الصفحة الأولى
قصف محتدم ينذر بالتحوّل إلى استنزاف مدمر.. أجواء العراق مستباحة.. وحساب السيادة معلّق!
بغداد - طريق الشعب
مع تصاعد حدة المواجهات بين إيران وحكومة الكيان الصهيوني واتساع نطاقها الجغرافي، تتصاعد في العراق مخاوف جدية من انزلاق المنطقة إلى حرب أوسع، وسط مشهد مرير يتمثل في انتهاك سيادة البلاد بشكل صارخ، حيث تصول وتجول مختلف أنواع الاسلحة في أجواؤها. هذا الواقع كشف هشاشة المنظومة الدفاعية العراقية، وألقى بظلال قاتمة على فكرة الاتكال على الولايات المتحدة لحماية هذه الأجواء، خاصة بعدما سهلت الأخيرة ـ بحسب اتهامات عراقية رسمية ونيابية ـ ضربات إسرائيلية على أهداف ايرانية عبر الأجواء العراقية.
استنكار حكومي وتضامن مع إيران
ودعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الإثنين، المجتمع الدولي والولايات المتحدة إلى "التحرك الفوري لإيقاف التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل، وإلى اعتماد الحلول السلمية من خلال استئناف المفاوضات". وفي لقائه برؤساء بعثات دبلوماسية آسيوية وأمريكية، حمّل السوداني المجتمع الدولي مسؤولية الحفاظ على السلم العالمي، "في ظل فشله في كبح العدوان المتواصل" الذي ترتكبه "حكومة الاحتلال الصهيوني منذ أحداث 7 أكتوبر، دون أي احترام للقوانين الدولية والإنسانية".
وأكد تضامن العراق مع إيران كـ"دولة إقليمية ذات سيادة"، ودان القصف الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها، معتبراً إياه "تهديداً مباشراً لاستقرار العراق والمنطقة بأكملها".
وشدد على أن "أي خرق للسيادة العراقية، سواء من قبل الكيان الإسرائيلي أو غيره، مرفوض تماماً"، كاشفاً عن تقديم بغداد شكوى رسمية إلى الهيئات الدولية والأممية بهذا الشأن.
تواطؤ واضح
من داخل أروقة البرلمان، جاءت المواقف أكثر حدة؛ حيث دان رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية كريم عليوي، القصف الإسرائيلي عبر الأجواء العراقية، مؤكداً أن هذه الأجواء "تقع تحت إشراف الولايات المتحدة بموجب الاتفاقية الأمنية الثنائية". واعتبر عليوي أن "التغاضي عن هذا الخرق يُعد تواطؤاً واضحاً وشراكة في الاعتداء"، محمّلاً الإدارة الأمريكية "المسؤولية الكاملة".
وحذّر عليوي من استمرار الانتهاكات، مؤكداً أن البرلمان "لن يقف مكتوف الأيدي إزاء تحويل أجواء العراق إلى ممر للعدوان". ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى "التحرك لردع إسرائيل وفرض عقوبات صارمة ضدها"، مؤكداً أن "الشعب العراقي والقيادات السياسية سيواصلون الدفاع عن سيادة البلاد بكل الوسائل المشروعة، ولن يسمحوا بتحويل أجوائه إلى ساحة مستباحة للاعتداءات الخارجية".
تشخيص الخلل: الاعتماد على الخارج
فيما ألقى عضو اللجنة ذاتها النائب علي البنداوي، الضوء على جذر الأزمة. واعتبر أن "ما يفاقم خطورة هذا التطور هو استخدام الأجواء العراقية كمنطلق للهجوم الصهيوني"، ما يضع الحكومة والبرلمان "في موقف حرج".
وانتقد البنداوي بقوة استمرار "اعتماد العراق على الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة التي لم تمنع حدوث هذا الانتهاك"، معرباً عن "يقين" بأن "واشنطن سهلت مرور الطائرات التي نفذت الهجوم عبر أجوائنا".
وشدد البنداوي على أن "الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية أو أي طرف خارجي في حماية الأجواء العراقية والاكتفاء بذلك خطأ لا بد من معالجته"، داعياً إلى "أخذ الدروس والعبر مما يجري الآن".
وكشف عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عن عقد البرلمان جلسة طارئة اليوم الثلاثاء لمناقشة التطورات واتخاذ قرار حاسم يدعم إيران ويمنع انتهاك الأجواء، مع توصية الحكومة بـ"ضرورة حماية الأجواء العراقية".
وأوضح البنداوي أن منظومات الدفاع الجوي العراقية الحالية "قصيرة المدى ومحدودة الفاعلية، ولا تستطيع التصدي لطائرات متطورة من طراز F-35 أو F-16 أو F-15".
وانتقد "الضعف المؤسسي في التعامل مع ملف التصنيع الحربي"، مشيراً إلى أن "هيئة التصنيع الحربي تحوّلت إلى مجرد واجهات استثمارية بلا إنتاج فعلي"، مقارنا ذلك بنجاح إيران رغم الحصار في "تطوير منظوماتها الدفاعية محلياً". وختم بالدعوة إلى "تنويع مصادر التسليح".
انهيار منهجي وتحذير من كارثة
وذهب الخبير الأمني عدنان الكناني إلى أبعد من ذلك، محمّلاً "الطبقة السياسية في البلاد مسؤولية الانهيار المنهجي للأمن والسياسة"، محذرا من أن "البلاد تقف على حافة خطر إقليمي وأزمة داخلية قد تتحول إلى كارثة حقيقية مع تفاقم الصراع".
ووصف الكناني منظومات الدفاع الجوي المتاحة بأنها "معدات ميدانية لا تفي بالغرض، عاجزة عن مواجهة الطائرات المتطورة"، مؤكداً أن "ما نُصب منها هو مجرد حيلة شكلية للتضليل الإعلامي".
واعتبر أن "ملف الدفاع الجوي كان ضحية للتسويف السياسي وسوء التخطيط"، داعياً إلى "إعادة هيكلة الصناعات العسكرية وتفعيل التصنيع الحربي المحلي".
وحذّر الكناني من تحول الصراع إلى "حرب استنزاف طويلة الأمد"، مشيراً إلى أن استمرار القصف المتبادل قد يدفع "الفصائل المسلحة في العراق إلى الانخراط في المواجهة"، خاصة إذا تدخلت قوى دولية لصالح إسرائيل. كما نبّه إلى خطر اقتصادي جسيم، محذراً من أن "العراق يفتقر إلى خزين استراتيجي كافٍ للغذاء والسلع الأساسية، وأن وزارة التجارة لا تمتلك خطة طوارئ واقعية"، مما يعني أن "المواطن العراقي سيدفع الثمن باهظاً" إذا تعطلت التجارة العالمية.
وختم الكناني بالقول: ان "ما نعيشه اليوم هو نتاج سنوات من الفساد والعبث وسوء الإدارة. واليوم حتى قوت الفقراء لم يسلم من جشعهم. هذه ليست أزمة أمن فقط، بل أزمة ضمير ووجود".
أما المحلل السياسي أحمد الياسري، فرأى أن "الجلسة الطارئة للبرلمان، رغم أهميتها من ناحية مناقشة التطورات الإقليمية، قد تكون أيضًا محاولة من الكتل السياسية لتبرير فشلها في إدارة الدورة البرلمانية، وفشلها في تقديم ما يخدم مصالح الشعب".
إعادة ترتيب الأولويات
في محاولة لمواجهة التحدي، دعا عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ياسر وتوت إلى "إعادة تموضع القوات العراقية، عبر تقليص الانتشار البري وتحويل الجهد العسكري نحو تعزيز قدرات منظومات الدفاع الجوي والطيران العسكري".
وأكد أن "تأمين الأجواء والمنشآت الحيوية بات يتصدر لائحة الأولويات في هذه المرحلة الحساسة".
من جانبه، رأى عميد كلية العلوم السياسية السابق في جامعة بغداد، عبد الجبار أحمد، أن المواجهة الحالية بين إيران وإسرائيل ألغت مبدأ الردع، ودخل الطرفان في مواجهة قد تكون محدودة أو موسعة.
وأشار إلى أن طبيعة العلاقة مضطربة منذ سنوات، لافتاً إلى أن الضربة الحالية "تختلف كلياً عن سابقاتها"، لأنها "لا تخضع لقواعد الاشتباك"، مع "تصاعد متواصل" يسعى فيه كل طرف "لإثبات قدرته على تقويض إرادة الآخر"، ما يجعل الوضع "مصدر خشية إقليمية".
وحذّر أحمد من أن "أبسط سيناريو" محتمل سيكون "عنصر هدم لاستقرار المنطقة سياسياً واقتصادياً وأمنياً".
وسط هذا المشهد، يبدو سؤال المساءلة للطبقة السياسية الحاكمة عن "الانهيار المنهجي" للأمن والدفاع، هو الجوهر. فهل تتحول صيحات الإنذار والجلسات الطارئة إلى إرادة حقيقية لاستعادة زمام السيادة، أم ستظل أجواء العراق ساحة مستباحة في حسابات الصراعات الإقليمية؟
********************************************
راصد الطريق.. امتحانات مدرسية.. أم اختبارات تَحمُّل؟!
لم يشفع لطلبة المراحل النهائية التوجيه الصادر من الحكومة بتوفير الكهرباء ومتطلبات الراحة الأخرى لهم، ولا حتى قرار تقديم وقت الامتحان الى السابعة صباحاً. فقد واجه كثيرون منهم صعوبات جدية اثناء تأدية الامتحانات بسبب عدم توفر أجهزة التبريد الكافية، وغياب الكهرباء وسط قيض الصيف اللاهب.
وكما سابقا، جاء الاهتمام بتأمين الاحتياجات الضرورية للمراكز الامتحانية في وقت متأخر، ويبدو ان الأمر غدا ظاهرة دعائية ليس الا، خصوصاً وان الامتحانات تتزامن مع السباق الانتخابي.
النتيجة هي ان طلبة السادس الاعدادي الذين يواجهون الضغوط النفسية، يؤدون الامتحانات هذه الأيام في قاعات كبيرة امام مبردات هواء عالية الضجيج، تشرف عليها إدارات مراكز ومراقبون يُرهبون ويُخيفون، وفوقهم مسؤولون حكوميون يزيد عديد حماياتهم على افعالهم، جاءوا "يتفقدون" الامتحانات ويلتقطون صوراً أكثر من كثيرة بحجة توثيق الأوضاع، ولا غاية لهم واقعا غير الدعاية الانتخابية.
وسط هذه الظروف يكافح طلبتنا لتحقيق النجاح. وليس هذا فقط. ففي قادم الأيام سيواجه عدد كبير منهم واجب عبور القبول المركزي في الجامعات، واشكالياته التي لا تعد ولا تحصى، والتي تفوق مستلزمات تجاوزها قدرات الكثيرين منهم!
*******************************************
الصفحة الثانية
الحكم بعدم دستورية تمييز المديرين العامين في الرواتب التقاعدية
بغداد – طريق الشعب
أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق حكماً يقضي بعدم دستورية التمييز في الرواتب التقاعدية للمديرين العامين.
وجاء في الوثائق الرسمية الصادرة عن المحكمة أن القرار استند إلى مخالفة البند (ثامناً) من المادة (35) من قانون التقاعد الموحد رقم (9) لسنة 2014، لمبدأ المساواة المنصوص عليه في المادة (14) من دستور العراق لعام 2005.
وأكدت المحكمة أن درجة المدير العام تُعد من الدرجات الوظيفية العليا، ويجب أن تُعامل أسوة بباقي الدرجات القيادية والخاصة، عند احتساب الراتب التقاعدي، استناداً إلى معايير موحدة تشمل العمر ومدة الخدمة.
كما أشارت إلى أن النص المطعون به خلق تمييزاً غير مبرر بين المتقاعدين، وهو ما دفع وزيرة المالية إلى تقديم الطعن، على اعتبار أن النص يتعارض مع أهداف قانون التقاعد الموحد الرامية إلى تقليص الفوارق وتحقيق العدالة بين الموظفين المحالين إلى التقاعد.
*****************************************
خطوة تحدد مصير أكبر مصرف حكومي مستشار السوداني يكشف لـ{طريق الشعب} إجراءات تقسيم {الرافدين} إلى مصرفين
بغداد - طريق الشعب
لا يزال القطاع المصرفي العراقي يعاني من حالة من التدهور والضعف المزمن، بفعل تراكم الإخفاقات المالية وضعف رأس المال، وعوامل عديدة، ما عرقل دوره الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني.
ولا مجال للشك بأهمية إصلاح القطاع المصرفي وتطويره في العراق، وبضمنه مصرف الرافدين الذي يشكل حجر الزاوية في النظام المالي للدولة ونظام المدفوعات الحكومية.
شروط الهيكلة الناجحة
ورغم أن هذه الخطوة ضرورية، يؤكد الخبراء ضرورة تنفيذها بحذر وبشكل تدريجي، مع تعزيز الحوكمة والشفافية، لتفادي مخاطر الخصخصة السريعة وعدم ابقاء اي نفوذ سياسي في الادارة الجديدة للمصرف وغيرها، بما يضمن استعادة ثقة المستثمرين والمواطنين على حد سواء.
كيف تتم الهيكلة؟
في هذا الصدد، قال المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، أن مصرف الرافدين – أحد أكبر المصارف الحكومية التجارية في العراق – تعرض في فترات سابقة إلى إخفاقات متراكمة شكلت عائقاً كبيراً أمام تطوره، رغم كونه يمثل العمود الفقري لنظام المدفوعات الحكومية.
وقال صالح في حديث مع "طريق الشعب"، إن “العمليات المالية الحكومية والفردية أصبحت متداخلة إلى حد كبير، في وقت يعاني فيه المصرف من ضعف في رأس المال، واعتماد شبه كلي على السيولة الحكومية، إلى جانب محدودية علاقاته المصرفية الدولية”.
وأشار إلى أن مصرف الرافدين "يشكل بمفرده نحو 60% من إجمالي أصول المصارف في العراق، وهو ما يعكس حجمه الكبير وأهمية إصلاحه ضمن إطار أوسع لتطوير القطاع المصرفي في البلاد".
وأوضح أن “الدراسة التي تعدها حالياً شركة (إرنست أند يونغ) تتجه نحو فصل المصرف إلى كيانين مستقلين؛ الأول يُطلق عليه (الرافدين 1)، وسيكون مصرفاً مساهماً يُفتح المجال فيه أمام مساهمة المواطنين، على أن تبقى حصة الحكومة فيه دون 25%، لتجنّب تحويله إلى قطاع مختلط مختلط أو خاص بالكامل”.
وبيّن أن “الرافدين 1” سيكون مندمجاً بشكل فعّال مع البيئة المصرفية الوطنية والدولية، وسيُدار بمشاركة شريك استراتيجي مصرفي (دولي أو إقليمي)، ويعتمد على التكنولوجيا الرقمية والمالية الحديثة، كما سيعمل على تمويل التجارة الخارجية وتعزيز الاستثمار الداخلي، ليشكل نقلة نوعية في بنية القطاع المصرفي العراقي الذي يعاني من عزلة بين المصارف الحكومية والخاصة.
وأضاف ان “الهدف هو تأسيس مصرف يمتثل للمعايير الدولية، خالٍ من إشكاليات غسل الأموال، ويواكب التطورات التكنولوجية، بما يساهم في تحسين بيئة العمل المصرفي في العراق”.
الرافدين التقليدي
أما الكيان الثاني، بحسب صالح، فسيُبقي على “الرافدين التقليدي” كمصرف حكومي بالكامل، يُعنى حصراً بالعمليات المالية الحكومية، ويكون الذراع المصرفي الرسمي للدولة، مسؤولًا عن إدارة حساب الخزينة الموحد وكافة المدفوعات الحكومية.
وأوضح أن “الرافدين 1 الذي ستتم خصخصته بطريقة ضمانية سيكون منفصلًا تمامًا عن الرافدين 2، وسيتعامل مع السوق المصرفية والمواطنين بصفته شركة مساهمة كبرى، مع شريك استراتيجي مصرفي”، مشيرًا إلى أن "تفاصيل رؤوس الأموال، وعدد الفروع، وحجم الأصول، وآلية التحول، ستُحدد بدقة ضمن الدراسة المتكاملة التي تعمل على إعدادها الشركة الاستشارية، والمتوقع أن تُنجز وتُقدَّم نهاية العام الجاري".
اشراك القطاع الخاص
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي أحمد عبد ربه أن "عملية إعادة هيكلة مصرف الرافدين تمثل خطوة بالغة الأهمية في مسار إصلاح القطاع المصرفي العراقي، لكنها تتطلب تنفيذاً دقيقا ومتدرجاً لتفادي أية تداعيات سلبية".
واوضح عبدربه في حديث لـ"طريق الشعب"، أن “الهيكلة الناجحة يجب أن تبدأ بإصلاحات إدارية وتقنية شاملة، وتنقية الميزانية العمومية من الأعباء المتراكمة، وتعزيز مبادئ الحوكمة والشفافية”، مشدداً على ضرورة "إشراك القطاع الخاص تدريجياً، دون التنازل عن السيطرة الاستراتيجية للدولة على المصرف".
وحذّر من “مخاطر الخصخصة السريعة أو العشوائية، أو بيع الأصول بقيمة تقل عن قيمتها الحقيقية، فضلًا عن إبقاء النفوذ الحكومي داخل الإدارة الجديدة للمصرف، وهي كلها عوامل قد تقوض أهداف الإصلاح بدلًا من تحقيقها”.
وتابع أن نجاح هذه العملية “يساهم في استعادة الثقة بالقطاع المصرفي، ويعزز جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، ويرفع كفاءة النظام المالي ككل”، إلا أنه في المقابل نبه إلى أن “أي خطأ في التنفيذ قد يقود إلى أزمات مالية أو اجتماعية يصعب احتواؤها لاحقاً”.
*******************************************
احتجاجات في ديالى والمثنى والسليمانية مطالب خدمية ورواتب متأخرة تعمّق معاناة المواطنين
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت مناطق مختلفة من العراق، موجة احتجاجات شعبية متفرقة، شملت محافظات ديالى والمثنى والسليمانية، رفع فيها المواطنون مطالب تتعلق بتدهور الخدمات الأساسية وتأخر صرف الرواتب، وسط غياب الحلول الحكومية.
ديالى
ففي ناحية العظيم شمالي محافظة ديالى، نظّم العشرات من المواطنين تظاهرة سلمية مطالبين بتحسين واقع الخدمات، وعلى رأسها الكهرباء والماء. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بتغيير مديري دائرتي الكهرباء والماء في الناحية، وخفض أجور الكهرباء التي وصفوها بالمرهقة مقارنةً بسوء الخدمة.
وقال أحمد جاسم، أحد منظمي التظاهرة، إن المتظاهرين طرحوا خمسة مطالب رئيسية، في مقدمتها استبدال مدراء الدوائر الخدمية بسبب ضعف أدائهم وتجاهلهم لمتطلبات السكان. وأضاف أن المطالب تضمنت أيضاً إعادة النظر في فواتير الكهرباء وتحقيق العدالة في توزيع الطاقة، وتأمين مياه صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى شمول المناطق الزراعية ضمن خطة تسويق محصول الحنطة لهذا الموسم.
وأوضح جاسم أن المطلب الخامس تمثّل في الدعوة إلى إنصاف ناحية العظيم في المشاريع الخدمية أسوة ببقية الوحدات الإدارية، مشيراً إلى أن الناحية تُعد من المناطق الزراعية الحيوية وتشكل دعامة للأمن الغذائي في البلاد.
وأكدت مصادر محلية أن الإدارة المحلية تسلمت المطالب، وتعهدت برفعها إلى الجهات المعنية لمتابعتها ضمن الصلاحيات المتاحة.
المثنى
أما في قضاء الوركاء بمحافظة المثنى، فقد تظاهر العشرات من أهالي مناطق آل جريب أمام مبنى القائممقامية، احتجاجاً على استمرار تردي خدمة الكهرباء. وعبّر المحتجون عن استيائهم من تكرار الأزمة منذ سنوات، خاصة مع تزايد درجات الحرارة، دون أية حلول ملموسة من قبل الجهات المعنية.
وطالب المتظاهرون الحكومة المحلية والدوائر المختصة بإجراءات فورية لتحسين واقع الكهرباء، منددين بما وصفوه بـ"الإهمال المزمن" الذي تعاني منه مناطقهم، مؤكدين أن استمرار الأزمة يؤثر على حياتهم اليومية بشكل مباشر.
السليمانية
وفي محافظة السليمانية، تواصل إضراب موظفي دوائر كتاب العدل لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب منذ عدة أشهر، ما تسبب بشلل واسع في مؤسسات حكومية أخرى، شمل دوائر التقاعد والضريبة والمرور، بالإضافة إلى قطاعات الكهرباء والصحة والتعليم.
ويترقب الموظفون في إقليم كردستان نتائج الجلسة الخاصة التي تعقدها المحكمة الاتحادية العليا اليوم الثلاثاء لبحث أزمة الرواتب، وسط تزايد الضغوط على الجهات المعنية لإيجاد حلول عاجلة تنهي معاناة آلاف الموظفين في القطاع العام، الذين باتوا يواجهون ظروفاً معيشية صعبة نتيجة انقطاع المرتبات.
وتعكس هذه الاحتجاجات المتزامنة تزايد الاحتقان الشعبي في عدد من المحافظات نتيجة تراكم الأزمات الخدمية والمعيشية، في ظل ضعف الاستجابة الحكومية للنداءات المتكررة من المواطنين.
من جانب اخر، تظاهر عشرات المواطنين العراقيين، امس الإثنين، أمام مبنى السفارة العراقية في العاصمة اللبنانية بيروت، على خلفية التطورات الإقليمية والتصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، والذي ألحق اضطرابات واسعة في حركة الطيران والملاحة البرية والجوية في المنطقة.
وردد المتظاهرون، ومعظمهم من العائلات العراقية المقيمة مؤقتاً في لبنان أو العالقين لأسباب طبية وسياحية، هتافات تطالب الحكومة العراقية بالتدخل العاجل لتأمين ممرات آمنة لعودتهم إلى بلادهم، عبر الأردن أو تركيا، مشيرين إلى أن الخيار البري الوحيد المتاح حالياً عبر الأراضي السورية "غير آمن"، في ظل التوترات الأمنية ومخاطر الطريق الممتد بين الحدود اللبنانية والداخل العراقي.
****************************************
مواساة
الرفيق العزيز رشاد الشلاه والعائلة الكريمة المحترمون
بألم وحزن عميقين تلقينا نبأ وفاة شقيقكم، الشخصية الوطنية والثقافية والاجتماعية المرموقة، السيد حسام الشلاه، بعد مرض لم يمهله طويلا.
برحيله فقدنا شخصية بابلية محبوبة، وانسانا نبيلا ثرّي العطاء، متميزا بدماثة الخلق، وبعلاقته الواسعة، ومربيا فاضلا، وفنانا اصيلا.
بهذه الخسارة المؤلمة، نتقدم اليكم، والى العائلة الكريمة وأصدقائه ومحبيه، بأحر التعازي واصدق المواساة، راجين للجميع الصبر الجميل، ودوام الذكر الطيب للفقيد الراحل.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
١٥-٦- ٢٠٢٥
*******************************************
الصفحة الثالثة
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
هل يعرفون معنى وآليات النظام الفيدرالي؟
لصحيفة The National الناطقة بالإنكليزية كتب زياد العلي مقالاً عن المشاكل المستمرة بين بغداد وأربيل حول النفط، أشار فيه إلى أن العراقيين قد اعتادوا قبيل كل حملة انتخابية على اندلاع صراعات سياسية مليئة بالمواقف الشعبوية، دون أن يخشى أطرافها من دورها في تقويض السياسات العامة والاقتصاد الوطني والمساس بوحدة البلاد.
