اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مسيرة الأول من أيار في بغداد.. صرخة عمالية في وجه التهميش وسياسات الخصخصة

بغداد - طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد الخميس الماضي، مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من ساحة الفردوس وانتهت في ساحة التحرير، إحياءً لعيد العمال العالمي في الأول من أيار، بمشاركة واسعة من العمال والناشطين وأعضاء النقابات العمالية.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بتطبيق قانون الخدمة المدنية، وتفعيل سلم رواتب عادل، إلى جانب توفير نظام ضمان اجتماعي وصحي يحمي حقوق العمال ويوفر لهم حياة كريمة.

المسيرة التي طغت عليها أجواء الحماسة والهتافات العمالية، عبّرت عن امتداد نضالات الطبقة العاملة في العراق، وسط تأكيدات نقابية على ضرورة اسراع الحكومة في تفعيل القوانين المنصفة للعمال، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتزايد العمالة غير المنتظمة.

وأوضح عدد من المشاركين أن هذه الفعالية ليست احتفالاً تقليدياً فحسب، بل أيضاً رسالة تضامن متجددة مع الطبقة العاملة التي لا تزال تعاني من قوانين مجحفة وظروف معيشية قاسية، في ظل غياب الضمانات الاجتماعية والصحية. وطالب المتظاهرون برفع أجور العمال، وضمان حقوقهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، داعين الحكومة والبرلمان إلى الإسراع في تشريع قوانين عادلة تنصف هذه الشريحة الأساسية.

محطة نضالية ضد الظلم والاستغلال

وفي كلمة أُلقيت باسم اللجنة المنظمة، تم التأكيد على أن الأول من أيار يمثل محطة نضالية لتجديد المطالب، وتأكيد استمرارية نضال الطبقة العاملة ضد الاستغلال والتمييز الطبقي. وذكّرت الكلمة بجذور هذا اليوم الذي ارتبط بنضالات العمال في الولايات المتحدة الأمريكية وسفك الدماء الذي أدى إلى إقرار حقوق أساسية، من بينها تحديد ساعات العمل.

وأشارت الكلمة إلى اتساع رقعة الحركات المطلبية في العراق، وتزايد الاحتجاجات في قطاعات مختلفة كالصناعة والتعليم والصحة، إضافة إلى العقود والأجور اليومية والمحاضرين المجانيين والفلاحين. وأكدت أن هذه الحركات باتت واقعاً ملموساً لا يمكن تجاهله.

كما وجّهت الكلمة انتقادات حادة لما وصفته بـ"النهج النيوليبرالي" الذي تتبناه الحكومة من خلال خصخصة الشركات العامة، وبيع ممتلكات الدولة، وهو ما يُعد، بحسب المنظمين، تهديداً للاقتصاد الوطني ومعيشة الملايين. ولفتت إلى أن هذه السياسات تعمّق الفقر وتزيد من التفاوت الطبقي، بينما تستمر معاناة الموظفين من التمييز والإفقار.

مطالبات بالإصلاح الشامل ووقف الخصخصة

ودعت الكلمة إلى سن قانون جديد يضمن حق التنظيم النقابي في القطاعين العام والخاص، وتنفيذ قوانين الضمان الاجتماعي والعمل بصورة فعّالة. كما طالبت بوقف الخصخصة فوراً، ودعم الزراعة المحلية، وتوفير فرص عمل عادلة، وتحقيق المساواة في الأجور وفرص التوظيف بين الجنسين، مع توفير بيئة آمنة للمرأة العاملة.

وطالب المشاركون بإعادة النظر في سلم الرواتب في القطاع العام من خلال تشريع قانون خدمة مدنية جديد ينصف العاملين بالعقود والأجور اليومية، إلى جانب توفير دعم حقيقي للفلاحين والعمال الزراعيين، ومنع التمييز ضد العمال الأجانب، واعتبارهم جزءاً من سوق العمل العراقي.

واختُتمت الكلمة بالتأكيد على أن مشاركة مختلف الفئات في فعاليات الأول من أيار تعبّر عن وحدة مصالح الطبقات الكادحة، ورسالة واضحة للحكومة برفض السياسات الاقتصادية الحالية، والتشبث بالنضال العمالي حتى تحقيق العدالة الاجتماعية، واستعادة مكانة الصناعة والزراعة الوطنية، ووقف الاستيراد العشوائي.

"صناعتنا هويتنا وفخرنا"

وفي السياق، أصدرت اللجنة التنسيقية للعاملين في قطاع الصناعة والمعادن بياناً خلال المسيرة، وجهت فيه تحية تضامن إلى الطبقة العاملة، خاصة العاملين في شركات الصناعة الوطنية، الذين قالت إنهم "عانوا طويلاً من التهميش بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة ووزراء المحاصصة".

وأشار البيان إلى أن الشركات والمصانع العراقية تعرّضت منذ عام 2003 إلى عمليات تعطيل ممنهجة دمّرت خطوط الإنتاج وأضعفت الكوادر، محمّلاً الوزير الحالي لوزارة الصناعة والمعادن مسؤولية ما وصفه بـ"أسوأ فترة تمر بها الصناعة الوطنية"، بسبب ممارسات الترهيب والتقاعد الإجباري بحق الموظفين، بهدف تصفية الكوادر تمهيداً للخصخصة وتحويل المصانع إلى مشاريع سكنية.

واتهم البيان "لجاناً اقتصادية حزبية وأبناء شخصيات سياسية" بالسعي للاستيلاء على المصانع وتحويلها عن طابعها الصناعي، ما يهدد بمحو الهوية الصناعية للعراق بالكامل.

مطالب عاجلة من العاملين

وأكدت اللجنة التنسيقية على عدد من المطالب العاجلة، منها: إلغاء سياسة دمج الشركات وعقود الشراكة التي ثبت فشلها، تعديل سلم الرواتب لضمان العدالة، مكافحة الفساد، وتمكين المدراء من تقديم حلول لتشغيل المصانع اعتماداً على الكوادر الوطنية.

كما دعت إلى وقف الخصخصة وهيكلة الشركات، ومراجعة عقود الشراكة وتفعيل قوانين حماية المنتج الوطني والمستهلك، وفرض تعرفة كمركية فعالة تحمي الصناعة المحلية. وأشارت إلى أن العديد من خطوط الإنتاج تم تحديثها بين عامي 2009 و2015 بكلف استثمارية ضخمة، ويجب الاستفادة منها.

وشدد البيان على ضرورة إلغاء العقوبات التعسفية بحق الموظفين، وتشريع قانون ينظم العمل النقابي في القطاع الصناعي، بما يضمن حق العمال في المطالبة بحقوقهم.

واختتمت اللجنة بيانها بالتأكيد على أن الأول من أيار سيبقى "مناسبة للنضال والدفاع عن الصناعة العراقية"، مشددة على أن "الصناعة هي هويتنا وفخرنا، ولن نتخلى عنها مهما اشتدّت التحديات".

*********************************************

راصد الطريق.. {تعال .. أعبْرك خطة واختبار}!

تشكل حلقات الفساد المترابطة بانسجام داخل كثير من دوائر الدولة، توازنات رعب عند المواطن، الذي تجبره مافيات هذه الآفة على نفض جيبه الخاص في ماكيناتها.

فسائقو المركبات يلاحظون هذه الأيام تشدداً في الشارع بخصوص "إجازة السوق"، من جانب مفارز المرابطات المشتركة، ما يضطر سائقين كثيرين لا يحملون إجازات سوق، الى مراجعة دوائر المرور لإصدارها. وشيء جيد طبعا أن يكون السائق مجازا ومؤهلا للقيادة بصورة صحيحة.

لكن أكثر مراجعي دوائر المرور لا سيما من النساء، يجدون في استقبالهم عند مقتربات تلك الدوائر وداخل المرائب المحيطة، شبانا يعرضون خدماتهم: "عندك إجازة؟ تعال أعبْرك خطة واختبار!".

التعقيدات التي يواجهها المراجعون داخل مواقع المرور ببغداد، بسبب إجراءات اختبار القيادة، وامتحان الخطة، وطوابير المراجعين أمام شباك الموظف، تجبر الكثير منهم على الاستعانة بخدمات "المعقبين" خارج الدائرة، الذين يُجلسون مراجعيهم ـ معززين مكرمين ـ في كرفانات انتظار، فيما ينجزون لهم معاملاتهم خلال 50 -60 دقيقة، مقابل 150 الف دينار، يتقاسمونها مع موظفين وضباط داخل تلك المواقع.

السؤال: هل سنجد يوما دائرة حكومية يحتك بها المواطن، تحفظ للمراجع - اول ما تحفظ - ماء وجهه وجيبه؟

*****************************************************

بصريون يحتجون على نقص المياه

بغداد _ طريق الشعب

شهدت مناطق عدة في البلاد موجة احتجاجات شعبية نظمها التربويون وذوو الشهداء والمواطنون، مطالبين بإصلاحات تشريعية وخدمية ملحة، وسط تحذيرات من تصعيد احتجاجي واسع في حال استمرار التجاهل الرسمي.

ففي بغداد، دعت اللجنة المركزية للكوادر التربوية والإدارية في عموم العراق، رئاسة مجلس النواب وأعضاءه إلى حضور جلسة يوم الاثنين المقبل، لإكمال النصاب القانوني وإنجاز القراءة الثانية والتصويت على تعديل قانون وزارة التربية رقم (22) لسنة 2011.

*******************************************

 

الصفحة الثانية

المالية البرلمانية: فوائد قروض {الرافدين} مرهقة وتُورّط الموظفين في التزامات مالية

بغداد ـ طريق الشعب

انتقد عضو اللجنة المالية النيابية، معين الكاظمي، الإجراءات المتبعة في منح السلف للموظفين من قبل مصرف الرافدين، مشيراً إلى أن الفوائد المفروضة على هذه السلف "غير مسبوقة"، وتشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الموظف المقترض.

وقال الكاظمي في حديث صحفي، إن "المصرف أعلن مؤخراً عن منح سلف تصل إلى ثلاثة رواتب للموظفين، تُمنح عبر بطاقة ائتمانية (كريديت كارد)، إلا أن الفوائد المرتفعة المترتبة على هذه السلف تجعل الموظف يدفع ضعف المبلغ المقترض تقريباً، ما يؤدي إلى تفاقم أزمته المالية بدل أن تسهم في حلها".

وأضاف أن "هذه الإجراءات لا تُعدّ دعماً حقيقياً للموظفين، بل تورطهم في التزامات مالية مرهقة، وهو ما تعكسه الشكاوى الكثيرة التي وردت إلى اللجنة المالية النيابية".

ودعا الكاظمي إدارة المصرف إلى "الإسراع في معالجة هذا الملف، حتى وإن كان المصرف قد أبرم اتفاقيات مع مستثمرين من القطاع الخاص، لا سيما أولئك الذين أودعوا أموالاً واشترطوا شروطاً قاسية"، مؤكداً أن "على المصرف ألا يستجيب لتلك الشروط المجحفة بحقوق المواطنين".

*********************************************

حلَّ في المرتبة 155 عالمياً خلال عام 2025 العراق في مؤشر حرية الصحافة.. قمع وتقييد متواصلان

بغداد - محمد التميمي

يحتفل العالم في الثالث من أيّار من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة، كتذكير للحكومات بضرورة احترامها لحرية الصحافة. كما نصَّ هذا الإعلان على ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحافيين.

وعلى الرغم من التحسن الطفيف الذي أظهره مؤشر حرية الصحافة لعام 2025، الذي يصدر بهذه المناسبة إلا أن واقع الصحافة في العراق لا يزال يعكس تحديات حقيقية.

موقع العراق عالمياً

وفقاً لتقرير “مراسلون بلا حدود”، احتل العراق المرتبة 155 على المستوى العالمي في مؤشر حرية الصحافة، ما يعد تقدماً بسيطاً مقارنة بالسنوات الماضية

بينما يجد صحافيون ومختصون، ان هذا التقدم لا يخفف من الحقيقة المرة التي تواجهها الصحافة العراقية من تهديدات جسيمة، وعنف متزايد ضد الصحفيين، وغياب التشريعات التي تضمن حماية حريات الإعلام، وسط كم كبير من الانتهاكات ليبقى بذلك بيئة غير آمنة للعمل الصحفي.

ترتيب متدنٍ وبيئة طاردة

في هذا الصدد، أكد المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، في بيان ورد لـ"طريق الشعب"، أن واقع حرية الصحافة في العالم يشهد تدهوراً غير مسبوق، مشيراً إلى أن العراق احتل المرتبة 155 في مؤشر حرية الصحافة الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” لعام 2025، مسجلاً بذلك تقدماً نسبياً مقارنة بترتيبه في العامين السابقين (169 في 2024 و172 في 2023).

وأضاف المركز، أن العراق لا يزال من بين أكثر الدول تسجيلاً لحالات قتل الصحفيين، إذ بلغ عدد الصحفيين الذين قُتلوا فيه خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من 340، من أصل 2660 صحفياً، قُتلوا عالمياً في الفترة ذاتها، ما يعكس بيئة خطرة على العمل الإعلامي.

وأوضح، أن هذا التراجع في حرية الصحافة، سواء على الصعيد المحلي أم العالمي، يعود إلى عدة أسباب أبرزها: الرقابة الحكومية، القوانين المقيدة، غياب الاستقلالية في المؤسسات الإعلامية، تصاعد الانتهاكات ضد الصحفيين، والخشية من الملاحقة القانونية أو التهديد.

ودعا البيان الحكومة ومجلس النواب والمؤسسات ذات العلاقة إلى الإسراع في تشريع قانون “حق الحصول على المعلومة” بوصفه أداة رئيسة لضمان حرية الوصول إلى المعلومات، بما يسهم في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد. كما شدد على ضرورة إقرار قانون شامل لحماية الحريات الصحفية وتوفير بيئة قانونية وآمنة للصحفيين.

واختتم المركز بيانه بمطالبة الجهات الأمنية والقضائية بتعزيز إجراءات الحماية للصحفيين، وملاحقة مرتكبي الانتهاكات بحقهم، وإنهاء الإفلات من العقاب، فضلاً عن مراجعة التشريعات الحالية بما ينسجم مع الدستور العراقي والمعايير الدولية لحرية التعبير.

تقدم شكلي

وقال الصحافي منتظر ناصر، انه على الرغم من تقدم العراق في مؤشر حرية الصحافة لعام 2025، إلا أن هذا التقدم يبقى شكلياً وغير ذي أهمية حقيقية؛ فالعراق احتل المرتبة 155 عالمياً، متقدماً فقط 14 مرتبة عن العام الماضي، حين كان في المرتبة 169.

واضاف ناصر، ان "هذا يعني أن 154 دولة تتفوق عليه في مجال حرية الصحافة، وهو ما يؤشر واقعا مقلقا ويعكس وجود تحديات جسيمة لا تزال تعترض طريق الصحافة الحرة في البلاد".

وتابع قائلاً لـ"طريق الشعب"، انه "برغم الخطاب الرسمي المتفائل الذي يتحدث عن تعددية إعلامية وحرية تعبير، إلا أن الواقع مختلف تماماً، فهذه الحريات قد تكون متوفرة إعلامياً للأحزاب المتحالفة مع السلطة أو الداعمة للحكومة، لكن الإعلام المستقل يواجه بيئة شديدة الخطورة".

ومن أبرز التحديات التي تعترض الصحفيين في العراق بحسب ناصر تتمثل في "انعدام الأمان الشخصي، إذ دفع كثيرون حياتهم ثمناً لتمسكهم بالحقيقة ودفاعهم عن الكلمة، وآخرون اضطروا إلى مغادرة وظائفهم، أو ترك منازلهم ومناطقهم، بل وحتى الهجرة خارج البلاد، بسبب مواقفهم الصحفية".

ونوه بأن الحديث عن ان العراق "لا يضم سجين رأي واحد" لا يعكس الواقع بدقة. قد لا يكون هناك سجناء رأي بالمعنى القانوني المباشر، لكن هناك لاجئين ومهاجرين وصحفيين فقدوا أرواحهم بسبب الكلمة الحرة.

وزاد بان "الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن حرية التعبير ليسوا من ضحايا الإرهاب فقط، بل أيضاً ضحايا جماعات سياسية مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بأحزاب السلطة. كما حدث مع انتفاضة تشرين".

وشدد ناصر على ان "حرية التعبير في العراق ما زالت تواجه تحديات تشريعية خطرة، إذ لا يزال البلد خاضعاً لقوانين موروثة من الحقبة الشمولية للنظام السابق، وهي قوانين صيغت لقمع المعارضين وتقييد الحريات".

واكد ان المثير للاستغراب هو أن "القوى السياسية التي كانت ضحية لتلك القوانين، أصبحت اليوم متمسكة بها، بل وتستخدمها لقمع معارضيها. لقد تحوّل الضحايا السابقون إلى جلادين، في مشهد يعكس عقلية السلطة التي تتكرر مع كل دورة حكم جديدة".

