اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

في الذكرى ٦٧ لانطلاقتها ثورة 14 تموز جسدت الإرادة الوطنية للشعب العراقي

تحل علينا هذه الأيام الذكرى السابعة والستون لثورة 14 تموز 1958 المجيدة، ويحتفل بها التقدميون والوطنيون العراقيون، لا من أجل الاحتفاء والتذكير بها فحسب، وإنما من أجل استلهام دروسها، وشروط نجاحها التي أطاحت بالنظام الملكي الرجعي، الذي شكل عقبة كأداء في طريق نهوض الشعب العراقي وتأمين مستقبل لائق به، ومن أجل ان تكون ذكراها ملهما للعمل الفاعل نحو التغيير الشامل وتحقيق إرادة الشعب.

في السنوات القليلة التي سبقت الثورة، كان واضحاً أن المجتمع العراقي مقبل على تحول نوعي جديد، بسبب الحجم الهائل للظلم الاجتماعي والاضطهاد السياسي، وديمومة القمع والقسوة المفرطة في التعامل مع طموحات وتطلعات الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي.

كانت الأقلية الحاكمة في العراق تسبح ضد التيار، وتسعى بكل قواها إلى ربط البلاد بالأحلاف العسكرية الاستعمارية، وخاصة حلف بغداد، بعد بطشها بالشعب وقواه الوطنية والديمقراطية، لكنهم لم يكتفوا بذلك، بل استمروا في عدائهم وتآمرهم ضد الدول العربية، التي نالت استقلالها وسعت لتعزيز سيادتها الوطنية.

وعلى الصعيد الاقتصادي- الاجتماعي تعمق التمايز الطبقي. وكان العامل الرئيسي في إفقار الفلاحين اتساع عملية الاستيلاء على الأراضي الزراعية من قبل الملاكين الكبار والاقطاعيين، وبالتالي هجرة مئات الآلاف من الفلاحين إلى المدن. وحتى مشاريع مجلس الإعمار جاءت لمصلحة الاقطاعيين. كما أهملت الصناعة الوطنية بذريعة ضعفها، وعدم قدرتها على منافسة الصناعة الأجنبية المستوردة، فكانوا يدافعون عن مصالح الشركات الاحتكارية الأجنبية، التي ظلت تحتكر معظم تجارة التصدير والاستيراد، بالتعاون مع بعض التجار المحليين الكبار، حتى ثورة 14 تموز، ما أدى إلى ارتفاع أسباب التوتر والتذمر الشديدين في المجتمع العراقي، الذي كان يرزح تحت ثقل الثالوث المقيت المتمثل بالجهل والفقر والمرض.

ومارست الحكومات المتعاقبة في العهد الملكي سياسة العنف المنفلت، ضد التظاهرات السلمية، وارتكبت الكثير من المجازر الدموية، فضلاً عن مصادرتها الحريات السياسية والفردية، وأطبقت سجونها على الآلاف من مناضلي القوى الوطنية، لاسيما من الشيوعيين والديمقراطيين، وعمدت إلى استخدام أساليب التعذيب البشعة معهم، وإسقاط الجنسية العراقية عن بعضهم، وقاموا بإعدام المتميزين منهم، وفي مقدمتهم القيادة التاريخية للحزب الشيوعي العراقي (فهد- حازم- صارم).

نعم كانت بداية حركة 14 تموز انقلاباً تطور بسرعة قياسية إلى ثورة شعبية، غيرت بنية الدولة، وقلبت البنية الاجتماعية، وفتحت باب الصعود للفئات الوسطى، إلا أن الثورة لم تستكمل مسارها، الذي انقطع بفعل المؤامرات المتلاحقة، والانقلابات العسكرية المدعومة من الدول الامبريالية والرجعية، إضافة إلى الأخطاء القاتلة، التي وقعت فيها قيادة الثورة، ومنها إبعاد ممثل العمال والفلاحين الحزب الشيوعي العراقي عن المشاركة في الحكم، رغم دوره الفعال والحيوي في التحضير للثورة وتنفيذها.

وخلال الفترة القصيرة التي لاتتجاوز الأربع سنوات ونصف من عمر ثورة الرابع عشر من تموز حققت انجازات ومكاسب وطنية كبيرة، مازال العراقيون يتذكرونها بفخر واعتزاز، ويقارنونها بـ (إنجازات) الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية، التي أعقبت سقوط الجمهورية الأولى من دمار وخراب شاملين، وعداء مستحكم للشعب العراقي طيلة ما يربو على الستين عاماً.  وفي مسعى لطمس معالم الثورة ودلالتها يتنكر البعض اليوم   لتلك الإنجازات الكبيرة. 

لقد كانت الوحدة الوطنية المتينة، والسعي الحثيث لإقامة نظام ديمقراطي حقيقي في العراق يضمن ويجسد مصالح وحقوق العراقيين دون تمييز أو محاباة، والاستعداد  للنضال والتضحية في سبيله، فضلاً عن أهمية التعاون والدعم المتبادل والتحالف الجدّي والواسع بين القوى السياسية الوطنية، هو الدرس الأهم في ثورة الرابع عشر من تموز، والذي تزداد أهميته القصوى وضرورته في ظل الظروف المعقدة والعصيبة، التي يعيشها الآن عراقنا الحبيب وطناً وشعباً، وفي أجواء الصراع على توجهات بناء الدولة، وآليات إدارتها، حيث تتعمق ملامح الأزمة البنيوية الشاملة بفعل المحاصصة والطائفية السياسية والفساد والسلاح المنفلت، وتتعدد  مظاهر تفكك الدولة، وغياب سلطة القانون والسيادة الوطنية، وضعف البنية التحتية، وغياب مبدأ تكافؤ الفرص، وفقدان الثقة بالدولة ومؤسساتها وانزلاق شرائح جديدة نحو البطالة والفقر والعوز، وتفاقم التفاوت الاجتماعي، مقابل أقلية ضيقة تحكم قبضتها على مفاصل السلطة والثروة، واحتكار أدوات القوة والمال والسلاح والإعلام، وخلو قاموسها السياسي من الرؤية الوطنية الشاملة، مستبدلين إياها بالولاءات الفرعية.

إن هذه القوى والأحزاب المتنفذة عاجزة تماماً عن تقديم حلول حقيقية، ومتمسكة بضراوة بنهجها الفاشل، ساعية للتكيف مع الأزمة لا تجاوزها، الأمر الذي يؤكد الحاجة الماسة إلى بلورة مشروع بديل وطني ديمقراطي، أساسه المواطنة، والعدالة الاجتماعية، والدولة المدنية، دولة المؤسسات القادرة على فرض القانون على الجميع، وخدمة المواطنين، وإعلاء قيم وحقوق الانسان. وهذا المشروع النبيل لا يمكن أن يتحقق من دون تعبئة جماهيرية واسعة، وعمل سياسي منظم، تقوده القوى التقدمية والديمقراطية، والحركات الاجتماعية والنقابات والاتحادات، وكل القوى المؤمنة بإمكانية التغيير.

ولابد من التأكيد بأن المشاركة الفاعلة في الانتخابات البرلمانية القادمة تشكل إحدى أدوات التغيير المنشود، لكنها ليست كافية ما لم تقترن بحراك شعبي متواصل، وضغوط سياسية مستمرة، ووعي جمعي قادر على تجاوز الولاءات الضيقة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا. وهذا يوجب على القوى الوطنية والديمقراطية والمدنية، أن تعزز وتفعَِل تحالفاتها واصطفافاتها، وتوحد خطابها وأهدافها لتكون بمستوى المسؤولية، والقدرة على التغيير.

آن الأوان لكل من يعز عليه العراق، وله مصلحة في التغيير الشامل، أن يساهم في الانتخابات القادمة بنشاط وفاعلية، وفي الحراك الجماهيري المتنامي، دون انتظار لمعجزة سياسية، فالمعجزة الوحيدة، هي المشاركة الفاعلة في كل تفاصيل الحراك الجماهيري القادرة فعلاً على اقتلاع منظومة المحاصصة التي دمرت بلدنا، ودون التعويل على التدخل الخارجي الذي أثبت فشله، فالقوى الدولية لا يهمها سوى مصالحها، ولو كان ذلك على حساب الديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة البلاد واستقلالها. كما أن التمنيات لوحدها دون مشاركة جدية في النضالات الجماعية والجماهيرية غير كافية بالمرة، وقيل في الأمثال "لو كانت الأماني خيولاً لركبها الشحاذون".

المجد للذكرى ٦٧ لثورة تموز المجيدة

المجد للشهداء وقادة الثورة الامجاد

إرادة شعبنا هي المنتصرة

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

أواسط تموز ٢٠٢٥

******************************************

راصد الطريق.. .. وعن هذه الأرقام ماذا تقولون؟

توقع صندوق النقد الدولي تراجع المالية العامة للعراق بشكل ملحوظ، إذ يُقدر العجز فيها بنحو 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024، ليتسع إلى 7.5% في 2025، ثم 9.2% في 2026، مع انخفاض الإيرادات النفطية من 36% من الناتج في 2024 إلى 31% في 2026، مقابل ارتفاع في الإنفاق العام من 43.5% إلى 43.8% خلال الفترة ذاتها.

عائدات النفط تراجعت في 2024 إلى 99.2 مليار دولار ثم يُتوقع تراجعها إلى 79.2 ملياراً في 2026، متأثرة بانخفاض الأسعار التي تراجعت والتي يُتوقع أن تكون 62 دولاراً للبرميل في العام المقبل.

ورفعت المؤسسة الدولية، سعر النفط اللازم لتحقيق التوازن المالي في العراق إلى 84 دولاراً للبرميل في 2024 بعد أن كان 54 دولاراً في 2020.

كذلك تراجع نمو القطاع غير النفطي في العراق إلى 2.5% في 2024، ويُتوقع أن يتفاقم التباطؤ إلى نمو عند واحد في المائة فقط في العام الجاري. وهو ما يخالف بشدة توقعات الحكومة لنمو الاقتصاد غير النفطي عند 4% في العام الجاري.

وتوقع الصندوق أن يقفز الدين الحكومي إلى 62.3% من الناتج المحلي الإجمالي في 2026.

كما ستتقلص الاحتياطيات الأجنبية من 100.3 مليار دولار إلى 79.2 مليار دولار خلال الفترة نفسها.

أما الاستثمارات الأجنبية المباشرة فتبقى شبه معدومة، بمعدل صفر في المائة من الناتج الإجمالي على مدى الفترة حتى 2026.

فعن أي حالة رفاه واستقرار تتحدثون؟!

********************************************************

احتجاجات على الأوضاع المعيشية

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت عدة محافظات خلال الأيام الماضية موجة احتجاجات جديدة شملت موظفين في وزارات مختلفة ومواطنين من مناطق متعددة، تنوعت مطالبهم بين الحقوق الوظيفية وتوفير الخدمات الأساسية، إضافة إلى التنديد بالأوضاع المعيشية المتدهورة، وهو ما يشير إلى تصاعد وتيرة الغضب الشعبي، نتيجة تراكم الأزمات وتجاهل الحكومات المتعاقبة.

وتظاهر المئات من موظفي وزارة الكهرباء ووزارات أخرى، أمام مبنى وزارة المالية وسط بغداد، مطالبين بإطلاق الترفيعات والعلاوات، واحتساب الخدمة الوظيفية، بالإضافة إلى فتح باب التنقل بين الوزارات وتغيير العناوين الوظيفية.

****************************************

الصفحة الثانية

المفوضية: لا يمكن استخدام البطاقة البايومترية الإ من خلال صاحبها

متابعة ـ طريق الشعب

أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، امس الأربعاء، أن البطاقة البايومترية محصنة إلكترونياً ولا يمكن استخدامها إلا من قبل صاحبها الأصلي.

وقال المتحدث باسم مفوضية الانتخابات، عماد جميل، إن "البطاقة البايومترية لا يمكن استخدامها من شخص آخر كونها تتضمن بصمة وصورة الناخب"، مشيراً إلى أن "التحصين الإلكتروني الذي تتضمنه البطاقة يشمل كافة معلومات الناخب".

وأضاف، أن "هذه البطاقة تتوقف عن العمل لمدة 72 ساعة بعد استخدامها، ولا يمكن استخدامها في محطة أخرى، حيث سيظهر في الشاشة بأن الناخب غير مسجل في سجل المحطة الحالية".

وتابع أن "بعض المرشحين من الأحزاب والتحالفات يسعون لجمع أرقام البطاقات لغرض معرفة أعداد الناخبين المؤيدين لهم، وفي حال عدم امتلاكهم قاعدة، يلجؤون إلى شراء البطاقات"، لافتاً إلى أن "تلك البطاقات لا تنفع في عملية الاقتراع".

وأشار إلى أن "القانون ينص على إحالة المتورطين بالتلاعب أو استخدام بطاقة شخص آخر إلى القضاء، كما يتم استبعاده من الترشح سواء كان مرشحاً فردياً أو ينتمي إلى حزب أو تحالف"، مؤكداً أن "عملية التلاعب بالوثائق الرسمية يترتب عليه مساءلات قانونية سواء إذا كان مواطناً أو مرشحاً".

*********************************************

تصاعد موجة التظاهرات مطالبات خدمية وحقوق وظيفية واحتجاجات على الأوضاع المعيشية

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت عدة محافظات خلال الأيام الماضية موجة احتجاجات جديدة شملت موظفين في وزارات مختلفة ومواطنين من مناطق متعددة، تنوعت مطالبهم بين الحقوق الوظيفية وتوفير الخدمات الأساسية، إضافة إلى التنديد بالأوضاع المعيشية المتدهورة، وهو ما يشير إلى تصاعد وتيرة الغضب الشعبي، نتيجة تراكم الأزمات وتجاهل الحكومات المتعاقبة.

موظفو الكهرباء يطالبون بحقوقهم

وتظاهر المئات من موظفي وزارة الكهرباء ووزارات أخرى، أمام مبنى وزارة المالية وسط بغداد، مطالبين بإطلاق الترفيعات والعلاوات، واحتساب الخدمة الوظيفية، بالإضافة إلى فتح باب التنقل بين الوزارات وتغيير العناوين الوظيفية.

وأكد المتظاهرون، أن استمرار المماطلة في تلبية هذه المطالب يضر بالكوادر الإدارية والفنية، داعين إلى إطلاق كافة حقوقهم المالية والإدارية بشكل فوري.

كما طالب آخرون باحتساب الشهادات العلمية، معتبرين أن تلك الحقوق هي استحقاق قانوني وليس منّة من أحد.

احتجاجات موظفي الموارد المائية

وفي محافظة المثنى، نظم موظفو مديرية الموارد المائية، الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مبنى المديرية مطالبين بتخصيص قطع أراضٍ سكنية لهم، أسوة بشرائح موظفين أخرى.

وقال مدير إعلام المديرية أحمد الأعرجي: إن الموظفين يشعرون بالإجحاف بعد تجاهل الجهات الحكومية لطلباتهم المتكررة رغم الوعود المتكررة. وأوضح أن الوقفة جاءت لتصعيد المطالب بشكل سلمي بعد نفاد صبر الموظفين.

وفي اليوم السابق، نظم العشرات من الكوادر الصحية في مستشفيي الولادة والأطفال ومستشفى الحسين التعليمي في السماوة وقفة احتجاجية، للمطالبة بتسجيل قطع الأراضي التي سبق وأن خُصصت لهم من قبل الحكومة المحلية، ورفضهم لأي مماطلة أو تأخير في إنجاز هذا الملف.

اغلاق الطرق احتجاجًا على تجفيف الأهوار

وفي أقصى الجنوب الشرقي من البلاد، أقدم محتجون في قضاء الكحلاء وناحية بني هاشم بمحافظة ميسان، على اغلاق طريق "علي الزكي" الذي يربط المحافظة بمواقع الشركات النفطية في الحلفاية، تنديدًا بتجفيف الأهوار وقطع المياه عن الأنهار المغذية للقرى والأرياف.

وأفاد عدد من المحتجين بأن هذا الإجراء جاء للفت انتباه الحكومة إلى معاناتهم، بعد تسبّب أزمة المياه في هجرة الحيوانات ونفوق أعداد كبيرة منها، فضلاً عن نزوح جماعي للأهالي من مناطقهم.

المتظاهرون اغلقوا جسر علي الزكي المؤدي إلى مواقع الشركات الصينية العاملة في القضاء، مؤكدين أن هذه الخطوة جاءت نتيجة تدهور مناسيب المياه وعدم تجاوب الجهات المعنية مع المطالبات المتكررة.

غضب شعبي في ديالى

شهدت محافظة ديالى تظاهرات غاضبة تخللتها أعمال قطع طرق وحرق إطارات، احتجاجًا على حملة حكومية لرفع التجاوزات وهدم منازل قال أصحابها إنها مشمولة بقرارات التمليك.

المتظاهرون اغلقوا الطريق الرئيس الذي يربط بين بعقوبة وبلدروز ومندلي، وطالبوا بالتدخل لإيقاف عمليات الإزالة التي تهدد آلاف العائلات بفقدان المأوى.

وفي منطقة دور مندلي التابعة لقضاء بلدروز، اعتصم العشرات من الأهالي ونصبوا الخيام على الطريق الرابط بين القضاء ومركز المحافظة، احتجاجًا على تردي الخدمات الأساسية من كهرباء وماء، مؤكدين أن مناطقهم تعرضت سابقًا لخراب واسع على يد تنظيمي القاعدة وداعش، ولم تشهد أي عمليات إعادة إعمار تذكر.

تظاهرات في رانية وقلعة دزه

أما في إقليم كردستان، فقد خرج عشرات المواطنين في مدينتي رانية وقلعة دزه بمحافظة السليمانية في تظاهرات غاضبة، احتجاجًا على تأخر صرف الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية. المتظاهرون أكدوا أن صبرهم قد نفد نتيجة التكرار المستمر لأزمة الرواتب دون أي حلول فعلية.

**********************************************

وسط دعوات لاستثمار الفصل التشريعي الأخير في إنجاز القوانين بعد تعطيل طويل.. البرلمان يستأنف جلساته السبت المقبل

متابعة ـ طريق الشعب

يستعد مجلس النواب الى استئناف جلساته التشريعية، يوم السبت المقبل الموافق 12 تموز 2025، بعد انتهاء عطلة تشريعية امتدت لأكثر من شهرين، في خطوة وصفها مراقبون بأنها "تأخرت كثيراً" نظراً لحجم التحديات والملفات العالقة التي تنتظر الحسم تحت قبة مجلس النواب.

جدول الاعمال

وبحسب جدول أعمال الجلسة رقم (1) التي ستُعقد في الساعة الواحدة من ظهر يوم السبت، فإن البرلمان سيصوّت على ثلاثة مشاريع قوانين، كما سيجري القراءة الأولى والثانية لأربعة مشاريع قوانين أخرى.

وتتصدر لائحة المشاريع المعروضة للتصويت كل من: (مشروع قانون نقابة المبرمجين العراقيين ـ مشروع قانون الصحة النفسية ـ مشروع قانون الحماية من أضرار التبغ).

أما المشاريع التي ستتم قراءتها ومناقشتها فهي القراءة الأولى لمشروع قانون اتحاد المستشفيات الخاصة في العراق، والقراءة الثانية لمشروع قانون التعديل الأول لقانون الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية، والقراءة ثانية لمشروع قانون التعديل الثالث لقانون تعويض المتضررين الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم جراء ممارسات نظام البعث، والقراءة ثانية لمشروع قانون انضمام العراق إلى اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية

وفي هذا السياق، أشار عضو اللجنة القانونية في البرلمان دارا سيكانياني، الى ان العطلة التشريعية انتهت يوم امس الأربعاء، وبدأ اليوم الفصل التشريعي الأخير لهذه الدورة البرلمانية.

مناشدة للنواب

بدوره، وجّه رئيس البرلمان محمود المشهداني نداءً إلى الكتل السياسية والنواب، دعا فيه إلى ضرورة الحضور المكثف وتحمل المسؤوليات الوطنية والتاريخية في هذه "المرحلة الحساسة"، مؤكداً أن الفصل التشريعي المقبل هو الأخير في عمر هذه الدورة النيابية.

وشدد المشهداني على أن "الحضور في الجلسات هو واجب دستوري وأمانة أمام الشعب"، مبيناً أن "المشاركة الفعالة تظهر جدية البرلمان وتعزز ثقة المواطنين بالمؤسسة التشريعية"، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الشعبية لأداء البرلمان خلال الفترة الماضية.

الانتقادات لم تتوقف عند المواطنين فقط، بل امتدت إلى داخل البرلمان نفسه، حيث انتقد النائب عن ائتلاف دولة القانون ضرغام المالكي بشدة تمديد العطلة التشريعية، قائلاً إن "استئناف الجلسات ليس منّة من رئاسة المجلس، بل استحقاق دستوري كان يجب أن يتم في موعده".

وأوضح المالكي أن "العطلة الأخيرة امتدت لمدة شهرين، في وقت كان من المفترض ألا تتجاوز شهراً واحداً كما هو معتاد في كل فصل تشريعي"، مشدداً على أن "البلد يواجه العديد من الأزمات والملفات العالقة، التي كان على البرلمان معالجتها بدلاً من التغيب غير المبرر".

تلكؤ واضح

وأضاف المالكي أن هناك "تلكؤاً واضحاً في أداء المجلس، وضعفاً في إدارة الجلسات"، مشيراً إلى أن ذلك تسبب في "تعطيل تشريعات مهمة، أبرزها الجداول المتعلقة بقانون الموازنة، والتي تتضمن استحقاقات الموظفين وحقوق المحافظات"، داعياً إلى "استثمار ما تبقى من عمر الدورة النيابية في إنجاز القوانين التي تخدم المواطن العراقي".

ومن المتوقع أن تشهد جلسة السبت المقبل اختباراً حقيقياً لمدى جدية البرلمان في تدارك ما فاته من عمل تشريعي، في ظل مطالبات متزايدة من الشارع بضرورة الإيفاء بالوعود وتحقيق إنجازات ملموسة قبل انتهاء الدورة البرلمانية الحالية.

*****************************************

كل خميس.. حين تتكلّم القيم بلغة لا تُسمع

جاسم الحلفي

نكتب، ونظن أنّ كلماتنا ستصل كما نريد، لكنها كثيراً ما ترتطم بجدران لا نراها. جيلنا يحمل في ذاكرته نصوصاً من زمنٍ آخر، قرأناها بلهفة، واكتشفنا بها العالم، فصارت جزءاً من وعينا. أما الجيل الجديد، فله مزاج مختلف، وسرعة أخرى، وشفرات لا نتقنها.

هل يكفي أن نحمّله القيم التي آمنّا بها، أم علينا أن نعيد صياغة لغتنا، لا لنرضيه، بل لنتواصل حقّاً معه؟

أسئلة فرضتها عليّ قراءات متفرقة هذا اليوم، وجلسة حوار صريحة عن أزمة الخطاب اليساري وغيابه عن أجيال يُفترض أن تكون امتداداً، فإذا بها تبدو كما لو كانت قادمة من كوكب اخر.

استوقفتني عبارة كتبها الشاعر أحمد عبد الحسين، تقول:

(فما يُكتب اليوم يستهلكه أبناء اليوم، أما الغد فله نصوص جديدة ومستهلكون جدد.)

وهي إشارة لافتة إلى التحول نحو ثقافة استهلاكية لا تتسم بالعمق، كما كانت نصوص الأمس التي شكّلت وعينا، حين قرأناها بشغف لا باعتبارها تسلية، بل بوصفها نوافذ على العالم والمعنى.

أما الشاعر جبار المشهداني، فقد فجّر قلقاً وجوديّاً بسؤاله:

)هل هناك تغييرات فسيولوجية تعرّض لها الجيل الجديد، دون أن يشعر هو، أو نحن جيل الآباء؟(.

سؤال يبدو ساخراً، لكنه يكشف عمق الفجوة بين الأجيال، لا على مستوى الأدوات فقط، بل في عمق التلقّي ومفاتيح الفهم.

هذه الملاحظات لم تكن تمريناً في الثقافة، بل امتداداً لما دار في اجتماع فكري حول الحراك اليساري. تحدّث أحد الحاضرين بألم عن جهل اعداد من طلاب العلوم السياسية، بل حتى بعض طلبة الدراسات العليا منهم، بأعلام الفكر اليساري، وعن ضعف المعرفة بالاستقطابات والتجارب التاريخية التي شكّلت خارطة هذا التيار. وتوالت المداخلات لتخلص إلى نتيجة واضحة:

علينا أن نُبسط خطابنا، دون أن نسقط في التبسيط. فالخطاب اليساري لا يحقق شيئاً إن لم يعِ الجيل الشاب لغته، وإن لم يجد نفسه فيه.

بطبيعة الحال، لا تفي هذه السطور بتشريح المزاج الثقافي والاستهلاكي والمعرفي الذي يطبع سلوك كثيرٍ من الشباب اليوم، ولا يمكن الإحاطة هنا لا بأسبابه ولا باتجاهاته.

لكن ما لا يمكن إنكاره، أن الحراك الفكري والسياسي اليساري، ما لم يغيّر لغته وأدواته، فسيُهزَم أمام جيلٍ لا يسمعه.

العالم تغيّر، ولم يعُد الخطاب الذي نُعبّر به عن مفاهيمنا كافياً لبناء الجسور. ما لم نُتقن لغة الزمن الجديد، فلن يصل صوت الحق مهما كان نقياً.

علينا كل يوم أن نعيد التفكير، لا لنتراجع، بل لنجد طريقا إلى الأمام.

