استقرار أسرهم.

"هاليبرتون" تنهي خدمات 117 موظفاً

وفي البصرة، تظاهر العشرات من العاملين في موقع شركة "هاليبرتون" النفطية في البرجسية، احتجاجاً على قرار مفاجئ بإنهاء عقود عمل 117 موظفاً عراقياً، بعضهم قضى أكثر من 15 عاماً في الخدمة.

المحتجون وصفوا القرار بالمجحف، مشيرين إلى أنه جاء "دون سابق إنذار"، فيما تواصل الشركة تشغيل عمالة أجنبية ومصرية بأجور يومية في مواقعها بالزبير والرميلة وحقل الفيحاء. وأكدوا أن ذلك يمثل محاولة للتهرب من الالتزامات الضريبية على حساب العمال العراقيين.

وطالب المتظاهرون حكومة البصرة ومكاتب التشغيل بالتدخل العاجل، محذرين من أن استمرار الشركة في هذه الإجراءات يهدد مئات العائلات التي تعتمد على هذه الوظائف كمصدر رزق وحيد.

وقد سلطت هذه الأزمة الضوء مجدداً على هشاشة عقود العمل في القطاع النفطي واعتماد الشركات الأجنبية على العمالة الوافدة بدلاً من الكفاءات المحلية.

اضراب في جامعة كرميان

وفي قضاء خانقين بمحافظة ديالى، اختار خريجو جامعة كرميان أسلوباً أكثر تصعيداً، حيث دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام داخل خيمة اعتصام نصبوها منذ أربعة أيام، احتجاجاً على عدم اعتراف وزارة التعليم العالي بشهاداتهم الجامعية.

ممثل الخريجين، راژان باجلان، قال إنهم استنفدوا جميع السبل القانونية والإدارية، إلا أن مطالبهم ما تزال تواجه بالتجاهل، محمّلاً الجهات المسؤولة تبعات أي تدهور قد يلحق بالمعتصمين نتيجة الإضراب.

وأضاف: "حقنا في الاعتراف بشهاداتنا مشروع ولن نتراجع عنه".

وتهدد هذه الأزمة مستقبل مئات الخريجين الذين يواجهون خطر ضياع سنوات دراستهم الجامعية من دون جدوى، وهو ما يعكس خللاً عميقاً في إدارة ملف التعليم العالي.

السليمانية: احتجاجات متكررة على تأخر الرواتب

أما في السليمانية، فقد واصل المعلمون والموظفون احتجاجاتهم أمام مديرية التربية، رفضاً لتأخر صرف رواتبهم لنحو ثلاثة أشهر. وجاءت التظاهرة استجابة لدعوة "لجنة التنسيق الموحدة للمعلمين والموظفين"، التي أكدت أن الأوضاع المعيشية لم تعد تُحتمل، داعيةً القوى السياسية إلى دعم مطالب المحتجين.

ويعاني موظفو إقليم كردستان منذ سنوات من أزمة مزمنة في الرواتب، حيث يتكرر تأخر صرفها وتراكم المستحقات، ما يفاقم الضغوط الاقتصادية على الأسر الكردية ويؤدي إلى موجات احتجاج متكررة. ويعكس الوضع القائم عمق الأزمة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية بشأن توزيع الإيرادات النفطية وحصة الإقليم من الموازنة الاتحادية.

هذه الملفات المتراكمة تكشف عن أزمة حكم وإدارة مزمنة، حيث يعجز النظام الإداري عن ضمان أبسط الحقوق: الراتب، الوظيفة، والشهادة الجامعية. كما أن تعدد الجهات المسؤولة بين الحكومة الاتحادية والإقليم والمحافظات يزيد من تعقيد الحلول، ما يجعل الشارع العراقي أكثر ميلاً للاحتجاج والتصعيد.

ويرى مراقبون أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى حراك اجتماعي واسع، شبيه بما شهدته البلاد في احتجاجات تشرين 2019، خاصة في حال بقاء الأزمات المعيشية من دون حلول ملموسة.

************************************************

مواساة

الرفيق رسول علي الشريفي (أبو ثابت) وداعا...

بالحزن والألم تلقينا نبأ رحيل الرفيق رسول علي الشريفي (أبو ثابت) في غربته في السويد، مساء الثلاثاء ‏19‏/08‏/ 2025 إثر معاناة طويلة من المرض، وفي الوقت الذي نتوجه فيه بأحر التعازي والمواساة لأسرته الكريمة المناضلة ولرفاقه ومحبيه الكثر، نستذكر خصاله الشيوعية والسيرة الشخصية التي اتسمت بالطيبة والدماثة والتواضع الجم ونكران الذات والمبادرة في مساعدة من حوله، وكذلك سيرته النضالية الحافلة بالعطاء والتفاني المشهودين.

خسارتنا برحيله جسيمة ومؤلمة، ولكن عزاءنا بما تركه من أثر طيب في نفس كل من عرفه منذ انخراطه في سوح النضال ضمن الحركة الطلابية خلال الستينيات والسبعينيات في القرن الماضي، ثم في العقود التالية، وأينما حل في اليمن وسوريا والسويد ولغاية يوم رحيله.

الذكر الطيب دوما للراحل العزيز أبو ثابت.

والصبر والسلوان لذويه ومحبيه

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

‏21‏/08‏/2025

******************************************

ومضة.. أزمة مياه وجودية (٣)

صبحي الجميلي

تمت الإشارة في المقالتين السابقتين الى ان ندرة المياه واحدة من أخطر التحديات الى تواجه العراق، ولها تاثيرها المباشر على قطاعات عدة، ومنها الزراعة والصناعة والبيئة والصحة، وعلى حياة الناس ونمط معيشتهم. وقد بدأت تلك الاثار بالتفاقم مع استمرار حالة اللامبالاة والاستهانة وقسوة المتغيرات الجوية وسوء الاستخدام والإدارة. وفِي المقدمة منها، سياسة الحاق الأذى والاجحاف التي مارستها ولما تزل دول المنبع؛ تركيا وإيران.

وللتعامل مع الازمة وتداعياتها اقترحنا مجموعة من الإجراءات للمعالجة والتخفيف من آثارها، وهي حلول لا بد منها وإلا فالامور ستسير من سيئ الى أسوأ.

وفي هذا المقال، نشير الى قضيتين مهمتين في أية معالجة جادة وعملية وذات صفة دائمة، وليس حلولا ترقيعية لعبور فصل او سنة معينة.

فالقضية الأولى، تتعلق بالقطاع النفطي والذي يعد المستهلك الثاني للمياه بعد القطاع الزراعي؛ فرغم نفي وزارة الموارد المائية استخدام المياه العذبة في حقن الابار النفطية، إلا انه  وفقا لمتخصصين وتقارير استقصائية فإن ملايين الأمتار المكعبة من المياه العذبة تضخ سنويا لاستخدامها في استخراج  النفط، حيث يستهلك ما يقارب ٣-٤ ملايين متر مكعب يوميا، وهو ما يعدل اكثر من مليار متر مكعب سنويا؛ وإذ تلح الحاجة الى استخراج النفط، والذي للأسف ما يزال يغطي النسبة الأعظم من واردات ونفقات البلد، فان استخراجه بهذه الطريقة المتبعة الان فيه هدر كبير للمياه التي بلدنا بأمس الحاجة اليها. وهذا يحتم على الحكومة معالجة سريعة وجادة وعدم الانتظار. كما أصبح واجبا إلزام الشركات

 الوطنية والأجنبية تغيير نمط وآلية الإنتاج، وهي على ما يبدو متوفرة، والبحث عن بدائل أخرى. وهنا نحذر من الإجراءات المستعجلة مثل اللجوء الى المياه الجوفية، او استخدام المياه المالحة او مياه البحر او حتى الصرف الصحي من دون معالجات مطلوبة.

والقضية الثانية وهي الأهم، تتمثل في الحصول على حصة عادلة من مياه نهري دجلة والفرات، وان يتم الاقدام على خطوات من شأنها إلزام تركيا وإيران بمراعاة مصالح العراق، دولة المصب.

 وفي هذا الشأن، امام العراق طائفة من المقاربات يتوجب الآن ولوجها، فليس في الوقت من متسع؛ فبعد ان كان العراق يتمتع بتدفقات مائية تتجاوز ٧٥ مليار متر مكعب سنويا في سبعينيات القرن الماضي، تراجعت هذه الكميات الى ما يقارب من ١٠ مليارات متر مكعب، في وقت تقدر فيه الحاجة الفعلية للعراق بأكثر من ٥٠ مليار متر مكعب سنويا.

إن مسارات التحرك لا بد ان تبدأ بمفاوضات مباشرة وبناءة وان تصل الى نهاياتها المطلوبة باتفاقات معلنة وملزمة، وان يستند ذلك الى حراك قانوني ودبلوماسي؛ حيث يمكن الرجوع الى اتفاقية الأمم المتحدة لعام ١٩٩٧ الخاصة باستخدام المجاري المائية الدولية، فهي تشير بوضوح الى مبدأ الاستخدام المنصف والعادل وعدم الحاق الضرر بدول المصب. هذا برغم ان تركيا لم توقع على هذه الاتفاقية، لكنها تصلح لأن تكون مرجعية قانونية لتحرك العراق. ويمكن كذلك اللجوء الى محكمة العدل الدولية.

وإذ يرتبط العراق بعلاقات اقتصادية وتجارية مع تركيا وإيران، فيمكن له توظيف هذه العلاقات كورقة ضغط وانتزاع حقوقه المشروعة وإزالة الغبن الذي تعرض ويتعرض له. ويبقى الباب مفتوحا امام إقامة المشاريع ذات النفع المشترك.

كل هذه الإجراءات والخطوات التي تمت الإشارة اليها في المقالات الثلاث، وغيرها، لا بد من الاقدام عليها ضمن رؤى موحدة وخطة شاملة متكاملة، وإرادة سياسية وبقرار واضح يضع مصلحة البلد ومستقبله فوق كل اعتبار، والاستناد الى دبلوماسية نشطة وفريق مفاوض مدعوم بفرق فنية كفوءة لضمان حقوق العراق في مياهه، وقبل هذا وذاك لا بد من حسن إدارة واستخدام ما متوفر من المياه.

إن العراق دخل الآن في فئة الدول ذات "الندرة المائية الحادة" حيث حصة الفرد العراقي من المياه المتجددة انخفضت الى حوالي ٣٠٠ متر مكعب سنويا، وهي أقل بكثير من خط الفقر المائي العالمي، أي الف متر مكعب للفرد في السنة، علما ان ١٧٠٠ متر مكعب سنويا للفرد هو الحد الآمن المعتمد دوليا.

فلا بد ان يُسمع هذا ويُفهم جيدا من قبل من بيده القرار قبل فوات الآوان، وان يعي المواطن كذلك خطورة الأزمة المحدقة.

************************************************

الصفحة الثالثة

سد الموصل تحت الضغط.. وأزمة الجفاف تتوسع! الموارد المائية لـ{طريق الشعب}: وضعنا المائي في خطر

بغداد - طريق الشعب

في ظل تدهور حاد في الموارد المائية واشتداد تأثيرات الجفاف والتغير المناخي، يواجه العراق أزمة مائية حادة تجلت بوضوح في انخفاض مخزون سد الموصل، وتذبذب إيرادات المياه من الدول المجاورة.

هذه العوامل، بحسب معنيين، إلى جانب تفاقم نقص المياه في المناطق الجنوبية، تضع البلاد أمام تحديات جسيمة، تهدد الأمن المائي والاستقرار الاجتماعي والامن الوطني.

يؤكد مختصون أن الأزمة لم تعد كما في السابق تشمل محافظة بعينها، بل انها بدأت تتوسع لاسيما في محافظات البصرة وذي قار والمثنى حتى وصلت للديوانية، محذرين من ان موجات الجفاف تدفع السكان إلى النزوح من مناطقهم، بحثاً عن مصادر مياه آمنة، ما يفاقم الضغوط الاجتماعية والاقتصادية ويهدد استقرار المجتمعات المحلية.

الموارد المائية توضح

في هذا الصدد، أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، أن سد الموصل يُعدّ أحد أهم السدود العراقية، وتبلغ سعته الخزنية ما بين 10 و11 مليار متر مكعب، إلا أن المخزون الحالي لا يتجاوز ثلث هذه السعة.

وقال شمال في حديث لـ"طريق الشعب"، أن الوزارة تتعامل مع السد باعتباره خزيناً استراتيجياً، ولا تطلق منه المياه إلا لتلبية الاحتياجات الضرورية، مبيناً أن الإيرادات الواردة من تركيا متذبذبة، حيث تكون أحياناً مساوية للكميات المطلقة وأحياناً أقل منها.

وأقرّ شمال بأن الوضع المائي للبلاد “معقد وصعب ويرتقي إلى درجة عالية من الحساسية وبعض الخطورة”، لكنه أكد أن الوزارة تعمل بشكل حثيث على إدارة الموارد المائية والتعامل معها بحرص.

وأشار شمال إلى أن الحملة الوطنية التي تنفذها الوزارة لإزالة التجاوزات على الأنهر والجداول، بالتنسيق مع القوات الأمنية، أسهمت في توفير كميات جيدة من المياه، معرباً عن أمله في تجاوز الأزمة الحالية عبر تضافر جهود الجميع.

ونفى المتحدث ما تم تداوله مؤخرا بشأن فراغ سد الموصل في الوقت الحالي، مؤكداً أن هذه المعلومات “عارية عن الصحة وبعيدة عن الحقيقة”، واصفاً إياها بـ”غير الدقيقة والمضللة”.

خطورة الوضع المائي

من جانبه، حذّر رئيس المرصد العراقي الأخضر، عمر عبد اللطيف، من خطورة الوضع المائي في العراق، مؤكداً أن البلاد “أهدرت معظم خزينها المائي، وعلى شفا التوقف التام عن الإطلاقات المائية”، بعد أن تم تصريف معظم المخزون في سد الموصل لصالح محافظة البصرة، في محاولة لمعالجة مشكلة الملوحة هناك، ما أدى إلى جفاف الأهوار.

وقال عبد اللطيف لـ"طريق الشعب"، إنّ المياه التي تصل إلى أهالي البصرة تعاني من مشكلات كبيرة، أبرزها الملوحة ووجود الشوائب والديدان، محذراً من أنّ هذا الواقع "فاقم أزمة المياه بدلاً من حلّها".

وأضاف عبد اللطيف، أن الإطلاقات التركية خلال شهري تموز وآب "كانت أقل بكثير من المعلن، إذ لم تتجاوز 100 متر مكعب بالثانية، رغم الحديث عن 400 متر مكعب"، معتبراً ذلك “كمية غير مجدية”.

وطالب الحكومة بإرسال وفد سياسي وفني عاجل للتفاوض مع تركيا لزيادة الإطلاقات المائية، مؤكداً أن مقاطعة البضائع التركية “ليست حلاً عملياً” في ظل اعتماد السوق العراقية بشكل واسع على هذه المنتجات.

ولفت عبد اللطيف إلى أن أزمة المياه "بدأت تضرب محافظات جديدة، بعد أن كانت مقتصرة على السماوة وذي قار والبصرة، إذ وصلت آثارها إلى الحلة والكوت والديوانية، ما تسبب في نزوح الأهالي من بعض المناطق، وهو ما قد يمتد إلى بغداد إذا استمر الوضع الحالي".

فيما حذّر من أن هذا النزوح قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية وأمنية في المحافظات المستقبِلة، مؤكدا أن ملف المياه “يمثل قضية أمن قومي”.

وشدد على ضرورة أن تدير وزارة الموارد المائية هذا الملف داخلياً بكفاءة أكبر، من خلال تنظيم حصص المحافظات والسيطرة على بحيرات الأسماك والتجاوزات على مصادر المياه، إضافة إلى تحسين أداء المفاوض العراقي في الملفات الخارجية مع تركيا وإيران، ولا سيما أن “قوات سوريا الديمقراطية” تسيطر على منابع نهر الفرات، وهو ما يؤثر كذلك في موقف تركيا التي تسعى لحرمانهم من المياه.

واختتم عبد اللطيف بالقول: إن "على العراق أن يسبق الأزمات بحلول استراتيجية لا أن ينتظر وقوعها"، محذراً من أن ضعف التصريحات الرسمية حول حجم الخزين المائي قد يمنح دول الجوار أوراق ضغط إضافية في المفاوضات".

أخطاء استراتيجية

الى ذلك، أكد خبير السياسات المائية، رمضان حمزة، أن الواقع المائي في العراق “بائس” منذ فترة طويلة، وأن ما تعيشه البلاد هذا العام، رغم قسوته، قد يكون أفضل مما ستشهده في العام المقبل، مشيراً إلى أن 2025 تمثل “ذروة الجفاف”.

وقال حمزة في حديثه مع "طريق الشعب"، إن "الكثير من العيون والينابيع جفت بالكامل، في ظل انخفاض التصاريف المائية، وارتفاع درجات الحرارة، وتراجع الغطاء النباتي، مقابل توسع عمراني “بشراهة” على حساب المساحات الخضراء"، لافتاً إلى أن هذه المؤشرات كانت "متوقعة نتيجة ضعف الإدراك وسوء الإدارة المائية، فضلاً عن استغلال دول المنبع لملف المياه للمساومة، وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية".

وأشار إلى أن شح المياه "بات ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، حيث أصبحت العديد من المدن تعتمد على صهاريج الماء التي قد لا تصل إلا كل يومين، في حين أن المياه التي تصل غالباً لا تصلح للشرب وإنما للاستخدامات المنزلية البسيطة".

وانتقد حمزة، قرار وزارة الموارد المائية في وقت سابق بإطلاق كميات كبيرة من مخزون سد الموصل، وصلت إلى نحو ألف أو ثلاثة آلاف متر مكعب بالثانية، في وقت كان الخزين يبلغ نحو سبعة مليارات متر مكعب، ليهبط الآن إلى أقل من مليار، معتبراً ذلك “خطأً استراتيجياً” تسبب في استنزاف الخزين الاستراتيجي للدولة.

وشدد على أن "بقاء الوضع الحالي من دون زيادة في الإطلاقات المائية سيؤدي إلى انخفاض المخزون إلى ما يُعرف بـ”الميت”، أي الكمية التي لا يمكن استخدامها إلا لتغذية محطات الإسالة، مؤكداً أن هذه الكمية محدودة للغاية ولا تكفي لتأمين احتياجات البلاد".

واختتم حمزة بالقول: إن على الدولة أن "تضع خططاً استراتيجية تمنع تكرار هذه الأخطاء، منها تقييد زراعة المحاصيل الشرهة للمياه في سنوات الشح، وتعويض الفلاحين مالياً بدلاً من استنزاف الخزين الاستراتيجي، حفاظاً على الأمن المائي للعراق".

**********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق هل يُحصر السلاح بيد الدولة؟

نشر موقع صوفان مقالًا حول مهمة حصر السلاح بيد الدولة العراقية، والتي حُدّدت ضمن المنهاج الحكومي للوزارة الحالية، وعددٍ من الحوارات والاختلافات بشأن تنظيم الحشد الشعبي، ذكر فيه بأن ما جرى في الدائرة الزراعية بمنطقة الدورة، أواخر تموز الماضي، قد كشف عن صراع متصاعد على السلطة بين المؤسسات الرسمية وبين هياكل موازية، يعمل بعضها تحت إمرة تلك المؤسسات، فيما ينشط الآخر بشكل مستقل.

اتهامات غربية

وأشار المقال إلى أن هذه الهياكل تُتَّهم من قبل مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين دوليين بأنها جماعات متحالفة مع إيران، فيما تقول هي إن لها قاعدة اجتماعية عميقة، وإن هذه القاعدة لديها مخاوف من عودة نشاط المتطرفين، الذين سبق لهم وسيطروا على مناطق واسعة من البلاد عام 2014، وهي المخاوف التي تزايدت في هذه الأيام مع هيمنة قسم من هؤلاء الإرهابيين على السلطة في سوريا المجاورة. وبيّن المقال أن حكومة بغداد المعتدلة تحاول بناء إجماع وطني لحصر السلاح بيد الدولة، ومنع جرّ البلاد إلى الصراع الإقليمي الأوسع بين إيران ومحورها من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، إضافة إلى دمج العراق بشكل أوثق في العالم العربي. ويبدو - حسب الكاتب - أن الانتكاسات الكبيرة التي مُنيت بها طهران وحلفاؤها مؤخرًا قد أضرت باقتصادات الدول الصديقة لها، كما هو الحال في لبنان.

الصراع عشية الانتخابات

وذكر المقال أن هذا الصراع يكتسب أهمية كبيرة لتزامنه مع الاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات التشريعية في 11 تشرين الثاني، والتي يأمل رئيس الحكومة بالفوز فيها بولاية ثانية، في وقت لا تبدو فيه الأطراف الأخرى سعيدة بذلك، مما قد يدفع إلى حلول وسط تؤثر بشدة في مسار العراق نحو تعزيز سيادة الدولة. وأعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن حادثة الدورة، التي أسفرت عن إصابة العديد من الطرفين المتشابكين، كانت من المؤشرات على ذلك، إذ اتهمت الجهة غير الرسمية الحكومة بتدبير ما وصفته بـ"فخ خبيث" لها، عقابًا على مواقفها من "القضايا الوطنية والسيادية الرئيسية"، في وقت بدا فيه رد الحكومة وكأنه فرصة لبناء زخم لجهودها الرامية إلى حصر السلاح بيد الدولة، واستغلال رغبة العراقيين في ذلك لكسب المزيد من أصوات الناخبين الذين يطمحون إلى عراق أكثر سيادة واستقلالية.

كما تسعى الحكومة إلى استثمار الدعم الذي تدّعي أنها تحظى به من المرجعية الدينية الشيعية العليا، والتي دعا ممثلها في كربلاء، يوم 17 تموز الماضي، وفي خطبة نادرة، إلى إنهاء نشاط الميليشيات وتعزيز المؤسسات الوطنية.

ماذا يحمل الغد؟

واختتم الموقع مقاله بالتأكيد على أن ميل القادة السياسيين العراقيين إلى إحكام سيطرتهم على الفصائل المسلحة التي تعمل خارج إطار التسلسل القيادي الوطني، يحمل الكثير من الخطر، بسبب قانونية تشكيل تلك الفصائل من جهة، ورفضها الانصياع لأوامر الحكومة من جهة أخرى.

ومن المرجح أن تتسع وتشتدّ الحوارات وأشكال المنافسة الأخرى مع اقتراب موعد الانتخابات، وأن تُحدّد نتائج النقاش العراقي حول دمج الفصائل المسلحة، مدى قدرة البلاد على الاندماج بشكل أوثق في العالم العربي، وتقليص النفوذ الإيراني فيها.