وخلص الى ان هذه المنظومة السياسية الحاكمة "لم تسعَ لتغيير القوانين الاستبدادية، بل استغلتها كأدوات لترهيب المعارضين وإسكات المنتقدين، الأمر الذي يكشف عن خلل بنيوي في التعامل مع حرية الصحافة، ويضع العراق في دائرة الدول التي تُدار فيها حرية التعبير ضمن معادلات السلطة، لا مبادئ الديمقراطية".

بيئة خانقة مستمرة

من جهته، عبّر الخبير القانوني د. سيف السعدي عن تشاؤمه إزاء واقع حرية الصحافة في العراق، مشيرًا إلى أن ما يُطرح من شعارات حول حرية التعبير وتأسيس صحافة حرة ليس أكثر من “خطاب للاستهلاك المحلي”، سواء من قبل الحكومة أو القوى السياسية وحتى النقابات والاتحادات الصحفية.

واستذكر في حديثه لـ "طريق الشعب"، الأعداد الكبيرة من الصحفيين الذين سقطوا دفاعًا عن الكلمة الحرة، سواء خلال حقبة تنظيم “داعش”، أو في مواجهات مع القاعدة، أو بسبب تهديدات الاطراف المسلحة لبعض قوى السلطة، مؤكدًا أن "هذا الواقع لم يتغير كثيرًا في ظرفنا الراهن".

وفي الشق التشريعي، حذر السعدي من "مشاريع قوانين تهدف إلى تقييد حرية التعبير، خصوصاً مشروع قانون (حق الحصول على المعلومة) الذي يناقشه البرلمان". وقال إنه لا يمنح الصحفيين حق الوصول إلى المعلومات الحيوية مثل المعلومات الأمنية أو الاقتصادية أو التجارية، مضيفًا انه “إذا ما تم تمرير هذا القانون، فسيشكل انتكاسة لحرية التعبير”.

وعن دور الطبقة السياسية، قال السعدي إنه "لا يمكن الوثوق بها، فهذه الطبقة لا توفر الحماية إلا لمن يساندها ويمجّدها، أما من ينتقد أو يحاول تصحيح المسار الديمقراطي أو فضح الفساد، فسيواجه عوائق وتهديدات مباشرة".

واختتم الخبير القانوني حديثه بالقول: إن "البيئة الصحفية في العراق غير صالحة للعمل، إذ إن هامش الحرية المتاح للكتابة محدود للغاية، في حين أن الصحافة الحرة من المفترض أن تملك الحق في نقد النصوص والمؤسسات والاداء والحديث عن الفساد، من أجل تصحيح المسار العام".

حرية مشروطة بالخوف

الى ذلك، قال الصحفي عامر مؤيد انه "بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، لا يمكننا الادعاء بوجود حرية صحفية حقيقية في العراق".

وأضاف في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "الصحافة في العراق ليست سوى انعكاس لصراع المال السياسي والنفوذ، حيث يُواجَه كل من يتناول ملفات فساد أو يسلط الضوء على مشاريع تابعة لجهات متنفذة، بسلسلة من التهديدات والاعتداءات".

وتابع قائلاً "نشهد باستمرار حالات اعتداء على الصحفيين خلال أدائهم لواجبهم المهني أو خارجه، فضلاً عن الملاحقات القضائية التي تُستخدم كأداة ترهيب ممنهجة".

ونوه الى انه "في ظل غياب قانون يضمن حرية التعبير وحق الحصول على المعلومة، واستمرار سطوة السلاح، تبقى حرية الصحافة محدودة للغاية، ولا يمكن اعتبار العراق بلداً يحظى بحرية صحفية فعلية".

****************************************************

بصريون يحتجون على نقص المياه الصالحة للاستهلاك التربويون ينزلون إلى الشارع بمطالب تشريعية.. وذوو الشهداء يطالبون بالعدالة

بغداد _ طريق الشعب

شهدت مناطق عدة في البلاد موجة احتجاجات شعبية نظمها التربويون وذوو الشهداء والمواطنون، مطالبين بإصلاحات تشريعية وخدمية ملحة، وسط تحذيرات من تصعيد احتجاجي واسع في حال استمرار التجاهل الرسمي.

دعوات لإقرار تعديل قانون وزارة التربية

ففي بغداد، دعت اللجنة المركزية للكوادر التربوية والإدارية في عموم العراق، رئاسة مجلس النواب وأعضاءه إلى حضور جلسة يوم الاثنين المقبل، لإكمال النصاب القانوني وإنجاز القراءة الثانية والتصويت على تعديل قانون وزارة التربية رقم (22) لسنة 2011.

وحذرت اللجنة في بيانها من تصعيد احتجاجي كبير في حال تجاهل هذا "الاستحقاق المؤجل"، مشددة على أن التصويت على القانون يمثل "استحقاقاً طال انتظاره"، داعية المجلس إلى الوفاء بتضامنه السابق مع الكوادر التعليمية الذي أبداه خلال فترة الإضرابات.

وأكدت اللجنة أنه "في حال فشل البرلمان بإكمال القراءة الثانية أو التصويت على التعديل، سيتم إعلان تظاهرة كبرى وموحدة أمام مبنى مجلس النواب، ولن يُنسحب منها حتى إقرار القانون بشكل نهائي".

ذوو شهداء الإرهاب يطالبون بالعدالة

وفي ساحة التحرير وسط بغداد، تجمّع العشرات من ذوي شهداء ضحايا الإرهاب، للمطالبة بتعديل قانون ضحايا الإرهاب رقم (57) لسنة 2016، ورفع مدة صرف الرواتب الشهرية لأبناء وأخوات الشهداء من 10 سنوات إلى 15 سنة أو جعلها دائمة أسوة بما نص عليه قانون مؤسسة الشهداء رقم (2) الذي يشمل شهداء النظام السابق والحشد الشعبي.

ورفع المحتجون شعارات رافضة لقطع الرواتب عن أبناء الشهداء البالغين، معتبرين أن هذه الرواتب تمثل مصدر المعيشة الوحيد لعائلاتهم. وشددوا على أن التمييز بين الشهداء بحسب الجهة التي استُشهد لأجلها الضحية أمر مرفوض، مطالبين بتحقيق العدالة على أساس التضحية لا الانتماء.

ودعا المحتجون مجلسي الوزراء والنواب إلى الإسراع في تعديل الفقرة (12) من القانون المذكور، والتي تنص على وقف صرف الرواتب بعد مرور عشر سنوات. وأكدوا أن استمرار الرواتب هو "استحقاق لا ينتقص من حجم التضحيات التي قدّموها في سبيل الوطن".

تظاهرات بصرية بسبب أزمة المياه

وفي محافظة البصرة، خرج العشرات من سكان ناحيتي أم قصر وقضاء المدينة في تظاهرات احتجاجًا على أزمة المياه وتدهور الخدمات الأساسية.

ففي أم قصر، نظم الأهالي تظاهرة سلمية ضد مشروع مد أنبوب مياه من محطة التحلية في الناحية إلى قضاء سفوان، معتبرين أنه "تجاوز على حصتهم المائية".

وقال منسق التظاهرة أمجد اللامي، إن المحتجين يرفضون توجيهات الحكومة المحلية بنقل المياه خارج حدود الناحية، لأن ذلك "سيقلص من حصة مناطقهم التي تعاني أصلاً من شحّ المياه". وأوضح أن المحطة التي أُنشئت بطاقة 1000 متر مكعب بالساعة "كان يفترض أن تخدم الناحية فقط"، مهددًا بتصعيد الاحتجاجات في حال تجاهل المطالب.

وفي قضاء المديْنة، قام محتجون غاضبون بإغلاق القائممقامية، مطالبين بتحسين خدمات المياه والصحة.

وأوضح الشيخ محمد العيساوي، أحد قادة التظاهرة، أن السكان يواجهون "كارثة صحية نتيجة تلوث المياه"، مشيرًا إلى أن مشروع تحلية المياه المخصص له 30 دونمًا لم يُنفذ حتى الآن، بسبب إهمال حكومي واضح. وأضاف أن انتشار الأمراض المرتبطة بتلوث المياه يضع الأهالي أمام "مرحلة مصيرية" تتطلب تدخلًا عاجلًا من الحكومة، محذرًا من أن "التهميش المستمر قد يؤدي إلى تصعيد لا تُحمد عقباه".

وتشير هذه التظاهرات المتزامنة إلى تصاعد الغضب الشعبي من تقاعس السلطات في معالجة الأزمات الخدمية والتشريعية، في وقت تتزايد فيه الدعوات لمحاسبة المقصرين وتحقيق مطالب المواطنين المشروعة.

***************************************

الرفيق العزيز عبد الرحمن فارس (أبو كاروان) والعائلة المحترمين

تلقينا بحزن وأسف بالغين خبر وفاة شقيقتكم "بيان" في حادث دهس مؤلم بمدينة كفري.

نتوجه اليك رفيقنا العزيز والى الاسرة الكريمة والاقارب جميعا بخالص التعازي، متمنين لكم الصبر على هذا المصاب الأليم.

وللفقيدة الراحلة بيان فارس الذكر العطر على الدوام.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

3/5/2025

*******************************************

ومضة.. العطش على الأبواب.. فمتى نصحو على الواقع؟

صبحي الجميلي

ما أعلنته وزارة الزراعة أخيرا عن تجهيز مساحة تقارب ٨٠٠ ألف دونم للاستثمار خلال ٢٠٢٥، اثار اهتمام المتابعين والمتخصصين. والامر لا يتعلق بأهمية الاستثمار من عدمه، بل بالإجابة على السؤال الملح: من أين سنأتي بالمياه لهذا التوسع في استغلال الأراضي، والتي ستكون على الاغلب في المناطق الصحراوية، بمعنى الاعتماد على المياه الجوفية؟

وهذا يقود الى موضوع المياه المذكورة، التي يُقدر المتجدد فيها سنويا لعموم البلاد بين١٫٢ و١٫٨ مليار متر مكعب (حسب دراسات سابقة بحدود ٤٫٨ مليار م3). وهي في مناطق كثيرة غير متجددة او متجددة جزئيا وملوحتها عالية نسبيا. ثم ان منسوب المياه الجوفية انخفض١ – 5 أمتار خلال الـ ١٥ سنة الأخيرة وقد يتفاقم، يضاف لهذا ازدياد الملوحة وتدهور نوعية المياه. ووفقا لسياسة الاستدامة المعتمدة بشأن المياه الجوفية فان الكميات المسموح بضخها سنويا تقارب ١٫٥ مليار م3.

تؤشر الأرقام أعلاه محدودية التوسع في استخدام المياه الجوفية، وتواجه خطر التدهور النوعي والاستنزاف في ظل توسع عشوائي عمليا، خاصة وان الابار الجديدة تحفر تحت ضغوط إدارية وسياسية، وبعيدا عن الضوابط الفنية، بدليل وجود ٤٠ ألف بئر غير مرخصة في عموم البلاد.

ومن التساؤلات المحقة: لماذا نتوسع في الصحراء ولا نعير الاهتمام للأراضي الصالحة للزراعة، والتي تتدهور خصوبتها ونوعيتها وتتكاثر الاملاح فيها، وتخرج سنويا مساحات كبيرة منها عن كونها صالحة، بل وعمليا توقف الاستصلاح، ولا تجري صيانة وادامة المستصلح من الاراضي.

وقد يقول الفلاحون والمزارعون: إذا كانت هناك إمكانية للتوسع في استثمار أراضي جديدة، فلماذا تقلص المساحات المزروعة في الخطط السنوية لوزارة الزراعة، وذلك ما يحتج عليه المتضررون (وهم غالبية الفلاحين والمزارعين)؟

اليس بين الأسباب الرئيسة للتقليص عدم وجود المياه الكافية؟

وقد سبق إطلاق تحذيرات كثيرة من ان البلد متجه الى شح شديد للمياه، ويتمثل السبب الرئيسي لذلك في عدم تسلم العراق حصة عادلة في مياه دجلة والفرات. فقد تصرفت تركيا وإيران وفقا لمصالحهما دون أي اعتبار لمصالح دولة المصب. حيث اقامت تركيا منظومة سدود ضخمة في جنوب شرقيها، بينما إيران غيرت مجرى ما يقرب من ٤٢ نُهيرا ورافدا نحو أراضيها بدل التدفق الاعتيادي الى الأراضي العراقية.

هنا نتحدث عن السبب الرئيسي للشحة المائية، التي تلوح بسببها في الأفق كارثة، لا يُعار لها الاهتمام حتى الان، إضافة لعوامل أخرى ذات علاقة بالمناخ وهطول الامطار والثلوج.

ويبدو ان الحكومات المتعاقبة لم تكترث للتداعيات الكبيرة المحتملة، بما فيها إمكانية جفاف النهرين، حيث حددت تقارير سنة ٢٠٤٠ موعدا لوقوع هذه الكارثة، ان استمرت الأحوال الراهنة.

نشير أيضا الى ان خزيننا المائي دون معدلاته بكثير ولا يتجاوز ١١ مليار م3 حسب وزارة الموارد المائية (تقدر احتياجات العراق السنوية بـ ٥٠-٦٠ مليار م3)، فيما السنة المائية تنتهي في أيار الجاري. ولا توجد مؤشرات على زيادة الإيرادات المائية، كما ان الماء الوارد لحوضي النهرين من ذوبان الثلوج منخفض جدا عن معدلاته السنوية.

عليه تقود المؤشرات الى استنتاج مقلق جدا وحتى مخيف، مفاده ان صيف ٢٠٢٥ سيكون قاسيا.

ويبقى السؤال: الى متى السكوت على هذه الحقائق الصادمة، وعدم مصارحة الشعب بها؟ ومتى المبادرة بشجاعة الى اتخاذ إجراءات فعالة لدرء الكارثة المحدقة؟ علما ان الأساسي هنا هو انتزاع حصة عادلة للعراق في مياه النهرين.

ان الوقت ينفد، وصار الحؤول دون بلوغ ازمة المياه ذروتها، وتحوّل العطش الى واقع في بلاد الرافدين وليس خطرا محتملا.. مهمة وطنية عاجلة لا تقبل التأجيل.

**********************************************

الصفحة الثالثة

دواء بلا وصفات وصيدليات من دون ضوابط أطباء يشرحون قصة اختفاء الأدوية ثم ظهورها  ونقابة الصيادلة توضح

بغداد – تبارك عبد المجيد

يعاني المواطن العراقي بشكل يومي من صعوبات كبيرة في الحصول على الأدوية الأساسية والعلاج المناسب. هذا الواقع يضاف إليه تدهور الخدمات الصحية في معظم المستشفيات والمراكز الطبية، ما يضع المواطنين أمام خيارات صعبة. فإضافة إلى نقص الأدوية، يعاني القطاع الصحي من قلة التجهيزات الطبية الحديثة والكوادر المدربة، الأمر الذي يزيد من معاناة المرضى.

الدواء تحول إلى سلعة استهلاكية

في حديثه حول واقع الدواء في العراق، قال عضو نقابة الاطباء د. سعد بداي: أن الدواء متوفر في الأسواق المحلية بأنواع مختلفة ومن مناشئ متعددة، إلا أنه يجري التعامل معه كأنه من السلع الاستهلاكية أو المواد الغذائية؛ فالدواء، كما يوضح، مادة كيميائية يُفترض أن تُوصف من قبل طبيب مختص وتُصرف من قبل صيدلي معتمد، وهو أمر طبيعي ومنطقي من الناحية العلمية، نظراً لما تحمله هذه المواد من تأثير مباشر على صحة الإنسان.

غير أن الواقع في العراق يختلف عن هذا السياق العلمي؛ إذ يشير  بداي في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى أن البلاد تُعد من أكثر دول العالم تساهلاً في مسألة صرف الأدوية من دون وصفات طبية، حيث بإمكان أي مواطن شراء مختلف أنواع الأدوية من الصيدليات، حتى تلك التي تُصنف على أنها بحاجة إلى وصفة رسمية في دول أخرى.

لكن التحدي الحقيقي، كما يؤكد، لا يكمن في توفر الدواء من حيث الوصول إليه، بل في كلفته. فالكثير من الأدوية، خصوصاً تلك الموصوفة لعلاج الأمراض المزمنة، تُباع بأسعار مرتفعة قد لا تكون في متناول الجميع. وبرغم ذلك، لا يغيب الأمل، فغالباً ما تتوفر بدائل أرخص ثمناً تؤدي نفس الغرض العلاجي أو تقدم فاعلية مقاربة.