****************************************************

الصفحة الثالثة

التصويت القانوني لتمرير الاتفاقيات والمعاهدات يحتاج الى ثلثي عدد النواب اتفاقية خور عبدالله.. جدل سياسي وقانوني

بغداد ـ طريق الشعب

يتصاعد الجدل السياسي والقانوني في العراق بشأن اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله مع الكويت، بعدما أبطلت المحكمة الاتحادية العليا جزءاً من إجراءات تمريرها، مؤكدةً مخالفتها للمسارات الدستورية. ومع هذا التطور، انتقلت الكرة إلى ملعب مجلس النواب، الذي يواجه استحقاقاً وطنياً حساساً يتعلق بالسيادة والمصالح البحرية.

ويتوجب الآن على المؤسسة التشريعية التعامل مع الاتفاقية وفق ما ينص عليه الدستور، لا سيما أن المعاهدات الدولية التي تمس الحدود والسيادة تتطلب آليات تصويت خاصة تضمن شرعية تمريرها.

وكانت الرئاسات الثلاث، عقدت امس الاول الثلاثاء، اجتماعاً تناول موضوع اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله، والتي جرى التصديق عليها من قبل مجلس النواب بموجب القانون (42) لسنة 2013، والذي قررت المحكمة الاتحادية العليا عدم دستورية نصاب تشريعه من الناحية الشكلية بموجب قرارها في الدعوى المرقمة (105/ وموحدتها 194/ اتحادية/ 2023).

واتفقت الرئاسات الثلاث على ضرورة قيام مجلس النواب بحسم الإجراء التشريعي المطلوب، وحسب قرار المحكمة الاتحادية الذي أوجب إعادة تشريع قانون التصديق على الاتفاقية أصولياً. فيما سيقوم كل من رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء بسحب طلب العدول المقدم من كل منهما إلى المحكمة الاتحادية، وذلك لانتفاء الحاجة بعد المضي بالمسار التشريعي.

بانتظار تصويبها برلمانيا

وفي ظل التوترات الإقليمية والضغوط الخليجية والدولية، تتجه الأنظار إلى مجلس النواب باعتباره الجهة المخوّلة بالحسم، وسط دعوات لضمان التعاطي مع هذا الملف الحساس بعيداً عن الحسابات السياسية أو الإملاءات الخارجية.

وفي هذا السياق، قال الخبير في شؤون الحدود والمياه الدولية، جمال الحلبوسي، إن الاتفاقية التي أبطلتها المحكمة الاتحادية العليا بتاريخ 4 أيلول 2023 "لم تمر وفق الإجراءات التشريعية السليمة"، مشدداً على أن المسألة تمثل "شأناً عراقياً داخلياً بحتاً"، ويقع ضمن صلاحيات البرلمان حصراً.

وأضاف الحلبوسي، في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن المحكمة "أبطلت الاتفاقية من الناحية التشريعية، بعد أن تبين أن التصويت الذي جرى في البرلمان آنذاك خالف الدستور، حيث تم تمرير الاتفاقية بأغلبية بسيطة (50+1)، بينما كانت تتطلب أغلبية الثلثين وفق الدستور والقرار القضائي".

وأكد أن البرلمان "سيتعامل مع هذا الملف مجدداً ضمن الأطر الدستورية"، مرجحاً أن يتم رفض الاتفاقية بالنظر إلى "ما تضمنته من أخطاء كبيرة"، وموضحاً أنها "استندت إلى بروتوكولات أمنية ملغاة وخرائط غير مُقرة بشكل رسمي من الطرفين"، وهو ما يمثل "خللاً جوهرياً في الصياغة القانونية للاتفاق".

وشدد الحلبوسي على أن "أي كتلة سياسية أو نائب يدعم تمرير الاتفاقية بصيغتها الحالية، يتحمل مسؤولية مباشرة أمام الشعب"، محذراً من أن "تمريرها قد يُعتبر خيانة وطنية وفق نظرة الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني".

وفي ما يخص مواقف دول الخليج، اعتبر الحلبوسي أن "مجلس التعاون الخليجي لا علاقة له بهذا الملف"، داعياً إياه إلى "عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية". كما رفض الربط بين الاتفاقية وقضايا إقليمية مثل مضيق هرمز أو قناة السويس، مؤكداً أن "العراق لا يملك مضيقاً استراتيجياً، ولا يجب الزج به في صراعات إقليمية لا تعنيه".

واختتم الحلبوسي حديثه بالتأكيد على أن "هذا الملف شأن داخلي، ويجب التعاطي معه وفق الدستور العراقي وقرارات المحكمة الاتحادية، دون الخضوع لأي ضغوط خارجية أو حملات تضليل إعلامي".

عقبة دستورية أمام تمرير الاتفاقية

من جانبه، أكد القاضي المتقاعد والنائب السابق، وائل عبد اللطيف، أن تمرير اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله "يتطلب موافقة ثلثي أعضاء البرلمان"، وفقاً للمادة 61 من الدستور.

وقال عبد اللطيف لـ"طريق الشعب"، إن "النصاب القانوني لتمرير الاتفاقيات والمعاهدات هو ثلثا عدد النواب، أي ما لا يقل عن 220 نائباً من أصل 329، وهو ما لم يتوفر سابقاً"، مضيفاً أن ما جرى آنذاك كان "لعبة سياسية سريعة نسّقها مجلس الوزراء مع الجانب الكويتي بعيداً عن الأطر الدستورية".

وأشار إلى أن الاتفاقية "وُقعت أصلًا في الكويت، ما يعكس خللاً في التوازن السيادي"، مشدداً على أن الكرة الآن في ملعب مجلس النواب، بعد إبطال المحكمة للاتفاقية من الناحية التشريعية.

كما كشف عبد اللطيف عن وجود وثيقة برلمانية موقعة من قبل 95 نائباً يرفضون الاتفاقية، مشيراً إلى أن هذا العدد كافٍ لإجهاض أي محاولة جديدة لتمريرها.

وأردف بالقول: "إذا لم يتوفر نصاب الثلثين، فلن تمر الاتفاقية – لا اليوم ولا مستقبلاً – خصوصاً في ظل ضعف الأداء البرلماني خلال الدورة الخامسة، التي لم تحقق إنجازات تُذكر سوى تكريس الامتيازات".

وحول الضغوط الخليجية والأوروبية، أوضح عبد اللطيف أن "هناك جهات خارجية تمارس ضغوطاً واضحة على العراق، لكن القرار سيادي ويجب أن يستند إلى الدستور العراقي فقط".

وتطرق عبد اللطيف إلى الخلفية التاريخية للنزاع، قائلاً: "كل الخليج الذي يتحدثون عنه اليوم كان تابعاً لولاية البصرة. العراق يملك موانئه منذ 1933، وعندما احتلت إيران خور عبد الله عام 1983، لم يكن للكويت أي سلطة سيادية هناك، بل كانت المنطقة عراقية خالصة".

وأكد أن "التنازل عن شبر واحد من الأراضي أو المياه العراقية أمر مرفوض، والسيادة ليست خاضعة للمساومة، ويجب على البرلمان التعاطي مع هذا الملف بمسؤولية وطنية عالية".

اجتماع أمني لتأمين الملاحة

في تطور ميداني متصل، أعلنت الشركة العامة لموانئ العراق، أمس الأربعاء، عن عقد اجتماع تنسيقي موسع في مقرها بالبصرة، بحضور مدير عام الشركة، وقائد قوات حرس الحدود، وقائد القوة البحرية، والكوادر الفنية من الجهات الثلاث، لبحث آليات تأمين الممرات البحرية الحيوية، خاصة قناة خور عبد الله والمياه الإقليمية.

وقال مدير عام الشركة، فرحان الفرطوسي في بيان صحفي، إن "تأمين الملاحة في خور عبد الله لم يعد مجرد إجراء إداري، بل واجب وطني مرتبط مباشرة بسيادة العراق، وهو خطوة أساسية لتعزيز التجارة وحماية المصالح البحرية".

وأضاف، أن الاجتماع "ناقش تفاصيل تنفيذية تشمل توزيع المسؤوليات، ورفع مستوى المراقبة، وتحديث البنية التحتية الفنية، إضافة إلى وضع خطة لتسيير دوريات بحرية منتظمة، وتثبيت أنظمة رصد متقدمة، وآليات تدخل سريع في حالات الطوارئ".

واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية استمرار التنسيق المشترك بين المؤسسات البحرية والأمنية، وتفعيل مراكز القيادة والسيطرة، بما يضمن حماية السيادة والمصالح الاستراتيجية للعراق في الخليج العربي.

********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

المحكمة العلياوأهميتها في استقرار وتقدم البلاد

نشر موقع المجلس الأطلسي مقالاً حول المتغييرات في العراق، أشار فيه إلى أنه وفي خضم الاضطرابات الإقليمية في الشرق الأوسط، واجهت المحكمة الاتحادية العليا أزمةً خاصة، حيث قدّم ستة من أصل تسعة قضاة دائمين وثلاثة من أصل أربعة قضاة بدلاء استقالاتهم، مما أدى فعليًا إلى تعطيل عمل المحكمة، دون أن يفصح أحد عن أسباب ذلك، رغم سريان العديد من التكهنات والإشاعات، كتعرض القضاة لضغوط من السلطة التنفيذية لاتخاذ مواقف محددة. ويبدو أن التكهن بوجود خلافات حادة بين المستقيلين ورئيس المحكمة السابق، كان التكهن الأقوى، بعد أن عاد القضاة المستقيلون إلى عملهم غداة إحالة الرئيس إلى التقاعد لظروفه الصحية.

حالة من عدم اليقين

وبغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء الاستقالات الجماعية الأولية، توقع الكاتب أن تُشكل حالة عدم اليقين المستمرة المحيطة بالمحكمة العليا، مصدر قلق بالغ، لاسيما في ظل الاعتقاد السائد، بأن المحكمة الدستورية التي تهتم بالفصل في الخلافات السياسية العميقة، ربما تكون قابلة للتأثر سياسيًا، مما يُقوّض الهدف الأساسي من إنشائها، في أن تكون حكمًا محايدًا وركيزة أساسية للنظام الدستوري والسياسي، لا طرفاً من أطرافه.

وتحدث المقال عن قرارات المحكمة التي وجدها الكاتب مثيرة للجدل، كالتصديق على نتائج انتخابات 2021 المتنازع عليها، واستبعاد المرشحين الرئاسيين في عام 2022، وفرض النصاب القانوني بثلثي أعضاء البرلمان لانتخاب الرئيس، وقرار إعلان قانون النفط والغاز في إقليم كردستان غير دستوري، وإقالة رئيس البرلمان، وإبطال تصديق البرلمان على المعاهدة العراقية الكويتية المتعلقة بخور عبد الله، متوصلًا إلى أن الكثيرين يؤكدون على أهمية بقاء المحكمة بمثابة الضامن الدستوري الوحيد في نظام سياسي غالبًا ما يفتقر لاحترام المعايير الدستورية والديمقراطية، ومشددًا على أن الدور المحوري للمحكمة مطلوب بقوة مع قرب إجراء الانتخابات التشريعية، التي لن تكون نتائجها قانونية ما لم تصادق عليها المحكمة.

انتقادات واتهامات

واشار المقال إلى أن الانتقادات التي وجهتها المحاكم العادية والسلطة القضائية للمحكمة الإتحادية تتعلق بالنهج التوسعي في الاختصاص القضائي، الذي اتبعته هذه المحكمة أحيانًا، خاصة في ظل وجود نص يجعل قراراتها نهائية وغير قابلة للاستئناف، متهمينها بالتجاوز على المسائل السياسية، وفي بعض الحالات، بالافتقار إلى الشرعية الدستورية بسبب مواقفها الحزبية المزعومة.

ووفق ما جاء في المقال، فإن للظروف التي أنشئت بموجبها المحكمة، علاقة بالتشكيك الذي يتبناه منتقدوها، حيث تم تأسيس أول محكمة عليا في عام 2005 بموجب قانون أصدرته الحكومة الانتقالية آنذاك، قبل سن الدستور العراقي، الذي حدد إطار إنشاء المحكمة الدستورية في المواد من 92 إلى 94، بما في ذلك شرط موافقة أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان على قانونها، لكي تتمتع بسلطة واسعة وأن تكون مصانة من أي ضغوط تمارسها أغلبية برلمانية بسيطة. ويبدو أن تطبيق هذا النص الدستوري لم يكن ممكناً طيلة عقدين من الزمان، حيث تم تعديل قانونها ليسمح لمجلس القضاء الأعلى تعيين أعضاء المحكمة، مما آثار الجدل حول شرعية ذلك  بسبب تجاهله لمطلب دستوري صريح.

متطلبات ملحّة

ونقل المقال عن العديد من العراقيين رغبتهم في حل الأزمة الحالية، عبر بذل الجميع جهوداً لتشكيل محكمة دستورية مستقلة وكفؤة، قادرة على الصمود أمام الضغوط السياسية وتحظى بثقة شعبية واسعة، على أن يُعزل ترشيح القضاة عن المساومات السياسية المُعتادة، ويُحدد بوضوح اختصاص المحكمة وفلسفتها التفسيرية، وأن يتم إشراك جهات فاعلة من خارج المجال السياسي، بما في ذلك المحامون والقضاة والأكاديميون وعامة الجمهور، للوصول إلى توافق في الآراء حول دور المحكمة العليا وصلاحياتها.

********************************************

عين على الأحداث

كفاءة الناطور!

سمحت تركيا بمرور حوالي 350 متر مكعب من المياه في الثانية، بعد مناشدات مسؤوليّ دولتنا العتيدة لها بإطلاق حصة عادلة للعراق من الماء، تنفيذاً للصفقة التي عقدوها معها وسمحوا بموجبها للجيش التركي بشنّ عمليات عسكرية داخل أراضي إقليم كردستان. هذا ورغم أن إطلاقات المياه في نهر دجلة لم يتعد نصف الحاجة الفعلية حتى بعد هذا التحسن المؤقت، فإننا لا نحصل أيضا على حصة من نهر الفرات بسبب سيطرة تركيا وسوريا عليه، مما يضيف أمثلة أخرى على فشل "أولي الأمر" في الدفاع عن حقوق البلاد وحياة شعبها واقتصادها.

من القاتل إذن؟!

نشرت مواقع التواصل مقطع فيديو، يكشف فيه المتهم الرئيسي في اغتيال الشهيد (هشام الهاشمي) عن ملابسات جريمة القتل أمام لجنة التحقيق معه. وتعليقاً على ذلك، أصدر مجلس القضاء الأعلى، توضيحاً ذكر فيه بأن الموما اليه، كان قد أعتقل في زمن الحكومة السابقة وتم التحقيق معه والحكم عليه قبل أن يُّفرج عنه بسبب الخلل في الإجراءات التحقيقية التي رسمها القانون. ووصف التوضيح، الفيديو المذكور بأنه "محاولة واضحة لتضليل الرأي العام". هذا ولم يذكر المجلس شيئاً عن مآلات البحث، ليس عن قتلة الهاشمي، بل وأيضاً عن قتلة المئات من منتفضي تشرين، رغم مرور كل هذه السنين.

هم راح تطلع بوش!

تصاعدت خطابات الطائفية والكراهية واتخذت اشكالاً باتت تهدد السلم المجتمعي مرة ثانية، وذلك بالتزامن مع بدء الحملات الدعائية استعداداً للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في الخريف القادم. ويرى المراقبون بأن اجترار الأقلية الفاسدة لمفردات هذه الخطابات وعلى مدى عقدين من الزمن، يفضح فشلها ليس في إدارة البلد على مختلف الصُعد فحسب بل وأيضاً في كسب الناخبين، عبر بث الأحقاد بمختلف الأساليب والأكاذيب. هذا، ويبقى الناس يلحون بالسؤال عن أسباب تهاون الدولة تجاه كل هذه المخاطر الكبيرة، وعدم اتخاذها الإجراءات الحازمة لقطع دابر هؤلاء المخربين لوحدة البلاد ومستقبل تنميتها واستقرارها.

زبون غشيم

كشف خبير عسكري بأن 80 في المائة من طائرات F-16 التي تمتلكها البلاد أصبحت خارج الخدمة بعدما استُهلكت قطع غيارها وأُهملت عمليات ديمومتها، حتى بات بعضها يصلح للاستعراض فقط، مما يعكس حجم الخراب والفساد الذي تعاني منه مؤسساتنا. هذا وتجدر الإشارة إلى أن شراء طائرة واحدة من هذا النوع الذي كان الجيش الأمريكي قد استبعده من تسليحه منذ 30 عاماً، قد كلّف العراق 165 مليون دولار، أي بحوالي 10 مليون دولار أغلى من قيمة الطائرة الواحدة من الجيل الخامس، فيما خلت صفقة الشراء من خدمات الإدامة ونصّت على اشتراطات قاسية لطرق وأماكن استخدام هذه الطائرات.

وجود التسول عار

ذكر مختصون بحقوق الانسان بأن ظاهرة التسول في العراق قد تحولت إلى تجارة منظّمة تقودها عصابات إجرامية تمارس الاتجار بالبشر وتتستر خلف واجهات إنسانية واجتماعية مزيفة، مستغلة الفئات الضعيفة والهشة من النساء والأطفال، ومستخدمة أساليب متعددة للتغلغل داخل المجتمع، بما في ذلك استيراد المتسولين من الخارج تحت غطاء العمالة المؤقتة أو السياحة الدينية. هذا وفي الوقت الذي يرى فيه الناس هذه الظاهرة عاراً على مجتمعنا، يطالبون بإطلاق حملة وطنية شاملة لتدقيق هوية المتسولين وضمان حياة كريمة لهم، وإبعاد الأجانب منهم وملاحقة العصابات المتورطة وإصدار تشريعات تغلّظ العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم.

************************************************

الصفحة الرابعة

المواطنون بين مشافٍ متهالكة أو مقصلة القطاع الخاص! ذي قار تنتظر دعماً مالياً حكومياً لاستكمال المستشفيات المتلكئة

بغداد – تبارك عبد المجيد

أصدر مجلس محافظة ذي قار وثيقة رسمية يطالب فيها الحكومة المركزية بالإسراع في إطلاق التخصيصات المالية لمشاريع المستشفيات المتلكئة بالمحافظة، في ظل تدهور واضح في واقع القطاع الصحي؛ إذ تعاني المستشفيات من نقص حاد في التجهيزات وتأخر في تنفيذ مشاريع التأهيل، ما أجبر كثيراً من المواطنين على اللجوء الى القطاع الخاص أو السفر خارج المحافظة للعلاج.

 وفي ظل هذه الظروف، يؤكد العاملون في المستشفيات أن ضعف الدعم المالي والتقني يعيق تقديم خدمات صحية ملائمة، ما يعكس أزمة صحية متفاقمة تهدد حياة السكان وتستلزم تحركاً عاجلاً.

وطالب المجلس في وثيقته بالإسراع في إطلاق التخصيصات، نظرًا لما تمثله هذه المشاريع من أهمية بالغة لتوفير الخدمات الصحية لسكان مختلف الوحدات الإدارية.

وجاء في الوثيقة، التي حصلت "طريق الشعب" على نسخة منها: "نرجو التفضل بالموافقة على تمويل مشاريع المستشفيات المتلكئة، نظرًا للحاجة الماسة إلى افتتاح هذه المؤسسات الصحية، لما لها من دور في خدمة أبناء المحافظة ورفع العبء عن المستشفيات العاملة حاليًا".

عقود بلا تخطيط

بدوره، قال عضو مجلس محافظة ذي قار عن لجنة الصحة، أحمد الخفاجي، أن مشاريع المستشفيات المتلكئة في المحافظة تعاني من مشكلات مركبة، أبرزها تجزئة مراحل التنفيذ وعدم إدراج بعض المتطلبات الأساسية ضمن العقود الأصلية.

وقال الخفاجي لـ"طريق الشعب"، إن "مشكلة تنفيذ بعض المستشفيات ليست فقط في التمويل، بل في طريقة التجزئة بالمراحل. فعلى سبيل المثال، مستشفى الغراف لم تُدرج فيه من البداية بعض المستلزمات الضرورية ضمن مخطط التنفيذ، ما تسبب بتعطيل العمل لاحقا".

وأعرب الخفاجي عن أمله في أن تستجيب الحكومة الاتحادية لمطالب مجلس المحافظة، بالإضافة إلى مساهمة أموال الصندوق، مردفا ان التعاطي الحكومي الحالي لا يساعد على تدشين "خطوات عملية كافية"، مؤكداً أن المجلس لا يزال يتلقى شكاوى متعددة من المواطنين بشأن المستشفيات العاملة حاليا.

وأوضح الخفاجي، أن أغلب المشكلات في المستشفيات التي دخلت الخدمة تتعلق بسوء تجهيز الكهرباء وعدم استقرار منظومات التبريد، مشيراً إلى أن "مستشفى الناصرية يعاني من مشاكل متراكمة في أنظمة التبريد والكهرباء، نتيجة ربطه بشبكة الكهرباء الوطنية الموحدة، ما تسبب بمعاناة كبيرة للمرضى".

وأضاف أن المواطنين كانوا يعتمدون بشكل كبير على قسم الطوارئ في مستشفى الحسين التعليمي، الذي لعب دوراً مهماً في تلبية الحاجة، وساهم بحل العديد من المشكلات، قبل محاولة اعماره.

وتضمنت الوثيقة تحذيرا من أن "استمرار تعثر هذه المشاريع من دون تمويل كاف يعطل جهود تحسين البنية التحتية الصحية في المحافظة، ويؤثر سلبا على حياة المواطنين وسلامتهم".

مستشفيات متهالكة

من جانبه، ذكر دكتور الاختصاص أحمد كشيش من محافظة ذي قار، لـ"طريق الشعب"، أن "المستشفيات المتلكئة في ذي قار هي الفهود، والغراف، والحوراء، ومستشفى الأورام، والدواية. وهذه المشاريع ما تزال غير مكتملة رغم مرور سنوات على بدء العمل بها، وهو ما فاقم من معاناة المواطنين، وحرم مناطق واسعة من خدمات صحية أساسية".

وأضاف كشيش أنه "بسبب عدم اكتمال هذه المستشفيات، يضطر المواطنون إلى اللجوء إلى المستشفيات القديمة المتهالكة أو الاتجاه إلى القطاع الصحي الخاص، والذي يفرض تكاليف مرتفعة لا يقوى عليها كثيرون، خاصة مع تدني الدخل وانتشار الفقر في بعض مناطق المحافظة".

وأوضح أن بعض الحالات الحرجة "تضطر للسفر إلى بغداد أو النجف للحصول على تشخيص أو علاج مناسب، ما يشكل عبئا ماليا ونفسيا على العوائل"، مبينا أن "القطاع الصحي في ذي قار لم يعد يفتقر فقط إلى البنية التحتية، بل يعاني أيضا من تراجع نوعي وكمي في الخدمات".

وتابع قائلاً ان "الكوادر الطبية تعمل في ظروف صعبة للغاية، في مستشفيات تفتقر إلى أبسط المستلزمات، من أدوية وأجهزة تشخيص، وحتى أدوات التعقيم، ناهيك عن ضعف التكييف والتجهيز الكهربائي في أجنحة الطوارئ والردهات الحرجة".

الأطباء ينفرون من العمل الحكومي

وأشار إلى أن سوء الإدارة وقلة التمويل والإهمال الحكومي المتراكم، كلها عوامل أسهمت في نفور الأطباء أنفسهم من العمل في المؤسسات الحكومية، قائلاً: ان "عددا من الأطباء صاروا يفضلون الهجرة أو التوجه للعيادات الخاصة نتيجة انعدام البيئة المناسبة للعمل في المستشفيات العامة، التي أصبحت مرهقة ومحبطة وغير آمنة".

وأضاف أن "أغلب المراكز الصحية تفتقر إلى أدوية الأمراض المزمنة، كأدوية السكري وضغط الدم وأمراض القلب، ما يُجبر المرضى على شرائها من الصيدليات الأهلية بأسعار مرتفعة، أو التوقف عن العلاج تماما".

واختتم كشيش بالقول ان "ذي قار تحتاج إلى خطة طوارئ صحية حقيقية، لا تعتمد فقط على الوعود السياسية أو الموازنات المتأخرة. ما نشهده هو انهيار تدريجي للمنظومة الصحية، وإذا لم يتم إنقاذها سريعا، فسنواجه أزمات أكبر في المستقبل القريب، خصوصا مع تزايد أعداد السكان وارتفاع معدلات الأمراض المزمنة والموسمية".

وكانت وزارة الصحة أكدت في شهر اذار الماضي، أن مشروع المدينة الطبية في محافظة ذي قار سينجز خلال 3 سنوات، ويشار الى ان مشروع المدينة الطبية يضم (13) مرفقاً طبياً مستقلاً، من ضمنها 7 مستشفيات تبلغ سعتها الكلية (700) سرير، وهي: المستشفى الرئيسي 200 سرير، ومستشفى تخصصي للأطفال 100 سرير، ومستشفى النسائية التخصصي 100 سرير، ومركز لأمراض الدم وعلاج الأورام 100 سرير، ومستشفى الباطنية والجهاز الهضمي التخصصي 100 سرير، ومستشفى للطوارئ 50 سريراً، ومجمع العيادات الاستشارية، ومراكز تخصصية، وبنايات للطبابة العدلية والبحوث والدراسات، ومصرفاً للدم، وداراً للأطباء".

بيانات تجانب الحقائق

فيما ينبه مصطفى الربيعي، موظف في مستشفى الإمام الحسين التعليمي في المحافظة، الى ان "الوضع في المستشفى لا يعكس الصورة الرسمية التي تُطرح في البيانات، إذ يعاني المستشفى من تأخير واضح وتلكؤ في تنفيذ مشاريع التأهيل المطلوبة، إلى جانب نقص حاد في التجهيزات والأجهزة الطبية الحديثة، ما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى".

وأضاف الربيعي في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "الأمور تسير ببطء، ونواجه ضعفا في التنسيق بين الجهات المعنية، الأمر الذي يحول دون تنفيذ الخطط بشكل فعال، ويجعل كثيرا من المشاريع تبقى مجرد حبر على ورق، على الرغم من الحاجة الماسة إلى تطوير وتحسين المستشفى".

