الصفحة الأولى
تأكيدات على ضرورة تعزيز قدرات القوات المسلحة.. {التحالف الدولي} يبدأ الانسحاب من العراق وسط مطالبات بتفعيل حصر السلاح بيد الدولة
بغداد – طريق الشعب
مع إعلان قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، انسحابها من مناطق وسط وغربي البلاد، باتجاه الاراضي السورية واقليم كردستان، يكون العراق قد دخل مرحلة مفصلية، بعد سنوات من الوجود العسكري الأجنبي الذي ارتبط بمواجهة تنظيم "داعش" ودعم القوات العراقية. غير أن هذا الانسحاب تحيط به جملة من الظروف والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، التي تجعل المشهد أكثر تعقيداً.
فعلى الصعيد الأمني، ما يزال خطر عودة الخلايا الإرهابية قائماً، في ظل هشاشة بعض المناطق الحدودية، وتعدد الفصائل المسلحة خارج أطار الدولة. أما سياسياً، فهناك إرادات ومطالب متناقضة بين من يريد إنهاء أي وجود أجنبي، ومن يرغب في استمرار التعاون الأمني والاستخباري مع المجتمع الدولي. يضاف إلى ذلك البعد الإقليمي، إذ يتقاطع ملف الانسحاب مع صراع النفوذ بين الولايات المتحدة وإيران على الساحة العراقية، وما يفرزه من اصطفافات داخلية.
وعلى المستوى الاقتصادي، يواجه العراق تحدي بناء قدراته الذاتية في مجال الدفاع والتمويل، في وقت تتأثر موازنته بضغوط مالية وتذبذب أسعار النفط. ومع أن الحكومة تؤكد أن الانسحاب يمثل خطوة نحو استعادة السيادة الكاملة، إلا أن الطريق أمام عراق مستقر ومستقل في قراره السياسي والأمني ما يزال محفوفاً بالعقبات.
وبدأت، يوم أمس، قوات التحالف الدولي، بالانسحاب من مواقعها داخل العراق. ووفقاً للسفارة الامريكية، ان "التحالف الدولي في العراق سينتقل إلى شراكة أمنية ثنائية".
نستطيع التصدي للإرهاب
من جهته، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، يوم امس، أن "انسحاب قوات التحالف من العراق أحد إنجازات الحكومة"، فيما أشار الى أنه مؤشر على قدرة العراق على التصدي للإرهاب.
وقال النعمان في تصريح صحفي، تابعته "طريق الشعب" إن "انسحاب قوات التحالف مؤشر على قدرة العراق على التصدي للإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار من دون الحاجة إلى مساعدة آخرين".
وقالت السفارة الامريكية في بغداد، أمس ان "انحساب التحالف لا يعني نهاية عمله لهزيمة تنظيم داعش الارهابي، إذ سيواصل جهوده المدنية بقيادة مدنية على المستوى العالمي"
وأضافت، أن "المهمة التالية للتحالف في العراق ستنتقل إلى شراكة أمنية ثنائية أكثر تقليدية"، ولفتت الى ان "العمليات العسكرية والخطط ستحال الى وزارة الدفاع".
ضرورة تعزيز القدرات
أما المختص في الشؤون الاستراتيجية عباس الجبوري، فقد حذر من تداعيات الانسحاب المرتقب لقوات التحالف الدولي من العراق، والمقرر في أيلول المقبل، مؤكداً أن "الخطوة تمثل محطة حساسة وسط التطورات الإقليمية المتسارعة".
وقال الجبوري، إن "الانسحاب لا يعني فراغاً كاملاً، لكنه قد يؤدي إلى إضعاف القدرات الاستخبارية والدعم الجوي الذي كان يوفره التحالف للقوات العراقية"، وشدد على ضرورة "تعزيز القدرات الوطنية والاعتماد على اتفاقات ثنائية مدروسة مع دول صديقة".
وتابع الخبير، ان "العراق يقف اليوم أمام مفترق طرق: إما استثمار الانسحاب لتعزيز السيادة وإثبات جاهزية القوات الأمنية، أو مواجهة خطر استغلال الفراغ من قبل فلول الإرهاب أو الأطراف غير المنضبطة، خصوصاً مع تصاعد التوتر الإيراني – الإسرائيلي وانعكاساته على المنطقة".
ونبه الجبوري الى ان "انسحاب التحالف قد يشكل فرصة تاريخية لتعزيز السيادة العراقية، لكنه في الوقت نفسه ينطوي على مخاطر جدية إذا لم يتم الانتقال بشكل منظم ودقيق يجنّب العراق الانزلاق في صراعات المحاور"، لكنه رهن الحفاظ على الاستقرار الداخلي بـ"ضبط السلاح خارج إطار الدولة، وتوحيد القرار الأمني، وتأمين المنشآت الحيوية والحدود، لاسيما في المناطق التي ما تزال تشكّل ممرات محتملة لبقايا تنظيم داعش".
واتساقا مع ما ذهب اليه الجبوري، أكد الخبير الأمني عدنان الكناني أن "وجود جهات خارج إطار الدولة، يمثل خطراً كبيراً، لذا يجب أن يعود السلاح إلى سلطة الدولة".
وقال الكناني في حديث لـ "طريق الشعب"، أن امتلاك أطراف وجماعات أسلحة ثقيلة خارج سيطرة الدولة، قد يؤدي إلى صراعات شديدة تشبه الحرب بين دولتين، ما يهدد الأمن والسلم المجتمعي ويترتب عليه سقوط ضحايا من المدنيين.
واضاف الكناني، أن الانسحاب الأمريكي يمثل مكسباً مهماً لتلك الجماعات، إذ سيسمح لها بزيادة نفوذها في العراق دون ممانعة تذكر. كما سيسمح الانسحاب الأمريكي بتمدد عمليات الفصائل المُسلّحة، لا سيما في مجال نقل الأسلحة والصواريخ عن طريق العراق.
ورأى أيضا أن الانسحاب الأمريكي من العراق، قد يشكل فجوة أمنية؛ ستنتج عن فارق القدرات التكنولوجية التي توظفها القوات الأمريكية في العراق؛ إذ تمتلك الولايات المتحدة قدرات استخباراتية وقدرات استطلاع مُتطورة تسمح لها بمراقبة خطر تنظيم داعش وتوجيه ضربات استباقية له. على أن هذه الفجوة من المرجح أن تكون وقتية إلى حين تمكن القوات الأمنية من بناء القدرات الخاصة بها للتصدي لتنظيم داعش، إلا أن ذلك مرهون في المقام الأول بتركيز هذه القوات، على محاربة تنظيم داعش.
أولى المراحل
وانطلقت اول مراحل انسحاب قوات التحالف، باتجاه الأراضي السورية، يوم امس، وفقاً لمصدر امني، اكد "المباشرة بتحرك أول رتل أمريكي خرج من قاعدة عين الأسد (في محافظة الأنبار) ويضم شاحنات تحمل مركبات عسكرية".
وأضاف المصدر، أن التحرك يمثل المرحلة الأولى من الانسحاب، ويعتقد أنه ستكون وجهته باتجاه الأراضي السورية.
وقاعدة عين الأسد، هي ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وهي مقر قيادة الفرقة السابعة بالجيش الأميركي.
وفي السياق، أكد حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء، ان "الحكومة ملتزمة بالمنهاج الحكومي عبر بناء القوات المسلحة وإنهاء مهام التحالف، ونقل العلاقات الأمنية مع دول التحالف الدولي إلى علاقات دفاعية ثنائية مستقرة، تحكم في ضوء العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، وبالتالي تنفيذ الاتفاق بين العراق ودول التحالف الدولي ماضٍ نحو الأمام".
تعاون أمني وتقني
إلى ذلك، أكد الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، أن "انسحاب القوات القتالية أو ما يُعرف بفيلق المستشارين من القواعد العسكرية العراقية، سيُعيد صياغة طبيعة الوجود الأميركي في البلاد، نحو مهمة تقوم على التعاون الأمني والتقني والمعلوماتي، إضافة إلى التدريب والتسليح".
ولفت الى أن "ذلك سيعزز المستوى القتالي لدى القوات الأمنية العراقية". وفي ذات الوقت شدد على ان "وزارة الدفاع العراقية لا تزال بحاجة إلى التسليح والتطوير والتجهيز والتدريب، فضلاً عن الاستفادة من القدرات التقنية والمعلوماتية والجهد الفني والجوي عند الضرورة".
*******************************************
راصد الطريق.. من يوقف هذا العبث؟
تواصل أندية دوري نجوم العراق استعداداتها للموسم المقبل، غير أن التحضيرات هذا العام تأخذ منحى مختلفاً، إذ ضخت شخصيات سياسية متنفذة وأحزاب حاكمة أموالاً طائلة في الأندية لعقد صفقات وتعاقدات جديدة، الأمر الذي دفع أسعار اللاعبين في الدوري إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
لا شك أن دعم الرياضة أمر ضروري، وأن الارتقاء بعمل الأندية وتمكينها احترافياً يمثل خطوة نحو بناء رياضة واعدة وقادرة على تحقيق الإنجاز، لكن ما يحدث حالياً لا يبدو سوى دعم موجه لأغراض انتخابية، هدفه العملي تخريب الرياضة لا تطويرها.
الملاحظ أيضاً أن بعض الأحزاب المتنفذة فرضت هيمنتها على الأندية، وأصبحت تملي تشكيل مجالس إداراتها وفقاً لأهوائها، برغم أن غالبية هذه الأندية مؤسساتية وتموَّل من خزينة الدولة. ومع ذلك لم يتردد البعض في استغلال هذا الوضع لمصالح شخصية وحزبية ضيقة.
وهنا يبرز السؤال الموجه إلى هيئة النزاهة ومفوضية الانتخابات وسائر الأجهزة الرقابية: من يراقب هذا المال السائب الذي يُستخدم في العبث بالعملية الانتخابية، وقد يسهم في تكريس مزيد من الفوضى والتلاعب بمستقبل الرياضة؟
*******************************************
الصفحة الثانية
الموارد: الهدر يطال 60 في المائة من المياه المستخدمة في الزراعة
بغداد ـ طريق الشعب
كشفت وزارة الموارد المائية، امس الإثنين، عن أن 70 في المائة من واردات العراق المائية تصل من خارجه. وفيما أشارت إلى أن التغير المناخي أثر كثيرًا على حجم تلك الواردات، لفتت إلى أن الهدر يطال 60 في المائة من المياه المستخدمة في الزراعة.
وقال المتحدث باسم الوزارة خالد شمال، إن “الفرق بين وضع العراق المائي حالياً وبين ما قبل 40 عاماً، مرتبط بقيام تركيا بتخزين ما يقترب من 90 مليار متر مكعب من مياه دجلة والفرات في سدودها، بينما سابقاً كان جزء من هذه المياه يتدفق إلى العراق، وكانت المناسيب والخزين جيدة”.
وأضاف، أن “الجانب الآخر يتعلق بوضع العراق المائي، وتأثير التغير المناخي من ارتفاع بدرجات الحرارة وقلة الأمطار”، مؤكدا ان “تأثير شح المياه كبير، لأن 70 في المائة من واردات العراق المائية تأتي من الخارج، و30 في المائة فقط من الداخل”.
وتطرق شمال إلى تأثيرات الزراعة على شح المياه، مبينًا أن “هدر المياه في الزراعة يصل إلى 60 في المائة على الأقل، وكفاءة الإرواء للأراضي الزراعية لا تزيد على 40 في المائة، وحقيقةً لم يحصل تغير بمستوى الطموح نحو الري الحديث والزراعة الحديثة خلال السنوات القليلة الماضية ونحتاج لمزيد من الخطوات وهنالك عمل حكومي كبير بهذا الاتجاه لتقليل الهدر في الزراعة”.
ولفت إلى، أنه “رغم الشح الكبير، فإن مياه الشرب مؤمنة وكذلك للاستخدامات الصحية”.
**************************************
البنك المركزي يدعو المصارف إلى تقديم حلول مختصون يحذرون: التعهد المصرفي «إبادة للقطاع المالي»
بغداد _ طريق الشعب
قبل أيام قليلة من حلول الموعد الذي حدده البنك المركزي لتوقيع المصارف على تعهد الإصلاح في 31 آب الجاري، تزايدت الانتقادات الموجهة لهذه الخطوة، واصفة إياها بأنها “إعلان إبادة للجهاز المصرفي العراقي”، ومؤكدة أنها قد تؤدي إلى إضعاف الثقة بالقطاع بدلاً من إصلاحه.
ويرى مختصون أن إلزام المصارف بتوقيع تعهدات صارمة في توقيت ضيق، ومع وجود عقوبات مفروضة على أكثر من 40 مصرفاً، أمر غير عملي ولا يتناسب مع طبيعة السوق العراقية. ويحذرون من أن هذه الإجراءات، إذا مضت دون تعديل، ستدفع بعدد كبير من المصارف إلى الانكماش وربما الخروج من الخدمة، ما يهدد استقرار النظام المالي ككل.
الخبير الاقتصادي مصطفى الفرج اعتبر أن “البديل عن هذه التعهدات هو فتح قنوات حوار جدية مع إدارات المصارف، والوصول إلى حلول عملية ومباشرة، بعيداً عن الإجراءات الروتينية غير القابلة للتطبيق”. وأضاف في تصريح لـ”طريق الشعب”: “المصارف العراقية بحاجة إلى إصلاحات هيكلية ومتابعة ميدانية حقيقية، لا إلى فرض التزامات شكلية قد تفشل في تحقيق أي نتيجة عملية”.
وأكد الفرج أن موقفه ينسجم مع ما جاء في بيان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن الإصلاحات المصرفية، حيث شدد على أهمية التشاور مع المصارف والتدرج في التنفيذ، بما يتناسب مع قدرات السوق المحلية ومتطلبات المعايير الدولية.
وبحسب ما أعلنه البنك المركزي، فإن خطة الإصلاح تتضمن رفع رؤوس أموال المصارف إلى 400 مليار دينار، أو دمجها مع مصارف أخرى، مع اشتراط شريك أجنبي ودفع رسوم سنوية تصل إلى 22.4 مليون دولار لمدة أربع سنوات.
كما تتضمن الخطة قيوداً جديدة على ملكية الأسهم، منها ألا تتجاوز حصة الأقارب حتى الدرجة الرابعة نسبة 10%، وهي نقطة أثارت اعتراضات واسعة من قبل المصارف الخاصة.
وفي هذا السياق، قال نائب المدير التنفيذي لرابطة المصارف الخاصة، أحمد الهاشمي، إن “الرابطة قدّمت ملاحظاتها إلى البنك المركزي الذي يتفاوض حالياً مع شركة (أوليفر وايمان) لإيجاد حلول وسط”. واعتبر أن تطبيق هذه المعايير على 43 مصرفاً معاقباً وممنوعاً من بيع الدولار “شبه مستحيل”، داعياً إلى صياغة خطة إصلاح توفر بيئة مصرفية مناسبة داخل العراق، وتراعي خصوصية الواقع الاقتصادي.
من جانبه، أكد محافظ البنك المركزي، علي العلاق، أن “الشريك الأجنبي لم يعد شرطاً إلزامياً”، موضحاً أن خطة الإصلاح “مستندة إلى القوانين والمعايير الدولية” وليست مبتدعة.
وأضاف أن “الغاية من هذه المعايير هي تعزيز استقرار المصارف وضمان قدرتها على التعامل الخارجي والداخلي”، مشيراً إلى أن المصارف التي لا تستطيع الالتزام بالخطة “ينبغي أن تقدم حلولاً بديلة لمعالجة وضعها”.
وكان بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء قد أكد أن السوداني اطّلع على آخر تطورات ورقة الإصلاح المصرفي، مشدداً على “ضرورة اعتماد نهج تشاركي وتشاوري بين البنك المركزي والمصارف العراقية، عبر تشكيل لجان فنية مشتركة لمراجعة المتطلبات وضمان توافقها مع الواقع الاقتصادي الوطني”.
وأوضح البيان أن الإصلاح المصرفي ينبغي أن يقوم على “فتح حوار موسع لتوضيح الجوانب الفنية ومناقشة آليات التنفيذ بشكل تدريجي”، مؤكداً أن “الهدف من الإصلاح ليس الإقصاء بل التمكين، وأن أبواب النقاش مفتوحة بما يخدم الصالح العام والاقتصاد العراقي”.
**************************************
احتجاجات في شمال البصرة والمثنى العطش والإهمال وتلكؤ المشاريع تفاقم الغضب الشعبي
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت محافظتا البصرة والمثنى موجة احتجاجات جديدة، وسط غضب شعبي متنامٍ من سوء الخدمات وتفاقم الأزمات المعيشية، خصوصاً في قضاءي الدير والشرش شمالي البصرة، حيث خرج الأهالي بتظاهرات وبيانات حادة اللهجة، مطالبين الحكومتين المحلية والمركزية بتدخل عاجل وحلول جذرية، فيما نظم خريجو الاحتياط في المثنى وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بضمان حصتهم من التعيينات.
مشروع بنية تحتية يتحول إلى عبء
في قضاء القرنة شمالي البصرة، أصدر أهالي منطقة الشرش بياناً غاضباً عبّروا فيه عن استيائهم من تلكؤ مشروع البنى التحتية الذي طال انتظاره لسنوات، دون أن يكتمل بسبب “أخطاء الشركة المصممة وتلكؤ الشركة المنفذة”، على حد وصفهم.
وحمل الأهالي الجهات المعنية والشركات المنفذة والمصممة مسؤولية الهدر والإهمال، معتبرين أن قرار المحافظة بسحب المشروع من الشركة المتلكئة ووضعها على القائمة السوداء خطوة إيجابية، لكنها متأخرة وغير كافية. وأكد البيان ان “ما ضاع من وقت وما أُهدر من أموال عامة لا يمكن أن يمر دون محاسبة واضحة وصريحة لكل من تهاون أو تستر أو تسبب في هذه الكارثة الخدمية”.
وطالب الأهالي بثلاث خطوات أساسية وهي محاسبة شاملة للمسؤولين المقصرين داخل الحكومة المحلية والدوائر الفنية ذات العلاقة، وإحالة بقية المشروع إلى شركة رصينة معروفة بالكفاءة والنزاهة، مع ضمان إشراف ورقابة صارمة، مؤكدين على إعلان تفاصيل المراحل المقبلة بشفافية لمنع تكرار الغموض والمماطلة.
وفي ختام البيان، وجّه الأهالي إنذاراً واضحاً للسلطات المحلية: “لن نقبل أن تتحول مناطقنا إلى حقل تجارب للشركات الفاشلة. إن لم تُتخذ خطوات عملية وسريعة، فسنتجه إلى خطوات تصعيدية سلمية مشروعة، ولن نصمت بعد اليوم على الإهمال والتهميش”.
الدير وأزمة عطش متفاقمة
أما في قضاء الدير شمال البصرة، فقد خرج العشرات من الأهالي إلى جانب شيوخ العشائر ووجهاء المنطقة في احتجاجات غاضبة، ضد تردي نوعية المياه الواصلة إلى القضاء.
المحتجون حذروا من خطوات تصعيدية خطيرة، بينها إغلاق الحقول النفطية وقطع طريق بغداد – البصرة، إذا لم تستجب الحكومة المحلية لمطالبهم بحل أزمة مياه الشرب.
وقال الناشط إحسان البصيري: “وقفنا اليوم للمطالبة بأبسط حقوق الإنسان وهي المياه الصالحة للشرب. لدينا أكثر من 400 حالة تسمم هذه الفترة بسبب سوء نوعية المياه”.
فيما خاطب المتظاهر إبراهيم محمد المحافظ أسعد العيداني بالقول: “كنت تتحجج بعدم وجود الأموال، لكن الآن الأموال متوفرة، فلماذا لم تعالج ملف المياه الذي وعدت بحله منذ خمس سنوات؟”
المحتج علي حسن ذهب أبعد من ذلك قائلاً: “هذا الماء لا يصلح حتى للحيوان، ولهذا العيداني لا يعاملنا كبشر. لم ينشئ محطة تحلية توفر لنا المياه، وأطفالنا يعانون من الأمراض الجلدية بسبب هذه المياه الملوثة.”
أما رزاق صبيح، فأكد أن الأهالي وصلوا إلى مرحلة “اللاعودة”: “إذا لم يُوجد حل لأزمة المياه سنغلق الطرق المؤدية للحقول النفطية وأولها حقل مجنون، وسنغلق طريق بصرة – بغداد. كفى إهمال من الحكومة”.
وطرح قائد الحراك الاحتجاجي في الدير، مثنى الربيعي، جملة حلول عملية، بينها شمول قضاء الدير بالتغذية من قناة السويب الممتدة من القرنة إلى شط العرب، ومد أنبوب من مشروع ماء البصرة الكبير إلى الدير، مطالبا بشمول القضاء بنظام المراشنة لضمان العدالة في توزيع المياه.
خريجو الاحتياط يطالبون بالتعيين
وفي محافظة المثنى، نظم عدد من خريجي الاحتياط وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، طالبوا خلالها بضمان حصتهم من التعيينات، وعدم تحويلها إلى فئات أخرى.
وقال أحد المشاركين ان “مطالبنا موجهة للحكومة المحلية، ونؤكد على ضرورة متابعة ملف التعاقد معنا، وعدم إصدار استثناءات لفئة محددة دون غيرها”.
****************************************
وفد من مفوضية الانتخابات يزور مقر الشيوعي العراقي
بغداد – طريق الشعب
زار وفد من دائرة الأحزاب والكيانات السياسية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد، في إطار جهود المفوضية لمتابعة تنفيذ قانون حظر حزب البعث والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية رقم (٣٢) لسنة ٢٠١٦.
وكان في استقبال الوفد الرفيقان عزت أبو التمن وعلي صاحب، عضوا المكتب السياسي للحزب، حيث شدد الجانبان على أهمية تنفيذ القانون بعدالة وشفافية ومن دون انتقائية، مع التأكيد على مراعاة الاستحقاقات المرتبطة بالعملية الانتخابية المقبلة.
وضم الوفد الزائر كلاً من السيد عواد كاظم سلمان والسيد عباس صباح قاسم.
****************************************
الصفحة الثالثة
ملوثات بيئية يفرزها المصفى منذ عام 1980 ثلاثة أسباب وراء تفشي السرطان وأمراض الكلى في بيجي
بغداد – تبارك عبد المجيد
تشهد مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين كارثة صحية متفاقمة، مع تسجيل ارتفاع حاد في أعداد المصابين بمرض السرطان وأمراض الكلى خلال السنوات الأخيرة، وسط اتهامات مباشرة لمصفى بيجي والمنشآت الصناعية المحيطة بتلويث المياه والهواء.
كارثة صحية في بيجي
وقال الناشط ثابت عامر من محافظة صلاح الدين إن "قضاء بيجي شهد في السنوات الأخيرة ارتفاعا حادا في أعداد المصابين بمرض السرطان وأمراض الكلى، وهو ما أثار مخاوف واسعة بين الأهالي ودفع الناشطين إلى المطالبة بتدخل حكومي عاجل".
وأوضح عامر لـ "طريق الشعب"، أن "حالات السرطان في بيجي لم تتجاوز قبل عام 2014 نحو 100 حالة، لكن الأرقام بدأت ترتفع بشكل كبير بعد عودة الأهالي إلى مدينتهم عام 2017، حيث سجل عام 2019 نحو ألف وخمسمئة حالة، وقفز العدد في عام 2022 إلى أكثر من ألفين وأربعمئة حالة، بينما تظل إصابات أمراض الكلى بلا إحصائيات دقيقة رغم انتشارها الواسع".
وبين عامر أن "هناك ثلاثة أسباب رئيسة لهذا التدهور الصحي، أولها تلوث المياه الصالحة للشرب بمخلفات مصفى بيجي المحملة بمواد كيميائية من دون أي عمليات تنقية أو معالجة. وثانيها تلوث الهواء الناتج عن حرق نفايات المصفى وما تحويه من مواد مسرطنة، وثالثها اختلاط مياه المجاري الثقيلة بمصادر مياه الشرب القادمة من جهتي قرية البعيجي وقرية جريش".
وأكد أن استمرار هذه الأوضاع يمثل كارثة صحية حقيقية تهدد حياة السكان، مطالباً الحكومة ووزارتي الصحة والبيئة باتخاذ خطوات عاجلة لوقف التلوث، ومعالجة المياه، ومراقبة جودة الهواء والماء، فضلاً عن إنشاء مراكز متخصصة لعلاج المرضى داخل القضاء.
المشكلة قائمة منذ 1980
من جهته، قال قائمقام قضاء بيجي، عادل أحمد القيسي، إن "مشكلة التلوث في المدينة ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى عام 1980 منذ إنشاء مصفى بيجي ومحطات الطاقة الحرارية ومصانع الزيوت النباتية المحاذية لنهر دجلة"، مشيراً إلى أن "هذه المنشآت تفرز مخلفاتها في مجرى مائي قريب".
وأضاف القيسي لـ"طريق الشعب"، أن "مديرية بيئة صلاح الدين، بالتعاون مع بيئة المصافي ولجنة مختصة من المصفى، أخذت عينات من هذا المجرى وتم تحليلها، ليتبين وجود مواد كيميائية تُستخدم في معالجة الغاز السائل داخل المصافي بغرض التمييز والرصد أثناء الاستعمال المنزلي".
