اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الضربة الأمريكية تضع السلم الإقليمي والعالمي في دائرة الخطر مراقبون يحذرون من انزلاق الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى العراق

بغداد ـ طريق الشعب

يرى مراقبون أن تدخل الولايات المتحدة المباشر في استهداف المنشآت النووية الإيرانية لا يمثّل فقط تصعيداً عسكرياً، بل يحمل تداعيات استراتيجية واسعة على السلم الإقليمي والدولي. فهذه الخطوة قد تعيد ترتيب الأولويات الأمنية في الشرق الأوسط، وتدخل واشنطن في مواجهات مباشرة، وتزيد من احتمالات اندلاع حرب إقليمية متعددة الأطراف.

كما أن تصعيداً من هذا النوع قد ينعكس على أسواق الطاقة، ويُربك ممرات التجارة العالمية، لا سيما إذا ما قررت إيران استخدام أوراقها في مضيق هرمز أو عبر تدخل حلفائها في اليمن ولبنان والعراق وسوريا. وهذه التطورات يمكن ان تفضي الى المزيد من التوترات في العلاقات الدولية، وقد تجد روسيا والصين في هذا التوتر فرصة لتعزيز اصطفافات جديدة تُضعف الهيمنة الأميركية، وتفتح المجال أمام مزيد من الانقسام في النظام الدولي.

وبالتالي فان سياسات إدارة ترامب الهادفة إلى فرض الهيمنة الأمريكية على دول المنطقة ضمن "مشروع الشرق الأوسط الجديد"، تهدد السلام الاقليمي والعالمي بمخاطر جسيمة غير مسبوقة، خاصة مع استمرار دعم واشنطن اللامحدود للكيان الصهيوني.

تفويض مفتوح لإسرائيل

ووصف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق سلم علي، الهجوم الأميركي الأخير على المنشآت النووية الإيرانية بأنه "تطور بالغ الخطورة في سياق الحرب والمواجهة الدائرة بين إسرائيل وإيران، والتي تصاعدت منذ العدوان الإسرائيلي على طهران في حزيران الجاري".

وقال علي في حديث لـ"طريق الشغب"، إن "خطورة هذا التطور تكمن في دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر على خط المواجهة، من خلال استهداف منشآت نووية إيرانية استراتيجية، لا سيما الموقع المحصن في فوردو، ما يُعد انحيازاً كاملاً من قبل واشنطن، وتحديداً إدارة ترامب، لصالح إسرائيل ونظام نتنياهو، تحت ذريعة منع امتلاك إيران للسلاح النووي”.

وأضاف أن “هذا الهجوم جاء في أعقاب فشل القوات الإسرائيلية في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، ما دفع الإدارة الأميركية إلى التدخل العسكري المباشر، وهو ما يُعد تفويضاً مفتوحاً لإسرائيل لتفعل ما تشاء، في التوقيت والطريقة التي تختارها، دون رادع أو محاسبة”.

وأكد علي أن “هذا الدعم الأميركي غير المسبوق لإسرائيل، يكشف عمق التبعية بين الجانبين، حيث تُعد إسرائيل في نظر الكثيرين الولاية الأميركية الحادية والخمسين، وهو ما يعكس الارتباط العضوي بين مشروع الهيمنة الأميركية في المنطقة واستراتيجيات الأمن القومي الأميركي”.

وأشار إلى أن “ما يجري في الشرق الأوسط يجب أن يُفهم في سياق السياسة الخارجية والعسكرية التي تتبعها إدارة ترامب، لا سيما في إطار استعدادها لمواجهة دولية محتملة مع الصين. فبسط السيطرة على الشرق الأوسط يمثل جزءاً من مشروع (الشرق الأوسط الجديد)، الذي تعمل عليه الإدارات الأميركية المتعاقبة، والهادف إلى بناء تحالف أمني –عسكري – اقتصادي تتولى إسرائيل قيادته، مع ضمان تفوقها المطلق عسكرياً، ودعمها اقتصادياً من قبل أنظمة الخليج”.

ازدواجية واضحة في المعايير

وتابع عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي: ان “الاتفاقات الإبراهيمية، وما سبقها من خطوات تطبيعية، تندرج جميعها ضمن هذا المشروع، وقد كانت السعودية بصدد الالتحاق بهذا التحالف قبل اندلاع حرب السابع من أكتوبر2023”.

وعن المواقف الدولية، قال علي: “ما عبّرت عنه الصين وروسيا وبعض الدول الأوروبية من مخاوف وتحذيرات، يعكس القلق من تداعيات هذا التصعيد. اضافة الى ان بعض الدول ـ رغم كون بعضها حليفاً تقليدياً لواشنطن ـ تطالب بالتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات. ولكن، وكما هو معتاد، نشهد ازدواجية واضحة في المعايير، خاصة حين يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية”.

وأشار الى ان “الشعب الفلسطيني يعاني من حرب إبادة ومحاولة لتصفية قضيته. والمطلوب اليوم ليس فقط بيانات إدانة، بل خطوات ملموسة، في مقدمتها الاعتراف بدولة فلسطين من قبل المجتمع الدولي والدول الكبرى مثل الصين وروسيا".

واختتم الرفيق علي تصريحه قائلاً: “من الصعب التنبؤ بعواقب العدوان الأميركي على إيران، أو برد الفعل المحتمل من طهران أو القوى والتنظيمات المرتبطة بها، والتي أظهرت حتى الآن مستوىً غير مسبوق من الانضباط. لكن تبقى احتمالات تنفيذ عمليات تستهدف قواعد أميركية قائمة. وأي خطأ في الحسابات قد يقود إلى تصعيد كارثي، يُشعل حرباً مدمرة تجرّ المنطقة بأكملها إلى الفوضى، وتمثل تهديداً حقيقياً للسلم والأمن العالمي، وليس الإقليمي فقط، وهو ما تحذر منه اليوم كل القوى المحبة للسلام في العالم”.

تحول نوعي في طبيعة الصراع

أما الباحث في الشأن السياسي د. مجاشع التميمي فقد حذر من أن دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة بين إسرائيل وإيران، عبر مشاركتها في ضرب منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، يُشكّل تحولاً نوعياً في طبيعة الصراع، ويمثّل تجاوزاً واضحاً للخطوط الحمراء التي رسمتها طهران على مدى السنوات الماضية.

وقال التميمي لـ"طريق الشعب"، إن هذا التطور “ينذر بتوسّع إقليمي خطير، ويضع إيران أمام معادلة دقيقة: استعادة الردع عبر ردّ موجع، من دون الانجرار إلى حرب شاملة قد تفتح أبواب المجهول في المنطقة”.

وأضاف أن الرد الإيراني المرجح قد يتخذ طابعاً مزدوجاً، من خلال تنفيذ ضربات دقيقة ضد قواعد أميركية أو إسرائيلية في المنطقة، إلى جانب احتمالية تدخل الفصائل المرتبطة بها ضمن نمط “الحرب بالوكالة”، دون تبنٍّ مباشر لتلك الهجمات.

وأشار إلى أن العراق سيكون من أكثر الدول تأثراً بهذا التصعيد، نظراً لوجود فصائل مسلحة، تجعل من الساحة العراقية مرشحة لمزيد من التوتر في حال استمرار العدوان على إيران.

ولفت التميمي الى انه "بينما تسعى الحكومة إلى الحفاظ على موقف محايد ومنع انزلاق البلاد إلى دائرة الاشتباك، فإن بعض الفصائل قد تلجأ إلى تحركات رمزية إذا طال أمد القتال أو تطورت الهجمات".

وخلص الى ان “الدعم العراقي الرسمي لإيران سيأخذ طابعاً سياسياً وشعبياً في الغالب، مع إمكانية تحركات محدودة لبعض الفصائل، بهدف توجيه رسائل دون الانخراط في مواجهة واسعة على الصعيد غير الرسمي".

من جهته، قال الكاتب المختص في العلاقات الدولية حسين شعيتو، أن "المنطقة على شفا حرب كبيرة خصوصاً بعد التدخل المحدود للجيش الأمريكي في الحرب الإسرائيلية ضد إيران، كي تظهر واشنطن للمجتمع الأمريكي والرأي العام بأنها تدخلت للحد من التخصيب الإيراني، لكنها حرصت على عدم تدمير هذه المنشآت لتجنب الذهاب لمرحلة اللاعودة".

وأضاف شعيتو أن "الجانب الأمريكي يعتقد أن إيران بهذا الاستهداف المحدود قد تذهب إلى التهدئة بعد أن ترد بشكل محدود، لذلك من المتوقع أن ترد إيران على هذه الضربة سواء على القطع البحرية في الخليج، أو على قاعدة أمريكية في إحدى الدول، وعلى إثر حجم الرد الإيراني، سيتقرر التصعيد من عدمه".

*********************************************

الشيوعي العراقي يدين العدوان الامريكي ويدعو إلى وقف الحرب الجائرة على الشعبين الإيراني والفلسطيني

يشكل الهجوم العسكري الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية فجر هذا اليوم عدوانا صارخا على دولة مستقلة وانتهاكا فظا لسيادتها الوطنية وأمن مواطنيها وسلامتهم، وخرقا فاضحا للقانون الدولي، وبالضد من مبادئ العدل والسلام واحترام إرادة الشعوب وميثاق الأمم المتحدة. انه تصعيد خطير لعدوان الكيان الصهيوني المستمر ضد ايران وشعبها ولحرب الابادة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني، واعتداءاته المتواصلة على لبنان وسوريا واليمن. والهجوم يهدد بجر المنطقة الى حرب مدمرة ستكون لها آثار وخيمة على السلم والأمن العالميين.

ان هذه الاعتداءات لا يمكن لها ان تحقق الأمان والاستقرار، وهي تهدف الى إفشال مساعي التوصل الى تسوية سياسية توقف الحرب العدوانية التي اطلقتها حكومة نتانياهو الفاشية بذريعة الملف النووي الايراني، وبدعم سافر من ادارة ترامب. ان هذه العملية العسكرية الأمريكية التي تمت خارج الشرعية الدولية تمثل تصعيدا خطيرا للتوتر في المنطقة والعالم، وذا تداعيات غير محسوبة العواقب. كما أن هذا العدوان يشكل حلقة أخرى مكملة للمضي بقوة نحو تنفيذ  ما يسمى بـ "مشروع الشرق الأوسط الجديد" لإحكام الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية على المنطقة وفرض الارادات والاملاءات عبر القوة الغاشمة وبالضد من مصالح شعوبها وسيادة دولها الوطنية.

إن انخراط الولايات المتحدة في الحرب وما يمكن ان يتبعه من مسلسل الأفعال وردودها  والمواجهات العسكرية الواسعة  المحتملة، يعرض العراق وأمنه وسيادته الوطنية وحرمة أجوائه واستقراره إلى المزيد من المخاطر، اضافة إلى الآثار البيئية والصحية الجسيمة في حال حدوث تسرب  اشعاعي نتيجة قصف المنشآت النووية. كل هذا وغيره يتطلب تماسك  الوضع الداخلي وضبط عملية التعامل السياسي مع التطور المتسارع للأحداث بما يضمن تجنيب شعبنا وبلادنا تداعيات اتساع نطاق الحرب، والدفاع عن أمن البلاد وسيادتها ومصالحها الوطنية.

واذ ندين بشدة هذا العدوان السافر للولايات المتحدة، بتنسيق وثيق مع حليفها الكيان الصهيوني، ونجدد تضامننا مع الشعب الإيراني، نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة القيام  بدورهما كاملا لوقف هذه الاعتداءات فورا، وتخليص شعوب منطقة الشرق الأوسط من تداعياتها الخطيرة المحتملة، وحماية السلم الإقليمي والعالمي.

ان شعوب المنطقة مطالبة هي الأخرى بالمزيد من الضغط لإجهاض مشاريع التطبيع والحصار والهيمنة، ورفض منطق القوة في العلاقات بين الدول. كما آن الآوان أن ترتفع الأصوات عالية، منددة باستمرار الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، والمطالبة بوقفها فورا وتأمين شروط ممارسة حقه المشروع في إقامة دولته الوطنية المستقلة، كاملة السيادة على ارضه.

المكتب السياسي 

للحزب الشيوعي العراقي 

22-6-2025

******************************************

راصد الطريق.. وهل من غرابة؟!

قدّم رئيس المحكمة الاتحادية العليا في العراق، يوم أمس الاثنين، استقالته، كما أُعلن في وسائل اعلام محلية، بُعيد تقديم تسعة قضاة من أعضاء المحكمة استقالاتهم، في مشهد يشي بفراغ دستوري في وقت حساس.

ويأتي هذا التطور، في ظل تصاعد حدة الخلافات داخل المحكمة الاتحادية خلال الأيام الماضية، من دون صدور أية توضيحات رسمية تشرح خلفيات الأزمة. وبينما تعزو بعض التسريبات سبب الأزمة إلى ضغوط مورست على المحكمة بشأن دعوى رئيسي الجمهورية والوزراء للطعن في قرارها القاضي بعدم صحة مصادقة البرلمان على اتفاقية خور عبدالله، يربط آخرون الأزمة بخلافات متفاقمة مع محكمة التمييز.

وفي خضم هذه الأزمة، وجّه أحد السياسيين اتهامات مباشرة للمحكمة الاتحادية بإصدار قرارات ذات طابع سياسي، دون أن يصدر أي رد رسمي من المحكمة، أو من الجهات القضائية الأخرى لدرء هذه الاتهامات، أو الرد عليها.

ما يجري اليوم داخل المحكمة الاتحادية، وعلاقة هيئات القضاء مع بعضها لا يمكن فصله عن السياق العام لطريقة إدارة الدولة في ظل نهج المحاصصة الطائفية والإثنية، الذي أسّس لتقاسم المناصب بين القوى المتنفذة على حساب فاعلية مؤسسات الدولة، وقدرتها على أداء مهامها.

إن وصول مؤسسة بحجم وأهمية المحكمة الاتحادية إلى هذا الحد من التصدّع، يكشف عن تداعيات مقلقة للازمة البنيوية العامة في البلد، والذي لم يكتفِ بإضعاف السلطات التنفيذية والتشريعية، بل امتد ليُلامس السلطة القضائية، التي يُفترض بها أن تكون الحصن الأخير للشرعية الدستورية.

*************************************************

الصفحة الثانية

إجلاء موظفي بعض الشركات النفطية الأجنبية من البصرة

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت شركة نفط البصرة، امس الإثنين، عن قيام بعض الشركات النفطية العاملة في حقول المحافظة، بإجلاء جزئي ومؤقت لكوادرها الأجنبية، مؤكدة أن العملية الإنتاجية مستمرة دون انقطاع، بفضل الكوادر العراقية التي تتولى إدارة العمليات بالتعاون مع الشركاء الأجانب عن بُعد.

وذكرت الشركة في بيان، أن "شركة BP البريطانية، العاملة في حقل الرميلة، قامت بإجلاء بعض كوادرها الأجنبية بشكل مؤقت، بينما واصلت الكوادر العراقية تنفيذ أعمال التشغيل والمراقبة بشكل كامل، بالتنسيق مع المشغلين عن بعد".

وأضاف البيان أن "شركة ENI الإيطالية خفّضت عدد كوادرها من 260 موظفاً إلى 98 حالياً، يعملون بصورة طبيعية إلى جانب الكوادر العراقية"، مشيرة إلى أن الشركات الصينية التي تدير حقول غرب القرنة/1، السيبة والفيحاء، لم تقم بأي عملية إجلاء حتى الآن، والعمل فيها مستمر بانسيابية كاملة.

كما أوضحت الشركة أن "شركة لوك أويل لم تسجل أي حالات إجلاء أو تأثير في عملياتها داخل الحقل"، في حين "أجلت شركة توتال الفرنسية 60% من كوادرها كإجراء احترازي دون أن يؤثر ذلك على سير العمليات البترولية".

يُشار إلى أن تقارير إعلامية تحدثت في الأيام الماضية عن عمليات إجلاء واسعة لموظفي الشركات الأجنبية من الحقول النفطية في البصرة، إلا أن وزارة النفط وشركة نفط البصرة نفتا هذه الأنباء مراراً، مؤكدة استقرار العمليات واستمرار الإنتاج وفق المخطط.

***********************************************

بدعوة من الحزب الشيوعي العراقي.. 10 أحزاب شيوعية تبحث  التصعيد الأمريكي ـ الإسرائيلي في المنطقة

بغداد ـ طريق الشعب

عقدت عشرة أحزاب شيوعية في البلدان العربية اجتماعاً استثنائياً، عبر النافذة الإلكترونية، بدعوة من الحزب الشيوعي العراقي، ناقشت فيه التطورات الخطرة التي تشهدها المنطقة في أعقاب الاعتداء العسكري الأمريكي – الإسرائيلي على إيران، والانخراط المباشر للولايات المتحدة في الحرب الدائرة. 

وشاركت في الاجتماع وفود تمثل قيادات هذه الأحزاب، وضمت عددا من أمنائها العامين. وهي: الحزب الشيوعي اللبناني، حزب الشعب الفلسطيني، الحزب الشيوعي الأردني، الحزب الشيوعي السوري الموحد، الحزب الشيوعي المصري، الحركة التقدمية الكويتية، الحزب الشيوعي السوداني، حزب التقدم والاشتراكية المغربي، الحزب الاشتراكي اليمني.

وقال الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في تصريح خاص لـ"طريق الشعب"، إن الاجتماع جاء استجابة لمخاوف متصاعدة لدى الاحزاب الشقيقة والقوى التقدمية في العالم العربي من تداعيات التصعيد العسكري والعدوان الأمريكي الأخير، وما يمثله من انتهاك صارخ لسيادة دولة مستقلة، وتدخل سافر في شؤونها الداخلية، في خرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة وكافة المواثيق الدولية.

وأوضح فهمي، أن مداولات الاجتماع شهدت إجماعاً بين الأحزاب المشاركة على اعتبار هذا العدوان تطوراً نوعياً خطيراً، لا يهدد إيران فحسب، بل يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من تنفيذ "مشروع الشرق الأوسط الجديد"، القائم على فرض الهيمنة الأمريكية – الصهيونية على المنطقة، وتقويض استقلال الدول وسيادتها الوطنية وحقها في اختيار مساراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف أن العدوان الأمريكي لم يأتِ من فراغ، بل هو امتداد لحرب طويلة الأمد، تتداخل فيها المصالح الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، مستهدفةً بالدرجة الأولى حق الدول في السيادة الوطنية.

وأشار إلى أن أحد المحاور الأساسية للنقاش تمثل في تساؤلات حول احتمالات توسع العمليات العسكرية، ومخاطرها على استقرار المنطقة بأكملها، وما تمثله ايضا من تهديد للسلم العالمي، مؤكداً أن ملامح مشروع الهيمنة الأمريكية – الصهيونية باتت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، خصوصاً في ظل ما حدث في سوريا ولبنان واليمن، وما يجري اليوم من محاولات لتفكيك الدولة الإيرانية.

وشدد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي على أن هذا المشروع لا يستهدف إيران فحسب، بل يمتد ليشمل كل دول المنطقة، بهدف إضعاف قدرات شعوبها، وعرقلة مسارات التنمية الوطنية المستقلة، وتعميق التبعية للنظام الإمبريالي العالمي.

واتفقت الأحزاب المشاركة في الاجتماع على إصدار بيان مشترك يُعلن لاحقاً، ويتضمن موقفاً موحداً تجاه هذه التطورات. كما بحثت إمكانية تنسيق تحركات جماعية لقوى اليسار العربي، للضغط على حكومات بلدانها من أجل اتخاذ مواقف واضحة ضد هذا التصعيد العسكري، ورفض تحويل البلدان العربية إلى ساحات للعدوان أو منصات للمشروع الإمبريالي.

كما دعا الاجتماع إلى تعزيز التضامن الأممي، والتواصل مع القوى التقدمية والإنسانية في العالم، والتوجه نحو القوى الدولية التي سبق أن أدانت العدوان الأميركي – الإسرائيلي، بهدف توسيع الجبهة العالمية المناهضة للحرب، وتصعيد حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد حرب الابادة الصهيونية والمطالبة بوقفها فورا وتلبية حقوقه المشروعة بإقامة دولته الوطنية المستقلة، كاملة السيادة على ارضه. وعبّر المجتمعون ايضا عن تضامنهم مع الشعب السوداني وقواه الوطنية لوقف الحرب الكارثية وبناء دولة مدنية ديمقراطية مستقلة وموحدة.

وأكد المشاركون في الاجتماع على رفض الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية مشاريع الهيمنة الامبريالية – الصهيونية والتصدي لأية مخططات تسعى لتفتيت بلدانها وفرض الاملاءات عبر القوة الغاشمة على شعوبها بالضد من مصالحها.

******************************************

حذر من زج العراق في صراعات إقليمية لا تخدم مصالحه التيار الديمقراطي العراقي: نجدد رفضنا الحروب ونطالب بحماية السيادة الوطنية

بغداد ـ طريق الشعب

عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي اجتماعه الدوري يوم السبت الموافق 21 حزيران 2025، في الساعة الرابعة عصرًا، في مقر التيار، بحضور أعضاء المكتب التنفيذي وممثلي عدد من التنسيقيات. وناقش المجتمعون جدول الأعمال المُعد سلفًا، والذي تناول أبرز القضايا السياسية والتنظيمية، فيما تمخض الاجتماع عن مجموعة من المواقف والقرارات.

في المحور السياسي والأمني، ناقش المكتب التنفيذي تداعيات الحرب الإسرائيلية – الإيرانية المتصاعدة، معبّرًا عن إدانته الشديدة للعدوان العسكري الإسرائيلي على إيران، والذي يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، وتحديًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكد المجتمعون رفض استخدام الأجواء أو الأراضي العراقية في أي عمل عدواني، والتشديد على احترام السيادة العراقية ومنع الزج بالعراق في صراعات إقليمية لا تخدم مصالحه الوطنية. كما أعاد المكتب التأكيد على مضمون بيانه الصادر بتاريخ 13 حزيران 2025، والذي دعا إلى التهدئة والحلول السلمية، مطالبًا بتحرك عربي وإسلامي فاعل، بالتنسيق مع مجلس الأمن، لفرض وقف فوري للعدوان وضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني، محذرًا من كارثية استمرار التصعيد على الفئات الفقيرة والمهمشة في المنطقة.

في محور السلطة القضائية، أعرب المكتب عن قلقه العميق إزاء استقالة عدد من أعضاء المحكمة الاتحادية العليا، مستغربًا حدوث مثل هذه الخطوة في هذه المرحلة الحساسة، لما لها من أثر مباشر في تعطيل دور أعلى سلطة قضائية في البلاد، الضامنة للدستور واستقلال السلطات. ودعا التيار إلى الإفصاح العاجل والواضح عن أسباب الاستقالة من قبل الجهات المعنية، والعمل الجاد لتفادي الفراغ الدستوري، وضمان استمرارية المحكمة في أداء واجباتها، مع التأكيد على رفض أي تكهنات تمس بسمعة واستقلالية أعضائها، احترامًا للمؤسسة القضائية ومكانتها الدستورية.