وأشار إلى أن "قسم الطوارئ، رغم أهميته الكبيرة وحساسيته، ما يزال يعاني من مشاكل مستمرة في منظومات الكهرباء والتبريد، وهو ما يعرقل أداء الطواقم الطبية ويؤثر على قدرتها في تقديم الرعاية الفورية للمصابين والمرضى".

وأكد أن "الكوادر الطبية والإدارية تبذل جهودا كبيرة ضمن هذه الظروف الصعبة، لكن دون دعم مالي وتقني حقيقي ومستدام، ما يجعل الخدمات الصحية دون المستوى المطلوب، وهو الأمر الذي يشعر به المرضى بشكل يومي ويؤثر على ثقتهم بالمستشفى".

وخلص إلى التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الدعم المالي والتقني، وتسريع تنفيذ مشاريع التأهيل، وتحسين البنية التحتية للمستشفى، لضمان تقديم خدمات صحية ملائمة تلبي احتياجات أبناء المحافظة.

************************************************

عائدات الخام تفتقر لتوظيف حكومي صحيح في مشاريع تنموية

اقتصاديون: العجز التجاري يتفاقم والإنتاج المحلي يتضاءل.. والنفط لا يكفي

بغداد – محمد التميمي

في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية البنيوية التي يواجهها العراق، حذّر خبراء اقتصاديون من تفاقم العجز في الميزان التجاري، وتزايد الاعتماد على النفط في ظل غياب بدائل إنتاجية واضحة، مؤكدين أن السياسات الحكومية المتبعة تفتقر إلى رؤية تنموية، وتعكس ترهلا إداريا وفسادا ماليا يعمّق الانكشاف المالي للبلاد.

اتساع الفجوة

وكان البنك المركزي العراقي، أعلن السبت الماضي، عن بلوغ قيمة الاستيراد خلال الربع الأول من العام 2025، أكثر من 21 مليار دولار.

وقال البنك في احصائية له، طالعتها "طريق الشعب"، ان "استيرادات العراق بلغت 21 ملياراً و363 مليون دولار"، مبينا انها "شملت القطاعين الحكومي والخاص".

واضاف ان "استيرادات القطاع الحكومي بلغت ملياراً و377 مليون دولار، فيما بلغت استيراد القطاع الخاص 19 ملياراً و985 مليون دولار".

وفي هذا الصدد، يشير اقتصاديون الى اتساع الفجوة بين الإيرادات النفطية السنوية المتوقعة (72 مليار دولار) وحجم الاستيرادات السنوي المحتمل (85 مليار دولار).

مزيد من الهشاشة والانكشاف المالي

قال أستاذ الاقتصاد الدولي، د. نوار السعدي، إن الفجوة التجارية التي يعاني منها العراق لا تعكس خللاً في السياسة التجارية فحسب، بل تشير إلى غياب استراتيجية تنموية واضحة، وارتهان السوق المحلي لعوامل خارجية، في مقدمتها الاعتماد المفرط على الاستيراد لتلبية حتى أبسط الاحتياجات اليومية.

وأضاف السعدي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "السياسات الإنتاجية الفاعلة ما تزال غائبة، في وقت يميل فيه نمط الاستيراد إلى التوسع، حتى في السلع الكمالية والاستهلاكية، على حساب بناء قاعدة صناعية أو زراعية وطنية"، مشيراً إلى أن "النهج الاقتصادي السائد لم يعد مجرد قصور في الرؤية، بل أصبح سلوكاً مترسخاً داخل مؤسسات الدولة، تحكمه عقلية إدارية تفضّل الحلول السريعة والمال السهل، بدلاً من اعتماد بدائل تنموية مستدامة".

وأكد أن الحكومة "رغم التجارب الفاشلة والتداعيات المتكررة للنموذج القائم، ما تزال تكرر ذات السياسات في إعداد الموازنات، وتوزيع الموارد، وإدارة ملف التجارة الخارجية، من دون مراجعة نقدية أو اعتراف بالأخطاء".

وأشار إلى أن ما يثير القلق هو “الغياب الفعلي لصوت الخبراء والمستشارين الاقتصاديين في دوائر صنع القرار، أو على الأقل تجاهل آرائهم عندما تتعارض مع التوجهات القائمة”، لافتاً إلى أن العراق "لا يعاني من نقص في الكفاءات، بل من فجوة واسعة بين ما يُطرح من مقترحات على الورق، وما يُطبق فعلياً على الأرض، بسبب غياب الإرادة السياسية لتحويل تلك المقترحات إلى قرارات جريئة".

ورأى السعدي أن “العراق لا يزال يمتلك الفرصة لتغيير المسار، شرط توفر إرادة حقيقية”، مشدداً على أن "تقليص الاستيراد غير الضروري لا يمكن أن يتحقق من خلال القيود الجمركية وحدها، بل يتطلب خطة إنتاجية شاملة تعيد الاعتبار للقطاعين الصناعي والزراعي، وتوفر حوافز حقيقية للمستثمر المحلي، وبيئة قانونية وآمنة للاستثمار".

كما دعا إلى "تنويع مصادر الإيرادات عبر تفعيل الجباية غير النفطية، مثل الضرائب على الدخل الحقيقي، وتطوير قطاعات واعدة كالاتصالات، والسياحة، والخدمات اللوجستية، بما يسهم في تخفيف الاعتماد على إيرادات النفط ويشكل قاعدة مستقرة للموازنة".

واختتم السعدي حديثه بالتحذير من أن "الاستمرار في النهج الاقتصادي الراهن لا يعني فقط تفاقم الاستيراد، بل يؤدي إلى هشاشة اقتصادية متزايدة وانكشاف مالي خطير، خصوصاً في حال تراجع أسعار النفط أو حدوث اضطرابات إقليمية”، مشدداً على ضرورة تبني رؤية اقتصادية وطنية تنطلق من الداخل وتعيد الثقة بالإنتاج المحلي، وتستعيد التوازن المفقود بين الإنفاق والإيرادات".

الفجوة تتسع والنفط لا يكفي

من جهته، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي إن العجز المستمر في الميزان التجاري يمثل جوهر الأزمة الاقتصادية في العراق، مشيرًا إلى أن الحكومات المتعاقبة لطالما اعتمدت على الإيرادات النفطية كحل وحيد لسد هذا العجز، إلا أن هذا الخيار لم يعد كافيًا في ظل السياسات الاستهلاكية المتبعة، والطلب المتزايد على السلع والخدمات نتيجة النمو السكاني، وغياب البدائل المحلية الفاعلة.

وأضاف الهماشي في حديث لـ "طريق الشعب"، أن الافتقار إلى سياسات دعم وتطوير القطاعات الإنتاجية، خصوصًا في الصناعة والزراعة والخدمات، أدى إلى تعميق الاعتماد على الاستيراد الخارجي، ما جعل الاقتصاد العراقي هشًا وعُرضة للتقلبات في الأسواق العالمية.

وتابع أن “تخطيط الدولة لا يزال يتمحور حول ضمان ديمومة استخراج النفط وتوزيع عائداته، دون استراتيجية حقيقية لتوظيف تلك الإيرادات في مشاريع تنموية مستدامة”، لافتًا إلى أن وزارتي التخطيط والمالية تعانيان من ضعف في الإدارة الاقتصادية وعدم القدرة على تحريك عجلة التنمية داخلياً.

وانتقد الهماشي "غياب الهيئات الاستشارية الاقتصادية المتخصصة التي يمكن أن تسهم في رسم سياسات استراتيجية قائمة على رؤية واضحة، سواء من داخل العراق أو بالتعاون مع مراكز دراسات ومكاتب استشارية دولية".

وأشار إلى أن "الفجوة في الميزان التجاري والاقتصاد الكلي مرشحة للتفاقم عامًا بعد عام، إذا لم تُتخذ خطوات جادة نحو استغلال الموارد البشرية والطبيعية المتاحة داخل البلاد، وتحويلها إلى طاقات إنتاجية فاعلة".

وحذّر في السياق ذاته من أن الترهل الحكومي والفساد المالي والإداري يستهلكان الجزء الأكبر من موارد الدولة، في وقت تغيب فيه أي جهود جدية للمحاسبة أو استرداد الأموال المنهوبة.

وقال إن "الفساد لم يعد مجرد تجاوز، وإنما أصبح ممارسة علنية تُقدر بمليارات الدولارات، دون تحرك فعلي للردع أو الإصلاح، الأمر الذي يكرّس بيئة طاردة للاستثمار ويُنفّر رؤوس الأموال".

وخلص الى القول ان "الصراعات السياسية المستمرة تُفاقم من عزلة العراق الاقتصادية، وتُضعف من فرص جذب الاستثمارات الأجنبية، مما يتطلب إصلاحًا سياسيًا واقتصاديًا متزامنًا للخروج من الحلقة المفرغة".

*************************************

وقفة اقتصادية.. أثر هيكل الصادرات على الاقتصاد العراقي

إبراهيم المشهداني

من المعلوم أن الاقتصاد العراقي يعتمد 96 في المائة على صادرات النفط وأن الموازنات السنوية ما زالت تعتمد على أكثر من 90 في المائة على الموارد النفطية كما أن الإيرادات النفطية تشكل 42 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الرغم من التصريحات الحكومية المستمرة بتقليل هذا الاعتماد من خلال تنويع مصادر الدخل لكنها لم تصل إلى الـ 14 ترليون دينار التي كانت جوهر تلك التصريحات بسبب ضعف الكفاءات التي تدير الاقتصاد الوطني وانتشار الفساد والهدر المالي وعجز الحكومة عن مواجهة هذه التحديات.

وتُظهر البيانات التي أظهرتها إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط تحول الميزان التجاري بالاتجاه السالب بسبب اللجوء والإفراط في الاستيرادات لتلبية الحاجات الاجتماعية الاستهلاكية وحاجات الاقتصاد العراقي وخاصة في بعض القطاعات  وبالخصوص قطاع البناء والتشييد، إذ أظهرت هذه البيانات في الاستيرادات السلعية غير النفطية لعامي 2020 و2021  فعلى سبيل المثال أن قيمة الاستيرادات في عام 2020 كانت 13.836 مليار  دولار ما يعادل 16.5 تريليون دينار عراقي  من مختلف الدول،  أما في عام 2021  فكانت قيمة الاستيرادات 10.663 مليار دولار يقابله 15.5  تريليون دينار  من 9 دول عالمية  وأكثر هذه الاستيرادات من دول آسيوية  وأن قيمة الاستيرادات من الدول العربية كانت أقلها فقد بلغت 801 مليون دولار يقابلها 1.170 مليار دينار وان الفرق بين الاستيرادات والصادرات قد بلغت قيمته في الميزان التجاري وبالاتجاه السالب 6.480 مليار دولار  يقابلها 9.517  تريليون دينار.

والأدهى من ذلك أن تعاملاتنا مع دول الجوار وخاصة مع تركيا وايران  والتي تناهز عشرات المليارات فأنها تتجه بالإيجاب لصالح هاتين الدولتين يقابلها أضرار ومخاطر ملموسة منهما من خلال  تخفيض نسبة الوارد من تدفقات المياه بالحدود القصوى ما وضعت العراق  بدرجة عالية المخاطر المستمرة التي تهدد مستقبل القطاع الزراعي والاستقرار  وفي نفس الوقت السعي  لعرقلة عملية الاكتفاء الذاتي التي يحاول العراق انتهاجها، فعل سبيل المثال تصريح المدير العام لمكتب غرب آسيا لمنظمة تنمية التجارة الإيرانية عبد الأمير ربيهاوي في السابع من شهر حزيران من عام 2022 بأنه على الرغم من انتاج حديد التسليح في العراق إلا أن هذا البلد لا يستطيع حظر استيراد حديد التسليح من ايران بسبب ارتفاع الطلب على هذا المنتج  لافتقار العراق لتقنيات ايران في بعض المزايا المعدنية وزاد على ذلك  التحايل على الرسوم التي  يفرضها العراق.

  وتتفق العديد من الدراسات على مقاربات مشتركة وخاصة في العلاقة بين سعر الصرف للدينار العراقي مقابل الدولار في السوق الموازية الأكثر فاعلية خلال الفترة بين عام 2004 وعام 2020 وأن زيادة الاعتماد على الصادرات النفطية بشكل رئيسي أدى إلى تعميق أحادية الاقتصاد العراقي كما أظهرت أن خفض أو رفع سعر الصرف للعملات الأجنبية لا يؤثر على حجم الصادرات النفطية لكون أسعاره وكمياتها تحدد عالميا وفقا لقوى العرض والطلب بينما يؤثر سعر الصرف الأجنبي في الحد من الاستيرادات غير الضرورية، في حين أثبت الجانب القياسي ونتائج الاستجابة الطويلة الأجل وجود تأثير غير معنوي عكسي ضعيف بين سعر الصرف والصادرات غير النفطية في العراق، واظهرت نتائج الاستجابة طويلة الأجل وجود تأثير معنوي بين سعر الصرف والاستيراد في العراق (المجلة العراقية للعلوم الاقتصادية العدد 78 مجلد 21).

وبناء على ما تقدم ولمعالجة الخلل في الميزان التجاري ومعالجة هيكلية الصادرات لابد من اتخاذ الإجراءات التالية:

  1. بذل اهتمام استثنائي بتنويع هيكل الصادرات وتعددية السلع المصدرة في الميزان التجاري لتوليد العملة الأجنبية التي يحتاجها العراق للمساهمة في تمويل برامج التنمية الاقتصادية.
  2. العمل الجدي لبناء قاعدة إنتاجية واسعة ومتنوعة خاصة الصناعية كأساس للصناعة التحويلية حصرا واعتماد منتجات ذات قدرة تنافسية عالية في السوق الدولية.
  3. رفع درجة الصادرات في الميزان التجاري، خارج إطار المواد الأولية الاستخراجية، كمنتجات قابلة للتصدير مثل المنتجات الزراعية إلى جانب الصناعية التحويلية.

***********************************************

الصفحة الخامسة

على أراضٍ متخمة بالثروات النفطية {نباشو} البصرة يفتّشون عن قوتهم في النفايات!

متابعة – طريق الشعب

في البصرة، ووسط مطامر صحية واسعة تخفي تحتها ثروات نفطية هائلة، تتجمع يوميا أعداد كبيرة من المعدمين، نساء وجالا وأطفالا، بحثا في النفايات عن أي شيء ذي قيمة، غير مبالية للروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، ولا حتى للمخاطر الصحية المترتبة على هذه المهنة.

تحت أشعة الشمس الحارقة وأمام أعين المارة، ينبش هؤلاء، ويُطلق عليهم "النباشة"، القمامة بأيديهم العارية، معرضين أنفسهم للأمراض والجروح. وإلى جانب الظروف الصعبة التي يعيشونها في حياتهم وعملهم، يواجهون مطاردات من الجهات الحكومية التي تحاول منعهم من النبش، لا سيما من عملية حرق النفايات، وأهمها الأسلاك الكهربائية، لاستخراج النحاس وغيره من المعادن. إذ يُخلف الحرق أدخنة سامة مسرطنة.

ويعمل النباشون في جمع مواد من النفايات، قابلة لإعادة التدوير. حيث يقومون بتفريغ حاويات القمامة أو التجول في المطامر، بحثا عن الورق والكرتون والبلاستيك والحديد وغيره من المعادن. ثم يبيعون ما يجمعونه إلى مراكز إعادة التدوير.

بين نفط وفقر!

زكية، أم لستة أطفال، تصف حياتها بأنها "كابوس". وتقول في حديث صحفي: "نحن نعيش في مدينة غنية بالنفط، لكننا نعاني الفقر والجوع"، مضيفة "أخرج كل صباح بحثًا عن أي شيء يمكن بيعه كي أوفر الطعام لأطفالي، لكن ما أجنيه خلال عملي لا يكفي حتى لشراء الخبز"!

أما جبار علي، وهو شاب ترك دراسته من أجل إعالة عائلته، فيقول: "نحن نعمل في ظروف صعبة للغاية. نخرج للبحث عن أي شيء يمكن أن نبيعه"، مشيرا إلى انه "نشعر بالإحباط واليأس، لكن ماذا عسانا أن نفعل؟!".

من جانبه، يصف عباس أحمد، وهو والد لطفلين يعمل في جمع النفايات، ظروف عمله بأنها قاسية للغاية. ويقول في حديث صحفي: "نحن نعمل في ظروف بيئية وصحية سيئة جدا، ونعرض أنفسنا للأمراض والأخطار".

ويضيف قائلا: "نخرج كل يوم منذ الصباح الباكر، ونعمل حتى وقت متأخر من المساء، لنوفر قوت أطفالنا".

بلا مساعدات اجتماعية

من جانبه، يقول عضو مجلس محافظة البصرة حيدر علي حسين المرياني، أن العديد من هذه العائلات التي تعتمد على جمع النفايات، تعيش تحت خط الفقر، ولم تتقدم بطلب الحصول على المساعدات الاجتماعية.

ويوضح المرياني في حديث صحفي أن بعض النباشين يجدون أن المساعدات الاجتماعية لا تغطي احتياجاتهم المعيشية الأساسية، في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار والضرائب، مبينا أن "رواتب الرعاية الاجتماعية تتراوح ما بين 150 و175 ألف دينار شهريا، وإذا ما وصلت إلى 300 ألف دينار شهريا، فإنها لا تكفي أيضا لسد حاجة المواطن البسيط".

ويشير إلى أن "هؤلاء الأشخاص يتنقلون بين مناطق مختلفة في المحافظة، ما يجعل من الصعب حصرهم وتقديم المساعدات إليهم بشكل مباشر"، مؤكدا أن أبوابهم مفتوحة لتقديم كل أشكال الدعم الممكن لهذه الفئة، بهدف تحسين أوضاعها المعيشية وإنهاء معاناتها.

وينتشر النباشة في جميع محافظات البلاد، وازدادت أعدادهم منذ سنوات بسبب تفشي البطالة واتساع رقعة الفقر وغياب الخطط الحكومية الداعمة لمعيشة المواطن.

وكثيرا ما يتعرّض هؤلاء إلى أمراض خطيرة وإصابات بالغة خلال عملهم، كونهم يعملون في بيئات شديدة التلوّث ولا يستخدمون وسائل سلامة. وبينما تستمر معاناتهم وغيرهم من أبناء الشعب العاملين في مهن قاسية سعيا إلى لقمة العيش، لا تلوح في الأفق أي بادرة حكومية لتحسين دخل المواطن ودعمه معيشيا بالشكل المطلوب، في ظل غلاء الأسعار وتفاقم أزمة السكن وغيرها من الأزمات المتكاثرة التي ألقت بحملها الثقيل على مختلف فئات المجتمع، لا سيما الهشة منها. 

***************************************

مركز ديلزة الرمادي يعاني نقصا في الأجهزة والأدوية

متابعة – طريق الشعب

أفاد مدير إعلام صحة الأنبار إبراهيم الشمري، بأن مركز الديلزة الدموية في الرمادي يستقبل يومياً قرابة 100 مريض، مستدركا "لكن المركز بحاجة إلى 10 أجهزة ديلزة إضافية للتقليل من ضغط العمل، إضافة الى توفير بعض الأدوية". وقال في حديث صحفي، أن "المركز الذي تم افتتاحه في تموز 2021، يقدّم خدمات مهمة للمرضى المصابين بالفشل الكلوي المزمن، أهمها إجراء جلسات الديلزة الدموية والفحوصات المختبرية الشهرية الدورية"، موضحا أن "عدد المرضى المسجلين في المركز يبلغ 235 مريضاً يتلقون العلاج وفق جداول موزعة على أيام الأسبوع".

وأشار إلى أن المركز يحتوي على 29 جهاز ديلزة من إنتاج شركة فريزينيس الألمانية الرائدة في هذا المجال، وانه يعمل بكادر طبي متخصص وكافٍ. فيما نوّه إلى ان الانبار تضم حاليا 550 مريضا مصابا بالفشل الكلوي، موزعين على مراكز الكلى في الرمادي والفلوجة وعامرية الصمود وهيت وحديثة وعانة والقائم والرطبة.

وأكد الشمري ان مركزهم بحاجة إلى 10 أجهزة إضافية للتخفيف من ضغط العمل وتمكين صيانة الأجهزة الموجودة، إضافة إلى محطة مياه (آر أو)، ومعدات إدارية وخدمية، لافتا إلى عدم وجود برنامج حكومي منهجي للفحوصات الطبية الدورية، وإلى أن المبادرات الموجودة حالياً محدودة وغير مستمرة بسبب التلكؤ في توفير المواد المختبرية الأساسية.

**********************************************

الدفع الإلكتروني يُخلي مركز العنكور الصحي من مراجعيه!

متابعة – طريق الشعب

قال معاون مدير البيت الصحي في منطقة العنكور بمحافظة الأنبار، عبد الله عادل، أن اعتماد دائرتهم نظام الدفع الإلكتروني تسبب في عزوف تام عن مراجعتها، مشيراً إلى أن أغلب الأهالي لا يمتلكون بطاقات مصرفية أو وسائل شحنها بسبب الفقر وبعد مراكز الخدمة عن سكنهم.

وذكر في حديث صحفي، ان "قرار إلزام المراجعين بامتلاك بطاقة ماستر كشرط لقطع وصل المراجعة ألحق ضرراً بالغاً بسكان القرية، ومعظمهم يعانون البطالة وغياب مصادر الدخل الثابت".

وأضاف أن "المركز لم يستقبل أي مريض منذ عدة أيام، بسبب تعذر حصول الأهالي على بطاقة ماستر أو تعبئتها"، مبيناً أن "أقرب مركز لإصدار أو شحن البطاقة يقع في مركز مدينة الرمادي، على بعد نحو 45 كيلومترا من العنكور، ما يشكّل عبئاً مادياً وجسدياً كبيراً على المواطنين". ودعا عادل الجهات المعنية إلى "التدخل العاجل لإيجاد بدائل تتناسب مع طبيعة المنطقة وظروف سكانها"، مضيفاً أن "استمرار غياب المرضى يعطل تقديم الخدمات الصحية وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لبعض الحالات".

وأكد أن "البيت الصحي يواجه حالياً مشكلة حقيقية، وينبغي مراجعة القرار أو توفير آلية محلية تسهل الإجراءات دون تحميل المواطنين أعباء إضافية".

********************************************

اگول.. ماء لا يشربه حتى الحيوان!

أسامة عبد الكريم

 

في البصرة، مدينة النفط والماء والتاريخ، بات الناس يشربون من ماء لا يصلح حتى لغسل الصحون، بل إن بعض السكان يؤكدون أن الحيوانات تنفر منه. ماء أصفر، كريه الرائحة، محمّل بالرمل والحصى، وبعضه ينبعث منه عفن مجارٍ أو ملوحة البحر. أهذه حياة؟ أم عقوبة جماعية في زمن السلام والثراء النفطي؟

الأزمة ليست جديدة، لكن الجديد هو مستوى الصمت، وسرعة الانحدار، واللامبالاة من قبل من يُفترض أنهم منتخبون لخدمة الشعب. مجلس محافظة البصرة لا نسمع منه حتى "كلمة"! لا بيان، لا اعتراف، لا خطة. صمٌّ بكمٌ في وجه واحدة من أكبر كوارث التلوث المائي في البلاد. ما يحدث ليس قضاءً وقدراً، بل نتيجة تراكمات إدارية فاشلة، وتجاهل رسمي ممنهج. من المسؤول عن إيصال ماء غير صالح حتى للحيوانات إلى بيوت الآدميين؟ من يجرؤ على شرب هذا الماء؟ وأين تقارير الفحص والتحليل؟ ولماذا لا توجد رقابة شعبية مستقلة على نوعية المياه؟ لماذا لا يُفسح المجال لجهات علمية محايدة – سواء جامعات أو منظمات دولية – لفحص الحقيقة كاملة؟ من غير المقبول أن تبقى هذه الكارثة بلا محاسبة. حتى لو كان قانون الانتخابات معيباً، فإن من وصل عبر صناديق الاقتراع ثم صمت أمام تسمم الناس يجب أن يُسأل ويُحاسب. هل هذا هو ثمن الديمقراطية؟ ماء ملوث بصمت ممثلي الشعب؟ إننا نطالب بتشكيل لجان شعبية مستقلة، تشارك فيها منظمات المجتمع المدني، لمراقبة وتحليل جودة المياه بشكل مستمر، ونشر النتائج للرأي العام. كما نطالب بتفعيل دور القضاء في محاسبة كل مسؤول أهمل أو تستر أو استهان بحياة الناس. والأهم، يجب أن يتوقف نفوذ العشائر والمتنفذين الذين يعرقلون الإصلاح، ويسيطرون على شبكات الماء أو يتدخلون في إدارات الخدمات. فالحياة لا تُدار بالولاءات ولا بالألقاب، بل بالعلم والمهنية والضمير.

البصرة تختنق، تموت عطشاً، وتتحلل في صمت. لكن أهلها لن يصمتوا إلى الأبد. إذا لم تتحرك الدولة، فسيتحرك الشارع. وإذا استمر الاستهتار، فسيكتب التاريخ أن الماء في أغنى مدن العراق تحوّل إلى رمز للذل، لا للكرامة!

*********************************************

أمام أنظار وزير الكهرباء

واسط ـ طريق الشعب

تلقت "طريق الشعب" من مواطنين في قضاء الصويرة، شكوى موجهة إلى وزير الكهرباء، تنشرها هنا على أمل اتخاذ اللازم.