وتابع، أن نتائج التحاليل ستعرض خلال الأيام المقبلة، معرباً عن أمله في أن يتم اتخاذ خطوات عملية لمعالجة الوضع. كما انتقد غياب المراكز الطبية المتخصصة لعلاج مرضى السرطان في محافظة صلاح الدين، مبيناً أن المفترض كان على وزارة النفط إنشاء مركز طبي خاص لمعالجة أهالي بيجي وموظفي المصفى في حي المصافي، إلا أن الواقع الحالي يضطر المرضى إلى السفر إلى أربيل أو السليمانية أو كربلاء لتلقي العلاج، وهو ما يثقل كاهلهم ويؤخر فرص شفائهم.
وعبّر القيسي عن غضبه وقلقه الشديدين من الارتفاع المخيف في حالات السرطان وأمراض الكلى داخل القضاء، حيث ارتفعت الإصابات من 100 حالة قبل عام 2014 إلى أكثر من 2400 حالة بحلول عام 2025، وسط غياب المعالجات الحقيقية، مشيرا الى أن "السبب الرئيس لهذا التدهور الصحي هو التلوث المباشر للماء والهواء جراء مخلفات المصفى وحرق نفاياته، إضافة إلى اختلاط مياه المجاري الثقيلة بمصادر مياه الشرب، ما جعل صحة الأهالي في خطر دائم".
وطالب القيسي الجهات الحكومية المختصة بالتحرك الفوري لإيقاف مصادر التلوث، ومعالجة المياه، ومراقبة جودة الهواء وإنشاء مراكز علاج عاجلة، محملاً السلطات المعنية المسؤولية الكاملة عن أرواح سكان القضاء.
مطالبة بخطة عاجلة
بدوره، بيّن الطبيب الاختصاص من محافظة صلاح الدين، مصطفى العبيدي، إن "التلوث الصناعي يشكل واحدا من أخطر المهددات للصحة العامة، إذ يؤدي تعرض الإنسان المستمر للمواد الكيميائية والملوثات الناتجة عن المصانع والمصافي إلى زيادة معدلات الإصابة بالسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، والفشل الكلوي".
وقال العبيدي لـ"طريق الشعب"، أن "هذه المواد المسرطنة لا تختفي بسهولة من البيئة، بل تتراكم في الماء والهواء والتربة، ومن ثم تصل في النهاية إلى أجسادنا عبر الشرب أو الغذاء أو الاستنشاق".
وأضاف أن "الأمراض السرطانية، وخاصة سرطان الثدي والمعدة، شهدت ارتفاعا في مناطق الدجيل وبلد جنوبي صلاح الدين في السنوات الأخيرة بنسبة تصل إلى 30 في المائة، مع تزايد مطرد في أعداد الإصابات".
ونبه الى ان "الضرر تضاعف بسبب عدم وضعف جاهزية المستشفيات المحلية، حيث يفتقر الكثير منها إلى الأجهزة المتخصصة والكادر الطبي المدرب للتعامل مع هذه الحالات المعقدة، مما يضطر المرضى إلى السفر لمسافات طويلة بحثا عن العلاج. هذا التأخير في التشخيص والرعاية يزيد من خطورة المرض ويقلل من فرص الشفاء".
وزاد العبيدي بالقول إن "حماية صحة المواطنين تتطلب خطة عاجلة لوقف مصادر التلوث الصناعي، ومعالجة المياه والهواء، إضافةً إلى الاستثمار الجاد في تطوير وبناء المستشفيات المحلية، حتى تكون قادرة على تقديم الرعاية الطبية المتخصصة في مناطق التأثر المباشر".
وشدد على أن "ملف الأمراض السرطانية يحتاج إلى دراسة معمقة وتقديم إجابات علمية دقيقة من أجل تحديد الأسباب المباشرة والسعي لاحتوائها، خاصة أن أعداد الإصابات ليست قليلة، وقد سببت معاناة قاسية لعشرات الأسر".
******************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
أزمة المياه سدود الجيران وفشل الحكومة
نشر موقع "تشاتام هاوس" (Chatham House) البريطاني مقالًا للباحث حيدر الشاكري حول أزمة المياه في العراق، أشار فيه إلى أن هذه الأزمة باتت تمثل خطورة جدية على الاستقرار، حيث تجف الأنهار بسبب التغير المناخي، وتُقلّص الدول المجاورة تدفّقات المياه، وتفشل الحكومة في إدارة أهم مواردها الحيوية.
مصدر للتوتر
وذكر الكاتب أن ندرة المياه في العراق لا تمثل أزمةً وطنية فحسب، بل تُشكّل أيضًا دافعًا متناميًا للتوتر الداخلي، إذ تزداد أعداد النازحين، ويتعمّق الفقر في المناطق الريفية، وتُؤجّج الاضطرابات، وتُخرَّب الحقول، وترتفع معدلات الملوحة والتلوث، وتنتشر الأمراض المرتبطة بذلك، ما يهدد الأمن الغذائي للبلاد ويجبر الحكومة على تعليق الخطط الزراعية لهذا الخريف، بما في ذلك زراعة القمح. كما جفّت الأهوار، ونزحت منها أكثر من 10,000 أسرة، خاصة بعد أن انخفضت الاحتياطيات المائية من 18 مليار متر مكعب العام الماضي إلى حوالي 1 مليارات متر مكعب اليوم.
من أسباب الأزمة
وحدد الباحث أسباب الأزمة في ثلاثة عوامل:، السياسات المائية لدول المنبع، والمتمثلة في السدود التركية والإيرانية المقامة على نهري دجلة والفرات، وثانيها غياب استراتيجية متماسكة تجاه دول المنبع لحماية حصة البلاد من المياه، وفشل السياسات المحلية نتيجة بطء الدبلوماسية المائية ولا مهنيتها، وتفشي الفساد، وثالثها المشكلة العالمية، والمتمثلة في انخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.
ضغوط المنبع
وأكد الباحث أن الأمن المائي للعراق يتأثر بشدة بالبنية التحتية في تركيا وإيران، وبدرجة أقل في سوريا. ففي تركيا، يمتد مشروع جنوب شرق الأناضول على أكثر من 22 سدًا رئيسيًا و19 محطة كهرومائية على نهري دجلة والفرات.
تشمل المنشآت الرئيسية على نهر الفرات سدودًا مختلفة، مثل سد أتاتورك، أحد أكبر السدود في العالم، والذي ينظّم تدفّق المياه قبل دخول النهر إلى سوريا. أما على نهر دجلة، فيواجه سد إليسو—الذي اكتمل بناؤه عام 2020—انتقادات لتقييده تدفّقات المياه إلى العراق، بينما من المتوقع أن يُفاقم سد جيزرة (قيد الإنشاء) من قلة توافر المياه في المصب.
أما إيران، فقد أعادت هندسة تدفّقات المياه عبر السدود ومشاريع تحويل المياه على الروافد التي تغذّي نهر دجلة، كنهري سيروان (ديالى) والزاب الصغير، اللذين باتا من بين أكثر الأنهار تضررًا، جراء إقامة منشآت رئيسية مثل سدي داريان وسردشت، بالإضافة إلى تحويل المياه إلى الزراعة والطاقة الكهرومائية في مناطق أخرى. وتلعب سوريا دورًا صغيرًا نسبيًا في الأزمة، حيث يُنظّم سد الطبقة تدفّقات المياه من تركيا قبل دخول النهر إلى العراق.
إخفاقات داخلية وثغرات الحوكمة
وأشار المقال إلى أن تدابير الحكومة العراقية، التي أعلنت عنها، كبناء 10 سدود لحصاد مياه الأمطار في المناطق الصحراوية، وإسناد مشروع تحلية مياه البحر في البصرة إلى ائتلاف صيني–عراقي، جاءت بعد تفاقم الأزمة، وواجهت عثرات كثيرة نتيجة الفساد، وانعدام استمرارية السياسات، والإهمال الصريح.
تجسدت هذه العثرات في تأخيرات متكررة، وارتفاع في التكاليف، ونزاعات حول العقود، والمحاباة السياسية، وعمليات مناقصات غير شفافة، وغيرها. كما برزت خلافات حادة بشأن صفقات مع شركات تركية، حيث ورد أن إطلاقات المياه ارتبطت بمنح عقود بناء سدود لشركات أنقرة، ما حوّل الموارد الوطنية إلى أوراق مساومة.
وتحدث الباحث عن مشكلات شبكة الري، التي يعود تاريخ إنشائها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بحيث تعمل اليوم بنحو 60 في المائة فقط من طاقتها، مع خسائر فادحة ناجمة عن الري السطحي والقنوات غير المُبطنة.
وخلص الكاتب إلى أن عدم استجابة الجيران لطلبات العراق أو تنفيذ الاتفاقيات التي يوقعونها معه، يأتي على أرضية من الضعف الهيكلي، وغياب استراتيجية مائية متماسكة وطويلة الأجل، وضعف النفوذ والمصداقية، واستغلال الآخرين للانقسامات الداخلية، وانشغال النخب السياسية بمكاسب قصيرة الأجل وأجندات مجزأة.
توصيات
واختتم الباحث مقاله بعدد من التوصيات لتقليل حجم المشكلة، أبرزها، إنشاء هيئة وطنية للدبلوماسية المائية تتمتع بصلاحيات واضحة للتفاوض، ومراقبة التدفقات، والتنسيق بين الوزارات والمحافظات وإقليم كردستان، وإعطاء الأولوية لإعادة تأهيل البنية التحتية، والحد من الفساد، وتحديث أنظمة الري، وإشراك وسطاء دوليين موثوقين مثل الأمم المتحدة أو منظمات إقليمية، لتسهيل إبرام اتفاقيات ملزمة مع تركيا وإيران، فالحُكم، وليس الجغرافيا، هو الذي يحدد مستقبل المياه في العراق.
***************************************
أفكار من أوراق اليسار.. غزة وجوقة {المتحضرين}
إبراهيم إسماعيل
العتمة التي غطّت على الحقيقة منذ اندلاع حرب غزة، وكادت أن تُعمي حتى حماة البيئة ويسار الوسط، راحت تتبدد مؤخرًا لتفصل بين خندقين واضحين، أولهما: قوى اليمين، معتدلوه ومتطرفوه، ممّن أثنى على المذبحة باعتبارها "مأثرة تخدم العالم وتحمي الحضارة"، كما قالت نائب رئيس الحكومة السويدية، وممّن اكتفى بلوم الجزار على تباطؤه في حرق الأطفال وبيوت الجياع، وفشله في إنجاز المهمة قبل أن تُدمي بشاعتها ضمير الآدميين، وممّن رفض إدانة الإبادة الجماعية كي لا يُنعت بمعاداة السامية، وواصل تحميل الضحايا المسؤولية، لأن أعناقهم التي بقيت شامخة، أغرَت السكاكين بقطعها.
وعلى الرغم من أن مواقف هذه القوى منسجمة مع ما دأبت عليه من تسليع البشر، وتمجيد التنافس المتوحش، واعتبار التضامن ضعفًا، واستخدام كل شيء — من المال إلى المقدّس — لتبرير الظلم، فإنّ ما تفعله اليوم يمثّل حالة نموذجية لما سيكون عليه العالم إذا ما ساد هذا اليمين، ووظّف "الضمير العالمي" في حماية مصالح الإمبريالية وربيباتها: الصهيونية، والفاشية الجديدة، والتشكيلات المتستّرة بالدين.
وكما لطّخت مواقف هذه القوى بقايا مصداقيتها السياسية والأخلاقية بالعار، فإنها لم تُبقِ لمدّعٍ — لا سيما من "المتليبراليين" — حجة لإلصاق "تهمة" التّحضّر بها وبالترامبية، فاستعباد ملايين الناس (أمريكا نموذجًا)، وقمع الحريات السياسية والثقافية على مدى عقود طويلة (في جميع البلدان الحليفة للإمبريالية)، وممارسة القتل الجماعي والإبادة الثقافية (الجزائر، الكونغو، فلسطين، هيروشيما، فيتنام... نماذج)، وشنّ الحروب العالمية والإقليمية، وتعميم أفكار الفردانية والعنصرية، أمور لا يجمعها شيء مع القيم الحضارية كالحرية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والسلام، تلك القيم التي جاءت نتاجًا مشرقًا لتلاقح عقول وجهود كل البشر الأسوياء، وعلى مدى قرون.
في الخندق الثاني، تقف قوى اليسار بكل أطيافها، لتفضح الخلط بين اليهود، كبشر مؤمنين بدين محدّد، وبين الصهيونية كموقف سياسي، طُرد على أساسه شعبٌ من أرضه ليُقام عليها كيان عنصري، راحت حكومته تستدرج الجائعين إلى نقاط توزيع الطعام كي تحصدهم بالقنابل، ويوثّق جنوده الدماء وهي تنبجس من جراح الأطفال، ويؤيد 82 في المائة من سكانه الطرد الكامل للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، ويرى 65 في المائة منهم جذور الصراع في هجوم العماليق على العبرانيين قبل ثلاثين قرنًا!
إن أطياف اليسار هذه، وهي تدين السمات الأساسية للصهيونية، باعتبارها فكرة استعمارية وعنصرية ولا أخلاقية، تشكّل خطرًا جديًا على البشر، بما فيهم اليهود، لا تطالب بترحيل أحد أو رميه في البحر، كما ادّعى البعض يومًا، بل تطالب بقيام دولة ديمقراطية علمانية، تضمن الحرية والخبز بشكل متساوٍ للجميع، بغضّ النظر عن قوميتهم ودينهم ومعتقداتهم، بما في ذلك من شُرّد قسرًا من أرضه. كما تناضل من أجل تطبيق سياسات فاعلة، تُخلّص الناس من التعصّب والكراهية والتعالي والادّعاء بامتلاك الحقيقة، وتعزل القتلة، وتدين حُماتهم، وتكفّ عن تمجيدهم، واستلال المبررات لأفعالهم المشينة من الأساطير، وتشيع السلام والمحبة بين البشر.
مع أخبار المآسي في غزة، وحين يُفتضح تبجّح الليبراليين وذيولهم من الأعراب بالتحضّر، يشرق الأمل من خندق اليسار، في مقولة ليوئيل إليزور: "شعرتُ، مذ دخلنا قطاع غزة، وكأننا نحن النازيين وهم اليهود.، ووفي تلخيص البروفيسور الشيوعي شلومو ساند للأمر بقوله: "نحن اليهود، تقيأتنا أوروبا على عرب فلسطين.، وفي تصريح المخرج السينمائي إيلي شوراكي: "لا يمكن أن تغيّر الحقيقة. فقد سُلبت الأرض من سكانها. لا شيء، ولا حتى المحرقة، يمكن أن يمحو هذه الحقيقة أو يبررها. لا حل إلا بالمساواة.، فيتعزّز اليقين، وتتبَدّد العتمة.
**************************************
الصفحة الرابعة
السياسة الخارجية رهينة الانقسام الداخلي.. والمحاصصة تقوّض كفاءة السلك الدبلوماسي
بغداد - طريق الشعب
برغم ما تمثله وزارة الخارجية من اهمية وثقل سيادي وأداة أساسية في رسم صورة الدولة على الساحة الدولية، إلا أن العراق لا يزال يعاني من غياب دور دبلوماسي فاعل ومؤثر في ظل أزمات متراكمة وتحديات إقليمية ودولية متسارعة. فمن أزمة المياه مع دول الجوار، إلى التهديدات الإسرائيلية والأميركية، مروراً بانعدام الحضور في ملفات إقليمية محورية، مع تعدد مراكز القرار، فَقَد العراق تأثيره ووزنه في محيطه العربي والدولي.
ويأتي هذا القصور في وقت يُفترض أن تكون فيه الدبلوماسية العراقية جسراً للحوار واداة لتحسين العلاقات وتعزيز سيادة العراق، لا أن تتحول إلى واجهة مجاملة أو ساحة لتقاسم النفوذ السياسي، وفق مبدأ المحاصصة بين الأحزاب.
فشل مستمر
وفي هذا الصدد، وجّه النائب هيثم الفهد، انتقادات لاذعة إلى وزارة الخارجية، مشيرا إلى تقصيرها في التعامل مع ملفات استراتيجية، تمس أمن العراق وسيادته، من بينها أزمة المياه والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية، مؤكدا غياب التمثيل الفاعل للعراق على الساحة الدولية.
وقال الفهد إن “ائتلاف إدارة الدولة وعدداً من القوى السياسية تجاهلوا ملف وزارة الخارجية، رغم الإخفاقات المستمرة التي تعاني منها هذه المؤسسة الحيوية”.
وأضاف أن “الوزارة فشلت في تمثيل العراق بالشكل المناسب أمام المجتمع الدولي، على الرغم من تعاقب عدد من الوزراء على إدارتها خلال السنوات الماضية، دون أن ينعكس ذلك على تحسين أدائها أو تعزيز مكانة العراق الخارجية”.
وأشار إلى أن “التمثيل الخارجي للعراق بات شبه غائب، حيث لم يسجل للوزارة أي دور فاعل في مواجهة التهديدات الخارجية، أو في إدارة ملف المياه مع تركيا، إلى جانب موقفها الضعيف تجاه التطورات الإقليمية، خاصة في ما يتعلق بالأزمة السورية والتهديدات الأمريكية والصهيونية”.
واختتم الفهد بالقول ان “وزارة الخارجية اليوم لا تمتلك التأثير أو الحضور الدبلوماسي اللازم لمواجهة هذه التحديات، ولا ترقى إلى مستوى وزارة من المفترض أن تكون في طليعة المدافعين عن مصالح العراق وسيادته”
أين الخلل؟
من جهته، أكّد عضو مجلس إدارة مؤسسة “غالوب” الدولية، ومسؤول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المؤسسة الدكتور منقذ داغر، أن الخلل في السياسة الخارجية العراقية لا يمكن عزله عن السياقات السياسية والأمنية الداخلية، موضحاً أن “الدول تُدار بمنظومة متكاملة، ولا يمكن تقييم سياسة معينة بمعزل عن السياسات الأخرى، وخصوصاً في ما يتعلق بالجانب الأمني والسياسة الخارجية”.
وقال داغر في حديث لـ “طريق الشعب”، ان “الأزمة التي نواجهها في علاقاتنا مع الخارج لا تعود فقط إلى أداء وزارة الخارجية، بل إلى واقع أعمق يتمثل في تعدد مراكز القرار داخل الدولة العراقية، ووجود أكثر من صوت يتحدث باسمها، ما ينعكس سلباً على وضوح الموقف الرسمي، ويضعف من فاعلية العمل الدبلوماسي”.
وضرب داغر مثالاً على ذلك بمؤتمر القمة العربي الأخير في بغداد، مشيراً إلى أن “غياب عدد من القادة العرب عن المشاركة لا يرتبط حصراً بضعف أداء الخارجية، بل بسبب حملات داخلية وتدخلات من جهات غير مخولة بالشأن الدبلوماسي، من بينها مواقف عدائية أو هجومية ضد دول بعينها، رغم أن الموقف الرسمي العراقي كان واضحاً ومختلفاً”.
ولفت الى ان “ما يجري يُفرغ وزارة الخارجية من دورها السيادي، ويجعلها مجرد واجهة تعاني من تنازع الإرادات وتعدد المرجعيات”.
وتطرق داغر إلى أزمة المحاصصة وتأثيرها المدمر على بنية السلك الدبلوماسي، واصفاً إياها بأنها “سرطان استشرى في جسد الدولة العراقية”.
وقال انه “لو تُركت صلاحية تعيين السفراء لوزارة الخارجية وحدها، لكان من الممكن بناء سلك دبلوماسي مهني يعتمد التدرج الوظيفي والكفاءة، لكن ما يحصل اليوم هو توزيع هذه المناصب بين الأحزاب والكتل السياسية وفق الحصص، ما أفرز سفراء يفتقرون إلى أبسط مقومات العمل الدبلوماسي، وبعضهم لا يستند في شرعيته سوى إلى انتمائه الحزبي أو علاقته بأشخاص نافذين”.
وأوضح أن هناك فرقاً واضحاً في الأداء بين السفراء المهنيين الذين نشأوا داخل وزارة الخارجية وتدرجوا في العمل، وبين أولئك الذين فُرضوا من خارج الوزارة عبر المحاصصة.
وفي ما يتعلق بإصلاح السياسة الخارجية، شدّد داغر على أن “المشكلة لا تخص وزارة الخارجية وحدها، بل تشمل كافة الوزارات السيادية التي يجب أن تُدار من قبل وزراء مهنيين يختارهم رئيس الوزراء، ويتحمل مسؤوليتهم بالكامل، بعيداً عن أي محاصصة حزبية أو طائفية”.
ودعا داغر في ختام حديثه الى إلى “ضرورة إلغاء حصص الأحزاب المتنفذة في التعيينات الدبلوماسية، وفرض معايير مهنية صارمة لاختيار السفراء، بما يعيد للدبلوماسية العراقية مكانتها الإقليمية والدولية”.
رهينة المحاصصة ونفوذ الإطار التنسيقي
في هذا الصدد، شدّد المحلل السياسي أحمد الياسري، على أن أزمة الدبلوماسية العراقية لا يمكن معالجتها بمعزل عن المشهد السياسي الداخلي، مؤكداً أن السياسة الخارجية لأي دولة هي في النهاية انعكاس مباشر لطبيعة النظام السياسي الحاكم، وطبيعة علاقاته الإقليمية والدولية.
وقال الياسري في حديث مع “طريق الشعب”، إن تدهور أداء وزارة الخارجية العراقية “لا يُعزى إلى قصور مؤسسي فقط، بل يرتبط كذلك ببنية السلطة القائمة، وبالتحديد بهيمنة الإطار التنسيقي على القرار السياسي في البلاد”.
وأضاف أن “الإطار التنسيقي، بما يحمله من توجّهات متشددة ضد عدد من القوى الإقليمية والدولية، قد قَيَّد الحركة الدبلوماسية للعراق، وحوّلها من أداة تواصل وبناء علاقات إلى أداة استقطاب سياسي تخدم أجندات معينة لا تعبّر عن المصلحة الوطنية العليا”.
وأشار إلى أن “العراق، في ظل هذا الواقع، أصبح يفتقر إلى أبسط مقومات القبول الإقليمي والدولي، وهو شرط أساسي لأي انفتاح دبلوماسي فاعل. فكيف يمكن لحكومة تحكمها قوى سياسية تتبنى مواقف عدائية أو مضادة من المجموعة العربية وغيرها من الدول ، أو تُصنَّف — كما ورد على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب — بأنها تابعة لإيران، أن تحقّق اختراقاً دبلوماسياً؟”.
ووصف الياسري الكوادر الدبلوماسية العراقية بعد 2003 بأنها الأضعف في تاريخ البلاد، مشيراً إلى أن “العراق، الذي كان يُعدّ أحد أبرز الدول من حيث الحضور الدبلوماسي والكفاءة المهنية في العقود السابقة، “تحوّل اليوم إلى مجرد عنوان تمثيلي في الخارج، من دون مضمون أو تأثير فعلي، نتيجة لهيمنة نظام المحاصصة وتوزيع المناصب على أسس طائفية وحزبية”.
وتابع ان “ما لدينا اليوم هو مواقع دبلوماسية منتشرة حول العالم، لكننا نفتقد الكوادر الحقيقية التي تستطيع أن تمثل العراق بكفاءة ومهنية. فالسفراء يُختارون على أساس الولاء السياسي، لا على أساس الكفاءة أو التخصص، وهو ما أسهم في تراجع صورة العراق دولياً، وأضعف من قدرته على التفاوض أو التفاعل مع الملفات الإقليمية والدولية الحساسة”.
وأكد أن “إصلاح وزارة الخارجية يبدأ بإصلاح بيئة الحكم نفسها”، مشدداً على ضرورة “إنتاج نخبة سياسية جديدة لا تنتمي إلى أطر فكرية مغلقة، بل تحظى بقبول إقليمي ودولي، وتحقق تمثيلاً حقيقياً لجميع العراقيين، بعيداً عن نهج الإقصاء والتقاسم السياسي”.
وخلص الى ان “الدبلوماسية العراقية يمكن أن تُستعاد فقط عندما تُسنَد هذه الوزارة إلى شخصيات ذات خلفية مهنية ومعرفة حقيقية بآليات العمل الدبلوماسي، في إطار حكومة وطنية مستقلة تمثّل الإرادة الشعبية وتتبنى سياسة خارجية متوازنة، لا تتبع أي محور، بل تضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار”.
*************************************
الفساد يراكم تلكؤها.. ناشطون موصليون: «الكوميشنات» تعرقل إنجاز المشاريع
بغداد – طريق الشعب
تواجه محافظة نينوى أزمة حقيقية في تنفيذ المشاريع الحكومية، حيث تتوقف عشرات المشاريع الحيوية بسبب الفساد والمماطلة، فيما يبقى المواطنون يدفعون ثمن التأخير والإهمال.
من المستشفيات إلى الطرق وشبكات المياه، تتكدس المشاريع على الورق، وسط وعود متكررة لم تتحقق على أرض الواقع، فيما تشير الجهات الرسمية إلى تحديات مالية وإدارية تعرقل الإنجاز.
