اخر الاخبار

الصففحة الأولى

إذا شحّ الرافدان فمن يسقي عطش العراق؟ أزمة المياه تتفاقم.. وعود تركية تتبخر وتصريحات رسمية متضاربة

بغداد – طريق الشعب

تتفاقم أزمة المياه في العراق بشكل مقلق، في ظل انخفاض كبير في الإيرادات المائية من تركيا، وتضارب التصريحات الرسمية بين الجهات المعنية، ما أثار موجة استياء عارمة لدى أوساط شعبية وبيئية وزراعية، وسط تحذيرات من كارثة وشيكة تهدد أمن البلاد المائي والغذائي.

فرغم إعلان رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، عقب زيارة رسمية إلى تركيا مطلع تموز الجاري، عن اتفاق مع أنقرة لإطلاق 420 متراً مكعباً من المياه في الثانية باتجاه نهري دجلة والفرات، إلا أن وزارة الموارد المائية، اشارت إلى أن ما يصل فعلاً لا يتجاوز 353 متراً مكعباً في الثانية، وهو أقل بكثير من الحاجة الفعلية المقدّرة بـ600 متر مكعب يومياً.

شح مائي ووعود مؤجلة

المتحدث باسم الوزارة خالد شمال وصف الوضع المائي في البلاد بأنه "صعب ومعقد"، مشيراً إلى ارتفاع درجات الحرارة وقلة الإطلاقات من تركيا كعاملين رئيسيين في تراجع الإيرادات. وأكد أن الوزارة حصلت على وعود من أنقرة بزيادة الإطلاقات، متأملاً أن تنعكس هذه الوعود على الأرض.

وشدد شمال على أهمية ترشيد الاستهلاك ومواجهة التجاوزات، إلا أن خبراء مائيين رأوا أن الأزمة تفوق بكثير الحلول الظرفية، محذرين من أن العراق يقترب من انهيار مائي شامل.

بعد زيارة المشهداني الأخيرة إلى تركيا الأسبوع الماضي، التي أعلن فيها عن موافقة الجانب التركي على إطلاق ما يقارب الـ 420 مترًا مكعبًا في الثانية من المياه في نهري دجلة والفرات، اكدت وزارة الموارد المائية أن نسبة الإطلاقات المائية من تركيا تغطي ‎%‎50 من حاجة العراق الفعلية للمياه، في إشارة الى وجود مغالطات في تصريح رئيس مجلس النواب محمود المشهداني بشأن زيادة الاطلاقات المائية.

خزين مائي ينذر بالخطر

بحسب المستشار البيئي عادل المختار، فإن سد الموصل، الذي يُعد من أكبر خزانات المياه في العراق، لا يحتوي حالياً إلا على مليار متر مكعب قابل للاستخدام، بينما يحتجز مليارين آخرين كخزين ميت، ما يعني إمكانية نفاد المياه فيه خلال أسابيع.

وأشار إلى أن مجموع الخزين المائي في البلاد حالياً يقل عن 9 مليارات متر مكعب (3 مليارات في الفرات و5 إلى 5.5 في دجلة)، وهي أرقام وصفها بأنها "مرعبة" عند استبعاد المخزون غير القابل للاستغلال.

المختار حمّل الحكومة والوزارة المسؤولية الكاملة، مشيراً إلى أن العراق فقد في عامين فقط أكثر من نصف خزينه المائي الذي بلغ 21 مليار متر مكعب، بسبب قرارات غير مدروسة، مثل التوسع في زراعة الشلب والحنطة دون توفر المياه الكافية.

وأثار تضارب التصريحات بين رئاسة مجلس النواب ووزارة الموارد المائية تساؤلات كثيرة حول شفافية الحكومة في إدارة الملف المائي. ففي الوقت الذي يؤكد فيه المكتب الإعلامي للمشهداني أن تركيا بدأت فعلاً بإطلاق الدفعات الإضافية المتفق عليها، تصر الوزارة على أن ذلك لم يتحقق بعد.

ويقول الوزير عون ذياب، إن الاتفاق مع تركيا يتضمن إطلاق 420 مترًا مكعبًا في الثانية لشهري تموز وآب، لكن الواقع يشير إلى ورود كميات أقل بكثير، محذراً من أن هذا الفارق سيؤثر بشدة على الخطة الزراعية والمياه الصالحة للشرب.

تهديد مباشر للأمن الغذائي

من جانبه، أكد رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، فالح الخزعلي، أن تركيا لم تلتزم بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بتقاسم المياه، متهماً إياها بممارسة "حرب حقيقية" ضد العراق عبر ملف المياه.

وقال الخزعلي في بيان، إن "أي زيادة في الإطلاقات المائية من تركيا لم تتحقق حتى الآن"، لافتاً إلى أن "ما يصل من نهري دجلة والفرات لا يتجاوز 350 متراً مكعباً في الثانية، في وقت يحتاج فيه العراق إلى ما لا يقل عن 800 متر مكعب في الثانية لتأمين متطلباته الزراعية والبيئية".

وأشار إلى أن "ما يصل من تركيا لا يغطي حتى نصف الحاجة الفعلية، ما يمثل تهديداً مباشراً للأمن الغذائي في العراق"، مؤكداً أن "انعكاسات هذا النقص أثرت بشكل كبير على نوعية وكمية المياه في شط العرب".

بدوره، أكد الخبير المائي تحسين الموسوي أن العراق يواجه أسوأ أزمة مائية في تاريخه، مشيراً إلى أن أكثر من 8 مليارات متر مكعب تُفقد سنوياً بسبب التبخر وحده في فصل الصيف، ما يجعل الخزين المتبقي غير كافٍ حتى للاستخدام المنزلي في بعض المحافظات.

وأشار الموسوي إلى أن البصرة تواجه كارثة حقيقية، حيث أصبحت تعتمد على صهاريج المياه، وهو "مشهد خطير ومؤلم"، بحسب وصفه، محذراً من "موت تدريجي" بدأ بالفعل بفقدان الخطط الزراعية وتنوع البيئة، وظهور موجات هجرة داخلية واسعة من الريف إلى المدن.

كما اعتبر أن الإطلاقات التركية الأخيرة، وإن تحققت، لا تمثل حلاً بل "تسكيناً مؤقتاً"، ولا يمكن البناء عليها لمواجهة أزمة شاملة في ظل انعدام التخطيط وغياب الإدارة الرشيدة.

مفاوضات بلا نتائج

وفي ظل غياب اتفاقات دائمة وملزمة مع دول المنبع، وعلى رأسها تركيا وإيران، تبقى أزمة المياه في العراق رهينة الأزمات السياسية والتقلبات المناخية.

الباحث في الشأن البيئي خالد سليمان شدد على ضرورة توقيع اتفاقية دائمة بين العراق وتركيا تضمن حصة مائية عادلة وثابتة للعراق، بعيداً عن الحلول الظرفية.

وقال سليمان، إن الإطلاقات المؤقتة ليست إلا "عطاءات مشروطة"، موضحاً أن استمرار غياب الاتفاقات الرسمية سيقود إلى صراعات داخلية، خاصة مع تصاعد النزاعات بين المحافظات والعشائر بسبب تقاسم المياه.

وأشار إلى أن أكثر من 120 ألف شخص نزحوا من قراهم في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف، ما زاد الضغط على المدن التي تعاني أصلاً من ضعف البنية التحتية، ما ينذر بانفجار اجتماعي.

أما المتخصص في شؤون المياه، ظافر عبد الله، فقد قال إن المفاوضات مع تركيا وإيران بشأن تقاسم المياه استمرت لأكثر من خمسين عاماً دون نتائج ملموسة، بسبب غياب الإرادة السياسية داخل العراق من جهة، واستغلال دول الجوار لأوضاع العراق الأمنية والسياسية من جهة أخرى.

وأشار عبد الله إلى أن العراق لم ينجح في تحويل ملف المياه إلى قضية سيادية، وأن سوء الإدارة الداخلية أسهم في إضعاف موقف البلاد التفاوضي، مطالباً بوضع خطة وطنية موحدة تُلزم جميع المحافظات والمؤسسات بحماية الموارد المائية وتوظيفها بشكل رشيد.

تدهور الزراعة وغياب التقنيات

فيما كشف مستشار وزارة الزراعة مهدي القيسي عن أن الخطة الزراعية للعام الحالي مهددة بشكل جدي، بفعل انخفاض الخزين المائي وغياب التقنيات الحديثة، وتفاقم التجاوزات في المحافظات الجنوبية.

وقال القيسي إن الموسم الحالي يُصنف ضمن "الخطر الشديد"، وأن المساحات المزروعة ستُقلص بشكل كبير. كما أشار إلى أن وزارة الزراعة دعمت أنظمة الري الحديثة خلال العامين الماضيين، لكنها لم تُطبق بشكل واسع بسبب ضعف الالتزام، ما يزيد من استنزاف المياه.

وحذّر القيسي من أن محافظة البصرة تواجه تهديدًا مباشرًا في مياه الشرب، في ظل تراجع النوعية وزيادة نسبة التلوث، مؤكدًا أن الحل الوحيد هو إبرام اتفاقات ملزمة مع دول الجوار لتحديد الحصص المائية سنويًا، بما يضمن استقرار الزراعة والأمن الغذائي.

وفي ظل هذه التطورات، تبقى أزمة المياه في العراق مرشحة للتصاعد، لا سيما مع استمرار التضارب بين التصريحات الرسمية، وغياب رؤية استراتيجية واضحة لإدارة المياه.

وبينما يرى الخبراء أن الأزمة تأتي بفعل الجفاف وتراجع الإطلاقات من دول الجوار، وفشل داخلي مزمن في إدارة الموارد، فإن التحدي الأكبر اليوم يكمن في إيقاف هذا النزف قبل أن يتحول إلى أزمة لا رجعة منها.

**************************************

راصد الطريق.. من يتحمل مسؤولية الأمن؟

تكرر في الأيام الماضية سقوط مسيرات وصواريخ "مجهولة" على مدن أربيل وكركوك وصلاح الدين، وسط أنباء متضاربة عن مصدر هذه المسيرات والصواريخ والاضرار التي خلفتها.

وفي وقت لم يعلن فيه عن نتائج التحقيق بشأن المسيرات التي استهدفت رادارات عدة مواقع عسكرية عراقية، واختراقات امنية أخرى، لم تعلن الحكومة حتى الآن عن مصدر هذه المسيرات والصواريخ او تلقى القبض على الفاعلين، مع ذلك جرى الاكتفاء بتبادل الاتهامات بين حكومتي بغداد وأربيل بشأن منفذي العملية او من يقف وراءهم.

ورغم التحسن الملحوظ في الوضع الأمني، الذي أدى الى اتخاذ قرارات مهمة بشأن انحساب القطعات الأمنية من داخل مراكز المدن، واتخاذ إجراءات أخرى من شأنها ديمومته، لا تزال قوى مسلحة خارجة عن القانون تسرح وتمرح وتتظاهر في سلاحها الثقيل والخفيف وسط هذه المدن، دون رادع.

ويبقى الوضع الأمني هشاً في مدن مختلفة، في الوسط والجنوب نتيجة المعارك الضارية التي تندلع بين الحين والآخر بين مختلف العشائر التي لا تزال تحتفظ بسلاحها، رغم الحديث المتكرر عن قرارات نزعة وحصره بيد الدولة.

نحن امام تعتيم حكومي حول الاجراءات المتخذة بخصوص سيطرتها على الملف الأمني، مع غياب كامل  لمساءلة الخارجين عن القانون، فيما يبقى السؤال عن مسؤولية من يحفظ الأمن واستقراره؟

*****************************************

الصفحة الثانية

المفوضية تشكّل فريقاً متخصصاً لملاحقة المعلومات المضللة حول الانتخابات

بغداد ـ طريق الشعب

قال عضو الفريق الإعلامي في مفوضية الانتخابات، حسن هادي زاير، أن العملية الانتخابية تسير وفق الجدول الزمني المقرر منذ عدة أشهر، مشيراً إلى أن المفوضية انتهت من المصادقة على الكيانات والأحزاب والقوائم المنفردة، وتعمل حالياً على تدقيق بيانات المرشحين، والبالغ عددهم قرابة 7900 مرشح. وأضاف زاير، أن عملية التدقيق تشمل التحقق من المعلومات والبيانات الرسمية للمرشحين، تمهيداً لتحويلها إلى الجهات المختصة التي ستتولى تقييم الأهلية القانونية لكل مرشح، مشيراً إلى أن المفوضية بانتظار رد هذه الجهات خلال خمسة عشر يوماً.

وتابع أن المفوضية خصصت ثلاثين يوماً لاستكمال التدقيق الداخلي، تليها مدة خمسة عشر يوماً لدى الجهات المعنية للبت في الوضع القانوني للمرشحين، مؤكداً أن الطعون المحتملة سيتم التعامل معها ضمن سقف زمني محدد.

وأشار زاير إلى وجود تنسيق أمني مشترك مع مختلف الجهات، حيث عقد مؤخراً مؤتمر أمني بمشاركة نائب قائد العمليات المشتركة، وتم تشكيل لجنة عليا لمتابعة الملف الأمني للعملية الانتخابية، بما في ذلك لجنة خاصة بالأمن السيبراني ومراقبة ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من شائعات. وأكد أن المفوضية شكّلت فريقاً إعلامياً متخصصاً للرد على أي شائعات أو معلومات مضللة تُنشر بخصوص الانتخابات، وذلك في إطار تعزيز الشفافية وضمان نزاهة العملية الانتخابية.

***************************************

تظاهرة مرتقبة لموظفي الكهرباء اليوم.. تظاهرات في محافظات عدة احتجاجاً على تردي الأوضاع الخدمية

بغداد – طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات، خلال الأيام الماضية، سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الواسعة، شملت سكان قرى ومناطق منكوبة مائياً، إضافة إلى عمال منشآت حيوية، عبّروا جميعاً عن غضبهم من السياسات الحكومية والإهمال المزمن الذي يهدد سبل عيشهم وكرامتهم اليومية.

الرواتب متوقفة والحقوق مهدورة

ويستعد المئات من موظفي العقود المثبّتين على الملاك الدائم في وزارة الكهرباء تظاهرة حاشدة، اليوم، أمام مبنى وزارة المالية في بغداد، للمطالبة بإطلاق مستحقاتهم المالية والإدارية المتوقفة منذ أكثر من خمسة أشهر، إثر صدور كتاب رسمي من وزارة المالية يحمل الرقم (555) بتاريخ 12 كانون الثاني 2025.

ويطالب الموظفون بإطلاق الترقيات والعلاوات واحتساب الشهادات الجامعية وسنوات الخدمة السابقة، فضلاً عن تعديل العناوين الوظيفية وفتح باب التنقل بين الوزارات.

وأشار الموظفون إلى أن هذا التوقف غير المبرر في حقوقهم المستحقة ألحق ضرراً كبيراً بأوضاعهم المعيشية، خاصة أن غالبيتهم يواجهون التزامات مالية شهرية تتعلق بالسكن والاحتياجات الأساسية لعائلاتهم.

ودعا المحتجون إلى تدخل حكومي عاجل من قبل مجلس الوزراء لإنصافهم ورفع الظلم الواقع عليهم، مؤكدين أنهم سيتجهون إلى التصعيد في حال استمرار تجاهل مطالبهم.

قرى كميت دون ماء

وفي محافظة ميسان، تظاهر العشرات من سكان قرى أبو بشوت، التابعة لقضاء الكُميت، قرب ناظم أبو بشوت، احتجاجًا على انقطاع المياه عن قراهم بالكامل، الأمر الذي أدى إلى نفوق عدد من رؤوس المواشي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لسكان المنطقة الذين يعتمدون في مصادر رزقهم على الزراعة وتربية الحيوانات.

وقال المحتجون إنهم يقطنون في نحو 15 قرية تقع على جانبي مشروع أبو بشوت الإروائي، وأوضحوا أن قرارًا حكوميًا بإيقاف المشروع أدّى إلى حرمانهم من المياه، ما اضطر بعض السكان إلى اللجوء إلى منازل أقاربهم في مركز القضاء فقط للاستحمام، في حين باتت مياه الشرب تُشترى من صهاريج أهلية تُنقل بخزانات صغيرة وبكلف باهظة.

وطالب المتظاهرون بإعادة تشغيل المشروع فورًا وإنهاء معاناتهم المزمنة، محذرين من أن استمرار الوضع يهدد بكارثة إنسانية واجتماعية في تلك القرى المحرومة.

سكان الهارثة والموت الملحي

وشهد قضاء الهارثة، شمالي محافظة البصرة، تظاهرة غاضبة أمام مشروع ماء البصرة الكبير، عبّر خلالها المواطنون عن غضبهم من أزمة ملوحة المياه المتفاقمة واستمرار انقطاع المياه الصالحة للشرب عن عدد من المناطق منذ أسابيع.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بحلول "عاجلة وجذرية"، محمّلين الحكومتين المركزية والمحلية مسؤولية تردي أوضاعهم اليومية، خاصة أن ملوحة المياه باتت غير محتملة، وتؤثر على الصحة العامة، وتتسبب في أزمات إضافية مع حلول موسم الصيف.

وتُعد أزمة ملوحة المياه في البصرة من الأزمات السنوية المتكررة، التي تعود إلى تراجع مناسيب المياه الواردة من دجلة والفرات، وزحف اللسان الملحي من شط العرب، في ظل غياب حلول مستدامة من الحكومة رغم الوعود المتكررة. ويصف أهالي البصرة ما يتعرضون له بأنه "مأساة غير مقبولة في أغنى محافظات العراق نفطياً".

إضراب عمال الشركة الهندية

وفي محافظة كربلاء، كشف نائب عن توقف جميع وحدات التشغيل والهدرجة والسيطرة في مصفى كربلاء النفطي، نتيجة إضراب نفذه عمال الشركة الهندية المشغّلة للمصفى احتجاجًا على تأخر صرف رواتبهم.

وذكر زهير الفتلاوي أن العمال نظموا تظاهرة أمام إدارة المصفى، ما أدى إلى توقف كامل للمنشأة الحيوية، التي تُعد من أكبر المشاريع النفطية في العراق.

وأكد النائب أن هناك اتصالات مباشرة تُجرى مع إدارة المصفى، إلى جانب تحرك نيابي عاجل لمعالجة الأزمة، والضغط من أجل إطلاق الرواتب وضمان استقرار العمل داخل المشروع الحيوي، لما له من أهمية اقتصادية كبيرة. وتعكس هذه التظاهرات المتزامنة واقعًا متدهورًا في ملف الخدمات، وسط تراكم الأزمات، وتراجع قدرة الوزارات المعنية على التعامل مع متطلبات المواطنين، سواء في مجالات الطاقة أو المياه أو الرواتب.

ومع استمرار هذه التحركات الشعبية، تتعالى الدعوات إلى تحمّل الحكومة الاتحادية مسؤولياتها بشكل فعلي، وتقديم حلول مستدامة بدلًا من المعالجات الوقتية أو الوعود غير المنجزة، التي أصبحت سمة متكررة في التعاطي مع هموم الناس.

***************************************

حذرت من تكرار سيناريو التعطيل النزاهة تدعو لتشكيل لجنة عليا لمتابعة {مترو بغداد} و{مدينة الصدر الجديدة} و{الخارطة الأساسية}

بغداد ـ طريق الشعب

دعت هيئة النزاهة الاتحادية، يوم امس، إلى تأليف لجنة عليا تتولى مهام الإشراف والمراقبة على تنفيذ مشاريع "مترو بغداد"، و"مدينة الصدر الجديدة"، و"الخارطة الأساسية لمدينة بغداد"، مؤكدة أهمية تحديد سقوف زمنية واضحة لإنجاز تلك المشاريع، والتعامل بفعالية مع المعيقات التي تؤخر تنفيذها.

وذكرت الهيئة في تقرير موسع اطلعت عليه "طريق الشعب"، أن فريقاً من دائرة الوقاية أجرى زيارات ميدانية إلى وزارات التخطيط، والإعمار والإسكان والبلديات، إضافة إلى أمانة بغداد، للاطلاع على واقع هذه المشاريع الحيوية، التي تستهدف تطوير البنية التحتية وتعزيز منظومة النقل العام والخدمات في العاصمة.

تأخر في التنفيذ

وأشار تقرير الهيئة إلى أن العمل لم يُباشر فعلياً حتى الآن في مشروعي "مترو بغداد" و"الخارطة الأساسية"، بينما لا يزال مشروع "مدينة الصدر الجديدة" غير مكتمل الإجراءات، على الرغم من إحالة تنفيذه إلى شركة صينية حكومية متخصصة. وبحسب التقرير، فإن مشروع "مترو بغداد" لا يزال قيد الدراسة، ولم يُدرج ضمن الموازنة الاستثمارية لأمانة بغداد، حيث ما زالت وثائق المستثمرين قيد التدقيق لدى البنك المركزي، ولم تتم المصادقة أو التوصية بالإحالة إلى أي جهة استثمارية حتى الآن.

وأوضح التقرير أن مجلس الوزراء وافق على إدراج مشروع إعداد الدراسات والتصاميم ضمن موازنة عام 2023 بكلفة تجاوزت 913 مليار دينار، على أن يتحمل المستثمر كامل كلفة التنفيذ. كما تم إدراج الخدمات الاستشارية ضمن موازنة عام 2024 بكلفة 451 مليار دينار، تشمل تقييم المستثمرين والإشراف على التنفيذ. وكان مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل، ناصر الأسدي، أعلن أن الحكومة تعمل على إعادة تقييم المعايير المالية والفنية بشأن مشروع مترو بغداد، مؤكدًا أن المشروع سيُنفذ وفق أعلى المواصفات العالمية.

وقال الأسدي في تصريح أخير، إن "مشروع مترو بغداد لا يزال قائمًا وتحت الدراسة، والحكومة تعمل على إعادة تقييم المعايير المالية والفنية لضمان تنفيذه بطريقة صحيحة وممولة وفق رؤية اقتصادية دقيقة".

وأضاف أن "مشروع مترو بغداد طُرح أمام التحالفات والشركات للاستثمار والتنفيذ، وقد جرت مراجعة دقيقة للوثائق الفنية والمالية الخاصة بالشركات المتقدمة"، وفق وكالة الأنباء العراقية "واع". وأوضح أن "الوثائق الفنية أظهرت وجود شركات ممتازة وذات كفاءة، لكن من الناحية المالية لم تكن معظم العروض بالمستوى المطلوب، ولم تمنحنا ثقة كافية للمضي بالتعاقد معها". وقال إنه "تم إعادة تقييم المعايير المعتمدة، وطرح آليات جديدة لتنفيذ المشروع بما يضمن أفضل صيغة عملية ومالية"، وتابع: "مترو بغداد هو مشروع حساس ومرتبط مباشرة بحركة المواطنين وتنقلاتهم اليومية، ويجب أن يُنفذ ويُموّل بشكل سليم ومدروس".

وأوضح الأسدي أن "الباب لا يزال مفتوحًا أمام جميع الشركات الكبرى الراغبة في التقديم للمشاركة في تنفيذ المشروع"، مشيرًا إلى أن "التكلفة التقديرية لإنجاز المترو تعتمد على المواصفات التي يقدمها المستثمر أو الشركات المتقدمة".

مشروع الخارطة الأساسية

ودعت الهيئة إلى الإسراع بتنفيذ "الخارطة الأساسية الرقمية لمدينة بغداد"، لما لها من أهمية استراتيجية في دعم مشروعي المترو والبنى التحتية. وأوضحت أن المشروع يهدف لإنشاء قاعدة بيانات هندسية دقيقة وشاملة للمدينة، من خلال استخدام تقنيات المسح الجوي والطوبوغرافي المتقدمة، إلا أن تنفيذه تعطل منذ 2013 نتيجة الحرب على الإرهاب.

ورغم إدراج المشروع في موازنة 2025 بكلفة تجاوزت 37 مليار دينار، إلا أن التنفيذ الفعلي لم يبدأ بعد، ما يستدعي — بحسب الهيئة — تجاوز المعوقات الفنية والإدارية والإسراع بالإجراءات.

مدينة الصدر الجديدة

وفي ما يخص "مشروع مدينة الصدر الجديدة"، الذي يضم 11 ألف وحدة سكنية، أوصى التقرير بالإسراع في استكمال مراحل إنجازه، باعتباره مشروعاً استراتيجياً يهدف إلى التخفيف من أزمة السكن وتحفيز التنمية المستدامة وخلق فرص عمل. وأشار التقرير إلى أنه تم التعاقد مع ائتلاف من الشركات الاستشارية بقيمة 10.5 مليار دينار، وإدراج مكون إعداد التصاميم بكلفة تجاوزت 11.9 مليار دينار، إضافة إلى إنجاز المسح الطوبوغرافي من قبل الهيئة العامة للمساحة، وإجراء فحوصات التربة من قبل المركز الوطني للمختبرات الإنشائية.

وشددت الهيئة على ضرورة التنسيق الكامل بين الجهات ذات العلاقة، لتلافي التداخل والازدواجية، وترشيد الإنفاق، وضمان تنفيذ سريع وفعّال للمشاريع وفق جداول زمنية واضحة. كما حذّرت من أن التأخر في إنجاز هذه المشاريع، رغم تخصيص المبالغ اللازمة لها، يعكس خللاً في آليات التخطيط والتنفيذ، ويهدد بتكرار سيناريوهات تلكؤ سابقة لمشاريع استراتيجية. وفي 25 حزيران المنصرم، أعلن رئيس مجلس المضي قدمًا في تنفيذ مشروع مدينة الصدر الجديدة، مؤكداً على ضرورة تنفيذ مكونات المشروع السكنية والخدمية بالتوازي مع البنى التحتية، بهدف ضمان تكامل التنفيذ وتحقيق نقلة عمرانية مدروسة في العاصمة بغداد.