نحن لفيف من أهالي حي الأسرى الجديد في قضاء الصويرة شمالي واسط، منذ نحو شهرين ونحن نواجه أزمة كهرباء حادة جدا تزداد شدتها كلما اشتدت درجات الحرارة.. أزمة لم يولها أحد من المسؤولين المحليين أدنى اهتمام. بحّت أصواتنا ونحن نطالبهم بحلّها، ولا استجابة تذكر ولا حتى توضيح مقنع، وكأننا لسنا موجودين، وهذا ما دعانا إلى مخاطبة الوزارة مباشرة، في هذه الشكوى وفي شكوى أخرى سابقة نشرتها "طريق الشعب" في أيار الماضي.

ما نعانيه ليس انطفاء محطات توليد، ولا انحسار وقود مستورد. فنحن مدركون تماما ان ساعات التجهيز قُلصت كثيرا مع دخول فصل الصيف في وقت قلّت فيه كثيرا كميات الغاز المستورد. مشكلتنا هي تدهور البنية التحتية لشبكة الكهرباء بفعل الأحمال الكبيرة التي أثقلت خط حيّنا. فخلال ساعة التجهيز الواحدة، ينقطع التيار نحو 10 مرات أو أكثر. إذ تشتغل الكهرباء دقيقة أو دقيقتين، قبل أن تنهض ضواغط أجهزة التبريد، ثم تنطفئ خمس دقائق، وهكذا حتى تنتهي ساعة التجهيز دون أن نحظى بأي برودة. فيما تعطّل الكثير من أجهزتنا الكهربائية.

ناشدنا مسؤولين محليين عديدين معالجة المشكلة، لم نلق إجابة واضحة. إلا أن تسريبات هنا وهناك أكدت أن المشكلة هي إثقال خط حيّنا بأحمال لا يحتملها، الأمر الذي يتسبب في فصل القاطع الرئيس داخل المحطة، وأن لا حيلة بيد المسؤولين. إذ يبدون عاجزين عن فك تلك الاختناقات، وكأنها ليست من مهامهم. بينما معاناتنا، نحن سكان الحي، ليست ذات أهمية!

نأمل من سيادتكم الوقوف عند هذه المشكلة، ومساءلة الدوائر المعنية في واسط والصويرة، عن سببها. فإذا كان هناك حلٌ ما (وهذا من مهامهم الرئيسة)، لماذا لا يسارعون إليه ويرحمون الناس المكتوين بلهيب الصيف؟ وإذا كانوا عاجزين عن وضع حلول، فيفترض بسيادتكم التدخل شخصيا لإحقاق حقنا.

نقول إن عجزت الحكومة عن بناء محطات كهرباء تغطي حاجة البلاد، وعن توفير وقود لتشغيلها، على اعتبار ان الأمر يتجاوز قدراتها خلال الفترة الراهنة، ما عذرها إن عجزت عن تأهيل وإدامة البنية التحتية لهذا القطاع؟ ما هي مهام وزارة الكهرباء ودوائرها؟!

********************************************

الصفحة السادسة

ساندرز: الكونغرس يفرش السجادة الحمراء لنتنياهو المتهم بجرائم حرب 10 آلاف اسير فلسطيني في سجون الاحتلال

متابعة – طريق الشعب

تعاني نحو 50 ألف امرأة حامل ومرضعة في غزة، من سوء التغذية، ولم تتناول معظمهن الطعام منذ أيام، بحسب الامم المتحدة.

وأكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن شح الغذاء والوقود والأدوية في القطاع المحاصر يزهق أرواح السكان والأطفال على وجه الخصوص.

يأتي ذلك فيما جددت بريطانيا انتقادها لآلية إدخال المساعدات لغزة التي تشرف عليها ما يعرف بـ "مؤسسة غزة الإنسانية"، حيث اعتبرها وزير الخارجية ديفيد لامي "غير مقبولة إطلاقا".

على صعيد آخر، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن "الزيادة الحادة في الحوادث المرتبطة بمواقع توزيع المساعدات في غزة تتسبب في إنهاك النظام الصحي المنهار"

نحو 450 طفلا أسيرا

أفادت معطيات فلسطينية، الثلاثاء، بارتفاع عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية إلى 10 آلاف و800 حتى مطلع تموز الجاري. جاء ذلك في بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لحقوق الإنسان.

وقال البيان، إن "عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي ارتفع إلى نحو 10 ألاف و800 أسير (الإحصائية السابقة كانت 10 آلاف و400)".

وأشار إلى أن هذا الرقم "لا يشمل المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي (من غزة)".

وأوضح البيان أن هذا الرقم هو الأعلى منذ انتفاضة الأقصى عام 2000.

وأشار أن من بين المعتقلين 50 سيدة، بينهم اثنتان من قطاع غزة، بالإضافة إلى 450 طفلا، و3 آلاف و629 معتقلا إداريا (دون تهمة).

حرب همجية

قال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز إنه "لن يكون من السهل وقف المساعدات العسكرية الأميركية إلى حكومة الاحتلال الاسرائيلي، مشيرا إلى أن أعضاء الكونغرس فرشوا السجادة الحمراء لنتنياهو المتهم بجرائم حرب من المحكمة الجنائية الدولية.

وكان ساندرز قد وصف في تصريح له - قبل يومين - الحرب بأنها همجية وغير أخلاقية.

وأضاف ساندرز في منشور على منصة X "يدرك الشعب الأميركي أن حرب نتنياهو الهمجية ضد الشعب الفلسطيني غير أخلاقية على الإطلاق وتنتهك القانون الدولي". ودعا الديمقراطيين إلى الوقوف بشجاعة في وجه لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية أيباك.

وقف النار بدون نقاش

وفي زيارته إلى المملكة المتحدة، وخلال خطاب أمام البرلمان البريطاني، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة وقف إطلاق النار بغزة بدون نقاش، قائلا إن هذا الموقف يعكس أن أوروبا لا تكيل بمكيالين، حسب تعبيره.

وقال ماكرون إن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط داعيا إلى التوصل لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل".

وشدد على أن "الاعتراف بدولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإرساء السلام في المنطقة".

وجاء في الخطاب "الدعوة اليوم إلى وقف إطلاق نار غير مشروط في غزة، هي ببساطة رسالة إلى العالم بأنّنا، كأوروبيين، لا نكيل بمكيالين. نريد وقف إطلاق نار من دون نقاش".

ما الجديد في المباحثات؟

وبعد لقائه مع رئيس الولايات المتحدة قال رئيس الوزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو إن "اجتماعه مع دونالد ترامب ركز على جهود تحرير الأسرى المحتجزين في قطاع غزة"، مؤكدا عزمه القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس.

وأضاف نتنياهو - المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بغزة - في تغريدة على منصة إكس أنه وترامب ناقشا نتائج "النصر الكبير الذي حققناه على إيران" والإمكانات التي يتيحها.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن "ترامب مارس ضغوطا قوية على نتنياهو خلال لقائهما من أجل إنهاء الحرب على غزة".

من جانبها، اعتبر القيادي في حركة حماس عزت الرشق "تصريح نتنياهو عن إطلاق سراح جميع الأسرى واستسلام حماس، يعكس الهزيمة النفسية، لا حقائق الميدان".

وأضاف بعد إقرار قادة العدو بفشلهم الذريع في استعادة أسراهم بالعملية العسكرية؛ بات واضحا أن لا سبيل لإطلاق سراحهم إلا عبر صفقة جادة مع المقاومة.

******************************************

تحذير من انهيار صحي شامل في دارفور وكردفان

الخرطوم - وكالات

أطلق أطباء في السودان تحذيرات شديدة من كارثة صحية وشيكة، بعد أن طالت الحرب معظم المرافق الطبية في مناطق النزاع وتسببت بخروجها الكامل عن الخدمة.

وقالت شبكة أطباء السودان إن ذلك يتزامن مع عجز المنظومة الصحية عن تلبية أبسط احتياجات السكان، حسبما ذكرت صحيفة "سودان تربيون".

ولفتت الصحيفة إلى تأكيد الشبكة، أن "النظام الصحي في إقليمي دارفور وكردفان يواجه خطر الانهيار الكلي خلال أسابيع إذا لم يتم التدخل العاجل.

وأكدت أن استمرار تدمير المستشفيات يهدد حياة ملايين المدنيين، خصوصا النساء والأطفال ومرضى الحالات المزمنة.

وأوضح شبكة أطباء السودان أن 90 في المئة من المنشآت الطبية في الإقليمين تعرضا للتدمير كليا، مع توجيه اتهامات إلى قوات الجيش والدعم السريع باستهداف المستشفيات.

*************************************

أوجلان: الانتقال من السلاح إلى السياسة مكسب تاريخي

انقرة - وكالات

قال زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، في مقطع فيديو وجهه إلى أنصاره من حزب العمال، أن الانتقال الطوعي "من مرحلة الكفاح المسلح إلى مرحلة السياسة الديمقراطية والقانون"، ليس خسارة، بل مكسب تاريخي.

واضاف "أرى من واجبي الأخلاقي تجاهكم أن أقدم لكم، مرة أخرى، إجابات توضيحية ومبدعة عبر رسالة شاملة تتناول المرحلة التي وصلت إليها حركتنا، ووضعها الملموس، ومشاكلها، وسبل حلها، حتى وإن كان في ذلك تكرار".

وأوضح أوجلان: "ما زلت أدافع عن نداء السلام والمجتمع الديمقراطي الصادر بتاريخ 27 شباط 2025، وأعتبر استجابتكم الإيجابية لهذا النداء، من خلال المؤتمر الثاني عشر لحل حزب العمال الكردستاني (PKK) وبمضمون شامل وصحيح للغاية، رداً تاريخياً".

********************************************

إيران: خسائر العدوان الاسرائيلي بلغت 46 مليون دولار

طهران - وكالات

أعلنت إيران أن حجم الأضرار التي خلفتها الهجمات الإسرائيلية على المباني السكنية تبلغ نحو 46 مليون دولار. وقال نائب رئيس مؤسسة الإسكان الإيراني مجيد جواد، أن "الفرق التابعة للمؤسسة قامت بتقييم المباني المتضررة منذ اليوم الأول الهجمات الإسرائيلية".

وأفاد أن عدد المباني المتضررة بلغ نحو 400 ألف، لافتا إلى تفاوت الأضرار ما بين الجزئي والمدمرة بالكامل.

وأضاف أن التقديرات الأولية لحجم الأضرار تتراوح بين 3 – 4 تريليونات تومان (46 مليون دولار).

من جانبه قال وزير الصحة الإيراني محمد رضا ظفر قندي، ان "عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية بلغ نحو 700 مدني قضوا في الاعتداءات الوحشية التي شنها الاحتلال الصهيوني على المدن الايرانية".

********************************************

في السويد.. ندوة عن آخر المستجدات السياسية السورية

ستوكهولم- طريق الشعب

ضيّفت لجنة تنسيق الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية في السويد، يوم 28 حزيران الفائت، وعبّر منصة "زووم"، الرفيق قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية في سورية، الذي تحدث عن آخر المستجدات السياسية في سورية بعد التغييرات الأخيرة، ودور قوى اليسار.

وتحدث الرفيق قدري بشكل واضح وجلي عن الوضع السوري والجهود الرامية لإقامة جبهة وطنية تضم القوى اليسارية والديمقراطية والمدنية والإسلامية المعتدلة للعب دور مهم في المرحلة الانتقالية. وأشار إلى عدم استقرار الأوضاع الأمنية، وإلى أن نظام بشار الأسد يتحمل المسؤولية في ما آلت اليه الأوضاع في الوقت الحاضر، مؤكدا انه لا توجد ضغوطات من قبل السلطة الجديدة على نشاط حزب الإرادة الشعبية في سورية، ولا تزال جريدة الحزب "قاسيون" توزع بشكل علني، وأن الحظر الذي فرضته السلطة الجديدة على الأحزاب لم يشمل حزب الإرادة الشعبية.

كما تطرق في حديثه إلى آخر المستجدات السياسية في الشرق الأوسط وآثار الحروب على غزة ولبنان وإيران، والتداعيات بعد سقوط نظام الأسد في سورية. وطرح تفاؤله بإقامة الدولة الفلسطينية حسب قرارات الأمم المتحدة، في ظل تراجع سياسة القطب الواحد.

******************************************

لماذا يثير مرشح نيويورك اليساري مخاوف وغضب اللوبي الصهيوني؟

رشيد غويلب

أحدث زهران ممداني، مرشح حزب "الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكان" في إطار الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك في انتخابات تشرين الثاني 2025، زلزالًا سياسيًا في الانتخابات التمهيدية إثر حصوله على 43 في المائة، تاركا عمدة نيويورك السابق أندرو كومو وتسعة مرشحين آخرين خلفه.

لقد كتبوا على الانترنيت؛ هدف آخر غزاه المناهضون لإسرائيل،. يشعر المثقفون والأكاديميون وكبار السياسيين الإسرائيليين والناشطون من تيار الوسط اليساري الصهيوني، وبالطبع من اليمين، بالقلق إزاء المرشح المؤيد للفلسطينيين الذي يُهدد النظام السائد.

وصفت قناة كان 11 التلفزيونية الإسرائيلية فوزَ زُهران ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بأنه "ضربةٌ موجعةٌ لليهود في نيويورك"، ووصفته بأنه مُمثلٌ لآراءٍ متطرفةٍ معاديةٍ لإسرائيل. وقد دعم ممداني حركة مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، ودعا إلى انتفاضةٍ ضد إسرائيل، بل وطالب باعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا وطأت قدماه المدينة.

يُشهر اللوبي الصهيوني ورقة معاداة إسرائيل ضد ممداني. وقد صوّت له ناخبوه، وكثير منهم يهود، ودعمت منظمتا "الصوت اليهودي" و"الصوت اليهودي من أجل السلام"، من بين منظمات أخرى، حملة ممداني الانتخابية.

في المدينة التي تضم ثاني أكبر عدد من السكان اليهود بعد تل أبيب، اعتُبر انتخابه مرشحًا ديمقراطيًا لمنصب عمدة نيويورك في انتخابات تشرين الثاني المقبل أمرًا لا يُصدّق، بل مُستفزًا، حتى بالنسبة لمؤسسة توصف بـ "التقدمية"، بدءًا من صحيفة نيويورك تايمز، أعرق صحف المدينة. وأعلنت هيئة تحرير الصحيفة عند إعلان ترشحه: "نعتقد أن ممداني لا يستحق مكانًا في قوائم اقتراع نيويورك".

كأي مرشح، وفي حالة أبناء المهاجرين يكون الحال أوضح، حاول زهران كوامي ممداني توظيف توصيفاته المتعددة منذ دخوله الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لمنصب عمدة نيويورك في 23تشرين الأول 2024: مسلم، اشتراكي، مهاجر، آسيوي، نيويوركي من كوينز، يبلغ من العمر ثلاثين عاماً. لقد كان الاشتراكي المتضامن مع النضال الفلسطيني، لكن بالنسبة لخصومه داخل حزبه وخارجه، وبالنسبة لليمين، ووسائل الإعلام السائدة، فان التوصيف المتكرر كان المسلم، وبالطبع "المتعاطف مع إرهاب حماس".

ولكن المرشح الذي يحمل هويات متعددة يحظى بتقدير جميع فئات الناخبين، سواء أولئك الذين يتماهون مع هذه الهويات أو أولئك الذين يبدون أكثر بعداً، بما في ذلك جزء كبير من الجالية اليهودية.

لقد صوت لصالحه 430 ألف من سكان نيويورك في الانتخابات التمهيدية الأكثر مشاركة، لأن زهران ممداني مثلهم جميعاً، وأثر بهم بشخصيته القوية وبرنامجه الذي جذب العاملين، بغض النظر عن معتقداتهم، والذين يكافحون من أجل تحسين اوضاعهم، بغض النظر عن لون بشرتهم، والذين يفشلون في الوصول الى مبتغاهم بغض النظر عن خلفياتهم.

وُلِد في أوغندا لأبوين هنديين، وهو ابن لعائلة مسلمة، واشتراكي، ومؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني، وناقد شرس لنتنياهو: بهذه الشخصية، لو كان الأمر كما يريد ترامب، لما كان ممداني حتى في الولايات المتحدة، ناهيك عن أن يصبح عمدة هذه المدينة العريقة. ومع ذلك، بشخصيته المميزة، وبحديثه عن الحافلات المجانية، وتجميد الإيجارات، وزيادة الضرائب على الأثرياء، وخفض تكاليف رعاية الأطفال إلى الصفر، وباستخدامه علنًا مصطلح "إبادة جماعية" لوصف حرب غزة، تفوق ممداني على ممثل مؤسسة الحزب الديمقراطي اليمينية كومو.

كانت التعبئة المساندة له مثيرة للإعجاب، ويزداد الاستثناء، لمواجهته لماكينة تنظيمية قوية وذات خبرة بقيادة حاكم نيويورك السابق أندرو كومو، الذي حظي أيضًا بدعم كبير من المانحين الجمهوريين والإسرائيليين. كان كومو مدعومًا من مؤسسة الحزب الديمقراطي، وعائلة كلينتون، والعمدة السابق الملياردير بلومبرغ، والعديد من المانحين الرئيسيين، إلا أن الأمر انتهى به مهزوما، بفارق أكثر من 70 ألف صوت. كانت هذه ضربة موجعة لمؤسسة الحزب الديمقراطي التقليدية.

رمزيا أصبح ممداني مواطنًا أمريكيًا في عام ٢٠١٨، وهو العام الذي شهد فوز النائبة اليسارية ز ألكسندرا أوكاسيو كورتيز المفاجئ. فمثله، هزمت أوكاسيو كورتيز أحد عمالقة المؤسسة في نيويورك، مما أحدث إزاحة في الحزب الديمقراطي ما تزال آثارها ملموسةً حتى اليوم. ومثلها، يمثل ممداني حيًا من الطبقة العاملة، هي تمثل حي برونكس وهو يمثل حي كوينز، وكلاهما يستند الى قاعدة شعبية، على غرار ممثلين "الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين" التي ينتميان إليها، وكلاهما يعتمد الاستراتيجية التي اتبعها بيرني ساندرز.

قال ممداني في اليوم التالي لفوزه: "هذه النتيجة هي جزء من الاعتراف الذي طال انتظاره بأن ديمقراطيتنا تتعرض للهجوم ليس فقط من جانب حكومة استبدادية في واشنطن، ولكن أيضًا بسبب تراجع الثقة في قدرتها على حل الأزمات الأكثر إلحاحًا في حياة المواطنين".

************************************************

الصفحة السابعة

في حضرة {صاحب الامتياز} لصحيفة {طريق الشعب} العلنية!

يوسف أبو الفوز

غربة العراقيين، لا تشبهها غربة، وحزنهم لا يشبهه حزن، وهمومهم ليس لها مثيل! ولقد تشابكت همومنا الى درجة صرنا فيها نخاف متابعة التلفزيون وسماع الراديو، ونتوجس من تقليب اي صحيفة ما بشكل عرضي، فالعراق، وطننا المبتلى بهموم الحروب والديكتاتورية، سيكون هناك، ولن نجد الى جانب اسمه سوى اخبار الموت! وفي سنوات منفانا الاجباري، التي طالت بدون مدى، ومثل كل العراقيين، كنت وما زلت أكره واتوجس كثيرا من رنين الهاتف، خصوصا تلك المكالمات، التي تأتيك عند الفجر او ساعات متأخرة من الليل. وكانت ليلة من منفى، عام 1998، حين رن الهاتف في ساعة متأخرة من ليالي القطب الشمالي، نهضت مذعورا من نومي، كنت لا ازال عازبا أعيش وحدي في غرفة صغيرة تزدحم بالكتب وطاولة عليها آلة طابعة قديمة. في البال ورد حالا ان الطائرات الامريكية قد تكون دكت مدن العراق تنفيذا لتهديدات صقور البنتاغون امام رعونة الديكتاتور ابن العوجة. كان ثمة صوت راجف، ينقل خبرا حزينا.. حزينا:

ـ رحل "صاحب الامتياز"!

لم تمض فترة طويلة، مجرد عدة اسابيع، حين كان يحدثني على نفس الهاتف. أسمع ضحكته المتعبة، واسألهُ عن وضعه الصحي، وأسمع مشاكساته وهو يسألني بصوته الاجش عن تفاصيل حياتي في هلسنكي. وعدته برسالة أذكر له فيها قضية ما، أردت فيها رأيه ووجهات نظره. وعد بالرد، ولكني لم ألحق لكتابة هذه الرسالة وبالتالي لإستلام جوابها.

في أيام فتوتنا، الايام الاولى من التحاقنا بصفوف حزبنا الشيوعي، ونحن نتابع الحكايات عن مناضليه الاسطوريين وقادته، ونرويها بفخر، كنا نتعامل بإعجاب كبير مع الاسماء التي لم يحدث أن التقيناها، ولذلك، كنا نرسم لهم صورا من خيالنا، نضيف لها ما نريد من الرتوش. وهكذا حين صدرت "طريق الشعب" العلنية عام 1973، كان يجاور عنوانها وبخط بارز عبارة: صاحب الامتياز.. وتحتها كتب اسم... ثابت حبيب العاني!

ياااااه... "صاحب الامتياز" ولجريدة الحزب الشيوعي العراقي، هذا يعني ان هذا الاسم بيده مصير الحزب. كيف لا وهو "صاحب الامتياز"! خصوصا اننا سمعنا أحاديث عن شجاعته واقدامه في قيادة التظاهرات وسجنه المتكرر في العهود المختلفة، وحين سألني احد الرفاق، من جيلي وأصحابي، عن دور ومهمة صاحب الامتياز، وبلغة العارف والفاهم بالامور أجبته بثقة تامة:

ـ أنظر.. هذا باختصار يعني الكل بالكل في الحزب!

فيما بعد حين دارت بنا الايام، واخبرت أبو حسان عن ذلك، اطلق ضحكة رنانة دفعته للسعال.

أول لقاء لي بالفقيد الراحل، ثابت حبيب العاني (1922-1998)، كانت في مدينة عدن، عاصمة اليمن الديمقراطي، عام 1981، كنت ضمن كوكبة من فتية رفاق شيوعيين، أختارهم الحزب لدورة عسكرية خاصة قبيل التحاقنا بجبال كردستان. زارنا الى معسكر التدريب، وحين شاهدنا بذلك الحال وتأثير التدريب القاسي على اجسادنا، ووجوهنا الناحلة وعيوننا الغائرة، صاح بفزع وبحنان أبوي افتقدناه طويلا:

ـ هاي شصاير بيكم؟

والتفت الى الرفيق ابو تانيا (عدنان عباس) المسؤول المباشر عنا حينها، ليكرر السؤال: هاي أنتو شمسوين بالرفاق؟

ظلت هذه الصورة عالقة في بالي دوما. أبوته لرفاقه، ودماثته في التعامل معهم وروح التواضع المنقطعة النظير التي صرنا نكتشفها فيه كلما نلتقيه وجعله محط حب واحترام رفاقه من مختلف الاجيال.

في ايار 1982، كان تاريخ التحاقنا بحركة الانصار للحزب الشيوعي العراقي، كنت مع مجموعة ضمت الشهيدة احلام (عميدة عذبي الخميسي) والفقيد الصديق الراحل ملازم فائز(سلام ابراهيم جليل)، وكان مرورنا عبر مناطق نفوذ الاحزاب الكردستانية الايرانية، وحدث ان التقينا في احد القرى، ضمن موعد مسبق، بوفد قيادة حزبنا العائد من اجتماعات مع الاحزاب الكردستانية العراقية، فالمفاوضات كانت جارية لاجل تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود). كان ابو حسان ضمن الوفد، وحين التقانا قال بصوته المحبوب:

ـ الان أرى ان الدم رجع لوجوهكم.

 وفي ضيافة الاصدقاء من الحزب الديمقراطي الكردستاني (حدكا)، جماعة الشهيد قاسملو، خطر للعزيز فائز ان يوقعني بمقلب. اذ اقتضت العادة في تلك المناطق عند الانتهاء من شربك لاستكان الشاي ان تميله في الصحن علامة على عدم رغبتك بالمزيد. اخفوا عني ذلك بتحريض من فائز، وتوقف الجميع عن شرب الشاي ما عداي، اذ ظل أهل البيت يرشقوني بالاستكان بعد الاستكان، وكادت بطني ان تنفجر، وكان أبو حسان يجلس الى جانبي، وبالكاد يغالب ضحكته، ثم لم يحتمل، فأنقذني مما رسمه رفاقي لي وأوقعوني به، فكانت حكاية صرنا نستذكرها كلما التقينا.

وتوالت عجلة الايام. عملت لعدة سنوات على ملاك الفوج التاسع للانصار في مناطق السليمانية، وبعد ان ارسلت للعلاج في بلد مجاور، واذ صادف حينها صدور كتابي "عراقيون" وهو اول مجموعة قصصية انصارية، تطبع في كردستان صيف عام 1985، وبامكانات الانصار الطباعية المتواضعة، حللت ضيفا على مقر الاعلام المركزي والمكتب السياسي في مناطق لولان وأرموش. وأرادني الرفاق في المكتب العسكري، في قيادة الأنصار، ان ابقى في مقر الاعلام المركزي، لاعتقادهم بإمكاني القيام بمهام متعددة، عسكرية واعلامية في آن واحد، وحين لمسوا ان لي رغبات اخرى، ولأجل اقناعي بوجهة نظرهم، كلفوا الرفيق ابو حسان مفاتحتي واقناعي. وبعد نقاش وحوار لأكثر من جلسة، اقتنع أبو حسان بحججي، وصار يقف الى جانبي، ما اثار ابتسام الفقيد ابو عامل سليمان يوسف بوكا (1925 2008)، مسؤول المكتب العسكري لقوات الأنصار فقال له:

 عيوني... أردنا منك ان تقنعه، الان لازم إحنا نقنعك اولا!