الفساد.. مرض مزمن
الباحثة في دراسات السلام والناشطة المجتمعية سرّاء الدباغ، من محافظة الموصل، تقول إن الفساد والرشاوى في كل محافظة أو مدينة عراقية يشكلان آفة ومرضا خطيرا ينعكس على مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع على حد سواء، مشيرة إلى أن محافظتها بعد عمليات التحرير، أصبحت تقاسي هذا المرض المزمن، وانعكاسه على المواطنين، خاصة أولئك الذين يسعون لإنجاز معاملاتهم واستكمال حقوقهم الأساسية مثل التعويضات، معاملات العقارات والخدمات العامة، حيث يضطرون لدفع الرشاوى لإتمام الإجراءات القانونية.
وأضافت الدباغ لـ “طريق الشعب”، أن الفساد ينعكس بشكل مباشر على مؤسسات الدولة ويؤثر على الثقة بين المجتمع والموظفين، مؤكدة أن المشاريع المخصصة لنينوى أو مدينة الموصل غالبًا ما تُنجز وفق عقود وهمية ومرتبطة بالرشاوى، وهو ما يؤدي إلى ضعف جودة العمل.
وأوضحت أن هذا يظهر في المشاريع التي تُنجز بمبالغ كبيرة، لكنها تتعرض لتلف سريع، نتيجة استخدام مواد رديئة لتقليل التكاليف وزيادة الأرباح على حساب الجودة.
وأكدت أن أكثر حالات الرشوة انتشارا في نينوى ترتبط بالتسجيل العقاري وبيع وشراء الأراضي والمجمعات السكنية، وكذلك في التوظيفات الأمنية والقضائية، حيث يُطلب أحيانا دفع مبالغ مالية للحصول على الوظيفة، مشيرة إلى أن الرشاوى تشمل البلديات وقطاعات الكهرباء والخدمات العامة. وحذرت الدباغ من أن استمرار الوضع دون رقابة فعّالة من الجهات المعنية سيؤدي إلى تفاقم المشكلة ويجعل السيطرة عليها شبه مستحيلة، مؤكدة أن التعامل مع الفساد يتطلب وجود آليات رقابية قوية لضمان حماية الحقوق وتحسين أداء مؤسسات الدولة.
نسبة الكوميشن 15 بالمائة
من جهته، أشّر المهتم بالشأن المحلي في محافظة نينوى، علي العكيلي، وجود عشرات المشاريع المتلكئة في المحافظة، نتيجة الفساد والعمولات التي كانت تفرض على مقاولي تلك المشاريع، مؤكدا ان أكثر من 50 مشروعاً توقف عملها بسبب نسب عمولات تصل إلى 15 بالمئة.
وقال العكيلي، ان هذه “الكوميشنات” تفرضها جهات حزبية ومكاتب اقتصادية تابعة لها في المحافظة، ما أثر بشكل كبير على تنفيذ المشاريع الحيوية، مبينا ان عدد المشاريع المتلكئة في المحافظة يتجاوز 150 مشروعاً، موزعة على مختلف القطاعات، منها مشاريع الطرق والمياه والصرف الصحي، إضافة إلى مشاريع القطاع الصحي والخدمي.
وأضاف المتحدث، ان صور الفساد والعمولات هذه، لا تقتصر على مشاريع نينوى، انما قد تطال جميع المحافظات العراقية، خاصة تلك المتعلقة بالخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين اليومية، راهنا تسريع معالجة المشاريع المتلكئة بـ”تعزيز الرقابة ومحاسبة الجهات المسؤولة عن تعطيلها، لضمان استكمالها”.
مجلس المحافظة يؤشر تجاوزات مالية
بدوره، كشف عضو مجلس محافظة نينوى أحمد الكيكي، عن وجود بعض القضايا التي أثيرت حول إدارة المشاريع في المحافظة، حيث هناك تقارير عن تجاوزات مالية وسوء إدارة في تنفيذ بعض المشاريع من حيث التأخير أو غير مطابقة المواصفات المتفق عليها، مشددا على متابعة هذه القضايا والعمل على معالجتها.
وقال الكيكي، إن المحافظة شهدت في عام 2024 تنفيذ وإنجاز العديد من المشاريع ضمن موازنة تنمية الأقاليم، حيث تم إنجاز أكثر من 1700 مشروع، شملت قطاعات حيوية مختلفة، مبينا أن المشاريع الصحية تضمنت إنشاء 12 مستشفى و50 مركزا صحيا، إضافة إلى بناء أكثر من 500 مدرسة موزعة على الموصل والأقضية والنواحي.
كما أشار إلى المشاريع الكبيرة الجاري تنفيذها مثل المستشفى العام بسعة 600 سرير، والذي تمت إحالته على شركة تركية ومستشفى البعاج بسعة مائة سرير.
وقال المسؤول المحلي لـ “طريق الشعب”، أن مشاريع البنية التحتية ركزت على بناء الجسور وتوسيع الطرق، فيما شملت مشاريع الخدمات البلدية تطوير شبكات المياه والصرف الصحي وتنفيذ مشاريع لتنظيف وتجميل المدينة، منبها الى أن المحافظة تواجه تحديات مالية مرتبطة بإدارة وتنفيذ المشاريع، خاصة في ظل الضغط على الميزانية العامة والحاجة الكبيرة لإعادة الإعمار، بعد الدمار الذي لحق بالمنطقة خلال السنوات الماضية.
وخلص الى ان بعض المشاريع قد تأخرت أو لم تكتمل في الوقت المحدد بسبب قلة التمويل، علما أن قيمة المشاريع المدرجة ضمن موازنة المحافظة بلغت حوالي 600 مليار دينار عراقي.
مشاريع.. حبر على ورق
الى ذلك، أطلق الناشط المدني حجي شلال، انتقادات حادة لأداء الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع في قضاء سنجار والمناطق المحيطة به، مؤكداً أن الفساد والمماطلة يعرقلان إنجاز مشاريع حيوية ينتظرها المواطنون منذ سنوات.
وقال شلال في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “هناك تلكؤا واضحا في مشاريع حيوية، مثل مشروع بناء مستشفى بسعة 100 سرير في سنجار، إذ جرى وضع الحجر الأساس له، لكن لم يتم الشروع بأعمال البناء حتى الآن، وهو ما يعكس حجم الفساد والتباطؤ في التنفيذ”.
وأضاف شلال، أن جامعة سنجار تعاني المصير ذاته، موضحاً “حتى الحجر الأساس الذي وُعدنا به من قبل مجلس الوزراء لم يُنفذ، وهناك أيضاً مشاريع أخرى مثل مستشفى العام ومستشفى القحطانية، لم يُحدد مصيرهما أو تُباشر أعمالهما”.
وأشار الناشط إلى أن مشاريع الطرق والبنى التحتية في القضاء بقيت حبراً على ورق، على الرغم من أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أعلن مطلع العام الجاري عن 89 مشروعاً يفترض تنفيذها، من بينها مشاريع خدمية في سنجار. وتابع: “حتى الآن، لم يتحقق شيء ملموس، باستثناء وعود متكررة لا تتجاوز التصريحات الإعلامية”.
وبحسب شلال، فإن المشكلة لا تتعلق فقط بالإهمال من قبل الجهات المحلية في نينوى، وإنما تمتد إلى الفساد الإداري والمالي المستشري في الدوائر الحكومية، مشيرا الى انه “للأسف، في كل مؤسسة هناك من يعرقل معاملات المواطنين إلا مقابل دفع الرشاوى، سواء في النقلات أو الترفيعات أو حتى أبسط الإجراءات الإدارية، وهو أمر يفاقم معاناة الناس”.
واعتبر أن استمرار هذا النهج يعكس إهمالاً مقصوداً بحق قضاء سنجار وأهله، على الرغم من تخصيص أموال من صندوق إعمار سنجار.
وختم حديثه بالقول: ان “المواطنين يدفعون ثمن الفساد والمماطلة، فيما المشاريع تبقى معلّقة بين وعود الحكومة وإرادة المتنفذين”.
****************************************
الصفحة الخامسة
تُروَّج على وسائل التواصل بشهادات مفبركة مستحضرات تجميل مغشوشة تهدد سلامة المواطنين
متابعة – طريق الشعب
خلال السنوات الأخيرة ازدهرت على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، تجارة مستحضرات التجميل والتنحيف على نحو غير مسبوق، تحت عناوين عقاقير أجنبية كورية وصينية وأوربية مخصصة لتبييض البشرة، تعزيز الخصوبة، نحت الجسم، إطالة الشعر، تصغير الأنف، إزالة الشعر غير المرغوب فيه. أو تحت عناوين براقة مثل “وصفات سحرية”، أو “ما يفضله مشاهير هوليوود”، وغيرها من العناوين التي تغري النساء على وجه التحديد، رغم أن أغلبها مجهول المصدر، ويفتقر إلى الترخيص الطبي.
وفي ظل ضعف الرقابة الصحية، وانتشار الإعلانات المضللة، تتحول هذه الأدوية والمنتجات من حلم سريع بالجمال إلى كابوس صحي طويل الأمد.
وتكشف مصادر طبية أن أغلب أدوية الخصوبة والمستحضرات الجمالية التي تغزو السوق العراقية، خصوصاً تلك التي تروّج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدخل البلاد من دون فحص مخبري دقيق، مستفيدة من ثغرات في عملية الاستيراد وضعف التنسيق بين الجهات الصحية والكمركية.
ورغم أن وزارة الصحة أصدرت أكثر من تحذير بشأن الأدوية المغشوشة أو غير المسجلة، إلا أن السوق لا تزال تغرق بعشرات الأنواع يومياً، لا سيما أن معظم الحملات الإعلانية لهذه المنتجات تعتمد وجوهاً نسائية جميلة ومؤثرات على تطبيقَي “تيك توك” أو “إنستغرام”، يروّجن لفوائدها بسرعة مذهلة، من دون ذكر أي آثار جانبية محتملة. وكثير من تلك الصفحات يعتمد شهادات مزيّفة و”ريفيوهات (آراء وتقييمات)” مفبركة، ما يجعل النساء فريسة سهلة، خصوصاً اللواتي يعشن في المناطق المحرومة من الخدمات الصحية.
دواء يتحوّل إلى داء!
في حديث صحفي، تقول سارة (27 سنة): “كنت أعاني تأخراً في الحمل. شاهدت إعلاناً عن منتج يساعد في تسريع الحمل فاستخدمته ثلاثة شهور. بعدها واجهت مضاعفات صحية ولم أشعر بتحسن، بل زاد وضعي سوءاً”.
فيما تقول مريم (31 سنة) أنها استخدمت منتجاً لتفتيح البشرة اشترته من صفحة على “إنستغرام”. وبعد أسبوع من الاستخدام بدأت تعاني احمرارا وحكة شديدة في الجلد. فاضطرّت لمراجعة طبيبة أمراض جلدية، وتبيّن أن المنتج يحتوي على مواد غير معروفة المصدر وغير مسجلة صحياً، تسببت في إصابتها بـ”داء الوردية”.
مضاعفات صحية
من جانبه، يقول الطبيب المتخصص في أمراض النساء والعقم، علاء فاضل، أنهم يرصدون شهرياً عشرات الحالات لنساء يعانين مضاعفات مباشرة، نتيجة تناول أدوية خصوبة أو مستحضرات تجميل هرمونية يتم شراؤها عبر الإنترنيت أو من مراكز بيع غير مرخصة، مضيفا في حديث صحفي قوله أن “بعضهن يعانين أعراضا جانبية مثل انتفاخ غير مبرر أو زيادة مفاجئة في الوزن أو تغيرات مزاجية حادة”.
ويتابع قائلا: “الأخطر هو أن بعض المنتجات تحتوي على تركيبات هرمونية اصطناعية بتركيزات غير مضبوطة، مثل جرعات عالية من الإستروجين أو محفزات الإباضة التي تُستخدم عادة داخل وحدات الإخصاب تحت إشراف طبي صارم. والكثير من الحالات تطورت أعراضها إلى تكيّس مبيضي معقد أو احتباس سوائل في البطن والحوض، وهو ما يُعرف بمتلازمة فرط تحفيز المبيض، وهي حالة قد تهدد حياة المريضة إن لم تُعالج سريعاً”.
ويشير فاضل إلى أن “الكثيرات من النساء يلجأن لهذه الأدوية بدافع الضغوط النفسية والاجتماعية المرتبطة بالحمل أو الجمال، من دون وعي بخطورة تناول مواد لا تخضع لأي رقابة أو تحليل مخبري”.
غياب مراكز التوعية
في السياق، تنتقد الناشطة في مجال حقوق المرأة ريم حسن “غياب شبكات الدعم النفسي والاجتماعي للنساء اللواتي يتعرضن للأذى بسبب هذه الأدوية، خصوصاً في مجتمع لا يرحم المتغيرات الجسدية أو العقم. إذ لا يوجد خط ساخن لتقديم المشورة ولا مراكز توعية مخصصة لتحذير النساء”.
وتوضح في حديث صحفي أن “ما يضاعف الضرر هو لوم المرأة التي تُصاب بأعراض جسدية نتيجة هذه المنتجات، بدلا من مساعدتها في التعافي”.
لا قوانين ولا رقابة!
ويشير القانوني وسام عبد العزيز إلى أن “العراق يخلو من قوانين واضحة تجرّم ترويج هذه الأدوية. كما تنتفي أي رقابة صارمة على المؤثرين الذين يسوّقون لها، ويغيب الدور التوعوي لوسائل الإعلام التي غالباً ما تتجاهل الملف، رغم أنه يرتبط بصحة ملايين النساء”.
ويشدد في حديث صحفي على أهمية تفعيل الرقابة على استيراد وتوزيع أدوية الخصوبة والجمال، من خلال فرض غرامات على الصفحات والحسابات التي تروّج منتجات غير مرخصة، وإطلاق حملات توعية رسمية عبر الإعلام المحلي ووسائل التواصل، فضلاً عن إطلاق شبكات دعم نفسي وصحي للمتضررين.
ماذا عن وزارة الصحة؟!
في العام الماضي وجهت وزارة الصحة في إقليم كردستان بياناً تحذيرياً إلى وزارة الداخلية، طالبت فيه بإغلاق الصفحات والحسابات الوهمية التي تروّج منتجات تجميلية أو أعشابا طبية أو مواد للحمل. واعتبرت تلك الأنشطة مخالفة للإرشادات الصحية الرسمية. فيما أكدت نقابة صيادلة العراق في تشرين الثاني 2024، أن تسويق المنتجات الطبية ومستحضرات التجميل عبر الإنترنيت يُعد خرقاً قانونياً خطيراً في ظل غياب الإشراف الطبي.
فراس خالد كامل، من قسم التوعية في وزارة الصحة الاتحادية، يقول في حديث صحفي أن “الوزارة تتابع بشكل يومي الحسابات الإلكترونية التي تروّج وتبيع منتجات طبية أو عشبية أو تجميلية من دون ترخيص، وتحاسب أي جهة مخالفة عبر فرق متخصصة بالرصد والتبليغ”. ويوضح أن “بعض الصفحات تخضع منتجاتها للفحص والرقابة. وفي حال اجتيازها الفحوص تُمنح إجازة بيع رسمية، ويُثبت ذلك عبر ملصق حراري خاص بوزارة الصحة يوضع على المنتج، لا سيما في حالة الأعشاب الخاصة بالتنحيف أو مستحضرات التجميل”.
ويؤكد كامل أن “الأمر لا يتعلق بوزارة الصحة فحسب، بل يتطلب تنسيقاً مع هيئة الإعلام والاتصالات وجهاز الأمن الوطني وغيرهما. إذ إن السيطرة على هذه الصفحات صعبة جداً، نظراً لانتشارها السريع عبر الفضاء الإلكتروني”، مطالباً المواطنين بتحمل المسؤولية من خلال التبليغ عن أي منتجات مجهولة أو مواد ملوثة أو مسببة لأمراض، حتى يتم اتخاذ الإجراءات القانونية والصحية اللازمة بحق مروجيها.
****************************************
«متآكلة وقد تسقط على أطفالنا!» أهالي المشخاب قلقون من أعمدة الكهرباء
متابعة – طريق الشعب
أبدى مواطنون في قضاء المشخاب بمحافظة النجف قلقهم من الحال المتردي لأعمدة الكهرباء في شارع الروضة الحيوي، بعد أن تعرضت للتآكل وأصبحت مائلة مهيّأة للسقوط في أي لحظة. وتقع تلك الأعمدة أمام مبنى روضة المشخاب الحكومية و3 مدارس أخرى في المنطقة. ووفقا للمواطنين فإن الأزمة تعود إلى أعمال الشركة المنفذة لمشروع تأهيل مدخل المدينة، والتي تركت الأعمدة القديمة دون تدعيم أو صبّات خرسانية، ما زاد من خطورتها على الأهالي.
يقول المواطن علي عباس أنه “بعد أيام سيبدأ العام الدراسي الجديد. وهذا الشارع يضم 3 مدارس وروضة أطفال. فيما الأعمدة مائلة ومتآكلة وتشكل خطراً حقيقياً على حياة المارة، خاصة الأطفال”.
ويوضح في حديث صحفي أن “الشركة حفرت الرصيف لتوسعة الشارع، لكنها لم تفكر في خطورة ترك الأعمدة بهذا الشكل. ونحن نخشى من سقوطها في أي لحظة”.
من جانبه، يقول قائم مقام المشخاب زمان الجنابي، أن “المشكلة تعود إلى عدم إدراج موضوع تعارض خط الكهرباء في الكشف الأصلي للمشروع. وبحسب توجيه محافظ النجف خرجت لجنة من مديرية الكهرباء إلى الموقع، وتم تكليف ممثل الكهرباء بإعداد كشف إضافي لرفع الأعمدة المتهالكة، لكن تلكؤ الشركة وعدم مراجعتها المديرية حال دون إنجاز هذا الإجراء”.
ويضيف في حديث صحفي قوله: “لقد وجهنا إنذارين للشركة بسبب تأخرها. كما أصدرنا توجيهاً برفع الأعمدة التالفة مؤقتاً ومد خط ضفيرة بدل الأسلاك لحين استكمال المقاول ما مطلوب منه”.
*****************************************
بتبرعات الخيّرين مواطن يبني مجمعاً سكنياً للفقراء في ديالى
متابعة – طريق الشعب
في ناحية بني سعد جنوب غربي ديالى، وتحديدا قبل أربع سنوات، أطلق الشاب المتطوع موسى محمود مبادرة إنسانية بدأها بتوزيع سلال غذائية على الفقراء والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وصولا إلى إنشاء مشروع سكني يستهدف الفئات الأشد ضعفاً. حيث أطلق المشروع عبر حملة تبرع رمزية بعنوان “حملة الـ10 آلاف”، جمع خلالها تبرعات مكنته من شراء أرض زراعية مساحتها دونمين، بـ25 مليون دينار، وتخطيطها لتضم 28 بيتا تحت اسم “مجمع وطن” السكني.
وتبلغ مساحة الوحدة السكنية في المجمع 110 أمتار مربعة، تضم غرفتين وصالة وحماما. بينما يجري توزيعها وفق معايير تشمل غياب المعيل أو وجود حالات مرضية أو إعاقة.
يقول موسى في حديث صحفي، أن مبادراته دعمها أهل الخير بتبرعاتهم، وانها لا تزال مستمرة، مبينا أنه قبل الشروع ببناء هذا المجمع، بنى 14 بيتا للفقراء والأيتام في مناطق متفرقة من ديالى.
ويوضح أن “الناس بدأوا يناشدونا بناء بيوت لعائلات تعيش أوضاعا صعبة. فأطلقنا حملة لجمع التبرعات عبر مواقع التواصل، وبما جمعناه من مبالغ اشترينا الأرض”، مضيفا أنه “قمنا باستقدام مهندسين وتخطيط 28 قطعة أرض لبناء دور للأيتام والمحتاجين، لتكون ملاذاً آمناً لهم”.
ويلفت محمود إلى انه “نتبع آلية لاختيار العائلات. حيث نُعطي الأولوية للعائلة التي لا معيل لها أو لديها معيل مسن، ونركز على الأكثر احتياجاً ممن لديهم مرضى أو معاقون”، مبينا أن “حلمنا هو أن نصل إلى 100 دار. فاليوم تجاوزنا الـ20 داراً بين متفرقة وداخل المجمع، وإن شاء الله سنصل لهذا الرقم ما دام هناك أهل خير يدعموننا”.
وينوّه إلى انه “حالياً لدينا 7 دور مكتملة. تكلفة الواحدة منها 18 مليون دينار، 5 منها تم إشغالها وداران سيتم إسكان عائلتين فيهما خلال الأيام المقبلة”.
ويرى متابعون أن مبادرة هذا المتطوع وغيرها من المبادرات المماثلة التي أطلقها ويطلقها متطوعون في محافظات مختلفة، ساهمت في إغاثة عائلات عديدة لا تمتلك سقفا يؤويها، في ظل اشتداد أزمة السكن، وعدم وجود أي بادرة حكومية جادة للحد من هذه الأزمة.
وبينما تعجز الجهات الحكومية عن توفير مساكن للفقراء، وإن كانت واطئة الكلفة، تمنح أراضي واسعة في قلوب المدن، للاستثمار، من أجل بناء مجمعات سكنية عليها، كإجراء للحد من أزمة السكن، في حين تُباع الوحدات السكنية في تلك المجمعات بأسعار خيالية لا يقوى على مجاراتها سوى الأثرياء – حسب المتابعين.
*****************************************
النفايات تخنق الأنبار والحلول تنتظر التمويل الحكومي
متابعة – طريق الشعب
منذ شهور عدة، تشهد مدن عديدة في محافظة الأنبار تراكم النفايات في الأحياء السكنية والشوارع العامة، ما أثار استياء المواطنين الذين يشكون من الروائح الكريهة وانتشار الحشرات.
ويواجه ملف النفايات في الأنبار تحديات كبيرة منذ تحرير المحافظة من إرهاب داعش عام 2017. إذ أدت الحرب إلى تدمير البنى التحتية للبلديات والإضرار بمواقع الطمر النظامية.
ورغم الجهود التي بذلتها الحكومة المحلية خلال السنوات الأخيرة في توفير آليات لجمع النفايات، إلا أن نقص التمويل وازدياد النمو السكاني في المدن الكبيرة حالا دون معالجة المشكلة جذريا. في حديث صحفي يقول مدير بيئة الأنبار، قيس ناجح عبيد، أن “الحكومة المحلية عملت بالتعاون مع مديرية البلديات وبلديتي الرمادي والفلوجة، على اختيار مواقع تحويلية لرمي المخلفات الصلبة، ليتم بعدها نقلها إلى مواقع الطمر الصحي”. ويضيف قوله أن “مديرية البيئة منحت الموافقات البيئية اللازمة لجميع مواقع الطمر الصحي النظامية”، مشيرا إلى ان “العمل في انتظار التمويل من أجل إنشاء مطامر صحية نظامية في جميع الأقضية أسوة بما معمول به في قضاء الرمادي”. من جانبه، يؤكد المواطن علي الراوي، وهو من سكان الرمادي، أن “أكوام النفايات باتت مشهداً يومياً أمام المنازل وفي الأسواق. الروائح أصبحت لا تطاق، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة”. ويضيف بالقول “نرى بين فترة وأخرى آليات البلدية تمر بشكل سريع لجمع بعض النفايات. وبعد يومين تعود التلال لتتكدس من جديد. أطفالنا يعانون أمراضا تنفسية وجلدية بسبب الذباب والبعوض، ولا أحد من المسؤولين يشعر بمعاناة المواطنين”. إلى ذلك، يحذر الخبير البيئي عمر سمير، من خطورة استمرار أزمة النفايات دون حلول جذرية، مبيناً أن تراكمها يؤدي إلى انبعاث غازات سامة مثل الميثان وأكسيد الكبريت، ما يفاقم تلوث الهواء. ويشير في حديث صحفي إلى أن “التخلص العشوائي من المخلفات قد يتسبب أيضاً في تلوث المياه الجوفية عند تسرب العصارة الناتجة عن النفايات إلى باطن الأرض، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لصحة السكان”.
ويرى سمير أن الحلول تكمن في تطوير منظومة الطمر الصحي وفق معايير بيئية دقيقة، إلى جانب إطلاق مشاريع لإعادة التدوير، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية فرز النفايات من المصدر. ويدعو إلى توفير الدعم المالي والفني للبلديات “إذ لا يمكن أن نعالج هذه الأزمة بخطوات ترقيعية. نحتاج إلى خطط طويلة الأمد تمولها الحكومة المركزية بالتنسيق مع المنظمات الدولية”.
*****************************************
مواساة
- تتقدم الهيئة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي، بالتعازي والمواساة إلى عائلة الرفيق الراحل قاسم عمران عيسى القيسي، بوفاة والدته.
الذكر الطيب دوما للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها الكريمة وجميع معارفها.
- ينعى تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك، الشخصية الوطنية والمربي الفاضل خالد خضير غني، الذي توفي فجر السبت الماضي في كوبنهاغن، عن عمر 84 عاما.