وفيما يخص الاستعدادات للانتخابات، ناقش المجتمعون مستجدات تحالف "البديل"، واستعرضوا قوائم المرشحين، وصوتوا على المصادقة على الأسماء النهائية التي تمثل التيار الديمقراطي، مع التأكيد على الالتزام بمعايير الكفاءة والنزاهة والتنوع المجتمعي.

أما في الجانب التنظيمي، فقد تم استعراض تقارير سكرتارية المكتب التنفيذي بين الاجتماعين، وتقييم نشاطات تنسيقيات الداخل وهيئة المتابعة في الخارج، إلى جانب أعمال اللجان الداعمة، وهي: لجنة الإعلام، الانتخابات، المالية، الشباب، النساء، الأكاديميين، وملتقى رواد المتنبي الثقافي.

وفي ختام الاجتماع، أكد المكتب التنفيذي على جملة من التوصيات، أبرزها: تعزيز الدور المدني السلمي للتيار في الدفاع عن الحقوق والحريات، الاستمرار في رفض الحروب والسياسات العدوانية، المطالبة بموقف حكومي واضح لحماية السيادة الوطنية، وتكثيف التحرك الشعبي والمدني من خلال الفعاليات الثقافية والإعلامية لمواجهة محاولات التهميش أو تغييب دور القوى الديمقراطية في المشهد السياسي.

*********************************************

في وجه الحرب.. صوتنا للسلام

شنّت الولايات المتحدة، في فجر الأحد، 22 حزيران 2025، بقرار مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدواناً عسكرياً على ثلاثة مواقع نووية في إيران، عبر قصف جوي مكثف استهدف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. لم يكن هذا الهجوم سوى حلقة جديدة في مسلسل التغوّل العسكري الأمريكي–الإسرائيلي، وانتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية والقانون الدولي، واستهتاراً سافراً بميثاق الأمم المتحدة، وبكافة مساعي السلم والاستقرار في المنطقة. ولا يمكن فهم هذا التصعيد الأميركي إلا في سياق دعمه المباشر للعدوان الإسرائيلي المتواصل على إيران، الذي بدأ يوم الجمعة 13 حزيران 2025، وتواصل في تجاهل تام لكل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار. إن ما نشهده اليوم هو حرب عدوانية مكشوفة، تُشنّ بذرائع زائفة، وتُدار بمنطق الهيمنة والابتزاز، في استخفاف فاضح بحق الشعوب في الأمن والسيادة.

نحن في المجلس العراقي للسلم والتضامن، نعلن رفضنا المبدئي للحرب، وإدانتنا الأخلاقية لها، واستنكارنا لنهج الاستفراد بالقوة وفرض الخرائط السياسية بالقصف والموت. ونؤكد أن العدوان الجاري يشكل انتهاكاً واضحاً لسيادة دولة مستقلة، وخرقاً متكرراً للشرعية الدولية، وتعزيزاً لسياسة فرض الأمر الواقع بالسلاح بدلاً من الحوار والتفاوض. ولا يمكن عزل هذا العدوان عن السياسات التوسعية للكيان الإسرائيلي، الذي لم يكتفِ بحصار غزة وتدميرها، ولا بقصف سوريا ولبنان، بل يسعى اليوم إلى توسيع نيران الحرب لتشمل الإقليم كله، خدمة لمصالحه الاستراتيجية، ولمصالح حلفائه في مشاريع الفوضى والتقسيم.

إن أي حديث عن السلام في منطقتنا لا يكتسب مصداقية ما لم يُقرّ بالحقوق الوطنية الكاملة للشعب الفلسطيني، وفي مقدّمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما أن وقف المجازر المتواصلة في غزة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المدنيين، يُعدّ شرطاً أساسياً لأي تسوية عادلة وحقيقية. وفي السياق نفسه، نؤكد أن معالجة الملف النووي لا يمكن أن تقتصر على إيران، بل ينبغي أن تشمل، وبذات الصرامة، الترسانة النووية الإسرائيلية التي ظلت لعقود خارج أي رقابة دولية، في ظل صمت غير مبرّر من المجتمع الدولي.

وندين أيضاً الانتهاكات المستمرة للسيادة العراقية، وعلى رأسها الخروقات المتكررة للأجواء من قبل طائرات الاحتلال. ونرى أن التصدي لهذا الانكشاف الأمني والسياسي يبدأ بإعادة بناء النظام السياسي العراقي على أسس المواطنة والكفاءة والعدالة، والتصدي للفساد، والتخلّص من نهج المحاصصة الذي شرذم القرار الوطني، وفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية.

إننا ندعو الأمم المتحدة وسائر الهيئات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذا المسار التصعيدي، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. كما نناشد نشطاء السلم، ومناهضي الحروب، وأحرار العالم، للقيام بدورهم الأخلاقي والإنساني في مواجهة هذا العدوان، ومقاومة سياسات الإفلات من العقاب التي تشكّل غطاءً للاستباحة والعدوان.

إن كرامة الشعوب لا تُقاس بقوة الجيوش، بل بقدرتها على الدفاع عن حريتها واستقلالها وحقها في تقرير مصيرها. والشعوب التي قاومت الاستعمار والحصار والديكتاتوريات، لن تخضع لمنطق الإملاء، ولن تساوم على كرامتها. وإن مشاريع الحرب، سواء باسم "الديمقراطية" أو "الأمن القومي"، ليست سوى أقنعة متهالكة لسياسات استعمارية عفا عليها الزمن.

وإذ نحيّي التظاهرات التي خرجت في عواصم العالم ترفض الحرب وتطالب بالسلام، فإننا نتوجه إلى شعوب منطقتنا، لا سيما في البلدان العربية، لرفع الصوت عالياً، والخروج إلى الساحات دفاعاً عن كرامة الإنسان، وحقه في الحياة خارج شروط الهيمنة والتبعية والاستلاب.

نرفض الحرب. نرفض الاحتلال. نرفض الهيمنة.

نعم للسلام العادل. نعم لسيادة الشعوب. نعم للعدالة والمساواة.

المجلس العراقي

للسلم والتضامن

بغداد 22 حزيران 2025

*******************************************************

قوى وطنية تعقد اجتماعاً عاجلاً لبحث التصعيد في المنطقة

بغداد ـ طريق الشعب

عقدت قوى وأحزاب وطنية عراقية، مساء السبت 22 حزيران 2025، اجتماعاً طارئاً في المقر العام لتيار الخط الوطني في بغداد، لبحث التطورات المتسارعة في المنطقة، وسط تصاعد التوترات العسكرية في محيط العراق وتزايد المخاوف من انعكاسها على الأمن الوطني والإقليمي.

وناقش المجتمعون التحديات التي تفرضها المستجدات الإقليمية، مؤكدين ضرورة دعم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى خفض التوتر وتعزيز الاستقرار، بما يخدم مصلحة شعوب المنطقة ويجنّب العراق تداعيات الصراع المتصاعد.

وشارك في الاجتماع الرفيق ياسر السالم، عضو المكتب السياسي، ممثلا عن الحزب الشيوعي العراقي، إلى جانب قادة وممثلين عن قوى وأحزاب وطنية أخرى، من بينها التيار الاجتماعي الديمقراطي، تيار الخط الوطني، حركة نازل آخذ حقي الديمقراطية، حزب الريادة الوطني، حزب المد الوطني، حزب الاستقلال، حزب شمس، الحركة المدنية الوطنية، تحالف اقتصاديون، حزب الإيثار الوطني، وحركة امتداد.

وشدد المشاركون على أن اللحظة السياسية الراهنة تتطلب أعلى درجات التنسيق والعمل الوطني المشترك، وإعلاء مصلحة العراق فوق أي اعتبارات فئوية أو حزبية ضيقة، مع الدعوة إلى تمسك الحكومة العراقية بثوابتها الدستورية ونهجها المتوازن في السياسة الخارجية.

كما تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات والمشاورات بين هذه القوى لمواكبة تطورات المرحلة، وتوحيد المواقف الوطنية تجاه المستجدات، بما يعزز الجبهة الداخلية ويؤسس لتحرك وطني واسع يضع أمن العراق واستقراره في صدارة الأولويات.

*******************************************

الصفحة الثالثة

الاحتجاجات مستمرة حاملةً مطالب خدمية ووظيفية

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظات البصرة والمثنى والسليمانية تصعيداً في الاحتجاجات، حيث طالب عاملون بصريون في حقول نفطية بمنحهم عقودا وزارية، بينما رفض مواطنون من أهالي السماوة بعدم نصب برج اتصالات قرب منازلهم، خوفا من تعرضهم لأمراض خطرة.

فيما دعا معلمون وموظفون في السليمانية إلى تظاهرة واسعة، يوم غد، احتجاجاً على تأخر الرواتب لأكثر من 40 يوماً، وسط استياء من غياب الحلول الحكومية.

عاملون يطالبون بعقود وزارية

ونظم عدد من الكوادر العاملة في مشروع الـ FCC النفطي في البصرة، وقفة احتجاجية، امس من أمام شركة مصافي الجنوب، مطالبين بتحويلهم إلى عقود وزارية على الملاك الدائم وتضمينهم في الموازنة.

وقال العاملون المحتجون، أنهم قد عملوا في مشروع الـ FCC النفطي في البصرة لسنوات متفاوتة من 2 الى 4 سنوات، ومنهم من عمل منذ وضع الحجر الأساس للمشروع، الا انه شارف على الإنجاز وتم تسلميه الى مصافي الجنوب كونها الجهة المستفيدة بذلك، مشيرين الى ان هناك "جهات متنفذة عملت على تشغيل أشخاص لم يعملوا في المشروع إطلاقا".

وطالب المحتجون، الذين قطعت عنهم القوات الأمنية الماء "بتحويلهم الى عقود وزارية".

وقال أحد المتظاهرين إن "العمل في هذا المشروع لم يكن سهلاً، وقدّمنا فيه جهدًا وتضحيات على مدى سنوات، لكننا اليوم نُقابل بالتهميش وكأننا لا ننتمي لهذا القطاع"، مضيفًا بالقول "نرفض أن نُستغل كورقة انتخابية، ونطالب بتحويلنا إلى عقود وزارية رسمية، تضمن لنا الاستقرار المهني والمعيشي، بدلًا من البقاء كأرقام هامشية في سجلات الشركات".

وأكد أن "تحركهم جاء بعد أكثر من خمسة أشهر من المماطلة الرسمية، وسط تجاهل حكومي وصمت برلماني، رغم أن المشروع الذي يعملون فيه يُعد من المشاريع الحيوية في القطاع النفطي".

وشدد المتظاهرون على أن احتجاجاتهم لن تتوقف، مؤكدين عزمهم على مواصلة التصعيد حتى يتم إنصافهم بشكل كامل، وتحقيق المطالب التي وصفوها بـ"المشروعة والمتجاهلة من المعنيين".

تجمع احتجاجي في السماوة

فيما نظم مواطنون من سكان منطقة أبو چويلانة قرب السماوة، مركز محافظة المثنى، وقفة احتجاجية مطالبين بعدم تصب برج اتصالات بالقرب من منازلهم بعد نقله من منطقة أخرى.

وقال المحتجون، ان مطلبهم هو عدم نصب هذا البرج خوفا من تأثيره عليهم، مشيرين إلى أنهم قدموا طلبات للحكومة المحلية لإيقاف هذه الإجراءات، تجنيا لأي إثر بيئي على المنطقة.

السليمانية.. معلمون وموظفون يطالبون برواتبهم

وأعلن معلمون وموظفون حكوميون في محافظة السليمانية، عزمهم تنظيم تظاهرة واسعة في مركز المحافظة، احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب، مطالبين الكتل السياسية المعارضة بموقف موحد وفعّال بعيداً عن التصريحات الإعلامية.

وخلال مؤتمر صحفي نُظّم في السليمانية، دعا ممثلو المعلمين الغاضبين شرائح المجتمع والمعارضة السياسية كافة، إلى المشاركة في التظاهرة المرتقبة التي ستُنظم يوم غد الأربعاء، للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة.

وقال نجم الدين محمد، ممثل المعلمين خلال المؤتمر، إن "مرور أكثر من 40 يوماً على تأخر صرف الرواتب دون أي بوادر للحل دفع إلى إعلان التظاهر، ومطالبة الحكومة إما بصرف الرواتب كاملة، أو إرسال أرقام الحسابات إلى بغداد لتتولى هي عملية التحويل بشكل مباشر".

وأضاف أن "الوضع المعيشي لكافة الموظفين والمعلمين وصل إلى مرحلة خطيرة، بسبب التراكم المستمر في تأخير الرواتب، في ظل غياب أي بوادر جدية لمعالجة الأزمة".

******************************************

أفكار من أوراق اليسار.. الذكاء الاصطناعي: معنا أم ضدنا

إبراهيم إسماعيل

- هل ما زلتم تحلمون بالشيوعية في ظل التطور الهائل للذكاء الاصطناعي؟

سؤال وجهه لي أحد الأعدقاء، ممن يعتمرون قبعة الفهيم المُشفق على الشيوعيين "المتمسكين بفكرةٍ أكل عليها الدهر ولم يشرب"، وممن يحسنون التظاهر بالحرص على أُناسٍ "واهمين"، رغم سريرتهم النقية وأياديهم البيضاء. وكان لابد من الإجابة على التساؤل، رغم ما يستبطنه من خبث، ليس دفاعاً عن حزب، تفرّد في النضال من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب فحسب، بل وبحثاً عن الجديد في عالم باتت سرعة تغيّره تُغشي البصر حيناً وتُعمي بصيرة البعض في آحايين أخر.

لقد أعتبر اليساريون الذكاء الاصطناعي هبّة التطور وأقوى أداة لإعادة رسم خريطة الاقتصاد والمجتمع، فسعّوا لتجسير العلاقة بينه وبين أفكارهم، وفق ركائز محددة كفائض القيمة، وملكية وسائل الإنتاج، والصراع الطبقي، وهيمنة المراكز الرأسمالية على دول الأطراف التابعة.

إنهم رأوا بأن الأتمتة التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، والتي تُستخدم اليوم لزيادة الأرباح من خلال رفع الإنتاج وتقليل التكاليف، يمكن أن تُستخدم لتحرير الشغيلة من الجهد المرهق وتقليص ساعات العمل وزيادة أوقات الراحة وإعادة توزيع الثروة بما يحقق العدالة الاجتماعية، أي جعل الشعار الاشتراكي (من كلٍ حسب قدرته، ولكلٍ حسب حاجته) أمراً واقعياً. كما بات ممكناً به، معالجة التحدي التقليدي المتعلق بالسلبيات الناجمة عن التخطيط المركزي، كصعوبة التعرف على أولويات الأفراد وما يفضلونه من منتجات، وسبل توظيف مواهب كل منهم بأقصى قدر من الإنتاجية والإبداع، وهو ما تدعي الرأسمالية قدرتها على تحقيقه عبر فوضى السوق، لأن الذكاء الاصطناعي يجعل التخطيط المركزي أكثر كفاءة ومرونة في تلبية احتياجات المجتمع، عبر تشفير البيانات وتحليلها وتنظيمها واتاحتها للجميع وتفعيلها للتنبؤ بالاحتياجات وتوجيه الإنتاج والتوزيع بكفاءة أعلى. ويجد اليساريون في الذكاء الاصطناعي أيضاً، أداة تيّسر بناء شبكات تضامن أممية وتزيد من القدرة على التواصل بينهم وتعزز من تعاونهم لخلق فرص الانتقال إلى نظام اقتصادي أكثر عدالة.

ولأنهم لا يرون فيه أداة محايدة طبقياً وجغرافياً، يرفض اليساريون سيطرة البرجوازية عليه، والتي تعني رفع معدلات الإنتاج غير المستند إلى الحاجة، وتدميراً أكبر للموارد وللبيئة، وتوسيعاً للمضاربات المالية، وتكثيفاً للقمع، وتقوية لنفوذ الرأسمال مقابل العمل، وزيادة بالتفاوت الطبقي والتمييز الجنسي والأثني، وبالتالي مزيداً من الاستغلال وضياع فرص العمل، وتركيزاً للثروة والسلطة لدى شركات العولمة المتوحشة، وتعميقاً لسيطرتها على قطاع التكنولوجيا، ولإقامتها حواجز أكثر وأوسع إضراراً بالمشاركة الديمقراطية داخل كل مجتمع وبين شعوب الأرض. ولهذا يدعو اليساريون إلى السيطرة على السلطة كي يؤنسن استخدام الذكاء الاصطناعي وينجح ما يمكن تسميته بالمجتمع الاشتراكي كامل الأتمتة، ويدعون لبناء أمميات رقمية في مواجهة الرأسمالية المهيمنة على العالم الرقمي، وللنضال من أجل دمقرطة التكنولوجيا وتحريرها من سيطرة رأس المال، وبالتالي تحرير الاقتصاد من منطق الربح.

ورغم التباين في تقييم مدى استفادة اليسار من الذكاء الاصطناعي، بين من يراها استفادة ضعيفة وبين المقتنعين بسرعة تطورها، بعث تقريرُ نشره مركز دراسات السياسات، للنيوزيلندي ديفيد روزادو، الأملَ قوياً، حين أشار إلى أن 80 في المائة من استخدامات ChatGPT تعود لمشتركين يساريين وإن 79 في المائة من المستخدمين كانوا أكثر إيجابية للأفكار التقدمية، وإن هناك تحيزًا يساريًا واضحاً عند معالجة القضايا الاجتماعية كالإسكان وتوزيع الثروة، والقضايا السياسية كالحريات والسلام وقضايا البيئة كالطاقة المتجددة والاحتباس الحراري، فيما عبّر 71 في المائة من مستخدمي الذكاء عن دعمهم لليسار مقابل قيام 15 في المائة منهم بدعم اليمين.

**********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق: حرية التعبير في خطر

نشر موقع "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" مقالاً حول الواقع الإعلامي في العراق، أشار كاتبه إلى تصاعد قلق الكثير من المهتمين والمراقبين على مدى السنوات القليلة الماضية، من القيود التي فرضتها السلطات والتي حظرت بموجبها العديد من التطبيقات والمنصات الإلكترونية والمواقع الإخبارية، وهي قيود تكشف عن تناقض واضح بين هدف الدولة المعلن المتمثل في التحول الرقمي وبين محاولات وزارة الاتصالات لتقييد التواصل العام للمواطنين، في مخالفات صريحة لمواد الدستور التي تكفل حرية التعبير والنشر.

ما وراء الحظر

وذكر المقال بأن غياب إطار قانوني واضح يحمي الحريات، يترك الباب مفتوحًا أمام السلطات لاستخدام تفسيراتها للقوانين، وايجاد ذرائع لقمع حرية التعبير، كإزالة المحتوى المهين، أو تهديد الأمن القومي، أو إهانة النظام والرموز الدينية. وأكد المقال على أن المنصات التي تستهدفها السلطات هي غالباً تلك التي يستخدمها العراقيون لمناقشة قرارات الحكم أو القيام بانتقادها.

وتطرق المقال لمطالبة السلطات بتشريع قانون يحظر منصة التيك توك بسبب محتواها الأخلاقي غير المناسب، منبهاً إلى أن الكثيرين لا يتفقون مع التبرير، لأنهم يرون في هذه المنصة، وسيلة للتعبير والترفيه في بلد يعاني من تضييق متزايد في المساحات الحرة. وأضاف الكاتب إلى إنه ورغم إعلان وزارة الاتصالات بأنها لا تحجب أي موقع بناءً على أهواء أو أحكام شخصية، بل تنفيذًا لما تتلقاه رسميًا من معلومات من مؤسسات الدولة المعنية وما ورد في قرارات المحكمة الاتحادية العليا ومجلس النواب، فإن للحكومة تاريخ في حجب المنصات للحد من التعبير عن المعارضة السياسية، كما جرى مع فيسبوك وإنستغرام وإكس خلال احتجاجات تشرين الأول 2019، أو مع مواقع تقدم خدمات مهمة لمستخدمي الإنترنت، في إجراءات تم تطبيقها دون تشاور واضح أو تقديم معلومات دقيقة عن الأسباب الموجبة لها، مما ترك آثاراً سلبية على العديد من القطاعات الاقتصادية والتعليمية والثقافية، على حد تعبير كاتب المقال، الذي أكد على أن عدداً كبيراً من الصحفيين والمدونين والناشطين السياسيين داخل العراق قد تعرضوا خلال العقدين الماضيين لحملات ممنهجة من القتل والتهديد والاعتقال من قبل جهات مسلحة معروفة وغير معروفة، بسبب نشاطهم الصحفي أو التعبير عن آرائهم بشكل صريح وجريء، مما أجبر الكثير منهم على مغادرة البلاد بحثًا عن بيئة أكثر أمانًا تضمن لهم ممارسة عملهم بحرية.

حرية تدفق المعلومات

وفي لقاءات أجراها كاتب المقال، أكد عدد من الإعلاميين العراقيين على ضرورة إعادة النظر في هذه الإجراءات، وضرورة ضمان حرية الوصول إلى المعلومات، لأن حجب الإنترنت انتهاك صارخ لحقوق الإنسان الرقمية. كما أشاروا إلى أن الحق في الوصول إلى الإنترنت مكفول دستوريًا ضمن حرية الإعلام والتعبير والحق في المعلومات، داعين إلى تحرك المجال العام (المجتمع المدني والمنظمات المدنية الفاعلة ممثلةً بالمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الوطنية المدافعة عن الحقوق الدستورية كالقضاء والنيابة العامة)، لتحديد خطورة الخطوات التقييدية هذه، والتي باتت تُكثر مؤخراً من استخدام الاعتبارات الأخلاقية لتبرير تقييد حرية التعبير تمهيداً للمزيد من السياسات الاستبدادية.

كثرة المستبدين

وأوضح المقال وجود أسباب متعددة وراء تقييد السلطات للحريات الفردية في البلاد، والتي تلعب دور الرقابة ومنع الأفراد من الوصول إلى المحتوى أو المنصة التي يختارونها. وتزداد هذه القيود مع هيمنة بعض الأطراف وتدخلها في صنع القرار لحماية مصالحها وتقويض أي انتقاد موجه لها، أو أي تعليقات تعارض توجهاتها، لاسيما مع تصاعد خشيتها من تكرار الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد على مدى سنوات طويلة، والتي لعبت فيها منصات التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا وفعالًا، سواء في تمكين المتظاهرين الشباب من نشر أخبار يومية عن المظاهرات أو في كشف القمع الذي تعرضوا له بشكل يومي، على الرغم من قطع السلطات للإنترنت وتقييد النشر حينها.

واختتم المقال بالتحذير من أن استمرار مخاوف الناس من استمرار فرض القيود على حرية التعبير بحجة (حماية الأخلاق) يزيد من تآكل شعبية السلطة ويقلص مساحة الحوار العام ويعيد للذاكرة سنوات النضال العنيد الذي خاضه العراقيون من أجل التمتع بالحرية وحقهم المشروع في الوصول الحر والآمن إلى المعلومات.

********************************************

الصفحة الرابعة

التعليم العالي تؤكد: نسعى لتسهيل وصول الطلبة إلى احتياجاتهم الجامعية هوية إلكترونية للطلبة مقابل 66 ألف دينار

تحديث أم عبء جديد؟

بغداد – تبارك عبد المجيد

في ظل توجه الحكومة نحو رقمنة الخدمات، أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مشروع "التحول الرقمي الجامعي"، الذي يتضمن إصدار هوية إلكترونية موحدة لطلبة الجامعات الحكومية والأهلية.