ويمثّل مشروع مدينة الصدر الجديدة خطوة طموحة ضمن استراتيجية الحكومة العراقية لمعالجة أزمة السكن المزمنة في بغداد، وتوسيع نطاق التخطيط الحضري المنظّم، ويضم المشروع في مرحلته الأولى ما مجموعه 11 ألف وحدة سكنية، تم تصميمها وفق نموذج اقتصادي ومعماري يوازن بين الحداثة والكفاءة، مع مراعاة احتياجات شرائح المجتمع المختلفة.

******************************************

الصفحة الثالثة

مغالطات {المنطقة الحمراء}  تفتح الباب على أزمات التعليم العالي في العراق

بغداد - محمد التميمي

أثار تصنيف عدد من الجامعات العراقية ضمن ما يُعرف بـ"المؤشر الأحمر" في النزاهة الأكاديمية، جدلاً واسعاً بين اوساط تعليمية وإعلامية، وسط تضارب المعلومات حول طبيعة هذا التصنيف ومصداقيته.

ورغم التشكيك بموثوقية التصنيف المتداول، إلا أن الجدل الذي أثاره "المقال الأكاديمي" فتح الباب واسعاً للحديث عن التحديات التي تواجه قطاع التعليم العالي في العراق، والمتعلقة بضعف البنية البحثية، وانتشار حالات البحوث المفبركة، وغياب المعايير الحقيقية في النشر والترقية.

التعليم العالي توضح..

المتحدث باسم وزارة التعليم العالي، حيدر العبودي، نفى بشكل قاطع وجود أي تصنيف رسمي من جهة دولية معترف بها يضع الجامعات العراقية ضمن "قائمة حمراء"، موضحاً أن المقالة التي جرى تداولها على نطاق واسع "لم تصدر عن مؤسسة تصنيفية دولية، ولا تستند إلى معايير علمية معتمدة".

وأكد العبودي في تصريح تابعته "طريق الشعب"، أن "الوزارة لم تُشكل أي لجنة متابعة بشأن هذا الموضوع، لأنه ببساطة لا يمثل أي جهة اعتماد أكاديمية رسمية".

وأشار إلى أن الجامعات العراقية تمتلك رصيدًا معتمدًا وموثقًا في منصات النشر العالمية، ولديها شراكات علمية فاعلة، وأن ما يُنشر من اتهامات غير مدعومة بالحقائق يُسهم في الإساءة المجانية إلى التعليم العالي.

فلاح المشعل يستدرك..

من جانبه، قدّم الكاتب والصحفي فلاح المشعل توضيحًا لما نشره سابقًا بشأن التصنيف، مؤكدًا أنه "اعتمد على ما بدا له حينها مصادر أكاديمية موثوقة"، إلا أنه تواصل مع شخصيات أكاديمية من بريطانيا وأمريكا، وكشفت له أن ما يُسمى بـ"مؤشر المنطقة الحمراء" ليس سوى ورقة رأي أعدها اكاديمي يشتغل في الجامعة الأمريكية في بيروت.

وقال المشعل في توضيحه، ان "المؤشر الذي بُني عليه المقال غير رسمي، ولا يحمل صفة تصنيفية دولية، كما أن بعض المؤشرات المستخدمة مثل عدد البحوث المسحوبة لا تكفي لبناء حكم شامل أو لتوجيه اتهامات منهجية إلى الجامعات".

واردف بالقول: "هناك مشاكل في منظومة التعليم العالي، وبعض الممارسات غير المقبولة، لكن لا يمكن بناء حملة تشويه ضد مؤسساتنا الأكاديمية، في وقت ما زالت تستقطب أكثر من ألفي طالب عربي وأجنبي، وهذا مؤشر مهم على جودة التعليم فيها".

ورغم أن المقال المتداول لا يُعد تصنيفًا رسميًا، إلا أنه أثار اهتمامًا شعبيًا وأكاديميًا متزايدًا بضرورة إصلاح بيئة التعليم العالي، وتطوير منظومة البحث العلمي، وتحصينها من الممارسات السلبية.

تحصين البيئة الأكاديمية

وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور عامر حسن فياض في حديث مع "طريق الشعب" إن أي بلد يُقاس تقدمه من خلال ثلاث قلاع مركزية: بيت الإيمان، وبيت العلم، وبيت العدالة، وإن انهيار إحداها يعني أن الدولة في مأزق تنموي حقيقي.

وشدد فياض على أن الإصلاح الحقيقي للجامعات لا يكون عبر حملات تشهير إعلامي، بل من خلال تحصين البيئة الأكاديمية، وضمان استقلال الجامعات، وإبعادها عن المحاصصة والضغوط السياسية.

نتيجة متوقعة

من جهته، قال سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أيوب عبد الحسين، إن تصنيف الجامعات العراقية ضمن المؤشرات الحمراء والخطر العالي في النزاهة الأكاديمية، سوى صحّ ذلك أم لا، لم يكن مفاجئاً، بل هو نتيجة طبيعية لانهيار متراكم في بيئة البحث العلمي وغياب أسس الحوكمة الجامعية الرصينة.

وأضاف ان أثارة الموضوع لم يُفاجئ كل من يراقب المشهد التعليمي العراقي عن كثب. نحن لا نتحدث هنا عن أزمة طارئة أو استثنائية، انما عن نتيجة طبيعية ومتوقعة لغياب منظومات الضبط الأكاديمي داخل الجامعات العراقية، وسوء إدارة العملية البحثية، بدءًا من مرحلة اختيار موضوعات الرسائل والأطاريح، وانتهاءً بطريقة النشر والتقييم وما ترافق العملية".

وتابع عبد الحسين في حديث مع "طريق الشعب"، أن الخلل في التعليم العالي ليس طارئاً أو سلوكياً محصوراً ببعض الأفراد، بل اصبح بنيويا وهيكليا، بسبب عدم وجود منظومات مؤسسية فاعلة لضمان النزاهة الأكاديمية في الجامعات العراقية، سواء من حيث فحص أصالة البحوث باستخدام أدوات معتمدة دوليًا، أو عبر لجان متخصصة قادرة على التقييم المستقل".

وزاد قائلا ان هناك تركيزا مفرطا على الكم في النشر لأغراض الترقية الأكاديمية، حتى وإن كان ذلك عبر مجلات ضعيفة أو محذوفة من قواعد البيانات العالمية، ما أفقد النشر العلمي معناه، اضافة للتواطؤ غير المعلن في غض النظر عن المخالفات، سواء من قبل بعض أعضاء الهيئة التدريسية أو الإدارات الجامعية، وهو ما جعل الانحراف عن المعايير الأكاديمية أمراً مألوفاً بل ومقبولاً.

وأشار عبد الحسين إلى أن "بيع البحوث الجاهزة، وكتابة الرسائل الأكاديمية في المكاتب التجارية، لم يعد استثناءً، بل تحول إلى سوق موازٍ للتعليم الرسمي"، موضحًا أن بعض الأساتذة المتقاعدين أو المتفرغين باتوا يعملون بشكل شبه علني على إنجاز هذه البحوث مقابل مبالغ مالية.

وأكد أن معالجة هذا التدهور تتطلب ما هو أكبر من بيانات الاستنكار أو “خطط الإصلاح الشكلية”، داعياً إلى ربط النزاهة البحثية بسياسات جامعية صارمة تشمل التقييم المستقل للرسائل والأطاريح، ومراجعة الترقيات العلمية، وإعادة النظر في الشهادات الممنوحة خلال السنوات الأخيرة في ظل ظروف وصفها غير رصينة.

************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الانتخابات التشريعية بين الأمل والمخاوف

كتب عمر النداوي مقالاً لموقع أمواج البريطاني، أشار فيه إلى تزايد القلق من أن تؤدي نتائج الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني القادم، إلى الإضرار بالتعافي الهش للاقتصاد والوضع الأمني، لاسيما بعد تزايد المؤشرات على تراجع الديمقراطية في مؤسسات الدولة.

أزمة في الشرعية

ورأى الكاتب بأن ما جرى أثناء وبعد الانتخابات السابقة في 2021، قد ترك آثاراً سلبية كبيرة على سمعة الديمقراطية العراقية محليًا ودوليًا، وفاقم من أزمة الشرعية السياسية، والتي اعتُبرت، وفقًا للعديد من المعايير، انتكاسة للديمقراطية، بسبب عدم احترام قانون الأحزاب الذي يمنع وجود أجنحة عسكرية للأحزاب المشاركة، وابتعاد الكتلة الفائزة بأكبر عدد من المقاعد عن البرلمان نتيجة صراع على السلطة، وامتناع الأغلبية المطلقة من الناخبين عن التصويت أو مقاطعة الانتخابات، أو عدم تسجيل انفسهم أصلًا كناخبين، على حد تعبيره.

انتخابات هامة جدًا

وتوقع الكاتب أن تمثل الانتخابات المنتظرة اختبارّا لثقة الجمهور في النظام السياسي المتعثر، وما إذا كانت قادرة على توفير فرص لمعالجة أزمة الشرعية، لاسيما بعد أن كشفت الفترة الماضية عن عدم قدرة النخب السياسية على العمل من أجل المصلحة العامة واستعادة ثقة الجمهور، مما زاد من تقويض مصداقيتها.

ورغم أن رئيس الحكومة قد حقق تقدمًا ملحوظًا في كسب تأييد العديد من العراقيين، من خلال مشاريع الإعمار ومساعي تحديث الحكومة، وفورة التوظيف في القطاع العام، مدعومة بالأمن النسبي واستقرار أسعار النفط إلى حد ما، أعرب الكاتب عن خشيته من أن تُخفي السلطة المتنامية لرئيس الحكومة كفاعل سياسي مستقل، أزمة شرعية أوسع نطاقًا، واستمرار مجموعة من المشاكل الهيكلية المستعصية التي استمرت في عهده.

غياب الخدمات وتلكؤ التنمية

وأكد المقال على أن من بين أكثر العوائق ضررًا أمام التنمية المستقبلية للعراق أوجه القصور الكبيرة والمتجذرة في توفير الخدمات الأساسية. فوفقًا لتعداد 2024، فإن 49 في المائة فقط من الأسر متصلة بشبكات الصرف الصحي، و58 في المائة لديهم إمكانية الوصول إلى جمع النفايات، مما يترك الملايين في ظروف غير ملائمة لدولة حديثة وغنية منتجة للنفط.

وأشار إلى أن غياب الخدمات إلى هذا الحد، يرسم صورة مختلفة لـ "نهضة" العراق المزعومة، ومشاريع "التنمية" واسعة النطاق التي تروج لها النخب السياسية في بغداد، خاصة حين يواصل موظفو القطاع العام في جميع أنحاء البلاد تقديم شكاوى بشأن ضعف الأجور وظروف العمل المزرية والتأخير في دفعها، وحين تتجاوز معدلات البطالة حاجز 15 في المائة بشكل عام وتصل إلى ضعف هذه النسبة بين الشباب العراقي.

تراجع الحريات

وذكر المقال بأنه وخارج المجال الاقتصادي، بدأ المراقبون في السنوات الأخيرة يدقّون ناقوس الخطر من أن الأحزاب الحاكمة تُكثّف جهودها الانتخابية لتهميش المرشحين المستقلين أو مرشحي الأحزاب الصغيرة. وغالبًا ما تستغل مصطلحات قانونية فضفاضة، وقانون العقوبات الذي يعود إلى عهد حزب البعث، لتجريم انتقاد الحكومة، وكذلك الشخصيات الحزبية المتهمة بالفساد، مما ينذر بمخاطر المنافسة مع المرشحين المتنفذين، من اساطين المال السياسي.

ماذا يحمل المستقبل؟

وبيّن الكاتب بأن الإصلاحات المهمة التي أدخلت على النظام الانتخابي والتي استجابت لجزء صغير من حرص العراقيين على إجراء انتخابات تنافسية ونزيهة بحق، جاء ثمرة لانتفاضة تشرين 2019 ولمساعدات المجتمع الدولي وخاصة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، والتي يعتبر الكثيرون رحيلها عن العراق بطلب من الحكومة، خسارة لعنصر داعم لجهود تعزيز المؤسسات الديمقراطية، حيث سيفقد العراق قوةً حاسمةً في تعزيز الحوار السياسي بين الجهات الفاعلة المحلية والدولية، وعاملا مهما في مراقبة الانتخابات.

وعبّر الكاتب عن مخاوفه من ارتفاع معدلات العزوف عن المشاركة في الانتخابات، حيث بلغ عدد العراقيين المسجلين للتصويت، 21.4 مليون ناخب، أي أقل بسبعمائة ألف مواطن عما كان عليه عدد المسجلين في انتخابات 2021.

ورأى الكاتب بأن الآفاق القاتمة للديمقراطية العراقية ليست حتمية، داعياً المجتمع الدولي، للعب دور في دفع بغداد في الاتجاه الصحيح نحو مزيد من الشفافية الانتخابية وإنشاء أو تعزيز آليات قوية للمراقبة وكشف القوانين المناهضة للديمقراطية التي تمنع المنافسة العادلة وتنتهك الحقوق الدستورية مثل حرية التعبير.

**********************************

أفكار من أوراق اليسار.. فرح وعبر وآمال واعدة

إبراهيم إسماعيل

في عتمة ما تنقله لنا الفضائيات ومواقع الإنترنيت، عن الحروب العدوانية وخراب البيئة وهيمنة اليمين الرجعي الاستبدادي، تبزغ كوى مفرحة من الضوء، تشير لتطور جماهيرية بعض أطياف اليسار وتبوئها مكانة أفضل في الحياة السياسية، كثمرة لتشخيص ومعالجة العديد من مشاكلها، سواء في مواجهة الأزمات أو في تمظهراتها الجديدة، كازدياد أعداد الجوعى والمشردين والعاطلين عن العمل وكإلغاء أو تقليص حقوقٍ للشغيلةِ، كانت تبدو راسخة. 

ولعل من أول تلك الثمار، إدراك هذه الأطياف بأن العامل الذاتي، كان دومًا الدّفة التي تُمكِنها من الإبحار بنجاح في عالم الكفاح الطبقي، حيث أسرعت لإصلاح أية ثقوب في السفينة، جاءت جراء غياب القراءة الدقيقة للمتغيرات، أو الغفلة من خبث العدو الطبقي، أو التقادم الذي لم يُرصد في زحمة العمل والنوايا الصادقة. كما بحثت عن نقاط القوة الحالية وتلك التي جرى تثبيطها، وابتكرت صيغًا جديدة للبناء الحزبي، تيسِّر العمل اليومي وتحرر روح المبادرة وتطور القدرات السياسية والفكرية للأفراد، وحرصت على تحويل فض الاشتباك بين التقاليد المحافظة وبين عوالم التجديد، إلى قوة توطد وحدة الإرادة والعمل ولا تضعفها، متبنّية هوية أممية حديثة، تصمد في مقاومة شرور العولمة الرأسمالية، وتزيح عن الذاكرة الجمعية تلك الخطايا التي أثقلت تجارب التاريخ، فيما منعت بحزم تسلل أية أوهام تخدع النفس أو تدفع للاستغراق في متعة الحنين لماضي تليد.

وعلى صعيد السياسات التعبوية، تخلّت هذه الأطياف عن الصيغ التقليدية الجاهزة، وعمدت إلى رصد الرأي العام في كل قضية قبل اتخاذ أي قرار بصددها، والتركيز على إيصال ذلك إلى الناس في نشاط دعائي مكثف، لا يقتصر تنفيذه على وسائل إعلامها فقط، بل وعبر مساهمة أعضائها ومنظماتها القاعدية، التي تحولت إلى مجسات نشطة لمعرفة حتى الهموم الصغيرة للناس، ولدراسة مصالح أنصار الأحزاب التقليدية، من الفقراء والفلاحين والعمال المؤقتين والموسميين والأميين والعاطلين عن العمل والطبقة الوسطى، ولوضع البرامج التي تعّبر عن مصالح هؤلاء وبالتالي تجذبهم لضفة اليسار. ولكي تتمكن من إنجاز المهمة كان لابد أن تتحول المنظمات إلى أول محطة لاتصال الناس بالحزب، وأول من يقدم خدمات توعوية مجانية كالنصائح القانونية والصحية والعائلية والاقتصادية والتربوية لهم، وأن تركز على قضايا محلية محددة وجاذبة وتتجنب تشتيت القوى بميادين كثيرة وأكبر من قدرتها، مستفيدة من المريدين المتطوعين، دون أن تلثم استقلاليتهم أو تلزمهم بشيء غير الدفاع عن مصالحهم عبر الدعوة لبرامج الحزب وإشراكهم في معاركه النضالية في الشارع كالمظاهرات والاحتجاجات والتحشيد وكسب الأصوات.

وخصصت هذه الأطياف جهدّا متميزًا للتصدي إلى حملات التشويه وتضخيم الأخطاء، التي يشنها العدو الطبقي ضد مواقفها أو سياساتها أو تاريخها أو رموزها، وبعمليات مبرمجة تفضح أكاذيبه وتدحض ادعاءاته، بصبر وحكمة، ودون أن تُظهر الجزع من سماع الآراء المخالفة أو تتردد في ممارسة النقد الذاتي، بشفافية وجرأة وبمستوى يزيد من مصداقية اليسار.

ولم تستهلك هذه الأطياف الكثير من طاقتها في تحقيق وحدة يسارية على أهميتها، بل جعلت ذلك أحد أهدافها، بعد أن أدركت بأنه ورغم وضوح الأهداف المشتركة كالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والدفاع عن السلام والبيئة وحقوق المرأة، والتي توفر أرضًا خصبة لوحدتها، لم يكن سهلًا التعاون بين أجنحة اليسار المختلفة لبناء بديل من الكتلة الشعبية، دون أن تتخلى عن بذل المزيد من الجهود لتحقيق ذلك، وبالتوازي مع توطيد أركان البناء التنظيمي وتوسيع القاعدة الجماهيرية.

في تقدم هذه الأطياف فرح كثير وعبر أكبر وأمل بنجاحات متواصلة.

****************************************

الصفحة الرابعة

غياب التخطيط يغذي مشكلتي البطالة والفقر النمو السكاني تحدٍ ديموغرافي واقتصادي وفشل حكومي في استيعابه

بغداد – تبارك عبد المجيد

يشهد العراق تحديات ديموغرافية واقتصادية متشابكة، حيث يستمر النمو السكاني المتسارع في الضغط على الموارد والخدمات الأساسية، وسط ضعف التوازن بين القطاعين العام والخاص في سوق العمل. وفي ظل هذه المعطيات، يبرز السؤال الملح: كيف يمكن للدولة أن تواكب هذا التغيير الكبير وتعمل على تحويل هذا النمو السكاني إلى فرصة حقيقية بدل أن يتحول إلى عبء ثقيل على الاقتصاد والمجتمع؟

مليون مولود جديد سنويا

وكشفت وزارة التخطيط عن مؤشرات ديموغرافية واقتصادية بارزة تؤكد استمرار ارتفاع النمو السكاني وتزايد الضغط على الموارد والخدمات، بالتوازي مع ضعف التوازن بين القطاعين العام والخاص في سوق العمل.

وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، في حديث خصّ به "طريق الشعب"، إن إجمالي "العاملين في القطاع الحكومي 4 ملايين موظف خلال عام 2023، وموزعين على مؤسسات الدولة الممولة مركزياً وفقاً لقانون الموازنة العامة. وفي المقابل، بلغ عدد العاملين في القطاع الخاص والمسجلين في الضمان الاجتماعي نحو 370 ألف عامل فقط".

وأضاف الهنداوي، أن "العراق يتميز بتركيبة سكانية فتية مع معدلات خصوبة لا تزال مرتفعة، رغم الانخفاض التدريجي الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة، ما يؤدي إلى زيادة متسارعة في عدد السكان ضمن الفئات العمرية القادرة على العمل"، مشيرا إلى أن "ارتفاع معدلات الخصوبة يمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه التخطيط التنموي في البلاد، إذ يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد والبنى التحتية، وتفاقم مشكلات الاكتظاظ السكاني في المدن، إضافة إلى تفشي ظاهرة العشوائيات وما يصاحبها من آثار اجتماعية سلبية".

ووفقاً لبيانات الوزارة، انخفض معدل النمو السكاني من 2.6 عام 2018 إلى 2.5 في المائة عام 2022، إلا أن الزيادة السنوية ما تزال تقدر بـ نحو 840 ألف نسمة. وقد ارتفع عدد سكان البلاد من 38.1 مليون نسمة عام 2018 إلى 42.3 مليون نسمة عام 2022، تشمل محافظات إقليم كردستان.

وتوقعت الإسقاطات السكانية، بحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن، والذي أُجري العام الماضي، أن يتواصل النمو ليبلغ عدد سكان العراق نحو 46.18 مليون نسمة بحلول عام 2024، وصولاً إلى 48.9 مليون نسمة في عام 2028، بمعدل نمو سنوي يُقدر بـ 2.4 في المائة.

وأكد الهنداوي، أن هذه الزيادة السكانية تمثل تحدياً مركزياً لخطة التنمية الوطنية 2024 – 2028، وتتطلب مواءمة السياسات الاقتصادية والاجتماعية مع المتغيرات الديموغرافية، مشدداً على أهمية زيادة الاستثمار في رأس المال البشري وتحسين جودة التعليم والصحة والخدمات العامة.

تسونامي سكاني!

يقول أستاذ الاقتصاد نوار السعدي، إن تجاوز عدد سكان العراق حاجز الأربعين مليون نسمة، بمعدل نمو سنوي يبلغ 2.5 في المائة، يشكل ظاهرة مزدوجة تحمل في طياتها فرصا وتحديات في آن واحد، إلا أن هذه الزيادة السكانية، في ظل الواقع الاقتصادي والإداري الراهن، مرشحة لأن تتحول إلى عبء تنموي خانق بدلًا من أن تكون رصيدًا استراتيجيًا. فالعراق يعاني من ضعف في مؤسسات التخطيط وغياب السياسات السكانية المتكاملة، الأمر الذي يجعل إدارة هذا النمو السكاني السريع أشبه بالتعامل مع قنبلة موقوتة.

ويُبيّن السعدي لـ "طريق الشعب"، أنّ "هذه الزيادة المتسارعة تشكل ضغطا مباشرا على البنية التحتية التي تعاني أصلًا من التآكل والإهمال، سواء في قطاع الكهرباء أم المياه أم التعليم أم الصحة أم السكن والنقل. وبحسب تقديره، فإن الدولة لا تواكب هذه الزيادة لا بالتخطيط ولا بالتنفيذ، ما يؤدي إلى تدهور تدريجي في جودة الخدمات وتوسّع الفجوة الاجتماعية، حيث يزداد الفقر وتنتشر البطالة، وتغيب العدالة في توزيع الفرص.

وفي الجانب الاقتصادي، يؤكد السعدي أن هذا النمو السكاني يتطلب توفير ما لا يقل عن نصف مليون فرصة عمل جديدة سنوي فقط من أجل منع تفاقم معدلات البطالة، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل اقتصاد ريعي يعتمد بشكل شبه كلي على عائدات النفط، ويعاني من ضعف في التنويع والإنتاج، وعجز في تحفيز القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية.

ويضيف، أن عدم قدرة الدولة على استيعاب هذه الزيادات في القوى العاملة يدفع باتجاه خلق أزمات اقتصادية واجتماعية متشابكة، تبدأ بالبطالة ولا تنتهي عند حدود الهجرة الداخلية وتضخم المناطق العشوائية في المدن الكبرى.

كما يحذر السعدي من أن ارتفاع عدد السكان يعني أيضا ضغطا متزايد على الموارد الطبيعية، وعلى رأسها المياه، في بلد يعاني أصلًا من أزمة مائية متفاقمة وتراجع في الإنتاج الزراعي. هذا الضغط سيؤدي إلى ارتفاع في كلف الغذاء وزيادة الاعتماد على الاستيراد، ما يضعف الأمن الغذائي ويزيد من هشاشة الاقتصاد الوطني أمام أي صدمة خارجية، سواء كانت بيئية أو سياسية أو اقتصادية.

انهيار تدريجي

وفي السياق الاجتماعي، يرى السعدي أن التركيبة السكانية الشابة للعراق، التي يُفترض أن تكون مصدر قوة، قد تتحول إلى نقطة ضعف إذا استمرت هذه الفئة دون تعليم ملائم وفرص عمل واضحة؛ فبطالة الشباب تؤدي إلى الإحباط واليأس، وقد تدفع إلى الهجرة أو الانخراط في الاقتصاد غير الرسمي، بما يحمله من هشاشة قانونية واجتماعية، أو حتى إلى التطرف والانخراط في أنشطة تهدد استقرار الدولة.

ويؤكد السعدي أن التحدي الحقيقي لا يكمن في عدد السكان بحد ذاته، بل في غياب سياسة سكانية واضحة المعالم. فالعراق لا يمتلك حتى الآن رؤية وطنية شاملة لإدارة النمو السكاني، ولا توجد استراتيجية تستهدف تنظيم الأسرة أو ضبط الولادات أو رفع الوعي المجتمعي بأبعاد المشكلة. والأخطر من ذلك هو غياب السياسات الاقتصادية الكفيلة بتحويل هذا النمو إلى قوة إنتاجية، عبر إصلاح التعليم، ورفع كفاءة التدريب المهني، وربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجالات قادرة على استيعاب اليد العاملة الشابة.