انتمى الفقيد للحزب الشيوعي العراقي بداية شبابه في مدينته الناصرية. وتعرض الى اضطهاد وتعذيب سلطات انقلاب 8 شباط 1963، وقضى سنوات في سجن نقرة السلمان، ليعود بعدها الى سلك التعليم في محافظة الأنبار، ثم يضطر إلى مغادرة العراق الى الدنمارك للخلاص من النظام الدكتاتوري المقبور.
كان أحد ابرز الوجوه الرياضية في مدينته وساهم في إنشاء نادي الفتيان الرياضي قبل إغلاقه من قبل سلطات الحرس القومي.
يتذكر فيه كل من عرفه التصاقه بالحزب ودفاعه عنه، وحمله هموم وطنه وشعبه، وحضوره الاجتماعي المتميز، مقدماً نموذجاً يقتدى به للمناضل والتربوي ورب الأسرة.
الذكر الطيب له والصبر والسلوان لابنتيه لينا ودينا وعائلتيهما وأشقائه ورفاقه وأصدقائه.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق نجيب داود الربيعي، بوفاة ابنته اثر مرض عضال.
للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها في ناحية الوجيهية الصبر والسلوان.
*************************************************
الصفحة السادسة
الأوروبيون لا يؤيدون خطوات ترامب لقاء أوروبي - أمريكي يبحث وقف الحرب الروسية - الأوكرانية
متابعة – طريق الشعب
وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما يصل تباعاً قادة عدد من الدول الأوروبية لمرافقته في اللقاء.
لدينا رغبة في إنهاء الحرب
وأكد زيلينسكي أن جميع الأطراف المعنية بالحرب الدائرة بين بلاده وروسيا لديها رغبة في إنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم. وأوضح أنه "سيعقد اجتماعا مع قادة أوروبيين بعد لقائه ترامب.
وأكد على ضرورة أن "تنهي روسيا الحرب التي بدأتها، معربا عن أمله في أن" تجبر القوة المشتركة مع الولايات المتحدة وأصدقائنا الأوروبيين روسيا على تحقيق سلام حقيقي".
لا قرم ولا ناتو
وفي وقت سابق، دعا الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني إلى التخلي عن استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا وعن فكرة الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال ترامب إنه سيعقد مع زيلينسكي وقادة أوروبيين "مباحثات هامة في سبيل تحقيق السلام"، معربا عن "شعوره بالفخر إزاء استضافة هذا العدد من القادة الأوروبيين بالبيت الأبيض في وقت واحد".
وأضاف أنه بإمكان الرئيس الأوكراني "إنهاء الحرب إذا أراد وبشكل فوري أو مواصلة القتال". وتابع: "لا استعادة للقرم التي منحها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لروسيا دون إطلاق رصاصة واحدة، ولا انضمام أوكرانيا إلى الناتو أمران واردان بالنسبة لأوكرانيا".
سلام سريع ودائم
وفي غضون ذلك رد زيلينسكي على ذلك عبر منصة اكس بالقول: "روسيا هي من بدأت هذه الحرب، وعليها أن تنهيها، الأوكرانيون يقاتلون دفاعا عن أرضهم واستقلالهم، ونحن نحقق تقدما في دونيتسك وسومي".
وأضاف: "نرغب جميعا في سلام سريع، لكن يجب أن يكون سلاما دائما. لا كما حدث في السابق، حين أُجبرنا على التخلي عن القرم وأجزاء من دونباس، ليستخدمها بوتين منصة لهجوم جديد. القرم لم يكن ينبغي التخلي عنها، كما أننا لم نتخلَّ عن كييف أو أوديسا أو خاركيف بعد 2022."
مواقف الأوروبيين
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن " فلاديمير بوتين لا يريد السلام مع أوكرانيا بل يريد منها الاستسلام".
وقال ماكرون، "هل أعتقد أن الرئيس بوتين يريد السلام؟ إذا كنتم تريدون قناعتي الراسخة، فالجواب هو كلا. إنه يريد استسلام أوكرانيا، هذا ما اقترَحه"، مبينا أنه "يريد سلاما متينا ودائما، أي سلاما يحترم القانون الدولي… يحترم سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها".
كما أبدى ماكرون حذره من اقتراح ترامب منح أوكرانيا حماية مشابهة لتلك التي تنص عليها معاهدة حلف شمال الأطلسي، من دون أن تصبح عضوا في الحلف.
وتابع، "أعتقد أن الطرح النظري لا يكفي. المسألة هي الجوهر"، مؤكدا أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين… كما لا يمكن إجراء مناقشات حول أمن الأوروبيين بدونهم"، مطالبا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا.
فيما شددت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، على رفض الاتحاد أي قيود تفرض على الجيش الأوكراني في أي اتفاق محتمل للسلام بين كييف وموسكو.
وقالت في مؤتمر صحفي، إنه "لا يمكن تغيير الحدود الدولية بالقوة. هذه قرارات أوكرانيا وحدها من يمكن لها اتخاذها، ولا يمكن اتخاذ هذه القرارات دون مشاركة أوكرانيا".
وأكدت فون دير لاين أن الضمانات الأمنية لأوروبا وكييف ضرورية في إطار أي سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا.
********************************************
منظمات دولية: الاحتلال يمارس التجويع المتعمد ويجب وقف الحرب فوراً نشطاء غزة يتظاهرون: لن نخضع لسياسة التهجير
متابعة – طريق الشعب
بينما تتواجد وفود من حركة حماس وقطر والاحتلال الصهيوني في القاهرة، لبحث إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، جدد رئيس وزراء حكومة اليمين المتطرف بنيامين نتنياهو، موقفه بعدم وقف الحرب، وقال إن التظاهرات التي خرجت في إسرائيل ودعوات وقف الحرب قبل هزيمة حماس تمثل تعزيزاً لموقف الحركة وتأخيراً لإطلاق سراح الأسرى.
"نحن أصحاب الأرض"
خرجت دعوات من ناشطين في غزة، لتنظيم مسيرة جماهيرية، لرفض محاولات الكيان الصهيوني لتهجيرهم قسراً ضمن خطة إعادة احتلال القطاع بالكامل.
وأكد ناشطون في بيان متداول في منصات اجتماعية، أن "الفلسطينيون أصحاب هذه الأرض ولا يملك أحد غيرهم حقًّا فيها". وأكدوا أن مشاركتهم في المسيرة تأتي دفاعا عن أنفسهم وأهلهم وأجيالهم القادمة.
وأضاف البيان، أن الدعوة موجهة إلى جميع الفلسطينيين بمدينة غزة للمشاركة في "أكبر مسيرة موحدة رفضا لأي محاولات لتهجيرنا من مناطقنا الآمنة، التي هي حضننا الدافئ وملاذنا الوحيد".
وفي وقت سابق، نظم عشرات الفلسطينيين في الضفة الغربية بمدينتي رام الله وطوباس، تجمعا للتنديد بالعدوان الصهيوني، وتضامنا مع الأسرى الفلسطينيين، وفي مقدمتهم الأسير مروان البرغوثي.
على شفا المجاعة
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن "نصف مليون فلسطيني في غزة على شفا المجاعة". وأكد أن وقف إطلاق النار، "السبيل الوحيد لتوسيع نطاق المساعدات" في القطاع المحاصر.
وذكر البرنامج الأممي، أن "المساعدات التي يوصلها إلى غزة لا تزال أقل بكثير" من الاحتياجات. وأشار إلى أنها تمثل 47 بالمئة فقط من هدف البرنامج اليومي.
وقال: "لا يمكن استئناف عمليات التوزيع، وتوفير الوجبات الساخنة وتشغيل المخابز التي ندعمها دون زيادة المساعدات".
سياسة تجويع متعمدة
وفي ذات السياق اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بتنفيذ سياسة متعمدة لتجويع سكان غزة، مستندة لشهادات فلسطينيين نازحين وموظفين طبيين يعالجون أطفالا يعانون من سوء التغذية في القطاع.
وجاء في تقرير أصدرته المنظمة أن " قوات الاحتلال تشن حملة تجويع متعمدة في قطاع غزة المحتل، وتدمر بشكل ممنهج صحة الفلسطينيين ورفاههم ونسيجهم الاجتماعي". وطالبت المنظمة بوقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل فورا وفرض عقوبات عليها.
ودعت لتمكين الأونروا والوكالات الأممية من الوصول الآمن ومن دون عوائق لكل أنحاء غزة. وقالت إن "الاحتلال يواصل حملته المتعمدة والممنهجة في التجويع في غزة والأطفال يتركون للموت جوعا".
وشددت على أن الشهادات عن التجويع بغزة "إدانة صارخة لنظام دولي منح إسرائيل إفلاتا شبه كامل من العقاب لعقود".
وفي سياق محاصرة الاحتلال الصهيوني دولياً، ألغت السلطات الأسترالية، تأشيرة دخول لعضو كنيست الاحتلال، سيمحا روتما، والذي كان من المقرر أن يزور أستراليا اليوم، بسبب تصريحاته ضد الفلسطينيين.
ما الجديد بشأن المفاوضات؟
قال وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، إن "الحوار قائم مع حماس والوسيط القطري لبلورة مقترح هدنة 60 يوما في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن "المقترح المطروح بشأن غزة قائم على ورقة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مع بعض التعديلات".
وأضاف أنه "لا يوجد ما يمنع نشر قوات دولية في غزة، ضمن أفق سياسي لتجسيد الدولة"، لكنه أضاف: "هناك شروط تعجيزية تمنع الوصول لصفقة شاملة حاليا".
وقال بدر عبد العاطي: "طرحنا أفكارا يمكن أن تنجح إذا كانت هناك إرادة سياسية من إسرائيل"
وفي تصريح سابق، قال: "هناك وفود فلسطينية وقطرية موجودة في مصر لبحث وقف إطلاق النار بغزة، وعلى إسرائيل مسؤولية قانونية واضحة تتعلق بفتح المعابر، التي تربطها بالقطاع وعددها 5 معابر، ونطالب بالضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار".
في الأثناء كشف مسؤول إسرائيلي أن "التوصل إلى صفقة جزئية لا يزال ممكنا"، وسط تصاعد التهديدات بضرورة "إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات، وإلا ستبدأ المرحلة الأولى من عملية احتلال مدينة غزة".
وأوضحت القناة 12 أن "بيان مكتب نتنياهو بأنه يجب إطلاق سراح الأسرى دفعةً واحدة، غاب عنه كلمة واحدة وهي كلمة (فقط)"، ناقلة عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء إنه "إذا أبدت حماس مرونةً وكان من الممكن التوصل إلى اتفاق تدريجي، فسيتم عرض الأمر على مجلس الوزراء لاتخاذ قرار".
****************************************
لبنان.. المبعوث الأمريكي: على إسرائيل القيام بخطوة موازية
بيروت- وكالات
اعتبر الموفد الأميركي توم باراك من بيروت أن "الحكومة اللبنانية أقدمت على الخطوة الأولى فيما يتعلّق بقرار نزع سلاح حزب الله، ويتعين على إسرائيل الآن القيام بخطوة موازية".
وقال باراك عقب لقائه الرئيس جوزيف عون "هناك دوما مقاربة تستند على مبدأ خطوة بخطوة، لكنني أعتقد أن الحكومة اللبنانية قامت بدورها. لقد خطت الخطوة الأولى"، مضيفا "ما نحتاجه الآن هو أن تلتزم إسرائيل بخطوة موازية".
وفي وقت سابق، قال أمين عام حزب الله، نعيم قاسم إن قرار الحكومة اللبنانية تجريد الحزب من سلاحه قد يؤدي إلى حرب أهلية، مؤكدا أن الحزب مستعدّ لخوض معركة للحفاظ على سلاحه.
ولفت إلى أن الحكومة اللبنانية اتخذت قرارا خطيرا جدا خالفت فيه ميثاق العيش المشترك، معتبرا أنها تعرض البلد لأزمة كبيرة.
********************************************
إيران: اندلاع حرب جديدة احتمال وارد
طهران - وكالات
اعتبر مستشار القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء يحيى رحيم صفوي، أن "احتمال اندلاع حرب جديدة وارد في أي لحظة، مؤكدا أن طهران تعد نفسها لمواجهة أسوأ الاحتمالات".
وقال صفوي، في تصريحات نقلتها وكالة إرنا الايرانية، إن "إيران ليست في وقف لإطلاق النار، بل في مرحلة حرب"، مشيرا إلى أن أي تهدئة قد تنهار في أي وقت، لاسيما في ظل غياب أي بروتوكولات أو اتفاقيات مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وأوضح أن واشنطن وتل أبيب "تعتقدان أن السلام يُصنع بالقوة"، وهو ما يتطلب أن تكون إيران قوية إقليميا ودوليا.
وأضاف: "وقف إطلاق النار لا يعني سوى توقف مؤقت للنار، يمكن أن يستأنف في أي لحظة".
وأكد صفوي أن القوات المسلحة الإيرانية تضع سيناريوهات للتعامل مع أسوأ الاحتمالات، وتشدد على ضرورة تعزيز المنظومات الدفاعية والهجومية في آن واحد، بما يشمل القدرات الدبلوماسية والإعلامية والسيبرانية، إضافة إلى الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وختم قائلا: "أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، والاستعداد للحرب هو الطريق الأمثل لضمان السلام".
*****************************************
بسبب صراعات اليسار الداخلية.. بعد 19 عاماً.. هزيمة تاريخية لليسار في بوليفيا
رشيد غويلب
حقق السيناتور رودريغو باز زامورا، من الحزب الديمقراطي المسيحي اليميني المعارض، فوزًا مفاجئًا في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في بوليفيا. واختار قرابة ثلث الناخبين نجل الرئيس السابق خايمي باز زامورا (1989-1993)، يليه المحافظ المتشدد خورخي فرناندو "توتو" كيروغا، من تحالف الحرية والديمقراطية، بنسبة 26.9 في المائة. كما خسر رجل الأعمال، صمويل دوريا ميدينا، البالغ من العمر 66 عامًا، من تحالف الوحدة، بعد حصوله على 20 في المائة من الأصوات، في محاولته الرابعة للترشح للرئاسة. أما المرشح اليساري الأبرز، رئيس مجلس الشيوخ أندرونيكو رودريغيز، البالغ من العمر 37 عامًا، فقد حصل على 8.1 في المائة من الأصوات فقط وحل رابعًا.
مثلت الانتخابات هزيمة تاريخية لحزب الحركة من أجل الاشتراكية الحاكم، ووفقًا للنتائج الأولية، لم يحصل مرشحه الرئيسي، إدواردو ديل كاستيلو، إلا على 3.1 في المائة من الأصوات. قبل خمس سنوات، فاز حزب الحركة من أجل الاشتراكية في الانتخابات بنسبة 55 في المائة.
تجدر الإشارة إلى أن ارتفاع عدد الناخبين الذين صوتوا بأوراق بيضاء، بلغت 20 في المائة. وكان الرئيس اليساري السابق إيفو موراليس وأنصاره قد دعوا إلى ذلك احتجاجًا، بعد ان منعت المحكمة الدستورية موراليس من الترشح مجددًا بعد ثلاث فترات رئاسية.
يتفق متابعو التطورات التي جرت في البلاد في السنوات الأخيرة، على أن صعود باز يُعدّ عقابًا للمرشحين الذين خاضوا حملاتهم الانتخابية على أساس الاستقطاب السياسي ضد حركة الاشتراكية. وكان واضحا أن الناخبين سيكافئون بديلًا مختلفًا. دافع باز في حملته الانتخابية عن سياسات التقشف وخفض الإنفاق الحكومي.
جولة ثانية
ولأول مرة في تاريخ بوليفيا، سيُحسم الصراع الرئاسي في جولة انتخابات ثانية، بين المرشحين الأعلى أصواتا في 19 تشرين الأول المقبل. ينص دستور التعددية القومية لعام 2009 على ضرورة حصول المرشح على الأغلبية المطلقة، أو على 40 في المائة من أصوات الناخبين، وبفارق 10 في المائة عن أقرب منافسه، للفوز بالجولة الأولى. منذ الدستور الجديد لعام 2009، استمرت الحركة من أجل الاشتراكية، بقيادة إيفو موراليس وخلفه لويس آرسي، على الفوز بالانتخابات بأغلبية مطلقة في الجولة الأولى. في 8 تشرين الثاني، سيتولى الرئيس الجديد رسميًا مهام منصبه.
المرشح الفائز بالجولة الأولى ينتمي إلى يمين الوسط هو ابن الرئيس الاسبق خايمي باز زامورا (1989-1993)، واحد أعضاء مجلس الشيوخ عن مقاطعة تاريخا. وُلد في إسبانيا عام 1967، وقضى شبابه في المنفى مع عائلته بسبب الانقلابات العسكرية المتكررة في بوليفيا. في عام 2002، بدأ مسيرته السياسية عضوًا في البرلمان. في عام 2015، أصبح عمدة مدينة تاريخا، وبعد خمس سنوات، انتُخب عضوًا في مجلس الشيوخ..
يدعو زامورا إلى لامركزية شاملة، واستقلالية إدارية، وزيادة التمويل للأقاليم.. وقد أعلن عن نيته إغلاق الشركات الحكومية الخاسرة، وخفض الضرائب، وتقديم قروض لرواد الأعمال، وإلغاء قيود الاستيراد والرسوم الكمركية على المنتجات المستوردة. زامورا مقتنع بأن بوليفيا لديها ما يكفي من المال لتحفيز الاقتصاد، وبالتالي فإن قروض صندوق النقد الدولي غير ضرورية. وسيحظى الآن بدعم المرشحة المستبعدة دوريا ميدينا في الجولة الثانية من التصويت.
أما اليميني المتطرف كيروغا، فقد شارك في الانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة. خلال سنوات هيمنة الحركة من أجل الاشتراكية، في عام 2020، ترشح ضد الرئيس المنتهية ولايته آرسي وسحب ترشيحه قبيل الانتخابات بسبب انخفاض شعبيته. شغل منصب نائب رئيس بوليفيا في عهد الديكتاتور العسكري هوغو بانزر (1997-2001)، وبعد استقالة بانزر، تولى الرئاسة من آب 2001 إلى آب 2002.
يعد كيروغا بتخفيضات متطرفة الميزانية الوطنية. ويُعتبر من دعاة السوق الليبرالي الجديد. وسيدافع بقوة عن إبرام اتفاقيات التجارة الحرة واتفاقيات حماية الاستثمار الثنائية. ويعتمد على دعم المنظمات متعددة الأطراف، مثل البنك الدولي وبنك التنمية للبلدان الأمريكية وصندوق النقد الدولي. وهذا يعني عمليًا العودة إلى الليبرالية الجديدة التي أغرقت بوليفيا في أزمة سياسية حادة في أوائل القرن الحادي والعشرين، وأطلقت في نهاية المطاف "عملية التغيير"، التي جاءت باليسار إلى السلطة في عام 2006.
ويسعى أيضًا إلى تغيير جذري في السياسة الخارجية. ويريد قطع العلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، بالإضافة إلى إيران. وسيراجع عضوية بوليفيا في مجموعة البريكس، مع التركيز على العلاقات التجارية مع الهند والصين.
انتخابات السلطة التشريعية
وانتُخب 130 عضوًا في مجلس النواب و36 عضوًا في مجلس الشيوخ. وبلغ إجمالي عدد المرشحين المؤهلين 2136 مرشحًا. وسيتم الإعلان رسميًا عن توزيع المقاعد بدقة خلال الأيام المقبلة.
لم يسبق أن تواجد هذا العدد الكبير من مراقبي الانتخابات في بوليفيا. نشرت سبع بعثات دولية وبعثتان وطنيتان ما مجموعه 3500 مراقب في جميع أنحاء البلاد لمراقبة سير الانتخابات على نحو سليم. وكان الاتحاد الأوروبي حاضرًا بـ 120 مراقبًا.
عاشت تجربة اليسار في السلطة فترة ذهبية في الدورتين الأولى والثانية للرئيس موراليس، ثم جاء الانقلاب وحكومة يمينية، واستطاع اليسار العودة ثانية ولكنه عاش صراعات داخلية بين جناحي الرئيس الأسبق موراليس وخلفه آرسي. فهل يستطيع اليسار اصلاح ما أفسده صراع الاجنحة، هذا ما ستجيب عليه السنواصت الخمس المقبلة.
******************************************
الصفحة السابعة
مستشار وزارة الزراعة د. مهدي القيسي لـ «طريق الشعب»: أزمة المياه تهدد الأمن الغذائي.. وتفرض تقليص المساحات المزروعة
بغداد - نورس حسن
يتصاعد القلق في البلاد مع تحول أزمة المياه إلى كارثة محدقة، ما يهدد مستقبل الزراعة والأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي.
وفي هذا اللقاء يسلط مستشار وزارة الزراعة د. مهدي ضمد القيسي الضوء على التحديات والإجراءات الاستراتيجية التي تتخذها الوزارة لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي.
حيث أكد القيسي أن "أزمة المياه في العراق آخذة في التصاعد، حيث تحولت من حالة شح إلى مرحلة ندرة حقيقية"، مشيرا إلى أن إيرادات العراق المائية من دول الجوار تراجعت بشكل واضح، ولا سيما من تركيا التي ينبع منها نهرا دجلة والفرات، إضافة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فضلا عن المياه المشتركة مع الجانب السوري. وأوضح أن وزارة الموارد المائية أعلنت أن الخزين المائي انخفض إلى أقل من 10 مليارات متر مكعب، ما يشكل خطرا كبيرا على الأمن المائي.
الأولوية لمياه الشرب
وأضاف أن هذه الأزمة تزامنت مع موسم جفاف شديد، غابت فيه الأمطار والسيول، الأمر الذي أدى إلى تراجع الخزين المائي. وبيّن أن وزارة الموارد المائية عرضت أمام اللجنة الوطنية العليا للمياه – برئاسة رئيس الوزراء وعضوية وزيري الموارد المائية والزراعة وعدد من الشخصيات المعنية – تحديا يتمثل في صيف 2025، حيث كان الخيار بين تأمين مياه الشرب أو الزراعة، فتم إعطاء الأولوية لمياه الشرب باعتبار الإنسان أهم من الزراعة.
ونتيجة لذلك، منعت زراعة الشلب لاحتياجه كميات كبيرة من المياه، باستثناء 200 دونم من أجل ديمومة عمل دائرة البحوث الزراعية في المشخاب والنجف الأشرف والديوانية في حماية وتطوير الرتب العليا، ما جعل الخطة الصيفية خالية من محصول الشلب.
وحول الموسم الشتوي، أشار القيسي إلى أن التصريحات الأخيرة لوزير الموارد المائية السيد عون دياب تؤكد وجود تقليص متوقع في الخطة، التي تعتمد أساسا على محصولي الحنطة والشعير. وقال إن "العراق بحاجة ماسة إلى الحنطة لدخولها في السلة الغذائية، ورغم تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال الأعوام الثلاثة الماضية، إلا أن ندرة المياه الحالية قد تفرض تقييد زراعتها على المياه السطحية فقط".
الري بالرش من حلول معالجة شح المياه
وبيّن أن وزارة الزراعة ركزت خلال العامين الأخيرين على استيراد منظومات الري بالرش، خاصة لمحصول الحنطة، كجزء من خططها لمواجهة شح المياه، حيث تم التعاقد على أكثر من 13 ألف منظومة، وصل منها نحو 6 آلاف، ووزعت على الفلاحين بأسعار مدعومة، مع إعفاء من القسط في السنة الأولى وتقسيط 70بالمائة من المبلغ المتبقي على عشر سنوات. وأوضح أن هذه المنظومات توفر 30-40 في المائة من المياه مقارنة بالري السيحي، مما يتيح التوسع في المساحات المزروعة.
كما لفت إلى أن هناك شرطا في الخطط الزراعية المقرّة بين وزارتي الزراعة والموارد المائية، بضرورة وجود منظومة ري عند استخدام المياه الجوفية، للحفاظ على هذا المخزون الاستراتيجي الذي لا يقل أهمية عن الخزين السطحي في السدود والخزانات، الأمر الذي يتطلب التعامل معه بحذر شديد.
تشكيل فريق مفاوضات فني ثابت
وأكد القيسي أن الوزارة وضعت خطة شتوية لزراعة الحنطة بالاعتماد على منظومات الري والمياه الجوفية. وشدد على ضرورة وجود فريق مفاوضات فني قوي، ثابت لا يتغير بتغير الحكومات، يضم الحكومة والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني والقضاء، ويرتبط مباشرة برئيس الوزراء، على غرار ما هو معمول به في دول أخرى.
وأوضح أن المفاوضات الحالية مع الجانب التركي تفتقر للضغط الكافي، إذ تقتصر على وزارة الموارد المائية بوصفها جهة تنفيذية وليست صاحبة قرار، ما يحد من قدرتها على مواجهة تركيا أو إيران أو سوريا. ودعا إلى استثمار أوراق الضغط مثل الميزان التجاري والمشاريع المشتركة، وفي مقدمتها "طريق التنمية" مع تركيا، عبر وفد فني متخصص وثابت.