**********************************************

عين على الأحداث

نايم المدلول

كشفت إحصائية أجرتها وكالة إعلامية عن أن مجلس النواب عقد 132 من أصل 256 جلسة يُفترض أن تُعقد سنويًا بحسب النظام الداخلي، أي ما نسبته 51 في المائة فقط. وفي الوقت الذي لا يتوقع فيه أحد أن يتمكن المجلس من الوفاء بالتزاماته، بسبب بقاء أقل من 10 أسابيع على انتهاء ولايته، ولا أن يكون قادرًا على إقرار مشاريع القوانين ذات التأثير الخطير على حياة العراقيين، يتساءل الناس عمّا إذا كان "ممثلو الشعب" يشعرون بالمسؤولية ويؤنبهم ضميرهم الوطني وهم يتقاضون أموالًا من قوت الشعب مقابل واجبات أهملوا في أدائها، مقلّصين بذلك ما تبقّى من ثقة بالعملية السياسية.

حزام أكشر

حذّر خبراء بيئيون من أن مشروع الحزام الأخضر، الذي يُفترض أن يحيط بالعاصمة، يواجه خطر الفشل، منذرًا بتواصل العواصف الرملية التي تُهدّد صحة السكان وتفاقم التدهور البيئي. ويأتي هذا التحذير بسبب الفوضى والفساد، واستملاك جهات متنفذة للمساحات الزراعية المطلوبة وتحويلها إلى مجمّعات سكنية ومشاريع تجارية، إضافةً إلى عدم اللجوء إلى طرق حديثة في التشجير والإدامة والري، وفي اختيار الأشجار المعمّرة، وإلى إهمال متابعة المنجز وحمايته من العبث. هذا ويُذكر أن البلاد تخسر مليون دولار في كل يوم تشهد فيه عاصفة ترابية، فيما يتنبأ الخبراء ببلوغ عدد العواصف 300 عاصفة في العام، إذا استمر الوضع بدون علاج.

اصرف ما في الجيب!!

كشفت اللجنة المالية النيابية عن وجود أكثر من 10 ملايين مواطن يتقاضون راتبًا شهريًا من الدولة (4.2 مليون موظف، وثلاثة ملايين متقاعد، وثلاثة ملايين مشمول بالحماية الاجتماعية)، ويكلفون الميزانية 8 تريليونات دينار، أي 90 في المائة من الإيرادات النفطية. وفيما سُجل ارتفاع في الرواتب بنسبة 6.4 في المائة، وتراجعت النفقات الاستثمارية بحوالي 1.9 تريليون دينار، ساد بين الناس قلق من تفاقم مشكلة العجز في الموازنة، ومن النفق المظلم الذي قد تدخل فيه البلاد جرّاء الاختلال الشديد في بنية السياسة الاقتصادية والمالية، والفشل في تحقيق تنمية حقيقية للاقتصاد وتنويع قاعدته الإنتاجية.

{تمكّين} المرأة

فيما بلغت معدلات الأمية في العراق مؤخرًا حوالي 20 في المائة، ارتفع عدد النساء الأميات إلى حوالي 27 في المائة. وشهدت هذه الزيادة ارتفاعًا كبيرًا في الريف، الذي تفتقر فيه الفتيات إلى فرص التعليم بسبب بُعد المدارس، وضعف البنية التحتية، والتقاليد الاجتماعية، وتزويج القاصرات قسراً. وتمثّل هذه المشكلة فصلًا من فصول المأساة التي تعيشها المرأة العراقية في ظل نظام المحاصصة المأزوم، والمتمثلة في تعرّضها للتمييز في فرص العمل، وخاصةً القيادية منها، ولعدم المساواة في الأجور، ولارتفاع معدلات البطالة (62 في المائة)، إضافةً إلى تعرّض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الأسري.

إصرار على الفشل

كشفت معطيات الجهاز المركزي للإحصاء عن وجود 525 حافلة تعمل في النقل العام بشوارع العاصمة، في وقت تحتاج فيه المدينة إلى 7500 حافلة حسب معايير النقل العالمية، التي تشترط لتأمين نقل عام فعّال وجود حافلة لكل ألف مواطن. وعلى الرغم من أن هذه المشكلة كانت واحدة من أسباب الازدحام المروري الخانق، وتلوّث هواء العاصمة، وارتفاع تكاليف إدامة الطرق، وتعطّل مصالح المواطنين، وتأخّر الطلبة عن مواعيد دروسهم، والعاملين عن مواعيد عملهم، لم يُولِ "أولو الأمر" طيلة ربع قرن مضى اهتمامًا بحلها، عبر تنظيم شبكة النقل العام من خلال الحافلات والقطارات الداخلية، كما هو متبع في العالم.

********************************************

الصفحة الرابعة

اتهامات متبادلة بين الحكومة المحلية والوزارات الديوانية.. تخصيصات مليارية والمشاريع متلكئة

بغداد – تبارك عبد المجيد

برغم تخصيص مبالغ ضخمة لمحافظة الديوانية، التي تُعد من أبرز المحافظات الزراعية في العراق، إلا أن واقع الخدمات والبنى التحتية ما زال يعاني من أزمات متراكمة، بين ضعف التجهيزات الأساسية وتلكؤ المشاريع الكبرى، فيما تتبادل الحكومة المحلية والوزارات المركزية والشركات المنفذة الاتهامات المتبادلة.

 وبينما يشتكي المواطنون من سوء الإدارة وغياب الدعم، تؤكد وزارة الإعمار والإسكان أن العمل متواصل لاستكمال المشاريع المتأخرة وتحسين الواقع الخدمي.

نقص حاد في الخدمات

وقال الناشط والصحفي أمين الهلالي من محافظة الديوانية، إن سكان المدينة البالغ عددهم مليون نسمة، يعتمدون بشكل رئيس على الزراعة كمصدر للعيش بفضل الأراضي الخصبة والموارد المائية المتوفرة، لكن الجفاف وشح المياه وغياب الخدمات والدعم الحكومي جعلت الناس تفكر بالنزوح".

وأضاف الهلالي في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "المحافظة تعاني من نقص حاد في الخدمات العامة والبنية التحتية، بما في ذلك الكهرباء والمياه والرعاية الصحية والتعليم"، مشيراً إلى أن الطرق والمواصلات بحاجة ماسة إلى التطوير.

وأوضح أن هذه الظروف تؤثر بشكل مباشر على السكان، لا سيما في المناطق الريفية التي تعتمد بشكل أكبر على النشاط الزراعي.

وأشار الهلالي إلى أن مخصصات الحكومة للمحافظة قد لا تكون كافية لتلبية احتياجات السكان، مؤكداً أن ضعف إدارة الأموال وتوزيعها يزيد من صعوبة تحسين الخدمات أو تنفيذ مشاريع تنموية، تسهم في رفع مستوى المعيشة.

وخلص الهلالي إلى أن مستوى الخدمات في الديوانية "سيئ إلى حد ما، مقارنة بحجم احتياجات السكان، والطبيعة الزراعية التي تتطلب دعما كبيرا لتحسين الإنتاج والبنية التحتية".

تخصيصات المحافظة

فيما أكد احمد المغامس، مراقب للشأن المحلي في محافظة الديوانية، أن حجم المبالغ المخصصة للمحافظة من قبل مجلس الوزراء يُعد سابقة هي الأولى من نوعها، إذ تم تخصيص نحو تريليون ونصف دينار لمشاريع في مدينة الديوانية، غير أن معظم هذه المشاريع أُحيلت إلى وزارات مركزية، بينها مشاريع للطرق والمجسرات والمجاري وأحياء سكنية.

وأوضح أن تجربة المحافظة مع الوزارات في ملف الإحالات "عقيمة جدا"، مشيرا إلى أن أي شركة تُحال إليها المشاريع الوزارية لا تخلو من المشاكل.

وأضاف أن هناك نحو عشرة مشاريع وزارية متلكئة، 6 منها تابعة لوزارة الإعمار والإسكان، تشمل مشاريع للماء والطرق والعمارات السكنية، وهي متوقفة حتى الآن.

وتابع أن الشركة المسؤولة عن مشروع تأهيل 42 حيا في المدينة واجهت منذ البداية اعتراضات رسمية، حيث بادر احد النواب إلى مخاطبة الوزارة مطالبا بالتحقق من أوراق تأسيسها، بل وأقام دعوى قضائية، لكن وزارة الإعمار والإسكان والبلديات أصرت على إحالة المشروع عليها.

وبين أن العقد المبرم مع الشركة لا يضمن تأهيل جميع الأحياء الـ42، بل يعتمد على "جداول الكميات"، بمعنى أن أي نقص في التمويل أو المواد قد يؤدي إلى توقف العمل دون إكمال كافة الأحياء. ورغم مباشرة الشركة العمل في نحو 11 حيا إلا أنه بعد مرور عام كامل لم يتم إنجاز أي حي بشكل كامل، فيما اقتصرت النتائج على حفريات وأعمال متوقفة.

وأشار إلى أن عمل هذه الشركة مرتبط أيضًا بشركة "نور الأفق" المنفذة لمشروع المجاري، وهي الأخرى شركة متلكئة، ما أدى إلى فوضى كبيرة في ملف الإعمار داخل الديوانية.

وختم بالقول إن قضية "النسب والعمولات" في المشاريع باتت أشبه بواقع مسلم به في العراق، قائلاً: "للأسف الشديد، وكأن الجميع مشترك في هذا الفساد، إلا ما ندر".

المشاريع الحكومية

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان نبيل الصفار، أن الوزارة ماضية في تنفيذ مشاريع البنى التحتية في محافظة الديوانية، لا سيما المتعلقة بقطاعي الماء والمجاري، مشيراً إلى أن عدداً من هذه المشاريع وصل إلى مراحل متقدمة من الإنجاز.

وقال الصفار لـ "طريق الشعب"، أن مشروع مجاري الديوانية الكبير الذي انطلق منذ عام 2011 – بلغت نسبة إنجازه أكثر من 80 في المائة بطاقة تصميمية تصل إلى 100 ألف متر مكعب يومياً"، لافتاً إلى أن المشروع يعد من أهم المشاريع الخدمية في المحافظة، مؤكداً أن هذه المشاريع ستسهم في تحسين الواقع الخدمي.

وأضاف أن هناك دراسات قائمة لتنفيذ شبكات لمياه الأمطار مع محطات الرفع في أقضية أخرى، فضلاً عن مشاريع قطاع الماء، مثل مشروع ماء الدغارة سومر، ومشروع ماء الشافعية، إضافة إلى مشروع الخطوط الناقلة إلى مدينة الديوانية.

وفي ما يتعلق بمشاريع الإعمار الأخرى، بين الصفار أن العمل جار على تأهيل 42 حيا سكنيا في الديوانية، بالتعاون مع الحكومة المحلية لمعالجة بعض الإشكالات الفنية التي ترافق التنفيذ. كما أشار إلى وجود مشاريع في قطاع الطرق وأخرى قيد الدراسة في أقضية الحمزة والبدير، تشمل إعداد الدراسات الاستشارية والتصاميم الأولية.

وشدد الصفار على أن الوزارة حريصة على تسريع وتيرة العمل، مؤكداً أن أية مشاكل أو معوقات يتم التعامل معها بروح الفريق الواحد وبالتعاون مع الحكومة المحلية، بهدف إتمام المشاريع وتقديم خدمات أفضل لسكان المحافظة.

سوء التخطيط والادارة

هذا وكشف مصدر حكومي مسؤول، فضّل عدم الكشف عن اسمه، عن حجم الأزمات التي تعانيها محافظة الديوانية على صعيد المشاريع الخدمية والتنموية، متهماً إدارات المحافظة السابقة والحالية بسوء التخطيط والإدارة، فضلاً عن التدخلات السياسية وملفات الفساد.

وقال المصدر ان "المحافظة تواجه معاناة كبيرة جداً في ما يتعلق بالمشاريع، سواء تلك التي تقع ضمن الاختصاص الوزاري أو مشاريع تنمية الأقاليم التي تقع تحت مسؤولية المحافظ مباشرة."

وأشار إلى أن عدداً من المشاريع الوزارية الكبرى في المحافظة ما تزال متلكئة منذ سنوات طويلة، مثل مشروع المستشفى الأسترالي الذي لم يكتمل حتى الآن، ومشروع كسر الجمهورية الذي استغرق أكثر من 12 عاماً حتى جرى إنجازه بشكل غير لائق، إضافة إلى مشروع مجاري الديوانية الكبير الذي ما يزال متوقفاً، ومشروع تأهيل 42 حياً في مركز المحافظة الذي أحيل في البداية إلى شركة واحدة من قبل وزارة الإعمار والإسكان، قبل أن يتم تقسيمه على عدة شركات بعد احتجاجات شعبية واعتراضات محلية.

وأكد المصدر، أن نصف هذه الأحياء ما يزال دون تمويل مالي كاف، ما أدخل المحافظة في أزمة كبيرة أثرت على واقعها الخدمي والمعيشي، لافتاً إلى أن مشاريع تنمية الأقاليم المحالة خلال أعوام 2022 – 2025 تواجه بدورها مشاكل في التنفيذ، إذ أن عدداً كبيراً منها متلكئ أو نُفّذ بطريقة غير مرضية وغير مطابقة للمواصفات.

*********************************************

ضحايا الأخطاء الطبية من غرف العمليات إلى المحاكم: القانون لا يردع والثقة مفقودة

بغداد – طريق الشعب

يواجه العديد من المرضى في العراق معاناة متزايدة جراء الأخطاء الطبية، وسط غياب واضح للرقابة وضعفٍ في تطبيق القوانين الرادعة، ما أدى إلى فقدان ثقة شريحة واسعة من المواطنين بالقطاع الصحي المحلي.

أخطاء في التشخيص والعلاج

 المواطن محمد كريم، كان أن تعرض لخطأ طبي، إثر اجرائه عملية جراحية في منطقة المعدة، قبل أكثر من سنة.

والآن يعاني كريم، مشاكل صحية نتيجة لذلك الخطا في التشخيص والعلاج.

يقول كريم في حديث لـ "طريق الشعب"، "قبل أكثر من سنة خضعت لعملية جراحية في معدتي، لكن خطأ طبيا أدى إلى تفاقم حالتي الصحية، وبعد ذلك تم تشخيصي بشكل خاطئ ايضا، ما دفع الطبيب لإجراء عملية ثانية لم يكن لها أي ضرورة فعلية. هذه التجربة أثرت على نفسيتي وصحتي بشكل كبير، وأصبحت فاقداً لأي ثقة بالنظام الطبي".

ويضيف كريم انه اضطر للسفر إلى الخارج، قائلاً: "لم يكن أمامي خيار سوى التوجه إلى تركيا لتلقي العلاج اللازم بعيداً عن الأخطاء والإهمال، لأن صحتي لم تعد تتحمل الانتظار أو التجربة مع أي أخطاء جديدة".

ويأمل كريم أن تكون هناك ضوابط صارمة على مهنة الطب، وأن تكون هناك رقابة حقيقية لحماية المرضى من الأخطاء التي قد تهدد حياتهم".

مضاعفات الاخطاء

من جانبها، قالت د. إيلاف مرزه، طبيبة ممارسة في جراحة الوجه والفكين، أن موضوع الأخطاء الطبية واسع ومتشعب، ولا يمكن التحدث عنه بشكل عام أو مبسط، إذ تختلف صورته باختلاف نوع التدخل الطبي سواء كان جراحياً أو غير جراحي.

وأوضحت مرزه لـ "طريق الشعب"، أن لدى عامة الناس التباساً شائعاً بين المضاعفات الطبيعية التي قد تطرأ بعد العمليات، وبين الخطأ الطبي الناتج عن إهمال أو تقصير. وضربت مثالاً على ذلك بعمليات شفط الدهون أو قص المعدة، حيث قد تحدث مضاعفات مثل النزف الشديد، الجلطات الدموية أو التهابات الجروح التي قد تصل أحياناً إلى تسمم الدم وحتى الوفاة. هذه المضاعفات ــ بحسب د. مرزه ــ واردة في كل دول العالم، ويكون الطبيب قد شرحها مسبقاً للمريض مع أخذ موافقة خطية منه، مما يجعلها ضمن الإطار الطبي الطبيعي ولا تُعتبر خطأ قانونياً.

واردفت، أن الأخطاء الطبية تُعرف بأنها نتيجة إهمال أو تقصير من الطبيب، مثل نسيان أداة جراحية داخل جسم المريض، أو إهمال إجراء فحوصات أساسية قبل العملية. وهنا يختلف الموقف القانوني، إذ قد يتعرض الطبيب إلى إنذار أو إيقاف مؤقت عن العمل، وفي حال ثبوت تقصير واضح ومباشر يمكن أن تصل العقوبة إلى سحب إجازة مزاولة المهنة.

كما بينت أن لجان الطب العدلي هي الجهة المخولة بتحديد سبب الوفاة في حال حدوثها، وما إذا كانت ناجمة عن مضاعفات طبيعية أم عن إهمال طبيب. فإذا تبيّن أن السبب مضاعفات متوقعة، فلا يُحاسب الطبيب قانونياً. أما إذا كان نتيجة خطأ وإهمال، فقد يترتب على ذلك تعويض مالي لأهل المريض إضافة إلى عقوبات مهنية تؤثر على مسيرة الطبيب.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية أن يُفرق المواطن بين المضاعفات الطبيعية والخطأ الطبي، فلكل منهما طبيعته وعقوبته، مع التأكيد على أن القانون يحمي المريض وفي الوقت ذاته يضمن للطبيب مساحة عمل آمنة وعادلة.

تهديد حقيقي

بدوره، بين الخبير القانوني مصطفى البياتي، أن ملف الأخطاء الطبية في العراق بات يشكل تهديدا حقيقيا لحياة المواطنين، في ظل تزايد حالات الوفيات والعاهات المستديمة الناتجة عن الإهمال والتقصير، مشددًا على أن القانون يضع أطرًا واضحة لمساءلة الأطباء ومقدمي الخدمات الصحية عند خروجهم عن أصول المهنة.

وقال البياتي لـ "طريق الشعب"، إن "العمل الطبي الجراحي مباح قانونا استنادا إلى المادة (41) من قانون العقوبات، بشرط أن يكون الهدف منه إنقاذ حياة المريض أو علاجه، وأن يتم بموافقته أو موافقة ذويه بعد تنبيههم إلى المخاطر المحتملة"، مضيفًا أن "المشكلة تكمن في تجاوز هذه الأصول، حيث تتحول الإجراءات الطبية من كونها عملًا مشروعًا إلى خطأ يعاقب عليه القانون".

وأوضح أن المادة (35) من قانون العقوبات العراقي تُعَرّف الخطأ الطبي بأنه "الإهمال أو الرعونة أو عدم الانتباه أو مخالفة القواعد القانونية"، مبينًا أن هذه الأوصاف تنطبق على العديد من الحالات المتكررة في المستشفيات العراقية.

وبين البياتي أن العقوبات تتدرج وفقا لنتائج الخطأ الطبي، قائلاً: " المادة (411) تنص على الحبس من سنة إلى خمس سنوات. أما إذا نتجت عنه عاهة مستديمة أو أضرار جسيمة، فإن العقوبة تكون الحبس لمدة لا تزيد على سنتين".

وأشار إلى أن هذه العقوبات "لم تعد كافية لردع المتهاونين"، مضيفا: "تزايد حالات العاهات المستديمة والوفيات نتيجة الأخطاء الطبية يستدعي الإسراع في تعديل قانون العقوبات وتشديد بنوده بما يجعلها أكثر صرامة، وبما يضمن حماية أرواح المواطنين وإعادة الثقة إلى القطاع الصحي".

تراجع دور القانون

وذكر الطبيب الجراح زهير الفتلاوي أن تراجع دور القانون وضعف الرقابة في العراق يمثلان السبب الرئيس وراء تفاقم بعض الممارسات السلبية في القطاع الصحي، لافتاً إلى أن هذه الظواهر لا تقتصر على العراق فحسب، بل تكثر في أي مجتمع يفتقر لردع قانوني حقيقي.

وقال الفتلاوي لـ "طريق الشعب"، انه "لو كان هناك قانون واضح وحازم يقف إلى جانب المواطن، لاختفت الكثير من الممارسات السلبية التي نشهدها اليوم، فالقانون هو الضابط الأساسي، وهو الكفيل بحماية المريض والطبيب على حد سواء."

وأشار إلى أن مهنة الطب بطبيعتها إنسانية ويفترض أن تكون بعيدة عن أي استغلال، إلا أن بعض الأطباء  ومع الأسف يستغلون حاجة المريض لإجراء عمليات جراحية قد لا يكون بحاجة فعلية إليها، أو وصف أدوية بشكل مبالغ فيه استجابة لعروض بعض شركات الأدوية.

وبين الفتلاوي أن هذه الممارسات تندرج في إطار الابتزاز الطبي، مؤكداً أن غياب الرقابة الفعالة سمح بانتشارها، مشدداً على ضرورة تثقيف المواطنين والأطباء بوجود قوانين نافذة تحمي الجميع وتضع الجميع تحت طائلة القانون من دون استثناء.

وختم بالقول ان "المشكلة الأساسية تكمن في غياب الردع، والحل الوحيد هو تطبيق القانون بعدالة وبصورة صارمة، لأن صحة الإنسان لا تحتمل التلاعب أو الاستغلال".

********************************************

شيوعيو الحلة في جولة إعلامية

الحلة – طريق الشعب

نظم عدد من شيوعيي مدينة الحلة، يُرافقهم الرفيق بهجت الجنابي، أخيرا، جولة إعلامية راجلة في شارع 40 وسط المدينة.

وخلال الجولة وزع الرفاق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من بيانات صادرة عن الحزب. فيما تحدث الرفيق الجنابي مع جمهور من المواطنين، عن الأوضاع السياسية الراهنة، وعن الواقع الخدمي السيئ في البلاد، بخاصة في محافظة بابل.

*****************************************

شيوعيو الشطرة يزورون المؤرخ غسان شلاش

الشطرة – ماجد جابر

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، المؤرخ غسان شلاش في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته بعد تعرضه لوعكة صحية.

ونقل الوفد للمؤرخ تحيات قيادة الحزب ورفاقه ورفيقاته، وتمنياتهم له دوام الصحة والعافية والعودة لممارسة نشاطه الفني والجماهيري والإنساني.

من جانبه، أعرب شلاش عن شكره العميق على هذه المبادرة، مؤكداً أثرها الإيجابي عليه وعلى أسرته، ومثمناً حرص الحزب على التواصل وتعزيز الروابط الاجتماعية.

ضم الوفد كلاً من الرفاق طالب حسين، ماجد جابر ورائد هادي، أعضاء اللجنة المحلية.

************************************************

الصفحة الخامسة

خبز مُسَرّطَن في أكياس النايلون! ناشطون يحثّون على استخدام الأكياس الورقية

متابعة – طريق الشعب

يشيع في العراق استخدام أكياس النايلون في حمل المواد الغذائية أو تغليفها، رغم مخاطر هذه المادة على الصحة والبيئة. لكن الأخطر – حسب ما يؤكده اختصاصيون – هو استخدامها من قبل أصحاب الأفران بدل أن يستخدموا الأكياس الورقية التي تُعتبر أقل خطورة. إذ ان وضع المخبوزات الساخنة في أكياس بلاستيكية يُحدث تفاعلات كيميائية خطيرة على الصحة، تصل إلى حد الإصابة بأمراض سرطانية.