الصيدلي اخذ دور الطبيب

يقول الطبيب الاختصاص، نواف العيساوي إننا: "نشهد حالة من الفوضى في الأسواق، حيث تختنق الصيدليات والمجمعات الطبية بمختلف أنواع الأدوية، بينما يشكو الكثير من المواطنين من عدم توفرها في المستشفيات. كما يقاسون ارتفاع أسعارها بشكل يفوق مقدرتهم المالية".

ويقول العيساوي لـ"طريق الشعب"، أن "هذا الواقع يتطلب تدخلاً فاعلاً من الجهات الحكومية لتحديد سيطرة واضحة على الأماكن التي يتم فيها بيع الأدوية، وتنظيم عمل المجمعات الطبية لضمان توفير الأدوية الأصلية والمضمونة للمرضى".

ويبرز بشكل خاص نقص الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض المزمنة، مثل أدوية أمراض القلب والصرع، بالإضافة إلى أدوية علاج الالتهاب الرئوي عند الأطفال وأدوية السرطان.

أدوية تختفي وتظهر مجددا!

وينوه الطبيب إلى مشكلة اختفاء دواء "الفنستيل" المضاد للإنفلونزا والرشح والحساسية للأطفال، إذ اختفى من الصيدليات لعدة أشهر قبل أن يظهر مؤخرا، موضحا أن سحب الأدوية من السوق يُعتبر أمرا روتينيا، يحدث عادة بسبب المضاعفات الجانبية أو سوء الاستخدام.

وواصل الحديث، أن أدوية القلب والمفاصل تعتبر من الأدوية الأكثر تعرضا للسحب.

وما يعقّد الأمور أكثر هو تساؤلات المرضى حول سبب اختفاء الأدوية ومدى فعالية البدائل المتوفرة. وهنا يعلق العيساوي بان "هذا النقص يضعنا في موقف محرج، حيث نواجه صعوبة في تقديم إجابات واضحة للمراجعين الذين يعتمدون على هذه الأدوية في حياتهم اليومية".

ويشدد على ضرورة أن "تكون هناك رقابة شديدة على الأسواق ومنع بيع الأدوية من دون وصفات طبية، لتفادي الأضرار الصحية الناتجة عن استخدامها بشكل غير صحيح"، كما يدعو الحكومة إلى الالتزام بتوفير الأدوية الأساسية في المستشفيات الحكومية بسعر معقول، والعمل على تحسين آليات توزيع الأدوية عبر شبكة مهنية منظمة تضمن وصول الأدوية للمواطنين في أسرع وقت ممكن.

ويكشف عن وجود مكاتب علمية تتعمد حجب الأدوية عن الصيدليات لفترات طويلة، ليتم طرحها مجددا بأسعار مرتفعة، ما يزيد من معاناة المواطنين، لافتا إلى أن بعض شركات الأدوية الكبرى تخفض إنتاج الأدوية الرخيصة، وتوجه إنتاجها نحو الأدوية باهظة الثمن لتحقيق أرباح أكبر. كما ان بعض الصيدليات الخاصة تعتمد في توفير هذه العلاجات على الاستيراد عبر مذاخر الأدوية، التي تلجأ بدورها إلى إدخالها بطرق غير رسمية "عمليات التهريب"، في ظل غياب العقود الحكومية مع الشركات المنتجة لهذه الأدوية.

ويجد العيساوي ان هناك "حاجة إلى استراتيجية واضحة للإصلاح الصحي، تعتمد على تحسين الموارد البشرية، وتوفير المعدات الطبية الحديثة، وتنظيم أسواق الأدوية بشكل فعال"، مضيفا أن "المواطن العراقي لا يمكن أن يتحمل هذا العبء الإضافي، وبالتالي نأمل أن تكون هناك خطوات جدية لمعالجة هذه الأزمات على كافة الأصعدة".

النقابة تبرر حالة اختفاء الأدوية

وفي حديثه لـ "طريق الشعب"، أوضح أسامة هادي حميد، المتحدث باسم نقابة الصيادلة العراقيين، أن اختفاء بعض الأدوية من السوق يعود إلى عدة أسباب، من بينها توقف الشركات المصنعة عن إنتاجها، أو عدم توافق أسعارها مع القدرة الشرائية للمستهلك العراقي. وأضاف أن بعض الأدوية قد تُسحب من الأسواق بعد اكتشاف آثار جانبية غير مرغوب فيها بعد استخدامها، ما يستدعي سحبها لحماية الصحة العامة.

وأشار حميد إلى أن نقابة الصيادلة تلعب دورا أساسيا في تحقيق الأمن الدوائي في البلاد، حيث تقوم من خلال فرقها التفتيشية بمراقبة التزام الصيدليات بالقوانين والأنظمة المعمول بها. كما تلتزم النقابة بالتأكد من عدم تداول أدوية غير مسجلة أو مهربة، ما يساهم في تعزيز سلامة الدواء وضمان وصول الأدوية الآمنة والفعالة للمواطنين.

وفي عام 2023، أطلقت وزارة الصحة تطبيق "كوديا"، وهو أول نظام رقمي لتتبع الأدوية وإصدار اللواصق الطبية إلكترونيًا. الهدف من هذا التطبيق هو تحقيق الأمن الدوائي وتعقب مسار الأدوية من دخولها إلى العراق حتى وصولها للمستهلك. كما يسعى النظام إلى مكافحة الغش والتهريب وتعزيز الرقابة الدوائية.

قوى متنفذة تتحكم بالقطاع الصحي

 المحلل السياسي، علي البيدر، يقول إن "الواقع الصحي في البلاد لا يختلف كثيراً عن بقية القطاعات الخدمية، إذ يواجه احتكاراً وهيمنة من أطراف تمتلك نفوذاً واسعاً، ما ينعكس سلباً على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين".

وأضاف في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "هناك جهات تستحوذ على إمكانيات الدولة وتوظفها لتحقيق أهداف خاصة، وأحياناً تعرقل تنفيذ مشاريع صحية مهمة، الأمر الذي دفع الكثير من المواطنين إلى التوجه نحو القطاع الخاص، أو الخشية من التعرض لأي عارض صحي في ظل هذا الواقع المتردي". وتابع البيدر أن: "رغم وجود محاولات حكومية جادة لتطوير المستشفيات وتحسين الخدمات، إلا أن الإجراءات المتبعة لا تزال دون المستوى المطلوب. فالمؤسسة الصحية بحاجة إلى إصلاح ذاتي يعالج أزماتها الهيكلية بعمق، وهو ما لم يتحقق حتى الآن".

وأشار إلى أن "هناك مستشفيات جيدة بالفعل، لكن المحسوبية والتدخلات السياسية في تعيين إداراتها أدت إلى تراجع الأداء، رغم أن الدولة تنفق مليارات الدولارات على هذا القطاع الحيوي".

*********************************************

عين على الأحداث

بعد ما بِدِينَه!

ألقى جهاز الأمن الوطني القبض على متهم متلبس بجريمة بيع وشراء بطاقات الناخبين في محافظة نينوى، وبحوزته 1147 بطاقة ناخب و20 مليون دينار عراقي. وكشفت نتائج التحقيق المعّلنة على إن المتهم قد اعترف صراحة بقيامه ومعاونيه بشراء بطاقات الناخبين من مناطق متفرقة تمهيداً لبيعها لبعض المرشحين مع اقتراب موعد الانتخابات وبأسعار مضاعفة. الناس الذين حيّوا جهاز الأمن على جهوده في حماية نزاهة العملية الانتخابية، يرون بأن هناك وراء مثل هؤلاء المجرمين، متنفذين كبار يدفعوهم لهذه الافعال، ثم يشترون صمتهم إن أكتشف أمرهم، وأن قطع دابر هذه الجرائم لن يتحقق الاّ بفضح ممّولي وسادة هؤلاء.

امتداد «خيرات} الفساد

أعفى رئيس الحكومة المؤقتة في ليبيا، نائبه وعددا من المسؤولين الكبار في القطاع الصحي وأحالهم للتحقيق على خلفية إعلان العراق تصدير أول شحنة أدوية مصنعة محليًّا إلى ليبيا خاصة بعلاج مرض السرطان. وقد جاء القرار بعد مؤتمر صحفي لوزارة الصحة الليبية نفت فيه الإعلان العراقي عن الصفقة وحاولت طمأنة مواطنيها من أن جميع الأدوية التي تورّدها تخضع لإجراءات معقدة هدفها جودة المنتج وكفاءة المادة الفعالة، حسب تعبيرها. هذا ولم نسمع تعليقاً، يحفظ ماء الوجه على الأقل، من مسؤولينا ممن تفاخروا بمنجزاتهم في صناعة الدواء، ولاسيما من يتحمل منهم، المسؤولية عن خراب الرعاية الصحية في بلادنا.

يمكن صدگ!

توقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة تعرض العراق إلى 300 عاصفة ترابية سنوياً بحلول عام 2026، مسببة تلوّثاً للهواء عن طريق زيادة معدّلات تركيز الجسيمات الدقيقة العالقة فيه وانتشاراً لظاهرة التصحر وخراباً في الإنتاج الزراعي، إضافة إلى اختناق الآلاف وتعطيل الحركة المرورية والعمل والدراسة وبالتالي تكبيد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة. هذا وفيما نشهد هذه الأيام تواتر العواصف الترابية وتواصلها لفترات زمنية أطول مما مضى، بات الناس قلقين من تحقق توقعات البرنامج، معربين عن دهشتهم من إهمال "أولي الأمر" للمشكلة وعدم اتخاذهم أية إجراءات عاجلة لتفادي التأثيرات على صحة السكان وفي الاقتصاد والبنية التحتية.

شنو ذنب الناس؟

استبعدت اللجنة المالية النيابية قيام الحكومة بإرسال جداول الموازنة للعام الحالي بسبب عدم وجود السيولة النقدية لتنفيذ المشاريع، وعدم صرف الحكومة التخصيصات المالية للسنتين الماضيتين بشكل كامل جراء ضيق الحال، وخشية الحكومة من استغلال الموازنة في الصراع الانتخابي القادم. هذا وفيما أكد الخبراء على أن وصف الموازنة بالثلاثية أمر وهمي، فرغم التصويت عليها بقي الخلاف حاداً حول الجداول التي تكشف الإيرادات والصرفيات، وإن الأخيرة هي ما لا تريد الحكومة كشفه لما فيه من خروقات كبيرة، وهو ما تنكره الحكومة وتعلل التأخير بالمشاكل المتعلقة بتكاليف استخراج ونقل نفط كردستان، وعدم وضوح أولويات الصرف، وحدوث أخطاء في الأرقام.

حاميها لو ما حاميها؟

كشف أحد النواب عن فضيحة تعيين رئيس سابق لهيئة النزاهة، تمت إقالته بسبب شبهات فساد، مستشاراً لدى رئيس الحكومة، متسائلاً عن خلفيات هذا القرار الغريب ومندهشاً من قدرة "أولي الأمر" على التجرؤ على الرأي العام وعدم الخشية من تداعيات خطيرة جراء مثل هذا التناقض بين شعارات مكافحة الفساد وبين مكافأة مرتكبيه. هذا وبات جلياً لجميع العراقيين بأن التصدي لظاهرة الفساد يتطلب حملة وطنية شاملة وتفعيل القوانين النافذة ومحاسبة كل فاسد، مهما كانت قوميته وطائفته ودينه وهويته، وإبعاد الحملة عن التسيس أو استخدامها في بازار الدعايات الانتخابية أو تحت يافطة الشعارات الشعبوية.

******************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق مشاكل  اقتصادية واجتماعية مزمنة

ما زالت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العراق تحظى بإهتمام العديد من الصحف ووكالات الأنباء والمواقع الإعلامية. فقد نشر موقع "أخبار الطاقة" مؤخراً تقريراً بعنوان (العراق: أزمة مالية متوقعة في عام 2025)، توقع كاتبه أن تواجه البلاد صعوبات مالية هذا العام بسبب انخفاض أسعار النفط الخام، الذي يمثل تصديره حوالي 90 في المائة من الإيرادات الحكومية، مما سيجبره على تشديد الانضباط والسياسة المالية، بالتزامن مع تدهور الأسعار في السوق العالمية.

زيادة الميزانية رغم المخاطر

ورغم أن إيرادات العراق المالية تعتمد على بيع النفط والغاز اللذين يسبب تقلب أسعارهما، كالظروف النفطية غير المواتية هذه الأيام، مشاكل اقتصادية جدية، فقد قامت الحكومة برفع الموازنة من 199 تريليون دينار (153 مليار دولار) في عام 2023 إلى 211 تريليون دينار (161 مليار دولار) العام 2024، على افتراض سعر 70 دولارًا للبرميل، أي أقل بستة دولارات من متوسط السعر المتوقع لعام 2023. وتأتي هذه الزيادة في الميزانية بعد عام من الإنفاق المكثف، الذي اتسم بتوسيع الخدمة المدنية وإطلاق مشاريع بنى تحتية واسعة النطاق.

ورأى التقرير بأن هذه المخاطر تكمن في الخشية من عدم القدرة على تأمين الرواتب والمعاشات التقاعدية والتي يبلغ مجموعها 90 تريليون دينار (69 مليار دولار)، أي ما يزيد عن 40 في المائة من الميزانية، وهي مدفوعات قد يؤدي الخلل فيها إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي.

تحسين الإيرادات غير النفطية

وذكر التقرير بأنه ولتعويض الخسائر المحتملة الناجمة عن تقلب أسعار النفط، يبحث العراق عن سبل لزيادة إيراداته غير النفطية، فينظر إلى تحسين تحصيل الضرائب كرافعة رئيسية، خاصة وأن التهرب الضريبي ومشاكل الجمارك باتا يُمثلان خسارة سنوية تُقدر بـ 10 مليارات دولار. وأشار التقرير إلى أن الإصلاحات في هذه المجالات حاسمة لخفض العجز واستقرار المالية العامة والتكيف مع ظروف السوق وتحسين الموارد الداخلية وتنويع مصادر الإيرادات، وهي النقاط التي تراقب وتقرر على ضوئها الجهات الفاعلة في قطاعي الطاقة والاقتصاد.

حراك احتجاجي واسع

وحول إضراب آلاف المعلمين في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، نشر موقع "أمواج" البريطاني مقالاً ذكر فيه بأن هؤلاء التربويين يطالبون بإصلاحات تشريعية وتحسين ظروفهم، وأن إضرابهم الذي أدى إلى إغلاق المدارس في جميع أنحاء البلاد، قد تمت مجابهته بقمع واعتقالات غير مسبوقة، سرعان ما وثقها الإعلام وانتشرت صورها وأخبارها على وسائل التواصل الاجتماعي. وأعرب كاتب المقال عن دهشته من التبرير الذي قدمته سلطات الأمن لما مارسته من قمع مفرط، حين ذكرت بأن المتظاهرين قُمعوا لأنهم "لم يحصلوا على تصريح لتجمعهم." ونوه المقال بالتضامن الذي لقيه الحراك الشعبي خاصة في الأوساط السياسية، حيث أدان الحزب الشيوعي العراقي "الانتهاكات الصارخة للحريات المكفولة دستوريًا"، وأصدرت نقابة معلمي كردستان بيانًا يدعم الإضراب، ويؤكد على أن المعلمين متحدون في ظروفهم المعيشية الصعبة. وأشاد آخرون بشجاعة المعلمين المضربين، ووصف أحد الصحفيين الحركة بأنها تعمل في "إطار سلمي" "للمطالبة بالحقوق التي يكفلها الدستور العراقي، فيما اتهمت صحفية حملة القمع الحكومية بأنها "تكشف عن مدى الإهمال والظلم والعدوان على المواطنين."

أسباب اقتصادية واجتماعية

وأوضح المقال بأن الإضراب المستمر قد سلّط الضوء على تدهور الأوضاع الاقتصادية التي يواجهها المعلمون في العراق، وعلى فشل بغداد في معالجة مشاكل العاملين في القطاع العام، وهو فشل من المُرجّح أن تتفاقم نتائجه إذا ظلت أسعار النفط منخفضة نسبيًا.

وأضاف المقال بأنه وعلى الرغم من الوعود المُستمرة بزيادة الدعم، لا يزال المعلمون من بين أقل موظفي القطاع العام أجرًا في البلاد، ومازال العديد من المدارس في حالة شبه خراب، مما يجعلها غير آمنة للطلاب والمعلمين على حد سواء، ملخّصا مطالب المضربين بإصلاح قانون الخدمة التعليمية في العراق وتحسين المزايا المهنية والمواصلات وبدل غلاء المعيشة.

تبريرات واهية

ونقل المقال عن ممثلي السلطة تحذيرهم من تواصل الإضراب، مبررين ذلك بالقلق على مصير الطلبة من جهة واضطرار الحكومة لضبط الإنفاق العام جراء انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية من جهة ثانية، مؤكداً على أن رفض التربويين لتنازلات الحكومة الحالية وعدم وجود خطة للانخراط في حوار هادف، أو تقديم حلول ملموسة أوسع لإنهاء الأزمة، قد يُفاقم االسخط العام المتزايد أصلًا، ويُرهق النظام التعليمي العراقي الهش.

