اخر الاخبار

الصفحة الأولى

بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي اجتماعها الاعتيادي يوم الجمعة ٣٠ أيار ٢٠٢٥ في بغداد . وبدأت اعمالها بالوقوف دقيقة صمت تكريما للرفاق والأصدقاء الذين رحلوا عنا في الفترة الأخيرة، وإكراما لشهداء الشعب الفلسطيني وضحايا حرب الإبادة الصهيونية.

وسبق هذا الاجتماع انعقاد المجلس الاستشاري الموسع للحزب (٢٩ أيار الجاري) الذي شارك فيه  أعضاء اللجنة المركزية  وسكرتاريو اللجان المحلية، ومسؤولو لجان الاختصاص المركزية، ولجنة الرقابة المركزية وعدد من الكوادر الحزبية.

توقف اجتماع اللجنة المركزية للحزب بروح المسؤولية العالية والحرص الكبير عند العديد من القضايا التي تخص العمل الحزبي بجوانبه المختلفة. وثمّن المجتمعون جهود هيئات الحزب ومنظماته ورفاقه وأصدقائه وجماهيره في اعلاء شأنه والارتقاء بدوره في الحياة السياسية، مشددين على أهمية وضرورة استنهاض الهمم ورص الصفوف وتوسيع صفوف الحزب وتطوير عمل منظماته، وتنشيط الحركة الاحتجاجية المطلبية والجماهيرية، ورفع وتيرة الضغط الشعبي لانتزاع الحقوق وتلبية مطالب الجماهير المشروعة.

وبعد دراسة التقرير المالي والإداري، ثمّن الاجتماع مختلف المبادرات لتعزيز هذا الجانب المهم والحيوي في حياة الحزب، وتم إقرار مجموعة من التوجهات لدعم ماليته واطلاق مختلف الأنشطة والفعاليات في هذا السياق، ومواصلة استكمال بناء المقر الجديد للحزب.. بيت الشعب.

وتابع الاجتماع جهود قيادة الحزب ومنظماته ورفاقه التي بُذلت في الفترة الماضية، لرص صفوف القوى المدنية والديمقراطية والوطنية ومختلف القوى المتطلعة والساعية الى التغيير، ولبناء تحالف انتخابي منها للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥. وقيّم عاليا ما تحقق على هذا الصعيد بتشكيل تحالف " البديل " الانتخابي، مؤكدا أهمية وضرورة استكمال التحضيرات والاستعداد للمشاركة الفاعلة في الانتخابات وتحقيق نتائج إيجابية للحزب والتحالف.

وفي هذا السياق شدد الحزب على أهمية توفير مستلزمات اجراء انتخابات عادلة ونزيهة، وان تعكس إرادة المواطنين الحرة في اختيار من يمثلهم، وتطبيق قانون الأحزاب السياسية النافذ وتعليمات وأنظمة المفوضية وإنفاذها على الجميع، والمراقبة الجادة لاستخدام المال السياسي ومواقع ومؤسسات الدولة في الترويج والدعاية الانتخابية وشراء الأصوات والمرشحين، وكذلك الحد من تهديدات السلاح المنفلت وتأثيره على سير العملية الانتخابية .

ودعا الحزب المواطنين لتجديد البطاقة البايومترية واستلام ما هو جاهز منها، والتوجه الى المشاركة بقوة في الانتخابات وجعلها احدى الأدوات الفاعلة لتعبئة القوى وفرض إرادة الشعب، في الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد وتحقيق التغيير المنشود .

واكد الاجتماع الضرورة العاجلة لأن تراجع الحكومة الاتحادية قرارها وقف تحويل الرواتب لموظفي الإقليم، والذي نعدّه إجراءا يرقى الى حرمان قطاع واسع من أبناء شعبنا من مصدرعيشهم ومفاقمة أوضاعهم المعيشية، معتبرا أن شعب الإقليم وحقوقه الأساسية ولقمة عيش مواطنيه يجب أن لا تكون رهينة للتجاذبات والاختلافات، أيا كانت، بين الحكومة الاتحادية والاقليم.

ودرس المجتمعون تقريرا ضافيا عن التطورات في بلدنا، على الصعد المختلفة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإلاداء الحكومي والتشريعي، وكذلك المتغيرات على صعيد المنطقة وفي العالم وتأثيرها على الأوضاع في بلدنا.

ولفت الاجتماع الى استمرار الصراع على اتجاهات بناء الدولة ومنهج ادارتها، وتعمق جوانب الأزمة البنيوية العامة والشاملة، والتي هي في الأساس ازمة منظومة المحاصصة والطائفية السياسية، والمتماهية مع الفساد.

وجرت الاشارة الى أن حالة من الفرز الاجتماعي والطبقي تجري في مجتمعنا، وان شرائح وفئات جديدة تنضم الى المهمشين والعاطلين عن العمل. وفي وقت تتعمق فيه الهوة بين الأقلية المتنفذة والماسكة بعتلات السلطة والمالكة للمال والسلاح والاعلام، وبين غالبية المواطنين الذين يعانون من تداعيات الأزمة العامة والظروف المعيشية الصعبة وقلة فرص العمل وتردي الخدمات الأساسية، يتنامى رفض شعبي للواقع القائم ولمنظومة الحكم، وتتعدد اشكال الاحتجاج والنضال الجماهيري والمطلبي والذي يشمل قطاعات وفئات واسعة في المجتمع. وسيعتمد الكثير على تطور ذلك وحسن تنظيمه ووضوح رؤاه وربطه بالحركة العامة لشعبنا نحو التغيير الشامل.  

   وأشّر الاجتماع تعاظم مظاهر اللادولة وعدم إمكانية إنفاذ القانون على الجميع،  فيما تتزايد حالات الفساد وانتشاره وصيرورته اخطبوطا متشعبا امتد الى مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية. كما تتزايد حالات انتهاك حقوق الانسان وقمع الاحتجاجات السلمية والتضييق على حرية الرأي والتعبير، وتتصاعد انتهاكات حقوق المرأة بعد تمرير البرلمان للتعديلات السيئة الصيت على قانون الأحوال الشخصية.

 وبيّن المجتمعون ان أوضاع العراق ابعد ما تكون عن الاستقرار في ظل استمرار وجود السلاح خارج مؤسسات الدولة الدستورية والتحرك لفرضه كأمرواقع، واستمرار حدة النزاعات المناطقية والعشائرية وعدم قدرة الدولة على بسط سلطتها وهيبتها، كذلك تواصل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي وثلم القرار الوطني المستقل. يضاف الى ذلك ما يعانيه المواطنون من بطالة وفقر، خاصة بين الشباب، وتعمق الاقتصاد الريعي والامعان في الإجراءات النيوليبرالية واضعاف دور الدولة والقطاعات المنتجة وعدم قيام الحكومة بواجباتها في تأمين الخدمات الأساسية وبضمنها في مجالات الصحة والتعليم والسكن والنقل. كما لاحظ المجتمعون إفراط الحكومة في الاقتراض الداخلي مع الانخفاض في أسعار النفط عالميا، وغياب قدر معقول من العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين المواطنين. واخذت تلوح في الأفق ملامح ازمة اقتصادية ومالية خطيرة، قد تعجز الحكومة معها حتى عن تأمين الأموال للرواتب وتغطية مصروفات الدولة الأساسية.

 واكد اجتماع اللجنة المركزية ان الظروف الدولية والإقليمية الضاغطة، وقبل هذا وذاك التطورات الداخلية في بلدنا وتعمق تداعيات نهج المحاصصة، وعجز القوى المتنفذة عن تقديم الحلول وتمسكها بنهجها الفاشل، كل هذا يلح على انضاج ظروف البديل وتغيير الواقع الراهن بما يحمله من احتمالات وتطورات خطرة.

وشدد الاجتماع على أن هذا يتطلب عملا وجهدا شعبيين وجماهيريين واسعين، وسعيا مثابرا ودؤوبا من كافة القوى الوطنية والمدنية والديمقراطية واليسارية، ومن الشيوعيين، وقوى الاحتجاج والرفض، للتحرك العاجل على مختلف المستويات، بما في ذلك المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية القادمة، لفرض إرادة الشعب في التغيير وتحقيق اختراق لصالح غالبية أبناء الشعب، والسير على طريق بناء دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية، الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية.

وجدد الاجتماع تضامن الحزب وموقفه الداعم لنضال الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، خاصة حقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة على ارض وطنه، مطالبا بوقف حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة  والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية ،  ومد يد العون والدعم لتمكين شعب فلسطين من الحياة والصمود وإعادة بناء ما خربته ماكنة الاحتلال الإسرائيلي المجرمة. كذلك أكد الاجتماع وقوف الحزب بثبات مع شعب السودان وقواه الوطنية والديمقراطية، لوقف الحرب الكارثية فورا والانتقال نحو إقامة دولة مدنية ديمقراطية مستقلة وموحدة.

كما حيا الحزب نضالات شعوب المنطقة والعالم وقواها الوطنية والديمقراطية والأحزاب الشيوعية واليسارية، مجددا تضامنه معها من اجل السلام، ولبناء عالم بلا حروب وسباق تسلح، تسوده الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان .  

هذا وسيصدر في وقت قريب التقرير السياسي الشامل الذي أقرّه الاجتماع .

*********************************************

راصد الطريق.. تخبط السياسات وتضارب التصريحات

منذ مدة والمشهد السياسي في العراق يسجل تبادلًا للاتهامات بين مؤسسات الدولة وأعضاء مجلس النواب، سواء عبر بيانات رسمية أو من خلال شاشات الفضائيات ووكالات الأنباء، بشأن حقيقة وضع البلاد المالي والاقتصادي، في ظل تعثّر وزارة المالية والحكومة في إنجاز جداول موازنة العام الحالي.

يحدث هذا وسط حديث متصاعد عن عدم توفر الإيرادات الكافية لتغطية النفقات الحاكمة، البالغة 134 تريليون دينار واجبة الدفع خلال هذا العام، ما دفع الحكومة إلى فرض تعرفة كمركية جديدة، كان مفترضا اعتمادها في أول حزيران، مع ترجيحات بتأجيل التنفيذ ثلاثة أشهر مقبلة، في إجراء قد يرفع أسعار بعض السلع المستوردة.

ويجمع مراقبون اقتصاديون على حراجة الوضع المالي في العراق اليوم، لا بسبب نقص الموارد فقط، بل ونتيجة السياسات الحكومية المالية والاقتصادية، وتوسعها غير المدروس في الإنفاق. وإلا كيف نوصف حكومة تُقر موازنة حجمها 211 تريليون دينار، فيما لا تتجاوز إيراداتها 130 تريليون دينار؟

انها إدارة تُخفي فشلها وراء "الضرورات" و"الالتزامات الحاكمة"، فيما المواطن وحده من يدفع الكلفة.

فمتى تقال الحقيقة كاملة عن الوضع الاقتصادي والمالي، ليعرف الناس واقع ما يدور وما يجري؟

***********************************************

دعوة لإنهاء التوتر بين الحكومة الاتحادية والإقليم

 الشيوعي العراقي: لا للمساس بلقمة عيش المواطنين 

أصبح من غير المقبول استمرار حالة الشد والجذب، والجفاء والتشنج، التي تطبع العلاقة بين مؤسسات الدولة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان. فالتجاذبات والاختلافات السياسية، وما يتبعها من عقوبات وإجراءات اقتصادية ومالية، تلقي بظلالها الثقيلة على المواطنين العراقيين كافة، ومنهم بطبيعة الحال مواطنو الإقليم.

وقد تجلى هذا الخلل بشكل صارخ مؤخرًا في قرار وقف تمويل رواتب موظفي إقليم كردستان، وهو إجراء نعدّه بمثابة حرمان شريحة واسعة من أبناء شعبنا من مصدر دخلهم، ما يفاقم أوضاعهم المعيشية ويزيد من معاناتهم.

لقد آن الأوان لمعالجة الملفات العالقة كافة بين الطرفين عبر حوار جاد، صريح، وشفاف، يفضي إلى اتفاقات رسمية، خصوصًا فيما يتعلق بملف الموازنة والنفط وعائداته والكمارك، وذلك على أساس فهم مشترك وواضح للدستور.

ونؤكد أن العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم يجب أن تُبنى على أساس المصالح العليا للمواطنين في عموم العراق، بمن فيهم شعب الإقليم، بعيدًا عن منطق العقوبات الجماعية وليّ الاذرع .

نحن في الحزب الشيوعي العراقي نرفض بشكل قاطع تحميل المواطنين تبعات المواقف السياسية، أو استخدام لقمة عيشهم أداة للمساومة والابتزاز. فالقضايا العالقة  ينبغي أن تُحل بالحوار الوطني المسؤول، بعيدًا عن المساس بأي حق قانوني لأي مواطن، في أي بقعة من أرض العراق.

المكتب السياسي

 للحزب الشيوعي العراقي

31/5/2025

*****************************************

الصفحة الثانية

مركز حقوقي يحذر من وعود انتخابية يطلقها نواب البصرة

بغداد _ طريق الشعب

اتهم مدير مركز الدفاع عن العمال في الحقول النفطية، حكيم العيداني، أمس السبت، أعضاء مجلس النواب في محافظة البصرة، باستغلال معاناة الشباب الباحثين عن العمل في القطاع النفطي، والتعامل مع قضية جواز السلامة كفرصة دعائية مع اقتراب موعد الانتخابات، بعد سنوات من الإهمال والتقصير.

وقال العيداني، إنه "كنت أول من طالب بمنح شباب البصرة جواز السلامة منذ بداية عمل شركة BP في الحقول النفطية، وأن هذا الملف ظل مهمشًا لسنوات طويلة رغم المناشدات المستمرة من آلاف الشباب".

وأضاف أن "شباب البصرة طالبوا بجواز السلامة منذ أكثر من ثماني سنوات، دون أن يتلقوا استجابة حقيقية من أي نائب أو مسؤول، لكننا فوجئنا اليوم، ومع اقتراب الانتخابات، بأن الشاب البصري أصبح محط اهتمام مفاجئ، والكل يسعى لإصدار الجواز له".

وبيّن أن "الجواز الذي يتم إصداره اليوم هو ما يُعرف بـ(الجواز الأحمر)، لا يُعتمد عليه في التوظيف حتى في أبسط الوظائف كعمال التنظيف في الحقول النفطية وأبرزها الرميلة"، مؤكداً أن "الشركات العاملة لا تعترف به، وهو ما يؤدي إلى صدمة الشباب عند مراجعتهم للحقول بعد الحصول عليه".

وشدد مدير المركز على أن "الحقول النفطية تعجّ بالعمالة الأجنبية بنسب عالية جدًا تصل إلى 80 بالمائة في وقت يُقصى فيه أبناء المحافظة من فرص العمل الحقيقية"، مؤكداً أن "هذا الأمر يثير استياءً واسعًا في الأوساط الشعبية والشبابية".

*****************************************

تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية على تردي الخدمات وانهيار البنى التحتية

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت عدة محافظات خلال الأيام الماضية تصاعدًا لافتًا في حدة الاحتجاجات الشعبية، نتيجة التردي الكبير في الخدمات الأساسية لا سيما الكهرباء والماء، وغياب واضح للحلول الحكومية، ما يعكس حالة من الإحباط والغضب لدى

المواطنين الذين يرزحون تحت درجات حرارة خانقة وأزمات متراكمة.

تابوت "الكهرباء" في الكوفة

في حي الفرات بقضاء الكوفة وسط مدينة النجف، خرج العشرات من الأهالي بتظاهرة احتجاجية على الانهيار المستمر في منظومة الكهرباء.

وحمل المحتجون "تابوتًا رمزيًا" يجسد "موت الكهرباء" في المحافظة، في مشهد رمزي عبّر عن حجم السخط الشعبي.

ويأتي هذا التحرك ضمن موجة غضب شعبية عارمة تضرب محافظات الجنوب ومناطق متفرقة من البلاد، منذ أكثر من أسبوع، تزامنًا مع موجة حر شديدة تقابلها خدمات كهربائية متدهورة، لا تفي بالحد الأدنى من احتياجات المواطنين.

اغلاق الطرق

وفي محافظة الديوانية، أقدم أهالي قضاء عفك على إغلاق الطريق الحيوي الرابط بين المحافظة والمحافظات الجنوبية، معربين عن استيائهم من تراجع ساعات تجهيز الكهرباء، وتردي الخدمات الأساسية، لا سيما المياه الصالحة للشرب.

وأشعل المحتجون إطارات السيارات لغلق الطريق، مطالبين بحلول عاجلة ترفع معاناتهم المستمرة، لا سيما في القرى والأطراف المحرومة.

احتجاج على حصة "الكاز"

وفي محافظة ميسان، نظم عدد من أصحاب المولدات الأهلية في مدينة العمارة، وقفة احتجاجية أمام مبنى دائرة توزيع كهرباء ميسان، احتجاجًا على قرار تقليص حصة مادة الكاز المجاني المخصص لتشغيل المولدات، بالتزامن مع تقليل سعر الأمبير وزيادة ساعات التشغيل.

وأكد المشاركون، أن الحصة الحالية البالغة 45 لترًا لكل مولدة بسعة 1 KV، لا تكفي لتغطية التشغيل لمدة 12 ساعة يوميًا، ومع ذلك يتحملون تبعات نقص الوقود دون دعم حكومي أو تعويض.

وأشاروا إلى توجه جديد لتقليص الحصة إلى 30 لترًا، مع اقتصار التسليم على مرتين شهريًا من مستودعات بعيدة، ما يشكل عبئًا إضافيًا.

المحتجون حذروا من أن النقص في الوقود قد يؤدي إلى تعطل المولدات وتوقفها، ما يجعلهم عرضة للمساءلة من الجهات الرقابية دون توفير بدائل أو حلول، وهو ما يعمّق الأزمات التي يعيشها المواطن.

مشاريع تجارية

وفي محافظة البصرة، شهد حي الرضا وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات رفضًا لمشروع تجاري يُخطط له على الجزرة الوسطية المحاذية لشارع شركة نفط البصرة، حيث يسعى شخص مجهول الهوية إلى إقامة محال تجارية في الموقع.

السكان أعربوا عن استغرابهم من استهداف الموقع الذي كانوا يأملون أن يتحول إلى متنفس أخضر، كما هو الحال في مناطق أخرى.

وحذر بعضهم من وجود أنابيب نفطية مدفونة في الأرض، داعين إلى تحقيق قانوني وهندسي عاجل لمعرفة صلاحية الأرض للبناء وكشف الجهات التي تقف خلف المشروع.

أزمة مياه خانقة

وفي شمال البصرة، خرج العشرات من أهالي قضاء الصادق في وقفة احتجاجية حاشدة ضد أزمة المياه وتوقف مشاريع الإسالة، مطالبين الحكومة بالتدخل خلال 48 ساعة، وإلا سيقومون بإغلاق محطة حقن الماء التابعة لحقل غرب القرنة 1.

وكشف علاء المنصوري، ممثل حراك الصادق الشعبي، عن تلوث مياه الإسالة في منطقة الرحمانية، بسبب كتلة مائية مجهولة المصدر في نهر الفرات، فيما لا تفي الحوضيات التابعة لوزارة النفط بحاجة السكان حتى لمياه الغسل.

وحمّل المتظاهر علي عبد النبي الحكومة مسؤولية التردي، متسائلًا بغضب: "هل نحن مهجرون؟ هل نحن في قطاع غزة؟ خمس حوضيات تنقل ماء غير صالح حتى للغسل لمناطق نفطية؟ أين المسؤولون من هذه المأساة؟".

 "الدسيم" تطالب بالحقوق

وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من سكان منطقة الدسيم بمدينة الصدر، احتجاجًا على تدهور أوضاعهم المعيشية والخدمية. السكان اشتكوا من قلة الكهرباء، وتراكم النفايات، وغياب شبكة المجاري، ما تسبب في انتشار روائح كريهة وتفشي الأمراض.

ويعتمد سكان المنطقة على مدرسة كرفانية واحدة بنظام الدوام الثلاثي، وسط غياب شبه تام للمراكز الصحية والماء الصالح للاستخدام.

وأشار علي موري، أحد السكان، إلى زيارة محافظ بغداد السابقة دون أي نتائج.

وتساءل عن سبب تجاهل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمنطقتهم خلال زيارته الأخيرة.

جبار المحمداوي أشار إلى رداءة المياه القادمة من مضخات قريبة، مؤكدًا أن لا وجود لمراكز صحية. أما كريم حمدان فقد أكد أن غالبية سكان المنطقة من عوائل الشهداء من القوات الأمنية والحشد الشعبي، متسائلًا: "هل هذه مكافأتنا؟".

في ختام تظاهراتهم، أكد المحتجون في مختلف المناطق أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم، ملوحين بتصعيد الاحتجاجات ونقلها أمام مجالس المحافظات إذا لم تستجب السلطات لمطالبهم المشروعة، وعلى رأسها تحسين الخدمات، وتوفير الكهرباء والماء، وإزالة النفايات، وتأهيل البنى التحتية.

وتتزامن هذه التحركات مع استمرار صمت الحكومة وعدم تقديم أية حلول ملموسة، ما يزيد من حجم الغضب الشعبي، وسط تساؤلات ملحة حول مدى جدية الجهات المعنية في معالجة الأزمات المتراكمة في الجنوب والعاصمة، والتي لم تعد تحتمل المزيد من التسويف والتجاهل.

*******************************************

ومضة.. المواطن نقطة الانطلاق

صبحي الجميلي

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في تشرين الثاني القادم، يتزايد الحديث عن وجهة هذه الانتخابات، كما تكثر التصريحات عن المال السياسي والسلاح، ودورهما في المعركة الانتخابية التي بدأ أوراها يستعر، وتتجدد المواقف بشأن استغلال المواقع الوظيفية في الدولة، وتسخير المؤسسات الحكومية لخدمة المشاريع الانتخابية للمهيمنين  على السلطة ومراكزها.

والحديث عن هذا وما يتداوله المواطنون ليس شبهة او تهمة تُلقى، بل هو حقيقة تتجول في شوارع المدن والقرى، وتدخل المضايف وقصور الدولة وممتلكاتها المصادرة او المباعة بأسعار بخسة. وهو الآن ليس همسا في الغرف المغلقة، بل إعلانات كبيرة تنتشر من جنوب الوطن الى شماله، مع مواقع يبدو انها تخضع بعد للمساومة والبيع والشراء في السوق السياسي  للمتنفذين .

احدهم صرح في مقابلة تلفزيونية قبل اشتداد وطيس الحملة الانتخابية، من دون تردد أو مواربة، بان المعركة القادمة هي "معركة مال". وهو بهذا أكد كمّ المليارات الكبير التي صرفت وستصرف فيها. أفليس من حقنا ان نتساءل مع المواطنين، من اين لهؤلاء هذه الكميات الهائلة من المال، وهم وأحوالهم معروفون جيدا للعراقيين؟

وما قيل يظهر بجلاء ان القادم لا علاقة له من قريب أو بعيد بمشاكل وهموم الوطن والمواطن، ولا بالبرامج والحلول المتعلقة بتجاوز ما تراكم من مشاكل وازمات على يد المنظومة المتنفذة ذاتها. انه صراع على النفوذ والسلطة وشراء الولاءات، مع استمرار الأدعاء بتمثيل "المكون" والتحشيد والتجييش الطائفيين واثارة الغرائز. 

وفي مقابل "معركة المال الانتخابية" وصقورها، هناك من المتنفذين من يحذر كلاماً من استخدام المال السياسي، ويدعو باسم النزاهة والشفافية للحفاظ على المال العام، فيما المواطن يكاد "يموت ضحكا" وهو يرى بأم عينه ما يحصل على الارض.

لكن يبقى صحيحا القول بان العراقي الأصيل والمخلص "مفتح مو باللبن، بل بالتيزاب" وهو يزداد ادراكا ان المال السياسي والسلاح المنفلت مشكلة كبرى، وانه يبصر بنفسه كيف تُشترى  بطاقة الناخب، وتتم رشوة مرشحين ليتنازلوا او ينسحبوا من هذا التجمع او ذاك. فيما يستذكر الآن فقط بعض المشاريع وتوزيع الأراضي، وتحويل مؤسسات الدولة الى منصات لتوظيف المال والنفوذ. ولا باس من تغليف ذلك عند الحاجة بتسمية "منجز" او "حكم الطائفة". أفليس محقا من يطالب الآن باستقالة من هم في مواقع المسؤولية، وبأن يتركوا الوظيفة العامة قبل ستة أشهر في الأقل من موعد الانتخابات ؟ وبأن يتم التطبيق الفعلي لقانون الأحزاب السياسية ؟

ولكن يخطيء كثيرا من يظن ان الانتخابات المقبلة هي "معركة مال " فقط. فالمال السياسي  كان فاعلا  في الانتخابات السابقة كذلك، سوى انه فشل في إرشاء الأغلبية المقاطعة او العازفة او شراء اصواتها. وهذا بحد ذاته يلقي مسؤولية كبرى على المواطن، الذي يئن ويتضور تحت وطأة تداعيات ازمة منظومة المحاصصة ونهجها الفاشل.