ومع ازدياد التحذيرات من وضع المخبوزات في الأكياس البلاستيكية، ورغم خطورة الأمر، لا يوجد أي تحرك حكومي لإلزام أصحاب الأفران باستخدام الأكياس الورقية، الأمر الذي دفع ناشطين ومنظمات مدنية، إلى إطلاق حملات تطوعية لحث أصحاب الأفران على استخدام الأكياس الورقية، مع تنبيههم إلى مخاطر البلاستيكية.

ويوضح اختصاصيون أن من بين المواد الكيميائية الضارة التي تصدر عن النايلون بفعل الحرارة، مادتي الفثالات والبيسفينول اللتين تتسببان في مشكلات صحية خطيرة كالاضطرابات الهرمونية، ضعف الخصوبة والسرطان، مبينين أن حرارة الخبز الساخن تؤدي إلى تفكك جزيئات البلاستيك، وبالتالي استخراج مواد كيميائية وتسربها إلى الخبز.

ويعاني العراق تلوثا بيئيا بمستويات عالية، ما يضعه في مراتب متقدمة عالمياً في مجال التلوث. فيما يشكل استخدام النايلون لحفظ الخبز والأطعمة أحد أبرز المخاطر التي تتسبب في أمراض سرطانية جراء تسرب مواد كيميائية من تلك الأكياس إلى الطعام.

حملات تطوعية بحاجة إلى جهد حكومي

في هذا السياق، تبنت الناشطة الشابة ندى عبد الصمد، الترويج لاستخدام الأكياس الورقية في الأفران والمخابز.

تقول ندى في حديث صحفي، أنه "ذات يوم سافرت إلى دولة رواندا الأفريقية، ولم يسمحوا لي بالدخول ما لم أقم بإفراغ الأكياس البلاستيكية الموجودة في حقائبي، لأن الحكومة هناك تحظر دخول هذه الأكياس"، مبينة أن "الفكرة رسخت في ذهني، وحفّزتني على نقلها إلى العراق. فبحثت عن جهات تدعمني وتساعدني في إطلاق مبادرة توعوية في هذا الشأن".

وتشير إلى انها لجأت إلى إحدى المؤسسات المدنية وطرحت عليها فكرة إطلاق حملة واسعة لحث أصحاب الأفران على استبدال الأكياس البلاستيكية بالورقية، فحظيت الفكرة باستحسان المعنيين في المؤسسة، مضيفة قولها أنه "قمنا بنشر ملصقات تُحذر من الأكياس البلاستيكية، وجلبنا أكياسا ورقية ووزعناها على أصحاب أفران ومخابز ومطاعم".

وتنوّه ندى إلى انه "على الرغم من أهمية الحملة، التي ساهمت معي فيها مجموعة من الشباب، إلا أن نجاحها كان وقتيا. فمثل هذه الحملات يحتاج إلى جهد دولة وقوانين مُلزمة تتحدد بموجبها عقوبات ضد المخالفين".

وتلفت إلى ان "حملتنا استطاعت استقطاب كثيرين في التعاون والاستجابة، لكن هذا النجاح غير كافٍ، لأن أصحاب الأفران يشكون من ارتفاع أسعار الأكياس الورقية مقارنة بأكياس النايلون"، مطالبة الحكومة والقطاع الخاص بإنشاء معامل للأكياس الورقية لتزويد أصحاب المحال بها بأسعار مدعومة.

وتضمنت الحملة - وفق ندى "نشر وتوزيع ملصقات توعوية توضح عملية تفاعل النايلون مع الحرارة وإفرازه مواد مسرطنة مثل الديوكسين، إضافة إلى توضيح الفرق بين استخدام الأكياس البلاستيكية والأكياس الورقية من ناحية التأثير على الصحة".

وثمة تجربة مماثلة قام بها الناشط البيئي عبد الله العبيدي. إذ يقول أنه شكل مع ناشطين فريقاً يُعنى بالسلوكيات الصديقة للبيئة في مختلف الأنشطة المجتمعية، بهدف تقليل النفايات والملوثات.

ويضيف في حديث صحفي قوله: "أطلقنا حملة بيئية أشركنا فيها بعض المسؤولين في محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى. وقد تم خلالها توزيع أكياس ورقية على أصحاب مخابز وأفران"، مشيرا إلى أن "المخبوزات والأطعمة الساخنة التي تغلف بأوراق البلاستيك، تسبب أضرارا صحية جسيمة. فالنايلون يحمل مواد مسرطنة".

حملة حكومية لم تُحظَ بتفاعل مجتمعي

من جانبه، يقول مدير قسم التوعية في وزارة البيئة، صلاح الزيدي، أن "الوزارة أطلقت حملة عامة امتدت من 2019 إلى عام 2022 بدعم من منظمة اليونيسيف، لمعالجة التلوث، خاصة في مجال استخدام النايلون في المطاعم والمخابز".

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن "الحملة شملت جميع المحافظات، إلا أن التفاعل والالتزام من قبل أصحاب المطاعم والأفران كان محدوداً للغاية "، لافتا إلى أن "حكومة نينوى هي الوحيدة التي استجابت للحملة، بإلزامها أصحاب الأفران والمخابز بوضع المخبوزات في أكياس ورقية".

أكياس النايلون تقتل الحيوانات!

حسب اختصاصيين، فإن "استخدام النايلون له أضرار بيئية، ويؤثر على العديد من الكائنات الحية. إذ يتعرض أكثر من 700 نوع من الحيوانات البرية والبحرية لأضرار جسيمة بسبب أكياس النايلون".

وعن ذلك يقول رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، أن "الأكياس البلاستيكية الشفافة تتسبب في موت السلاحف البحرية التي تظن أنها قناديل بحرية فتأكلها، وهو ما يؤدي إلى نفوقها، كما تؤثر على الشعاب المرجانية بسبب حجب الضوء عنها، فضلاً عن تسببها في نفوق أعداد من الثدييات والحيوانات البرية مثل الجمال والأبقار".

ويوضح الغراوي في حديث صحفي، أن "استخدام أكياس النايلون في تغليف الخبز والأطعمة الحارة خطير جدا. فهناك مواد ضارة تتسرب إلى الطعام تصدر عن النايلون بعد تفاعله مع الحرارة".

*******************************************

أگول.. أموال في مهب الريح!

عماد شريف

يعاني بلدنا منذ سنوات طويلة غياب الكفاءات الإدارية والعلمية القادرة على إدارة المؤسسات الحكومية بالشكل المطلوب، في جميع المجالات. ونتيجة لذلك الخلل امتلأت الوزارات والمؤسسات بمسؤولين غير قادرين على العطاء، تسببوا - سواء عن قصد او بغير قصد -  في هدر اموال كبيرة لا تعد ولا تحصى على مشاريع غير مجدية. ولو أن تلك الأموال أُنفقت بتخطيط مدروس لاستطاعت بناء مدن كاملة!

وكان العراقيون قد تفاءلوا بالتغيير وتأملوا منه خيرا، لكن كل تلك الآمال تبددت وهم يشاهدون الحال من سيء إلى أسوأ على مدى نحو 22 عاما، لا سيما في ما يخص قطاع الخدمات البلدية والصحية والتعليمية وغيرها. حيث بقيت تلك الخدمات على حالها، ودون مستوى الطموح، بسبب تفضيل ولاء المسؤول على خبرته وكفاءته وقدرته. فالنظام المباد كان يعمل بهذا الأسلوب نفسه، والمتحاصصون ساروا على الدرب، فيما المواطن يدفع الثمن!

أموال طائلة صُرفت على مشاريع الإعمار - او بمعنى اصح بناء البلد مع أنه لم يكن هناك بناء أصلا - من عائدات النفط ومن أموال المساعدات والقروض الاجنبية. ورغم حجم تلك الأموال إلا أن الخدمات لا تزال تسير ببطء، ولا زلنا محاطين بواقع مؤلم يصل الى حد المأساة. فيما الخراب على أشده، والتفاوت في تقديم الخدمات بين منطقة واخرى واضح للعيان. علما أن الكثير من المشاريع الخدمية وغيرها تصرف عليها اموال اكثر من كلفتها الحقيقية، وهذا ما أكده ويؤكده مراقبون وحتى مسؤولون!

ان الخلل في إدارة المؤسسات والإدارات التي يرتبط عملها بحياة الناس، واضح تماما، بسبب سوء التخطيط وابتلاء مؤسسات الدولة بالفاسدين الذين لا هم لهم سوى اكتناز الاموال في ظل غياب الرقابة الحقيقية واستمراء المال الحرام، وكما يقال: "المال السائب يشجع على السرقة"، وهذا ما حصل ويحصل!

***************************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق المناضل محسن دوخي، الذي أفنى حياته في ميادين النضال الوطني والدفاع عن قضايا الشعب وحقوقه المشروعة.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته الكريمة وأهله ورفاقه أحر التعازي والمواساة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى الرفيق مالك عكلة (ابو هبة)، بوفاة شقيقه.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان .

  • بحزن شديد تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، الخميس الماضي، نبأ رحيل الرفيق النصير فضل السعد (أبو تموز)، على اثر مرض عضال.

الذكر العطر الدائم للفقيد والتعازي والمواساة القلبية لزوجته العزيزة الرفيقة ابتهال وابنيه العزيزين تموز وساهرة، وكل رفاقه وأصدقائه.

*******************************************

قضاء شط العرب سكان الجزيرة: إلى متى الإهمال والتجاهل؟!

متابعة – طريق الشعب

يشكو العديد من سكان منطقة الجزيرة التابعة إلى قضاء شط العرب شرقي البصرة، من "إهمال وتجاهل مستمرين من قبل الحكومات المتعاقبة"، مشيرين إلى انهم يعانون تدهورا خدميا واضحا في مختلف القطاعات، لا سيما مياه الشرب. 

في حديث صحفي، قال المواطن رحيم عبد الرزاق، أن أزماتهم الخدمية تفاقمت، وفي مقدمتها أزمة المياه "إذ تسببت الملوحة المرتفعة في تدمير الزراعة وهلاك النخيل، ما ترك ضررا بيئيا واقتصاديا بالغا على حياتنا"، مشيرا إلى ان سكان الجزيرة يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيس للعيش، وان هذا المصدر بات مُهددا بفعل أزمة المياه.  ىوأوضح أن "الأراضي لم تعد صالحة للزراعة. وعلى حين هاجر عدد كبير من العائلات إلى مناطق أخرى بحثا عن مصادر دخل بديلة، يعاني من بقي في المنطقة تدني مستوى الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والصحة والتعليم، ما يفاقم الهموم اليومية ويجعل مستقبل الأجيال القادمة في خطر"!  ويطالب السكان الحكومتين المحلية والمركزية بالالتفات إليهم، والإسراع في إنقاذهم من واقعهم القاسي عبر تزويدهم بالخدمات المطلوبة.

**********************************************

البصرة.. مطب يتسبب في حوادث سير يومية!

متابعة – طريق الشعب

أبدى سائقو مركبات في مدينة البصرة استياءهم من تنفيذ مطب مرتفع على شارع كازينو لبنان وسط المدينة، مؤكدين أن المطب جرى إنشاؤه بعد إكمال مشروع تأهيل الشارع، وانه يتسبب في حوادث تصادم شبه يومية، بسبب ارتفاعه وإرباكه السائقين، لا سيما الذين يتفاجأون به.

وقالوا في حديث صحفي أن "الشركة المحلية المنفذة لمشروع تأهيل الشارع أنشأت المطب وجعلته أشبه بتل صغير. إذ لم يسبق للبصرة ان شهدت مطبا مثل هذا"، مشيرين إلى أن طريقة التنفيذ الخاطئة جعلت المطب يشهد حوادث سير باستمرار.

وأوضح السائقون أن "الشركة ذاتها سبق أن نفذت مساراً لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل غير صحيح، قبل أن تعود لمعالجته بعد موجة انتقادات شعبية"، لافتين إلى أن "المطبات الجديدة تفتقر إلى العلامات التحذيرية والإشارات المرورية، كما أن لونها الأسود المماثل للشارع يجعل من الصعب رؤيتها من مسافة بعيدة، الأمر الذي يُربك السائقين.

في السياق، وجّهت لجنة التطوير والاعمار في مجلس محافظة البصرة، الشركة بوضع إشارات دلالة على المطب المذكور، بعد عقد اجتماع في مقر الشركة بناء على شكاوى مواطنين. ووفقا لما نقلته وكالات أنباء عن رئيسة اللجنة سارة الحسيني، فإنه تم توجيه الشركة بإزالة الأصباغ القديمة من المطبات، واستبدالها بأصباغ "فسفورية" تُضيء خلال الليل، فضلا عن تثبيت إشارات ضوئية قبل المطبات بمسافة 30 مترا.

**************************************

متنفذ يستولي على نهر في ديالى!

متابعة – طريق الشعب

كشف عضو مجلس محافظة ديالى فارس الجبوري، عن تجاوز مائي وصفه بأنه الأول من نوعه والأندر على مستوى العراق، مبينا أن هذا التجاوز تسبب في حرمان قرى ومناطق واسعة من المياه العذبة. وقال الجبوري في حديث لوكالة أنباء "بغداد اليوم"، أن "نهرًا قادمًا من إقليم كردستان باتجاه إحدى مدن شمال شرقي ديالى، تم تحويله من قبل شخص متنفذ إلى بحيرات ضخمة لتربية الأسماك تمتد على مئات الدونمات، ما أدى إلى قطع المياه عن السكان".

وأضاف قائلا أن "هذا التجاوز يُعد الأول والأندر على مستوى العراق، ويظهر خطورة استغلال النفوذ في تحويل مياه النهر العذبة لأغراض اقتصادية على حساب حياة المواطنين"، مشددا على "ضرورة تطبيق الإجراءات الحكومية لإزالة التجاوزات على الأنهار والجداول لضمان وصول المياه للقرى والمناطق".

وأشار الجبوري إلى أنه "لا خطوط حمراء لدينا بخصوص تغذية البحيرات عبر الآبار، لكن التجاوز على الأنهار والجداول وتحويل مياهها إلى بحيرات مخالف للقوانين ويؤدي إلى شح المياه، وبالتالي سيكون المتضرر الأول هو المواطن".

وتعاني محافظة ديالى منذ سنوات أزمة مائية متفاقمة، بسبب التغير المناخي والتجاوزات على الأنهر والجداول، فضلًا عن سياسات دول الجوار في تقليل الإطلاقات المائية نحو العراق.

**************************************

السماوة واقع خدمي بائس في {حي الزهور}

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي حي الزهور في مدينة السماوة، من تردي واقعهم الخدمي بشكل كبير، مشيرين إلى أن منطقتهم مهملة وتفتقر لأبسط الخدمات.

وأوضحوا عبر مقطع فيديو نشرته وكالات أنباء، أن شوارعهم ترابية، تغمرها الأوحال في الشتاء وتتطاير منها الاتربة صيفا، لافتين إلى أن سائقي سيارات الأجرة يرفضون الدخول إلى المنطقة خشية أن تتضرر مركباتهم جراء الحفر والمطبات، وأكوام الأتربة المتناثرة هنا وهناك، لذلك يجري إنزال الركاب من سكان المنطقة على الشارع العام، وبالتالي عليهم أن يسيروا مسافات طويلة للوصول إلى بيوتهم. 

وأكد الأهالي أن المناطق المجاورة تتمتع بواقع خدمي أفضل. حيث تم شمولها بمشاريع البنى التحتية والإكساء والترصيف، عدا منطقتهم، مطالبين المسؤولين بالالتفات إلى حال منطقتهم وتزويدها بالخدمات المطلوبة.

*********************************************

الصفحة السادسة

غوتيريش: الأنظمة اللازمة لبقاء الإنسان تنهار {بتعمد!} الأمم المتحدة: مواطنو غزة {جياع} رسمياً!

متابعة – طريق الشعب

أقرت الأمم المتحدة بوجود المجاعة في قطاع غزة (رسميا)، بعد عام وعشرة أشهر على حرب الإبادة الجماعية، وما رافقها من عمليات تجويع ممنهجة وقصف المستشفيات واغتيال الصحفيين ومنع إدخال المساعدات والأدوية والخيام ونقص المياه وتهديم البنى التحتية.

ليست لغزاً

وبعد صدور التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "المجاعة في قطاع غزة ليست لغزا، بل كارثة من صنع الإنسان واتهاما أخلاقيا وفشلا للبشرية نفسها، مؤكدا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر دون عقاب".

وأضاف أنه "في الوقت الذي تبدو فيه أن الكلمات قد نفدت لوصف جحيم غزة أُضيفت كلمة جديدة هي (المجاعة)، وهي لا تقتصر على الغذاء فحسب بل هي انهيار متعمد للأنظمة اللازمة لبقاء الإنسان.

وأضاف أن "الناس في غزة يتضورون جوعا والأطفال يموتون ومن يقع عليهم واجب التصرف يفشلون" وحمل الكيان الصهيوني المسؤولية "بصفتها القوة المحتلة والتي على عاتقها التزامات لا لبس فيها بموجب القانون الدولي". وأكد أنه "لا يمكننا السماح لهذا الوضع بالاستمرار دون عقاب".

اعتراف دولي

أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا للمرة الأولى، تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط.

فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكدت فيه أن "أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة".

وأكدت المنظمات على الاحتلال بضرورة ضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية لسكان غزة دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية.

وفي السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المجاعة تنتشر في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت "إنها المرة الأولى التي ترصد فيها تفشي المجاعة في الشرق الأوسط".

تفشي المجاعة

وبالتزامن مع البيان الأممي المشترك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الغذائي، وهو مبادرة عالمية متخصصة في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، تقريرا قال فيه إن المجاعة تتفشى في محافظة غزة.

وأضاف أن "أكثر من نصف مليون شخص بغزة يواجهون ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت، وتوقع أن تمتد المجاعة إلى دير البلح وخان يونس بنهاية الشهر الحالي، داعيا إلى وف المجاعة في غزة بأي ثمن".

فضحية أخلاقية

وبهذا الصدد، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إن "التقرير الدولي أمر مروع وفضيحة أخلاقية وكارثة من صنع الإنسان".

وأضاف "المجاعة في غزة، هو أمر مروع كان من الممكن منع وقوعه". مشيراً إلى أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات الكافية إلى غزة ما تسبب في هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان، هذه فضيحة أخلاقية

وأردف الوزير لامي أنه يجب السماح للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالقيام بأنشطتها المنقذة للحياة دون أي عوائق.

في الاثناء، قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إنّ "الأمم المتحدة أعلنت في لحظة متأخرة وصول مدينة غزة إلى مستوى المجاعة بعد أشهر من الحصار والتجويع الممنهج الذي مارسه الاحتلال الصهيوني بحق أكثر من مليوني إنسان، في ظل صمت دولي وعربي مهين".

وطالبت المجتمع الدولي، خصوصا الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، بالتحرك الفوري وَفق بروتوكولات التعامل مع المجاعات بما يشمل التدخل الإنساني الفوري وفتح الممرات الآمنة لإدخال الغذاء والدواء دون قيد أو شرط.

محرومون من الماء ايضاً

وليست المجاعة وحدها تتفشى في غزة، بل هناك نقص حاد في المياه، وسط غياب مستلزمات الصرف الصحي، وغيره من الاحتياجات الرئيسية للإنسان، وفي ضوء ذلك قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن "أكثر من 60 محطة تحلية مياه في قطاع غزة خرجت عن الخدمة نتيجة أضرار لحقت بها جراء القصف".

وتحدثت عن أن الاحتلال يتعمد حرمان السكان في غزة من المياه، ضمن حملة الإبادة الجماعية التي تشنها على الفلسطينيين، إذ تحرمهم من ضروريات الحياة، بما في ذلك الغذاء والماء والرعاية الصحية. وأضافت المنظمة الدولية: كمية المياه المتوفرة في غزة غير كافية على الإطلاق".

*********************************************

بعد حملة حكومة اليسار على الفساد: اعتقال رئيس سريلانكا السابق

سريلانكا - وكالات

اعتقلت السلطات في سريلانكا، الرئيس السابق رانيل ويكريمسينغه بتهمة إساءة استغلال أموال الدولة، لحضور حفل تخرج زوجته في لندن بعد زيارة رسمية إلى أميركا.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن أحد معاوني ويكريمسينغه أنه تم اقتياد الرئيس السابق إلى المحكمة، بعد أن ألقت إدارة التحقيقات في الجرائم المالية القبض عليه.

ويعد ويكريمسينغه، الذي شغل منصب الرئيس في الدولة الجزيرة في الفترة بين عامي 2022 و2024، أول رئيس سريلانكي سابق يتم اعتقاله، ومن أبرز الشخصيات من المعارضة التي يتم توقيفها، في إطار حملة على الفساد تشنها الحكومة اليسارية الجديدة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محقق في الشرطة السريلانكية قوله إن ويكريمسينغه، الذي خسر الانتخابات الأخيرة أمام ديساناياكي، احتُجز بعد استجوابه بشأن زيارة قام بها إلى لندن في أيلول 2023 لحضور حفلة تكريم لزوجته في جامعة بريطانية.

وقال المحقق "سنُحضره أمام محكمة كولومبو فورت"، مضيفا أنهما يواجهان اتهامات باستغلال موارد الدولة لأغراض شخصية.

*********************************************

بوتين بشأن العلاقات مع واشنطن: هناك ضوء في نهاية النفق

موسكو - وكالات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن هناك أملا في استعادة العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة بشكل كامل.

وكشف بوتين، في أثناء زيارة إلى مركز للأبحاث النووية، أن الاتصالات بين البلدين مستمرة بعد قمة ألاسكا، ووصفها بالجيدة والهادفة والصريحة جدا.

وأشار إلى وجود ضوء في نهاية النفق بشأن العلاقات بين موسكو وواشنطن.

وشهدت العلاقات الأميركية الروسية في السنين الأخيرة تراجعا حادا على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ عام 2022.

وقبل لقاء ألاسكا، توعد ترامب في منتصف الشهر الجاري نظيره الروسي "بعواقب وخيمة" إذا عرقل تحقيق السلام في أوكرانيا، من دون تحديد طبيعة العواقب.