مفهوم الفيدرالية
وأشار الكاتب إلى أن الأشهر الخمسة التي تفصلنا عن موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بدت كافية لبدء هذا الصراع بين بغداد وأربيل، والذي تبادلت فيه الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان الاتهامات. ففي حين رفضت الحكومة الأولى قرار أربيل بإبرام عقود جديدة مع مورّدين دوليين لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي، اشتكت الحكومة الثانية من قطع بغداد التحويلات المالية عن موظفي الإقليم، وللمرة الثالثة خلال العقدين الماضيين.
وذكر المقال بأن النزاع على الموارد الطبيعية يأتي بسبب التفسيرات المختلفة لمواد الدستور الدائم، لاسيما مواده المتعلقة بالنظام الفيدرالي وصلاحيات مؤسساته، وهو نظام لا تخفي قوى فاعلة في بغداد معارضتها له، فيما تؤشر العديد من المعطيات إلى عدم تفهّم أغلب الأطراف الفاعلة، عمداً أو سهواً، لآليات عمله.
وبعد أن استعرض المقال تفاصيل الخلافات حول انتاج وتسويق النفط المستخرج في إقليم كردستان، أكد على أن للمشاكل أسباب فنية وتقنية، إضافة إلى الأسباب القانونية والدستورية وغياب الإرادة السياسية. وذكر بأن الطرفين بحاجة ماسة إلى التفاهم مع تركيا التي تصّر على إبقاء خط الأنابيب الناقل للنفط إلى ميناء جيهان مغلقًا، وإلى الاتفاق حول تسديد الديون المستحقة على حكومة إقليم كردستان لصالح الشركات النفطية العالمية، وكذلك إلى التوافق حول حصص الإقليم من موارد البلاد، في ظل فجوة كبيرة بين تقديرات كل طرف لهذه الحصص.
موازين القوى
وأوضح الكاتب بأن ميزان القوى في هذه الخلافات كان مائلاً لصالح حكومة الإقليم عندما بدأ النزاع لأول مرة عام 2005، حيث كان الصراع في بغداد محتدماً بين المتنفذين في الحكم، قبل أن يشتد صراع الجميع مع القوى الإرهابية. غير إنه وبعد عقدين من الزمن، أصبحت بغداد أقوى اقتصادياً وعسكرياً من حكومة إقليم كردستان، وراح العديد من الشباب الأكراد الانتقال إلى بغداد بحثاً عن فرص اقتصادية، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره قبل بضع سنوات فقط. وبدلاً من معالجة المشاكل بطريقة تحفظ استقرار العراق، راح الطرفان يتعاملان بمنطق الغلبة مما جعلهما يتباعدان عن بعض بشكل مستمر، حسب تقدير الكاتب.
وذكر المقال بأن بغداد متلهفة للمزيد من الاستثمار الأجنبي للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية الأساسية، وبالتالي فإن التوصل إلى حل ناجح بشأن إدارة الموارد الطبيعية سيسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الاقتصادية لها في ظل ما لحكومة الإقليم من تأثير دولي كبير، والذي يعدّ التصريح الأخير لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خير دليل عليه، حين قال بأن "الحكم الذاتي الكردي هو الركيزة الأساسية لنهجنا تجاه العراق، والذي يتضمن جزءًا منه منح الأكراد العراقيين شريان الحياة الاقتصادي الذي يسمح لهم بالازدهار والنجاح".
الحلول ممكنة
وأشار الكاتب إلى أن اتفاقا مستدامًا لحل المشاكل أمر متاح، رغم أن من الخطأ الاستهانة بصعوبة التوصل اليه، خاصة إذا ما اشتمل على ماهية الفيدرالية ومبادئها الأساسية وكيفية عملها، وبنّى على قبول حكمة تقول بأن الفيدرالية يجب أن تقوم على الشعور بالتضامن بين شعوب البلاد وأقاليمها، وليس على انعدام الثقة والشعبوية.
وانتقد المقال استخدام الحكومة الفيدرالية التحويلات المالية للضغط على الإقليم، لأن ذلك يمثل ببساطة معاقبة السكان المحليين في إقليم كردستان على نزاع سياسي خارج عن سيطرتهم، مما يسبب ألمًا ومعاناة فورية للمواطنين الذين من المفترض أن يتمتعوا بحقوق متساوية في حياة كريمة. ولهذا كان على بغداد إيجاد وسائل أخرى للضغط. كما أن تردد بغداد في الاستثمار بكثافة في علاقتها مع حكومة إقليم كردستان، والناتج عن شكوكها المستمرة برغبة الإقليم في الانفصال عن الاتحاد، يتطلب أن يُبدد في أقرب فرصة.
*****************************************
أفكار من أوراق اليسار.. {السياسة}.. في حوار مع الشباب
إبراهيم إسماعيل
نادرا ما تجد مناضلاً غزا الشيب رأسه، لا تدهشه العلاقة الملتبسة بين الشباب والعمل السياسي المباشر، خاصة وإن أغلب هؤلاء المناضلين، قضى زهرة شبابه فاعلاً في حراك مجتمعي يضم تحت جناحيه عوالم السياسة والاقتصاد وفضاءات الثقافة والإبداع، وتحفزه أناشيد الثورة التي كانت تُعزف في جميع القارات، وتتدفق في عروقه نفحات تضامن أعلته وعلى مدى عقود، سواعد شبيبة متعددة القوميات والألوان والمعتقدات. وتمتزج الدهشة حيناً بمشاعر الخيبة، وحيناً بالتساؤل عن أسباب ما جرى لوعي الشباب وللممارسة العملية التي يُفضي إليها هذا الوعي. وفيما كنت أجاهد نفسي كي لا تتلبسنى المشاعر الأولى، حملت تلك الهواجس والأسئلة لعدد من معارفي الشباب، محاوراً بحذر كي لا أُغرقهم بحنيني الثقيل للماضي.
وقادني حواري مع الشباب إلى الاعتراف بأن الفعل في الأيام الخوالي كان مقتصرا على شبيبة التيارات السياسية، التي رضيت بقيادتها، الأغلبية غير المنتمية، ووضعت فيها الأمل ببناء بلاد ترفل بالحرية ويسودها العدل. وحين شهد المجتمع تحولات دراماتيكية، بدأت من تغيّر بنيته الطبقية ولم تنته برميه في أتون حروب عبثية وقمع وإرهاب دمويين وتجويع وهزائم لخمسين عاماً، لم يعد الكثيرون يرون علاقة محسوسة بين العودة لشعارات تلك التيارات وبين الواقع المرير. وزاد المشكلة تعقيداً تفاعل تناقضات وخطايا الماضي مع التباطؤ في إرساء دعائم ممارسة، توائم بين النظرية وبين الاحتياجات العملية لجيل، ولّد فعلاً لا مجازاً في دخان المعارك ولا يعرف للرفاهية طعما. وقادت تلك المصائب، التي تزامنت مع نكوص قوى التنوير والتحديث، الأكثرية إلى الصمت والقبول بالأمر الواقع، والرضوخ للقوى والبنى التقليدية التي هيمنت على المجتمع، كالعسكرتارية والظلامية والعشائرية والطائفية، وأن تبحث عن ما يسد الرمق في قمامة الفئات الطفيلية وحماتها من بيروقراطييّ الاقتصاد الريعي. ولهذا كان طبيعياً أن يشمئز أغلب هؤلاء من تهافتهم ويجلدون ذاتهم، فيغرقون في لجة اليأس ويفقدون الثقة بالعمل المنّظم ويتشبثون بالفردية وبثقافة العولمة، التي سخّرت كل شيء، لتجهيلهم وتغييب وعيهم.
ثم ساهم البعض، ممن انتقل لضفة الخصوم، في نشر وتعميق هذه الأوهام لدى الأكثرية، بدعوى انتفاء صلاحية ومشروعية انتمائه السابق، فيما لعب عدد من الأوفياء لذلك الانتماء، دوراً سلبياً حين بقوا يجترون ذكريات وإنجازات الأمس ويدافعون عن طهرانيته ويهملون استقراء الواقع بما يفتح أفقاً سياسياً وتنموياً وثقافياً مختلفاً وقادراً، ليس على إنقاذ الشبيبة مما يثقلها من أوهام فحسب، بل وتعبئتها واعادتها لسوح الكفاح الوطني والطبقي.
إن تبديد اغتراب الشبيبة عن النشاط السياسي، يشترط تحليل انتكاسات الماضي بشكل عقلاني وشفاف، يتزامن مع مصالحة جذرية بين الأهداف المعلنة للبرامج وبين أشكال متجددة للممارسات النضالية وللدليل المعرفي ولعوالم البناء التنظيمي، والتمسك بحكمة تربوية تقول، زوّد الشباب بشيء من الأدوات ودعهم يجدون بأنفسهم حلولاً لمشاكلهم.
وإذا ما اقتضى الإنصاف، الوفاء للأقلية الباسلة، التي آثرت المضي في مسيرة النضال، مقتنعة بالقدرة على تحقيق التغيير عبر مراكمة الممارسات النضالية الكمية تمهيداً لإحداث تحول نوعي حقيقي في بنية الدولة والمجتمع، فإنه لابد من التأكيد على بقاء هذه الأقلية ملهمة للأكثرية السلبية، التي تغبطها سراً على اجتراحها للمأثرة، مهما أظهرت خشيتها من تأثيرها المحفّز وحاولت "تحصين" نفسها ضده. وهو أمر يتطلب بالضرورة لتحويل الساحة السياسية إلى حاضن حقيقي لمشروع التغيير الشبابي، يرتكز على تعزيز الديمقراطية وضمان المصداقية النظرية والعملية وتفعيل المحاسبة والنقد الذاتي، فبهذا وحده تبقى النوافذ مشرعة لهواء عذب يجذب كل الفراشات التائهة لدوحة الفعل الثوري.
********************************************
لدرء شبهات الفساد ومنع توظيف المال السياسي في الانتخابات البرلمانية المقبلة مراقبون: النزاهة مُطالبة بتجديد حملة
{من أين لك هذا؟} بالتزامن مع العملية الانتخابية
بغداد ـ بسام عبد الرزاق
تداول عدد من الناشطين السياسيين والقانونيين ما وصفوه بالاستعراض الواضح والصريح للكسب غير المشروع من قبل بعض النواب والسياسيين الذين يوثقون بأنفسهم مواكب عجلاتهم وإمكاناتهم المالية الضخمة، والتي تأتي متزامنة مع الترويج الانتخابي الاستباقي.
ودعا النشطاء هيئة النزاهة إلى التحقق من الموارد المالية لنواب وسياسيين ظهرت مقاطعهم في وسائل التواصل الاجتماعي وهم يتجولون بأرتال من السيارات "الفاخرة" التي لا تتناسب مع الموارد المالية لعضو مجلس النواب، مؤكدين ضرورة ان تلعب الهيئة دورا أكبر في التحقق بالكسب فير المشروع ورصد هذه الحالات عبر فرق الرصد.
وأثارت المقاطع المتداولة استياء كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، لما تظهره من استعراض فاضح للأموال، تزامنا مع الحملات الانتخابية الاستباقية التي يخوضها بعض السياسيين. وفي الوقت نفسه تنطلق تحذيرات من قيادات سياسيين نافذة في النظام السياسي، من خطورة استغلال المال السياسي ووصول تسعيرة المرشحين الى مئات الملايين.
وكانت هيئة النزاهة أطلقت تزامنا مع ترويج الدعايات الانتخابية قبيل انتخابات مجالس المحافظات، نهاية العام 2023، حملة "من أين لك هذا؟"، التي استهدفت تضخم أموال المرشحين.
وكانت الهيئة قد طالبت مفوضية الانتخابات في حينها بإلزام مرشحي الأحزاب بكشف وتقديم ذممهم المالية، لكن تحقيق ذلك كان يبدو صعبا على المفوضية.
وطبقا لمراقبين، فإن إطلاق حملة استباقية مماثلة قبيل الانتخابات البرلمانية يشكل "خطوة صحيحة" من أجل درء شبهات الفساد وتوظيف المال السياسي انتخابيا. كما عدوا هذه الحملة تزيد من فرص إجراء انتخابات أكثر نزاهة، وتحد من استخدام الأموال من قبل مراكز قوى ومرشحين للتأثير في خيارات الناخبين وتوجهاتهم.
هل يمكن تفعيل "من أين لك هذا؟"
الباحث بالشأن السياسي، الأكاديمي د. غالب الدعمي، يرى ان نقطة الانطلاق الأولى في محاسبة المسؤول المشكوك بأصول أمواله هو الإبلاغ عن هذا المسؤول، وفي نفس الوقت، لا يخفي الدعمي تجنب الكثير من المواطنين الإخبار عن مثل هكذا شخصيات.
وقال الدعمي لـ"طريق الشعب"، ان "هيئة النزاهة تحتاج الى فتح دعوى قضائية بتضخم أموال السياسيين والنواب، حتى تبدأ بالتحقيق في هذا الملف، وقانون الهيئة يجيز لها محاسبة الناس الذين يملكون هذه الأموال".
وأوضح، انه "إذا ما ظهرت على المرشحين أو غيرهم شبهات فساد او تضخم في الأموال، فان النزاهة تتحرك بعد تلقي الأدلة من مبلغين عن ذلك، ليجري تغريم المدان بضعف المبلغ، ويحكم عليه بالسجن من سنة الى سبع سنوات".
وأشار الدعمي الى ان "لا دعوى دون مدعٍ، ولا ملاحقة قضائية دون شكوى وتحقيق، وهيئة النزاهة أيضا جهة تحقيقية وليست قضائية، بمعنى انها تحقق فيما يردها وتعرضه على القضاء والأخير هو من يأمر باستمرار مجريات القضية من عدمه"، موضحا ان "الإخبار يقدم الى الهيئة في دائرة التحقيقات، وهي من تقوم بالتحري بعد الإخبار".
ضرورة تطبيق قانون الأحزاب
من جهته، قال المتحدث باسم هيئة النزاهة، علي محمد، ان "المكلف بوظيفة من منصب مدير عام إلى رئيس الجمهورية يقدم كشفا بحساباته المالية، فيما الموظف العادي، وبطبيعة الحال، إذا تبين هناك تضخم في أمواله وممتلكاته فيجري تدقيق مصادرها، وغالبا ما تكون عن طريق إبلاغ النزاهة بالموضوع".
وعن إمكانية ملاحقة السياسيين غير المكلفين بالخدمة الوظيفية، لا سيما من يقومون بالاستعراض بهذه الأموال، بيّن المتحدث ان النزاهة أيضا تنتظر إبلاغا بحق هؤلاء المسؤولين، فضلا عن إمكانية تطبيق قانون الأحزاب بحقهم فيما إذا كانوا ينشطون في الدعاية الانتخابية الصريحة.
وتعد الانتخابات البرلمانية القادمة بدورتها السادسة، من أكثر الدورات تعقيدا منذ سنوات، بحسب العديد من المراقبين، حيث بات العراقيون يواجهون العديد من المشكلات في اختيار ممثليهم، في ظل ارتفاع أعدادهم، ووجود المال السياسي، الذي يعيق وصول المستقلين للسلطة.
وفي الانتخابات النيابية السابقة، كان المال السياسي أحد أبرز العوامل التي ساعدت بعض الأحزاب على توجيه دعاية انتخابية ضخمة، مستغلة موارد الدولة أو الدعم المالي غير المعلن.
دعوات لمراقبة نشاط المرشحين
القانوني والمحلل السياسي، أمير الدعمي، ذكر لـ"طريق الشعب" انه "في الآونة الأخيرة شاهدنا مظاهر المرشحين بمواكبهم الفخمة ويظهر عليهم الثراء الفاحش ويقدمون عطاءات مادية كبيرة، وبالتالي يجب على هيئة النزاهة ان يكون لها دور في محاسبة ومراقبة المرشحين، وخصوصا أصحاب هذا المواكب التي تثير الانتباه والريبة، عبر تفعيل حملة (من أين لك هذا) التي اطلقتها قبل الانتخابات المحلية قبل عامين".
وقال الدعمي ان "هيئة النزاهة يحق لها استجواب ومساءلة هؤلاء من دون تقديم أي بلاغ"، مبينا ان "الهيئة مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى بالمراقبة والمساءلة بخصوص هذه الأموال وتفعيل سؤال (من اين لك هذا؟)، لاسيما في ظل التنافس الانتخابي المحموم ودخول المال السياسي في التنافس".
وأضاف ان "الهيئة الآن، للأسف، بعيدة كل البعد عن مساءلة مثل هؤلاء"، مبينا ان "المغريات التي تقدم للمرشحين والأموال والبازار السياسي لشراء الأصوات والمرشحين يجب ان تخضع جميعها لسؤال النزاهة".
وأنهى الدعمي حديثه بالقول ان "عدم وجود تنافس حقيقي بعيدا عن المال السياسي، يؤثر في مشاركة المواطن بالانتخابات، ومساءلة هؤلاء يعطي اطمئنانا للناخب".
***********************************************
الصفحة الرابعة
مراقبون يتحدثون عن تحديات متوقعة استراتيجية وطنية لتطوير التعاقدات الحكومية بالتعاون مع البنك الدولي
بغداد – تبارك عبد المجيد
أطلقت وزارة التخطيط خلال شهر أيار الجاري استراتيجية وطنية لبناء القدرات والاحتراف المهني في مجال التعاقدات الحكومية، وذلك بالتعاون مع البنك الدولي. ورغم الأهمية الكبيرة لهذه الاستراتيجية، إلا أن مراقبين يشيرون إلى تحديات اقتصادية متوقعة قد تؤثر على نجاح تنفيذها.
وفي ورشة العمل الخاصة بإطلاق الاستراتيجية التي نظمتها وزارة التخطيط، أكد المدير الإقليمي للبنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الدكتور ماجد البياع، أن تطوير القدرات في مجال المشتريات العامة يشكل أداة استراتيجية لتنفيذ سياسات الدولة في مختلف القطاعات، مشدداً على أهمية الشراكة مع العراق لتحقيق أفضل النتائج.
تطوير الإطار القانوني
من جانبه، أوضح مدير عام العقود الحكومية العامة في الوزارة، ثامر عواد السعيدي، أن الاستراتيجية تعتمد على مسارين رئيسيين: الأول يمتد حتى نهاية عام 2027 ويركز على تطوير الإطار القانوني وتنفيذ برامج تدريبية شاملة. أما المسار الثاني فهو متوسط المدى حتى عام 2029 ويهدف إلى ترسيخ الاحتراف المؤسسي لوظيفة التعاقدات الحكومية.
وبالحديث عن هدف الاستراتيجية، يقول المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، إن "الهدف يتمثل ببناء القدرات في مجال التعاقدات وتستهدف الوصول إلى الاحتراف الكامل في وظيفة التعاقدات الحكومية وتعزيز مكانتها ودورها وفعاليتها في الواقع التنموي والاقتصادي الاستراتيجي لمدة 5 سنوات من 2025 الى 2029".
وأوضح الهنداوي في حديث خص به "طريق الشعب"، أن الشرائح المستهدفة من هذه الاستراتيجية، هم موظفو: "الخدمة المدنية المشاركون في عمليات التعاقد عبر مراحل مختلفة، والذين هم ضمن هذه الفئة، فهناك المستوى الأول والمستوى الثاني والثالث والرابع، فيما يبلغ عدد المستفيدين حوالي 5500 موظف في الحكومة الاتحادية، وسيستفيد من هذه الآليات 1500 موظف في حكومة إقليم كوردستان".
مراحل التنفيذ
وأشار الهنداوي إلى أن الاستراتيجية ستنفذ على شكل مراحل، الأولى وفقا ستكون على :"لمدى القصير لعام 2027، وتعتمد على الإطار القانوني المناسب للاحتراف وتحديد الشروط والمتطلبات والآليات، والثانية تطوير وتنفيذ برنامج تدريبي مستدام وشامل على المدى المتوسط لغاية نهاية الاستراتيجية لعام 2029، تستهدف ترسيخ مكانة ودور ووظيفة التعاقدات الحكومية كأداة استراتيجية في تخطيط وتحقيق الأهداف العليا للجهات التعاقدية من خلال التطبيق العملي للاحتراف".
وبيّن ان ركائز هذه استراتيجية ترتكز على الاعتراف بوظيفة التعاقدات الحكومية كإحدى فئات الخدمة المدنية في الدولة، وتحديد الفئات المستهدفة واحتياجاتها من المستويات الاحترافية، وتقدير أعداد المستفيدين".
وأضاف ان "الركائز الأخرى للاستراتيجية هو إنشاء منظومة تدريب متكاملة ترتكز إلى الإطار العام للكفاءات، من خلال بناء فريق من المدربين المحليين المعتمدين، وإنشاء مراكز ومؤسسات تدريب محلية، ونظام تعلم للتعاقدات الحكومية على منصة الكترونية".
وتابع الهنداوي، أن "الكفاءات على مستوى الإطار العام تقسم إلى 5 مراحل كفاءة هي: كفاءات مرحلة التخطيط لعملية التعاقد، وكفاءات مرحلة إجراءات التعاقد، وكفاءات مرحلة إدارة العقد، والكفاءات الإدارية للقيم والسلوكيات الاحترافية".
كما حددت الاستراتيجية 4 مستويات للاحتراف، الأساسي والمتوسط والمتقدم والخبير، بالإضافة الى تحديد المؤهلات والمتطلبات اللازمة لتدريب كل مستوى من هذه المستويات وصولا للاحتراف ونطاق والمسؤولية. بحسب الهنداوي.
خطوة مهمة
الباحث في الشأن الاقتصادي، احمد عيد ذكر أن "إطلاق استراتيجية تنمية القطاعات يمثل خطوة مهمة نحو إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية شاملة خارج الإطار الريعي التقليدي"، مؤكدا أن "التركيز على رفع كفاءة التعاقدات الحكومية يعد مدخلا أساسيا للحد من الهدر المالي، ويضمن تنفيذ مشاريع خدمية وتنموية ذات جدوى فعلية، في وقت يعاني فيه البلد من تراجع كبير في كفاءة الإنفاق العام".
وفي حديث عيد مع "طريق الشعب"، قال إن "جودة إدارة العقود الحكومية تُعد مؤشراً مباشراً على مستوى الفساد المالي والإداري، إذ أن سوء التعاقد، وضعف الرقابة، وغياب الشفافية ساهمت بشكل كبير في تفشي ظاهرة المشاريع الوهمية والمتلكئة خلال السنوات الماضية، ما أضعف الثقة بالجهات المنفذة وأجهض الكثير من المبادرات الحكومية".
واضاف، أن "بالرغم من وجود استراتيجية تطرح رؤى طموحة، إلا أن هناك تحديات اقتصادية جدية قد تعيق تنفيذها حتى عام 2029، أبرزها: محدودية الموارد المالية، تصاعد العجز المزمن في الموازنة العامة، ضعف التخطيط اللامركزي، وافتقار بعض المحافظات إلى الكوادر المؤهلة، فضلاً عن غياب البيئة الآمنة والمستقرة، في ظل استمرار ظاهرة السلاح المنفلت ونفوذ الميليشيات، والتي تمثل عائقا مباشر أمام الاستثمار والتنمية، سواء من خلال فرض الإتاوات أو التدخل في منح العقود".
إشراك القطاع الخاص
وتابع أن "إشراك القطاع الخاص في هذه الاستراتيجية، سواء على مستوى التدريب أو التنفيذ، سيكون عامل حاسم في إنجاحها، لا سيما أن القطاع الحكومي وحده غير قادر على تحمل أعباء التنمية"، مستدركا بالقول "لكن تحقيق ذلك يتطلب بيئة قانونية وتنظيمية حامية ومحفزة، إلى جانب إصلاحات حقيقية في ملف النزاهة والشفافية".