ولم يمض وقت طويل، حتى التقيته من جديد في مناطق مقر قاطع بهدينان لانصار الحزب، في وادي زيوة، حيث بنى له الرفاق الانصار غرفة منفردة، صارت محجا لزيارات الرفاق الانصار حين يزورون المقر من كل الوحدات الانصارية. وكنا خلال زياراتنا الى مقر القاطع نلتقيه فيها، ونتبادل معه احاديث حول تاريخ الحزب، اذ كان له دور متميز في مسيرة حزبنا النضالية لحقبة طويلة، شغل فيها مسؤوليات كثيرة في حياته الحزبية، خصوصا معلوماته الغنية عن نشاط الحزب في القوات المسلحة، حيث كان لفترات مسؤولا للتنظيم العسكري في الحزب قبل ثورة 14 تموز 1958، واذ لمسنا أنه كان يتمتع بذاكرة قوية ليتذكر الارقام والاسماء، ما شجعنا لان ندعوه لكتابة ذلك وتوثيقه. وقد باشر كتابة مذكراته، لكنه فقدها في ظروف عصيبة، وقد عاود في منفاه بلندن، كتابتها من جديد بمساعدة من كوكبة من الرفاق الذين تطوعوا لاجل ذلك، وصدرت في عام 2014 بعنوان (أعوام مضيئة من النضال من أجل الشعب والحزب) وبطبعة متواضعة، كما علق الرفيق عادل حبه الذي اعد المذكرات للطبع. وفي مقدمتها ذكر أنه (عملت في صفوف الحزب وخضت نضالاته لفترة زمنية ليست بالقصيرة تمتد منذ عقد الاربعينيات من القرن العشرين عندما نلت شرف العضوية في عام 1944، ومازلت عضواً فيه حتى كتابة هذه السطور في عام 1990.

لقد شرّفني الحزب وكلّفني المشاركة في نضالاته الجماهيرية والعمل في منظماته المهنية والديمقراطية، وربّاني في خضم الصراع الوطني والطبقي وجعل مني كادراً أقود منظمات ونقابات. كما شرفني الحزب بعد ذلك ولسنوات طويلة بأن أتولى منصباً قيادياً في أعلى هيئاته، وساهمت في مؤتمراته وكونفرنساته. كما شرّفني الحزب في قيادة منظمات في مجالات خطيرة وحساسة، هذا علاوة على سنوات عديدة ساهمت خلالها في نشاط الحزب قبل أن أتسلم بطاقة العضوية فيه).

 خلال لقاءاتنا مع الرفيق ابو حسان، اواخر ثمانيات القرن الماضي، كنا نخوض معه حوارات صريحة، حول وضع الحزب والحركة الشيوعية، حيث كانت ايامها ترتفع اصوات البريسترويكا من موسكو، وقد وصلت أصداؤها الى الشيوعيين العراقيين ولقت حماسا كبيرا بين صفوف الانصار. كان ابو حسان صريحا، وكان مدهشا وجريئا، في نقد نفسه والاعتراف بأخطائه في العمل الحزبي والقيادي. كان يتحاشى تحميل الآخرين أخطاء الحزب بلغة "تصفية الحسابات" التي ظهرت عند البعض عند كتابة مذكراتهم. كان يقف الى جانب مراجعة الحركة الشيوعية وحزبنا لمسلمات كثيرة في العمل، ومنها تعزيز الديمقراطية في حياته الداخلية، فبدونها لا يمكن الحديث عن حزب جماهيري!

وفي يوم من عام 1989، في طهران، بعد حملات الانفال، واضطرار مقاتلي

البيشمه ركه، وقوات حركة الانصار للانسحاب الى الدول المجاورة، وكنا مجموعة من الانصار نعيش ظروفا صعبة، اذ كنا اشبه بالمحتجزين هناك، وصلتني بطريق اليد رسالة من الرفيق العزيز ابو حسان، رسالة تفوح منها كلمات الابوة والتعاضد، تشد من عزيمتي، وتذكر ان هناك مساعي لاخراجنا الى دول اخرى، ويوصيني بالتكاتف مع الاخرين لتجاوز محنتنا في ايران التي طالت وسببت لنا اوضاعا نفسية سيئة، وان علينا ان لا نفقد الامل، ولم ينس ان يشجعني على استثمار الوقت في الكتابة. حين اخبرت رفاقي بالرسالة وجدت ان رسائلا مماثله منه، وصلت لاكثر من رفيق بذات المعنى، رغم انه ايامها كان يعاني من التعب والمرض.

*********************************************

في الذكرى التسعين مشاكل الشعب الصحية في الصحافة الشيوعية

د. مزاحم مبارك مال الله

الحزب الشيوعي العراقي ومنذ اليوم الأول لتأسيسه تبنى المصاعب والمشاكل التي تواجه الشعب وطرح البدائل والحلول لها، وركز في نضاله على الجانب الخدمي من خلال تشخيص الواقع المستعصي بالثلاثي الأسود (الفقر والجهل والمرض).

لقد حظي الجانب الصحي للشعب العراقي حيّزاً مهماً وعلى الدوام في صحافة الحزب انطلاقا من برنامج الحزب وسياسته في التصدي لكل ما يعانيه الشعب والوطن.

إن الحزب حينما كان وما زال يكتب وينشر في صحافته عن موضوعات الواقع الصحي المؤلم في البلد لم يكن الا من خلال المعايشة الحقيقية الفعلية لمراسليه وكتاّبه ومحرري هذه الموضوعات مع الواقع الملموس، وبذلك تأتي تشخيصات تلك السلبيات حقيقية موثوقة وموّثقة لا ترقى إليها الشكوك.

تم تناول مشاكل الشعب الصحية من موقعين، الأول وضع المشاكل الصحية تحت العدسة وتسليط الضوء عليها وبكل دقة، أما الثاني فيكمن في طرح الحلول لتلك المشاكل.

وتمثلت المشاكل الصحية المستعصية بـ :ـ

  • عدم وضوح الرؤيا الدقيقة في طبيعة ومسارات السياسة الصحية للبلد.
  • الخلل البنيوي في هيكلية وعمل وزارة الصحة واستمرار المنهج القديم (الذي لا يواكب العلم المتطور) في أدارة السياسة الصحية للبلد.
  • الخلل الكامن والهوّة الفاضحة بين خطط التنمية الصحية وبين تطبيقها وارتباط تلك العناوين بالميزانية المالية المخصصة لتنفيذ المشاريع الخدمية الصحية.
  • النقص الشديد في المؤسسات الصحية وبكل أنواعها.
  • الفوضى المتجلية في التوزيع الجغرافي والسكاني للمؤسسات الصحية الخدمية كافة.
  • تخلف أداء المؤسسات ذات العلاقة بالإحصائيات الطبية والصحية، علماً أن الرصد والإحصاء الوبائي والصحي العام يعد أهم مرتكز يؤسس عليه الخطط قريبة وبعيدة المدى.
  • النقص المزمن في الكادر الطبي والتمريضي.
  • شح الأدوية المصنعة والمستوردة، علماً أن إحدى أهم منجزات ثورة 14 تموز الخالدة هو تطوير الصناعة الدوائية الوطنية وانعكس ذلك في المقالات التي نشرتها صحافة الحزب والتركيز على أهمية سيطرة القطاع العام على تلك الصناعة حماية لها من الوحش المتربص بها وهو الخصخصة. لقد تجلت ظاهرة شح العلاجات في تلك التي تعالج الأمراض السرطانية المنتشرة بشكل ملفت وتحديداً بعد الحروب العبثية التي سعى اليها البعث ونظام صدام المقبور.
  • تدني الوعي الصحي للمواطنين والانكفاء عن مواصلة التوعية وتراجع التطبيق الخلاق للبرامج التوعوية.
  • السلبيات العديدة التي ترافق تطبيق الحملات التلقيحية وتقديم احصائيات غير دقيقة.
  • عودة ظهور أمراض كانت قد اختفت.
  • كسر حلقة سلسلة حماية المواطنين من الأمراض المشتركة.
  • التصدع الفظيع في الواقع البيئي وتراجع الواقع إلى درجاته الدنيا.
  • غياب الرقابة الصحية التي تؤمن السلامة الصحية للمجتمع في كل المجالات.
  • نمو أذرع شبكات الفساد في كل مفصل من مفاصل الإدارة الصحية في البلد كجزء من منظومة الفساد واستمرارا لما كان قبل 2003 وإلى ما بعده.

هذه هي جوهر مشاكل الواقع الصحي الأليم في العراق، والتي تناولتها صحافتنا وبتفاصيل أكثر من إجراءات الإسعافات الأولية والثانوية واستقبال المرضى، وحالات الطوارئ والخدمات المقدمة للراقدين في المستشفيات والتنافس اللامنطقي بين القطاعين العام والخاص وصرف النظر عن القطاع المختلط.

لقد تصدت أول جريدة أصدرها الحزب وهي (كفاح الشعب) في 31 تًمُوز 1935 وكان الخالد فهد من أبرز كتابها لموضوع الواقع الصحي في العراق ومن ثم تلتها (الشرارة) التي صدرت نهاية 1940 ثم جريدة (القاعدة) عام 1943، وصدرت جرائد(العمل) و(وحدة النضال) و(النجمة) و(الاتحاد) و(شورش)، أضافة إلى صحيفتين علنيتين وهما (الأساس) و(العصبة). كل هذه الصحف تناولت بشكل او بأخر المشاكل والشكاوى الصحية وبالمجمل الوضع الصحي المتردي.

وفي السجون أصدر الحزب (كفاح السجين) وقد تناولت من بين مواضيعها الوضع الصحي المأساوي للسجناء الناتج عن سوء التغذية والإهمال الصحي المقصود لبنايات السجون والمياه غير الصالحة للشرب فقد انتشرت بين المناضلين الشيوعيين والديمقراطيين المسجونين مختلف الامراض ومنها التدرن.

تناولت صحافتنا أيضاً ما يعاني منه شعبنا في مناطق كردستان ذات الطابع الزراعي القرَوي والتي تمتاز بسمات بيئية خاصة انعكست كواقع صحي خاص بها، نجمت عنه مشاكل بسبب فقدان السياسة الصحية السليمة التي يُفترض ان تؤسس على وفق الخصائص الجغرافية والبيئية لسكان كردستان، فأصدر الحزب جريدة (آزادي) السرية باللغة الكردية وكان الشهيدان الخالدان فهد وحازم مشرفين عليها، وأصدر الحزب جريدة(همك) الناطقة باسم الفرع الأرمني للحزب وقد تناولت ايضاً جانباً من الواقع الصحي للشعب.

وأصدر الحزب صحيفة (الفكر الجديد) العلنية الأسبوعية خلال السبعينيات من القرن الماضي تناولت فيها بعض الدراسات التخصصية بهذا المجال، هذا فضلاً عن ما كانت وما زالت مجلة (الثقافة الجديدة) الشهرية تطرحه بين فترة وأخرى، من دراسات حول أزمات الوضع الصحي والبيئي في البلد.

(طرق الشعب) و(ريكَاي) الصحيفتان الشيوعيتان المستمرتان في الصدور منذ عقود، فالتأريخ يشهد لهما مواكبتهما ورصدهما لكل ما له علاقة بصحة المواطن واستقرار أمنه البيئي، لقد دأبت جريدة طريق الشعب ومنذ 2003 حيث كانت تصدر يومياً، على تخصيص صفحة أسبوعياً أطلقت عليها (طب وعلوم). وقد بدأت الجريدة لاحقاً بتناول الموضوعات الصحية والبيئية وحتى البيطرية منها بأسلوب متطور ومتجدد، فلا يخلو عدد من إصدار طريق الشعب الاّ وفيها هنا وهناك موضوع يناقش ويعكس صورة الوضع الصحي الذي يعاني منه المواطنون.

ولابد لنا من استذكار صحف أخرى ايضاً وفي الفترة الوجيزة بعد ثورة 14 تُموز، كانت تتناول هموم الشعب الصحية ومنها صحيفة (صوت الطليعة) وهي صحيفة الحزب في البصرة، وصحيفة (صوت الفرات) لسان حال الحزب في الفرات الأوسط، إضافة إلى صحيفة (اتحاد العمال) الناطقة باسم الاتحاد العام لنقابات العمال، وكانت هناك صحيفتان اسبوعيتان هما (الحضارة) و(الثبات) وغيرها.

اما بخصوص الحلول فقد دأب الحزب الشيوعي العراقي أن لا يطرح المشكلة او السلبية فحسب وإنما يتناول الحلول لأن الغاية ليست الإحراج أو التسقيط، وعليه فنظرة الحزب حول هذه الموضوعة تنبع من أيمانه بالترابط الجدلي بين النتيجة والسبب، فالواقع الصحي العراقي المتردي هو نتيجة، ولها أسبابها.

لقد نجحت الصحافة الشيوعية العراقية حقاً قولاً وفعلاً من ترجمة مبادئ وبرامج الحزب التي تؤكدها مؤتمراته الوطنية طوال تسعة عقود، بكل فخر وامتياز. هنيئاً لصحافتنا في عيدها التسعين الأغر، المجد والخلود لشهداء الصحافة الشيوعية الخالدين.

***********************************************

الصحافة الشيوعية في عيدها التسعين أداة لتنمية وعي الكادحين

د. جاسم محمد حافظ الساعدي

يحتفل الشيوعيون العراقيون بالذكرى التسعين لصدور أول صحيفة سرية، صحيفة (كفاح الشعب) في 31 تموز 1935، وما تلاها من صحف مركزية كالشرارة والقاعدة واتحاد الشعب وطريق الشعب، وأخرى يسارية كالحارس والعصبة والفكر الجديد والمثل العليا والفرات ووحدة العمال ونضال الفلاح وكفاح الطلبة وصوت الشعب وحرية الوطن وغيرها.

ويحتفل معهم في هذه المناسبة كل وطني، وجد في حزبهم وصحافته ملاذا آمنا له، للتعبير عن رؤاه، لاسيما عندما تشتد وتائر الصراع الطبقي ويفقد الوطن استقلاله وتعصف بشعبه محن الاستبداد وغياب الحريات وكتم الأفواه، وذلك لأن هذه الصحافة كانت دوماً ساحة رحبة للتعبير عن مصالح الناس، ومنفذاً واضحاً للخروج من العتمة الماضوية في الفكر والممارسة الحياتية، وقارباً للإبحار نحو المستقبل، ومشّغلاً لنشاط العقول الباحثة عن وطن حر وشعب سعيد، عن وطن للتآخي والمحبة والسلام، بعيداً عن اوجاع وفتن العنصرية والطائفية والمناطقية.

كما كانت هذه الصحافة منظّماً مخلصاً للسواعد الخيّرة في دفاعها عن كل ما يستهدف بلادنا لموقعها الاستراتيجي الهام ولثرواتها الطائلة ودورها التاريخيّ في منطقة الشرق الأوسط. ولذا كان طبيعياً أن يواصل الحزب إصدار صحفه على مدى عمر الدولة العراقية، كأقدم حزب عراقي، ما حاد يوماً عن طريق الحق، وعن تبني مصالح الكادحين والفقراء والدفاع عنها، غير هيّاب من القمع الوحشي الذي تعرض له رفاقه واصدقائه على طول تاريخه المعّمد بدماء شهدائه الخالدين.

كما كان طبيعياً أن تكون صحافة الحزب السرية منها والعلنية، أداة لتنمية الوعي ولحشد الجماهير في الدفاع عن مصالحها الوطنية العليا ومصدر قلق للقوى الرجعية المعادية لمصالح الشعب والوطن. وسأبقى أعتز بعلاقتي بهذه الصحافة التي تعلمت منها حب الوطن وكادحيه، وكان ثمن هذه الدروس يوماً، تفتيشي عند مدخل مدينة الموصل، قادماً من حمام العليل، وكنت أحمل الجريدة بين أوراقي في أول أيام صدورها العلني، فإعتقلوني وإقتادوني الى مدیریة أمن الموصل، حيث تعرضت في المدیریة الى تعذيب نفسي وجسدي وألقوني ومعشوقتي (طريق الشعب) في غرفة نتنة ومظلمة، قبل أن يفرجوا عني بعد تدخل لجنة الجبهة في نينوى.

تحية للعاملين في صحافة الحزب والمجد لشهدائها وللفقيد الكبير ابو گاطع شمران الياسري والتهنئة العطرة لقرائها المحترمين.

************************************

الصفحة الثامنة

في موسم الانتخابات.. يتذكرون معاناة الكادحين

بغداد - طريق الشعب

مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تتكرر مشاهد الحملات الدعائية التي تتغنى بآلام الناس، وتتحول معاناة الكادحين، لا سيما عمال الشورجة، إلى مادة استهلاكية على ألسنة المرشحين. تُطلَق وعود كثيرة، وتتكرر الزيارات الميدانية إلى الأسواق الشعبية، لكنها تنتهي مع انتهاء الاقتراع، تاركةً خلفها الفقر ذاته، والإهمال ذاته، والاستغلال ذاته.

في قلب بغداد القديمة، وتحديدًا في أسواق الشورجة، تعمل آلاف الأيدي المتعبة في مهنة "العتالة"، من شباب بعمر الزهور، وكهول دفعهم ضيق الحال إلى كدح لا يحتمله الجسد، تحت أشعة الشمس الحارقة.

يقول المواطن أبو أحمد، وهو أحد العتالين في السوق، في حديثه إلى "طريق الشعب":

"يوجد في الشورجة نحو 5000 عتال، تتراوح أعمارهم بين 8 و70 عامًا. جميعهم يعملون بأجور تتراوح بين 10 و20 ألف دينار يوميًا، ولساعات طويلة تبدأ منذ الفجر، تحت الشمس اللاهبة".

ويتابع: "نحن نتحمل أعباءً جسدية ونفسية كبيرة. يكفي أن نعلم أن أي ضرر غير متعمد، أو حالة سرقة تقع أثناء نقل بضائع المواطنين، يتحمل العتال تبعاتها كاملة. وغالبًا يضطر إلى دفع تعويض من جيبه، رغم ضيق حاله".

ويشدد أبو أحمد على أن "الكثير من التجار يستغلون العمال العتالين أبشع استغلال، دون رحمة أو مراعاة".

غياب الحماية القانونية

أبرز ما يؤرق هؤلاء العمال هو غياب أي غطاء قانوني يحميهم. يقول أبو أحمد: "لا ضمان اجتماعي، ولا تأمين صحي، ولا حتى أي شكل من أشكال الاعتراف الرسمي بنا كعمال. لذلك، نطالب بإنشاء صندوق خاص بالعمالة غير المنظمة، يكفل لنا الحد الأدنى من الكرامة والأمان في حياتنا".

ويُردد ذات المطلب زميله العتال علي خالد، الذي يقترح أن "يُدار هذا الصندوق من قبل وزارة العمل، أو جهة مستقلة تُعنى بشؤون العمال، وأن يُسمح للعمال بإيداع مبالغ شهرية فيه، لضمان رواتب شهرية عند العجز عن العمل".

وعن آلية عملهم في السوق، يشرح خالد أن "توزيع العمال يتم من خلال فرق صغيرة يديرها عتالون قدامى، يتولّون تنظيم العمل داخل السوق، وحل المشكلات التي قد تحدث سواء مع الزبائن أو التجار".

ويضيف أن "هذه المنظومة التنظيمية البدائية هي كل ما لدينا، في ظل غياب أي دور حكومي".

خريجو الجامعات على الأرصفة

تفشي البطالة جعل من مهنة العتال ملاذًا لفئات جديدة، خاصة من الخريجين.

مهيمن حسين، أحد هؤلاء العتالين، تخرج عام 2019 من معهد الفنون الجميلة وكان من الأوائل. يقول:

"لم أحصل على فرصة عمل واحدة ضمن اختصاصي، رغم محاولاتي العديدة. اضطررت إلى العمل كحمال بأجر لا يتجاوز 15 ألف دينار في اليوم".

ويضيف بحسرة: "رغم صعوبة هذا العمل، فهو أفضل من البقاء عاطلًا، وانتظار معونة لا تأتي".

الوعود الانتخابية لا تُطعم خبزًا

ليث الزبيدي، بائع في الشورجة وحاصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ، يقول لـ "طريق الشعب":

"العمال هنا لا يملكون أدنى حقوقهم. لا ضمان، لا قانون، لا رعاية. ومع كل انتخابات، تتكرر زيارات السياسيين والمرشحين، ويغدقون علينا وعودهم الزائفة التي تتبخر بمجرد فوزهم".

ويضيف الزبيدي أن أغلب العمال لا يعرفون حتى كيف يُشملون بالضمان الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الكثير منهم بات يفضل الشمول بالرعاية الاجتماعية، رغم ضآلة مخصصاتها، على أمل أن تكون أفضل من لا شيء.

وينبّه الزبيدي إلى أن "العديد من الخريجين اضطروا للعمل كعتالين بسبب غياب الدعم الحكومي الحقيقي"، مؤكدًا أنه قدّم عدة مرات إلى وظائف حكومية، وكان آخرها التقديم على عقود محافظة بغداد، لكن "الأسماء لم تُعلَن حتى اليوم".

السياسات الحكومية عجز وتواطؤ؟

في خضم هذا المشهد، يبدو واضحًا أن الفشل في استيعاب الخريجين وتطوير سوق العمل بات سمة من سمات الأداء الحكومي. فلا مبادرات فاعلة، ولا إصلاحات جذرية، ولا مشاريع مستدامة تستثمر طاقات الشباب. كل ما يجري هو إعادة تدوير ذات الشعارات القديمة، التي يُستحضر فيها صوت العامل فقط حين يكون الصوت الانتخابي مطلوبًا.

إن ما يعانيه عمال الشورجة، كما الآلاف من نظرائهم في العراق، لا يمكن فصله عن سياسة ممنهجة للتجاهل، وأخرى أكثر سوءًا تقوم على الاستغلال الانتخابي.

هؤلاء لا يطلبون المستحيل، بل أبسط مقومات الكرامة: عمل آمن، أجر عادل، ضمان يحفظ مستقبلهم، وحكومة تفي لا تبيع.

**********************************************

وحدة العمل النقابي شرط لا بديل عنه لمواجهة التحديات

نورس حسن

في ظل ما يشهده العراق من تدهور في أوضاع الطبقة العاملة، وتوسع ظواهر الاستغلال، والتسريح العشوائي، والتهرب من الضمانات القانونية، تبرز الحاجة الملحّة إلى توحيد العمل النقابي، بوصفه أداةً مركزية لحماية حقوق العاملين وتعزيز قدرتهم على المواجهة.

لقد أفرز واقع الانقسام النقابي، سواء لأسباب سياسية أو تنظيمية، حالةً من الضعف والتشتّت، انعكست سلبًا على فعالية النقابات في الدفاع عن مصالح منتسبيها.

ليس من المبالغة القول إن تعدد المراكز النقابية أضعف ثقة العاملين بالحركة النقابية، وخلق ثغرات استفاد منها أرباب العمل والحكومات المتعاقبة للالتفاف على الحقوق وتقويض روح التضامن الطبقي. وبينما يعاني العمال من تدنّي الأجور، وغياب عقود العمل، وارتفاع معدلات البطالة، تنشغل بعض القيادات النقابية بصراعات النفوذ، بدلًا من أن تكون في قلب النضالات اليومية.

إن توحيد العمل النقابي لا يعني إذابة الخصوصيات، بل بناء إطار موحّد وفاعل، يُعلي من شأن الديمقراطية النقابية، ويضع المصلحة العمالية فوق الاعتبارات الحزبية والشخصية. ويتطلب هذا المسعى إرادة سياسية وتنظيمية صادقة من القوى الفاعلة داخل الحركة العمالية، وإعادة النظر في التشريعات التي تنظم العمل النقابي، بما يضمن الاستقلالية والتمثيل الحقيقي.

وليس بعيدًا عن تجارب الشعوب الأخرى، فقد شكّلت وحدة النقابات في كثير من البلدان نقطة انطلاق لتحسين شروط العمل، وانتزاع مكاسب اقتصادية واجتماعية مهمة، مستندةً إلى شرعية جماهيرية وقوة تفاوضية لا يُستهان بها.

إن وحدة العمل النقابي ليست شعارًا فحسب، بل هي استحقاق تاريخي لمواجهة التحديات المتزايدة في سوق العمل، وصون كرامة العامل العراقي. وعلى القوى الديمقراطية أن تضع هذا الهدف في صلب أولوياتها، وأن تعمل معًا لبناء حركة نقابية موحدة، ديمقراطية، مستقلة، ومنحازة بوضوح إلى صفوف العمال والكادحين.

*******************************************

عمال النظافة في قلعة صالح يضربون احتجاجاً على تأخر الرواتب

متابعة – طريق الشعب

أعلن عمال التنظيف في قضاء قلعة صالح بمحافظة ميسان إضرابًا مفتوحًا عن العمل، منذ أكثر من عشرة أيام، احتجاجًا على تأخر صرف رواتبهم لأكثر من ثلاثة أشهر، مما أدى إلى تكدس النفايات في عدد من الأحياء السكنية، وتسبب في أزمة بيئية خانقة.

وقال سجاد عباس، أحد العاملين في قطاع النظافة: "نحن نعمل منذ شهور دون أن نتسلّم أي راتب. نُداوم يوميًا في الشوارع دون أي مردود مادي، ولم يعد بإمكاننا الاستمرار بهذه الطريقة. لا نملك خيارًا سوى الإضراب، لعلّ صوتنا يصل إلى الجهات المعنية".

وأشار عدد من العمال إلى أن ظروفهم المعيشية تدهورت بشكل كبير، في ظل غياب أي ضمانات قانونية أو انتظام في دفع الأجور، مؤكدين أن غالبيتهم يعملون بنظام الأجور اليومية أو العقود المؤقتة، مما يجعلهم عرضة للتهميش والتجاهل المالي والإداري.

من جانبه، أوضح مدير بلدية قلعة صالح، محمد حسين، أن أزمة الرواتب تعود إلى "ضعف التخصيصات المالية"، مضيفًا: "البلدية تعتمد على تمويل من الحكومة المركزية أو من تخصيصات (البترودولار)، وغالبًا ما يتم صرفها متأخرة أو بشكل جزئي. أكثر من 220 عاملًا في القضاء مرتبطون بهذه العقود، وصرف رواتبهم مرتبط بتوفر السيولة والموافقات الوزارية".