****************************************

رداً على عنف السلطة.. محتجو صربيا يدافعون عن أنفسهم

رشيد غويلب

بدأت موجة العنف الحالية في الاحتجاجات المستمرة في صربيا، منذ كانون الأول 2024، في 12 آب الحالي في بلدتي فرباس وباتشكا بالانكا الصغيرتين، عندما هاجم أنصار الحكومة احتجاجات المعارضة السلمية، بينما وقفت الشرطة متفرجة. لشهور، شكّلت السلمية طابعا محوريًا للحركة الاحتجاجية. فمن جهة، لا يريد المحتجون إعطاء السلطة فرصة لضربهم، ومن جهة أخرى، يُنظر إلى السلمية باعتبارها فعلا مقاوما. منذ أسابيع يحضر العنف في جميع انحاء البلاد.

في بداية الاحتجاجات ساهم الغضب من اعتداءات أنصار الحزب الحاكم على شخصيات المعارضة، في تعزيز قوة الحركة الناشئة. في بداية كانون الثاني، أثارت قضية، كسر فك أحد الطلبة المحتجين، من قبل أنصار موجة من التضامن. أُدين الجناة في البداية، إلا أن الرئيس عفا عن الجناة لاحقا ووصفهم بالأبطال. وعندما استخدمت الحكومة قنابل صوتية ضد تظاهرة معارضة كبيرة في بلغراد في 28 حزيران، أنهى المنظمون الفعالية على الفور لتجنب الاشتباكات العنيفة. كان الإبداع والفكاهة سلاحَي الحركة، وما يزالان.

ومع ذلك، بعد أشهر من العصيان المدني، يبدو أن عنف السلطة قد أنهى سلمية الاحتجاجات. خرّب المتظاهرون مكاتب الحزب الحاكم في جميع أنحاء البلاد، وردّت الحكومة بقمع وحشي. منذ بدء التصعيد، تُنظّم احتجاجات حاشدة كل مساء، حيث يتجمع الآلاف في جميع أنحاء البلاد، لا سيما أمام مقرّات الحزب الحاكم. ويواصلون التظاهر ضد الحكومة والمطالبة بإطلاق سراح السجناء.

أثارت قضية، تعرض طالبة للضرب على أيدي ملثمين أثناء عودتها من ساحة الاحتجاج في العاصمة بلغراد في 14 آب الحالي موجة غضب إضافية. ووفقًا لأقوالها، قام، قائد الوحدة الخاصة، بضرب رأسها بجدار خرساني وهددها بالاغتصاب. وما أن نُشرت أقوالها، حتى سرّبت الحكومة صورًا قديمة لها. أعقب ذلك اندلاع تظاهرة في بلغراد دعت، من بين أمور أخرى، إلى عزل الجاني ومحاكمته.  كان الشعار الرئيسي ا: "كلنا نيكولينا"، في إشارة لاسم الضحية. إن التضامن بالغ الأهمية بالنسبة للحركة. عندما يعتقل بعض المحتجين، تُنظم احتجاجات أمام مراكز الشرطة والسجون. وإذا هوجمت المتاجر من قبل العصابات بادر المحتجون للدعم الفوري. لقد كانت الرسالة، دائمًا وفي كل مكان: ليس هناك وحيد بيننا.

عملاء الأجنبي

تهمة يطلقها المستبدون دوما ضد الساعين إلى الحرية. من الواضح أن السلطة تقف وراء التصعيد الحالي، بواسطة توظيف عصابات من البلطجية بدلًا من قوات الشرطة النظامية ضد المتظاهرين، وهو أمر ليس جديدًا في صربيا. وبمساعدتهم، يحاول الرئيس رسم صورة "المواطنين الشرفاء" الذين سئموا من الاحتجاجات. وعادةً ما يفلت هؤلاء من العقاب. وتُظهر مقاطع فيديو على إنستغرام مجموعات ملثمة تُنسق مع الشرطة. قد يكون هؤلاء ضباطًا بملابس مدنية، أو مندسين لتشويه صورة الحركة الاحتجاجية.

جاء توقيت تصعيد الحكومة محسوبا: يمثل آب ذروة موسم الرحلات الصيفية في صربيا، وفي العادة يكون الكثير من السكان خارج المدن. تزامن تصعيد العنف الحكومي مع وصف المحتجين بالعملاء الأجانب، والآن أيضًا بالإرهابيين والقتلة. ومع ذلك، لم تُحقق استراتيجية تشويه سمعة المتظاهرين نجاحًا يُذكر. ووفقًا لاستطلاعات الرأي 80 في المائة من السكان يتعاطفون مع الاحتجاجات.

إصرار على الاستبداد

يعكس خطاب الحكومة العدواني، استعدادا لمزيد من التصعيد. ويخشى الرئيس فوتيتش سقوط قتلى خلال الاحتجاجات، ويصف المتظاهرين بالقتلة. وتضمن خطابه الأحد الفائت تهديدًا صريحًا: "حتى الآن، رأيناهم يُدخلون الفوضى في بلدنا، وسنهزمهم. لن نحتاج سوى لوقت قصير، وسترون رد فعل مختلفًا تمامًا، من الدولة، عن أي شيء شهدتموه من قبل". مؤخرًا، تحدث الرئيس الصربي عن "عمليات تطهير" ستنفذها الدولة. ويُجهّز فوتيتش نفسه للحرب الأهلية التي يُفترض أنه يريد منعها. لقد فقد الدعم الشعبي، لكنه بارع في البقاء في السلطة. إنه مستعد للذهاب إلى أبعد الحدود في سبيل ذلك.

يمكن ان يؤدي الضغط الدولي إلى إيقاف عنف السلطة، لكن الاتحاد الأوروبي، الذي وافق على شراكة مع صربيا في استخراج مواد خام أساسية، لا يريد أن يمنح فوتشيتش أي مبرر للارتباط الوثيق بالصين أو روسيا. ولذلك، يتخلى الاتحاد الأوربي عن أكبر حركة ديمقراطية في دولة مرشحة لعضويته. "الدماء تلطخ أيديكم"، شعارٌ من الأيام الأولى للاحتجاجات، ينطبق الآن أيضًا على قادة الاتحاد الأوربي.

لا نهاية تلوح في الأفق؛ فحتى الآن، أدى تزايد القمع إلى نزول المزيد من الناس إلى الشوارع. ولم يفقد المتظاهرون ثقتهم. ويبدو أن جينات الاحتجاج تتكاثر بالتوازي مع عنف السلطة. فإلى جانب مقاطع الفيديو العنيفة، تنتشر مقاطع تسخر من الشرطة والحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي.

********************************************

سوريا.. إرجاء انتخابات مجلس الشعب في 3 محافظات

دمشق - وكالات

أفادت مصادر سورية لوكالة سكاي نيوز، أمس، بإرجاء انتخابات مجلس الشعب في محافظات السويداء والحسكة والرقة بسبب التحديات الأمنية إلى حين توفر الظروف المناسبة والبيئة الآمنة لإجرائها.

وبحسب المصادر: أن "القرار جاء حرصاً من اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب على التمثيل العادل في مجلس الشعب للمحافظات السورية الثلاث ونظرا لما تشهده هذه المحافظات من تحديات أمنية، فإن اللجنة العليا قررت إرجاء العملية الانتخابية في المحافظات المذكورة لحين توفر الظروف المناسبة والبيئة الآمنة لإجرائها، وتبقى مخصصاتها من المقاعد محفوظة إلى حين إجراء الانتخابات فيها في أقرب وقت ممكن".

وانطلقت الجمعة "الإجراءات العملية لانتخابات مجلس الشعب السوري، وفق ما أعلنه رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري محمد طه الأحمد"

النظام الانتخابي الجديد ينص على تشكيل لجنة عليا للانتخابات يعينها رئيس الجمهورية وتشرف على العملية كاملة، بحيث يُنتخب ثلثا أعضاء المجلس البالغ عددهم 210 عبر هيئات ناخبة محلية، فيما يُعيَّن الثلث المتبقي بمرسوم رئاسي. كما توزع المقاعد بحسب التوزع السكاني لكل محافظة!

ووفق المرسوم، يشترط في عضو الهيئة الناخبة أن يكون سوريا قبل الأول من مايو 2011، وألا يكون قد ترشح للرئاسة أو لمجلس الشعب بعد 2011 إلا إذا ثبت انشقاقه، وألا يكون من داعمي النظام السابق أو التنظيمات الإرهابية.

وفي رده على سؤال حول سبب اعتماد نظام غير مباشر عبر هيئات ناخبة بدلا من الاقتراع المباشر، قال الأحمد: "كثير من السوريين في الداخل والخارج لا يمتلكون أوراقا ثبوتية بسبب التهجير والتدمير وحرق السجلات المدنية من قبل النظام السابق، ما دفعنا لابتكار آلية تسمح بوصول مجلس الشعب كإحدى السلطات الثلاث في سوريا الجديدة".

**********************************************

سبع دول توقع اتفاقية حماية غابات الأمازون

بوغوتا - وكالات

اختُتمت أعمال "القمة الخامسة لرؤساء دول منظمة معاهدة التعاون في الأمازون (ACTO) التي استضافتها كولومبيا باعتماد "إعلان بوغوتا".

وتضمن الاعلان التزامات إقليمية تهدف إلى حماية غابات الأمازون التي يُنظر إليها على أنها رئة العالم.

وجاء في الإعلان أن "الأطراف تعهدت بشكل مشترك بتعزيز التعاون الإقليمي لحماية حوض الأمازون، والتحرك المشترك في مواجهة تغيّر المناخ، وصون حقوق الشعوب الأصلية، وحماية الموارد المائية والتنوع البيولوجي".

وتضمن الإعلان، إنشاء آليات أمنية مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات والأنشطة غير المشروعة، والتعاون في مجالات الصحة والبحث العلمي والتنمية المستدامة.

وشدّد على أهمية مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ "COP30" المقرر عقده في تشرين الثاني المقبل بمدينة بليم البرازيلية، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم التزامات ملموسة وتفعيل الدعم المالي اللازم بشكل عاجل.

وشارك في القمة كل من رؤساء كولومبيا غوستافو بيترو، والبرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وبوليفيا لويس آرس، وماريا خوسيه بينتو نائبة رئيس الإكوادور، إلى جانب ممثلين عن فنزويلا وبيرو وسورينام.

***************************************************

الصفحة السابعة

الثقافة العراقية بعد التغيير.. الشهيد كامل شياع انموذجا

أ.د. باقر الكرباسي

الثقافة هي الشريان الحيوي لآلة الحياة، لابل شريانها النابض، فلا نهضة ولا تقدم من دون الاستناد إلى الثقافة، فضلا عن دورها المهم في صناعة الحلول للأزمات السياسية والاجتماعية وذلك بخلق وعي ثقافي يحدد المشكلات العميقة ويبني الفهم لها مكتشفا أسسها المضمرة في الشخصية مع الوعي الثقافي والحضاري، لأنها ستكون اللغة التي نتحاور بها مع أنفسنا ومع الآخر، إن مستقبل الثقافة العراقية مرتبط بوضع المثقف العراقي وإمكاناته وقدرته على التحرك وصناعة القرارات الثقافية بنفسه من دون أن يسمعها من السياسيين أو الحزبيين الذين يحكمون كما كان يحدث في السابق، ومن أجل النهوض بالثقافة العراقية وفي ظرف حاسم يعيشه العراق وفد أبناؤه من هم في المنافي إليه كي يسهموا ببناء وطنهم وكان منهم الشهيد كامل شياع، جاء وشاهد بنفسه فئة ظلامية أرادت أن تسيطر على وزارة الثقافة وهذه الفئة ليس لها علاقة بثقافة العراق ومثقفيه فهم لا يعرفون شيئا عن الثقافة ولا الكتاب ولا المسرح ولا اللوحة التشكيلية ولا السينما، فعمل الشهيد كامل شياع في هذه الوزارة ووضع آلية للنهوض بثقافتنا العراقية، اتسمت بالشفافية والانفتاح وقبول الآخر، ونبذ التعصب بمختلف أنواعه وخلق الثقة بين الذوات المختلفة، كانت المهمة كبيرة في جو مشحون بالبغض والانتقام والظلامية، لأنه أراد ثقافة تنمو وتنتعش بالتلاقح والانفتاح فيما تؤول إلى التفسخ تلك التي تصر على انغلاقها، فكان الشهيد يحمل مشروعا لإعادة بناء مؤسساتها فلم ينفرد بعمله بل كان مرتبطا مع الجماعة فهو يؤمن بأن لا فعل ولا حضور من دون مشاركة وتضامن، فكان يسعى مع زملاء له في العمل من أجل أن تكون الثقافة في العراق ميسرة للجميع، هذا السعي أزعج أعداء الثقافة ومشروعهم البائس في بناء مشروع دولة اللون الواحد مشروع التخلف والانعزال وضيق الأفق، فاختار الشهيد أفقا إنسانيا في ترسيخ الثقافة الوطنية الديمقراطية في المجتمع وإحداث التغيير الإيجابي. يقول الشهيد كامل شياع (سأجرب إذا أن أبدل المنفى بالوطن، أو أن أبدل متاهة أخرى، لا تهمني التسميات لأن الأمر يتعلق بالمعنى وهو ما يبدو واضحا وبسيطا، ما حصل في العراق حدد اختياراتي ومصيري).. كان الشهيد كامل شياع يرى أن وظيفة المثقف تبدأ من اللحظة التي ينتقل فيها من استهلاك المعرفة إلى إعادة إنتاجها، من القراءة إلى إنتاج الخطاب الثقافي وهنا يقصد به الخطاب الموضوعي النقدي الذي يقرأ الخريطة السياسية والاجتماعية بعمق قادر على الانفتاح والتفاعل مع المتغيرات السريعة الحاصلة وتأسيس معرفة بالواقع والتاريخ ورؤية المستقبل. وكان يؤمن أيضا أن لابد من نهضة عقلية معرفية ناقدة تبدد الوهم والتعصب وتستأنف البحث والحوار بالنسبة للآخر، يقول الدكتور رائد فهمي وهو يتحدث عن الشهيد كامل شياع (سعى الشهيد كامل إلى أن يحقق أحلامه وأسقطها على واقع تحركه وتتجاذبه قوى متعددة مصارعة محملة برؤى متقاطعة ومتلاقية في بعض أخرى محصلتها تمثل رهانا ليس محسوما سلفا فحولها إلى مفردات ممكنة التحقيق، سعى بتفان وعزيمة لا تلين إلى تجسيدها واقعا من خلال موقعه الوظيفي ونشاطه في الفضاء الاجتماعي الثقافي الأوسع، فكان المشروع الثقافي الذي خرج به مؤتمر المثقفين عام 2005 الذي للفقيد الدور الأكبر في صياغته والعمل المثابر متحديا شتى المثبطات لتفعيل دور وزارة الثقافة كراعية للنتاج الثقافي والإبداعي من دون وصاية وتأطير) المجد والخلود للشهيد كامل شياع ونحن نعيش ذكرى استشهاده.

**********************************************

كامل شياع صديق الإبداع

علي إبراهيم

عرفت كامل شياع في تسعينيات القرن الماضي، عندما كنت مسؤولا عن تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في هولندا، كان كامل مسؤولا عن التنظيم في بلجيكا المرتبط تنظيميا بمنظمة هولندا، مما جعنا نلتقي شهريا في بيتي وتبادل المعلومات عن النشاطات وكيفية تطوير عملنا، وزرته في بلجيكا مرات وكانت لقاءاتنا ذات طابع ثقافي وسياسي وفكري في آن واحد وكانت إحدى هذه الزيارات مع الرفيق الغالي حميد مجيد موسى، وتعمقت علاقتي الشخصية به وتطورت بسبب اهتماماتنا الأدبية المشتركة. وبعد أن تيقنت من ابداعه وجدتيه وقراءاته الواسعة لكني لاحظته مقلا في كتاباته على الرغم من عمق ما يكتبه وينشره والتي تعد مرجعا وثروة أدبية عميقة ورائعة وتعد مصدرا مهما للدارسين، ولهذا لم يتعود الاختزال إذا اقتضى الموضوع الإطناب لمعالجة موضوعاته بعلمية وفنية عاليتين كنا نتلمس مدى عمقها الفكري والجمالي. وكنا نلتقي في بيت الناقد ياسين النصير عندما يعقد ملتقاه الثقافي والذي يضم نخبة من المثقفين العراقيين والعرب في هولندا ومنهم العالم المصري الدكتور (نصر حامد أبو زيد) وتجري مناقشات علمية كثيرة وقد طرح كامل شياع العديد من المدخلات الرائعة. ولم تقتصر مساهماته على هذا الملتقى بل في كثير من الأماكن الثقافية المنتشرة في عموم مدن هولندا. وأذكر إدارته لندوة خصصت للشاعر الكبير سعدي يوسف في مدينة (لاهاي)، وقد امتلأت القاعة بجمهرة واسعة من المعنيين بالثقافة وكثير ممن حضروا مازالوا يتذكرون تقديمه الرائع للشاعر مبتعدا تماما عن المقدمات التقليدية.

ومن مميزاته كان يجيد عددا من اللغات الأجنبية بسلاسة تامة وأذكر كان يجيد الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والهولندية ولذلك سرني بقناعته أن غالبية الترجمات إلى العربية ضعيفة وبعضها مشوهة لذلك قرر عدم قراءة هذه الكتب إلا بلغتها الأصلية التي يجيدها.

لقد اهتم بدراسة الفلسفة والاجتماع والتراث العراقي وكان عنوان رسالته للماجستير (اليوتوبيا ... معيار نقديّ). كان محبا لوطنه ومهتما بعلاقته مع أصدقائه ومعارفه ولم أسمع يوما أو أرى سلوكا يتناقض مع خلقه وأفكاره ومحبته للجميع بما فيهم المختلف معهم.

   ومع ذلك امتدت يد الغدر والخيانة إلى جسده الطاهر، يوم 23/8/ 2008 وكان عائدا من شارع المتنبي - بما يعنيه من رمزية- مستهدفة نظافته وروحه الطيبة وفكره وثقافته التنويرية، لتمنع سعادة الإنسان في البلد الذي ابتلى بالمجرمين القتلة ليطفؤوا نور العلم والتقدم والحياة الهانئة.

سيبقى كامل شياع رمزا وطنيا، وعلما ثقافيا من أعلام العراق الكبار في قلوبنا وقلوب الأجيال القادمة وعلى مر الزمان.

*****************************************************

كامل شياع النابت في الذاكرة

زهير كاظم عبود

خلال أيام الثقافة التي كانت تقيمها مؤسسة المدى الثقافية في أربيل تعرفت على الراحل كامل شياع، بتواضع جم قدم نفسه مبديا اعجابه بمواقفي وكتاباتي، وعلى طاولة طعام الفطور التي جمعتنا تحدثنا عن تطلعاتنا وعن أمنياتنا وخساراتنا، وبالهدوء الذي يملكه زادني يقينا بان القادم من الأيام سيشهد تطورا معرفيا وثقافيا متزامنا مع ضحالة سياسية وتردي اجتماعي، إلا انه كان متمسكا بالأمل.

أوضح لي ضرورة الحوار العقلاني بين جميع القوى السياسية، بعيدا عن التطرف والطائفية ونبذ العنف كليا، وجميعنا معنيون بالاهتمام بالسياسة الثقافية التي يتم الاستناد عليها في رسم معالم التوجه نحو التطبيق الديمقراطي والتعود على الإطار السلمي والديمقراطي للمجتمع، بعدها عرفت أن كامل شياع حاصل على البكالوريوس بالفلسفة من جامعة بغداد، ولما اضطرته سنوات الاضطهاد السياسي في زمن الدكتاتورية على مغادرة العراق، لجأ الى بلجيكا مستفيدا من وجودة لإكمال الماجستير في الفلسفة المعاصرة من جامعة لوفان في بلجيكا، ومن يتصفح ما ترك الراحل من دراسات ومقالات بهذا الخصوص في الثقافة النقدية والأدب والفن والفلسفة  والترجمة، وبما عرف من غزارة الإنتاج ومساحة العقل التنويري التي يمتلكها،  يدرك جيدا غزارة الفكر وعمق الحلول التي يجدها تنور طريق الثقافة باعتبارها الأساس في تغيير المجتمع، وتلمس أيضا تمسكه بمهمة التنوير التي يجدها تقع على عاتق الجميع، جسّد صورة المثقف الذي لا ينعزل في برج عاجي، بل ينخرط في الشأن العام. فكان كاتبًا، ناقدًا، وسياسيًا، لكنه لم يتخلَّ أبدًا عن إيمانه بأن الثقافة ركن أساسي في بناء الدولة المدنية الديمقراطية.

كامل شياع دون لقب او تحصيل علمي بعيدا عن وظيفته المتميزة كمستشار لوزير الثقافة، إلا أن عملية اغتياله الغادرة في العام 2008 شكلت فاجعة وطنية، وخسارة كبيرة لصوت عراقي وطني ونادر، فكان رحيله مثالًا على أن المثقف العراقي، مهما كان متواضعًا وسلميًا، يبقى هدفًا في مناخ يسوده التطرف والعنف. ويشكل اغتياله نقاشًا واسعًا حول مكانة المثقف في العراق الجديد، وهل هناك مساحة فعلية للفكر النقدي في ظل السلاح والطائفية، خسره العراق قبل ان يخسره الحزب الشيوعي العراقي وقبل ان تخسره عائلته الطيبة.

تحوّل اسم كامل شياع إلى رمز ثقافي وشهيد للثقافة العراقية، وصار اغتياله شاهدًا على أن الثقافة الحرة في العراق كانت ولا تزال مهددة، وأن التنوير يدفع ثمنًا باهظًا، ولذلك وجدت كامل شياع قدوة للمثقف الذي يجمع بين التواضع والعمق الفكري، وان اغتيال كامل شياع لم يطفئ أثره، بل جعله رمزًا خالدًا، وصارت ذكراه مرتبطة دومًا بفكرة أن الثقافة التنويرية قادرة على البقاء حتى في أحلك الظروف.

عباس الكاظم

في رواية علي الشوك،

"موعد مع الموت" التي صاغ فيها صورة الشهيد كامل شياع تحت اسم (رياض)، تتحول بغداد إلى متاهة من الحواجز الإسمنتية، وتتناثر رؤوس المثقفين الشرفاء في الشوارع كعلامات على موت المدينة. هذه الصورة الروائية لم تكن مجرد خيال، بل كانت نبوءة موجعة تحققت في الواقع.

قبل أن أقرأ الرواية، أنجزت عملي البرونزي: رأس كامل شياع مسجّى على الإسمنت، كأن الفن سبق النص أو النص سبق الفن، لكنهما معًا شهدا الفاجعة.