وبرغم الظروف المالية الصعبة، رأى عيد أن توقيت إطلاق الاستراتيجية قد يكون "مناسب إذا ما تم البناء عليها تدريجياً، وبما يتلاءم مع الإمكانات المتاحة"، مشيراً إلى أن "التخطيط الطويل الأمد، ولو في ظل التقشف، يظل خيارا أفضل من الاستمرار في النهج العشوائي وردات الفعل، ويُعد رسالة إيجابية للمواطن والمستثمر على حد سواء".
وقال علي نجم العبدالله، مختص في الاقتصاد، أن "إطلاق وزارة التخطيط لاستراتيجية وطنية لبناء القدرات في مجال التعاقدات الحكومية هو خطوة مهمة على طريق إصلاح الجهاز الإداري وتحسين جودة الإنفاق العام في العراق"، مؤكدا ان "التركيز على تطوير الإطار القانوني وبرامج التدريب يعكس وعيا بضرورة الاحترافية والشفافية في إدارة العقود، وهو ما يمكن أن يقلل من الهدر المالي ويعزز الثقة في تنفيذ المشاريع التنموية".
وبيّن العبدالله لـ "طريق الشعب"، انه "لا يمكن تجاهل التحديات الاقتصادية العميقة التي تواجه تنفيذ هذه الاستراتيجية بنجاح. محدودية الموارد المالية، والعجز المستمر في الموازنة، والبيئة الأمنية غير المستقرة كلها عوامل قد تعيق تطبيق البرامج التدريبية أو تحديث الأطر القانونية بشكل فعال".
وذكر أن "غياب الاستقرار السياسي والاجتماعي، بالإضافة إلى ضعف التنسيق بين الجهات المركزية والمحلية، يشكل عائقا أمام تطوير منظومة التعاقدات بشكل متكامل، مؤكدا ان "نجاح هذه الاستراتيجية مرهون بوجود إرادة سياسية حقيقية، ودعم مستمر من البنك الدولي، إلى جانب مشاركة فعالة للقطاع الخاص".
وخلص الى انه "في حال تمكن العراق من تجاوز هذه التحديات، فإن هذه الاستراتيجية قد تصبح نموذجا ناجحا لتحسين الإدارة الحكومية وتنفيذ مشاريع ذات جودة عالية، تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة".
***********************************************
مدارسه تتآكل والسوق يكرّس إقصاء خريجيه التعليم المهني.. تهميش حكوميّ ومناهج قديمة والمجتمع يعدُّه خيارا اضطرارياً
بغداد – طريق الشعب
يعد التعليم المهني في العراق ركيزة أساسية لتطوير الاقتصاد ودعم سوق العمل بكفاءات فنية ومدربة، لكنه للأسف يعاني اليوم من تراجع واضح وتهميش كبير، رغم تزايد الحاجة إلى العمالة الماهرة في مختلف القطاعات.
ويعد ضعف الدعم الحكومي، قدم المناهج، ونظرة المجتمع السلبية، عوامل أثرت سلبا على هذا القطاع الحيوي، ما أدى إلى جعله خيارا أخيرا لدى الطلبة وأسرهم.
ويؤشر مراقبون وجود تراجع كبير في الاقبال على التعليم المهني، الا ان مصدرا حكوميا اكد ان هناك اقبالا كبيرا على مدارس التعليم المهني، وقد اصبحت مدارسه تكتظ بالطلبة.
تعليم في طريقه للاندثار!
وبخلاف حديث هذا المصدر، يقول المشرف التربوي حيدر كاظم، أن نسبة الطلبة الملتحقين بالتعليم المهني في العراق متدنية جداً، رغم ما يشهده سوق العمل من نقص شديد في الأيدي العاملة الماهرة.
ويضيف في حديث لـ"طريق الشعب"، أن عدد المدارس المهنية في البلاد لا يتجاوز 316 مدرسة، تستقبل سنوياً نحو 25 ألف طالب فقط، وهو رقم لا يتناسب إطلاقاً مع الحاجة الحقيقية للسوق.
ويعزو كاظم هذا التراجع إلى غياب استراتيجيات حكومية واضحة تدرك أهمية التعليم المهني، مشيراً إلى أن العراق كان يضم في السابق معاهد متخصصة في النفط والإدارة والسياحة والصناعات المختلفة، لكنها اندثرت، ما أثر سلباً على مخرجات هذا القطاع.
ويشير إلى أن ضعف البنية التحتية للمدارس المهنية، وعدم تطوير المناهج، وغياب التدريب المستمر للكوادر التدريسية، كلها عوامل ساهمت في تدني جودة التعليم المهني في البلاد.
مناهج قديمة
ولا يقتصر التحدي على ضعف التخطيط فحسب، بل يمتد إلى نظرة المجتمع العراقي التي تعتبر التعليم المهني أقل شأناً من التعليم الأكاديمي، ما يؤدي إلى عزوف الطلبة عن الالتحاق به، في ظل محدودية فرص القبول في المعاهد والجامعات، وتقليص فرص التعيين الحكومي لخريجي هذا المسار التعليمي.
ويضيف كاظم أن العراق يفتقر لاستراتيجيات واضحة في مجالات حيوية كالصناعة والزراعة والتقنيات المتقدمة، بما في ذلك الاتصالات والذكاء الاصطناعي، داعياً الحكومة إلى إعادة النظر في سياساتها التعليمية باعتبار التعليم المهني استثماراً مستداماً لمستقبل البلاد.
ويبين أن وزارة التربية لم تبادر حتى الآن بتطوير مناهج التعليم المهني، حيث ما تزال تلك المناهج قديمة وغير متوافقة مع المتغيرات التقنية الحديثة، رغم أن العراق بات في أمس الحاجة إلى كوادر وسطى وتقنية تواكب متطلبات سوق العمل وتسهم في بناء اقتصاد إنتاجي حقيقي.
ويختتم حديثه بالإشارة إلى أن الحروب والنزوح والأزمات الاقتصادية، إلى جانب ضعف التخصيصات المالية وغياب الاهتمام الحكومي، شكلت عوامل رئيسية ساهمت في تقهقر هذا القطاع.
تصور مجتمعي سلبي واهمال حكومي
فيما يقول الناشط في مجال التعليم أبراهيم الدليمي لـ "طريق الشعب"، إن "العزوف المتزايد عن التعليم المهني في العراق يعكس فشلا مزدوجا، يبدأ من النظرة المجتمعية السلبية تجاه هذا النوع من التعليم، ولا ينتهي عند غياب الرؤية الحكومية لتطويره ودمجه في سوق العمل".
ويضيف الدليمي، أن "العديد من الأسر تعتبر التعليم المهني مسارا للطلبة الضعفاء في الاستيعاب الدراسي، وليس خيارا يمكن أن يفتح آفاقا مهنية حقيقية، وهذا تصور ناتج عن سنوات طويلة من التهميش وضعف النتائج الواقعية لهذا النوع من التعليم".
ويشير إلى أن "غياب الدعم الحكومي الجاد، سواء من ناحية توفير بنى تحتية متطورة أو تحديث المناهج وربطها بحاجات السوق، جعل من التعليم المهني خيارًا غير جاذب، ما تسبب في تراجع الإقبال عليه بصورة مقلقة".
ويخلص الى القول: "نحن بحاجة إلى حملة شاملة لإعادة الاعتبار للتعليم المهني، تشمل إصلاحا حقيقيا في النظام، وتعاونا مع القطاع الخاص، إلى جانب تغيير الصورة النمطية لدى المجتمع عبر الإعلام والبرامج التوعوية".
الطلاب يواجهون صعوبات متزايدة
من جانبها، تقول التربوية حنين الحلفي أن أحد أبرز أسباب تراجع الإقبال على هذا النوع من التعليم يكمن في جمود المناهج وافتقارها للتحديث بما يتلاءم مع متطلبات العصر.
وفي حديثها لـ "طريق الشعب"، تذكر الحلفي أن وزارة التربية لم تبذل الجهود الكافية لتطوير مناهج التعليم المهني، ما جعله يبدو غير جذّاب للطلبة، ويفتقر إلى القدرة على المنافسة مع التعليم الأكاديمي العام. "ما زالت المواد الدراسية تُدرس بذات الأساليب القديمة، دون أن ترافقها أدوات تطبيقية أو تدريب عملي حقيقي يربط الطالب بسوق العمل"، تقول الحلفي.
ويضيف أن العراق في أمس الحاجة إلى الكوادر الوسطى والتخصصات التقنية التي من شأنها أن تنهض بقطاعات الإنتاج والخدمات، إلا أن سياسات الحكومة تقف عائقا أمام ذلك، من خلال تقليص فرص التعيين لخريجي المعاهد المهنية والإعداديات، الأمر الذي يقلل من جدوى هذا المسار بنظر الطلبة وأسرهم.
وترى الحلفي أن النظرة المجتمعية الدونية تجاه التعليم المهني تفاقم من الأزمة، حيث يُنظر إليه كخيار اضطراري للطلبة ذوي المعدلات المنخفضة، لا كمسار ذي قيمة استراتيجية. "طلاب التعليم المهني يواجهون أيضا صعوبات في مواصلة دراستهم الجامعية، ما يضعف من الحوافز ويُشجع على الهروب الجماعي نحو التعليم الأكاديمي".
وتدعو الحلفي إلى ضرورة تبني خطة شاملة لإصلاح التعليم المهني، تشمل تحديث المناهج، وبناء شراكات حقيقية مع القطاع الخاص، وتوفير فرص حقيقية للتعيين والتطوير المهني، إلى جانب تغيير الخطاب المجتمعي والإعلامي تجاه هذا النوع من التعليم باعتباره ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وليس بديل أدنى من التعليم العام.
******************************************
اكول.. عندما تصبح البيوت هدفاً لعصابات الظل
أسامة عبد الكريم
في خضم الأزمات التي تعصف بالعراق، برزت ظاهرة خطيرة تنذر بتفكك ما تبقى من ثقة المواطن بمؤسسات الدولة: جماعات مجهولة تهدد الأهالي للاستيلاء على بيوتهم، أو اقتطاع أجزاء من حدائقهم، مستندة إلى مستندات مزورة وضغوط نفسية هائلة تصل حد الترويع. لا أحد يعرف من يقف خلف هذه الجماعات، ولا إن كانت تابعة لأحزاب سياسية أم تعمل تحت مظلة الفساد المنظم. ما يعرفه المواطن جيداً هو أنه أصبح هدفاً في قلب منزله. هذه الحملة الخفية تتخذ من التزوير طريقاً، ومن التهديد وسيلة، ومن ضعف الرقابة والتواطؤ الرسمي أرضية خصبة. يجري التلاعب بالسجلات العقارية بوقاحة، ويفاجأ المواطن بوجود "أوراق رسمية" تنقل ملكية جزء من بيته أو حديقته إلى جهة غامضة، ثم تنهال عليه الضغوط لتوقيع "اتفاق تسوية" بدلاً من اللجوء إلى القضاء الذي قد يُعطّل قضيته لسنوات.
ولعل ما كشفته هيئة النزاهة مؤخراً من محاولة الاستيلاء على ٣٨٥ عقاراً حكومياً في محافظة الأنبار او في احياء العاصمة بغداد، يؤكد أن الأمر ليس مجرد حالة فردية، بل نمط منظم من الجريمة العقارية. وفق بيان الهيئة، فإن مجموعة متورطة قامت بتجزئة عقارين تعود ملكيتهما لوزارة المالية إلى عدة وحدات سكنية بمساحة ٢٥٠ م² لكل منها، ثم سجلتها بأسماء أقارب موظفين في التسجيل العقاري، استناداً إلى كتب وهمية لا تحمل أي غطاء قانوني أو تخطيط حضري معتمد.
الكارثة أن قيمة هذه العقارات تتجاوز سبعة مليارات دينار عراقي، وهي ليست فقط أموالاً عامة تم التلاعب بها، بل أيضاً دليل حي على تغلغل الفساد في مفاصل الدولة، وعلى رأسها الدوائر العقارية التي باتت مرتعاً للتلاعب بمصير المواطنين.
لا يكفي ضبط الأضابير وتجميد الصفقات، فالجريمة العقارية أعمق من أوراق مزورة. المطلوب تفكيك الشبكة ومحاسبة كل من تورّط، من الكتبة إلى الكواليس. حين تُصبح البيوت غنائم، تنهار فكرة الوطن من أساسها… فهل من مستجيب؟
الصفحة الخامسة
النفايات البلاستيكية سموم شديدة الخطورة تهدد البيئة والإنسان
متابعة – طريق الشعب
باتت مشاهد النفايات البلاستيكية المتراكمة في الشوارع وعلى ضفاف الأنهار والساحات المفتوحة جزءًا من الحياة اليومية للعراقيين. حيث ترمى أكياس النايلون وقناني المياه وعلب التغليف البلاستيكية إلى جانب بقايا أطعمة ومواد عضوية، بشكل عشوائي، ما يحوّلها إلى ملوثات طويلة الأمد تهدد سلامة البيئة والصحة العامة، فضلا عما تشكّله من مشاهد مشوّهة غير حضارية.
وفي الوقت الذي تبدو فيه الجهات المعنية بملف النظافة، مُقصرة تجاه تلك الظاهرة المتنامية. حيث لا تتخذ إجراءات مدروسة لمعالجة هذا الملف.. في ذلك الوقت تُطلق مجموعات شبابية متطوعة حملات لتنظيف الأماكن العامة، لا سيما ضفاف الأنهر، لكنها لا تلقى غالبا مساندة من قبل المجتمع، بل على العكس من ذلك، تلقى تنمرا مجتمعيا في بعض الأحيان!
مخاطر التلوّث البلاستيكي
يشكل التلوث البلاستيكي مشكلة بيئية خطيرة في العراق، تتفاقم بازدياد كمية النفايات البلاستيكية، خاصة في ظل الافتقار إلى آليات جيدة لإدارة هذه النفايات والتخلص منها بشكل صحيح. ويؤدي ذلك الى انتشار الأمراض السرطانية، اضافة الى تأثيراته السلبية على الصحة العامة.
في هذا الصدد يقول مدير "مؤسسة حقب" للإغاثة والعمل العمالي، حيدر رائد الرشاد الربيعي، أن "كمية نفايات البلاستيك تمثل نحو 17 في المائة من مجمل النفايات في العراق، والتي تصل الى نحو 32 ألف طن يومياً. وبذلك تبلغ نسبة نفايات البلاستيك منها بين 5 و6 آلاف طن".
ويوضح في حديث صحفي أن "الاستخدام المفرط للبلاستيك في المنازل والمصانع والمتاجر يعد من أبرز مصادر التلوث. فتعبئة المياه تتم بعلب بلاستيكية ومواد التغليف تتم بواسطة البلاستيك، اضافة الى الأكياس البلاستيكية التي تعد من أكبر الملوّثات"، مبيناً ان "اكثر المدن تلوثاً بالبلاستيك هي بغداد التي تصل كمية النفايات اليومية فيها الى 12 الف طن، فيما لا يتم تدوير هذه النفايات ولا تستخدم كوقود للطاقة".
ويلفت الربيعي إلى أن "البلاستيك يشكل خطورة شديدة، لأنه يحتاج الى 200 عام كي يتحلل، وإذا تم طمره في التربة فقد يحتاج إلى 500 عام للتحلل. أما إذا تم حرقه فسيخلف غازات ملوثة"، مشيرا إلى ان "البلاستيك يساعد على انتشار الأمراض السرطانية، وان الدوائر البلدية لا تفرق بين انواع النفايات بل تعمل على جمعها فقط".
وينوّه الربيعي إلى ان "معامل تدوير النفايات الموجودة في البلاد تسبب اضراراً بيئية واضحة، لأنها بدائية ولا تستخدم أساليب علمية خلال تدوير النفايات".
الورق بديل ناجح
بسبب الأضرار الصحية التي تترتب على الأكياس البلاستيكية، كثيرا ما تُناشد منظمات وجهات معنية بالصحة والبيئة، استبدال الأكياس البلاستيكية بأخرى ورقية لتجنب خطورة البلاستيك، مع وضع محفزات لمن يستبدلها.
ومنذ سنوات بعيدة استغنت دول عديدة عن الأكياس البلاستيكية والورقية واستبدلتها بأكياس نسيجية لتجنب الخطورة. ولا تخلو عملية التخلص من المواد البلاستيكية من الخطورة لانها تفرز أكاسيد الكلور والكربون المدمرة لطبقة الأوزون، وتصدر عنها مركبات غازية أخرى وأحماض ومركبات سامة عديدة مضرة بصحة الإنسان والبيئة.
من جانبه، يقول الخبير البيئي صلاح الدين الزيدي، أن "التلوث البلاستيكي هو تعريف لاستخدام المواد البلاستيكية بشكل مفرط، وتنتج عنه مخلفات ذات عمر طويل جداً لا يمكن التخلص منها. لذلك ان البلاستيك يؤثر على التوازن البيئي"، موضحا في حديث صحفي أن "البلاستيكات تُعرف بأنها مواد بوليمرية خاضعة حرارياً. بمعنى أنه لا يمكن إعادة استعمالها بصهرها، لأنه بمجرد تعرضها للحرارة تترك مخلفات غازية ضارة مثل الدايوكسينات والفيورانات ذات الطبيعة السمية".
ويشير إلى أن "الإمكانية الوحيدة للتخلص من البلاستيك تتمثل في فرمه وإعادة إدخاله في منتجات بلاستيكية جديدة. ويمكن استخدام نسبة معينة منه في تصنيع المنتجات"، مبيناً أن "نسبة التصنيع لا تتجاوز 20 في المائة، فيما تبقى 80 في المائة من مواد البلاستيك غير صالحة للاستخدام مرة اخرى".
وينوّه الزيدي إلى ان "التخلص من البلاستيك يمثل تحدياً بيئياً، ويتطلب إعادة تدوير بنسب معينة في الإنتاج"، محذراً من أن "حرق البلاستيك يفرز مركبات خطرة".
ويعتبر اختصاصيون ان البلاستيك بحد ذاته غير ملوّث للبيئة بشكل مباشر، الا ان هناك مواد كيميائية تُضاف إليه خلال عملية التصنيع، وهذه تتحلل وتتفكك مع مرور الوقت. ومثال على ذلك، عند تعرض قناني المياه لأشعة الشمس، يمكن أن تتسرب المواد السامة إلى داخل المياه بعد تفككها بفعل الحرارة، ما يعني أننا قد نتناول هذه المواد دون أن نشعر عند شرب الماء، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية اتخاذ معالجات سريعة لهذه المشكلة.
المبادرات التطوعية تلقى تنمرا!
كثيرا ما يُبادر شبان متطوعون إلى إطلاق حملات للتخلص من النفايات البلاستيكية وغيرها من النفايات، مع توعية الأهالي بخطورتها. لكن تلك الجهود سرعان ما تواجه صعوبات وعقبات، كون حجم النفايات يتطلب جهودا كبيرة وعملا حكوميا جادا. بينما يلقى بعض الحملات تنمرا مجتمعيا وغيابا للدعم. إذ ان الكثيرين من المواطنين لا يتعاونون في هذا الجانب، فيواصلون رمي نفاياتهم في الأماكن العامة رغم التحذيرات من خطورة هذا الأمر.
احمد الخالدي، شاب من أهالي قضاء المحمودية جنوبي بغداد، عمل عام 2022 مع رفاقه على جمع البلاستيك وتسليمه الى معامل التدوير.
يقول احمد في حديث صحفي ان عملهم استغرق عاماً كاملاً. إذ يقومون بجمع البلاستيك وتسليمه الى معمل قريب من الطريق السريع في المحمودية، مستدركا "لكننا لم نجد دعماً حكومياً، إضافة إلى ان هناك ضعفا في وعي المجتمع بالعمل الذي نقوم به".
ويضيف قوله: "تعرضنا انا ورفاقي للتنمر واطلقوا علينا لقب (اهل الزبل)، لأن عملنا مرتبط بالبحث في النفايات عن القناني البلاستيكية وغيرها".
وكانت "منظمة صحفيات من أجل المناخ"، قد اطلقت في شباط العام الماضي حملة تطوعية لجمع مليون علبة بلاستيكية فارغة، ضمن خطوة تهدف إلى دعم الجهات الداعية لمناخ نظيف، وإلى إعادة تدوير المواد البلاستيكية المستخدمة، وتشجيع الاستثمار الوطني في هذا المجال، فضلا عن المساهمة في خلق بيئة خالية من التلوث.
وكانت الحملة ترفع شعار "بالتدوير نصنع التغيير"، وتحاول لفت انتباه الحكومة إليها، لعلها تتحرك بهذا الاتجاه.
يشار إلى أن القناني والعبوات البلاستيكية تعد من أفضل المنتجات البلاستيكية القابلة للتدوير. لذلك تفضلها معامل التدوير على غيرها لسهولة معالجتها وإعادة تصنيعها وتحويلها إلى منتجات أخرى. كما أنها الأكثر انتشاراً في جميع المدن.
***************************************
سمكة {السلور} تقتحم الأهوار وتدق ناقوس الخطر
متابعة – طريق الشعب
سجّل فريق "منظمة الجبايش" البيئية إنجازاً علمياً جديداً، بتوثيق أول وجود مؤكد لسمكة السلور الأفريقية داخل أهوار الجبايش في ذي قار. وقالت المنظمة في بيان صحفي أن "هذا الاكتشاف يمثل ثاني تسجيل رسمي للنوع داخل العراق، بعد رصده سابقًا في نهر دجلة قرب مدينتي بغداد والموصل من قِبل باحثين في جامعة بغداد، لكنه يُعد الأول من نوعه داخل بيئة الأهوار".
ودعا البيان إلى "رصد دقيق لهذا النوع، ومتابعة تأثيره على التنوع الإحيائي في الأهوار"، محذراً من "إمكانية توسعه على حساب الكائنات المحلية، الأمر الذي قد يُحدث اختلالات تصعب معالجتها لاحقاً".
وتنتمي السمكة إلى فصيلة السلوريات، وتتميز بزعنفة ظهرية طويلة تمتد على طول الجسم، وأخرى ذيلية دائرية، وأربعة أزواج من الشعيرات الحسية (باربلز). وهي خصائص تمنحها قدرة كبيرة على التحسس والبقاء في المياه الطينية والعكرة، ما يساعدها على التكيّف والتكاثر في البيئات الجديدة.
ويصنف العلماء هذه السمكة ضمن الأنواع الدخيلة الغازية، ما يثير مخاوف بيئية من تأثيراتها المحتملة على الأنواع المحلية وعلى التوازن البيئي الدقيق في الأهوار، التي تُعد واحدة من أغنى النظم البيئية في المنطقة وأكثرها هشاشة.
*****************************************
مرصد بيئي: أمانة بغداد تُسبّب {كارثة} في اليرموك!
متابعة – طريق الشعب
اتهم مرصد العراق الأخضر المعني بالبيئة، أمانة بغداد بالتسبب في "كارثة بيئية" جراء إقدامها على قطع عدد كبير من الأشجار المعمّرة في منطقة اليرموك، ضمن "حملة لتطوير البنى التحتية". وذكر المرصد في بيان صحفي أن "أمانة بغداد قامت بقطع أشجار معمّرة في إطار ما أسمته مشروع تطوير الـ4 شوارع في منطقة اليرموك، في خطوة تكررت مراراً في عدة مناطق.
حيث يتم اجتثاث الأشجار بذريعة تحسين الطرق، في وقت يبدو فيه أن المشاريع تستهدف المناطق الأكثر كثافة بالأشجار".
وأشار إلى أن "هذه الممارسات سبق أن تكررت، من بينها ما حدث قرب جسر الصرافية من جهة منطقة العطيفية، حيث تم قلع أشجار كبيرة واشترطت الأمانة على المقاول زراعة أشجار بديلة في مواقع أخرى".
واعتبر المرصد أن غرس أشجار جديدة "حل غير كاف"، موضحاً أن "الأشجار الجديدة تحتاج إلى عشر سنوات على الأقل لتنمو وتصبح مصدات رياح وتنتج الأكسجين اللازم لتلطيف الأجواء، وهو ما يعني أن الضرر البيئي يستمر لفترة طويلة".