ويخلص السعدي إلى أن المشكلة لا تحل بكبح النمو السكاني وحده، بل بتغيير طبيعة الاقتصاد نفسه، من اقتصاد ريعي استهلاكي إلى اقتصاد منتج يقوده القطاع الخاص وتدعمه مؤسسات قوية وسياسات ذكية ومستقرة. فالنمو السكاني ليس كارثة بطبيعته، لكنه يصبح كذلك حين يُترك بلا تخطيط، ويُدار بعقلية التوظيف العشوائي دون رؤية أو تخطيط بعيد المدى.

غياب التخطيط

بدوره، يجد المحلل الاقتصادي حسنين حسن أن هذه القضايا "تحتاج إلى وعي مزدوج من الدولة والمواطن، حيث يدرك كل طرف مسؤوليته بوضوح تام"، ولفت الى انه "في دول العالم، يزداد عدد السكان رغم وجود عشوائية إدارية ونسبة ضرائب عالية، أما نحن فنملك موارد تكفي لسكان أكبر، لكن سوء إدارة هذه الموارد جعلها عاجزة عن تلبية الاحتياجات".

ويضيف حسن لـ "طريق الشعب"، ان "من الضروري أن توفر وزارة التخطيط إحصائيات مفصلة للمحافظات والأقضية، وأن تعلن هذه البيانات بشكل شفاف وتحرص على إيصالها للمواطنين في تلك المناطق. فمن خلال إحصائيات دقيقة وشاملة للموارد والفرص، يستطيع المواطن تكونين وعي حقيقي، كما تتمكن الدولة من وضع دراسات متوازنة تحقق موازنة عادلة بين الحقوق والواجبات".

********************************************

الشيوعيون يزورون عائلة الشهيدة انتصار جميل الآلوسي

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من المختصة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، عائلة الشهيدة انتصار جميل عاكف الآلوسي، التي تم اعتقالها سنه 1980 في مدينة الحرية، كونها شيوعية.

ورحبت شقيقة الشهيدة وزوجها بالوفد الزائر، الذي نقل إليهما تحيات قيادة الحزب ورفاقه وقدم لهما باقة ورد.

وخلال اللقاء تبادل الطرفان الحديث عن مواقف الحزب السياسية.

ضم الوفد كلا من الرفاق عباس حسن ود. خيال الجواهري ونهاوند جليل.

*********************************************

شيوعيو بلدروز يتفقدون الرفيق إبراهيم إسماعيل مراد

بعقوبة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء بلدروز بمحافظة ديالى، أخيرا، الرفيق المخضرم إبراهيم إسماعيل أحمد مراد في داره بقضاء مندلي، وذلك للاطمئنان على صحته.

الوفد الذي مثله سكرتير اللجنة الأساسية الرفيق سامي حميد، تمنى للرفيق مراد وافر الصحة والعافية. ونقل إليه تحيات رفاقه في اللجنة المحلية في ديالى، وتمنياتهم له بالعمر المديد.

****************************************

رابطة المرأة تعرض مشاريعها المنفذة

بغداد – رفاه المعموري

تحت شعار "10 سنوات من العمل المتواصل لبناء قدرات النساء والفتيات وتعزيز دورهن في المجتمع"، نظمت رابطة المرأة العراقية أخيرا جلسة ختامية لعرض مشاريعها المنفذة بدعم من "منظمة المرأة للمرأة" السويدية (KTK) على مدى عشر سنوات من العمل المتواصل لبناء القدرات وتعزيز دور المرأة في المجتمع.

الجلسة التي نُظمت على "قاعة آشور" في فندق بيلتوم، حضرتها ممثلات عن منظمات مجتمع مدني وشخصيات دبلوماسية برلمانية وحكومية.

رئيسة الرابطة شميران مروكل افتتحت الجلسة بكلمة أشارت فيها إلى اهمية وقوة الشراكة بين المنظمات من اجل مجتمع اكثر عدلا ووعيا. وقالت أنه "منذ عشر سنوات انطلق البرنامج بدعوة كريمة ودعم من منظمة المرأة للمرأة السويدية مع رابطة المرأة العراقية، المنظمة الرائدة في الحراك الوطني والنسوي"، مبينة أن البرنامج جاء "برؤية واضحة من اجل التمكين والتوعية والمدافعة.. رحلة لم تكن سهلة، لكن اتت بثمارها عشرات الندوات والورش والمؤتمرات في اغلب المحافظات العراقية، في مجالات الصحة العامة والحقوق القانونية وقضايا المرأة والشباب والبيئة والسلم المجتمعي".

وتابعت قولها أنه "تمكنا بإيمان مطلق بالعمل الجماعي من خلال البرنامج، من تأسيس شبكة من المنظمات الشريكة تعمل سوية باسم (شبكة حقي للمدافعات عن حقوق الانسان)، في مختلف المناطق والتخصصات، لصون كرامة المرأة وتوسيع مشاركتها"، منوّهة إلى ان "هذا النجاح اكتمل بجهودنا وجهود الجهات الساندة، ونخص بالذكر الجهة المانحة، منظمة (KTK) السويدية لإيمانها المطلق بتنفيذ المهام بإخلاص".

وذكرت السيدة شميران أنه "من جانب آخر قدمنا المحتوى المعرفي والوطني واصبح متاحا للجميع عبر اعداد البحوث والتقارير الدولية والنقاشات المجتمعية المفتوحة حتى اصدار جريدة (نضال المرأة) الفصلية، والتي في مجملها تساهم في صناعة وايصال الرأي لصناع القرار".

بعدها ألقت الرابطية انتصار الميالي كلمة باسم "منظمة المرأة للمرأة"، أشادت فيها بـ"الشراكة التي تعد نموذجا حيا لقيم التضامن والعمل الجماعي عبر مسيرة تعاون امتدت لعشر سنوات مع رابطة المرأة العراقية، والوصول لختام المسيرة التي اثمرت انجازات ملموسة واثرا حقيقيا في تمكين النساء والدفاع عن حقوقهن".

وفي سياق الجلسة قدمت السيدة نضال توما عرضا تفصيليا لبرنامج المشاريع المنفذة، مدعما بالصور والتغطيات الصحفية.

وخلال 10 سنوات نفذت الرابطة ٨ مشاريع أهمها مشروع مراكز الاستماع والارشاد الصحي  والنفسي، مشروع  "سلامنا امننا" حول ادوار النساء في بناء السلم الاهلي والتفاوض في حل النزاع، مشروع "تمكينها .. تعايش وسلام" الذي يهدف إلى تعزيز قدرات وتطوير امكانيات الناشطات في العمل السلمي والتنوع الثقافي، مشروع "القوانين تحمي مستقبلنا" الذي يهدف إلى خلق مجتمع واع يحترم ويهتم لحقوق المرأة، وإلى توعية الشباب بالقرار ٢٢٥٠ في بناء السلام، مشروع "بيئة سليمة عمل آمن قانون عادل" الذي ركز في قضايا عدة منها قانون الخدمة العراقي لسنة ١٩٦٠ وتفعيل قانون الاتجار بالبشر.

وتضمنت المشاريع في معظمها جلسات وندوات لتنمية القدرات وتنظيم حملات مناصرة وزيارات ميدانية وغيرها.

وعرض في سياق الجلسة فيلم وثائقي يستعرض الأنشطة والفعاليات التي تنفذها الرابطيات، وآراء عدد من المدربين والباحثين الذين ساهموا في تقديم الورش والندوات، إضافة إلى إبراز دور الفن والاعلام الداعم لقضايا المرأة، والشراكة في تنفيذ الانشطة والفعاليات مع المنظمات والمؤسسات الرسمية الداعمة.

وفي الختام، جرى استعراض خلاصة الأبحاث ضمن برنامج الرابطة المدعم من المنظمة السويدية. حيث قدمت الباحثة د. رفقة رعد خليل بحثا حول مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام. ثم قدمت الباحثة د. عائدة فوزي بحثا حول تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للنساء في مدينة الصدر، فضلا عن بحث قدمته الباحثة رؤى خلف حول  دور الشباب في بناء الامن والسلام على ضوء قرار مجلس الامن المرقم ٢٢٥٠، وآخر للباحثة د. أبهى علي حمدان حول الوضع الصحي والبيئي لعاملات معمل الطابوق.

*********************************************

الصفحة الخامسة

العراق خارج قائمة الأفضل عربياً في تكنولوجيا المعلومات اختصاصيون: النظم الورقية تفتح أبواباً للفساد

متابعة – طريق الشعب

في وقت تتسابق فيه الدول العربية نحو التحول الرقمي وتعزيز البنى التحتية للاتصالات، خرج العراق رسميًا من قائمة أفضل عشر دول عربية في مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2025، بحسب تصنيفات إقليمية حديثة.

غياب العراق عن القائمة لم يأتِ من فراغ، بل يعكس واقعًا مركّبًا من الإهمال التكنولوجي، والاعتماد المزمن على النظم الورقية، وعدم تبنّي خطط استراتيجية فاعلة لمواكبة العالم الرقمي.

وتصدرت السعودية مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات  لعام 2025، الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، والذي شمل 164 دولة عربية وأجنبية، عبر قياس التطور الرقمي وتقدم الدول في خدمات الاتصالات والتقنية. وحلت قطر في المرتبة الثانية، تلتها الكويت والإمارات والبحرين وعمان والمغرب وليبيا والجزائر والأردن.

وتخطو دول المنطقة والعالم خطواتٍ متسارعة نحو الرقمنة والتحوّل إلى الإدارة الإلكترونية، في حين لا يزال العراق يُراوح مكانه في دائرة المعاملات الورقية. حيث تتكدّس الملفات في المكاتب، وتُستهلك ساعات العمل في إجراءاتٍ بيروقراطية مُنهكة.

ورغم الحديث المتكرر عن "الحوكمة الإلكترونية" و"الحكومة الذكية"، إلا ان مؤسسات الدولة لا تزال تعتمد على الأوراق والأختام والتوقيعات اليدوية كوسيلة رئيسة لإنجاز المعاملات، ما يفتح الباب أمام البطء والتأخير وتضاعف فرص الفساد الإداري، ويُكرّس الفجوة التقنية بين العراق وجيرانه.

فبينما تُنجَز في دولٍ مجاورة، على سبيل المثال، معاملات إصدار الهوية أو الجواز أو رخصة السياقة خلال دقائق عبر تطبيقات ذكية، لا يزال المواطن العراقي يتنقّل بين الدوائر حاملاً ملفاته الورقية، في رحلة شاقة قد تمتد لأيام أو أسابيع!

وبالرغم من حصول تحولات رقمية بسيطة في بعض دوائر الدولة، إلا انها لا ترقى إلى المستوى المطلوب. فكثيرا ما يشكو مواطنون من عرقلة إنجاز معاملاتهم عبر تلك النظم، جراء حصول عطل في "السيستم" أو ضعف في خدمة الانترنيت، وبالتالي لا تتحقق جدوى فعلية من ذلك التحوّل. 

خروج متوقع وطبيعي!

الخبير في مجال التقنيات الرقمية علي العمران، وصف في حديث صحفي هذا التراجع بأنه "أمر طبيعي ومتوقع"، مشيرًا إلى أن "العراق ما زال يعتمد بنسبة كبيرة على التعامل الورقي في أغلب المعاملات الضرورية والأساسية داخل الدولة، وحتى التنسيق بين المؤسسات الحكومية لا يزال يجري بوسائل بدائية لا تمت للتحول الرقمي بصلة".

وأوضح العمران أن "عدم تحديث آليات العمل، والإصرار على الأنظمة التقليدية، يضع العراق في خانة الدول المتأخرة جدًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، لافتا إلى أن "المشكلة لم تعد فقط تأخيرًا في الإنجاز، بل أصبحت بوابة واسعة للفساد والابتزاز وتعطيل مصالح المواطنين".

بنى تحتية متآكلة

ورغم مرور أكثر من عقدين على التغيير السياسي، لم ينجح العراق حتى الآن في بناء بنية تحتية تكنولوجية تواكب العصر. فلا تزال غالبية دوائر الدولة تعتمد على الأرشفة الورقية، ولا توجد شبكة وطنية موحدة للاتصالات الحكومية أو منصة رقمية فعالة للخدمات العامة، في ظل شكاوى متزايدة من ضعف الإنترنيت، وانعدام الأمن السيبراني، وغياب التشريعات الناظمة للتحول الرقمي.

ويرى اختصاصيون أن المشكلة ليست في نقص التمويل فقط، بل في غياب الإرادة السياسية والقرارات الحاسمة لتغيير نمط الإدارة العامة، إضافة إلى سوء التخطيط، وفساد العقود الخاصة ببرامج الأتمتة التي غالبًا ما تكون شكلية أو محدودة التأثير.

ضرورة الشراكة مع العالم

ورأى العمران أن "العراق بحاجة ملحّة إلى تطوير البنى التحتية الخاصة بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاعتماد على شركات وأنظمة دولية متخصصة، لا مجرد حلول محلية مؤقتة"، مشيرا إلى أن "التحول الرقمي الحقيقي يحتاج إلى إرادة حكومية، وبيئة تشريعية، وإشراك القطاع الخاص في بناء نموذج مستدام، يضمن كفاءة الأداء ويقلل فرص الفساد".

خروج العراق من التصنيفات الإقليمية والدولية في مجال تكنولوجيا المعلومات لا يمثل مجرد تراجع تقني، بل يكشف عن خلل مؤسسي عميق يُعرقل تطور الدولة الحديثة. ومع تصاعد الحاجة إلى خدمات رقمية متقدمة في كل القطاعات، فإن استمرار العراق في العزلة الرقمية سيعني المزيد من البطء، والتعطيل، والفساد، في وقت تسير فيه الدول الأخرى بثبات نحو المستقبل.

****************************************

طلبة متميزون: أسئلة الامتحانات غير واضحة!

متابعة – طريق الشعب

كشف عدد من أولياء أمور طلبة الصف السادس الإعدادي في مدارس المتميزين في بغداد، عن معاناة يواجهها أبناؤهم خلال الامتحانات الوزارية، متمثلة في ترجمة الأسئلة من اللغة العربية إلى الإنكليزية باستخدام أدوات الترجمة الآلية مثل "غوغل"، ما يؤثر بشكل مباشر على وضوح الأسئلة ودقتها، وبالتالي على مستقبل الطلبة.

وتُعد هذه المدارس نخبوية. حيث يُدرّس فيها الطلبة من الصف الأول المتوسط حتى السادس الإعدادي باللغة الإنكليزية، بينما يُعتمد المنهج نفسه المُستخدم في المدارس العامة باللغة العربية.

ورغم أن المحتوى الدراسي واحد، إلا أن الأسئلة الوزارية يتم إعدادها باللغة العربية ثم تُترجم إلى الإنكليزية.

ووفقًا لما تنقله وكالات أنباء عن مصادر تربوية وأكاديمية، فإن "عملية الترجمة لا تتم عبر لجان تربوية متخصصة، بل غالبًا ما تُنجز من خلال الترجمة الآلية، ما يفتح الباب أمام أخطاء لغوية ومفاهيمية قد تضع الطالب في حيرة وإرباك أثناء الامتحان".

وتنقل "السومرية نيوز" عن ولي أمر أحد الطلبة، قوله أن "ابني في الصف السادس الإعدادي ضمن مدارس المتميزين، تعب سنوات وهو يدرس المفاهيم العلمية بلغة إنكليزية دقيقة، ليتفاجأ بأسئلة مترجمة ترجمة حرفية غير مفهومة"، متسائلا: "كيف يُعقل أن يُترك مصير الطلبة للترجمة الآلية؟!".

ومعلوم أن الصف السادس الإعدادي مرحلة مفصلية في حياة الطالب العراقي. حيث تحدد نتيجته القبول الجامعي ومساره الأكاديمي، ما يجعل أي خلل في الامتحانات خطراً حقيقياً على مستقبله.

ويطالب أولياء أمور واختصاصيون في الشأن التربوي، وزارة التربية بتشكيل لجنة ترجمة تربوية متخصصة تعمل على إعداد نسخة إنكليزية دقيقة من الأسئلة، تُراعي المصطلحات العلمية والأسلوب الأكاديمي المناسب للمناهج التي تُدرّس باللغة الإنكليزية.

كما يدعون إلى مراجعة شاملة لآلية تقديم الامتحانات للمدارس التي تعتمد اللغة الإنكليزية، وإشراك الخبراء التربويين في عملية إعداد وتدقيق الأسئلة المترجمة.

وحسب السومرية، فإن وزارة التربية لم تصدر حتى الآن توضيحاً رسمياً حول آلية الترجمة المستخدمة في الامتحانات الوزارية للمتميزين، لكن تصاعد الشكاوى والتحذيرات قد يدفع الجهات المعنية إلى إعادة النظر في هذه الممارسة التي تهدد مبدأ تكافؤ الفرص وتضع تميّز هؤلاء الطلبة على المحك.

*******************************************

في المثنى.. عطش حاد يصيب قضاءي السوير والمجد

متابعة – طريق الشعب

تتغذى مناطق جنوب شرقي المثنى بالمياه من نهري العطشان والسوير المتفرعين من الفرات. وفي ظل الأزمة المائية الراهنة، لم تعد تصل أي كميات مياه إلى تلك المناطق ببيوتها وحقولها الشهيرة بزراعة الباميا.

ويعاني أكثر من 70 ألف نسمة في قضاءي السوير والمجد أزمة إنسانية وزراعية لم يسببها الشح المائي فقط، إنما انقطاع الكهرباء عن محطات الضخ في قضاء المجد أيضا.  

ووفقا للمعاون الفني لمدير ماء المثنى، عماد صخير، فإن "مديرية ماء المحافظة تمر بأزمة مائية بسبب ضعف تدفق الماء من مصادره، كما في نهري العطشان والسوير، إضافة إلى كثرة انقطاع الكهرباء وشمول جميع المجمعات بجدول الانقطاع المبرمج (ساعتين مقابل ساعتين)، ما سبب أزمة مائية في المناطق الممتدة على نهر العطشان وعند أذناب نهر السوير".

وأشار في حديث صحفي إلى ان "مديرية الماء ستقوم بمعالجة طارئة عبر إرسال سيارات حوضية إلى المناطق التي تعاني شح المياه، وان المجمعات المائية في أتم الاستعداد، ولا توجد أي أعطال فيها، لكن المشكلة هي انحسار الماء فضلا عن انقطاع الكهرباء".

وأكد صخير، أن "في بعض المجمعات يوجد ماء خام، لكن بسبب انقطاع الكهرباء لا يمكن إيصاله إلى المناطق".

من جانبه، قال المواطن جاسم محمد: "نعاني شح المياه. صرنا نعتمد كليا على السيارات الحوضية"، مبينا أنه "في الآونة الأخيرة باتت كل حياتنا متعلقة بهذه السيارات. الخزان الواحد يكلفنا 7 آلاف و500 دينار، ولا يكفينا حتى يومين".

أما المواطن جواد كاظم، فقال أن "نهر السوير انخفض منسوبه بسبب انقطاع ضخ المياه من النهر الرئيس. إذ لم يُضخ الماء إليه، فانخفض المنسوب وارتفعت نسبة الملوحة، ما أضر بالحيوانات والبشر أيضا".

وأضاف في حديث صحفي قوله أن "مزارعنا تضررت. أما مياه الشرب فنحصل عليها عن طريق السيارات الحوضية، لأن مياه الإسالة لا يمكن استخدامها، بسبب ملوحتها"، مؤكدا أن "الباميا تضررت، وأوراق نبتاتها باتت تحترق بفعل الملوحة".

***************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق رزاق محمد علي السعيدي (ابوعادل)، بوفاة ابن عمه سعد جابر عبد علي السعيدي، اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

للفقيد الذكر الطيب ولولديه رغد وأمير وأسرته الكريمة الصبر والسلوان .

  • بأسىً يعتصر القلوب، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل الصديق أحمد محمد شلّال، الذي توفي إثر صراعٍ مرير مع المرض، بعد أن ظلّ شاهدًا حيًّا على مسيرةٍ مضمّخة بالتضحيات والانتماء النبيل.

ينتمي الفقيد إلى عائلةٍ عرفت درب الشهادة كما عرفت درب النضال. فهو نجل المناضل الشيوعي الراحل محمد شلّال، وشقيق الشهيدات الشيوعيات جميلة ووصال وبشرى محمد شلّال، وأخ الشهيد إبراهيم محمد شلّال، أولئك الذين اصطفاهم قدر العراق في سنوات المحنة، فواجهوا آلة البطش الدكتاتوري بصدورٍ عزلاء وإرادةٍ لا تلين.

للفقيد الذكر الطيب، ولأسرته المناضلة خالص العزاء والمواساة.

كما تعزي المحلية الرفيق صلاح جبار بوفاة خاله إثر إصابته بسكتة قلبية.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته خالص العزاء والمواساة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق مجيد منصور الشمري (ابو وليد)، بوفاة ابن شقيقه الحاج صالح حسين منصور الشمري.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله في قرية السندية في قضاء الخالص، الصبر والسلوان. 

****************************************

اگول.. من رخصة مهنة إلى رخصة سلاح!

حسن الجواد

في زمن اختلطت فيه المفاهيم، وانهارت فيه الحدود بين المدني والعسكري، تطالعنا الحكومة بقرار يمنح المهندسين رخصًا لحمل السلاح!

الخبر ليس نكتة، بل واقعة رسمية، تضيف إلى مشهدنا المقلق عنوانًا جديدًا للفوضى المقننة.

المهندس، الذي يفترض أن يحمل أدوات البناء والعلم، يُمنح اليوم رخصة لحمل أداة القتل! لا لشيء سوى أنه "طلب"، و"الوضع الأمني لا يُطمئن".

أين الدولة في كل هذا؟ ما وظيفة المؤسسة الأمنية إن كان على كل مواطن – طبيبًا كان أو محاميًا أو مهندسًا – أن يحمي نفسه بنفسه؟

هذا القرار ليس مجرد تصريح، بل إعلان رسمي عن عجز الدولة عن احتكار السلاح وضبط الأمن، وهو ما يُعد جوهر السيادة.

فبدل أن تستعيد الدولة سلطتها وتجمع السلاح المنفلت، نجدها تسير في الاتجاه المعاكس، وتشرعن التسلح تحت غطاء "الترخيص".

إن منح تراخيص السلاح بهذه الصورة هو توسيع لدائرة العنف، وخطوة خطيرة نحو تفتيت المجتمع وتحويله إلى كيانات مسلّحة، كل منها يحتكم لقانون القوة لا لقوة القانون.

ليست هذه رخصة لحماية النفس، بل رخصة لفقدان الثقة في الدولة، وفتح أبواب الفوضى المقننة.

فما بين ترخيص السلاح وسكوت الحكومة عن عسكرة المجتمع، نحن أمام دولة تفقد يومًا بعد يوم جوهر وجودها.

إننا لا نحتاج إلى سلاح في يد المهندس، بل إلى أمن في يد الدولة.

***************************************************

إلى رئيس الوزراء..  الصحفيون الروّاد ضحايا النظامين السابق والحالي!

حسام الصفّار

- راتب الصحفي المتقاعد منذ العام ١٩٩٢ لغاية العام ٢٠١٢ يبلغ ٥٠٠ دينار، بما يوازي قيمة نصف كيلو طماطة أو باقة فجل، حسب الأسعار السائدة في تلك المرحلة، ما دعا الى عزوف الصحفيين عن استلامه سنوات عدة.

- قانون تقاعد الصحفيين رقم ٨١ لسنة ١٩٧٣ لم يتم تعديله أو مراجعته رغم مرور 52 عاما على إصداره.

- الحد الأعلى لراتب الصحفي المتقاعد كما جاء في نص القانون أعلاه يبلغ ١٦٠ دينارا فقط. وهي عملة غير متوفرة وغير متداولة منذ أكثر من 40 عاما.

- يبلغ الراتب التقاعدي للصحفي منذ العام ٢٠١٧ حتى الآن ٣٠٠ ألف دينار شهريا، بموجب قرار لهيئة الصندوق وليس تعديلا لنص القانون، رغم ان الخدمة الصحفية لبعض المتقاعدين تزيد على نصف قرن!

- حاول الصحفيون الرواد (الذين توفى أغلبهم) تعديل رواتبهم من خلال الاتصال المباشر ببعض رؤساء الوزارات بعد عام ٢٠٠٣، ولم يجنوا منهم غير التعاطف اللفظي والوعود التي لم تحقق شيئا، وظل الحال كما هو عليه.

- في آخر محاولة بادرت إليها شخصيا، قمت بإرسال رسالة مفتوحة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بواسطة مستشاره الثقافي د. عارف الساعدي، وذلك بتاريخ 17 شباط 2024، لكن دون فائدة أيضا، رغم التأكد من وصولها الى مكتبه الخاص.

الصحفيون المتقاعدون رواد الصحافة العراقية، يعانون جميعا بسبب تجاوز أعمارهم أكثر من 70 عاما، الأمراض المزمنة. ولا تكفي رواتبهم ثمنا لشراء الأدوية، ما يجعلهم وعائلاتهم يعيشون تحت خط الفقر.

نتمنى من رئيس الوزراء الأمر بمراجعة هذه المظلومية، وتعويض الصحفيين عما أصابهم من أضرار جسيمة طيلة هذه الفترة التي تمتد لأكثر من 40 عاما.

*********************************************

الصفحة السادسة

هل ستنهي المفاوضات حرب الإبادة الجماعية؟ برنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يتناولون وجبة واحدة يومياً!

متابعة – طريق الشعب

وصل رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني المطلوب للعدالة بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة، للقاء الرئيس الامريكي الذي يواصل دعمه للاحتلال، لغرض التباحث حول صفقة محتملة مع حركة حماس لوقف دائم لإطلاق النار وابرام اتفاق جديد مع ايران بشأن برنامجها النووي.