وتبقى الانتخابات رغم ثغراتها ونواقصها أداة سلمية ودستورية تسهم في تغيير موازين القوى  عبر المشاركة الواسعة والواعية للناخبين، وفي كسر احتكار السلطة من قبل المنظومة الحاكمة، التي تتغذى على ضعف المساهمة الشعبية في الانتخابات، وعلى تشتت أصوات قوى التغيير. ونقول بوضوح انه يمكن تفهم دوافع المقاطعة والحثّ عليها، لكنها في ظروفنا الراهنة تعني تسليم "الجمل بما حمل" مجددا الى من هو السبب في واقعنا الكارثي الراهن، والذي نتطلع جميعا الى تغييره ونهجه والخلاص من منظومته، وفتح فضاءات جديدة ينتظرها العراقيون.

ويتوجب الادراك عميقا ان المواطن بوعيه لمصالحه ومصالح الوطن والشعب عموما، هو نقطة الانطلاق وهو القادر على قلب الطاولة والقول بثقة: لن نسمح لكم بتدمير وطننا.

نعم، الكثير يعتمد على بنات وأبناء شعبنا بغالبيتهم، حين يتحررون من مشاعر الاحباط واليأس وينبذون شعار "آني شعليه".

وبعكسه سيضعون البلد مرة اخرى بيد من تسببوا فيما نحن فيه، فيستمر التدهور ولا ينفع بعدها عضّ الأصابع!

******************************************

مواساة

الرفيق عليوي الميالي (أبو صامد) المحترم

الرفيقة انتصار الميالي المحترمة

تلقينا بألم وحزن عميقين نبأ وفاة السيد عزيز الميالي، شقيق الرفيق (أبو صامد) وعمّ الرفيقة انتصار.

وفي هذا المصاب نتقدم بخالص المواساة والتعازي اليكما والى العائلة الكريمة، متمنين لكم الصبر والسلوان، وللفقيد عاطر الذكر.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

31/5/2025

******************************************

الصفحة الثالثة

تصاعد التحضيرات لانتخابات 2025 دعوات لتحييد قوات الأمن في الصراع الانتخابي

بغداد ـ طريق الشعب

في ظل تصاعد وتيرة الاستعدادات لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، المقرر اجراؤها في 11 تشرين الثاني 2025، تزايدت الدعوات المطالبة بتحييد المؤسسات العسكرية وشبه العسكرية عن الصراع السياسي، وفي مقدمتها هيئة الحشد الشعبي، التي تواجه اتهامات بالانخراط في التنافس الانتخابي.

الابتعاد عن الصراع الانتخابي

و وجّه قائد لواء "أنصار المرجعية"، أحد ألوية الحشد الشعبي، حميد الياسري، امس السبت، نداءً صريحًا إلى جميع تشكيلات الحشد، دعاهم فيه إلى "الابتعاد عن الصراع الانتخابي والسياسي"، والتأكيد على أن ولاءهم يجب أن يبقى حصرًا لفتوى مرجعية النجف المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني.

وقال الياسري في بيان رسمي، انه "منذ فترة ونحن نسمع الصراع الدائر في أروقة هذا الحشد المقدس، والاتهامات والتشهير والتسقيط بين قياداته"، مضيفًا "أنتم أتباع فتوى أطلقتها مرجعية النجف، فلا تخسروا الفتوى في أن تخالفوا توجيهات المرجعية العليا، انتماؤكم لها فقط دون غيرها".

وحذّر الياسري من تسييس المؤسسة الجهادية، مؤكدًا أن الحشد "ليسوا سماسرة انتخابات"، رغم احترامه لبعض الكتل السياسية التي انبثقت من رحم الجهاد، إلا أن المجاهد، بحسب تعبيره "يجب أن يبتعد عن هذا الصراع الانتخابي والسياسي".

عدم الخضوع للضغوطات

وأكد القائد العسكري أن عناصر الحشد "يجب ألّا يخضعوا لأية ضغوط سياسية من مسؤوليهم مهما كان الثمن"، داعيًا إياهم إلى رفع أصواتهم عاليًا والتأكيد على أنهم "رجال سواتر" يتمتعون بحرية الاختيار، لا أن يُهدَّدوا بالفصل أو التهميش من أجل التصويت لصالح جهة سياسية معينة.

وأضاف الياسري قائلاً: "كونوا خارج هذه الصراعات الإعلامية التي تقال هنا وهناك وتحاول تشتيت تركيزكم عن واجبكم المقدس في حماية الوطن والشعب والمقدسات"، محذرًا من أن "التدخل في هذا الصراع السياسي سيؤدي إلى خسارة الرونق والمكانة في عيون الناس، الذين قد يرون في الحشد مجرد طلاب سلطة ووجاهة بدلًا من حملة عقيدة وفتوى".

استعدادات انتخابية متواصلة

في المقابل، أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات استمرار استعداداتها اللوجستية والفنية لضمان نجاح العملية الانتخابية المقبلة. وقال عماد جميل، رئيس الفريق الإعلامي في المفوضية، في تصريح صحفي، إن "الاستعدادات ليوم الاقتراع تسير وفق خطط محكمة، تشمل تحديث البرمجيات وصيانة الأجهزة المستخدمة في العملية الانتخابية"، مشيرًا إلى أن المفوضية ستستخدم أكثر من خمسين ألف جهاز إلكتروني داخل محطات الاقتراع.

وأوضح جميل، أن المفوضية أكملت تحضيراتها من حيث تجهيز المخازن وتأمين المواد الخاصة بيوم التصويت، إلى جانب اعتماد خطة أمنية متكاملة وضعتها اللجنة الأمنية العليا، تضمن سلامة نقل المواد الحساسة من المطارات إلى مخازن المحافظات، ثم إلى مراكز ومحطات الاقتراع، قبل إعادتها بعد انتهاء التصويت.

وأشار إلى أن الفئات المستهدفة للعمل ضمن الكوادر المشغلة للعملية الانتخابية تشمل موظفي الدولة (باستثناء الوزارات الأمنية)، وطلبة الجامعات، والخريجين، والمواطنين من مواليد 1970 وحتى مواليد 2006، شريطة امتلاك شهادة الإعدادية كحد أدنى.

وأضاف أن المفوضية مستمرة في استقبال طلبات التعيين للعمل في الانتخابات ضمن فترة تمتد من 3 إلى 9 تموز المقبل، من خلال لجان متخصصة في مكاتب المحافظات. وأكد أن المفوضية تعتمد على أصحاب الخبرة الذين شاركوا في الانتخابات السابقة لعامي 2021 و2023، لما لهم من دراية في تشغيل الأجهزة الإلكترونية المستخدمة يوم الاقتراع.

تحديث البيانات الانتخابية

وفي ما يتعلق بمعدلات تحديث البيانات، كشف جميل عن أن الفرق الجوالة ومراكز التسجيل ساهمت بشكل كبير في رفع نسبة المشاركة، إذ تجاوز عدد المحدثين والمسجلين حتى الآن مليونًا وستمائة وخمسين ألف مواطن، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في محافظات بغداد ونينوى وأربيل والبصرة.

وأشار إلى أن أكثر من 50 بالمائة من غير المحدثين لبياناتهم يتركزون في محافظات بغداد (قرابة مليوني شخص)، ونينوى (مليون شخص)، والبصرة (800 ألف شخص)، موضحًا أن زيادة عدد الفرق الجوالة ساهمت في تشجيع المواطنين على مراجعة مراكز التسجيل والمساهمة في رفع نسب التحديث.

قاعدة انتخابية ضخمة

وكان مجلس الوزراء صوّت في مطلع شهر نيسان الماضي على تحديد يوم 11 تشرين الثاني 2025 موعدًا لإجراء الانتخابات التشريعية. وقد أعلنت المفوضية، عبر المتحدثة باسمها جمانة الغلاي، في 26 آذار الماضي، أن قرابة 30 مليون مواطن يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة.

كما صوّت مجلس النواب العراقي، في جلسته الاعتيادية يوم 13 كانون الثاني الماضي، على تمديد عمل مجلس المفوضين في المفوضية، وذلك بعد قرار القضاء العراقي تمديد ولاية أعضائها الحاليين لمدة سنتين إضافيتين.

********************************************

عين على الأحداث

وفي العراق جوع

كشف موقع Country Cassette الخاص بجمع البيانات والإحصائيات الدولية عن حلول العراق بالمرتبة التاسعة عربياً في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 وقدره 5668 دولاراً، متخلفاً بذلك عن جميع دول الخليج وليبيا والجزائر. ويعّد نصيب الفرد، المؤشر الرئيسي على توزيع الثروة وجودة الحياة في المجتمعات المختلفة، فيما يمثل الناتج المحلي الإجمالي المقياس الأمثل لإنتاجية الدولة من سلع وخدمات. الناس الذين اطلعوا على التقرير تساءلوا عما إذا كان بإمكان متنفذي منظومة المحاصصة مواصلة التباهي بمنجزاتهم، حتى وإن أغمضوا أعينهم عن وجود 11 مليون عراقي جائع، و4000 عشوائية تفتقر لكل مستلزمات العيش الكريم.

مَحّد يگلهم كافي!

تعرضت قرى قضاء العمادية شمال محافظة دهوك، لقصف مدفعي تركي، أدى لإندلاع حريق في المزارع والغابات المحيطة بها مما زاد من مخاوف الناس من وصول النيران إلى بيوتهم ومراعيهم واسطبلات حيواناتهم. ورغم محاولات السكان وفرق الدفاع المدني إخماد الحريق، فقد تزايدت الخسائر لتضيف صعوبات جديدة للمواطنين. الناس الذين ما إنفكوا يدينون هذه الإعتداءات التركية المتواصلة على أراضينا، والذين اعتادوا على صمت القبور الذي تعتمده بغداد تجاه انتهاك سيادة البلاد، يتساءلون عن معنى استمراها بعد أن انتهت الذريعة التي كانت أنقرة تتستر بها، وأوقف حزب العمال الكردستاني القتال ضدها وألقى بسلاحه.

تخطيط خمس نجوم

كشف خبير اقتصادي عن وجود ما يقارب 9000 مشروع، تصل تكاليفها لأكثر من 320 ترليون دينار، مشيراً إلى أن انجازها يتطلب بين 11 و16 عاماً إذا ما كان بمقدور الحكومة تخصيص 20 -30 ترليون دينار لها في كل عام. ورأى الخبير بأن الإنتظار لمدد طويلة يفقد المشاريع جدواها، مؤكداً على إن هذه التلكؤات دليل أخر على فوضى التخطيط وغياب المحاسبة والمتابعة واستشراء الفساد وتضارب القرارات والتشريعات، في وقت يدرك فيه الناس بأن كل هذه المشاكل، إنما هي ثمار مرّة لمنظومة المحاصصة، وإن لا خلاص من الخراب وتحقيق تنمية مستدامة الاّ بالتغيير الشامل.

إصرف ما في الجيب

أعلن أحد النواب بأن العراق يواجه أزمة مالية حقيقية ونسبة عجز غير مسبوقة بعد ارتفاع المديونية إلى أكثر من 130 مليار دولار، وعدم قدرة الإيرادات على تغطية الرواتب، ورفض البنك المركزي الاقتراض لتغطية هذا الدين. ويبدو أن هذا العجز هو السبب الأرأس في رفض تثبيت أصحاب العقود وإطلاق علاوات وترفيعات الموظفين وحرمان موظفي إقليم كوردستان من رواتبهم وعدم دفع مستحقات المقاولين، ممن أنجز اعماله، وغيرها من إخفاقات مالية. هذا ويتساءل الناس عن مدى إدراك "أولي الأمر" للمصيبة، خاصة وهم يرونهم يواصلون الإنفاق بلا حساب أو تخطيط، وفي ميادين ثانوية وأمور كمالية.

سلال فاسدة

كشف أحد النواب عن إحالة ملف السلة الغذائية إلى جهاز الادعاء العام والقضاء والأمن الوطني، بسبب وجود شبهات فساد فيها، وفي مقدمة ذلك تدني جودة مفرداتها والإرتفاع الكبير بتكاليفها. هذا وفي الوقت الذي يأتي فيه تصريح النائب مكملاً لتصاعد شكاوى الناس وغضبهم من غياب العديد من مفردات السلة وعدم صلاحية ما يوزع منها للإستهلاك البشري، فإن جميع الناس باتوا يدركون بأن أسباب هذا الخراب تكمن في هيمنة شركات مرتبطة بأحزاب سياسية على العقود، والتعامل مع تجار ومؤسسات فاسدة مقابل رشاوى، إضافة إلى غياب الكفاءة والمتابعة والمحاسبة، حتى باتت قيمة إجازة مطحنة تصل إلى 5 مليون دولار.

***********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

قراءة في الانتخابات التشريعية القادمة

لموقع (أمواج) البريطاني كتب علي المولوي مقالاً ناقش فيه التحضيرات الجارية في العراق لإجراء انتخابات تشريعية في شهر تشرين الثاني القادم، أشار فيه إلى أن انتخابات مجالس المحافظات والتي أُجريت في كانون الأول 2023، أعادت ترتيب المشهد السياسي في البلاد بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بالتوقعات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه القوى السياسية الناشئة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

مشكلة العزوف

وذكر المقال بأن من أهم الأسئلة التي تواجهها الديناميكيات الانتخابية، وتشكل مصدر قلق بالغ للقوى السياسية، هو مدى إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، مما يؤثر سلباً على مصداقية العملية الانتخابية، وبالتالي يقوض ادعاءات النخبة بالشرعية السياسية، سواء أمام الجمهور المحلي أو الدولي.

وأوضح الكاتب بأن هذه النخبة استفادت من المعالجة التي تقوم بها المفوضية العليا للانتخابات لمشكلة العزوف، حين تحتسب نسبة المشاركة بناءً على من حدّثوا سجلاتهم الانتخابية، وليس بناءً على العدد الإجمالي للناخبين، مما يعطي أرقاماً مبالغاً فيها، فنسبة المشاركة البالغة 9.6 مليون صوت في عام 2021 بلغت 43.5 في المائة من إجمالي عدد الناخبين المسجلين البالغ 22.1 مليون ناخب. وكان من شأن إدراج ملايين العراقيين البالغين غير المسجلين، أن يُخفّض نسبة المشاركة أكثر. وينطبق الأمر ذاته على انتخابات 2023، حيث مّثل 6.6 مليون ناخب شاركوا في التصويت، 41 في المائة من عدد من حدّثوا بطاقاتهم الانتخابية و26 في المائة فقط من عدد الناخبين الكلي والبالغ 23 مليون ناخب مؤهل. وخلص الكاتب إلى القول بأنه وعلى ضوء نتائج التعداد الوطني لعام 2024، والتي كشفت على أن 58 في المائة من مواطني العراق (أي 27 مليون ناخب) يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، فأن هناك فرصة حقيقية للمفوضية لتقييم نسبة المشاركة المحتملة بشكل أكثر دقة.

هيا لنصّوت جميعاً

وأكد الكاتب على أن الدور المؤمل للقوى السياسية الناشئة والساعية للتغيير، يعتمد إلى حد كبير، على قدرتها على حشد الناخبين الذين يتزايد انقطاعهم عن المشاركة ويتضاءل عددهم. ففي الوقت الذي تكاد أن تكون فيه قاعدة دعم الأحزاب المهيمنة مستقرة نسبيًا، تشير أرقام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، إلى قيام حوالي 3.3 مليون عراقي بالتصويت للمستقلين والأحزاب الصغيرة في الانتخابات البرلمانية لعام 2021.

وعبّر الكاتب عن تصوره بأن ما يزيد من حالة عدم اليقين بشأن الإقبال، مقاطعة زعيم التيار الصدري للانتخابات، رغم قيامه بحثّ أتباعه على تحديث بطاقات تسجيل الناخبين، مما أثار تكهنات حول نواياه الحقيقية. ويعتقد بعض المراقبين أن قوائم انتخابية بالوكالة مرتبطة بالتيار الصدري قد تدخل السباق.

التغيير المزمن

وأشار الكاتب إلى أن القانون الانتخابي في عام 2021، كان عاملاً مساعداً في صعود المرشحين المستقلين الذين صوّت لهم 1.7 مليون ناخب، والأحزاب الصغيرة التي أيّدها حوالي 1.6 مليون ناخب، وهو ما يمثل بمجموعة 34 في المائة من إجمالي الأصوات. وأضاف بأن هذه النتائج دفعت بالقوى المتنفذة لتغيير القانون في انتخابات مجالس المحافظات، العام 2023، وإعادة العمل في نظام سانت ليغو الذي قلل كثيراً من فرص المستقلين والأحزاب الناشئة، ففيما مثلت مقاعدهم 18 في المائة في انتخابات 2021 انخفضت إلى 6 في المائة في انتخابات 2023.

وتوقع الكاتب أن تفيد عودة التمثيل النسبي في عام 2025 الأحزاب الكبيرة التي كان أداؤها ضعيفًا في عام 2021 بسبب أخطاء تكتيكية مُتصوَّرة ارتُكبت بموجب قواعد الصوت الواحد غير المتحول، ومنها ترشيح عدة اشخاص من نفس التحالف ضمن دائرة واحدة، مما أدى إلى تقسيم أصواتهم عن غير قصد، وبالتالي إضعاف فرصهم، في وقت سيقوم نظام التمثيل النسبي، بتحييد هذه الأخطاء الاستراتيجية إلى حد كبير، حيث تُجمع الأصوات على مستوى المحافظة، ثم تُوزع المقاعد بشكل نسبي.

الأحزاب المحلية

كما تحدث المقال عن إطلاق بعض المحافظين الحاليين أحزاباً خاصة بهم وتحقيقهم لنجاحات واضحة، شكلت تحولاً في الديناميكيات السياسية المحلية، مستفيدين من تضاعف إجمالي الإنفاق الرأسمالي المخصص للحكومات المحلية ثلاث مرات تقريبًا من 1.5 تريليون دينار في عام 2021 إلى 4.5 تريليون دينار في عام 2024، متوقعاً أن يخدمهم هذا في الانتخابات المقبلة أو يخدم مظلتهم الكبيرة، تحالف رئيس الحكومة.

*******************************************

الصفحة الرابعة

مواطنون : لا نستطيع تحمل كلفة تعليم أطفالنا! رياض الأطفال الحكومية تعاني من الإهمال والأهلية موجهة للمترفين!

بغداد – تبارك عبد المجيد

تواجه الكثير من العائلات العراقية صعوبة في تسجيل أطفالها في رياض الأطفال الأهلية، بسبب قلة الرياض الحكومية وارتفاع كلفتها في القطاع الخاص.

ومع تزايد الحاجة إلى التعليم المبكر، يرى كثير من الأهالي أن هذه المرحلة العمرية لم تحظَ باهتمام كاف من الدولة.

ضرورية لتنشئة الأجيال

تقول الناشطة التعليمية أروين عزيز أن "رياض الأطفال ليست ترفا، بل ضرورة أساسية في بناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته منذ سنواته الأولى، اذ تلعب دورا مهما في تشكيل قدراته المعرفية والاجتماعية والعاطفية".

وتضيف ان الأجيال السابقة كانت تعتمد كثيرا على رياض الأطفال كمكان أمني وتعليمي لاولادهم، خاصة الموظفين منهم.

وتشير عزيز في حديث لـ "طريق الشعب"، الى أنه "رغم هذه الأهمية، إلا أن هذه المرحلة ما تزال مهمشة في العراق، في ظل غياب الدعم الحكومي الكافي، وعدم وجود خطة وطنية واضحة لتوسيع نطاق رياض الأطفال، خاصة في المناطق الريفية والقرى والمحرومة".

وتذكر ان "هناك تفاوتا كبيرا بين ما يحتاجه الطفل العراقي في هذه المرحلة، وما هو متاح فعليا على أرض الواقع، سواء من حيث عدد الروضات أو جودة الكادر التعليمي أو المناهج المستخدمة".

وتعتقد ان "هذا الإهمال الحكومي دفع كثيرا من الأهالي إلى اللجوء إلى مؤسسات تعليمية غير مسجلة، لا تخضع للرقابة، ما يشكل خطرا على جودة التعليم، بل على سلامة الأطفال أنفسهم".

وتؤكد أن "الوضع يتطلب تحركا عاجلا من قبل وزارة التربية، من خلال سن قوانين صارمة للرقابة على المؤسسات، وتوفير دعم مباشر لرياض الأطفال الحكومية، مع الاهتمام بتدريب الكوادر وتأهيل المناهج"، لافتا الى وجود مدارس تستقبل الأطفال بمبالغ خيالية فيما يحرم اقرانهم من أبناء العوائل الفقيرة وحتى متوسطة الدخل، ما يخلق فجوة اجتماعية بين الأجيال القادمة. كما يخلق فرصا مستقبلية أكثر للأطفال الذين اتيحت لهم فرص التعلم.

وتجد أن "الطفولة المبكرة هي القاعدة التي يبنى عليها مستقبل الإنسان، وأي خلل في هذه المرحلة ينعكس لاحقا على المنظومة التعليمية ككل".

وتخلص الى القول: "إذا أردنا مستقبلا أفضل للعراق، فيجب أن نبدأ من روضة الطفل، لا من قاعة الجامعة".

فرصة لاكتساب مهارات التواصل

من جانبها، تعبّر مريم علاء وهي أم لطفلين عن رغبتها في إلحاق أطفالها بروضة أطفال "للأسف لا توجد أي روضة حكومية قريبة من منطقتنا"، مشيرة إلى ان "وجود أطفالي في بيئة تعليمية منظمة، مهم جداً بالنسبة لي، خاصة في هذا الزمن الذي أصبح فيه الأطفال عرضة لمحتوى غير مناسب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أشاهدهم يومياً وهم يقلدون ما يرونه على الإنترنت دون وعي، وهذا الأمر يثير قلقي بشكل كبير، كما اسمع ان الأجهزة الإلكترونية تجعلهم أكثر عزلة".

وتقول لـ"طريق الشعب" ان "رياض الأطفال ليست فقط مكاناً للتعلم، بل أيضاً فرصة لاكتساب مهارات التواصل، والانضباط، والاعتماد على النفس. أريد لأطفالي أن يدخلوا المدرسة وهم مستعدون نفسياً وتعليمياً".

وتوضح ان "الروضات الأهلية مكلفة جداً. إلى جانب الأقساط المرتفعة، هناك متطلبات مثل القرطاسية، الملابس الموحدة، وأدوات الخط، وكلها فوق إمكانياتنا".

"ومع غياب البدائل الحكومية، يتحول التعليم المبكر إلى رفاهية لا يقدر عليها أمثالنا". تضيف المتحدثة.

وأعلنت وزارة التربية، خلال شهر شباط من العام الجاري، إغلاق أكثر من 100 مؤسسة أهلية مخالفة للضوابط عام 2024.

وذكر بيان للوزارة، أنه "تم إغلاق أكثر من 100 مؤسسة تربوية أهلية بينها رياض اطفال مخالفة للتعليمات والضوابط الوزارية الرامية إلى توفير بيئة تعليمية آمنة وخاضعة لمعايير الجودة الشاملة".

وأضاف أن "ذلك جاء بعد متابعة ميدانية حثيثة قامت بها اللجان المختصة التابعة الى المديرية العامة للتعليم العام والأهلي والأجنبي في محافظات العراق كافة تحت إشراف المدير العام، علي سعود".

إهمال متعمد؟

وقال التربوي والناشط في مجال التعليم زيد شريف أن رياض الأطفال الحكومية تعاني من إهمال "متعمد"، مشيرا إلى وجود تضارب مصالح لدى بعض المسؤولين في وزارة التربية الذين يمتلكون حصصا أو أسهماً في رياض الأطفال الأهلية، وهو ما انعكس سلبا على جودة التعليم المقدم في المؤسسات الحكومية. وقال شريف في حديث لـ "طريق الشعب"، إن "رياض الأطفال الحكومية أصبحت مجرد مكان لتضييع وقت الطفل، إذ يتخرج منها الطفل وهو لا يمتلك سوى 20 في المائة من المعرفة والمهارات التي يحصل عليها نظراؤه في رياض الأطفال الأهلية".