كما لفت إلى "واقعة مشابهة أثناء تطوير ساحة النسور.
حيث تم قلع أشجار معمرة كانت مزروعة على الجزرات الوسطية وجانبي الطريق، ما ساهم في تفاقم الأزمة البيئية في العاصمة".
وأكد أن "العراق يعاني تحديات مناخية حادة"، مشيراً إلى أن "البلاد بحاجة لزراعة نحو 15 مليار شجرة لتحسين المناخ وتقليل التصحر. فيما تأتي هذه الحملات لتفاقم التدهور البيئي".
ودعا المرصد الشرطة البيئية إلى "اتخاذ إجراءات قانونية بحق أمانة بغداد، سواء بفرض الغرامات أم إصدار الإنذارات، رغم تشكيكه في فعالية هذه الإجراءات كونها تجرى بين جهتين حكوميتين".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت خلال الأيام الماضية، صوراً وفيديوهات تبين اقتلاع اشجار معمّرة ونباتات في منطقة الـ 4 شوارع في اليرموك.
بينما بررت الجهات المعنية هذا الفعل بقولها أن الأشجار التي تم قلعها مصابة بأمراض، من بينها "داء الأرضة"، وانها قلعتها كي لا تتهالك أكثر وتسقط على المواطنين، وهو ما بيّناه في عددنا السابق، في تقرير نشرناه على هذه الصفحة.
*****************************************
لقطة اليوم
طفح مجارٍ مزمن في الزقاق 21 – المحلة 114 (جديد حسن باشا)
يقول أحد أهالي المحلة في منشور على فيسبوك، أن هذا الزقاق وبقية الأزقة المتفرعة من شارع المتنبي، تُعاني إهمالا من ناحية صيانة شبكة المجاري وبقية الخدمات، في الوقت الذي تُعد فيه المنطقة معلما تراثيا سياحيا.
ويوضح أن المحلة باتت غاصة بالروائح الكريهة والحشرات الضارة، ما يهدد الصحة العامة، ويشوّه المنظر ويعرقل حركة السكان والزائرين، مؤكدا أنهم ناشدوا دائرة المجاري مرارا معالجة هذه المشكلة، لكنهم لم يروا حتى الآن إجراءات جادة.
عن "فيسبوك"
********************************************
الصفحة السادسة
إيران وإسرائيل تتبادلان القصف هل تنجح دعوات التهدئة لوقف الحرب؟
متابعة – طريق الشعب
قتل 24 إسرائيليا وأصيب نحو 600 آخرين بجروح، في حصيلة جديدة أعلن عنها، أمس، جراء الضربات الصاروخية الإيرانية رداً على العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي، فيما أفادت وزارة الصحة الإيرانية، الأحد، أن " العدوان الإسرائيلي أسفر عن سقوط 224 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين".
وسط ذلك تجددت دعوات التهدئة والذهاب إلى التفاوض، وسط رفض إيراني وتهديد إسرائيلي.
دعوات التهدئة تتزايد
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، لإجراء مفاوضات عاجلة لإنهاء الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، مؤكداً أن "تصاعد الصراع مثير للقلق العميق".
وأضاف في كلمة في الأمم المتحدة: "أقف إلى جانب كل من دعا إلى خفض التوترات وإجراء مفاوضات دبلوماسية عاجلة لإنهاء الهجمات المتبادلة الإيرانية والإسرائيلية وإيجاد حل للوضع الحالي".
ودعا إلى احترام القانون الدولي بالكامل وخاصة حماية المدنيين في المناطق المأهولة.
وساطة روسية وقلق صيني
فيما أعلنت روسيا، أمس، استعدادها للعب دور الوساطة بين إسرائيل وإيران، وبذل كل ما في وسعها لإزالة الأسباب الرئيسية للأزمة بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "ندين الإجراءات التي أحدثت توتراً خطيراً في المنطقة. ونرى أن المجتمع الإيراني متحد في مواجهة الهجمات التي تشنها إسرائيل".
وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات هاتفية منفصلة بشأن هذا التوتر مع كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: سنواصل اتصالاتنا مع الجهات ذات العلاقة وتعزيز محادثات السلام والابتعاد عن المزيد من عدم الاستقرار في أوضاع المنطقة".
وأعرب غوا تشياكون، عن قلق بلاده من الهجمات الإسرائيلية على إيران والتي زادت فجأة من الصراع المسلح، ودعا الأطراف جميعاً إلى الإسراع في اتخاذ إجراءات عاجلة لتهدئة الوضع المتأزم ومن المزيد من الدوامات الإقليمية وتمهيد الأرضية للعودة إلى طريق الحوار والتفاوض لحل المشكلات".
وأكد أيضاً على أن "القوة لا يمكنها تحقيق سلام دائم، وكل خلاف دولي يجب أن يحل من خلال الحوار والتفاوض، وعلى الطرفين الالتزام بمفهوم الأمن المشترك من أجل إزالة مخاوف كل الأطراف".
وفي الاثناء أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده مستعدة للقيام بدور تسهيلي لإنهاء الاشتباك الدائر بين إسرائيل وإيران فورا والعودة إلى المفاوضات النووية.
لا معنى للتفاوض.. حالياً
ورفض المسؤولين الإيرانيين الحديث عن التفاوض في الوقت الحاضر، اذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: إن "طرح موضوع التفاوض مع واشنطن في هذه الظروف لا معنى له".
وأضاف في مؤتمر صحفي: "كان على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يدين الهجوم الإسرائيلي على إيران، لكن للأسف تم التعامل معه بشكل سياسي ولم يتحقق ذلك".
وتابع بقائي: "كان يجب على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أن تدين بوضوح هجوم إسرائيل، خاصة على منشآت نطنز النووية". مشيرا إلى أن "تبرير العمليات الاستباقية من قبل إسرائيل لشن هجوم على إيران غير مقبول"، مضيفا أنه "يجب على الدول الأوروبية أن تركز جهودها على وقف هجمات إسرائيل".
وقال إسماعيل بقائي: "الدعم الشامل من الولايات المتحدة والدول الغربية لإسرائيل قد وضع السلم والأمن في مواجهة تهديد غير مسبوق".
فيما أفاد مسؤول مطلع على الاتصالات الجارية، أن إيران أبلغت الوسيطين، قطر وسلطنة عُمان، بأنها غير مستعدة للدخول في مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، في وقتٍ تتعرض فيه لهجوم إسرائيلي مستمر. وقال المسؤول، طالبا عدم كشف هويته إن الإيرانيين أوضحوا للوسيطين أنه "لن تكون هناك مفاوضات جدية قبل أن تستكمل إيران ردها على الضربات الاستباقية التي شنتها إسرائيل".
تهديدات جديدة
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، سكان طهران بـ "دفع الثمن قريبا"، وذلك عقب الرد الصاروخي الإيراني الأحدث فجر أمس الاثنين.
كما هدد كاتس في وقت سابق "بحرق طهران" وضرب المنشآت النووية ومنظومات الدفاع الجوي في إيران، إذا استمرت في إطلاق الصواريخ.
من جهته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن إسقاط النظام في طهران "ليس هدفا مباشرا" لكنهم يأملون أن يكون نتيجة تلقائية للأحداث.
وفي تصريحات أخرى، أضاف هنغبي أن الهجوم الحالي ضد إيران "لا يستهدف القيادة السياسية"، مؤكدا أن الهدف هو تقليص قدرة طهران على الإضرار بتل أبيب، على حد تعبيره.
******************************************
أهالي غزة يقايضون السلع الاحتلال يكثف تقتيل طالبي المساعدات
متابعة – طريق لشعب
قالت وزارة الصحة بغزة إن مستشفيات القطاع استقبلت أكثر من 68 شهيدا و182 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية، رغم الحديث عن تقليص عديد القوات في غزة بعد الاعتداء على إيران، كما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن أساليب الحرب الإسرائيلية في القطاع تسبب معاناة مروعة وغير مقبولة.
السلع مقابل الطعام
لجأ عدد من سكان قطاع غزة، إلى أسلوب مقايضة السلع مقابل توفير الطعام، وذلك في نشر إعلانات عبر تطبيق واتساب، ومنهم السيدة ام جاد كنعان التي نفد مخزونها الذي اشترته تحسباً لاستمرار الحصار لمدة طويلة.
ونظرا لحاجتها الماسة للطحين لصنع الخبز، اضطرت للتفريط في كمية من السكر المفقود من الأسواق. ونشرت السيدة الفلسطينية إعلانا تطلب فيه مقايضة 4 كيلوغرامات من الطحين بكيلوغرام من السكر، ونجحت في ذلك.
لكنّ غياب المواصلات داخل أرجاء قطاع غزة، بسبب شح الوقود وقلة السيارات، يجعل من المقايضة أمرا صعبا في بعض الأحيان، ويتسبب في فشل الكثير من المحاولات.
وتقول أم جاد في حديث صحفي، "حينما أنشر عرضا للتبادل، يكون هناك تجاوب من العائلات الأخرى، لكن أحيانا البعد الجغرافي يُفشل المقايضة مع صعوبة المواصلات".
وتُشيد ربة المنزل الفلسطينية بأسلوب المقايضة، وترى فيه عملية إيجابية تسمح بامتلاك الناس المواد التموينية المفقودة وخاصة الطحين.
وبحسب أم جاد كنعان، فإن عدم توفر العملات النقدية وصعوبة سحبها من البنوك المغلقة يزيدان من لجوء الناس لأسلوب المقايضة بشكل كبير.
وفي ذات الموضوع احتاجت ختام حسين، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إلى كيلوغرام من السكر، فنشرت إعلانا تعرض فيه مقايضته بالعدس، ونجحت في ذلك.
ويستخدم السكان العدس حاليا بديلا عن الطحين المفقود، إذ يصنعون منه الخبز بعد طحنه.
لكنّ المقايضة لا تمكّن السيدة ختام حسين من الحصول على كل ما تحتاجه نظرا لعدم توفر كافة السلع لدى العائلات الأخرى، وخاصة مكعبات المرق المجفف الضرورية لصنع الطعام، إذ قدمت الكثير من طلبات المقايضة دون جدوى.
وتقول ختام حسين إن هناك تجاوبا كبيرا مع إعلانات المقايضة لحاجة العائلات الماسة للطعام لسد رمق أبنائها.
قتل طالبي المساعدات
وكانت مصادر طبية في القطاع أكدت استشهاد عدد من الفلسطينيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية قرب المراكز الأميركية في القطاع.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بقصف مدفعي وإطلاق نار من مسيرات منتظري المساعدات شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأكدت أن قوات الاحتلال قصفت أيضا حي الشجاعية وشارع السكة شرق مدينة غزة، ومنطقة المطاحن، جنوب شرقي دير البلح، وسط القطاع.
وفي تطور آخر، أفادت شركة الاتصالات الفلسطينية بانقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية وسط وجنوب قطاع غزة بسبب العدوان المستمر.
وقال مكتب الإعلام الحكومي بغزة إن الاحتلال يقطع الاتصالات والإنترنت للمرة العاشرة لتعتيم الحقيقة وتعميق الكارثة الإنسانية.
**************************************
الاحتلال الاسرائيلي يعتقل نشطاء ضد الحرب
القدس - وكالات
فرقت شرطة الاحتلال الاسرائيلي بشكل عنيف وقفة احتجاجية صامتة وقانونية ضد الحرب في تل أبيب، ونفذت اعتقالات سياسية لعدد من بين المتظاهرين، بينهم: المحامية نوعا ليفي – نائبة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والناشط في الشبيبة الشيوعية إيتمار غرينبرغ وناشطة أخرى.
ورُفعت في المظاهرة لافتات تدعو لإنهاء الحرب في إيران، وإنهاء حرب الإبادة في غزة، من أجل صفقة شاملة، ومن أجل حل سياسي يضمن السلام والأمن لجميع الشعوب.
وأدانت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بشدة الملاحقة السياسية غير القانونية لمظاهرة سلمية ومنظمة، واعتقال النشطاء، فقط لأنهم لا يؤيدون سياسة القتل التي ينتهجها نتنياهو وبن غفير.
وأكدت الجبهة في بيان لها، أنّ هذا اعتقال سياسي خطير، يهدف إلى إسكات الأصوات الناقدة وردع المعارضين للحرب من ممارسة حقوقهم الديمقراطية، وشددت على أن الشرطة تعمل كذراع مسلح لإيتمار بن غفير، ضد القانون وضد حق الجمهور في مناهضة الحرب.
وطالبت الجبهة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، وأكدت على مواصلة النضال ضد الحرب، ضد التحريض، وضد الفاشية.
*****************************************
القوى النووية تسرّع تحديث ترساناتها
ستوكهولم - وكالات
حذّر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، من أن العالم يدخل مرحلة جديدة من التسلح النووي، مع توجه القوى النووية نحو تحديث ترساناتها، والتخلي عن اتفاقيات الحد من الأسلحة.
وفي تقريره السنوي الصادر، أمس، أوضح المعهد أن الاتجاه التراجعي في عدد الرؤوس الحربية النووية العالمية الذي ساد العقود الماضية يبدو في طريقه إلى التلاشي، حيث تتسابق الدول المسلحة نوويا نحو تطوير الأسلحة القائمة وإضافة رؤوس جديدة.
ووفقًا لبيانات سيبري، بلغ إجمالي عدد الرؤوس الحربية النووية في العالم حتى كانون الثاني 2025 ما يقدر بـ 12 ألفا و241 رأسا حربيا، منخفضا عن 12 ألفا و405 رؤوس في العام الماضي.
ومن هذه الرؤوس، يوجد 9614 ضمن المخزونات العسكرية الجاهزة للاستخدام المحتمل، بينما تم فعلا نشر نحو 3912 رأسا حربيا، منها قرابة 2100 رأس في حالة تأهب قصوى على صواريخ باليستية، تعود جميعها تقريبا إلى الولايات المتحدة وروسيا.
وقال المعهد، إن الولايات المتحدة وروسيا، اللتين تمتلكان نحو 90 بالمائة من الترسانة النووية العالمية، حافظتا على عدد رؤوسهما الحربية القابلة للاستخدام عند مستويات ثابتة نسبيا خلال عام 2024، لكنهما في الوقت ذاته تنفذان برامج تحديث واسعة النطاق من شأنها أن تزيد من حجم وتنوع ترسانتيهما في السنوات المقبلة.
وأشار التقرير إلى أن الصين تواصل توسيع ترسانتها بوتيرة هي الأسرع بين الدول النووية، إذ أضافت بكين ما يقارب 100 رأس نووي سنويا منذ عام 2023. وبحسب التقديرات، تمتلك الصين حاليا نحو 600 رأس حربي، وهي في طريقها لأن تمتلك عددا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، يعادل ما لدى روسيا أو الولايات المتحدة بحلول نهاية العقد الحالي.
***********************************************
المخابرات الالمانية على خطى الرأسمال ألا فرق بين خطر الفاشيين الجدد و أقصى اليسار على الديمقراطية؟
رشيد غويلب
في العاشر من الشهر الحالي عرض وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت ونائب رئيس جهاز المخابرات الألمانية (حماية الدستور) سنان سيلين، في برلين، تقاريرهما الأخيرة لعام 2024.
كان وزير الداخلية الألماني قد قال في أيار الفائت، عند عرضه لإحصاءات حول "الجرائم ذات الدوافع السياسية"، إن التطرف اليميني هو التهديد الأكبر للديمقراطية. إلا أن تقرير المخابرات الذي عرض في برلين، ركز على "إمكانات" "المتطرفين" من مختلف التيارات، الذين يمكن أن يشكلوا تهديدًا "للديمقراطية".
وفقًا للتقرير، هناك قرابة 50 ألف متطرف يميني، منهم 15,300 "عنيف"، و38الف متطرف يساري، منهم 11,200 مستعدون لاستخدام العنف. وبينما ازداد عديد أعمال العنف في كلا القطبين الاجتماعيين، انخفض عددها بالنسبة لليسار المتطرف بشكل حاد، بنسبة 26,8 في المائة ليصل إلى 532، بما في ذلك ما يسمى بمقاومة ضباط إنفاذ القانون. ويشمل ذلك أيضًا عمليات مقاومة عنف الشرطة. ومع ذلك، ووفقًا للتقرير، انخفض العنف "اليساري" ضد ضباط الشرطة بأكثر من النصف. وعلى العموم سُجل ما مجموعه 5,857 (بزيادة 37.9 في المائة).
وعلى اليمين، ارتفع إجمالي عدد أعمال العنف بنسبة 47,4 في المائة، وعدد أعمال العنف المسجلة بنسبة 11,6 في المائة ليصل إلى 1281 حالة مسجلة. من بينها 1121 اعتداءً جسديًا. وارتفع عدد هجمات الحرق العمد بدوافع يمينية بنسبة 44 في المائة ليصل إلى 23 جريمة. وأشار فرات كوتشاك، عضو البرلمان الألماني عن حزب اليسار، إلى "تزايد الانقسام الاجتماعي والسياسات العنصرية على حساب المهاجرين" كسبب رئيسي لزيادة عدد مؤيدي الجماعات اليمينية المتطرفة ومرتكبيها. وقال كوتشاك يوم الثلاثاء في برلين: "بينما تُدمر الحكومة الفيدرالية المبادرات الديمقراطية، يكتسب النازيون زخمًا"، مؤكدًا: "إذا أثارت الحكومة الفيدرالية المشاعر ضد اللاجئين، وإذا شددت القوانين، وسرعت عمليات الترحيل، وحرمت الناس من حقوقهم، فلا ينبغي لأحد أن يستغرب نمو الإرهاب اليميني. كل من يُفكك حقوق الإنسان هو شريك في التحول نحو اليمين".
من بين الجماعات اليمينية المتطرفة التي حددها التقرير، 20 ألف مؤيد لحزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يحتل 151 مقعدا، ويشكل ثاني أكبر كتلة برلمانية في البرلمان الجديد. وعلى الرغم من ذلك، جدد وزير الداخلية الألماني عدم يقينه بشأن حظر نشاط الحزب، الذي ما تزال المخابرات تعتبره قوة مشتبه بكونها يمينية متطرفة.
وأضاف، إن تقرير المخابرات، المكون من ألف صفحة، والخاص بحزب البديل من أجل ألمانيا "غير كافٍ كأساس لإجراء حظر". وأن التقرير لا يتناول "العناصر الضرورية لفرض الحظر". وأشار الوزير إلى ثلاثة عناصر في النظام الديمقراطي الحر، التي يمكن للمحكمة الدستورية الاتحادية النظر فيها بشأن مواقف حزب البديل من أجل ألمانيا. إلا أن التقرير لا يتناول سوى عنصر واحد منها، وهو موقف الحزب ومسؤوليته من الكرامة الإنسانية. وأوضح الوزير أن العنصرين الآخرين: الموقف من مبدأ الديمقراطية وسيادة القانون، لم يتم البحث فيهما. لذلك، لا يمكن الإدلاء بأي تصريح بشأنهما أو بشأن التشابكات المحتملة بين العناصر الثلاث.
ودعا وزير الداخلية مجددًا إلى "مواجهة سياسية" مع حزب البديل من أجل ألمانيا. وأكد أن مهمة الحكومة الفيدرالية هي "حل المشاكل في بلدنا" حتى يُبعد الحزب عن مركز الفعل السياسي. في بداية ايار، صنّفت المخابرات الالمانية حزب البديل من أجل ألمانيا بأنه "يميني متطرف". واستند هذا التصنيف إلى التقرير الذي أعدته الوكالة على مدى عدة سنوات. وقد رفع الحزب دعوى قضائية، مما دفع المخابرات إلى تعليق التصنيف مؤقتًا.
وبالمقابل، يجري التقرير دراسةً دقيقةً لكل جماعة يسارية، مهما كانت صغيرة، يُزعم أنها مستعدة لاستخدام العنف أو قلب النظام. وبالتالي، يُعدّ الفصل المخصص للتطرف اليساري، والمُكوّن من 57 صفحة، الأطول على الإطلاق. على سبيل المثال، تُوصف منظمة "المساعدة الحمراء"، التي تدعم السجناء السياسيين، مجددًا بأنها أكبر جماعة "يسارية متطرفة"، وهي منظمة أسس سلفها الحزب الشيوعي في المانيا عام 1924 كمنظمة للحماية والتضامن، ويبلغ عدد أعضائها 14,400 ألف عضو، ويعد ذلك بالنسبة للمخابرات دليل على التطرف. وكذلك جريدة "يونغه فيلت" (العالم الشاب) اليومية. وقد طعنت الصحيفة مؤخرًا بإدراجها في تقرير المخابرات أمام المحكمة، دون جدوى. كما يدرج التقرير قنوات يوتيوب يسارية.
ويُصنّف التقرير النشاط في قضايا مثل مناهضة الفاشية، ومناهضة الرأسمالية، ومناهضة القمع، ومناهضة التحديث الحضري، أي تهجير السكان الفقراء، بعد إعادة تجديد المدن وارتفاع الإيجارات، ضمن التطرف اليساري. إن جميع ما أشير إليه" مجالات عمل قابلة للتبادل، لا تهدف، في نهاية المطاف، إلا إلى تحقيق هدفها الأيديولوجي الخاص: إقامة نظام شيوعي أو مجتمع فوضوي بدون سلطة".
في الوقت نفسه، ترى المخابرات انتشارًا واسع النطاق لمعاداة السامية ذات التوجه اليساري و "الموجهة من الخارج" في التظاهرات ضد حرب إسرائيل الوحشية على سكان قطاع غزة. وتُصنف جماعات مثل "فلسطين تتحدث" و "الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط"، بأنها معادية للسامية.
******************************************
الصفحة السابعة
من يتعامل مع أمريكا كمن يتعامل مع الفحم
حاكم محسن محمد الربيعي
يقول الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق ( من يتعامل مع أمريكا كالذي يتعامل مع الفحم، لا يناله إلا سواد الوجه واليدين )، وسبق أن قال الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، ( المتغطي بالأمريكان عريان )، وربما الكثير من الحكام العرب والأجانب الذين كانت لهم ومازالت علاقات مع الولايات الامريكية يعرفون ذلك، أي أن الولايات المتحدة لا أمان للعلاقة معها و بالتالي فهي تتخلى عمن تسميهم حلفاء، لأي سبب تستنتج أن لا فأئده من دفاعها عن حلفاء الأمس، وهي في ذلك كما قال ساستها ومنهم وزير الخارجية الأسبق كيسنجر عندما قال لأحدهم، ممن كان معتمدا على الولايات المتحدة عسكريا وسياسيا، إن أمريكا ليس لديها صديق دائم ولا عدو دائم، بل هناك مصلحة دائمة ويعبّر ذلك عن نهج براغماتي واقعي في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تُبنى التحالفات والعداوات على أساس المصلحة القومية لا الولاء الدائم، وفي هذا السياق، هناك عدة أمثلة لدول كانت حليفة للولايات المتحدة، ثم شعرت بأنها تُركت لمصيرها وبالتالي تخلّت عنها واشنطن عندما تغيّرت المصلحة، وما حصل لفيتنام الجنوبية عام 1973 عندما سحبت الولايات المتحدة قواتها وتركت الحكومة الفيتنامية تواجه مصيرها، وذلك تحت ضغط الأبطال الفيتناميين الشماليين وتوحدت فيتنام الشمالية والجنوبية تحت مسمى واحد هو دولة فيتنام القائمة اليوم، حيث لقن الفيتناميون أمريكا درسا لن ينسى وتتذكره الإدارات المتتابعة دوما، و تخلت عن الشاه عام 1979 إثر قيام الثورة الاسلامية في إيران، وكان الشاه يعد حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة الامريكية، وتخلت عن دعم الرئيس الباكستاني ضياء الحق بعد انسحاب القوات السوفيتية من افغانستان عام 1988، حيث فقد الرئيس الباكستاني أهميته الاستراتيجية والذي كان يدعم الجماعات المسلحة ضد الجيش السوفيتي في افغانستان، وتخلت عن دعم الرئيس المصري حسني مبارك عام 2011 رغم تحالفه الطويل معها، كما سحبت قواتها من أفغانستان باتفاق الدوحة في 29 شباط عام 2020، مما سهل عودة طالبان إلى السلطة، وتخلت عن دعم حركات انفصالية طالما استخدمت هذه الحركات ضد حكومات دولها في مختلف المناطق من العالم، ويعبر هذا السلوك عن نهج براغماتي واقعي في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تُبنى التحالفات والعداوات على أساس المصلحة القومية لا الولاء الدائم، ومازالت الولايات المتحدة تسير على هذا النهج، وبالتالي لا غطاء لمن يتخذون منها حليفا يتفادون مقاومة ارادة شعوبهم، ولن ينالوا سوى سواد الوجه أمام شعوبهم، فهل يمكن الاستفادة من هذه الدروس، والتوجه نحو كسب الشعب من خلال تسخير الموارد الوطنية في بناء اقتصاديات قوية، يمكن من خلالها رفع المستوى المعاشي والتعليمي وتحقيق الامن والاستقرار والنهوض بالمجتمع ثقافيا واجتماعيا.