************************************************

الصفحة الرابعة

في موسكو.. انعقاد المنتدى العالمي الثاني لمناهضة الفاشية

انعقد المنتدى العالمي الثاني لمناهضة الفاشية في موسكو بمبادرة من الحزب الشيوعي في الاتحاد الروسي في موسكو في الفترة من 22 إلى 24 نيسان 2025، بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب الوطنية العظمى على الفاشية، التي تحتفل بها شعوب العالم في 9 أيار من كل عام، وأيضا الذكرى الـ 155 لميلاد القائد الشيوعي فلاديمير إيليتش لينين.

شارك في أعمال المؤتمر أكثر من 160 وفداً من 92 بلداً، ومثّل الحزب الشيوعي العراقي في هذا المنتدى العالمي الرفيق بسام محي، نائب سكرتير اللجنة المركزية، والرفيق وسام الخزعلي عضو اللجنة المركزية للحزب.

خيار القرن 21 هو الاشتراكية

وافتتح أعمال المنتدى الرفيق غينادي زوغانوف، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد الروسي، معبراً عن أهمية استذكار هذه المأثرة العظيمة للجيش السوفياتي في دحر النازية وتحرير شعوب أوربا من "الطاعون الاصفر" الذي كان جاثما على صدورهم، والتي تحققت بتضحيات جسيمة قدمها الشعب السوفيتي تجاوزت 27 مليونا من أبنائه، وبعد تدمير آلاف المدن والمدارس والمعامل والأراضي الزراعية. وأشار إلى أن ولادة الفاشية والنازية في إيطاليا والمانيا جاءت نتيجة لتطور الرأسمالية، وأن القضاء عليها في الحرب الوطنية العظمى تحقق بفضل الاشتراكية، وبفضل عبقرية لينين وثورته في اكتوبر1917 وتحويل روسيا إلى دولة قوية كشفت تناقضات الرأسمالية ووقفت إلى جانب شعوب العالم ونضالاتها. واستذكر ايضا تضحيات المناضلين الشيوعيين في العمل السري والحركة الانصارية والجرحى والأطباء والقادة العسكريين "وكل من ضحى لأجل هذا البلد ومن أجل قضايا الشعوب التي جسدت أعلى أشكال التضامن الأممي". وبيّن في كلمته، أن التطورات العاصفة بعد الانتصار على النازية في 9 ايار 1945 أسهمت في تطوير حركة التحرر الوطني في مقارعتها للاستعمار، ودعمت حركة الطبقة العاملة العالمية. وأشار إلى أن القرن الـ 21 هو خيار الاشتراكية وليس الهمجية، والتوجه لترسيخ المبادئ الانسانية والعدالة وقيم الاشتراكية النبيلة، مؤكدا ضرورة تعبئة الجهود والنضال المشترك ضد الإمبريالية، ومواجهة الخصوم "الذين يسعون إلى تحويل أوربا إلى قارة جحيم من خلال استمرار الحرب في اوكرانيا".  وتلقى المنتدى رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثمّن فيها انعقاد المنتدى وبمبادرة من الحزب الشيوعي الروسي. وأكد على اهمية الجهود "لمنع انتشار العنصرية والنازية والفاشية وغيرها من الايديولوجيات العدوانية القائمة على التحريض على الكراهية والتعصب". كما أرسل رئيس الوزراء الروسي، وكذلك رئيس البرلمان، برقيات تحية إلى المنتدى الدولي.

ثلاث ورش عمل.. الفاشية الجديدة وسبل مناهضتها

وبعد جلسة الافتتاح انقسم المشاركون في المنتدى في ثلاث ورش عمل ومجموعات رئيسية. تناولت المجموعة الأولى موضوعة "الفاشية هي نتاج الامبريالية، أسلحة الاستغلال والعنف". وشملت التجربة التاريخية للنضال ضد الفاشية، النظرية والتطبيق. المجموعة الثانية كان عنوانها "الفاشية الاوربية - تهديد الأمن والتعاون في أوربا"، وركّزت على أشكالها، جوهرها، والأسباب التاريخية لظهورها. وتناولت المجموعة الثالثة موضوعة "النازية والفاشية كظاهرة طبيعية لاستمرار الرأسمالية الاستعمارية في طورها الاخير". وتضمنت المحاور التالية: (1) تاريخ نشأة الفاشية، وأنواعها في امريكا اللاتينية. (2) التطرف الاسلامي، تجسيد للفاشية. (3) سياسة اسرائيل - سياسة فاشية لإبادة الشعب الفلسطيني.  وخرجت الورشة الاولى بخلاصة اشارت إلى أهمية موقف لينين بشأن الإمبريالية، باعتباره الأرضية والأساس المهم لتحليل الفاشية وتطورها، حتى في الولايات المتحدة وأوربا. وان الإمبريالية دخلت في أزمات وهي عاجزة عن تجاوزها، وهذا يشكل خطورة على السلم العالمي. ومن الواضح ان الرأسمالية تسعى للحفاظ على سلطتها بأي ثمن. وأكدت على اهمية تعزيز النضال على الصعيدين الوطني والأممي، وأشارت إلى امكانيات تلوح في الأفق وفرصة لبناء عالم جديد.

أما الورشة الثانية فأنها خرجت بتوجهات لمواجهة خطورة الممارسات والسياسات الفاشية في أوروبا، والتي تستوجب من الشيوعيين إجراءات لمواجهة اليمين المتطرف والفاشية الجديدة، إدراكاً منهم لضرورة التصدي للفاشية التي تشيع الكراهية ولتشويه الحقائق وتصعيد العداء للأجانب. وهذا يتطلب التنسيق على مستوى عالمي لنشاط الشيوعيين والحركات اليسارية والمنظمات الداعمة للديمقراطية والسلام. ولخّصت الورشة الثالثة مخرجاتها بأن هناك نجاحات في مواجهة الرأسمالية، وهذا ما نراه في كوبا وامريكا اللاتينية، الاّ ان الفاشية لم تخف عداءها لحقوق الانسان وتمارس القمع والترهيب. وانعكس ذلك بشكل جلي في سياسة اسرائيل العدوانية وممارساتها الفاشية لإبادة الشعب الفلسطيني، مما يتطلب رفع صوت التضامن عاليا مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل. كما اتخذت الفاشية من الإسلام المتطرف أشكالا عدة، ومنها تنظيمات مثل الاخوان المسلمين والقاعدة وداعش وغيرها تهدف إلى فرض نموذج حكم يستند على الكراهية والتمييز ويخدم الرأسمالية.

وجاءت مساهمة الحزب الشيوعي العراقي، التي قدمها الرفيق بسام محي نائب سكرتير اللجنة المركزية، ضمن أعمال الورشة الثالثة. وتناولت الإسلام المتطرف وأبرز الدروس المستخلصة من احتلال تنظيم "داعش" الإرهابي للأراضي العراقية في 2014. 

بيان ختامي

وفي نهاية الجلسات صدر بيان ختامي عن أعمال المنتدى العالمي لمناهضة الفاشية أكد على أن مجريات الأحداث ليست بمعزل عن عدوانية الإمبريالية التي تشتد نتيجة تعمق الأزمة العامة للرأسمالية. وجاء فيه "يقوم الإمبرياليون بتصعيد الوضع في مناطق مختلفة من العالم، ويهددون باندلاع حرب عالمية جديدة، وفي الوقت نفسه تتزايد التناقضات داخل معسكرهم".

كما دعا البيان إلى إنهاء حرب الإبادة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والتضامن مع جميع الشعوب التي تتعرض للعدوان من قبل الإمبرياليين. واختتم البيان بدعوة شعوب العالم إلى مناهضة الفاشية بكل الوسائل المتاحة من أجل الخلاص من شرورها، وهي معركة ضد الإمبريالية. ودعا إلى جعل الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى رمزا ودرساً لا ينسى في دحر الفاشية والنازية ووضع حد لسياسات الامبريالية، وأن الطبقة العاملة هي القوة الوحيدة القادرة على تحقيق ذلك بقيادة الشيوعيين.

***************************************

مداخلة الحزب الشيوعي العراقي في المنتدى العالمي لمكافحة الفاشية

الرفاق الاعزاء في الحزب الشيوعي الروسي

الحضور الكرام، ممثلو الأحزاب الشيوعية والعمالية الشقيقة

أود ان انقل اليكم أحر التحيات من رفاقكم في الحزب الشيوعي العراقي، ونعبّر عن التثمين العالي للرفاق في الحزب الشيوعي الروسي لمبادرتهم إلى تنظيم هذه الفعالية المتميزة، "المنتدى العالمي لمكافحة الفاشية"، التي تقام بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على الفاشية والنازية في الحرب العالمية الثانية.

يأتي انعقاد هذا المنتدى العالمي في ظل ظروف بالغة التعقيد على الصعيد العالمي ودخول الرأسمالية طورا متقدما في وحشيتها جراء فشل السياسات الليبرالية الجديدة، ومع تأجيج هستيريا الحرب والتهديد المتصاعد للفاشية وقوى اليمين المتطرف. وفي مواجهة هذه التحديات الجسيمة يتعين على الحركة الشيوعية العالمية، ومعها قوى اليسار والتقدم، القيام بدورها في استنهاض حركات السلام وفي بناء جبهات شعبية من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي. ويكتسب ذلك أهمية بالغة في التصدي للسياسات العدوانية للإمبريالية الأمريكية وحلفائها الأوروبيين، وفضح دعمها لليمين الشعبوي المتطرف، وتأجيجها للنزعات العنصرية والفاشية. وتجلى ذلك بوضوح في تأجيج الحرب بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا وإدامتها، التي تتواصل منذ أكثر من 3 سنوات، ومنع التوصل إلى إنهائها عبر تسوية سياسية سلمية. كما تجلى ذلك في الدعم السافر الذي تقدمه الولايات المتحدة لنتانياهو وحكومة اسرائيل الفاشية في حرب الإبادة الصهيونية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، إلى جانب التهديدات الخطيرة التي تواجه السلام في منطقة الشرق الأوسط جراء تداعيات هذه الحرب الاجرامية، واستمرار الحرب الدموية الكارثية في السودان.

في ظل هذه الأوضاع المتقلبة والخطيرة، تواجه أحزابنا الشيوعية وقوى اليسار، في العالم وفي كل بلد، مهمات ملحة تستدعي تعزيز وحدتها، وبناء جبهات واسعة من أجل السلام، وطرح بدائل ورؤى من أجل تحقيق تغيير جذري. ان ذلك ضروري لإنقاذ شعوبها والإنسانية من كوارث وشيكة، لتحقيق تطلعاتها نحو نظام اجتماعي جديد يقوم على قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة والتعاون، وهي القيم الأساسية للاشتراكية.

الرفيقات والرفاق الأعزاء

نظرا لقصر الوقت المخصص لتقديم المداخلات سأحاول، وضمن المحور المحدد في هذه الجلسة والمعنون (التطرف الاسلامي – تجسيد للفاشية)، ان أقدم بشكل مكثف تجربة العراق مع التطرف الاسلامي وخاصة في مرحلة احتلال تنظيم "داعش" الارهابي لما يقرب من ثلث اراضي العراق، والذي بدأ في العاشر من حزيران (يونيو) 2014.

- إن الأسباب وراء ما حققه هذا التنظيم الاسلامي المتطرف والفاشي في العراق آنذاك ترجع إلى مجموعة من العوامل المركبة الداخلية والخارجية. إن العوامل الداخلية لها صلة مباشرة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويكمن جذرها في فشل بناء الدولة بعد 2003، وفي النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية الاثنية الذي تم تأسيسه بعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003، بالإضافة إلى التركة الثقيلة لعقود من دكتاتورية صدام الفاشية وحروبها، والعقوبات الدولية القاسية التي أدت إلى تفتيت النسيج الاجتماعي. وأدت سياسات الحكومات المتعاقبة بعد 2003 إلى زيادة ظاهرة التشظي والانقسام المجتمعي، وعمّقت من الاغتراب داخل البنية الاجتماعية والدولة، ولم تتمكن من ترسيخ مبدأ المشاركة، وخلقت ظروف احتكار السلطة.

- إن الاخفاق الأكبر هو الفشل في بناء نظام سياسي يقر بالتعددية الاجتماعية والسياسية والهوياتية ذات الثقافات والإثنيات والديانات والمذاهب المتعددة.

- وكانت البلاد، عشية هجوم تنظيم "داعش" الارهابي في 2014، تعيش حالة احتقان وانعدام الثقة بين الأطراف السياسية، والاستئثار بالسلطة، وتفشي الفساد، وارتفاع نسب الفقر والبطالة، وتعمق الصراعات وتأجيج النزاعات الطائفية، والاستقطابات داخل المؤسسة العسكرية على أساس الحزبية بعيداً عن العقيدة الوطنية، وغياب العلاقة الايجابية مع سكان مناطق محافظة نينوى (شمال العراق)، فضلاً عن اختراقات "داعش" داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، ونشاط بقايا نظام صدام حسين، التي لعبت دوراً قيادياً في التخطيط وتنفيذ عمليات الارهاب. كما ان التدخلات الخارجية، للقوى الدولية والاقليمية، وأجهزتها الاستخبارية، لعبت دوراً في تمدد القوى الإرهابية إلى الاراضي العراقية، وتوظيفها لصالح أجنداتها في الصراع على النفوذ ومخططاتها لإدامة الهيمنة على المنطقة عبر تمزيق مجتمعاتها وتأجيج حروب طائفية داخلية. وهناك معطيات تؤكد حصول "داعش" والمنظمات الإرهابية المتطرفة الأخرى على الدعم المالي والإعلامي واللوجستي من بعض دول الجوار ومن مؤسسات وشركات رأسمالية.

- اعتبر حزبنا الشيوعي سيطرة "داعش" على الأراضي العراقية حدثاً فاصلاً، فسقوط مدينة الموصل (ثاني أكبر مدينة في العراق) تحت سيطرة هذا التنظيم الارهابي، وانهيار الجيش، شكّل لحظة تغيير في العلاقات السياسية وفي عملية بناء الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية.

- ساهمت مختلف الفئات الاجتماعية في التصدي لـ "داعش" الارهابي، وتجنّد مئات الآلاف في الدفاع عن الوطن من الإرهاب، وللقضاء على "داعش". كما ساهم حزبنا الشيوعي وأصدقاؤه في الدفاع عن مناطق عدة في الموصل وديالى وغيرها.

- كان هدف "داعش" هو بناء ما يسمى بـ "الدولة الاسلامية في العراق"، وزرع الفوضى والتأجيج الطائفي وإضعاف مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية وتغذية الصراعات الدينية والمذهبية، وتشجيع التطرف والقبول بالفكر الإقصائي والتكفيري، مستفيدة من ظاهرة الرفض الواسعة لنهج السلطة القائمة في العراق.

- شكلت تلك الأحداث منعطفاً خطيراً وتركت تداعيات كبيرة على الوضع الداخلي. وجاء تحرير المناطق من سيطرة "داعش" (وتحرير مدينة الموصل في تموز 2017) ليعبر عن عدة دروس، وأبرزها هي:

- أن مكافحة الإرهاب وحواضنه، وعزل الارهابيين، لا يمكن تحقيقه من خلال عمليات عسكرية فقط. بل من خلال إعادة بناء الدولة والاقتصاد وإرساء علاقات اجتماعية وثقافية وترسيخ الهوية الوطنية.

- وهي تؤكد بقوة ضرورة إحداث التغيير الحقيقي في العراق بالخلاص من نهج المحاصصة الطائفية والإثنية، ومن أقلية حاكمة "اوليغارشية" فاسدة، وتحقيق البديل المدني الديمقراطي. وذلك بإعادة بناء الدولة العراقية على أساس المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية، وحصر السلاح بيد الدولة، والتخلص من كل أشكال التسلح خارج اطار الدولة، بإنهاء وجود المليشيات، وبناء مؤسسات عسكرية وأمنية ذات عقيدة وطنية، وتعزيز السيادة والاستقلال الوطنيين وعدم السماح بالتدخلات الخارجية، الدولية والإقليمية، والتخلص من الطابع الريعي للاقتصاد وبناؤه على أساس الانتاج الحقيقي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، ومعالجة تداعيات سيطرة "داعش" الارهابي بضمان عودة النازحين والمشردين إلى ديارهم، وإعادة إعمار المناطق المتضررة، والتوجه الجدي إلى "المصالحة الوطنية". أي إشاعة نمط جديد من التفكير السياسي لإعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية، على أساس الدستور، وتفعيل القوانين التي تحظر الأنشطة العنصرية والارهابية والتكفيرية، وتفعيل القضاء المستقل واحترامه، واتخاذ اجراءات لاستعادة الهوية الوطنية العراقية، وإعادة بناء النسيج المجتمعي الوطني، وضبط الخطاب الاعلامي، الهادف إلى نبذ الطائفية، وتحسين العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان الفيدرالي.