أمام هذا الوضع، عبّر المواطنون عن استيائهم من تراكم النفايات أمام منازلهم، وتحملهم أعباء إضافية للحفاظ على نظافة الأحياء. وقال أبو علي الفريجي، من سكنة حي الزهراء: "تضررنا كثيرًا، فنحن من يتحمل كلفة رفع النفايات عبر استئجار مركبات صغيرة على نفقتنا الخاصة. لا أحد يخرج ليشرح للناس ما يحدث، ولا توجد جهة تتحمل المسؤولية".

ويحذّر أهالي القضاء من تداعيات صحية وبيئية خطيرة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل العاجل لصرف مستحقات العمال، وإنهاء الإضراب، واستئناف خدمات التنظيف في أسرع وقت ممكن.

***************************************************

عمال البناء يشكون الاستغلال: غياب الرقابة يعمّق الانتهاكات

بغداد – طريق الشعب

يشكو العديد من عمال البناء من تنصّل شركات المقاولات العامة من الالتزام بشروط العقود المبرمة معهم، وسط اتهامات بفرض ساعات عمل إضافية دون أجر، وتهديدهم بغرامات مالية كبيرة عند طلب فسخ العقود.

ويقول كامل عبد الله، وهو عامل بناء يعمل بموجب عقد، في حديث لـ "طريق الشعب": "الشركة التي أعمل لديها تفرض عليّ العمل لساعات تصل إلى 11 ساعة يوميًا، رغم أن العقد ينص على ثماني ساعات فقط".

وأضاف: "الشركة لا تمنح أي تعويض مالي عن الساعات الإضافية، كما أنها تنتهك بنود العقد بشكل واضح".

وأشار عبد الله إلى أن "الاستغلال بلغ حدًا لا يُطاق"، مؤكدًا أن "شركات المقاولات تفرض غرامات قد تتجاوز مليوني دينار على العامل الذي يطالب بإنهاء عقده، مما يضع العمال في دائرة من الخوف والإنهاك".

ولفت إلى أن "غياب الرقابة الفعلية على هذه الشركات يتيح لها التمادي في انتهاك حقوق العمال دون محاسبة".

وحول سبب عدم لجوء العمال إلى محكمة العمل، أوضح أن "معظم العمال يجهلون حقوقهم القانونية، كما أن أوضاعهم المعيشية لا تسمح لهم بدفع الرسوم التي تفرضها المحاكم"، مشيرًا إلى أن "ضعف الوعي القانوني وغياب الدعم النقابي يسهمان في تفاقم معاناتهم".

وطالب عبد الله، في ختام حديثه، الجهات الرقابية والمعنية بشؤون العمال بـ "التحرك العاجل لضمان تطبيق شروط العقود، ومحاسبة الشركات المخالفة، وتوفير آليات دعم قانوني مجاني للعمال الذين يتعرضون للانتهاك والاستغلال".

*********************************************

تسعون عاماً من الالتزام الطبقي

حوراء فاروق

تحتفي الأوساط التقدمية هذا الشهر بالذكرى التسعين لانطلاق الصحافة الشيوعية العراقية، التي ارتبطت منذ نشأتها ارتباطًا وثيقًا بالنضال الطبقي وهموم العمال والفئات الكادحة.

لم تكن الصحافة الشيوعية يومًا لسان حال حزب أو وسيلة دعائية فحسب، بل كانت منبرًا حيًا للمهمّشين، توثّق معاناتهم، وتعبّر عن مطالبهم، وتفضح السياسات الرأسمالية الجائرة التي تكرّس الفقر والتهميش.

فمنذ صدور أولى الصحف السرية المرتبطة بالحزب الشيوعي العراقي في ثلاثينيات القرن الماضي، مثل "كفاح الشعب" و"الشرارة"، ثم لاحقًا "اتحاد الشعب" و"طريق الشعب"، وضعت هذه الصحف العامل في قلب خطابها. وكانت مقالاتها لا تخلو من الإشارة إلى قضايا الأجور وساعات العمل والضمان الاجتماعي، كما تبنّت خطابًا صداميًا تجاه الاستغلال، وفضحت بشجاعة ممارسات أرباب العمل في حق العمال.

صحافة ميدانية لا مكتبية

واحدة من السمات المميزة للصحافة الشيوعية هي نزولها إلى الميدان. لم تكن تُكتب من خلف المكاتب أو تحت ضوء المكيّفات، بل اختلط مراسلوها بالعمال في المصانع والورش والأسواق.

وفي كثير من الحالات، كان العامل نفسه هو المراسل، يبعث برسالة بخطه المرتبك، لكن بصوته الواضح، يُخبر فيها عن حادثة طرد تعسفي، أو إضراب سلمي، أو إصابة في مكان العمل.

ويُعزى الفضل إلى هذه الصحافة في توثيق العديد من الحركات العمالية التي غابت عن التغطية الرسمية، خصوصًا خلال العهود القمعية. فعلى الرغم من التضييق والملاحقات الأمنية، ظلّت هذه الصحافة تواصل رسالتها، متنقلة بين مطابع سرية وتوزيع محدود، لكن بأثر بالغ.

قضايا العمال في صدارة الصفحات

لم يكن الحضور العمالي في الصحافة الشيوعية هامشيًا، بل غالبًا ما تصدرت القضايا العمالية الصفحات الأولى.

حين كانت معظم الصحف تُسوّق لخطابات الساسة والمصالح الطائفية أو العشائرية، اختارت الصحافة الشيوعية تسليط الضوء على مصنع أُغلق، أو احتجاج عمال نظافة، أو قانون يُمرر لتقليص حقوق العاملين في القطاع الخاص.

وقد ساندت هذه الصحافة، عبر حملاتها المستمرة، تشريعات العمل التقدمية، ودافعت عن الحريات النقابية، وأدانت المحاولات المتكررة لتفتيت الحركة النقابية عبر تكوين "نقابات صفراء". كما أولَت أهمية كبيرة للعمالة غير النظامية، تلك الفئة المحرومة من أبسط الحقوق، والتي غالبًا ما تُستخدم وقودًا لأرباح الشركات دون أي ضمانات.

ذاكرة نضالية حيّة

العودة إلى أرشيف "طريق الشعب" تكشف عن خط نضالي متصل. من تغطية إضراب عمال السكك الحديدية في خمسينيات القرن الماضي، إلى معارك موظفي العقود بعد عام 2003، كانت الصحافة الشيوعية دومًا شاهدة وشريكة.

لم تتعامل مع الشأن العمالي بوصفه خبرًا عابرًا، بل باعتباره صراعًا اجتماعيًا متجددًا يتطلب موقفًا وانحيازًا، لا حيادًا زائفًا.

كما لعبت دورًا بارزًا في بناء الوعي الطبقي. فعبر التحليلات الاقتصادية والسياسية، تمكّنت من الربط بين السياسات الحكومية وتدهور أوضاع العمال، وكشفت عن الأجندات الاقتصادية للمؤسسات المالية الدولية، التي غالبًا ما تملي شروطًا على الدول الفقيرة تؤدي إلى خصخصة القطاعات العامة وتسريح العمال.

تحديات الحاضر واستمرار الرسالة

في الوقت الراهن، وعلى الرغم من التحديات، ما تزال "طريق الشعب" مثالًا على الصحافة المناضلة، إذ تحافظ على خطها التقدمي، وتُخصص صفحات أسبوعية لتغطية الشأن العمالي والنقابي، إضافة إلى تقارير ميدانية من المدن والمناطق المهمّشة.

وقد ساهمت هذه التغطية في إعادة تسليط الضوء على معاناة شرائح واسعة من الشباب العاملين في القطاع الخاص، والعاملات في المعامل المنزلية، وسائقي التوصيل، وغيرهم من الفئات التي قلّما تجد صدىً في الإعلام السائد.

احتفاء بالنضال وتأكيد للانحياز

الذكرى التسعون للصحافة الشيوعية ليست مناسبة للاحتفال بتاريخ مجيد فحسب، بل فرصة لتجديد العهد مع صوت العامل، ومع من لا صوت له.

إنها مناسبة لتأكيد الانحياز إلى الصحافة المناضلة، تلك التي لا تبحث عن الربح بل عن التغيير.

لقد أثبتت هذه الصحافة، عبر عقودها التسعة، أن الكلمة يمكن أن تكون سلاحًا، وأن مقالة صادقة قد تُغني أكثر من آلاف الخطب.

وفي زمن تُسلّع فيه الحقيقة وتُزيّف فيه الوقائع، تظل الصحافة الشيوعية العراقية قلعةً للمبدأ، وحصنًا للطبقة العاملة، ولسان حالها النزيه.

****************************************

الصفحة التاسعة

أسينسيو على رادار إنتر ميلان

ميلان ـ وكالات

دخل النجم الإسباني ماركو أسينسيو، لاعب باريس سان جيرمان الحالي ونجم ريال مدريد السابق، ضمن قائمة اهتمامات إنتر ميلان الإيطالي لتعزيز خطه الهجومي خلال الموسم الجديد، وفقاً لما كشفه خبير الانتقالات ألفريدو بيدولا لموقع "فوتبول إيطاليا". وأشار التقرير إلى أن اهتمام "النيراتزوري" بأسينسيو ليس جديداً، إذ كان النادي قريباً من التعاقد معه خلال سوق الانتقالات الشتوية في يناير/كانون الثاني 2025، قبل أن تذهب الصفقة في اتجاه آخر. ويعود أسينسيو (29 عاماً) إلى باريس سان جيرمان هذا الصيف، بعد انتهاء فترة إعارته إلى نادي أستون فيلا الإنجليزي، إلا أن اللاعب لا يبدو ضمن خطط المدرب لويس إنريكي في الموسم المقبل، ما يُعزز من احتمالات رحيله مجدداً. وذكر التقرير أن إنتر ميلان يبحث عن لاعب هجومي بخصائص فنية مميزة، وأن أسينسيو يُعد خياراً مناسباً ضمن قائمة الانتقالات المحتملة، في ظل رغبة النادي الإيطالي في تدعيم صفوفه بلاعبين من أصحاب الحلول الفردية في الثلث الأخير. ولفتت "فوتبول إيطاليا" إلى أن سيناريو انتقال أسينسيو إلى ملعب سان سيرو قابل للتحقق خلال الأيام المقبلة، رغم أن الشروط الشخصية والتفاصيل المالية للصفقة لم تُناقش بعد.

**********************************************

تحديد موعد نصف نهائي كأس العراق

بغداد – طريق الشعب

أعلنت لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الأربعاء، عن تحديد يوم السبت المقبل الموافق 12 تموز 2025 موعدًا لإقامة مباريات الدور نصف النهائي من بطولة كأس العراق للموسم الحالي 2024-2025.

وتأهلت أربعة فرق إلى هذا الدور، وهي: الشرطة، القوة الجوية، زاخو، ودهوك، بعد منافسات قوية في دور ربع النهائي جرت مساء أمس الثلاثاء.

وسيشهد الدور نصف النهائي مواجهتين حاسمتين: الأولى تجمع فريق زاخو مع ضيفه الشرطة على ملعب زاخو الدولي. والثانية يلتقي فيها دهوك مع ضيفه القوة الجوية على ملعب دهوك.

وسيتأهل الفائزان من هاتين المواجهتين إلى المباراة النهائية المرتقبة، لتحديد بطل كأس العراق لهذا الموسم.

واستكمل فريق الشرطة عقد المتأهلين إلى نصف النهائي بعد فوزه الصعب على غريمه التقليدي الطلبة، بركلات الترجيح (4-1) عقب تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لكل فريق، في اللقاء الذي أُقيم على ملعب الشعب الدولي.

وجاءت المباراة متكافئة في أغلب فتراتها، حيث انتهى الشوط الأول بدون أهداف. وافتتح الشرطة التسجيل في الدقيقة 50 عبر محترفه عبد المجيد بو بكر، قبل أن تتعقّد مهمته بطرد لاعبه أحمد زيرو في الدقيقة 60، مما منح الطلبة أفضلية عددية أسفرت عن هدف التعادل في الدقيقة 76 بإمضاء اللاعب إمامتشي أوغسطين.

ولجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للشرطة، مانحة إياه بطاقة العبور إلى نصف النهائي.

وفي مباراة أخرى، حسم زاخو مواجهة "ديربي كردستان" أمام نوروز بفوزٍ ثمين بهدف دون مقابل، سجله اللاعب ناصر محمدوه في الدقيقة 75 برأسية متقنة، ضمن لقاء جرى أيضًا على ملعب الشعب الدولي.

وتميزت المباراة بالقوة والندية، خاصة في شوطها الأول الذي انتهى سلبياً، قبل أن يتمكن زاخو من ترجمة أفضليته في الشوط الثاني وتحقيق التأهل.

وكان فريق القوة الجوية قد حجز بطاقة العبور إلى نصف النهائي بعد فوزه على النجف، فيما تخطى دهوك عقبة الميناء، ليُعلَن رسميًا اكتمال عقد الفرق الأربعة التي ستتنافس على بطاقتي العبور إلى النهائي.

*********************************************

اتحاد الكاراتيه يقيم بطولتين للبراعم والأشبال

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للكاراتيه، أمس الأربعاء، عن إقامة بطولتين وطنيتين لفئتي البراعم والأشبال خلال شهر تموز الجاري، موزعتين بين محافظتي كركوك وكربلاء، ضمن خطته لتطوير المواهب الناشئة في اللعبة.

وقال رئيس الاتحاد، عادل عيدان، إن "الاتحاد قرر إقامة بطولة أندية العراق للبراعم والأشبال لأندية محافظات الشمال في محافظة كركوك، وذلك للفترة من 11 إلى 12 تموز الجاري، بمشاركة فئتي الذكور والإناث".

وأضاف عيدان، أن الاتحاد سيُنظم أيضًا بطولة أندية العراق لفئتي البراعم والأشبال لأندية المحافظات الجنوبية في محافظة كربلاء، مبينًا أن المنافسات ستُقام خلال يومي 18 و19 من الشهر الحالي، وتشمل أيضاً مشاركة الذكور والإناث.

وأكد رئيس الاتحاد، أن "الاستعدادات اكتملت بالتنسيق مع الاتحادين الفرعيين في كركوك وكربلاء، من حيث تهيئة القاعات وتوفير الحكام، لضمان تنظيم البطولتين بأفضل صورة ممكنة".

******************************************

أربيل تحتضن بطولة العراق للفئات العمرية بالشطرنج

متابعة ـ طريق الشعب

انطلقت، امس الأربعاء، في نادي خانزاد الرياضي بمحافظة أربيل، منافسات بطولة العراق للفئات العمرية بالشطرنج، والتي ينظمها الاتحاد العراقي المركزي للشطرنج بالتعاون مع الاتحاد الفرعي في أربيل، وسط مشاركة واسعة من الأندية والاتحادات الفرعية من مختلف المحافظات.

وقال رئيس الاتحاد العراقي للشطرنج، ظافر عبد الأمير، في تصريح للوكالة الرسمية، إن "البطولة تشمل الفئات العمرية من 8 إلى 16 عاماً، وفقاً لسنوات الولادة من 2009 إلى 2017، حيث يُسمح بمشاركة لاعب ولاعبة فقط من كل فئة عمرية لكل اتحاد فرعي أو نادٍ مشارك، فيما تُمنح أندية دوري الفئات العمرية حق إشراك عدد أكبر من اللاعبين".

وأوضح عبد الأمير، أن "هذه البطولة تُعد محطة فنية مهمة للاعبين، تتيح لهم فرصة الاحتكاك والتجربة الميدانية وتطبيق الخطط التدريبية، فضلاً عن التحضير الجيد للمشاركات الدولية المرتقبة، وأبرزها بطولة العرب التي ستقام في المملكة المغربية للفترة من 20 إلى 28 تموز الجاري".

وأشار إلى أن الاتحاد يعمل على "اكتشاف المواهب الواعدة في اللعبة من خلال هذه المنافسات، وتوسيع قاعدة اللاعبين في عموم البلاد، وسط اهتمام تنظيمي وفني كبير لضمان نجاح البطولة وتحقيق أهدافها التنموية في رياضة الشطرنج".

*****************************************

فيليكس ماغات ديكتاتور أرهب نجوم كرة القدم بأساليبه الحديدية

ميونخ ـ وكالات

عُرف عالم كرة القدم بعدد من المدربين أصحاب الشخصية الصارمة، لكن فيليكس ماغات، المدرب الألماني المخضرم، حجز لنفسه مكانة خاصة كأكثرهم قسوة، earning the nickname "آخر ديكتاتور في أوروبا"، بسبب نهجه التدريبي الفريد والمثير للجدل.

ولد ماغات في 26 تموز 1953، وبدأ مسيرته كلاعب ناجح مع نادي هامبورغ، حيث توّج بثلاثة ألقاب في الدوري الألماني، وبلغ نهائي كأس الكؤوس الأوروبية. كما خاض أكثر من 40 مباراة دولية مع منتخب ألمانيا، تُوج خلالها بلقب كأس أوروبا 1980، وشارك في نهائي كأس العالم مرتين في عامي 1982 و1986.

لكن شهرته الأكبر جاءت من أسلوبه التدريبي القاسي. فوفقًا لتقارير إعلامية بريطانية، منها صحيفة الغارديان، كان ماغات يقيم معسكرات تدريبية في أماكن نائية داخل الغابات، ويجبر اللاعبين على الاستيقاظ قبل السادسة صباحاً لإجراء اختبارات جري في الظلام، مع توقيع عقوبات بدنية إضافية على أي لاعب يتأخر عنه بمسافة 20 متراً خلال الركض.

واشتهر ماغات بقراراته الصارمة، حيث كان يُلغي الكرة تماماً من الحصص التدريبية، ويركّز فقط على اللياقة البدنية، وهو ما أثار الجدل مراراً. وأفادت تقارير بأن بعض اللاعبين سقطوا مغشيًّا عليهم من شدة الإجهاد خلال تدريباته.

كما فرض ماغات غرامات مالية صارمة وصلت إلى 100 يورو عن كل دقيقة تأخير في التدريبات، ولم يتردد في معاقبة من يمرر الكرة للخلف دون مبرر أثناء المباريات.

على مدار مسيرته، درّب ماغات فرقاً كبيرة مثل بايرن ميونيخ، فولفسبورغ، آينتراخت فرانكفورت، فيردر بريمن، وهامبورغ، كما دخل التاريخ كأول مدرب ألماني يقود نادياً في الدوري الإنجليزي الممتاز حين تولى تدريب فولهام.

رغم الجدل حول أساليبه، لا يزال فيليكس ماغات يُعد أحد أكثر المدربين تأثيراً في كرة القدم الألمانية والأوروبية، بشخصيته التي جمعت بين النجاح والصرامة، والنتائج التي عززت سمعته كـ"الديكتاتور الأخير" في ملاعب الساحرة المستديرة.

********************************************

وقفة رياضية.. لماذا لا تُشكَّل هيئة عليا للإعمار الرياضي؟

منعم جابر

إنّ الاهتمام بالرياضة، باعتبارها قطاعًا حيويًا ومؤثرًا في حياة الشعوب، أصبح ضرورة وطنية لا يمكن تجاهلها، لاسيّما في ظل تنامي الاهتمام الرسمي والدستوري بها، وتوسّع النشاطات المرتبطة بها في مختلف مفاصل الحياة.

هذا الاهتمام يتطلب، في المقابل، رعاية جادة للشباب، وتوفير البيئة المناسبة لممارسة الرياضة، سواء من أجل تعزيز الصحة والنشاط، أو من أجل تحقيق الإنجازات والبطولات، أو حتى لمجرد الهواية، وإشغال أوقات الفراغ بوسائل مفيدة. ولا يقتصر الأمر على فئة عمرية أو جنس دون آخر، بل نحن بحاجة ماسّة إلى بنية رياضية شاملة تتيح ممارسة الرياضة لجميع الأعمار وللجنسين على حدّ سواء.

من هنا، أوجّه دعوة صريحة إلى وزارة الشباب والرياضة، لأخذ زمام المبادرة بالاهتمام بالبُنى التحتية الرياضية، إذ باتت الرياضة تُمارَس على نطاق واسع، وشعبي، وفي مختلف القطاعات، بل وتُعدّ اليوم جزءًا من الاحتياجات الإنسانية الأساسية.

وبناءً على ما تقدم، أجد من الضروري الأخذ بالمقترح الذي طرحه الزميل الصحفي البارز خالد جاسم، رئيس الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية، والقاضي بتشكيل "هيئة عليا للإعمار الرياضي".

هذه الهيئة، في حال إنشائها، يجب أن تضم ممثلين عن وزارات: الدفاع، الداخلية، التربية، التعليم العالي، الشباب والرياضة، إلى جانب اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية. كما ينبغي أن تُمنح هذه الهيئة صلاحيات واسعة تتجاوز الروتين الإداري، لتكون قادرة على تحقيق أهدافها بفاعلية.

وإن تحققت هذه التجربة، فستخلق ظروفا مناسبة لدعم البُنى التحتية الرياضية، والنهوض بها، بما يتماشى مع ما نصت عليه المادة (36) من الدستور العراقي، التي تؤكد أن "ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها، ورعايتها، وتوفير مستلزماتها". هذا النص الدستوري ملزم، ويجب ترجمته إلى واقع ملموس.

تشكيل الهيئة العليا للإعمار الرياضي سيكون خطوة نوعية لوضع الأسس السليمة لبناء الملاعب، القاعات، المضامير، الأندية الرياضية، منتديات الشباب، وغيرها من المؤسسات الرياضية في مختلف أنحاء البلاد. فواقع البُنية التحتية الرياضية اليوم يعاني ضعفًا شديدًا، لا سيما في العاصمة بغداد، حيث المنشآت شحيحة أو متهالكة، وإن وُجدت في بعض المحافظات، فإن أغلبها يعود إلى أكثر من نصف قرن مضى.

إن الأندية الرياضية بمعظمها تعاني من التهالك، وبناياتها قديمة ومهملة، والقاعات الرياضية نادرة أو غير صالحة للاستخدام، والمسابح قليلة وبإمكانات محدودة. كل هذه المنشآت بحاجة إلى تجديد وصيانة دورية.

ومن هنا، أرى أن هذا المقترح، في حال إقراره ومنح الهيئة الصلاحيات والموارد المالية اللازمة، سيمكّنها من أداء دورها الجاد، ويضعنا على طريق إعادة بناء واقع رياضي حقيقي، يتماشى مع تطلعات شبابنا، ويحقق ما نصّ عليه الدستور من دعم للرياضة، باعتبارها وسيلة فعالة للتنمية والتغيير.

فحين تتحقق الانطلاقة الصحيحة للبنية التحتية الرياضية، سيبتعد الشباب عن مسالك الانحراف، وينجذبون إلى ميادين الرياضة والنشاط الإيجابي.

علماً أن المنشآت الرياضية التي ظهرت بعد التغيير السياسي في العراق، اقتصرت إلى حد كبير على ملاعب كرة القدم، بسبب النقص الكبير الذي كان موجودًا في هذا الجانب. غير أن البنية التحتية ما زالت تعاني نقصًا وتدهورًا في العديد من المجالات الأخرى، مثل القاعات، المسابح، منتديات الشباب، مضامير ألعاب القوى، وغيرها.

إن النهوض بالرياضة لا يكون إلا عبر نشر هذه المرافق والميادين في عموم البلاد، بما يتيح اكتشاف المواهب، وصناعة الأبطال، وتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية، والصحية، والشبابية.

******************************************

الصفحة العاشرة

إنها إبادة الحضارة الفلسطينية: ألسنةُ المثقفين بفرنسا بدأت بالتحرّر

بوعلام رمضاني

يبدو أن المفكر المستعرب فرانسوا بورغا (راجع حوارنا معه) استطاع أن ينتصر على "جهابذة" الآلة الإعلامية الصهيونية، التي لم تعد قادرة على الاستمرار في التعتيم على تداعيات إبادة غزّة. وكلمة "الإبادة"، التي كانت حتى وقت قريب من المحرمات التي لا يمكن تصورها، باتت متداولة على ألسنة معظم المثقفين والسياسيين الفرنسيين، بعد أن أصبحت حقيقة مكتملة الأركان لا يمكن القفز عليها.

بورغا الذي انتصر للحرية في نهاية الشهر الماضي، ولقَن أعداءها درسا يبعث فولتير من رماده، بعد تبرئته قانونيا من تهمة تمجيد الإرهاب، انتصر لعدد لا يستهان به من المثقفين والفنانين والسياسيين والنشطاء، يهودا كانوا أم غير يهود. لقد خرجوا عن صمتهم التراجيدي رويدا رويدا، مكرهين وغير مخيرين، بعد أن بلغت وحشية الإبادة الفلسطينية درجة تجبرنا على إعادة تعريف مفهوم السريالية.

إبادة بمعايير "أوشفيتز"

رغم أن المنع المكارثي الناعم في شكل قانونٍ غيرِ مكتوب، والحصار الإعلامي، والتوجيه المفروض على صحافيين أصبحوا يقومون بدور أعضاء محاكم التفتيش، والتهديد والوعيد والمحاكمات القضائية (مثال فرانسوا بورغا)، تتحرر ألسنة المثقفين والسياسيين والفنانين على نار هادئة، ولو بنِسَب محتشمة لدى بعضهم، للتنديد بإبادة غزّة بعد أن أضحت معاييرها هي نفسها معايير إبادة اليهود في أوشفيتز خلال الحرب العالمية الثانية، من منطلق القانون الدولي، وليس استنادا لأصحابِ التقليب الأيديولوجي الصهيوني، الذي ما زال يشهر في وجه كل من يقارن إبادة غزّة بإبادات سابقة (الهيريرو، والتوتسيون، والبوسنيون، واليهود، والغجر، والأرمن، والهنود الحمر).