اليوم، حين أنشر هاتين الصورتين، أشعر أن الذاكرة لا تزال تنزف. كامل لم يكن شخصًا عابرًا، بل كان فكرةً تمشي على الأرض،. اغتيل الجسد، لكن الرأس باقٍ شاهدًا، والذاكرة تقاوم النسيان.، أشعر أن الذاكرة لا تزال تنزف. كامل كان صوتاً يُطالب بثقافة تتسع للجميع. اغتيل الجسد، لكن الرأس باقٍ شاهدًا،

الفن هنا ليس مجرد نحت أو تصوير، بل محاولة لإنقاذ لحظة من الضياع، ولإبقاء الأسئلة معلّقة في وجه الخراب: لماذا يُقتل الحلم؟ ولماذا يُترك رأس المفكر على الإسمنت في مدينةٍ كانت تُنجب الحضارة؟

سلاماً كامل …ستبقى حيًّا ما دام فينا من يقرأ ومن يبدع ومن يؤمن أن الثقافة آخر ما تبقّى من معنى لهذا الوطن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كامل شياع في ذاكرتي

شميران مروكل

حين أستعيد صورة كامل شياع لا أراه فقط كمفكر أو مستشار في وزارة الثقافة بل كإنسان قريب.. صادق.. أصغى لي ولغيري بصدق نادر. كان يستمع بانتباه شديد وكأنه يبحث بين كلماتنا عن فكرة جديدة يمكن أن تغني مشروعه الثقافي الكبير. لم يكن يتعامل معنا بتعالٍ بل بروح الند والشريك والصديق.

قبل استشهاده بفترة قصيرة كلفت من المكتب الإعلامي بأن أجري معه لقاء عبر مجموعة من الأسئلة حول مشاريعه القادمة. يومها شعرت بحماسه وهو يحدثني عن ضرورة صياغة استراتيجية وطنية للثقافة العراقية كان يريد أن يضعها بين يدي مجلس الوزراء. كان يحلم بمشروع ثقافي كبير يليق بتاريخ العراق ويعيد للثقافة مكانتها في بناء الدولة المدنية الديمقراطية. كنت ألمس في عينيه يقينا بأن الثقافة يمكن أن تكون باب الخلاص.

كامل لم يكن مجرد مثقف يساري أو مفكر يكتب في الفلسفة والأدب بل كان إنسانا مهذبا متواضعا وحكيما. وجوده كان يبعث الطمأنينة وكأنك أمام شخص نادر في صفائه الإنساني. يصعب علي حتى اليوم أن أصدق أن هناك من تجرأ على إسكات صوته.

تعرفت أكثر على عوالمه الخاصة حين قدمت عرضا لكتاب من إعداد شقيقه فيصل عبد الله بعنوان "دفتر المنفى بين النزل والبيت – كامل شياع". ذلك الكتاب كان أشبه برسائل قلب مفتوح..  نصوص كتبها كامل من المنافي الأوروبية تحمل بين سطورها مزيجا من الذكريات والتأملات بين الوطن الأول والمنفى الاضطراري بين الحنين العميق ومرارة الغربة. قراءتها كانت كمن يمشي معه في طرقات بعيدة يسمع صوته وهو يبوح بأفكاره ووجعه وآماله.

لن أنسى أبدا يوم اغتياله. كان الخبر صدمة لا يحتمل وقعها. شعرت وكأن الأرض اهتزت تحت أقدامنا جميعا. كيف يغتال صوت بهذه الرهافة؟ كيف يسكت حلم كان يخطو خطواته الأولى نحو النور؟ بقيت لحظات طويلة عاجزة عن الكلام كأن الكلمات خانتني..  لم يكن رحيله مجرد خسارة شخصية أو صدمة عابرة بل كان طعنة في قلب الثقافة العراقية كلها. أحسست حينها أن العراق فقد بوصلة فكرية كان في أمس الحاجة إليها وأن الحلم الذي كان يرسمه كامل بجهد وصبر أصبح يتيما من بعده.

بالنسبة لي لم يكن كامل شياع مجرد شخصية عامة أو شهيدا من شهداء العراق بل كان جزءا من ذاكرتي الشخصية. كلما تذكرته، شعرت أن العراق خسر معه عقلا تنويريا وروحا نقية كان يمكن أن تغيّر الكثير لو أُتيح لها أن تواصل الحلم حتى النهاية.

*******************************************************

الصفحة الثامنة

قراءة لاهوتية وفلسفية مقارنة طقس {الكرصة} في عيد (دهفا ربا) عند المندائيين

الدكتور سعدي عواد السعدي

في تموز من هذا العام 2025 مر على المندائيين العيد الكبير (دهفا ربا) والذي هو بمثابة عيد رأس السنة المندائية، والذي يبدأ بما هو معروف ب(الكرصة).. لذلك أعددت هذا المقال المبسط للتعريف بهذه المناسبة.

المقدمة:

يُعد طقس "الكرصة" أحد أبرز الطقوس الدينية في الديانة المندائية، ويقترن بعيد رأس السنة المندائية المعروف بـ "دهفا ربا" (العيد الكبير). يمثل هذا الطقس فترة عزلة روحية وجسدية تستمر 36 ساعة، يُنظر إليها كمحطة فاصلة بين العام المنقضي والعام الجديد، حيث تغيب الأرواح الحارسة عن الأرض.

تسعى هذه المقالة إلى تحليل هذا الطقس من حيث أدائه، وأبعاده اللاهوتية والرمزية، ومقارنته بتراثيات شعوب وديانات أخرى، مع الاستناد إلى مصادر المندائية الكلاسيكية وعلى رأسها "الكنزا ربا".

أولاً: السياق المندائي لطقس الكرصة

المرجعية النصوصية: كتاب "الكنزا ربا" (الكنز العظيم) هو المصدر المركزي في المندائية، ويحتوي على قسمين: اليمين (لاهوتي – خلق العالم) واليسار (طقسي – مصير الروح).

يُذكر طقس دهفا ربا بشكل مباشر وغير مباشر في سياقات تتعلق بصعود الأرواح النورانية (الأثيرية) إلى "ملك النور السامي" (هيبل زيوا) من أجل تقديم تقرير عن أعمال البشر.

تعريف الكرصة: هو فترة عزلة داخل المنازل تدوم 36 ساعة، تبدأ عند غروب الشمس الذي يسبق رأس السنة مباشرة. خلال هذه الفترة، لا يغادر المندائيون منازلهم، ولا يُسمح لهم باستخدام الماء الجاري أو الطبخ أو حتى قتل الحشرات، احترامًا للفترة التي تُعد "خالية من الحماية النورانية".

الفلسفة الكامنة: بحسب الاعتقاد المندائي، تغادر الأرواح الحارسة (مثل شيلماي وندباي) الأرض لتقديم تقاريرها إلى عالم الأنوار، مما يترك الأرض مكشوفة أمام قوى الظلام، ويجعل من العزلة وسيلة للحماية الروحية.

ثانيًا: الأداء الطقسي

  1. التحضير:

في اليوم السابق، يُعرف اليوم بـ "كنشي وزهلي"، ويقوم فيه الكهنة بإجراء طقوس المعمودية  (masbuta)، وتُخزن كميات كافية من الطعام والماء.

  1. العزلة:

تبدأ عند رؤية نجم الشمال (دليل البداية)، وتستمر 36 ساعة. البالغون يُستحب لهم السهر وعدم النوم لتجنب التلوث الروحي. يُمنع ملامسة الماء الجاري، أو القتل، أو أي نشاط خارجي.

  1. الخروج والاحتفال:

بعد انتهاء الفترة، يتجمع المندائيون في المعابد (المنادي)، ويُجرى طقس استبشار، وتُقرأ تنبؤات السنة القادمة، وتبدأ المعايدات والاحتفالات الجماعية.

ثالثًا: الأبعاد اللاهوتية والفلسفية

ثنائية النور والظلام: المندائية ديانة ثنائية، ترى أن الإنسان يعيش بين عالمين: عالم الأنوار وعالم الظلام. في لحظة غياب الأرواح الحارسة، تتجلى سيادة الظلام على الأرض، مما يستدعي الانعزال دفاعًا عن النقاء الروحي.

الزمن الكوني: الكرصة ليست فقط عزلة مادية، بل توقف للزمن الرمزي، إنها فترة "لازمن" تتجدد فيها دورة الحياة. العالم يُعاد خلقه بعد عبور هذه الفترة.

الموت الرمزي والبعث: العزلة تشبه موتًا مؤقتًا، يعقبه ميلاد جديد مع السنة القادمة، ما يعكس فلسفة دورية تقوم على الفناء والتجدد.

رابعاً: مقارنات مع طقوس مشابهة

طقس الكرصة هو من أعمق التعبيرات الروحية في الديانة المندائية، يجسد مفاهيم الثنيوية والانتقال والوقاية من الشرور. عزلة لا تُفهم على أنها هروب من العالم، بل إعادة ترتيب العلاقة معه في ضوء الزمن الكوني واللاهوت النوراني. وعند مقارنته مع طقوس الشعوب الأخرى، يظهر الطقس المندائي متفردًا في جمعه بين البنية اللاهوتية الدقيقة والأداء الجمعي المنزلي الذي يمزج بين الخوف والتطهر والأمل.

خامساً: الخاتمة

طقس الكرصة هو من أعمق التعبيرات الروحية في الديانة المندائية، يجسد مفاهيم الثنيوية والانتقال والوقاية من الشرور. عزلة لا تُفهم على أنها هروب من العالم، بل إعادة ترتيب العلاقة معه في ضوء الزمن الكوني واللاهوت النوراني. وعند مقارنته مع طقوس الشعوب الأخرى، يظهر الطقس المندائي متفردًا في جمعه بين البنية اللاهوتية الدقيقة والأداء الجمعي المنزلي الذي يمزج بين الخوف والتطهر والأمل.

سادساً: المصادر

  • Drower, E.S. The Canonical Prayerbook of the Mandaeans (1959)
  • الكنزا ربا ( الكنز الكبير)
  • https://mandaeism.fandom.com
  • https://en.wikipedia.org/wiki/Dehwa_Rabba
  • https://mandaeanunion.org

*******************************************

غياب السلامة يضع أرواحنا على المحك هل سنكون الضحايا القادمين؟

المحامية زهراء حسن حسين

في عالمنا المعاصر تزداد أهمية توفير وسائل الأمان والسلامة في المباني والمنشآت، حيث أن غيابها او الإهمال في تطبيقها يمكن ان يؤدي إلى نتائج كارثية، ليس فقط على مستوى الممتلكات بل على حياة البشر. إن وقوع كوارث نتيجة غياب مطافئ الحريق وسلالم الطوارئ او مخارج السلامة ليس مجرد حادث عرضي بل هو بمثابة مهزلة في حق القوانين والإنسانية على حد سواء، فالدولة بوصفها الجهة المسؤولة عن حماية المواطنين وضمان سلامتهم تتحمل مسؤولية كبيرة في توفير بيئة آمنة، وعندما تقصر في أداء هذا الواجب فانها لا تخرق القوانين فقط بل تخون الثقة التي وضعتها فيها الشعوب. وفي عالم اليوم الذي يشهد تطورا سريعا في مجالات البناء والهندسة لا يمكننا أن نغفل أهمية السلامة العامة في المباني والمنشآت، حيث أن توفير وسائل الأمان مثل مطافئ الحريق وسلالم الطوارئ في كل مبنى ليس أمرا قانونيا بل هو مسؤولية أخلاقية تجاه المجتمع، وعلى الرغم من وجود قوانين تحكم هذا الموضوع لا يزال الإهمال الحكومي وأفعال بعض اصحاب المنشات يشكلان تهديدا حقيقيا للأرواح والممتلكات، حيث أنه في العديد من الحالات يتصرف بعض أصحاب البنايات والمنشآت دون مراعاة لإجراءات السلامة ولا يوفرون متطلباتها مثل مطافئ الحريق ومخارج للسلامة ، يعد حادث الكوت في العراق من الحوادث المأساوية التي تكشف عن إشكاليات كبيرة في تطبيق معايير السلامة في المنشآت وهو ما يستدعي الوقوف عند مسؤولية أصحاب البنايات بشكل خاص الذين يتحملون الجزء الاكبر من المسؤولية القانونية، وان عدم مراعاة إجراءات السلامة تعتبر مخالفة قانونية خطيرة، اذ بالرجوع إلى قانون الدفاع المدني نجده ينص على منع تشييد او اشغال المنشات التي لا تتوفر فيها مستلزمات السلامة . وأن العلاقة بين مسؤولية الدولة واصحاب البنايات هي مسؤولية مشتركة اي مسؤولية تكاملية حيث ان الدولة يجب أن تضع القوانين وتنفذ الرقابة في حين اصحاب البنايات والمنشات التجارية يجب عليهم تنفيذ هذه القوانين بشكل صارم، فاذا فشلت الدولة في فرض رقابة فعالة على تطبيق معايير السلامة في المنشات يمكن ان تتعرض للمسؤولية القانونية والانتقاد العام، في حين أن اصحاب البنايات يتحملون عواقب نتيجة الإهمال في توفير معايير السلامة كالغرامات المالية وتعويض الضحايا والعقوبات الجنائية. ولا يمكن وصف الحوادث التي تسجل نتيجة لغياب سلالم الطوارئ او مطافئ الحريق بانها مجرد حوادث عادية بل هي كوارث بشرية يتساقط ضحاياها بسبب إهمال فاضح في الالتزام بمعايير السلامة بل هو نتاج تقاعس متعمد او جهل صارخ من قبل أصحاب البنايات والجهات المعنية لاسيما عندما يتم انشاء هذه المجمعات دون أن تراعى فيها أبسط معايير السلامة التي تضمن حماية الارواح، وان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو كيف يتم بناء مجمعات تجارية ضخمة دون توفير احتياطات السلامة الأساسية؟ حيث من المعروف ان عملية بناء اي منشاة تجارية تتطلب موافقات رسمية من الجهات المعنية، وبما في ذلك السلطات المحلية والبلدية فضلا عن فرق الدفاع المدني المختصة ويجب ان تمر كل خطوة من خطوات البناء عبر مجموعة من الفحوصات والموافقات الفنية التي تضمن توافر معايير السلامة في المبنى، ومع ذلك كيف يتم التغاضي عن هذه المتطلبات وان أصحاب المجمعات او البنايات التجارية قد يتجاوزون هذه القوانين لتحقيق مكاسب مالية مما يعرض الأرواح لخطر جسيم، وفي دولة غنية كالعراق تمتلك موارد مالية كبيرة لكنها تفشل في استثمار هذه الموارد بشكل فعال في استخدام التقنيات الحديثة التي تعزز قدرات الدفاع المدني ومن اهمها استخدام الطائرات لرصد مناطق الحريق، واستخدام أنظمة رش المياة الذكية وأنظمة مكافحة الحرائق الجافة حيث نلاحظ انه رغم الموارد المالية ان الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لفرق الدفاع المدني لا يحظى بالاولوية كما ينبغي .في الختام ان الحوادث المأساوية التي تنتج عن غياب معايير السلامة في المجمعات التجارية تمثل أكثر من مجرد اخفاقات قانونية فهي تهديد مباشر لحياة البشر، وعلى الرغم من وجود موارد مالية ضخمة في العراق فان غياب الرقابة الفعالة وعدم تطبيق اساليب السلامة الحديثة يعرض الأرواح للخطر بشكل غير مقبول، دور القضاء في هذه القضية لا يقتصر على محاسبة المسؤولين عن الحوادث بل يمتد ليشمل ايضا تحقيق العدالة للضحايا وضمان ان تكون القوانين اكثر صرامة في مجال السلامة . وعلينا ان نؤكد ان سلامة الانسان هي اولوية قصوى وان المسؤولية في تحقيق ذلك تقع على عاتق الجميع من اصحاب المنشآت إلى الجهات الحكومية والمجتمع ككل، لا يمكن ان نسمح بمرور هذه الحوادث دون ان نضع حلا جادا يحمي الأرواح ويضمن حياة آمنة لجميع المواطنين.

*************************************************

رؤية الصين حول تقنية الجيل السادس تُمهّد لعصرٍ من الذكاء الشامل

يعد عام 2025 بداية "عصر توحيد معايير الجيل السادس" في قطاع الاتصالات العالمي. ومن المتوقع إتمام وضع المعايير بحلول عام 2029، وتحقيق الاستعمال التجريبي التجاري حوالي عام 2030.

وفي الوقت الذي تُقدّم فيه تقنية الجيل الخامس بالفعل قدراتٍ مذهلة، مثل سرعات فائقة، وزمن وصول منخفض، واتصالٍ واسع النطاق، تُبشّر تقنية الجيل السادس بقفزة نوعية، فهي تستهدف معدلات نقل تتجاوز 100 جيجابت في الثانية مع خفض زمن الوصول إلى أقل من ميلي ثانية واحدة، وهو أمرٌ بالغ الأهمية لتطبيقات الوقت الفعلي مثل روبوتات المصانع الذكية وتشغيل المعدات عن بُعد.

ومن حيث الاتصال، ستدمج تقنية الجيل السادس عددًا متزايدًا من الأجهزة، وخاصةً أنظمة إنترنت الأشياء المتطورة، والمحطات الطرفية الذكية، وأجهزة الاستشعار الطبية الحيوية، مما يُمهّد الطريق لعالمٍ ذكيٍّ ومترابطٍ حقًا.

إن تقنية الجيل السادس تتجاوز مجرد تحسين السرعة. وتنبع إمكاناتها الثورية من ثلاثة أبعاد متكاملة. أولا، تكامل الاستشعار والاتصالات، حيث لا تقتصر إشارات الاتصالات على نقل البيانات فحسب، بل تستشعر البيئات المادية أيضًا. ثانياً، التوليف الأرضي وغير الأرضي، بشبكات موحدة تمتد عبر الأرض والجوية وتحت الأرض وتحت الماء لتوفير تغطية شاملة. ثالثاً، تقارب الاتصالات والذكاء، مع دمج الذكاء الحاسوبي في بنية الشبكة. وستُحوّل هذه التطورات تقنية الجيل السادس من مجرد وسيلة اتصال إلى شبكة معلومات متنقلة شاملة من الجيل التالي.

إلى غاية يونيو 2024، تحتفظ الصين بمكانتها الرائدة عالميًا في طلبات براءات الاختراع المتعلقة بشبكات الجيل السادس. وفيما يتعلق بالبحوث الأساسية، فإن "المثلث المستحيل" الراسخ في الاتصالات اللاسلكية - الموازنة بين زمن الوصول والموثوقية والإنتاجية - قد أعاق التقدم تاريخيًا. والآن، نجح باحثون في مختبرات الجبل الأرجواني الصينية في تطوير ترميز قنوات ثنائي الأبعاد زمكاني، وهو إنجاز يُمكّن من نقل بيانات الجيل السادس بموثوقية فائقة وسرعة شبه فورية.

وتعزز الإنجازات الهندسية هذا الزخم. ففي يوليو الماضي، كشف الأكاديمي تشانغ بينغ من الأكاديمية الصينية للهندسة عن أول شبكة اختبار ميدانية في العالم لاتصالات الجيل السادس والتكامل الذكي.

كما قامت شركة الاتصالات الصينية "تشاينا موبايل"، بالتعاون مع معهد ZGC للابتكار والتطبيقات الشاملة لـ X، بتطوير نموذج أولي لنظام الجيل السادس السحابي، محققةً معدلات استخدام فردية تتجاوز 8 جيجابت في الثانية، ومؤكدةً صحة أكثر من 10 تقنيات جديدة للجيل السادس عبر شبكة من عشرة مواقع. ففي فبراير 2024، أطلقت الصين أيضًا أول قمر صناعي في العالم لاختبار بنية الجيل السادس في الفضاء.

إن الصعود المتزامن للذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنيات الاقتصاد منخفض الارتفاع، إلى جانب التحول الذكي في التصنيع، يدفع عجلة تقدم الجيل السادس. وبفضل التطورات غير المسبوقة في الاستشعار والحوسبة والبيانات الضخمة وتكامل الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يفتح الجيل السادس آفاقًا لتطبيقات تحويلية.

لنأخذ الطائرات بدون طيار منخفضة الارتفاع كمثال: يمكن لشبكات الجيل السادس المستقبلية أن تُزودها بإدراك بيئي فوري وقدرات حوسبة موزعة، مما يُحسّن التصميم ويُطيل زمن الطيران. وبالمثل، يمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي المُدمجة أن تُحمّل محطات الجيل السادس القريبة بالمهام كثيفة الحوسبة، مما يُنتج وحدات أخف وزنًا وأكثر متانة وفعالية من حيث التكلفة، مما يُمهد الطريق لاعتمادها على نطاق واسع في جميع الصناعات. ويُشير هذا إلى التميز الأساسي للجيل السادس: فهو ليس مجرد ترقية تدريجية من الجيل الخامس، بل هو ركيزة تكنولوجية أساسية مُهيأة لإعادة تشكيل النظم البيئية الصناعية بأكملها.

في مجال النقل، يُمكن لتقنية الجيل السادس (6G) أن تُساهم في بناء أنظمة نقل متكاملة ومدن ذكية، تربط بسلاسة بين المركبات والبنية التحتية والمشاة المحيطة. كما ستُمكّن هذه الأنظمة المتكاملة من إدارة حركة مرور ذكية حقًا، وتُحوّل القيادة الذاتية بالكامل إلى واقع ملموس. ويجري بالفعل نشر مشاريع تجريبية قائمة على هذه المبادئ في العديد من المدن الصينية.

مع ذلك، لا تزال التصورات العالمية لمسار تقنية الجيل السادس (6G) مجزأة، مما يعكس تباين البنى التحتية التكنولوجية والأولويات التنموية. ويجب أن تتطور المناقشات التقنية إلى ما هو أبعد من المقاييس التبسيطية، مثل سرعات الذروة وتقليل زمن الوصول، لأن الإمكانات الحقيقية لتقنية الجيل السادس تكمن في تبني الابتكار متعدد التخصصات. ومن الناحية الاستراتيجية، لا يُمكن النظر إليها من منظور قطاع واحد، بل كعامل تمكين أساسي للتحول الرقمي والذكي في جميع القطاعات.

ولهذا الغرض، يجب على أصحاب المصلحة في الصناعة العالمية تعزيز التعاون والسعي نحو توافق تقني مبكر. وسيكون هذا التوافق حيويًا لوضع معايير وأنظمة بيئية عالمية موحدة لتقنية الجيل السادس(6G).

(ليو قوانغ يي هو الخبير الرئيسي في شركة تشاينا موبيل وكبير العلماء في معهد ZGC للابتكار والتطبيقات في كل مكان-X . ويستند المقال إلى مقابلة أجراها الصحفي يو سي نان من صحيفة الشعب اليومية مع ليو قوانغ يي).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منقول من جريدة حزب الشعب الصينية

" People daily Chinese newspaper"

*****************************************************

الصفحة التاسعة

كاراسكو يقترب من مغادرة الدوري السعودي

الرياض ـ وكالات

اقترب البلجيكي يانيك كاراسكو، جناح نادي الشباب، من الرحيل عن الدوري السعودي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وسط اهتمام متزايد من عدة أندية أوروبية بضمّه.

وذكر الصحفي الألماني فلوريان بلاتنبرج عبر حسابه على منصة "إكس"، أن إدارة الشباب قد توافق على بيع اللاعب رغم أن عقده يمتد حتى عام 2027.