- كما أن محاربة التطرف الإسلامي تتطلب المواجهة الفكرية مع الجماعات الإسلاموية المتطرفة والتصدي لأيديولوجياتها، ومنع التطرف، وحماية حقوق الإنسان، وخصوصا بالنسبة للفئات المهمشة والنساء، والترويج لمبادئ المساواة والعدالة والحرية، وتعزيز التعددية والتنوع في النقاش والممارسة السياسية والاجتماعية. إنه نهج متعدد الأوجه يتطلب التعاون بين علماء الدين والأكاديميين وصانعي السياسات ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات لتحدي الخطابات المتطرفة وتقويضها بشكل فعال.

- إن ظاهرة تنظيم "داعش" الإرهابي شكل من التطرف الاسلامي، ذو ايديولوجية فاشية مرتبطة بالإسلام السياسي. ومن الأمثلة الأخرى على ذلك تنظيمات "القاعدة" و"داعش" و"الإخوان المسلمين". وهي ذات طابع بربري في نمط التفكير والممارسة والأساليب، في القتل والسيطرة والارهاب.

- والانتماء إلى "داعش" ليس للوطن او القومية بل لمفاهيم إسلامية متطرفة فقط.

- وقد سعى تنظيم "داعش" إلى إقامة نظام سياسي يهدف في الأساس إلى تعميق العلاقات الرأسمالية، وبناء رأسمالية للدولة. واعتمدت في المناطق التي خضعت لسيطرتها على واردات النفط، وكانت تتلقى دعومات ومساعدات مالية من الخارج ومن دول ومؤسسات. وكان لها سمات دولة ضرائب وغنائم وإتاوات. وكانت مواردها النفطية أكثر من 834 مليون دولار، بالإضافة إلى غنائم بلغت أكثر من 3 مليارات دولار.

- إن روح الفخر الفاشية التي تمارس الإكراه والمال والارهاب هي ايديولوجية الحركات الاسلامية المتطرفة، ومن ضمنها "داعش"، وتعتبرها شأنا إلهيا.

- من المهم الاشارة إلى أن الإسلام السياسي وتفعيل دور أشكاله المتطرفة وتعزيز مكانته السياسية جاء عبر رساميل الشركات العالمية، ولتسخيره كأداة لمخططات الرأسمالية العالمية وتوجهاتها "النيوليبرالية"، وخاصة مطامع الإمبريالية الامريكية. وهذا ما كشفته الحركات المتطرفة بعلاقاتها مع أمريكا واجهزتها الاستخبارية. ولا تزال تجربة افغانستان على امتداد أكثر من أربعة عقود ماثلة امامنا.

ملاحظات أخرى مهمة:

- تشير الأيديولوجية المتطرفة عموما إلى مجموعة من المعتقدات أو المبادئ التي تتميز بالتطرف، والتي تدعو في كثير من الأحيان إلى اتخاذ تدابير عنيفة لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو اجتماعية محددة. وتعتبر الأيديولوجية المتطرفة بين الجماعات الإسلاموية ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، وتتشابه في سماتها ومنطلقاتها مع الفاشية الجديدة. وتاريخيا، كان تنظيم "الإخوان المسلمين" من أشد المعجبين بالفاشية والنازية وخاصة في التلقين الأيديولوجي للنصوص الدينية وتفسيرها واستخدام العولمة والتكنولوجيا الحديثة في نشر أفكارها والدعاية والتنسيق. وتلقت الجماعات الإسلاموية المتطرفة الدعم من دول إمبريالية وأجهزة استخبارية دولية واقليمية، وفي أحيان كثيرة تحت غطاء جهات غير حكومية تشترك في أهداف أيديولوجية أو مصالح استراتيجية مماثلة. ويمكن لهذا الدعم أن يزود تلك المجموعات المتطرفة بالموارد والتمويل والملاذات الآمنة، مما يزيد من تمكين أنشطتها.

- ويميل الخطاب المتطرف إلى خلق واستغلال الانقسامات داخل المجتمع، ما يزيد من ترسيخ المعتقدات المتطرفة وينفّر الأصوات المعتدلة. وتعتمد الجماعات الإسلاموية المتطرفة بشكل كبير على الدعاية ووسائل الإعلام للترويج لأيديولوجياتها المتطرفة في عملية التجنيد لأعضاء جدد، والنشر في المنصات الإعلامية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، وفي تمجيد الدعاية للهجمات الإرهابية. كما تعتمد المنظمات المتطرفة على وسيلة العنف الجسدي او اللفظي، ورفض الديمقراطيات، وإنشاء مجتمع تحكمه قوانين دينية صارمة ("الخلافة الإسلامية")، وإن كانت مؤجلة مثل ما يحدث عند جماعات الإسلام السياسي. واعتماد إدارة الصرامة والسيطرة المركزية، وممارسة التكفير لتبرير العنف، فضلا عن "الجهاد"، أي الحرب المقدسة ضد الآخرين، لإقامة "الخلافة الاسلامية" عابرة الحدود.

- ولابد من التوقف امام ظاهرة أخرى في العراق وهي تشكل الميليشيات المسلحة، أو الجماعات المسلحة، من المدنيين، والتي يجري تسليحها بعيدًا عن الجيش والشرطة، وبدعم من احزاب طائفية متنفذة ومدعومة من الخارج لتنفيذ أجندات سياسية واقتصادية. وفي أحيان أخرى يتم تشكيل هذه الجماعات كقوة عسكرية ضاربة لحماية النظام السياسي والمنظومة الحاكمة، وليس هدفها الرئيسي محاربة الاحتلال او مقاومته. كما يجري توظيفها في الصراع التنافسي على السلطة، وفي التصفيات الجسدية، والممارسات الطائفية لفرض أجنداتها. وفي بعض الاحيان تتحول هذه الجماعات إلى قوة عسكرية موازية للمؤسسة العسكرية والأمنية، وتمثل خطورة كبيرة على التغيير المنشود في إعادة بناء الدولة على أساس المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتصبح عائقا امام التحول الديمقراطي، ويمكن ان تتحول إلى قوة ذات سمات فاشية يتم توظيفها للتخلص من أي شكل للمعارضة السياسية والشعبية.

الرفيقات والرفاق الأعزاء

ختاما، نعبّر مجددا عن تقديرنا العالي للأشقاء في الحزب الشيوعي الروسي لتنظيم هذا المنتدى العالمي لمكافحة الفاشية. ونغتنم هذه الفرصة للتعبير عن الاعتزاز بالتضامن الأممي الذي قدمته الأحزاب الشقيقة، الشيوعية والعمالية في ارجاء العالم، مع شعبنا العراقي، والشيوعيين والديمقراطيين العراقيين، في نضالهم العادل ضد منظومة الحكم القائمة على المحاصصة الطائفية والفساد، ومن أجل بناء دولة تقوم على أساس المواطنة والعدالة الاجتماعية. فلا بديل سوى هذا الخيار الديمقراطي لضمان السيادة الوطنية للعراق ووضع حد للتدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية، سواء من قبل الامبريالية الامريكية وحلفائها أو من قبل القوى الاقليمية والأنظمة الرجعية في المنطقة. نتمنى كل النجاح لأعمال هذا المنتدى العالمي، ولأحزابكم الشقيقة في نضالاتها المثابرة، ونتطلع إلى تعزيز الروابط الأممية العريقة التي تجمع أحزاب حركتنا الشيوعية العالمية، في نضالنا المشترك من أجل الحرية والسلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية.

شكرا لكم.. مع الاعتزاز الرفاقي

*********************************************

الصفحة الخامسة

التداعيات "خطيرة" أهالي أبو الخصيب يحتجون على ملوحة شط العرب

البصرة - صلاح العمران

شهد قضاء أبي الخصيب جنوبي البصرة أول أمس الجمعة، تظاهرة واسعة احتجاجا على تردي الأوضاع البيئية والخدمية وارتفاع نسب الملوحة في شط العرب.

ورفع المحتجون الذين خرجوا بالعشرات، لافتات تطالب بوقف ضخ المياه المالحة إلى الإسالة وقنوات الري، مشيرين إلى ان هذه المشكلة أثرت سلبا على صحة المواطنين ودمّرت المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة.

من جانب آخر، طالب المحتجون بإيجاد حلول عاجلة لأزمة البنى التحتية المتداعية في القضاء، فضلا عن تردي الخدمات الاساسية وارتفاع نسب البطالة، خاصة بين الشباب.

وانطلق المحتجون في مسيرة احتجاجية من منطقة "فلكة اللباني" مرورا بسوق القضاء، وصولا إلى مبنى القائم مقامية. حيث سلموا ممثلي الحكومة المحلية وثيقة تتضمن مطالبهم، وهي: معالجة فورية لأزمة ملوحة المياه في شط العرب وإيقاف ضخ المياه المالحة، إصلاح البنى التحتية وتطوير ومعالجة المشكلات الخدمية، وأبرزها الكهرباء ومياه الشرب، تنفيذ مشاريع تشغيلية لامتصاص البطالة، دعم القطاع الزراعي وإيجاد حلول عاجلة لأزمة التدهور البيئي والصحي في المنطقة.

 وحذّر المحتجون من تجاهل مطالبهم، ما يدفعهم إلى تصعيد موقفهم، مؤكدين أن الأزمة وصلت إلى حد حرج، خطير على الإنسان والبيئة.

ووفقا لما ذكره عدد من المحتجين لـ"طريق الشعب"، فإنه من المقرر أن تشهد الأيام المقبلة اجتماعات بين ممثلي المحتجين والمسؤولين المحليين، لبحث حلول عاجلة لتلك الأزمات، خاصة أزمة المياه.  

ويشهد شط العرب، شريان مياه البصرة، تدهوراً متصاعداً في نوعية مياهه بسبب عوامل متعددة، منها التلوث الصناعي والتجاوزات على المجرى المائي وارتفاع نسب الملوحة، ما ينذر بكارثة بيئية وإنسانية.

مكتب حقوق الإنسان: البصرة تشهد ظروفا بيئية خطيرة

وكان مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، قد طالب الأسبوع الماضي رئاسة الوزراء بـ "ضرورة إعادة قراءة واقع محافظة البصرة بجدية أكبر، نظرًا للظروف البيئية التي تعانيها، والتي لا يمكن وصفها إلا بأنها خطيرة للغاية".

وأوضح المكتب في بيان صحفي، أنه "ينبغي النظر إلى هذه الملفات، وعلى رأسها المياه الملوثة ذات الملوحة العالية، والأجواء المتطرفة، وغيرها من الأوضاع الإنسانية والأمراض المتنوعة الناتجة عن هذه الظروف".

وأشار إلى ان "البصرة، مصدر النفط والأعلى إنتاجًا للكهرباء في العراق، تستدعي ألّا توضع مناطقها ضمن جداول البرمجة (القطع المبرمج للكهرباء)".

لجنة الزراعة تدق ناقوس الخطر!

جدير بالذكر، أن لجنة الزراعة والمياه والأهوار البرلمانية، حذّرت مطلع الأسبوع الماضي من تفاقم أزمة التلوث والملوحة في مياه شط البصرة، والتي باتت تشكّل تهديداً مباشراً لحياة المواطنين وبيئتهم، وسط بطء في الإجراءات الحكومية.

وقال عضو اللجنة النائب رفيق الصالحي، في حديث صحفي، أن "ملف ملوحة وتلوث مياه شط العرب يُعد من أخطر الملفات التي تواجه البصرة، كونه يمس حياة الناس اليومية، ويهدد الثروتين الحيوانية والزراعية في آنٍ واحد".

وأوضح أن "اللجنة عقدت اجتماعات عدة داخل البرلمان، وشخّصت المشكلة بوضوح"، موجهاً انتقادات إلى "الحكومة المحلية لعدم منح الملف الأولوية رغم تحذيرات سابقة".

وأضاف قائلا: "لقد دعونا الحكومة مراراً لاتخاذ خطوات عاجلة، إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة"، مشيرا إلى ان "نسب التلوث والملوحة وصلت إلى مستويات تنذر بتكرار سيناريو أزمة 2018، التي خلفت أمراضاً وأوبئة، وأدت إلى احتجاجات شعبية واسعة آنذاك".

وشدد الصالحي على "ضرورة التحرك السريع قبل خروج الأمور عن السيطرة"، داعياً وزارتي الموارد المائية والبيئة إلى تنفيذ حلول جذرية بدلاً من الاقتصار على "ردود الفعل المؤقتة".

*******************************************

أهالي السيدية: بُحّت أصواتُنا ولا من مجيب!

بغداد – مهدي العيسى

في منطقة السيدية بجانب الكرخ من بغداد، كانت قد خصصت أراض لتكون مساحات خضراء عامة، كمتنفس للعائلات، إلا أن الحكومة فاجأت الأهالي بمنح تلك الأراضي للاستثمار، الأمر الذي أثار استياءهم ودفعهم مرارا للمطالبة بالعدول عن هذا القرار.

وتمتد تلك الأراضي من بداية السيدية من جهة تقاطع درويش، على مسافة أكثر من كيلومترين. وهي موازية للشارع العام الرئيس من جانبيه: الأول باتجاه منطقتي البياع والإعلام، والآخر باتجاه بغداد الجديدة والدورة وتقاطع الشارع العام بغداد – بابل.

ويسلك المواطنون تلك المساحات باستمرار للوصول إلى الشارع حيث تمر سيارات الأجرة "الكيات".

ووفقا للكثيرين من الأهالي، فإن منح تلك الأراضي للاستثمار، يُعد خرقا واضحا للتصميم الأساسي لمدينة بغداد، مبينين لـ"طريق الشعب" أن المستثمرين قطعوا الطريق تماما على الأحياء السكنية المجاورة لتلك المساحات، بعد تسييجهم الأرض بكاملها بسياج "بي آر سي"، الأمر الذي يمنع وصول السابلة إلى الشارع العام.

ويؤكد الأهالي انهم طلبوا من المستثمر وممن ينوب عنه، ترك فتحات صغيرة لمرور السابلة. كما طلبوا ذلك من أمانة العاصمة ومجلس المحافظة والمحافظ، إلا أن أيا من هؤلاء لم يستجب لطلبهم!

ويلفتون إلى أن تذمر المواطنين من هذا الأمر يزداد يوما بعد آخر. إذ انقطع عليهم الممر المؤدي إلى الشارع العام، ما يضطرهم إلى السير مسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات للوصول إلى ممر يؤدي إلى الشارع حيث يقع جسر المشاة.

ومعلوم أن الكثيرين من المواطنين موظفون وطلبة ومسنون ومرضى، وهؤلاء باتوا يعانون كثيرا في الوصول إلى وجهاتهم – وفقا للأهالي، الذي يتساءلون: هل ان القرارات في القضايا العامة بات يتحكم فيها أناس خارج السلطة التنفيذية، أناس امتلكوا المال العام وصاروا يصادرون حق المواطن، حتى في المطالبة بحقوقه المشروعة؟!

أهالي السيدية ينتظرون من الجهات المعنية التحرك العاجل لاتخاذ إجراء يصب في الصالح العام، وليس فقط في مصلحة المستثمر والمسؤول!

******************************************

من مسطر ساحة الطيران.. العمال تحت الشمس في عيدهم!

متابعة – طريق الشعب

في صباح يوم العمال، وبينما مؤسسات الدولة مغلقة في عطلة رسمية احتفالاً بالمناسبة، يقف عشرات العمال في مسطر ساحة الطيران وسط بغداد، حاملين أدواتهم في انتظار فرصة عمل، وسط شكاوى من تردي الأوضاع المعيشية وغياب الدعم الحكومي.

يقول العامل سليم عبد الكاظم، من محافظة الديوانية، أنه جاء إلى بغداد معتقدا أن فرص العمل فيها أكثر مما في مدينته.

ويوضح في حديث صحفي قائلاً "نعمل بأجور يومية ونقف هنا في انتظار فرصة عمل.. كيف نحتفل بعيد العمال ونحن لا نستطيع التوقف عن العمل حتى ليوم واحد؟ العيد يكون عندما تمتلئ جيوبنا بالمال، وتتحسن أحوالنا".

فيما يقول العامل عباس خلف، من الناصرية، أن "العيد ليس لنا بل للموظفين، أما نحن فلا نصيب لنا فيه. كان يُفترض بالحكومة منحنا عيديات في هذا اليوم"!

ويشير إلى أنه يعمل في الطابوق والصب ورفع الأنقاض، ويقف يوميا في المسطر منذ الصباح الباكر، في انتظار فرصة عمل، لكنه يواجه صعوبة في الحصول على تلك الفرصة، بسبب كثرة العمال أمثاله.