وانتقد القيسي حصر الزراعة في العراق بمحصولي الحنطة والشعير، مؤكدا أن الزراعة تشمل أيضا الإنتاج الحيواني، والثروة السمكية، والبستنة، وزراعة الخضر التي تعتمد على الري بالتنقيط وتستهلك كميات أقل من المياه، ويمكن إنتاجها على مدار العام في البيوت البلاستيكية والمغطاة والزراعة المكشوفة.
الثروة السمكية بين التحديات والحلول
وفي ما يتعلق بالثروة السمكية، قال إن "ردم بحيرات الأسماك جاء بسبب استهلاكها العالي للمياه"، مشيرا إلى أن الوزارة أسست عام 2005 هيئة تنمية الثروة السمكية، ونجحت في إدخال تربية الأسماك بالأقفاص العائمة، لكن انخفاض المياه عام 2018 أدى إلى كارثة نفوق جماعي للأسماك في الحلة. وأضاف أن استمرار تربية الأسماك بالأقفاص أو في البحيرات الترابية يواجه ايضا مخاطر قلة المياه وتزايد الملوثات، وأن البديل هو النظام المغلق، الذي يحتاج إلى تمويل وطاقة كهربائية مستقرة، ما يستدعي التوجه نحو الطاقة الشمسية أو المولدات الخاصة، مع دعم حكومي في توفير الوقود. وأشار إلى أن مبادرة البنك المركزي ساهمت سابقا في تمويل مشاريع كهذه برسوم منخفضة أو بإعفاء كامل.
وأكد أن هذا التوجه وفر منتجا سمكيا محليا أكثر أمانا من المستورد، داعيا إلى مبادرات دعم جديدة، خاصة وأن وزارة الزراعة من أقل الوزارات تمويلا، ولم تنفذ خططا استثمارية منذ عام 2013، فيما أُحبطت مشاريع 2014 بسبب دخول داعش وعدم إقرار الموازنة، بينما ذهبت الأولوية في الموازنات للقطاعات الأمنية والعسكرية. وشدد القيسي على أن أي أرض زراعية لا تحصل على حصتها المائية تعتبر متصحرة وفق المفهوم الدولي، الأمر الذي يحتم التوجه نحو الزراعة الذكية والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وضرب مثالا بمحافظة البصرة التي شهدت إتلاف كميات كبيرة من الطماطم لغياب دور القطاع الخاص في التسويق، والحاجة إلى أسطول نقل مبرد وطائرات مسيرة لدعم الإنتاج والنقل والمكافحة.
تحويل جنس الأراضي الزراعية
وفي ملف الأراضي الزراعية التي تحولت إلى مناطق سكنية، أكد القيسي أن "الأولوية للمواطن، خاصة في الأراضي التي لا تصلح للزراعة ولا تتوفر لها مياه"، معتبرا أن تمليك هذه الأراضي للمستحقين قرار حكومي صائب، مع رفض أي تجاوز على الأراضي الزراعية الصالحة كتجريف بساتين النخيل، وهي ممارسات يعاقب عليها القانون.
واختتم القيسي بالتنويه إلى أن "قانون مجالس المحافظات سحب من وزارة الزراعة ذراعها الميداني (مديريات الزراعة)، ما جعل سلطة ضبط التجاوزات بيد مجلس المحافظة، الذي عليه إبلاغ اللجنة الزراعية لاتخاذ الإجراءات".
ولفت إلى أن "مواجهة هجرة الفلاحين والجفاف تتطلب قطاعا خاصا قويا يتبنى مشاكل الفلاحين عبر جمعيات وشركات متخصصة توفر المكننة الزراعية مقابل أجور بسيطة، في ظل محدودية قدرات الوزارة وتوسع مهامها ".
*****************************************
الإرشاد الزراعي ودوره في التنمية المستدامة: التحديات والآفاق في العراق
كاظم عبد حسين*
يُعد الإرشاد الزراعي أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، خصوصاً في الدول النامية مثل العراق، حيث يشكل الجسر الرابط بين مخرجات البحث العلمي وواقع الحقول الزراعية. فهو لا يقتصر على نقل المعرفة، بل يمثل عملية تنموية متكاملة تسهم في تحسين مستوى معيشة المزارعين، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.
لقد برزت أهمية الإرشاد الزراعي من خلال أدواره المتعددة. فهو أولاً يزود المزارعين بأحدث المعارف والتقنيات المتعلقة بالبذور المحسّنة، وأساليب الري الحديثة، والمكافحة المتكاملة للآفات، والتسميد الأمثل. هذه المعارف تسهم في رفع كفاءة الزراعة وتحسين جودة المحاصيل. كما يعمل على ترشيد استخدام الموارد الطبيعية، عبر توجيه المزارعين نحو الاستغلال الأمثل للأرض والمياه والعمالة، بما يقلل من الهدر ويزيد من الربحية.
ولا يقف دوره عند حدود الإنتاجية، بل يمتد إلى تشجيع تبني الممارسات الزراعية المستدامة، مثل الزراعة العضوية والدورة الزراعية وحفظ التربة، وهي ممارسات تحافظ على البيئة والموارد الطبيعية للأجيال المقبلة. كذلك يساعد الإرشاد المزارعين في تعزيز قدراتهم التسويقية من خلال فهم احتياجات السوق، وتحسين جودة منتجاتهم، وربطهم بالأسواق المناسبة، وهو ما يفتح أمامهم فرصاً أكبر لتحقيق دخل أفضل.
من جانب آخر، يتولى الإرشاد الزراعي مهمة أساسية في تنمية مهارات المزارعين وقدراتهم على اتخاذ القرار، وحل المشكلات، وإدارة مزارعهم بفاعلية. كما أنه يضطلع بدور حيوي في التخفيف من آثار التغيرات المناخية عبر رفع الوعي وتقديم حلول عملية، مثل اعتماد أصناف مقاومة للجفاف أو الحرارة. وبهذا يساهم في النهاية في تحقيق الأمن الغذائي من خلال ضمان وفرة الإنتاج وتحسين سلاسل القيمة الزراعية.
ورغم هذه الأهمية البالغة، يواجه الإرشاد الزراعي في العراق جملة من العقبات التي تحد من فاعليته، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة. أبرز هذه التحديات يتمثل في ضعف البنية التحتية وقلة الموارد، حيث تعاني المراكز الإرشادية من نقص الكوادر المؤهلة والتمويل اللازم، إضافة إلى تردي المباني والمختبرات. كما أن الوضع الأمني غير المستقر في بعض المناطق، والتدخلات السياسية والإدارية المتكررة، يشكلان عائقاً أمام تنفيذ برامج إرشادية مستقرة وفعالة.
أما على صعيد البحث العلمي، فما زال التمويل المحدود والضعف المؤسسي يعيقان إنتاج المعرفة الزراعية الجديدة. ويضاف إلى ذلك الفجوة الواضحة بين المؤسسات البحثية والقطاع الإرشادي، مما يقلل من سرعة نقل نتائج الدراسات إلى المزارعين. وتبرز أيضاً التحديات البيئية المتمثلة في شح المياه، وتدهور الأراضي الزراعية بفعل التملح والتصحر، فضلاً عن التغيرات المناخية التي تفرض أنماطاً زراعية جديدة تحتاج إلى خطط إرشادية متخصصة.
ولا يمكن إغفال العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تعرقل عمل الإرشاد، مثل ضعف وعي بعض المزارعين بأهميته، وانتشار الحيازات الصغيرة التي تحد من جدوى بعض برامجه، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تعيق تبني التقنيات الحديثة. كما أن الهجرة المستمرة من الريف إلى المدن أدت إلى تقلص قاعدة المزارعين، في وقت ما زال فيه استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال الإرشاد محدوداً، سواء من قبل المزارعين أو المرشدين أنفسهم.
إن مواجهة هذه التحديات تتطلب رؤية استراتيجية واضحة، تقوم على زيادة الاستثمار في قطاع الإرشاد الزراعي، وتطوير البنية التحتية، وتأهيل الكوادر البشرية، إلى جانب تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والبحثية، والمنظمات الدولية، والمجتمع المحلي. فبناء نظام إرشادي قوي وفعّال لم يعد ترفاً، بل ضرورة ملحة لضمان تنمية زراعية مستدامة، قادرة على تلبية حاجات العراق الغذائية والاقتصادية في الحاضر والمستقبل.
ـــــــــــــــــــــــــــ
* مهندس زراعي استشاري
**************************************
الكمثرى
د. علي السالم
الكمثرى فاكهة لذيذة، غنية بالعناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم والبشرة، لا سيما الألياف وفيتامين C والبوتاسيوم، كما أنها خالية من الدهون المشبعة، والصوديوم، والكوليسترول. وتُعدّ بساتين الكمثرى نشاطًا إنتاجيًّا متناميًا بشكل سريع في العالم، جراء التحول إلى أنظمة غذائية صحية، والنجاح في تنفيذ الابتكارات الجديدة في التقنيات الزراعية.
يُحدَّد اختيار الأصل بحجم الشجرة، ومقاومتها للأمراض، وخصوبتها، وتكيّفها مع مختلف أنواع الترب والمناخ. وتتطلب أنظمة الزراعة الحديثة أشجارًا صغيرة ذات أصول بطيئة النمو. وعادةً ما تُطعَّم أصناف الكمثرى على نوعين مختلفين من الأصول، الكمثرى البرية، التي تتوافق مع جميع الأصناف تقريبًا، وتقاوم الترب القلوية، ولا تتحسّس كثيرًا من الإجهاد المائي، والسفرجل، الذي يتوافق مع أصناف محددة، لكنه مقاوم للأمراض ومفيد في البساتين الكثيفة. ومن الأصول الحديثة الجيدة نذكر الأصول الألمانية Pyrodwarf وPyroplus، والبولندي S3، والأمريكيةOHxF33..
في الزراعة الحديثة، يتم غرس 600 إلى 1000 شجرة في الدونم، على مسافة 3.5 متر بين الصفوف، و70–100 سم بين الأشجار، التي تتشكّل عادةً عبر تقليم التربية على هيئة المغزل النحيف أو حرف Y، ويتم تجديد البستان كل 20 عامًا.
يفيد التحكم بالتسميد في تحقيق توازن جيد بين النمو الخضري وتطور النتوءات المثمرة، حيث يجب أن يكون عدد الأوراق وكفاءتها في أعلى مستوياته في أوائل الربيع، ثم يُحد من النمو، لتتمكن الشجرة من تخزين العناصر الغذائية في نهاية الصيف، وهو أمر بالغ الأهمية لحصاد الموسم التالي.
وعادةً ما يُترك شريط من الأرض تحت الأشجار، بعرض 50 سم، خاليًا من الأعشاب الضارة، مع الانتباه عند حراثة التربة كي لا تتعرض جذور الكمثرى للتلف الميكانيكي. كما يمكن تغطية التربة بمادة عضوية، أو بشرائح الألمنيوم العاكسة التي تمنع نمو الأعشاب، وتزيد من انعكاس ضوء الشمس إلى داخل الشجرة، فتتحسن النوعية.
تتحكم الخواص الوراثية، والظروف البيئية، والعمليات البستنية، بعدد الأزهار وجودتها، وكفاءة التلقيح، وعقد الثمار وتساقطها، وبالتالي في كمية المحصول. ويمكن تحسين ذلك من خلال: استخدام أصول ضعيفة النمو، غرس شتلات عمرها سنتان، بدء تقليم الجذور بعد 15 شهرًا من الزراعة كحد أقصى.
وتتميز الأزهار في الفروع الطرفية بجودة أعلى، وتُنتج ثمارًا أفضل، مقارنةً بالأزهار الموجودة في عمق الشجرة، ولهذا ينبغي التخلص من الأزهار الداخلية إذا ما تطلّب الأمر خفّ الأزهار.
الكمثرى ثمرة حساسة للغاية لدرجات الحرارة أثناء التخزين، الذي تطول مدّته بنسبة تصل إلى 40 في المائة عند التخزين على درجة حرارة - ا مئوية، مقارنةً بالتخزين على صفر ئوية، على أن يتم تبريد الثمار مباشرةً بعد الحصاد إلى 3–4 مئوية، ثم خفض الحرارة إلى -1 مئوية بعد أسبوع.
******************************************
منع زراعة المحاصيل الاستراتيجية وأثره على الأمن الغذائي
عبد الكريم عبد الله بلال*
تُعد المحاصيل الاستراتيجية مثل الحنطة والشعير والذرة والرز من أهم المحاصيل المرتبطة بحياة الإنسان اليومية، إذ يعتمد عليها في غذائه الأساسي، وعلى رأسها صناعة الخبز الذي يشكل الغذاء الرئيس للبشرية. وعلى امتداد التاريخ، كانت الأزمات الغذائية محطات لانفجار التناقضات الاجتماعية، إذ شهدنا مجاعات كبيرة في أوروبا مع نهاية الحقبة الإقطاعية، كما كانت الأزمة الغذائية أحد دوافع الثورة الفرنسية، ورفَع زعيم ثورة أكتوبر في روسيا، لينين، شعار "الخبز". كذلك اندلعت حروب وصراعات على الغذاء في وادي الرافدين ووادي النيل، بينما شهد عصر الصناعة صراعاً على السيطرة على تجارة الحبوب.
وانطلاقاً من هذه المقدمة التاريخية، نصل إلى واقع الزراعة في العراق، حيث يعاني البلد منذ سنوات من شحّة متزايدة في المياه وصلت اليوم إلى مستويات مأساوية لا يمكن تجاهلها. فقد أقدمت وزارتا الزراعة والموارد المائية على تصفير الخطة الزراعية للموسم الصيفي 2025، ومنعتا الزراعة في مناطق الفرات الأوسط والجنوب، باستثناء مساحة محدودة تبلغ (1000) دونم لزراعة الرز بهدف حماية صنف "العنبر". كما صدرت تصريحات رسمية عن منع الزراعة في الموسم الشتوي 2025 – 2026، ما يعني عملياً توقف إنتاج المحاصيل الاستراتيجية.
وبهذا القرار، لن يتبقى للعراق سوى مساحات البوادي والصحارى، وهي مناطق مخصصة تاريخياً كمراعٍ للأغنام. وفي ظل التوسع في استغلال المياه الجوفية، التي بدأت تتعرض للتملّح، باتت هذه الموارد غير صالحة حتى للري. وهنا يبرز التساؤل الملح: حتى وإن استُخدمت تقنيات الري الحديثة، فهل يمكن في ظل هذا العجز الكبير في مياه النهرين والمياه الجوفية تجاوز الأزمة ومخاطرها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية؟ الجواب الواضح: لا.
إن مواجهة هذا التحدي لا يمكن أن تتم إلا عبر إجراءات استراتيجية عاجلة وفعّالة على أعلى المستويات، بدءاً من رئاسة الحكومة مروراً بالوزارات المعنية (الزراعة، الموارد المائية، الخارجية، البيئة)، وبدعم إرادة سياسية صلبة. ومن أبرز هذه الإجراءات:
- تشكيل لجنة عليا لإدارة ملف المياه داخلياً وخارجياً، تتولى التفاوض مع تركيا وإيران بشأن حصص العراق المائية من نهري دجلة والفرات، وتستخدم جميع الوسائل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية للضغط.
- عقد مؤتمر وطني للمياه بمشاركة المختصين من وزارات الموارد المائية والزراعة والبيئة والتخطيط، وممثلين عن الفلاحين والمزارعين والنقابات المهنية (المهندسون الزراعيون، المهندسون، الجيولوجيون)، لبحث آليات عملية للخروج من الأزمة وتأمين الأمن الغذائي.
- تفعيل جمعيات مستخدمي المياه لضمان إدارة رشيدة وعادلة للموارد.
- منع التجاوزات على المياه من قبل الأفراد أو الجماعات المتنفذة، واتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين.
- إعادة تدوير مياه الصرف الصحي عبر إنشاء مشاريع متخصصة في المحافظات كافة، لتوفير مليارات الأمتار المكعبة من المياه الصالحة للاستخدام الزراعي.
- تحلية مياه البزول للاستفادة منها في الري، على غرار ما هو معمول به في دلتا مصر، وجنوب إيران، والعديد من مناطق الصين.
- إلزام الشركات النفطية بعدم استخدام المياه العذبة، وفرض تحلية المياه المالحة على نفقتها الخاصة.
- توسيع استخدام تقنيات الري الحديثة، مع تسهيل اقتنائها للفلاحين وتوفير قروض ميسرة لدعمهم.
إن غياب الإرادة السياسية الحازمة في مواجهة أزمة المياه والزراعة سيقود العراق حتماً إلى أزمة غذائية واجتماعية وأمنية كبرى، قد تنذر بانفجار اجتماعي واسع. لذا، فإن التحرك الجاد اليوم ليس خياراً بل ضرورة وجودية لحماية حاضر العراق ومستقبله.
ــــــــــــــــــــــــــــ
* مهندس زراعي استشاري
*****************************************
الصفحة الثامنة
من يردع الغطرسة الإسرائيلية التي لم يعد لها حدود؟
د.ماهر الشريف
يبدو أن غطرسة القوة التي صار يعبّر عنها حكام إسرائيل قد جعلتهم يتصورون أنهم قادرون على إبراز نزعاتهم التوسعية والعدوانية بصورة صارخة في هذا "الشرق الأوسط الجديد" الذي يحلمون بقيامه. هذا ما دلت عليه ثلاثة أحداث مترابطة وقعت خلال أيام قليلة، تمثّل الأول منها في إعلان رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في الثاني عشر من آب/أغسطس الجاري، أنه يشعر "بصلة قوية جداً" برؤية "إسرائيل الكبرى"، وتمثّل الثاني في دعوة وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش، في الرابع عشر من هذا الشهر، إلى تسريع مشروع رئيسي للاستيطان في منطقة حساسة تقطع شمال الضفة الغربية عن جنوبها وإلى ضم الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، بينما تمثل الثالث، في الخامس عشر من الشهر نفسه، في قيام وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير باستفزاز غير مسبوق، وذلك عندما قام بتهديد القائد الفلسطيني مروان البرغوثي في السجن الانفرادي الذي يقبع فيه.
نتنياهو ورؤية "إسرائيل الكبرى"
في مقابلة مع قناة i24NEWS العبرية، صرّح بنيامين نتنياهو أنه يشعر بأنه مُكلّف بـ "مهمة تاريخية وروحية"، لا سيما فيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيشه على قطاع غزة، كما أكد تمسكه برؤية إسرائيل الكبرى، وذلك عندما عرضت عليه الصحافية شارون غال تميمةً تُصوّر"خريطة أرض إسرائيل الموعودة"، وسألته عما إذا كان يشعر بارتباطٍ بـ "هذه الرؤية لإسرائيل الكبرى"، فأجاب مباشرةً: "نعم، أشعر بارتباطٍ كبير". وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية نشرت، في كانون الثاني/يناير 2025، خريطة على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم وجود "مملكة يهودية" عمرها آلاف السنين، تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى أجزاء من الأردن ولبنان وسورية ومصر.
سموتريتش وإحياء المشروع الاستيطاني في المنطقة "إي 1" (E1)
تستغل حكومة بنيامين نتنياهو عودة دونالد ترامب، حليف إسرائيل الأكبر، إلى البيت الأبيض لتسريع مشاريعها الاستيطانية وتعزيز استراتيجيتها الاستعمارية في الضفة الغربية، حيث يعيش، من دون القدس الشرقية المحتلة، نحو ثلاثة ملايين فلسطيني و500 ألف مستوطن إسرائيلي. وفي هذا السياق، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى تسريع مشروع لبناء 3400 وحدة سكنية في المنطقة "إي 1" (E1) وضم الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل في الضفة الغربية. جاء ذلك رداً منه على إعلانات عدة دول، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، أنها تدرس الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل. وورد في تصريح سموتريتش: "من يريد الاعتراف بدولة فلسطينية اليوم سيتلقى منا رداً ميدانياً (...) بحقائق ملموسة: منازل، أحياء، طرق، وعائلات يهودية تبني حياتها" وأضاف: "في هذا اليوم المهم، أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى بسط السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة، والتخلي نهائياً عن فكرة تقسيم البلاد، وضمان ألا يبقى لدى القادة الأوروبيين المنافقين ما يعترفون به بحلول سبتمبر"، وهدد قائلاً: "إذا اعترفتم بدولة فلسطينية في سبتمبر، فسيكون ردنا تطبيق السيادة الإسرائيلية على جميع أنحاء يهودا والسامرة". وكان الوزير يتحدث في مستوطنة "معاليه أدوميم" لتقديم آخر المستجدات حول تقدم هذا المشروع الاستيطاني، الذي أدانته حركة "السلام الآن"، غير الحكومية المناهضة للاستيطان، ووصفته بأنه "خطة قاتلة لمستقبل إسرائيل وأي فرصة لحل الدولتين"، موضحة أن لجنة فنية تابعة لوزارة الحرب ستناقش الاتفاق النهائي بشأن الخطة يوم الأربعاء في العشرين من هذا الشهر، وبعد كل الخطوات البيروقراطية، "يمكن تنفيذ الخطة في غضون بضعة أشهر، بينما يستغرق البناء حوالي عام". وأكدت الحركة أن هذه اللجنة رفضت بالفعل جميع الاعتراضات القانونية على المشروع.
استعمار المنطقة "E1": الحؤول دون قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً
على الرغم من أن مساحة هذه المنطقة، التي تربط القدس الشرقية بمستوطنة "معاليه أدوميم"، تبلغ 12 كيلومتراً مربعاً فقط، فإن أهمية الاستيطان فيها ينبع من كونها تقسم الضفة الغربية إلى قسمين منفصلين، مما يحول دون قيام دولة فلسطينية محتملة ذات تواصل جغرافي.
طُرحت خطط الاستيطان في هذه المنطقة في التسعينيات، في عهد يتسحاق رابين، لكنها توقفت وأُعيد إطلاقها مراراً وتكراراً منذ سنة 2005. بعد يوم واحد من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، على منح فلسطين صفة "دولة مراقب غير عضو"، أعلنت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو عن بناء 3000 وحدة سكنية في المنطقة "إي 1"، وهو إعلان أثار غضب حتى حليفها الأميركي، وجعل الحكومة الإسرائيلية تتراجع عنه.
عشية الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في آذار/مارس 2020، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى المضي قدماً في خطط البناء في المنطقة، ونُشرت، في أعقاب ذلك، خطتان لبناء 3412 وحدة سكنية. وقد اعترضت حركة "السلام الآن" آنذاك على الخطتين، وكلفت المهندس أوري رايشر، المتخصص في تخطيط استخدام الأراضي، بإعداد تقرير يتضمن حجج الاعتراض، ومما جاء فيه: 1-تُعدّ منطقة "إي 1" أساسية للتنمية الفلسطينية، لذا فإن البناء الإسرائيلي فيها يُقوّض بصورة خطيرة إمكانات التنمية لدولة فلسطينية أو لأي أرض فلسطينية مستقلة؛ 2-من دون المنطقة "إي 1"، لا يمكن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، مع إمكانات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعاصمتها القدس الشرقية. لذلك، يُعتبر النشاط الاستيطاني في هذه المنطقة قاتلاً لآفاق السلام؛ 3- من شأن الاستيطان في هذه المنطقة أن يضر بإمكانيات التنمية في القدس الشرقية، التي هي من أكبر المدن الفلسطينية في الضفة الغربية؛ فهذه المنطقة هي احتياطي الأراضي الوحيد في منطقة القدس الشرقية، وهي ضرورية لضمان استمرارية حضرية عالية الجودة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للقدس الشرقية؛ فالاستيطان الإسرائيلي في المنطقة سيفصل القدس الشرقية تماماً عن الأراضي الفلسطينية، ويتسبب في موت المدينة، ويحوّلها إلى محيط في قلب الأراضي الفلسطينية؛ 4-من شأن الاستيطان في هذه المنطقة أن يضر بإمكانيات التنمية في منطقة رام الله - القدس الشرقية - بيت لحم الحضرية؛ 5- إن الاستيطان في هذه المنطقة سيضر بإمكانيات التنمية الإقليمية للضفة الغربية بأكملها، وليس فقط لمنطقة رام الله - القدس الشرقية - بيت لحم الحضرية، إذ ستتأثر مدن أخرى مثل أريحا شرقاً؛ فهذه المنطقة تقع على طريق القدس - أريحا، عند مفترق طرق ذي أهمية إقليمية بالغة، وهي مركز إقليمي محتمل يربط أريحا (والأردن) بشمال الضفة الغربية وجنوبها، بالقرب من الطرق الرئيسية.
في سنة 2021، أُعلن عن تعليق خطط توسيع الاستيطان شرق القدس، لكن في 30 آذار/مارس 2025، اعتمدت الحكومة الإسرائيلية مشروعاً لبناء طريق جديد في الضفة الغربية المحتلة، يهدف إلى "تسهيل حركة المرور وتحسين البنية التحتية للنقل بين القدس ومعاليه أدوميم وغور الأردن"، وذلك بميزانية قدرها 303 ملايين شيكل (حوالي 75 مليون يورو). ووصف وزير الحرب يسرائيل كاتس هذا القرار بأنه "قرار تاريخي"، وقال: "ستُحسّن هذه المرافق الجديدة أمن السكان الإسرائيليين ورفاهيتهم، مع تعزيز قبضة إسرائيل على منطقة يهودا والسامرة". بينما وصفت حركة "السلام الآن" الطريق بأنه "طريق فصل عنصري"، مُشددةً على أن هذه البنى التحتية الجديدة تهدف في المقام الأول إلى تعزيز الاستعمار الإسرائيلي في الضفة الغربية.