وإذا كان تيري أرديسون، الصحافي المعروف، ونجم القناة السادسة الخاصة، قد اضطر للاعتذار بعد أن تجاوز المحظور إثر مقارنته بين إبادتي غزّة وأوشفيتز، فإن الصحافي الشهير إمريك كارون، صاحب الشعر الطويل والرطب ـ الأمر الذي يدفعه إلى إعادة الجزء الذي يعيق نظره إلى مكانه ـ واللحية غير الإسلامية، والمستوى المهني العالي، والعضو في حزب "فرنسا الأبية"، قد تحدى بالحجة الدامغة الصحافي الكبير مثله جاك بوردان، نجم (راديو مونتي كارلو)، وقناة (بي إف أم)، حينما اعترف بدهاء الهارب من الحصار والاستنطاق الأقرب إلى الروح المكارثية الأمنية قائلًا: "المقارنة غير واردة، لكن ما يحدث في غزّة إبادة حقيقية أيضا".

من جهته، ورغم معاقبته بتوقيفه مدة أسبوع عن مزاولة عمله كصحافي معلّق في قناة (أر تي إل)، بقي جان بيار أباتي مصرا على موقفه متحديا مسؤوليه بتسجيله فيديو في قارعة الطريق مكررا: "ما فعله الفرنسيون في الجزائر إبادة مثلما فعل النازيون في قرية أورادور سير غلان في العاشر من يونيو/ حزيران من عام 1944"، وتقع القرية في منطقة أوت فيان، وسط غرب فرنسا، وهي قريبة من مدينة ليموج.

عاد الصحافي المتمرد على التعتيم والمحاصرة المكارثية إلى عمله، وبقي وفيا لموقفه النادر في وطن "حرية التعبير" التي تتوقف عند الحديث عن فلسطين، على حد تعبير آلان غريش.

غريش، ولمن لا يعرفه، هو الكاتب والصحافي الكبير، وابن هنري كوريال مؤسس الحزب الشيوعي المصري بالتبني، ومدير موقع (أوريان 21)، الذي أراده منبرا حرا يعيش بفضل التبرعات والهبات والاشتراكات المالية للمعجبين الذين يتزايدون من يوم لآخر على إيقاع إبادة غزّة.

من بينوش نجمة "كان" إلى لوكليزيو وإرنو

قبل أن يوقّع حوالي 300 كاتبة وكاتب عريضة ينددون فيها بإبادة غزّة جهرا على صفحات صحيفة "ليبراسيون" يوم 26 من الشهر الماضي، لم تتألق النجمة السينمائية الشهيرة جولييت بينوش، بطلة فيلم "المريض الإنكليزي" الشهير، فقط بروح مخملية صرف لصيقة بالمهرجان العالمي الذي تحتضنه سنويا مدينة "كان"، عروسة البحر اللازوردي البديع. خلافا لمعظم نجومه ونجماته، تجاوزت الروح المخملية والصبغة الرسمية التي يحظر من خلالها الحديث عن إبادة غزّة بنعومة القانون غير المكتوب، وعوض الاكتفاء بالحديث عن المهرجان السينمائي العالمي في ليلة حالمة، راحت النجمة الوديعة تمجد غزّة من خلال تكريمها الصحافية والمصورة فاطمة حسونة، التي راحت ضحية الإبادة الجماعية مع أفراد عائلتها لحظة تحدثها مباشرة مع الإيرانية سبيدة فارسي قبل يوم من عرض الفيلم الوثائقي الذي أخرجته عنها "ضع روحك على كفك وامشِ"، وهو الفيلم الذي سيبقى وصمة عار في جبين كل من سكت على الإبادة التي تتعاظم لحظة كتابة هذه السطور باسم تحميل حركة حماس مسؤوليتها.

الروائية الشهيرة أني إرنو، التي كانت من موقعات وموقعي العريضة المذكورة التي نشرتها الصحيفة الفرنسية اليسارية الشهيرة، وصاحبة جائزة نوبل للآداب عام 2022، مع رفيق دربها الروائي الكبير الآخر جان ماري لوكليزيو، الفائز بالجائزة نفسها عام 2008، عادت مؤخرا لتصرخ بقوة غير مسبوقة في وجه من يركب موجة الازدواجية المقيتة أخلاقيا عند الحديث على طريقة "الفيلسوف" آلان فينكلكروت، أشهر مفكري الشاشات التلفزيونية، عن حرب غزّة من دون الاعتراف بأنها تتعرض لإبادة كما تعرض لها أجداده اليهود.

"فينكي"، كما يناديه المقربون، اجتهد مؤخرا وهو يواجه روني برومان، الرئيس السابق لمنظمة "أطباء بلا حدود"، في ستوديو قناة (فرانس كلتور/ فرنسا الثقافة)، والذي حاورته قبل اليوم "ضفة ثالثة"، مندّدًا بمكارثية أبناء وطنه، رغم إدانته حركة حماس. الصحافية التي جمعت الاثنين فشلت في التوفيق بينهما نتيجة تأكيد برومان على الإبادة والتطهير العرقي، خلافا لـ"فينكي" الذي اكتفى باعتبار نتنياهو مجرم حرب مثل برنار هنري ليفي.

إنها "خطوة تكتيكية من عند الذي يعتقد أن إسرائيل ترد على إرهابيي السابع من أكتوبر"، على حد تعبيره، خلافًا لبرومان الذي يؤمن أنهم يستحقون الإدانة كما قال جان لويه بورلونج، نائب حزب الديمقراطيين الوسطيين (المودام)، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء فرانسوا بايرو: "لا يمكن إيجاد عذر لمرتكبي السابع من أكتوبر، لكنه لم يتم من دون سبب". وقصد النائب اليميني الوسطي سياق التطهير العرقي للفلسطينيين الذي ينكره فينكي، خلافًا لبرومان وإيلان بابيه، صاحب كتاب "التطهير العرقي للفلسطينيين"، وهو التطهير الذي أكده فرانسوا بورغا قبل أسبوعين لـ"ضفة ثالثة" عند حديثه عن استعباد إسرائيل للفلسطينيين منذ عقود.

أخيرا، وليس آخرا... إبادة غزّة تتأكد من يوم لآخر في باريس، رغم تعتيم وحصار المكارثيين والعسس الأمنيين، وصدور كتابَي "غزّة حرب كولونيالية" الجماعي وغير المسبوق علميا، و"مؤرخ في غزّة" لجان بيار فيليو، خير دليل على انكسار الصمت على إبادة أسوأ من النكبة، على حد تعبير فيليو في حديث لموقع "ميديا بارت"، الذي يديره الصحافي والكاتب إيدوي بلينال، ضحية حملة مسعورة بقيادة إعلاميي اليمين المتطرف.

إنها إبادة الحضارة الفلسطينية

رغم السعي الخرافي الحثيث لميليشيات إعلامية مجندة بقوة ممنهجة لتجسيد رقابة فرنسية يمنع مهندسوها وصفَ ما يحدث في غزّة بالإبادة ـ بقيادة مالك قناة "سي نيوز"، فانسان بولوريه ــ  رغم ذلك، يبقى هامش التعبير الحر واردا في بعض القنوات الفرنسية العمومية، ومن بينها قناة (الخامسة)، التي استضافت مؤخرا الروائية الشهيرة أني إرنو، ضيفة برنامج "المكتبة الكبيرة"، الذي يقدمه الإعلامي فريدريك بونوال، خليفة الراحل برنار بيفو...

أصرت مجددا، وبقوة أكبر، على وصف ما يحدث في غزّة بالإبادة التي تقضي على الحضارة الفلسطينية حسب قولها، مضيفة بذلك البعد الرمزي الثقافي غير المنفصل عن الطابع الإبادي لأجساد الرضّع والأطفال والشيوخ والنساء، بدعوى ملاحقة "إرهابيي" حركة حماس، وهو المبرر نفسه الذي رفعه قادة الدعاية الصهيونية ضد مدنيين عزل، لمطاردة مقاومين ماركسيين وشيوعيين ووطنيين وقوميين غير متدينين منذ عام 1948.

ضيفة القناة العمومية المذكورة، أكدت، حزينة، يوم الأربعاء الرابع من الشهر الجاري، قائلة: "الكتابة لم تعد تنفع أمام ما يحدث من إبادة في غزّة، وأشعر بألم العاجزة عن القيام بشيء لا تستطيع تجسيده".

الروائية الظافرة بجائزة نوبل أكدت شعورها بالتواطؤ مع مرتكبي الإبادة من دون أن تقولها بصيغة مباشرة: "الكتابة عنها أصبحت أمرا تافها. الغزّيون أصبحوا اليوم يتمنون الموت، لكن ليس في شكلِ أشلاء متناثرة. واقعيا هو الموت، وليس الحياة".

أرنو تحدثت باسم العشرات من الكتّاب باللغة الفرنسية (لم تقل الكتّاب الفرنسيين) عن صحة الأدلة التي تثبت الإبادة التي تتمّ على المباشر. إنها الإبادة التي تقضي على الحضارة الفلسطينية ــ كررت تقول ــ على إيقاع صمت بدأ ينكسر، على حد تعبيرها. "أطالب بتوقف الحرب بصفة نهائية، وعودة الرهائن الإسرائيليين، وإطلاق سراح الآلاف من المساجين الفلسطينيين في الضفة الغربية".

استطردت صاحبة جائزة نوبل قائلة: "يجب أن يتوقف قمع الحركات المتضامنة مع فلسطين، ومساءلة العنصرية حيال العرب"، مستعينة بقول الكاتبة والصحافية الفلسطينية الشابة نور العاصي: "إذا كان العالم يستطيع مُشاهدتنا ونحن نُمحى من دون أن يقومَ بأي شيء، فلا صحة لما يدّعي الدفاع عنه".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"ضفة ثالثة" – 16 حزيران 2025

********************************************

الكيبوتس.. الدلالة في الآيديولوجيا الصهيونية

محمد صباح*

يشكل الـ Kibbutz (المستوطنة) التجسيد العملي للصهيونية الاستعمارية؛ فهو أداة للفصل العرقي والإقصاء تجاه السكان الأصليين، وطليعة المشروع الكولونيالي الذي قامت عليه الدولة الإسرائيلية. إن قصة الـكيبوتس ليست مجرد تجربة اجتماعية، بل تختزل جوهر الفكرة الصهيونية ذاتها.

لطالما نظر بعض المثقفين اليساريين إلى إسرائيل باعتبارها «إسبرطة» العصر الحديث، دولة عسكرية تمسك بالسيف بلا هوادة. وفي زيارة للفيلسوف اليساري هربرت ماركوز إلى إسرائيل، اصطحبه الروائي الإسرائيلي عاموس عوز في جولة داخل الـ Kibbutzim (جمع Kibbutz). وقد أبدى ماركوز موقفاً مفاجئاً حين قال: «إن تجربتكم هي التجربة الاشتراكية الوحيدة التي لم تسفك دماء، ولم تتحول حتى الآن إلى تجربة بورجوازية». هذا التصريح يثير الدهشة، خصوصاً إذا ما قورن بسياق ماركوز الفكري المعروف بنقده الحاد للأنظمة السلطوية والممارسات الإقصائية.

كان ديفيد بن غوريون، رغم انشغاله بتأسيس الدولة، يدرك تماماً أهمية الـ Kibbutz  كخزان رمزي وعملي للمشروع الصهيوني؛ فقد قال محذراً: «ليس هناك افتراض أكثر ضرراً أو خطورة من أن تأسيس الدولة يعني أن ساعة الريادة قد انقضت. فبدون دافع ريادي قوي يواكب الاحتياجات والإمكانات المتزايدة منذ قيام الدولة، لن نتمكن من إدارة المهام الثلاث الكبرى: جمع المنفيين، وإزهار الصحراء، وتحقيق الأمن».

ومع مرور الزمن، بدأ الجيل القديم من اليهود يشعر بأن الـ Kibbutz بات ينفصل عن جذوره الأولى. ففي عام 1970، عبّر أحد المحاربين القدامى عن خيبة أمله قائلًا: «نحن نشهد تحولًا في التركيز من الـ Kibbutz إلى الاقتصاد، ومن الرؤية إلى المصالح، ومن المعايير الأخلاقية الشاملة إلى معايير الكفاءة»؛  أما الجيل الثالث من أبناء الـ Kibbutzim، فلم يتبن عقائد آبائهم، بل طالب بالحرية في تشكيل حياتهم على طريقتهم، وقد عبر أحد الشباب بوضوح: «نحن لا نرى أي خطأ في تطور مهنة الـ Kibbutz».

عقب انتخابات عام 1981، أثار برنامج تلفزيوني جدلًا واسعاً حين عرض مشهداً لعضو من Kibbutz Manara على الحدود اللبنانية وهو يسترخي في مسبح فاخر. وفي مقابلة إذاعية عشية رأس السنة العبرية، اغتنم مناحيم بيغين الفرصة للهجوم قائلًا: «ذلك الرجل في الـ Kibbutz، وهو يسترخي في المسبح كما لو كنت تشاهد مليونيراً أميركياً... ويتحدث باستعلاء؟ هل جلست أنت في ذلك المسبح؟ أنا لا أتمتع بمثل هذه الرفاهية». هذا التصريح لم يكن بريئاً ؛ فقد لجأ بيغين إلى «البطاقة العرقية» في استخدام فظّ يعكس إدراكه بأن الـ Kibbutz، رغم ما يعتريه من عيوب، لا يزال يُقدَّم بصفته النموذج الأخلاقي المثالي، ومصدر التميز في «الأمة الإسرائيلية».

وقد فجّرت كلمات بيغين عاصفة من الجدل الإعلامي، ليتصدر الـ Kibbutz مجدداً النقاش العام؛ وكان له من يدافع عنه بشغف، مثل الروائي والصحافي عاموس كنعان، الذي كتب يقول: «إنكم تدمرون الـ Kibbutzim، وتدمرون الهوية الإسرائيلية. إن الـ Kibbutz لا ينتمي إلى أعضائه فحسب، ولا إلى حركة العمل فقط، بل هو مصدر فخر لكل إسرائيل، وللشعب اليهودي بأكمله، وأحد أروع تعبيرات العبقرية اليهودية».

(الأغنية الصامتة)

هي لوحة للرسام الصهيوني إفرايم موسى ليليان (1874–1925)، رسّام بولندي يُعد من أوائل المصورين الذين ارتبطوا بالحركة الصهيونية، وأسهم في تشكيل رموزها البصرية المبكرة. أُنجزت هذه الرسمة كجزء من أعماله التوضيحية لديوان «يهوذا»، للشاعر الألماني بوريس فون مونشهاوزن.

ورغم جمالياتها الشكلية التي تستلهم أسلوب الآرت نوفو والرمزية، تحمل هذه اللوحة، كغيرها من أعمال ليليان، بعداً أيديولوجياً يتقاطع مع المشروع الصهيوني في تمثيل «يهودية» مثالية ومجردة، تسعى لفصل التراث اليهودي عن سياقاته التاريخية المتعددة وإعادة توظيفه ضمن سردية قومية استعمارية.

من هذا المنظور، يمكن النظر إلى «الأغنية الصامتة» لا فقط كعمل فني رمزي، بل كأداة ضمن خطاب تصويري يسعى إلى إعادة تشكيل الهوية اليهودية في خدمة مشروع استيطاني، وهو ما يستدعي قراءة نقدية تتجاوز جماليات الشكل إلى تحليل أعمق لبنية المعنى والدلالة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*باحث فلسطيني، والمقال من صفحته على الفيسبوك بتاريخ 16 حزيران 2025

******************************************

{لا تسلحوا القتلة}.. جودي دينش وملالا يوسفزاي وتوتشي يدعون ستارمر إلى {إنهاء تواطؤ بريطانيا} في جرائم غزة

انضمت الممثلة البريطانية الشهيرة دام جودي دينش، والناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي، والممثل ستانلي توتشي إلى قائمة تضم أكثر من 100 شخصية عامة جديدة، وقعوا رسالة تدعو رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى “إنهاء تواطؤ المملكة المتحدة” في ما يجري بغزة.

وكشفت شبكة “سكاي نيوز” أن هذه الرسالة، التي نُظّمت من قبل مؤسسة اللاجئين “تشوز لَف” (Choose Love)، كانت قد حظيت بتوقيع نحو 300 شخصية في نهاية مايو/ أيار الماضي، من بينهم نجوم مثل دوا ليبا، وبنديكت كامبرباتش، وغاري لينيكر، وطالبوا فيها بتعليق كافة تراخيص وتصدير الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل.

وتتضمن الرسالة دعوة صريحة لستارمر لاستخدام كل الوسائل المتاحة لتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى قطاع غزة، والعمل على وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

كما قام عدد من المشاهير والنشطاء بتلاوة أسماء الأطفال الذين استشهدوا في غزة، أمام مبنى البرلمان البريطاني، في محاولة لتسليط الضوء على حجم المأساة.

ورغم مرور ثلاثة أسابيع على الرسالة الأولى، يقول الموقعون إن “شيئًا لم يتغير”.

ومن بين الأسماء الجديدة المنضمّة للحملة: الممثلة فلورنس بو، والممثل راسل توفي، ونجم “دكتور هو” نكوتي غاتوا، والمغني باولو نوتيني، والكاتب مايكل روزن، والموسيقي بول ويلر، عضوتا فرقة “ليتل ميكس” لي-آن بينوك وجيد ثيرلوال، والإعلامية فيرن كوتون، وممثلة “صراع العروش” كاريس فان هوتن، وممثلة “هاري بوتر” بوني رايت، وقائد منتخب إنكلترا السابق للركبي كريس روبشو.

وتشير الرسالة إلى أن الأطفال في غزة “يتضورون جوعا بينما الطعام والدواء لا يبعدان سوى دقائق”، متهمة إسرائيل بمنع دخول المساعدات. وتضيف أن “71 ألف طفل دون سن الرابعة يعانون من سوء التغذية الحاد، ومن ينجو منهم من الجوع يستفيق على صوت القنابل”، في حين تجاوز عدد الأطفال الشهداء 15 ألفا.

وجاء في نص الرسالة: “العنف المختوم بصمت بريطانيا، والطائرات المحمّلة بقطع صنعت في مصانعنا، تمطر عائلات بأكملها بالموت في ثوانٍ. لا يمكنكم وصف ما يحدث بأنه غير مقبول، ثم تظلون مكتوفي الأيدي.

“كل لحظة تمر تعني موت طفل آخر تحت أنظارنا. التاريخ يُكتب في لحظات الوضوح الأخلاقي، وهذه واحدة منها. العالم يراقب، والتاريخ لن ينسى. أطفال غزة لا يمكنهم الانتظار دقيقة أخرى.

وبحسب ما ورد، علقت الحكومة البريطانية في سبتمبر/ أيلول الماضي، نحو 30 رخصة تصدير أسلحة إلى إسرائيل، إلا أن أرقام صادرات الأسلحة لشهري أكتوبر/ تشرين الأول وديسمبر/ كانون الأول 2024 تظهر أن بريطانيا وافقت على صفقات بقيمة 127.6 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يتجاوز إجمالي مبيعات الأسلحة بين عامي 2020 و2023.

ومنذ إرسال الرسالة الأولى، وصف ستارمر جرائم إسرائيل في غزة — من الحصار إلى الضربات الجوية — بأنها “مروعة وغير مقبولة”، إلا أنه لم يصف ما يجري بأنه “إبادة جماعية”، رغم مطالبة عدد من نواب حزبه بذلك.

وفي 10 يونيو/ حزيران، فرضت بريطانيا إلى جانب أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بسبب “تحريضهما المتكرر على العنف ضد المدنيين الفلسطينيين”، ومنعتهم من دخول بريطانيا وجمدت أصولهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"القدس العربي" – 20 حزيران 2025

***********************************************

الصفحة الحادية عشر

أخبار ثقافية

الروائي العراقي عزيز الشعباني، اصدر مؤخراً ثلاث روايات هي:

- تختبئ في عينيها الملائكة/ منشورات دار نينوى- دمشق.

- طاعن في السر/ منشورات كوديا- بغداد.

- كوك نزر/ منشورات قناديل- بغداد.

الناقدة د. نادية هناوي وصفت روايته "طاعن في السر" بأنها "من الروايات الرشيقة التي عرفت التجريب الموضوعي.. واختزلت الاحداث وتحددت الشخصيات بالوهم المرجعي". وعدت روايته "كوك نزر" من أجرأ الاعمال التي تناولت الحياة الخفية للمرأة. فيما جعلت روايته "تختبئ في عينيها الملائكة" الوهم جزء من لعبة الحب.

- غسيل الادمغة- تاريخ التحكم في العقول/ تأليف المؤرخ البريطاني دانياك بيك، ترجمة احمد العطري، اصدار: دار الساقي- بيروت.

************************************************

ذاكرة الصحافة الشيوعية المحاق الذي صار بدراً

علي شبيب ورد

منذ صبانا، تعلمنا من أساتذةٍ نبلاء، لا يعرفون للخير طريقا إلّا وسلكوه، يبصرون فيما وراء السائد، نحو آفاق التطلع، لعالمٍ جديد خالٍ من الوجع والجور والحرمان. ويفكرون في بناءِ بلادٍ لا تذلُّ وتسحقُ أبناءَها، وتدفعهم للتذمر منها، وتركها بالانتحار أو بالهجرة لأرضِ الشتات والخذلان.

كانوا عمالا وفلاحين ومعلمين ومدرسين ومن باقي الفئات الاجتماعية، غير أنهم يتميزون بسمات ألفناها فيهم، ألا وهي: الإخلاص للعمل، والإيثار، واحترام الآخر وحسن الاصغاء له، وابداء النصح والمساعدة لذوي الحاجة، وحب الناس جميعا، ومن أعظمها الإخلاص للوطن. ومن المعروف أن الحزب الشيوعي العراقي، تأسس في 31 آذار 1934. وفي 31 تموز 1935 صدر العدد الأول من جريدته السرية (كفاح الشعب) وذلك لحاجته الماسة لها، من أجل تنظيم وتطوير حياته الداخلية والثقافية، كي يتجاوز الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية الصعبة التي مرَّ بها.

والحزب عبر سفره النضالي المجيد، لم تمنعه ضراوة مسالك مواجهة جبروت السلطات، من اصدار مجموعة من الصحف والمجلات منها: الشرارة/ القاعدة/ اتحاد الشعب/ العمل/ وحدة النضال/ النجمة/ الاتحاد/ شورش بالكوردية/ آزادي بالكوردية/ همك بالأرمنية/ الأساس/ العصبة/ كفاح السجين/ الفكر الجديد /طريق الشعب/ الطريق الثقافي/ النصير/ طريق النصر/ ريكاي سركفتني بالكوردية/ ومجلة الثقافة الجديدة.

وكذلك إذاعة صوت الشعب العراقي. لأنه (منذ البداية كشف الفصيل الفتي الرائد، الملتهب حُبا للوطن ولبسطاء الناس أوراقه على صفحات جريدته الأولى السرية -كفاح الشعب- حيث دعا في عددها الأول الى تصفية القواعد العسكرية الأجنبية وإلغاء معاهدة 1930، والى يوم عمل من ثماني ساعات وتوزيع الأراضي على الفلاحين، وتصدّرَ الشيوعيون العراقيون نضالات الجماهير ومعارك العمال وهبّات الفلاحين. ولعبَ باني الحزب الرفيق -فهد- دورا أساسيا في بلورة توجهاتهم الوطنية والتقدمية واستراتيجيتهم)1.

والشيوعيون الأوائل، هم معلمونا النجباء الذين كانوا قدوةً نيِّرةً لنا، ومبعث فخرنا، فقد تعلمنا من سلوكهم القويم، وتثقفنا من خلال ثقافتهم، واخترنا تطلعاتنا لعالم أرحبٍ وأجمل، من أضواءِ رؤاهم السديدة. ولولاهم لتهنا في دياجير الخرافة والأوهام والعبودية للوسطاء المقنعين بيننا وبين ضوء الحقيقة.

وبفضلهم نحن الآن على وعيِّ تامٍ، بأن ما يجري في البلاد الآن هو بسبب الانصياع الأعمى لذوي الأقنعة الذين مارسوا كلَّ الوسائل اللاإنسانية لإيهام الناس وتجهيلهم، والقبض على لقمة عيشهم والتلاعب بمقدراتهم، وتهميش وافناء من لا يخضع لسلطتهم الغاشمة.

وكيف لا وهم ينتمون أو يحبون حزبا عظيما مناضلا عنيدا في الدفاع عن حرية الوطن والشعب، حيث (يجمع الحزب بثبات بين القضية الوطنية وقضية الديمقراطية، وينظر إليهما في إطار وحدة لا تنفصم، فهو يعمل على إقامة نظام ديمقراطي اتحادي أساسه التعددية الفكرية والسياسية، والفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة، واحترام حقوق الإنسان، وضمان الحريات الشخصية والعامة، واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص، وتأمين العدالة الاجتماعية، وبناء دولة القانون والمؤسسات، الدولة المدنية الديمقراطية العصرية كاملة السيادة)2.

وبعد هذا السعي والنضال الطويل للحزب الشيوعي العراقي، وسواه من الأحزاب الشيوعية العالمية، والحركات التحررية في جميع دول العالم، التي كشفت من خلالها، ما تعانيه الشعوب من ظلم وجور الحكومات الجائرة.

وتواصلها الحثيث على رفع تقاريرها المرفقة بالوثائق والصور الدامغة، الى منظمة الأمم المتحدة، والتي تبنت يوم 10 ديسمبر 1948 في قصر شايو في باريس (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) حيث نص في المادة الثانية (لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر) 3.