وأضاف أن هذه الفجوة في التحصيل المعرفي تظهر بشكل واضح لدى أطفال الأسر من ذوي الدخل المحدود، ما يؤثر لاحقًا على مستواهم الأكاديمي في المراحل الابتدائية.

وأشار شريف إلى أن وزارة التربية "غير مهتمة بالتوسع في إنشاء رياض أطفال حكومية جديدة"، برغم الزيادة السكانية المطردة في المحافظات، لافتا إلى أن "أغلب الأحياء في محافظة النجف تخلو من أي روضة حكومية للأطفال".

******************************************

طالبوا الداخلية بالتحقيق وتتبع من يقفون وراء الظاهرة ناشطون: التسول في شوارع بغداد مستمر بـ {حماية أمنية}

بغداد – تبارك عبد المجيد

في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، تتفاقم ظاهرة التسول في العراق بشكل مقلق، لا سيما مع تورط الأطفال في هذا السلوك الذي لم يعد عفوي أو عشوائي، بل اتخذ طابعا منظما تقوده شبكات و"مافيات" تمتد خيوطها، بحسب مختصين، إلى جهات أمنية تحميها وتتواطأ معها.

ورغم وجود قوانين تجرم التسوّل وتعاقب القائمين عليه، إلا أن ضعف التطبيق وتراخي الجهات المعنية ساهما في اتساع رقعة هذه الظاهرة، التي باتت تهدد ليس فقط الأمن الاجتماعي، بل تُسهم في ترسيخ أنماط من الاستغلال الممنهج للفئات الأضعف، وعلى رأسها الأطفال.

مافيات منظمة

وذكر الخبير الأمني عدنان الكناني، أن ظاهرة التسوّل في العراق أصبحت تُدار من قبل مافيات منظمة، مشيرًا إلى ارتباط هذه المافيات بـ"أجهزة أمنية" توفر لها الحماية والتغطية، ما يزيد من خطورتها وصعوبة السيطرة عليها.

وقال الكناني في حديث مع "طريق الشعب"، إن "التسول الآن تقوده مافيات، وهذه المافيات مرتبطة بأجهزة أمنية"، مؤكداً أن "أغلب رجال الأمن، وتحديدا عناصر شرطة النجدة والمرور، وكذلك أفراد فوج الطوارئ المنتشرين في التقاطعات، لديهم ارتباطات مع هذه العصابات. وهذه مشكلة كبيرة، لأنها تعني أن هناك جهات تسرق وتستعطف الناس وتحميها جهات أمنية، وهو ما يضرب الثقة بالأجهزة المسؤولة عن حماية المواطن".

واستشهد الكناني بحادثة انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: "شاهدنا مقطع فيديو يظهر فيه شاب في أحد التقاطعات التي يتواجد فيها متسولون يدعون أنهم يغسلون السيارات أو يبيعون مواد بسيطة، لكنّهم في الحقيقة عصابات ومافيات. وقد قاموا بالهجوم عليه وطعنه بالسكاكين، وذلك بمرأى ومسمع من الدوريات الأمنية الموجودة في المكان". ووجه الكناني انتقادات حادة إلى وزارة الداخلية، متهما إياها بالتقصير د في أداء دورها.

وقال ان "وزارة الداخلية تتحمل المسؤولية المباشرة، فقد أصبحت مواقف الوزير مجرد ترند على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهر في مقاطع فيديو وهو يلتقي بمواطنين أو بذوي شهداء، وهي لقاءات استعراضية لا أثر فعلي لها على أرض الواقع، بل مجرد تمثيل وتضليل باسم التواصل مع الناس واحترامهم".

 واختتم الكناني قائلاً: "الآن طفح الكيل وخرجت الأمور عن السيطرة. لا يجوز التستر على هذه القضايا بعد الآن، ويجب أن يُحاسب كل مقصر. هناك تقصير كبير وواضح من قبل وزارة الداخلية، ويتوجب عليها التحرك فورا لحماية الشارع من هذه الشبكات الإجرامية المنظمة".

ظاهرة التسول

فيما ذكر الباحث الاجتماعي أحمد البياتي بأن ظاهرة التسول في العراق لم تعد مجرد مظهر من مظاهر الفقر أو الحاجة، بل تحولت إلى شبكة منظمة في كثير من الحالات، تستخدم أساليب جديدة ومتطورة لاستمالة تعاطف المواطنين، ما يشكل خطراً على النسيج الاجتماعي والأمن المجتمعي على حدّ سواء.

وقال البياتي لـ "طريق الشعب"، أنه "لاحظنا خلال السنوات الأخيرة تغيراً واضحاً في نمط التسول، حيث بات بعض المتسولين يستخدمون أطفالاً، أو يدعون الإصابة بأمراض مستعصية، أو يعرضون مستندات مزيفة، وحتى يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لاستعطاف الناس. هذه الأساليب تعكس احترافية لدى بعض الجهات التي تقف خلف هؤلاء، وهي في كثير من الأحيان شبكات تستغل الفئات الضعيفة لتحقيق مكاسب غير مشروعة".

وأشار إلى أن التداعيات الاجتماعية لهذه الظاهرة خطيرة، حيث تسهم في تعزيز ثقافة الاتكالية والاعتماد على الآخرين، وتشوه صورة الفئات الفقيرة والمحتاجة فعلاً، كما تزرع مشاعر الخوف والارتياب لدى الناس، وتؤدي إلى فقدان الثقة في العلاقات المجتمعية.

وأضاف البياتي ان "ما نحتاجه اليوم هو معالجة جذرية لهذه الظاهرة من خلال تفعيل القوانين الرادعة، وتكثيف حملات التوعية، بالإضافة إلى دعم برامج الرعاية الاجتماعية التي تستهدف المحتاجين الحقيقيين، وليس المتسولين الذين اتخذوا من هذه الممارسة مهنة".

واختتم بالتأكيد على أهمية دور المؤسسات التربوية والإعلامية والدينية في نشر ثقافة العطاء المنظم والمسؤول، وتشجيع التبرع عبر القنوات الرسمية، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، والحد من استغلال تعاطف الناس من قبل الجهات غير النزيهة.

ويعد التسول من أبرز الظواهر الاجتماعية السلبية التي أخذت بالاتساع في الشوارع والأسواق وأمام دور العبادة في العراق، حيث يتخذ المتسولون أساليب متنوعة لخداع الناس واستدرار عطفهم.

وفي هذا السياق، يشير القانوني مصطفى البياتي إلى أن التسول لم يعد مجرد سلوك فردي، بل تحوّل إلى "مهنة" تمتهنها بعض المافيات المنظمة، مستغلة العوز والفقر لدى الناس كذريعة للاحتيال على المجتمع.

ويؤكد البياتي لـ"طريق الشعب"، أن "المتسول يستخدم حيلا متعددة، من أبرزها التظاهر بالبكاء، وادعاء فقدان المال، والتمارض، وافتعال الإعاقات، بل وحتى استئجار الأطفال أو استخدام حديثي الولادة لإثارة شفقة المارة. كما يتعمد البعض اختيار الأماكن المزدحمة لزيادة فرص الحصول على المال، في حين يدعي اخرون الإصابة بأمراض مزمنة أو اضطرابات عقلية ويتلفظون بعبارات غير مفهومة، وكل ذلك بهدف كسب التعاطف واستغلال عاطفة الجمهور".

ومن الناحية القانونية، يوضح البياتي أن المشرع العراقي تناول جريمة التسول في قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدّل، حيث تنص الفقرة الأولى من المادة 390 على معاقبة كل شخص تجاوز السن القانوني وكان له مورد مشروع للعيش أو قادراً على العمل، إذا ضبط متسولاً في الأماكن العامة أو دخل دون إذن إلى المنازل لغرض التسول، بالحبس لمدة لا تزيد على شهر. وتشدد العقوبة لتصل إلى ثلاثة أشهر إذا ثبت أن المتسول تصنع جرحاً أو عاهة أو ألح في الاستجداء".

أما في ما يتعلق بالأحداث دون سن 18، فقد نصت الفقرة الثانية من المادة 390 نفسها على تطبيق أحكام مسؤولية الأحداث، بما في ذلك إمكانية إيداع الحدث دار تشغيل إن كان قادراً على العمل، أو ملجأ أو دار رعاية معترف بها إذا كان عاجزاً عن العمل".

ولم يغفل القانون العراقي ظاهرة التشرد المرتبطة بالتسول، إذ يقول البياتي، ان "قانون رعاية الأحداث رقم 76 لسنة 1983 في المادة (24) على اعتبار الصغير أو الحدث مشرداً إذا وجد متسولاً في الأماكن العامة أو ادعى الإصابة بجروح أو عاهات لكسب عطف الجمهور".

ورغم هذه النصوص القانونية، إلا أن الظاهرة شهدت تزايداً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، لا سيما مع تطور أساليب التسول وتحولها إلى نشاط منظم تمارسه مجاميع تتخذ من هذه الجريمة وسيلة للربح غير المشروع، عبر توزيع الأدوار واختيار مناطق معينة لممارسة هذا السلوك، الأمر الذي يدعو إلى إعادة النظر في العقوبات الحالية.

وفي ختام حديثه، شدد البياتي على أهمية تفعيل تطبيق قانون رعاية الأحداث، وتعزيز دور مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وتغليظ العقوبات بحق المتورطين في استغلال الأطفال وكبار السن في التسول، مؤكدا أن التصدي لهذه الظاهرة لا يتحقق إلا "بإجراءات قانونية رادعة وتكاتف مجتمعي حقيقي للقضاء على أحد أخطر الأمراض الاجتماعية التي تهدد النسيج الإنساني والحضاري في البلاد".

ضرورة التعليم الالزامي

فيما حذرت الناشطة المجتمعية إلهام قدوري من التدهور الحاصل في أوضاع الطفولة في العراق، مؤكدةً أن الأطفال باتوا الفئة الأكثر تضررا من الأزمات المتلاحقة التي يعيشها البلد منذ عام 2003، في ظل بيئة تتسم بانعدام الاستقرار، وتفشي البطالة، وارتفاع نسب الأمية، وتردّي الأوضاع الصحية والاجتماعية.

وقالت قدوري لـ "طريق الشعب"، إن "غياب الظروف المعيشية السليمة، وانتشار الفقر، أسهما في تفشي ظاهرة تسول الأطفال، والذين يكون العديد منهم تحت تأثير عصابات منظمة تستغلهم لأغراض غير إنسانية"، مضيفة أن "الظاهرة لا تقتصر على التسول فقط، بل تشمل أيضًا تسربا واسعا من المدارس، وانتشارا لتعاطي المخدرات بين صفوف الأحداث، في ظل غياب السيادة الحقيقية وقيادات وطنية قادرة على حماية الأجيال القادمة".

واعتبرت أن "كل هذه الظروف تؤدي إلى نشوء جيلٍ غير قادر على العيش بصورة سليمة، وتُحول الأطفال إلى أدوات سهلة للانحراف، ما يجعلهم لقمة سائغة للتنظيمات الإرهابية التي تستغل هشاشتهم وتُجنّدهم لأعمال إجرامية تلحق الضرر بهم وبالبلاد".

ودعت الناشطة إلى ضرورة توفير حماية قانونية شاملة للأطفال من جميع أشكال العنف، مؤكدة أن "العنف يولد الإرهاب"، كما طالبت الدولة بتوفير التعليم الإلزامي والمجاني باعتباره الوسيلة الأساسية لبناء جيل واع ومثقف، قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

******************************************

الصفحة الخامسة

خدمة متدنية واجور مرتفعة  إنترنيت العراق يتحرك مثل سلحفاة!

متابعة – طريق الشعب

يعاني مستخدمو الانترنيت في العراق بطئا شديدا في السرعة وانقطاعات متكررة وارتفاعا في أجور الاشتراك. ويُعرب المستخدمون باستمرار عن استيائهم من تدني تلك الخدمة التي باتت ضرورة لا غناء عنها، واصفين إياها بـ"السلحفاة"، تعبيرا عن بطئها مقارنة بما موجود في بقية الدول، ومنها دول الجوار.

ورغم إطلاق العديد من الوعود بتحسين البنية التحتية وتوسيع نطاق الخدمة، لم تُسجَّل خطوات فعلية تُحدث فرقاً حقيقياً على أرض الواقع، الأمر الذي يؤثر سلباً على مختلف القطاعات الحيوية في البلاد، بدءاً من التعليم والعمل، وصولاً إلى الاقتصاد والتواصل الاجتماعي - حسب ما يذكره الاختصاصي في هندسة الاتصالات والإلكترونيات، كنار روشن طارق في حديث صحفي.

تقصير حكومي

يُزوّد الانترنيت في العراق إلى المستخدم، عبر طريقين: الأول يكون من خلال شركات الاتصالات، والآخر من خلال شركات المزود الأرضي (الأبراج).

وعن رداءة الخدمة، يقول عضو لجنة الاتصالات البرلمانية هيثم الزركاني، أن هيئة الإعلام والاتصالات ووزارة الاتصالات هما المسؤولتان عن متابعة الخدمة وجودتها "لكن ما يُلاحظ هو ان هناك تقصيرا حكوميا واضحا في هذا الأمر".

ويوضح في حديث صحفي، أن الجهتين المذكورتين تعزيان ضعف الانترنيت، خلال الإجابة عن تساؤلات البرلمان في هذا الشأن، إلى أن "هذه الجودة هي ما تم التعاقد عليه مع الشركات"، مشيرا إلى ان "مزودي الانترنيت الأرضي يواجهون الشكاوى المتكررة، بالاعتذار لوجود عملية مد شبكة أو قطع كابلات أثناء عمل مشاريع بنى تحتية وغير ذلك".

أسباب ضعف الخدمة

في شأن أسباب تردي الخدمة، يقول المهندس كنار روشن طارق، أنها تعود لمجموعة عوامل، أولها البنية التحتية.

ويبيّن في حديث صحفي، أن "العراق يعتمد على كابلات ألياف ضوئية تمر عبر دول مجاورة، ما يجعل الخدمة عرضة للانقطاع والتلاعب. كما أن البنية التحتية الداخلية متقادمة وغير كافية لتغطية الطلب المتزايد".

ويتابع القول: "كذلك تنتشر في قطاع الاتصالات مظاهر الفساد المالي والإداري، ما يعيق تنفيذ مشاريع تطوير حقيقية للخدمة، ويؤدي إلى ضعف الرقابة على شركات الانترنيت".

ومن الأسباب الأخرى، يذكر طارق  أن الكثير من الشركات المزودة لخدمة الانترنيت تعمل بشكل غير منتظم، ولا تلتزم بمعايير الجودة، الأمر الذي يؤدي إلى تفاوت كبير في مستوى الخدمة، مضيفا أن الضغط المتزايد على الشبكة يتسبب أيضا في تردي الخدمة "فأعداد المستخدمين تزداد، والاعتماد على الانترنيت يتوسع في مختلف مرافق الحياة، في الوقت الذي لم يجر فيه رفع الطاقة الاستيعابية للشبكة".

وينوّه طارق إلى ان الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، تتسبب أيضا في تردي خدمة الانترنيت "فأزمة الكهرباء المزمنة تؤثر على استقرار الخدمة، نظراً لاعتماد الأبراج ومحطات التوزيع على الطاقة بشكل مباشر أو غير مباشر".

عدم مواكبة التطور

من جانبه، يقول الاختصاصي في حوكمة وأمن تكنولوجيا المعلومات، علي أنور، أن "عمل الانترنيت بشكل صحيح يتطلب بنى تحتية وتقنيات وضوابط وسياسات وتشريعات، وهذه جميعها يبدو العراق متأخر فيها".

ويوضح في حديث صحفي أن "وزارة الاتصالات وسعت أخيرا شبكة FTTH، وهي اختصار لعبارة "الألياف الضوئية إلى المنزل"، وهذا يعزز من الجودة، لأن الـ "واي فاي" عادة ما يتعرض إلى مشكلات".

أما بالنسبة لتسعيرة الانترنيت في البلاد، والتي تحددها وزارة الاتصالات، فيراها أنور "عالية"، مرجعا ذلك إلى حاجة الوزارة لتمويل رواتب 14 ألف موظف يعملون في "الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية" التابعة للوزارة.

ويتابع قوله أن "الشركة تعمل بالتمويل الذاتي، وبالتالي تلجأ الوزارة إلى رفع أسعار السعات التي تؤجرها لشركات الانترنيت، لتأمين الرواتب".

وبالعودة إلى طارق، فيرى أن تحسين خدمة الانترنيت بات ضرورة ملحة لبناء دولة عصرية واقتصاد قوي ومجتمع متعلم ومنفتح، لافتا إلى أن هذا الأمر يتطلب جهوداً متكاملة من الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، واتخاذ خطوات جدية في سبيل إحداث تحوّل نوعي في مستقبل العراق فبدون انترنيت قوي ومستقر، سيظل العراق متأخراً عن ركب العالم المتقدم في مختلف الميادين".

خطوات تحسين الخدمة

عن سبل تحسين خدمة الانترنيت ومعالجة مشكلاتها، يقول طارق أن الأمر يبدأ بإصلاح وتطوير البنية التحتية "إذ يجب أن يكون هناك استثمار في كابلات الألياف الضوئية داخلياً، مع ربط العراق مباشرة بالكابلات البحرية الدولية، ما يخفف من الاعتماد على الدول الوسيطة"، داعيا إلى "إنشاء هيئة وطنية مستقلة لتنظيم الانترنيت، تكون مهمتها مراقبة جودة الخدمة، ومحاسبة الشركات المقصرة، ووضع معايير واضحة للترخيص والتشغيل".

ويشدد على "أهمية محاربة الفساد والاحتكار، من خلال دعم الشفافية في العقود والتراخيص، وتشجيع المنافسة بين مزودي الخدمة، ما يؤدي إلى تحسين الأداء"، مشددا أيضا على "التوجه نحو الانترنيت الفضائي. إذ يمكن للعراق، على المدى المتوسط، الاستفادة من تقنيات مثل الانترنيت عبر الأقمار الصناعية مثل (ستارلينك) لتوفير بدائل حديثة وسريعة، خاصة في المناطق النائية".

كذلك يدعو طارق إلى تحسين الطاقة الكهربائية، عبر دعم مشاريع الطاقة المستدامة وربطها بمراكز توزيع الانترنيت لتقليل الأعطال والانقطاعات، مشيرا إلى "ضرورة نشر الثقافة الرقمية، من خلال برامج تعليمية وتوعوية توضح أهمية الانترنيت الجيد وتأثيره على الاقتصاد والتعليم والصحة، ما يدفع المواطنين للمطالبة بخدمة أفضل، ويشجع الابتكار".

*********************************************

تضارب إداري وأمني في هيت القوات الأمنية تمنع {البيئة} من توثيق انتهاكات بيئية!

متابعة – طريق الشعب

أفادت مديرية بيئة الأنبار، بوجود صعوبات تمنعها من الوصول إلى مطمر صحي في قضاء هيت، لغرض متابعته ومعرفة في ما إذا كانت هناك تجاوزات أو انتهاكات بيئية فيه، مبينة أن الصعوبات تتمثل في فرض القوات الأمنية الماسكة للأرض، سيطرة أمنية تمنع دخول أي لجنة أو جهة اختصاصية إلى الموقع، رغم تصاعد شكاوى السكان من التلوث الناتج عن حرق النفايات فيه.

وفي حديث لوكالة أنباء "شفق نيوز"، قال مدير بيئة الأنبار قيس ناجح، أن "موقع الطمر الصحي يعود إدارياً إلى بلدية هيت، لكن الطريق المؤدي إليه يخضع لسيطرة تابعة للجيش، ما يعيق وصول اللجان البيئية أو فرق الرصد الميداني، ويمنع توثيق الانتهاكات أو اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".

وأضاف قوله أن "البيئة خاطبت القائم مقامية، وتم تشكيل لجنة لبحث إمكانية ترحيل موقع الطمر الصحي إلى منطقة بديلة، إلا أن بلدية هيت لا تزال مستمرة في استخدام الموقع الحالي"، مشيرا إلى ان "بعض الأشخاص المجهولين من جامعي النفايات (النباشة) هم من يقومون بحرق النفايات داخل الموقع، ما تسبب في تلويث هواء المدينة، وهو ما أكده أهالي هيت الذين حمّلوا عمليات الحرق المسؤولية عن تدهور جودة الهواء في المنطقة".

من جهته، قال مدير إعلام دائرة صحة الأنبار محمد القيسي، أن "شكاوى بيئية عديدة وردت بشأن تلوث الهواء في هيت بسبب حرق النفايات، إلا أن المؤسسات الصحية لم تسجل حتى الآن أي حالات اختناق أو إصابات رسمية مرتبطة بالأمر".

ويعكس هذا الوضع حالة من التضارب الإداري والأمني في ملف حيوي يمس صحة السكان، وسط غياب التنسيق الفعّال بين الجهات الخدمية والأمنية، ما يهدد بتفاقم الأزمة البيئية في واحدة من أكبر مدن الأنبار.

************************************************

مواطنون في قضاء شط العرب: المحافظة تجاوزت على عقاراتنا!

البصرة – طريق الشعب

أفاد مواطنون في قضاء شط العرب شرقي البصرة، بتجاوز المحافظة على أراضيهم ومشيداتهم عند تنفيذها مشروع "شارع الصالحية" في القضاء، دون أن تمنحهم أي تعويض، وذلك في فعل يناقض حملات إزالة التجاوزات التي تنفذها منذ شهور، والتي أخرجت عائلات معدمة كثيرة من منازلها المتجاوزة البائسة إلى الشوارع، دون بدائل حقيقية.

وأوضح المواطنون لـ"طريق الشعب"، أن "المحافظة قامت أخيرا بتوسعة "شارع الصالحية" الذي يبدأ من فلكة الجسر الإيطالي وصولا إلى الناحية الممسوحة نتيجة الحرب العراقية – الإيرانية"، مضيفين أن "الشارع كان عرضه في السابق 20 مترا. فقامت لجنة من المحافظة برئاسة نائب المحافظ الإداري، ترافقها قوات أمنية، بهدم مشيداتنا الواقعة على جانبي الطريق، من دون أمر قضائي، وذلك لغرض توسعة الشارع ليكون بعرض 30 مترا".

وتابع المواطنون قولهم أنه "بالرغم من هذا التجاوز السافر، لم يتم تعويضنا. لا بل ان من يعترض على هذا الفعل، سيتعرّض إلى تجاوزات، وصولا إلى الاعتقال"، مؤكدين أنهم لا يعترضون على توسيع الشارع طالما أن الأمر يصب في الصالح العام، لكنهم يطالبون في المقابل بتعويضهم عن مشيداتهم وأراضيهم التي زحف عليها المشروع، وهي ملك صرف "وهذا ما أكده تصريح نائب المحافظ ماهر العامري لإذاعة (المربد). حيث ذكر بصريح العبارة أن أراضي المواطنين ملك صرف وغير متجاوزة، لكننا نريد توسعة الشارع للمنفعة العامة" – حسب ما ذكروه.

فيما لفتوا إلى ان "هناك مستثمرين متنفّذين لديهم أراض في المنطقة، يريدون بناء مجمعات سكنية عليها، وبتوسيع الشارع سترتفع أسعار عقاراتهم أضعافا مضاعفة"!

وطالب المواطنون بتعويضهم عن مشيداتهم وأراضيهم، مشيرين إلى أن "عدد المتضررين من هذا الفعل التعسفي غير القانوني، يبلغ أكثر من 700 مواطن".

وأكدوا أنهم ناشدوا الجهات الحكومية المحلية، وفي مقدمتها مجلس المحافظة، إنصافهم "لكن أحدا لم ينتصر لنا"!

*******************************************

اگول.. باسم التكنولوجيا باكونه الحرامية!

أسامة عبد الكريم

ما يجري تحت مظلة "تحديث النظام المالي" وتحويل الرواتب إلى بطاقات إلكترونية كـ«الماستر كارد»، ليس سوى واجهة براقة لواقع أكثر قتامة، تسرق فيه حقوق الموظف والمتقاعد جهاراً نهاراً، وسط صمت رسمي مريب. ما يُسمى بـ "الاستقطاع الإلكتروني" الذي يتراوح بين 4000 إلى 7000 دينار شهرياً من كل بطاقة، ليس إلا نمطاً جديداً من الفساد المقنن. حيث يُفرَض على المواطنين دفع ضريبة لاستلام رواتبهم المستحقة، بينما الجهات الرقابية والمالية تتفرج أو تتواطأ بصمتها، وكأن الغبن صار جزءًا من الثقافة الإدارية.