في 17 تموز/يوليو 2025، كشف مقال نشرته صحيفة "هآرتس" عن نية الحكومة الإسرائيلية إحياء مشروع "إي 1" الاستيطاني، الذي ناقشه اجتماع "المجلس الأعلى للتخطيط " التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية، في السادس من آب/أغسطس الجاري. ووفقاً لحركة "السلام الآن"، فإن "حكومة نتنياهو-سموتريتش تستغل الحرب على قطاع غزة لترسيخ واقع يجعل حل الدولتين السلمي مستحيلاً". وكان وزير المالية الإسرائيلي قد أكد، خلال "مؤتمر المستوطنات" في أيار/مايو 2025، الذي نظمته صحيفة "ماكور ريشون" الاستيطانية اليمينية المتطرفة، على هذه الحقيقة بقوله: "بهذه الطريقة نقضي على إمكانية قيام دولة فلسطينية بحكم الأمر الواقع". ويرتبط إحياء هذا المشروع ارتباطاً مباشراً بسيطرة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بصفته وزيراً ثانياً في وزارة الحرب، على الإدارة المدنية في الضفة الغربية المحتلة، وبترؤسه "المجلس الأعلى للتخطيط" بصورة غير رسمية.
"المستوطنة الأكثر خطراً"
تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "هآرتس" افتتاحية، في 15 آب/أغسطس الجاري، نقلتها عنها نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، أشارت فيها إلى أنه من المتوقع أن تصادق الحكومة بشكل نهائي في الأسبوع المقبل على خطط البناء في المنطقة "إي 1" بعد سنوات من التأجيل بفعل الضغط الدولي، وهي "خطط ذات تبعات دراماتيكية على مستقبل الأراضي التي تحتلها إسرائيل، ولا رجعة عنها"، و "ستكون بمثابة حكم بالإعدام على فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في أي وقت مستقبلاً". وقدّرت الافتتاحية أنه "في حين أن الأغلبية الساحقة من دول العالم، والتي ازدادت مؤخراً، تؤمن بحل الدولتين، وتعترف بدولة فلسطينية، تأتي الحكومة الإسرائيلية لتبصق في وجهها؛ وإذا كان العالم بحاجة إلى سبب إضافي لتحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة ومكروهة وممقوتة"، فإن خطة "إي 1" توفر له "سبباً مُقنعاً آخر". وأضافت أنه "يجب النظر إلى قرار بناء هذه المستوطنة المصيرية من منظور أوسع؛ فسموتريتش ومجموعته لا يكتفون، من خلال ذلك، بإشباع شهيتهم العقارية، بل يعملون أيضاً على ضم الضفة إلى إسرائيل رسمياً، أو على الأقل، ضم مناطق ج، وفي الوقت عينه، فرض وقائع جديدة على الأرض، هدفها إخراج الفلسطينيين من مناطق ج، مع رؤية نهائية لطردهم كلياً من جميع أنحاء الضفة...هكذا يُمنع قيام دولة فلسطينية، وهكذا تُوضَع الأسس لعملية ترحيل واسعة النطاق في الضفة الغربية".
بن غفير والاستفزاز غير المسبوق
نشر إيتمار بن غفير مقطع فيديو على حسابه على موقع "إكس"، صباح الجمعة، في 15 آب/أغسطس الجاري، يظهر فيه وهو يهدد القائد الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، المسجون منذ 23 عاماً في السجون الإسرائيلية، إذ يقف وزير الأمن الداخلي وشخصان آخران، أحدهما حارس سجن، أمام مروان البرغوثي ويحاصرونه في زاوية من زنزانته، ويقول الوزير بالعبرية: "لن تنتصروا؛ أي شخص يعبث مع شعب إسرائيل، وأي شخص يقتل أطفالنا، وأي شخص يقتل نساءنا، سنبيده". وعندما حاول زعيم حركة "فتح"، والعضو المنتخب في المجلس التشريعي الفلسطيني، الرد عليه، قاطعه بن غفير قائلًا: "عليكم أن تعلموا هذا على مر التاريخ". ثم نشر بن غفير تغريدة ورد فيها: "قرأتُ صباح اليوم أن العديد من كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية لم يُعجبهم كثيراً ما قلته 'للإرهابي' الأكبر مروان البرغوثي... لذا، سأكرّر ذلك من دون أي اعتذار: كل مَن يعتدي على شعب إسرائيل، وكل مَن يقتل أطفالنا، وكل مَن يقتل نساءنا، سنمحوه، بمشيئة الله".
في تعليقها على مقطع الفيديو هذا، ذكرت صحيفة "ليبيراسيون" الباريسية أن مروان البرغوثي "الزعيم الفلسطيني، والعضو في حركة فتح، التي تدعو إلى حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مسجون لدى إسرائيل منذ سنة 2002، ويُستشهد به بانتظام كخليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، رغم اعتقاله، وهو يُلقَّب بـ "مانديلا فلسطين" من قِبل أنصاره، وأصبح على مر السنين شخصيةً رمزيةً للقضية الفلسطينية". ونقلت الصحيفة عن عرب البرغوثي، نجل مروان، قوله في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إنه صُدم من مقطع الفيديو هذا"، وانتقد غطرسة الحكومة الإسرائيلية، التي "لا يعني لها شيئاً القانون الدولي والقانون الإنساني"، وعلّق قائلاً: "لم يرَ أي فرد من أفراد العائلة والدي منذ أكثر من عامين؛ أنا شخصياً لم أره منذ ثلاثة أعوام. [...] لقد فقد والدي الكثير من وزنه ويبدو متقدماً في السن، ونحن قلقون حقاً ونخشى على حياته وسلامته في ضوء المشاهد التي رأيناها". وأضاف: "سياسة الاحتلال واضحة جداً؛ يريدون أن يثبتوا للشعب الفلسطيني أنهم الأقوى بـ “إهانة قائدهم”، لكن والدي صمد في وجه الظلم في زنزانة صغيرة، مقيد اليدين، منهكاً، وواضح التعب عليه، لكنه صامد بكرامة"، وختم قائلاً: "رغم أنه تعرض بالفعل لأمور لا تُصدق خلال العامين الماضيين [...]، فهم لن يحطموا صورته، لأنه يمثل الشعب الفلسطيني والأسرى الفلسطينيين".
أمام هذه الغطرسة: لم تعد تنفع الإدانات ولا حتى الاعترافات
أصدر وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، في 15 آب/أغسطس، بياناً نددوا فيه بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، بصفتها تمثّل "استهانة بالغة وافتئاتاً صارخاً وخطيراً لقواعد القانون الدولي، ولأسس العلاقات الدولية المستقرة، وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي ولسيادة الدول، والأمن والسلم الإقليمي والدولي".
ولكن، إذا كانت هذه التصريحات، التي هي ليست مجرد كلام بل تنطوي على قناعات راسخة لدى رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية استلهمها من معلمَيه فلاديمير جابوتنسكي ومناحم بيغن، تهدد الأمن القومي العربي، فما فائدة معاهدات السلام واتفاقات التطبيع العربية-الإسرائيلية إذن؟
وإذا كان مشروع الاستيطان في المنطقة "إي1" قد جوبه بإدانات من الدول الغربية الكبرى، باستثناء الولايات المتحدة، في موقف تقليدي لها كلما أعلنت إسرائيل عن مشاريع استيطانية جديدة، فما فائدة هذه الإدانات إذا ظلت مجرد كلام لا قيمة له؟ وحتى الاعترافات الموعودة بدولة فلسطينية ما نفعها، في ظل تعهد بتسلئيل سموتريتش بأن هذه الدولة لن تقوم على أرض الواقع ووصفه من يعترف بها بـ "المنافق"، وطالما لم يقترن هذا الاعتراف بفرض عقوبات جدية على حكومة نتنياهو-سموتريتش- بن غفير المتغطرسة والمستخفة بالمجتمع الدولي؟
أما الرد الفلسطيني الأقوى على هذه الغطرسة الإسرائيلية، فسيتمثل في العمل على وقف حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية على قطاع غزة، والسعي الجاد إلى تحقيق وحدة الصف الوطني الفلسطيني، بحيث يتمكن الرئيس الفلسطيني من تقديم الرؤية السياسية المتكاملة التي يجري الحديث عنها، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر القادم، باسم هذه الوحدة، وخصوصاً أن هذه الرؤية، التي قيل إنها ستنطوي على المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي، ورفض التهجير، والتمسك بالحقوق الوطنية و"الانتقال من السلطة الوطنية إلى تجسيد دولة فلسطين في ظل الاعترافات المتزايدة بدولة فلسطين، واستناداً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 19/67 لسنة 2012"، من المفترض أن تلقى إجماعاً داخل الساحة الفلسطينية .
***************************************
الثقافة بين رفع التجاوزات وفرض النظام
حسب الله يحيى
لا احد يختلف مع الحكومة في توجهها نحو التوجه الى "بغداد اجمل". الجمال.. سمة ثقافية بناءة قائمة على ذائقة راقية ووعي يؤسس لبناء هذه الذائقة، ويعمل عليها في مسيرة الانسان نحو الحاضر والمستقبل. وما الدراسات الانسانية وكليات ومعاهد الفنون ووزارة الثقافة وكل المنظمات المدنية والنقابية والاتحادات.. الا وكانت تعمل على ترسيخ النظام على وفق اسس منطقية وجمالية مقبولة من قبل المجتمع.
الجمال.. مناقض للفوضى وللعشوائيات، مناقض تماماً لتحويل كل الاراضي الزراعية الى كتل كونكريتية، مناقض لتحويل المتنزهات – على قلتها – الى مولات وعمارات، مناقض للعمليات التي تعمد الى قطع الاشجار المعمرة وجعلها وقوداً لشواء الاسماك واعداد الطعام، مناقض لهذه الحفريات التي تمتلئ بها شوارع بغداد، مناقض لمداخل العاصمة التي لا تستقبل القادمين اليها الا بالجفاف وغياب النخيل الذي كان ابرز سمات بغداد.
الجمال.. مناقض كذلك لهذه الفوضى في الدوائر التي ليس بإمكانها طلاء جدرانها وتنظيف حماماتها وجمالية التخاطب مع المواطنين باسلوب حضاري بعيداً عن التعقيدات الادارية التي لا يمكن حلها الا بالرشا.
الجمال مطلوب في شوارع واسواق بغداد، لكن الامر يتطلب تثقيف المواطن اولاً الى ان نظافة شارعه ومكتبه وحيه، لا يقل اهمية عن نظافة ملابسه وبيته..
ولكي تشترك الحكومة مع المواطن في الوصول الى (بغداد اجمل)، بدلاً من هذه الفوضى السائدة في شوارعها واسواقها واحيائها، لا بد من اتخاذ سلسلة اجراءات تسبق أي اجراء سريع يتعلق بإزالة التجاوزات والبناء العشوائي. الامر يتطلب معرفة الاسباب التي ادت الى هذا الحال من الفوضى، ومن ثم معالجة هذه الاسباب بعملية ودقة.
لقد كانت البطالة في مقدمة هذه الفوضى، فيما الانسان بطبعه لا بد ان يعمل لتدبير قوت يومه، ومن هنا وجدنا اسواقاً عشوائية وبيوتاً تُبنى على ارض زراعية و (كراجات) تستثمر قسراً وتفرض على المواطن.
البطالة ام واب الخراب والفوضى والعشوائيات. من هنا.. يفترض ان تعمل الحكومة على ايجاد سبل للعمل، وليس بإيجاد وظائف حكومية لأن مثل هذا الاجراء غير معقول وغير قابل للإنجاز ولا يمكن ان يكون كل الشعب العراقي يعمل افرده موظفين، وانما العمل على استصلاح الاراضي وزراعتها وعلى تشيد المصانع وفتح ورشات عمل مختلفة وفي قطاعات متعددة. الى جانب بناء مجمعات سكنية رخيصة كما فعل الشهيد عبد الكريم قاسم عندما انشأ مدينة الثورة- الصدر حالياً. وباتت مأوى دائم لكل الطبقة الاجتماعية المسحوقة لقاء اثمان متواضعة جداً يتمكن السكان من تسديد اثمانها بالتقسيط. وعلى مستوى الباعة والاسواق العشوائية ليس من الصعب بناء اسواق منظمة قريبة الى الاحياء والسكن وتأجيرها الى الباعة لقاء اجور بسيطة.
ان المواطن لا يريد ان يعيش هامشيا وغير مستقر، بل انه يسعى سعياً حثيثاً لِأن يكون له محل سكناه ومحل عمله واستقرار حياته عندما يطمئن الى ضمان معيشته.
من هنا نرى انه لا يمكن ان نحقق (بغداد اجمل) ما دمنا لا نحيا بطرق سليمة وايجاد حلول تتقدم على هذه الاجراءات التعسفية التي ألحقت الاذى بحياة العوائل العراقية التي بالكاد تسد رمقها الا عن طريق هذه السبل في العيش العشوائي الذي لم تسعى الحكومة الى تنظيمه من قبل.. وانما تريد ان تسدد اقسى العقوبات ومحاربة الناس في ارزاقهم بدلا من وضع حلول مسبقة لمعيشتهم.
********************************************
الصفحة التاسعة
تفينتي ينقذ حكيم زياش من البطالة
أمستردام ـ وكالات
أصبح مستقبل الدولي المغربي حكيم زياش على مشارف انفراجة جديدة، بعدما اقترب من العودة إلى الدوري الهولندي عبر نادي تفينتي، في خطوة قد تُنهي فترة الغموض التي مر بها بعد انتهاء عقده مع الدحيل القطري.
وفشل زياش، البالغ من العمر 32 عامًا، في العثور على نادٍ جديد منذ رحيله عن الدحيل بنهاية موسم 2024-2025، رغم اهتمام أندية إيطالية وإسبانية وسعودية، إلا أن الصفقة لم تتم. وقالت صحيفة "AKSAM" التركية إن زياش يستعد للتوقيع مع تفينتي، النادي الذي سبق له تمثيله قبل انتقاله إلى أياكس وتشيلسي ومن ثم غلطة سراي، مؤكدة أن عودته إلى هولندا ستتيح له فرصة استعادة مستواه قبل كأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب نهاية 2025. يُذكر أن زياش قدّم مع تفينتي أداءً مميزًا، حيث خاض 76 مباراة في مختلف المسابقات، سجل خلالها 34 هدفًا وصنع 28 تمريرة حاسمة، ما يجعل منه أحد أبرز المواهب التي نشأت في النادي.
***********************************************
تصفيات للمونديال المنتخب العراقي يبدأ تحضيراته للملحق الآسيوي
بغداد ـ طريق الشعب
كشف عضو اتحاد الكرة العراقي، غالب الزاملي، أمس الاثنين، عن بدء المدرب الأسترالي غراهام ارنولد تحضيراته لإعداد المنتخب الوطني لمباريات الملحق الآسيوي وبطولة كأس ملك تايلاند، المقررة في أيلول المقبل.
وقال الزاملي، إن "ارنولد وضع برنامجاً تحضيرياً يتضمن اختيار العناصر الأكثر جاهزية بعد الاتفاق على تفاصيله مع رئيس الاتحاد عدنان درجال"، مشيراً إلى أن يوم 31 من الشهر الحالي سيكون موعد مغادرة المنتخب إلى تايلاند لإقامة معسكر تدريبي استعداداً للمشاركة في البطولة.
وأضاف أن "ارنولد أوكل عدداً من أفراد جهازه الفني لمتابعة معسكرات أبرز فرق دوري نجوم العراق، وهي الزوراء والشرطة والقوة الجوية في مصر، إضافة إلى متابعة معسكر الكرمة في تونس، من أجل الوقوف على جاهزية اللاعبين المحليين"، مبيناً أن مساعد المدرب، رينيه مولينستين، سيواصل بدوره متابعة المحترفين العراقيين في أوروبا.
وأوضح الزاملي أن هذه التحضيرات تأتي في ظل تأجيل بطولة كأس السوبر العراقي لعدم جاهزية الملاعب، إلى جانب تأخر انطلاقة الموسم التحضيري لعدد من الفرق.
يُذكر أن قرعة بطولة كأس ملك تايلاند أوقعت المنتخب العراقي في مواجهة نظيره هونغ كونغ يوم 4 أيلول المقبل في نصف النهائي، على أن يلتقي الفائز من المباراة مع الفائز من مواجهة تايلاند وجزر فيجي.
**************************************************
دعوات لضرورة رفع جاهزية الزوراء والشرطة قبل الاستحقاق الآسيوي
بغداد ـ طريق الشعب
دعا المنسق العام للاتحاد العراقي لكرة القدم في السعودية، محمد إبراهيم، ناديي الشرطة والزوراء إلى رفع جاهزيتهما البدنية والفنية إلى أعلى مستوى قبل المشاركة في الاستحقاق الآسيوي، لاسيما وأن مهمتهما القارية ستبدأ قبل انطلاق منافسات الدوري المحلي.
وقال إبراهيم، في تصريح للوكالة الرسمية إن "مشاركة الفريقين في المباراة الأولى من البطولة القارية ستسبق انطلاق دوري نجوم العراق، وهو ما يعد سلاحاً ذا حدين؛ إذ يمنح اللاعبين فرصة خوض المباريات بعد فترة راحة من دون ضغط، لكنه في المقابل قد يضعهم أمام تحديات صعبة بمواجهة فرق قوية من دون الدخول بأجواء المباريات الرسمية".
وأضاف أن "الزوراء سيخوض مباراته الأولى خارج أرضه، ما يزيد من صعوبة مهمته، في حين سيخوض الشرطة مباراته على ملعبه، وهو ما يمنحه أفضلية نسبية"، مشدداً على ضرورة خوض مباريات ودية قوية والحرص على تحقيق نتائج مميزة ترفع من معنويات الفريقين في المراحل المقبلة من الاستحقاق الآسيوي.
*****************************************
حكام دوري نجوم العراق يواصلون معسكرهم التدريبي في تونس
بغداد ـ طريق الشعب
يواصل حكام دوري نجوم العراق للمحترفين معسكرهم التدريبي الخارجي المقام حالياً في مدينة سوسة التونسية، والذي يستمر حتى الحادي والعشرين من آب الجاري، في إطار التحضيرات للموسم الكروي الجديد.
وقال مدير دائرة الحكام في اتحاد الكرة، علي صباح، في تصريح لموقع دوري نجوم العراق أمس الاثنين، إن "المعسكر يتضمن تدريبات نظرية وعملية، إلى جانب تدريبات خاصة بتقنية الـ(Var) بالتعاون مع شركة (ميديا برو) المتخصصة"، مؤكداً أنه يعد من المعسكرات المثالية لما يتضمنه من محاضرات وتطبيقات عملية.
وأضاف صباح أن "البرنامج شمل محاضرات حول منطقة الجزاء ولمسات اليد، فضلاً عن استعراض آخر المستجدات والتعديلات في قانون كرة القدم"، مبيناً أن هذه التحضيرات ستسهم في رفع جاهزية الحكام.
وأكد أن "الاتحاد يعد الجماهير والأندية بموسم تحكيمي ناجح، من خلال الاستفادة من هذا المعسكر والعمل على تلافي الأخطاء التي شهدها الموسم الماضي".
*********************************************
بعد انتقاله لأمانة بغداد سفيان فيغولي يُشيد بتطور الكرة العراقية
متابعة ــ طريق الشعب
أبدى النجم الجزائري سفيان فيغولي إعجابه الكبير بالتطور الذي تشهده الكرة العراقية، وذلك بعد قضائه أسبوعًا في العاصمة بغداد ضمن تدريبات فريقه الجديد أمانة بغداد.
وتعاقد امانة بغداد رسميًا مع فيغولي (35 عامًا) في الخامس من اب الجاري بصفقة انتقال حر، بعد انتهاء عقده مع نادي كاراغومروك التركي.
وقال فيغولي في تصريحات لمنصات دوري نجوم العراق: "الانتقال إلى فريق أمانة بغداد يشعرني بسعادة كبيرة، الأجواء هنا مثالية من حيث التدريبات وجمالية الملعب. بصراحة، الأجواء مشجعة للغاية وأنتظر بفارغ الصبر انطلاق الموسم الجديد لأقدم أوراق اعتمادي للجهاز الفني بقيادة عصام حمد".
وأضاف: "الدوري العراقي من بين أفضل الدوريات في آسيا، وأنا مرتاح جدًا هنا. اللاعبون جيدون ومستوياتهم متطورة، وسأبذل كل ما لدي لأمنح الإضافة الفنية للفريق والإدارة والجماهير. بصراحة، أنا مذهول من التطور الكبير للكرة العراقية، سواء في الملاعب أو في البنى التحتية".
وتابع فيغولي: "طموحي واضح وكعادتي، أبحث عن الفوز فقط. لم أكن أتابع فريق أمانة بغداد سابقًا، لكنني سمعت الكثير عن الدوري العراقي، وعندما جاءني العرض لم أتردد. اليوم أنا لاعب للفريق وأحمل آماله وأهدافه وأسعى لتحقيقها".
وفي السياق ذاته، قال أحمد الموسوي، عضو إدارة نادي أمانة بغداد: "النجم الجزائري سعيد جدًا بما شاهده في بغداد، حيث أجرى جولة وزار مسجدًا وعددًا من الأماكن الترفيهية والتجارية، وأبدى إعجابه الكبير بالمدينة. نحن نحرص على توفير كل وسائل الراحة له".
وأضاف الموسوي: "كنا نتوقع أن تنال الأجواء إعجابه، فهو نجم عالمي وله متابعون كثر. الصفقة نجحت حتى قبل أن يلعب لأنها عكست صورة إيجابية عن النادي والبلد، ونحن سعداء جدًا بوضعه البدني ومستواه المميز في التدريبات".
يُذكر أن أمانة بغداد عزز صفوفه أيضًا بصفقات مميزة أخرى، أبرزها الأوزبكي بختيار قاسميوف والمهاجم التونسي حمدي بن محمد الفاضل عبيدي القادم من الإفريقي التونسي.
******************************************
وقفة رياضية.. المدرب الكشاف.. وظيفة غائبة عن ملاعبنا
منعم جابر
كانت ملاعبنا الشعبية تزخر بالطاقات والمواهب الكروية، وكان الكثير من لاعبينا يتخرجون منها إلى فرق الجيش والشرطة والفرق المدنية ليشكّلوا عمودها الفقري ودعامتها الأساسية، ومنها إلى المنتخبات الأهلية والوطنية.
إلا أنّ هذا الحال تغيّر في أيامنا هذه، إذ لم يعد هناك مكان للملاعب الشعبية، بل حلت محلها ملاعب الكرة الخماسية والسباعية، وهي لا تساهم في الدفع بالمواهب والمبدعين إلى الساحات الوطنية والدولية. فهذه الملاعب لا تُخرّج لاعباً موهوباً، وإن وُجد، فإن عطاءه يبقى محدوداً بواجبات لا تساعد على تطوير إمكانياته ولا تدفعه إلى فضاءات الإبداع والإنجاز.
إنّ مبدعي كرة القدم اليوم يفتقرون إلى الساحات النظامية التي تكشف مواهبهم وقدراتهم، على عكس ما شهدناه في ملاعب الأمس، حينما كانت الملاعب الشعبية تملأ أرض العراق والفرق الشعبية تملأ الساحات، وأمامها جماهير غفيرة من عشاق اللعبة، حيث تتألق العشرات من المواهب العراقية. وفي تلك الساحات كان يتواجد اللاعب الموهوب، والصحفي، والرياضي المرموق، والمدرب، والمعلم، ومدرس التربية الرياضية، جميعهم يلتقون في فضاء واحد.
لقد عشنا تلك الأجواء ولمسناها في منتصف القرن الماضي، حينما بدأت الرياضة تنهض، وكرة القدم تتنفس، والمؤسسات الداعمة تنطلق. وكان يقوم بوظيفة "الكشاف" آنذاك الكثير من الهواة وعشاق اللعبة في الساحات الشعبية، ليكتشفوا المواهب و"الفلتات الكروية" التي نالت شرف الدعوة للانضمام إلى الفرق العسكرية أو المدنية، ثم تقدمت لاحقاً إلى المنتخبات العسكرية والأهلية وحتى المنتخب الوطني.
من الملاعب التي شكّلت منبعاً لهذه الطاقات: ملعب العوينة، وملعب الأمانة في الشيخ عمر، وملعب كلر في كرادة مريم، وملعب البولو مقابل منتزه الزوراء الحالي، وملعب اتحاد حبيب في مدينة الثورة (الصدر)، إضافة إلى عشرات الملاعب الشعبية في بغداد، فضلاً عن ملاعب المحافظات التي قدّمت مئات المواهب الكروية للفرق والمؤسسات الرياضية آنذاك.