وبينما تصف الوزارة المشروع بالخطوة النوعية لتسهيل إجراءات الطلبة وتقليل الجهد والوقت، أثار تطبيق الهوية الإلكترونية جدلا واسعا بين أوساط الطلبة، خصوصا بعد ربطه بدفع رسوم تصل إلى 66 ألف دينار، وسط تساؤلات عن توقيت إطلاقه، وغياب التوضيح الكافي حول أهدافه وآلية عمله.

عبء مالي كبير

يقول حمزة احمد طالب في قسم الصيدلة من محافظة كركوك، أن "الطلبة يرحبون بأي خطوة تهدف إلى تحسين الخدمات الجامعية وتسهيل الإجراءات، لكن نُفاجأ بأن التحول الرقمي الذي أعلنت عنه وزارة التعليم العالي، يترافق مع فرض أجور تصل إلى أكثر من 60 ألف دينار عراقي مقابل التسجيل في تطبيق الهوية الإلكترونية"، مؤكدا أن "هذه الأجور تُشكل عبئا ماليا على الكثير من الطلبة، خصوصا من ذوي الدخل المحدود".

ويضيف أن "التحول الرقمي يجب أن يكون خطوة لتقليل التكاليف لا زيادتها، خاصة وأن التطبيق لا يزال في بداياته، وهناك ملاحظات كثيرة على جودة الخدمة المقدمة"، مبينا "كنا نأمل أن تكون هذه الخدمات مجانية أو على الأقل برسوم رمزية تراعي أوضاع الطلبة الاقتصادية".

ويؤكد أحمد لـ"طريق الشعب"، "اننا لا نعترض على مبدأ التحديث والتطوير، لكننا نطالب بمراجعة هذه الأجور، وتوضيح آلية صرفها، وضمان أن تكون هذه الأنظمة في خدمة الطالب فعلا".

من جانبها، قالت قنوت مجيد، طالبة جامعية من بغداد، في تصريح لـ "طريق الشعب"، إن "الإجراءات المتعلقة بالتطبيق ما زالت غير واضحة، كما لا يُعرف بشكل دقيق ما هي الغاية الفعلية منه".

وأضافت أن "بعض الطلبة تسلموا نتائجهم دون دفع أي رسوم، في حين أُبلغت الوجبة الحالية بضرورة دفع مبلغ قدره 66 ألف دينار مقابل استلام النتائج، بينما يقول آخرون إن هذه الالية تشمل طلبة الجامعات الاهلية فقط".

وتابعت أن "الدفع مشروط باستخدام آليات الدفع الإلكتروني فقط، ما يشكل عائقا إضافيا أمام بعض الطلبة، خصوص ممن لا يملكون حسابات أو أدوات إلكترونية مناسبة".

ولفتت إلى ان "العديد من الطلبة في الجامعة هم من ذوي الدخل المحدود. كما اعرف العديد من الطالبات لا يستطيع أهلوهم توفير مستلزمات الدراسة او حتى المصروف اليومي لهم، وبالتالي فإن دفع هذا المبلغ لعائلة تملك أكثر من طالب، سيكون عبئا ماديا كبيرا عليهم"، مقترحا ان يتم تخفيض الأجور للأهالي الذين يملكون أكثر من طالب في مرحلة الجامعة.

أما سيف عباس، طالب في جامعة أهلية، فقد قال ان "معظم الطلبة في جامعته قاموا بالتسجيل في التطبيق ودفعوا المبلغ المحدد، باستثناء قلة قليلة لم تدفع حتى الآن، وأنا من ضمنهم".

وعند سؤاله عن رأي الطلبة بهذا الإجراء، أوضح أن "الكثير ممن دفعوا لم يكونوا على اطلاع كاف بتفاصيل التطبيق ومحتواه"، مضيفا "نحن لا نعارض التحديث، لكن كان من الأفضل توضيح مضمون المنصة أولا، حتى نتمكن من تقييم ما إذا كانت تستحق دفع هذا المبلغ أم لا".

وأضاف سيف، أن "توقيت الإعلان عن هذه المنصة جاء بالتزامن مع فترة الامتحانات وإعلان النتائج، وهي مرحلة يكون فيها أغلب الطلبة منشغلين تمامًا بأمورهم الدراسية، ما جعلهم غير مستعدين للتفاعل أو الفهم الكامل لماهية التطبيق والخدمات التي يقدمها".

الوزارة توضح..

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، د. حيدر العبودي، أن الوزارة شرعت بتنفيذ خطة متكاملة للتحول الرقمي تهدف إلى تطوير البنية الإدارية والأكاديمية في الجامعات العراقية.

وقال العبودي في حديث خص به "طريق الشعب"، إن "التحول الرقمي يشمل مختلف مفاصل العملية التعليمية، ويعتمد على مجموعة من الأنظمة الإلكترونية التي تتيح إدارة الشؤون الجامعية بطريقة حديثة وفعالة، وتشمل طلبة الجامعات الحكومية والأهلية على حد سواء".

وأضاف أن "أحد أبرز مخرجات هذا المشروع هو إطلاق تطبيق خاص بالطلبة، يوفّر هوية إلكترونية رقمية تُحمل على الهاتف الذكي، وتُعد بمثابة بوابة موحدة للحصول على مختلف الخدمات الجامعية، ابتداءً من متابعة الجداول والامتحانات، وانتهاءً بإصدار الوثائق الرسمية وتأييدات التخرج".

وأوضح العبودي، أن الهوية الرقمية تسعى إلى اختصار الوقت والجهد، عبر إلغاء المعاملات الورقية التي كانت تتطلب مراجعات متعددة وتكاليف إضافية"، مبيناً أن "الرسوم التي كانت تُدفع سابقاً بشكل متفرق للحصول على الوثائق، أصبحت الآن مدمجة في مبلغ واحد هو 66 ألف دينار، وهو ما يغطي كلفة التسجيل في التطبيق".

وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تقديم هذه الخدمات بشكل إلكتروني بالكامل، من خلال أتمتة الإجراءات وتوحيدها، بهدف تسهيل وصول الطلبة إلى احتياجاتهم الجامعية دون الحاجة إلى التنقل أو التعامل مع البيروقراطية، لا سيما للطلبة في المناطق البعيدة.

*****************************************

قصص يومية مع معاناة العلاج والعجز الحكومي العراق في ذيل المؤشرات العالمية: نظام صحي متهالك ومراكز لا تكفي السكان

بغداد - طريق الشعب

يُعد القطاع الصحي في العراق واحداً من أكثر القطاعات تدهوراً وتأزماً في مرحلة ما بعد 2003، إذ تكشف مؤشرات دولية وتصنيفات لمنظمات صحية عالمية عن تراجع العراق في الأداء الصحي مقارنة بجيرانه وحتى ببعض الدول ذات الموارد المحدودة.

فبحسب تقرير مؤشر النظم الصحية الصادر عن منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، لا يزال العراق يتذيل قوائم الدول من حيث جودة الرعاية الصحية، ومستوى الإنفاق العام على الصحة، وعدالة التوزيع الجغرافي للمؤسسات الطبية.

ما الاسباب؟

ويعزو مختصون تذيل العراق للمؤشرات الدولية من حيث توفر الخدمات، الى اسباب عدة اهمها، انه برغم الزيادة السكانية الكبيرة، لم يواكب النظام الصحي هذا النمو لا في البنى التحتية ولا على مستوى الكوادر، ما أدى إلى ضغط هائل على مؤسسات متهالكة أصلاً. وتفاقمت الأزمة بفعل ضعف التخطيط، وهجرة الكفاءات، وتراجع الإنفاق الاستثماري، في ظل غياب رؤية إصلاحية واضحة وشاملة.

تلكؤ ملف الرعاية الصحية

في هذا الصدد، يقول الدكتور فاضل المندلاوي، أن العراق يُصنَّف ضمن الدول المتأخرة جداً في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، مشيراً إلى أن هذا التأخر يعود إلى عدة أسباب، في مقدمتها النقص الحاد في عدد المؤسسات الصحية الأساسية، وعدم توفر التغطية الصحية الشاملة في جميع مناطق البلاد.

ويضيف المندلاوي في حديث لـ "طريق الشعب"، ان “العالم اليوم يتجه نحو تطبيق مبدأ الرعاية الصحية للجميع أو ما يُعرف بالتغطية الصحية الشاملة، وهو ما يتطلب وجود مؤسسات صحية يمكن للمواطن الوصول إليها بسهولة في مختلف مناطق العراق، إلا أن هذا الشرط لا يزال غير متحقق على أرض الواقع”.

ويشير إلى أن "عدد المراكز الصحية المنتشرة حالياً في العراق لا يتجاوز 1650 مركزاً، وهو رقم غير كافٍ لتغطية الاحتياجات السكانية والجغرافية"، مضيفاً أن هناك "مناطق نائية بعيدة تماماً عن أقرب مركز صحي، ما يصعب على السكان تلقي أبسط خدمات الرعاية الأولية”.

وشدد المندلاوي على أن العراق "يحتاج إلى ما لا يقل عن 2000 مركز صحي رئيسي موزع بشكل عادل على جميع المحافظات، لتحقيق حدٍّ أدنى من التغطية الصحية الشاملة".

ويواصل القول أن الاهتمام ببناء أو ترميم المستشفيات لا يمكن اعتباره مؤشراً كافياً على تطور النظام الصحي، مبيناً أن “المراكز الصحية تقدم خدمات أولية فقط، بينما المستشفيات تقدم الرعاية الصحية الثانوية، مثل العمليات والتحاليل المتقدمة والإقامة في المستشفى”.

ولفت إلى أن "النقص لا يقتصر على المراكز الصحية، بل يشمل المستشفيات ايضا، إذ أن كثيراً من الأقضية ما تزال تفتقر إلى مستشفى عام، ما يعيق سكان النواحي والقرى من الوصول إلى خدمات الرعاية التخصصية".

وبالنسبة للتحديات فهي من وجهة نظره "لا تقتصر على البنية التحتية فقط، بل تشمل نقص الكوادر المدربة، وغياب الأجهزة الطبية الحديثة، فضلاً عن الحاجة إلى تجهيز غرف العمليات وتأثيث المؤسسات الصحية الجديدة".

ويختتم المندلاوي حديثه بالتأكيد على ضرورة "زيادة التخصيصات المالية لوزارة الصحة، ولا سيما في جانب الموازنة الاستثمارية، إذ أن أغلب موازنات الوزارة الحالية تذهب نحو النفقات التشغيلية، في حين أن التطوير الحقيقي للخدمات الصحية يتطلب استثماراً حقيقياً في البنى التحتية والمعدات والكوادر".

 غياب في الرؤية والتخطيط

من جهته، قال الطبيب زهير العبودي، أن القطاع الصحي في العراق لا يزال يسير بخطى متعثرة في غياب رؤية إصلاحية تقدمية، مشيراً إلى أن التحديات الصحية اليوم لم تعد محصورة في نقص البنى التحتية فقط، بل في ضعف التخطيط طويل الأمد وغياب أدوات الإدارة الحديثة.

وقال العبودي في حديث لـ"طريق الشعب"، إن “العراق يشهد نمواً سكانياً متسارعاً، يترافق مع توسع عشوائي في العمران ونقص حاد في الخدمات، وهو ما فرض ضغطاً هائلاً على المؤسسات الصحية التي بقيت كما هي من حيث العدد والتجهيز، رغم تضاعف الحاجة لأكثر من خمس مرات في بعض المناطق”.

وأوضح أن "المراكز الصحية والمستشفيات القديمة باتت عاجزة عن الاستجابة لمتطلبات الواقع الصحي الحديث، ليس فقط بسبب تهالك مبانيها، بل أيضاً نتيجة غياب برامج التحديث والتأهيل الشامل، سواء على مستوى الأجهزة أو نظم الإدارة".

وأشار العبودي إلى أن “تحسين الخدمات لا يكون ببناء مستشفى جديد فقط، بل بوجود كادر طبي مؤهل قادر على إدارة وتشغيل هذه المؤسسة”، مضيفاً أن "العراق لا يزال يعاني من نقص كبير في عدد ونوعية الكوادر الطبية، الأمر الذي يضعف فعالية أي مشروع صحي جديد مهما كانت بنيته قوية".

ولفت إلى أن منظومة الصحة بحاجة إلى "مشروع إصلاح وطني يشمل تطوير أنظمة التوعية الصحية وتطبيق أدوات حديثة، مثل “السجل الصحي الإلكتروني”، الذي يمكّن المواطن من الاحتفاظ بتاريخه الطبي والوصول إلى خدمات الرعاية بطريقة منظمة، ما يخفف العبء على المؤسسات الصحية".

وزاد بالقول انه “يمكن أن تُختصر هذه الخطوة من خلال تفعيل الحكومة الإلكترونية في القطاع الصحي، وهو ما من شأنه إحداث نقلة نوعية في تنظيم العلاقة بين المواطن والمنظومة الصحية، وتحسين كفاءة التوزيع والمتابعة”.

ورغم تسجيل بعض التحسن في الخدمات الصحية، إلا أن العبودي وصف وتيرتها بالبطيئة جداً، قائلاً: ان “التطور موجود، لكن لا يتماشى مع مستوى التحديات وان المستشفيات القديمة تحتاج إلى إعادة تصميم يتناغم مع المعايير الطبية المعاصرة، في حين تحتاج المنشآت الجديدة إلى كادر مؤهل أكثر مما تحتاج إلى أجهزة”.

ورهن المتحدث تحسين الوضع الصحي في العراق بايجاد جهد حكومي مركّز، يقوم على تخطيط بعيد المدى وتوزيع ذكي للموارد، وليس مجرد إجراءات ترقيعية مؤقتة".

أزمة بحاجة لخطة طويلة الأمد

الى ذلك، اكد الطبيب محمد زاهر، المختص في إدارة النظم الصحية، أن أزمة الرعاية الصحية الأولية في العراق ليست مؤقتة أو عرضية، بل هي بنيوية وتتطلب إصلاحاً هيكلياً شاملاً يبدأ من السياسات الصحية وينتهي بالبنى التحتية، مشيراً إلى أن المؤشرات الحالية تدل على تدهور مقلق في جودة الخدمات المقدمة للمواطن، خصوصاً في المناطق الطرفية والريفية.

وقال زاهر لـ"طريق الشعب"، إن “العراق يعاني من فجوة واضحة بين ما ينبغي أن يكون عليه النظام الصحي وفق المعايير الدولية، وما هو قائم فعلياً من حيث عدد المراكز الصحية، توزيعها، وتأهيلها”.

وأضاف أن النظام الصحي لدينا ما يزال يفتقر إلى الركائز الأساسية للتغطية الصحية الشاملة، أبرزها: عدالة التوزيع الجغرافي، توفر الكوادر الطبية الكفوءة، والاستقرار في تمويل القطاع الصحي.

وأوضح زاهر، أن "عدد المراكز الصحية الحالية لا يتجاوز 1650 مركزاً، وانها لا يكفي بأي حال لتغطية الحاجة الفعلية، خاصة إذا ما علمنا أن أكثر من 35% من السكان يعيشون في مناطق ريفية أو شبه ريفية، حيث يصعب الوصول إلى الخدمات الصحية الثانوية".

وشدد على أن “الوصول إلى مركز صحي لا يجب أن يكون رحلة شاقة تقطع فيها العائلات عشرات الكيلومترات، بل خدمة متاحة على بُعد دقائق في الحد الأدنى”.

وأشار إلى أن معيار منظمة الصحة العالمية "ينص على ضرورة إيجاد مركز صحي واحد لكل 10 آلاف نسمة في المناطق الحضرية، ومركز لكل 5 آلاف نسمة في المناطق الريفية".

وتابع القول انه “لو طبّقنا هذا المعيار بدقة، فإن العراق يحتاج إلى أكثر من ألف مركز صحي إضافي، مع خطة خمسية لإنشاء مراكز جديدة وتجهيزها وفق المعايير الفنية”.

ونوّه زاهر إلى أن النقص في عدد المستشفيات "لا يقل اهمية كذلك، خاصة مع تزايد عدد السكان وتراكم الحالات المرضية غير المزمنة والمزمنة، فالعديد من الأقضية لا تحتوي على مستشفى واحد مجهز بالكامل، وهذا يعني أن المرضى يضطرون للسفر إلى مراكز المحافظات لتلقي العلاج، مما يؤدي إلى تأخر تشخيص الحالات أو تفاقمها”.

كما دعا إلى "رفع الموازنة الاستثمارية لوزارة الصحة، والتركيز على بناء مؤسسات صحية متكاملة، وليس مجرد إنشاء مبانٍ دون تجهيز أو تشغيل".

وأوضح أن “الاستثمار في الصحة لا يقتصر على البنى التحتية، بل يشمل الكوادر، والتجهيزات، ونظم الإدارة الصحية”، مبيناً أن "العراق بحاجة ماسة إلى مراكز تدريب طبية محدثة، وإعادة توزيع الكفاءات الطبية بطريقة تضمن الخدمة العادلة لجميع المواطنين".

واختتم زاهر حديثه بالقول: “لا يمكن الحديث عن تنمية حقيقية في العراق دون نظام صحي متماسك وعادل، اما اصلاح القطاع الصحي، فيجب أن يكون أولوية وطنية، لا مجرد بند في الموازنة يُنظر إليه كعبء، بل كاستثمار مباشر في كرامة الإنسان واستقرار المجتمع".

************************************************

الصفحة الخامسة

دور الحضانة الحكومية بين نقص الكوادر وضعف الرعاية

متابعة – طريق الشعب

تُعد دور الحضانة مؤسسات اجتماعية وتربوية تعمل على رعاية الأطفال في سن ما قبل المرحلة الابتدائية، وتلبية احتياجاتهم الجسدية والنفسية والاجتماعية، ما يُنمّي شخصياتهم ويوفر لهم بيئة صحية وآمنة تساعد على نموّهم الجسدي والعقلي وتنمية شخصياتهم. وتُوفر تلك الدور للأمهات، مساحة من الوقت للتفرغ لأعمالهن وممارسة نشاطاتهن اليومية، لا سيما الموظفات منهن والعاملات بشكل عام.

وتوجد في العراق دور حضانة حكومية وأهلية، تتفاوت في جودة خدماتها، تبعا لمدى التزام القائمين عليها بالمعايير المطلوبة. وبسبب قلة دور الحضانة الحكومية، وضعف الخدمات في بعض المتوفر منها، انتشرت خلال السنوات الأخيرة دور أهلية على نطاق واسع، تُقدم خدمات جيدة لكن مقابل أجور كبيرة لا يقوى على تأمينها الفقير وذو الدخل المحدود.

ويأتي انتشار الدور الأهلية في ظل تسهيلات مقدمة من قبل الجهات التربوية المعنية، الأمر الذي يجعلها مشاريع مربحة إلى حد كبير. وما يُميز تلك الدور انها تعمل لساعات إضافية تصل إلى الثالثة عصرا، على عكس الدور الحكومية التي ينتهي دوامها في الساعة الثانية عشرة ظهرا، وبالتالي أن أولياء الأمور الموظفين، يفضلون تسجيل أبنائهم في تلك الدور، على اعتبار ان انتهاء دوامها يتزامن مع انتهاء دوام دوائرهم.

تفاوت في الجودة والمعايير

في حديث صحفي، تقول رئيسة "مؤسسة تراث بابل" للتنمية والتعليم، فاطمة الأسدي، أن "دور الحضانة في العراق تشهد تفاوتًا في الجودة والمعايير. فالحضانات الأهلية تقدم خدمات جيدة، لكن مقابل أجور مرتفعة. بينما يعاني بعض الحضانات الحكومية والأهلية أيضا نقصا في الكوادر المؤهلة، وعدم توفر بيئة مناسبة للأطفال. وغالبًا لا تخضع جميع الحضانات لمعايير موحدة أو رقابة كافية". وتضيف ان "الحضانة ليست ضرورية فقط للأم الموظفة، بل لكل الأمهات. إذ لا يقتصر دورها على رعاية الطفل أثناء غياب الأم، بل يشمل تنمية الجوانب التعليمية والنفسية والاجتماعية لديه. لذا قد تحتاج الأم غير الموظفة إلى الحضانة لتوفير وقت لنفسها، أو لإنجاز مهام أخرى، أو لإتاحة الفرصة لطفلها للتفاعل الاجتماعي المبكر"، مبينة أن "الحضانة تدعم الأم والطفل معًا. إذ تمنح الأم شعورًا بالراحة والاطمئنان على طفلها في بيئة آمنة ومحفزة، وتتيح للطفل بيئة تعليمية واجتماعية تساعده على النمو العقلي واللغوي والاجتماعي. كما تعزز استقلاليته وثقته في نفسه من خلال التفاعل مع أقرانه والمربين". وتُبيّن الأسدي أن "للحضانة دورًا كبيرًا في بناء شخصية الطفل خلال سنواته الأولى، وهي مرحلة حاسمة في تكوين الهوية والمهارات الأساسية. كما ان تلك المؤسسات تساهم في تطوير مهارات الطفل في التواصل والتعبير، وتعزز قدراته الحركية والفكرية عبر الأنشطة المنظمة، وتعلمه الانضباط والتعاون واحترام الآخر والاعتماد على النفس".

وتشدد الأسدي على "أهمية توفر معايير أساسية في الحضانات، من بينها وجود كوادر تربوية مؤهلة ومدربة على التعامل مع الأطفال، وتوفير بيئة آمنة ونظيفة ومحفزة للتعلم، إلى جانب وضع برنامج تعليمي ملائم للفئة العمرية، والالتزام بنسبة المعلمين مقابل أعداد الأطفال وفقا للمعايير الصحيحة، لضمان الرعاية الفردية، فضلًا عن ضرورة وجود إشراف صحي ونفسي مستمر".

الحضانات الأهلية أكثر جذبا

يلجأ أولياء الأمور غالبا إلى تسجيل أبنائهم في حضانات أهلية بدلا من الحضانات الحكومية. إذ يرون أن جودة الرعاية والخدمات في الأهلية أعلى من الحكومية، لا سيما أن الأولى غالبا ما تعمل لساعات إضافية.

وتنقل وكالات أنباء عن مواطنة اسمها شيماء محمد، وهي موظفة حكومية وزوجها أيضا، قولها أنه "اضطررت إلى تسجيل أطفالي الاثنين في روضة أهلية تعمل بنظام الساعات الإضافية، وينتهي دوامها بالتزامن مع انتهاء دوامي"، موضحة أنها تسكن في منطقة الدورة ببغداد، ولم تجد روضة حكومية في المنطقة، وبعد البحث في النطاق الأقرب لمكان عملها، وجدت روضة واحدة في منطقة بغداد الجديدة، لكنها لم تعد صالحة لاستقبال الأطفال، ودوامها ينتهي في الساعة الواحدة ظهرا.  وتجد محمد ان تكاليف الروضة الأهلية باهظة تُثقل ميزانية العائلة، لكن ما يميزها هو أنها تعمل لساعات إضافية.