أما العامل نصير خلف، فيقول أن "الوضع متعب جداً، والجو حار للغاية. نقف تحت الشمس ساعات، وأنا لم أحصل على عمل منذ 3 أيام، رغم اني أقف يومياً في المسطر نحو 8 ساعات"، مضيفا أن لديه أطفالا رضعا تتطلب رعايتهم مصاريف كثيرة.

هموم عمال ديالى كهموم أقرانهم في بقية المحافظات

في محافظة ديالى، لا تختلف معاناة العمال عن معاناة أقرانهم في بغداد والمحافظات الأخرى. فهم أيضا يبدو عيدهم العالمي كأي يوم آخر من أيام السنة!

في حديث صحفي صبيحة عيد العمال، يقول عامل النظافة فؤاد علي، الذي يسكن في إحدى العشوائيات في محيط بعقوبة، أن "المفارقة هي أن اليوم عيد العمال، لكننا نعمل في الشوارع لتأمين لقمة العيش"، مشيراً إلى أن راتبه لا يتجاوز 300 ألف دينار، ويُعد من أدنى الرواتب في مؤسسات الدولة، في وقت يعيش فيه مع أسرته في حي يفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية.

أما عثمان الخالدي، الذي كان مسؤول خط إنتاجي في معمل كبير في ناحية خان بني سعد، لأكثر من 20 عاماً، فيوضح أن "المئات من المصانع والورش أُغلقت أبوابها منذ سنوات بسبب غياب دعم الصناعة الوطنية، مقابل إغراق الأسواق بالبضائع المستوردة من دول الجوار"، معرباً عن استغرابه من "تصريحات السياسيين التي تهنئ العمال بيومهم العالمي، بينما لم تُتخذ أي خطوة حقيقية لإنصاف هذه الشريحة أو إعادة فتح مصادر عيشها".

من جانبه، يقول جهاد علي، وهو عضو سابق في اتحاد العمال، أن "جزءاً كبيراً من العمال أصبحوا اليوم ضمن برنامج الرعاية الاجتماعية، رغم امتلاكهم كفاءات ومهارات عالية في إدارة خطوط الإنتاج"، مضيفاً في حديث صحفي قوله أن "أكثر من 90 في المائة من المعامل في ديالى مغلقة، ما يجعل يوم العمال مناسبة حزينة تعكس انهيار قطاع الصناعة وتحول المصانع إلى خردة حديد"!

ويؤكد علي أن "غياب الرؤية الاستراتيجية والدعم الحكومي، أدى إلى ضياع مستقبل آلاف العمال في المحافظة، ما يتطلب تحركاً جدياً لإحياء قطاع الصناعة الوطنية وإنقاذ ما تبقى من هذه الشريحة المنهكة".

********************************************

اگول.. لماذا هذا التفاوت في تقديم الخدمات؟!

عماد شريف

على الرغم من حصول بعض التقدم على مستوى تقديم الخدمات في العاصمة، الا انها لا تُوزع بعدالة ما بين الاحياء السكنية. فتجد احياءً قد عُبِّدتْ شوارعها وكُسيت ارصفتها بـ"المقرنص" وغُرست عليها شتلات الورود، وأخرى ما زالت تعاني افتقارها لأبسط الخدمات. فيما هناك احياء مهملة لم تصلها يد الاعمار الى الآن، ومنها حي الغدير وسط بغداد. فهو مهمل منذ سنوات طويلة ولم يذق طعم الإعمار، شوارعه وارصفته خرِبة، تطفح عليها المياه الآسنة شتاءً وصيفاً! 

فمن الضروري انصاف تلك المناطق المحرومة من الإعمار والتطوير. إذ إن هناك تفاوتا كبيرا في تقديم الخدمات بين منطقة وأخرى داخل بغداد، وهذا امر كل جهة من الجهات الخدمية ترميه على الأخرى، بحجج مختلفة، منها: عدم وجود تخصيصات مالية من قبل الجهات المعنية، او التلكؤ في تنفيذ المشاريع، فضلا عن تضارب المصالح ما بين جهة وأخرى!

ان إبعاد التأثيرات السياسية عن المشهد الخدمي يحقق العدالة والمساواة ما بين مختلف مناطق بغداد، وسياسة حصر الخدمات في مناطق معينة دون أخرى يجعل الكثيرين من سكان المناطق المحرومة يشعرون بالغبن والإحباط. فهناك الكثير من الاحياء المتجاورة نجد بينها تمييزاً على المستوى الخدمي، على الرغم من قربها من بعضها البعض! ورغم المطالبات الكثيرة بالعدول عن هذه السياسة غير الموفقة، الا انها ما زالت مستمرة منذ سنوات طويلة.

ان لجنة الخدمات في مجلس النواب، مُطالبة بأن تكون اكثر جدية في عملها. إذ يتوجب عليها ان تراقب خطط تنفيذ المشاريع وابواب صرف التخصيصات المالية المرصودة للقطاع الخدمي، والتي يجب ان تذهب بالاتجاه السليم وتُستغل احسن استغلال بغية توفير الخدمات والمتطلبات للمواطنين.

***************************************************

اليأس يلف صيادي السمك في الرمادي!

متابعة – طريق الشعب

عند "ناظم الورار" المتفرع من نهر الفرات في مدينة الرمادي، تتجلى يومياً معاناة الصيادين الذين يعتاشون على مهنة باتت أكثر قسوة من ذي قبل. فمع انخفاض منسوب المياه في النهر، واتساع ظاهرة الصيد غير القانوني بواسطة الكهرباء، تراجعت أعداد الأسماك بشكل كبير، ما دفع بكثير من الصيادين إلى حافة العوز واليأس.

في هذا الصدد، يقول الصياد جاسم العلواني: "لم تعد شباكنا تمتلئ كما في السابق، والأنواع المتبقية قليلة مثل الشانك والحمري والجري، أما البقية فإما هجرت المكان أو قضى عليها الصيد بالكهرباء".

ويضيف في حديث صحفي قوله أن "الصيد الجائر لا يقتل الأسماك فقط، بل يدمّر البيئة النهرية ويقضي على البيوض، ما يهدد مستقبل الثروة السمكية في الفرات".

ويوما بعد آخر يواجه الصيادون الذين يزاولون مهنتهم في "ناظم الورار"، واقعا صعبا. إذ تتضاءل فرص الصيد ويغيب الدعم الحكومي لتنظيم المهنة وحماية النهر من الانتهاكات. وبالرغم من ذلك، يصر الصيادون على مواصلة عملهم، متمسكين بما تبقى من صيد شحيح!

******************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق صالح المصرفي سكرتير المحلية، بوفاة ابنة خاله بحرية جهاد ياسين الركابي، إثر مرض عضال.

للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط صديق الحزب وعضو تنسيقية التيار الديمقراطي في المحافظة، عامر عبد الرزاق الكناني، بوفاة والدته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لذويها.

كما تقدم المحلية التعازي والمواساة لأصدقاء الحزب في واسط علي محمود جاني واخوانه بوفاة شقيقتهم.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها الكريمة ومعارفها.

  • تعزي تنسيقية التيار الديمقراطي في واسط الزميل عضو التنسيقية عامر عبد الرزاق الكناني، بوفاة والدته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لأهلها.

***************************************************

الصفحة السادسة

طالبوا بإنصاف الكادحين ودعمهم

الشيوعيون يحيون يوم العمال بفعاليات متنوعة

طريق الشعب – خاص

في مناسبة عيد العمال العالمي الأول من أيار، خرج الشيوعيون العراقيون في مسيرات راجلة جابت شوارع رئيسة في مدن مختلفة من البلاد، حاملة شعارات تحيي العمال بعيدهم، وتطالب بإنصافهم ودعمهم وتشريع القوانين التي ترعى حقوقهم المشروعة. وإضافة إلى المسيرات، نظم الشيوعيون جولات ميدانية هنأوا فيها العمال، ورفعوا شعارات تحيي المناسبة في أماكن عامة.

وشاركت في المسيرات جموع كبيرة من الشيوعيين وأصدقائهم من مثقفين وناشطين ونقابيين، إلى جانب أعداد من العمال. في وقت لم يستطع فيه معظم عمال البلاد التوقف عن العمل ليوم واحد، للاحتفال بهذه المناسبة الأممية، باعتبارهم يعيشون على الكفاف، ويقتاتون على أجر يومي بائس!

البصرة

شهدت مدينة البصرة مسيرة جماهيرية في المناسبة، نظمتها اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي بحضور عضوي اللجنة المركزية الرفيقين محمود سعدون وأحمد ستّار، وجمع كبير من الشيوعيين وأصدقائهم، فضلا عن اتحاد نقابات عمال المحافظة.

وانطلقت المسيرة من تمثال الشاعر السياب على كورنيش شط العرب، وصول إلى "تمثال الأم" مقابل بناية المحافظة القديمة. ورفع المشاركون الأعلام العراقية والرايات الحمر، مع لافتات تحمل شعارات في المناسبة.  وصدحت حناجر السائرين بهتافات تحيي العمال بعيدهم وتشيد بدورهم في بناء الوطن، وتطالب بتوفير الحياة الكريمة لهم ومنحهم حقوقهم المهدورة.

وخلال المسيرة ألقيت قصائد وكلمات في المناسبة، منها كلمة اتحاد نقابات عمال البصرة التي ألقاها الرفيق سالم محسن، وشدد فيها على أهمية تنفيذ مطالب الطبقة العاملة المشروعة، وعلى رفض خصخصة المؤسسات الإنتاجية العامة، فضلا عن إنهاء عمالة الأطفال.

وفي بادرة جديدة، تمّ تسيير عجلتين تحملان الأعلام ومكبّرات الصوت في مقدم المسيرة ومؤخرها. كما جرى توزيع نسخا من بيان الحزب، إضافة إلى الحلوى، على المارة والشغيلة.

كذلك تواجدت سيارات النجدة لحماية المسيرة. فيما وزع عدد من شرطة المرور، الورود على الناس.

النجف

وفي النجف، نظم اتحاد نقابات العمال بمشاركة "مؤسسة طوبي" الخيرية، زيارات ميدانية إلى الأحياء الصناعية ومساطر العمال.

وخلال الزيارات، جرى تقديم التهاني للعمال، وتوزيع الحلوى والورود عليهم، فضلا عن سلات غذائية. 

وفي السياق، أصدر الاتحاد بيانا هنأ فيه الطبقة العاملة بعيدها، وطالب بدعمها ومنحها حقوقها المشروعة.

الهندية

في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، علق الشيوعيون في أماكن عامة عدة إضافة للحي الصناعي، لافتات تحمل شعارات في المناسبة.

كما هنأوا العمال والكسبة والحرفيين، ووزعوا عليهم نسخا من بيان الحزب في المناسبة، فضلا عن حلوى.

واسط

أما في مدينة الكوت، فقد نظمت اللجنة المحلية للحزب وقفة تضامنية عند "ساحة العامل".

وحمل المتضامنون لافتات تتضمن شعارات تحيي العمال بعيدهم، وتطالب بإحقاق حقوقهم في العيش الكريم، وحمايتهم من الاضطهاد الطبقي والتمييز، فضلا عن تشريع قوانين عادلة تنصفهم.

الديوانية

أحيا الحزب الشيوعي العراقي في محافظة الديوانية، بالتنسيق مع التيار الديمقراطي واتحادات نقابات عمال المحافظة، عيد العمال العالمي في الأول من أيار، من خلال وقفة جماهيرية نُظّمت في ساحة الراية وسط مدينة الديوانية، تقديراً لنضالات الطبقة العاملة العراقية ودورها في بناء الوطن.

وتضمّنت الفعالية كلمات من ممثلي الجهات المنظمة، حيث ألقى الرفيق ميعاد القصير كلمة الحزب الشيوعي، فيما قدّم المحامي مصطفى الأدهمي كلمة باسم التيار الديمقراطي، وأكّدا فيهما أهمية مواصلة النضال من أجل نيل العمال لحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية الكاملة، وضرورة إرساء العدالة في بيئة العمل.

وشهدت المناسبة أجواءً احتفالية مفعمة بالروح الوطنية، إذ استُمع إلى مجموعة من الأغاني الوطنية والعمالية، كما نظم الرفاق قبل بدء الوقفة جولة راجلة في شوارع المدينة وزّعوا خلالها بطاقات التهنئة والحلوى على العمال في ورش العمل والمواقع العمالية المختلفة.

نينوى

أحيا الشيوعيون وأصدقاؤهم في محافظة نينوى عيد العمال العالمي، في الأول من أيار، عبر سلسلة فعاليات جماهيرية وثقافية، أكدت تضامنهم مع الطبقة العاملة وتقديرهم لدورها الأساسي في بناء المجتمع.

ففي مدينة الموصل، بادر رفاق الحزب الشيوعي في الأساسية برفع لافتات تحمل شعارات المناسبة، ووزعوا بيانات تعريفية وحلويات على المواطنين في الأسواق والمحال العامة، حيث لاقت المبادرة تفاعلاً إيجابياً واسعاً من الأهالي.

كما نظم فرع نينوى لاتحاد الشعراء الشعبيين وكتاب الأدب الشعبي أمسية شعرية وثقافية في مركز يحيى قاف الثقافي بالموصل، شهدت حضوراً لافتاً من أدباء المدينة ومثقفيها.

أما في بعشيقة، فقد جابت مجموعة من الرفاق الأسواق والمحال التجارية، موزعين الورود على أصحابها، كما رُفعت لافتات بالمناسبة في عدد من الأماكن العامة. وفي بلدة ألقوش، استقبل رفاق المنظمة في مقرهم عدداً من المهنئين، ورفعوا لافتات تعبّر عن تضامنهم مع الطبقة العاملة.

وفي قضاء الشيخان ومنطقة خورسيباد، قامت الرفيقة نوار مثنى بمبادرة رمزية مؤثرة، حيث وزعت الحلوى على العمال في أماكن عملهم، موضحة دور الحزب الشيوعي العراقي في الدفاع عن حقوق العمال، ومطالبته المستمرة بتحسين أوضاعهم المعيشية والمهنية.

المثنى

أقام اتحاد نقابات العمال في محافظة المثنى، بالتنسيق مع المكتب المهني في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي، طاولة إعلامية في قضاء الخضر، إحياءً لعيد العمال العالمي، وتقديراً لنضالات الطبقة العاملة.

وتضمنت الفعالية توزيع بيان اتحاد نقابات العمال وبيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بهذه المناسبة.

وفي تصريح لـ"طريق الشعب"، قال رئيس اتحاد عمال المثنى حسن حمود والي،  إن "الطبقة العاملة تمثل العمود الفقري لتقدم البلاد، ولها تاريخ نضالي طويل في محاربة الظلم والطغيان من أجل تحقيق مطالبها المشروعة، وفي مقدمتها توفير سبل العيش الكريم".

وأكد والي أن "بعض القوى المتنفذة تحاول تهميش دور العمال عبر تقليص التخصيصات المالية وإضعاف تأثيرهم في عملية الإعمار، لكن هذه المحاولات تُقابل دائماً بتحركات مطلبية فعالة وتفعيل القوانين التي توحد عمل النقابات العمالية، وتحفظ حقوق العاملين وتمنع تفتيت جهودهم".

****************************************

الشيوعيون في النجف يحتفلون بالذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

النجف - احمد عباس / رسول فاضل

نظمت محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي احتفالية بمناسبة الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب، بالتزامن مع عيد العمال العالمي، يوم الجمعة 2 أيار، على قاعة نقابة المعلمين في النجف.

بدأت الاحتفالية بالنشيد الوطني، ثم وقف الحضور دقيقة صمت إحياءً لأرواح شهداء الحزب الشيوعي العراقي. تلت ذلك كلمة المحلية التي ألقاها سكرتير المحلية الرفيق أحمد تويج، الذي تحدث عن التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحالي، مشيرًا إلى الأزمات السياسية والاقتصادية التي أدت إلى سيطرة مجموعة صغيرة من المتنفذين على السلطة والثروة، بينما يعاني الشعب العراقي من الفقر والبطالة وضعف مؤسسات الدولة.

وأضاف تويج "إن التغيير الشامل أصبح ضرورة وطنية ملحة، ويجب تعبئة الجماهير وقوى التغيير من أجل الخلاص من المنظومة الحاكمة وتحقيق دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية."

وبعد كلمة سكرتير المحلية، ألقى الزميل صالح العميدي كلمة تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف، التي أشاد فيها بدور الحزب الشيوعي العراقي في الدفاع عن مصالح الكادحين والمحرومين، ودعمه لقضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وشدد العميدي على أهمية توحيد جهود القوى المدنية والديمقراطية لمواجهة التحديات الراهنة والتصدي لنظام المحاصصة والفساد، والعمل من أجل إقامة دولة المواطنة والقانون.