إنَّ صدور العدد الأول من جريدة (كفاح الشعب) مثَّلَ الاطلالة الأولى، لقمر الفكر العلمي والثقافة التقدمية على العراق. بينما صدور العدد الأول من (مجلة الثقافة الجديدة) كمجلة شهرية ثقافية عامة، مثل اكتمال القمر، أو أن المحاق صار بدرا.

لأنه كان شاملا للثقافة والفكر والعلوم والآداب والفنون وهذا المجتزأ من افتتاحية عددها الأول، يبين لنا نهجها التقدمي المتطور على الدوام (قد يكون تعدد المذاهب وكثرة الآراء من أسباب الأزمة الفكرية الحاضرة التي تجتاح العالم من أقصاه الى أقصاه، إلّا أن باعثها الرئيس، كما نعتقد، هو تطور المجتمع السريع الذي كان من نتائجه أن أصبحت كثير من الأفكار والتقاليد لا تتفق وحاجات المجتمع الحديث ولا تنسجم مع مرحلة تطوّره الحاضرة.

فإذا بالجيل الجديد يعزفُ عمّا لا يستجيب لحاجاته، باحثا في هذا الحاضر المضطرب عن طريقِ المستقبل الصحيح)4.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ    

1- مجلة الثقافة الجديدة العدد 443-444 اذار 2024 / محطات في مسيرة الحزب الشيوعي العراقي/ اعداد رئيس التحرير/ ص9.                                                                          2- المصدر السابق/ ص8.

3- كراس (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) الجمعية العامة للأمم المتحدة/ المادة الثانية/ ص6. والذي تبنته الأمم المتحدة يوم 10 ديسمبر 1948 في قصر شايو في باريس.

 4- مجلة الثقافة الجديدة/ الثقافة الجديدة/ لجنة التحرير/ العدد الأول/ بغداد تشرين الثاني 1953/ ص1.

******************************************

ذاكرة اخرى حين يضحك الشهيد قبل المقصلة

سهيل الزهاوي

ها قد انصرم عامٌ وشهران وستة أيام على إقامتي في هذه المدينة، منذ تسلّمي المهمة السرية الجديدة.

في مثل هذا اليوم، تحديدًا في الثاني من شباط عام 1985، كنت على موعدٍ مع الرفيق حسيب وزوجته الرفيقة أَشتي. هناك، في بيتهم، التقيتُ بأخي زانا لأول مرة.

كالعادة، انطلقتُ إلى الموعد في السابعة صباحًا. كان صباح ذلك اليوم باردًا، تتساقط فيه الثلوج بغزارة، كما لو أنها تحمل في بياضها أسرار الحزن، وتكسو الشوارع بصمتٍ موحش. طرقتُ الباب وأنا أبتسم، ففتحت لي أَشتي، وأومأت لي أن أدخل إلى غرفة النوم بدلًا من الجلوس في الصالة.. بدا الأمر غريبًا، ظننتُ أن في البيت ضيفًا لا ينبغي أن يراني، أو أنهم بانتظار أحد.

لم تمضِ دقائق حتى عادت أَشتي. كان وجهها شاحبًا، ودموع صغيرة تتلألأ في عينيها. جلستْ صامتة تحدق بي. وعندما أبعدت نظراتها عني فجأة، أثار ذلك فضولي. رفعت رأسها من جديد، وقالت بصوتٍ مرتجف:

— هل تعلم أن السلطات أعدمت قبل أيام 150 سجينًا سياسيًا في سجن أبو غريب ببغداد؟

هززت رأسي: لا، لم أكن أعلم.

ثم صمتت وغادرت الغرفة مسرعة. بقيتُ وحدي، وغرقتُ في التفكير. تذكرت حينها ما أخبرتني به الرفيقة جميلة في الشهر الماضي، أن أخي ثاقب خضع لمحاكمة صورية في بغداد. شيئًا فشيئًا بدأ الخوف يتسلل إليّ: هل كان ثاقب من بين الشهداء؟

عادت أَشتي وهي تحمل كأس ماء. نظرتُ إليها، وسألتها بحذر:

— هل زانا... كان من بين الشهداء؟

أطرقتْ برأسها، ثم قالت بصوتٍ مختنق:

— نعم.

تدفقت دموعها، بينما حاولتُ أنا أن أتماسك.

— من أين عرفتِ؟

— وصلتنا الرفيقة زكية من بغداد، وقالت إن ابنة عمتك، سعيدة، هي من نقلت الخبر.

أضافتْ:

— لا يوجد ضيف في البيت. طلبتُ منك المجيء إلى هنا لأنني عرفت أن وقع هذا الخبر سيكون قاسيًا، وأردتُ أن تسمعه بعيدًا عن الآخرين.

فتحتُ باب الغرفة واتجهت إلى الصالة. جلست بينهم، وقلت بصوتٍ خافت:

— لا داعي للبكاء عليه. هو من اختار هذا الطريق بكامل إرادته.

ثم، بينما أغالب انفعالاتي، قلت بثبات:

— الشهيد زانا لم يمت، بل سطّر صورة بطولية حين وقف متحديًا جلاديه، محافظًا على العهد. فليفتخر الجميع ببطولة الشهداء.

نظرتُ في عيني أَشتي، وأضفت:

— كنتُ واثقًا أنه سيصمد حتى النهاية. لقد قال لي يومًا: "يجب أن يواصل الشيوعي السير نحو الحقيقة، حتى لو كان على حافة قبره."

كان زانا أكثر تماسكًا في لحظاته الأخيرة، ينتظر دوره أمام المقصلة، مبتسمًا، مرتديًا ملابسه نفسها منذ لحظة اعتقاله. وبهدوء، أطلق نكتة ساخرة عن صدام حسين... فضحك الجلادون.

قالت أمي عندما استلمت جثمانه:

"وجهه كان هادئًا، كأنه نائم نومًا عميقًا."

التفتُّ إليهم مجددًا، وقلت بثبات:

— لن نبكيه، بل سنحمله في ذاكرتنا فخرًا ورايةً للمقاومة.

ساد الصمت، لكنني شعرتُ أن روح زانا كانت تملأ المكان.

*******************************************

مسرح عن {أحزانُ السَّنَةِ القادمةِ}

عمر كشيش

"أحزانُ السَّنَةِ القادمة" اول عمل مسرحي لعلاء كولي يقف في المنتصفِ بينَ طلبِ النُّخبةِ والعامة، غارقٍ في الكوميديا السوداءِ، ممتزجٍ بالسخرية من الواقعِ السياسيِّ والاجتماعي، مع كوميديا طفوليَّة، تُشبه ما يردّده الأطفالُ من عباراتٍ مثل: "السيِّد حمار" أو "السيِّد خنزير"، وهي كلماتٌ بريئةٌ في الظاهرِ، لكن توظيفَ ما يُشبهها من روحٍ يحملُ في السياقِ المسرحي دلالاتٍ تهكميَّةً جارحة. تبدأ المسرحية بمحاولةِ اصطيادِ شيءٍ، وكِلا الشخصيتين: حسن/ناجي، وهما البطلان الوحيدان تقريبًا في المسرحية، يتحدثان عنه ويلوم أحدهما الآخرَ على عدم اصطياده، ويتّضح فيما بعد أنَّ هذا الشيءَ هو كلبٌ سائبٌ. وهنا يتّضح توظيفُ ممارسةٍ طفوليَّة، وما يفعله الأطفالُ في محاولةِ اصطيادِ الكلابِ السائبةِ المنتشرةِ في الشوارع، بغضِّ النظرِ عن الظلمِ واستلابِ الحقوقِ الذي تتعرض له الكلابُ والحيواناتُ بشكلٍ عامّ. يتطوّر المشهدُ ليتّضح أنَّ أحدهما يُطارد الآخر معتقدًا أنه كلب، ويبدو أن كليهما ضحيَّةُ أحدٍ ما شرّيرٍ لعب بالإعداداتِ داخلَ رأسيهما لينشغلا عن "كلبيتِه" التي يفيض بها جسدُه، وجعلهما على هذه الحالةِ التي يُرثى لها وبذات الوقتِ هي مضحكة. هنا، الكلبُ لا يرمزُ إلى الوفاءِ في هذا العملِ المسرحيّ، بل الرمزُ يتماهى مع الشتيمةِ والكلبُ الذي يبدو أنَّه أساءَ لحسن وناجي وأخذَ حقوقَهما، هربَ مبكرًا. ينمو العملُ المسرحيُّ معبّأً بالضحكِ كَرَدّ فعلٍ استثنائيٍّ ضدَّ الجريمةِ السياسيَّة، ويبدو حَلًّا عفويًّا لمواصلةِ الحياةِ المعقَّدة. وتبرز في الأفقِ روحُ التحشيشِ كغيمةٍ أو دخانٍ أو عباءةٍ اقتلعتها الرياحُ من نافذةِ إحدى المنازل، يكتشف كلاهما مدى الخديعةِ التي غرقا فيها.

حسن: أحمقٌ أنتَ!

ناجي: هههه وأنتَ "أحمق فاتح"!*

تتماهى الشتيمةُ مع تدرُّجاتِ الألوان، في تلاعبٍ لغويٍّ ساخر.

بعد توظيفِ الكلبِ السائبِ وداءِ الكلبِ ومزيجِ الكلبيَّةِ والفسادِ في المسرحية، تأتي مرحلةُ توظيفِ الحمارِ وداءِ الحمير:

السخريةِ تكشف عن هشاشةِ الواقعِ السياسي، وتحويله إلى أداةِ نقدٍ سياسيٍّ لاذعٍ، والرقيِّ به وتوظيفه كأداةٍ مشاكسةٍ. السخرية من الموت بفعلِ الثراءِ الفاحش، والخوفُ ممّن ينقُصُ شيئًا من هذا الثراءِ، والسخريةُ من سنواتٍ ميتةٍ في العملِ والطردِ من العملِ لأسبابٍ فنيَّةٍ لعَطَبٍ ما، وحضورُ الآليةِ وغيابُ الإنسانيَّةِ في الحياة. يتناوبُ الضحكُ والبكاءُ، ضحكٌ يتوقّفُ ويتحوّلُ إلى بكاءٍ، أو بكاءٌ يتحوّلُ إلى ضحكٍ، تناوُبٌ على أشدِّه والكوميديا السوداء غيومٌ سوداء كثيفة، حتى ينزلَ المطرُ المسرحيُّ متمثِّلًا بذروةِ الإبداع. بدأت المسرحيةُ بتهديمِ رمزيَّةِ الكلبِ الراسخةِ في العقول، والرمزيةُ تتطوّر لاحقًا أو تتجرّأ لتشملَ رمزيَّةَ الوطنِ ومحبته واكتشافِ مدى زيفها.

يتواصلُ شجارهما وضحكهما وبكاؤهما، والمسافةُ الكوميديةُ المفجوعةُ بينهما وبين الوطن، والعزفُ على العودِ من قبلِ أحدهما معزوفةٌ حربيَّةٌ أو فوضويَّةٌ وبلا معنى، ثم رميُ العودِ على الأرضِ ومواصلةُ الشجار، ثم قتلُهما لشخصٍ ثالثٍ يحاولُ أن يُطلِقَ معزوفةً جميلة، ويبرزُ معنى العودِ الجميلِ العذبِ وارتباطه ببثِّ السكينةِ وتفتيتِ معاني الحروبِ الصدئة.

في النِّهايةِ، يتركانِ العازفَ مضرجًا بدمه، ممددًا على خشبة المسرح، ويُشيِّعانِ العودَ. شيءٌ مُحزنٌ، وكسرةُ ظهرٍ أن يتعرّض العازفُ للاغتيال... شيءٌ جميلٌ أنَّ العودَ لم يتحطَّم، مرفوعًا على الأكتاف.

****************************************

استباحٌ مستديم 

 نعمت خلات حجي

على بُعد غصتينِ

... ووَجع

وفي مخاضِ مفترق

نتشقلبُ ( سنجار ) وأنا

على أديمِ ورقةِ التينِ المسفوكِ

كجلطةٍ مضطهدةٍ بُصقتْ متدحرجةً

على جغرافيةِ دمعٍ يتصاعدُ وقعه

في محطةِ احتضارٍ ﻻ يستكين

تجندلُنا منذ ألفِ جرحٍ ونيف

دماملُ فمٍ أعور 

وتلوكُنا متشبثةً برملِها 

تغضناتُ أسنانِ حنظل

فأثمرنا يا جذري طيوراً مهاجرة 

وأُخرى ..

تنتظرُ رصاصةَ رحمة

من فوهةِ مستقبلٍ طاعنٌ في الضياع

سَكُرَ حدَّ الإخصاء

من هلوسة بوصلةٍ عرجاء 

ﻻ تجيدُ القراءة

تَرنحَ عقربُها المشوش

على صدأ مفتاحٍ أحول

فقَدَ حاسةَ الجصِ والحجر

فتقيأنا المسار ....

كجثةٍ راكدةٍ أنهكَها شخيُر شراعها الرثّ

على توابيتٍ لم تَمُتْ بعد

وما تكحلَ حصرمُ مواسمنا

بقبلةِ غيمٍ أو شفاهِ بلل

شاخَ عكازُ خريفِنا يا أرومتي

في انتظار ترياقِ ربيعٍ

رضعناه مشيمةَ انتماء

فجنينا مَجرّةَ نعشٍ 

على امتدادِ وطن

فها هنا مازالتْ ( كاني سبي )* فاغرة الجرح

تُعمدُ أطفالَها بالدم

وجسدُ ( لالش )* لأسلافِ الشرِ باتَ خبزاً

يُغمّسُ في صراخِ البكاراتِ كل يوم

فسحقاً لشذوذِ مشيئةٍ

حاكَها على جبينِ بابلَ

صليبُ هوﻻكو المعقوف

وأذكى سمومَ غيلانِها

ضِرعُ صحراءٍ من صبّار فكرٍ مُعطل

وبئساً لجبروتِ أقزامٍ

وضوءهم دم وصلاتهم نَحر

أدمنوا غضّ اللحم وطري العظم

وتحت مظلة اللُحى المشذبة

تمتعوا على شرفِ عزرائيل

بمحطة شواءٍ لأكباد الأطفال 

ورغم ذلك كله يا نبضي

لا مسمع في مديات أُفقك

وجناح الأثيرِ أطرش

ولا جديد يا أماه

ونعم يا أبتاه

قد حدث هذا في ( سنجار )

وتحتَ عينِ الشَّمس 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاني سبي : أو عين الماء البيضاء وهي عين ماء مقدسة تقع في وادي لالش يعمد الأيزيديون أطفالهم بمائها .

ﻻلش : المعبد المقدس لدى الأيزيديين ٧٠ كم شمالي الموصل

**********************************************

الصفحة الثانية عشر

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • فالح ياسين عبود الربيعي100 الف دينار
  • عبد الزهرة عذار العبادي100 الف دينار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

******************************************

أما بعد .. علي المندلاوي جلجامش عصره

منى سعيد

على غير موعد ظهر أمامنا نحن مجموعة من الأصدقاء فجأة الفنان المبدع رسام الكاريكاتير علي المندلاوي أثناء جلوسنا في مقهى أحد المولات في أربيل. كانت مصادفة لطيفة لا سيما نحن نعرف إقامته في هولندا وتردده على الوطن مرات في العام. الطريف انه كان يجر خلفه حقيبة سفره رفقة ابنته الصبية، ولم تنفع توسلاتنا إليهما بالانضمام لطاولتنا بعدما تعذرا بإرهاقهما من السفر وعزمهما على تناول وجبة العشاء.. المهم سعدنا بلقائهما وتواعدنا على التواصل بعد حين.

مساء اليوم التالي صعقنا بخبر إصابة فناننا علي بجلطة دماغية مفاجئة كادت تودي بحياته، عرفنا من كتابته على صفحته في الفيس بوك حين كتب ساخرا كعادته (جلطة بلغت قوتها 3.5 درجات على مقياس رختر استمرت عدة دقائق ظهر اليوم، لكنها وضعت مَن وَصَله الخبر من العائلة، وخاصة أخي مدحي وابنتي لافه التي كانت معي وقت حدوث "الزلزال" في حالة إنذار قصوى، واستغرقت مني ساعات من العناية المركزة والتحاليل والسونارات والتخطيطات القلبية والرنينات وقياس الضغط والسكر، وغيرها في صالة طوارئ مركز طبي في أربيل وأخيرا طلعت غير مصدق.. سلامات عافية مستدامة لكم).

طبعا، جعلتنا هذه الحادثة نعيد حساباتنا جميعا بمدى جدوى الحياة، وكيف لنا اللحاق بتأدية إنجازاتنا، إن حق لنا تسميتها، هكذا بأسرع ما يمكن قبل أن يداهمنا خطر الموت.

علي الذي وصفه الكاتب الساخر حسن العاني بـ"جلجامش" عصره لطوافه الأسطوري المدهش في عوالم الكاريكاتير وتحليقه فوقها وفي فضاءاته وكأنه قمر تجسس إمبريالي، بحيث لم يفلت من رقابته أي فنان في أي مكان في العالم، وبجهد يفوق طاقة كائن بشري فرد.. كان قد اصدر قبل عامين كتابا بعنوان "وجوه" يذكر أنه كان يمنح الوجوه التي رسمها رويدا رويدا عمره..

لكن بقي الطفل الذي لا يكبر، فنانا لا يكف عن الرسم والحركة، يرسم في كل الأوقات وفي كل الأزمنة، يحوَّل ذكريات وأحلام الناس إلى لغة جميلة أسمها الفن على حد تعبير الصحفي والسينمائي الليبي محمد مخلوف.

لم يكفِه إنجاز اثني عشر معرضا شخصيا والمساهمة في أكثر من ثلاثة وعشرين معرضا مشتركا في العراق والعالم، وحصوله على الجائزة الأولى مناصفة من معرض الكاريكاتير العربي الأفريقي في القاهرة، وعلى الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي الرابع عشر – ميهاي أونسكو – رومانيا، والجائزة الأولى لمسابقة جورج بهجوري في مصر، فضلا عن كونه عضوا في اتحاد الكاريكاتيريين العالمي وممثله في العراق، مؤسسا لمشغل أدد للتصميم الطباعي، وعضوا مؤسسا في جماعة القافلة الدولية في تونس، وعضوا مؤسسا في مؤسسة أصدقاء ثقافة وادي الرافدين في هولندا، وعضوا مؤسسا في جمعية الكاريكاتير العراقية في بغداد، فضلا عن إصداره كتابين مهمين بعنواني "وجوه" و"في مرايا المندلاوي" جمع فيهما حصيلة منجزه في البورتريه الكاريكاتيري لأربعة عقود.. وها هو يواصل جهده رغم تغربه واعتلال صحته. إذ يعتزم تقديم معرض متخصص فريد بفكرته يعتمد على أعمال مجسمة يأمل طباعتها في كتاب متخصص، فضلا عن انجاز معرض آخر من لوحات بأفكار متنوعة بعيدا عن وجوه الكاريكاتير.

*********************************************

شعارات  لمناسبة الذكرى ٦٧ لثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ 

  • عاشت الذكرى ٦٧ لثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ المجيدة
  • شعلة ثورة ١٤ ١٩٥٨تموز تنير الطريق نحو الدولة المدنية    

    الديمقراطية وتحقيق  العدالة الاجتماعية

  • معا لدحر منظومة المحاصصة والفساد والسير على طريق التغيير الشامل
  • لا هدنة مع ملفات الفساد، قديمها وحديثها
  • نعم لحرية التعبير .. لا لتكميم الافواه والتضييق على الحريات
  • حصر السلاح بيد الدولة مطلب ملح
  • ليكن يوم ١١ /١١ احد روافع التغيير المنشود وفرض إرادة الشعب

***********************************************

في {بيتنا الثقافي} ندوة عن {دور المرأة في الانتخابات}

بغداد – طريق الشعب

احتضنت قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، أخيرا، ندوة حول دور المرأة في الانتخابات ومناهضة العنف، عقدتها رابطة المرأة العراقية بالتعاون مع شبكة النساء العراقيات، وحضرها جمع من الناشطين والمهتمين في القضايا النسوية.

الندوة التي حملت عنوان "صوتك يحميك"، تناولت محاور عدة، منها مشاركة المرأة في الانتخابات، وآليات مكافحة العنف الموجه ضد النساء باعتباره يتقاطع مع الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.

رئيسة رابطة المرأة شميران مروكل، استهلت الندوة بالحديث عن ضرورة تعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية، لا سيما في العمليات الانتخابية، مبينة أن هذا الأمر ليس فقط مطلبا لتحقيق العدالة والمساواة، بل هو وسيلة فعالة لمعالجة أحد أكثر التحديات إلحاحا في المجتمع، والمتمثل في العنف الموجه ضد المرأة.

ثم تحدثت عن أشكال ذلك العنف، وما يترتب عليها من أذى نفسي وجسدي، مرجعة تلك السلوكيات إلى عوامل ثقافية واجتماعية وإلى غياب أو عدم تفعيل القوانين التي تنصف المرأة، فضلا عن غياب صوت النساء في مواقع القرار.

وشددت مروكل على أهمية مساهمة النساء في الانتخابات، عبر التصويت والترشيح والانخراط في العملية السياسية والمشاركة في صنع السياسات، مبينة أن لتلك المساهمة أهمية في كسر الصور النمطية تجاه النساء، وتمثيل قضاياهن داخل المؤسسات السياسية، ومساعدتهن في الضغط لتغيير التشريعات المجحفة، فضلا عن تقديم نماذج تقتدي بها الفتيات والنساء الأخريات.

وأشارت إلى ان وجود النساء في مواقع السلطة يحد من الرؤية التقليدية لأدوارهن، ويضمن أخذ احتياجاتهن في الحسبان عند وضع الخطط والسياسيات العامة، بما في ذلك الأمن والتعليم والصحة وغيرها.

وتابعت أن مشاركة المرأة في صنع القرار، تعزز أيضا من صورتها كعنصر فاعل وقادر على إحداث التغيير، مشيرة إلى ضرورة أن يكون هناك تمثيل للمرأة في المؤسسات الأمنية والعدلية، ما يجعل ضحايا العنف أكثر استعدادا للإبلاغ وتقديم الشكاوى.

وبعد مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، انتهت الندوة إلى توصيات عديدة، أهمها توفير كوتا انتخابية فعالة للنساء لضمان وصولهن للمجالس، دعم الحملات الانتخابية للنساء بالتمويل والتدريب، تجريم العنف السياسي ضد النساء ووضع آليات لرصده ومحاسبته، تمكين النساء من خلال الإعلام والتثقيف ونشر الوعي بحقوقهن وبناء تحالفات نسوية داخل الأحزاب وخارجها من أجل الضغط والتأثير.

*****************************************

قف.. ورقة التوت.. وداعاً

عبد المنعم الأعسم

أشعر بالغثيان عندما افتح ملف الأوضاع الداخلية في مجالس المحافظات، وكلمة غثيان ملطّفة، وقد تبدو خجولة، حيال الوقائع اليومية للصراع الشرس بين الحيتان القابضة على رقبة سلطة القرار في هذه المجالس، ويشار بذلك الى حقل الألغام بين منصب المحافظ وغريمه منصب رئيس المجلس، وذلك حول الثروات والمناصب والعقود والحظوات، والجيسكارات، والحمايات، وسطوات العشائر والنافذين من شيوخها، وتهريب الممنوعات والأموال، وتوظيف الاتباع، والتعيين بالرشوات، وحول أعمال الغدر والتآمر والإيقاع بالشريك والحليف والآخر، والتكتل مع هؤلاء ضد أولئك، ثم التصالح مع أولئك والانقلاب على هؤلاء، هذا غير الصراعات المستفحلة في بعدها الطائفي، وتسرب معلومات مخيفة عن تهديدات بالسلاح، وتهديدات متقابلة، الى جانب نشاطات تدخل في موصوف الانحطاط السياسي حين لا يبقى ما يستر سمعة اللاعبين في هذه الساحة غير ورقة التوت، التي هي الأخرى في طريقها الى السقوط مع دوي هائل.. صمّوا آذانكم.  

*قالوا:

"سيأتي في آخر الزمان قومٌ يرغبون في الآخرة ولا يرغبون، وينهون عن الدخول الى الولاة ولا ينتهون".

النبي محمد/ موعظة السالكين

**********************************************

صخرة مريخية للبيع

متابعة – طريق الشعب

أعلنت "دار سوذبيز" للمزادات في نيويورك، عن عرض أثقل قطعة صخرية وصلت إلى الأرض من المريخ، للبيع في مزاد علني يوم 16 تموز الجاري، مبينة أن القطعة يبلغ وزنها 24.67 كيلوغراما.

ونقلت وكالات أنباء عن الدار قولها، أن هذه القطعة، التي قد تباع بنحو 4 ملايين دولار، اكتشفها أحد صيادي النيازك إبان تشرين الثاني 2023 في منطقة أغاديز بصحراء النيجر، المعروفة بحفرياتها الغنية بالديناصورات.

وأشارت الدار إلى ان متحف شنغهاي الفلكي، أكد الأصل المريخي لهذا الحجر، بناء على تحليل عينة صغيرة أرسلت إليه.  ووفقا لوصف كتالوغ "سوذبيز"، فإن النيزك المريخي أظهر حدّا أدنى من الأضرار الناتجة عن اختراق الغلاف الجوي، ما يشير إلى أن تركيبه الفيزيائي والكيميائي لم يتغير بشكل كبير منذ سقوطه في الصحراء الكبرى. كما رُجّح أن يكون هذا النيزك جسمًا حديث العهد نسبيًّا على سطح الأرض، سقط من الفضاء في زمن غير بعيد.

ونظرا لمحتواه العالي من معدن الماسكيلينيت، إضافة إلى وجود أجزاء عدة منه تعرّضت للصهر الناتج عن الاصطدام، يُعتقد أن هذه الصخرة ربما قُذفت من سطح المريخ نتيجة اصطدام كويكب كبير – حسب الكتالوغ.