تحذيرات من حضانات تُخالف القانون

في المقابل، تدعو الباحثة الاجتماعية هبة محمد، العائلات وأولياء الأمور إلى "عدم التعامل مع الحضانات غير الرسمية، التي يمكن أن يتعرض فيها الأطفال للحوادث والأمراض المعدية بسبب عدم توفر كامل اشتراطات الأمن والسلامة فيها"، مشيرة في حديث صحفي إلى ان "الحضانات التي تُفتتح في المنازل، تشكل مخالفة صريحة للقانون، وغالبا لا تتوفر فيها اشتراطات الأمن والسلامة". وتُطالب الباحثة السلطات المعنية، بمتابعة أمر قيام مواطنين بنشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد باستقبالهم الأطفال ورعايتهم في منازلهم، معتبرة ذلك نشاطا يشبه نشاط دور الحضانة، وبالتالي يجب التأكد من اشتراطات الصحة والسلامة في تلك الأماكن.

وفي العام الماضي، أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إغلاق 98 دار حضانة بين عامي 2023 و2024، بسبب افتتاحها دون تراخيص ومخالفتها الضوابط القانونية وتجاوزها التعليمات. ووفقا لقسم دور الحضانة في دائرة الاحتياجات الخاصة التابعة إلى وزارة العمل، فإنه يشرف على أداء 351 دار حضانة أهلية مجازة في بغداد والمحافظات.

شروط ومعايير

من جانبها، تقول صاحبة "حضانة ورود المستقبل" في خانقين، سهاد سيروان، أن "الحضانة تلعب دورًا مهمًا في جعل الطفل اجتماعيًا وقادرًا على التواصل مع الآخرين دون الحاجة إلى مراقبة الأهل الدائمة، الأمر الذي يساعده في تعلم كيفية حل النزاعات واكتساب المهارات الاجتماعية المتنوعة، لا سيما بالنسبة للأطفال الذين ليس لديهم إخوة أكبر". وتضيف سيروان في حديث صحفي أن "وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تتولى فتح وإدارة دور الحضانة في جميع أنحاء البلاد، من خلال منح إجازات فتح الحضانات لدوائر الدولة والقطاع المشترك والنقابات والمنظمات والجمعيات والمؤسسات ذات الشخصية المعنوية والأفراد، وفقًا للشروط المنصوص عليها، إضافة إلى الإشراف المباشر على جميع دور الحضانة لضمان تطبيق التعليمات، فضلًا عن تحديد أجور القبول في تلك الدور بتعليمات خاصة من الوزير، واستيفاء رسم منح الإجازة بموجب قانون رسم الطابع رقم 16 لسنة 1974". وبحسب تعليمات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، يشترط أن تكون صاحبة الحضانة حاصلة على شهادة الدراسة الإعدادية كحد أدنى، مع تخصيص مربية واحدة لكل 8 أطفال تتراوح أعمارهم بين 1 و 12 شهرًا، ومربية واحدة لكل 10 أطفال بين 12 و14 شهرًا، ومربية واحدة لكل 15 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 24 و 36 شهرًا".

كما يجب أن تضم الحضانة عددًا من موظفي الخدمات من بينهم الطباخة، والمعينة، والحارس، والسائق، مع قصر التعيين على النساء باستثناء السائق الذي يمكن أن يكون رجلًا أو امرأة، بينما يقتصر عمل الحراسة على الرجال فقط.

وكان مجلس الوزراء قد قرر في اجتماعه إبان نيسان 2023، زيادة أعداد دور حضانة الأطفال "من أجل زيادة مساهمة المرأة في سوق العمل".

********************************************

اگول.. البطالة تنخفض و {المقنعة} ترتفع

أسامة عبد الكريم

في الوقت الذي يعلن فيه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني عن انخفاض نسبة البطالة إلى 13 في المائة، تبرز مفارقة لا يمكن إغفالها: البطالة "المقنّعة" ما تزال تنتفخ وتتغلغل في مفاصل الدولة، محمية بشبكات من المحسوبية السياسية وامتيازات حزبية، حتى بات شعار "هذا من جماعتنا" هو بوابة التوظيف الأوسع، وليس الكفاءة ولا الحاجة الفعلية.

الحديث عن مساواة امتيازات القطاعين الخاص والعام عبر قانون التقاعد والضمان الاجتماعي يعدّ منجزاً مهماً على الورق، لكنه يصطدم على أرض الواقع بجدار من التعيينات غير الإنتاجية التي تلتهم الميزانية وتثقل كاهل الجهاز الإداري. كثير من تلك الوظائف لا يستند إلى الحاجة أو الخطط الاقتصادية، بل إلى "استحقاقات انتخابية" يتم فيها توزيع المناصب كما توزَّع الغنائم. إنها وظائف تضاف لا لتُنجز عملاً، بل لترضي ناخباً أو تضمن ولاء فئة، ما ينتج بطالة مقنّعة على هيئة وظائف، لكنها بلا إنتاج.

المفارقة الأدهى هي أن هذا الخطاب التنموي الحكومي، الذي يروّج النهوض بالقطاع الصناعي وتحفيز المشاريع، يجري في ظل قمع للتظاهرات السلمية التي يرفع فيها الشباب شعار "أريد وطن" و"أين حقي؟". كيف نطالب القطاع الخاص بالثقة، بينما الشباب العاطل يقمع حين يطالب بفرصة؟ كيف نفسر للمستثمر المحلي أو الأجنبي أن بيئة العمل آمنة ومشجعة بينما الاحتجاج السلمي يواجه بالهراوات؟

إنّ إطلاق مصانع جديدة وتحديث خطوط الإنتاج خطوة تستحق الإشادة، لكن نجاحها لن يكون حقيقياً إن لم تقابلها إعادة هيكلة شاملة للوظائف الحكومية، وضبط لآليات التعيين، وتجفيف لمستنقعات الامتيازات الحزبية. البطالة الحقيقية قد تنخفض في الأرقام، لكن البطالة المقنّعة ترتفع في الظل، وتبقى هي الكتلة الأخطر التي تعطل التنمية وتُفرغ الإصلاحات من مضمونها.

إننا بحاجة إلى ما هو أكثر من مؤشرات. نحتاج إلى مراجعة جذرية لمنظومة العمل العام، وإلى قوانين تجرّم التوظيف على أساس الولاء، وتحصّن الفضاء العام ليكون منصة للرقابة لا ميداناً للقمع. عندها فقط يمكننا أن نصدّق أن "القطاع الخاص يسهم في حل مشاكل المجتمع"، لا أن يكون غطاءً لخطاب لا يطال جوهر الأزمة.

*************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق عبد الكريم موسى السعدي، بوفاة شقيقته اثر مرض عضال لم يمهلها طويلا.

للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها في الهويدر الصبر والسلوان.

*******************************************

تضارب الإجابات بين الحكومة والفلاح موسم تمور بابل سيكون جيدا أم سيئا؟

متابعة – طريق الشعب

4 ملايين نخلة في بابل مصيرها لا يبدو واضحاً هذا الموسم. الفلاحون يتحدثون عن شيء ومدير الزراعة يتحدث عن شيء مختلف.

إذ يتوقع بعض المزارعين أن ينخفض إنتاج نخيل بابل هذا العام إلى النصف، لأن حملة المبيدات الحكومية تأخرت عن شهر نيسان كثيراً، وبدأ تنفيذها بعد أن تمكنت الأوبئة من النخيل.

أما مدير الزراعة فيقول ان الأمور على أفضل ما يرام، ويتوقع ارتفاع الإنتاج عن العام الماضي الذي سجل 25 ألف طن من الخستاوي والسلطاني والبريم وغيرها.

يقول المزارع مرتضى السعيدي، أن مزارع النخيل في بابل تُسجل زيادة ملحوظة في نسبة الإصابة بالآفات الزراعية، مبينا في حديث صحفي أن "من أبرز هذه الآفات الحميرة والدوباس. حيث بدأتا تؤثران بشكلٍ ملحوظ على كميات إنتاج التمور وجودتها، وصار الإنتاج يتراجع سنة بعد أخرى".

ويضيف انه "في هذه السنة سنشهد تراجعاً في المحصول بسبب انعدام المبيدات الزراعية التي كانت تخصص من قبل وزارة الزراعة وتصل للمزارعين"، موضحا أنه "بسبب الآفات، وتحديداً حشرة الحميرة، سيكون إنتاج الموسم الحالي منخفضا قياساً بالعام الماضي. إذ ان هذه الحشرة لها القدرة على إتلاف نصف المحصول".

من جانبه، يقول المزارع علي عبيد، أن "هذا الموسم يسجل تراجعاً في كمية المحصول عن السنوات الماضية، بسبب قلة المكافحة وعدم اهتمام الجهات الحكومية ببساتين النخيل"، مشيرا إلى ان "المحصول يتراجع إلى النصف تقريباً.

فبعد أن كنت أحصل على 10 أطنان من التمور موسميا، الآن من المتوقع أن أحصل على 5 أطنان فقط، أو أقل من ذلك".

وينوّه إلى ان "حملة المكافحة التي نفذتها مديرية زراعة بابل الأسبوع الماضي ستكون بلا جدوى، كونها جاءت متأخرة بعد أن استقرت الحشرات في المحصول.

فكان من المفروض أن تنفذ الحملة في نيسان الماضي".

إلى ذلك، يقول مدير زراعة بابل ثامر الخفاجي، أن "هناك تغيّرا كبيرا في وضع النخيل في بابل قياساً بالأعوام الأخيرة. إذ أدى هذا التغيّر إلى زيادة الإنتاج.

فبابل لديها أكثر من 4 ملايين نخلة مزروعة على مساحة 331 ألف دونم"، مشيرا في حديث صحفي إلى ان "كميات الإنتاج للموسم الماضي تجاوزت 25 ألف طن ونتوقع زيادة الإنتاج هذا الموسم مع وجود المكافحة والمتابعة، ولدينا حملات غير المكافحة الجوية تتمثل في الحقن بالجذع، إضافة إلى المكافحة الأرضية".

***************************************

في ريف المشخاب الأبقار تنفر من مياه الأنهر!

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي "منطقة طبر عمار" في ريف قضاء المشخاب بالنجف، من عدم صلاحية مياه الشرب التي تصلهم عبر الأنهار الصغيرة، للاستخدام البشري ولا حتى للحيواني، مبينين في حديث صحفي أن المياه زنخة ملوثة تنبعث منها رائحة كريهة، ما تسبب في انتشار أمراض مختلفة بينهم، فضلا عن نفوق بعض مواشيهم.

ويوضح عدد من الأهالي أن بعض مربي المواشي اضطروا إلى بيع قسم من مواشيهم بسبب عجزهم عن توفير الماء الكافي لها، مؤكدين أن الناس في المنطقة يعيشون أوضاعا مالية صعبة، ولا يملكون القدرة على شراء أجهزة لتنقية الماء، ولا حتى شراء ماء نظيف. إذ يعتمدون على طرق بدائية في تصفية المياه بواسطة قطع قماش. وهي طريقة لا تنجح في معالجة التلوث.

يقول المواطن عبد الرحيم عبد علي: أن "ماءنا لا يتقبله حتى الحيوان، مع العلم أننا نصفيه من الشوائب، لكن رائحته تبقى زنخة"، مبينا في حديث صحفي أن "معظم الناس أصيبوا بأمراض بسبب تلوث الماء، حتى ابنتي أصيبت بمرض في المعدة". ويشير إلى انه "أشتري الماء أحيانا. وأظل محتارا بين أن أخصصه لعائلتي فقط أم أعطي منه لحيواناتي!".

فيما يناشد المواطن علي الإبراهيمي، الحكومة إيجاد حل عاجل لمشكلة تلوث المياه. ويقول: "لا نريد أن نزرع، نريد فقط ماء صالحا للشرب"، مبينا أن عائلات كثيرة هجرت المنطقة، بعد أن انتشرت الأمراض جراء تلوث المياه.

*********************************************

الصفحة السادسة

فضاء شعبي.. موفق محمد.. لسان حال الناس

عبد الرزاق الربيعي

فـي أحاديثه الشخصية، وفـي تصريحاته لوسائل الإعلام، اعتاد الشاعر موفق محمد الذي غادر عالمنا عن (77) عاما، أن يطلق الطرائف، راويا الكثير من المفارقات التي تصادفه فـي الحياة بروح ساخرة، هذه الروح كانت طابعا ملازما له، وقد زحفت على شعره، حتّى غطّته، وفـي كل تلك الأحاديث تراه، رغم آلامه وأحزانه، يشيع جوّا من المرح، حين يذكر مفارقات تحمل طابع الكوميديا السوداء، فـيصدق به قول الشاعر: كالطير يرقص مذبوحا من الألم.

وفـي واحد من أحاديثه قال إنه ذهب ذات صباح باكر إلى تمثاله الذي يتوسّط واحدة من ساحات مدينته الحلّة، فوجد عمّال النظافة قد بكّروا قبله لتنظيف الساحة، وحين شاهده أحدهم مستغرقا، فسأله، من دون أن يعرف أن التمثال له، عن صاحب التمثال: هل هو سياسي أم مخترع أم قائد عسكري؟ فأجابه: إنه شاعر، فأصيب عامل النظافة بخيبة أمل، وقال: الله يرحمه!

كان موفق يروي الواقعة وهو يضحك، (هل سيضحك وهو فـي قبره حين يسمع أن هناك من يقف اليوم أمام تمثاله ويترحم له ؟) وجه المفارقة فـي الحكاية أن الناس اعتادوا على تكريم المخترعين، والشهداء، والقادة، بوضع التماثيل لهم، أما الشعراء، فحظهم هو الأقل فـي ذلك، ومن هذا القليل تمثال الشاعر بدر شاكر السياب المتوفى عام 1964 الذي أزيح عنه الستار عام 1971م فـي مدينته البصرة، وكذلك الرصافـي، وعبد المحسن الكاظمي، ومحمد سعيد الحبوبي، وكلهم، جرى تكريمهم، بعد وفاتهم، أما الشاعر موفق محمد، فقد كان استثناء، فقد نصبوا له تمثالا فـي حياته، وكان على نفقة أحد تلامذته الذين أصبحوا من رجال الأعمال، وقد افتتح بحضوره، وهذا دليل على احتفاء المحيط به، وتقديره له، فقد عاش علما من أعلام مدينته الحلة ونجما ساطعا من نجومها، وهذا نادرا ما يحدث فـي زمننا، الذي نشهد به تراجعا ملحوظا لمكانة الشعر ومع تراجعها، تراجعت مكانة الشاعر، إلّا موفق محمد فقد بقيت مكانته عالية، ولكن كيف اكتسب هذه المكانة؟ هذا ما سنحاول أن نجيب عنه، وأوّلها أنه كان قريبا من آلام البسطاء، فكان صوت الناس، المعبّر عن آلامهم، وآمالهم، لذا أحبّوه، فحين سئل القاضي الفاضل عن سبب إقبال الناس على شعر المتنبي، أجاب: «إن أبا الطيب ينطق عن خواطر الناس» فموفق محمد نطق عن خواطر الناس، فكان لسان حالهم، فأحبّوه:

"طفلةً حافـيةً ترقص تحت وابل من الرصاص

فـي الطريق إلى المدرسة وهي تجر خلفها حقائب من الأسى،

وكان اسمها زيتونةً وقلبها ينبض كالغصن يميل مع الرصاص يمينا وشمالا

ولا يسمع جرس الدرس الأول فـيعود منكسرا إلى قفصه..

لقد احدودبت ظهور أطفالنا

وأعشوشب الضيم فـي صدورهم"

وتنطوي قصيدته على مفارقة، ففـي قصيدة يصور فـيها قسوة الحصار الذي فرضته أمريكا على العراق فـي التسعينيات، فـيقول:

"رسم المدرس برتقالة

فوجد الطلاب يقشّرون السبورة

رسم المدرس دجاجة

فوجد الطلاب يلوّحون لها بالسكاكين

ترك المدرس قبره

وأصرّ أن يعطي الذين أحبهم

بعض الدروس

وجد الجميع بلا رؤوس"

جمعني به مهرجان المربد الشعري الذي أقيم فـي البصرة عام 2010، وتكررت لقاءاتنا فـي مهرجان بابل 2022 م ورأيته كما هو فـي شعره، عفويا، متوحّدا مع كلماته، فهو لا ينفصل عنها، بسيطا، حاملا أوجاعه التي يغطي عليها بسخرية مريرة، وخصوصا وجعه الكبير بتغييب ولده عام 1991 الذي خلّف جرحا لا يندمل عبّر عنه بالكثير من القصائد.

***********************************************

في أربعينية {شاعر الوجع} العراقي موفق محمد

بغداد - طريق الشعب

في يوم الخميس 15 أيار من هذا العام، فقد العراق شاعره الكبير موفق محمد، بعد أزمة صحية ألمت به. وكان الشاعر الذي ولد في مدينة الحلة العام 1948، قد بدأ الكتابة في الصحف العراقية منذ ستينيات القرن الماضي، حتى صار من أبرز مبدعي البلاد، ممن ستُّخلد العديد من قصائده وسيبقى في قلوب الناس الذين أحبوه، وبمبادرة شعبية منهم نصبوا له تمثالاً في المدينة الفراتية الجميلة أثناء حياته، نحته النحات العراقي طه وهيب.

سطع نجم الشاعر الراحل موفق محمد، في سماء الحلة حتى قبل أن تتغنى بقصائده، ويشير الشاعر السوري فايز العباس، إلى الترابط بين المدينة ومغنيها الأشهر وشاعرها الأهم، فقال في رثائه "..اليوم ترجّل شاعر الحلة الذي قال يوماً، في الحلة قديسان لا يتعبان؛ الجسر القديم وسعدي الحلي، وكنت أتمّم جملته وأقول، وموفق محمد...". كما قال الشاعر السوري محمد المطرود في وداعه: "موتُ شاعرٍ حقيقي يعني تساقطُ نجومٍ كثيرةٍ كانتْ تزينُ جزءاً من سماواتنا..".

ويطلق العراقيون على موفق محمد، لقب "شاعر الوجع العراقي"، إذ اكتسبت قصائده شعبيتها من كونها ذات طابع حزين في بلد عانى من سلسلة حروب واضطرابات أمنية رهيبة طوال العقود الماضية. فقد خلد الشاعر الحليّ سيرة ضحايا تلك الحروب بأدق تفاصيلها وتأثير غيابهم عن منازلهم وعائلاتهم، وهي تفاصيل تكاد تلامس حياة كل عراقي تقريباً. وزاد أسلوب كتابة تلك القصائد من شعبية مؤلفها الذي مزج في أبياتها بين اللغة الفصحى واللهجة العامية، وجعلها مزيجا من التاريخ والجغرافية والحكم والأمثال الشعبية التي يرددها الناس في يومياتهم.

وساهم غياب موفق محمد عن المواقع الرسمية، الأدبية والسياسية، وقلة ظهوره في عالم الإعلام والتواصل الاجتماعي ومقابلات "البودكاست" الطويلة، في تحويل قصائده لمنبر يحكي عنه وعن حياة الناس البسطاء. لكن ذلك التماهي مع الناس في القصائد، لم يبعد موفق محمد عن سماء النخبة الشعرية، بل بالعكس تماماً، حيث باتت قصائده مفضلة ومحل إعجاب في الوسط الثقافي والأدبي كما كانت لدى عموم العراقيين، ولا سيما بين الشعراء. وعكس سيل كلمات وقصائد الرثاء التي دوّنت بعد رحيله مكانة موفق محمد لدى جمهور الشعر في العراق والعالم العربي، إلى جانب النعي الرسمي من رئاسة الحكومة.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن موفق محمد، يحمل شهادة بكالوريوس في اللغة العربية، وعمل في التعليم مدرساً في عدد من مدارس مدينته، وأصدر طوال مسيرته الشعرية التي تمتد لأكثر من خمسة عقود، عدة دواوين مطبوعة، وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية داخل وخارج العراق.

كتب الراحل في رثاء ولده الشهيد المهندس، يقول:

"ميّت أنه

ولا خط يجي عن موتك

سوده وحشتك يَولِدي حرموك من تابوتك

مشچوله ذمته المرمرك

لا تبري ذمته مروتك

ما ناح طير على الشجر

إلّا اعله نغمة صوتك

حيل ادلهمت يا نبع ﮔلبي وﮔمرنه امدمّه

إبموس الخناجر تاكل بلحمه وتفطر النجمه

عميه وتدور رويحتي إبيا بير أدوّر يمّه

وما ظِن بعد تطلع شمس وتزول هاي الغمّه

وفرﮔاك فتّ إمرارتي وضاﮔت عليّه الـﭽلمه

لا ﮔبر وتهدّل إله

وألهم ترابه وأسأله

الـﮔلب صاير كربله"

وخصّ الشاعر محبوبته الحلة، بقصيدة طويلة عنوانها “غزل حلي”:

"ها أنا أحب الحلة

فما زلت جنيناً في رحمها

أسمع صوت أمي

في هسهسة الخبز

وفي نهرها الهادر بالحمام

هذا النهر الذي مد ذراعيه وسحبني

برفق من رحمها

وخبأني وأراني ما في قلبه من تيجان

وكنوز

ولفّني في سورته"

وعن نهر الحلة الذي اكتسى بالسواد، فالنهر يلبس عباءات ثكالى الحروب التي دمرت وطنه، قال:

"حيث يفور الصبر

وتلبس الأمواج عباءات الثكالى

وتسير بخطى وئيدة

فترتبك النوارس فوقها صارخة

يا نهر أنّى لك هذا السواد؟

أنا أحب الحلة

أعشق رقتها التي تفوح برائحة العنبر

وحليب أمي وهي ترضع آخر العنقود"

ولكن جسر الحلة لم يعد ذلك الجسر الذي يربط الصوب القديم بالحديث بل صار يئن ويبكي مذ صار سبيلا للعابرين إلى الحروب:

"واعتذر …أحبّ جسرها القديم

لم يحلق لحيته رفقا بالصبية

أسمع أنينه وهو يرى الجنود

العابرين إلى الحروب

محترقاً بالجمر الذي تتركه أقدامهم

على ضلوعه

أهذه دموع أمهاتهم؟

قال الجسر وبكى"

ثم يرجع موفق محمد للسخرية من المأساة ومن هول انعكاسات الحرب على وطنه فيقول:

"ألم ترَ أن لا حمار في العالم يشبه موفق محمد

فهو الوحيد الذي يسير على قدمين اثنين

هو في الستين من عمره

ولا يملك شبراً في المعمورة

ولا زاوية في زريبة

يخرج وحيداً عارياً كما خلقه الله

ويعود مثخناً بالجراح

جراء السياط التي تشترطها الأزمات

التي تعصف بالبلاد".

وهذه الأزمات جعلت الخواء النفسي والمادي يفتكان بالعراقيين أيام الحصار، فقال في قصيدة أبواب:

"فلا خبز في الدار

ولا أب يهبط من صورته في المساء

المساء الذي يلوّن الأفق

بنحيب الأرامل

لتشرق الشمس عراقية

تتطاير لحما ودما".

ولأن ما من حصاد في وطنه سوى التوابيت، ناشد موفق محمد العالم، فيقول في قصيدة (أبواب) أيضا:

"بابنا لم يحلق لحيته

فلقد اشتبكت بلحى الأزقة التي تنام

في التوابيت

أما آن لأبوابنا الملطخة بالدماء

والحناء

والعويل وبكاء العوانس

ان تطير بأثوابها

مبرقة مرعدة

ليرى العالم غيومه الجديدة".