الأسوأ من ذلك أن هذا النهب المستمر يقدَّم كأنه إنجاز عصري، فيما هو في جوهره شكل من أشكال الابتزاز الرسمي باسم التكنولوجيا. فكيف يعقل أن يحصل الموظف على زيادة سنوية لا تتجاوز بضعة آلاف من الدنانير، بينما يجبر على دفع أكثر من 100 ألف دينار سنوياً كـ«رسوم خفية» لشركات خاصة؟ إنها جريمة منظمة ترتكب يومياً بحق عشرات الآلاف من المواطنين، ويسأل عنها البرلمان، وهيئة النزاهة، وديوان الرقابة، ووزارة المالية، وكل من رضي بأن يستبدل الفساد القديم بثوب رقمي جديد.

*****************************************

السماوة مُطالبات بشمول {المقاطعة 23} بالخدمات

متابعة – طريق الشعب 

جدد مواطنون في مدينة السماوة، ممن تسلموا قطع أراض سكنية في "المقاطعة 23" – منطقة آل مطشر، مطالبتهم بإدراج المقاطعة ضمن جدول مشاريع الطرق والبنى التحتية.

وقال عدد منهم في حديث صحفي، أن الأراضي وُزعت عليهم قبل سنوات، ولم تزوّد بالخدمات، ما منعهم من تشييد دور سكنية عليها، مبينين أن موقع المقاطعة بارز. فهي تُحاذي مركز المدينة، وان تزويدها بالخدمات سيساهم في التوسع العمراني وفي التقليل من حدة أزمة السكن.

وسبق ان طالب أصحاب الأراضي، أكثر من مرة، بشمول المقاطعة بالخدمات، لكن مطلبهم لم يلق استجابة من الجهات المعنية.

*********************************************

متطوعون يرممون جسرا غربي كركوك

متابعة – طريق الشعب

نفذ "فريق الزاب" التطوعي في كركوك، حملة لصيانة "جسر شميط"، الذي يربط بين محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى، ويخدم 45 قرية في ناحية الزاب الأسفل.

وكان هذا الجسر قد تعرّض للتدمير خلال فترة إرهاب داعش، ورغم صيانته سابقاً من قبل محافظة كركوك، إلا انه لا يزال يعاني التخسفات، لكونه قديما، بُني قبل نحو 40 عاما.

وطالب الفريق التطوعي بإعادة بناء الجسر، نظراً لأهميته، مشيرين إلى ان الترميم ليس كافيا، وان الجسر لا يزال خطيرا، وسبق أن شهد حادث سير راح ضحيته شاب.

يقول عضو الفريق ماهر حمد، أن المحافظة كانت قد أجرت صيانة للجسر، وبالرغم من ذلك، لا تزال أرضيته تحتوي على تخسفات، مطالبا بإعادة بناء الجسر، وإنشاء آخر جديد خرساني، نظرا لأهمية هذا المعبر لأهالي القرى القريبة.

ويلفت في حديث صحفي إلى ان هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها تأهيل الجسر، منذ تحرير قضاء الحويجة من إرهاب داعش عام 2017.

****************************************

مواساة

  • تتقدم اللجنة الاساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية في واسط، بالتعازي والمواساة إلى الرفيق عادل حسين مثيني، بوفاة ابن عمه اثر حادث مروري مؤسف.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

*****************************************

الصفحة السادسة

برشلونة وإقليم إيطالي يقطعان العلاقة مع تل أبيب أحتجاجاً على المجازر الصهيونية الأونروا: مساعدات غزة تعجز عن درء الكارثة والمجاعة يمكن وقفها

رام الله - وكالات

أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن حجم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة لا يرقى إلى مستوى الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، مشدداً على أن المجاعة يمكن وقفها إذا توفرت الإرادة السياسية.

900 شاحنة مساعدات فقط

وقال لازاريني، في تصريح صحفي، إن ما تطلبه الوكالة "ليس مستحيلاً"، داعياً إلى تمكين الأمم المتحدة من أداء دورها في تقديم المساعدات الإنسانية وحماية كرامة المواطنين.

وكشف المفوض العام أن 900 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما يشكل نحو 10% فقط من الاحتياجات اليومية لسكان غزة، مضيفاً أن "إيقاف المجاعة الحالية يتطلب قراراً سياسياً وليس لوجستياً فقط".

وطالب لازاريني بالسماح لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية باستئناف عملها الكامل في غزة، مشيراً إلى أن دخول شاحنات المساعدات توقف منذ الثاني من آذار الماضي، ما فاقم من الأزمة الإنسانية.

وأوضح المسؤول الأممي أنه خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة، نجحت "الأونروا" ومنظمات دولية أخرى في إدخال ما بين 600 و800 شاحنة مساعدات يومياً، وهو ما كان يساهم في تخفيف جزء من الضغط الإنساني المتصاعد.

موقف برشلونة

في الأثناء، أعلنت مدينة برشلونة الإسبانية، قطع علاقاتها بالحكومة الإسرائيلية وتعليق اتفاق الصداقة مع مدينة تل أبيب.

جاء القرار بعدما أيد مجلس بلدية برشلونة خلال جلسة تصويت، قطع العلاقات المؤسسية مع الحكومة الإسرائيلية وتعليق اتفاق الصداقة مع مدينة تل أبيب "حتى يتم احترام القانون الدولي وضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني".

وحظي القرار الذي يتضمن نحو عشرين بندا بتأييد الحزب الاشتراكي الحاكم في المدينة وعدد من أحزاب اليسار والأحزاب المؤيدة للاستقلال. ونص على قطع العلاقات المؤسسية مع "الحكومة الإسرائيلية الحالية"، وتعليق "اتفاق الصداقة" المبرم في 24 أيلول 1998 بين العاصمة الكتالونية وتل أبيب.

وأوضح رئيس بلدية برشلونة الاشتراكي، جاومي كولبوني، أن "مستوى المعاناة والموت الذي شهدته غزة على مدار العام ونصف العام الماضيين، إضافة إلى الهجمات المتكررة التي شنتها الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة تجعل أي علاقة بين المدينتين غير قابلة للاستمرار".

ومن التدابير الأخرى الواردة في القرار ويقع بعضها خارج نطاق اختصاص البلدية، طُلب من مجلس إدارة معرض برشلونة عدم استضافة أجنحة حكومية إسرائيلية أو "شركات أسلحة أو أي قطاع آخر يستفيد من الإبادة الجماعية والاحتلال والفصل العنصري والاستعمار ضد الشعب الفلسطيني".

إقليم أبوليا

من جانبه، أعلن ميكيلي إميليانو، حاكم إقليم أبوليا الواقع في جنوب إيطاليا، قطع جميع أشكال العلاقات المؤسسية مع حكومة بنيامين نتنياهو، في خطوة احتجاجية الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية "أنسا".

وقال إميليانو، في بيان رسمي، إن قراره يأتي "نظراً للإبادة الجماعية التي تنفذها حكومة نتنياهو ضد الفلسطينيين"، داعياً جميع المدراء والموظفين في الإقليم، إضافة إلى الوكالات العامة والشركات التابعة له، إلى قطع العلاقات مع الممثلين الرسميين لحكومة نتنياهو، وكل من لا يُظهر بوضوح دعما للمبادرات الرامية إلى وقف المجازر الإسرائيلية في غزة.

ويأتي هذا الموقف في سياق مواقف رسمية متزايدة في إيطاليا تنتقد العدوان الإسرائيلي على القطاع. فقد وصف وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في جلسة للبرلمان الأسبوع الماضي، الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة بأنه "أصبح غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً"، محذراً من أي مساع لتهجير الفلسطينيين من القطاع قسراً.

وقال تاياني: "يجب أن يتوقف القصف، ويجب استئناف إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، مع احترام القانون الإنساني الدولي"، مشدداً على أن طرد الفلسطينيين من غزة "ليس خياراً مقبولاً ولن يكون كذلك أبداً".

********************************************

تركيا.. اعتقال عشرات المسؤولين المعارضين في حملة واسعة النطاق

أنقرة – وكالات

قالت وسائل إعلام رسمية إن السلطات التركية أمرت باعتقال العديد من أعضاء أحزاب المعارضة في إسطنبول وداهمت بلديات تديرها المعارضة، في إطار حملة قانونية موسعة ضد المعارضة ورئيس بلدية المدينة المسجون.

وسُجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وهو المنافس السياسي الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان ويتقدم عليه في بعض استطلاعات الرأي، في آذار على ذمة المحاكمة بتهم الفساد ومساعدة جماعة إرهابية، وهي تهم ينفيها جميعا.

وأثار اعتقال رئيس البلدية، وهو ينتمي لحزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي، احتجاجات حاشدة واضطرابات اقتصادية واتهامات واسعة بنفوذ الحكومة على القضاء وممارسات مناهضة للديمقراطية. وتنفي الحكومة ذلك وتقول إن القضاء مستقل.

ومنذ اعتقال إمام أوغلو، احتجزت السلطات العشرات من أعضاء حزب الشعب الجمهوري ومسؤولين من بلدية إسطنبول والبلديات الأخرى التي يديرها الحزب. كما جرى حظر حساب إمام أوغلو على موقع إكس في تركيا هذا الشهر.

وقالت بعض الدول الغربية وجماعات حقوقية وحزب الشعب الجمهوري مرارا إن هذه العمليات معادية للديمقراطية وتهدف إلى القضاء على الآفاق الانتخابية للمعارضة. وقال إمام أوغلو وحزب الشعب الجمهوري إنه لا يوجد دليل ملموس ضده.

*******************************************

الصين تعلن تأسيس  {المنظمة الدولية للوساطة} بمشاركة 32 بلدا

بكين – وكالات

أعلنت وزارة الخارجية الصينية، تأسيس "المنظمة الدولية للوساطة " (IOMed)  بمشاركة 32 بلدا مؤسسا للمنظمة.

وذكرت الخارجية الصينية في بيان أن هونغ كونغ استضافت مراسم توقيع تأسيس المنظمة الوليدة، في حفل حضره ممثلون عن 50 دولة و20 منظمة دولية.

وفي كلمته بمراسم الحفل، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن المنظمة تهدف إلى سد الفجوة في القانون الدولي فيما يتعلق بآلية الوساطة وفقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والمساهمة في الحوكمة العالمية.

وأكد الوزير وانغ أن المنظمة ستعزز الحل الودي للنزاعات الدولية، مشددا على أن ميلاد المنظمة الدولية للوساطة سوف يسهم في التغلب على منطق "اللعبة الصفرية" في العلاقات الدولية القائمة على فهم "إذا خسرت، فأنا الفائز".

وأوضح وانغ أن مقر المنظمة سيكون في هونغ كونغ، مبينا أن عودة هونغ كونغ إلى الصين من الحكم الاستعماري البريطاني تعتبر مثالا ناجحا للحل السلمي للنزاعات الدولية.

*************************************************************

الهند تُقرّ لأول مرة بخسارتها طائرات مقاتلة في الصراع الأخير مع باكستان

نيودلهي – وكالات

أكد الجيش الهندي، لأول مرة، خسارته عددا غير محدد من الطائرات المقاتلة في اشتباكات مع باكستان في أيار، مشيرا إلى أن الصراع الذي استمر أربعة أيام لم يقترب قط من مرحلة الحرب النووية.

وفي لقاء مع وكالة "بلومبرغ" أمس السبت، على هامش حوار شانجريلا في سنغافورة، قال أنيل تشوهان، رئيس هيئة الدفاع العامة في القوات المسلحة الهندية: "المهم ليس إسقاط الطائرة، بل السبب وراء إسقاطها".

ووصف تشوهان حديث باكستان بإسقاط ست طائرات حربية هندية بأنه "غير صحيح على الإطلاق"، مع أنه رفض تحديد عدد الطائرات التي خسرتها الهند.

وعندما سئل عن الطائرات المقاتلة، قال تشوهان: "سبب إسقاطها، والأخطاء المرتكبة، هذان أمران مهمان". مشيرا إلى أن: "الأعداد ليست مهمة".

وقال: "الجانب الإيجابي هو أننا قادرون على فهم الخطأ التكتيكي الذي ارتكبناه، ومعالجته، وتصحيحه، ثم تنفيذه مرة أخرى بعد يومين، وحلقت جميع طائراتنا مرة أخرى، مستهدفة من مسافات بعيدة".

وتعد هذه التعليقات الأكثر صراحة حتى الآن من مسؤول حكومي أو عسكري هندي بشأن مصير طائرات بلاده المقاتلة خلال الصراع مع باكستان الذي اندلع في 7 أيار الجاري، وفق ما أفادت الوكالة.

****************************************

حافز جديد للمطالبة بإنصاف ضحايا انقلاب شباط الأسود البرلمان الكولومبي يعتبر المجزرة بحق اليسار الكولومبي إبادة جماعية

عادل محمد

أقر البرلمان الكولومبي قانونا، اعتبر المجزرة المرتكبة بحق حزب الاتحاد الوطني اليساري إبادة جماعية. وينص القانون الجديد على تحديد يوم وطني لذكرى المجزرة، وإدراج تاريخ حزب الاتحاد الوطني في المناهج الدراسية، وإنشاء مركز تذكاري للعنف السياسي ضد اليساريين، وإجراء إصلاحات مؤسسية لضمان عدم تكراره. ويأتي هذا عقب قرار حكم أصدرته المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان في 30 كانون الثاني 2023، والذي خلص إلى أن كولومبيا انتهكت بشكل ممنهج حقوق الإنسان لأعضاء حزب الاتحاد الوطني. ونُفذت "سياسة إبادة" من قِبل أجهزة الدولة الأمنية والمليشيات. ووفقًا للمركز الوطني للذاكرة التاريخية، قُتل أو اختُطف أو اختفى، في سنوات 1985 -2022، أكثر من 4153 من أعضاء ومناصري حزب الاتحاد الوطني اليساري.

حرمان اليسار

منذ القرن التاسع عشر، هيمن الليبراليون والمحافظون على كولومبيا. تناوب الحزبان على السلطة، وخصوصا بعد قيام „الجبهة القومية" (1958-1974)، وهي اتفاقية لتقاسم السلطة حرمت القوى السياسية الأخرى من أي وصول إليها. وهكذا، استُبعد اليسار السياسي من المشاركة السياسية الشرعية، وأُجبر على ممارسة العمل السري. في ثمانينيات القرن العشرين، مثّل حزب "الاتحاد الوطني" أول بديل يساري علني. ورغم امتلاك الحزب لقاعدة سياسية واسعة، ضمّت شيوعيين ونقابيين وحتى مسيحيين تقدميين، لم يعامل كمنافس سياسي شرعي، بل نُظر إليه على أنه ذراع سياسي، لحركة الكفاح المسلح "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك). وشكّل نجاحه تهديدًا للنظام الحزبي القائم والأوليغارشية الكولومبية. وكان لتدمير الحزب وأعضائه أثرٌ صادم على اليسار الكولومبي: لقد دمّرت الثقة في الدولة بشكل دائم، وترسخ اعتقاد العديد من الثوار بأن المشاركة في النظام السياسي القائم محكوم عليها بالفشل.

لم تحاول القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) المشاركة في البرلمان إلا بعد توقيع اتفاقية السلام عام ٢٠١٦.  وحزب الحركة السياسي، "الكومونات"، ممثل في البرلمان بموجب اتفاق السلام الذي منح الحزب تمثيلا برلمانيا، حتى نهاية الدورة التشريعية. لكن العنف مستمر، ووفقا للأمم المتحدة، قُتل، حتى أيار 2025، ما لا يقل عن ٤٠٨ من مقاتلي حركة الكفاح المسلح السابقين، وما زال النقابيون والناشطون مهددين. وفي الذكرى الأربعين لتأسيس حزب الاتحاد الوطني، لم يعد الحزب مجرد أثر تاريخي، بل عاد إلى النشاط السياسي: كجزء من تحالف "الاتفاق التاريخي" اليساري الحاكم.

خلفيات الحدث

في 16 كانون الأول 1993، أقام الحزب دعوى لدى اللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان، تناولت جرائم قتل لا حصر لها، والتي جاءت نتيجةً لخطة “طلقة الرحمة” المعروفة، التي نفذتها المليشيات تحت اشراف كبار العسكريين.

وفي أيار2018، توصلت لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان إلى استنتاجٍ مفادهُ أن الدولة الكولومبية تتحملُ المسؤولية، وأحيلت القضية إلى محكمة البلدان الأمريكية، حيث بدأت المرافعات في نهاية حزيران 2018. وبعد أربع سنوات ونصف، أقرّ القضاة الخمسة بالإجماع، أن “جمهورية كولومبيا مسؤولة عن محاولة إبادة الاتحاد الوطني”. وقوبلَ قرار المحكمة بارتياحٍ كبير من ذوي الضحايا.

تأسس الاتحاد الوطني على خلفية المفاوضات بين “القوات المسلحة الثورية لكولومبيا” (فارك) اليسارية والحكومة اليمينية. وبعد إعلان الهدنة بين الحكومة ومختلف مجموعات الكفاح المسلّح في آذار 1984، ظهرت فرصٌ جديدة للمقاتلين للانتقال إلى العمل العلني. ومن خلال التسريح الجزئي وتسليم الأسلحة، أبدت القوات المسلحة الثورية الكولومبية حسنَ نيتها؛ مقابل ضمان حياة آمنة للمقاتلين السابقين.

لقد انضمت أوساط اجتماعية أخرى إلى الاتحاد الوطني؛ لأن الحزب مثلَ أفضل بديل يساري. في آذار 1986، أجريت الانتخابات، ولم يكن أمام الحزب سوى أربعة أشهر لتنفيذ حملتهِ الانتخابية، بعد حصولهِ على العلنية. وعلى الرغم من ذلك، حصل الحزب على 15 مقعدًا في مجلس الشيوخ، و18 مقعدًا في مجلس النواب، و335 مقعدًا في البرلمانات المحلية. وبهذه النتيجة، أصبح حزب الاتحاد الوطني أولَ حزبٍ يخترق، منذ عقود نظام، الحزبين للمحافظين والليبراليين في كولومبيا.

بعد ذلك مباشرةً بدأت سلسلة جرائم القتل لنواب وأعضاء الحزب. وتكررت حملات القمع بعد العديد من قرارات العفو منذ بداية الحرب الأهلية عام 1948، وحرّضت الدولة على اضطهاد العزل. وتم إطلاق النار على أعضاء مجلس الشيوخ ورؤساء البلديات والمسؤولين المنتخبين للبلديات، واثنين من المرشحين للرئاسة في منازلهم، ولم تجرِ محاسبة الجناة ومعاقبتهم.

ان قرار البرلمان الكولومبي يشكل حافزاً جديدا على تصعيد المطالبة بأنصاف ضحايا انقلاب 8 شباط 1963 باعتبارهم ضحايا لعملية إبادة جماعية بحق الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين.

*******************************************

الصفحة السابعة

قراءة في أفكار البيان الشيوعي لماركس وانجلس

د. عودت ناجي الحمداني

البيان الشيوعي وثيقة سياسية مهمة كتبها كارل ماركس وفريدريك انجلس بتكليف من عصبة الشيوعيين الاممية، وتم نشرها بعدة لغات في عام 1848. وعلى الرغم من مرور 177 عاما على صدور البيان الشيوعي الا انه ما يزال من الوثائق المهمة في تاريخ العالم.

والبيان الشيوعي عبارة عن كُتيب سياسي ثوري يتضمن مقدمة، وأربعة محاور رئيسية: البورجوازيون والبروليتاريون، والبروليتاريون والشيوعيون، ونقد الأدب الاشتراكي وموقف الشيوعيين من مختلف أحزاب المعارضة. وقد سميت مسودة البيان بتعاليم الماركسية.

يحلل البيان الشيوعي صراع الطبقات ومشاكل الرأسمالية، ويدعو إلى تغيير الرأسمالية وإبدالها بالاشتراكية. وقد تنبأ البيان بثورة وشيكة في أوروبا الغربية تؤدي إلى ظهور الشيوعية، وبناء مجتمع لا طبقي يكون فيه " التطور الحر لكل فرد هو شرط التطور الحر للجميع". ودعا البيان الطبقة العاملة للقيام بالثورة والسيطرة على وسائل الانتاج وإقامة حكم الطبقة العاملة. وأكد البيان ان الرأسمالية من الممكن أن تتدمر وتندثر في حال توحدت البروليتاريا.

إن البيان الشيوعي يعبر عن محتوى الفلسفة الاقتصادية لكارل ماركس باعتبارها فلسفة جديدة تدعو إلى تحرير البروليتاريا من الاستغلال الرأسمالي. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، ولا يزال البيان الشيوعي يشكل أساسًا لانتقادات الرأسمالية، ويدعو لإقامة أنظمة اجتماعية واقتصادية تقوم على العدالة والديمقراطية والمساواة.   

وقد علق لينين على البيان الشيوعي بقوله" ان هذا الكتيب يستحق مجلدات بأكملها فحتى يومنا هذا لا تزال روحه تلهم وتوجه البروليتاريا المنظمة والمناضلة ضد الاستغلال".  فالرسالة التي قدمها البيان الشيوعي إلى العالم أن الرأسمالية تحمل بذور فنائها وسوف تحل محلها الشيوعية، لأن الرأسمالية تخلق الظروف الموضوعية للشيوعية. ويوضح ماركس وانجلس في مقدمة البيان، أن القوى الأوروبية الحاكمة تعتبر الشيوعية تهديداً لها.  ويشير هناك شبح يجول في أوربا هو شبح الشيوعية، وقد اتحدت كل قوى أوربا العجوز في حلف مقدس لملاحقته والتضييق عليه، بحيث أصبحت أي معارضة يتهمها خصومها القابضون على زمام الحكم بالشيوعية. ومن ذلك استنتج ماركس وانجلس كما يشير البيان شيئين مهمين:

الأول: أن الشيوعية اصبحت قوة معترفا بها من جميع الدول الاوربية. والثاني: قد آن الأوان للشيوعيين أن يعرضوا أمام العالم بأسره أهدافهم وتطلعاتهم إلى المستقبل.

ويشير البيان أن الرأسمالية نظام اقتصادي قائم على تركيز الملكية والثروة بيد النخبة المالية، ويؤدي ذلك إلى تفاقم استغلال العاملين، وزرع بذور الثورة. فالرأسمالية تنتج، قبل كل شيء، حفاري قبرها، وأن سقوطها وانتصار البروليتاريا أمر لا مفر منه.

وفي المحور الأول ركز البيان على الصراع بين البرجوازية والبروليتاريا. واكد ان الرأسمالية ادت إلى نشوء طبقتين هما، البرجوازية والبروليتاريا. وأدى هذا الانقسام المتزايد إلى استغلال البروليتاريا، وتجريد العمل من إنسانيته وتحويله إلى سلعة، وتركيز رأس المال والسلطة في أيدي اقلية ضئيلة.

 وأشار البيان ان التاريخ البشري منذ زوال المشاعة البدائية وظهور الطبقات هو تاريخ صراع بين الطبقات.  فالمجتمع البرجوازي العصري، الذي قام على أنقاض المجتمع الإقطاعي، لم يلغ التناحر بين الطبقات، وانما أحل محلها طبقات جديدة وحالات استغلال جديدة وأشكالا جديدة لصراع الطبقة البروليتاريا والبرجوازية. وحسب البيان فان الصراع الطبقي ينشأ في المجتمعات الرأسمالية بسبب التناقضات بين المصالح المادية للبروليتاريا  المضطهدة والمستغلة، والبرجوازية الحاكمة التي تمتلك وسائل الإنتاج. ويشير البيان، مع تقدم الثورة الصناعية ونمو السوق العالمية وتوسع الصناعة والتجارة زادت البرجوازية من تراكم رأس المال وتعزيزه، وتدهور ت ظروف وطبيعة عمل البروليتاريا.

ويصف البيان البروليتاريا (العمال الأجراء) بأنهم الطبقة التي تنتج الثروة، والبرجوازية التي تمتلك وسائل الانتاج تستحوذ على هذه الثروة. ويوضح أن التشكيلية الرأسمالية القائمة على استغلال العاملين ونهب الشعوب مرحلة عابرة في التاريخ، وسوف يخرج من أحشائها المجتمع الاشتراكي الذي يزيل استغلال الإنسان للإنسان، وتحرر الطبقة العاملة نفسها والمجتمع بأسره من كل شكال الاضطهاد والاستغلال.