لكن هذه الملاعب والساحات اختفت اليوم، وإن وُجدت فهي تقتصر على اللعب في الملاعب الخماسية والسباعية، بعيداً عن الملاعب الكبيرة التي تسعد الجماهير وتمنحهم المتعة والعروض الشيقة. ومع هذا التراجع، اختفى أيضاً رؤساء الفرق الشعبية ومدربوها الذين كانوا يتمتعون بإخلاص عالٍ وحرص شديد على لاعبيهم، فضلاً عن معرفتهم الدقيقة بكفاءات لاعبيهم البدنية والفكرية، ما جعلهم يقدّمون الموهوبين إلى مدربي الأندية والمؤسسات لوضعهم في المكان الصحيح.
لكننا اليوم نشهد انحساراً لدور "المدرب الكشاف" الذي كان يتعرف مبكراً على الطاقات الخلاقة ويساعدها في شق طريقها نحو المجد والشهرة. فقد بات معظم المدربين يبحثون عن اللاعب "المحترف الجاهز"، بعيداً عن جنسيته أو عمره، ما أدى إلى نضوب مواهبنا المحلية، خاصة مع اندفاع بعض الأندية الفتية نحو الاعتماد الكلي على اللاعبين الأجانب. وهكذا فقدنا "الكشافة" والباحثين عن الكنوز الكروية وسط فوضى الاحتراف التي جعلتنا نفقد "الخيط والعصفور"، وبدلاً من تنظيم شؤون اللعبة، أصبحنا نفتقد إلى البوصلة التي ترشدنا إلى الطريق الصحيح.
إنّ هذا الواقع يتطلب جهداً واعياً وكبيراً، يبدأ بتحديد عدد المحترفين في الأندية بحيث لا يتجاوز أربعة لاعبين، لأنّ زيادة أعدادهم تؤثر سلباً في حضور اللاعبين المحليين، وتؤدي إلى خسارة المواهب الوطنية والأموال التي تُصرف على اللاعبين الأجانب.
أحبتي مدراء الفرق ومدربيها، إنّ عليكم أن تعيدوا الحياة إلى نظام الكشافين، لمساعدتهم في اكتشاف المواهب والقابليات الفنية العالية. وأرى أن خطوتكم الأساسية والضرورية تكمن في بناء فرق الفئات العمرية (أشبال، ناشئين، شباب، ورديف)، لأن هذه الفئات تمثل الأرض الخصبة لاختيار المواهب وصقلها. ومن خلالها سنتمكن من إعداد لاعبين صغار بأعمارهم، كبار بعطائهم، كما تفعل الفرق العالمية اليوم.
وهذا لن يتحقق إلا بوجود كفاءات وكشافين مختصين بعملهم، يسهمون في دعم الطواقم التدريبية، ويعيدون لكرة القدم العراقية مسارها الصحيح.
***********************************************
الصفحة العاشرة
زامل سعيد فتاح.. بستاني الورد الذي يسقي البلاد عطراً وفلاح الزهور
د. حامد الشطري
ما عمق اتصالك بالارض..الارض التي كبرت بروحك الى الوطن..البلاد..العراق من شماله الى جنوبه..هذا الانتماء لم يعد خاطرة عابرة او قصيدة شعر الهمت الملحنيين ومنحتهم القدرة على التجسيد..وانما تحولت الى وجود لشاعر ..وفلسفة حياته ..باتجاه هذه الرموز ..
(مدللين يلوگ لحبابي الدلال وشوگهم نسمة جنوب وسيرت لهل الشمال.والوطن ود وحنين )
لقد شكلت مفردات الوطن والحب كما كتبت عنها سابقا شكلتا الهاجس الشعري لزامل..وراح يصوغ من شذاهما قلائد من الورد الياسمين..ويتنقل بين حدائق الازهار..لو تاملنا هذا الشطر او العبارة الشعرية نجد صورها تتدفق..ومدلولاتها مجسدة في حياة الشاعر
(واتمرجحت نسمات غضه وعالخلق عنبر فحت
مرجاحه..نسمه.. غضه.. الناس ..العنبر.. الضوع)
هذا المشهد الشعري وصياغته بماءالذهب.
(وطشت وفاحت محملة بعطر اسمه زامل سعيد فتاح)
انه مصور بارع لمفردات الطبيعه ..مولع بالالوان الزاهيه التي تمنح روحه الجمال..مفتون بالعطر والعشق والمراة ...والحياة
(برعم چنت واتنطرك وامتاني واحسب كل وكت..ياخوخ لجلك عاشرت كل الطيور وصادقت ،خافن جنح عصفور يهدل غصنك ويمك نمت..)
اي بستاني هذا..هذا الفلاح من رياض الجنة الة رياض الحلم ..الفلاح الأسطوري الذي لا يغمض له جفن ..راعي الورد..وشاتله..ومخمره ومحوله الى سحابة..غيمة من مشاعره تمطرنا قصائد نذوب عند سماعها..مطرزة بالحان هي عصير ارواحنا..وعشقنا ورائحة الارض..
(باريتك بگيض وشته لما كبرت وتخمرت وتحمرت..حتى الفراشه لو تلامس وردتك بيها صحت..)
وهنا نتريث قليلا لنتامل هذا الشاعر الرومانسي الحالم على ضفاف الغراف..في الشطرة ماخوذا بعوالم الماء..وتعاليم الانهار..ينام على سطح داره في اب اللهاب..ويمنحنا ثلجا ورديا من الازهار والورود..كانه في بستان يعيش وينثر الورد..والود..ويتوأم المفاهيم ويذوب. تحت مرارة الشوق والوجد والتخيل..
لقد كبر مفهوم الانتماء ..ونضج مفهوم الارض بل ازهر الى امتداد روحي يحرك الاحاسيس والمشاعر ويؤرخ الحب..هذا الاشتعال الغريزي.. للمفردات التي تحمل صدى لموسيقاها ودلالالتها العاطفية..تبهر الاسماع وترتجف القلوب..
(عرفتك وردة القداح برد الصبح جفلها
ومن حبك هويت الگاع والماي اليغازلها..
شفت بعيونك ابلادي .)
هكذا يتشكل الوطن ..بحدوده الامنه التي تحتضن الماء والحب والغناء..
(ومن حبك غناي انه تعلمته وهذاك انت)
هو العشق..العشق الذي صار حلما بالنسبة لزامل..حبا افتراضيا عاش على ذكراه..من اول لحظة حملت عتابا وخصاما مع الريل وصوته الذي يدوي بالروح معلنا الفراق والغياب والحسرة
عندما غادر الريل الناصرية الى البصرة وهو يحمل حبيبته الشاعر ..لتفنح هذه الاغنية وملحنها لكمال السيد نافذة جديدة للغناء العراقي ..هذه اولى الملاحم الغنائية يقودها بل ينزفها زامل.. بصرخة هي كل اوجاعه..
(ولك ياريل لاتصرخ خذت ولفي واريدنه...
واعد محاط للبصرة.
غفه ونام وهدل شعره..
وتاتي الصرخة ممزوجة بصوت القطار ..
(ما هذا الوجع المستديم)
وارد للناصرية اردود
مخنوگ بالف عبرة
وتستمر القصائ د التي نتلمس دفء نزيفها وحرارة خيباتها..ممزوجة باشتياق للام للارض للوطن للحبيبة..
(عيونكم تبرالي نجمة تدور بيه اشما تريد..طافت بروحي حنان وكربت مني البعيد..
الدنيه خلو الناس حلوه والوطن سالم سعيد..الوطن زامل سعيد)
وعلى مدار السنوات الستينات والسبعينات خلاصة عمر الشباب لزامل سعيد فتاح وهجرته الى بغداد تاركا الناصرية والسجون والسياسه..ودهاليز الاعتقالات ،ليتامل شمس الحب الحب الذي يشرق دائما في قلبه..كالوطن. والناس
(هواك انت يذكرني بفرات ودجله يوميه..
ومثل گلبي ومثل گلبك تلاگن صافيه النيه...)
اي تجربة حياتيه رغم قساوتها تمنح شاعرنا هذه الشفافية وهذه الاحاسيس البحث في عالم القصيدة عوالم الحلم..عن حبيبة يجسدها باجواء بيئته..
(شفت موجاته ياموجاته مثل امعاضدچ فضه
تتهادى وي جاري الماي هلهولة فرح غضه..)
شفت دجله وفي مثلك يفيض بغير منيه..
هكذا جبلنا. على هذا الغناء الذي يحمل لغة الشعر الفذه المجسدة للمشاعر الوطنية والعاطفية..هكذا امتلات مسامعنا ايام الشباب ..برموز ودلالات ومعاني شفافة ثقافية حضارية ..وعاطفية ارتقت بمستوى تذوق الشارع العراقي. نحو. الرقي..
*****************************************
«أخوة فهد»
إلى الشهداء الشيوعيين
حيدر جليل
نفق أظلم شباط الموت
ومگطع الورد بيده
أجا بكل الوجع و الظيم
وذبح سيف الحزن عيده
نفق ودانا للمجهول
و بعد من عدنا الي انريده
و بزغ فجر الشهادة ارجال
زلم خضر دماها هلال
ثارت بالجبل و الهور و البيده
اسمهم يرعب السجان
ظلو للشرف عنوان
صالو حيل ليل بليل
موش بكيف و بهيده
النعم يخوت فهد منكم
رويتو الوطن من دمكم
ظليتو شمس للدوم مرفوعه
حسن يا بيرغ احمر
هوستك زلزال
بالجيلات مسموعه
وسلام المنجل و جاكوج
وعايش لسه مشروعه
سلام من العشگ للناس
من الوطن بي روعه
سلام ولو كرم معلوم
بأيده الروح مشلوعه
بيك هواي منكوبين
و بينا عاشت اللوعه
شيوعيين ما نبرد
عدنا جروح موجوعه
شهيد العدنا ما ننساه
نهر ما ينسه ينبوعه
******************************************
جثّة إلتم عليها الدود
عريان السيد خلف
تنيتك عــود .. ينشاف العطش بيـّـه
ؤ عله .. المامش ،اهروشي اتجــود
الوذ ابشيمة العاگول .. واصعد على
الآه اصعود
ومراوح يعمر اجفاك ..
جرح ايصيح .. جرح يهود
وتنيتك وانت ميـّت شوگ
ظنه اعله اليمـوت ايعـــود
اتاني الود .. يدمعة عين .. طاحت
وشيردها اردود
واشعِزة الدمع بالعين، لو شح ساعـــة المنگود
دخليني اعله بالك .. طيف لو عادت أيامي يعـود
ؤ خليني اويه دمك شوگ من شوگـي البـلايا إحـدود
ومحالل بعت وشريت بيهـن والعمـــر معـــدود
ؤ مو ندمه الغزالة اتطيح صيدة بشبݘة الصايود
لاݘـــن يـالعـزيز الحيف ع الصايد يگــع مصيود
لو ذيݘ الليالي تعـود ، و لو شطنه الجزر خنـياب يومين ويـرد صيهـود
ݘنت اصرخ : يهلغراف ما تغسل
اگلوب السود
وتشلبه اعله سور الغيض لو باب العتب مسـدود
وگبالك وفـك الروح من حـبل الوفـه المعگـود
وتكـتـّر ولك دنياك .. خـل تنگـص دخلي تـزود
واتصبّر .. يگلبي انعيش تتواكَد وآگـلـّك هـود
دنياتــك نحــيسة عـــين والـوادم خـِلـيـّة جـــود
وصوابك يجرح الآخ كل آخ التلـݘــمـه إيـزود
يمعتـّب هظيمـه اعليك تحصـد باگـة المحصـود
و تعـتب والعتب مدفون جثــّه إلـتم عليهـا الـدود
***************************************************
شين أس ٤
حسين جهيد الحافظ
الشين بي صفه
فاقت صفاة الناس
بيهه اعتز او افتخر
كالتاج فوگ الراس
اشروگي
كفوين او نعم
منبع وفه واحساس
متباهي بيه الوفه
طگ للوفه مقياس
شيعي
بس مو طائفي
والشاهد العباس
ابشيعيتي أتباهه غنج
حيدر الي نبراس
امشي ابطريق الصدك
مو لابد او خناس
شيوعي
اساسي فهد
راعي المجد والباس
شاله شعار الزمن
للوفه او حب الوطن
والطيب ظل نبراس
ابدم الشهاده اعتله
من فهد دگ الساس
شاعر
اچماله بعد
مبدع نقي حساس
شعري نذر للصدگ
اكتب جناسه وطن
والوطن بيه احساس
شوگ النوارس غنته
او كل زند شاله حرز
يذبح صده الوهواس
شين أس اربعه
معروف رفعة راس
شيعي و اشروگي او بعد
اشيوعي او شاعر ترف
ديداني حب الناس
معروف طبعي أمل
ترجاه كل الخلگ
وأتباعه بيه احساس
گمره او يجدي الدرب
بسم الوطن نبراس
غنته الدنيه وفه
صار الهه اجمل حلم
لاجل الوطن نبراس
****************************************
وجـــــــه المــــــاي
محمد جواد الكعبي
أجيتك من سفر
تايّيه
مثل طير اليدور
بالسما وشايّيه
وين أنت ؟
حبيبي
رويحتي
وچبدي
ناعور الهموم
وياي
يملي بهمي
ويبدي
مثل زيبگ بچف
سكران
تطّشر ضاع
شيلمك
يوجه الماي
فتشت الدروب أعليك
شارع .. شارع لوحدي
مامش أثر بس
أسمك
حفرته أعلى الشجر
ذكرى
بستان و ورود هواي
أنت الجرح وأنت
دواي
تعال نسامح
ونبدي
يگلبي ويابعد
چبدي
*************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
- الذكاء الاصطناعي/ التأهيل والتهويل/ د. نادية هناوي. اصدار: ابجد.
- جماعة كركوك/ الحداثة الشعرية الثانية/ د. رسول عدنان. اصدار: دار السرد.
- من ذاكرة ممحاة/ شعر طه الزرباطي. اصدار: دار السرد.
- اغاني الموج/ شعر شعبي عراقي/ ريسان الخزعلي، اصدار: دار الصحيفة العربية.
- كتابان جديدان للدكتور عبد العظيم السلطاني، صدرا مؤخراً وهما: (ثلاث وثلاثون مقالة في الثقافة والادب) وصدر عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق (غطاء الرأس في الثقافة العراقية في العصر الحديث/ الانساق، الفضاء، التحولات).
- وصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة- بغداد كتاب “بؤرات النص القصصي/ المنجز القصصي لحسب الله يحيى اختياراً/ دراسة نقدية د. نضال السلمان. اصدار: دار السرد.
*********************************************
شكسبير قراءة جمالية ماركسية
د. بهاء محمود علوان
يُعد شكسبير أحد أبرز كُتّاب المسرح في العالم، وكان تأثيره على اللغة الإنكليزية والأدب والمسرح هائلاً. يطالعُنا الاستاذ رضا الظاهر في كتابهِ (شكسبير مقارنة جمالية ماركسية) عن موضوع لطالما أثار نقاشات وحوارات كثيرة ومعمقة عن الدور الذي لعبه الأدب الشكسبيري، وخصوصاً المسرحي في معارضة ومقاطعة الكثير من الصراعات الطبقية المجتمعية، ومسلطاً الضوء على ذلك من خلال استشهاده بمسرحياته.
ولد شكسبير عام 1564 في ستراتفورد أبون آفون، كتب 39 مسرحية، و154 قصيدة ذات أوزانِ وقافية (سونيت)، تناولت مواضيع كالحب والسلطة والغيرة والطبيعة البشرية وقام بتصوير الشخصيات المعقدة والصراعات العاطفية.
أعمال شكسبير انعكاس للواقع الاجتماعي في عصره، واستباقاً للنظريات السياسية والاقتصادية الحديثة. إذ شهدت إنكلترا في عهد شكسبير اضطرابات. وأدى الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية المبكرة إلى توترات اجتماعية جديدة. وساهمت الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء، وصعود البرجوازية، والنزوح الريفي في تشكيل المشهد الاجتماعي. وفي مقدمة كتاب الظاهر اشارة الى ان: (هذا الكتاب يسعى إلى تحليل منهجية دراسة شكسبير من منظور ماركسي، ومحاولة إضاءة أن ماركس كان شكسبيرياً، وأن شكسبير كان كاركسياً). وتعكس أعمال شكسبير هذه التغييرات. ففي مسرحية (الملك لير)، نشهد قسوة النبلاء الإقطاعيين تجاه الضعفاء والمنبوذين. ويعكس فقدان لير للسلطة وانحداره إلى الجنون هشاشة الهياكل الاجتماعية وضعف الإنسان، ويرى نقاد الأدب الماركسيون أن أعمال شكسبير نقدٌ دقيقٌ للظروف السائدة. ويجادلون بأن شخصيات شكسبير غالباً ما تكون مدفوعةً بعوامل اقتصادية، وأن الظلم الاجتماعي يلعب دوراً محورياً في مسرحياته. وتستكشف مسرحية (تاجر البندقية) موضوعي المال والربا. ويُصوَّر شايلوك المُرابي اليهودي، كضحيةٍ لمجتمعٍ يُهمِّشه بسبب دينه ومهنته، ورهانه على رطل من اللحم كضمانٍ لقرضٍ تعبيرًا عن وضع الربح الرأسمالي فوق القيم الإنسانية. وهنا لابد من الإشارة إلى نظرة ماركس في كتاب (رأس المال) إلى بطل تاجر البندقية (شايلوك) صوت المضطهدين والمحرومين.
كما فسَّر المفكرون الاشتراكيون أعمال شكسبير على أنها تعبيرٌ عن التعاطف مع المضطهدين والمُستغَلّين. ويرون في مسرحياته تذكيراً بالتضامن ومكافحة التفاوت الاجتماعي. ففي مسرحية (هاملت)، يُدان فساد البلاط الدنماركي. ويمكن تفسير تردد هاملت في قتل عمه كلوديوس على أنه تعبيرٌ عن انعدام ثقةٍ عميقٍ بالنظام السياسي ورغبةٍ في مجتمعٍ أكثر عدلاً. أعادت شخصيات مؤثرة، مثل جان كوت، تفسير أعمال شكسبير في ضوء الأفكار الماركسية. شدد كوت على البعد السياسي لمسرحيات شكسبير، واعتبرها استكشافاً للسلطة والعنف والظلم الاجتماعي. وكان لتفسيره لمسرحية (الملك لير) كدراسة لتفكك النظام السياسي وعبثية المعاناة الإنسانية أثرٌ دائم على دراسات شكسبير، وهذا يتطابق مع وجهة نظر الكاتب رضا الظاهر. وتؤكد وجهات النظر المختلفة حول أعمال شكسبير على جوانب مختلفة. فبينما يؤكد بعض النقاد على موقف شكسبير المُفترض أنه محافظ، ويجادلون بأنه دافع عن النظام الاجتماعي، يؤكد آخرون على موقفه التقدمي، ويعتبرونه ناقداً للأوضاع السائدة. ويُقرّ بأن أعمال شكسبير مُعقدة ومتناقضة. وفي السنوات الأخيرة، شقّت دراسات شكسبير آفاقاً جديدة وأظهرت بعض المقاربات أن مسرحيات شكسبير لا تزال ذات صلة بواقعنا اليوم، وأنها قادرة على مساعدتنا في فهم علاقات القوة المعقدة في مجتمعنا. وسيظلّ دراسة أعمال شكسبير في ضوء الأفكار الماركسية والاشتراكية أمراً بالغ الأهمية في المستقبل. فالأسئلة التي يطرحها شكسبير قائمة كما كانت في عصره.
وتُشكّل أعمال شكسبير كما تناولها الكاتب رضا الظاهر، مصدراً غنياً للتفسيرات الماركسية والاشتراكية. وتعكس مسرحياته التوترات الاجتماعية في عصره، وتطرح تساؤلات حول القوة والعدالة والمسؤولية الاجتماعية.
ان كتاب (شكسبير مقارنة جمالية ماركسية)، يثير أسئلةً عالمية حول السلطة وفسادها. وتجذب هذه المواضيع الخالدة الناس من مختلف الثقافات والعصور، وتتيح استكشافاً عميقاً للسلوك البشري، ذلك ان الكثير من شخصياته الرئيسية متعددة الأبعاد، ولا يمكن تقسيمها إلى خير أو شر. وهذا يسمح للمشاهدين والقراء بالتفكير في وجهات نظر مختلفة والتماهي مع صراعات الشخصيات الداخلية. ومن الأمثلة على ذلك البطل المأساوي (عطيل)، الذي أدت غيرته وانعدام أمنه إلى سقوطه. تعكس هذه الشخصيات المعقدة واقع الحياة البشرية وتدعو إلى التحليل. ويعتمد المخرجون والكتاب على أعمال شكسبير لسرد قصص جديدة أو تسليط الضوء على قضايا معاصرة كما يشير باز لورمان بتكييف مسرحية (روميو وجولييت) مع سياق حديث، مستهدفاً جيلاً جديداً من الجمهور. وتُظهر هذه التفسيرات أن مواضيع شكسبير لا تزال ذات صلة وقابلة للتكيف بسهولة مع السياقات المعاصرة. علاوة على ذلك، لعبت شعبية شكسبير دوراً مهماً في التعليم الحديث. وتُدمج العديد من المدارس والجامعات حول العالم أعماله في مناهجها الدراسية. ويُعزز تدريس مسرحياته التفكير النقدي والمهارات التحليلية.
********************************************
الحراك السياسي والانزياح الثقافي
ثامر عباس
من حسنات مدرسة الحوليات الفرنسية ذائعة الصيت ، والتي استحالت لاحقا”الى مسمى آخر يدعى (التاريخ الجديد) على يد ثلة لامعة من مؤرخي تلك المدرسة العتيدة أمثال ؛ فرنان برودويل – تاريخ الحضارات ، وجاك لوغوف - تاريخ القرون الوسطى ، وميشيل فوفيل – تاريخ الأمد الطويل ، وكريزيستوف بوميان - تاريخ البنى ، وأنريه بورغيار - الانثروبولوجيا التاريخية ، وفيليب إرياس – تاريخ الذهنيات، وجان – ماري بيسار – تاريخ الثقافة المادية، جان لاكوتور – التاريخ الآني ، وغي بوا – الماركسية والتاريخ الجديد ، جان كلود شميت – تاريخ المهمشين ، وإفيلين باتلاجين – تاريخ المتخيل ، وغيرهم . ليس فقط كونها أرخت سدولها على مجالات معرفية كانت غائبة أو مغيبة عن الحقل التاريخي ، بحيث أضحى (التاريخ) بمثابة البؤرة التي تتقاطع داخلها غالبية العلوم الاجتماعية والإنسانية فحسب. وإنما أرست دعائم مقاربة جديدة لا تقتصر فقط على تحليل الظاهرة الاجتماعية المعنية من منظور منهجية واحدة ، بقدر ما تضعها في بؤرة تقاطعات العديد من المنهجيات التي من شأنها (تعرية) الظاهرة المعنية من جميع الأغطية التي تحجب عن الباحث رؤية المصادر الخفية التي تكونت على أساسها ، والكشف عن السياقات المهملة التي تمخضت عنها ، وإماطة اللثام عن المآلات المتوقعة التي ستنتهي إليها .
ولعل من جملة الايجابيات والحسنات التي ابتدعتها هذه المدرسة العريقة في مجال تحليل السيرورات التاريخية المرتبطة بالظاهرة الاجتماعية والإنسانية ، هي اعتمادها عملية (التحقيب الافتراضي) لتلك السيرورات ، وذلك بتقسيمها الى مديات زمنية مختلفة من حيث (السياقات) ومتعدد من حيث (الآماد) . بحيث لم تعد قراءة تاريخ الظاهرة المعنية منوطة بفترة زمنية يمكن الاستدلال عليها برقم زمني معين مثل (القرن الرابع عشر أو السادس عشر)، أو بتوصيف نوعي محدد (قديم – وسيط – حديث) كما كان يجري في المقاربات والقراءات التقليدية السابقة ، وإنما بات التحقيب يتم على أساس ما تشتمل عليه الظاهرة قيد البحث أو الدراسة ذاتها من خصائص فريدة ، فضلا”عن طبيعة ما تقيمه من علاقاتها ، ومستوى ما يتخللها من تفاعلاتها مع بقية الظواهر الأخرى . وهو الأمر الذي أفضى الى أعادة النظر والتفكير بالكثير من المفاهيم والتصورات والاستنتاجات، التي سبق وإن جرى التواضع على معانيها والتوافق على دلالاتها بكيفيات لا تخلو من سلبيات (التفريط) في التقييم الموضوعي و(الإفراط) في التعميم الافتراضي .