*********************************************
حين يُغتال التاريخ مرتين ثورة 14 تموز بين التمجيد والإنكار
محمد راسم
في فجر الرابع عشر من تموز عام 1958، أشرقت شمس العراق على ولادة جمهورية أرادها العراقيون خلاصاً من العهد الملكي الجائر، وفتحاً لزمن جديد يليق بكرامة الإنسان العراقي. لم تكن تلك الثورة مجرد انقلاب عسكري عابر، بل كانت زلزالاً تاريخياً، أعاد تشكيل هوية العراق السياسية والاجتماعية، وأسس لأول مرة لفكرة "الشعب سيد نفسه"، في دولة لطالما كانت مرهونةً بالتاج ومرتبطةً بالمستعمر.
قائد الثورة، الزعيم عبد الكريم قاسم، لم يكن معصوماً من الخطأ، ولا كانت تجربته خاليةً من المطبات، ولكن أحداً لا يستطيع أن ينكر أنه كان صادق النية، ووطنياً حتى العظم، وزاهداً في السلطة. لقد حمل المشروع الوطني على كتفيه، وفتح أبواب التعليم، وأطلق مشاريع الإسكان للفقراء، وأعاد توزيع الأراضي على الفلاحين، وألغى الامتيازات الطبقية، وأوقف تبعية العراق للمحاور الدولية.
فأي خطيئة تاريخية أن يُطوى هذا اليوم من ذاكرة العطل الوطنية؟!
أن تُلغى عطلة الرابع عشر من تموز، ليست مجرد حركة إدارية، بل هو عمل سياسي مقصود، تنبعث منه رائحة الجحود والنكران، بل وتكشف عن عمق أزمة الهوية والانتماء لدى النخب السياسية التي تحكم العراق اليوم. فهؤلاء الذين يتنعمون الآن بالحكم الجمهوري، ويتحدثون عن الديمقراطية، وينعمون بمؤسسات الدولة الحديثة، ينسون (أو يتناسون) أن كل هذا بدأ من هناك، من فجر ثورة 14 تموز الخالدة.
بل الأعجب أن البعثيين الذين خنقوا عبد الكريم قاسم في دار الإذاعة، واعتصموا على جثته، لم يجرؤوا حتى على إنكار ذكرى الثورة، وأبقوا يوم 14 تموز عطلة رسمية طوال فترة حكمهم للعراق، رغم عدائهم الدموي مع الزعيم. لماذا؟ لأنهم – على توحشهم – أدركوا أن تلك اللحظة كانت تخص العراق، لا الرجل وحده. كانت صفحةً من تاريخ الوطن، لا مجرّد سيرة قائد.
أنتم الذين تنكرون هذه المناسبة، وتخجلون من ذكر الزعيم قاسم، وتحذفون عطلته، لا تنتمون إلى السردية الوطنية العراقية، بل أنتم غرباء على الذاكرة، منسيون في سيرة التاريخ. فمن لا يعترف بمن أشعل نور الحرية في وجه الاستعمار والتبعية، لا يحق له أن يتحدث عن الوطنية.
كل يوم يمرّ على العراق وهو ينزف تحت وطأة الفساد والطائفية، يجعلنا نتحسر على حلم الدولة الذي بدأه الزعيم قاسم. لم يكن الرجل معصوماً، لكنه كان واضح الوجهة ، عراقٌ حر، موحد، بلا سجون سرية، ولا امتيازات طبقية، ولا قرارات تُصنع في سفارات الدول الكبرى.
فلماذا لا تريدون لهذا اليوم أن يُذكر؟ هل لأن في ذكراه إدانة لكم؟ هل لأن سيرتكم مشوّهة أمام ظلال رجلٍ عاش في بيت مؤجر، ومات دون أن يسرق ديناراً واحداً من خزينة العراق؟ هل لأنكم تعرفون أنكم لا تُقاسون به، ولا تقربونه في شيء؟
يا ساستنا الجدد، إنكم إن نسيتم التاريخ، فالتاريخ لا ينساكم.
ولعل يوماً يأتي، يُسأل فيه العراقيون.. من هؤلاء الذين اغتالوا حتى الذكرى؟
وحينها سنقول: نحن لا نعرفهم.
*******************************************
نحو انتخابات أكثر جدية وحسماً رسالة إلى صديقتي.. وإلى كل نساء العراق
نهلة ناصر
ذهبت وزوجي صباح الأحد 8 حزيران الجاري لندلي بصوتينا في استفتاء على مقترح قوانين تخص البلد الذي نعيش فيه. شاهدت وأنا في طريقي إلى مركز التصويت عدداً كبيراً من النساء متجهات إلى ذات المركز بهمة ونشاط عاليين. تذكرتُ، وأنا أتفاعل مع حماس أولئك النسوة، حديثي ونقاشي المطوّل مع صديقة لي حول أهمية المشاركة الفاعلة في انتخابات 11 تشرين الثاني المقبل، ومحاولاتي إقناعها بالذهاب للإدلاء بصوتها، حتى وإن كان "للشيطان"، لخفض قيمة أصوات الكتل المتصدرة للمشهد السياسي والتي تحصل، في كل انتخاب، على عدد قليل من الأصوات منذ العام 2010 وحتى هذه الساعة، عليه فإن قيمة أصوات هذه الكتل ثابتة وقليلة، هذا ما ورد عن المفوضية العليا للانتخابات، ما يعني أن الـ(16) مليون ناخب ممن حدّثوا بطاقاتهم الانتخابية (عن المصدر نفسه)، لو أن نصفهم صوّت لغير تلك الكتل فإن المعادلة ستكون لصالح المواطن الذي يتوق إلى الخلاص وللأبد من الخراب والدمار والفساد الذي عمّ البلد لعشرات السنين. وما يعني أيضاً أنه كلما زاد عدد الناخبين كلما قلـّت قيمة الأصوات الذاهبة إلى كتل المتنفذين والفاسدين.
قلت لصديقتي دائمة التذمر من وضع ابنتها المهندسة التي تخرجت منذ سنوات وتعمل في شركة بناء خاصة، ومن معاناة ابنها الذي تخرج من كلية القانون ويعمل مؤخراً في مكتب محاماة خاص بأحد المعارف، والسبب يعرفه جميع العراقيين في عدم حصول هذين الشابين على وظيفة في قطاعات الدولة، فأما أن يدفعوا لمنظومة الفساد كي يحصلوا على وظيفة حكومية فيها، أو يبقوا تحت رحمة وأمزجة رؤساء الشركات الخاصة التي يعملون فيها. قلت لصديقتي: كي تنقذي أولادكِ من هذه المعاناة عليكِ بالإسراع في تحديث بطاقاتكم الانتخابية للمشاركة في الانتخابات، صحيح أنكِ تعيشين ظروفاً صحية وحياتية صعبة وضغوطات، لا عدَّ لها ولا حصر، ولكن هذه الضغوطات لن تنتهي حتى تقرري أنتِ، وكل حريص ومحب لوطنه، المشاركة في الانتخابات. وتذكّـري أن هذه فرصة للتغيير لن تتكرر إلا بعد أربع سنوات أخرى لانتخابات جديدة.
لنكن أحراراً نصنع حياتنا ومستقبلنا بأنفسنا بدل انتظار أن يرسمها لنا كل مَن "هبَّ ودبَّ" ممن لا يفقهون في السياسة شيئاً، الذين لا همَّ لهم غير الاستفادة مئة في المئة من بقاء الفوضى والفساد واللا دولة بوجودهم، مستندين إلى نظام المحاصصة الطائفية والأثنية المقيت. مستغلين المواطن الذي يعيش أسوأ أيام حياته في ظل التضخم والسرقات وفقدان الأمن، والذي يقف متفرجاً أو متذمراَ فقط.
ماذا عساه أن يحدث أكثر من ذلك لينتفض على هذا الواقع ويذهب للانتخابات؟ متى يُـدرك أن لصوته قيمة أساسية في التغيير لصالحه؟ وأنه، بمساهمته، بيده يُـمكن إحداث هذا التغيير؟
أعود إلى صديقتي لأقول لها أنكِ "داينمو" الحياة وأنكِ متى ما قررتِ المشاركة في الإنتخابات فإن أهل بيتكِ كلهم سيشاركونكِ هذا القرار، وكذلك جارتكِ عندما تسمع بذلك وأقرباؤكِ والأصدقاء. وهذه هي المشاركة الواسعة التي نطمح لها.
لنكن نحن عناصر التغيير الذي سيسجله التأريخ، لنصنع الحياة التي نريدها بكل حب. الحياة التي يُـحترم فيها المرء بتوفير كل ما يحتاج إليه بكرامة، بلا ابتزاز ولا مِـنة من أحد. لنكن كأولئك النسوة اللاتي رأيتهن صباحاَ مسرعات للإدلاء بأصواتهن، لأنهن مدركات ومتأكدات أن أصواتهن لن تذهب في مهب الريح، بل ستكون مؤثرة عند اتخاذ
أي قرار يخص حياتهن أو حياة أبنائهن.
يا نساء عراقي، يا صديقتي يا قريبتي، بادري ثقفي بضرورة الذهاب والمشاركة في الانتخابات وكأنكِ ذاهبة في رحلة أو عرس بكل ما تحملينه من حب. انتخبي من تشعرين أنه سيكون حريصاَ على حقوقكِ، يستحق الثقة التي ستمنحينه إياها ليمثلكِ في البرلمان القادم.
اشرحي وأكدي لكل من تلتقين به أن العزوف عن المشاركة في الانتخابات، هو أكبر خدمة يمكن تقديمها للأحزاب والكتل السياسية التي جثمت على صدورنا لأعوام طويلة، راغبة ببقاء الحال على ما هو عليه، إلا إذا وقفنا بوجهها واستعدنا حقوقنا المسلوبة وقررنا مصيرنا.
أدعوكِ لتكوني كصاحبة هذه الصورة التي تشدُّ على بطاقتها الانتخابية وكأنها بطاقة حب. احملي بطاقتكِ الانتخابية وضعيها في قلب الصندوق، مغمسةً بحبكِ لهذا الوطن الذي يستحق أن نفعل كل شيء من أجله.
*****************************************
الصفحة الثامنة
هل من دعم حكومي للفلاح والقطاع الزراعي
في ظل سياسات زراعية سليمة؟
عبد الكريم عبد الله بلال*
يعاني الريف في العراق من تدهور متواصل منذ عقود، وقد تفاقم هذا التدهور في السنوات الأخيرة وعلى مختلف الأصعدة: الاقتصادية، الزراعية، البيئية، الصحية، والخدمية. ويُعزى ذلك إلى أسباب عديدة، في مقدمتها الإهمال الحكومي، سواء في عهد النظام السابق أو الحكومات التي تعاقبت منذ عام 2003 وحتى اليوم.
فلم تمنح هذه الحكومات القطاع الزراعي في موازناتها السنوية أكثر من (1بالمائة) سنويًا، غير مكترثة بالزيادة السكانية في عموم العراق، ولا بالريف تحديدًا، الذي يُعَدّ مسؤولًا أساسيًا عن تحقيق الأمن الغذائي للمواطن. كما لم تُبدِ أي اهتمام بالتطورات العالمية في قطاع الزراعة بكافة مجالاته.
ولم تسعَ إلى تطوير هذا القطاع أو رسم سياسة واضحة لتحديثه، سواء في ما يخص إدارة التربة والمياه، أو التسويق الزراعي، أو التجارة الخارجية، أو السيطرة على الأمراض المستوطنة والوافدة التي تصيب الثروة الحيوانية.
يُضاف إلى ذلك التدهور البيئي في الريف نتيجة الجفاف وشحّة المياه في نهري دجلة والفرات، بسبب السياسات المائية الجائرة التي تتبعها دول المنبع، تركيا وإيران، اللتان لم تمنحا العراق حقوقه المائية، ما أدى إلى جفاف الأهوار وانخفاض إنتاج الأسماك، وهو أحد مصادر دخل سكان الريف، فضلًا عن هلاك أعداد كبيرة من الحيوانات، مثل الجاموس، والنباتات المحلية، مثل القصب والبردي، اللذين يدخلان في صناعات محلية متعددة.
ويستمر التدهور ليشمل التربة، نتيجة السياسات الخاطئة في إدارة المياه والأراضي، ومنها توزيع ملايين الدونمات في البوادي العراقية التي خُصصت أصلًا للرعي، إضافة إلى التجاوز على القوانين، وعمليات التجريف الناتجة عن التوسع السكاني والعمراني، فضلًا عن شحّة المياه، وكل ذلك أدى إلى تصحر ملايين الدونمات، وانتشار العواصف الترابية بشكل شبه يومي في معظم مناطق العراق، وتدهور البيئة، وازدياد الأمراض التنفسية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أدّى إلى هجرة مربي الأغنام إلى دول الجوار، بعد منعهم من الرعي في البوادي العراقية، مما تسبب في ارتفاع أسعار اللحوم منذ أكثر من عام. ولم تنجح سياسة وزارة الزراعة بالاستيراد سواء للحوم الحية أو المذبوحة في خفض الأسعار، بل أضافت مشكلات جديدة، منها إدخال العديد من الأمراض الحيوانية إلى الأراضي العراقية، ما أدى إلى إصابة الثروة الحيوانية المحلية بأمراض مثل الحمى القلاعية.
وقد بلغ التدهور حدًّا خطيرًا تمثل في عجز وزارتي الزراعة والموارد المائية عن وضع خطة زراعية، ليس فقط خمسية أو سنوية، بل حتى خطة موسمية لهذا الموسم الصيفي، مع منع الفلاحين من الزراعة.
فما هي الحلول الممكنة لتجاوز هذا الواقع وتطوير الريف والزراعة العراقية بكافة مفاصلها؟
إن الأمر يتطلب حزمة من الإجراءات العاجلة، يمكن تلخيص أبرزها بما يلي:
- تشكيل هيئة عليا لإدارة قطاعي الزراعة والمياه والبيئة، تضم بالإضافة إلى المختصين العاملين في الوزارات ذات العلاقة، خبراء من الجامعات العراقية، وتُمنح صلاحيات كاملة لتنفيذ برامجها.
- تخصيص موازنة تتناسب مع حاجة القطاع الزراعي، وأهميته في تحقيق الأمن الغذائي، ونسبته في رفد الدخل القومي.
- معالجة ملف المياه بوصفه القضية الأساسية، عبر التفاوض مع دول المنبع لنهري دجلة والفرات، واستخدام كل الوسائل الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية الممكنة للضغط، مع وضع سياسات واقعية لترشيد استهلاك المياه الداخلة إلى حوضي النهرين، من خلال استخدام التقنيات الحديثة، وحماية الخزين الاستراتيجي من المياه الجوفية.
- تطوير الصناعات التحويلية الزراعية، وبالأخص معامل الأسمدة بأنواعها، لما لها من أثر مباشر في دعم الفلاح والعملية الزراعية، إضافة إلى تطوير معامل أخرى مرتبطة بالقطاع.
- تحديث قطاع التسويق الزراعي، بما يواكب حجم وتنوع الإنتاج، من خلال إنشاء سايلوات، ومخازن تبريد، ومختبرات، وتوفير كوادر فنية مدربة على الفحص والتحليل.
- إيقاف الاستيراد العشوائي، ووضع سياسة استيراد تتناسب مع وفرة المنتج المحلي، مع تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية والأسواق، ومحاسبة الفاسدين والمتنفذين، وتطبيق القوانين بحقهم.
- تطوير قطاع الثروة الحيوانية، عبر تحسين البنى التحتية الصحية البيطرية، وزيادة عدد المختبرات والكوادر المتخصصة، وتوفير اللقاحات والعلاجات من مناسئ معتمدة دوليًا، إلى جانب توفير الأعلاف المدعومة للمربين.
- دعم المحاجر الزراعية والحيوانية في المنافذ الحدودية، وتوفير الكوادر المتخصصة فيها.
- تعزيز دور المصرف الزراعي، وتسهيل إجراءات منح السلف والدعم المالي للفلاحين بآليات مبسطة وميسّرة.
- الإسراع في تسديد مستحقات الفلاحين، وثمن محاصيلهم، وتعويضهم عن المواسم التي مُنعوا فيها من الزراعة.
- وضع خطط بديلة للزراعة، في حال تعذّر تنفيذ الخطة الموسمية، لضمان استمرارية عمل الفلاح وعدم ترك أرضه بائرة.
- إيقاف جميع الاستقطاعات المترتبة على الفلاحين، من ديون وسلف ومبالغ مستحقة للماء والكهرباء، إلى حين استقرار الوضع الزراعي وعودة الفلاح إلى زراعة أرضه.
- الاهتمام بالإرشاد الزراعي، من خلال دعم المراكز الإرشادية، والتركيز على نشر مفاهيم ترشيد استهلاك المياه، والزراعة البديلة المستدامة بكافة أشكالها.
- إعادة تفعيل مشاريع استصلاح الأراضي ومكافحة التصحر، ومواصلتها عبر هيئات متخصصة.
ـــــــــــــــــــــ
*مهندس زراعي استشاري
***********************************************
معرفة زراعية فاكهة الكيوي
د. علي سالم
تُعد فاكهة الكيوي (Actinidia deliciosa) من الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية، وتحظى بطلب متزايد على المستوى العالمي بسبب فوائدها الصحية، حيث أظهرت الأبحاث أن لها آثارا إيجابية على الهضم، بما في ذلك زيادة حركة الأمعاء وتقليل الحاجة إلى الملينات، إضافة إلى محتواها العالي من فيتامين C ومضادات الأكسدة، لدرجة تجعلها خيارًا جيدًا لتقوية الجهاز المناعي.
ورغم أن أغلب أصناف الكيوي الأحمر والأصفر والأخضر تبعاً إلى لون اللب، مثل deliciosa و chinensis و melanandra و argutaK تحتاج لدرجات حرارة عالية نسبياً وتُفضِّل الشتاء البارد دون تجمدٍ قاسٍ، فإن هناك أصنافا عديدة تناسب الأجواء المعتدلة، كما هو الحال في كردستان ومحافظة نينوى، ومن أبرزها صنفي Actinidia kolomicta و Actinidia arguta.
تُزرع شجرة الكيوي من خلال الشتلات أو التطعيم على أصول ملائمة، وتحتاج إلى دعم (تعريشة بأعمدة جانبية وأسلاك) بسبب طبيعتها المتسلقة، كما يُراعى وجود نباتات مذكرة ومؤنثة لضمان التلقيح، فالنبات ثنائي الجنس كما هو الحال في النخيل. ولهذا، عند إنشاء البستان تراعى زراعة نبتة مذكرة بعد أربعة نباتات مؤنثة أو زراعة صفين من النباتات المؤنثة وبينهما صف تزرع فيه نبتة مؤنثة بين كل نبتتين مذكرتين، وعلى مسافات أربعة أمتار بين الشتلات وخمسة أمتار بين الصفوف. ومن المهم تقليم الأشجار في موعد لايقل عن خمسة عشر يوماً قبل الإزهار، لتمكينها من الحصول على أكبر كمية من ضوء الشمس. أفضل طريقة للري هي بالتنقيط، حيث تثبت قطارتين، واحدة عند الساق والثانية على بعد 30-45 سم منه، كما يمكن استخدام المرشات للري.
وعلى الرغم من أن الكيوي ليس محصولًا تقليديًا في العراق، فقد ظهرت تجارب زراعية محدودة منذ العقد الأخير، لا سيما ضمن مزارع بحثية أو تجريبية في الشمال، نتائج مشجعة من حيث النمو والإنتاج، خاصة عند استخدام أنظمة ري وتسميد حديثة، وترب غنية بالمواد العضوية تتراوح حموضتها بين 5.5-6.5. ولتطوير الإمكانات الواعدة، يمكن أن نوصي بإنشاء محطات تجريبية لزراعة الكيوي في المناطق الملائمة وتدريب المزارعين على التقنيات الزراعية الخاصة بهذا المحصول وتشجيع الاستثمار في البيوت البلاستيكية أو الأنفاق الزراعية لتوسيع الزراعة في المناطق الأقل ملاءمة وتقديم الدعم الحكومي لمزارعيه.
*****************************************
فعاليات
شيوعيو بابل يتفقدون الرفيق ميثم جهاد
الحلة – علي الويسي
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، عصر الأحد، الرفيق عضو المحلية ميثم جهاد (أبو تمار)، في منزله، وذلك للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية ألزمته الفراش.
وتمنى الوفد للرفيق الشفاء العاجل ووافر الصحة والعافية. وقدم له باقة ورد. فيما أعرب هو من جانبه عن عميق اعتزازه بزيارة رفاقه.
ضم الوفد كلا من عضو المختصة الثقافية المركزية الرفيق د. علي إبراهيم، والرفاق علي عبد الزهرة، علي حبيب، عادل الياسري، خطاب شاكر، خليل يوسف، عباس الكيم، ماجد أبو خمرة ومهدي جواد.
*********************************************
أمسية ثقافية في بهرز
بهرز – طريق الشعب
نظمت اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في بهرز، أخيرا، أمسية ثقافية حول تاريخ القمع السياسي في العراق في الفترة من 1963 إلى 1968، تحدث فيها الباحث والمؤرخ عبد الكريم جعفر الكشفي، بحضور جمع من الرفاق وأصدقائهم، إلى جانب سكرتير محلية ديالى الرفيق صالح المصرفي.
أدار الأمسية الرفيق عبد اللطيف أسد محمد. بينما تناول فيها الباحث الكشفي تاريخ القمع السياسي في العراق، معرّجا بخاصة على ما تعرض له الحزب الشيوعي العراقي من قمع وحشي على يد الدكتاتورية.
**************************************
شيوعيو الثورة يزورون والد الشهيد رشاد عباس
بغداد ـ طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية الحزب الشيوعي العراقي، في الثورة، أخيرا، صديق الحزب ووالد الشهيد النصير رشاد عباس حسين، وذلك بمناسبة تماثله للشفاء بعد خضوعه لعملية قلبية ناجحة.
وحمل الوفد الزائر تحيات قيادة الحزب وجميع رفاق منظمة الحزب الشيوعي، معبرين عن مشاعر التضامن والاعتزاز بمسيرة العائلة النضالية.
وضم الوفد كلاً من الرفيق أبو جعفر قحطان المعروف، والرفيق أبو عصام، إلى جانب الرفيق وجيه جبار داغر (أبو حسين)، سكرتير محلية الثورة.