وكان كاراسكو (31 عامًا) قد انضم إلى الشباب في صيف 2023 قادمًا من أتلتيكو مدريد، في صفقة بلغت قيمتها نحو 15 مليون يورو، وفق تقارير صحفية.

وعانى اللاعب البلجيكي من إصابات متكررة خلال الموسمين الماضيين، مما حدّ من مشاركاته إلى 45 مباراة فقط، سجل خلالها 13 هدفًا وقدم 13 تمريرة حاسمة.

**********************************************

إشعار احترازي لأرنولد قبل ملحق المونديال

متابعة ـ طريق الشعب

تلقى غراهام أرنولد، مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم، إشعارًا بخطوة احترازية مهمة قبل خوض مباريات الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ومن المقرر أن يغادر وفد المنتخب العراقي إلى تايلاند في 31 آب الجاري، للدخول في معسكر تدريبي يسبق الملحق الذي سيُقام في المملكة العربية السعودية.

وقال اللاعب الدولي السابق بسام رؤوف إن "المدرب الأسترالي كان قد طلب إقامة بطولة كأس السوبر العراقي ضمن برنامجه التحضيري، لكن الاتحاد لم يتمكن من تنفيذ ذلك بسبب ظروف الدوري واعتماد نظام جديد للبطولة يضم 6 أندية". وأضاف أن "عدم إقامة السوبر حرم أرنولد من فرصة مثالية لمشاهدة اللاعبين في مباريات تنافسية قبل الملحق".

وأوضح رؤوف أن أرنولد سيكتفي بخوض مباراتين تحضيريتين فقط قبل الملحق، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوة احترازية مبكرة تتمثل بعزل اللاعبين عن وسائل الإعلام "تفاديًا لأي مشكلات قد تؤثر على أجواء التحضير".

وعاد أرنولد مؤخرًا إلى بغداد بعد إجازة قصيرة في أستراليا، حيث يتابع تدريبات اللاعبين مع أنديتهم في دوري نجوم العراق تحضيرًا للاستحقاق الآسيوي.

وفي سياق متصل، وجه علي جاسم، لاعب المنتخب العراقي، رسالة مباشرة إلى أرنولد بعد منحه الضوء الأخضر لتمثيل المنتخب الأولمبي في التصفيات الآسيوية تحت 23 عامًا، المؤهلة إلى النهائيات. وقال جاسم: "تركيزي منصب على المنتخب الأولمبي، وسنخوض مباراتين وديتين في ماليزيا استعدادًا للتصفيات. رسالتي للمدرب أنني جاهز وتحت تصرفه في أي وقت، وأمثل العراق بكل فخر".

يُذكر أن المنتخب العراقي يترقب خوض مباراتين حاسمتين في الملحق الآسيوي لتحديد مصيره في بلوغ المونديال، فيما يواصل المنتخب الأولمبي استعداداته لضمان مقعد في نهائيات آسيا تحت 23 عامًا.

*******************************************

اتحاد الكرة يعلن جاهزية مشروع {الحلم}

متابعة ـ طريق الشعب

شهد مقر مشروع "الحلم"، الاجتماعَ الأخير مع اللاعبين وذويهم استعدادًا لانطلاق الوحدات التدريبية في العاصمة بغداد.

وذكر اتحاد كرة القدم في بيان أنه "تم خلال الاجتماع مناقشة دور الأهالي في توفير المناخ المناسب للتدريبات، وضمان الالتزام بمواعيد الغذاء والنوم دون التأثير على الدراسة"، مؤكداً أن رئيس الاتحاد عدنان درجال شدد على "أهمية تعاون الجميع لإنجاح المشروع الذي يهدف إلى وضع أسس متينة للارتقاء بواقع الكرة العراقية عبر مواكبة المناهج التدريبية العالمية المتطورة".

وبيّن الاتحاد أن "المشروع يأتي بدعم مباشر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبشراكة مع رابطة الدوري الإسباني (لاليغا) التي وفرت جميع مقومات نجاح التجربة في العراق".

وأشار إلى أن "قسم الإحصاء والمتابعة أنجز الملفات الإلكترونية لكل لاعب، لتوثيق بياناته وتحديثها بشكل مستمر وفق رؤية الأجهزة الفنية، فيما وزع قسم التجهيزات الوجبة الأولى من المعدات الرياضية استعدادًا لانطلاق التدريبات المقررة خلال الأسبوع الحالي".

******************************************

العراق ينجز طريق سباقات البطولة العربية للدراجات في السليمانية

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للدراجات، اليوم السبت، إنجاز الطريق الخاص بسباقات البطولة العربية التي من المقرر أن تستضيفها مدينة السليمانية في شهر تشرين الأول المقبل.

وقال رئيس الاتحاد، علي حميد، إن "الطريق الذي ستقام عليه سباقات البطولة العربية قد تم إنجازه بجهود مشتركة من قبل حكومة إقليم كردستان واتحاد اللعبة والشركة المنفذة"، مبيناً أن "الطريق سيُفتتح رسمياً في الأول من أيلول/سبتمبر المقبل بمشاركة 300 متسابق".

وأضاف حميد أن البطولة ستُقام في مدينة السليمانية للفترة من 2 ولغاية 10 تشرين الأول، بمشاركة عشرة منتخبات عربية.

****************************************

اتحاد الكرة يعلن جاهزية مشروع {الحلم}

متابعة ـ طريق الشعب

شهد مقر مشروع "الحلم"، الاجتماعَ الأخير مع اللاعبين وذويهم استعدادًا لانطلاق الوحدات التدريبية في العاصمة بغداد.

وذكر اتحاد كرة القدم في بيان أنه "تم خلال الاجتماع مناقشة دور الأهالي في توفير المناخ المناسب للتدريبات، وضمان الالتزام بمواعيد الغذاء والنوم دون التأثير على الدراسة"، مؤكداً أن رئيس الاتحاد عدنان درجال شدد على "أهمية تعاون الجميع لإنجاح المشروع الذي يهدف إلى وضع أسس متينة للارتقاء بواقع الكرة العراقية عبر مواكبة المناهج التدريبية العالمية المتطورة".

وبيّن الاتحاد أن "المشروع يأتي بدعم مباشر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبشراكة مع رابطة الدوري الإسباني (لاليغا) التي وفرت جميع مقومات نجاح التجربة في العراق".

وأشار إلى أن "قسم الإحصاء والمتابعة أنجز الملفات الإلكترونية لكل لاعب، لتوثيق بياناته وتحديثها بشكل مستمر وفق رؤية الأجهزة الفنية، فيما وزع قسم التجهيزات الوجبة الأولى من المعدات الرياضية استعدادًا لانطلاق التدريبات المقررة خلال الأسبوع الحالي".

*******************************************

100 يوم على بطولة كأس العرب في الدوحة

متابعة ـ طريق الشعب

تتأهب دولة قطر لاستضافة منافسات كأس العرب 2025 لكرة القدم، خلال الفترة من 1 ولغاية 18 كانون الأول المقبل، بمشاركة 16 منتخبًا جرى توزيعهم على 4 مجموعات، وفق القرعة التي سُحبت في 25 أيار الماضي بالعاصمة الدوحة.

وحتى الآن، ضمنت 9 منتخبات المشاركة في البطولة، فيما ستتنافس 14 دولة على المقاعد السبعة المتبقية عبر جولة التصفيات المقررة يومَي 25 و26 تشرين الثاني المقبل.

وتُقام مباريات البطولة على 6 ملاعب سبق لها استضافة مونديال 2022، وهي لوسيل، البيت، خليفة الدولي، أحمد بن علي، المدينة التعليمية و974، من بينها 4 ملاعب احتضنت أيضًا منافسات كأس العرب 2021، التي شهدت تتويج المنتخب الجزائري باللقب بعد فوزه على تونس في النهائي.

وتُعد نسخة 2025 هي الأولى ضمن ثلاث نسخ متتالية (2025، 2029، 2033) تُقام في قطر تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بعد النجاح الكبير الذي حققته نسخة 2021.

ويملك العراق الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بلقب البطولة برصيد 4 ألقاب، يليه المنتخب السعودي بلقبين، فيما أحرزت منتخبات مصر وتونس والجزائر والمغرب لقبًا واحدًا لكل منها.

أسفرت قرعة البطولة التي أجريت في وقت سابق، عن وقوع قطر وتونس وسوريا أو جنوب السودان وفلسطين أو ليبيا في المجموعة الأولى، بينما ضمت المجموعة الثانية المغرب والسعودية وعُمان أو الصومال واليمن أو جزر القمر. أما المجموعة الثالثة فقد جمعت مصر والأردن والإمارات والكويت أو موريتانيا، في حين جاءت المجموعة الرابعة بوجود الجزائر والعراق والبحرين أو جيبوتي ولبنان أو السودان.

*********************************************

ديوكوفيتش: هيمنة ألكاراز وسينر لن تدوم طويلاً

لندن ـ وكالات

أكد النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المتوّج بـ 24 لقبًا في بطولات الغراند سلام، أن هيمنة الثنائي يانيك سينر وكارلوس ألكاراز على الساحة العالمية في العامين الماضيين "لن تستمر إلى الأبد"، مشيرًا إلى أن الرياضة ستشهد قريبًا بروز منافسين جدد.

وقال ديوكوفيتش، البالغ من العمر 38 عامًا، في مؤتمر صحفي قبيل انطلاق بطولة أمريكا المفتوحة للتنس: "ما فعلاه خلال العامين الماضيين أمر استثنائي، والنهائيات التي جمعتهما في رولان غاروس وويمبلدون وغيرها من البطولات كانت مذهلة لرياضتنا". وأضاف: "أتوقع أن يظهر لاعب آخر ليكون منافسًا ثالثًا، كما كنت في السابق مع روجر فيدرر ورافائيل نادال".

ورأى أن المنافسة الثنائية بين ألكاراز وسينر رفعت مستوى التنس إلى آفاق جديدة، قائلاً: "في الرياضات الفردية يحب الناس رؤية مثل هذه المنافسات، ولا شك أن ما نشهده اليوم هو الأفضل".

ويملك ألكاراز وسينر آخر سبعة ألقاب كبرى، فيما خسر ديوكوفيتش أمامهما في أربع بطولات جراند سلام خلال الموسمين الماضيين. وكان آخر لقب كبير له في أمريكا المفتوحة عام 2023، بينما يفتتح مشاركته في نسخة هذا العام بمواجهة الأمريكي الصاعد ليرنر تيان في الدور الأول، مع احتمال مواجهة مواطنه تايلور فريتز في ربع النهائي وألكاراز في نصف النهائي.

وعن تحضيراته، قال ديوكوفيتش: "قد أكون بعيدًا عن أجواء المباريات الرسمية منذ ويمبلدون، لكنني قضيت أسابيع مكثفة في التدريبات، واخترت الابتعاد عن البطولات مؤخرًا لقضاء وقت أطول مع عائلتي".

*******************************************

وقفة رياضية.. لاعبونا والأسترالي أرنولد أمل الكرة العراقية

منعم جابر

يبدو المدرب الأسترالي غراهام أرنولد متحمسًا وجاهزًا لمنافسات الملحق المؤهل إلى كأس العالم، إذ ظهر ذلك من خلال حضوره قرعة الملحق، واستعداده للمشاركة في بطولة ملك تايلاند، إضافة إلى بحثه عن مباريات تجريبية للمنتخب الوطني، ومتابعته الحثيثة للاعبي العراق سواء في الأندية المحلية أو أندية الاحتراف. هذه المؤشرات تؤكد أن أرنولد عازم وجاد في التحضير للملحق وتوابعه.

وقد شدد أرنولد على استعداده للبقاء في بغداد لمتابعة اللاعبين في دوري نجوم العراق والمحترفين في الخارج، حرصًا منه على الوقوف على مستوياتهم الفنية ولياقتهم البدنية. وأدرك المدرب أن الأمنيات وحدها لا تكفي لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم 2026، بل إن العمل الجاد، والاختيارات الدقيقة، وبذل الجهد والعرق هي السبيل الوحيد للمضي نحو النهائيات. فالاستعداد النفسي العالي والدعم الإعلامي يشكلان معًا عناصر أساسية لدفع المنتخب العراقي من الملحق إلى النهائيات.

الجميع يعلم أن خيارات المنتخب هذه المرة ليست متعددة كما في التصفيات الأولية، بل أمامه خيار واحد فقط، ولا مجال للاجتهادات أو "التنظير". وهنا أبدأ حديثي مع الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي يبدو منشغلاً بمشكلاته وخلافاته، وهو ما أضاع علينا المرحلة الأولى من التصفيات، ولا يزال أثره قائمًا حتى اليوم بل أشد وقعًا. فهل يتمكن قادة الاتحاد من مصارحة أنفسهم وجماهير الكرة العراقية، والتعامل مع الواقع بشفافية وأمانة خدمةً لمصلحة الكرة العراقية؟

أما الطرف الآخر، فهو الصحافة والإعلام، إذ تقع على عاتقها مسؤولية كبرى في نقل الأحداث والحقائق بأمانة بعيدًا عن التأويلات والتكهنات، دفاعًا عن المصلحة العامة. على الإعلام أن يضع الوطن ومصلحة الجماهير نصب عينيه، وأن يبتعد عن "الفبركات" أو التلاعب بالألفاظ التي تربك الرأي العام.

الطرف الثالث يتمثل في الجماهير العراقية، التي يقع على عاتقها واجب مساندة المنتخب الوطني وشد أزر لاعبيه، وتشجيعهم على الظهور بمستوى مشرف، بعيدًا عن الهجوم أو الانتقاص من أي لاعب أو جهاز تدريبي. فجميع اللاعبين أبناء الوطن، ومن ينجح نفخر به، ومن يتعثر نصفق له حتى ينهض من جديد. ولتكن الوحدة الوطنية هي القاعدة التي تجمع العراقيين من أقصى كردستان إلى جنوب البلاد.

إننا اليوم أمام خيار واحد لا بديل عنه، وهو تصدر المجموعة الثانية للملحق وحسم بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026. لذلك أناشد اتحاد الكرة والصحافة والإعلام والجماهير ووسائل التواصل الاجتماعي وكل الحريصين على الكرة العراقية، بضرورة منح المدرب أرنولد المساحة الكافية وحرية العمل في اختيار اللاعبين واتخاذ القرارات المناسبة، فالأمر يتعلق بمباراتين فقط قد تحددان مصير التأهل.

إن منح أرنولد الوقت الكافي لتطبيق برنامجه سيمنحه اندفاعًا وطاقة إضافية تخدم المنتخب العراقي وتوفر له حلولًا مناسبة، خاصة أن المدرب يدرك جيدًا أهمية عامل الوقت في تنفيذ خططه التدريبية. فلنكن جميعًا يدًا واحدة وقلبًا نابضًا بحب العراق، إذ لا خيار أمامنا سوى الفوز وحجز بطاقة العبور إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

******************************************

العراق يهيمن على بطولة غرب آسيا للقوة البدنية

متابعة ـ طريق الشعب

اختتمت، يوم الجمعة، منافسات بطولة غرب آسيا للقوة البدنية في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة واسعة من عشر دول، حيث نجح المنتخبان العراقيان للمتقدمين والناشئين في اعتلاء منصات التتويج بحصيلة بلغت 32 وساماً ملوناً، بواقع 13 ذهبية و11 فضية و8 برونزيات.

وقال رئيس الاتحاد العراقي للقوة البدنية، صلاح فتاح، إن "المشاركة كانت ناجحة بكل المقاييس، والإنجاز تحقق رغم قوة المنافسة"، مؤكداً أن التفوق العراقي يعكس المكانة المتميزة التي باتت تحتلها الرياضة العراقية على المستويين الإقليمي والقاري، فضلاً عن حضورها البارز في البطولات العالمية.

وشدد فتاح على "أهمية مواصلة العمل الجاد للنهوض بواقع اللعبة وتطوير رياضة القوة البدنية، بما يضمن استمرار النجاحات وتحقيق المزيد من الإنجازات على المستويين الدولي والعربي".

************************************************

الصفحة العاشرة

المادية الجدلية من القطب إلى جنوب العالم: مقارنة بين مؤسسها ومثقفينا

نبيلة صادق

يُعرف كارل ماركس المادية الجدلية بأنها المنهج الفلسفي الذي يُفسر تطورات الطبيعة والفكر الإنساني والمجتمع استناداً إلى قوانين مادية وموضوعية، لا تعتمد على وعي الأفراد أو رغباتهم، بل تتحدد بالعلاقات المادية بين البشر في سياقها التاريخي والاجتماعي. وقد خالف بذلك فلسفة أستاذه هيغل، الذي رأى أن الأفكار هي المحرِّك الأساسي للتاريخ؛ إذ أكد ماركس بأن الوجود الاجتماعي هو ما يُحدد الوعي، بمعنى أن الأفكار لا تغيّر العالم، بل الصراع الطبقي داخل نمط الإنتاج هو ما يدفع عجلة التاريخ إلى الأمام.

وفي جوهر المادية الجدلية، تبرز ثلاثة مفاهيم رئيسية:

أولاً: الصراع ووحدة الأضداد، حيث إن كل شيء يتطور نتيجة تناقض داخلي بين قواه المتعارضة، ولا شيء يبقى ثابتاً.

ثانياً: تحول الكم إلى كيف، بمعنى أن التراكمات الصغيرة تقود في لحظة ما إلى تغيير جوهري، فالكميّة تتحول إلى نوعيّة.

وأخيراً: نفي النفي، أي أن كل مرحلة تاريخية تنفي سابقتها، لكنها لا تلغيها تماماً، بل تحتفظ بعناصرها وتُعيد تشكيلها في صيغة جديدة.

وعليه، فإن النظرية الجدلية ليست مجرد فلسفة نظرية تأملية، بل هي منهج لفهم العالم والعمل على تغييره. وانطلاقاً من ذلك، سنسعى لتطبيق هذا المنهج الجدلي على الاقتصاد والسياسة، كبُعدين جوهريين في البنية المجتمعية.

فيما يتعلق بـ الاقتصاد، فهو ليس منظومة جامدة أو قوانين أبدية، بل ساحة صراع طبقي متحرّكة. فالنظام الرأسمالي لا يُمثّل طبيعة ثابتة، بل هو نتيجة تاريخية لتطور علاقات الإنتاج. ضمن هذا النظام، يوجد تناقض جوهري بين قوى الإنتاج (مثل العامل، التكنولوجيا)، ووسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج (كالملكية والسيطرة الرأسمالية)، مما يخلق صراعاً مستمراً بين طبقتين أساسيتين: البرجوازية التي تمتلك أدوات الإنتاج، والبروليتاريا التي لا تملك سوى قدرتها على العمل. هذا الصراع لا ينتهي بتسوية أو مصالحة، بل يتطور إلى لحظة تحول ثوري.

أما في السياسة، فالمادية الجدلية تكشف زيف التصورات الليبرالية التي تقدّم الدولة ككيان محايد وفوقي، وتُعرّيها باعتبارها أداة طبقية تهدف إلى حماية مصالح الطبقة المسيطرة. فالدولة ليست سوى انعكاس لعلاقات الإنتاج السائدة، وكل دستور أو نظام انتخابي أو قانون ليس إلَّا شكلاً من أشكال تثبيت الهيمنة الطبقية. ومن هنا، فإن الثورة لا تكون اقتصادية فقط، بل سياسية بامتياز، إذ تسعى لتحطيم جهاز الدولة البرجوازي وتشييد دولة البروليتاريا كمرحلة انتقالية نحو الشيوعية.

وهكذا، توضّح المادية الجدلية أن التغيير لا يأتي من أفكار مجردة أو رغبات حالمة، بل من تناقضات الواقع المادي نفسه. إنها سلاح نظري بيد الثوريين لرؤية العالم كما هو، من أجل إعادة تشكيله كما يجب.

ننتقل الآن من مستوى النظرية العامة إلى تطبيقاتها في جنوب العالم، عبر مثقفَيْن اثنَيْن شكّلا منعطفاً في تجديد المادية الجدلية: مهدي عامل وسمير أمين.

النظرية أداة اشتباك تحرري وليست تأملاً مجردا

يتبنى مهدي عامل المادية الجدلية كمنهج تحليلي يُمارس على الواقع العربي التبعي تجديداً، مُتفقاً مع ماركس في أن الوعي نتاج للبنية التحتية. لكنه يُضيف أن هذا الوعي في العالم العربي يتشكل ضمن سياق الخضوع البنيوي للإمبريالية. وبالتالي، لا يكتفي عامل باستخدام المادية الجدلية لفهم الواقع، بل يراها سلاحاً ثورياً لتفكيك الأيديولوجيا التي تصوغ وعي الإنسان في مجتمعاتنا التابعة.

إن المادية الجدلية عند عامل تفكك البُنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية من داخلها، عبر تحليل تناقضاتها الداخلية، فهي علمٌ للحركة والتغيير، لا تعترف بالثبات أو المطلق. الواقع ليس معطى جامداً، بل بنية تاريخية متحركة، والوعي لا يسبق الواقع بل ينتج عنه.

وعند تطبيق هذه الرؤية على الواقع العربي، نجد أن الماركسية الغربية لا تصلح كنص مقدس يُستنسخ، بل هي أداة منهجية ينبغي أن تتفاعل مع خصوصية المجتمعات الكولونيالية التابعة. فالمجتمع العربي ليس رأسمالياً مكتمل البناء، بل يعاني تشوّهاً بنيوياً بفعل الاستعمار والإمبريالية. لهذا، لا يمكن الحديث عن الصراع الطبقي بمعزل عن الإمبريالية، إذ أن البنية الكولونيالية نفسها تُنتج نمط إنتاج تابع وهجين، يعيد تشكيل علاقات الإنتاج بما يخدم مصالح الخارج.

وفقاً لذلك، فإن الثورة في فكر عامل ليست اقتصادية فقط، بل هي تحرر وطني وثورة طبقية في آنٍ معاً. والدولة، في هذا السياق، ليست حامية للبرجوازية الوطنية، بل جهاز يعيد إنتاج التبعية لصالح التحالف الطبقي الكولونيالي. أما الثقافة، فهي خاضعة لهيمنة أيديولوجية قومية، دينية، أو ليبرالية، تعمل على ترسيخ وعي زائف يُكرّس الوضع القائم.

وهكذا، يكون ماركس قد وضع الأساس النظري لفهم الصراع من منطلق مادي ديالكتيكي، بينما قام مهدي عامل، بإعادة إنتاج هذا المنهج داخل الواقع المشوّه الكولونيالي، كاشفاً آليات السيطرة في المجتمعات العربية التابعة.

وبذلك تصبح النظرية أداة اشتباك تحرري وليست تأملاً مجرداً.

أما سمير أمين، فقد رفع صوت الماركسية من خارج المركز. ففي حين ركّز مهدي عامل على تفكيك البُنى الداخلية في العالم العربي، قدّم أمين قراءةً عالمية من موقع الأطراف – آسيا، إفريقيا، وأميركا اللاتينية – لفهم منظومة التراكم الرأسمالي.