ثم يتوجع موفق محمد على أبناء وطنه من الخراب الذي حلّ بهم بشكل أكثر وضوحاً موظفاً الاستفهام، فيقول في قصيدة (صور شمسية):

"هل رضعنا حليب جهنم وتنشقنا

يحمومها؟

فاستأسد الجمر فينا…

ليأكل ما تبقى من لحمنا الذي

أخطأته الهاونات والأنوات….

لدرجة جعلت العراقيين يطلبون

اللجوء الإنساني إلى جهنم".

ثم يتجلى موفق محمد في صورة حكيم فيطالب بالحكمة لوقف نزيف الدم بين أبناء وطنه، ويقول في قصيدة (No – PHoto):

"عمّ تتذابحون؟

والوطن يرفس تحت أقدامنا

أنحن الغريبون فيه أم هو الغريب فينا؟

ألم نرضع حليبه؟

وتوسدنا صدره طويلاً

فلنحتكم قليلاً

قبل ان يصبح العراق مصنعاً لتعليب الرؤوس البشرية

وما من مستور غير المقابر".

وتجدر الإشارة إلى أن موفق محمد كان ملمّاٌ بالتراث الشعبي، من أمثال شعبية وألفاظ وحكايات وحتى الشتائم، وهو ما نرى مثالاً عليه في قصيدة (تخطيطات جديدة لمؤيد نعمة) حيث قال:

"والنفط يخرج من بطون الأرض مشفوعاً

لا بما صنعت يداه

ولضاع شعب في المتاه

(والشايل البيرغ حمد واليلطم ابن كضيمة)"!

وقال في قصيدة (ما تبقى من أيامه):

"والوظيفة في الصباح

سوى الرعب وما يردده

الصبية وهم يجوبون

الأزقة في عرباتهم

(العدّة عراقي عتيك للبيع)"!

*************************************************

الصفحة السابعة

خَيالُكَ في عيني

أحمد الناجي

في البدء لا بد من التنويه الى أن العنوان مستمد من بيت شعر قديم ينسب الى عدد من الشعراء، والمقطع المجتزأ جاء تعبيراً عن لسان الحال الذي ينطق بالآتي:

            خَيالُكَ في عيني وذِكرُكَ في فمي    ومثواك في قلبي فأين تغيب؟

حين يُقدر لك أن تدخل عالم موفق محمد الشعري، سيأخذك الهم الإنساني مأخذاً، ويسكن فيك الجرح الغائر والممتد عميقاً حتى شغاف القلب، فلا ضير أن تسبح بالأحزان، ولكن يصعب عليك مفارقته دون أن تتقاسم وأياه الألم والصبر وما بينهما الأحلام.

انطلق الشاعر موفق منذ منتصف عقد الستينيات، بادئاً اشتغالاته باللهجة المحكية، وباكورة قصائده نشرتها جريدة (كل شيء) الأسبوعية أواخر سنة 1964. أما أولى قصائده بالفصحى، فقد نشرت سنة 1968 في مجلة (الفنون المعاصرة) التي أصدرها الأديب والناقد مؤيد البصام بالاشتراك مع الشاعر الراحل سركون بولص. ومرت الأيام الى أكثر من جديد في حياته بعدما خاض سنة 1969 غمار تجربة العمل الصحفي، إذ عمل في مجلة (صوت الطلبة)، ولكنها انتهت بعد فترة لم تبلغ السنتين، لما غادرنا الزمنُ الذي كان فيه الوطن يتسع للآخر المختلف. جاءت الانعطافة الحقيقية مرتسمة بخطوط عريضة، حينما قام الراحل حميد المطبعي، بنشر قصيدته المعنونة (الكوميديا العراقية) في (مجلة الكلمة، العدد: (6)، السنة الرابعة، بتاريخ تشرين الثاني 1972)، التي أصدرها في مدينة النجف، منبهاً بمانشيت على غلافها، يقول فيه: "موفق محمد شاعر يولد في الكوميديا العراقية"، وما زالت تلك القصيدة الى يومنا هذا تسترعي انتباهة النقاد. وبدا واضحاً أنه يحوز على حساسية مرهفة وعمق وجداني وعقل شكاك وروح مشاكسة، وأبرز ما يحسب له في ذلك النص إحساسه بالمأساة القادمة، واستشراف الزمن الغادر الذي جاء محملاً بالمرارات.

يتجلى توجه موفق الى استعمال اللغة المحكية واضحاً، سواء بتضمين العبارات في المتون النصية، أو بصوغ قصائد كاملة، بحثاً عن مسارب، ٍ تقرّبه من المتلقي، وتدفع إبداعاته بقوة نحو الآفاق الواسعة، وظل مداوماً في جنوحه نحو استدامة هذه السمة في غالبية نتاجه الشعري، بحيث شكلت ظاهرة أسلوبية مهيمنة على نتاجه، وبذلك استطاع موفق ابتكار أسلوبه الأدائي المتفرد، وصيّر طريقه في فن القول، حين تجرأ على كسر التقليدية، نشداناً لتحقيق شكل من أشكال التعبير الشعري دون التقيد بمألوفيات النمطية السائدة، مستعيناً بموهبته التي تتسع الى التفنن المبدع باستحضار تنوعات متعددة من اللغة المحكية، على شاكلة: المرويات الشفاهية، المأثورات الشائعة، الحكايات، الأغاني، الأمثال، النكات، وحتى الشتائم، مستثمراً كل ما يثري ويُصعد من الطاقة التعبيرية التي تضفي بريقاً على اشتغالاته المتسمة بالمغايرة والاختلاف، 

ينطوي خطاب موفق الشعري على النزوع النقدي المشيد بواسطة السخرية اللاذعة، وإذا توخينا الدقة، فأنه يسعى الى تشكيل صور شعرية تقوم على المفارقة بين الواقعي والفنتازي، والسخرية في الواقع سلوك ليس محايداً، وأداة ليست بريئة تحمل مغزى، أداة قادرة على انتهاك ما يفرضه المجتمع من حدود، فهي تتوسل أية ملاذات تصل بها الى أعلى قدر من الطِرَفة التي تتمدد الى أقصى الحدود، وتتساقط بقوة على أرائك الضحك المتراكب مع المرارة. وتتجلى الوجهة التمردية عند موفق في تناول أشد الموضوعات وجعاً، سيما ادانة التسلط ورفض المظالم. وتأمله قوله في القصيدة القصيرة التي جاءت بعنوان (الطرف السائب) سنة 1979، الآتية:

"في عُنقي

حكمتُ الحبلَ

وألقيتُ الطرفَ السائبَ للكلب

وبدأت السَبْ

يا كلبُ يا بن الكلب

ابعدني عن أسواق القصابين

ولا تنبحُ قبلي

يبكي الكلبُ

يرمي طرفَ الحبلِ

ويركضُ مجنوناً مثلي" 

يقوم موفق بتعرية الواقع، وهو يعوم بمركب السخرية المريرة، يتنقل مخترقاً مديات الخيال الشاسعة، يقرأ في كتاب الدنيا المفتوح على العجائب والغرائب، ويسطر تعابير بسيطة تلقائية وكلمات جارحة، ويشكل صوراً مدهشة مستقاة من التقاط المألوفات الحياتية، تختزن الخيالات والأفكار والخواطر والانفعالات، وتحمل صدمة اللامعقول، وتبث روحية الخروج عن الاعتياد، من خلال حشد مرموزات متشابكة، تتشظى في أصداء عابرة، متماهية مع انسانية حالمة، ومسكونة بالأمل، متلازمة بخيط من الحزن العميق النابع من الوجدان. وها هي قريحة الشاعر تجود بنص قصير سنة 1979، بعنوان (المنقذ)، قائلاً:

" المنقذ

شخصٌ ما

يُدعى ابن محمد

تركَ الرأسَ هنا والأطرافَ

ولف القلبَ

وغادرني

أو أبحث عنه

أم أبقى منتظراً

يبحثُ عني"

امتدت تجربة موفق الى سنين ناهزت نحو ستة عقود، وهي تقف في مقدمة التجارب الشعرية الحديثة في العراق، وقد جعل موفق من الشعر أن يتلبس كل الأشياء، فتناول هموم الإنسان وشجون الحياة، جعلته من أبرز شعراء العراق المؤثرين على القراء، إذ تمثلت انجازاته الشعرية في نصوص منبعثة من القلب، استطاعت أن تسافر بالإبداع الخلاق الى ما وراء شواهد العين، متجاوزة الظاهر الى الباطن، ونافذة بعين المخيلة عبر ما هو كائن في المرئي الى ما هو قار في بواطن الأشياء من اللامرئيات، دون الانفصال عن الواقع والتنكر له، فبانت المعاني على سطح النص تارة، وتوغلت المداليل في الرمزية تارة أخرى.

أنشغل موفق بالمكان، وصارت الحلة هاجسه الدائم، بوصفها جذر تاريخي عميق، كان موصولاً بمخيلته، فسعى الى توظيفه على مستوى التصريح والترميز، والمكان بكل مفرداته، هو الرحم.. حاضن الوجود.. بيت الطفولة.. مكان الألفة.. الفضاء الاجتماعي.. أولى عتبات الذاكرة، ومركز تكييف الخيال على حد قول باشلار. وأخذت الحلة حظاً وافراً في انثيالاته الوجدانية، تلامس مخيلته، بل تخضع لرغبات محترفه الإبداعي، وتستجيب لغوايته الرامية نحو استنطاقها، ويفتتح الكثير من النوافذ ما بين الأزمنة، وبذا فأن الصورة المكانية في نصوصه باتت تحتضن الماضي والحاضر.

تميزت تجربة موفق الشعرية بكونها تنادي بالحرية والعدالة وكرامة الإنسان، يتكثف فيها الوجع العراقي المعتق بالمرارة، تتفجر شعراً يشبه الجمر، ومثلما تثير الاندهاش، فأنها ترتقي بالذائقة، حيث يسيح الجمال متعالياً من بين سطورها، وباختصار أنها تجربة منحازة لليسار، وقد جعل من الشعر وسيلته لقول كل شيء، مواجها احتدام الأحداث وتفاصيلها برؤية جمالية وإنسانية ملموسة، وصاغ بالحروف والكلمات عدداً من القصائد الدافقة بمعاني الانتماء للوطن، غنى للمطرقة والمنجل، وشد من أزر نضالات شغيلة اليد والفكر، وتجلت جسارته وطبيعته الثائرة والمشاكسة في منجزه الذي لفت الأنظار، وأدعوكم هنا الى تأمل جرأته بما جاء في مقدمة قصيدته المعنونة (حصار) التي قرأها منتصف السبعينيات في قاعة اتحاد الأدباء ببغداد، حينها تعالى صوت الشاعر وهو يعبر عن احتجاجه وما يعتمل في دواخله من مشاعر حول تصفية صديقه الراحل (حميد الصكر) مدرس اللغة العربية الشيوعي، قائلاً: "يمكن أن تحرق رأسَ شيوعيٍ بالنار، لكن لا يمكن أن تحرقَ في هذا الرأس الأفكار".

كان يُسطر إبداعاته بنزيف الروح فوق بياضات الورق، وغالباً ما تأسره نشوة البوح والتصريح، متفوقة على سياقات التلميح، وتنطلق الاختلاجات من وجدان متيقظ، مقترنة برغبة على التمرد، فيركب مغامرة عبور الخطوط الحمراء، وليكن الطوفان، لا يبالي صاحبنا بما يأتي وراء فحيح الأفاعي من سموم. هكذا عاش.. وهكذا تفنن.. وهكذا قال كلمته ومضى.. ولا أجد غضاضةً في القول: أن مشواره الإبداعي كان مصداقاً يجسد مقولة الشاعر أدونيس، ومفادها: عش ألقاً، وابتكر قصيدة.. ‏وامضِ.. ‏زد سعة الأرض.

ــــــــــــــــــــــ

كلمة ألقاها الكاتب في حفل الاستذكار للشاعر الراحل، الذي أقامته محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الحلة.

****************************************

مما قالَهُ التمثالْ

حيدر الخفاجي

وقفَ الشاعرُ في الشارعِ

ينظرُ للناسِ يناديهُمْ

لكنْ.. لا احدَ يسمعُهُ

فيردُّ عليهْ

حاولَ انْ يتحركَ

ويشيرَ الى الناسِ بكفيهْ

مرَّ الناسُ وقالوا:

كيفَ لتمثالٍ  أنْ يملأ ارضَ الحلةِ

دمعاً منْ عينيهْ

وقفَ الشاعرُ في الشارعِ

صاحْ

مَنْ قالَ بأنّي تمثالٌ لا روحْ

انّي احرسُ شطَّ الحلَّةِ

طولَ الليلِ

سلاحيَ شِعرٌ مِنْ قلبي المجروحْ

كلَّ مساءٍ

يلتمُّ بقربي الناسْ

وانا كلَّ  مساءٍ (انخي) (العباس)

واقولُ لهُ :

إنّي قدْ جِئتُ افتِّشُ عنْ ولدي

لا احملُ الا صورتَهُ بيدي اليُمنى

والوِّحُ باليسرى بالاسْ

كانَ لهُ عينا طفلٍ

روحُ نبيْ

كانَ وسيماً لا يشبهُ ايَّ صبيْ

تعرفُهُ حينَ تراهُ تُحيطُ بهِ ادعيةُ

الامَّ ليحفَظَهَ اللهُ مِنَ الأمنِ

ومنْ شرِّ الوسواسِ الخنّاسْ

ها أنذا قدْ جئتُ واحمِلُ

كلَّ دموعِ ثكالى وطنٍ يحكمُهُ..

ممنْ يحكمُ..

ومنْ يسمحُ بالقتلِ

ويزجُّ بمَنْ سُرِقوا في السجنِ

والسارِقُ يُصبحُ مأمورَ الحُراسْ

كلَّ مساءٍ حينَ ارى ابناءَ الحلةِ

يمشونَ على ارصِفةِ تملؤُها (التِربانْ)

منتظرينَ المُنقذَ

كيْ يطرُدَ عنّا (شعيطَ) معَ (معيطْ)

ومنْ يتحالفُ في السرِّ معَ الشيطانْ

ارفعُ رأسيَ للهِ أصيحْ

كيفَ انتشرتْ بينَ شوارعِنا الجُرذانْ

واحاولُ أنْ اطلقَ ساقيَّ الى الريحْ

اركضُ في الطرقاتْ

لكنْ اتذكرُ إنّي تمثالٌ

يبحثُ عنْ ابن مفقودْ

ماتَ وان ما ماتَ

هل حقاً سيعودْ

اصرخُ في الناسِ بأني لستُ بتمثالْ

فانا جلدي

مِنْ تمر البرحيةِ

مخلوطٌ بالدمعِ  النازلِ

 مِنْ عيني أمّي

معجونٌ بدمِ الشهداءْ

اني تمثالٌ يتكلمُ لغةً

 لا يعرفُها الّا الفقراءْ

اصرخُ بالجسرِ الاسيانِ وبالجندولْ

 اصرخُ يا رجلَ..

ويا رجُلَ الدولةِ

يا مسؤولْ

هلْ فيكمُ منْ يعرفُ عنواناً

اعثرُ فيهِ على ولدي المقتولْ

انّي علَّمتُ وربّيتُ

وبعتُ منَ العوَزِ الشايْ

لكنْ

 لمْ اطلبْ شيئاً

 الّا أنْ اسمعَ  في نعشي

(سعدي الحلي) و الناي

انّي غادرتُ الحلةَ

لكنْ ما زلتُ بكلِّ شوارعِها

اتجولُ لمْ تتعبْ قدمايْ

يامنْ جئتمْ لتقولوا لي

انَّكَ باقٍ لمْ ترحَلْ

اني اليومَ اقولُ لكمْ  

الحلةُ لنْ تصبحَ اجملْ

الّا بزوالِ الطغيانْ

ورحيلِ جميعِ الغربانْ

حتى يبقى البلبلُ يسكرُ مِنْ أكلِ التينِ  منَ البُستانْ

وقف الشارعُ للشاعرِ

محمولاً فوقَ الاكتافَ

فبكى الناسُ جميعاً

لمْ ينزلْ دمعٌ

لكنْ

 امتلأت كلُّ الحلةِ بالأصداف

ــــــــــــــــــــــ

ألقاها الشاعر في حفل الاستذكار للشاعر الراحل، والذي أقامته محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الحلة.

**********************************************

غزل حلي

موفق محمد

أرجو ان لا يخاف أحد

ها أنا أحب الحلة

فما زلت جنيناً في رحمها

أسمع صوت أمي

في هسهسة الخبز

وفي نهرها الهادر بالحمام

هذا النهر الذي مد ذراعيه وسحبني

برفق من رحمها

وخبأني وأراني ما في قلبه من تيجان

وكنوز

ولفّني في سورته

حيث يفور الصبر

وتلبس الأمواج عباءات الثكالى

وتسير بخطا وئيدة

فترتبك النوارس فوقها صارخة

يا نهر أنّى لك هذا السواد؟

أنا أحب الحلة

أعشق رقتها التي تفوح برائحة العنبر

وحليب أمي وهي ترضع آخر العنقود

واعتذر…أحبّ جسرها القديم

على العتبة قد طار منها

فاين هو الان..

ــــــــــــــــــــــ

مقتطف من القصيدة

*************************************************

الصفحة الثامنة

الكيان الصهيوني ينفق 5 مليارات دولار في حربه ضد ايران نواب أمريكيون ينتقدون هجمات ترامب ويدعون لعزله

متابعة – طريق الشعب

شنت طهران، أمس، 4 هجمات صاروخية ردا على عدوان تل أبيب المتواصل، فيما تعهد قائد الجيش الإيراني برد قوى على هجمات الولايات المتحدة التي تواصل دعم الصهاينة.

وبعد الهجمات على المفاعل النووي الإيراني، ادعى مسؤولون في إسرائيل، وجود مساع إلى إنهاء المواجهة، حال قررت طهران ذلك، لكن تصريحات أخرى قالها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بانه سيواصل الحرب!

خسائر الاحتلال

وأنفقت إسرائيل، خلال أسبوع قرابة 5 مليارات دولار، في حربها ضد الشعب الإيراني وفق تقرير لموقع "فايننشال إكسبرس".

وحسب التقرير، شكّلت العمليات الهجومية الحصة الكبرى من الإنفاق اليومي بنحو 593 مليون دولار، في حين بلغت تكاليف الإجراءات الدفاعية، بما فيها اعتراض الصواريخ والتعبئة العسكرية، نحو 132 مليون دولار يوميا.

وتقدّر صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن كلفة اعتراض الصواريخ الإيرانية فقط تتراوح بين 10 ملايين دولار إلى 200 مليون دولار يوميا، ما يجعلها أحد البنود الأكثر استنزافا للميزانية.

وقالت شركة إسرائيلية تتابع حركة الشراء بواسطة بطاقات الاعتماد، إن حجم المشتريات بالبطاقات، انخفض بنسبة تلامس 27 بالمائة، مقارنة بحجم المشتريات في الأسبوع الذي سبقه.

وقف القتال والعود للمفاوضات

وخلال الاجتماع الطارئ لمجلس الامن، الذي دعت له طهران، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية يمثل تحولا خطيرًا. وأضاف "يجب أن نتحرك - بشكل فوري وحاسم- لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات جادة ومستدامة بشأن البرنامج النووي الإيراني".

وقد أدانت روسيا والصين الضربات الأميركية، لكن المندوبة الأميركية بالوكالة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا قالت للمجلس إن الوقت قد حان لواشنطن لاتخاذ إجراءات حاسمة، وحثت مجلس الأمن على دعوة إيران إلى إنهاء ما وصفته بسعيها لمحو إسرائيل ووقف طموحها للحصول على أسلحة نووية.

من جانبه، استذكر المندوب الروسي، مداخلة وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول في مجلس الأمن عام 2003، حين قدم مبررات لغزو العراق بناءً على مزاعم امتلاك النظام الدكتاتوري الصدامي أسلحة دمار شامل. وقال: "مرة أخرى يُطلب منا تصديق القصص الخيالية الأميركية، لإلحاق المعاناة مرة أخرى بملايين الأشخاص في الشرق الأوسط. هذا يعزز قناعتنا بأن التاريخ لم يُعلّم زملاءنا الأميركيين شيئًا"، وفق تعبيره.

تدمير الدبلوماسية

فيما أكد مندوب إيران في الاجتماع، أن" إسرائيل والولايات المتحدة دمرتا الدبلوماسية، وقال إن جميع الاتهامات الأميركية لا أساس لها، وإن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية "تم التلاعب بها وتحويلها إلى أداة سياسية".

ولفت إلى أن إيران ستحدد توقيت وطبيعة وحجم الرد المناسب على الهجمات الأميركية التي استهدفت مواقعها النووية، وطلب من مجلس الأمن "التصرف بشكل حاسم والتنديد بهذا العدوان وإلا سيكون متواطئا"

وتابع: "الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى جانب إسرائيل والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مسؤولون بشكل كامل عن مقتل المدنيين الأبرياء في إيران، لا سيما النساء والأطفال، وعن تدمير البنية التحتية الحيوية".

تصريحات أمريكية متناقضة

وبعد الهجوم على المنشئات النووية أصر ترامب على انه جرى تدميرها بالكامل، رغم تصريحات مسؤولين أمريكيين، بأنها تعرضت لأضرار، وأوضح ترامب أن "أكبر الأضرار كانت تحت الأرض، وأن الهجمات كانت دقيقة للغاية". فيما صرح مسؤول أمريكي رفيع المستوى لصحيفة نيويورك تايمز، أن الهجوم لم يدمر منشأة فوردو النووية لكنه ألحق بها أضراراً جسيمة بها.

ورداً على ذلك، أكد علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني أن "بلاده لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب رغم الهجمات الأميركية على ثلاثة مواقع نووية".

انتهاك الدستور

وتعرض قرار ترامب بشن هجمات على إيران لانتقادات حادة من عدد من أعضاء الكونغرس، الذين اعتبروا أن القرار ينتهك الدستور لغياب تفويض مسبق من الهيئة التشريعية، فيما طالب نواب من الحزب الديمقراطي بعزله.

ووصف السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، قرار ترامب بأنه "انتهاك صارخ للدستور". وقال في تجمع جماهيري: "كما تعلمون جميعًا، الجهة الوحيدة التي تملك صلاحية إعلان الحرب هي الكونغرس، ولا يحق للرئيس القيام بذلك بشكل منفرد".

فيما انتقد نواب آخرون من الحزب الجمهوري هذا القرار، رغم دعم الآخرين له، وكان من المعترضين النائب توماس ماسي بالقول: إن الهجوم "غير دستوري". كما قال النائب وورين ديفيدسون في منشور آخر: "رغم أن قرار الرئيس ترامب قد يكون عادلًا، إلا أنه من الصعب تبريره دستوريًا".

*******************************************

أحزاب شيوعية تدين العدوان على الشعب الايراني

بغداد – طريق الشعب

دان حزبا توده الإيراني والشعب الفلسطيني والحزب الشيوعي المصري، في بيانات منفصلة حصلت عليها "طريق الشعب"، الاعتداء الأمريكي على الشعب الإيراني وشن هجوم غير مبرر على المفاعلات النووية.