كما ألقى الشخصية الوطنية والاجتماعية والأديب الدكتور باقر الكرباسي كلمة تحدث فيها عن دور الحزب بين المثقفين والأدباء ودعمه المستمر لهذه الفئة. ورافق ذلك كلمة منظمات الخارج التي ألقاها الرفيق عبد الرزاق الحكيم، الذي تناول فيها دور الحزب التاريخي، مشيرًا إلى دور منظمات الخارج في دعم العملية السياسية في الداخل.

وتخللت الاحتفالية مجموعة من الفقرات الفنية والثقافية التي أضفت أجواءً مميزة على الحفل. حيث قدم الشعراء وهاب شريف، ووسام الكناني، وحميد الياسري قصائد شعر شعبي تتغنى بالحزب، الوطن، والعمال. كما شارك الشاب محمد الرسام في فقرة الرسم الحر، حيث رسم صورة الشهيد الخالد سلام عادل، في عرض فني مميز على أنغام العود للفنان الكبير الأستاذ جعفر حمزة، الذي أمتع الحضور بوصلات غنائية تتعلق بالحزب والوطن والعمال.

وفي ختام الحفل، تم تكريم عدد من الرفاق والأصدقاء والمشاركين في الحفل تقديرًا لجهودهم ودعمهم المستمر للحزب.

واختتم الحفل بتعبير عن الأمل والتطلع لمستقبل أفضل للحزب والشعب والوطن.

*******************************************

الصفحة السابعة

عيد العمال ودواعي الاحتفال

 خليل إبراهيم العبيدي

الأول من ايار، يوما لا كل الأيام يتوحد فيه العالم برغم كل الاختلافات، والسبب كما ترى الماركسية وحدة ظروف العمل وتشابه المشتركات، كلها عوامل تخلق الطبقات، وتوحد أصحاب المصالح الجوهرية وتنشئ التناقضات، والاهتمام بهذا اليوم يذكرنا بمعاناة العمال على مدى اجيال، ويمدنا كل عام، بأسباب اقامة هذا الكرنفال.

الأساس التأريخي ليوم العمال

كان لحلول عصر التنوير أواخر القرن السابع عشر على إثر عصر النهضة ضد الملكية والكنيسة وأصحاب المصالح الاقتصادية من الاقطاعيين وأصحاب السلطة السياسية  وما تلاه من قيام الثورة الصناعية في أوربا الغربية ، تلك الثورة التي أتت على الأفكار الدينية والتي انتقلت بالعالم من الأفكار القديمة إلى عالم خلق الحاجات واقامة التصنيع، وتحولت الحياة الاجتماعية من مرحلة الإيمان بالغيبيات على يد الكنيسة وما لها من تأثير على طاقات العالم المادية إلى الإيمان بقوة المصانع وضوضاء الماكنات، وقد كان لأفكار  أصحاب المدرسة التقليدية أثرها المباشر في عملية تكوين الرأسمال وتحوله إلى عدو لدود لقوى العالم المنتجة واستغلاله لقوة عملها محققا ما يطلق عليه بفائض القيمة التي جاءت بنظريتها المدرسة الماركسية الحديثة، التي تحولت فيما بعد إلى معين يمد تلك القوى المنتجة بالقوة للدفاع عن مصالحها الطبقية، وهكذا تشكل أول اتحاد للعمال، يقول ماركس في كتابه بؤس الفلسفة في معرض رده على برودون  ( ص167--168 طبعة بيروت ) إن أول محاولات العمال ليتجمعوا مع بعضهم كانت على شكل اتحادات، وان الأحوال الاقتصادية حولت مجموعة سكان القرى إلى عمال، وخلق اتحاد رأسمال لهذه المجموعة حالة عامة ومصالح عامة وهذه المجموعة بحد ذاتها طبقة ضد الرأسمال، ففي هذا الصراع تتحد هذه المجموعة وتشكل طبقة لنفسها وتصبح المصالح التي تدافع عنها مصالح طبقة، لكن صراع طبقة ضد طبقة يكون صراعا سياسيا، وقد تجسدت أفكار ماركس هذه في حركات العمال الثورية التي بدأت في أوربا الغربية وقد كانت الشرارة من مدينة برمنكهام والتي تعد أول مدينة صناعية في العالم تلتها مانشستر مركز صناعات النسيج .

بريطانيا ونشوء الحركات العمالية

 أشكال التنظيمات العمالية في بريطانيا التي تبنت أول حركات العمال إلى جانب مجموعة سياسية نشطة أطلق عليها بمجموعة  ( شهداء تولبودل The Tolpuddle Martyrs) عام 1834 ---  1848 ، والتي كونت بدورها ما أطلق عليه بالحركات الچارتية او ( الحركات الميثاقية chartism movements ) مشتقة من كلمة ميثاق بالإنكليزية، وكانت هذه الحركة تنادي بالإصلاح السياسي تحت رؤية ميثاق الشعب، وتعد أول حركة عمالية حاشدة في العالم،  وكان لانتشار افكار هذه الحركة وصدور البيان الشيوعي عام 1848، والذي جاء فيه ما يحرض العمال على الثورة الأثر الحقيقي في تقوية شوكة العمال، وقد جاء في البيان الشيوعي ، أن البرجوازية لم تصنع فحسب الأسلحة التي تودي بحياتها بل أنجبت الرجال الذين يستعملون هذه الأسلحة العمال المضربين او البروليتاريين ، وقد أخذت هذه الحركات تنمو وتتطور ، وراحت تتنظم لتخلق أول اشكال التنظيم النقابي ، ولعل الاستغلال الرأسمالي البشع للشغيلة وإنكار دور قوة عملها وما لهذه القوة الانتاجية من دور مهم في نمو المصانع وتراكم رأس المال، وقد تشكلت التنظيمات العمالية بفعل عوامل وحدة الظروف الانتاجية او ما اطلقت عليه الماركسية بالطبقة العاملة التي وحدتها ظروف العمل وجمعتها التنظيمات النقابية الحديثة التي رفعت العلم الأحمر لأول مرة في التاريخ والذي نال تأييد الحركات الاشتراكية العالمية والذي انتقل بدوره إلى العالم الجديد مع هجرة البريطانيين إلى شمال القارة الأمريكية، وبعد قيام النهضة الصناعية في الولايات المتحدة انتقلت أمراض الرأسمالية المزمنة إلى هذه البلاد بعد توحيدها والقائمة على الاستغلال الرأسمالي للطبقة  العاملة.

العمال وظروف العمل  في الولايات المتحدة

كان لطول ساعات العمل التي تربط ظلام الفجر ببدايات الليل، ولسوء ظروف الانتاج في مصانع أوربا ومعامل الولايات المتحدة، ولسوء حالة العمال المعاشية جراء أجر الكفاف، أن بدأت حركة عمالية نقابية مطلبية، تطالب بتخفيض ساعات العمل إلى عشر ساعات أول الأمر، وزيادة الأجور بعد أن كان أجر العامل 1،5دولار لعمل يوم واحد ولمدة تفوق العشرة ساعات، وتوفير مستلزمات الأمن الصناعي حفاظا على أرواح العمال. كل هذه العوامل يضاف إليها انتشار الفكر اليساري في العالم الجديد، أن توحدت جموع العمال تحت قيادة اتحاد نقابات العمال في تلك الولايات ودعا الأخير عام 1886 إلى اضراب في الأول من أيار المطالبة بأن يكون يوم العمل محددا فقط بثماني ساعات وقد شارك في هذا الإضراب ما يناهز نصف مليون عامل، وفي الثالث من أيار اقتحمت الشرطة موقع الاضراب وقد تم جراء الاقتحام قتل ثلاثة عمال في مدينة شيكاغو حيث تظاهر أكثر من أربعين ألف عامل، وفي اليوم التالي واثناء التجمع العمالي الحاشد انفجرت قنبلة بين الحشود، قتل على إثر الانفجار سبعة من أفراد الشرطة وعدد من العمال المضربين إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، وفي العام 1887 تمت إحالة عدد من العمال إلى المحاكم، وتم الحكم بالإعدام على أربعة منهم، وظل العمال في تناحر مستمر مع السلطات الحكومية ثأرا للعمال.

الأممية الثانية والاحتفال بعيد العمال

تشكلت الأممية الثانية في باريس في الرابع عشر من تموز عام 1889 على إثر الأممية الأولى ، وقد كتب إلى مؤتمرها رئيس اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة داعيا إياها إلى توحيد نضال العمال وطالبها بمطالبة الدول لتحديد ساعات العمل، وبفعل زخم الحركة الشيوعية العالمية بفضل البيان الشيوعي المكرس لحقوق العمال فقد قرر المؤتمر الاستجابة لهذه المطالب، وفي عام 1904 دعا مؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد في مدينة امستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية في جميع أنحاء العالم سيما المنظمات الاشتراكية منها إلى عدم العمل في اليوم الأول من أيار من كل عام، والعمل على جعله عطلة وطنية في كل دول العالم، وفي عام 1935 باركت الكنيسة الكاثوليكية هذا اليوم، واعتبرته عيدا مقبولا،  وقد كان لهذه المباركة أن شكلت زخما إضافيا لقوة تأثير الأحزاب الشيوعية والاشتراكية والعمالية على عواصم العالم ، أما في الولايات المتحدة فقد تم الاعتراف بهذا اليوم ولكن جعلته في الاثنين الأول من ايلول من كل عام، وقد اسمته عيد العمل ( لا عيد العمال ) وقامت كندا هي الأخرى بتسميته بيوم العمل تبعا للولايات المتحدة، غير أن الشيوعيين والاشتراكيين الأمريكيين ونقابات العمال ظلوا جميعا يحتفلون في الأول من ايار من كل عام على أنهم عيدهم الوطني الأمر الذي دفع بالكونغرس الأمريكي، وفي خضم المظاهرات العارمة التي اندلعت في كل من ولايتي شيكاغو وسياتل ومدينة نيويورك وولايات أخرى، نعم  ، دفعت هذه الحركات الشعبية بالكونغرس بإصدار قرار عام 1958 أعتبر فيه هذا اليوم  يوم وفاء لذكرى شهداء ولاية شيكاغو،  وأعلن اثر ذلك الرئيس الأمريكي آنذاك الجنرال آيزينهاور أن الأول من أيار من كل عام إجازة رسمية .

الآثار القانونية للاعتراف بحقوق العمال

كان لنضال الطبقة العاملة في عموم كوكبنا، أن تم الاعتراف بالأول من ايار من كل عام عيدا عالميا تخطت فيه تلك الطبقة وحدة الدول وسيادتها إلى وحدة الطبقة العاملة وتشابه ظروف عملها، وكان لذلك النضال أن توج العالم اعترافه بحقوقهم في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وانشأت الامم المتحدة منظمات تعتني بالعمال وتصدر اللوائح والتعليمات، لتطبيق مفاهيم حق العمل وحق تحديد الساعات، وحق العامل للعمل في ظروف تليق بالإنسان، وحقه في تشكيل النقابات، وحق الإضراب والاعتصام. وصارت الدول تصدر قوانين العمل وتلتزم بالتشريعات.

إن يوم الأول من أيار صار رمزا لوحدة العالم رغم تباين الأنظمة الاقتصادية واختلاف النظم السياسية، وأصبح عيدا تحتفل به جميع الامم، (سمي بعيد العمال) ترفع فيه قامة العامل ويقام فيه الاحتفال، بورك العيد وبورك الكرنفال.

*******************************************

ستوكهولم تشهد مسيرات حاشدة : إحياءً ليوم العمال العالمي

طريق الشعب: ستوكهولم

شهدت شوارع العاصمة السويدية ستوكهولم مسيرات حاشدة في شوارعها الرئيسية لإحياء الأول من آيار عيد العمال العالمي، وساهمت الأحزاب السياسية اليسارية العربية والأجنبية، وحضرها أبناء الجالية العراقية وشاركت منظمة حزبنا الشيوعي العراقي والكردستاني والتيار الديمقراطي وممثلو عدة جمعيات في الاحتفالات التي تحيي الأول من آيار، يوم التضامن الأممي مع نضال الطبقة العاملة حيث انطلقت مسيرات كبرى وبدأ التجمع في ساحة ميدبورياربلاتسن في المسيرة التي نظمها حزب اليسار السويدي والنقابات السويدية، والتي انطلقت إلى وسط العاصمة حيث التجمع الرئيسي والحفل الخطابي الكبير في الحديقة الملكية، كما نظم الحزب الشيوعي السويدي احتفالية خطابية في منطقة سلوسن وسط ستوكهولم.

وخلال المسيرات هتفت الجماهير ضد الرأسمالية والاستغلال الجشع لقوة العمال وطالبت بعالم تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية والسلام والأمن، عالم بلا حروب، كما تخللت الهتافات والخطابات شعارات تطالب بوقف الحرب في غزة، وحماية الأطفال وتقديم المساعدات الانسانية للفلسطينيين. كما تخللت المسيرات الموسيقى التي كانت تعزف النشيد الأممي، وفرق أخرى شاركت بمختلف الفعاليات والجميع يرفع الأعلام التي تمجد الأول من آيار ونضالات الطبقة العاملة من أجل غدٍ أفضل للبشرية.

********************************************

عمال قطاع الدولة بين البطالة المقنعة وتدني مستوى المعيشة

متابعة: طريق الشعب

يواجه عمال القطاع الحكومي في العراق تحديات متفاقمة تؤثر على أدائهم واستقرارهم المعيشي، وتنعكس سلبًا على الاقتصاد الوطني. ويعّد تأخر صرف الرواتب بحجة نقص السيولة من أبرز المشكلات التي يعاني منها هذا القطاع حاليًا، حيث شهدت الأشهر الماضية تأخيرات متكررة في صرف الرواتب، مما أثار قلقًا واسعًا بين ملايين العاملين الذين يعتمدون عليها كمصدر دخل أساسي. وتُعزى هذه التأخيرات إلى نقص السيولة المالية وسوء التخطيط، الأمر الذي سيؤدي استمراره إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للعمال ويزيد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.

وفي الوقت الذي يعاني فيه الجهاز الحكومي من تضخم في أعداد الموظفين، حيث تشير التقديرات إلى وجود نحو 7 ملايين موظف ومتقاعد يتقاضون رواتب من الدولة، وهو عدد يفوق بكثير الحاجة الفعلية، ويشير إلى انتشار ظاهرة البطالة المقنعة، ويترك تأثيرات سلبية على كفاءة وإنتاجية المؤسسات الحكومية، تُعد ظاهرة “الموظفين الفضائيين” الذين تقدر عددهم بعض التقارير بما يقترب من مليون شخص، من أبرز أشكال الفساد الإداري والتخريب الذي يعيشه هذا القطاع.

إن وجود كل هذه التحديات تتطلب الإسراع بتنفيذ إصلاحات جذرية، يتم فيها اعادة هيكلة الجهاز الإداري وتطبيق خطط واضحة لتطوير الكوادر البشرية عبر التدريب والتأهيل المستمر، واستثمار طاقات العمال في رفع الإنتاجية ومكافحة الفساد وفوضى القوانين وتقاطعها، مع التركيز على تحسين المستوى المعاشي للعمال وتوفير كل الخدمات الأساسية لهم.

******************************************

الأول من أيار.. صوت العمال في زمن الفوضى والاحتكار

محمد راسم قاسم

في كل عام، حين يحل الأول من أيار، تعود إلى الواجهة ذكرى يومٍ لم يعد مجرد احتفال رمزي بقدر ما هو مناسبة مشحونة بالدلالات الاجتماعية والسياسية والتاريخية. إنه يوم العمال العالمي، اليوم الذي اختارته الطبقة العاملة منذ أواخر القرن التاسع عشر لتعلن من خلاله وجودها وحقوقها، وترسخ موقعها كقوة فاعلة في المجتمع. ومنذ ذلك الحين، غدا هذا اليوم أحد أعمدة الوعي التقدمي العالمي، مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بنضالات الحركات العمالية والنقابات والأحزاب اليسارية التي جعلت من قضايا الكادحين جوهراً لبرامجها السياسية.

وترجع جذور هذا اليوم إلى نضالات العمال الأميركيين في شيكاغو عام 1886، حين أضربوا للمطالبة بيوم عمل من ثماني ساعات، وتعرضوا لقمع دموي فيما عُرف بـ"مجزرة هايماركت". سرعان ما انتشر صدى هذه الانتفاضة في أرجاء العالم، وتبناها العمال في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا كرمز للكفاح ضد الاستغلال الطبقي. ومنذ ذلك الحين، أصبح الأول من أيار يوماً عالمياً للتظاهر والتأمل والتعبئة السياسية، لا مجرد احتفال شكلي.