وبشأن التعديلات التي طلبتها حركة حماس على مسودة الاتفاق، قال نتنياهو قبل الوصول الى واشنطن: انها غير مقبولة، مضيفاً "نريد تحقيق الصفقة وفق الشروط التي كنا وافقنا عليها، ولدى الوفد الإسرائيلي المفاوض توجيهات واضحة بذلك".

لا جديد في المفاوضات

وتواصلت يوم امس، المفاوضات غير المباشرة في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، استنادا إلى مقترح قدمه الوسطاء أخيرا ويتضمن هدنة مدتها 60 يوما.

وركزت جولة المفاوضات التي عقدت أمس الأحد، على بحث إلغاء آلية توزيع المساعدات في قطاع غزة، بناء على طلب من حركة حماس، فيما استعدت حكومة الاحتلال إلى تقليص مراكزها في غزة، لا إلغائها بالكامل، وفق تقارير إسرائيلية.

ونفى مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو وجود جمود في المفاوضات، اذ نقلت القناة 12 عن مكتب نتنياهو: "نحن نتحدث وهناك تقدم. لم يكن رد حماس جيدا كما توقعنا، لكن رئيس الوزراء قرر إرسال وفد لمحاولة حل الخلافات. سيتحدثون اليوم أيضا، والمحادثات تجري في أجواء جيدة".

فيما نقلت رويترز عن مصدرين مطلعين فلسطينيين، إن "الجلسة الأولى انتهت دون نتيجة حاسمة. وأضاف المسؤولان أن الوفد الإسرائيلي "غير مفوّض بشكل كاف للتوصل إلى اتفاق مع حماس" لأنه لا يملك صلاحيات حقيقية".

ولم يصدر حتى ساعة اعداد هذا التقرير أية تفاصيل اضافية بشأن اللقاء المرتقب او المفاوضات الجارية في الدوحة

لا يمكن تحقيق أهداف الحرب

وبشأن امكانية ان تحقق الحكومة الفاشية اهداف الحرب على الشعب الفلسطيني، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، امس، عن مصدر مطلع أن "رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قال للحكومة إن مزيدا من العمليات في قطاع غزة سيهدد حياة الإسرائيليين المحتجزين".

وقال المصدر، إن "زامير أبلغ الحكومة أنه يفضل صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة". من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن "الجيش أبلغ القيادة السياسية أن من غير الممكن حاليا تحقيق هدفي الحرب معا.

وأضافت الإذاعة أن "الجيش يري أنه يجب إعادة المختطفين الإسرائيليين في غزة أولا".

يأتي ذلك بينما واجه الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة عمليات متصاعدة للمقاومة الفلسطينية في غزة كبدته العديد من القتلى والجرحى، كما يأتي وسط تقارير إعلامية إسرائيلية عن تصاعد الخلاف بين رئيس الأركان ورئيس الوزراء حول ما إذا كان ينبغي المضي في الخيار العسكري بغزة رغم المخاطر والخسائر أم التوجه نحو صفقة مع حركة حماس تشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

الغذاء والوقود ينفدان

ولا تنحصر معاناة سكان قطاع غزة من الحرب فقط، بل الامر يزداد سوء بسبب النقص الحاد في الطعام والماء والأدوية ونقص الخدمات، وبهذا الصدد قال برنامج الأغذية العالمي إن "معظم الأسر في مدينة غزة بالكاد تتناول وجبة واحدة يوميا، في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون أمميون من نفاد الوقود بشكل كامل".

وأوضح برنامج الأغذية، أن كثيرا من الناس يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على كيلوغرام واحد فقط من الطحين، وأن إحدى أسر غزة أخبرت موظفي برنامج الأغذية أن الحرارة الشديدة ونقص الغذاء تسببا في فقدان الوعي لبعض أفرادها.

وحذر البرنامج من أن الأمن الغذائي في غزة على المحك وأن جميع أنظمة الغذاء مهددة بالانهيار.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مسؤولين في الأمم المتحدة قولهم إن مخزونات الوقود في قطاع غزة استنفدت بالكامل تقريبا.

**********************************************

دعت إلى انسحاب كامل من القطاع بريكس تدين سياسة تجويع سكان غزة

متابعة – طريق الشعب

دان البيان الختامي لقمة قادة مجموعة بريكس، سياسة التجويع المستخدمة كأداة للحرب في قطاع غزة، بالإضافة الى انتهاكات القانون الإنساني الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعبّر زعماء بريكس خلال اجتماعهم في ريو دي جانيرو بالبرازيل، امس الاول الاحد، عن قلقهم من الحرب على غزة ونددوا بالهجوم على إيران وكشمير، وقدموا المجموعة باعتبارها مدافعة عن الدبلوماسية متعددة الأطراف.

وعبّر البيان عن قلق المجموعة البالغ من الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، ودان تسييس هذه المساعدات أو عسكرتها. وحث الأطراف المعنية على الانخراط بحسن نية في المفاوضات لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

كما أكد على الدعم الثابت لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، داعيا إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، ومن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وإلى إطلاق سراح "الرهائن" والمعتقلين والمحتجزين.

تنديد بالاعتداء على إيران

وفي موضوع آخر، نددت القمة في إعلان مشترك بالضربات العسكرية على إيران واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي.

وقال قادة بريكس في اعلان مشترك "نندد بالضربات العسكرية ضد جمهورية إيران الإسلامية التي بدأت والتي تشكل انتهاكا للقانون الدولي". وأضاف البيان "نعرب أيضا عن قلقنا البالغ إزاء الهجمات المتعمّدة على البنية التحتية المدنية والمواقع النووية السلمية".

من جهته، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال القمة إلى عدم "الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة". وقال دا سيلفا، في كلمته الافتتاحية في القمة، إنه "لا شيء يبرر على الإطلاق الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها حماس"، ولكن "لا يمكننا الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والمجازر بحق مدنيين أبرياء، واستخدام الجوع كسلاح حرب".

******************************************

السودان.. دفن أكثر من 3 آلاف ضحية

الخرطوم - وكالات

قالت هيئة الطب العدلي بالعاصمة السودانية الخرطوم، انها نقلت ودفنت 3 آلاف و800 جثة من منازل وساحات المدينة ودفنها في المقابر، وذلك في إحصائية إجمالية منذ اندلاع الحرب في نيسان لعام 2023. وقال رئيس الهيئة بولاية الخرطوم هشام زين العابدين: "تولت هيئة الطب العدلي بالتعاون مع الشركاء نقل 3800 جثة ودفنها بمقابر مختلفة". ولفت العابدين إلى أنّ "عملية النقل والدفن جرت خلال فترة الحرب وإبان إعلان الخرطوم خالية من مليشيا الدعم السريع"، منوها إلى أن ذلك جرى "بعد تلقي بلاغات بتواجد جثث في المنازل وداخل الميادين بالأحياء السكنية وفي المؤسسات الصحية والوزارات والجامعات".

*****************************************

لبنان.. رد إيجابي على مقترح نزع سلاح حزب الله

بيروت – وكالات

أعلن توم باراك مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لبنان وسوريا، امس، أنه تلقى ردا إيجابيا من بيروت على مقترح أميركي يشمل كيفية نزع سلاح حزب الله. وقال باراك، في مؤتمر صحفي إن "الرد اللبناني على الورقة الأميركية كان مسؤولا جدا وتحدث عن فترة حرجة للبنان والمنطقة، ودعا لبنان إلى اغتنام الفرصة وعدم التخلف عن الركب"، وفق تعبيره. كما تحدث عن إعداد خطة للمستقبل في لبنان، وقال إن ذلك يتطلب حوارا. وأضاف أن "على لبنان وليس الولايات المتحدة التعامل مع موضوع سلاح حزب الله". ويوم الاحد، أكد أمين عام حزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب سيستمر في المقاومة وسيواجه إسرائيل ولن يقبل بالتطبيع معها. وقال قاسم، في كلمة متلفزة، إن "الحزب مستعد للسلم والتعاون من أجل الاستقرار وبناء لبنان، كما هو مستعد للمواجهة والدفاع، في حال استمرار العدوان وعدم إتمام انسحاب الجيش الإسرائيلي وفق اتفاق وقف إطلاق النار".

********************************************

الصين: نرفض استخدام الرسوم كسلاح سياسي

بكين - وكالات

جدّدت وزارة الخارجية الصينية، امس، رفضها القاطع لاستخدام الرسوم الجمركية كأداة لفرض السياسات، في ردّ مباشر على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة عشرة بالمئة على الدول التي تتبنى سياسات مجموعة بريكس.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي، إن "استغلال الرسوم الجمركية لا يخدم مصالح أحد"، مؤكدة أن بكين تعارض بشدة توظيف الأدوات التجارية لتحقيق أهداف سياسية.

********************************************

ترامب يرفض تأسيس حزب ثالث في أمريكا

نيوجيرسي - وكالات

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إعلان حليفه السابق إيلون ماسك تأسيس حزب سياسي جديد ووصفه بأنه سخيف.

وقال ترامب للصحافيين في نيوجيرسي، "أعتقد أن تأسيس حزب ثالث أمر سخيف.. نحن نحقق نجاحا باهرا مع الحزب الجمهوري".

وأضاف "لقد كان النظام دائما قائما على حزبين، وأعتقد أن تأسيس حزب ثالث يزيد فقط من الارتباك". واختتم ترامب قائلا "يمكنه أن يتسلى بذلك قدر ما يشاء، لكنني أعتقد أن هذا أمر سخيف".

****************************************

دعت إلى انسحاب كامل من القطاع بريكس تدين سياسة تجويع سكان غزة

متابعة – طريق الشعب

دان البيان الختامي لقمة قادة مجموعة بريكس، سياسة التجويع المستخدمة كأداة للحرب في قطاع غزة، بالإضافة الى انتهاكات القانون الإنساني الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعبّر زعماء بريكس خلال اجتماعهم في ريو دي جانيرو بالبرازيل، امس الاول الاحد، عن قلقهم من الحرب على غزة ونددوا بالهجوم على إيران وكشمير، وقدموا المجموعة باعتبارها مدافعة عن الدبلوماسية متعددة الأطراف.

وعبّر البيان عن قلق المجموعة البالغ من الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، ودان تسييس هذه المساعدات أو عسكرتها. وحث الأطراف المعنية على الانخراط بحسن نية في المفاوضات لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

كما أكد على الدعم الثابت لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، داعيا إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، ومن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وإلى إطلاق سراح "الرهائن" والمعتقلين والمحتجزين.

تنديد بالاعتداء على إيران

وفي موضوع آخر، نددت القمة في إعلان مشترك بالضربات العسكرية على إيران واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي.

وقال قادة بريكس في اعلان مشترك "نندد بالضربات العسكرية ضد جمهورية إيران الإسلامية التي بدأت والتي تشكل انتهاكا للقانون الدولي". وأضاف البيان "نعرب أيضا عن قلقنا البالغ إزاء الهجمات المتعمّدة على البنية التحتية المدنية والمواقع النووية السلمية".

من جهته، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال القمة إلى عدم "الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة". وقال دا سيلفا، في كلمته الافتتاحية في القمة، إنه "لا شيء يبرر على الإطلاق الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها حماس"، ولكن "لا يمكننا الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والمجازر بحق مدنيين أبرياء، واستخدام الجوع كسلاح حرب".

******************************************

الشيوعية جانيت جارا مرشحة تحالف اليسار التشيلي الحاكم لانتخابات الرئاسة المقبلة

رشيد غويلب

أعلنت قوى اليسار التشيلي، يوم 29 حزيران الفائت، اختيار القيادية الشيوعية جانيت جارا، مرشحة لقائمة اليسار التشيلي، لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 16 تشرين الثاني 2025، بعد فوزها الساحق في الانتخابات التمهيدية لتحالف اليسار، والتي تنافست فيها أربع قوى يسارية رئيسية. وحصدت على 60,5 في المائة من أصوات المشاركين في التصويت، متقدمة بفارق كبير على أقرب منافسيها، مرشحة الحزب الديمقراطي الاجتماعي التي حصلت على 27,7 في المائة، وجاءت النتيجة لتعكس تحولا في توجه قاعدة اليسار الشعبية نحو السياسات الاجتماعية الجذرية.

مفاجأة

 اعتبر لبيير كابانيرا في صحيفة "لومانيتيه" النتيجة مفاجأة اليوم. ومثال آخر يعكس الكثير من إمكانيات الشيوعيين التشيليين الحالية. وبالتالي عليهم أن يوظفوا هذه الإمكانيات في علاقتهم بالشعب والطبقة العاملة بالاستناد إلى تقاليدهم النضالية، لتقديم رؤية سياسية بناءة، لا تقوم على رد الفعل.

نُظِّمت الانتخابات التمهيدية هذه المرة، من قِبل ثمانية أحزاب من اليسار ويسار الوسط. وشارك فيها 1,4 مليون مواطن. وكانت نسبة المشاركة أقل مقارنةً بعام 2021، حيث نُظمت الانتخابات التمهيدية حينها من قبل قوى اليسار حصرا، أي الحزب الشيوعي وجبهة أمبليو، وشارك فيها 1,7 مليون ناخب. وحصل مرشح الحزب الشيوعي حينها دانييل جادو، الذي دخل في منافسة مع رئيس الجمهورية الحالي غابرييل بوريك، على 39,6 في المائة.

وقبل اجراء عملية التصويت، كانت المرشحة الأوفر حظا كارولينا توها، مرشحة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، التي حصلت على 28,1 في المائة، وجاء ثالثا غونزالو وينتر، من "جبهة أمبليو" (الجبهة الواسعة)، بزعامة الرئيس غابرييل بوريك، بحصوله على 9 في المائة فقط. لقد وفضّل ناخبو وينتر المحتملون التصويت للمرشحة الشيوعية.

التأكيد على العمل المشترك

 وبعد إعلان النتائج، دعا الرئيس بوريك فورًا إلى دعم جانيت جارا، مؤكدا يجب على أحزاب تحالف اليسار جميعا دعم مرشحتهم المشتركة، ردا على ردود أفعال كارولينا توها وغونزالو وينتر، في الفترة التي سبقت التصويت، والتي بدت فيها حظوظ المرشحة الشيوعية تتصاعد. وكانت ميشيل باشيليت، رئيسة الجمهورية الأسبق لدورتين متتاليتين، والتي يتوقع ان تصبح السكرتيرة العامة للأمم المتحدة القادمة، قد تعهدت بدعم الفائز في انتخابات اليسار التمهيدية في مكالمة هاتفيه من خارج البلاد قبل يوم التصويت.

خلال الحملة الانتخابية، دعت بالفعل إلى إلغاء السرية المصرفية لمنع تدفق الأموال إلى عصابات المافيا. وأكدت أنها ستواصل العمل من أجل إلغاء تأمين المعاشات التقاعدية الخاص وإعادة النظر في عقود استغلال رواسب الليثيوم. شكرت جارا منافسيها، كارولينا توها وغونزالو وينتر على حملتهما الانتخابية العادلة، ودعتهما وحزبيهما إلى النضال معًا من أجل الرئاسة والأغلبية البرلمانية. كان هذا هو السبيل الوحيد لمنع فوز محتمل في الانتخابات للأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة التي تسعى إلى تقليص دور الدولة، والتي أعلنت بالفعل عن تراجعها عن الإصلاحات. لا يمكن حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية القائمة التي تعاني منها أسر الطبقة العاملة والفئات المتوسطة إلا بمزيد من تدخل الحكومة. خاطبت جارا وينتر وتوها الحاضرين قائلةً: "جميعنا هنا على المنصة سنعمل على برنامج انتخابي مشترك ابتداءً من الغد".

حتى قبل فوزها، وعدت جانيت جارا بصياغة برنامج انتخابي مشترك. لذا، لن يقتصر برنامج على الحزب الشيوعي فقط. وبعد فوزها قالت جارا" اليوم هو بداية طريق جديد سنسلكه معًا، ملتزمين ببناء تشيلي أكثر عدلًا وديمقراطية. في مواجهة التهديد الذي يشكله اليمين المتطرف، وسنوجهه بالوحدة والحوار والأمل. شكرًا لكل من وضع ثقته بنا! والآن نواصل العمل".

من الواضح، لن يتمكن اليسار من الانتصار إلا من خلال العمل المشترك. حتى الآن، تُظهر جميع استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني فوز مرشحي اليمين واليمين المتطرف، بغض النظر عن مرشح اليسار الذي يواجهونه.

من هي جانيت جارا؟

تنتمي جانيت جارا المولودة 1974 إلى حي شعبي يقع غرب العاصمة سانتياغو، وهي مناطق عرفت بكونها معقلًا تقليديًا للطبقة العاملة والنشاط النقابي. التحقت باتحاد الشبيبة الشيوعي في سن الخامسة عشرة عام 1989، وانتمت إلى الحزب الشيوعي التشيلي عام 1999، حيث عملت بكفاءة وهدوء، حتى أصبحت من أبرز قيادات الحزب النسوية. وهي حاصلة شهادة في القانون من جامعة تشيلي، وتتمتع بخبرة طويلة في العمل النقابي والاجتماعي، خصوصًا في مجالات الضمان الاجتماعي وحقوق النساء.

تولت جارا منصب وزيرة العمل والضمان الاجتماعي في حكومة تحالف اليسار بزعامة الرئيس الديمقراطي الاجتماعي الحالي غابرييل بوريتش من آذار2022 إلى ونيسان 2025، حيث استقالت من منصبها لتتمكن من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وكوزيرة، نفذت جارا إصلاحات اجتماعية بارزة تركت أثرًا مباشرًا على حياة الملايين من العمال والمتقاعدين، من أبرزها: رفع الحد الأدنى للأجور تدريجيًا ليصل إلى ما يعادل 610 دولار شهريًا، أسبوع عمل من 40 ساعة بدلا من 45 ساعة، وعد ذلك نجاحا تاريخيا، زيادة الحد الأدنى للمعاشات التقاعدية وتعزيز برامج الدعم للعمال المستقلين، إطلاق برامج خاصة بتمكين المرأة في سوق العمل وتعزيز المساواة بين الجنسين، ودعم الحوار بين الحكومة والنقابات ورجال الاعمال. هذه الإنجازات عززت شعبيتها في النقابات وبين الفقراء والفئات الوسطى.

*****************************************

الصفحة السابعة

تجربتي في {الطريق} هي الأغنى من بين كل تجاربي في الحياة

نهلة ناصر

رغم عدم إيماني بالصدف ولكن ما حدث معي حال دخولي أروقة "طريق الشعب" والعمل فيها، وما لحق ذلك من أحداث غيّرت مجرى حياتي كله، تأكدت من أن "الصدفة خير من ألف ميعاد".

ففي الوقت الذي كانت فيه الجريدة تبحث عن مصحح في القسم الفني، كنت أنا من دون عمل، بعد أن تركت عملي كمدرِّسة للغة العربية ترفض الانصياع لما يُملى عليها من أوامر من المشرفة الاختصاص بطريقة البعثيين المعروفة لدى الجميع، وتغليب المصلحة الشخصية لها على المصلحة العامة للطالبات والمدرسة.

قدّمت بعد ترشيحي للعمل من قِبل جارتي، التي كانت إحدى رفيقات الحزب، ولمعرفتها بحاجة الجريدة إلى مصحح متمكن. قُبِلت بعد مقابلة عمل قصيرة واختبار، كان بالنسبة لي بسيطاً جداً، من قِبل (أبو جواد وثامر الصفار). كان ذلك في نهاية العام 2004 .

لم أكن أصدق أنني أعمل في مجال الصحافة، حتى وإن كنت مصححة فقط. إنه عالم لم أكن أحلم به قط. كانت أحلامي وأخوتي لا تتعدى العمل بشرف والعيش بكرامة، خاصة في سنوات التسعينيات العصيبة، التي حطّم فيها النظام السابق كل القيم وحارب فيها أصحاب المبادئ وحاصرهم لتركيعهم بوسائل شتى.

أيامي في "الطريق" كانت الأجمل والأغنى، فقد تعلمت خلال سنواتي التسعة فيها فنون الصحافة وأدواتها وطريقة قراءة الخبر وصياغته، وكيفية إيصال الكلمة الحرة إلى الناس الذين تعمل الجريدة من أجلهم.

تدرّج عملي من مصححة إلى محررة ثم مسؤولة لصفحة المرأة، فمسؤولة للقسم الفني، ثم مسؤولة لعدد من الصفحات، فضلا عن نيلي ثقة إدارة الجريدة بتوزيع رواتب الموظفين والعاملين فيها في حال غياب (أبو آوس وأبو هشام) معاً لظرف ما. كل ذلك عزز ثقتي بنفسي بأني قادرة على العطاء وإنجاز المهام أكثر مما كنت أتصور.

ولا يمكنني هنا نكران فضل أول من دعمني وشجّعني على الكتابة والعمل كمحررة واستلام المهام، عبداللطيف السعدي (أبو أثير) الذي أصبح فيما بعد زوجي، فوضعني بذلك على السلّمة الأولى في سلّم الصحافة. وهنا أعود للصدفة فلولاها لما عملت في الجريدة ولما التقيت بشريك حياتي ورفيق دربي حتى اللحظة.

علمتني "الطريق" معنى العلاقات الإنسانية المجردة من المصالح وأنا التقي يومياً بعامر، الحارس الواقف على باب الجريدة وموظف الاستعلامات ثم موظفي أقسامها إلى رئيس التحرير وحتى المسؤول الحزبي المسؤول عن المتابعة. كانت تجمعنا مصلحة واحدة هي إصدار الجريدة بأبهى شكل وأصدق كلمة، بتعامل مهني واحترام متبادل. فضلاً عن احترامهم لمبادئي وعقيدتي التي أتصور أنها تلتقي مع عقيدة الشيوعيين في كثير من النقاط. كنت أنظر إلى اشتراكية الإمام علي (عليه السلام) التي كان يحكم بها بين الناس، إلى أنها الاشتراكية نفسها التي يسعى الشيوعيون إلى تحقيقها والعمل بها لإنقاذ الناس من الاستغلال والرأسمالية.

وربما لأنني أنحدر من عائلة عمالية وأعرف معنى أن يكون الإنسان كادحاً، فقد أصبحت صديقة للحزب الشيوعي والشيوعيين، الحزب الذي لا أعرف عنه غير معلومات مضببه بحكم التعتيم الإعلامي لسنوات طويلة خيّم فيها النظام السابق على كل مفاصل الحياة. فضلا عن الخوف من الخوض في أي موضوع يفضح سياسته وديكتاتوريتة. أصبحت صديقة لهم تعرفت عليهم عن قرب وتأكدت من أن الإنسان عندهم هو رأس المال الذي يجب أن يقـدّس، كبيرهم يساعد صغيرهم ويأخذ بيده.

أفتخر أني عملت في جريدة عريقة ذات جذور وطنية وتأريخ حافل بالنضال والتضحية في سبيل إيصال الكلمة الحرة إلى أبعد نقطة في العراق، إلى أبنائه من عماله وفلاحيه قبل مثقفيه ومهندسيه ومحاميه. فمَنْ يفعل ذلك غير الشيوعيين؟!.

جعلت الجريدة عبر مراحل تكوينها المختلفة، من "كفاح الشعب" إلى طريقها اليوم من فكرها شعاعاً ينير درب الحرية ويزرع الثقة والثبات في قلوب رجال ضحوا بحياتهم من أجل ذلك الفكر. وما (فهد، شمران الياسري، كامل شياع، وغيرهم) إلا نماذج لأولئك الرجال الشجعان.

لا أخفيكم سراً أنني عندما فكرت بالمساهمة بالكتابة بمناسبة عيد الصحافة الشيوعية، قلت أنها سوف لن تصل إلى مستوى المساهمات الأخرى من رفاق الحزب وأصدقائه، لما تتضمنه مساهماتهم من معلومات وتفاصيل دقيقة من تأريخ الصحافة الشيوعية، تفيد القارئ وتأخذه إلى عوالم يتمنى لو أنه كان جزءاً منها. مع ذلك كتبت، وأرجو أن تكون مساهمتي سطراً في هذا التأريخ وتقديراً لكل من عملت معهم في "طريق الشعب". فقد كان جميلا أن ألتقي أستاذا كبيراً كالأستاذ عبدالرزاق الصافي الذي كان يصحح لنا ما يفوتنا في بعض الأحيان من أخطاء وصياغات، ويعلمنا فنون الكتابة وكيف نتعامل مع الجملة والنقطة والفارزة.

ولا يقل عنه بذلك الأستاذ غانم حمدون وهو يكلمنا وكأننا أبناؤه. والأمر نفسه مع الأستاذ نعمة عبد اللطيف، الذي كان يحرص على الحضور بنفسه رغم كبر سنه وتعبه ليسلمنا مواد صفحة التربية والتعليم. فيما كنت أستعين بعريان السيد خلف لينقذني عندما أتعثر بقراءة أبيات شعره الشعبي أو أبيات قصائد لشعراء شعبيين غيره، التي لم أكن أتقن قراءتها، لأستطيع بعدها من تنضيدها دون أخطاء. بينما كان إبراهيم الحريري حاضراً دائماً يرافق أي منّا ينضد مادة له في طريقها إلى النشر؛ يحذف ويقدّم ويؤخّر ويصحّح على مادته نفسها، لتخرج "حارة ومكَسبة من التنور".

أما الأستاذ مفيد الجزائري فكان الفلتر الذي يجب أن تمرَّ خلاله المواد ليدققها ويضع لمساته الأخيرة عليها، حتى وإن كان في اللحظات الأخيرة لنعود إلى تصحيحها قبل تسليمها إلى المنفذين.