انتهاك صارخ للقانون الدولي

وقالت اللجنة المركزية لحزب توده الإيراني، إن "هذا العدوان يعدُ انتهاكاً صارخاً وجلياً للقانون الدولي وعدواناً على سيادة إيران وسلامة أراضيها". وأكد البيان، ان الحزب يرفض أي عدوان يهدف إلى تقسيم إيران وتنصيب جماعات لا تنبع من إرادة الشعب وتعمل في إطار مصالح القوى الأجنبية.

ودعا الحزب القوى التقدمية في البلاد إلى التكاتف والعمل ضد المؤامرات الإمبريالية الأمريكية وحكومة نتنياهو الإجرامي، وعدم السماح لهم بتحديد مصير البلد، وشدد على حشد الرأي العام العالمي لمواجهة خطر اندلاع حرب مدمرة أخرى في منطقة الشرق الأوسط.

حزب الشعب الفلسطيني

من جانبه، أعرب حزب الشعب الفلسطيني عن إدانته العدوان الحربي الذي شنته الولايات المتحدة على الشعب الإيراني بالتنسيق مع حكومة اليمين المتطرف الصهيونية.

ودعا الحزب الشعوب في المنطقة العربية وقواها السياسية إلى تعزيز وحدتها وتفعيل طاقاتها كافة، والتصدي لسياسة البلطجة والعربدة الأمريكية – الاسرائيلية وحلفائها، مشدداً على أن "للشعب الإيراني الحق في الدفاع عن نفسه ومصالحه الوطنية"، وجدد دعوته لممارسة كل الضغوط الممكنة من أجل الوقف الفوري للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه الوطنية.

الحزب الشيوعي المصري

ودان الحزب الشيوعي المصري بشدة العدوان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة على الشعب الإيراني. وقال الحزب في بيانه، "لقد ظهرت النتائج الكارثية لمخططات ترامب في تصفية القضية الفلسطينية بتهجير أبناء غزة والضفة ومحاولاته تتويج الكيان الصهيوني كقوة اقليمية كبرى وحيدة في المنطقة العربية".

وأشار الحزب إلى أن "ما حدث من عدوان صهيوني غاشم انما تستتبعه بالضرورة مواجهة القوى التي تعترض مساره، وفي القلب منها مصر".

ووجه البيان التحية إلى القوى التي تساند الشعب الإيراني وتقف في وجه المخططات الصهيونية والأمريكية، التي تسعى إلى منع تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

*****************************************************

إسبانيا تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل رصاص الاحتلال يصطاد الجوعى في غزة

غزة - وكالات

في ظل المجاعة المتفاقمة التي تضرب قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون خطر الموت يوميا أثناء محاولاتهم الحصول على مساعدات غذائية محدودة تدخل إلى القطاع المحاصر.

وتدفع الظروف الإنسانية الكارثية آلاف السكان إلى التجمهر في مناطق دخول المساعدات، وسط قصف مستمر وحصار خانق، ما يجعل من البحث عن الغذاء مغامرة محفوفة بالموت، وبحسب الشهادات، كثيرا ما تتحول هذه اللحظات إلى كابوس، إذ يفتح الجيش الإسرائيلي النار لتفريق التجمعات، ما يسفر عن سقوط الشهداء وجرحى.

وفي إطار المساعي إلى محاصرة حكومة اليمين المتطرف الصهيونية، دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الاتحاد الأوروبي إلى التحلي بالشجاعة في فرض عقوبات على إسرائيل.

وفي حديث للصحفيين قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل، أمس، أوضح ألباريس بأنه سيطالب نظراءه بتعليق اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي فورا، وفرض حظر على الأسلحة وعقوبات فردية على المسؤولين.

ولفت ألباريس إلى أنه سيطلب من نظرائه في الاجتماع "التحلي بالشجاعة في فرض عقوبات على إسرائيل".

**********************************************

{دخلنا مرحلة المواجهة النشطة} مدير كلية دفاع الناتو يحذر من حرب عالمية

متابعة – طريق الشعب

قال مدير مؤسسة كلية دفاع الناتو أليساندرو بوليتي، "لقد دخلنا فعليا مرحلة المواجهة النشطة التي تمس أمن الممرات البحرية.. والخطر الأكبر هو استخدام الألغام البحرية لخلق شلل في الأسواق أو شن هجمات بزوارق الحرس الثوري على سفن تجارية وناقلات نفط"

وذكر بوليتي انه ليس من مصلحة إيران إغلاق مضيق هرمز حالياً، كونها تصدر الكثير إلى الصين، لافتا إلى أن الناتو سيتدخل فقط لتأمين الممرات البحرية بناءً على تفويض من الأمم المتحدة.

وبخصوص الوضع الاقتصادي العالمي الراهن، قال: انه "يقترب من نهاية فترة صلاحياته بالنسبة إلى المجتمع الدولي ككل" لافتا إلى أن الخطر "يكمن في مواجهة هيمنة محتملة بين الصين والولايات المتحدة في المحيط الهادئ وقد تشعل حربا عالمية واحتمال أن يجد البلدان صيغة شراكة تثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل العولمة".

وبخصوص الحرب الجارية بين طهران والاحتلال الإسرائيلي، ذكر مدير مؤسسة كلية دفاع الناتو، أن هذا "التهديد لم يعد نظريا، لقد دخلنا فعليا مرحلة المواجهة النشطة التي تمس أمن الممرات البحرية". وفي ما يتعلق بأسوأ سيناريو ممكن بالنسبة للحلف على خلفية تأثير الحرب على تدفقات التجارة العالمية، قال بوليتي: "يأخذ الناتو على محمل الجد مسألة تأمين إمدادات الطاقة وغيرها من المواد الاستراتيجية، لكنه لا يمتلك سياسة طاقة متكاملة".

*****************************************

متحدون من أجل غزة.. عشرات الآلاف يتظاهرون في برلين ضد جرائم الإبادة

رشيد غويلب

بعد عامين من الحرب على غزة، خرج عشرات الآلاف إلى شوارع برلين، السبت الفائت، تحت شعار "متحدون من أجل غزة".  ووصفت التظاهرة بأنها الأكبر حتى الآن ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة، والمساعدات التي تقدمها ألمانيا له. وتمت التعبئة للتظاهر في جميع انحاء البلاد. وأفاد المنظمون بمشاركة 50 ألف متظاهر، بينما أحصت الشرطة كالعادة 12 ألفًا فقط. وتميزت التظاهرة بمشاركة حزب اليسار الألماني في التظاهر، بعد قرار لقيادة الحزب في اجتماعها الأخير. وسينظم الحزب تظاهرة أخرى في تموز المقبل.  وقد تعرض تجمع التظاهرة الختامي لعنف الشرطة، واعتُقل قرابة 50 متظاهرًا.

تجمع المتظاهرون في ساحة الجمهورية في المنطقة المقابلة لمبنى البرلمان الاتحادي. وتميزت التظاهرة بانتشار الأعلام الفلسطينية فيها. وكذلك الأعلام الحمراء التي تحمل شعارات مختلفة.، وارتداء معظمهم المتظاهرين ملابس حمراء.

جاءت التظاهرة على إثر مبادرة من مواطنين فلسطينيين من غزة والضفة الغربية (عابد وأمين). وجاء في بيانهما الصحفي: "نحن صوتان فلسطينيان من غزة والضفة الغربية، يجمعنا الألم والمعرفة والمسؤولية للتحدث بصوت عالٍ عندما يصمت الآخرون".  وانضمت العديد من المنظمات إلى هذه الدعوة. نُظمت التظاهرة بشكل رئيسي من قِبل الجالية الفلسطينية. ودعمتها قوى عديدة: حزب اليسار، الحزب الشيوعي الألماني، ومجموعات ماركسية مناهضة للفاشية، وحركة حماية المناخ ومنظمات المجتمع المدني.. يقول أمين، صاحب المبادرة: "لقد اسعدتنا الاستجابة الإيجابية لتظاهرتنا".

منصة للتضامن

يهدف تحالف "متحدون من أجل غزة" إلى "إنشاء منصة اجتماعية واسعة النطاق لتوجيه رسالة إنسانية قوية ضد الإبادة الجماعية والتهجير وتواطؤ الدولة الألمانية. ومن جملة مطالب التحالف، إنهاء الدعم الألماني الفوري لـ "الإبادة الجماعية والفصل العنصري والاحتلال"، و"احترام القانون الدولي والإجراءات القانونية الدولية"، وإلغاء تجريم الأصوات والرموز والاحتجاجات الفلسطينية.

أندرياس، الذي لا يريد نشر اسمه الكامل، والمشارك في التظاهرة مع أطفاله، يقول: "نتظاهر هنا مع العديد من الذين تضررت عائلاتهم من الإبادة الجماعية". ويضيف ساخرًا إن حجم التظاهرة كبير بما يكفي بحيث لا تستطيع الشرطة ضرب الناس عشوائيًا. " ويشير إلى الحواجز التي تُحيط بساحة الجمهورية بأكملها. "عليك تسلق البنية التحتية لمكافحة الشغب للوصول إلى التظاهرة". وان: "هناك معاملة استثنائية من الشرطة للتظاهرات المؤيدة لفلسطين".

قلق ونقد

في الأسبوع الماضي، أعرب مفوض حقوق الإنسان في المجلس الأوروبي، مايكل أوفلاهيرتي، عن قلقه إزاء تصرفات السلطات الألمانية خلال التظاهرات المناهضة لحرب غزة. وفي رسالة إلى وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبريندت (الحزب المسيحي الاجتماعي)، انتقد القيود المفروضة على حرية التجمع وحرية التعبير خلال الاحتجاجات. وفي إشارة رئيسية إلى أحداث برلين السابقة، انتقد حظر حرية التعبير خلال التظاهرات، والعنف المفرط من جانب الشرطة، وحظر التظاهرات. ودعا أوفلاهيرتي الحكومة الألمانية إلى الامتناع عن أي إجراءات تمييزية ضد الأفراد بناءً على آرائهم السياسية أو دينهم أو جنسيتهم أو وضعهم كمهاجرين.

وادعت الشرطة في تقاريرها المسائية، أن عدة جرائم ارتكبت في التجمع الختامي للتظاهرة، تضمنت أعمال عنف، ودعاية محضورة، بما في ذلك اعتداءات على منتسبي الشرطة. وخلال أكثر من 50 عملية اعتقال، استلزم بعضها استخدام القوة، مما أدى إلى نقل عدد من المصابين إلى المستشفيات. وانتشرت مقاطع فيديو لعملية اعتقال وحشية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فقد المعتقل وعيه.

قال منظمو التظاهرة، إنها تعرضت لمضايقات مسبقة. ومن بين أمور أخرى، مُنع أمين، أحد منظميها، من المشاركة. نجح في رفع دعوى قضائية، لكن في نهاية التظاهرة أُلقي القبض عليه، وهو مثال لا يُحصى على تجريم التضامن مع فلسطين في ألمانيا. مع ذلك، كان عنف الشرطة هذه المرة أقل بشكل ملحوظ مقارنةً بالتظاهرات السابقة.

ووصف المتحدثة باسم التحالف، التظاهرة بأنها "نجاح باهر"، وأنها كانت بلا شك واحدة من أكبر التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين منذ عام 2023. وأضافت: "لقد نجحنا في نقل المقاومة ضد الإبادة الجماعية، وضد الفصل العنصري، والاحتلال، وسرقة الأراضي إلى الشوارع وكسر حاجز الصمت".

أهمية التظاهرة

على الرغم من إصرار حكومة يمين الوسط الحالية على موقفها الداعم بلا حدود لدولة الاحتلال.  لكن التظاهرة تشكل بداية، لاحتجاجات مرئية. وهذا أمر بالغ الأهمية أيضًا لأن ألمانيا هي ثاني أكبر داعم لإسرائيل، ويمكن لتغيير موقفها أن يُحدث فرقًا.

بالمقابل عادت وسائل الإعلام الأكثر يمينية لتتهم المتظاهرين بمعاداة السامية. لكن هذا ليس مفاجئًا، لان مؤسسات الإعلام السائدة في ألمانيا، مهتمة جدا بدعم ترامب ونتنياهو في خططهما لإعادة تنظيم الشرق الأوسط.

وعلى قوى اليسار التي اشتركت هذه المرة بقوة، أن تعزز حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني. لقد ميز المتحدثون الفلسطينيون بين الحركة الصهيونية واليهود المعارضين للاحتلال، واصفين الأخيرين بالأخوة.

********************************************

الصفحة التاسعة

ألكاراز يختار الهدوء على الاحتفال قبل عاصفة ويمبلدون

لندن ـ وكالات

بعد تتويجه بلقب بطولة كوينز يوم أمس الأول الأحد، قرر النجم الإسباني كارلوس ألكاراز الحصول على راحة لمدة يومين قبل أن يبدأ تحضيراته لبطولة ويمبلدون، ثالث البطولات الأربع الكبرى هذا الموسم. وأحرز ألكاراز لقبه الـ 21 في مسيرته الاحترافية، والرابع على الملاعب العشبية، بعد فوزه في المباراة النهائية على التشيكي ييري ليهيتشكا، ليؤكد مجددًا تفوقه على هذا النوع من الأرضيات. ورداً على سؤال حول إمكانية العودة إلى جزيرة إيبيزا للاحتفال، أجاب ألكاراز مازحاً: "كنت أتمنى ذلك"، لكنه أوضح أن خطته الحالية تقضي بالبقاء في لندن، كما فعل في العامين الماضيين، للاستمتاع بأجواء المدينة خلال فترة الراحة. وسيقضي ألكاراز اليومين المقبلين في ممارسة تمارين خفيفة مثل لعب الجولف أو التنزه في حدائق غرب لندن، دون لمس مضرب التنس حتى يوم الأربعاء المقبل، حيث سيبدأ استعداداته الرسمية لخوض ويمبلدون. ومن المنتظر أن يتعرف اللاعب الإسباني على منافسه الأول في البطولة وجدول مبارياته، خلال قرعة ويمبلدون المقررة يوم الجمعة المقبل.

***********************************************

تحديد موعد انطلاق الموسم المقبل مباريات نارية في ثُمن نهائي كأس العراق

متابعة ـ طريق الشعب

أعلنت لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم عن جدول مواجهات الدور ربع النهائي من بطولة كأس العراق للموسم 2024-2025، بمشاركة ثمانية أندية تأهلت إلى هذا الدور، وهي: الشرطة، والقوة الجوية، وزاخو، والطلبة، والميناء، والنجف، ودهوك، ونوروز.

وقد تم تحديد يوم الثامن من تموز المقبل موعداً لانطلاق مباريات ربع النهائي، حيث أسفرت القرعة عن مواجهة دهوك مع الميناء على ملعب دهوك، وزاخو مع نوروز على ملعب زاخو، والقوة الجوية مع النجف على ملعب الأول، والطلبة مع الشرطة على ملعب الشعب الدولي.

وأكد مدير المكتب الإعلامي لدوري نجوم العراق، حسين الخرسان، أن قرعة الدور ربع النهائي جرت بشفافية عالية ونالت رضا ممثلي الأندية المشاركة، مشيراً إلى أن الاتحاد العراقي لكرة القدم يسعى لمنح بطولة الكأس اهتماماً جماهيرياً وإعلامياً واسعاً، كونها البطولة الثانية من حيث الأهمية بعد دوري نجوم العراق.

وأوضح الخرسان أن القرعة تضمنت تحديد ملاعب مباريات ربع النهائي ونصف النهائي، فيما سيتم لاحقاً تحديد ملعب المباراة النهائية من قبل لجنة المسابقات والاتحاد، مبيناً أن العمل الكبير الذي قدمته اللجنة خلال الموسم الحالي كان واضحاً بالأرقام والإحصاءات، وهو جهد مضنٍ يعكس الجدية والحرص على تطوير الكرة العراقية.

وأضاف أن التعاون مع الشركاء، خصوصاً رابطة "لاليغا" الإسبانية، أسهم في تعزيز هذا التوجه، مشدداً على أن ما تحقق في دوري الفئات العمرية ومشروع "الحلم" يستحق المزيد من الإنصاف وتسليط الضوء الإعلامي، كونه يمثل خطوة مهمة نحو مستقبل مشرق للكرة العراقية. ويُذكر أن فريق الزوراء هو أكثر الأندية تتويجاً بلقب كأس العراق، برصيد 16 لقباً.

وفي سياق آخر، أعلنت لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم عن مواعيد انطلاق وختام دوري نجوم العراق والدوري العراقي الممتاز ودوري الدرجة الأولى، إلى جانب فترات تسجيل وانتقالات اللاعبين المحليين والأجانب للموسم الكروي 2025-2026. ومن المقرر أن ينطلق دوري نجوم العراق في 12 أيلول 2025 وينتهي في 1 حزيران 2026، فيما ينطلق الدوري الممتاز في 20 أيلول 2025 وينتهي في 25 حزيران 2026.

أما فترات الانتقالات فقد حُددت على النحو التالي: الانتقالات الصيفية تبدأ من 20 تموز 2025 وتستمر حتى 20 أيلول 2025، في حين تبدأ الانتقالات الشتوية من 5 كانون الثاني 2026 وحتى 5 شباط 2026. وبالنسبة لدوري الدرجة الأولى، فينطلق في 17 تشرين الثاني 2025 ويختتم في 15 أيار 2026، وقد تم تحديد فترتين لانتقالات اللاعبين الأجانب والمحليين، الأولى صيفية من 20 تموز إلى 20 أيلول 2025، والثانية شتوية من 5 كانون الثاني إلى 5 شباط 2026. أما اللاعبون العراقيون المحليون فتُفتح لهم نافذة الانتقالات الصيفية من 2 أيلول إلى 20 تشرين الأول 2025، والشتوية من 5 كانون الثاني إلى 5 شباط 2026.

*********************************************

القوة الجوية يدخل سوق الانتقالات بقوة ويستهدف استعادة أيمن حسين وبايش

متابعة ـ طريق الشعب

بدأ نادي القوة الجوية العراقي تحركاته المبكرة في سوق الانتقالات الصيفية، التي تنطلق رسميًا في 20 تموز المقبل وتستمر حتى 20 أيلول، وذلك استعدادًا للموسم الجديد الذي يأمل فيه النادي استعادة بريقه والعودة إلى منصات التتويج بعد غياب دام أربع سنوات.

وأكد عضو إدارة النادي، علي منصور، أن إدارة الصقور دخلت في مفاوضات جدية مع عدد من اللاعبين المحليين والمحترفين، على رأسهم مهاجم المنتخب العراقي أيمن حسين، في محاولة لإعادته إلى صفوف الفريق. وقال منصور: "أيمن حسين كان متواجدًا أمس في أروقة النادي، والمفاوضات تسير بشكل ممتاز، ونحن حريصون على استعادته لما يمتلكه من قيمة فنية كبيرة، كما أن رغبة اللاعب واضحة في العودة".

وأضاف منصور أن الإدارة تضع أيضًا اللاعب إبراهيم بايش ضمن أولوياتها، رغم استمرار عقده مع نادي الرياض السعودي، مشيرًا إلى وجود بوادر إيجابية قد تفضي إلى صيغة تسمح بعودته إلى كتيبة الصقور، لا سيما أنه سبق وأن شكل ثنائيًا ناجحًا مع أيمن حسين في مواسم سابقة.

وفي إطار سعيه لإعادة بناء الفريق، أوضح منصور أن الإدارة تتفاوض مع عدد من وكلاء اللاعبين لجلب محترفين بمستوى عالٍ يليقون بتاريخ وإنجازات النادي، مضيفًا: "نعمل بجدية ونعد جماهيرنا بأخبار سارة قريبًا، فقط نطلب منهم التريث والثقة".

ويُذكر أن نادي القوة الجوية لم يتوج بلقب دوري نجوم العراق منذ موسم 2020-2021، حيث فقد الكثير من نجومه في المواسم الأخيرة، ما أثر على أدائه وموقعه التنافسي. وتسعى الإدارة الحالية إلى إعادة بناء الفريق وتهيئته ليكون منافسًا قوياً على جميع البطولات في الموسم المقبل.

**********************************************

منتخبا الناشئين والشباب للدراجات يواصلان التحضيرات للاستحقاقات المقبلة

متابعة ـ طريق الشعب

يواصل منتخبا الناشئين والشباب العراقيين للدراجات الهوائية معسكرهما التدريبي المكثف في محافظة حلبجة، استعداداً للاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها البطولة العربية للدراجات التي ستحتضنها محافظة السليمانية في شهر تشرين الأول المقبل، ودورة الألعاب الآسيوية للشباب التي تستضيفها مملكة البحرين في الشهر ذاته.

ويجري المعسكر تحت إشراف المدير الفني الإيراني محمد رضا رجبلو، والمدرب طارق سعيد عبد الرحمن، ويهدف إلى رفع الجاهزية البدنية والفنية للاعبين قبيل دخول المنافسات القارية والعربية.

وأوضح رئيس الاتحاد العراقي للدراجات، علي حميد، في بيان أمس الاثنين، أن "المعسكر الحالي سيستمر حتى الأول من تموز المقبل، على أن يعقبه معسكر ثانٍ في حلبجة أيضاً خلال الفترة من السابع وحتى الثاني والعشرين من الشهر ذاته"، مشيراً إلى أن "البطولة العربية ستقام في السليمانية بين 2 و13 تشرين الأول المقبل، في حين تنطلق دورة الألعاب الآسيوية في البحرين اعتباراً من 22 وحتى 31 تشرين الأول".

وبيّن حميد أن منتخب الناشئين يضم اللاعبين: عمار إيهاب، علي عصام، سيف عبد الحمزة، يوسف أحمد، فريدون فرهات، أسامة إيهاب، أحمد أركان، ومصطفى صفوان، فيما يتألف منتخب الشباب من: مرتضى حيدر، صايل جنيد، ئافند هشيار، يوسف جهاد، عصام علي، محمد ربيع، وعبد الله أزهر.

وأكد حميد أن هذه المعسكرات تأتي ضمن خطة إعداد طويلة الأمد تهدف إلى تطوير مهارات اللاعبين وتقديم مستوى مشرف في المشاركات الإقليمية والدولية المقبلة.

*********************************************

وقفة رياضية.. إلى مقدمي البرامج الرياضية:

كلّنا مع المنتخب الوطني

منعم جابر

كلّنا في حملةٍ وطنيةٍ لمساندة المنتخب العراقي في مشواره التنافسي القادم، بعيدًا عن الحساسيات والتربص، قريبًا من الوطن وأبنائه. لا شك أن حلم التأهل للمرة الثانية إلى نهائيات كأس العالم ممكن وقريب، والمباريات المقبلة في الملحق الآسيوي ستكون مفصلية في مسيرة منتخبنا خلال هذه التصفيات المهمة والحساسة.

ويجب أن يكون جميع أبناء الوطن داعمين ومساندين لمنتخبنا الوطني في هذه المهمة الصعبة والشاقة، خاصة بعد ما شهدته المرحلة الماضية من إشكالات، أولها تبديل الطاقم التدريبي الإسباني الذي أشرف على المنتخب لأكثر من سنتين، بالإضافة إلى الخلافات والمشاكل داخل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم، والقلق والارتباك الذي رافق الجمهور الرياضي العراقي.