وفي المحور الثاني تناول البيان العلاقة بين البروليتاريين والشيوعيين. وبين أن هدف الشيوعيين تنظيم البروليتاريا في طبقة منظمة، والاستيلاء على السلطة السياسية والغاء الملكية البورجوازية التي تقوم على استغلال وافقار العاملين. واكد أن الشيوعيين لا يخفون آراءهم وأهدافهم، ويُنادون علانية بأن لا سبيل لبلوغ أهدافهم إلاّ بإسقاط النظام القائم، فلترتعد الطبقات السائدة خوفا من ثورة شيوعية. فليس للبروليتاريين ما يفقدونه سوى أغلالهم. وقد أشار البيان، في فترات الازمات العميقة يمكن لمقاومة المضطهدين ان تبلغ ذروتها بثورة بروليتارية تؤدي في حال انتصارها إلى انشاء نمط الانتاج الاشتراكي القائم على الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج.  وأوضح البيان الدور التاريخي للحزب الشيوعي باعتباره حزب الطبقة العاملة وطليعتها.

وفي المحور الثالث يتناول البيان الأدب الاشتراكي ويوجه النقد اللاذع إلى الفكر الادبي البرجوازي في المرحلتين الاقطاعية والرأسمالية، ويشير إلى الافكار الاشتراكية الطوباوية التي ظهرت في فرنسا وانكلترا التي تقدم نقدا محافظاَ هدفه الابقاء على الطبيعة الاستغلالية للنظم القائمة بدلاَ من تغييرها. ويوضح البيان أنّ الكتابات الاشتراكية والشيوعية تتضمن عناصر نقدية، فهي تهاجم المجتمع القائم بكل أسسه. ومن ثم فإنّها تُـقدِّم مادة قيّمة جدا لتنوير العمال. فموضوعاتها التي تتحدث عن مجتمع المستقبل، مثل إزالة التناقض بين المدينة والريف، والربح الخاص، والعمل المأجور، وزوال الطبقات، والعدالة الاجتماعية والمساواة، فان هذه الموضوعات تعبّر عن إلغاء التناحر الطبقي واشاعة الانسجام المجتمعي.

وفي المحور الرابع وضح البيان موقف الشيوعيين من أحزاب المعارضة. وأكد أن الشيوعيين لا يؤلفون حزبا خاصا معارضا لأحزاب العمال، وليست لديهم مصالح تفصلهم عن مجموع الطبقة العاملة، وإن الشيوعيين يدعمون كل حركة ثورية ضد النظام الاجتماعي والسياسي القائم.  ومن الوجهة النظرية فإن الشيوعيين يمتازون عن بقية الأحزاب العمالية بإدراك واضح لظروف حركة العاملين وسيرها وأهدافها العامة.  وما يميز الشيوعيين عن بقية الاحزاب العمالية هو ان الشيوعيين في مختلف النضالات الوطنية التي تقوم بها الطبقة العالمة يضعون في المقدمة المصالح المستقلة عن الجنسية لجميع العاملين. ويمثلون المصالح العامة لعموم الحركة العمالية في كافة مراحل الصراع بين البروليتاريا والرأسماليين.

ويشير البيان أن الشيوعية تسعي لإلغاء الملكية البرجوازية الخاصة المستغلة وليست الملكية المكتسبة بجهد فردي (الملكية الشخصية) وتحويلها إلى ملكية عامة مشتركة لجميع أعضاء المجتمع، وهو التحول الذي يؤدي إلى فقدان الملكية لطابعها الطبقي الاستغلالي.  ويعتبر البيان الشيوعي عمل البروليتاريا الموحد في البلدان المتحضرة أحد الشروط الأولية لتحررها من الاستغلال.

ويدعو البيان الشيوعي   إلى ثورة شيوعية لتحقيق مجتمع شيوعي لا طبقي تضع وسائل الإنتاج تحت إدارة الدولة وتقسم الثروة بشكل عادل ومتساوي بين افراد المجتمع. ويؤكد البيان عندما تطيح البروليتاريا بالبرجوازية، فإنها ستخلق مجتمعًا شيوعيًا، وهو مجتمع لا يوجد فيه أي تمييز طبقي.  ويصف البيان المجتمع الشيوعي الذي يطمح إلى تحقيقه بانه مجتمع خال من الطبقات الاستغلالية، والجميع فيه متساوون ويعملون من أجل المصلحة العامة.

ويختتم البيان رسالته التاريخية بدعوة البروليتاريا إلى التوحد والتماسك من اجل الثورة وتغيير العالم بالهتاف الشهير، (يا عمال العالم، اتحدوا).

********************************************

الانتخابات ومهام القوى المدنية

طارق العبودي

بعد أشهر قليلة سوف تدخل الاحزاب المتنفذة إلى ساحة انتخابات البرلمان العراقي بقوة مع علمها وقناعتها بأن حظوظها على مستوى الشارع لا يرتقي إلى مستوى الرضا والقبول بكل مكوناتها وطوائفها السنية منها والشيعية سوى من أنصارهم ومريديهم والمستفيدين منهم، جراء ما اقترفوه من فساد وخراب للوطن وتحطيم مرتكزات الدولة وتجويع الشعب وإشاعة الفساد بكل مؤسسات البلد.

تشرع هذه الاحزاب والكتل بلملمة أطرافها الآن تحت مظلة وعنوان الطائفة والمذهب وباصطفافات مشبوهة. وليس بمقدورها الخروج من عباءة الطائفة والمذهب إلى الفضاء الوطني لأنها تتعكز وتتشبث بهذا العنوان ولم تكن المنافسة بين جميع الكتل حول البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتضمن البناء والتنمية والإعمار والديمقراطية إنما تمر عبر تحشيد الأصوات من خلال التشبث بالطائفة والقومية والمذهب والدفاع عنهما والوطن ومآسيه وويلاته واعماره والشعب وما يعانيه من فقر وعوز وضعف الخدمات غائبة في مشاريعهم وبرامجهم، وما يطرح من مشاريع واعمار من خلال أحاديثهم مجرد إعلام وكسب للأصوات، وصراع تنافسي فيما بينهم وهذا طبيعي جداّ ولكن المفروض عدم الابتعاد عن الهوية الوطنية والتشبث بخطاب الكراهية الذي جلب لنا الحقد والخراب والتفرقة.

تحاول هذه الأحزاب بالتمويه بتدوير نفسها من خلال تغيير الوجوه وتحت عنوان مستقلين ومدنيين ودعمهم لهم، إلا أن النهج والهدف لا يتغير، وهو التشدق بالهوية الطائفية على حساب الهوية الوطنية في تقاسم المراكز والنفوذ والمصالح.

وفي سياق هذا المجرى يأتي دور المستقلين والمدنيين الحقيقين وحملة المشروع الوطني إذا استطاعوا توحيد فصائلهم وقواهم وجهودهم وأحزابهم ويخرجون بمشروع وبرنامج وطني يستجيب لظروف ومعطيات المرحلة ويلبي مطالب الشعب الملحة والضرورية ويبتعدون عن التشرذم والتعنت والغلو والركض وراء المغانم. وينشدون دولة الاغلبية الوطنية، بإمكانهم ان يغيروا موازين القوى والنتائج ويسحبوا البساط من تحت اقدام الاحزاب المتنفذة ويأسسوا لدولة مدنية ديمقراطية تؤمن بالعدالة الاجتماعية والمساوات بين أبناء الشعب بكل مكوناته وطوائفه.

وخلاف ذلك بالتأكيد سيكون الفشل والإخفاق والهزيمة حليفهم وأمامهم تجارب سابقة. بهذا الخصوص، وتتأبد هيمنة أحزاب الطوائف والمحاصصة والفساد والفشل على السلطة، ويستمر بقاؤهم جاثمين على صدور العراقيين ويبقى شعبنا يعاني من الفساد والبطالة بين الشباب والخريجين وانتشار السلاح المنفلت.

***********************************************

المثقف المزوَّر: كيف شوّه الإعلام صورة الثقافة؟

حسن الجواد

في زمن تسارعت فيه وتيرة الإعلام وتداخلت فيه القيم مع المصالح، لم يعد من الغريب أن نجد أنفسنا نعيش حالة من التشويه المقصود لمفهوم الثقافة والمثقف، بل تحول الإعلام ــ في كثير من برامجه ومنصاته ــ إلى أداة فعّالة في صناعة صورة مزيفة للمثقفين، وتقديم من "هبّ ودبّ" على أنهم رموز فكرية أو منابر وعي، فقط لأنهم يتقنون فن الظهور أمام الكاميرا أو لأنهم يملكون قاعدة جماهيرية على وسائل التواصل.

الإعلام الذي كان يُفترض به أن يكون حارسا للوعي الجمعي، ووسيطا نزيها بين المفكرين والجمهور، سقط في فخ التسطيح والتسخيف، وبدأ يتعامل مع الثقافة كسلعة قابلة للترويج والبيع، لا كقيمة عليا تُنير العقول. فاستُبدل المثقف الحقيقي، صاحب الرؤية والموقف والمعرفة المتراكمة، بآخرين يعتاشون على الإثارة، ويكتفون بعبارات منمقة دون أي عمق فكري.

هذا الانحدار لم يأتِ من فراغ، بل هو جزء من سياسة إعلامية ممنهجة، تهدف إلى تحويل المشهد الثقافي إلى "عرض ترفيهي"، يتماشى مع منطق السوق والرغبة في جذب أكبر عدد من المشاهدين، ولو على حساب الحقيقة والوعي. فأصبحنا نرى برامج "ثقافية" تستضيف ممثلاً أو فاشينيستا ليتحدث عن قضايا الفكر والهوية والانتماء، بينما يُقصى الأكاديمي والباحث لصالح من يجيد التحدث بلغة دارجة خالية من أي مضمون حقيقي.

المشكلة الأخطر أن هذا الواقع يخلق أجيالا تخلط بين الثقافة والشهرة، بين التفكير والثرثرة، فتتشكل صورة مشوهة للمثقف، لا بوصفه صاحب مشروع معرفي أو موقف نقدي، بل كشخصية "كاريزماتية" تصلح للبث، ويمكن أن تنتشر كالميمات على شبكات التواصل.

ما نحتاجه اليوم ليس فقط نقد هذا المشهد، بل إعادة الاعتبار للثقافة كقيمة مستقلة عن السوق، وتحرير الإعلام من سطوة الاستعراض، ورفع الصوت في وجه هذا التزييف المتعمد للوعي. فالمثقف لا يُقاس بعدد المتابعين، ولا بحجم الإعجابات، بل بقدرته على مساءلة الواقع، وفتح آفاق جديدة للفهم والنقد.

لقد آن الأوان أن نسأل: من الذي يُمنَح الميكروفون؟ ومن الذي يُقصى؟ وهل نريد إعلامًا يصنع جمهورا واعيا، أم جمهورا مروَّضا يكتفي بالصورة دون المضمون؟

الإجابة تكشف الكثير مما يُدار خلف الكواليس، في معركة عنوانها الحقيقي: "من يحتكر تمثيل الوعي؟".

*************************************************

من يتعامل مع أمريكا كمن يتعامل مع الفحم

حاكم محسن محمد

يقول الرئيس الباكستاني  الراحل ضياء الحق ( من يتعامل مع أمريكا كالذي يتعامل مع الفحم، لا يناله إلا سواد الوجه واليدين )، وسبق أن قال الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، ( المتغطي بالأمريكان عريان )، وربما الكثير من الحكام العرب والأجانب الذين  كانت لهم ومازالت علاقات مع الولايات الامريكية يعرفون ذلك، أي أن الولايات المتحدة لا أمان للعلاقة معها و بالتالي فهي تتخلى عمن تسميهم حلفاء، لأي سبب تستنتج أن لا فأئده من دفاعها عن حلفاء الأمس، وهي  في ذلك كما قال ساستها ومنهم وزير الخارجية الأسبق كيسنجر عندما قال لأحدهم، ممن كان معتمدا على الولايات المتحدة عسكريا وسياسيا، إن أمريكا  ليس لديها  صديق دائم ولا عدو دائم، بل هناك مصلحة دائمة ويعبّر ذلك عن نهج براغماتي واقعي في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تُبنى التحالفات والعداوات على أساس المصلحة القومية لا الولاء الدائم، وفي هذا السياق، هناك عدة أمثلة لدول كانت حليفة للولايات المتحدة، ثم شعرت بأنها تُركت لمصيرها وبالتالي تخلّت عنها واشنطن عندما تغيّرت المصلحة، وما حصل لفيتنام الجنوبية عام 1973 عندما سحبت  الولايات المتحدة قواتها وتركت الحكومة الفيتنامية تواجه مصيرها، وذلك تحت ضغط الأبطال الفيتناميين الشماليين وتوحدت فيتنام الشمالية والجنوبية تحت مسمى واحد هو دولة فيتنام القائمة اليوم، حيث لقن الفيتناميون أمريكا درسا لن ينسى وتتذكره الإدارات المتتابعة دوما، و تخلت عن الشاه عام 1979 إثر قيام الثورة الاسلامية في إيران، وكان الشاه يعد حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة الامريكية، وتخلت عن دعم الرئيس الباكستاني ضياء الحق بعد انسحاب القوات السوفيتية من افغانستان عام 1988، حيث فقد الرئيس الباكستاني أهميته الاستراتيجية والذي كان يدعم الجماعات المسلحة ضد الجيش السوفيتي في افغانستان،  وتخلت عن دعم الرئيس المصري حسني مبارك عام 2011 رغم تحالفه الطويل معها،  كما سحبت قواتها من أفغانستان باتفاق الدوحة في 29 شباط عام 2020، مما سهل عودة طالبان إلى السلطة،  وتخلت عن دعم  حركات انفصالية طالما استخدمت هذه الحركات ضد حكومات دولها في مختلف المناطق من العالم، ويعبر هذا السلوك  عن نهج براغماتي واقعي في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تُبنى التحالفات والعداوات على أساس المصلحة القومية لا الولاء الدائم، ومازالت الولايات المتحدة تسير على هذا النهج، وبالتالي لا غطاء لمن يتخذون منها  حليفا يتفادون  مقاومة ارادة شعوبهم، ولن ينالوا سوى سواد الوجه أمام شعوبهم، فهل يمكن الاستفادة من هذه الدروس، والتوجه نحو كسب الشعب من خلال تسخير الموارد الوطنية في بناء اقتصاديات قوية، يمكن من خلالها رفع المستوى المعاشي والتعليمي وتحقيق الامن والاستقرار  والنهوض بالمجتمع ثقافيا واجتماعيا.

*******************************************

الصفحة الثامنة

رئيسا حزب اليسار الألماني المشاركان عن كيفية {تنظيم الأمل}

رشيد غويلب

نشر موقع "تحرك يسارا" وهو موقع مفتوح مخصص للحوار وتناول مختلف الأسئلة والتفاصيل من قبل أعضاء حزب اليسار الألماني، نشر في 16 أيار، أي بعد 6 أيام من انتهاء أعمال المرحلة الثانية من المرحلة الثانية من مؤتمر الحزب التاسع، الذي استضافته مدينة كمنتس (كارل ماركس سابق) أيام 9-10 أيار2025، تناول فيه رئيسا حزب اليسار المشاركان إينيس شفيردتنر ويان فون آكين أسئلة تتعلق بكيفية تحقيق شعار المؤتمر الرئيسي "نظموا الأمل"، وكذلك تنفيذ المهام والسياسات التي اقرها المندوبون. فيما يلي عكس لأهم ما ورد في الحوار.

التحالف مع الشعب

خلال الحملة الانتخابية، أصبح الحزب، بالنسبة لملايين من السكان، مكانًا للأمل: حزب يريد ً تغييرا فعليا، لكي تصبح حياة الناس أفضل، حزب يقدم المساعدة العملية ويكون قريبًا من الناس.  وفي زمن انتشر فيه اليأس أو الشعور بالعزلة، يتعين على الحزب تبني سياسة أفضل.

وهذا يعني إعطاء هذا الأمل منظورًا عمليًا قابل للتطبيق. عندما يقف المستشار الألماني الجديد ميرتس في البرلمان ويقول إن الممرضة أو سائق الشاحنة لا يعملان بجد كافٍ، فهذه إهانة لا تصدق وافتراض لا أساس له من الصحة. وعندما يقول إن الجيش الألماني يجب أن يصبح أكبر جيش تقليدي في أوروبا، فهذا أمر خطير للغاية. باعتبارنا يساريين، يتعين علينا أن نقف ونظهر أن الأمور يمكن أن تتم بشكل مختلف. بإمكاننا إصلاح نظام كبح الديون وتوظيفه لتمويل تعليم أفضل وسكك حديد أفضل بدلاً من تمويل أكبر جيش في أوروبا. بالإمكان جعل النظام الضريبي عادلاً وفرض الضرائب على المليارديرات بدلاً من أصحاب الدخل المنخفض. وبالإمكان فرض سقف أعلى للإيجارات واستثمار أموال طائلة في الإسكان الاجتماعي، وهو الأمر الذي لم يكن قائماً منذ عقود. على الحزب أن يدرك دائمًا أنه لا يستطيع تحقيق ذلك إلا بالتحالف مع الشعب. لا يمكن منع التخفيضات الاجتماعية وإعادة التسلح إلا إذا دافع الناس عن أنفسهم. دور الحزب لا يقتصر على مجرد إعلان الأمل، بل عليه تنظيم الناس.

على الرغم من أهمية النضال ضد التحالف الحاكم الجديد وحزب البديل من أجل ألمانيا (نازيون جدد)، فإن خصم الحزب الأكبر هو الياس والاستسلام. بالنسبة للعديد من الناس أصبحت السياسة بعيدة جدًا عنهم.  ولا يأملون شيئا من السائد منها، وهذا صحيح. وهذا يجعل اوساطا منهم يتقبلون شعارات حزب البديل من أجل ألمانيا. خلال عمليات طرق الأبواب اثناء الحملة الانتخابية، كان واضحا بشدة مدى استسلام الكثيرين، والغرق في كثير من الأحيان في عزلة اجتماعية.

إذا أرد الحزب تحقيق تغيير سياسي نحو الأفضل، يتعين عليه إخراج هذه الأوساط من اليأس والعزلة. وليس ممكنا تحقيق ذلك بواسطة توزيع البيانات، او الحديث المجرد عن الطبقة العاملة. لا تسير الأمور على هذه الشاكلة. لم يعد من الممكن الوصول إلى العديد من الناس من خلال وسائل الإعلام التقليدية.

النجاح بشكل جيد يكمن في أن يبين الحزب لهم بشكل ملموس أنه يقف بصفهم. عندما يقدم استشارات اجتماعية، أو مراجعة لتكلفة التدفئة، أو حساب تكلفة الإيجارات، هذه خدمات منخفضة التكلفة يمكن للناس المشاركة فيها، حتى لو لم تكن لديهم علاقة قوية بالسياسة والأحزاب السياسية. وهذا بالطبع هو المدخل فقط. الهدف هو أن يدرك الناس أن هناك حزبا وافرادا مهتمين بهم ومن ثم يصبحون نشطاء سياسيين. إذا انتموا للحزب، فهذا أمر مثالي. ولكن حتى المشاركة في اجتماع المستأجرين الذي ينظمه الحزب يمكن أن يكون، على سبيل المثال، اجتماعًا عاديًا ثم يتحول جمعية للمستأجرين. هذا ما يعنيه الحزب بـ "تنظيم الحزب الطبقي".

الفعل المعارض

من موقع المعارضة يمكن تحقيق الكثير، لم يكن الحزب أبدًا جزءًا من حكومة اتحادية. ورغم ذلك، فقد نجح الحزب في تحقيق أحد مطالبه المركزية اليوم: الحد الأدنى للأجور. عندما طلب الحزب به أول مرة، سخر منه الحاكمون. ولكنه لم يستسلم، وراكم ا ضغوطا سياسية، طيلة سنوات عديدة لتحقيق هذا الهدف. وفي مرحلة ما، لم يعد من الطبيعي أن يكسب الحلاق في المناطق الريفية في شرق ألمانيا ة 3 يورو في الساعة فقط. لم يعد الأمر غير مقبول فقط، بل أصبح يُنظر إلى حقيقته، باعتبارها فضيحة.

وهنا يأتي دور القدرة على تنظيم الحملات. تقول الخبرة المكتسبة، إن التأثير الاجتماعي يتحقق، عندما يتم التركيز على مهمة بعينها، ويتعين على الحزب الانتباه إلى هذا النوع من التركيز في تنظيم الحملات الانتخابية. إذا أرد تحقيق حد أقصى للإيجارات على مستوى البلاد، يتعين عليه أن يكون بنفس القدر من التركيز والمثابرة كما فعل في معركة فرض الحد الأدنى للأجور. وهذا لا يعني أن الحزب لا يعالج قضايا أخرى؛ وقد أشارت وثيقة المؤتمر السياسية صراحة إلى ذلك. مهم جدا اختيار التوقيت، والتفاعل مع اللحظات الفاصلة في حياة الناس.

قسوة الخصوم

أصبحت لهجة المنافسين والخصوم تجاه الحزب أكثر قسوة، وهناك عودة جديدة إلى الافتراءات القديمة ضد اليسار، "الذي يريد إطلاق النار على أصحاب الملايين"، وغير ذلك من هذا الهراء السخيف. ويعود ذلك لحاجة التحالف الحاكم لأصوات كتلة الحزب في البرلمان الاتحادي، في الملفات التي يحتاج تمريرها إلى أغلبية الثلثين، مثل إصلاح قانون كبح الديون. وهذا اعتراف بأن حزب اليسار أصبح يملك الآن قوة تفاوضية حقيقية في البرلمان. ومن الواضح أن تصعيد الخطاب ضد الحزب اليسار يسعى إلى تنبيه قوى التحالف الحاكم.

وهذ مؤشر جيد. لم يتحدث الناس عن حزب اليسار، إلا في الفترة التي تلت تأسيسه عام 2007، عندما لم يكن الناس يعرفون بعد على وجه التحديد إلى أي مدى سيتم إعادة تنظيم اللوحة الحزبية في ألمانيا نتيجة لتأسيس حزب اليسار. لقد عكس الحزب في مؤتمره الأخير مستوى من الثقة بالنفس والوعي الذاتي يجعل من المستحيل تمامًا استمرار تجاهله. عندما تقف رئيسة كتلة الحزب في البرلمان الاتحادي هايدي رايشنك وتقول بكل ثقة أننا نريد إلغاء الرأسمالية، فهذه رسالة واضحة للنخبة في هذا البلاد.

لقد أوضح الحزب في المؤتمر موقفه بشكل تام: يصف الحزب نفسه بأنه مناهض للمؤسسة السائدة. ولكن دوره يتعدى المعارضة الأساسية في البرلمان. يأخذ مسؤوليته كقوة ديمقراطية على محمل الجد. ولكن لديه حق في النضال في سبيل التغيير الجذري، والذي يأخذه على محمل الجد أيضا، ولن يتراجع عنه: يريد الحزب اقتصادا يعطي الأولوية لمصالح الكثيرين، وليس مصالح الأثرياء. لقد أصبح هذا التوجه واقعي بالنسبة للكثيرين.

مهام قيادة الحزب المقبلة

نتج عن مناقشة الوثيقة السياسية الرئيسية والمناقشات العامة واقتراحات المندوبين، جملة من المهام الملقاة على عاتق قيادة الحزب، ولهذا سيم التركيز على بناء هيكلية قادرة على تنفيذ حملات مؤثرة. وكما تم الاتفاق، ستطرح قيادة الحزب مشاريع ملموسة، لتحديد عدد الدورات البرلمانية لعضو البرلمان وتحديد سقف راتبه. وكذلك العمل على تحسين مشاركة العمال وذوي الخيارات الحياتية الخاصة في حياة الحزب. والعمل على بناء هياكل سياسية لضمان تعاون مختلف مستويات الحزب بشكل أفضل وفي وقت مبكر بشأن القضايا الرئيسية في المستقبل. هنا تجري الإشارة إلى التباين الذي حدث بين موقف الحزب في البرلمان الاتحادي، وموقف ممثليه في برلمان ولايتين بشأن حزمة القرارات التي اتخذتها أغلبية حكومية في البرلمان الاتحادي، ودعمها ممثلو الحزب في هذين الولايتين في تصويت في المجلس الاتحادي، الذي يضم ممثلي حكومات الولايات، ويعد الغرفة الثانية في السلطة التشريعية في المانيا. لم يلتزم ممثلو الحزب في هاتين الولايتين بموقف الحزب المركزي، لأسباب تتعلق بتمويل موازنة الولايتين التي يشاركون في حكوماتها.