وقد عبّر والد الشهيد عن شكره وامتنانه لهذه اللفتة الكريمة، مثمنًا العلاقة الإنسانية العميقة التي تربطه بالحزب ورفاقه، ومؤكدًا فخره بانتماء ابنه لمسيرة النضال الوطني.
******************************************
شيوعيو بعشيقة يعرّفون بسياسة حزبهم
الحلة – علي الويسي
في سياق النشاطات الإعلامية الميدانية الهادفة إلى التعريف بسياسة الحزب الشيوعي العراقي ومسيرته النضالية، والتي أطلقتها منظمات الحزب في بغداد والمحافظات، ومن بينها اللجنة المحلية في نينوى، نظم الشيوعيون في مدينة بعشيقة، طاولة إعلامية على إحدى الحدائق العامة. سلموا من خلالها الكثيرين من المواطنين، نسخا من فولدر يعرّف بسياسة الحزب وأخرى من "طريق الشعب". فيما تبادلوا معهم الحوار حول الانتخابات القادمة وأهمية المشاركة فيها.
وكانت اللجنة المحلية في نينوى قد نظمت جولة راجلة في الجانب الأيمن من الموصل، وزعت فيها على المواطنين نسخا من الفولدر والجريدة.
*********************************************
واسط محلية الحزب تشارك في تكريم مدربي كرة القدم
الكوت – طريق الشعب
بدعوة من اللجنة المنظمة لبطولة خماسي شهداء المزاك بكرة القدم للرواد في قضاء الأحرار في واسط، شارك سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة الرفيق تيسير العتابي، في مراسيم تكريم مدربي الفرق المشاركة في البطولة.
وحضر المراسيم قائم مقام قضاء الأحرار علي حسين معيوف، ومدير بلدية القضاء علي لطيف العابدي، وعدد من المدربين ووجهاء المنطقة الذين ساهموا في تكريم الفرق المشاركة في البطولة، ومنها فريقا "الكم" و"الصقور". حيث جرت بينهما اللعبة النهائية، وتغلب الأول على الآخر.
**********************************************
شيوعيو الصويرة يكرّمون منظمي بطولة كرة قدم
الصويرة - سيف فاضل
كرّمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الصويرة، لجنة تنظيم "بطولة شهداء حي الأسرى" بكرة القدم، التي اختتمت الجمعة الماضية على ملعب منتدى شباب الصويرة (التارتان). حيث سلم الرفيق أشرف فائز، منظمي البطولة، لوح تقدير باسم المنظمة.
وشارك في البطولة 32 فريقا شعبيا من واسط وبغداد وبابل. وقد جرت مباراة الختام بين فريقي "الفرسان" و"العسكري".
*********************************************
الصفحة التاسعة
ثنائي العراق دون نادٍ بعد فسخ عقديهما مع أربيل
متابعة ـ طريق الشعب
يعيش أسامة رشيد وريبين سولاقا، ثنائي منتخب العراق لكرة القدم، حالة من عدم الاستقرار الكروي بعد فسخ عقديهما مع نادي أربيل، ليصبحا رسميًا دون نادٍ في الوقت الحالي، في ظل أزمة مالية خانقة يعاني منها الفريق الكردستاني.
وجاء قرار اللاعبين بالرحيل بعد عدم استلام مستحقاتهما المالية لأكثر من ثلاثة أشهر، رغم منحهما إدارة النادي فرصة لتسوية الوضع. ومع حلول شهر حزيران الحالي، قررا عدم العودة للتدريبات أو المشاركة في المباريات.
ومن المتوقع أن يتخذ اللاعبان قرارًا خلال فترة الانتقالات الصيفية بشأن وجهتهما المقبلة، خاصة وأن كليهما يملك تجارب احترافية دولية؛ إذ لعب رشيد في هولندا والبرتغال، بينما تنقّل سولاقا بين السويد، والنرويج، وقطر، وكوريا الجنوبية.
وفي حال عدم حصولهما على مستحقاتهما قريبًا، فإن الثنائي قد يلجأ إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمطالبة بحقوقهما، ما قد يعرض نادي أربيل لعقوبات دولية، من بينها تقييد التعاقدات أو منع تسجيل لاعبين جدد، وهو ما تسعى الإدارة لتفاديه في ظل الضغط الجماهيري والرغبة في بناء فريق أكثر تنافسية في الموسم القادم.
*****************************************
الشرطة يقترب من حسم لقب دوري نجوم العراق
بغداد ـ طريق الشعب
اقترب فريق الشرطة من حسم لقب دوري نجوم العراق لكرة القدم بنسبة كبيرة، بعد أن عزز صدارته لجدول الترتيب برصيد 80 نقطة مع ختام الجولة الخامسة والثلاثين، مستفيدًا من خسارة مطارده المباشر الزوراء أمام القاسم بهدفين لهدف، وهي النتيجة التي أبقت الزوراء في المركز الثاني بـ 74 نقطة.
وتمكن الشرطة من تحقيق فوز كبير على ضيفه النفط بأربعة أهداف دون مقابل، في المباراة التي أقيمت مساء الأحد على ملعب الشعب الدولي. وافتتح سجاد جاسم التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة 45+1، قبل أن يضيف محمود المواس الهدف الثاني في الدقيقة 71، ثم سجل محمد بن مشارك هدفين متتاليين في الدقيقتين 79 و85، مؤكداً التفوق الواضح للفريق.
في المقابل، شكل فريق القاسم المفاجأة الأكبر في الجولة بفوزه على الزوراء بنتيجة 2-1 على ملعب الأخير. وسجل القاسم هدفيه في الشوط الأول عبر محمد خالد (د25) وسيف رشيد (د27)، بينما قلص الزوراء الفارق في الدقيقة 50 عبر لاعبه ممادو سورو. وبهذا الفوز، رفع القاسم رصيده إلى 51 نقطة في المركز التاسع.
وفي قمة مثيرة أخرى، تعادل القوة الجوية مع الطلبة بهدف لكل منهما في اللقاء الذي جرى على ملعب المدينة ببغداد. وتقدم الطلبة في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول عبر لؤي العاني من ركلة جزاء (45+5)، فيما أدرك سعد عبد الأمير التعادل للجوية من ركلة جزاء في الدقيقة 58. وشهدت المباراة طرد لاعب الطلبة سعد ناطق في الدقيقة 49، ما اضطر الفريق لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين. وبات الشرطة بحاجة لفوز وحيد في الجولتين المتبقيتين لضمان التتويج رسمياً باللقب، بينما تبدو آمال الزوراء معقدة بعد الخسارة الأخيرة التي أنهت سلسلة انتصاراته وأضعفت فرصه في العودة إلى الصدارة، بعد تجمد رصيده عند 74 نقطة في المركز الثاني، مع ختام منافسات الجولة 35. وجاء فريق زاخو في المركز الثالث برصيد 66 نقطة، يليه الطلبة رابعاً بـ 57 نقطة، متساوياً مع القوة الجوية صاحب المركز الخامس بنفس الرصيد، لكنه تأخر بفارق المواجهات المباشرة.
وحل دهوك سادساً بـ 53 نقطة، ثم الكرمة سابعاً بـ 52 نقطة، يليه النفط في المركز الثامن بنفس الرصيد، متأخراً بفارق المواجهات. أما القاسم، صاحب المفاجأة الكبرى، فصعد إلى المركز التاسع بـ 51 نقطة، متقدماً على نفط ميسان الذي يحتل المركز العاشر برصيد 48 نقطة.
وفي المركز الحادي عشر جاء نوروز بـ 46 نقطة، يليه الكهرباء في المركز الثاني عشر بـ 44 نقطة، ثم أربيل في المركز الثالث عشر بنفس الرصيد، متأخراً بالمواجهات المباشرة.
ويحتل النجف المركز الرابع عشر بـ 42 نقطة، يليه الكرخ في الخامس عشر بـ 40 نقطة، ثم الميناء في المركز السادس عشر بـ 39 نقطة، ويليه ديالى في المركز السابع عشر بـ 37 نقطة. أما قاع الترتيب، فيضم كلاً من نفط البصرة في المركز الثامن عشر بـ 29 نقطة، ثم كربلاء في المركز التاسع عشر بـ 22 نقطة، وأخيراً الحدود في المركز العشرين والأخير بـ 20 نقطة.
****************************************************
بعد تسليم اداراتها للأندية أزمة مقلقة في ملاعب العراق تهدد صورة الدوري
متابعة ـ طريق الشعب
تواجه ملاعب كرة القدم في العراق أزمة حقيقية ومقلقة، بعد أن ظهرت بحالة سيئة خلال استضافتها لمباريات دوري نجوم العراق في الموسم الحالي 2024-2025، بالتزامن مع الوصول إلى الجولات الختامية من المسابقة، حيث لم يتبقَ سوى ثلاث جولات فقط على نهاية الدوري.
وتسببت أرضيات الملاعب المتدهورة، وعلى وجه التحديد ملعبي كربلاء والمدينة في بغداد، في التأثير السلبي على أداء اللاعبين وجودة المباريات، ما أثار موجة من الانتقادات الواسعة من قبل المدربين واللاعبين على حد سواء.
وفي هذا السياق، أعرب مدرب فريق الكرمة، أحمد خلف، عن استيائه من الحالة التي كان عليها ملعب كربلاء الدولي، وقال في تصريحات إعلامية: "فريق الكرمة لم يكن يرغب في خوض مباراته أمام كربلاء. قبل انطلاق المباراة بساعة واحدة، أبلغت الحكم بضرورة التأجيل بسبب سوء أرضية الملعب، لكن المباراة أُقيمت رغم تلك المطالبات. للأسف، أرضية الملعب لم تكن مناسبة إطلاقًا".
وأضاف خلف: "كربلاء لعب بأسلوب الكرات الطويلة لأن الملعب لا يسمح بالتمرير الأرضي. من المؤسف أن نُطلق على الدوري تسمية دوري المحترفين، بينما الملاعب بهذا الشكل. كيف لبلد يسعى للتطور أن يقبل بهذه البنى التحتية؟ يجب على الجهات المعنية التحرك فورًا لإيجاد حلول عاجلة".
ولم يكن ملعب المدينة الدولي أفضل حالًا، بل وصفه البعض بأنه في "أسوأ حالاته"، رغم كونه من الملاعب الحديثة في العراق. وقال زيد إسماعيل، لاعب الطلبة، بعد مواجهة فريقه أمام القوة الجوية :"هذه ليست ملاعب كرة قدم، بل تصلح لأي شيء إلا ممارسة اللعبة. ما شاهدناه لا يليق باسم الملعب الذي كان أحد أفضل ملاعب العراق. الطلاء الأخضر كان واضحًا على الأرضية والتصق بأجساد اللاعبين، كما أن أرضية الملعب سيئة جدًا لدرجة لا تسمح بالجري أو التمرير أو تنفيذ المهارات".
ووجه إسماعيل رسالة مباشرة للمسؤولين قائلاً: "إذا كنا نحلم بالوصول إلى كأس العالم، فعلينا أولًا أن نبدأ من البنية التحتية. الملعب هو الأساس لأي مشروع كروي، وبدونه لا يمكن الحديث عن كرة قدم جميلة أو نتائج مميزة".
وتعود الأزمة إلى قرار تسليم إدارة الملاعب من وزارة الشباب والرياضة إلى الأندية، في خطوة حكومية لم تكن مدروسة بالشكل الكافي، حيث تفتقر الأندية للخبرة والإمكانات الفنية اللازمة للعناية بأرضيات الملاعب، مما انعكس سلبًا على حالة البنى التحتية في أغلب الملاعب العراقية.
ومع استمرار الدوري في مراحله الأخيرة، تزداد المطالبات بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من الموسم، وتفادي تكرار الكارثة في المواسم المقبلة، خاصة في ظل تصاعد الطموحات الكروية على المستوى القاري والدولي.
***********************************************
في تصنيف التنس سينر يواصل الصدارة وفريتز يقفز للمركز الرابع
لندن ـ وكالات
حافظ النجم الإيطالي يانيك سينر على صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين، الصادر صباح اليوم الإثنين، برصيد 10,880 نقطة، في وقت شهد فيه التصنيف عدة تغييرات ملحوظة في قائمة العشرة الأوائل.
وحقق الأمريكي تايلور فريتز قفزة كبيرة بتقدمه 3 مراكز دفعة واحدة ليحتل المركز الرابع عالميًا، مستفيدًا من تتويجه بلقب بطولة شتوتغارت (فئة 250 نقطة)، بعد فوزه في المباراة النهائية على الألماني ألكسندر زفيريف، الذي استقر في المركز الثالث برصيد 6,500 نقطة.
في المقابل، تراجع البريطاني جاك درابر مركزين ليحتل المرتبة السادسة، بعد انسحابه من البطولة وفشله في الدفاع عن اللقب الذي توج به في نسخة 2024. كما تراجع الإيطالي لورينزو موسيتي مركزًا واحدًا ليستقر في المركز السابع عالميًا.
وواصل الإسباني كارلوس ألكاراز تمسكه بالمركز الثاني برصيد 8,850 نقطة، بينما حافظ الصربي نوفاك ديوكوفيتش على موقعه في المرتبة الخامسة برصيد 4,630 نقطة.
وفي بقية المراكز، جاء الأمريكي تومي بول في المركز الثامن، يليه الدنماركي هولجر رون تاسعًا، في حين نجح الأمريكي بن شيلتون في اقتحام قائمة العشرة الأوائل للمرة الأولى، بعد وصوله إلى نصف نهائي شتوتجارت، ليحل في المركز العاشر برصيد 3,170 نقطة.
*********************************************
وقفة رياضية.. معهدٌ عالٍ لتطوير قدرات المدرّبين
منعم جابر
خاضت الدول المتقدمة تجارب حيّة في مجالات متعددة، منها المحاسبة، والعلوم التجارية، والتربية، والفنون الجميلة، والصحة، والعلوم الطبية، والعديد من التخصصات الحيوية الأخرى. وقد أسهمت هذه الخطوات في تقدمها وارتقائها في ميدان المعرفة والعلوم، بما في ذلك علوم الرياضة البدنية والتدريب.
أما في واقعنا، فقد أدى الابتعاد عن العلم والمعرفة والتخصص في المجال الرياضي إلى تأخرٍ وتراجعٍ ملحوظ. واليوم، أرى فراغًا كبيرًا في علوم التدريب الرياضي؛ إذ أن كثيرًا من العاملين في هذا المجال هم من اللاعبين السابقين الذين اتجهوا إلى التدريب اعتمادًا على خبراتهم الميدانية وتجاربهم السابقة التي استقوها من مدربيهم خلال فترة ممارستهم للألعاب.
وتحضرني هنا حكاية طريفة لأحد مدربي الرياضة في العراق: ففي "أيام زمان"، سافر أحد المدربين إلى إنكلترا لحضور دورة تدريبية استمرت ثلاثة أشهر، تلقى خلالها محاضرات واطّلع على أحدث أساليب وفنون كرة القدم آنذاك. وبعد عودته، بدأ العمل مع فريقه، ولعب مباراة رسمية خسرها. وعند حضوره إلى الوحدة التدريبية التالية، خاطب لاعبيه قائلاً: "لكم أنتم مو مال تدريبات علمية ولا خطط! اليوم نرجع للأسلوب القديم اللي تعلمناه أيام زمان... وابدأوا عشر دورات حول الملعب!"
أسرد هذه القصة للدلالة على أن العديد من المدربين الذين تعلموا وتدرّبوا وفق الأساليب القديمة، لم يتبنّوا التحديثات العلمية والمعرفية في المجال الرياضي، ولم يؤدوا أدوارهم كما ينبغي.
لذا، أوجه ندائي إلى القائمين على وزارة الشباب والرياضة، وإلى قيادة المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية: إن استمرار الوضع على ما هو عليه، والإهمال المتواصل، سيقود رياضتنا إلى الفشل.
ولنا أن نستفيد من تجربة رائدة خاضها العراق في مطلع سبعينيات القرن الماضي، تمثلت في تأسيس "معهد إعداد القادة للشباب والرياضة"، والذي كان يهدف إلى إعداد كوادر قيادية في الرياضة والتربية البدنية. إلا أن النظام الدكتاتوري آنذاك أفرغه من مضمونه، ليصبح أداة بيد الأحزاب، وفق النموذج البعثي الذي انتشر في عموم البلدان العربية.
نحن اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة هذه التجربة، ولكن على "الطريق الصحيح" ووفق أسس علمية ومعاصرة. ولهذا، أقترح تأسيس معهد عالٍ لتطوير قدرات المدربين العراقيين، مدته سنة واحدة، ويشرف عليه نخبة من الأساتذة والمدربين المتخصصين في مختلف الألعاب الرياضية ككرة القدم، وكرة السلة، والكرة الطائرة، وكرة اليد، إلى جانب محاضرين في مجالات الطب الرياضي، والإعداد البدني، والإعداد النفسي، وسواها من العلوم ذات الصلة.
بهذا التوجه، يمكننا إعداد مدربين يمتلكون المعرفة والقدرة على دخول عالم التدريب بثقة، وقادرين على نقل هذه المعارف للمدربين الجدد، ما يساهم في خلق كوادر فنية وإدارية كفوءة، قادرة على النهوض بالقطاع الرياضي.
إن ما نفتقده اليوم في قطاعنا الرياضي هو هذا الجمع المتوازن بين الخبرة الميدانية والمعرفة الأكاديمية. فالعمل الرياضي لا يقوم على التجربة وحدها، بل يحتاج إلى فهم علمي متين يضمن أداء المهام بأعلى جودة.
وفي الختام، نناشد المؤسسات الرسمية والرياضية أن تمنح للمعرفة والدراسة الدور الذي تستحقه في بناء صرح رياضي شامخ وعالٍ. فالرياضة اليوم أصبحت قطاعًا حيويًا وأساسيًا، لا ينهض إلا بالعلم والمعرفة.
*********************************************
الصفحة العاشرة
لمناسبة ذكرى وفاته عزيز السماوي في {لون الثلج والورد بالليل} التشكيل الصوري.. التشكيل الإيحائي.. التشكيل اللغوي
ريسان الخزعلي
(1)
لون الثلج والورد بالليل ، مجموعة الشاعر الراحل/ عزيز السماوي/ الصادرة في بيروت عام 1980 بعد أن غادر العراق اضطراراً عام 1978 ، هي المجموعة التالية لمجموعته (أغاني الدرويش) الصادرة في بغداد عام 1974 . وقد سبقَ وإن شارك في مجموعتين - مع شعراء آخرين - هما : قصائد للمعركة -1968 وخطوات على الماء - 1970 ، كما أصدر لاحقاً مجموعتين في المنفى : النهر الأعمى وبانوراما عراقية .
والسماوي من الشعراء المجددين في الشعر الشعبي العراقي الحديث منذ نهاية الستينيات ، وقد اختطَّ له لوناً شعريّاً مغايراً لمجايليه حيث اللغة الايحائية والتشكيلات الصوريّة اللونية ذات الدلالة الرمزية . وكثيراً ما كان يهتم بنائياً بالقصيدة المركبة الطويلة التي تتداخل فيها الموضوعات والافكار باستطرادات تتبرعم جانبياً ابتعاداً عن مركز القصيدة .
(2)
تضم مجموعة (لون الثلج والورد بالليل) أربع قصائد طويلة : النهر آه النهر ، مجنون هذا الجسم، لون الثلج والورد بالليل، المسافر . والقصيدة الاخيرة مرثية إلى الشاعر الراحل (طارق ياسين) الذي أهدى له المجموعة ايضاً تأكيداً لعمق الصداقة والأهمية الشعرية. كما أنَّ المجموعة قد تجمّلت بغلاف وتخطيطات للفنان (فيصل لعيبي) الذي تمثّلَ القصائد بصريّاً . وفي نهاية المجموعة دراسة بعنوان (شعر الاستحالات المتدفق باليقين) بقلم (سالم الفرات) وهو الإسم المستعار للشاعر (علي الشباني)..، وقد جاءت الاستعارة لإمور احترازية في حينه .
ورغم انَّ المناخ الشعري في المجموعة لا يبتعد كثيراً عن مناخ معظم قصائد (اغاني الدرويش)..، إلّا أنَّ التجريد كان يتمثّل بأعلى مستوياته وكأنَّ الشاعر في مراودة شيءٍ عصيٍّ على الاستحضار . وهكذا تتزاحم التنويعات الفلسفية والفكرية والسياسية والروحية والنفسية في دورة القصيدة بإيقاعات متداخلة تطول وتقصر ، يربطها خيط سرّي، رفيع ودقيق ، لا يمكن مسكه بسهولة إلّا بتمعن عال ، ومثل هذا التشخيص قد اشارت اليه دراسة (سالم الفرات) التأويلية في أكثر فقراتها (إنَّ القدرة التي يبتغيها الشاعر عزيز السماوي على الولادة الراهنة المنبثقة في حالات من الحسم الدموي، المرعب هي بشكل ما علامة مشعّة يمكن الاهتداء بضوئها المشرق وتأشير النبض الساخن في التاريخ الشعري والشخصي لوعي الذات والعالم ، والانهماك الفاعل في المدى الحياتي المحشود بالتجارب والاحتدامات الطاحنة وحرائق الروح اللاهبة وامكانيّة الوجدان الإنساني والشعري الخصب على تحويل أشياء التجربة الفردية الصغيرة اللاذعة وخصوصياتها إلى تعادل يتناسب والحساسية العامة لتجربة الإنسان المعاصر والحياة الشاملة ) .
يِدوي ..ايبلل القمصان الوان إوترافه وصوت
من يدري اللمس دوّخ اصابيعك
يوج..وردات غفله الصوت ..
تنطر للصبح بلجن حلمها ايفوت
واتعاشر الماي ابزود..واتعاند الماي ابلمس .. ميموت
إوياخذها الحجي الناعم ..
بين البرد
بين الضوه
بين اللون .
واتجيس الجمر بسكوت .
( 3 )
لون الثلج والورد بالليل ، تكتسب أهميتها الفنية والجمالية من مغايرتها للنمط ، المغايرة التي تُعارض وتُعاكس السهولة والبساطة اللتان يُراد منهما أن تطوّقا وتحصرا القصيدة الشعبية في أفق محدود بعيداً عن الأفق الأوسع ، والسماوي في أفقه يكوّن للثلج والورد لوناً خاصاً في الليل، هو لون اللحظة الشعرية التي تؤشر اللون الانفعالي والرؤيوي الخاص الغائر في الحياة والتاريخ والناس كما يقول سالم الفرات – علي الشباني .
وجه الحبيبه شمس ينشاف ما ينجاس
الكَبر حن للكَبر والجسم حن للراس
إوتدرين العركَ منّي غسل راس الرمح
ع النخوه لا تحجين ، بالنخوه اطيحن جرح...
(4)
إنَّ الشاعر/ عزيز السماوي/ سواء كان في هذه المجموعة أو المجاميع الأخرى يجعل من التشكيلات الايحائية والصورية فكرة وموضوعاتٍ لشعره، من هنا يمكن القول، أنَّ غياب الموضوع الواحد في القصيدة يأتي تحت ضغط هذه التشكيلية الصوريّة المتحركة التي تأخذ منه الكثير من الاستغراق للحد الذي يمنح الحواس وظيفة مغايرة :
أظن حزنك .. حلم يمشون
واظن دمك حنين اشراع
واظن من تلمع اعيوني ابدمع..،
تهتز اكَبالي مهر مجنون ..
"عنده اجفوف ماشايف مثلها اعيون..