كنا نعمل بحبٍّ وصبر كبيرين، وهو الحب نفسه الذي كان يملأ  الكثيرين ممن ساهموا بإغناء صفحات الجريدة ومدَّها بالموضوعات (تحقيقات، كتابات، اقتصادية، حياة الشعب، ثقافية، رياضة ووو). بعضهم يساهم مقابل مكافأة بسيطة، وآخرون نظير راتب لا يسد متطلبات عوائلهم، فيما كثيرون يساهمون دون مقابل، المهم لدى الكل دوام إصدار الجريدة، التي ينتظرها الناس ممن يقدرون كل الجهود المبذولة لإصدارها. ولتبقى أبوابها مفتوحة لكل طالب علم أو باحث عن معلومة، أو زائر يرغب بالاطلاع على أقسامها وتفاصيل عملها.

تحية إلى كل من عملت معهم في "الطريق"، رفاق وزملاء وأصدقاء (أبو خلدون، ميس، أبو صفاء، ماجدة، سليمة، إشراق، عماد، علاء الماجد، فهد الصكَر، حنون مجيد، سعدون هليل، سهاد، ستار الناصر، عبدالرحمن فليفل، منعم جابر) وفي قسم التنفيذ (أبو عامر، حسين، مصطفى، مشرق وقبلهم إقدام وعمار وباقر)، وأعتذر عمَن فاتني ذكره، كلكم في القلب والعقل الذي لم ولن يستطيع أن يختزل أو يحذف هذا الفترة الجميلة من حياته.

كل الإمتنان لجريدتنا الغراء "طريق الشعب" دمتِ ضميراً حياً ومدرسة تعلم الأجيال الشجاعة في قول كلمة الحق مهما علا النفاق والباطل لان النهاية دائما إلى جانب الخير.

*******************************************

رايات الصحافة الشيوعية العراقية نبض دائم.. عودة الضيف الورقي أو الكلمة التي لا تُطفأ

حازم كويي

بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، حلّ علينا ضيفٌ ورقي جديد، أدخله الوالد إلى بيتنا. كنت آنذاك صغيراً، لم أدخل المدرسة بعد، ولم أعرف اسمه. لكن، في الصف الأول الابتدائي، وبعد أن تعلمت الأبجدية الأولى (دار، دور، قدري قاد بقرَنا)، استطعت أن أفكّ اللغز، وأقرأ ذلك العنوان الأحمر الواضح: اتحاد الشعب... نقطة، رأس السطر.

ثم جاء انقلاب شباط الأسود، الذي انتزع فرحة الناس وآمالهم بالثورة المجيدة، تلك التي أنجزت في زمن قصير ما عجزت عنه حكومات كثيرة قبله وبعده. ومع الانقلاب، اغتال البعث الفاشي مستقبل البلاد، ونشر حولها السواد والوجع... ولا يزال.

حينها، أضطر الوالد إلى اتخاذ قرار مؤلم: أحرق الجرائد، ودفن الكتب في حديقة المنزل، قبل أن يُعتقل لاحقاً، كما اعتُقل عدد من أقاربنا وأحبّتنا.

وفي أوائل السبعينيات، عاد الحزب إلى الحياة من جديد، وعاد ضيفنا الورقي العتيق بحلّة جديدة، لكن هذه المرّة بلغة كوردية، عبر الصحيفة الأسبوعية "بيرى نوى"، والتي تعني 'الفكر الجديد'. ثم صدرت لاحقاً بالعربية، لتعود تلك الروح من جديد... روح الكلمة التي لا تموت.

أثناء فترة دراستي الجامعية، كانت جريدة طريق الشعب تصدر يومياً. وكنت أحرص على اقتنائها كل صباح من كشك قريب من الجامعة. ولأنها كانت تنفذ بسرعة، خلافاً لسائر الصحف، اتفقتُ مع بائعها الطيّب ـ والذي لا أذكر اسمه للأسف ـ أن يحتفظ لي بنسخة يومية بشكل دائم.

في قاعة المحاضرات، كنت أستغل فترات الاستراحة لتصفّح الجريدة. وكانت مواضيعها الشيّقة تجذب أنظار عدد من الطالبات والطلبة، وهو ما أثار حنق بعض عناصر ما كان يُسمّى بـ 'الاتحاد اللاوطني لطلبة العراق'. بدأوا يضايقونني عمداً، وفي أحد الأيام تمادوا فمزّقوا الجريدة أمامي وأمام الزملاء، في مشهد مقصود ومهين.

لكنني لم أتراجع. واصلتُ قراءتها كل يوم، في المكان نفسه، كمن يدافع عن حقه في التفكير العلني.

لم يكتفِ أزلام الاتحاد بذلك، بل دبروا مكيدة ضدي وضد زميل وزميلة آخرين، متّهمين إيانا زوراً بإثارة البلبلة أثناء المحاضرات، بحجة أننا نناقش الأساتذة بأسلوب غير لائق. لكنها، في الواقع، كانت مناقشات علمية موضوعية، طالما شجّع عليها بعض الأساتذة المستنيرين."

نتيجةً لذلك، قرّر نائب عميد الكلية ـ وكان من البعثيين المُتشددين ـ فصلنا نحن الثلاثة لمدة شهر، ومنعنا من دخول المحاضرات، رغم أنه لم يكن في نظام الجامعة أي بند يُبرّر هذه الخطوة القمعية. لقد كان الهدف واضحاً: إسكات الصوت المختلف، وكسر إرادة طلابٍ لم ينحنوا.

بعد فترة من استئناف الدراسة، قامت أستاذة مُحاضِرة (أكملت دراستها في أمريكا) بتوزيع قصاصات ورقية على الطالبات والطلبة، طالبةً منا أن ندوّن اسم الزميل أو الزميلة الأكثر ارتياحاً وشعبية بيننا جميعاً. أسفرت النتائج عن فوز إحدى الطالبات الكورديات، وحصولي على أعلى نسبة من الأصوات، وهو ما أثار مجدداً غضب معسكر البعثيين. لقد كان هذا التصويت بمثابة تزكية قوية لنا، وإشارة ضمنية إلى ضرورة الكف عن التحرش بحاملي طريق الشعب.

في سنتنا الدراسية الأخيرة، كنا نحن مجموعة من طلبة القسم على علاقة طيبة مع أحد أساتذتنا الجامعيين، وهو دكتور أنهى دراسته في ألمانيا الاتحادية. كان لقبه 'العبيدي'، وقد تميّز بدماثة الخلق والتعامل الودود، وكان دائم الإصغاء لنا، يحترم آراءنا ويشجع على النقاش المفتوح.

رغم انتمائه لحزب البعث مُكرَهاً ودون قناعة، كان لا يُخفي امتعاضه من ممارساتهم ونهجهم البائس. وفي إحدى محاضراته التي تناول فيها موضوع العلاقات الجماهيرية من منظور علم النفس الاجتماعي، مدعومة بالأمثلة الحية، أشار أمام الجميع ـ وخصوصاً أمام أزلام الاتحاد الوطني ـ إليّ بالاسم، مشيداً بامتلاكي لسمات 'القائد الجماهيري'.

كانت تلك لحظة فارقة، لم تأتِ من فراغ، بل كانت ثمرة ما تعلمناه من الحزب، ومن تقاليد شعبنا النضالية العريقة وروحه الجماعية الجميلة.

كنا مجموعة من ثلاثة إلى أربعة رفاق وأصدقاء، نقوم بجولات ميدانية في مناطق عمل الكادحين، ندوّن ملاحظاتنا عن معاناتهم ومطالبهم وشروط تحسين واقعهم المعيشي. كنا نعدّ تقارير مُفصلة تُرسل إلى صفحة 'حياة الشعب' في الجريدة، إلى جانب مواد أخرى تتعلق بالحياة الجامعية وأوضاع بيوت الطلبة.

وفي إحدى المرات، أعددنا تقريراً مطولاً، وحملناه بأنفسنا إلى مقر مجلة (الثقافة الجديدة)، التي كانت تقع آنذاك في ساحة التحرير. هناك، استقبلنا الصحفي اللامع أبو كاطع (شمران الياسري) بودٍّ دافئ وابتسامة مشرقة لا تُنسى.

كنا نلتقي أيضاً في مقاهٍ شعبية وقريباً من جالسيها الكُثر، واضعين طريق الشعب، الثقافة الجديدة بتعمدٍ على الطاولة مع استكانات الشاي، نناقش حياة الناس ومعاناتهم وما يمسهم، كانوا يسمعوننا وأحياناً كثيرة يشاركوننا أطراف الحديث، وكنا نتعمد بترك الجريدة لهم على الطاولة.

في فترة الخدمة العسكرية الإلزامية، وعلى الرغم من أنني قضيت نصف مدتها ضمن فريق كرة القدم التابع لوحدتنا العسكرية، لم أتخلَّ عن شغفي بالقراءة، وكنت أُجازف بإدخال كتب وكراريس ذات طابع تقدمي. ذات يوم، أخبرني أحد المتطوعين بأن جندياً مُكلفاً، كان يهوى الرسم والقراءة، قد ألقي القبض عليه، ولم يلبث أن أُعدم بتهمة الانتماء إلى الشيوعية، وكان ذلك في زمن التحالف المزعوم، وما سُمي "بالجبهة الوطنية".

أما طريق الشعب، فكانت وما زالت متميزة بصدق جذورها الوطنية، وبتمثيلها الحقيقي لمختلف مكونات المجتمع، مع روحها الأممية التي تربط قضايانا بالعالم، وتُشركه معنا في همومنا المشتركة. لم تترك حقلاً من حقول الحياة إلا وخاضته بقلمها، من الأدب والشعر، إلى العلوم، وصفحات النساء، والشبيبة، والرياضة، والأطفال. لقد كانت بحق صحيفة من طراز رفيع، متقدم ومتين.

اتسمت صحافة الحزب وإصداراته المتنوعة بالتجديد الدائم، وبقدرتها على إثارة العقل وتحفيز الفكر. وها نحن اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى التسعين لطريق الشعب، أراها ما تزال شابة، مُتجددة، حيّة. صحيفة الناس وسيرة وطن في ورق سلاماً لكِ، وأنا أخاطبكِ في كل الأوقات... صباح الخير... مساء الخير.

******************************************

بمناسبة الذكرى التسعين جريدة {الشرارة} أنموذجاً

النجف – صالح العميدي

أولى الحزب الشيوعي العراقي، منذ تأسيسه، عناية واهتمامًا كبيرين بمسألة النشر، وعدَّها سلاحًا رئيسيًا في كفاحه البروليتاري، من أجل خلق وتطوير حركة جماهيرية واسعة، وصياغة رأي عام حول أبرز الشعارات التكتيكية والاستراتيجية التي تواجه الحركة الوطنية، وتنبثق من الاحتياجات والمصالح الأساسية للشعب.

ومن المعلوم أن جريدة "كفاح الشعب"، أولى صحف الحزب التي صدرت في أواخر تموز عام 1935، قد سبقت جريدة "الشرارة" في الصدور، لكنها لم تستمر طويلًا بسبب استيلاء السلطات على مطبعة الحزب، عقب حملة اعتقالات طالت أعضاءه آنذاك.

وبعد أن أعاد الحزب لملمة صفوفه وضمَّد جراحه، وقبل صدور "الشرارة"، لم تنقطع بيانات الحزب عن الصدور. وفي مطلع عام 1940، صدرت جريدة "الشرارة" وهي تحمل إلى جانب شعارها الرئيسي "يا عمال العالم اتحدوا"، شعارات أخرى مثل:

"الفاشية هي الحرب"، "الفاشية عدوة الشعوب"، و**"الفاشية تعيش على الحرب، والحرب فقط"**، إذ جاء صدورها متزامنًا مع بدايات العدوان الهتلري على الاتحاد السوفيتي آنذاك.

لقد سارت صحافة الحزب على هدى الأسس المبدئية الراسخة التي بُنيت عليها سياسة الحزب بقيادة الرفيق الخالد فهد، سواء في السياسة الأممية والوطنية، أو في سياسته القومية المرتبطة بمصالح الشعوب العربية والقوميات الأخرى في العراق وخارجه، مع مراعاة الظروف الموضوعية الزمانية والمكانية لكل قضية، وتقديم الحلول الصحيحة لها.

سارت "الشرارة" وفق الخطة السياسية التي رسمها الحزب، لتقوم بمهمة التوجيه والدعاية لأهم الشعارات التكتيكية التي واجهت شعبنا خلال تلك الفترة، وهي الدعاية ضد النازية والكفاح ضد الفاشية والمطالبة بالحريات الديمقراطية، بما فيها حرية التنظيم والصحافة والمطالبة بتوفير الخبز للشعب.

نشر الفكر الماركسي اللينيني، وفضح الأفكار والأساليب المعادية للشعب، والدعوة لتوحيد الجهود ضدها، وفضح المسؤولين عنها.

وقد صدرت جريدة "الشرارة" سرًا في وقت لم تكن فيه في العراق صحافة حرة أو أحزاب ديمقراطية، سوى الحزب الشيوعي العراقي السري، الذي رفض أن يلقي سلاحه وينتظر "الفرص الأفضل"، كما فعلت بعض الأحزاب البرجوازية في الظروف الصعبة، بينما كان الشعب أحوج ما يكون لمن يكشف له ما يجري، ويستنهضه لمقاومة سيف الإرهاب المسلط عليه.

اهتمت "الشرارة" بأوضاع الجماهير، وخصوصًا الكادحة منها، فنشرت الرسائل الواردة التي تضمنت شكاوى من الوضع الاقتصادي المزري في العراق. وركزت، بشكل خاص، على رسائل العمال، كاشفة في مقالاتها عن أساليب الاستغلال الوحشي الذي تعرضوا له، من قلة الأجور، والاستقطاعات المستمرة لأتفه الأسباب، إلى سوء المعاملة والإهانات، سواء في المعامل الأهلية أو الحكومية، أو حتى في معامل الجيش البريطاني.

دعت الجريدة العمال إلى تنظيم صفوفهم في نقابات تدافع عن حقوقهم، وطالبتهم بدراسة قانون العمل والنضال بموجبه، لإجبار أصحاب العمل على تطبيقه.

كما نشرت "الشرارة" موضوعات عن أوضاع المرأة العراقية، وضرورة أن تأخذ دورها الاقتصادي والسياسي، وتطرقت كذلك إلى مشكلات الطلبة.

كانت "الشرارة" تصدر شهريًا، وتُطبع بطريقة "الرونيو"، على شكل مجلة متوسطة الحجم. عدد صفحاتها لم يكن ثابتًا، لكنه لم يقل عن 15 صفحة، وقد يصل أحيانًا إلى أكثر من 20 صفحة. كما كانت تصدر أحيانًا بعددين في الشهر الواحد، أو بعدد مزدوج يغطي شهرين متتاليين.

وبعد توقف صدورها نتيجة انشقاق جماعة عبد الله مسعود وسيطرتها على المطبعة، صدرت جريدة "القاعدة" في كانون الثاني 1943، بمبادرة من الرفيقين الخالدين حسين الشبيبي وزكي بسيم، وذلك أثناء وجود الرفيق يوسف سلمان (فهد) في موسكو.

*******************************************

الصفحة الثامنة

رحلة {قطار الموت} كما يرويها شاهد العيان، الدكتور حكمت جميل

كمال يلدو

ما كان لهذه الأسطر أن ترى النور لولا شجاعة سائق القطار المناضل البطل عبد عباس المفرجي، وكرم أهالي السماوة، هكذا يصف الدكتور حكمت جميل تلك الساعات المصيرية في حياته وحياة رفاقه الآخرين. ولعل الوازع المهم خلف إصداره هذا الكتاب، كان للتوثيق أولا، ولفضح المجرمين خلف تلك الفعلة الخسيسة وانقلابهم في ٨ شباط ١٩٦٣، ولتثبيت بعض الوقائع والذكريات التي ربما ستذهب برحيل صاحبها.

يقع كتاب "رحلة قطار الموت ١٩٦٣" بحوالي ٢٤٠ صفحة من القطع الكبير وهو من إصدار دار (الصقر الأبيض) في الولايات المتحدة عام ٢٠٢٢، وللحكاية قصة. فقد نشر الدكتور كتابا احتوى ذكريات شخصية من بغداد إلى ديترويت، وتضمن فصلا تناول تجربته في قطار الموت، وجاءه اتصال من إياد المقدسي صاحب المكتبة العصرية في شارع المتنبي واقترح عليه ان يتوسع أكثر ويكتب شهادته عن هذه الحادثة، لأن المكتبة العراقية تفتقد إلى كتاب بهذا المضمون، وكل الموجود هو عبارة عن مقالات صحفية صغيرة او حديث أثناء لقاء تلفزيوني، لكن ككتاب فلا يوجد، وهذا سيكون مهما لوضعه كمرجع للباحثين مستقبلا. اقتنع الدكتور بالفكرة بعد أن استشار قسما من زملائه (الأحياء) ممن شاركوه تلك الرحلة وبدأ التحضير لها عام ٢٠٢٠ ليتوج عمله عام ٢٠٢٢ بصدور الكتاب.

تضمن الكتاب ثلاثة فصول والخاتمة، إذا احتوى الفصل الأول على تجاربه الشخصية وصولا إلى اعتناقه للفكر اليساري ونشاطه في اتحاد الطلبة حتى استقالته من العمل السياسي وتفرغه للدراسة وتخرجه من كلية الطب عام ١٩٦٢، والفصل الثاني تجربته في الاعتقال بعد انقلاب ٨ شباط ثم سجنه في سجن رقم ١ ، وفشل انتفاضة البطل حسن سريع وصولا إلى قطار الموت ومن ثم سجن نقرة السلمان وبعدها في سجن الحلة حتى إطلاق سراحه في شباط ١٩٦٥، أما الفصل الثالث فيتضمن صورا من المضايقات والاضطهاد وصولا للاتهام بالخيانة العظمى، ولعل خلف ذلك يكمن إصراره على مواقفه الوطنية وعدم الركوع أمام البعث ناهيك عن كونه طبيبا واستاذا جامعيا متمكنا من أداء عمله بكل دقة وأمانة .

من القصص التي مازالت عالقة في الذاكرة والتي يرويها بمرارة هي الإهانات والضرب والتعذيب الذي تعرض له خيرة المثقفين والأساتذة في سجون الانقلابيين وفي سجن رقم ١، وكيف أن هذه الجريمة محت كل صفة الوطنية عن حزب البعث وبقيت عالقة بسجله الإجرامي لحد سقوط حكمه المدوي في نيسان ٢٠٠٣.

وقصة هذا القطار تبدأ من حيث فشلت انتفاضة البطل نائب عريف المتطوع حسن سريع ورفاقه يوم ٣ تموز ١٩٦٣ ( وتسمى حركة حسن سريع أو حركة ٣ تموز) ، إذ أنهم فشلوا في كسر أبواب سجن رقم ١ في معسكر الرشيد حيث كانوا يعولون على إطلاق سراح نخبة من الضباط والطيارين  لقيادة الطائرات  في معسكر الرشيد والمهيأة للقضاء على الانقلابيين، لكن فشل الانتفاضة فتح الباب للأفكار الجهنمية للبعثين وقادة الحرس القومي في التخلص من هذه المجموعة من المساجين  ولأنها تشكل خطرا عليهم مستقبلا ، وكان هناك من اقترح اعدامهم كلهم ( يبلغ عددهم ما بين ٥٢٠ – ٥٢٦ سجين ما بين ضابط وطيار ومهندس وطبيب ومحام واستاذ جامعي وغيرهم) لكن أحدهم اعترض خشية هيجان الرأي العام العالمي، وجاء أحدهم بفكرة شحنهم بقطار لنقل البضائع  ( يقال إنه كان مؤلفا من  ١٦ – ٢١ قاطرة (فاركون) ،إلى مدينة السماوة ومن ثم نقلهم إلى سجن نقرة السلمان الصحراوي على الحدود السعودية، وهذه الرحلة للسماوة تستغرق في العادة  (١٠ -١٢ ساعة) لكن طُلب من السائق أن يبطئ المسير  حفاظا على البضائع المنقولة من التلف ! لكي تكون الرحلة ١٤ – ١٦ ساعة في عربات حديدية موصودة وبلا فتحات هوائية، وأرضيتها مغلفة بالأسفلت الأسود وفي شهر تموز الحار جدا، أملا بأن يواجه السجناء مصيرهم المحتوم بالموت اختناقا وليس اعداما. أوكلت المهمة بالصدفة البحتة إلى السائق عبد عباس المفرجي، وكان هذا موقوفا رهن تسليم شقيقه الهارب، وحدث أن سلم شقيقه نفسه يوم ٣ تموز. فأطلق سراحه ونودي عليه لقيادة قطار الحمل فجر الرابع من تموز عام ١٩٦٣.

في بداية الرحلة التي انطلقت صباحا من المحطة العالمية ببغداد، كان الجو طيباً أو باردا، لكن مع ارتفاع الشمس واستقرارها في السماء ، بدأت درجة الحرارة بالارتفاع في القاطرات الحديدية، وصار السجناء يصرخون طالبين النجدة  و يضربون بأيديهم على جدران العربة، فانتبه قسم من الناس الذين كانوا يقفون على الجوانب، وما هي الا ساعات حتى وصل القطار إلى محطة المحاويل في الحلة، فطلب السائق من مساعده استكشاف الامر، فعاد اليه وهو يقول: إن القطار ملئ بالسجناء من أنصار عبد الكريم قاسم وليس بالبضائع، وتأكد السائق بنفسه من ذلك، حينها عقد العزيمة على عدم التوقف في أي من نقاط الاستراحة والانطلاق بأقصى سرعة ممكنة، حتى وصل محطة السماوة  موفرا ما بين ٣ – ٤ ساعات. وصل القطار بحمولته البشرية المنهكة من الحر والعطش والإعياء ونقص الهواء والأوكسجين، وفعلا قام أهالي السماوة بالواجب وقدموا الماء والطعام، فيما جرى نقل ٧ من الركاب للمستشفى نتيجة فقدانهم الوعي، على أن واحدا منهم لم يكتب له النجاة وكان ذلك هو: الشهيد الرائد يحيى نادر.

مفارقة يجب ان تُذكر: لقد كان من بين ركاب القطار ضابط صيدلي، وهو ابن السيد طالب، الشخصية المعروفة في السماوة قام بتجهيز شاحنة كبيرة محملة بالمواد الغذائية وكانت تسير خلف الحافلات التي نقلت السجناء من مركز شرطة سراي السماوة إلى سجن نقرة السلمان.

** الشهيد حسن سريع، نائب عريف مطوع في مدرسة قطع المعادن بمسكر الرشيد، من مواليد ريف السماوة من عائلة فلاحية فقيرة، انتقلت العائلة إلى منطقة عن تمر التابعة لكربلاء.  بعد ان أنهى الدراسة الابتدائية، تطوع في الجيش وانتسب إلى مدرسة قطع المعادن في معسكر الرشيد والذي أصبح أحد المدرسين فيها لاحقا.  تزوج من إحدى قريباته ولهما بنت. حكم عليه هو ورفاقه بالإعدام بعد فشل حركته. ظل صامدا ولم يهاب البعثيين ولا الموت، وكان أمينا للمبادئ التي اعتنقها، ولهذا بقي اسمه خالدا.  

** الدكتور حكمت جميل، موالد العام ١٩٣٥ في منطقة المربعة ببغداد. تخرج من كلية الطب عام ١٩٦٢، التحق كضابط احتياط بمعسكر في الناصرية، اعتقل في نيسان١٩٦٣، وسيق إلى سجن رقم ١ في معسكر الرشيد.  بعدها في قطار الموت ثم سجن نقرة السلمان حتى سجن الحلة الذي غادره في شباط ١٩٦٥.

سجن الدكتور حكمت وهو بعمر ٢٨ عاما، غادر العراق عام ١٩٩٦، وصل أميركا واستقر بها، نشر هذا الكتاب عام ٢٠٢٢، أي بعد مرور ٥٩ سنة على تلك الجريمة. 

** قطار الموت: تسمية شعبية أطلقت على قطار الحمل الذي اختاره البعثيون والحرس القومي لنقل السجناء الشيوعيين والتقدميين من سجن رقم ١ بعد فشل انتفاضة حسن سريع يوم ٣ تموز ١٩٦٣ وذلك لغرض قتلهم اختناقا. لم يكن ممكنا استخدام هذه التسمية في العراق إلا بعد العام ٢٠٠٣.

ـــــــــــ

تموز ٢٠٢٥

*************************************************

انتفاضة معسكر الرشيد حركة ثورية مقدامة

في الذكرى الثانية والستين لحركة معسكر الرشيد في 3 تموز 1963، المرتبطة باسم الشهيد البطل حسن سريع، نستذكر تلك الحركة الثورية الشجاعة التي هزّت عروش القتلة والمجرمين من البعثيين والقوميين والإسلامويين.

لقد كانت حركة باسلة نفذها عدد من ضباط الصف والجنود، إلى جانب بعض المدنيين الشيوعيين وأنصارهم، ممن أسّسوا لها عقب انقلاب 8 شباط الأسود، الذي أعاد البلاد إلى أتون القمع والدمار، ونشر حملات الاعتقال والقتل والتعذيب بحق الشيوعيين والوطنيين، وصولًا إلى تصفية خيرة قادة الحزب في سجون الانقلابيين ومعتقلاتهم.

بادر هؤلاء الشجعان إلى تشكيل حركة ثورية تهدف إلى الاستيلاء على السلطة، وتصفية القتلة والانتهازيين وبائعي الوطن من البعثيين، وإعادة العراق إلى مساره الوطني الصحيح. وقد نجحت الحركة في السيطرة على بعض الوحدات العسكرية داخل معسكر الرشيد، إلا أن غياب القيادة العسكرية الثورية المحنكة من الضباط، وضعف التنسيق، ووجود أخطاء فنية وتنظيمية، إضافة إلى عوامل أخرى، كلها ساهمت في إحباط الحركة وفشلها.