عشرات الآلاف من الأعضاء الجدد

 بلغت عضوية الحزب وفق آخر الإحصائيات أكثر من 112 ألف عضو، وهناك تفاؤل بإمكانية دمج الرفاق الجدد والاستفادة من مؤهلاتهم وتطوير امكانياتهم. وأقر المؤتمر برنامج تأهيل سيلعب دورًا مهمًا، وكذلك العمل في المنظمات المحلية. ومن المهم ان يتحول الحزب إلى فريق للتعلم. يشمل ذلك تعامل الرفيقات والرفاق مع بعضهم البعض بشكل عادل وتضامني، وثقافة مفتوحة على الخطأ، وفهم أساسي لطبيعة الحزب، باعتباره حزباً تعددياً يجمع مناضلين وافدين من تقاليد سياسية مختلفة جداً وتجارب حياة مختلفة جداً.  وهناك اعتقاد داخل قيادة الحزب بأن التطور يسير في الاتجاه الصحيح.

إن هناك قناعة داخل قيادة الحزب في القدرة على خلق الروابط بشكل أفضل من خلال العمل السياسي المشترك الملموس. ان التنظيم المشترك للحملات السياسية المختلفة، يسهل مناقشة التباينات السياسية لاحقا، بشكل أكثر مرونة. وقد اتفقا رئيسا الحزب المشاركان على الاستمرار في الدفاع العلني عن الآخرين عندما يتم تجاوز حدود المناقشة العادلة داخل الحزب. ومن المهم أن تصبح الصورة واضحة أمام الرفاق الجدد: إن حزب اليسار، حزب مناضل، فيه مساحة للنقاش المثير للجدل أحيانا، على أن يكون ذلك في إطار التضامن، وبعد ذلك يعود الرفاق للاحتفال معا، هذا هو الحزب المراد.

**********************************************

الصفحة التاسعة

في الذكرى السادسة عشرة لرحيله  حفل استذكار للمدرب عمو بابا في بغداد

بغداد – طريق الشعب

 أُقيم في حدائق نادي الفروسية بالعاصمة بغداد، حفل استذكار خاص بالمدرب الراحل عمو بابا، بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لرحيله، بحضور نخبة من الشخصيات الرياضية والرسمية والإعلامية. وذكرت اللجنة الأولمبية في بيان أن الحفل تضمن كلمات مؤثرة استحضرت مسيرة الراحل الكبير، إلى جانب أمسية شعرية قدّم خلالها عدد من الشعراء نصوصًا جسدت تأثير شيخ المدربين في تاريخ كرة القدم العراقية. كما شهد الحفل افتتاح معرض فوتوغرافي خاص بعدسة المصور الأولمبي قحطان سليم، ضم صورًا نادرة من أرشيف المدرب الراحل، وثقت محطات مهمة من مسيرته مع المنتخبات الوطنية.

وألقى رئيس اللجنة الأولمبية عقيل مفتن كلمة بالمناسبة، وصف فيها عمو بابا بأنه "سفر خالد في ذاكرة الرياضة العراقية"، مؤكدًا أن الوفاء للرموز الوطنية ليس فعلاً مؤقتًا بل مسؤولية مستمرة، مشددًا على التزام اللجنة الأولمبية بدعم كل مبادرة تسعى لتخليد رموز الرياضة العراقية الذين أسهموا في رفع اسم البلاد في المحافل الدولية.

****************************************************

غدا.. التحاق آخر ثلاثة محترفين بمعسكر المنتخب الوطني

بغداد ـ طريق الشعب

يترقّب الجهاز الفني لمنتخب العراق التحاق ثلاثة لاعبين محترفين ينشطون في الدوريات الأوروبية بمعسكر "أسود الرافدين" المقام حاليًا في مدينة البصرة، وذلك في إطار الاستعدادات لمواجهة منتخب كوريا الجنوبية ضمن التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

ويستضيف منتخب العراق نظيره الكوري الجنوبي يوم الخميس المقبل على ملعب البصرة الدولي، وسط توقعات بحضور جماهيري كبير يصل إلى 65 ألف متفرج، في ظل الإقبال اللافت على شراء التذاكر التي طُرحت إلكترونيًا ابتداءً من اليوم السبت.

ورغم استدعاء المدير الفني غراهام أرنولد 30 لاعبًا للقائمة الأولية، إلا أن تدريبات المنتخب تُجرى حاليًا بمشاركة 26 لاعبًا فقط، بعد إصابة مصطفى سعدون في عضلة السمانة. ومن المرتقب أن تكتمل الصفوف بانضمام اللاعبين الثلاثة في غضون الأيام المقبلة.

اللاعبون المنتظر التحاقهم هم: ماركو فرج، المحترف في صفوف سترومسغودسيت النرويجي، ومنتظر ماجد، لاعب هاماربي السويدي، إضافة إلى إيمار شير، الذي ينشط مع نادي ساربسبورغ النرويجي. ويخوض فرج وماجد مباريات مع فريقيهما، بينما يشارك شير غدًا مع فريقه في الجولة التاسعة من الدوري النرويجي الممتاز، ما يُرجح وصول فرج وماجد إلى البصرة يوم الإثنين، فيما يُنتظر التحاق شير بالمعسكر يوم الثلاثاء.

ومن المتوقع أن يخضع الثلاثي لتدريبات خاصة فور وصولهم، بهدف رفع جاهزيتهم البدنية والفنية قبل المواجهتين الحاسمتين أمام كوريا الجنوبية والأردن، المقررتين يومي 5 و10 حزيران المقبل.

ويحظى هذا الثلاثي بثقة كبيرة من المدرب أرنولد، الذي يولي أهمية قصوى لجاهزية اللاعبين وتوقيت مشاركاتهم في الدوريات الأوروبية، حيث يسعى إلى الاعتماد على الأسماء الأكثر جاهزية بعيدًا عن الحسابات النظرية أو الأسماء اللامعة.

ويتطلع المنتخب العراقي إلى حصد العلامة الكاملة في مباراتيه المقبلتين لضمان التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم، دون انتظار نتائج بقية المنافسين في المجموعة، التي تضم أيضًا منتخبي الأردن وعُمان.

*************************************************

إدارة الطلبة تسلّم مستحقات لاعبيها وتحدد أهداف المرحلة المقبلة

متابعة ـ طريق الشعب

أعلنت إدارة نادي الطلبة، أنها أوفت بالتزاماتها المالية تجاه لاعبي فريق كرة القدم، مؤكدة تسليم كافة المستحقات المتأخرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الفني والمعنوي للفريق قبل ختام الموسم الكروي.

وقال عضو إدارة النادي، صباح قاسم، في تصريح صحفي، إن "الإدارة أوفت بالتزامها مع لاعبي النادي، وسلمت مستحقاتهم المالية، والفريق يواصل تدريباته بانتظام استعدادًا للجولات الأربع المتبقية من دوري نجوم العراق".

وأضاف قاسم أن "فرصة المنافسة على لقب الدوري باتت بعيدة، وسنسعى لتحقيق المركز الثالث في جدول الترتيب بعد أن فقدنا الأمل بالمنافسة على اللقب".

وأوضح أن "الفريق سيحول تركيزه نحو بطولة كأس العراق، حيث سيكون الفوز بها هدفًا أساسيًا في ما تبقى من الموسم"، مشيرًا إلى أن "إدارة النادي متمسكة بمجموعة اللاعبين الحالية، وتعتزم تجديد عقود أغلبهم في الموسم المقبل، نظراً للقناعة التامة بهم من قبل الجهاز الفني".

ويحتل فريق الطلبة حالياً المركز الرابع في ترتيب دوري نجوم العراق لكرة القدم، برصيد 56 نقطة، وذلك بعد انتهاء الجولة الرابعة والثلاثين من المسابقة.

******************************************

تحركات سعودية جديدة للتعاقد مع ليونيل ميسي

الرياض – وكالات

كشفت مصادر سعودية، عن بدء صندوق الاستثمارات العامة السعودي تحركات جديدة تهدف إلى التعاقد مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد فريق إنتر ميامي الأمريكي، في خطوة تُعزز من جهود استقطاب النجوم العالميين إلى دوري روشن السعودي ضمن رؤية المملكة 2030.

ويواصل ميسي مشواره حاليًا في الدوري الأمريكي، حيث يرتبط بعقد مع نادي إنتر ميامي يمتد حتى نهاية عام 2025، بعد انتقاله إليه في صيف 2023 قادمًا من باريس سان جيرمان الفرنسي.

وذكرت المصادر أن الأيام القليلة الماضية شهدت عقد اجتماعات عدة بين ممثلين عن صندوق الاستثمارات العامة ووكلاء اللاعب، لمناقشة إمكانية انتقاله إلى الدوري السعودي في المستقبل القريب.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن العرض السعودي المطروح يمنح ميسي حرية اختيار اللعب لأي نادٍ من الأندية الأربعة التي تعود ملكيتها للصندوق، وهي: الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي.

وأشارت المصادر إلى أن وتيرة المفاوضات قد تشهد تصاعدًا ملحوظًا في حال أبدى ميسي أو ممثلوه رغبة جدية في خوض تجربة احترافية في السعودية، لاسيما أن اللاعب ظل هدفًا استراتيجيًا للصندوق منذ انطلاق مشروع تطوير الدوري السعودي، وكان قريبًا من الانضمام إلى الهلال عام 2023 قبل أن يفضل الانتقال إلى الولايات المتحدة.

*********************************************

ألكاراز يعترف بانتكاسة بدنية في رولان غاروس

باريس – وكالات

أقر الإسباني كارلوس ألكاراز، المصنف الثاني عالميًا بين لاعبي التنس المحترفين، بتعرضه لانتكاسة بدنية خلال المجموعة الثالثة من مباراته أمام البوسني دامير جمهور، ضمن الدور الثالث لبطولة رولان غاروس المفتوحة، ثالث بطولات "غراند سلام" الكبرى.

وتمكن ألكاراز من تجاوز الموقف الصعب وتحقيق الفوز بنتيجة 6-1، 6-3، 4-6، 6-4، في مباراة استغرقت ثلاث ساعات و14 دقيقة، ليواصل مشواره في البطولة محققًا انتصاره العاشر على التوالي في ملاعب رولان جاروس.

وقال ألكاراز في تصريحات صحفية عقب اللقاء: "لم أكن أخشى خسارة المباراة، بل كنت أخشى أن أُجبر على خوض مجموعة خامسة، وهو ما كان سيتطلب جهدًا بدنيًا مضاعفًا". وأضاف: "تجاوز مثل هذه اللحظات يساعد في تحديد الجوانب التي يجب تحسينها، وقد تتكرر هذه الحالة في المباراة المقبلة، لذا يجب أن أكون مستعدًا للتعامل معها بشكل مختلف".

وأشاد النجم الإسباني بأداء خصمه قائلاً: "تحسن دامير جمهور كثيرًا في المجموعة الثالثة، ولم أكن أعرف ماذا أفعل، ولم أجد أي فرص، لكن حين تأخرت في المجموعة الرابعة، فكرت بهدوء أكبر وتمكنت من استغلال الفرص المتاحة".

وأكد ألكاراز أنه لم يشعر بأنه خارج البطولة، مشددًا: "في التنس، حين تفكر في الخسارة، تكون قد خسرت بالفعل".

وسيلتقي ألكاراز في الدور ثمن النهائي مع الأمريكي بن شيلتون، المصنف الثالث عشر عالميًا، والذي تأهل على حساب الإيطالي ماتيو جيجانتي بثلاث مجموعات دون رد (6-3، 6-3، 6-4).

***************************************

وقفة رياضية.. تزوير أعمار الرياضيين  مرض خطير

منعم جابر

حكايات وأحداث سبق أن مارسها أهل الرياضة بكثرة في السنوات والعقود الماضية، وحققنا بها نتائج (إيجابية) وانتصارات (وهمية) أضرّت كثيراً بالقطاع الرياضي وألعابه.

لكننا اليوم أصبحنا أكثر وعياً، كما أن المؤسسات الرياضية الدولية باتت مدركة لهذه الظاهرة، وقد وضعت لها العلاج المناسب من خلال الكشوفات الطبية التي تحدد العمر الحقيقي للاعب، ولا سيما لاعبي الفئات العمرية من ناشئين وشباب وأولمبيين.

إلا أن بعض الفرق الرياضية، ولو بأعداد قليلة، ما زالت تحاول ممارسة هذه السياسة الخاطئة والمحرجة دولياً، مما يتطلب العمل بجد للوقوف بوجه هذه الظاهرة، وظاهرة التزوير والتلاعب بأعمار اللاعبين، من أجل تحقيق إنجاز سريع، تظهر نتائجه السلبية لاحقاً؛ فهو يضر بأبطال الرياضة من حيث تحقيق العدالة في النتائج وتوفير الفرص أمام جميع المشاركين في السباقات الفردية والجماعية.

لقد مارس الكثير من مسؤولي المرحلة السابقة هذه الظاهرة، لأنهم كانوا يسعون إلى تحقيق إنجازات رياضية تُحسب لصالح (النظام)، وقد تعرضت فرقنا للحرمان من المشاركة في البطولات بسبب هذه التصرفات غير المسؤولة.

إن مؤسسات وزارة الشباب والرياضة مدعوّة إلى ممارسة دورها الحقيقي في تشريع قوانين خاصة تجرّم التزوير والتلاعب بأعمار الرياضيين، وكذلك المساهمة في تنمية الوعي والمعرفة بآثار التزوير ومخاطرة على عموم الرياضة، لأنه يحرم من يستحق اللعب حسب استحقاقه، ويفتح الطريق أمام الأعمار الأكبر. وهذا الأمر سيؤثر سلباً على الأجيال المشاركة، ويحرمها من أخذ دورها واستحقاقها الحقيقي في تمثيل المنتخبات الوطنية.

وهنا أطالب الإخوة في الأندية والاتحادات الرياضية بأن يمارسوا دورهم التوعوي من خلال نشر المفاهيم الصحيحة حول مخاطر التزوير، من قبل المدربين والإداريين. وهذا لا يتم إلا عن طريق نشر الوعي وضرورة إعطاء كل ذي حقٍّ حقَّه، والتأكيد على الأعمار الحقيقية من أجل خلق بيئة صحيحة تدفع بالمواهب والمبدعين بعيداً عن التزوير الذي يسيء إلى سمعة الوطن ورياضييه.

وعلى الجميع، ابتداءً من وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية، والاتحادات الرياضية، إضافة إلى أولياء الأمور والمدربين والإداريين وإدارات المدارس، أن يكونوا على قدر المسؤولية للوقوف بوجه هذه الظاهرة السلبية.

******************************************

الشرطة يهزم الكرخ  ويؤجل حسم دوري اليد

بغداد – طريق الشعب

حقق نادي الشرطة، فوزًا مثيرًا على نظيره الكرخ بنتيجة (29-28)، في إطار منافسات نصف نهائي دوري النخبة العراقي لكرة اليد للموسم 2024-2025 (البلاي أوف).

وجاءت المباراة قوية ومتكافئة، حيث تبادل الفريقان السيطرة على مجريات اللقاء حتى اللحظات الأخيرة، قبل أن يحسم الشرطة المواجهة بفارق هدف وحيد، مانحًا جماهيره جرعة من الأمل لمواصلة المشوار في البطولة.

*********************************************

الصفحة العاشرة

فالتر بنيامين: الصهيونية آيديولوجيا عنصرية ورشوة دم

جورج كعدي*

هذا مفكر يهودي آخر يمتلك حسا عاليا بالإنسانية والعدالة، رفض في زمنه إغواء القدوم إلى فلسطين صهيونيا محتلا لأرض الآخرين، إذ أبصر بعين الرؤيوي أن المشروع الصهيوني إلى زوال، لكونه قائما على الإحتلال والعنصرية، وذلك قبل أن تولد المسماة "إسرائيل"، إذ توفي قبل نشوئها، غير أنه اطلع على السطو الصهيوني المتدرج على الأرض، وما رافقه من مآسٍ ومظالم بحق الشعب العربيّ الفلسطيني مالك هذه الأرض. صاحب رؤيا بعيدة وبصيرة ثاقبة كان المفكر والناقد والأديب الألماني الكبير فالتر بنيامين/ Walter Benjamin (1892 ــ 1940)، الذي يعدّ مفكرا انتقائيا جمع شميلة فكره من الماركسية والمثالية الألمانية والتصوف اليهودي "الكابالي"، وبعناصره وخلفياته المتعددة تلك وضع مساهماته المميزة في النقد الأدبي والنظريات الجمالية والفلسفية والتاريخية. اشتغل كناقد أدبي على أعمال بودلير، وغوته، وبروست، وكافكا، وكارل كراوس. ومن أشهر دراساته الفكرية "نقد العنف". ارتبط بصداقة مع برتولت بريخت، وإرنست بلوخ، وزيغفريد كركاور، وغرشوم شولِم. وكان هذا الأخير الأقرب إليه، والأكثر التصاقا به، وقد حاول إقناعه كثيرا بالسفر إلى فلسطين والالتحاق بالمشروع الصهيونيّ، لكن بنيامين ظل يراوغ طوال سنين حتى وفاته منتحرا عام 1940 بسبب عجزه عن الفرار من أوروبا إلى أميركا في الفترة النازية المرعبة. ولمحاولة سفره وفراره تفاصيل مأساوية تُروى.

لم يذهب فالتر بنيامين إلى فلسطين إذاً، متجاهلًا الدعوات المتكررة من صديقه غرشوم شولِم Sholem، الذي هاجر إلى هناك عام 1925. ورغم وضع اليهود الأوروبيين غير المريح في الثلاثينيات، إلا أن فالتر لم يتخل عن قراره بعدم الهجرة إلى فلسطين ضمن المشروع الصهيونيّ المعدّ، إذ تنبّأ قبل تأسيس "الدولة اليهودية" بأنها ستكون دولة عرقيّة قبيحة، رافضا مقولة "الحالة الطارئة" لليهود المضطهدين في أوطانهم الأوروبية، مطلقا على تلك "الحالة الطارئة" صفة الفاشية. ومضى أبعد في تصوراته العميقة متكلما عن الكراهية العنصرية في شكلها الأكثر بدائية الذي تمثّله الصهيونية، وهي كراهية "فيزيكية" (جسدية) للشخص المكروه، أي الإنسان الفلسطيني والعربي في هذه الحالة. ولاحظ باكرا جدا توسّل الصهيونية لـ"معاداة السامية المبتذلة"، بحسب تعبيره، والتي لا تستخدم ضد الأغيار المعادين للصهيونية فحسب، بل أيضا ضد اليهود المعادين للصهيونية، مثله هو، بكونهم "معادين للسامية"! أو "كارهين لأنفسهم"، وأوصاف أخرى من هذا القبيل.

إنّ فهم فالتر بنيامين لطبيعة المشروع الصهيوني مرتبط بفهمه لانتمائه إلى اليهودية دينا وثقافة ونزعة "كابالية" تصوفية لا تؤمن بضرورة "الدولة"، أو "الوطن القومي" لليهود، بل تعدّه مناقضا لجوهر الديانة اليهودية. جمع بنيامين إيمانه اليهودي التصوفي إلى معتقده الأيديولوجي الماركسي على نحو أدهش البعض، وأثار حفيظة البعض الآخر، مشبّها النظرية الماركسية بآلية عمل تشبه لعبة الشطرنج الميكانيكية ذات العتلات والعجلات التي ظهرت للمرة الأولى في البلاط الإمبراطوريّ النمساوي في القرن الثامن عشر، حيث بدا أن حركاتها محكومة بالتشغيل الميكانيكي، ولافتا إلى أن العداوة الحقيقية للنظرية الماركسية هي مع علم اللاهوت، وتمد هذه العداوة الماركسية بقوتها المستقلة الظاهرة، على نحو يحاكي طريقة لاعب الشطرنج الذكي المختبئ داخل خزانة لعبة الشطرنج الآلية. هنا، بالنسبة إلى بنيامين، كان سر المادية التاريخية. فعلى الرغم من معاداتها رسميًا للدين، تواصل استمداد قوتها من المفاهيم الدينية، عبر ترجمة قوتها الكامنة إلى مصطلحات علمانية. صورة آسرة وفريدة، لكنها، مثل العديد من أفكار فالتر بنيامين، تقدم لغزا بدلا من التفسير. كان بنيامين مقتنعا بأن الماركسية فقدت في عصره إمكاناتها الثورية، تحجّرت وتحوّلت إلى عقيدة هامدة وغير تأملية، وصوّرت التقدم أمرا حتميا.

"يُعدّ فالتر بنيامين مفكرا انتقائيا جمع شميلة فكره من الماركسية والمثالية الألمانية والتصوف اليهودي "الكابالي"، وبعناصره وخلفياته المتعددة تلك وضع مساهماته المميزة في النقد الأدبي والنظريات الجمالية والفلسفية والتاريخية"

لم تكن الفكرة الثورية الحقيقية للتاريخ ممكنة، إلّا إذا كسر المادي التاريخي قواعد الماركسية واستورد مفهوما جديدا للزمن من مصدر غير متوقع: علم اللاهوت. مثل اقتحام المسيح للعالم، أضحت كل لحظة في التاريخ عتبة للثورة. بالنسبة إلى فالتر بنيامين، لم يعد اللاهوت وهما يجب تبديده، بل القوة المحركة في النظرية الماركسية، والمورد الضروري، لو عددنا التاريخ مسرحا للاحتمال الثوري.

أثارت محاولة فالتر بنيامين الجمع بين الماركسية واللاهوت جدلا واسعا وانتقادات من الجانبين، الماركسي واللاهوتي، فقد رأى الكاتب المسرحي المتشدد ماركسيا برتولت بريخت أن ولع بنيامين بالتصوف أمر "مروّع"، بينما اتهم مؤرخ التصوف اليهوديّ غرشوم شولِم (المشكك في الماركسية) أن صديقه فالتر يمارس "خداع الذات". ورغم ذلك، جذبت تأملات بنيامين حول الدين والسياسة عددا كبيرا من الأكاديميين، وبعضهم من منطلق أنها تزعزع الافتراضات التقليدية في النظرية الليبرالية حول الحاجة إلى إبقاء الدين والسياسة في مجالات متميزة، وعدم قصرها على النظرية الليبرالية. ويغير تفسير بنيامين أيضا الفهم التقليدي للماركسية بكونها عقيدة علمنة فظّة. بالنسبة إلى بنيامين، الدين لا يتلاشى، ولا يمكن أن يتلاشى، بل يغدو القوة المحركة في المادية التاريخية نفسها. وبعد وفاة فالتر بنيامين، قدم ثيودور أدورنو Adorno هذا الفكر نفسه في صيغة مثيرة للاهتمام: "لن يستمرّ أيّ شيء من المحتوى اللاهوتي من دون أن يتغيّر، وسيتعين على كل محتوى أن يضع نفسه في اختبار الهجرة إلى العالم العلماني، الدنيوي".

يبقى فالتر بنيامين عصيّا على التصنيف، فهو ناقد ثوري لفلسفة التقدم، ومعارض ماركسي للتقدمية، ورجل حنين يحلم بالمستقبل، ومؤيد رومانسي للمادية. مع ذلك، يجب وضعه في سياقه الاجتماعي والتاريخي والثقافي: الثقافة اليهودية في أوروبا الوسطى، الناطقة بالألمانية، في قلب لحظة تاريخية معينة، أي السنوات الثورية بين 1905 و1923 والفترة التي تلتها. في أعمال المفكرين اليهود في أوروبا الوسطى آنذاك (بينهم بنيامين، وبلوخ، وفروم، وآخرون) نرى رابطا بين التقليد المسيحاني اليهودي واليوتوبيا الثورية. علاقة حيوية، متبادلة، متعايشة، حتى الاندماج. بفضل حساسيتها الليبرالية، تقف هذه المدرسة الفكرية على النقيض من الدين السياسي للدولة القومية (أيّ دولة قومية، بما فيها تلك الخاصة باليهود) الذي ترك بصماته على القرن العشرين: حربان عالميتان وتعميم للنموذج الفاشي الشمولي. إن المسيحانية تمثل كل نواحي الاندفاع في الدين اليهودي، لإعادة تأسيس التقليد "الكابالي" الأصلي. ولذلك، ليس مستغربا أن تصبح الإشارة المسيحانية، بمعناها المزدوج الترميميّ والطوباوي، بمثابة شيبوليت (كلمة مرور) لهذا الجيل اليهوديّ الرومانسيّ المنجذب إلى اليسار، لكونه يتضمن العقلانية والتقدم والحرية والمساواة.