عنده اعيون ماشايف مثلهه اجفوف "
والشاعر في مناخه التشكيلي / الصوري يكون منشِداً، وبذلك تتعدد الايقاعات الموسيقية في إنشاده، مما يجعل قصيدته في حركة تموجيّة راقصة، ولهذه الحركة تعليل نفسي يرتبط بالمزاج الغنائي/ الجسدي للشاعر الذي يعلنهُ بصوت عال في قصيدته : "مجنون هذا الجسم"، وهي إزاحة لافتة بعيداً عن جنون العقل، كيف لا..؟ وهو المأخوذ بقول الشاعر (هلدرلن) الذي جعلهُ استهلالاً لقصيدة ( النهر..آه.. النهر) ..، حيث يقول الاستهلال: وكالنبع الذي يلاحقُ النهرإلى حيث يُفكّر ، هكذا عليَّ أن ارحل واتبع اليقين في دروب التشرّد . إنَّ السماوي في (لون الثلج والورد بالليل) شاعر تشكيليٌّ/ صوريُّ/ إيحائيٌّ، يواشج التجريد الذهني بالملموس الحسّي في تخطيط واحد.
********************************************
مفارقـــــــات
حسين جهيد الحافظ
بين اهنا او بين اهناك
أو بين الهله و اللا هله
أو ما بين الف حيّاك
جبت عمري اويه وكتي
هاك لا هناك
او بين الأدري او الما أدري
تاهت الأيام بي او تاه عمري
او ما بين نهران الدموع
او زرگة التابوت
انكسر جنح الحمام
او سكته مات الصوت
ارتفع صوت النواعي
والفرح بسكوت
احلوگ المگابر موت
ينگل موت
ابنادم صار يونس
والليالي حوت
تعبت الحيطان
من كثر اللافتات السود
عليش؟ او ليش ؟و اعليمن؟
الناس اتموت
سؤال إبلا جواب
او خلهه يم الله
هوه الله خلقته
عبث حته انموت
جا المن خلق دنيه أو آخره
او هم خلق جنه او نار
او سراط
او لازم عليه انفوت
جبير الله الخلل بينه
ذنبنه منه و اعلينه
عملنه الشر
هجرنه الخير
ربينه الصگر
ونريد يكثر طير
الوادم بين ذيچ او هاي
هاي اوذيچ
بيضة ديچ
گبل گولة نعمهه
بسمل المليچ
دنيه إبلا خجل
وانعيش بيهه اشلون
تشبه صلاة الكاولي
كل ساعه الهه لون
يطربنه الحزن
والدمع كت أعيون
مشتاگ خنيب عالوجن
ماتت ابسده اجفون
دنيه امسودنه
او بيهه الوكت مجنون
وادم فاگدة التفكير
الخلل بينه
امتطينه ابشوگ درب الشر
هجرناه ابعمد
مقصود درب الخير
ربينه الصگر
ونريد يكثر طير
اشلون اويه الصگر
يا ناس كثر طير
******************************************
صور
د. حامد الشطري
1.
الحدايق بيت بلبل
وانت تبنيله قفص،
ليش چا هوّه اليغني..
ايعيش..
لو حطيت بلسانه مگص
2.
الدفوف..
اشويه من جلد الغزال
الدفوف تسكت بلايه الجفوف،
والغزال يحلم بجلده..
يطشه النه فرح
3.
الحجول
حتى لو من فضه چانن
ليره تلهث ..
من تلف ع الساگ شذرات
وتضوي ..
وتحسب الخطوه غزل..
والساگ ملوي
4.
الگصايب غيمه
تنزل عل المتون
تغطي ذاك الصوب..
من تنثني عبله..
يفيض نهر امتونه
لاخر نفس،
عطر ..وشجون
5.
الچراغد حدر شمرتها
بخت..وهلال فضه.
ووشم تحلف بيه الوادم،
والشذر ينساب وي شيباتچ
الحلوات ..
حد چف البخت خرزات سبحه
*******************************************
حزن يوسف
يوسف المحمداوي
للعرب نكبتهم في الخامس من حزيران وللعراقيين نكبتهم بعد احتلال الموصل من الدواعش ولي نكبتي الحزيرانية في الرابع عشر منه في العام 2016 يوم استلام ولدي علي ملفوفا بالعلم العراقي فدعوني أنوح كما اشتهي مع مواساتي لجميع عوائل شهداء العراق وما أكثرهم وأطهرهم.
يا شهر الحزن كونك فلا هليت..
بگت ضحكة عرس من طشة الچكليت…
يحزيران هم رديت…
ما كفاك بثياب اليتم لبست كل البيت..
لا عصفور بالشباچ…
لا موال يطرب من تهب هموم …
لا صوغة اماني تفرح المهضوم…
ومن طافن ضلوعي اعلى الگبر حجاج..
صحت محتاج…
اشوف الماشبع شوفي ويه شوف الميت…
يحزيران شو رديت…
بعدهي حرورة اصوابه …
نعاوي أمه …التعيرّني …
شكبر خلگك وما وجيت…؟
وأصب ضلوع بعتابه…
ودموع عيونها طلابه…
ولاچنها …. ولا چني…
واصيح ابني…
ودموع عيونها طلابه… تطالبني وتجاوبني..
اريد الما نكر لبني…. ولا چني …
أهز حيطان كل البيت من ونيت…
حشمت الصبر ضحك عليّه الناس…
ولا نسيان مر عالبال حسبالك عذول وناس… بالعباس…
ثوابك من اطبخه بجمرة الانفاس..
عود اتنطرك بستان …خطوة ياس …
بس ماجيت…
وأردن من حلاة الروح…
ونه تصيب …ونه تجيس…
فلسني الحزن تفليس…
كالمهزوم من ابليس…
أگلب بالصور كل الصور عريس…
من لوليت …من شبيت…
من ضحكت الدنيا بيوم ما ضحكيت..
كنتور الفرح چيمته بالتنور…
ومراية الشوف نشوف بيها گبور…
دليني اعلى دربي وداعتك مخمور…
شارب كاس حزن دهور..
ناذر عمر موش نذور… لو مريت …
تكرّم عالمتن…عالزند…عالبوسات…
طيف بليل…
تكرم عالابو بشمة نحر ياهيل…
الابو مثل السمه للابن يا بو حسين…
تكرم عالسمه بلمعة ضوه يسهيل …
تعال توسلك …ارجوك…شايب بعد ما بي حيل…مو تعبيت…
واحضنك مثل امس كاروك الك وگماط…
وازفنك گمر عريس لا بس قاط..
ويعذرني الكبر والناس لو غنيت…
وأگللك شگد مشتاگ …وشتاگيت..
حلم وتوسلك ما جيت..
مو حنن ضلوعي شبيك ما حنيت…
مو ظلمه دنيتي شبيك ماضويت…
يحزيران هم رديت..
وبگت ضحكة عرس من طشة الچكليت…
*************************************
طــــــــلاسم
محمد جواد الكعبي
فرحان گلبي منشرح
شوغاتي ترگص عل الجرح
من شفت ابو شعر السرح
ضليت نايم منطرح
لا هو عِلم لا هو حِلم
أگليبي چن راية بسلم
نسوان داخت والزلم
السوگ والشارع فلم
بهداي گمت آنه أقترب
بالغفلة شفته بنص درب
صوبني چن آنه بحرب
سكرني لا كاس وشرب
دوهني ابو عيون الشهل
أرموشة سودة بلا كحل
يسحلني بعيونه سحل
رموزه صعبة شرد أحل
أستاهل من أيدي صحت
طرگاعه مو بت الشفت
صدگوني كل عقلي خفت
كل ناسي حتى أمي عفت
أحذر يول أحذر ولك
مو مره بوية أعله الفلك
لا بشر چنهةَ ولا ملك
المرن علّي كلهن كلك
بين الورد كون أنشتل
نظراتها التكتل كتل
بالمغزل أمفتل فتل
ياهو اليلمسك ينتل
********************************************
الصفحة الحادية عشر
أخبار ثقافية
- شخوص وامكنة وأفكار/ قراءات نقدية في السرد العراقي المعاصر/ تأليف د. علي عبد الأمير صالح. اصدار: دار الشؤون الثقافية- بغداد.
- جامعة ابن رشد في هولندا، أصدرت عدداً جديداً من مجلة "جامعة ابن رشد" وهي مجلة فصلية: من مواد العدد: بعض مؤثرات ألف ليلة وليلة، في المسرح الحديث، تجليات المكان وهوية الشخصية، السينما ضد فساد القيم، السينما والشعر الرمزي، النوع الاجتماعي، المكان، الفراغ والاختلاف في ممارسة الأنشطة الترفيهية، دور التخطيط التربوي في رعاية الموهوبين، تجليات الذكاء الاصطناعي، الفلسفة التحليلية والانطولوجيا الواقعية.
- حفريات في تاريخ الفن والعمارة/ تأليف شاكر لعيبي، اصدار: دار ظلال وخطوط- بيروت.
******************************************
المسرح التسجيلي في مواجهة النسيان
د . ياسر عبد الصاحب البرّاك
يشهد العراق منذ عام 2003 سلسلة من الأحداث المأساوية التي تركت أثراً عميقاً في الذاكرة الجماعية للمجتمع العراقي. في ظل هذه المتغيرات الدراماتيكية، يبرز المسرح التسجيلي كأحد أكثر الأشكال المسرحية قدرة على توثيق هذه الأحداث وتقديم قراءة تحليلية لها ، بهدف ترسيخها في الذاكرة الجماعية ومنع تكرارها. وتنطلق هذه المقالة من مقولة المؤلف والمخرج الألماني بيتر فايس (1916 – 1982): "النسيان يسمح بتكرار المأساة"، لتؤكد على أهمية المسرح التسجيلي في محاربة النسيان الجماعي عبر تقديم سرد مسرحي يستند إلى الوثائق والشهادات الحية. هذه المقولة لا تعكس فقط حاجة العراق إلى تسجيل مآسيه، بل تعكس تجربة عالمية حيث إستخدمت العديد من الشعوب المسرح التسجيلي لمواجهة إرث العنف والإضطهاد مثل جنوب أفريقيا بعد نظام الفصل العنصري، وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية .
المسرح التسجيلي هو أحد أشكال المسرح الذي يعتمد على وثائق وشهادات واقعية بوصفه مصدراً أساس للنص المسرحي، حيث يتم إستعراض الأحداث السياسية والإجتماعية كما هي ، من دون إضافات درامية مبالغ بها . وقد برز هذا النوع من المسرح بوصفه أداة فعالة في إثارة الوعي وتقديم قراءة نقدية للتاريخ المعاصر . في سياق العراق ، يمكن توظيف هذا المسرح لتوثيق الفظائع والمآسي التي شهدها البلد منذ الإحتلال الأميركي في 2003، مروراً بالحرب الطائفية، وظهور التنظيمات الإرهابية، وصولاً إلى الاحتجاجات الشعبية والقمع السياسي. ومن أبرز التجارب العالمية في المسرح التسجيلي تجربة "مسرح المحكمة" في ألمانيا، حيث تم تقديم محاكمات نورمبرغ في قوالب مسرحية، وتجربة "مسرح المقهورين" لأوغوستو بوال في أمريكا اللاتينية، التي إستخدمت المسرح لنقل معاناة المُهمَّشين .
وإذا ما أردنا أن نتحدث عن المسرح التسجيلي وأهميته في السياق العراقي، سنجد أنه منذ الإحتلال الأميركي، تعرض العراق لأحداث عنيفة متتالية، بدءاً من سقوط السلطة السابقة، إلى العنف الطائفي، وإنتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم داعش، والإحتجاجات الشعبية التي قوبلت بالقمع. لذلك فإن تسجيل هذه الأحداث مسرحياً يساعد في ترسيخها في الوعي العام، وتحفيز النقاش حولها، ما يمنع تكرار الأخطاء السابقة. إن المسرح التسجيلي يمكنه أن يحقق ذلك عبر عدّة غايات منها : التوثيق والتأريخ المسرحي، حيث يمكن أن يكون المسرح التسجيلي بمثابة أرشيف بصري وحواري يسلط الضوء على تفاصيل الأحداث التي قد يتم تجاهلها أو تزييفها بمرور الزمن . فعلى سبيل المثال، يمكن إنتاج مسرحية تُسلط الضوء على كيفية نشوء الطائفية في العراق بعد 2003 ، عبر مقابلات مع شخصيات سياسية ، وصحفيين ، وأفراد من الطوائف المختلفة . فضلاً عن تحفيز التفكير النقدي عبر تقديم أحداث واقعية بلغة مسرحية، يُتاح للجمهور إعادة النظر في التاريخ من زوايا مختلفة ، كما في تجربة المسرح التسجيلي في الولايات المتحدة حول هجمات 11 سبتمبر ، حيث تم جمع شهادات الناجين وأهالي الضحايا وتقديمها في عروض مسرحية . كذلك إثارة التعاطف الإنساني، حيث يُمكّن هذا النوع من المسرح الجمهور من معايشة المأساة عبر شهادات حقيقية ، مما يعزز الشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه الضحايا والناجين، كما هو الحال في مسرحية "إنشودة أنغولا" التي وثقت الحرب التحررية الأنغولية (1961 – 1974) ضد الإستعمار البرتغالي .
ويمكننا أن نُعطي بعض النماذج المقترحة لموضوعات عراقية يمكن للمسرح التسجيلي أن يستلهمها لإنتاج أعمال توثق المحطات الدامية في العراق ، ومنها :
- إحتلال العراق ( 2003 ) : إستناداً إلى شهادات جنود وضحايا مدنيين عن سقوط بغداد وما تبعه من فوضى سياسية وإجتماعية ، حيث يمكن إستلهام تجربة مسرحية "بغداد تحترق" التي قامت باقتباسها المديرة الفنية لفرقة "ستة أرقام" الأمريكية كيمبرلي كيفجن والمديرة الأدبية لورين إنغريد نوفيك ، وإعتمدت على مدونات لنساء عراقيات عشن تحت الإحتلال .
- مجزرة سبايكر ( 2014 ) : تقديم مشهدية مسرحية مستندة إلى شهادات الناجين وعائلات الضحايا ، على غرار مسرحيات سجلت مذابح الأرمن أو محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية .
- إحتجاجات تشرين (2019-2020): توثيق المظاهرات الشعبية ضد الفساد والقمع الأمني، من خلال روايات المتظاهرين وعائلات الشهداء، كما تم تقديم إحتجاجات الربيع العربي في بعض المسرحيات العربية المعاصرة .
- الإبادة الإيزيدية على يد داعش (2014): إعادة تقديم شهادات الناجين من الإبادة الجماعية بأسلوب مسرحي مؤثر ، مستفيدين من تجربة المسرح الرواندي الذي تناول الإبادة الجماعية في عام 1994 .
وإذ ما أردنا أن نتحدث عن التحديات والإمكانات التي يُمكن للمسرح التسجيلي أن يواجهها في العراق فسنجد أنه على الرغم من قوة هذا المسرح في توثيق المآسي ، إلا أنه يمكن أن يواجه تحديات إنتاجية مهمة لعل في مقدمتها الرقابة السياسية والإجتماعية والدينية، إذ قد تواجه المسرحيات التي تسلط الضوء على القضايا السياسية والإجتماعية والدينية الحساسة قيوداً حكومية أو مجتمعية أو دينية، كما حصل مع بعض المسرحيات في العالم العربي التي تم منعها بسبب تناولها لموضوعات سياسية حساسة. فضلاً عن صعوبة الوصول إلى الشهادات الحيّة، إذ أن بعض الشهود قد يخشون الإدلاء بشهاداتهم علناً بسبب تهديدات أمنية، كما حصل مع العديد من الصحفيين والناشطين الذين غادروا العراق خوفاً من الملاحقة. ناهيك عن ضعف التمويل والدعم ، فالمسرح العراقي يواجه تحديات مادية تُعرقل إنتاج أعمال ذات جودة عالية ، وهو ما يعاني منه أغلب المسرح العربي عموماً ، حيث غالباً ما يتم تمويل المسرحيات التسجيلية من منظمات حقوق الإنسان أو المؤسسات الثقافية المستقلة . ومع ذلك ، فإن المسرح التسجيلي يمتلك إمكانات كبيرة إذا تم دعمه من قبل المؤسسات الثقافية والمجتمع المدني، حيث يمكن أن يكون أداة توعوية مؤثرة تدفع نحو التغيير المجتمعي.
ومن أبرز النماذج الناجحة دعم بعض المهرجانات الدولية للمسرح التسجيلي، كما هو الحال في مهرجان إدنبرة ومهرجان أفينيون، مما يفتح المجال أمام المسرحيين العراقيين للتعاون مع هذه المؤسسات . إن النسيان، كما يؤكد بيتر فايس، يسمح بتكرار المآسي، ولهذا ينبغي على المسرحيين العراقيين تبنّي المسرح التسجيلي كأداة لتوثيق الجرائم والمآسي التي شهدها العراق.
فالمسرح ليس مجرد ترفيه، بل هو وسيلة لإحياء الذاكرة، وتحفيز النقاش المجتمعي، وتقديم بدائل للمستقبل. ومن هنا، ينبغي على المؤسسات الثقافية، والفنانين، والكتّاب دعم هذا النوع من المسرح ليكون شاهداً على التاريخ ، وضماناً لعدم تكرار مآسي الماضي. إن تطوير هذا النوع من المسرح يمكن أن يُسهم في إنتاج خطاب ثقافي مُقاوم للسلطة القامعة، ويكون بمثابة صوت للضحايا والمنسيين في التاريخ العراقي الحديث.
**********************************************
عن الابتكار الشِعريّ المُتجَدِّد
علي شبيب ورد
في مشروعنا النقدي، والذي أطلقناه في (كتاب كولاج تأويل) لا نواجه المنجز الإبداعي برؤية نقدية مسبقة جاهزة قائمة على محددات ومقاييس فكرية وفلسفية وفنية، كي يخضع المنجز الإبداعي لمتطلَّباتها. بل نشكِّلُ رؤيتنا، من المنجز الماثل أمامنا، لان النص النقدي لاحق لسابقٍ هو المنجز الإبداعي. (النقد وفق ما نراه، عملية فحص تنقيبي في المنجز الإبداعي (النص) بغية كشف أهم ملامح تفرّدهِ عمّا قبله، ومن دون تصورات مسبقة تُخْضِعُ النصّ لمحددات أو ثوابت نظرية أو تطبيقة ما.
بوصفه (أي النقد) لاحق لسابقه (النص) منه يستمد كشوفاتِه الرؤيوية، وآليات كتابة نصوصه التأويلية. غير أنه لاحقٌ محايدٌ منتجٌ لتأويلٍ خصب، وليس منحازاً لتصوّرٍ مانعٍ لحرية التأويل)1.
في الشرقِ يَكثُرُ الشعراءُ، لهول ما يتكدّسُ من أحلامٍ مؤجلةٍ في الشوارع. بفضلِ براعة (الخاصةِ) في الضّحِكِ على (العامةِ). يحدث هذا منذ أقدمِ الأزمنةِ، وضمن مناخ ٍ مفبركٍ بشعائر مُضَبَّبَةٍ مأخوذةٍ من نصوص متوارثةٍ. نصوص تزيدُ من هيمنة العالي على الواطئ، وتكرّسُ الخطأَ بهالاتِ قداسةٍ، تجرِّمُ حتى من يفكرُ في امتطاءِ عدمِ رضاهُ. وتسمحُ للحاكمِ على إعادةِ كتابتها أيضا، خدمةً لدوامِ امتطائه لقطيعِ رعيته، عبر افتعالِ أزماتٍ تُحَرِّفُ الأبصارَ عن سوادِ مراميهِ. هذا ليس غريبا على أغلبِ أوطانِ الشرقِ، التي عادة ما تتحول الى أماكنَ طاردةٍ لأبنائها، فَيدبّونَ في أرضِ الشَّتاتِ، طلبا لملاذٍ آمنٍ، يستعيدونَ فيه بعضا من آدميَّتهم المفقودةِ.
بعد مدخلنا أعلاه، نسعى لإجراءٍ فاحصٍ لبعضِ إصدارات الشاعر (فضل خلف جبر) وفق عدةِ كولاجات تأويل، واستدراكٍ، ثمَّ ملحقٍ رؤيويٍّ، وكما يلي:
الغربة وكتابه الأول/ كولاج تأويل أول:
الشاعرُ فضل خلف جبر لمْ يتمكَّنْ من تحمُّلِ أعباءِ وجودِهِ في وطنه، فهاجر الى اليمن قبلَ أن يتسلَّمَ جائزة مجلةِ "الأقلامِ" عام 1992 عن نصِّهِ (انكسرتُ فسالَ جنوني) ثمَّ غادرَهُ مقيما في أمريكا. الهجرةُ منحتْهُ فرصةِ اصدارِ أولِ كتبه الشعرية المخطوطة الكثيرةِ، وهو كتاب (حالما أعبرُ النشيدَ) الذي هيمنت فيهِ القصائدُ المقطعية التي تنتهي بانقلابٍ لافتٍ مثيرٍ للدهشة، المسماة بالضربة أو الومضةِ الشعرية. كما كشفَ لنا عن ابتعادهِ المقصود عن تصوراته الأولى بجوهر الشعر ووظيفتهِ الاتصاليةِ، فلم نجدْ فيه أو في أيٍّ من كتبه الصادرة الأخرى، أيةَ قصيدةٍ عمودية، تلكَ التي كان بارعا في كتابتها آنذاك.
هذا يعني أن الشاعرَ رفضَ المناخَ الشعريّ المزيف منذ الثمانينات وما تلاها من سنواتٍ مريرةٍ، كانت فيها قصيدةُ التفعيلةِ تنافسُ القصيدةَ العاميةَ في تجميلِ وجهِ النظامِ الكريهِ. أي أنه رفضَ أن يكونَ شاعرَ قبيلةٍ أو جماعةٍ أو سلطةٍ، فتبنّى قصيدةَ النَّثرِ، التي تتمرَّدُ على الأنساق المركزية للعالمِ المعيش، والتي تنفرُ منها الذائقةُ التقليديةُ المحكومةُ برنينِ القِيَمِ والأعرافِ السائدةِ المتوارثةِ، والمانعةِ للتفكيرِ. تتحلّى قصائد كتابهِ أعلاه، بنكهة لاذعةٍ من سياقاتِ النظامِ الشّمولي المُغَيِّبةِ لحقوقِ الانسانِ في العيشِ الرَّغيدِ، نتيجة آليَّة التَّجَبُّرِ والروتين المقيت بين السائلِ والمسؤولِ.
(مَرَّتْ ثلاثُ صحارى
وأربعةُ فصولٍ
وسبعةُ أمطارٍ
ورأسُ البَصَلِ ينمو في عريضةِ الفلّاحِ
فوقَ مكتب الرَّجلِ ذي العلامةِ الفارقَةِ) ص33 <حالما أعبرُ النَّشيدَ>.
آثاريون / كولاج تأويل ثانٍ:
في كتاب (آثاريون) يواصلُ الشاعرُ ايغالَهُ في ولوجِ مسالك قصيدة النثر، فيقدِّم لنا القصيدةَ ذات المتنِ الطويل، التي تتطلب منه وضعَ القطنِ على أذنيهِ كي لا يسمع ضجيجَ صالاتِ شعرِ المديحِ المريبةِ. وأن ينصرفَ تماما الى مشغلهِ العابقِ بالتجريبِ. وهذا الكتاب يتضمن ثلاثةَ أعمالٍ شعرية، الأول (انكسرتُ فسالَ جنوني) والذي يكشفُ عن قدرةِ مطاولةٍ على عرضِ مفاتنَ متنٍ طويلٍ، تتنافسُ فيه أنساقٌ جماليةٌ عابقةٌ بما هو انساني وكوني ونبيل. والعمل الثاني عنوانه (بغالٌ مجنَّحَةٌ) وهو نصٌّ طويلٌ أيضا، فيه تهكمٌ ومواربةٌ فنيةٌ، للتعبير عن الراهن العراقي المرعبِ والمريبِ آنذاك. بيتنا العمل الثالثُ الذي حمل عنوان الكتاب (آثاريون) الذي يتكونُ من مجموعة نصوصٍ، تتباينُ في أنساقها وأطوالها وكيفيات تناولِها للموضوعاتِ التي نالت اهتمام الشاعر. فهو هنا لا ينتمي الى محدِّداتٍ ما تعيقُ تطلّعاتهِ الكونيةِ الدّاعيةِ الى نُصرةِ الانسان المُستلبِ الذي، تَحَوَّلَ جَسدُهُ الى ملعبٍ لصراعِ مآربِ الطُّغاةِ، دونَ مقابل.