وبعد فشلها، أقدمت السلطة البعثية المجرمة، في 7 تموز، على ترحيل الضباط والجنود الشيوعيين والوطنيين، ومناصريهم المعتقلين في السجن العسكري رقم واحد، إلى معتقل "نقرة السلمان"، عبر قطار عُرف لاحقًا باسم "قطار الموت". وقد نُقل المعتقلون في عربات حديدية مغلقة، مغطاة بالزفت، لا تصلح حتى لنقل الحيوانات، في محاولة لتصفيتهم جسديًا. (ولنا في موضوع "قطار الموت" حديث آخر).

وفي هذه الذكرى المجيدة، لا بد من إحياء هذه الحركة الثورية الشجاعة، وتثمين بطولة منفذيها ورفاقهم، والعمل على تشييد نصب تذكاري في مناطق انطلاقها ببغداد، ليظل شاهدًا على بطولاتهم، وعلى بشاعة حكم القتلة والمجرمين من البعثيين وأتباعهم.

المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية الشجاعة.

الخزي والعار لكل القتلة والانتهازيين وبائعي الوطن من البعثيين والقوميين وعملائهم.

هيئة الشهيد فاضل البياتي

*********************************************

الناقد الذي عبر الظل  أمين قاسم خليل

محمد علي محيي الدين

في مدينة الحلة، تلك التي كانت وما تزال منبعًا للثقافة العراقية ومرآةً لنبوغ أبنائها، ولد محمد أمين قاسم خليل عام 1938، فكان ميلاده إيذانًا بميلاد ناقدٍ مختلف، حمل همّ الكلمة وعبءَ الموقف في آنٍ معًا. نشأ في بيتٍ علمي، حيث كان والده أحد أعلام التربية في المحافظة، وهذا الإرث التربوي انعكس على نزعته نحو التبصر، والدأب، والانخراط في قضايا الإنسان والمجتمع.

منذ مطلع شبابه، أظهر ميلًا واضحًا إلى النقد والتحليل، وبدأ ينشر مقالاته وهو بعدُ طالب في كلية التربية بجامعة بغداد، ليشقّ طريقه بثقة نحو ساحة النقد الثقافي والفني. لم تكن كتاباته مجرّد انطباعات عابرة، بل كانت تقف عند الجوهر، وتتقصى المعنى، وتقرأ ما بين السطور، خصوصًا في ميدان النقد التلفزيوني، الذي تميز فيه مبكرًا، حين كانت الشاشة أداة تعبئة، فكان هو أداة وعي.

في عمله ضمن المكتب الإعلامي لجريدة طريق الشعب ببابل، إلى جانب قامات ثقافية مثل قاسم عبد الأمير عجام، وناطق خلوصي، ورضا الظاهر، وناجح المعموري، شكّل حضورًا لافتًا. كانت تلك مرحلة أضاء فيها النقد مناطق معتمة في المشهد الثقافي، وارتقى بمستوى الخطاب الفني، جامعًا بين الجرأة والدقة، والرؤية الأدبية والسياسية. حيث تحوّل النقد إلى أداة مقاومة، والفن إلى ساحة وعي، ولم يكن يتعامل مع التلفاز كوسيلة ترفيه بل كحقل خطابي يحمل دلالاته السياسية والثقافية، وقد تميزت مقالاته آنذاك بالجرأة والدقة، ممزوجة بلغة أدبية رصينة.

لم يقتصر حضوره على المقالة أو الموقف السياسي، بل كان ناشطًا ثقافيًا حاضرًا في الندوات والمراكز التي أسسها أو ساهم في فعالياتها، منها المركز الثقافي الديمقراطي والمركز الوطني للحوار الديمقراطي. لقد آمن بأن الثقافة لا تعيش إلا في فضاء الحوار، وأن الناقد الحقيقي لا بد أن يكون جزءًا من حركة المجتمع لا متفرجًا عليه.

وحين أُحيل إلى التقاعد، لم يخلد إلى الراحة، بل حوّل مكتبه المتواضع للاستنساخ في الحلة إلى واحة للمعرفة، يستنسخ فيه الكتب الممنوعة، ويوزعها خفية، في تحدٍّ للرقابة، وفي إصرار على أن تظل الكلمة حيةً حتى إن خُنقت في العلن. وبهذا الفعل اليومي الصامت، ظل مثقفًا عضويًا بالمعنى الغرامشي، منحازًا دومًا للمحرومين والمقموعين.

لكن، ورغم غزارة نتاجه، لم يجمع أمين قاسم خليل مقالاته أو ينشرها في كتاب. وقد بذلت محاولات لجمعها بعد وفاته، عبر أصدقاء ومعارف، لكن معظمها ضاع بين الصحف التي طواها الغياب، والذاكرة التي أثقلها النسيان. ورغم ذلك، بقي أثره يتردد في وجدان كل من قرأه أو سمعه أو عايشه.

    كان أمين قاسم خليل يقف في زاوية القاعة، لكنه يملأها بحضوره، لم يكن كثير الكلام، لكن إذا تحدث أنصت الجميع، لأنه كان يرى ما لا نراه، ويقرأ فيما لا نقرأه. ولقد تعلمنا منه كيف يكون النقد موقفًا، لا مديحًا ولا هجاءً، كان يكتب كما لو أنه يصحح ضمير الزمن.

تميّز أسلوبه بالجمع بين الرؤية الفكرية العميقة واللغة الرشيقة، فكان يتعامل مع الشاشة بوصفها خطابًا لا تسلية، ويتناول الأعمال الفنية بتحليل يعيد تأطيرها ضمن سياقها الاجتماعي والسياسي. ولم يكن ناقدًا فحسب، بل مثقفًا عضويًا بالمعنى الكامل للكلمة. منذ شبابه انتمى إلى اليسار، ونشط في صفوف الحزب الشيوعي، فكان صوته لا يفصل بين الثقافة والسياسة، ولا يرى في الكلمة أداة تزيين، بل وسيلة لتحرير الوعي. وبعد إحالته إلى التقاعد، لم يتوارَ عن المشهد.

لقد رحل محمد أمين قاسم خليل في السادس من تشرين الأول عام 2020، دون أن يُكرَّم بما يليق بمقامه، أو يُحتفَظ بنتاجه في كتاب يضم فكره. لكنه بقي حيًا في ذاكرة من التمسوا في نقده جذوةً من الحقيقة، وفي مواقفه مرآةً لزمن مثقل بالألم والبحث عن المعنى.

*********************************************

ورقة من ذاكرة شيوعي مخضرم: تحدٍ لرياح شباط شيوعيون عراقيون يحفرون نفقاً في سجون إيران

العمارة – كاظم غيلان

الشعوب الحية وحدها هي التي تكتب التاريخ، خلافاً لما تنسجه الحكومات من تزوير توهم بأكاذيبها الأجيال التي لم تعاصر مراحل الصراع السياسي، والتي شهدت العديد من الوقائع البطولية التي سطرها شيوعيو العراق.

برغم تجاوزه العقد الثامن من العمر، إلا أن ذاكرته لا تزال شابة طرية متقدة، وهو يروي لنا عبر هذا اللقاء الذي جرى معه في مقهى شعبي بمدينة العمارة، اعتاد ارتياده، حدثاً لم نسمعه من قبل.

إنه المناضل الشيوعي عبد الواحد محمود بداي (85 سنة)، قضى معظم حياته مناضلاً ملتزماً منذ بداية شبابه، مرورا بحصوله على عضوية الحزب في أواسط الستينيات، واستمراره بالعمل في تنظيمات الداخل بمدينة كربلاء قبل سقوط نظام البعث في نيسان 2003.

عرفنا الكثير عن النفق الذي أنجزه مناضلو الحزب في سجن الحلة المركزي عقب انقلاب شباط 1963، والذي لا يزال أثره خالداً، لكن ما لا تعرفه هو قصة حفر نفق أقدم عليه مناضلو الحزب ممن تسللوا إلى إيران وقبض عليهم جهاز السافاك. برغم فشل العملية، يحدثنا المناضل عبد الواحد هنا:

بدأ العمل في حفر نفق بسجن باغ مهران الواقع على جبل عالٍ في العاصمة الإيرانية طهران، وتحديداً في شهر أيلول من العام 1963. وهو ذاته السجن الذي اعتقل فيه الشيخ خزعل، شيخ إمارة كعب، كما شهد اعتقال شخصيات وطنية ويسارية من جنسيات مختلفة.

ضم السجن 111 مناضلاً شيوعياً ألقت عليهم سلطات السافاك القبض. وكانت فكرة حفر النفق من اقتراح الرفيق الشاعر مظفر النواب، بمشاركة صاحب الحميري، عريبي فرحان، عبد الواحد مطشر، سعيد مطشر، فاضل رشم، والمتحدث عبد الواحد.

احتوى السجن سرداباً تفضي نهايته إلى الشارع العام، فاقترح علينا مظفر رشه بالماء، ثم بدأنا الحفر بواسطة معالق الطعام (خواشيك صفر). وبعد عمل حذر ومواصل لمدة شهر ونصف، تمكنا من سحب حجر كبير جداً.

وفي ليلة شهدت تساقط كثيف للثلوج، أبلغنا مظفر بقرار المغادرة عبر النفق في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، إذ كانت المجموعة المنوي خروجها تضم 22 رفيقاً. اقترحنا عليه أن يكون أولنا في العبور عبر النفق، فوافق على ذلك. وكان النفق قد اتسع بعد إزالة ثلاثة أحجار إضافية إلى الحجر الأول، لكنه عاد إلينا زاحفاً ليخبرنا بأن السلطة أحكمت قبضتها في الشارع المؤدي إلى النفق، حيث شاهد عددًا من الحرس (جندرمة) مدججين بالسلاح، وكلاب بوليسية، ودوشكة منصوبة بدقة نحو البناية.

ويستطرد عبد الواحد موضحاً أن اكتشاف العملية جاء عن طريق وشاة السجن، مما دعا الإدارة إلى تفريقنا في غرف انفرادية لمدة أسبوع، وبعد ذلك بشهر ونصف، أطلت علينا الإدارة لترحلنا مكبلي الأيدي، وزجتنا في سيارات توقفت بنا عند محطة قطار المحمرة، حيث ترجلنا، وتم ربطنا في مقاعد القطار تحت حراسة مشددة.

حين بلغنا منطقة "السيبة"، استقبلتنا قوة عسكرية عراقية، وهنا اقترح علينا مظفر أن نتشكل على هيئة (زنجيل) لنموت سوية حال إطلاق النار علينا، إلا أن ذلك لم يحصل، حيث صاح بنا عسكري برتبة رئيس عرفاء من القوة قائلاً:

"رفاق.. لا نخاف، فقد انتهى الحرس القومي."

وبحسب عبد الواحد، كان هذا العسكري شيوعياً عارفاً بأمرنا بدلالة مناداته لنا بـ "رفاق".

وصلنا إلى البصرة، وقامت إدارة سجنها المركزي بتوزيعنا كل إلى محافظته، ليستقر بي الحال في مركز شرطة الهادي بمدينة العمارة.

المحزن أن والدي توفي إثر حادث سيارة بينما كان يريد مواجهتي وأنا في طريقي إلى العمارة.

أما المفرح، فقد بقيت شيوعياً، ورأيت سقوط حكومة البعث بعد كل هذا العمر.

ختتم هذا المناضل حديثه الممتع معي.

*************************************************

الصفحة التاسعة

ألكاراز يتخطى روبليف بصعوبة ويتأهل إلى ربع نهائي ويمبلدون

لندن ـ وكالات

تأهل الإسباني كارلوس ألكاراز، المصنف الثاني عالمياً، إلى ربع نهائي بطولة ويمبلدون بعد فوزه المثير على الروسي أندريه روبليف في مباراة قوية استمرت ساعتين و43 دقيقة. قلب ألكاراز خسارته في المجموعة الأولى بنتيجة 6-7 إلى فوز بثلاث مجموعات متتالية 6-3 و6-4 و6-4، ليقصي روبليف المصنف 14 عالمياً.

وسيواجه ألكاراز في الدور المقبل البريطاني كاميرون نوري الذي بلغ ربع النهائي بعد فوز ماراثوني على التشيلي نيكولاس جاري.

وقال ألكاراز عقب المباراة: "روبلوڤ لاعب قوي وشراسة ضرباته تتطلب مجهوداً بدنياً وذهنياً كبيراً، لكنني لعبت بذكاء ونجحت في فرض إيقاعي بعد كسر إرساله في المجموعة الثانية".

ورفع ألكاراز سجله إلى 3 انتصارات مقابل هزيمة واحدة ضد روبليف، مستمراً في سلسلة انتصاراته أمام أفضل 20 لاعباً في العالم.

*********************************************

دوري نجوم العراق يختتم موسمه بنجاح زمني يقارب الدوريات العالمية

بغداد – طريق الشعب

أعلن موقع دوري نجوم العراق عن ختام منافسات الموسم الكروي 2024/2025، الذي استمر لمدة تسعة أشهر وأربعة عشر يوماً، وهي مدة وصفها الموقع بأنها منسجمة مع المعايير الزمنية المعتمدة في الدوريات الكبرى حول العالم، في إنجاز يُحسب للمنظومة الكروية المحلية، لاسيما مع مشاركة عشرين فريقاً في البطولة.

ووفقاً لإحصائية نشرها الموقع، فإن مدة الدوري العراقي جاءت قريبة جداً من نظيراتها في عدد من الدوريات العالمية، مثل الدوري الإسباني الذي استمر لتسعة أشهر وخمسة عشر يوماً، والدوري الإنكليزي لتسعة أشهر وعشرة أيام، والإيطالي لتسعة أشهر وأحد عشر يوماً، في حين بلغ طول الموسم في الدوري الفرنسي تسعة أشهر وأربعة عشر يوماً، وهو ذات الرقم الذي حققه الدوري العراقي، بينما وصل الدوريان السعودي والياباني إلى تسعة أشهر وستة عشر يوماً.

وأكد الموقع أن هذا التوازن في مدة الموسم يعكس تطوراً واضحاً في تنظيم المسابقة، ويُعد مؤشراً على أن دوري نجوم العراق يسير بخطى ثابتة نحو المزيد من الاحترافية، بما يواكب المعايير العالمية في إدارة البطولات المحلية.

وأضاف أن التحدي القادم يتمثل في ضبط موعد انطلاق الموسم الجديد، لتفادي التراكم الزمني بين المواسم، مشيراً إلى أن الموسم الماضي انتهى في الخامس عشر من تموز، بينما اختُتم الموسم الحالي في الرابع من تموز، ما يدل على وجود تحسن في الجدولة الزمنية، لكنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من التنسيق.

وأوضح الموقع أن الهدف في المرحلة المقبلة يتمثل في مزامنة ختام الدوري العراقي مع الدوريات الأوروبية أو تقليص الفارق الزمني معها إلى الحد الأدنى، وهو ما يمنح الأندية واللاعبين فرصة أفضل للاستعداد للاستحقاقات القارية والدولية.

كما أشار إلى أن التخطيط جارٍ للوصول إلى روزنامة رياضية متكاملة خلال العام أو العامين المقبلين، بما يتيح إقامة بطولة الكأس المحلية بالتوازي مع الدوري، على غرار ما هو معمول به في البطولات العالمية، وهو ما من شأنه تعزيز التنافسية وتطوير الكرة العراقية على المدى البعيد.

*********************************************

منتخب العراق للباغوت يحرز المركز الثاني في بطولة آسيا للفئات العمرية

بغداد – طريق الشعب

حقق منتخب العراق للفئات العمرية في رياضة الباغوت إنجازاً لافتاً، بحلوله ثانياً في الترتيب العام لبطولة آسيا التي أُقيمت في دولة كازاخستان، بمشاركة 13 دولة وأكثر من 367 لاعباً من مختلف أنحاء القارة. وذكر رئيس الاتحاد العراقي للباغوت، سعد معن، في بيان، أن "أبطال العراق تألقوا في المنافسات ونجحوا في حصد 13 ميدالية ذهبية، و24 فضية، و12 برونزية، ليؤكدوا الحضور القوي للعبة على الساحة الآسيوية". وأشار معن إلى أن لاعبي العراق "أثبتوا مهارات قتالية عالية، ورفعوا اسم الوطن عالياً في المحافل الدولية، رغم المنافسة القوية مع منتخبات تمتلك تاريخاً طويلاً في هذه الرياضة المتنامية على مستوى القارة". وأكد رئيس الاتحاد أن هذا الإنجاز "سيمثل دافعاً كبيراً لمواصلة العمل وتطوير اللعبة"، مشيراً إلى أن الاتحاد "سيعمل على استثمار النجاح من خلال توسيع قاعدة اللعبة، وتوفير بيئة إعداد مثالية، تسهم في تحقيق المزيد من النتائج المتميزة قارياً ودولياً".

******************************************

تحديد موعد {البلاي أوف} الحاسم بين أمانة بغداد والجولان

متابعة ـ طريق الشعب

حدد الاتحاد العراقي لكرة القدم، يوم الأربعاء المقبل، موعد إقامة مباراة "البلاي أوف" بين فريقي أمانة بغداد والجولان، وذلك في إطار تصفيات الصعود إلى دوري نجوم العراق للموسم الكروي 2025-2026. وذكر الاتحاد في بيان أن المباراة ستُقام على ملعب الزوراء عند الساعة السابعة مساءً، مشيراً إلى أن الفريق الفائز سيواجه نفط البصرة، صاحب المركز الـ 18 في دوري النجوم، لتحديد هوية الفريق الثالث المتأهل إلى دوري نجوم العراق. وبحسب آلية المسابقة، يلتقي صاحبا المركزين الثالث والرابع في دوري الدرجة الممتازة، ضمن مواجهة البلاي أوف، على أن يواجه الفائز منهما الفريق الثامن عشر من دوري نجوم العراق، لتحديد الفريق الذي سينضم إلى الموسم المقبل من البطولة. وكان ناديا الموصل والغراف قد تأهلا بشكل مباشر إلى دوري نجوم العراق، بعد احتلالهما المركزين الأول والثاني، في حين هبط فريقا كربلاء والحدود إلى دوري الدرجة الممتازة، بعد تذيلهما جدول ترتيب دوري النجوم.

***********************************************

سوق الانتقالات يشتعل مبكراً الزوراء يحاول إجراء تغييرات جذرية

متابعة ـ طريق الشعب

بدأت الأندية العراقية تحركاتها الجادة في سوق الانتقالات استعداداً لانطلاق الموسم الكروي المقبل، وسط نشاط لافت من نادي الزوراء الذي أعلن الاستغناء عن أربعة لاعبين محترفين، وبدأ مفاوضات لضم أسماء جديدة على المستويين المحلي والأجنبي، إلى جانب التوصل إلى اتفاق شبه نهائي مع المدرب عبد الغني شهد لقيادة الفريق خلفاً للمدرب حيدر عبيد.

وأكد النادي في بيان أن اللاعبين الأربعة المغادرين هم: المغربي أنور طرخات، واليمني هارون الزبيدي، والتونسي عزيز الشتيوي، والإيفواري مامادو سورو، في وقت قدمت إدارة النوارس عرضاً رسمياً للمحترف المغربي أيوب مودرن، لاعب الشرطة، لضمه إلى صفوف الفريق في الموسم المقبل.

في المقابل، تلقى نجم الزوراء حسن عبد الكريم "قوقية" عرضاً رسمياً من نادي الشرطة، دون أن يحسم وجهته المقبلة حتى الآن. وفي تطور إيجابي، نجحت إدارة الزوراء في التعاقد مع اللاعب محمد قاسم قادماً من نادي النجف، على أن يُستكمل الانتقال الرسمي بعد نهاية بطولة كأس العراق.

كما قرر لاعب الفريق مراد محمد التراجع عن قرار مغادرة الزوراء، معلناً استمراره مع الفريق لموسم إضافي، ما يعزز استقرار تشكيلة النادي في المرحلة القادمة.

من جهة أخرى، أعلنت إدارة نادي الكرخ تعاقدها مع المدرب السوري أيمن الحكيم، الذي سبق أن قاد فريق القاسم، للإشراف على الفريق في الموسم المقبل. وفي المقابل، برز اسما العراقي حسين عبد الواحد والقطري طلال البلوشي كأبرز المرشحين لتولي تدريب نادي القاسم خلفاً للحكيم.

وفي سياق متصل، اقترب لاعب القاسم السابق مجتبى محسن عيال من التوقيع مع نادي الطلبة، لتمثيله في الموسم الجديد، ضمن إطار سعي الأخير لتعزيز صفوفه.

وعلى مستوى اللاعبين الدوليين، يسعى نجم منتخب العراق ونادي دهوك بيتر كوركيس لإيجاد صيغة قانونية لفسخ عقده أو إنهاء علاقته رسمياً مع النادي، بعد أن ترك الفريق قبل نهاية الموسم دون إبلاغ الإدارة، رافضاً العودة، ومعبراً عن رغبته في خوض تجربة جديدة مع نادٍ آخر في الموسم المقبل.

***********************************************

وقفة رياضية.. ماذا قدّم الاحتراف للكرة العراقية؟

منعم جابر

يحقّ لنا، كإعلام رياضي، أن نتساءل ونوجّه سؤالاً إلى قادة كرة القدم: ماذا قدّم نظام الاحتراف للكرة العراقية بعد مضي أكثر من عقد على تطبيقه؟

في هذا المقال، أضع بعض الملاحظات التي رافقت تجربة الاحتراف في العراق. أولى هذه الملاحظات هي الفوضى وتعدد الاجتهادات، وسطوة السماسرة والوسطاء، وغياب الخبرة لدى إدارات عدد من الأندية الرياضية التي تتولى استقدام اللاعبين والمدربين، في كثير من الأحيان بمستويات متدنية، بعضها دون مستوى اللاعب المحلي نفسه.

كان من المفترض أن تستفيد إدارة الاتحاد العراقي لكرة القدم من تجارب وخبرات الأندية في بعض الدول العربية والخليجية، التي سبقتنا في تطبيق نظام الاحتراف. إلا أن الواقع أظهر أن تجربتنا الاحترافية كانت فاشلة، ويتجلى ذلك من خلال العدد الكبير من اللاعبين المحترفين في كل نادٍ، الأمر الذي أثّر سلباً على فرص اللاعب المحلي، خصوصاً وأن معظم المحترفين كانوا بمستويات ضعيفة ودون المستوى المطلوب، ما أدّى إلى تراجع مستوى الدوري والفرق المشاركة فيه.

كما لجأت إدارات بعض الأندية إلى التعاقد مع لاعبين أجانب لا بسبب كفاءتهم الفنية، بل للتحايل على الروتين والإجراءات التعاقدية. وكانت هذه التعاقدات المرتجلة وغير المدروسة سبباً في حرمان اللاعب المحلي من فرصته الحقيقية، ومنحت السماسرة والوسطاء مساحة للتلاعب وجلب لاعبين متواضعين بعقود بسيطة يقبلها اللاعب الأجنبي، وهو ما انعكس على مستوى الفرق التي ظهرت بصورة باهتة وضعيفة.

ومن هذا المنطلق، أضع أمام الاتحاد العراقي لكرة القدم مجموعة من المقترحات التي يمكن أن تسهم في إصلاح منظومة الاحتراف وخدمة الكرة العراقية، ومنها:

  • فتح باب التعاقد مع لاعبين أجانب لا يتجاوز عددهم أربعة، شرط أن يكونوا دون سن العشرين ومن فرق الشباب والرديف، لخلق بيئة تنافسية وتطوير المواهب.
  • تشريع قانون خاص بالاحتراف يضمن حقوق اللاعبين والأندية على حد سواء.
  • الوقوف بوجه الفساد المالي والإداري من خلال وضع ضوابط دقيقة تضمن جودة اللاعبين المحترفين.
  • الحد من دور السماسرة والوسطاء في عقود المحترفين، وبذلك نضمن استقطاب اللاعب المحترف الحقيقي الذي يسهم في النهوض بالكرة العراقية.

إن العمل الاحترافي المرتجل لا يقود إلا إلى هبوط مستوى الأندية والفرق، ولذلك أدعو جميع العاملين في الأندية الرياضية إلى بذل جهود مضاعفة من أجل الارتقاء بمستويات الفرق، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.

****************************************

منتخب القوس والسهم يشارك في بطولة العالم

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن رئيس الاتحاد العراقي للقوس والسهم، سعد المشهداني، أمس الاثنين، عن مشاركة المنتخب الوطني للرجال والسيدات في بطولة العالم المقبلة التي ستقام في كوريا الجنوبية بداية شهر أيلول المقبل، بمشاركة دولية واسعة.

وقال المشهداني إن "الاتحاد العراقي بدأ بوضع منهجه الخاص لإعداد المنتخب الوطني قبل المشاركة في أقوى منافسات اللعبة"، موضحاً أن الاتحاد وبالتنسيق مع الكادر التدريبي اتفقا على إجراء اختبارات داخلية للمصنفين في المركز التدريبي الخاص بالاتحاد، بهدف اختيار أفضل اللاعبين وإعدادهم بشكل جيد قبل الانخراط في المنافسات العالمية.

وأشار إلى أن هذه الاختبارات ستشمل كلا الجنسين، وستكون للتنافس على مستوى القوسين المحدب والمركب، لضمان تشكيل منتخب قوي قادر على المنافسة في البطولة المقبلة.