ويضاف إلى ذلك أداء بعض البرامج الرياضية وضيوفها، لذا أناشد معدّي ومقدّمي هذه البرامج بأن يتحلّوا بالموضوعية، ويبتعدوا عن افتعال المشاكل وإثارة الحساسيات بين أطراف اللعبة (الاتحاد، المدرب، واللاعبين)، لأن ذلك سيُحدث إرباكًا غير مطلوب في هذه المرحلة.

يجب أن نمارس، كإعلام، دورًا إيجابيًا عبر ما يمكن تسميته بـ "الصمت الإعلامي البنّاء"، والذي يترافق مع استذكار الإنجازات الكروية والنتائج الإيجابية التي حققها "أسود الرافدين"، بعيدًا عن إثارة الجدل مع هذا الطرف أو ذاك.

رسالتي إلى الزملاء مقدّمي البرامج وضيوفهم الكرام أن يتحلّوا بالتماسك، وأن يعكسوا مواقف إيجابية وتصرفات مسؤولة تصبّ في مصلحة منتخبنا الوطني.

في مثل هذه المنافسات الحاسمة، نقدَّم أقصى درجات الدعم والإسناد للمنتخب من قبل جمهوره وإعلامه، لأن الفريق أمام مسؤولية وطنية وتاريخية. ونحن لا نطالب أبناء الوطن أن يحققوا المستحيل أو يصنعوا المعجزات، بل أن يقدّموا أداءً طبيعيًا معتادًا منهم، خاصة وأن كرتنا العراقية سبق أن قدمت مستويات عالية، وحققت نتائج جيدة في بدايات مشوارها نحو كأس العالم.

إن مقدّمي ومعدّي البرامج الرياضية في مختلف المحطات التلفزيونية يشكّلون الخط الدفاعي الأول في مواجهة حملات المنافسين، وعليهم أن يجعلوا من هذه البرامج منبرًا للدعم والإسناد، وأن يكونوا سندًا قويًا لفريقنا الوطني وهو يخوض مبارياته الأخيرة في التصفيات، والتي نأمل أن تكون بمستوى الحدث والمسؤولية.

إن إثارة الحساسيات والمشاكل مع أي طرف لا تخدم مصلحة المنتخب الوطني، الذي يمتلك من الثقة والروح ما يؤهله لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بقوة واقتدار. كما أطالب جماهيرنا الوفية بأن تكون بمستوى الحدث، وأن تتصرف بحكمة واتزان لتعويض ما فات في التصفيات الأولية.

وعلى لاعبينا أن يكونوا على قدر المسؤولية والكفاءة، لتحقيق ما نصبوا إليه جميعاً.

*********************************************

برشلونة يُسرّع عملية تخفيض الرواتب ويدفع بعض اللاعبين إلى المغادرة

برشلونة ـ وكالات

يواصل نادي برشلونة الإسباني تحركاته الإدارية والرياضية لتقليص كتلة الرواتب في الفريق، بهدف تسجيل صفقاته الصيفية الجديدة، وعلى رأسها الحارس الشاب خوان غارسيا والاقتراب من التعاقد مع نيكو ويليامز، دون الحاجة إلى اللجوء لصفقات بيع ضخمة.

وبحسب صحيفة "موندو ديبورتيفو"، فقد قرر المدير الفني هانز فليك، بالتعاون مع المدير الرياضي ديكو، تقليص عدد قلوب الدفاع إلى أربعة فقط، ما يفرض ضرورة الاستغناء عن أحد لاعبي هذا المركز.

ومع تأكيد استمرار الثلاثي: إينيغو مارتينيز، باو كوبارسي، وإريك غارسيا – الذي يتميز بإمكانية اللعب في أكثر من مركز – تتركز الأنظار حالياً على الثنائي رونالد أراوخو وأندرياس كريستينسن لتحديد من سيرحل.

ورغم الموسم الصعب الذي مر به أراوخو بسبب الإصابات وبعض الأخطاء الدفاعية، إلا أن فليك وديكو لا يزالان يعتبرانه من أفضل المدافعين في العالم، خاصة بعد تجديد عقده حتى عام 2030، مما يقلل من احتمالات مغادرته.

في المقابل، أصبح كريستينسن المرشح الأبرز لمغادرة الفريق، بعد موسم متواضع لم يشارك فيه سوى في 6 مباريات بسبب تكرار الإصابات. ورغم اهتمام بعض الأندية السعودية بضمه، إلا أن اللاعب لا يميل حالياً لهذه الوجهة.

ويعوّل برشلونة على بيع كريستينسن، إلى جانب أسماء قابلة للتفاوض مثل مارك أندريه تير شتيغن، أنسو فاتي، باو فيكتور، بابلو توري، إيناكي بينيا، وأوريول روميو، بهدف توفير السيولة المالية الكافية لتسجيل اللاعبين الجدد.

وتبقى وضعية الحارس تير شتيغن من بين الأكثر تعقيدًا، خاصةً مع رفضه الرحيل رغم تعاقده الممتد حتى 2028، وشعوره بعدم الرضا عن طريقة التعامل معه في ظل التعاقد مع جارسيا، وهو ما يثير مخاوفه من فقدان مكانه الأساسي قبل كأس العالم 2026.

أما إيناكي بينيا، فيبدو أكثر استعداداً للرحيل هذا الصيف، بعد تجديد عقد تشيزني، رغم فشل مفاوضاته مع فالنسيا حتى الآن، لعدم وجود عرض رسمي.

وفي سياق متصل، توقفت مفاوضات إعارة أنسو فاتي إلى موناكو مؤخرًا، بسبب خلافات مالية وشروط توزيع الأرباح، لكن من المؤكد أن اللاعب سيغادر على سبيل الإعارة هذا الصيف، مع استمراره بعقد يمتد حتى 2027.

وتأتي هذه التحركات في إطار سياسة برشلونة الجديدة لتحقيق توازن مالي يسمح بتسجيل اللاعبين وتكوين فريق قادر على العودة للمنافسة على الألقاب في الموسم المقبل.

*********************************************

الصفحة العاشرة

الشيوعيون يواصلون التعريف بحزبهم ومواقفه السياسية

طريق الشعب – خاص

يواصل الشيوعيون العراقيون في بغداد والمحافظات حملاتهم الميدانية للتعريف بتاريخ حزبهم ومواقفه النضالية والسياسية ودوره البارز في الدفاع عن حقوق الشعب.

ونظم العديد من رفاق اللجان المحلية والأساسية للحزب في بغداد والمحافظات، جولات راجلة في الشوارع العامة والأسواق، وزعوا خلالها على المواطنين نسخا من فولدرات تُعرّف بتاريخ الحزب وتجربته السياسية ومواقفه الراهنة، فضلا عن نسخ من بيان اللجنة المركزية للحزب المعنون "ندين العدوان ونتضامن مع الشعب الإيراني".

 وساهمت في الجولات - كلٌ ضمن النطاق الجغرافي لعملها ونشاطها – اللجنة المحلية في مدينة الثورة، اللجنة المحلية في الرصافة الثالثة، اللجنة المحلية في الكرخ بمنظماتها في الكاظمية والحرية والشعلة والمنصور، اللجنة المحلية في ديالى بمنظماتها في بعقوبة والخالص والمقدادية وبهرز وشفتة، اللجنة المحلية في النجف واللجنة المحلية في بابل بمنظماتها في الحلة والمحاويل والمسيب والقاسم والهاشمية.

وأبدى الكثيرون من المواطنين تفاعلهم مع تلك الحملات. وأعربوا عن مساندتهم الحزب ومواقفه الوطنية، ودوره في تبني مطالب وحقوق الكادحين وسائر أبناء الشعب.   

***************************************

شيوعيو بابل يتفقدون عددا من رفاقهم

الحلة – محمد علي محيي الدين

زارت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، رفيقين في منزليهما، للاطمئنان على أوضاعهما الصحية وتقديم الدعم المعنوي لهما.

حيث زار وفد من المحلية الرفيق المناضل حسين حبيب،  الذي أجرى أخيرا عملية جراحية تكللت بالنجاح. وعبّر أعضاء الوفد عن تمنياتهم له بالشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية. بينما بدت على وجه الرفيق ملامح التأثر والامتنان، مؤكدًا أن الزيارة كان لها وقع خاص في نفسه، لما تمثله من دعم معنوي وشعور بالتقدير والانتماء.

ضم الوفد كلا من الرفاق علي عبد الزهرة، خليل يوسف، خطاب شاكر، علي الويسي وصباح ردام، الذين نقلوا للرفيق حبيب تحيات واهتمام بقية الرفاق في الحزب.

وفي إطار تلك الزيارات، توجه وفد آخر من المحلية إلى منزل الرفيق عصام فاضل داود، للاطمئنان على صحته ومساندته في ظرفه الصحي.

وقدّم أعضاء الوفد باقة ورد للرفيق، مؤكدين له أن رفاقه يتابعون حالته ويقفون إلى جانبه بروح المسؤولية والاحترام.

ضم الوفد كلاً من الرفاق علي عبد الزهرة، خليل يوسف، عماد هداوي، حسن مكي، خليل الربيعي، صباح ردام، أحمد مجيد ومصطفى حسن، الذين أعربوا عن تقديرهم الكبير لتاريخ الرفيق عصام ودوره النضالي، معتبرين زيارته واجبًا وحقًا وطنيًا ورفاقيًا.

بدوره، عبّر الرفيق عصام عن شكره العميق على هذه المبادرة النبيلة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الزيارات تمنح المريض قوة وأملاً، وتُعيد له الثقة بالرفقة الصادقة والمواقف الأصيلة.

وفي السياق، زار وفد من المحلية الرفيقين حسين علي ناصر (أبو أيار) وجعفر بربن (أبو علي)، للاطمئنان على صحتهما. حيث قدّم الوفد باقة ورد لكل منهما، متمنيا لهما دوام الصحة والعافية.

ضم الوفد كلاً من الرفاق د. علي إبراهيم، عضو المختصة الثقافية المركزية، علي عبد الزهرة، عضو محلية بابل، كاظم هادي، علي الويسي وخطاب شاكر.

إلى ذلك، زار وفد من المحلية الرفيقين خطاب شاكر (أبو عمر) وعبد السيد مهدي (أبو سامي)، للاطمئنان على صحتهما وتقديم باقتي ورد لهما، مع التمنيات بالشفاء العاجل وموفور الصحة.

**************************************

شيوعيو الكرخ يزورون الرفيق محمد حسن عبد الجبار

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ، أول أمس الأحد، الرفيق محمد حسن عبد الجبار (ابو ضياء) في منزله بحي الطوبجي، وذلك للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية المت به.

ونقل الوفد للرفيق تحيات قيادة المحلية وتمنياتها له بالشفاء العاجل. فيما أعرب هو من جانبه عن شكره وتقديره للوفد الزائر.

ضم الوفد الرفيقين ماجد مصطفى عثمان وستار جبار.

**************************************************

الصفحة الحادية عشر

أخبار ثقافية

- فن الاصغاء/ تأليف أريك فروم، ترجمة محمود منقذ الهاشمي، اصدار: دار الحوار- دمشق.

- الطبيعة البشرية والسلوك الإنساني/ تأليف جون ديوي، ترجمة محمد لبيب، اصدار المركز القومي للترجمة- القاهرة.

- احزان السنة القادمة/ مسرحية من تأليف علاء كولي، اصدار اتحاد الادباء والكتاب في العراق.

- الأرشيف، الأثر، الفن/ تأليف جاك دريدا، ترجمة إبراهيم محمود. اصدار: دار الحوار- دمشق.

- بورخيس العائد بنصوص غير منشورة. ترجمة مارلين كنعان. لويس بورخيس.. الكاتب الارجنتيني (1899- 1986)، صدر هذا الكتاب أولا عن دار غاليمار- باريس.

- الفنانة والناشطة الامريكية س. ا. باكمان، نشرت مؤخراً كتاباً في أمريكا يتحدث عن الضحايا الفلسطينيين عنوانه "فن المقاومة/ رسومات احتجاجية وشعر لفلسطين".

***********************************************

ذاكرة الصحافة الشيوعية استعادة الصحافة الحيّة

ريسان الخزعلي

في الذكرى التسعين لولادة صحافة الحزب  الشيوعي العراقي المجيد، تستعيد الذاكرة أطيافا ً من الحُلم الثوري / الثقافي، أطيافاً  تُشاكس النسيان، كونها غريزة عقلية وروحية أوجدتها ضرورات الانحياز الطبقي المبكّرة – تلك التي نمت تراكميّا ً لتكتسب حالة الثبات في التكوين الحياتي/ الوجودي. إن َّ تفتّحات الوعي التي أدركتُها وأدركتني منذُ نهاية الستينيات في القرية أولاً وفي المدينة لاحقاً – والتي أشارتني إلى صحافة الحزب -  شغلتها مفردتان كان يرددها بعض الفلّاحين، ألا وهما (اتحاد الشعب). علقت هاتان المفردتان في الذاكرة إلى أن كَشف السّر يوم انتميت إلى (اتحاد الطلبة)  في المدينة، وقد اهتديتُ إلى المعنى ودالّة المعنى. لم أطّلع على أيِّ عدد من تلك الجريدة، غيرَ أن َّ  خُلاصات التفاصيل خطفت مدركاتي، إذ عرفت أنّها جريدة الحزب الشيوعي العراقي المجيد، فكراً تقدمياً يساريّا،  وانحيازاً للطبقات المسحوقة من عمال وفلّاحين  وشغيلة الفكر والأدب وعموم الثقافة، انحيازا لهذه الطبقات من أجل وطن حر وشعب سعيد. في بداية  السبعينات، سنوات الدراسة الجامعيّة، كان الالتحام الضرورة مع: طريق الشعب، الفكر الجديد، الثقافة الجديدة. فمن خلال هذه العلامات العالية، تشجّر الوعي بالمرتكزات الأدبيّة والثقافية والانحياز الطبقي، ومعنى الوجود من أجل حياة أنقى وأبقى وأرقى. لقد وجدت ما كان ينقصني عقليّا ً وروحيّا ً وارتضيت ُ المستقر َّ الأخير ، وكم كان هاجسي أن أكون من بين كتّاب (طريق الشعب). لقد تحقق الحُلم يوم َ نشرت ْ لي أوّل قصائدي - وماتلاها - وما كان النوم ليأتيني من شدّة الفرح في ليلتها يوم ذاك. إن َّ استعادة الذكرى التسعين لولادة صحافة الحزب، ما هي إلّا استعادة الذات، بعد استعادة الذات الأهم،  ذات الحزب، وصحافته الحيّة  التي كرّست وجودها من أجل طبقات المجتمع كافة،  ومن أجل ثقافة تقدميّة ترتقي بالإنسان إلى المصافات الأعلى لكي  يتجوّهر وجوده في عالم أدركته صيحة الظلام ومخالب الرأسمالية السوداء. ومن ذاكرتي عن صحافة الحزب،  أستعيد حادثة ً طريفة ً  حصلت  معي  في عام  1974، إذ  اقتنيت  يوما ً (طريق الشعب) وجلست في مقهى أُطالع دروسي، لكنّي بدأتُ أولاً  بها كاستهلال يفتح رغبةَ المطالعة. كان قربي شخص لا حظته ُ يراقبني بسبب الجريدة، وحدست أنّه رجل ُ أمن،  دفعه ُ الفضول أن يستعير الجريدة، وحين بدء َ بتقليبها انسكب كوب الشاي على الجريدة وأتلف معظم صفحاتها، فما كان منه ُ إلّا أن يخرج من المقهى ويشتري الجريدة  من أقرب مكتبة ويُعيدها لي شاكراً بلغة ٍ غامزة. وهكذا، كان سروري طاغياً، إذا جعلت رجلَ الأمن ِيُطالع (طريق الشعب) على الرغم منهُ.ألم أقُل أن استعادة ولادة صحافة الحزب الشيوعي العراقي المجيد، ماهي إلّا استعادة الذاكرة الحيّة..؟

******************************************

«الرائحة الأولى} وعطر الشيخوخة

طلال سالم الحديثي

 

هذا الكتاب بعنوانه أعلاه الذي صدر مؤخراً عن مطبوعات اتحاد الأدباء في العراق، للناقد العراقي مؤيد جوّاد الطلال أصفه بـ "عطر الشيخوخة"، شيخوخته الآن في عمره المديد، وشيخوخته الأولى حينما دَرّسَ وألّف عن القصة العراقية في بواكير نشأتها الأولى وعن رواد كُتّاب القصة القصيرة الفنية في بواكيرهم الأولى، ولا سيّما أعمال عبد الملك نوري باحثاً من خلاله عن مسيرة القص العراقي الفني في انطلاقته الأولى، وعبر مراحله المتعاقبة.

والقص كما وصفه دكتور (سليمان عشراتي) هو فعل إنساني تعبيري، يُمسح حدثاً واقعياً أو مُتخيّلاً، يجسم من خلاله، وبواسطة القول [الملفوظ أو المكتوب] عينة لواقعة من وقائع الحياة، بأسلوب تصريحي أو تلميحي (رمزي) وفنية بسيطة، خطيّة، وفي محيط واقعي، أو بطرح تجنيحي، يخرج من منطق العليّة، ويتمسرح في جدلية مكانية زمنية أسطورية.{المصدر: الخطاب القرآني، مقاربة توصيفية، د.سليمان عشراتي، دار العراب – دمشق2012م}.

وتتبدى لقارئ "الرائحة الأولى" روح القص فيما كتب مؤلفه مؤيد الطلال، وكأنه في نصه الأدبي قاص، وقاص انغرست روح القص في نصوصه الأدبية؛ وهذا كله متأت مما رفدته إياه قراءاته الأولى والمتتابعة في التراث القصصي العراقي في صور بواكيره الأولى عند القاص محمد أحمد السيّد وامتداداً مع عبد الملك نوري وغائب طعمة فرمان وليس انتهاءً عند التكرلي، إذ درسهم كمجدّدين في أسلوب القصة العراقية.

"الرائحة الأولى" مجموعة من القصص القصيرة و النصوص الأدبية التي ساد فيها أسلوب القص والسرد الذي يُمتع القارئ من جهة ويتيح للمؤلف فرصة توصيل أهدافه الفكرية والسياسية لذهن المتلقي من جهة ثانية، بحيث تبدو كما لو أن مسافة التجنيس ما بين القصص الفنية والنصوص الأدبية شبه غائبة، إذ إنَّ (الطلال) استخدم أسلوب القص ليروي لنا رواياته وهي جزء من سيرة ذاتية تبدو غير مكتملة ومنتقاة من مراحل عمرية مختلفة، لتصدر في كتاب منفرد.

واختيار المؤلف لهذا الأسلوب؛ لم يجئ عفو الخاطر، وانما هو اختيار عمدي مقصود وجده (الطلال) مناسباً لطبيعة كتابه من زاوية كونه سيرة ذاتية في الجانب الأبرز؛ والسيرة الذاتية أقرب ما يناسبها هو الأسلوب القصصي ولذلك وجدنا (البصام)، الناقد الأدبي والتشكيلي، يكتب في سطور مقدمته للكتاب ما يلي: "هذه مجموعة من القصص والنصوص الأدبية هي بمنزلة سرد حكايات وهموم يومية يعاني منها البطل، برع في رسم كل موقف من المواقف التي أوردها الكاتب والروائي (مؤيد جوّاد الطلال)، من غير أن يجنسها أو يضعها ضمن مفهوم سردي واحد؛ إنما اتخذ من الموقف ومؤثراته الشخصية وبنى عليها حكاياته من خلال سرد يسوح ويتحدث بمختلف القضايا الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويترك لقلمه العنان في قطف ما يراه مناسباَ لتكملة الفكرة وحبكة السرد، دون أن يعنيه جنس كتابته غير أهمية البوح ليقدم نموذجاَ للسوح الداخلي في عوالم النفس ماضياً وحاضراً".

وهذا التوصيف الذي أورده (البصام) يتواءم مع الايحاء الشفيف بدءاً من اهداء المؤلف كتابه إلى (جدته صفية) التي وصفها ب"التقية النقية"؛ فمن المتداول في أدبنا الشعبي ولا سيّما أدب ((الحكايات))، وهو أدب سردي في واقعه، إذ إنَّ الجدات هن اللواتي كُنَّ يروين الحكايات للأبناء، ولعل المؤلف الطلال أراد تأكيد هذا التأويل أو الاشتقاق بإهدائه الكتاب إلى جدته، تأكيداً لهذا الدور الذي لعبته الجدات في تربيتنا في واقعها الشعبي.

في فصل الكتاب الأول الذي جاء بعنوان ((على الهوية)) يروي المؤلف، معاناة بطل قصته (مجيد) من استبدادية السلطة البوليسية ذات الأذرع الأخطبوطية التي تجهد في ايذاء الناس، ولم تعد سراً تلك الممارسات التي شاعت عبر سلوكيات حكام يتصرفون كالدمى وفق مشيئة الحاكم الفرد.

إنِّ هذا الفصل من الكتاب والفصول الأخرى التي تلته هي فيما يبدو مختارات من فصول أخرى كتبها المؤلف ولم ينشرها، وهذه الفصول مجتمعة هي سيرة حياته بتمامها، وهذا ما أستشفه في فصل ((حبّ يروي العروق ويبلّ الظمأ)) حين يقول: إنَّ الكتابة هي نوع من أنواع ما يسمى التسامي والتحرر والتصعيد والتنفيس، تعبيراً عن هذه الحالة الإنسانية.

وهناك فصل بعنوان "ثلاثة دروس من الطفولة"، يبدو أن المؤلف كتبها بتأثير اعجابه بمذكرات الشاعر نيرودا: أشهد أنني عشت، والتي قال عنها: "إنها جديرة بأن تُقرأ ألف مرة؛ لما فيها من شعر وموسيقا وفن واحساس وفكر وإبداع، اضافة إلى الحكمة والفلسفة واكتشاف جوهر الإنسان، وكل ما هو أصيل وخالد".

ثم عاد الطلال إلى صفحات طفولته الأولى ليعرضها بتفصيل وافٍ متأملاً ونابشاً في ذاكرته عن معطيات كثيرة يمكن استخلاصها، من سيرة حياته الأولى وهو في تلك السن المبكرة.

ومن الذكريات الموغلة في القدم يشير المؤلف الى فصل "الحبّ مقابل الحب" إلى الدرس الأول في مدرسة الحياة..

الدرس الذي يدرك الإنسان فيه – بوعي طفولي بسيط – إنَّ حياته مرتبطة بشكل من الأشكال بشجرة الحبّ، الحب المتبادل بين روحين، تلك الجدة النبيلة النجيبة التي كانت شجرة العطاء التي بفضلها عندما أحس المؤلف/الكاتب ( بأنه حي ومحبوب)).

ويتذكر رائحة أمه، بعد أن مرت خمسة وخمسون عاماً على تلك الرائحة الطيبة، فيما الجميع يظنون  أن رائحة أمّه طيبة كما لو كان الأمر بديهياً؟

وما بين عطرين، عطر الأمومة بخلوده في النفس البشرية، وعطر الشيخوخة في ذاكرة الإنسان، تبقى سطور هذا الكتاب وكلماته تنث نثيثها في النفس فتنتشي بما لم تألفه كثيراً في أغلب ما ينشر ويقال في أيامنا هذه؛ ولهذا يبقى لكتاب كهذا عطره الدائم على مدى الأيام.