سمير أمين والاختلاف في طبيعة الثورة بين المركز والأطراف

اعتمد أمين على المادية الجدلية لتحليل العلاقة غير المتكافئة بين المركز والأطراف، موضحاً أن الرأسمالية ليست مجرد نمط إنتاج طبقي داخل الدولة، بل نظام عالمي قائم على تقسيم العمل بين دول المراكز ودول الأطراف. وبهذا، تصبح المادية الجدلية عنده أداة لفهم نظام الاستغلال العالمي، حيث يُنتج الفقر في الجنوب لتتراكم الثورة في الشمال.

لذلك، في مجتمعات الجنوب، الصراع ليس طبقياً فقط، بل تحرري وطني أيضاً. وقد اتخذ أمين موقفاً نقدياً من الماركسية الأوروبية، معتبراً أن ماركس كان عبقرياً، لكن ماركسيته كانت ماركسية المركز. ولهذا طوّرها سمير أمين لتُصبح ماركسية الأطراف، تُركّز على التناقض بين شعوب الجنوب والنظام الرأسمالي العالمي، لا فقط بين البرجوازية والبروليتاريا في أوروبا.

من هذا المنطلق، تختلف طبيعة الثورة بين المركز والأطراف: في المركز يمكن أن تكون اشتراكية مباشرة، أما في الأطراف فلا بد أن تمر عبر مراحل تحرر وطني واستقلال اقتصادي قبل الوصول إلى الاشتراكية. أما المثقف، فلا مكان للحياد في هذا السياق؛ إما أن ينحاز للشعوب، أو يصطف مع الإمبريالية. لا مكان للتفسيرات الأكاديمية الباردة هنا، بل للانحياز الفعّال للوعي والممارسة.

ومن اللافت أن عامل وأمين يتقاطعان في استخدام المادية الجدلية لتحليل التفاوت البنيوي بين المركز والأطراف، وتفكيك البُنى الاجتماعية والسياسية في العالم العربي، مؤكدَين على أن المثقف لا يكون ثورياً إلا بانحيازه للشعوب وضد الأنظمة التابعة. فبينما يُحلل مهدي عامل الواقع العربي من الداخل، خصوصاً في لبنان، فإن أمين ينظر له من زاوية أوسع ضمن منظومة الاستغلال العالمية.

لقد حلل مهدي عامل أساس علاقة التبعية بأن الطبقة البرجوازية في المجتمعات الكولونيالية، بحكم موقعها الطبقي البرجوازي، تُعيد إنتاج علاقة التبعية البنيوية بالنظام الرأسمالي الإمبريالي الذي يخدم أصلاً مصالح الإمبريالية ويكرِّس التبعية؛ أمَّا سمير أمين فيُشير إلى أن العدو الأكبر هو النظام الرأسمالي العالمي نفسه، المتمركز في القوى الإمبريالية. وحتى تعريف نمط الإنتاج يختلف بينهما؛ فعامل يصفه بالمشوّه والتابع، بينما يعتبره أمين نمطاً خراجياً مستمداً من النمط الإقطاعي.

وبناءً على ما تقدم، يمكن القول إن المادية الجدلية، كما أسسها ماركس، هي حجر الأساس لفهم التاريخ والمجتمع من منظور الصراع الطبقي، لكنها ليست نصاً جامداً. لقد أُعيد إنتاجها في سياقات متعددة – من المراكز الأوروبية إلى ساحات المواجهة في الجنوب والعالم العربي – لتتماشى مع طبيعة الصراع الكولونيالي الطرفي.

في فكر مهدي عامل، تصبح المادية الجدلية أداة لفضح آليات الهيمنة الطبقية والأيديولوجية، حيث تُعاد إنتاج التبعية من خلال بُنى محلية شُكّلت على صورة المستعمِر لخدمة مصالحه واضعاً المثقف في قلب المعركة لبناء وعي طبقي نقدي. وكما يقول: “لا يمكن للمثقف أن يكون مثقفاً بأدوات إنتاجه من موقع المنبوذ أو موقع خادم السلطان”.

أما سمير أمين، فقد وسّع المادية الجدلية لتُصبح أداة تحليل للتراكم الرأسمالي العالمي، كاشفاً اعتماد النظام على الأطراف كمصدر للثروة، مقابل تراكمها في المراكز. وقد دعا إلى فك الارتباط وبناء مشروع تنموي مستقل خارج منظومة التبعية.

ختاماً، إن المادية الجدلية ليست مجرد وصف للعالم، بل دعوة لتغييره – تغييرٌ يبدأ من داخل تناقضات الواقع ومن مواجهة الاستبداد الداخلي والهيمنة الإمبريالية معاً. إنها سلاحٌ نظريٌ في يد من يريد أن يغيّر العالم، لا أن يشرحه فقط.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منصة "تقدم" – 23 تموز 2025

***********************************************

مفهوم الاغتراب في الأدب والفلسفة

إبراهيم أبو عواد*

الاغترابُ _ في المَنظورِ الأدبيِّ والنَّسَقِ الفَلسفيِّ _ لَيْسَ انتقالًا مِنْ مَكانٍ إلى مَكانٍ، أو الابتعادِ عَن الأحبابِ والأصدقاءِ.إنَّهُ شُعورُ الفَرْدِ بالعُزلةِ،والانفصالِ عَن ذَاتِهِ والعَناصرِ المُحيطة بِه، أي إنَّ الإنسانَ يَنفصِل عَنْ جَوْهَرِه ، وَيَشْعُر بالغُربةِ وَهُوَ مَوجود بَين الناسِ ، وَيَعْجِز عَنْ إيجادِ مَعْنى حقيقيٍّ للأحداثِ اليومية والتفاصيلِ الحَياتية، نَتيجة أسباب نَفْسِيَّة واجتماعيَّة واقتصاديَّة .

والاغترابُ مُرتبطٌ بالمَسؤوليةِ والحُرِّيةِ للإنسانِ في اختيارِ قِيَمِهِ وأفعالِه، مِمَّا قَدْ يُسبِّب لَهُ القَلَقَ والارتباكَ والاضطرابَ، وهَذا يَعُودُ إلى عوامل كثيرة ، مِنْهَا : فِقْدَان القِيَم الرُّوحِيَّة ، والتَّغَيُّرات الاجتماعية السَّريعة، وضُغوط الحَياة الحَديثة، والابتعاد عَن الطبيعة .

وَتُعْتَبَر قَصَائدُ الشاعرةِ الأمريكية إميلي ديكنسون ( 1830 _ 1886 ) أفضلَ تَعبير عَن الاغترابِ ، حَيْثُ عَكَسَتْ شُعورَ المُثقفين الأمريكيين بالاغتراب بعد الحرب الأهلية

(1861 _ 1865).

عَاشتْ في عُزلة معَ أُخْتِها وأُمِّها ، حيث كانت تُفَضِّل كِتابةَ العَالَمِ عَنْ بُعْد، فانسحبتْ مِنْهُ لِتَتأمله. وَوَجَدَتْ ذَاتَها في عُزلتها، كَمَا أنَّها لَمْ تَتَزَوَّجْ . وقد قال أحدُ الشُّعراء الأمريكيين إنَّ العُزلة التي اختارتها إميلي لِنَفْسِها في بَيْتِ أبيها وفي غُرْفتها الخاصَّة، لَمْ تَكُنْ هُروبًا مِنَ الحَياة ، بَلْ إنَّ الأمر عَلى عَكْسِ ذلك، فقد كان اعتزالُها مُغَامَرَةً إلى قلب الحياة التي اختارتْ أن تَكْتشفها وتُروِّض مَجهولَها ، تلك الحياة الشاسعة الخَطِرة، كثيرة الآلام، ولكنِ الأصيلة .

وَالشاعر النمساوي راينر ريلكه (1875_ 1926) تُعْتَبَر حَيَاتُه مِثَالًا واضحًا عَلى الغُربةِ والاغترابِ والتَّهميشِ والإقصاءِ، في حِقْبَة اتَّسَمَتْ بِتَوَالي الأزماتِ الاقتصادية، وسَيطرةِ الرَّأسماليَّة، وَالتَّوَسُّعِ الاستعماريِّ. وَقَدْ جاءتْ أعمالُه الشِّعْرية والنثرية ورسائلُه تَعْبِيرًا عَنْ إحساسِه الحَياتيِّ العَميقِ بالاغتراب ، وانكفاءِ الفِكْرِ والحَياةِ الرُّوحِيَّة، وانعزالِها عَن العَالَمِ الخارجيِّ، مِمَّا وَلَّدَ حَالَةً مِنَ الحَسَاسِيَّةِ المُفْرِطَةِ التي أنتجتْ بِدَوْرِها انطوائيةً صَعْبَة .

والأديبُ التشيكي فرانز كافكا (1883 _ 1924) عَانَى مِنْ غُربته الرُّوحِيَّة واغترابِه العاطفيِّ ، وعُزلته الوِجْدَانِيَّة، فَهُوَ يَشْعُر عَلى الدَّوَامِ أنَّه خَارج الزَّمانِ والمَكانِ، ولا يَنْتمي إلى العَناصرِ المُحيطة بِه، فَهُوَ تشيكي المَوْلِد، يَهُودي الدِّيَانة، يَكْتُب وَيَتَكَلَّم بالألمانية . وهذا الأمْرُ يَحْمِلُ في طَيَّاتِهِ بُذورَ العُزلةِ والغُربةِ والاغترابِ، فالتشيكُ يَعْتبرونه ألمانيًّا، والألمانُ يَعْتبرونه يَهُوديًّا. وَمَعَ أنَّه تشيكي المَوْلِد لا يَكْتُب باللغة التشيكية ، وَمَعَ أنَّه يَهُودي الدِّيَانة لا يَكْتُب باللغةِ العِبْرِيَّة . وَهَذه الغُربةُ المُتفاقِمة جَعَلَتْ مِنْهُ شخصًا خجولًا ومُعَذَّبًا، وأدخلته في صِدَامٍ مَعَ وَالِدَيْه، فصارتْ علاقاتُه الاجتماعية مُتوترة تمتاز بالقَلَقِ والخَوْفِ، وَلَمْ تَكُنْ أزماتُه الاجتماعية إلا انعكاسًا لأزماته الرُّوحِيَّة. والشاعرُ الإيطالي جوزيبي أونغاريتي

(1888 الإسكندرية بِمِصْر _ 1970 مِيلانو بإيطاليا)، عَبَّرَ عَنْ ضِيقِه بالعَيش وَتَبَرُّمِه به ، واستحواذِ فِكرة المَوْتِ وَهَاجِسِهِ عَلى نَفْسِه، فَبَحَثَ عَنْ وَطَنٍ حَقيقيٍّ ضائع ومُختبئ في ليل الزمان السحيق. كما بَحَثَ عَن ” البَرَاءَة الأُولَى”. وتُظْهِر هذه الأحاسيسُ كُلُّها أنَّ جُرْحَ النَّفْيِ والاغترابِ الذي كانَ يَشْعُرُ بِهِ على الدَّوَامِ لَمْ يَنْدَمِلْ عِنْدَه . وَقَدْ زَادَ مِنْ حِدَّةِ اغترابِهِ عَنْ وَطَنِهِ آنذاكَ مُعارضته للفاشيَّة وأفكارِها المُتطرفة، فَشَدَّ الرِّحَالَ،وسافرَ إلى البرازيل،لِيُدَرِّسَ فِيها الأدبَ الإيطاليَّ الحديث خِلال الفَتْرَة ( 1937 _ 1942 ) .

والفَيلسوفُ الألمانيُّ كارل ماركس ( 1818_ 1883 ) صَاغَ مَفهومَ المَادِيَّةِ الجَدَلِيَّة انطلاقًا مِنْ مَفْهُومَي الجَدَلِيَّةِ عِند هِيغل ، والمَادِيَّةِ عِند فيورباخ ، وَوَظَّفَه كَي يُقَدِّمَ تَصَوُّرًا ماديًّا للتاريخ الإنسانيِّ ، وَشَرَحَ مَفهومَ الاغترابِ

(الاستلاب) الاقتصاديِّ، الذي يُؤَدِّي بِدَوْرِهِ إلى اغترابٍ اجتماعيٍّ وَسِيَاسِيٍّ للإنسانِ، وَفْقًا لأُطْرُوحته . يَرى ماركس أنَّ العَمَلَ في ظِلِّ الرَّأسماليَّةِ يُؤَدِّي إلى اغترابِ العَامِلِ عَنْ ذَاتِهِ وَعَمَلِهِ المُنْتَجِ وَزُمَلائِه ، وهَذا الاغترابُ يُؤَدِّي إلى استلابِ الإنسانِ ، وَفِقْدَانِ مُلْكِيَّةِ عَمَلِه، وبالتالي يَفْقِد إنْسَانِيَّتَه، وَيَخْسَر مَشَاعِرَه وأحاسيسَه وكِيَانَه وَشَخْصِيَّتَه وَهُوِيَّتَه.

والفَيلسوفُ الألمانيُّ مارتن هايدغر

(1889 _ 1976) تَقُومُ فَلسفته على ثلاثة أركان : القَلَق ، الاغتراب ، المَوْت . وَيَبْرُزُ مَفهومُ الوُجودِ الوَهْمِيِّ ، حَيْثُ يُعَاني الإنسانُ مِنَ الاغترابِ ، فَيَتَقَمَّص الآخَرِين، ولا يَجِدُ نَفْسَه، وَهَذه المَرحلةُ تُمثِّل نَوْعًا مِنْ عَدَمِ الوُجود. أي إنَّ الإنسانَ يَغْفُلُ عَنْ حَقيقةِ وُجُودِه، وَيَخْضَع لتأثيراتِ المُجتمعِ ، والعَاداتِ، والتَّقاليدِ، وإفرازاتِ النِّظَامِ الاستهلاكيِّ المَادِيِّ، وَيَفْقِد ارتباطَه بالذاتِ والعَالَمِ، نَتيجة عَدَمِ وُجودِ مَعنى واضح للحَياةِ، أوْ لِعَدَمِ قُدْرته على تَحقيقِ الأصالةِ،وهَذا يَجْعَلُهُ يُعَاني مِنَ الغُربةِ الرُّوحِيَّةِ، والاغترابِ عَنْ ذَاتِهِ ومُحِيطِه . ولا بُدَّ مِنَ التركيز على الأسئلةِ الوُجوديةِ وَمَعْنَى الكَيْنُونة .

والفَيلسوفُ الألمانيُّ الأمريكيُّ إريك فروم (1900 _ 1980 ) يُعْتَبَر مِنْ أهَمِّ الفَلاسفةِ الذين تَعَرَّضوا لأزمةِ الإنسانِ المُعَاصِر، وَقَدْ سَاهَمَ في جَعْلِ مُصْطَلَحِ ” الاغتراب” مِنَ المُصْطَلَحَاتِ المَألوفةِ في القَرْنِ العِشْرين ، مِنْ خِلالِ أبحاثِه وَدِرَاسَاتِه . وَطَرَحَ مَسألةَ غُرْبَةِ الإنسانِ عَنْ نَفْسِهِ نَتيجة النَّزْعَةِ نَحْوَ الاستهلاكِ التي تَفْرِضُهَا المُجْتَمَعَاتُ الصِّنَاعِيَّة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب من الأردن

المجلة الثقافية الجزائرية" – 2 آب 2025

********************************************

قاموس اقتصادي فلسفي.. الدورة الصناعية

إعداد: د. صالح ياسر

الدورة الصناعية (Circle Industry) - الأزمات هي عبارة عن ظواهر تتكرر عادة على نحو دوري لدرجة ما في الاقتصاد الرأسمالي. وتسمى الفترة بين ازمة اقتصادية واخرى بالدورة الصناعية. وتتكون هذه الدورة من أربع مراحل:

  1. مرحلة الأزمة، وهي المرحلة الابتدائية والحاسمة في الدورة. وقد جرت العادة أن تبدأ الأزمة ظهورها في التجارة، إذ تتزايد احجام السلع المكدسة بلا تصريف. ويحدث ذلك أولا بالنسبة لسلع الاستعمال الطويل الاجل ثم تتزايد الصعوبات فتواجه ايضا تصريف سلع الاستهلاك القصير الاجل أي المواد الضرورية للغاية. وبالتدريج تبلغ السلع المكدسة حدا يبعث على انكماش الإنتاج.
  2. مرحلة الكساد. ان انكماش الإنتاج وهبوط أسعار السلع أثناء الأزمة يعمل مؤقتا على انهاء الاختلال في تناسب الإنتاج مع الاستهلاك. وتظهر الاسعار في مرحلة الكساد على مستواها الهابط مما يساعد على امتصاص السلع المخزونة. إلا أن الاسعار المنخفضة لا توفر ارباحا كافية. ومن هذا فان الاتجاه الى الحصول على ارباح مرتفعة مع انخفاض الاسعار يرغم الرأسماليين على تقليل تكلفة الانتاج عن طريق رفع درجة استغلال العمال، واستخدام آلات وأساليب إنتاج جديدة أعلى إنتاجية. وهكذا يستبدل الرأسماليون المعدات القديمة بأخرى جديدة. ويجري على نطاق واسع تجديد الرأسمال الأساسي، ويعني ذلك طلبا متزايدا على وسائل الإنتاج. وهنا تنتهي مرحلة الكساد لتبدأ مرحلة الانتعاش.
  3. مرحلة الانتعاش. في هذه المرحلة ويجري على نطاق واسع تجديد الرأسمال الأساسي، وهذا يعطي دفعة لنمو طلب وسائل الإنتاج في السوق. ونتيجة ذلك يجري استيعاب قوة عمل اضافية في القطاعات الانتاجية التي تنتمي الى المجموعة الأولى. ان قوة العمل الاضافية هذه تفرض زيادة في طلب مواد الاستهلاك، مما يشكل حافزا لإنتاج وسائل إنتاج لهذه القطاعات. وهكذا يتحرك جهاز الإنتاج الراسمالي بسرعة متزايدة. ويدخل الإنتاج مرحلة النهوض التي تخلق بدورها مقدمات حدوث أزمة جديدة.
  4. مرحلة النهوض. رغم نمو الإنتاج في مرحلة النهوض لا تطرأ تغيرات جادة على وضع الجماهير الكادحة. فحدود استهلاك الطبقة العاملة تظل متمثلة في قيمة قوة العمل. ويعني هذا استمرار نمو جميع التناقضات التي تسببت عنها الأزمة السابقة. فالإنتاج ينفصل عن السوق، وحجم الموارد السلعية ينفصل عن الطلب الاجتماعي القادر على السداد. ومن هنا ينشأ فائض إنتاج مستتر في بداية الامر، ثم لا يلبث ان اصبح مكشوفا. هنا يلاحظ ان السلع قد انتجت بوفرة مفرطة مما يجعل تصريفها متعذرا. فتأخذ اسعار السلع في الهبوط ويلي ذلك هبوط الأرباح بمعنى ان أزمة جديدة تأخذ في الظهور بكل ما لها من سمات مميزه.

ترتبط كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية ارتباطا عضويا مع المراحل الأخرى وبعد الانتقال من الكساد الى الفتور الى الانتعاش والازدهار حركة صاعدة ترتبط بتغيير هيكل الإنتاج في الاقتصاد لمواجهة الازمة من جهة، وبردود الفعل التي تبديها القوى الاقتصادية المختلفة من جهة ثانية.

**********************************************

الصفحة الحادية عشر

نصوص الشهداء

هي نصوص تجمعها انفاس الشهداء في كل مكان.. وهم يكتبون الشهقات الاخيرة من حياتهم النقية، التي لم يلوثها إثم ولا فساد ولا جريمة. هنا.. اجتمعت في واحتنا الثقافية اوجاع ودماء من عزّ علينا فقدانهم فآثرنا ان نخصهم بهذا الحب الذي يحول كل قطرة دم الى زنبقة حمراء.

هنا.. كان شهداء غزة وكامل شياع وكريم جثير و.. والارواح التي تمتلئ بأنفاسهم المقابر ويعطر التراب بنبض قلوبهم التي قدّت من النقاء والبراءة.

المحرر الثقافي

********************************************

يا أجمل الشهداء.. "إلى أنس الشريف".. الحرية قادمة ولو طال الليل ألف عام

محمد علوش

في رحيلك،

لم ينطفئ الضوء كما يظنّون،

بل أضاء سماء غزة بألف نجمة،

وتسلق الغيمات،

ليكتب اسمك بحروف من نار وندى،

ويعلّق صورتك على جبين الفجر،

كأنك تقول له:

"لا تشرق إلا إذا مررتَ على جراحنا أولاً".

كنت تمشي في أزقّة غزة

كمن يمشي على خيوط الضوء،

تحمل كاميرا لا تعرف الخوف،

وفي قلبك وطنٌ

تتسع حدوده لكل موجة في البحر،

وكل صرخة طفل في المخيم،

وكل حجر صغير ينتظر اليد التي تقذفه.

كنت تعرف أن الصورة ليست لحظة،

بل عمرٌ كامل يتجمّد في إطار،

وأن العدسة ليست زجاجاً،

بل نافذة يطلّ منها العالم على الحقيقة العارية،

حقيقة الدم حين يختلط بالغبار،

وحقيقة الأمهات وهن يخبئن وجوههن

خشية أن يفضح البكاء ما يفيض في الصدور.

أيها العابر بين النار والحقيقة،

أيها الواقف على الحدّ الفاصل

بين الحياة والموت،

كنت تعرف أن الكاميرا طلقة

لا تخطئ الهدف،

وأن الكلمة إذا ارتوت من الدم

تصير رايةً ترفرف في كل رياح الأرض.

أنس..

يا من جعلت الحصار يتكسّر على أهدابك،

يا من حملت وجوهنا في صورك

كما يحمل الموج الملح،

لم تكن شهيداً فقط،

كنت مرآةً لأمّك وهي ترفع عينيها للسماء،

وكنت ظلّ صديقك الذي لم يعد،

وصوتَ الشوارع وهي تنادي:

"هنا شعب لا يُمحى".

نم قرير العين،

فالعدسة التي سقطت من يدك

تحملها الآن عيوننا جميعاً،

ونحن الذين عاهدناك

أن نبقى شهوداً كما كنت،

أن نحرس الحقيقة بالكلمة،

وبالصورة،

وبالقلب الذي لا يعرف الانحناء.

نم..

فالفجر الذي حلمت به

يتكوّن الآن في رحم الليل،

وكل نجمة فوق غزة

تحمل في قلبها ملامحك،

وكل موجة على شاطئها

تردّد اسمك،

وكل طفل يرفع رأسه نحو السماء

يرى وجهك يبتسم،

ويعرف أن الحرية قادمة،

ولو طال الليل ألف عام.