***********************************************

الصفحة العاشرة

مسعود العمارتلي يُبعث من جديد

أمين قاسم الموسوي

(مسعود عمارتلي / دهشة الصوت وانتفاضته)، هذا ما اختاره الاستاذ سلمان كيّوش عنواناً لمنجزه عن المطرب مسعود العمارتلي، وقد صدرت طبعته الثانية عن منشورات الأتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق / ٢٠٢٥، وهي الطبعة المعتمدة في قراءتي المتواضعة هذه.

وقد جاء الغلاف جميلاً بأرضية تجمع بين الرصاصي والأخضر، حاملاً اسم المؤلف وعنوان الكتاب بالأسود والأحمر تحت صورة لوحة جميلة، وإن كانت لا تمت الى موضوع الكتاب بصلة، والكتاب (سيرة) وهي سيرة غيرية، كلفت كاتبها كثيراً من بذل الوقت والمال والجهد الجهيد، حتى جاءت ثمرة مدهشة، كدهشة كاتبها حين عنونها بذلك العنوان الشعري، بأنزياحاته المعبّرة عن رفيف الروح وخلجاتها عند مسعود أو عند سامعه، وقد بدت لي اثناء قراءتي الماتعة.

ولي على الكتاب بعض الملاحظات:

  1. من باب الأمانة العلمية، ذكر المؤلف روايتين عن والد (مسعود)، فهو (سعد) حسب رأي الباحث ثامرعبد الحسن، بينما يرى إياد ناصر شريجي – الذي كانت مسعود عمة والدته - أن والد مسعود هو (حمود)، وهذا الرأي أرجح من رأي ثامر عبد الحسن لواقعيته، بحكم صلة القربى القوية بين إياد ومسعود، وسبب هذا الخلط بين حمود وسعد متأتٍ من زواج أم مسعود من سعد بعد وفاة زوجها حمود، وسعد هنا (أحد كوّام علي الغربي/ ص 18)، وسيرة مسعود كلها لم تذكر أنه أقام في علي الغربي.
  2. بَحَث المؤلف في دائرة النفوس بمساعدة العقيد كاظم محمد عباس عن اسم المكان الذي وُلد فيه مسعود، وتركز البحث على الكحلاء، والحقيقة ليس للكحلاء ذكر في وثائق النفوس في زمن ولادة مسعود، لأن الكحلاء كانت تابعة لقلعة صالح، وكانت قلعة صالح تُثبت مكان ولادة لمواليد الكحلاء، وهذا يستدعي أن يكون البحث عن مكان وزمان الولادة في قلعة صالح لا في الكحلاء.
  3. يقول المؤلف: ((كل شيء معروف ومتفق عليه وشائع،لا أحد يملك مالا يملكه الآخرون / ص 22)) هذا التوصيف يوهم القارئ في كونه توصيفاً شاملاً لكل سكان الريف، والحقيقة ان التقسيم الاجتماعي أنذاك طبقي بامتياز، وقد فصل المؤلف هذه الطبقية بوضوح بعد تلك العبارة المربِكة، فقّسم المجتمع الريفي الى ثلاث طبقات، اقطاعيين غارقين في الترف، ثم طبقة وسطى تضم الملالي والسراكيل والمأمورين والحوشية، وهي طبقة ((تستمد هيبتها وديمومتها في كونها حلقة وصل بين طبقتي الشيوخ والفلاحين / ص 24)) ثم الطبقة التي تمثل الأغلبية الساحقة وهي طبقة الفلاحين التي كانت تعيش فقراً مدقعاً، أما العبيد - ومسعود منهم - فهم شريحة تؤدي خدمات كثيرة للأقطاعيين مقابل حصولها على ما يسد جوعها من المأكل ويسترعريها من الملبس، ومكان للنوم.
  4. يقول المؤلف ((وتمنيت أن أعرف إن كانت عائدية هذا الحلال لأهله - أهل مسعود - أم للشيخ /ص 38)) وأرى - بلا جزم - أن الحلال من الأغنام، يعود للشيخ، لأن مسعود من العبيد - السمران على حد تعبير المؤلف - والعبيد شريحة لا تملك كما أوضحنا، ومسعود عبد من عبيد شيوخ البو محمد بلا أدنى شك.
  5. ((ما أن تنتشر الأغنام، يجلس مسعود في مكان مرتفع ليشرف عليها، بيده عصا، يحركها أمام وجهه، ثم ينقر بطرفها الأرض على إيقاع لحن في طريقه للاكتمال في ذهنه، ثم يُدندِن بصوت منخفض تجريبي / ص 39)). لا شك أن هذا السرد الجميل يحدد بدايات مسعود الغنائية، وهو سرد من صنع خيال المؤلف، يلجأ إليه مستعيناً بوقائع، مُلبساً إياها ثوب الخيال بحذاقة تشد المتلقي شداً. ويكرر هذا السرد في اكثر من مكان، کسرده لأول اختبار لمسعود في بغداد فی مقهى پرتادها المغنون وعشاق الطرب / ص 54، وما أحلى سؤال مسعود لعيسى رفيق دربه : ((إهنا ماكو سياح))، هذا الخيال السردي يقره المؤلف بقوله : ((ألتمس العذر من القارئ الكريم لأني أُلجئُه إلى التعويل على مخيلتي وتصديقها / ص 28)) وهذا هو اعتراف العالِم متواضعاً بعد جهد جهيد لأِنضاج ثمرات صاغها، ولعل فصل (فلسفة الگاط 112) مثال لسرد اذا ما رأت فيه العین فسترقص الروح طرباً.

6.(مسعود نفسياً /ص 61) فصل من فصول الكتاب، ممتع لغة وتحليلاً وتعليلاً، مركزّاً كان على التحول الجنسي من الانثی (سْعيدة) الى الذكر (مسعود)، محللاً حادثة انتصار مسعود على رجلين أرسلتهما (فتنة) للاعتداء عليه، هي حادثه ترسخ ما في نفس وجسد (سْعيدة) لتكون (مسعود)، وأرى سبباً مهما وحاسماً في الرغبة في التحول الجنسي هو الموهبة الغنائية وسحر حلاوة الصوت التي غطت على ماسواها، ولم يكن هنالك بد من اطلاقها، وهل كان مسعود سيجد الفضاء الذي يحلق فيه لو كان انثى؟ أيسمح له بالسهر في مجالس الرجال؟ لذلك هرب الى العمارة، كي يتخلص من (فتنة) ورغبتها في تقرير الأنوثة التي ستبقيه أنثى مستعبدة مع قطيع المستعبدات في بيئة ما أضيق اطارها.

  1. تدوين كلمات الأغاني التي غناها مسعود في غاية الأهمية لأنه حفظها من الضياع، وقد بذل المؤلف جهداً فائقاً فيها وأضاف بعض التوضيحات، واحتار في بعضها كحيرته في (عِجيد) فهو يظن انها (عنيد)، وارى وقد اكون مخطئا انها بمعنى (شجاع) وهي محرفة عن (عَقيد) وهو الذي تعقد له الراية في القتال ومن أولى صفاته، أن يكون شجاعاً.
  2. يعج الكتاب بمفردات اللهجة الجنوبية استجابة للموضوع ولوهمش المؤلف شارحاً الغريب على القراء الشباب اوالقراء من غير ابناء الجنوب لكان أسدى خدمة كبيرة لهذه الشرائح، ولنأخذ مثالاً (البيرغچي) وهومَن يحمل الراية الكبيرة في المعارك، وتكون رمزيتها عالية، وهي مأخوذة من (البيرق) وهو لفظ مُعرَّب.

ختاما إن ما أنجزه الأستاذ سلمان کيوش فرداً يعادل انجاز فريق جماعي، ويستوجب التكريم والاحتفاء لأنه خلَّد اسماً يستحق هذا التخليد، ورصد جوانب مهمة في المجتمع تنفع كثيراً دارسي الانثربولوجيا، مركزاً على شخصية (مسعود) ومعاناته حتى انتهى مسموماً سنة 1944 وهو في أوج مراحل ابداعه.

*****************************************

يل اسمك وطن شدنه

د. حامد  الشطري

رفعنه رايتك يحسين

احنه وياك مظلومين

رثيناك بقصايدنه

ونفديلك اشما عدنه

يل اسمك وطن شدنه

ونهضنه وياك متحزمين

صحنه وياك متوحدين

قضيتك اختصار لكل قضايا الدين

ودمك والشهادة واحنه الك باقين

ترضه احنه بوطنه اسنين محبوسين

نذرف من حزنه ادموع

ونون الالم مامسموع

ونضمك ابين اضلوع

من ساعة استشهادك ليوم الدين..

رفعنه رايتك يحسين..

وصحنه وياك متحزمين

نعلن لك تضامنه..

وانت تدري بحبنه

الك يل ضامن الجنه

لشباچك نذرنه جفوفنه من اسنين

وقعنه الك والقسم دم الراس

نصير اذراع الك ونعوضك العباس

ما طاحت الرايه وجفك الينباس

كل هاي الحشود تصيح ياعباس

اظن ردت علينه خيبر وصفين

انهض عيدها النه امجاد داحي الباب

كل تاريخ اهل الحكمه گالوا

يفتر وينعاد

ملاحم هاي واهلك بيرغ الامجاد

برايات الرسول وهم عماد الدين

متوقعنه ايد الظلمتك عادت

واخلاقك يزيد ترأست سادت

ورايه السود اللي گلنه تمزقت بادت

ردت من قطر والشام

وينك ياسبع حچام

افزع طگها طگ الجام

حاطتنه المصايب دوم مغدورين

****************************************

أغنية حب

كريم هداد

 

اشسوه بينا الحب حبك ياعراق

وانته انته الحب وغربتنا اشتياق

انته دنيا الما مثلها

انته روحي اللي اعزها

انته انته...

انته كل شي

بالبواچي وبالفرح

اشسوه بينا الشوگ يالشوگك جميل

وانت كلك طيب يابيت النخيل

استمد الصبر منك

ولا لگيت ولاية مثلك

انته انته ...

انته كل شي

بالبواچي وبالفرح

بحر منفانه حبيبي وانت مرفه واحلى دار

مَ گدرت نسيان اسمك ياعذب نجمة ومدار

شيبَتْ راسي السنين

وارتجي ظلك حنين

انته انته...

انته كل شي

بالبواچي وبالفرح

نغم واشعار ومشاعر دنيا بللها الغرام

انتَه ياحلو المحبة دافي ظلك ارد انام

انته حلم اشگد اشوفه

ماي ماناسي جروفه

انته انته...

انته كل شي

بالبواچي وبالفرح

**********************************************

عن لسان حال ام الشهيد

 

كرار العيساوي

يكهرب تارس اخشوم المسايير

يشاهد سالفة كل الخطاطيــــــر

ضحكتك مالحة اخبيزة تنانيــر

بياض اخدودك يفشل الطباشيـر

يـدحّه وسامري وصوت المزامير

يجدحة غيض بعيون النواطيـــر

يثايه الما دنت منها الدواويــــــر

اشبيح وفحطت ممشه الشواجير

وبشمس المواقف فيّك اﭼـبيـــــر

اشلونج من تگلي عليك شيصير؟

لـ افيّلك لحد ما يكسر عليـــــــك

فييّ وتلتم عليك العصافيـــــــــر

وظل اضحك وياهن بالتصاويـــر

وگللهن گدرنا وياجـــن نطيــــــر

******************************************

قصائد

كامل الركابي

الناس

مرة سألني الثلج عن حالتي وگتله:  بردان حد العظم

ومره سألني الصيف عن حالتي وكتله: محترگ حد الجلد

ومرة سألني الورد وجه الربيع الندي عن حالتي وكتله : مثلك ورد روحي

ومن خاطر بلعبته

وهز حلمي من غفوته

وبوجه شاحب اجه واتلوّن بورقته

گتله حبيبي : السمه تعشق ومضها

واحنه

بخريف العمر

الناس البعضها !

صورة

وجهي حزن قافله

مابين بصره

وشام

ضاعت

ويمكن تجي

لوما تجي

وتختفي

اتبيّن

مع الايام

ومحتفظ بيها بشكل صورة زمان الخشب

ع القالب

مجوّمه

ومكسور بيها الجام !

إطفاء

روحك طفت بالندى

مو بالمطر والماي

ها گد جمرها خفت

يطفه

ابنداوة نده

مو بالمطر والماي

هيّ بچت

من طفت

لو من طفت نادت:

يانده طفيتني

من شفت جمري وضع راسه على المنقله،

حس بالتعب وانكمش من الانتظار ونام

والهوا بارد اجه

 شال الرماد ومشى وتعرّت الايام

وبان الزغر بالجمر

يكفي نده ايطفيه

ليش المطر والماي ؟

يانده

يشتاق الك

ورق الشجر والورد

والعشب

والاحلام

جفت على عيوني

وخايف حلمها ينام

*********************************************

الصفحة الحادية عشر

خمس أصابع

علاء حمد

أتريد كنزاً من الدموع المخبّأة

حرّكْ أصابعكَ الخمس

سترى يداً

وخمسَ طرقاتٍ بفصلٍ واحد

معبّدةً بركام الأجسادِ التي تساقطت

 وخمسةَ آلاف طفلٍ

يسقطون جوعاً

أمام وجوه خمس قارات مجاورة..

سترى الدمعةَ كعصفورٍ بالمهد

تنزلُ على خدّ خيمةٍ

خمسُ طرقاتٍ

ملبدةً بالمسيّرات العجيبة

ستراها مضيئةً

في الساعة الخامسة فجراً

عندما لوّحتُ بأصابعي الخمس

مرّت حمامةٌ

مع ذكرٍ باليستي

لزيارةِ خمسِ مناطقَ خرجتْ عن الرأي العام...

لا تجعلْ أصابعكَ الخمس

مقبرةً للآخرين

لا تجعلها تُغلق بوّابةَ الفمِ

وأنتَ تصرخُ

بين وداع أهلكَ

وشاطئ البحر المتكئ على خمسة زوارق

********************************************

ذاكرة الصحافة الشيوعية.. الجريدة.. المعلم

د. ناهدة محمد علي

دخلت ذات يوم الى صرح ثقافي عريق.. فتاة صغيرة بحجمها، كبيرة بطموحاتها واضخم ما طمحت اليه هو ان تتعلم ثم تتعلم كانت تصغي الى الجميع كل من دخل الى هذا الصرح كان يحمل مصباح المعرفة ويستحق ان ينصت اليه لذا قررت هذه الفتاة ان تشحذ قلمها بما تتعلمه، دخلت مجال الصحافة كمتطوعة في جريدة "طريق الشعب" كنت أعتقد أن الصحفي الحر هو من يكتب  بالمصداقية وكل من كان هناك كانت بذوره نقية ، اكثرت الاستماع لشعراء معروفين ومغمورين منهم: رشدي العامل، حميد الخاقاني، حسين الحسيني، حاولت ان انجز شيئا بين مجمع المثقفين الذين يشكل كل منهم صرحا  ثقافيا شكك البعض في قدراتي فقد كنت خجولة ومتواضعة جدا ووجدت من ناصر قدراتي الشابة انذاك وكان من مناصري القدرات الشبابية الاستاذ رضا الظاهر والأستاذ حميد الخاقاني، وضعت يوما ما على المحك حين بدأت اساهم بتحرير صفحة  المنوعات وانجزت حيزا جميلا للاطفال وكان سيناريو قصصي تعليمي ، اشد ما كان يفرحني حين دخولي الجريدة  هو جو من الالفة والمحبة للجميع واقداح الشاي التي تدور على مدار الساعة ، كان كل فرد عامل يتمتع باحترام  الجميع وخاصة الفئة العاملة والشغيلة.

كان صرحا امنا عكس الجو العام السياسي والاجتماعي الساخن، فالخروج الى الشارع يعني عين تراقب وعائلة تحسب الساعة والدقيقة للعودة وجار يترقب حركة هذه الفتاة غير الهادئة والحاجة الى الانفاق على شراء الكتب واجور النقل، واشد ما كان يؤلمني هو اني لم اعد اتناول السندويج الذي كانت تدسه امي في حقيبتي فقد كنت اود ان أثبت لنفسي اني كبرت ولم اعد احتاج رعاية احد  لكني تعلمت بعدها أنني نقطة صغيرة بين البشر لن يكترث احد لي مثلما كانت تكترث لتأخري او غيابي.. كنت ابني قواعد شخصيتي الجديدة وكل من قابلته في عملي الصحفي اضاف لي سمة او ميزة تعلمت من البعض الحذر ومن اخر الود الانساني ومن البعض الانصهار  بحب المعرفة وكانت اول شهادة اعتز بها قبل البكالوريوس وبعده هو عملي في هذه الجريدة واصبح قول الحق سمة اتمتع بها في مسيرة حياتي.

****************************************

خرائط البلدان.. لغة صامتة تبوح بالكثير

د. جمال العتّابي

دهشة التعلم الأولى، دهشة اكتشاف عالم جديد  من أنقى اللحظات الإنسانية، شعور بالخوف والفرح البريء مع إحساس خفي بأن الحياة ستبدأ من هنا، من لحظة تصفح الكتاب، حيث تبدأ الأسئلة عن الحروف والصور ورائحة الورق في صفحات كراسات الصفوف الأولى للدراسة الابتدائية،  من بينها مطبوع لا يشبه سواه: (الأطلس العراقي) بألوانه الزاهية وطباعته المحكمة الأنيقة، وإن أسعفتني الذاكرة، أنه طُبع في أرقى المطابع الهولندية، عنوان الغلاف بخط الرقعة الجميل على شكل قوس، أشرف على إعداده  أساتذة متخصصون في الجغرافية، نجم الاطرقچي وأحمد المهنا. كان الأطلس بوابة إلى عوالم بعيدة.. إلى أسماء تشبه الطلاسم، أرددها كتعاويذ مقدّسة، كلما أتصفح أوراقه يخيل إليّ أني أطوف العالم وحدي، صرت أرى في الخرائط أرواحاً لا خطوطاً صماء، كل خريطة كانت تحمل وجهاً مستتراً، استدرجها إلى خيالي، كلغزٍ مرسوم على الورق. كانت نافذتي الاولى نحو المجهول، لا أعرف (كراچي) وعواصم الدنيا، لكنني أحدّق فيها كلما تصفحت الأطلس، لا أعرف ماذا وراء جبال زاگروس، فألمسها بطرف أصبعي، فأشعر أنها تعرفني. كبرتُ وكبرت معي دهشتي بالألوان، لازمني الشغف بالأمكنة، وتأمل الخرائط وأشكال التقسيمات الحدودية، فتحول، كلما تقدمت السنين إلى منهج وتوجّه ودراسة لعلم الجغرافية في المراحل الجامعية الأولى، كانت محصّلتها، كتابان عن الأمكنة: (داخل المكان ..المكان روح ومعنى) و ( ضفاف المدن). يومها لم أقرأ قصة الحكّاء الأرجنتيني لويس بورخيس "امبراطورية الخرائط" بوصفها مفارقة ساخرة، وحكاية فلسفية تشير إلى عبثية المبالغة في التفاصيل.

     أدركت لاحقاً أن خرائط الدول نتاج تاريخي وجغرافي وسياسي، تمنح الدول - أية دولة - حدودها وشكلها المختلف مع البلدان الأخرى، هذا الشكل يثير أسئلة عديدة، من بينها: هل توجد خرائط بلدان جميلة وأخرى مشوّهة؟ هل لها امتدادات غريبة أو نتوءات؟ بعض الأشكال تبدو أنيقة، متوازنة، متناغمة، في حين أن خرائط دول أخرى توصف بأنها مشوشة، غير متناسقة، أو مجزأة.

    الحقيقة المؤكدة هي أن كل الحدود، لم ترسمها أيادي الشعوب، بل صنعتها إرادات استعمارية على وفق ما تشاء، على وفق مصالحها وقوة نفوذها، هي لا تعبّر على الأغلب عن الواقع الإثني أو الثقافي والاجتماعيّ بشكل دقيق، بل كانت سبباً وراء العديد من الصراعات والحروب الطويلة بين البلدان.  في ظل ظروف معقدة واتفاقات ومؤامرات دولية لم تأخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعوب. بينما تحمل الخريطة أبعادًا جمالية وثقافية ومعرفية بعيداً عن وظيفتها السياسية، يجعلها أكثر من مجرد أداة ترسيم، أو وسيلة لتحديد الأماكن وتراتبيتها، بل هي طريقة لرؤية العالم، العلاقات بين الأشياء، المساحات، فضلاً عن جمالياتها الخطية والهندسية وإشاراتها الرمزية.

       هذه العناصر مجتمعة تجعل منها عملاً بصرياً، هناك من ينظر إليها كوسيلة لتأمل فكرة المكان والانتماء، وتصبح رمزاً للوحدة، تعلّق في الساحات والمكاتب وجدران المدارس، ويلجأ المصممون بإفراط إلى توظيفها كعنصر أساس في تصميم ( لوغوات)، الدوائر الرسمية والمنظمات والمؤسسات، ما يفقد قيمتها الجمالية والرمزية.

       ثمة حوار نفسي وثقافي تخلقه الخريطة، وندوبا تاريخية تعبّر عن تمزقات داخلية: إثنية، اجتماعية، ثقافية، سياسيّة، الخرائط ليست صامتة، كل خريطة تقول شيئاً: تلمّح، تهمس، تصرخ أحياناً، تبدو على الورق أكثر من خطوط مرسومة، هي أبعد من ذلك : مخلوقات، أجساد، هياكل، نرى وجوهاً من دون ملامح، وملامح بلا هوية. هذه التأويلات الرمزية لشكل الخرائط هي في جوهرها قراءة مجازية أكثر من ملاحظة جغرافية موضوعية. بعض الخرائط تشبه الطير، خريطة الصين تبدو كامرأة حبلى، وثالثة مثل سيف مكسور، أو دودة شريطية، أو كف ترتجف، خريطة العراق تثير شعوراً بالاتزان، جسد متناسق يخترقه نهران يتحدثان عن تاريخ وحضارات ودماء سالت على ضفافهما، وممالك انطوت.

  ايران في خريطتها تذكرك ب ( سنام) جمل تضخم  خارج حدود المألوف، الجمل رابض يراقب بعيون نصف مغمضة، مستعد للوثوب، تركيا بخريطتها المستطيلة وامتدادها العرضي يوحي بالوصل بين البلدان، داخلها يخفي أشياءً متعرجة، خريطة سوريا جميلة متوازنة،لا نتوء نشاز فيها، لكن الجمال فيها مهدد، خرائط دول عربية ( مصر، ليبيا، الجزائر) تبدو كأشكال هندسية وخطوط مستقيمة، مرسومة بمسطرة على عَجٓل، لبنان صغيرة نحيلة، تشبه سبابة تشير إلى البحر، ليس بمقدورها صد العواصف والأمواج، بالكاد تُرى وسط العالم بنظر الجغرافيا، وفي عيون التاريخ لبنان أكبر من حجمها ألف مرة، لكنه لا يستطيع ان يوسع رقعته، بل مزّقه الغزاة وعبثوا في أمنه. خريطة فلسطين أكثر الخرائط تمثيلاً في الرسم، وظفها الفنانون كعنصر بصري مشحون بالعاطفة والاحتجاج، الشكل: إمرأة مقطوعة الرأس، الجسد متكىء على خط وهمي مستقيم، وجهته نحو الساحل، يقول عن نفسه: لست مثالياً لكنني حقيقة مجروحة في مواجهة التقسيم والتسويات المرحلية. الخرائط لغة صامتة لكنها تبوح بالكثير، وللبلدان لغة حوار مع خرائطها. قدر بعضها أن تكون أشبه بشريط ممدود على الأرض( تشيلي في امريكا اللاتينية، ارتيريا في أفريقيا)، وأخرى تزحف بدل أن تمشي، إيطاليا تشبه حذاءً بكعب عال يدوس على ماض لم يمت، الصومال ذراع تمتد، أو منقار نسر، الأردن تبدو  كقبضة سلاح موجه نحو الشرق، وخارطة الهند كضرع بقرة حلوب يتدلّى نحو المحيط. هنا في هذا التشبيه تتداخل المعاني بين الشكل الجغرافي. والواقع الإجتماعي والاقتصادي. لا يمكن لهذا التشبيهات بالطبع ان تستثمر كصور بلاغية تعكس توتراً أو موقفاً معيناً. وفي جغرافيا الأقدار لا تتساوى البلدان، ثمة من تشهق بالماء، تهبط على شواطئها السفن بلا استئذان، وأخرى محاصرة تسعى للنجاة من اليابسة، لا باب ولا كوّة صغيرة نحو الفضاء وأفق البحار. قدر البلدان أن تتناثر جزراً في المحيطات كالأحلام، منها ما يكتفي بعزلته أو ينام. ومنها ما يعاد رسمه كلّما شاء الأقوياء.

********************************************

خراب المعنى.. لماذا؟

ميشيل الرائي*

ليكن واضحًا.. لسنا بصدد إنشاء مدرسة جديدة بل تقويض فرضيات قديمة إن ما نسميه مسرحًا دادائيًا في سياقنا العربي ليس تقليدًا للغرب بقدر ما هو رد مادي على انهيار الشكل البلاغي للمؤسسة الثقافية وعلى فشل البراديغم التمثيلي في تمثيل الحياة.. فالمسرح كما علّمنا بريشت ليس موضعًا للطمأنينة بل نقطة انفصال واع. لكن ما نريده اليوم أعمق لسنا ننتج تغريبًا بل تهشيمًا لا نطلب وعيًا نقديًا وحسب، بل اشتباهًا في أدوات النقد ذاتها.