(حتى متى
تُصنعُ أحذيةُ الجنرالاتِ
من جلودنا؟!
لنوقفَ هذه المهزلةَ
ليست لنا
جلودُ وحيدِ القرنِ) ص79 <آثاريون>-.
من أجلِ سطوع الذّهبِ/ كولاج تأويل ثالث:
بينما تجتمع في كتاب (من أجلِ سطوعِ الذّهبِ) نصوص المتن الواحد غير الطويل، وتبدو وكأنها كُتِبتْ باسترخاءٍ وتَأنٍّ، لأنها تشكَّلَتْ بعدسةٍ فاحصةٍ، وفَّرَتْ صورا عدة، مكَّنَتْ منتج النص من خلقِ مشاهدَ خصبةٍ في متابعتها لمجريات الأحداثِ خلال التسعينات. وعلى الرغمِ من أن الغربةَ قد أخذتْ مأخذا من الشاعر، إلّا أننا – في معظم النصوص- نجدُ أن مخيلتَهُ مازالتْ تهفو لبلادهِ ولمدينته الناصرية. لكنهُ عاجزٌ تجاهَ ما يجري من كوارث تتعاقبُ على تخريب بلاده، وليس أمامه سوى افتراضِ عوالمَ تواصلٍ ولُقْيا معها، كلَّ حينٍ.
(أيتها الشمسُ، يا ابنةَ الأعالي
قولي لذلك الطيارُ الأمريكي
الذي قطعَ البحارَ والمحيطاتِ والقاراتِ
ليدافعَ عن نفسهِ في سماءِ العراق
أن يتركَ لنا شجرةَ آدمٍ، شجرةَ أدمٍ لا أكثر
لنستدلَّ بها على فواجعِنا
حينَ نعودُ من التّيهِ الأكبر بين سندانِ المنفى
ومطرقةِ الحنينِ) ص21 <من أجلِ سطوعِ الذهبِ>.
طق إصبع/ كولاج تأويل رابع:
أما في كتاب (طق إصبع) فيتبيّنُ لنا جنوحهُ الملحوظِ نحوَ التجريب، وانصرافهِ القصدي الى ورشةٍ معرفيةٍ خالصةٍ ضمنَ مشغلهِ الكتابي. حيثُ الانهماك الأركيولوجي في واحدةٍ من لُقى الإرثِ السومريِّ الخصبِ. فالشاعر يضعُنا أمامَ أيقونةِ عنونةٍ ضاربةٍ في شتى تنويعاتِ الطقوسِ السومريةِ. وهذه الأيقونةُ نراها جالسةً على متنٍ مكوّنٍ من ألواحٍ شعريةٍ تتعالقُ في أنساقها مع أنساقِ المدوناتِ. وتكشفُ عن سعيٍ كتابيٍّ جادٍّ، لدحضِ منظومةِ الحزنِ المتسلِّطَةِ على حياتنا منذُ عقودٍ، بمنظومةِ فرحٍ لا تخلو منها الذاكرةُ الجمعيةُ.
هذا النَّصُّ المستخلصُ من بينِ ركامِ هذه الذاكرة، هو محاولة الشاعر لأسطرَةِ النص الشعري المعاصر، كي يواجهَ نصوصَ الحزنِ المُمِلِّ، الذي تغذّيه السلطاتُ الشموليةُ بمختلفِ انتماءاتها، وأساليبها الشرسةِ.
(طق.. طق.. طق
ينهمرُ الأزلُ من سكونِهِ
وتتجلّى صفحاتٌ مطويةٌ من غيابِ وجهِ الرَّنَّةِ
حيثُ للصوتِ رائحةُ الجُّمّارِ
وللرّنَّةِ عطرٌ يفوحُ كما البرق في ثنايا الغيمِ) ص7 <طق إصبع>.
استدراك:
ولابد لنا من الوقوف عند تجربة الشاعر على مستوى اللغةِ، وفيها حاولَ التَّعاملَ مع مفرداتٍ مستهلَكَةٍ في اللغةِ المحكيةِ، لتكوين تراكيبَ شعريةٍ، تنتجُ دهشةً اتصاليةً. وهذا يتمثَّلُ في أغلبِ كتبِه، أو في عناوينِ بعضِ القصائد، مثل: (سيرة شخصية للسيد مدري يا هو) أو (وِلْيَةْ غُمّان) أو (المنفضة بدرجة700 بههيهايت) وسواها. ويحاولُ أيضا الإفادةَ من اللغةِ الرقميةِ في الانترنيت، استجابةً للمتغيراتِ التقنيةِ والمعلوماتيةِ المتسارعةِ في منظومةِ الاتصالاتِ بشتى تنويعاتها.
لقد عمل الشاعر على إحياء المفردات المهملة من اللغة العامية، من خلال دمجها بمفردات وجمل من اللغة الفصحى، لخلق جمل شعرية جديدة لا تخلو من (فنتازيا) تعبيرية مدهشة اتصاليا. وذلك لما تتمتع به من تأثير سحري على المتلقي، بالابتعاد عن المألوف بالإفادة من عمق صلاتها به، وتسليط الضوء على عدم الاستقرار والتناقض واللاعقلانية فيه. (إن التأثير الأولي للفنتازيا هو ابتعادها عن المألوف. أما تأثير الفنتازيا الأهم والأروع فمصدرُهُ صلاتها بما هو مألوف، والطريقة التي تسلِّطُ بها الضوءَ على عدم الاستقرار والتناقض أو حتى اللاعقلانية التي ينطوي عليها المألوف)2.
ملحق رؤيوي:
الشاعر (فضل خلف جبر) استطاعَ مبكِّرا، أن يتخلّصَ من شبكةِ إغراءاتِ قصيدة الصالةِ، صوبَ قصيدةِ التّمردِ. وذلك لتعلّمه اللغة الإنكليزية، كلغةٍ أدبيةٍ أخرى، والتي فتحتْ له آفاقا جديدةً، مكَّنَتهُ من الاطلاعِ على منجزِ شعراء الغربِ، خاصةً كتّاب قصيدة النثرِ. وكذلك التّعَرّف على التّحوّلاتِ الجديدة في الفكر الأوربي، والهزّاتِ المعرفية الفلسفية التي زحزحتْ اللاهوتَ عن عرشهِ الدكتاتوري، ومنحت الفكرَ الجديد أسبابَ تحرُّرهِ نحو قراءاتٍ عدّةٍ للوجود والعالم. وهو يدرك مدى تصلّبِ مواقف منظومةِ الفكر العربي التي استمدَّتْ جبروتها من ضراوةِ المناخِ القبلي. ومن ثمَّ تدرَّعَتْ بشبكةٍ متوارثةٍ من المحرَّماتِ المبثوثةِ من مؤسساتِ <دين السلطةِ>.
فوجد شاعرنا في قصيدةِ النثرِ والترجمةِ مَلاذَهُ الخصب، لتحقيق تطلّعاتِهِ الجمالية ذات البعدِ الإنساني، بعيدا عن المحدّداتِ والموانعِ التي تختلقها السلطات القانعة للآخر، وذلك لإدامةِ تواجدها على رأسِ هرمِ انصياعِ القطيعِ للراعي. فأرادَ أن يكون له موقف جمالي تجاه الحياة أولا والنص الفائت والراهن والآتي ثانيا، وهو موقف فلسفي واجتماعي وثقافي يعبر عنه من خلال سلوكه ونصه الشعري الخاص به. بمعنى أن يكون موقفا إنسانيا وكذلك ابداعيا بعيدا عن فخاخ الترغيب والترهيب، لأن غاية الفن المثلى، هي جمالية خالصة. حيث (يذهب بعض المفكرين الى أنهُ من المهم أن نتَّخذَ موقفا جماليا تجاه كلِّ الأشياء دون استثناء)3.
ولعلَّنا في هذا الاجراءِ الفاحصِ العجولِ، ردّدْنا بعضَ وفائه ومحبته الكبيرة لوطنه، على الرغم قسوتِهِ عليه وعلى أغلبِ أبنائه العاشقين له، لما عانوه من أمكنةٍ جورٍ وحرمانٍ طاردةٍ، دفعتهم الى الهجرة الى أراضي الشتات. وربما استطعنا من إزالة الضبابِ عن منجزِ شاعرٍ جديرٍ بالاهتمام والفحص، لما ينطوي عليه منجزهُ، من تنويعات اشتغال جادة، في التجريب المتواصل، والابتكار الشعري المتجدّد.
------------
إشارات:
1- كتاب (كولاج تأويل) علي شبيب ورد/ مشروع نقدي/ دار تموز للطباعة والنشر/ دمشق 2013.
2- كتاب (أدب الفنتازيا) ت. ي. أبتر/ ترجمة: صبار سعدون السعدون/ دار المأمون للترجمة والنشر/ بغداد 1989/ ص191.
3- كتاب (دليل أكسفورد في الفلسفة) الجزء الثاني/ تحرير: تِد هُنْدرتْش/ ترجمة: د. نجيب الحصادي/ هيأة البحرين للثقافة والآثار/ ط1/ المنامة 2021/ ص1479.
*********************************************
إفتراضات
طالب حسن
1
حتى من بعد موته
لم يصدقوا انه تسلل
من بين خيوط أكفانهم
وصعد مثل نجمة
2
لا تستدرجيه
إلى غابة فخاخك
الطريق الذي بارك خطواته
أكبر من أن يكون
مصيدة للفئران
3
في زمن آخر
في حياة أخرى
توقع أن يسألوه :
لماذا لم تنهض من موتك
مبكرا ؟
4
ليس اليقين
أن لا تتنازل عن حريتك
اليقين الحقيقي
أن تفهم معنى
الحرية
5
ذات يوم
عندما يأوي الأحفاد
إلى أسرتهم
سيتذكرون ذلك الذي جعل
من دمه ودموعه
محبرة لأبجديتهم
6
كلما تعثر به الطريق
وجفت من بين أصابعه الينابيع
تذكر وجه إمرأة غائبة
تقدح ذاكرته
فيبدأ خطاه من جديد
7
في اللحظة
التي إفترض فيها
أن مجرى نهر حياته تغير
حاصرته الكثير من الكوابيس
لذا ترك أحلامه تنمو
خارج الرأس
*****************************************
الصفحة الثانية عشر
يحتضن مكتبات وفعاليات ثقافية شارع ثقافي جديد في قضاء الفاو
متابعة – طريق الشعب
شهد قضاء الفاو جنوبي البصرة، افتتاح شارع ثقافي في "ساحة القدس" بمركز القضاء، على غرار شارع المتنبي في بغداد وغيره من الشوارع الثقافية في مدن البلاد، وذلك كمبادرة تهدف إلى تعزيز النشاط الثقافي في هذه المدينة التي عانت ما عانته من ويلات الحروب والأزمات.
وشهد حفل الافتتاح الذي أقيم أخيرا، فعاليات أدبية وفنية بمشاركة شعراء وفنانين من مختلف مناطق البصرة. فيما احتضن الشارع بسطات لبيع الكتب ومعارض تشكيلية، في خطوة يؤكد القائمون عليها انها تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتحويل الفضاءات العامة إلى منصات ثقافية مستدامة.
في حديث صحفي، قال نقيب الفنانين في البصرة فتحي شداد، أن "مدينة الفاو لطالما قدمت أسماء إبداعية بارزة، وان افتتاح شارع ثقافي هنا جاء كحدث مهم يؤكد أن الفاو ليست مهمشة كما يشاع، بل انها مدينة نابضة بالحياة والإبداع".
وأضاف قائلا أنه "من الرائع أن نشهد افتتاح هذا الشارع الثقافي الذي يعيد إلى الأذهان أمجاد البصرة الثقافية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. أتمنى أن نرى مبادرات مماثلة في جميع أقضية ونواحي المحافظة".
فيما قال ضياء سعد، وهو صاحب مكتبة في شارع الفاو الثقافي، أنه "بعد جهد كبير تمكنا من افتتاح هذا الشارع. هناك عدد كبير من المواهب في مجالات الفنون والآداب"، مبينا في حديث صحفي أنه "تم افتتاح مكتبات جديدة، ونطمح إلى جذب مزيد من المبدعين بهدف تنشيط الحركة الثقافية في الفاو وتطويرها نحو الأفضل".
إلى ذلك، أعرب ممثل "مؤسسة ثغر الفيحاء" للثقافة والإعلام عطوف الحسيني، عن سعادته بالمشاركة في افتتاح الشارع الثقافي، موضحا أن الحدث كان مميزا، وان موقع الشارع الثقافي يتمتع بمزايا تنظيمية ومساحة واسعة قد تتفوق على "شارع الفراهيدي" في مركز محافظة البصرة.
وختم حديثه قائلا أن "الفاو تسير نحو تشكيل قاعدة ثقافية حقيقية".
********************************************
في البصرة أمسية حول «خور عبد الله}
البصرة – باسم محمد حسين
أقام "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، أخيرا، أمسية بعنوان "خور عبد الله في طريق الضياع"، ضيّف فيها ربان أعالي البحار ضجر مرزوك البدران بحضور جمع من المثقفين.
الأمسية التي أقيمت على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أدارها ربان أعالي البحار والشاعر جلال عباس. واستهلها بتقديم سيرة الضيف المهنية، مبينا أنه والبدران كانا يدرسان معا في الكلية البحرية، وعملا سوية في المجال البحري، وأصبحا بعدها أستاذين في كليتهما ذاتها.
بعدها تحدث البدران عن "خور عبد الله"، موضحا حدوده بخرائط ورسوم وصور عرضها على شاشة عرض. فيما تطرق إلى أهميته كمنفذ بحري وحيد للعراق.
وأشار إلى ضرورة التصدي لهذا الأمر لكون هذه المنطقة هي المنفذ البحري الوحيد للعراق وفي حال عدم اتخاذ إجراءات مناسبة وبفعل عوامل الطبيعة والأعمال التي تقوم بها الجارة الكويت، سينغلق هذا المنفذ.
وشهدت الأمسية مداخلات ساهم فيها كل من الصحفي عبد المنعم الديراوي والمهندس البحري سعيد المظفر. وفي ختامها قدم الكاتب باسم محمد حسين شهادة تقدير باسم الملتقى إلى الربان ضجر البدران.
وعلى هامش الأمسية، كرمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الرفيق الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، في مناسبة فوزه بعضوية المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتاب. حيث سلمه التكريم سكرتير المحلية الرفيق كاظم محسن.
*********************************************
يوميات
- تدعو الجمعية العراقية لدعم الثقافة والاتحاد العام للأدباء والكتاب الى محاضرة بعد غد الخميس،- بعنوان "مواويل الحاج زاير وتخطي الزمان"، يُلقيها الباحث مزاحم الجزائري، ويُقدمه د. معتز عناد غزوان.
تبدأ المحاضرة في الساعة السادسة مساء على قاعة الجواهري في مقر اتحاد الأدباء بساحة الأندلس.
- يُضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت المقبل، الكاتب فرحان قاسم، ليتحدث عن "الماركسية بين الأمس واليوم".
تكون البداية في الساعة الحادية عشرة ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
**********************************************
ليس مجرد كلام.. البصرة ومشكلة الماء المالح
عبد السادة البصري
عاد اللسانُ الملحيّ إلى شطّ العرب، وعاد ماء الإسالة في الحنفيات سُمّاً زعافاً، وعادت التحذيرات من كارثة بيئية بسبب ملوحة الماء وتلوثه. وعاد الحديث هنا وهناك عن الماء المالح وماذا سيسبب، وعادت الاتهامات والتسقيطات والكل يتّهم الكلّ بالتقصير والفساد، ولا نعرف الحقيقة أين، وهي واضحة كالشمس!! لماذا لم تُحل هذه المشكلة، ولماذا مواعيد المسؤولين وتصريحاتهم العرقوبية عندما تتفاقم الأزمة فقط، ومالذي سيقولونه الآن؟!
منذ أن فتحنا أعيننا نعرف أن هذه الأرض تملك نهرين عظيمين، على ضفتيهما قامت أعرق الحضارات، منهما أخذت البلاد اسمها، كانا يفيضان بالخير والحياة منذ بدء التاريخ!
قرأنا عن فيضانهما الكثير، وسمعنا عنهما حكايات كثر. في سبعينات القرن الماضي فاض الشطّ بعد ارتفاع مناسيب مياههما، فغرقت قريتنا وصرنا نبحث عن ملاذ آمن، وفي أواخر الثمانينات وبعد خروجنا من السجن تم نقلنا كجنود إلى مناطق الفيضان غرب ميسان، حيث رأيت المياه تجرف بسيلها البيوت والحيوانات، كان أهلي في جنوب الفاو يبنون السدود والأكتاف إبان الستينات والسبعينات خوفا من الفيضان! تلك الكميات الهائلة من المياه العذبة لم نفكر بالمحافظة عليها، بل تركناها تجري صوب الخليج المالح وكأن شيئا لم يكن!!
كان أهلنا الفلاحون يغمرون أراضيهم بالماء ويسدّون مداخله لأيام، بل ويحتفظون بجزء منه أيضاً !
هذه الحكمة في خزنه لم نتعلّمها لأن كل حاكم ومسؤول جاء لبلادنا لم يفكّر بآلية الاستفادة من مياه النهرين العظيمين، بل انشغل وبطانته بالتآمر والحروب والظلم والفساد، كما إن الدول المجاورة لم تفكر منذ الأزل سوى باحتلال أرضنا ونهب خيراتنا والآن بقطع المياه عنّا !
بلاد الرافدين لم تستفد من رافديها، بل صارا نقمة على شعبها كالنفط، صرنا نتلمّس زخّة مطر لتنقذنا من خطر الجفاف والتصحّر،
يا للمهزلة الكبرى ، والمأساة الأكبر!!
لو فكّر حاكم واحد من كل مَنْ جاءوا وحكموا هذه الأرض وبنى سداً على شط العرب أو فتح انهاراً وقنوات إلى الصحراء المترامية الأطراف من بغداد حتى البصرة لما احتجنا إلى قطرة ماء واحدة ؟! لو لم يجفف الطاغية المقبور الاهوار التي كانت خزّانا طبيعياً كبيراً، لما احتجنا إلى قطرة ماء !
لو فكّر حكّامنا ومسؤولونا ومنذ ربع قرن بآلية جديدة ونصب معامل تحلية المياه، لما صار ماء البصرة مالحاً وملوّثاً ؟!
لو انشغل المسؤولون الآن بإيجاد حل حقيقي لهذه المشكلة ــ وهو بسيط جداًــ بدلاً عن المناكفات والمجاذبات والتسقيطات والاتهامات، وكل يحارب الكل من أجل المصالح الشخصية والحزبية والفئوية لما صار حالنا كما هو عليه الآن؟! وليعلم الجميع أنه في أربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي كان الخليجيون وأهل الكويت تحديداً ينقلون الماء في زوارقهم و( لنجاتهم ) من شط العرب الى مناطقهم، اليوم شط العرب صار مالحا وملوّثاً وبتنا نشتري الماء العذب من الكويت ودول الخليج بعد أن تقوم بسحبه من الخليج المالح وتحليته، وكأن هذه العملية ــ أقصد تحلية المياه ــ معضلة كبرى لا يستطيع أي مسؤول حلّها !!
*********************************************
قف.. التشهير
عبد المنعم الأعسم
التشهير يأتي أحيانا في صالح المطعون بهم، وذلك عندما يكون كيديا، أو بخلفيات واعتبارات شخصية تتصل بتصفيات حساب، أو بمصالح ضيقة، وإلى ذلك، فان التشهير، حتى وإن كان يستهدف جناة، مرفوض في جميع التشريعات المتحضرة، وفي حال يجري التساهل معه من قبل القضاء، او يجري السكوت عنه من قبل السلطات سيصل، لا محالة، إلى أوسع دائرة في المجتمع، ليشمل النزهاء والفاسدين معا، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة الفاسدين إذ يضيع الخيط بين النزاهة والفساد.
وإذ يتداول المواطنون (بالسر والعلن) معلومات تثير الفزع عما يحل بثروة الوطن، وعن أبطال الفساد وأقاربهم وأبنائهم وأحفادهم، وعن فنون التغطية على جرائم النهب، وعن مصائر لجان التحقيق في تهم الاختلاس وتصريف القضايا من الأبواب الخلفية، فان التشهير الأعمى، المنفلت، اللامسؤول، الكيدي، السياسي، الشخصي، يفتح الباب على مصراعيه لكي يفلت الفاسدون والملطخة أياديهم بدماء الابرياء من طوق المساءلة.
والمشكلة، أولا، أن أحدا لا يعرف، في مثل هذا المناخ الملبد بالتشهير المنفلت، من بقي خارج الطعون، والمشكلة، ثانيا، أن خيمة البرلمان صارت نفسها ساحة للتشهير: "انت تشهّر بي، فانا اشهّر بك" مقابل "اسكت عليّ، واسكت عليك" وعلى هامش هذه الكارثة، وربما على مرمى منها، تشكلت ثقافة هجينة للقبول بالتشهير والتباهي به.. فالكل يشهر بالكل.. مبروك.
*قالوا:
" شتم رجل من الخوارج الإمام علي فهمّ أصحابه بمعاقبته، فقال لهم: مَهْ.. إنما سبّ بسب، أو عفوٌ عن ذنب".
نهج البلاغة
*********************************************
اصدار
الإبحار إلى كالكوتا
عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب وضمن سلسلة أدب الرحلات، صدر كتاب بعنوان "الإبحار إلى كالكوتا – رحلة البحّار سيمو"، للكاتب حسن البحار.
مقتبس من الكتاب دوّن على غلافه الخلفي: "لم نشعر بالتعب. على العكس تماما، كنا في غاية السرور لحظة وصولنا إلى مضيق البوسفور وضوء المغيب يرسل حبات من الذهب على رؤوس الناس، يتحرك الموج بإفراط من مراوح العبّارات، الهواء منعش، ورائحة القهوة في كل مكان، حاولت الركض والصياح: "تنفس".
يقع الكتاب في 251 صفحة من القطع المتوسط.
***************************************
في كربلاء تأبين الكاتب المسرحي لؤي زهرة
كربلاء – غانم الجاسور
أقام "مركز باهرون" في كربلاء، مساء الجمعة الماضية، حفل تأبين للكاتب المسرحي الراحل لؤي زهرة، في مناسبة أربعينيته، حضره جمع من المثقفين والأدباء والفنانين، إضافة إلى عائلة الفقيد.
الحفل الذي أقيم على حدائق المركز في حي الموظفين وسط كربلاء، أداره الاعلامي محمد حديد الجحيشي، واستهله بكلمة بحق الفقيد. وتخلل الحفل عرض فيلم عن حياة الفقيد، من إعداد ومونتاج الفنان سعد حسين، بمصاحبة صوت الشاعر صلاح حسن السيلاوي. كما تخللت الحفل قراءات شعرية لعدد من الشعراء، بضمنهم مرتضى السعيدي، فضلا عن معرض تشكيلي للفنانين عبد الأمير طعمة وحازم الأشهب ومنصور السعيد. فيما قدم الفنان المسرحي عباس شهاب، رثاء ممسرحا للراحل، من تأليف الروائي علي لفتة سعيد.
هذا وقُدمت شهادات عن سيرة الفقيد وتجربته الثقافية، من قبل د. على الشيباني، الروائي علي لفتة سعيد، د. وئام نصر الله، عثمان الكناني، الفنان ثامر العامري، كوثر كاظم ناصر ومحمد المنوفي.
وفي الختام، ألقت ابنة الفقيد السيدة ربى لؤي زهرة، كلمة باسم عائلتها.