وقد أتاحت لنا هذه المنهجية المبتكرة مقاربات مركبة ومعمقة تستهدف ؛ الكيانات الجغرافية، والسرديات التاريخية ، والبنى الاجتماعية، والأنساق الثقافية ، والأعماق السيكولوجية، والشيفرات الرمزية ، بصورة تختلف جذريا”عما كانت المنهجيات السابقة (التقليدية) تتبناه وتمارسه أثناء تحليل الظواهر وتفسير المعطيات . إذ لم يعد يكفي – بموجب هذه المنهجية - النظر الى الظواهر الاجتماعية أو الأحداث السياسية أو التحولات الثقافية أو الانزياحات القيمية، باعتبارهما حصيلة أوضاع وظروف الواقع (المعيش) وما يكتنفه من خلافات سياسية، وانقسامات اجتماعية ، وصراعات إيديولوجية، وإشكاليات تاريخية فحسب . وإنما يستلزم التعاطي معها من منطلق كونهما نتاج خلفيات تاريخية متقادمة ، ومرجعيات حضارية متراكمة، وتشكيلات اقتصادية متناضدة، وأصوليات سوسيولوجية متداخلة . كما أن هذه المنهجية استوجبت مراعاة الفوارق النوعية ليس فقط بين البنى والأنساق والأنماط ذات (الأمد القصير) أو (الأمد المتوسط) أو (الأمد الطويل) فحسب ، بل وكذلك مراعاة الاختلافات النوعية بين تلك البنى والأنساق والأنماط على صعيد (التسارع) أو (التباطؤ) في الديناميات والجدليات التي تتحكم في إيقاعات تطورها أو نكوصها .
وبضوء هذه المنهجية التاريخية المثمرة، لم يعد صعبا”على الباحث تفسير ظاهرة (الركود) الثقافي و(الجمود) المعرفي التي لا تبرح تستوطن المجتمع العراقي لتفاقم من مشاكله المستعرة، وتراكم من إشكالياته المستعصية . هذا على الرغم من خضوعه لعقود من التغييرات السياسية ، والتحولات الاجتماعية ، والتبدلات الاقتصادية التي تمخضت عن / وترتبت على تلك المشاكل والإشكاليات ، وهو الأمر الذي وصم جماعاته ومكوناته بالتخلف الاجتماعي المزمن والانحطاط الحضاري المتوطن . ذلك لأن من طبيعة العامل السياسي وقوعه ضمن إطار زمنية (الأمد القصير) المتسارعة نسبيا” في حراكها وتطورها ، إذا ما قورنت بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن تصنيفها ضمن إطار زمنية (الأمد المتوسط) ، والتي عادة ما تعكس عناصرها حراكا”(أبطأ) في تكوين تشكيلاتها وبناء علاقاتها وتفعيل مؤثراتها ، مما يمكن ملاحظته في إطار الزمنية الأولى (القصيرة المدى) المتسارعة من جهة ، ولكنها ، من جهة أخرى ، تبدو – إذا ما قورنت بالعامل الثقافي الذي يصنف ضمن إطار زمنية (الأمد الطويل)– أسرع في حراك عناصرها وانتشار تأثيرها . أي بمعنى ان عمليات التغير والتطور المتوقع حصولها ضمن إطار العامل (الثقافي) لا يمكن ملاحظتها أو الإحساس بها إلاّ عبر آماد زمنية متطاولة ربما تمتد على مساحة (قرون) متعددة، أما بالنسبة لعمليات التغير والتطور التي يتوقع حصولها ضمن إطار العوامل (الاجتماعية والاقتصادية)، فالمرجح أنه يمكن ملاحظتها أو الإحساس بها خلال عدة (عقود) . هذا في حين يمكن رصد الأحداث (السياسية) وتشخيص الوقائع المرتبطة بها، عبر عدد من (السنين) التي تتراوح ما بين العقد أو العقدين على أكثر تقدير .
ومن هذا المنطلق ، يتوجب على الكتاب والباحثين والأكاديميين فهم وإدراك حجم الصعوبات والمعوقات والتحديات التي سيكون عليهم مواجهتها والانغمار في أتونها ، في حال حملتهم (وطنيتهم – عراقيتهم) على تبني خيارات التغيير السياسي والتطوير الاجتماعي والتنوير الثقافي ، التي ينشدون حصولها لهذا المجتمع المفكك والمتهالك الذي مزقته الحروب وفرقته الصراعات وذررته الكراهيات .
*****************************************
«ثيلا» وسردية الانسان المهمش
فرح غارس عدنان
تُعد رواية “خلية النحل” للكاتب الإسباني كاميلو خوسيه ثيلا من أبرز الأعمال الروائية التي تناولت الواقع الاجتماعي والسياسي لإسبانيا في أعقاب الحرب الأهلية. ورغم أن الرواية لا تتبع بناءً كلاسيكياً تقليدياً، إلا انها تقدم نفسها كوثيقة أدبية ضخمة تُجسّد لحظة تاريخية مأزومة من خلال تعددية الأصوات وكثافة الشخصيات وتشظي السرد. ومن الملفت أن الرواية تبدأ بثلاث مقدمات أو أكثر، تُثير القارئ وتوهمه بأنه مقبل على عمل تاريخي ضخم أو ملحمة سردية سياسية، إلا أن هذه المقدمات تُوظف بوصفها آلية سردية هدفها كسر التوقعات، وبناء نص قائم على المفاجأة وإرباك المتلقي، تمهيداً للدخول في شبكة سردية معقدة لكنها ممتعة، تُحاكي تركيب الحياة ذاتها. لا تعتمد “خلية النحل” على بطل مركزي أو حبكة تصاعدية، بل تنهض على تفكيك الحياة اليومية عبر عشرات الشخصيات الثانوية التي لا يجمع بينها سوى المكان والظرف التاريخي. ومن خلال فضاء ضيق هو مقهى تمتلكه “دونيا روسا”، إذ يتم عرض مشهد بانورامي لحياة المجتمع المدريدي في الأربعينيات، حيث تتقاطع مصائر الناس في لحظة هشّة، معلقة بين بقايا الحرب وفجر نظام ديكتاتوري جديد. المقهى في الرواية ليس مجرد مكان عابر، بل نقطة التقاء للشخصيات، تنبعث منه القصص الصغيرة التي تتراكم لتشكّل صورة كبرى عن الواقع الإسباني الذي يعاني من أزمات أخلاقية واقتصادية وسياسية.
الشخصيات في الرواية ليست رموزاً مجردة ولا نماذج جاهزة، بل كائنات هشة تحمل تناقضات الإنسان في أقسى لحظاته. من العجائز المهملات إلى النساء الفقيرات إلى المثقفين اليائسين، تُرسم هذه الشخصيات بواقعية حادّة، خالية من النمطية أو محاولات التجميل. إذ يتعامل ثيلا مع أبطاله كأناس من لحم ودم، تحركهم الرغبة، ويخنقهم الفقر، وتحاصرهم الأعراف والسلطة. وفي وسط هذا الزحام الوجودي، تبرز شخصيات مثل “دونيا ليبريتا” و”سنيورا بيكتوريتا” بما تحمله من إنسانية عميقة، تُظهر تمزق الأنسان من الداخل، ومرارة العيش، دون الحاجة إلى تعقيد لغوي أو افتعالات درامية. الرؤية السردية التي يُبني بها النص تقوم على التفصيل الجزئي لحيوات المهمّشين.
ليست هناك قصة واحدة تُروى، بل مئات القصص التي تتجاور دون أن تندمج، مما يجعل الرواية أقرب إلى “النسيج” منها إلى البناء الخطي. هذا الشكل السردي يتناسب تماماً مع ما تعنيه “الخلية” في العنوان، حيث تتجاور كل الشخصيات وتعمل معاً، لكنها لا تفقد فرديتها. وبذلك، تتحول الرواية إلى خلية بشرية اجتماعية حقيقية، يتحرك كل فرد فيها بدافع خاص، لكنه يشترك مع الآخرين في الهمّ العام: البقاء في عالم يضيق بالخلاص. اللغة التي كتب بها ثيلا الرواية تتسم بقدر عالٍ من السلاسة والبساطة الماكرة، حيث تخفي وراء بساطتها رؤية عميقة للواقع. نحن لا نجد في “خلية النحل” استعراضات لغوية، بل سعي واضح إلى التقاط التفاصيل، وإبراز المفارقات، وتصوير العبث واللامعنى الذي يسيطر على الحياة اليومية بعد الحرب. كما أن ثيلا يُجيد الانتقال بين الحوارات والمونولوجات والوصف دون أن يُربك القارئ، بل يصنع تناغماً داخلياً بين الفوضى والانسجام بأسلوب سلس ورائع.
أما على المستوى الدلالي، فإن الرواية تنطوي على نقد اجتماعي وسياسي حاد، لكنه غير مباشر، وغير مؤدلج. إنها لا تُدين السلطة بشكل مباشر، لكنها تكشف آثارها المدمّرة على الأفراد، وكيف تتحول الحياة تحت حكم “فرانثيسكو فرانكو” الاستبدادي إلى عملية مقاومة صامتة من اجل البقاء. في هذا السياق، تمثّل الرواية تأريخاً غير رسمي للطبقات التي لا تُسمَع أصواتها عادة، وتمنح الكلمة لمن لا صوت لهم. رغم أن الرواية تنبني على سوداوية عميقة، إلا أنها لا تُغلق الأفق تماماً، بل تسمح لبصيص من الحياة بالمرور، ولصوت داخلي بالحفاظ على شيء من الأمل. وهذا يظهر بوضوح في بعض النهايات التي لم تُكتب على طريقة التراجيديا، بل تُركت مفتوحة على احتمالات الاستمرار، وكأن ثيلا يؤمن بأن الحياة تستحق أن تُعاش، حتى في أقسى الظروف.
“خلية النحل” ليست رواية عن الحرب الأهلية الإسبانية بقدر ما هي رواية عن ما تتركه الحرب في الروح الجماعية، عن الندوب العميقة التي لا تُشفى، وعن البشر الذين يُكملون حياتهم رغم كل شيء.
فهي رواية عن الإنسان لا عن السياسة، وعن الألم الإنساني المشترك الذي لا يملك إلا أن يستمر في سرد حكايته، حتى وإن لم يكن هناك أحد ينصت له.
************************************************
الصفحة الثانية عشر
جلسة في ستوكهولم عن {التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي}
ستوكهولم – محمد الكحط
ضيّفت الجمعية المندائية في ستوكهولم، الجمعة الماضية، الأستاذ سامي بهنام المالح، الذي تحدث عن كتابه الصادر أخيرا "التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي خيار تربوي وضرورة مجتمعية"، وذلك في جلسة حضرها جمع من أبناء الجالية العراقية في السويد.
أدار الجلسة الأستاذ فرات المحسن، واستبقها بتقديم سيرة الضيف وإلقاء الضوء على كتابه.
وقال إن "الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية كبرى في عصر المعلوماتية، وانه تقدم سريعا في مجال الابتكارات العلمية، وصار يتفوق في بعض الأحيان والمجالات على التفكير البشري، إضافة لقدراته البالغة على حل المعضلات العلمية والحسابية"، لافتا إلى انه "من الجائز مستقبلا خلق كائنات رقمية تتفوق في ذكائها على الإنسان". فيما استشهد برأي مقتبس من كتاب المالح، مفاده أن الاستخدام العلمي النافع والمتعدد الأغراض للذكاء الاصطناعي، يحتم الانتباه والإدراك بأن هذا الذكاء ليس مثاليا بالضرورة، على اعتبار ان التقنية تعتمد أساسا على الخوارزميات والبيانات التي تقدم من قبل البشر، والتي ممكن أن تكون منحازة وغير دقيقة.
وتابع قائلا، أن "التفكير النقدي يصبح في هذه الحالة ضرورة قصوى وحاجة ماسة لمتابعة ومراقبة الابتكارات وما يرافقها من نتائج".
بعد ذلك، تحدث المالح عن كتابه وطبيعته والضرورة التي دعته إلى تأليفه في هذا الوقت، مشيرا إلى أن كتابه علمي أكاديمي تخصصي تربوي، ويتضمن استدلالات في مفاهيم التعلم والسلوك الإنساني والتدقيق النقدي في طرق البحث العلمي وأساليبه.
وأضاف أن الكتاب يتناول التعلم الآلي والتعلم غير الخاضع للإشراف، والذكاء الاصطناعي في التعليم والمدرسة.
وعرّج الضيف على التفكير النقدي وأهميته. في حين تناول التطورات الواسعة للتقنيات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة المختلفة وفي المجالات العلمية، كالطب والتعليم والتصاميم الهندسية، إلى جانب حلول المعضلات الاجتماعية واتخاذ القرارات والتفكير، منوّها إلى أن هذه التقنيات تُمكّن الآلة من أداء مهام كانت تتطلب ذكاءً بشرياً.
وقبيل حديث المالح، كان مدير الجلسة قد سلّط الضوء على أبواب الكتاب وفصوله. حيث ذكر أن الفصل الأول من الباب الأول يبحث في طبيعة التفكير عند البشر، والفصل الثاني يبحث في أصول وجذور التفكير النقدي وصلاته المباشرة بالعلوم الفلسفية والنفسية والاكتشافات العلمية. بينما يتناول الفصل الثالث ماهية التفكير النقدي تعريفا ومناقشة، والرابع يشرح أهمية وضرورة التفكير النقدي ودوره في الابتكارات ومعالجة البحوث العلمية من منظور نقدي.
ومضى المحسن في حديثه إلى ان الفصل الخامس يقدم نماذج توضح تفاعل مكونات التقنيات والتفكير النقدي، والسادس يتطرق إلى الحجج والمغالطات في التفكير النقدي، مضيفا أن البابين الثاني والثالث الأخيرين، بفصولهما، يشرحان الذكاء الاصطناعي وأنواعه ومستوياته.
وخلص إلى أن الكتاب غني ودقيق في محتواه. يقدم تفاصيل دراسية بحثية حول التقنيات العلمية والطبيعة البشرية وفلسفة الحياة ومستقبل الإنسان ومواجهاته الحتمية مع التغيرات والتطورات المتسارعة، فضلا عن كيفية إمساك البشر الحقائق وتطويرها وتطويعها والتحكم بها، إضافة إلى كيفية السيطرة على انفلات مرتقب للتقنيات، ربما إن حدث ستكون نتائجه وبالا على البشرية.
وفي الختام، قدم رئيس الجمعية المندائية في ستوكهولم، فاضل ناهي، باقتي ورد إلى الضيف ومدير الجلسة. فيما قدمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد باقة ورد إلى المالح، وباقات أخرى قدمها له عدد من الحاضرين.
******************************************
استعدادات لتأهيل {دار الوتار} التراثية
متابعة – طريق الشعب
تستعد الهيئة العامة للآثار والتراث بالتعاون مع هيئة السياحة في وزارة الثقافة، لإطلاق مشروع تأهيل وتطوير البيت التراثي الشهير "دار الوتار"، بعد استحصال الموافقات الرسمية لاعتماده موقعًا سياحيًا وثقافيًا على ضفاف دجلة في الشوّاكة وسط بغداد.
ووفقا لبيان نشرته ووزارة الثقافة على موقعها الرسمي، فإن "المشروع يهدف إلى إحياء هذا المعلم العريق بما يتوافق مع مفاهيم السياحة المستدامة، ليكون مصدر دخل وفرص عمل من خلال تنشيط الحرف اليدوية والفنون والأنشطة الثقافية. كما سيتضمن تجهيزات صوتية متطورة لعروض موسيقية وفعاليات فنية، إضافة إلى ورش لتعليم العزف وصناعة الآلات الموسيقية".
وأشار البيان إلى انه من المؤمل إنشاء مقهى تراثية ومتجر للهدايا في الدار، وإنتاج مواد مرئية توثق القيمة التراثية والجمالية للمكان.
ويعود تاريخ "دار الوتار" إلى عام 1917 حين شيدها الوجيه البغدادي محمد الوتار على مساحة 285 مترًا مربعًا، بطراز معماري بغدادي أصيل.
******************************************
ليس مجرد كلام.. قبل أن يأكلنا التصحّر!
عبد السادة البصري
حين تبصرُ مساحاتٍ مترامية الأطراف من الأرض قد تحوّلت إلى صحراء جرداء مقفرة تسفّ عليها الرمال ستردد في سرِكَ: لماذا؟!
لماذا هذا القفر الشاسع من الأراضي، الذي نتمنى ان يكون أي شكل من أشكال الجمال والخضرة والمحاصيل، وقريباً منها يمرّ نهران عظيمان؟! في السنين الأخيرة هذه أخذ الجيران بقطع الماء في أحيان، وفي أخرى تقليل حصّتنا منه. وعلى هذه الشاكلة وما تلاها ظلت الأراضي العراقية يوماً بعد آخر تأخذ بالتصحّر وتزداد ملوحةً حتى زحفت الصحراء على المدن، وكأن أنفسنا تنعى بعضها بسبب الجدب هذا الذي أجدب حتى الضمائر والنفوس والأرواح، فصرنا نتقاتل لأدنى سبب ويلعلع الرصاص في كل لحظة، وبات الفساد سوسةً تنخر في البلاد وتعززت الطائفية والأحقاد والمحسوبية في نفوس البعض للأسف!
منذ مئات السنين لم يفكر أحدٌ من المسؤولين في كل الحكومات التي تعاقبت على العراق بأن يحوّل الصحراء الى واحاتٍ خضر، وأن يحلّ أكثر من أزمةٍ إذا جعل من هذه الصحاري بساتين ومزارع وقرى سكنية تفتح النفس وتشرح الصدر وتعطي خيراتها للناس بدلاً من البحث عن عمل ومأوى وكل ما نحتاجه من مواد غذائية وغيرها عن طريق الاستيراد، ناهيك عن جفاف الأهوار وتجريف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مدن سكنية ومولات وما إلى ذلك! قبل سنواتٍ شاهدت فيلماً حول تشغيل الشباب الخرّيجين وتهيئتهم لحياةٍ منتجة تُعطي ثمارها، من خلال تشغيلهم في مشاريع صناعية وزراعية وفق تعليمات وتخصيص مبلغ مالي لدعمهم، توزيع أراضٍ زراعية لبعضهم وفتح قنوات أروائية لإيصال الماء لها، وفتح ورش صناعية للآخرين وتزويدهم بالمعدات ليفتحوا معامل صغيرة، تم تشغيل آلاف الأيدي العاملة والاستفادة من خبرات الشباب لتبدأ مهاراتهم في الزراعة والصناعة والإنتاج الذي اخذ يسدّ حاجة السوق المحليّة لتلتفت الدولة إلى تصدير منتجات مصانعها العملاقة وزراعتها الى الخارج، وتتحول من دولة استهلاكية مستوردة الى صناعية وزراعية منتجة ومصدّرة!
أقول: لماذا لا نسعى للاستفادة من هذه الصحراء الشاسعة ونحوّلها إلى مرابع خضراء مثمرة؟! لماذا لا نستفيد من الماء الذي يذهب هدراً إلى البحر، ونشغّل الشباب في مشاريع تخدمهم حياتياً كما تخدم الوطن إنتاجيا واقتصادياً؟!
لو فعلنا هذا ستتجدد وتتكاثر مشاريع صناعية إلى جانب الزراعية طبعا، بعضها يُكمل بعضا، وبمعنى أدقّ سنحدّ من أزمة السكن وستنشأ قرى ومدن جديدة تحوّل الجدب إلى حياة والقبح إلى جمال، كما سنقضي على البطالة من خلال تشغيل العاطلين من الشباب، وبهذا لنقضي على الكثير من الأزمات أيضاً، إضافة إلى أننا سنستفيد من ماء النهرين بدلاً من ذهابه سدى، وإعطاء نقطة ضعف للجيران بأننا نهدر ماءنا إلى البحر! ما الضير إذا فكّرنا بفتح أنهار صغيرة باتجاه الصحراء لتقسيم الأرض هذه وتوزيعها على العاطلين من الشباب وغيرهم بمشاريع استثمارية؟ ما الضير إذا فكّرنا بالخير والبناء وفائدة الناس بدلاً من استشراء الفساد وتعطيل كل شيء؟
ما الضير إذا فكّرنا تفكيراً سليماً بهذا الوطن وأحقيّته علينا؟
ما الضير إذا فكّرنا بانتمائنا الحقيقي قبل أن يأكل التصحّر كل شيء؟
ما الضير إذا سقينا ضمائرنا بماء المحبّة لتخضرّ بدلاً من إشعال الفتن والأزمات؟!
*****************************************
قف.. حيتان على الشاشات
عبد المنعم الأعسم
يقول عالم الحيوان المعروف كمال الدين الدميري عن طباع الحيتان انها من بعض طباع الضِباع التي "لا يهمها الجود ومكارم الاخلاق" بل "عظما من فخد فريسة تُرك ليتعفن ويفسد" ويخص الدميري نوعا من الحيتان (نعنيه هنا) بالقول "انه دابة عظيمة تمنع المراكب الكبيرة عن السير". وعلى ذلك نصح الجاحظ بتجنب الحيتان الشرهة التي تعودت اكل العنبر من الصيد، وهو نوع من السمك اللؤلؤي، وكأنه ينصحنا ايضا ان لا نثق باغواء جلد الحوت الذي يتصف بالنعومة والزلاقة.
لدى الصيادين ورواد البحار قصص مروعة عن تلك الحيتان الغادرة، لكني لا اعرف مدى صحة القول بان هذه الحيتان لا تقرب من أي مركب يقل امرأة حائض، وأشك بالرواية القائلة بان الكواسر من الحيتان لم تكن لتهاجم البواخر الامريكية التي كانت تقل سجينات القرن الثامن عشر الى الجزر النائية لإجبارهن على اعمال السخرة الشاقة، واحسب ان الحوت الذي قطع رِجل بطل رواية هيرمان ملفيل الشهيرة (موبي ديك) هو من جنس الحيتان التي نعني، حيث تتخاطب في ما بينها بواسطة الصفير، والنحيب، والصراخ من على الشاشات الملونة.
*قالوا:
"الأسوأ كان درسا لي".
غاندي
*********************************************
- يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، جلسة احتفاء بمجلة "الأديب العراقي"، في مناسبة صدور عددها الثاني لعامها الرابع والستين.
تتضمن الجلسة التي سيديرها الشاعر منذر عبد الحر، حوارا حول منجز المجلة ومشروعها الثقافي.
تكون البداية في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
- تقيم رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين بعد غد الخميس، حفلا في مناسبة الذكرى الـ21 لتأسيسها.
يبدأ الحفل عند الساعة 6 مساء في مقر الرابطة في أربيل – برايتي – شارع هولي زرد.
****************************************
أفلام عراقية في مهرجان تورنتو السينمائي
متابعة – طريق الشعب
تتهيأ مدينة تورنتو الكندية لاستقبال واحد من أكبر المهرجانات السينمائية في العالم وأكثرها تأثيرا في مسار الجوائز الكبرى، وهو مهرجان تورنتو السينمائي الدولي بدورته الـ50، والذي يقام في الفترة من 4 إلى 14 أيلول المقبل، بمشاركة عراقية.
ويتضمن برنامج المهرجان أكثر من 200 فيلم من 70 دولة، تتنوع بين الروائية الطويلة، والوثائقية، والأعمال القصيرة، إضافة إلى أقسام خاصة للأفلام الكلاسيكية المستعادة.
ومن بين الأفلام المقرر عرضها، فيلم "فلانة" للمخرجة العراقية زهراء غندور، والذي يتناول ظاهرة الاختفاء الغامض لنساء عراقيات، في عمل يحمل طابعا إنسانيا ويقدم صوتا نسائيا جريئا وجديدا في الإخراج.
كذلك يشارك من العراق المخرج محمد الدراجي بفيلمه "حلم جلجامش"، والمخرج حسن هادي بفيلمه "كعكة الرئيس".
وتبرز المشاركة العربية في هذه الدورة، من خلال أعمال فنية تحمل قضايا إنسانية وتاريخية عميقة، مع تركيز خاص على الأعمال الفلسطينية التي تقدم قصصا مؤثرة من قلب المنطقة.
فمن المقرر أن يُعرض فيلم "فلسطين 36" للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والذي تدور أحداثه في عام 1936، خلال فترة الثورة العربية ضد الحكم البريطاني في فلسطين. ويتناول الفيلم قضايا المقاومة والانتماء والهوية.
********************************************
كركوك تزيح الستار عن تمثال للمطرب هابه
متابعة – طريق الشعب
أزاح المركز الثقافي في كركوك، أخيرا على باحته، الستار عن تمثال للمطرب التركماني المعروف هابه، وذلك في احتفالية شعبية ورسمية أقيمت في مناسبة مرور 24 عاماً على رحيله، وتكريماً لمسيرته الفنية ودوره كأحد أبرز رموز المقام في العراق.
وفي حديث صحفي، قال نجل الفنان الراحل، شاهين هابه، أن "استذكار والدي بهذا النصب الكبير حدث رمزي مهم لتكريم شخصية فنية أسعدت الناس"، مشيراً إلى أن والده ترك بصمة راسخة في تاريخ الفن التركماني، وكان يجيد ألوان المقام كافة ويحظى بجماهيرية واسعة. وأضاف قوله أن هذا التمثال يُعبر عن اعتزاز أهالي كركوك، عربا وكردا وتركمانا، بفن والده.
وشهدت الاحتفالية التي حضرها عدد من الشخصيات العامة وأفراد عائلة الفنان الراحل، تقديم وصلات غنائية من أعمال هابه، ساهم فيها نجله شاهين وصديقه المطرب الكردي ناصر رزازي، فضلا عن المطرب يونس تتونجي.
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعامًا للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء
- عادل مجيد الربيعي 100 الف دينار
- د. محمد الشمري 100 الف دينار
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد. معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.