********************************************

المرايا الحافية

إلى آلاف الأقمار التي تتسامى في سماء غزَّة

عادل الياسري

في نيويورك ،

السيِّدُ الأمريكيُّ

رمى علبة الكبريتِ لحارسهِ

الحمامات مات هديلها

غرفة الأطفال صمتٌ يُغلِّفها

 الأحجارُ نارٌ،

 والمرايا تسكن الأجسادَ حافية

بأقدامها الرمل

 أمكنة ٌ بلا ناس

لا أرجل تقبِّل الطرقات

سيِّدتي ، 

هل رأيتِ مقاتلاً

زرع الوردَ على كفِّ طفلتهِ

به مسح الحزن عن صوت المغنّي

ثمَّ أهدى القتيل قبلتهُ

لكنَّه نسيَ الشهقةَ

جثَّة على الجسدِ

وافتْهُ مَنْ زرع الورد على كفِّها

تسأل الشمسَ عنْ وَعْدٍ

بثَّها إيّاه عند الصباحِ

لمْ يأتِها الردُّ

ناغاها الهديلُ طائراً في السماءْ

  **************************************************

تحوُّلاتُ يَسارِ ابنِ طِفْلَة.. هذا العراق هويتك المؤبدة، خذ ثأر أحزانه

عبدالامير العبادي

كُلَّما تَثاءَبَ غُصْنُ الزَّيْتونِ

أَنْجَبَتْ عَنادِلَهُ

أصْواتٌ تَزْهُو لِلْحُرِّيَّةِ

وكُلَّما زادَتْ حُمْرَةُ الجَمْرِ

شَعَرَ المَأْبونُ بِالضَّياعِ

هُوَ زَبَدُ البَحْرِ الخَرِفِ

أيُّها المُتَبَتِّلُ لِصِنْوانِكَ

كَفُّ القَدَرِ

أَنْزَلْتَها تُرَّهاتِ وَهْمِكَ

خُذْ إِلَيْكَ نَزَقَ الحَكايا

وطَرِّزْ لي

ما شِئْتَ مِنْ فَساتينِ الحُبِّ

ساحَتي لا تَقْبَلُ القِسْمَةَ الضِّيزى

إمّا نَكونُ أَوْ لا نَكونُ

داعِبْ ظَفائِرَ النِّساءِ

وَدَعِ العُيُونَ لِلْعُيُونِ

تَرْمُقُ الحُبَّ حَتّى الجُنُونِ

أنْقُشْ فَوْقَ قَلْبِي

أنْقُشْ ما تَشاءُ

غَدًا نَخْرُجْ لِحَرْبٍ

نُنادي: لا سَبايا لَنا

يا ابنَ طِفْلَةَ

مَرِّغْ شَظايا حَيْفِكَ

دَحْرِجْها كُرَةَ نارٍ

أَمَا أَخَذَكَ الجَمْرُ بِحُرْقَتِهِ؟

يا مَنِ اشْتَرَيْتَ العَذابَاتِ بِالصَّمْتِ

يا ابنَ طِفْلَةَ

كَمْ قافِلَةَ عُرْسٍ مَرَّتْ

وأَنْتَ في عُزوبِيَّتِكَ المُرَّةِ

تَتَلَوّى خُلْسَةً مِنَ الضَّياعِ

دَعْ أَغْصانَ الزَّيْتونِ

دَمُكَ المُراقُ يَسْتَصْرِخُكَ

كَسِّرْ عَصًا لَمْ تَحْمِلْكَ عُمْرًا

إِنَّكَ لَنْ تَفْلِقَ البَحْرَ أَبَدًا

يا ابنَ طِفْلَةَ

مَتى تَأْتِيكَ فِطْنَةُ العِتْقِ؟

لَقَدْ رَمَيْتَ أَوْلِياءَكَ في بَحْرٍ أُجاجٍ

يا ابنَ طِفْلَةَ

هَذا العِراقُ هُوِيَّتُكَ المُؤَبَّدَةُ

خُذْ ثَأْرَ أَحْزانِهِ

خُذْ ثَأْرَ الثَّكَالى

ارْفَعْ سَيْفَكَ عالِيًا

ما عادَتْ سَنْدِياناتُ الوَرْدِ تَشْفَعُ

لِبَقائِكَ

أَوْ يَأْتي وَصِيٌّ مِنَ السَّماءِ

يَأْتِيكَ بِرُموزِكَ السَّمَاوِيَّةِ

عُدْ لِسَيْفِكَ، فَقَدْ أَخَذَ الأَنِينُ غِمْدَه

للِسبّاتِ

**********************************************

(عماد)  الذي قُدَّ من قُبُل الرصاص صار يُباع بسعر الهواء!

عبدالرزّاق الربيعي

أطفأت  المسارح نجومها

وانصرفت الغيوم

إلى الحقول البعيدة

والمقاهي

بعيدا عن المفخّخات

فأفتح يا (كريم جثير)*

ستارة قبرك الخشبي

وانهض الليلة  من سكرتك الأخيرة

انهض

فالحرب لاتزال مشتعلة في (وادي السلام)

والرقاب تقطع على الاسم

واللهجة

وفصيلة الحزن !

انهض

وقل لـ(بابلو نيرودا) إن صادفته في حانة من حانات الجحيم

تعال إلى بغداد المغضوب عليها

و "انظر الجثث في الشوارع"

جثث في الساحات العامة

وخلف الأبواب

جثث في المساجد

جثث في المطاعم

جثث في العمائم

جثث في المزابل

جثث في المعامل

جثث في حروف العلة

وسوق الغزل

انهض يا كريم

لدي نص جديد

بطله (عماد) الجميل

عماد الذي لم يبلغ العشرين وجعا

عماد الذي خرج صباحا من دعاء أمه

وعاد من الطب العدلي

بقلب  مثقوب

وصدر قُدَّ من قُبُل

وأصابع  معصوبة الى الخلف

(عماد) الجميل

(عماد) القتيل

 الذي لم يجرح نسمة

ولم يضرب إشارات المرور

لم يقطع شارعا خارج المتن

(عماد) العاشق الذي كان يخطّط

لاحتضان وردته في المساء

قتلوه

لأنّه كان حليق الذقن

ويلبس قميصا نصف كم

ويتحدث بلهجة الأنهار

لا تحدّثني  يا (حاتم الصكر)  عن (غوغول)

و(اللاإنسانية في الإنسان)

ولا تشرّح جثة (أكاكي  أكاكافينش )

أمام  العدسات

وأنت تواصل البحث عن وجه (عدي )

 في مرايا الذئاب

التي غيّبته

قبل أن يشيّع الوطن بدقائق !!

فـ(عماد) الذي علق دمه

بحائط سهرتهم

لم ينقطع رنين هاتفه

حتى عندما رموه وسط تل الجثث

جثث الهواء

جثث قصائد المتنبي

جثث  النشيد الوطني

انهض يا كريم

انهض

لا تفكّر  طويلا

كلّ شيء جاهز على خشبة التابوت

سنعرض الليلة بلا ديكورات

فالجنازة حفظت الدور جيدا

والرصاص

 صار يباع بسعر الهواء

في أسواق الفجيعة

والقماش الأسود  يتبختر على الحيطان

والجثث لا تحتاج إلى ثلاجة

الجثث لا تحتاج إلى تمرين على الموت

الجثث في الهواتف النقالة

وعلى طوابع البريد المستعجل

وتحت جداريّة جواد سليم

الجثث في جرار كهرمانة

وكأس أبي نؤاس

الجثث في الكنائس والأجراس

وفي بحة  الأنهار

الأنهار التي غرقت بالدم

قبل بدء العرض!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                            

* كريم جثير مخرج عراقي  عاد من المنفى ليعثروا بعد شهور قليلة على جثته في شارع السعدون ببغداد، وعماد هو عماد هاشم عطية،  قريبي الذي قتل على الهوية بعد يوم من اختطافه في منطقة الفضل ببغداد  مع حوالي اربعين شابا كانوا يستقلون شاحنة، و(أكاكي  أكاكافينش)  بطل قصة (المعطف) الشهيرة  لـ(جوجول )، و(عدي) ابن الناقد الدكتور حاتم الصكر الذي أختطف قبل عام  قرب الحدود العراقية الأردنية  وانقطع خبره، ونيرودا شاعر تشيلي الشهير الذي  لقي حتفه  عام 1973 بعد الانقلاب الدموي الذي تم برعاية امريكية على حكومة اليساري سلفادور الليندي وفي أحد المقاطع  تناص مع قوله (انظروا الدم في الشوارع).

************************************************

الصفحة الثانية عشر

احتفاء بمجلة {الأديب العراقي}

متابعة – طريق الشعب

عقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأربعاء الماضي، جلسة احتفاء بمجلة "الأديب العراقي"، في مناسبة صدور عددها الثاني للعام الرابع والستين.

الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، بينما أدارها الشاعر منذر عبد الحر، واستهلها بالقول إن "الاحتفاء اليوم هو وقفة وفاء مع واحدة من أعرق المجلات الثقافية العربية، التي انطلقت مطلع ستينيات القرن الماضي، ولا تزال حتى اللحظة تمثل صوتاً أصيلاً للثقافة العراقية".

من جانبه، استعرض رئيس تحرير المجلة السابق، الناقد د. علي متعب، أبرز ما أضافته المجلة خلال الأعوام الأخيرة.

وأوضح أنه "عملنا على استحداث فقرات حوارية وزوايا جديدة، ونقل المجلة من فضائها المحلي إلى العربي عبر استكتاب عدد من أبرز المفكرين والأدباء العرب".

أما رئيس التحرير الحالي الشاعر د. عمار المسعودي، فذكر في كلمة له أن "هذه المجلة هي ثمرة جهد جماعي يعكس هوية الاتحاد. ونحن نعمل الآن بروح الفريق لإعطاء كل عدد بصمته الخاصة، لتكون المجلة منافساً حقيقياً ضمن المشهد الثقافي العراقي والعربي، وواحدة من أهم المدونات الفكرية التي توثق ذاكرة الإبداع".

وشهدت الجلسة حواراً مفتوحاً مع أسرة التحرير حول منجز المجلة ومشروعها الثقافي من حيث التصميم والمتن والمقالات والحوارات والقصائد والقصص والترجمات وغيرها من حقول المعرفة التي تناولتها المجلة على مدار عقود.

وفي سياق الجلسة، وُزعت على الحاضرين نسخ من عدد المجلة الأخير، إضافة إلى نسخ من كتاب "خزانة الحكايات"، للمترجم والناقد سعيد الغانمي. 

*******************************************

في البصرة.. توقيع رواية {ميخائيل} لفاطمة وسام

البصرة – طريق الشعب

احتضنت "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحليّة للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الثلاثاء الماضي، جلسة توقيع لرواية عنوانها "ميخائيل"، للكاتبة الشابة فاطمة وسام.

الجلسة التي نظمها "ملتقى جيكور" الثقافي، حضرها جمع من المثقفين والأدباء، إضافة إلى والد الروائية، الذي حضر بالنيابة عنها لعدم قدرتها على الحضور بسبب ظرف صحي طارئ.

رئيس الملتقى الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري أدار الجلسة واستهلها بالحديث عن ضرورة الاهتمام بالشباب ودعمهم وتشجيعهم، والوقوف معهم ليكونوا مبدعي المستقبل.

ثم عرّج على أحداث الرواية وتفاصيلها، عبر قراءة انطباعية.

بعد ذلك، تحدث عن الرواية كل من ماجد قاسم، صلاح عمران، ياسر جاسم، قاسم جلوب، ازهار عيسى محسن، علاء العيسى ومقداد مسعود. وقد رأى الجميع أنه من الأهمية الاحتفاء بمنجز هذه الشابة، باعتبارها في مقتبل عمرها الإبداعي. كما رأوا أن روايتها تُبشر بروائية واعدة.

وفي الختام، جرى توقيع نسخ من الرواية وتوزيعها على الحاضرين. بينما قدم الإعلامي فالح ياسين الربيعي، شهادة تقدير باسم الملتقى إلى الروائية، تسلمها والدها بالنيابة عنها. 

**********************************************

عراقي يصنع آلة تؤدي 8 عمليات زراعية

متابعة – طريق الشعب

أعلنت وزارة الموارد المائية، تسجيل براءة اختراع دولية للعراقي عباس خلدون إبراهيم، بعد ابتكاره وتصنيعه آلة زراعية متقدمة تؤدي ثماني عمليات متكاملة في وقت واحد – حسب ما جاء في بيان صادر عن الوزارة الأربعاء الماضي.  وذكرت الوزارة في بيانها، أن إبراهيم، وهو موظف في المركز الوطني لإدارة الموارد المائية، نجح في ابتكار وتصنيع هذه الآلة الإروائية والزراعية المتقدمة، مشيرة إلى فوزه بجائزة المحافظة على المياه لعام 2025 التي ترعاها اللجنة الدولية للري والبزل.

وبيّنت أن الآلة تؤدي ثماني عمليات زراعية متكاملة في وقت واحد وبمرور واحد داخل الحقل، وأنها تتميز بقدرتها على تنصيب أنبوب الري بالتنقيط تحت السطحي، ما يساهم بشكل مباشر في الحد من هدر المياه وتحسين كفاءة استخدامها في الزراعة.

وأوضحت أن الآلة المركبة تجمع في أدائها بين خدمة التربة والعناية بالنبات وتوزيع المياه بطرق مدروسة، الأمر الذي يفتح آفاقاً جديدة أمام أساليب الري الحديثة، منوّهة إلى أن هذا الإنجاز يمثل إضافة نوعية في مجال تطوير قطاع الموارد المائية، خصوصاً مع التحديات المتزايدة في إدارة المياه.

وأشارت الوزارة إلى أن الاختراع يعزز التوجهات الوطنية نحو اعتماد تقنيات مبتكرة تحقق الأمن الغذائي وتقلل من الضغوط على الموارد المائية، وانه سيساهم في دعم المزارعين وتحسين الإنتاج الزراعي، فضلاً عن كونه خطوة رائدة تضع العراق في مسار متقدم في مجال الاختراعات المرتبطة بالإدارة المستدامة للمياه.

********************************************

يوميات

يُضيّف منتدى الأنصار الثقافي بالتعاون مع الجمعية الثقافية الكلدانية في عنكاوا، غدا الاثنين، الناشطة النصيرة بخشان زنكنه لتلقي محاضرة بعنوان "قراءة في النضال الوطني الديمقراطي الكردستاني والقضية النسوية".

المحاضرة التي من المقرر أن تديرها الأستاذة فيان حسين نادر، تبدأ في الساعة 6 مساء على قاعة الجمعية الثقافية الكلدانية.

**********************************************

رابطة الأنصار  تحتفل بالذكرى 21 لتأسيسها

أربيل – طريق الشعب

أقامت رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين عصر الخميس الماضي في مقرها الرئيس في اربيل، حفلاً بهيجا في مناسبة الذكرى 21 لتأسيسها، حضره جمع من عائلات الشهداء  ومن الانصار واصدقائهم.

بداية الحفل ألقى الرفيق خاره هه لكوت كلمة باسم جمعية الأنصار البيشمركة القدامى للحزب الشيوعي الكردستاني، أعقبه الرفيق سكرتير رابطة الأنصار شاكر عبد (أبو أكد)، بالإلقاء كلمة باسم الرابطة. 

وفي سياق الحفل، جرى تقليد مجموعة من عائلات الشهداء الأنصار، وعدد من الأنصار الحاضرين، وسام النصير الشيوعي.

********************************************

عراقيان يتأهلان  لـ {جائزة كتارا} للرواية

متابعة – طريق الشعب

أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي - كتارا، في قطر، عن القوائم القصيرة للأعمال المرشحة لنيل "جائزة كتارا" للرواية العربية بدورتها الـ 11. وقد جاء بين الأعمال عملان عراقيان.

وتشمل القوائم 6 فئات، رُشحت ضمن كل واحدة منها 9 أعمال. والفئات هي: الروايات المنشورة، والروايات غير المنشورة، وروايات الفتيان، والرواية التاريخية، والدراسات النقدية، إلى جانب فئة الرواية المنشورة القطرية.

وتأهلت رواية "ظل الدائرة" للروائي العراقي سعد محمد لقائمة الروايات غير المنشورة. فيما تأهلت رواية "ذاكرة بابل الجريحة" للروائي العراقي فوزي الهنداوي لقائمة الرواية التاريخية.

********************************************

كركوك انطلاق فعاليات مهرجان المنتجات المحلية الثاني

متابعة – طريق الشعب

شهدت حدائق "قره ناو" الواقعة على ضفاف الزاب الصغير في ناحية شوان بكركوك، أول أمس الجمعة، انطلاق فعاليات مهرجان المنتجات المحلية بنسخته الثانية، وسط حضور جماهيري واسع ومشاركة كبيرة من منتجين محليين وحرفيين من مختلف أنحاء كركوك.

ويهدف المهرجان الذي ينظم بدعم من الحكومة المحلية وبالتعاون مع إدارة ناحية شوان و"مجمع خالخالان" الثقافي، إلى تعزيز الاقتصاد المحلي، وتسليط الضوء على المهارات والمنتجات التي تعكس التنوع الثقافي والتراثي الغني الذي تتميز به كركوك.

كما يهدف إلى تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة تلك التي تركز على الإنتاج الزراعي والحرفي المحلي. حيث شهدت أروقة المهرجان عرضاً واسعاً لمنتجات محلية مختلفة، إلى جانب عروض لأزياء فلكلورية مطرزة يدوياً، وأعمال فنية ومشغولات يدوية.

وأشار القائمون على المهرجان في حديث صحفي، إلى أن هذه الفعالية تشكل فرصة لتعزيز الوعي بأهمية دعم المنتجات المحلية كبديل اقتصادي مستدام، في ظل التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد. كما تشكل وسيلة لتوفير فرص عمل حقيقية للشباب والنساء في الريف والمناطق شبه الحضرية.

********************************************

قف.. اصابع الاتهام

عبد المنعم الأعسم

القتل، خارج ساحة القضاء، وعن عمد، ولأسباب سياسية، جريمة تندرج تحت نطاق جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية، مثل القتل العمد لشخص عاجز عن حماية نفسه، أو القتل المصمم تحت توصيف القتل التعسفي لأشخاص غير مقبولة مواقفهم، وتتعجل المحاكم الدولية ذات الصلة النظر في جرائم يستبشعها الرأي العام، وذلك حين تكون اصابع الاتهام تتجه الى مسؤولين تنفيذيين، واصحاب سلطة يستخدمونها ضد منتقديهم، والنشطاء الاجتماعيين، وبخاصة لما يكون المشتبه بتورطه بارتكار الجريمة، هو، او احد المقربين، من الابناء والاخوة والاصهار، من ذوي السمعة السيئة، ولهم سجل معروف بالقتل او الجرائم الموازية، مثل التهريب والمتاجرة بالمخدرات.

ومن يقرأ القوانين والمعاهدات الدولية، والموقع عليها من الدولة العراقية، سيجد ان اصابع الاتهام في اية جريمة ضد الانسانية، تتوجه مباشرة الى الحكومة التي تصبح تحت طائلة المسؤولية حتى تثبت العكس، بملاحقة القتلة، وتأمين العدالة.

اتحدث، اولا، عما جرى ويجري في البصرة، واتحدث ثانيا، لمن لا يحسب لدورة الزمن حسابه.

*قالوا:

"تحولتْ العدالة الى امرأة ثكلى حين تبناها دعيّ" .

حكمة مترجمة

*****************************************

بعد قرون من الإبداع هل سيتلاشى {المقام العراقي} بصمت؟!

متابعة – طريق الشعب

تتزايد الخشية من اندثار الموسيقى العراقية التقليدية التي يعود عمرها إلى قرون، بفعل التحوّلات التي طرأت على هذا الفن، وأثّرت على الذائقة الفنية.

صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الصادرة باللغة الانكليزية، سلطت في تقرير لها الضوء على ألبوم غنائي جديد لقارئ المقام حامد السعدي، حمل عنوان "مقام العراق"، وهو الأول له منذ 25 عاما.

وبينما يذكر السعدي (67 عاما) في التقرير أنه غير واثق من أن هناك من سيستمع إلى ألبومه، يلفت إلى انه كان قد ألف مقامين جديدين، سجّلهما في الألبوم الصادر في تموز الماضي.

ويقول: "لا زلت الرابط الأخير، وأحمل معي جميع تقاليد المقام، ولا يوجد أحد آخر على قيد الحياة يعرف هذه التقاليد بأكملها، ولا أحد يتحمل مسؤولية تمرير المقام إلى الأجيال التالية".

وتعود أصول المقام العراقي إلى العصر الذهبي العباسي (750 – 1258 للميلاد). ووفقا للسعدي فإن "المقام العربي يُعتبر نظاماً من الأنماط، في حين أن المقام العراقي يحتوي على عناصر من التأليف الموسيقي، ولكل مقام بنية محددة. وقد أدرج المقام العراقي ضمن قائمة التراث غير المادي لدى اليونسكو"، مشيرا إلى أن "العراق شهد الكثير من الألم والمعاناة، ومعظم المقامات ولدت من قصة محددة أثّرت في المغني أو الموسيقي. أنه شكل مرن يمكنه التكيف مع الأحداث الجارية، وهو ما يبقيه على قيد الحياة، وقادراً على الاستمرار عبر أجيال عديدة".

وحسب التقرير، فإن السعدي، بعد أن اتقن المقامات في العشرينيات من عمره، أصبح مطلوبًا على المسرح وفي التلفزيون. وقد عيّنه قارئ المقام الشهير يوسف عمر، خليفة له في نهاية المطاف.

ويلفت التقرير إلى سلسلة التوريث الموسيقي. حيث تعلم يوسف عمر من محمد القبانجي، الذي درس بدوره على يد أحمد زيدان. ويصف هذا التقليد بأنه يشبه تمرير الشعلة عبر الأجيال، لكن السعدي يعترف بعدم تأكده من وجود من يمرر له الشعلة هذه المرة.

ويذكر التقرير أن السعدي غادر العراق عام 1990 نحو لندن، حيث لم يكن قادرا على إعالة نفسه كموسيقي، فانشغل في تأليف كتاب بعنوان "المقام وبحور الأنغام". وفي 2003، تواصل معه أمير الصفار، وهو عازف جاز عراقي - أمريكي.

وبحسب التقرير، فإن الصفار انتقل إلى لندن حيث تعقب السعدي ليصبح تلميذه. وبعد نجاحه مع فرقته الخاصة، قرر رد الجميل للسعدي، فاستقدمه إلى الولايات المتحدة عام 2018 بدعم من صندوق حماية الفنانين.

ويقيم السعدي حالياً في نيويورك. حيث شغل مناصب تدريسية في كلية سارة لورانس وجامعة روتجرز، وألقى محاضرات في مؤسسات عديدة.

ويقود السعدي حالياً فرقة "صفافير"، التي تُعد فرقة المقام العراقي الوحيدة في الولايات المتحدة، وتضم أمير الصفار، وشقيقته دينا الصفار، وزوجها تيم مور، وهذه المجموعة هي التي سجّلت ألبوم "مقام العراق".