*************************************************

قصة قصيرة END

  عبدالله المتقي - تونس

في البدء :

بقع من الضوء...

المخرجة تدخّن بشراهة...

"الكاميرا مان" يستعد..

والمارة يتابعون التصوير من بعيد بفضول ويتهامسون ...

مطار قرطاج:

بعد قليل سيلتقي بها كالعادة  ، قرب نافورة المطار (هو ذو شارب رفيع)، ومن الممكن أن تصحب الأطفال كي يلتصقوا به،* ويتشمّمونه قبل أن يصعد سيارتها الرمادية (هي ذات تسريحة خفيفة وبلون الحناء)، وهذا ما حدث،  وكان يحدث كلما عاد من غيابه. قبل أن تجتاز سيارتها الحواجزَ المؤدَّى عنها، قالت له بغنج هامسة: «أفكر في التهامك دون ملح، ثم امضغ مخّ عظامك»، وضحكت ملء فمها، واكتفى بغمزتين وابتسامة خفيفة، و.. حين فكرتْ في العشاء، اقترح سمكا وموزا، وغمزته لأنها تعرف ما يفعله السمك بهما، ناولته منديلا ورقيا، لأن الشمس شرسة هذا الصيف في العاصمة، ولأن عرَقا يتصبب من جبهته غزيرا (المكيّف قد يؤجج الألم في عنقه). في الطريق صوب الطابق الثالث بعمارة "المروج"، أوقفت السيارة أمام عربة بطيخ  ، وببهجات طفولية ستضع في فمه  قطعة حمرا، وستهمس له بفرح: «أنا بطيخة حمراء، احذر أن ترمي بذوري»، *قد يفتح الأطفال نافذة السيارة على مصراعيها، قد يتعاركون حول لعبة «البلاي ستايشن»، قد يتزاحمون بعنف، قد  يتصالحون ويتعانقون ، وقد تقف السيارة أمام العمارة ، وفي منتصف السلم تتوقف، تضع كفها على جبّتها نسيانا (أقراص منع الحمل لم تخطر على بالها).

حي الوردية:

لم ينس، ولم تنس والأطفال أن الترامواي، كاد يدهسهما دفعة واحدة، يوارون جميعا  التراب في مقبرة الوردية، و.. ينتهي المشهد بدفن جماعي، وهذا يعني أيضا  أنهما لن يحتسيا الشوربة، ولن تتحول الأسماك المشوية  في الفرن إلى زعانف وهياكل عظمية، و...سيظل «الترامواي» يأتي ويجيء بسرعة مذهلة، وكأن شيئا لم يحدث، وقد يدهس طفلا في الأيام القادمة .

خارج سكة الموت، أخبرَته أن الحياة تغار منها، وكم تعمدت أن تحولها موتاً، ثم سردت له كثيرا من ميتاتها ومرورها من تحت إبط عزرائيل ، وحدّثها أن موتا كان سيحدث في شقته خنقا، إثر تسرب الغاز الذي فطنت إليه قطته " فاتي "، التي ماءت ما يكفي، وحين لم يفق من نومه ، غرست أظافرها في وجهه ،كي يعود إلى الحياة مرعوبا وكالمخنوق.

حارس العمارة :

حين استيقظ حارس العمارة من غفوته، كانا في الشقة (خمّن أن الحارس كان نائما) وفكّرت (أن له عين الذئب) وأضافت بسخريتها اللاذع( ليشرب البحر ..).

الأطفال يقفزون ويشاغبون كالعادة  (أصابعهم تأكلهم).

الأسماك  في الفرن (تصلى نارا ذات لهب)

البطيخة قطع حمراء في  الثلاجة (كي تبرد جيدا )

علبة أقراص لتخفيف حرقة متانتها فوق الطاولة، و.. يبدو أن الأريكة الزرقاء تنظر بحنق منتصف الليل ، وشخير الأطفال.

حديقة الألعاب:

الأطفال لم يتعبوا من الألعاب..

كانت تتابعهم بحذر يتزحلقون.

و.. كان  يضع «فلتر» السيجارة في فمه ويتأمل مؤخرتها ، أقبل الأطفال ضاحكين ويركض وفي طريق العودة لا شيء في فمه، في فمها، وفي فم الأطفال، سوى «الآيس كريم»،  كل الأفواه باردة كالشتاء في السيارة، وحرارة العاصمة دوما مفرطة.

البحيرة :

البحيرة مزدحمة بالسيارات والناس،  حتى المقاهي مكتظة، نظر إليها بذهول، وقال بجفاء:

- «قيامة»

- «أنا متذمرة أكثر منك»

و.. أقبل الأطفال كي يقترحوا الهروب عن اليابسة والناس، وركبوا  القارب ، ثم اختفوا بعيدا في الماء على غير توقع (وحده لا يرى في ابتسامتها سوى فلجات أسنانها).

في شرفة الليل، قالت له:

-«تصور لو ابتلعنا ماء البحيرة  ياعزيزي».

نظر إليها مليّا وقال بامتنان:

- «ليته »

تفرسته قاطبة جبينها بغنج، ثم أضاف:

-«أحب أن نموت ارتواء، أكره العطش». ابتسمت، و.. انصرفت كي تعد القهوة، لأنها تراها مناسبة الآن.

مطعم كابيتول :

الحياة ماضية بكل جلبتها في شارع بورقيبة، كلّ من يمشي أو يجلس يحمل سره، وربما قلقه الذي يصل حتى العظم،  ووحيدان يحملان قلقهما،  بالنسبة إليها يوجعها القلق  (طليقها يضرب دوما عكازته على الأرض ، ولا يتعب من نرجسيته)، وبالنسبة إليه،  قلق حاد  في رأسه (طليقته التي كانت تملأ به فراغا يناسبها).

و.. الحاصل القصة، صعدا سلّم مطعم "كابيتول"، كي يأكلا سمكا مشويا (حكت له أن "كابيتول" كان في ملْكيّة فرنسي عجوز، وكان خاصا بالفرنسيين والمتفرنسين، وبعد الاستقلال آلت ملكيته إلى محظوظ تونسي، ولا أحد يعرف كيف مرت الصفقة).

انتهى الغداء، نزلا السلّم ، وغادرا وسط العاصمة، كي يحتسيا قهوة محمولة في سيارتها،  وينتظرا انتهاء دروس الأطفال الخصوصية (في طريق العودة تنقر على مقود السيارة بعنف، وتلعن الازدحام. أما هو فيتكور في سوق رأسه، لأنه يعرف أنها ستعود إلى هدوئها، وهي تغرس كل فلجاتها في تفاحة حمراء بعنف)

المدينة العتيقة :

أحسا بالجوع، اقترحت عليه أن يأكلا سندويشا في مطعم شعبي بمدخل المدينة العتيقة، وعدته بزياتها وهما يمضغان" السكالوب"، ولحدّ كتابة هذه القصة، ما زالت لم تفكر بعد في أن تقبض على يده اليمنى، أو اليسرى مثل ضرير، وتتسكع به في هندسة هذه الدروب القديمة.

الذي حدث... الرجل يبدو كئيبا، ويدخن بشراهة في حانة ما، يتأمل المرأة في ذاكرته وحيدة، لا... يتأملهما مندغمين في جسد واحد مثل خنثى، يفتحان نافذة الشقة، ويرتميان معا بتواطؤ مع الأطفال، الذين كانوا يتابعون المشهد بانفجار من الضحك.

END :

ينهض الرجل والمرأة من ميتتهما السينمائية، ينزل الأطفال من الشقة، تقف سيارة «جيب» خضراء، توضَع أدوات التصوير في الخلف،  ويكتظف الرجل والمرأة والأطفال في الخلف، ثم تختفي من الحي، وكانت ندفٌ من ثلج تساقط  بخفة رشيقة فوق زجاج السيارة .

*********************************************

الصفحة الثانية عشر

أكثر من 70 لوحة الحلة تحتضن معرضا تشكيليا نسويا

متابعة – طريق الشعب

احتضنت قاعة "ود" للثقافة والفنون في مدينة الحلة، أخيرا، معرضا تشكيليا نسويا بمشاركة 20 فنانة عرضن أكثر من 70 لوحة فنية تنوّعت موضوعاتها وأساليبها بين التعبيري والتجريدي والواقعي.

وحضر المعرض جمع من الفنانين والمثقفين ومتذوقي الفن التشكيلي. ورأى عدد منهم أن هذا الحدث يمثل خطوة جديدة تجاه تنشيط الحركة الفنية النسوية في بابل. كما انه يوفر للمشاركات فرصة لعرض أعمالهن في فضاء عام خارج الأطر التقليدية، ويشجع على التفكير في إقامة فعاليات مستقبلية مشابهة.

 في حديث صحفي، قالت الفنانة المشاركة في المعرض خمائل محسن، أن هذا المعرض يُعد الأول من نوعه في بابل "إذ منح فرصة لفنانات كثيرات ليعرضن نتاجاتهن أمام الجمهور"، مبينة أنها شاركت بلوحتين منجزتين وفق الأسلوبين التجريدي والتعبيري.

فيما قالت التشكيلية أسماء التميمي، أنه "شاركت بلوحتين تجريديتين تعبّران عن أفكاري الخاصة، ويمكن قراءتهما بطرق مختلفة من قبل الجمهور. وهو ما يمنح المعرض بعداً تفاعلياً".

من جانبها، أعربت الشاعرة السورية ليندا إبراهيم، التي زارت المعرض، عن إعجابها بما أبدعت فيه الفنانات البابليات، مشيرة في حديث صحفي إلى أنه "شعرت أن هناك نواة تتشكل كحركة نسوية فنية في بابل.. نون النسوة التي كنت أبحث عنها طويلا رأيتها تتجسد هنا في موضوعات وتقنيات فنية ولمسات أنثوية واضحة".

في السياق، قال عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة بابل عامر المرزوك، إن "المعرض أتاح فرصة مهمة للاطلاع على النتاج التشكيلي النسوي في بابل، من خلال مشاركات لفنانات أكاديميات وموهوبات"، مضيفا قوله إنه "من المهم أن تخرج هذه التجارب من إطارها الخاص إلى الجمهور في معارض عامة".

ورأى أن "هذا المعرض يمثّل خطوة أولى نحو حراك فني نسوي حقيقي في المحافظة".

إلى ذلك، ذكر مدير "دار ود" باسم العسماوي، أن "الفنانات المشاركات في المعرض انطلقن في تجاربهن من مواقف شخصية"، مؤكدا في حديث صحفي أن "هذا المعرض هو الأول من نوعه في بابل".

******************************************

{معهد ميرزو} للموسيقى يغرس الأمل في سنجار

سنجار - داود سليمان

وسط مدينة أنهكتها الحروب وخيّم عليها الحزن سنوات طويلة، ينهض "معهد ميرزو" للموسيقى كواحد من أبرز رموز الأمل والحياة الجديدة في سنجار.

هذا المعهد، أصبح محطة جذب لعشرات الأطفال والشباب الذين وجدوا في أنغامه متنفسًا وأداة للتعبير عن الذات. إذ أن الموسيقى، التي طالما عُدّت لغة الشعوب وأداة للتواصل الإنساني، أصبحت في سنجار اليوم وسيلةً لإعادة البناء النفسي والثقافي، بعد سنوات من الدمار والتهجير – وفقا للعديد من المتابعين.

ولا يُقدم المعهد دروسًا في العزف وحسب، بل يساهم في صناعة الوعي الفني والجمالي في مدينة تنشد الاستقرار والسلام.

في حديث لـ "طريق الشعب"، قال الفنان فلاح حسن الخانصوري، أحد أعمدة المعهد، إن "ما نقوم به اليوم هو أقل ما يمكن تقديمه لشباب سنجار. نحن هنا لخدمتهم، ولمنحهم فرصة التعبير عن مشاعرهم، وطموحاتهم، من خلال الموسيقى".

وأضاف قوله إنه "من الجميل أن ترى طفلاً يعزف على الكمان أو العود، بعد أن كان يعيش في ظل أصوات القصف والخوف. هذه هي رسالتنا، أن نعيد الحياة إلى سنجار عبر الفن"، مبينا أن "الموسيقى لغة عالمية، ونحن نحاول من خلال معهدنا توفير منصة آمنة ومحترفة لكل موهبة تبحث عن فرصة للانطلاق، ولكل طفل يحلم بأن يحمل آلة موسيقية ويعبر عن نفسه بطريقة راقية".

ويُقدم المعهد دروسًا في العزف على آلات موسيقية مختلفة، مثل العود، الكمان، الغيتار والبيانو، إضافة إلى التدريب على الغناء الكورالي وتذوق الموسيقى.

ويشهد المعهد إقبالاً متزايدًا من الفتيات أيضًا، في مشهد يُعدّ جديدًا ومشجعًا في المجتمع المحلي. ورغم الإمكانيات المحدودة، يواصل القائمون على المعهد جهودهم بإصرار، بدعم مجتمعي متنامٍ، مؤكدين أن طموحهم لا حدود له، وأن الأمل وحده قادر على إعادة تشكيل الوعي الجمعي، تمامًا كما تُعيد النغمة تشكيل الصمت.

************************************************

  10 آلاف كتاب مجانا تنتظر التوزيع مدينة الثورة على موعد مع مهرجان للقراءة

 متابعة – طريق الشعب

يستعد عدد من الشباب المثقفين والناشطين في مدينة الثورة (الصدر)، إلى تنظيم حدث ثقافي كبير في مدينتهم، يسعون من خلاله إلى إعادة تنشيط عادة المطالعة.

إذ يعمل هؤلاء على إقامة مهرجان للقراءة يوزعون فيه نحو 10 آلاف كتاب مجانا، بعد أن نجحوا العام الماضي في توزيع 6 آلاف كتاب، في النسخة الأولى لمهرجانهم.

ويرى الشباب أنهم من خلال هذا النشاط يحاولون مواجهة التطرف والجهل، بالثقافة والفكر المتنور، مبينين في حديث صحفي أن المهرجان من المقرر أن يُقام في آب المقبل وسط المدينة، ضمن مبادرة يطلقها "منتدى الركن المعرفي" بالتعاون مع "تجمع بغداد" الخدمي و"نادي القراءة" في مدينة الصدر و"مكتبة شباب المدينة ". وكلها جهات ثقافية مستقلة. 

في حديث صحفي، يقول واثق الراشدي، أحد القائمين على المهرجان، إن المهرجان سيُقام في "ساحة مظفر" وسط المدينة، وأنه يهدف إلى نشر الفكر والمعرفة والتنوير، ويأتي إيماناً منهم بأن القراءة هي السلاح الناجح لمقاومة التطرف وبناء المجتمعات.

فيما يقول مدير "منتدى الركن المعرفي" علي موري، أن "هذا المهرجان بات تقليداً سنوياً في المدينة. وأن دورته الجديدة، وهي الثانية، ستحمل اسم الشاعر جبار رشيد، وستتخللها فعاليات ثقافية وفنية، بينها رسم حر ومحاضرات وندوات، مع توزيع الكتب مجانا على الزائرين".

من جانبه، يذكر مسؤول إعلام المهرجان فرات علي، أنهم تواصلوا مع جهات ثقافية ودعوها إلى التبرع بالكتب، مبينا أن هناك دور نشر وروابط ومؤسسات ثقافية أبدت تعاونها معهم، مثل "مكتبة الرشيد"، والاتحاد العام للأدباء والكتاب ووزارة الثقافة.

ويلفت علي إلى أن منظمي المهرجان يعولون على الدعم المجتمعي لتحقيق هدفهم الرامي إلى تحويل "ساحة مظفر" لمساحة مفتوحة للقراءة والحوار ونشر قيم التنوير.

**********************************************

إصدار

موسوعة الطوابع العراقية

صدر أخيرا عن دار الشؤون الثقافية العامة كتاب بعنوان "موسوعة الطوابع العراقية (1917–2024)"، للباحث عبد الوهاب عبد الرزاق الخفاجي.

يتضمن الكتاب صورا لنماذج من الطوابع البريدية العراقية الصادرة بين عامي 2017 و2024. ويسلط الضوء على التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية التي مر بها العراق من خلال مجموعة نادرة من الطوابع التي تعكس تلك الحقبات.

الكتاب الذي يُغطي 352 صفحة من القطع الكبير، كتب مقدمته الفنان فلاح حسن الخطاط. وأشار فيها إلى دور الطوابع كوثائق تاريخية تحمل بين ثناياها قصصا حضارية ومعرفية.

******************************************

ليس مجرّد كلام.. بالتسامح والمحبة والعدل تُبنى الأوطان

عبد السادة البصري

في رواية (سفر التكوين) للكاتب ادواردو غاليانو، نقرأ مثلاً يفتتحها به، يقول: إنّ العشبَ الجاف سيحرقُ العشب الرطب! ما يجعلنا نتساءل: إذا الأعشاب تفعل بنفسها هكذا فكيف البشر؟!

العشب الجاف خالٍ من كل ما يشير إلى وجود الحياة، أما الرطب فمكتنز بشتى تفاصيلها المثمرة! وهذا ينطبق على الجنس البشري، فالمعبّأ بالحقد والكراهية والأنانية والحسد والفساد، يختلف كليا عن الممتلئ بالطيبة والمحبة والتسامح ونكران الذات والنزاهة والإخلاص والحب!

ونتساءل: مَنْ المملوء حياةً وبناءً وازدهاراً واخضراراً وسعادة وفرحا؟! ومَنْ ينزّ موتاً واصفراراً وبؤسا وخرابا؟!

الحياة الحقيقية يعيشها الممتلئون بها، وبكل ما يبعث فيها التجدد والنمو، وهم المتسامحون، المحبّون، العاملون بالعدل والخير والنزاهة ونكران الذات!

وهذا عشناه و ما نزال نعيشه منذ ما يقارب النصف قرن، حيث ساد البلاد أناسٌ لا يمتلكون من هذه المشاعر أبدا، أشاعوا الكراهية والحقد والأنانية والحسد والغَيرة والرعب والفساد، حكوماتٌ مهووسة بالدم وأخرى بالفساد، نظام فاشيٌّ حكم البلاد بالنار والحديد، فانتشرت رائحة البارود والخوف والموت، وصرنا نبحث عن كوّة نستنشق منها استقرارا وفرحا، عسكرَ البلادَ والعباد والتراب والشجر فاصطبغت أيامنا بلون الحروب، وبقينا تحت مطرقته نتلهف لشروق شمس حانية ذات يوم، وجاءت لحظة الشروق بسقوطه المريع، فتنفسنا الصعداء ورقصت قلوبنا فرحاً بزواله، لكن حريتنا وفرحتنا لم يدوما طويلاً، حيث سُرِقت الفرحة منّا، وصرنا نتلمس دروبنا بين دهاليز مرعبة، إذ ساد البلاد أناسٌ كالعشب الجاف، أشاعوا الكراهية وأسّسوا لها، وفتحوا أبواب الطائفية مشرعة، فظلّوا يصبّون الزيت فوق النار لحاجات في نفوسهم المريضة، وكأنهم قد تشرّبوا بمبدأ (فرّق تَسُد) الذي قرأنا عنه، وعرفنا أن الاستعمار كان يشيع ثقافته بين الشعوب للسيطرة عليها واستغلالها ثم نهب ثرواتها وخيرات أوطانها، وهذا ما حصل بعد ما دبّت الطائفية والمحاصصة المقيتة التي شرعنت الفساد بكل أشكاله، فعمّ الخراب، وماتت الضمائر وتعفّنت النفوس وضاعت البلاد، وصرنا نخوض في وحل الخراب والتدهور ومن سيّءٍ إلى أسوأ!

لهذا علينا أن نتوقف قليلا ونتأمل أنفسنا: هل بنينا أو سنبني وطناً؟!

إذا أردنا أن نبني وطناً حقّاً، علينا أن نشيع ثقافة التسامح والمحبة ونقضي بالعدل بين الناس لنشعرهم أنهم أخوة يعيشون في وطن واحد وتحت سماء واحدة ويشربون من نهرين عظيمين!

الأدلّة على بناء الأوطان كثيرة، ما علينا إلاّ أن نملأ قلوبنا وقلوب الناس تسامحا ومحبة وإيماناً بالوطن بشكل حقيقي!

*******************************************

قف.. إنها الحرب..

عبد المنعم الأعسم

منذ أن نبت للرماح (وهي أدوات الحروب العتيقة) أسنان ذرية فتاكة، وتسابقت الدول إلى وضع نصف ثرواتها في مصانع واقتناء السلاح بدل أن توظفها في إحياء الصحارى، وتأمين الخبز والدواء والرخاء، ومنذ أن استيقظنا على همّة زراعة الطرق بأغصان السيانيد القاتلة بدل أغصان الزيتون، وصارت ميزانيات وزارات الحرب ومشاريع سباق التسلح، وأعداد المجندين المجهزين بفنون الموت، بأرقام ذات أصفار لا تُعدّ..

أقول، منذ هذا الحين صرنا نغلق شاشات التلفزيون على آخر نشرات استعراض القوة، وأخبار دكّ المشافي وعمارات السكن، ونبلع ريقنا على غبار، وطعم الدم، ونأخذ كل ذلك إلى كوابيس مفزعة في منامنا، أبطالها بشرٌ منّا، لكنهم تحولوا إلى سعالي ومخلوقات تنطّ من أقنية الصرف الصحي، حيث هجرتْنا الأحلام الوردية التي كنا نلتقي فيها مع الأحبة والغائبين عنا، ويعزف فيها العاشق على غيتاره ليلاً عند شباك منام الحبيبة.. ثم نستيقظ على زعيق، يشبه تماما هواجسنا طوال ساعات النوم المُقلقة، والمقطّعة الاوصال، وقد نسينا مقطوعات بتهوفن وصوت فيروز ومعزوفات زامفير.. فلا الصباح صباح يستقبلنا، ولا الوجوه التي تطالعنا وجوها تعرفنا..

شكرا ايتها الحرب: لقد قمتِ بواجبك على اتم وجه.

*قالوا:

"رُوي عن أحد الانبياء قوله:

لا يغزوَنّ معي من بنى بِناء لم يكمله.

ولا رجلٌ زرعَ زرعا لم يحصده".

مستطرف هادي العلوي.

*******************************************

السليمانية تشهد مهرجانا للتوائم

متابعة – طريق الشعب

شهدت مدينة السليمانية أخيرا، فعاليات مهرجان خاص بالتوائم، في حدث يحصل لأول مرة على مستوى المحافظة.

المهرجان الذي احتضنه "متنزه هواري شار" وسط المدينة، حضره جمهور واسع من عائلات لديها توائم. بينما تخللته نشاطات فنية وثقافية وترفيهية، وإقامة بازارات لأصحاب المشاريع الصغيرة.

المصممة المشاركة في المهرجان ندى محمد، ذكرت في حديث صحفي أنها عرضت في المهرجان نماذج من ملابس وحقائب نفذت عليها رسوما وتطريزات بشكل يُعبر عن الفولكلور الكردي، مبينة أن الناس أحبوا فكرتها، وأن المهرجان أتاح لها فرصة لعرض نتاجاتها.

من جانبها، قالت المشاركة سليندا دارا، أن المهرجان شهد مشاركة واسعة لشبان وشابات من أصحاب المشاريع الصغيرة، موضحة أن مشاركتها تمثلت في عرض أصناف من الفاكهة الصيفية.