مسرحنا لا يروي بل يفجّر، لا يعرض بل يفضح، لا يسائل البنية بل ينسفها من داخلها كمن يزرع قنبلة في قلب الساعة لإيقاف الزمن. ما نراه على الخشبة ليس حدثًا دراميًا بل حالة مادية لفشل اللغة. الشخصيات لا تمثل بل تنهار.. الأجساد ليست علامات بل دلائل مستنزفة الجمل لا تقال بل تقذف. نحن لا نبني خطابًا بل نراكم الحطام كما يراكم المؤرخ الآثار في متحف مدمر.  هنا لا جمهور يتفرج بل طبقة مشتبكة خصم ولاعب وضحية. لا معنى يمنح بل وهم يسحب.

لا سكون بل توتر دائم. لا نهاية بل استحالة نهاية. أما الممثل فليس ناقلًا لدور بل حامل أزمة. هو ليس مرآة للطبيعة كما أرادها التقليد الأرسطي بل مرآة مكسرة تعكس وجوهًا لا يكتمل كل أداء عنده هو إضراب ضد الأداء، وكل كلمة ينطقها تفترض كذبة أولى. الديكور ليس تمثيلًا للعالم بل تحليل مادي له عبر التكديس والتشويه والمفارقة ..

 الأزياء ليست لباس الشخصية بل أقنعتها المفروضة. حتى الضوء لا يضيء بل يفضح.. لسنا ضد المسرح القديم بل ضد شرطه التأسيسي ضد الوهم ضد الراحة ضد الفن حين يتحول إلى أداة تهدئة طبقية إلى كاتدرائية للمعنى ، فالمسرح اليوم في زمن الحرب والاستلاب الإيديولوجي والإعلانات التي تبيع الجسد لا بد أن يكون إعلانًا حيًا عن فشل كل الإعلانات .. لقد سقط يسوع في الشارع، وتكسرت الموعظة على رصيف المدينة ولم يعد للرمز مكان، إلا إن كان رمزًا مصلوبًا. نحن لا نسأل ما هو المقدس ، بل ما الذي يجعلنا نرتعب من فقده . نحن لا نكتب مسرحًا بل نمارس فعلًا ماديًا جماليًا يعرّي مؤسسات التمثيل ويعلن سقوط البنية اللغوية ويستدعي من الجمهور لا إعجابًا بل اشتباكًا، ومن الفن لا خلاصًا بل سؤالًا مفتوحًا في وجه الأمل وهذا بالتحديد ما يجعل هذا المسرح ضروريًا؛ لأنه يقاوم حين لا أحد يقاوم ويقول كل شيء لا بالطريقة الصحيحة، بل بالطريقة الوحيدة التي بقيت.. أن تقول كل شيء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب عراقي يقيم في الدار البيضاء

**************************************************

قصة قصيرة قرمزة

عبد الكريم محسن

رغم تجاوزه عتبة الثمانين، ظلّ (سيد قرمزه)  محتفظاً بتقليده اليومي، إذ يغادر داره متّجهاً صوب السوق العتيق، حيث تعانق قدماه دروبًا عشقها وتعلَّق بها عبر السنين. ورغم تمتعه بحيوية كبيرة، إلا أنه يتوقف أثناء سيره عند محطات عديدة، ليتزود بالراحة بضع دقائق، ثم يواصل مشواره بعد أن يترك خلفه أثرا طيبا من عطر أحاديثه الجميلة المُضمَّخة دوماً بشجون الوطن، وبذور الأمل، والضحكات حتى في أشد الظروف قتامة وتعاسة.

سمعت أسرته دوي انفجار كبير قادماً من الصوب الثاني للنهر. تناقل الناس سريعاً خبر انفجار سيارة مفخخة في (شارع دجلة) بفضل انتشار الأجهزة الخلوية.

استولى القلق والفزع على أفراد عائلته عندما سمعوا بوجود شهداء وجرحى، ماعدا زوجته ورفيقة عمره، استقبلت الخبر بنفس مطمئنة غير مبالية، وعلَّقتْ بثقةٍ وهدوء غريب!:

ـــ "مادام الانفجار له علاقة بالسياسة، فأبوكم حي يرزق !، وله فيها سبعة أرواح"

 أستغرب بعضهم وضحك الآخر، خاصة أحفاده الصغار.

 مضت نصف ساعة تقريباً، وإذا به يترجل من سيارة أحد أصدقائه مبتسماً وآثار الانفجار باديةٌ عليه.

أحاط به الجميع، ليستمعوا الى تفاصيل ما جرى، ويَعْرِفوا كيف نجا بروحه السادسة وربّما الأخيرة.

أسترسل في حديثه ضاحكاً:

ـــ "تأخري بعض الوقت بسبب حديث ومناكفة سياسية مع أحد الأصدقاء، هو مَن غيَّر مواقيت ومسار حركتي المعتادة، لِذا كنت بعيدا نسبياً عن مركز الانفجار، فأتى العصف رحيماً بجسدي الهزيل وألقاني بعيداً مثل ورقة خريف يابسة، ووجدت نفسي جالساً على الأرض وكوفيتي وعقالي في يدي. الحمد لله خسائري كما ترون، خدوشاً طفيفة بركبتي ونتف بسيطة في نسيج (خاجيتي) السوداء.

ما لبث أن وجَّه حفيده الصغير سؤالًا إلى جدتهِ ممازحاً ومستفسراً عن تسلسل الروح التي فقدها جدَهُم هذا اليوم؟

أجابت:

ـــ "لا اتذكر، فهنَّ كثرُ! لكني لم ولن أنسى أولَها عندما كنا مخطوبين، فقد سافر إلى البصرة موفداً مع مديره في الدائرة التي يعمل فيها سائقاً، شاء أن صادفتهم وسط المدينة مظاهرات حاشدة، وحين سألَ عن أسبابها، عَلِمَ بخبر وقوع (العدوان الثلاثي) على مصر. فما كان منه إلا أن ركَنَ سيارته البيك اب الحكومية، بسرعة خاطفة، في زقاق فرعي من شارع الوطن، وانغمس مع المتظاهرين البصريين الغاضبين، الهائجين، المنددين بالدول المعتدية. وبعد تفريق المظاهرة بالقوة واعتقال بعضهم، خاصةً قادتها الفاعلين الشرسين، كان جَدكَ أحدهم. وبعد مضي يومين على غيابه المرير كان بالنسبة لي دهراً طويلاً عشته بقلق شديد، عاد بعد أن أطلق سراحه مع بقية المتظاهرين بقرار من القاضي وبدون كفالة، أعتبر أفعالهم عفوية، عبَّروا من خلالها عن مشاعرهم الوطنية وتضامنهم القومي مع مصر وشعبها الشقيق".

ثم أردفت قائلة:

ـــ "الحمد لله الذي أبقى مديره في البصرة نزيلاً في أحد الفنادق القريبة من السيارة التي كانت تحمل أدوات ومعدات في ذمته، وإلا فان أهلي لو كانوا قد علموا، سيفسخون خطوبتنا باعتباره وطنياً معتاداً على السجون وليس له مستقبل مضمون. واتذكَّر بعد زواجنا وإنجابي لطفلين، اعتقل على أثر خطاب الزعيم قاسم في كنيسة "مار يوسف" لينقل بوظيفته سائقاً منفياً! من العمارةِ إلى بعقوبة. ثم توالت علينا يا ولدي ظروفاً أصعب، وضاع علَيَّ حِسابُ ما بقي له من أرواح.

حتى الآن، ما زال (سفرطاس) الطعام محفوراً في ذاكرتي، لكن تلاشت من ذهني عدد المرات التي رافَقَنا فيها، في الحر والبرد، من سجن لآخر".

********************************************

يا عبدَ الله

عبدالامير العبادي   

نحنُ الذين يخشى الموجُ

سيرنا فوقهُ

العارفُ انا لا نجيدُ العومَ

ونحنُ الذين نعبدُ نواصيَ الجبالِ

خشيةً من اربابٍ تعشعشُ فوقَ

القممِ

لنا مهدٌ يدٌ من السماءِ تحرسهُ

تسيرهُ للنجومِ والملائكةُ ترضعهُ

نحنُ سلالةٌ ودوحةُ افلاكٍ

تنثرنا الزنابقُ جنةً وملاكاً

وانتَ يا عبدَ الله

اني اعرفُ سيروةَ مبايعتكَ

لشرقيتكَ المأزومةِ بالقدرِ

كم انجبتَ من عبيدٍ يا عبدالله

واكتويتَ بنيرانِ الفتنِ

تداعياتِ اوهامِ المجونِ

يا عبدَ الله اما آن لهذا الخرسِ

النطقُ والبوحُ

انتَ في الصدقِ الامينِ المبجلِ

مزقْ اغمادَ سيوفِ عشيركَ

احرقْ دروعاً لم تحمكَ قروناً

دعْ زيفَ فروسيتكَ

اصدحُ بصوتكَ خارجَ المآذنِ

ما عادَ الصدى ينقلها معَ الريحِ

يا عبدَ الله

ارضنا الجميلةُ غدتْ بوراً وجمراً

وعرجوناً نحتطبُ بهِ

وفجاجةَ رسائلٍ ارسلناها كذباً

وجوارَ سليبةٍ ما زالَ عارها يطاردنا

ياعبدَ الله

دعْ كتبكَ وازميلكَ وتلمودكَ

في تنانيرِ الاحتراقِ

خذْ غصناً وجديلةَ طفلةٍ

وحينَ ينادونكَ يا عبدَ الله

قلْ غيرتُ هويتي الى بايدن او ترامب

لقد رأيتُ اسماءَ عشيرتي

استبدلتُ بهذهِ الاسماءِ

ياعبدَ الله

تحتَ اسمائكَ المبجلةِ

تباعُ الاوطانُ باسواقِ النخاسةِ

ياعبدَ الله

اردعْ شعراءَ الزورِ والبهتانِ

الذينَ ينظمونَ القصائدَ

باسمكَ واسمِ الاولياءِ الصالحينَ

هاتفونَ معَ مَنْ يهتفُ

عاشَ البلاطُ عاشَ الطغاةُ

ياعبدَ الله

اني رفضتُ هويتي المسماةَ باسمكَ

لقد انشدتُ أني عبداً للحريةِ

وحاديَ قوافلِ الاحرارِ

ومسيرتي تحتَ نصبِ الحريةِ انبثاقٌ

*********************************************

الصفحة الثانية عشر

في مالمو العراقيون يستذكرون الشاعر الكبير موفق محمد

مالمو - هادي گاطع المالكي

التأم شمل جمع من العراقيين والعراقيات في مدينة مالمو السويدية، يوم السبت 28حزيران الفائت، في جلسة اقامتها الجمعية الثقافية العراقية، استذكاراً للشاعر المتفرد موفق محمد الذي فُجعت الأوساط الثقافية والشعبية برحيله منتصف أيار الماضي في مدينته الحلة.

ابتدأت الجلسة التي أدارها الفنان والصحفي صفاء حسن، بعرض مقطع فيديو يلقي فيه الشاعر قصيدته الشهيرة المؤثرة التي يرثي فيها ولده الشهيد. ثم ألقى ممثل عن الحزب الشيوعي العراقي كلمة باسم الحزب، جاء فيها: "دخلت أشعار موفق أفئدة العمال والفلاحين والكادحين بمختلف فئاتهم، لذا أطلقوا عليه شاعر الوجع العراقي ولسان حال الناس وغيرهما من الألقاب التي تعبِّر عن حب الناس له ودفاعه الجريء عنهم".

وعرّجت الكلمة على رثاء المكتب السياسي للحزب، للشاعر الفقيد الذي ارتبط بالحزب منذ شبابه المبكر.

وكانت للجمعية الثقافية العراقية في مالمو، كلمة ذكرت أن "الشاعر رأى ما لا نرى وأدرك مبكرا ما لم ندركه ومازج بين ألوان الشعر ليوصل الفكرة لكل من ليس لديه الجرأة على القول والفعل. فقد قال وفعل. فطوبى له وهو يوصي ويشير إلى أن الدرب من هنا".

الأديب د. مؤيد عبد الستار كانت له كلمة أشار فيها إلى بعض مزايا شعر موفق محمد، كاستخدامه اللهجة العامية في قصائده.

ونوّه إلى أن "شعراء عديدين سبقوا موفق محمد إلى ذلك لكنهم لم يشتهروا بهذه الميزة كما اشتهر هو"، عازياً السبب إلى إزاحته الحدود بين الفصحى والعامية في القصيدة وجعلها جسما متماسكا.

كما تحدث عبد الستار عن السخرية عند الفقيد، الذي حول المأساة إلى نكتة، والموضوع الصعب القاسي المؤلم إلى فكاهة.

وكانت للمسرحي والشاعر رياض محمد، شقيق الشاعر موفق، كلمة سلط فيها الضوء على حياة الفقيد مع إخوته وهم ما زالوا فتياناً يتسابقون في ما بينهم، يرتجلون الشعر، مبينا أن موفقاً أبتدأ أولا في كتابة الشعر الشعبي وهو طالب في الثانوية، وكان متأثرا جدا بالراحل الكبير مظفر النواب. وعند دخوله الجامعة عمل مع مجموعة من الشباب المثقفين في إحدى المجلات الثقافية، مجموعة تشبه الصعاليك.

وأشار إلى أن موفقا نشر أولى قصائده الفصيحة الكوميدية عام1971. حيث سببت ضجة عند نشرها وفتحت له أبواب الشعر، لافتا إلى ان أحد مثقفي السلطة حاول في مقالة من ثلاث حلقات تسفيه القصيدة.

وتابع قوله إن القصيدة، وقد نُشرت في العدد السادس من مجلة "الكلمة" لصاحبها حميد المطبعي، تم تأريخها بعام 1967 لتمريرها على الرقابة.

وتوقف رياض عند قصيدة جريئة القاها الفقيد منتصف السبعينيات في حديقة اتحاد الادباء، عن استاذه في مادة العربية حميد سعيد، الذي ذوّبه البعث في احواض التيزاب في قصر النهاية، مؤكدا أن "القصيدة مثلت صدمة في وقتها، وتحولا من القصيدة الرمزية السريالية إلى القصيدة الواقعية. وهذا أحد أهم أسباب التصاق الجمهور بموفق، كونه يكتب بحرقة وصدق".

كذلك كانت هناك كلمة للأستاذ طارق حرب، قُرئت بالنيابة عنه، وجاء فيها أنه "لا عجب ان يطلق عليه الناقد الراحل عبد الجبار عباس لقب ملك الضيم. موفق محمد الإنسان الذي تسامى على آلامه فاستلهمها على شكل قصائد وملاحم، لأنها جزء من آلام الكثير من العراقيين".

بعد ذلك، قرأ مدير الجلسة بعضا مما كتبه الكاتب والناقد د. جمال العتابي، عن الفقيد، في مقال نشرته "طريق الشعب". حيث وصف العتابي صديقه موفق بأنه "مبتكر الفرح في أشد حالات الضيق واليأس، وشاعر من طراز خاص، هجّاء، ساخر، عاصف مدوّي، عاش حياته مندمجاً بالأصدقاء، صانعاً ماهراً للعلاقات والجلسات، والحكايات، كان يكفيه بعض الوقت ليسخر أكثر من العالم المزيف، وأزلامه الفاسدين المزيفين".

واختتم الفنان صفاء حسن الجلسة بكلمات مؤثرة، يُصاحبها مقطع غنائي للفنان الراحل سعدي الحلي، الذي كان يعشقه الفقيد، وكتب عنه ديوانا.

***************************************

طالبة عراقية تحقق تفوقا لافتا في جامعة تكساس

متابعة – طريق الشعب

أحرزت الطالبة العراقية في جامعة تكساس الأمريكية، غادة علي الشكاكي، تفوقا لافتا في دراستها.

وقال والد الطالبة في حديث صحفي، إن ابنته المولودة عام 2002 في العراق، تخرجت في جامعة تكساس بتفوق. حيث حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال – قسم أنظمة المعلومات الحاسوبية، مع مرتبة الشرف العالي.  وأضاف قوله: "تميّزت غادة أكاديميًا بتفوقها على أكثر من 4600 طالب وطالبة من زملائها، ضمن جامعة تضم أكثر من 40.500 طالب مسجلين للعام الأكاديمي 2024 - 2025، وهو إنجاز يُعدّ من أبرز قصص النجاح الأكاديمي".

ولفت الشكاكي إلى أنه "تقديراً لتفوقها وتميّزها، نالت غادة تكريمات رسمية عدة من أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، ومن عمدة مدينة أوستن، والملحق الثقافي في سفارة جمهورية العراق في واشنطن، إلى جانب مسؤولين وشخصيات مرموقة أخرى".

********************************************

البصرة ونينوى تتواصلان تشكيلياً

متابعة – طريق الشعب

شهدت مدينة البصرة أخيرا افتتاح معرض تشكيلي بعنوان "تشكيل خارج الإطار"، شارك فيه 11 فنانا من نينوى، عرض كل منهم ثلاث لوحات تُعبّر عن رؤى ومدارس تشكيلية مختلفة.

ووفقا للقائمين عليه، فإن هذا المعرض، الذي احتضنته قاعة جمعية التشكيليين في البصرة، يهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي بين فناني المحافظتين، ضمن مشروع جوال سيشمل عدداً من المحافظات.

في حديث صحفي، قال رئيس جمعية التشكيليين في نينوى خليف محمود، إنهم اختاروا أن تكون محطتهم الأولى البصرة "لما تمتاز به هذه المدينة من عمق تاريخي وجغرافي على خارطة الفن العراقي".

وأضاف قوله إن "المعرض يعد رسالة ملونة تهدف إلى كسر الحواجز الجغرافية بين المحافظتين اللتين تفصل بينهما مسافة تصل إلى ألف كيلومتر".

من جانبه، قال رئيس جمعية التشكيليين في البصرة حسين النجار، إن هذه التجربة أطلقتها نخبة من فناني نينوى، وانطلقت من البصرة ضمن مشروع معرض جوال سيقام في عدد من المحافظات.

وأشار إلى أن "الأعمال التي احتضنها المعرض، مثلت تجارب استثنائية تعبر عن هوية نينوى، من خلال مدارس تشكيلية وانتماءات فنية منوعة".

******************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • د. المسرحي زهير البياتي 200 الف دينار
  • المهندس حمودي خضير 50 الف دينار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*****************************************

ليس مجرّد كلام.. المتسوّلون مَنْ المسؤول عنهم؟!

عبد السادة البصري

كلّ مرّة أستقلّ سيّارة ما.. (فورتات) أو (تاكسي) يطرق مسامعي حديث الركّاب أو السائق عن الأطفال والنساء ــ العجائز والصبايا ــ المنتشرين في تقاطعات الطرق وبقيّة الشوارع والأسواق، ومثلما نشاهدهم يومياً في البصرة أنا على يقين أن مثلهم يملؤون شوارع بغداد وبقية المدن، إنّها ظاهرة بدأت تتفاقم وتنتشر يوما بعد آخر!

اتذكّر عندما كنت صغيراً وتحديداً في قريتنا التي تقع في أقصى جنوب القلب لم أشاهد متسوّلاً قطّ إلاّ اثنين يدوران على البيوت يتسوّلان مواد غذائية فقط (طحين، تمن، بقوليات، تمر.. الخ) أحدهما شبه مجنون والآخر أعمى وهما يرعيان أمّيهما الضريرتين، كنّا نرعاهما ونساعدهما في كلّ شيء حتى بحمل ما يحصلان عليه أثناء دورانهما بين البيوت، وكان الناس يتعاطفون معهما كثيراً لأنّهم يعرفون انّهما مستحقّان للمساعدة والصدقة بشكل حقيقي وملموس، كما كان يطرق أبوابنا وقتها أيضاً رجال يحملون (الربابة) يعزفون عليها ويتغنّون لقاء أجر ما وغالباً يكون عبارة عن (مواد غذائية) وهؤلاء من جماعة الغجر الجوّالين!

أمّا ما نراه اليوم من انتشار واسع للمتسوّلين في الشوارع و (الگراجات) والأسواق والتقاطعات فظاهرة تستحقّ الوقوف عندها كثيراً ودراستها من جميع الجوانب.

أطفالٌ من كلا الجنسين بعمر الزهور وعجائز وشابّات في مقتبل العمر يقتعدون الأرصفة ويتنقلون بين السيارات في الـ (ترفك لايت) منهم المتسوّل ومنهم حامل مضخة صغيرة لغسل زجاج السيارات مقابل ثمن بخس ــ بالأصل هو ((گدية)) ــ ومنهم حامل ورق (كلينكس) وغيرهم الكثير، ناهيك عن النسوة اللواتي يجمعن أطفالاً حولهن بعضهم نائم نوماً عميقاً ــ كيف نام؟! لا أعرف! ــ والآخر يحملنه على صدورهن وهو يغطّ في نومٍ عميق أيضاً ــ كيف؟! لا أدري! ــ أطفالٌ أعمارهم شهوراً وقد تتجاوز السنتين في بعض الأحيان يفترشون الأرصفة نائمين نوماً عميقاً والشمس تلفحهم في هذا الجو اللاهب الذي تصل درجة حرارته إلى (50درجة وأكثر).. هل يُعقل هذا في بلد يطفو على بحر من النفط؟

نعم.. يُعقل إذا كان الفساد مستشرياً في كل مفاصل الدولة وسياسيوها يتقاتلون على المكاسب والمغانم وهذا يبيع ذاك، والكلّ لا يهتم بما يدور في بلده من فقر وجوع ومرض وازماتٍ وموتٍ بالمجّان!

هؤلاء المنتشرون في الشوارع وغيرها من الممكن أن يكونوا صيداً سهلاً للعصابات الإرهابية وغيرها وتجنيدهم بحفنة دولارات لقتل الآخرين وتخريب البلد، إضافة إلى الانحراف الأخلاقي!!

الدولة مسؤولة بشكل مباشر أمام التاريخ والناس والأخلاق وقبل كل شيء بالحفاظ على مواطنيها من الانحراف، والدستور كفل الحقّ للجميع بالعيش في كرامة وراحة بال، لا أن نتركهم عرضة لتقلّبات الوضع الاقتصادي والأمني وصراعات السياسيين وبالتالي يخسرون أنفسهم كما يخسرهم الوطن كمواطنين صالحين!

******************************************

قف.. التدخل الخارجي

عبد المنعم الأعسم

 تكرار الشكوى من تدخل الدول المجاورة في الشؤون الداخلية اصبح مملا، حتى لم تعد الدول، موضع الشكوى، تهتم بالاتهامات التي يوجهها لها النواب والساسة وكتاب الصحف ومعلقو الاعلام، كما لا تكلف الجهات الرسمية نفسها باللجوء الى المجتمع الدولي لوقف هذا التدخل، وتكتفي الحكومة بالاحتماء في عبارات عمومية، باردة، لا معنى لها في الواقع، فيما يفاجأ المراقبون بلقاءات تعقد على مستويات دبلوماسية وبرلمانية، واعلى المستويات، مع مسؤولين كبار لدول متهمة بالتدخل و"التآمر" على العراق، مع تصريحات ودية، وتأكيدات على حُسن ومتانة وتنامي العلاقات بين البلدية، وكأن شيئا لم يكن.

 نعم، هناك تدخل، من دول مجاورة، واخرى بعيدة، في شؤون العراق، لكن هذا التدخل يتم (في الكثير من وقائعه) بواسطة ادوات سياسية عراقية محلية، يشار لها بالبنان، وهي نفسها تملاْ الفضاء ضجيجا بالشكوى من التدخل الخارجي، والمشكلة هنا تتمثل في ان الدولة  تعاني من ضعف في مفاصل كثيرة، لعل اخطرها المفصل الامني، السيادي، مُعبّر عنه في هشاشة كفاءات الدفاع عن البلاد، وغياب التعبئة الوطنية، في منطقة، انهار فيها الحد الادنى من احترام السيادات واصبح الكلام عن حقوق الدول الاعضاء في الامم المتحدة، لا معنى له.

 *قالوا:

"لماذا نقول ولا نفعل. لماذا نفعل ما لا نقولِ؟".

هتلر- كفاحي

*******************************************

في الديوانية مواكب تشرين امتداد لثورة الإمام الحسين

الديوانية - عبادي حميد أبو اصيل

خلال تجوالي في شارع المواكب في الديوانية، لفت نظري موكب عزاء اتسم بعناوين وشعارات تستحق الانتباه والتساؤل. إذ يحمل اسم شهيد انتفاضة تشرين في ساحة التحرير، محمد الباقر، الملقب "عنو"، والذي كان في ريعان شبابه لم يتجاوز عمره 20 عاما.

 تميز الموكب بعبارات احتجاجية رافضة للفساد وداعمة لانتفاضة تشرين، من بينها "ثورة العراق لا تقتل بالرصاص".

كذلك استوقفني موكب آخر يزدان بصور الشهيد بهاء فالح، الذي عرفت الديوانية جيدا كيف قاوم الرصاص بصدر مفتوح وبثقة عارف بالانتصار على الفاسدين.

ويدير الموكب رفاق الشهيد. سألتهم عنه فأجابوا بفخر: "انه رفيق دربنا الماكث في قلوبنا دوما، ولأجله سنبقى نواصل الرفض والاحتجاج ضد كل فاسد وظالم".

هذه الصور الجميلة تعيد إلى ذاكرتي امجاد المواكب الحسينية في ستينيات القرن الماضي. حيث كانت تصدح بأصوات الوطنيين الغيورين على بلدهم، وهي تتحدى الاستعمار وقوى الظلام أيا كان عنوانها.. شباب وشيب يجمعهم حب الوطن.

لا يزال في جذورنا امتداد لهذه المواكب، ومن ذلك موكب طرف العباسية في كربلاء، ومواكب أخرى في محافظات الوطن.

علينا أن نستحضر ثورية الحسين بالتواصل والانتصار لشعبنا ومطالبه الوطنية، ورفض جميع القوى التي تحاول الالتفاف على ما تعلمناه وغُرس في قلوبنا وعقولنا: حبنا للوطن وأهله.