لفالتر بنيامين قول بديع يعبّر عن عمق إنسانيته ورهافته: "ما حدث للبشر لا يمكن لأي مستقبل أن يصلحه (...) لا يمكن إلا للضمير الإنساني أن يصبح السلطة الأعلى التي تمكّن من إلغاء الظلم". بالنسبة إليه، الله غائب، والمسيح الوحيد الممكن هو المسيح الجماعيّ: إنه الإنسانية نفسها. ينبغي العثور في الماركسية على معادل لمسألة الفداء. نقرأ له أيضا صورة استعارية رائعة: "هناك لوحة للرسام بول كْلي Klee تصوّر ملاكا على وشك الابتعاد عن شيء يحدق إليه. واسع العينين، فاغر الفم، مفتوح الجناحين. هكذا ينبغي أن يبدو ملاك التاريخ، وجهه ناظر نحو الماضي. وفيما نرى سلسلة حوادث، لا يرى هو إلا كارثة واحدة مستمرة في تراكم الأنقاض فوق الأنقاض عند قدميه. يرغب الملاك في البقاء، وإيقاظ الموتى، وإعادة تجميع ما تمّ تقطيعه. لكن عاصفة تهب من السماء، وتمسك بجناحيه بعنف شديد، بحيث لا يبقى الملاك قادرا على إغلاق جناحيه. تدفعه تلك العاصفة بقوة نحو المستقبل الذي يدير له ظهره، فيما ترتفع كومة الأنقاض أمامه نحو السماء. هل نسمّي تلك العاصفة التقدّم؟". إنّه نص مشهور لفالتر بنيامين اقتُبس وفُسّر مرارا في سياقات متنوعة. لكن هذه الحكاية ــ اللوحة استحوذت على خيال عصرنا، ربما لملامستها شيئا عميقا في أزمة الثقافة الحديثة.

كان بنيامين مفتونًا بالاستعارات الدينية، خاصة تلك الموجودة في الدراما الباروكية الألمانية. إن تناظر الدنيوي للعاصفة في الحكاية السابقة، التي تهب من الجنة، هو التقدم المسؤول عن " كارثة لا هوادة فيها "، وعن كومة الأنقاض تلك (ونحن في عزّ زمن الأنقاض والإبادات) التي ترتفع إلى السماء. ويريد "ملاك التاريخ" أن يتوقف ليضمّد جروح الضحايا الذين سحقتهم جبال الأنقاض، لكن العاصفة تحمله بلا هوادة نحو كوارث جديدة، ومجازر جديدة، أكثر اتساعا وتدميرا. يؤمن بنيامين بالثورة الأخلاقية العميقة لإصلاح مسار التاريخ وإعادة تأسيس "الفردوس المفقود".

بحسب فالتر بنيامين، يظهر الحنين إلى الماضي كطريقة ثورية لنقد الحاضر، وهذا هو التحوّل الرئيسي في التقليد الرومانسيّ، فالهجوم على أيديولوجية التقدّم لا يتم باسم النهج المحافظ المتخلف، بل باسم الثورة. والتشاؤم التاريخي لديه أيضا نشيط وثوري، يتقاطع مع الوعي بالنضال الضروري. ويرى أن مجتمع المستقبل اللا طبقي (الفردوس الجديد، أو المستعاد) ليس عودة خالصة وبسيطة إلى مجتمع ما قبل التاريخ، فهو يحتوي في داخله، كتوليفة جدلية، على ماضي البشرية كاملا. هل التاريخ العالمي الحقيقي، القائم على التذكر العالمي لجميع الضحايا من دون استثناء (المعادل العلماني لقيامة الموتى) ممكن فقط في مجتمع المستقبل اللا طبقي؟ لدى بنيامين، بين الدين والسياسة علاقة عكسية متبادلة تتلافى، أيّ اختزال أحادي الجانب.

غالبا ما يقارن فالتر بنيامين نفسه بالإله الروماني ذي الوجهين جانوس/ Janus، ينظر بأحد وجهيه إلى موسكو (محجّة الماركسية)، وبالوجه الآخر إلى القدس (محجّة الدين)، ما يدل على التناقض الداخلي الذي لازمه فكريا، وعلى الثنائية غير القابلة للاختزال، وتواجه الخيارات غير المتوافقة. لكن الإله جانوس كان ذا وجهين في رأس واحد. هكذا وجها فالتر بنيامين، الماركسي واللاهوتي، التاريخي الثوري والمسيحاني، ليسا سوى تعبير عن فكر واحد، أصيل ومبتكر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ناقد وأستاذ جامعي من لبنان.

******************************************************

لا مجد في الحرب / فيجاي براشاد*

ترجمة: يوسف شوقي

ساحة المعركة مكان قبيح، ممتلئ بالضجيج والغبار، حيث تُكتَب لغة الدماء على الجدران، إنها مكان لشباب غالبيتهم خائفون، ويدفعهم الخوف لإفراز الأدرينالين الكافي ليقْتُلوا أو ليُقتَلوا. وإنْ عجزوا عن إفراز ما يكفي من الأدرينالين، يلجؤون إلى “الكبتاغون” (مزيج من الأمفيتامين والثيوفيلين) أو أي مخدّر آخر لتبليد قلقهم ورعبهم.

البنادق لا يُطلقها أبناء الطبقة العاملة الشباب المرسَلون إلى الحرب بدافع الواجب أو الوطنية فحسب؛ بل تُطلَق في الغالب بدافع الخوف.

لكن حين تصبح الحرب معتمدة على الآلة في معظمها، مع طائرات مسيّرة وصواريخ تُطلَق من مسافات بعيدة، يصبح الذين يضغطون على الأزرار بمعزل عن الواقع، وكأنهم مهندسو آلة الموت بدل أن يكونوا أداتها. ينظرون إلى شاشات تلفاز لا تُريهم بشراً، بل بصمات حرارية وأسماء أهداف، كألعاب فيديو خطيرة تتحول على الجانب الآخر إلى ضجيج وغبار ودماء، كما في أي ساحة حرب عادية.

لم تعد حروب القرن الحادي والعشرين كسابقاتها، حيث كانت الجبهة هي نقطة التماس الرئيسية بين الجيوش المتقاتلة. الآن، حتى لو وُجدت جبهة — كما في الحرب بين أوكرانيا وروسيا — ثمة ضربات خلفية عبر القصف الجوي، فالصواريخ التي لا تُكتشف ولا تُوقَف يمكنها اختراق عمق أراضي الطرفين.

التقنيات الدفاعية القديمة، خصوصاً إذا تحولت الحرب إلى تبادل نووي، لم تعد ذات قيمة. كتيبات الخمسينيات من الولايات المتحدة التي حثّت الطلاب على الاختباء تحت مقاعدهم أثناء هجوم نووي بدت سخيفة آنذاك، ومثيرة للسخرية الآن. لا سبيل للوقاية من هكذا ضربات مروّعة، سواء أكانت نووية أم تقليدية — كما رأينا في غزّة خلال السنوات الأخيرة.

مات عشرات الآلاف من الفلسطينيين تحت قنابل أميركية الصنع زِنة 500 رطل، أُسقِطت من طائرات إسرائيلية وحوّلت أحياء بأكملها إلى ركام. وفي الفلوجة والرمادي بالعراق، أسقطت الولايات المتحدة ليس فقط قنابل ضخمة، بل قنابل مطعّمة باليورانيوم المنضب، مما يجعل التمييز بين “النووي” و”التقليدي” مجرد لعبة كلامية لأطفال ولدوا بتشوهات خلقية كبيرة بعد سنوات من الانفجارات.

تتغذى الحرب على ثقافات الألفة واللياقة. أن تضطر حكومة في القرن الحادي والعشرين لفرض انقطاع التيار الكهربائي — بينما أنظمة GPS والرادارات المتطورة تستطيع الرؤية عبر ظلام الليل — يخبرنا الكثير عن سبب قطع الكهرباء. لا تُقطَع لإنقاذ المدنيين، بل لفرض شعور بأنهم في حرب، وزرع ثقافة الخوف في قلوبهم. هذه هي الحرب حين تُنقل إلى الجبهة الداخلية، حيث يُحشَد السكان لتبني ثقافة الكراهية التي تغذيها الحرب. تأسست “الحرب على الإرهاب” بقيادة الولايات المتحدة على هذه الصناعة للخوف.

كان على كل الأميركيين أن يخشوا أن يصبحوا هدفاً، رغم سخف فكرة أن “تنظيم القاعدة” سيضرب بلدة صغيرة في “كانساس”.

هل وحدّت الحروب شعباً يوماً ما؟ هل شعورهم بأنهم محاصرون جعلهم يعتمدون على بعضهم البعض؟ دراسات الجبهات الداخلية في الحروب الطويلة تُظهر تفاقم المنافسة الشرسة على الموارد الشحيحة وخوف الناس من جيرانهم بقدر تفاقم ما يمكن تسميته بـ “الوحدة الوطنية”. لهذا نرى في الحروب كماً هائلاً من الدعاية عن “الإرادة الوطنية” أو “المشاعر القومية”، وكأنها حقائق بديهية تستقى من كلمات مذيع تلفزيوني ذي أجر مرتفع.

 من يستطيع قراءة “المزاج الوطني” الحقيقي في زمن الصراع، حين يجبَر الناس على كتم آرائهم، أو حين لا يعرف معظمهم حتى تفاصيل الحرب؟ في الهند مثلًا، نسبة مشاهدي الأخبار الإنجليزية ضئيلة جداً، لذا فإن مزاج المذيعين ليس مؤشراً على “المزاج الوطني”. يحتاج الأمر جهداً لنسف ثقافات الألفة واللياقة التي تحكم حياة معظم الناس. هذه مهمة الدعاية.

تُصنع دعاية الحرب لإنتاج الكراهية، كما نرى في إعلام طرفي حرب السودان، أو في الشوفينية الصارخة في الإعلام الغربي تجاه روسيا.

عندما ذهبت إلى العراق لأول مرة، قال لي مراسل حرب مخضرم شيئاً مثيراً: “هناك أشياء قليلة فقط يمكن تعلّمها في الجبهة الأمامية اليوم.

إذا التقى المراسل بالمقاتلين — وهذا نادر لأن قادتهم “يحمونهم” من الإعلام — فقد يقيس معنوياتهم. وقد يكشف — لو حالفه الحظ — الأكاذيب التي يروجها الساسة عن ساحة المعركة”.

كانت هذه نصيحة جيدة. في الساحل الأفريقي، اتضح لي بعد لقاء بعض مقاتلي “القاعدة” في المناطق الحدودية بين نيجيريا وليبيا أنهم مهربو سجائر وأسلحة أكثر من كونهم إرهابيين أيديولوجيين، ولم أتعلم أكثر من ذلك عن تلك الصراعات التي مزقت هذه المنطقة من أفريقيا لعقد من الزمن على الأقل.

تُستقى حكمة المعركة الحقيقية من فنادق الخمس نجوم حيث تُعقد صفقات السلاح، ومن الغرف المغلقة حيث تتفاوض النخب عبر الحدود لتسوية الأمور لمصلحتها. منصات التواصل والإعلام الرأسمالي تهيّج المشاهدين بصور وفيديوهات تنتشر كالنار في الهشيم لكن لا يستطيع أحد تأكيدها. أثناء التصعيد الأخير بين الهند وباكستان، انتشرت على منصات التواصل إشاعات ألهبت المشاعر، وذهب مذيعو القنوات الرأسمالية إلى نشر أخبار كاذبة لدرجة أنهم اضطروا لاحقاً للاعتذار. هذه المبالغات والأكاذيب لا تعلّم المواطنين شيئاً، ولا تجري نقاشاً عاقلاً عما يحدث، بل تُنتج ثقافة عدائية لا تتبدد بسهولة حتى بعد توقف إطلاق النار. تأثيرها يتسرب عميقا في روح الثقافة.

تقوم قواعد لعبة “الحرب على الإرهاب” الأميركية — التي تبنتها الآن حكومات أخرى بسهولة — على فكرة أن أي هجوم إرهابي يمكن مواجهته برفض التحقيق فيه، وبدلاً من ذلك تُشن الحرب على دولة “ترعى الإرهابيين”، و”ضربات جراحية” على “معسكرات إرهابية”، وتجاهل كامل للقانون الدولي. تلك القواعد استُخدمت لتدمير دول ومجتمعات من آسيا الوسطى إلى شمال أفريقيا، من أفغانستان إلى العراق، من ليبيا إلى سوريا.

الثمن التاريخي الذي دفعته هذه الدول لاغتيال زعماء الجماعات الإرهابية كان فادحاً. ورغم قتلهم، لا تختفي هذه الجماعات بل تتحول إلى كيانات أشد فتكاً، بينما يخمد السبب الجذري لظهورها مؤقتاً، فقط ليعود لاحقاً في شكل أكثر بشاعة. قبل سنوات، قال خالد مشعل من حماس في الدوحة: “إذا ظن الغرب أن حماس قوة خطيرة، فهم لا يعرفون شيئاً عما يُغرَس بعيداً عن حماس بين الشباب الذين يعيشون في إحباط يجعلهم لا يرون في حرب التحرير أي معنى”. تحت الأنقاض، تنمو المرارة والكراهية، فتدور دوامة عنف لا يمكن وقفها.

تنمو العدمية حين لا يوجد حوار سياسي، وهذا بالضبط ما نراه اليوم في هجمات الإرهاب الوحشية حول العالم. الحل ليس قصفاً قصير الأجل، بل هو حلول سياسية طويلة الأمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتب وباحث يساري من الهند، مدير معهد ترايكونتيننتال للبحوث الاجتماعية Tricontinental: Institute for Social Research؛ وهو معهد أبحاث مشترك في بوينس آيرس وجوهانيسبرغ ونيودلهي وساوباولو.

منصة "تقدم" – 13 أيار 2025

***********************************************

قاموس اقتصادي فلسفي.. {دمقرطة} الرأسمال

اعداد: د. صالح ياسر

"دمقرطة" الرأسمال"

(“democratization” of capital): نظرية برجوازية خادعة تدعي تبدل طبيعة الرأسمالية نتيجة تطور الشكل المساهم للمؤسسة، وان كل عامل يشتري سهماً يصبح مالكاً شريكاً في المؤسسة المساهمة، ويستطيع الاشتراك في ادارتها. والحقيقة ان الشركات المساهمة واقعة كلياً تحت سلطان كبار الرأسماليين الذين يملكون ما يسمى بحزمة الرقابة على الاسهم، ويجنون جميع فوائد الرأسمال المساهم. أما الكادحون الذين يملكون سهما أو سهمين أو اكثر من عداد مئات الألوف من الاسهم، فإنهم لا يقومون، ولا يمكنهم القيام، بأي دور في ادارة المؤسسة المساهمة، وتدر عليهم أسهمهم دخلا تافهاً. يضاف الى ذلك أن شراء بعض العمال القليل من الاسهم يتيح للرأسماليين امكانية التصرف بتوفيرات المواطنين البسطاء الصغيرة واستخدام هذه الاموال من اجل الاستثمار الرأسمالي. ولا تقل عن هذه النظرية كذباً النظرية الذاهبة الى أن نظام اشتراك العمال في أرباح المؤسسة الراسمالية يساعد على "دمقرطة الراسمال". فجوهر هذا النظام يقوم على أن الرأسمالي ينقص الاجور المدفوعة للعمال، ويعود ليدفع لهم فرق الاجرة، كحصة لهم في الارباح. وهدف هذا النظام هو اضعاف التضامن الطبقي بين العمال، واحداث الانقسام في أوساطهم.

*************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- السيد العام/ رواية محمد الأحمد. منشورات دار غراب- القاهرة.

- سمفونية المدن المرئية/ قصص رغد السهيل. منشورات المؤسسة العربية- بيروت.

- الى المنفى او تقويم الاحزان/ شعر خالد القطان. منشورات دار الشؤون الثقافية – بغداد.

- رفيق دمعتي/ قصص رجاء الجابري، منشورات سنتر العلوم- بغداد.

- بهار/ رواية عامر حميو، ط4. منشورات دار ليندا- سوريا/ السويداء.

- حرب منتصف الليل/ رواية حسين راضي الشمري، منشورات امل الجديدة/ دمشق.

- سور النور/ شعر وشهادات: صلاح جلال، منشورات كوشكي- السليمانية.

**************************************************

رفض أن تقيّده السجون والمنافى والمرض.. الروائي الكيني نغوجي وا ثيونغو من {حبة قمح} الى {تويجات الدم}

ترجمة : قحطان المعموري

توفي قبل أيام عن عمرٍ ناهز 87 عاماً، الكاتب الكيني نغوجي وا ثيونغو أحد عمالقة الدب الأفريقي الحديث الذي رفض أن تقيده السجون أو المنفى أو المرض..امتد عمله على مدار نحو ستة عقود، موثقًا بشكل رئيسي تحوّل بلاده ـ كينيا ـ من مستعمرةٍ الى دولةٍ ديمقراطية. كان متوقعاً ولعدة مرات أن يفوز بجائزةِ نوبل للآداب ، مما ترك معجبيه في خيبة أمل في كل مرة تفلت الجائزة من يده. سيُذكر نغوجي ليس فقط ككاتب جدير بجائزة نوبل، بل أيضًا كمدافع شرس عن الأدب المكتوب باللغات الإفريقية الأصلية.

وُلد نغوجي بأسم ( جيمس ثيونغو نغوجي) عام 1938، عندما كانت كينيا تحت الحكم الاستعماري البريطاني، ونشأ في بلدة ليمورو وسط عائلة كبيرة من العمال الزراعيين ذوي الدخل المنخفض .إقتصد والداه كثيرأً لتوفير تكاليف دراسته في مدرسة "ألايانس" الداخلية، التي كان يديرها مبشرّون بريطانيون. وفي مقابلة معه، تذكّر نغوجي عودته إلى منزله من "ألايانس" في نهاية الفصل الدراسي ليجد أن قريته بأكملها قد أُحرقت على يد السلطات الاستعمارية ، وكان أفراد عائلته من بين مئات الآلاف الذين أُجبروا على العيش في معسكرات اعتقال خلال حملة قمع ضد حركة "ماو ماو"، وهي حركة من المقاتلين من أجل الاستقلال. لقد أثرت ثورة "ماو ماو"، التي استمرت من عام 1952 إلى 1960، في حياة نغوجي بطرق عديدة ومدمرة.

في واحدة من أكثر اللحظات إيلامًا، حين قُتل شقيق نغوجي المدعو(غيتوغو) برصاصة في ظهره لرفضه تنفيذ أمرٍ أصدره جندي بريطاني .لم يسمع غيتوغو الأمر لأنه كان أصمًّا. إعتاد الكينيون على إستجوابهم من قبل المستعمرين تحت شبهة الانتماء إلى متمردي حركة "ماو ماو ".وفي عام 1959، وبينما كانت بريطانيا تكافح للحفاظ على قبضتها على كينيا، غادر نغوجي للدراسة في أوغندا، حيث التحق بجامعة "ماكيريري"، التي لا تزال واحدة من أعرق الجامعات في إفريقيا.

شارك نغوجي في مؤتمر للكتّاب في جامعة ماكيريري بمخطوطة روايته الأولى مع الكاتب النيجيري الشهير تشينوا أتشيبي. قام أتشيبي بإرسال المخطوطة إلى دار نشره في المملكة المتحدة، وصدر الكتاب بعنوان "لا تبكِ أيها الطفل" عام 1964، ونال استحسان النقاد. كانت هذه أول رواية بارزة باللغة الإنجليزية يكتبها كاتب من شرق إفريقيا. تبع نغوجي ذلك بسرعة بروايتين شعبيتين أخريين: "حبّة قمح"  و"النهر الفاصل". وفي عام 1972، وصفت صحيفة التايمز البريطانية نغوجي، الذي كان يبلغ آنذاك 33 عامًا، بأنه "واحد من أبرز كتّاب إفريقيا المعاصرين" . كان عام 1977 ،هو العام الذي شكّل نقطة تحول كبيرة في حياة نغوجي ومسيرته الأدبية. في هذا العام، تخلّى عن اسمه الإنجليزي "جيمس" وأصبح يُعرف باسم نغوجي وا ثيونغو، لأنه أراد اسمًا خاليًا من التأثير الاستعماري. كما قرر التوقف عن استخدام اللغة الإنجليزية كلغة رئيسية في كتاباته، وتعهّد بأن يكتب فقط بلغته الأم، الكيكويو. نشر روايته الأخيرة باللغة الإنجليزية، "تويجات الدم"، في عام 1977.

كانت كتبه السابقة تنتقد الدولة الاستعمارية، لكن رواية "تويجات الدم" وجّهت نقدًا لاذعًا لقادة كينيا بعد الاستقلال، حيث صوّرتهم على أنهم طبقة نخبوية خانت الشعب الكيني العاد ي. ولم يتوقف نغوجي عند هذا الحد. ففي العام نفسه، شارك في تأليف مسرحية " سأتزوج حين أريد"  والتي قدّمت رؤية حادّة للصراع الطبقي في كينيا. وقد أُوقِف عرض المسرحية من قِبل حكومة الرئيس آنذاك جومو كينياتا، وزُجّ بنغوجي في سجن شديد الحراسة لمدة عام دون محاكمة .لكنّ تلك السنة كانت مثمرة – إذ كتب نغوجي أولى رواياته بلغة الكيكويو، "الشيطان على الصليب"، أثناء وجوده في السجن .ويُقال إنه كتب الرواية كاملة على ورق المرحاض، لأنه لم يكن لديه دفتر ملاحظات.

أُطلق سراح نغوجي بعد أن تولى دانيال أراب موي منصب الرئاسة خلفًا لجومو كينياتا. وقال نغوجي إنه بعد أربع سنوات، وأثناء وجوده في لندن لإطلاق أحد كتبه، علم بوجود مؤامرة لاغتياله فيما لو عاد إلى كينيا .بدأ نغوجي منفياً اختياريًا، أولًا في المملكة المتحدة ثم في الولايات المتحدة فيما بعد ، ولم يعد إلى كينيا لمدة 22 عامًا. وعندما عاد أخيرًا، تم إستقباله استقبال الأبطال ، حيث خرج آلاف الكينيين للترحيب به.

شابت لحظة عودة نغوجي إلى الوطن حادثة مأساوية، حين اقتحم مهاجمون شقته، واعتدوا عليه بوحشية ووصل الأمر الى إغتصاب زوجته ، وقد أصر نغوجي على أن الهجوم كان "سياسيًا ".عاد إلى الولايات المتحدة، حيث شغل مناصب أستاذية في عدد من الجامعات، من بينها ييل، ونيويورك، وكاليفورنيا إيرفين . لقد أصبح نغوجي، في الأوساط الأكاديمية وخارجها، أحد أبرز المدافعين عن الأدب المكتوب باللغات الإفريقية .وعلى مدار مسيرته – وحتى اليوم – ظل الأدب الإفريقي مُهيمنًا عليه من قبل كتب مكتوبة بالإنجليزية أو الفرنسية، وهما اللغتان الرسميتان في معظم دول القارة. قال نغوجي في مجموعة مقالاته الشهيرة والغاضبة "تفكيك إستعمار العقل " : " ما الفرق بين سياسي يقول إن إفريقيا لا تستطيع الاستغناء عن الاستعمار، وكاتب يقول إن إفريقيا لا تستطيع الاستغناء عن اللغات الأوروبية؟"وفي أحد فصول الكتاب، وجّه نغوجي انتقادًا لتشينوا أتشيبي – الكاتب الذي ساعده في بداية مسيرته – لأنه يكتب بالإنجليزية، مما أدى إلى توتر العلاقة بينهما. وبعيدًا عن مسيرته الأدبية، تزوّج نغوجي – وطلّق – مرتين .كان لديه تسعة أبناء، أربعة منهم مؤلفون لهم كتب منشورة، وقد قال في إحدى المقابلات مازحًا : "لقد أصبحت عائلتي منافسًا أدبيًا لي."

لقد ادّعى ابنه، موكوما وا نغوجي ( كاتب) ، أن والدته كانت تتعرض للعنف الجسدي من قِبل نغوجي وا ثيونغو.، حيث كتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "إن بعضاً من أولى ذكرياتي هي زيارتي لأمي في منزل جدتي، حيث كانت تلجأ إليه طلبًا للأمان ."ولم يرد نغوجي وا ثيونغو على هذه الادعاءات. في وقت لاحق من حياته، تدهورت صحة نغوجي ، وخضع لعملية جراحية ثلاثية في شرايين القلب عام 2019، وبدأ يعاني من فشل كلوي .وفي عام 1995، تم تشخيصه بسرطان البروستاتا، وقيل له إنه لم يتبق له سوى ثلاثة أشهر للعيش. لقد تعافى نغوجي، مضيفًا مرض السرطان إلى قائمة صراعاته الطويلة. إن رحيله اليوم هو رحيل لأحد  أنوار الأدب الأفريقي - كما وصفته الكاتبة النيجيرية شيماندا نغوزي أديتشي - تاركًا خلفه عالم الكلمات الذي هوأكثر قتامة.

ـــــــــــــــــــــــ

المصدر : بي بي سي

*************************************************

تشكيل علاء بشير: التنويع على فكرة الصليب

عدنان حسين أحمد/ لندن- خاص

لم يكن اهتمام الفنان علاء بشير بالسيد المسيح حديثًا أو طارئًا فقد تناول ثيمة "المُخلّص" منذ عام 1959م وكرّرها بأشكالٍ ومُقارباتٍ متعددة. وقد حان الوقت لأن يكرّس لـ "المنقِذ" معرضًا كاملًا يضم 5 لوحات زيتية و 25 تخطيطًا بأحجام مختلفة علمًا بأنّ قاعة كنيسة "Our Lady of Lourdes" بمدينة "سَري" جنوبيّ لندن لم تتسع لبعض لوحاته الأخرى بسبب كِبر حجمها. لقد أشرت أكثر من مرة بأنّ د. علاء بشير هو الفنان المُفكر الذي تتسيّد لديه الفكرة على الأسلوب؛ إذ تأتي الثيمة أولًا ثم تليها التقنيات والملامح الإخراجية لكل عمل فني ينفّذه على الورق أو الكانڤاس أو أي سطح تصويري آخر. ما يلفت النظر في هذا المعرض هو التنويع الثري على فكرة "الصليب" شكلًا ومضمونًا، فقد تناسل هذا الشكل الراسخ في الذهن الجمعي إلى أكثر من ثلاثين عملًا فنيًا لو لم ندرج الأعمال الفنية الكبيرة التي لم تسعها قاعة الكنيسة وهي المكان الأنسب للعرض حيث تماهت فيه وأصبحت جزءًا من فضائه الديني.

تحمل غالبية اللوحات عنوانًا مُوحدًا وهو "المُنقذ" باستثناء لوحة "العشاء الأخير" التي تُحيلنا أو تُذكِّرنا بلوحات الفنانين العظماء الذين نفذوا الثيمة نفسها برؤىً ومقارباتٍ مختلفة أمثال ليوناردو دا فنشي وميكيلانجيلو بوناروتي وجيرمولا دا سانتاكروسي وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعًا. لا يغمط علاء بشير حق الفنانين العالميين في تنفيذ لوحة "العشاء الأخير" وتركيزهم على فكرة الخيانة أو غيرها من الأفكار التي يمكن تلمّسها في هذا العمل الفني الخالد لكنه لا يتفق تمامًا بما يُوحي إليه الفنانون الآخرون، ذلك لأن السيد المسيح يظهر في هذه اللوحات المتقنة التنفيذ والإبداع مع تلاميذه أو حوارييه الاثنيّ عشر وكأنهم جالسون في فندق من الدرجة الأولى يرتدون الملابس الأنيقة الفاخرة ويتناولون الأطعمة الشهية بينما يرى بشير أنّ الفكرة الأساسية لهذا العمل الفني تقوم على غسل أقدام تلاميذه الاثنيّ عشر بضمنهم يهوذا الإسخريوطي دلالة على تواضع السيد المسيح ودعواته الدائمة إلى فعل الخير والمحبة والتسامح. ومع أنّ الفكرة المهيمنة على هذا العمل الفني هي الخيانة إلّا أنّ الفنان علاء بشير يرى أنّ كل الذنوب يمكن غسلها وتطهيرها باستثناء الخيانة التي لا ينفع معها أي شيء وأنها أسوأ ما يمكن أن يرتكبهُ الإنسان. ويعتقد بأنّ هذه اللوحة تعتمد على الثنائيات المعروفة في الوجود مثل الحياة والموت، الخير والشرّ، الحُب والكراهية، العدالة والظلم، القاتل والضحية وما إلى ذلك.  لو تأملنا هذه اللوحة جيدًا لوجدنا الأقدام كلها باتجاه واحد وهو حوض الاغتسال باستثناء قدّميّ يهوذا اللتين تتحركان بالاتجاه المعاكس في إشارة واضحة إلى شخصية الخائن الذي لم يُصن جوهر العلاقة بين المعلّم والتلميذ أو بين المخلّص وحوارييه الاثني عشر.

يتعاطف علاء بشير مع الصليب ويندغم مع فكرته القائلة بأنه بريء ولا ذنب له في صلب السيد المسيح وقد نجح الفنان في أنسنته وتحويله إلى كائن بشري مرهف الحسّ يتألم ويتعذب من الفكرة التي نُسبت إليه فلا غرابة أن نراه وهو يعاني في كل لوحة فنية ويعلن عن براءته من هذا الذنب الكبير الذي أُلصق به، ولهذا السبب فإن غالبية الزوار، إن لم نقل كلهم، يتعاطفون مع الأشكال المتعددة الجديدة التي اتخذها الصليب أو لاذَ بها في أضعف الأحوال. في لوحة "المُنقذ" التي تم اختيارها كبوستر للمعرض يتحول الصليب من أداة تعذيب قاسية يتمسمر عليها الضحية إلى ذراعين حانيتين تحتضنان المسيح وتحدبان عليه مثل أمٍ رؤوم. تتكرر الفكرة ذاتها في عمل ثانٍ باذخ الألوان لكن الأحمر يهيمن ويسرق الأنظار في إشارة لهول الجريمة وفظاعة المشهد الراسخ في الوعي الجمعي. أمّا اللوحة الزيتية الرابعة ذات المناخ الأسود فهو ليس ظلًا وإنما السماء هي التي نزلت من عليائها لتحتضن المسيح بعد أن تخلّى عنه الجميع وهرب التلاميذ برمتهم ولم يبقِ معه سوى مريم المجدلية التي تمثلت بالظل الذي جسّدتهُ أنامل الفنان. يختم بشير لوحته الزيتية الخامسة التي ينضمُّ فيها العشرات، وربما المئات أو الألوف أو الملايين من البشر ليتخذوا شكل الصليب الذي يرمز إلى معاناة السيد المسيح وعذاباته الناجمة عن خيانة يهوذا ومع ذلك فهو يقول في "وصية المحبة": "أحبوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم".

يشترك بعض التخطيطات بأفكار فنتازية بحيث يهرب الصليب من المهمة التي أُسندت إليه فنراه صارخًا أو باكيًا أو مُتذمرًا أو معتذرًا أو حادبًا في أضعف الأحوال. ثمة لوحة شديدة التعبير يظهر فيها الصليب متكررًا لعشر مرات ويمكن أن يتضاعف لآلاف وملايين المرات في إشارة إلى تكرار المأساة التي لا تنتهي ولا تتوقف عند حد معيّن. أمّا مشهد العين الحانية التي تتكرر في عدد من التخطيطات فكأنها، هي والصليب، يطلبان الرحمة والمغفرة ويعلنان بالفم الملآن أن لا علاقة لهما بما حدث للسيد المسيح من مصاب جلل.

لا بد من الإشارة إلى أنّ حضور المايسترو وعازف البيانو سلطان الخطيب قد أثرى المعرض بحضوره حيث عزف عدد من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية لباخ كما قدّم قراءة موسيقية للوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دا فنشي وعلاء بشير وفنانين آخرين. وقد لاقت هذه المعزوفات الجميلة في اليومين الأول والثاني من المعرض استحسان الحاضرين الذين أعربوا عن إعجابهم بهذا التعالق الفني والموسيقي والقراءة الجديدة لأعمال الفنان علاء بشير الذي يغمرنا بعطاءاته المتوالية بين آونة وأخرى.

*********************************************

الفتى كثير التهذيب*

ريسان الخزعلي

كان َ الفتى  كثير َ التهذيب ِ ،  يُكثر ُ من  صمته ِ حين َ أعتد ُّ،

ويعتد ُّ حين َ أصمت ُ . ما أبهى الفتى ..! وما أبهى المفارقة  َ ..!

الفتى

في

هبوط ٍ

إلى

المستقرِّ الأخير ْ

وأنا

صاعد ٌ

أمسك ُ

الوهم َ

ظلّا ً تعلّق َ في نفق ِ المصعد ِ الأسود ِ

أيُّنا الآن َ لاح َ له ُ خفق ُ ظل ٍّ بلا مسند ِ ..؟

كلّما أنظر ُ إلى صورته ِ على الحائط ِ  ، من شدّة ِ تهذيبه ِ

يخرج ُ منها ، ويراني في الإطار ِ برباط ِ عنق ٍ أسود َ ،إنّه ُ الإحلال ُ والإبدال ُ أن يبكي الفتى، والأب ُ في الحائط ِ

لا يقوى على الإفلات ِ من مسماره ِ .

هل يصح ُّ التبادل ُ أيّتُها الهاويه ْ ..؟

كيف َ

لي

أن

أرى

نيزكا ً

أسودا ً

يحمل ُ النجمة َ الذاويه ْ ..؟

أيّها الموت ُ لو كنت َ تعرف ُ تهذيبَه ُ

واكتفيت َ

بلمسة ِ هدب ٍ ، لكانت ْ هي َ الكافيه ْ.

الفتى كثير ُ التهذيب ِ ، يصمت ُ حين َ أعتدُّ، والآن َ

كلانا صامتان ..!....

*************************************************

الصفحة الثانية عشر

تحدث عن قصته {الحب يسارا} حسب الله يحيى ضيفا على {اليونسكو}

بغداد – طريق الشعب

في باكورة نشاطاتها، ضيّفت منصة "مداد السرد"، إحدى تشكيلات منظمة "بغداد مدينة الإبداع الأدبي – اليونسكو"، القاص والناقد حسب الله يحيى، في جلسة عنوانها "الحب يسارا – رحلة في السرد والثقافة".

الجلسة التي التأمت في "بيت الحكمة" وسط بغداد، حضرها جمهور من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي والثقافي. وأدارها مدير المنصة د. سعدي عوض. وقد استبقها بنبذة عن سيرتي الضيف الذاتية والإبداعية.

في معرض حديثه، وخلافا للمألوف، تجنب الضيف الحديث عن حياته الشخصية، مفضلا استثمار وقت الجلسة في الحديث عن تجاربه في مجالات الصحافة والسرد والنقد المسرحي، فضلا عن الهم الثقافي في العراق بعامة.

وقال انه بسبب الظروف المعيشية والسياسية القاهرة، لم يتسن له إكمال دراسته الأكاديمية. إذ لجأ إلى التثقيف الذاتي عبر المطالعة الهادفة للكتب والدراسات، في الأدب والفن والفكر والعلوم الإنسانية، منوّها إلى انه من خلال قراءاته المكثفة، بات يمتلك أدوات نقدية تساعده على فرز المحتوى الجيد من الرديء، ما دعا كثيرين من هواة المطالعة إلى استشارته في ما يقرأون، والمترجمين في ما يترجمون.

وتابع قوله أن علاقته بالكتاب علاقة صداقة حميمة، وانه بفعل خبرته في القراءة النوعية وسعيه إلى إشاعتها، توجه إلى كتابة زاوية أسبوعية في صحف بغدادية مختلفة، تحت عنوان "دليل القارئ للكتابة الرديئة".

وعن تجربتيه في مجالي الصحافة والنقد، ذكر الضيف ان الصحافة هي التي دفعته نحو المطالعة المتجددة، ومتابعة ما يصدر من كتابات وترجمات حديثة. فيما لفت إلى انه حاول في ميدان عمله النقدي، إلى التنقيب عن رؤية نقدية متولّدة من النتاج المحلي، على عكس ما متداول بكثرة في المشهد النقدي العراقي، من حيث الاعتماد على نظريات نقدية وليدة بيئات مغايرة، وتطبيقها على نتاجات محلية، أمثال نظريات ميشيل فوكو وغاستون باشلار وآرثر إيزابرجر.

ودعا الضيف إلى سن أدوات نقدية من النتاجات المحلية، بما يُعبر عن مخيال المؤلف المحلي، النابع من بيئته الثقافية.

ثم تحدث عن عمله في مجال النقد المسرحي، مبينا أنه على مدى 30 عاما، كان يتابع كُل ما يُعرض من أعمال مسرحية في بغداد وبقية المحافظات، ويكتب عنه في الصحف والمجلات، ما عرّضه إلى مشكلات كثيرة مع السلطة من جانب، ومع مسرحيين من جانب آخر.

وأوضح أنه لا يُجامل في إبداء وجهات نظره النقدية في ما يتابعه من أعمال، حرصا منه على تقويم المشهد المسرحي.

هذا وتحدث الضيف عن قصته المعنونة "الحب يسارا" التي نُشرت إبان السبعينيات في مجلة "الثقافة"، التي كان يرأس تحريرها د. صلاح خالص.

وقال أن القصة في إطارها العام عاطفية، لكنها تحمل في رمزيتها أبعادا سياسية تقدمية، مبينا أن قصته أثارت في وقتها جدلا ونقاشات في الأوساط الثقافية، واستياء من قبل السلطة الدكتاتورية، على اعتبار أن العنوان يشير إلى قوى اليسار.

وختم الضيف حديثه منوّها إلى انه بصدد إعادة طباعة مجموعته القصصية الموسومة "أصابع الأوجاع العراقية"، عادّا إياها ختام رحلته الأدبية.

وفي الختام، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة الضيف. فيما سُلمت له شهادة تقدير باسم منظمة اليونسكو.

******************************************

أديبتان عراقيتان  تفوزان بجائزتين في لبنان

 متابعة – طريق الشعب

فازت الأديبتان العراقيتان فليحة حسن وأقداس عبد الله نوري، بجائزتين من جوائز ناجي نعمان الأدبية بدورتها الـ23، في لبنان.

وفازت فليحة بجائزة الأعمال الشعرية الكاملة. فيما قطفت أقداس جائزة الإبداع.

وتقدم إلى جوائز ناجي نعمان في دورتها هذه، أكثر من 4321 أديبا وأديبة من 92 دولة عربية وأجنبية.

************************************************

في شارع المتنبي رابطة المرأة تحتفل بيوم الطفل العالمي

بغداد - ربيعة الحمزة

احتفلت رابطة المرأة العراقية، أول أمس الجمعة في شارع المتنبي، باليوم العالمي للطفل، الأول من حزيران.

الاحتفالية التي حضرتها مجموعة من رابطيات بغداد ووفود من رابطيات المحافظات، إضافة إلى جمع من الأطفال وعائلاتهم، تضمنت نشاطات ترفيهية، وأخرى توعوية شددت على أهمية تأمين حقوق الأطفال وتوفير بيئة سليمة لهم.

بعدها توجه المحتفلون إلى دجلة، وهناك اعتلوا مركبة نهرية جالت بهم في النهر، ما غرس البهجة في نفوس الأطفال، الذين أدّوا أغنيات وشاركوا في فعاليات فنية.

وفي المناسبة، أصدرت رابطة المرأة بيانا طالبت فيه بضمان حقوق الأطفال في العراق والعالم.

مما جاء في البيان: "نُذكّر مؤسسات الدولة بمسؤولياتها والتزامات العراق الدولية في حماية الأطفال وتأمين مستقبلهم"، مشيرا إلى "التحديات التي يواجهها الأطفال في العراق، مثل نقص الخدمات الصحية والتعليمية، وعمالة الأطفال، وزواج القاصرات، والعنف الأسري والمدرسي، بالإضافة إلى معاناة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والمشردين".

كما دعت الرابطة في بيانها إلى "تضامن عاجل مع أطفال غزة واليمن والسودان، الذين يعانون ويلات الحروب والانتهاكات الجسيمة". فيما طالبت بإلزامية التعليم ومكافحة التسرب المدرسي وعمالة الأطفال، وتحسين الخدمات الصحية، وتوفير الأدوية المجانية والرعاية النفسية، وإنشاء دور حضانة ورياض أطفال، وتطوير الحدائق والملاعب في الأحياء السكنية، وحماية الطفل من العنف والاستغلال، ومحاربة جرائم الاختطاف والاتجار بالبشر، فضلا عن دعم الأسر الفقيرة لضمان بيئة أسرية مستقرة.   

*******************************************

يوميات

يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتّاب بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي، غدا الاثنين، جلسة حوارية بعنوان "تجارب ابداعية"، يضيّف فيها القاص كاظم الجماسي والشاعر د. محمود فرحان حمادي والناقد المسرحي د. بشار عليوي. بينما تديرها الشاعرة غرام الربيعي.

تبدأ الجلسة في الساعة 6 مساء على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي في شارع أبو نؤاس.

*********************************************

إعلان النتائج الأولية لانتخابات اتحاد الأدباء

متابعة – طريق الشعب

بإشراف نقابة المحامين العراقيين وبمشاركة 1826 مصوّتاً، أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، مساء أول أمس الجمعة، أسماء الأدباء الفائزين بانتخابات المجلس المركزي للاتحاد.

وجاءت الأسماء على التوالي بدءا من الأعلى أصواتا: عمر السراي، د. عارف الساعدي، علي حسن الفواز، د. جاسم محمد جسام، جمال الهاشمي، منذر عبد الحر، د. عمران الخياط، حسن البحار، رجاء الربيعي، د. حازم الشمري، د. حمد محمود الدوخي، معن غالب سباح، عبد السادة البصري، د. علاء كريم، د. راوية الشاعر، فاضل ثامر، د. علي متعب جاسم، غرام الربيعي، د. عمار المسعودي، عبد الأمير المجر، د. غنام محمد خضر، سعد محمد، رافد عزيز القريشي، ابتهال بليبل، جبار الكواز، آريان صابر الداودي، يوسف شواني، ئاوات حسن أمين، إبراهيم قوريالي وروند بولص.

وحل احتياطا كل من الأدباء، وعلى التوالي: إبراهيم الكبيسي، حنون مجيد، د. جاسم الخالدي، نعيم آل مسافر ود. خيال الجواهري.

******************************************

باحث عراقي يحصد جائزة سويدية مهمة

متابعة – طريق الشعب

حاز الباحث العراقي توانا حسيب القس إلياس، على جائزة أفضل بوستر في مؤتمر علمي دولي أقيم أخيرا في مدينة مالمو السويدية.

ويُعقد هذا المؤتمر كل سنتين بمشاركة الجامعات والمؤسسات البحثية السويدية المتخصصة في دراسات الأورام. حيث يطلب من الباحثين تقديم أبحاثهم ليتم تقييمها، ثم تعرض المقبولة منها على شكل بوسترات علمية خلال المؤتمر، وبعدها يجري اختيار أفضل 3 بوسترات بعد تقييم علمي يستند إلى معايير جودة البحث وأهميته وإمكانية نشره.

وكان إلياس، وهو من مواليد 1983، قد حصل عام 2018 على شهادة الدكتوراه في علم الخلية والأورام، في معهد كارولينسكا السويدي، بعد أن تخرج في كلية العلوم بجامعة صلاح الدين في أربيل، وانتقل إلى السويد عام 2013 لإكمال دراسته.   

يقول إلياس في حديث صحفي، أن هذه الجائزة تمنح من قبل جهات علمية مختلفة، جمعيات ومؤتمرات، تكريماً للباحثين الذين يساهمون في أبحاث متميزة في مجال السرطان، مبينا أن المؤتمر شاركت فيه مئات الباحثين من مختلف أرجاء السويد.

ويلفت إلى أن المؤتمر يُشجع الابتكار في فهم مرض السرطان وعلاجه والوقاية منه، وانه يعزز تبادل المعرفة العلمية والبحثية، ويسلط الضوء على آخر التطورات التقنية وأساليب البحث الحديثة. وعن بحثه، يقول أنه تضمن نموذجا مختبريا مبتكرا، يعيد تشكيل خلايا الثدي بطريقة تحاكي شكلها الطبيعي داخل الجسم، موضحا أن هذا النموذج يوفر بيئة دقيقة لدراسة سرطان الثدي، ما يعد نقلة نوعية في هذا المجال.

ويوضح أن بحثه يهدف إلى إيجاد بديل دوائي هرموني وقائي يغني عن التداخل الجراحي، ويقلل من معاناة النساء المصابات بسرطان الثدي، مشيرا إلى انه يقوم حاليا بتوسيع الدراسة عبر تطبيقها على عدد أكبر من النساء، وخلال فترة أطول، لمعرفة تأثير الدواء المطروح، على المدى البعيد.

*******************************************

قف.. فشل..

عبد المنعم الأعسم

يحق لرئيس الوزراء ان يدافع عن بعض منجزات حكومته، مثلا في مجال الرعاية الاجتماعية، لكن حين يصرّ، هو،  أو المتحدثون باسمه، على "نجاح ساحق" لا وجود له في الابواب الرئيسية للبيان الوزاري المعلن غداة انطلاق الحكومة وتجاهل ما لحق بحياة الفئات الاجتماعية الغفيرة من اضرار وضيق وحرمانات وبطالة وارتفاع الاسعار وسطوة السلاح المنفلت، واندلاع "حروب الريف" وما يتداوله الشارع من فساد يضرب هياكل الدولة فتقف اجهزة الحكومة متفرجة، او متورطة، وما يُنشر على نطاق واسع عن شلل في مجالس المحافظات واندلاع صراعات ومعارك حول المواقع والمنهوبات.. اقول، حين يكرر القول انه حقق نجاحات شاخصة في غضون اقل من اربع سنوات فإما ان يكون ضحية لمعلومات مضللة من مساعديه، أو ان لديه معايير خاصة للنجاحات، لا نعرفها، وليست واردة في علم ادارة الدول الذي يعتمد البرامج والتعهدات والخطط التي تضعها الحكومة ونسبة تحقيقها في نهاية ولايتها.. ففي المرة الاولى لن ينفع رئيس الحكومة، كثيرا، حسن الظن كونه ضحية تضليل، وفي المرة الثانية لن تعفيه معاييره الخاصة، في الفشل والنجاح، من كونه اخفق في ترجمة البيان الوزاري الى حقائق على الارض.. والارض بتتكلم عربي.

*قالوا: 

"قول الحقيقة وإزعاج الناس، افضل من الكذب لإرضاء الناس".

باولو كويلو(روائي برازيلي) 

***********************************************

في الصويرة عرض مسرحي يصوّر مأساة غزة

متابعة – طريق الشعب

شهدت قاعة منتدى الشباب والرياضة في قضاء الصويرة شمالي واسط، أخيرا، عرضا مسرحيا بعنوان "حقيبة وطن"، قدمته كلية التربية المفتوحة في القضاء، وتناولت فيه القضية الفلسطينية ومأساة غزة.

المسرحية التي كتبت نصها د. زينب الزهيري، وأخرجها د. ضرغام العجيلي، شاهدها جمهور من المثقفين ومحبي المسرح. وقد تناول العمل الخذلان الكبير الذي واجهه أهالي غزة وهم تحت قصف الصهاينة. حيث لم يتلقوا تضامنا ودعما حقيقيين من جهات كثيرة، بينما هم يناضلون في سبيل أرضهم ويتعرضون لجرائم إبادة جماعية. 

د. ضرغام العجيلي، ذكر في حديث صحفي أن "هذا العمل مساهمة بسيطة نقدمها لأهلنا في فلسطين، تضامنا معهم"، مبينا أنه "حاولنا في مسرحيتنا هذه، تقديم شيء مغاير عن المسرح الكلاسيكي. إذ يخاطب العمل الجمهور بشكل مباشر".

وأشار إلى ان "المسرح الحقيقي اليوم هو من يبحث عن الجمهور. وقد استطعنا في عملنا البسيط هذا، أن نكون بين الجمهور، وننقل له صورة واضحة عن معاناة أهالي غزة".

من جانبه، قال الممثل في المسرحية مرتضى مرزة، أن "العمل يتحدث عن مأساة أهالي غزة، وما تعرضوا له من خذلان. فهو يتمحور على هذه القضية".