ما كان لهذا اليوم أن يترسّخ في الوجدان العالمي لولا تبنيه من قبل الأحزاب التقدمية، خاصة الاشتراكية والشيوعية والديمقراطية الاجتماعية، التي أدركت أن النضال العمالي ليس فقط مطلباً نقابياً، بل تعبير عن صراع عميق بين الطبقات. غدا الأول من أيار لحظة سنوية لإعادة تأكيد وحدة مصير العمال، وتجديد الالتزام بالعدالة الاجتماعية.

وفي العالم العربي، لعبت الأحزاب اليسارية دوراً محورياً في تحويل هذا اليوم إلى منبر للمطالبة بالحقوق، ومواجهة الاستعمار والرجعية والتبعية الاقتصادية. وفي العراق خاصة، شكل الأول من أيار جزءاً من الذاكرة النضالية لحركات عمالية تصدت لقمع الأنظمة المتعاقبة، وسعت لبناء وعي طبقي رغم ظروف القمع والتهميش.

لكن أهمية هذا اليوم تتضاعف حين ننظر إلى الواقع العراقي المعاصر. في ظل الفوضى السياسية، والانقسام الطائفي، والفساد المستشري، وغياب الرؤية الاقتصادية، تبدو الطبقة العاملة العراقية اليوم مجردة من أدوات الحماية. فبين بطالة مرتفعة، وشلل في القطاعات الإنتاجية، وانتشار واسع للوظائف الهشة والعمل بلا ضمان، تتحول معاناة العامل إلى عنوان يومي.

الأكثر مأساوية هو أن هذا الاستغلال لا يقتصر على سوق العمل، بل يمتد إلى الأسواق نفسها، حيث يتحكم المحتكرون بالأسعار في غياب رقابة الدولة، فيستنزف دخل المواطن بلا مبرر سوى جشع رأس المال المحلي وشبكات النفوذ السياسي. وهذا ما يجعل من الأول من أيار فرصةً حقيقية للتعلم والوعي، للتفكر في بنية الاقتصاد الذي يحاصر الفقراء، ويحولهم إلى وقود لنظام يعيش على الاستغلال والنهب المنظم.

في هذا السياق، لا بد أن نستعيد كلمات المفكرين الذين انشغلوا بكرامة العامل، وبحقه في حياة لا تختزل في العرق والحرمان. حيث يقول كارل ماركس: "العمال لا يملكون إلا أن يبيعوا وقتهم، لكن من يشتري هذا الوقت يملك أن يستغلهم إلى أقصى حد. هذا ليس تبادلاً حراً، بل استغلال مقنن."

ويحذر أنطونيو غرامشي: "أخطر الأوقات هي تلك التي لا يعي فيها الناس أنهم مستغَلون، بل يتوهمون أن معاناتهم قدر."

أما المؤرخ إريك هوبزباوم فيؤكد: "الأول من أيار هو اليوم الوحيد الذي يمتلك فيه الكادحون زمام التاريخ، لا كضحايا بل كصانعين له."

ويضيف بول لافارغ، ساخراً بمرارة: "ليس العمل وحده ما يُستغل، بل حتى الراحة تُصادر من الفقراء باسم الإنتاجية."

هذه الكلمات ليست مجرد شعارات تاريخية، بل نداءات متجددة يمكن أن تمنح اليوم معناه الحقيقي في عراق غارق في اللامساواة والاحتكار السياسي والاقتصادي.

لذا فيعتبر اليوم الاول من أيار، ليس فقط يوماً للذكرى، بل منارة في زمن معتم، وجرس إنذار في وجه الصمت والتواطؤ. إنه اليوم الذي يجب أن يستعاد فيه صوت العامل، لا في الشعارات الجوفاء، بل في السياسات العادلة، وفي التنظيم النقابي الحقيقي، وفي الوعي الجمعي الذي لا يقبل الاستعباد.

في عراق اليوم، الأول من أيار يجب أن يتحول إلى منصة للمحاسبة، وإعادة بناء التضامن الاجتماعي، وصياغة خطاب سياسي واقتصادي يجعل من الإنسان العامل لا ضحية، بل شريكاً في إعادة بناء وطنه، بعيداً عن هيمنة رأس المال وتحالفات الطوائف.

********************************************

الصفحة الثامنة

57 شهيداً بسبب الجوع.. معظمهم من الأطفال وكبار السن والمرضى الأمم المتحدة للفلسطينيين: معاناتكم عارٌ علينا

متابعة – طريق الشعب

حذّر مستشفى الكويت التخصصي في غزة، من توقف عملياته معلنا أن "المخزون الطبي لديه يكفي بالكاد أسبوع واحد".

وقال المستشفى في بيان: هناك انهيار وشيك للمنظومة الصحية بسبب النقص الشديد في الأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وكشف المستشفى أن "أكثر من 75 بالمئة من الأدوية الأساسية في مستودعاته باتت مفقودة"، ما تسبب في تراجع خطير بقدرة الطواقم الطبية على تقديم الخدمات العلاجية للمرضى، وفق البيان ذاته.

واستقبلت مستشفيات غزة خلال 48 ساعة أكثر من 77 شهيد و275 مصاباً، وتشير مصادر صحفية الى وجود عدد كبير من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يصعب الوصول اليها.

وإجمالا، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52 ألفا و495 شهيدا و118 ألفا و366 إصابة منذ تشرين الاول 2023.

يتدافعون للحصول على أجل الغذاء

استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال الإسرائيلي تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقالت ألبانيزي في منشور على موقع إكس "لماذا؟ بعد 19 شهرا من عنف الإبادة و60 يوما لم تدخل فيها حبة أرز واحدة إلى غزة، يُصوَّر الفلسطينيون للعالم وهم يتدافعون للحصول على الغذاء كما لو كانوا يلهثون لالتقاط أنفاسهم".

وتابعت "أهل غزة. أيها الفلسطينيون. جوعكم اليوم هو عارنا. لا ينبغي أن نمكّن من الاطلاع على معاناتكم إن كنا بهذه اللامبالاة والتقاعس والأنانية والفساد بحيث لا نستطيع وقفها فورا".

وشدد برنامج الأغذية العالمي في منشور على منصة "إكس" على الحاجة الماسة إلى دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وقال برنامج الأغذية العالمي، أمس، إن "مخزوناتنا في غزة نفدت، والمساعدات على مقربة منا، لكن المعابر الحدودية لا تزال مغلقة". وأضاف: "الملايين في غزة يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة".

الغذاء سلاح حرب!

وأُعلن في غزة يوم أمس عن استشهاد الطفلة جنان صالح السكافي جراء سوء التغذية والجفاف في مستشفى الرنتيسي غربي مدينة غزة، وذلك بعد شهرين من منع الاحتلال الإسرائيلي دخول الغذاء والدواء إلى القطاع المحاصر وسط استمرار حرب الإبادة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة في بيان، إن "عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية الحاد ارتفع إلى 57 شهيدا منذ بدء الحرب، غالبيتهم العظمى من الأطفال وبينهم مرضى وكبار بالسن". وأدان المكتب بأشد العبارات "استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استخدام الغذاء كسلاح حرب، وفرضه حصارا خانقا على أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة عبر إغلاق المعابر بشكل كامل لليوم الـ 63 على التوالي".

وأضاف أن عدد الشهداء جراء التجويع مرشح للزيادة "في ظل استمرار جريمة إغلاق المعابر بشكل كامل، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية وحليب الأطفال والمكملات الغذائية وعشرات الأصناف من الأدوية".

نظام جديد لتوزيع المساعدات

أفاد موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر أميركي بقرب التوصل إلى اتفاق بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وذكر الموقع، ان "الاتفاق يشمل الولايات المتحدة وإسرائيل وممثلين عن مؤسسات دولية ويتعلق بكيفية وصول المساعدات إلى غزة دون سيطرة حماس عليها"، بحسب قوله.

وأكد مسؤولون إسرائيليون أن "إمدادات الغذاء في غزة ستنفد بالكامل خلال 3 إلى 4 أسابيع"، وأضاف أن "رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المناقشات بشأن النظام الجديد لتوزيع المساعدات بغزة".

وذكر أكسيوس نقلا عن مصدر وصفه بالمطلع إن "الآلية الجديدة تلبي هدف ترامب بدخول المساعدات إلى غزة مع الالتزام بالتوجيهات الإسرائيلية".

مخطط استيطاني جديد

وكشف تقرير فلسطيني أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس السبت، عن مخطط إسرائيلي كبير، يشمل شق مئات الكيلومترات من الطرق، لربط المستوطنات المقامة بالضفة الغربية المحتلة، مع المدن الإسرائيلية داخل أراضي العام 1948.

وذكر التقرير، أنه "خلال العام 2024 خصصت حكومة الاحتلال 3.1 مليارات شيقل (838 مليون دولار) لشق مئات الكيلومترات من الطرق الجديدة والداخلية، بهدف ربط المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، بالمدن داخل أراضي العام 1948".

واعتبر أن "ذلك المخطط من شأنه المساهمة في تنفيذ مشروع الضم الإسرائيلي، ويخلق واقعا ميدانيا يصعب تغييره"، كما يؤثر بشكل مباشر على حياة الفلسطينيين، بتقطيع أوصال مدنهم وبلداتهم وقراهم، وزيادة عزلها عن محيطها.

وبين أن المشروع "سيؤدي لتغيير معالم الضفة الغربية، ويدفع قدما نحو فرض السيادة الإسرائيلية فعليا على المناطق المصنفة ج".

وأشار المكتب الوطني أنه، "وفقا لتصريحات حكومة الاحتلال فإن الهدف هو تثبيت مليون مستوطن في الضفة، وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات".

ووفق تقارير فلسطينية، فإن "عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية".

***************************************

لجنة أممية: التدخل الإسرائيلي يهدد السلام الهش في سوريا

دمشق - وكالات

اعتبرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، أن التدخل الإسرائيلي يهدد السلام الهش في سوريا، محذرة من "تزايد خطر تفاقم الضرر بالمدنيين بسبب استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية في جميع أنحاء الأراضي السورية".

كما اعتبرت أن "الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا والتهديد بمزيد من التدخل العسكري واستمرار توسيع احتلالها للجولان السوري ومحاولاتها تقسيم المجتمعات تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا".

وذكرت أن "تنامي التحريض وخطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي يؤجج "العنف ويهدد التماسك الاجتماعي الهش في سوريا".

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتهاك إسرائيل لسيادة سوريا، بما في ذلك الغارة الجوية الأخيرة قرب القصر الرئاسي في دمشق. وأكد ضرورة أن تتوقف هذه الهجمات وأن تحترم إسرائيل سيادة سوريا ووحدتها وسلامتها الإقليمية واستقلالها.

ودعا الأمين العام "بصورة قاطعة، جميع الأطراف المعنية إلى وقف جميع الأعمال العدائية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد".

وناشد الأمين العام سلطات الإدارة المؤقتة في سوريا التحقيق بشفافية وعلانية في جميع الانتهاكات.

في السياق أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أنه "انتشر في جنوب سوريا"، قائلا: إنه "على استعداد لمنع دخول قوات معادية إلى المناطق الدرزية". وأورد في بيان مقتضب أنه "يواصل متابعة التطورات مع الحفاظ على الجاهزية للدفاع ولمختلف السيناريوهات"، من دون أن يوضح عديد القوات المنتشرة أو نطاق انتشارها.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان: "تم إجلاء 5 مواطنين سوريين دروز ليلاً لتلقي العلاج في إسرائيل".

****************************************

في مواجهة غطرسة ترامب.. أمريكا اللاتينية مرتاحة لفوز الليبراليين في كندا

رشيد غويلب

أعربت حكومات البرازيل وتشيلي والمكسيك بوضوح عن سعادتها بفوز رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت في البلاد في 28 نيسان الفائت. حصل حزب كارني الليبرالي على 43,7 في المائة من الأصوات، منحته 169 من أصل 343 مقعدا. ويحظى الحزب الليبرالي بدعم "الحزب الديمقراطي الاجتماعي الجديد"، الذي حصل على 7 مقاعد، لتشكيل الحكومة الجديدة.

هنأ الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا كارني على فوزه في بيان مطول وتمنى "للشعب الشقيق في كندا" دورة جديدة من الرخاء. وقال لولا "دعونا نعمل على تعزيز العلاقات الثنائية وديمقراطياتنا".

وأعرب لولا عن عزمه تعميق التعاون الثنائي "في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل تعزيز وحماية حقوق الإنسان أو مكافحة تغير المناخ". ويسعى أيضًا إلى التوصل إلى اتفاقية تجارية بين دول مجموعة” ميركوسور" الأمريكية اللاتينية وكندا. وقال لولا في بيان "نحن مهتمون بأحراز تقدم في المفاوضات بشأن اتفاقية تجارية بين ميركوسور وكندا لتنويع وتوسيع تبادلاتنا التجارية".

وهنأت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم كارني على انتصاره "نيابة عن الشعب المكسيكي" خلال مؤتمرها الصحفي الصباحي في القصر الوطني في اليوم التالي لإعلان النتائج. وأكدت شينباوم أيضا نيتها "مواصلة العمل بشكل وثيق" مع كندا، باعتبارها شريكا تجاريا.

وهنأ الرئيس التشيلي غابرييل بوريك كارني أيضًا على فوزه، "في وقت صعب، بشكل خاص، بالنسبة لبلاده ". وأكد بوريك: "إن لدينا قناعة مشتركة، بأن العلاقات التجارية المستقرة ضرورية لرفاهية شعوبنا". وان حكومته "ملتزمة بمواصلة تعزيز العلاقات بين بلدينا على أساس الثقة والتعاون".

معا لمواجهة ترامب

تعد البرازيل والمكسيك أكثر دول امريكا اللاتينية اكتظاظاً بالسكان. يبلغ عدد سكان البرازيل قرابة 215 مليون نسمة، ويبلغ عدد سكان المكسيك قرابة 130 مليون نسمة، في حين يسكن تشيلي 20 مليون نسمة، وهي الدولة صاحبة أكبر ناتج اجمالي محلي في أمريكا اللاتينية (قرابة 17 ألف دولار أمريكي لكل مواطن). وتعد كندا والمكسيك من بين الدول التي تعاني أكثر من غيرها من السياسات العدوانية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التبادل التجاري والتعريفات الكمركية. إن الاتفاق المحتمل مع المكسيك أو دول ميركوسور قد يؤدي إلى تقليص الاعتماد الاقتصادي لكندا على الولايات المتحدة. وتتأثر البرازيل وتشيلي أيضًا بالحرب الكمركية وتبحثان عن بدائل لتوسيع الأسواق والمشاركة في التجارة العالمية.

ووصلت التهاني لكارني من رئيسة المفوضية الأوروبية أورزلا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. وأعربت الصين عن استعدادها لتحسين العلاقات مع كندا، التي كانت متوترة لسنوات.

انتخابات في ظروف استثنائية

جرت الانتخابات البرلمانية في أوضاع طغت عليه تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد كندا، وعلى الرغم من فوز الليبراليين، لكنهم فشلوا في تحقيق الأغلبية البرلمانية المطلقة. دعا كارني بلاده إلى إظهار الوحدة تجاه الولايات المتحدة. وقال في خطاب النصر الذي ألقاه في أوتاوا إن كندا يجب ألا "تنسى أبدا دروس" "الخيانة" التي ارتكبتها الولايات المتحدة.

لقد جرت الانتخابات البرلمانية على خلفية سياسة التعريفات الكمركية العدوانية التي تنتهجها الولايات المتحدة وتهديدات ترامب بجعل كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة. وبعد وقت قصير من فتح مراكز الاقتراع، كرر ترامب تصريحات مماثلة على منصته الخاصة. ورفض كارني وبواليفير هذه التهديدات بشدة.

وقال كارني في خطاب النصر: "علاقتنا السابقة مع الولايات المتحدة انتهت" لأن "الرئيس ترامب يحاول كسرنا من أجل امتلاكنا". وأضاف "سننتصر في هذه الحرب التجارية". وفي الوقت نفسه، هيأ مواطنيه لأوقات صعبة. هناك "أشهر صعبة" تنتظرنا، "وسوف تتطلب التضحيات".

وأعلن زعيم المعارضة بواليفير أن حزبه "سيعمل مع رئيس الوزراء وجميع الأحزاب للدفاع عن مصالح كندا والتوصل إلى اتفاق تجاري جديد يترك هذه التعريفات خلفه ويحمي سيادتنا".

لقد ركز كارني، الذي تولى السلطة منذ منتصف آذار، خلفا لرئيس الوزراء المستقيل جاستن ترودو الذي تولى الحكم لفترة طويلة، في حملته الانتخابية بالكامل على ترامب. قدم الرجل نفسه باعتباره المرشح الأفضل لمواجهة رئيس الولايات المتحدة. وقد ابتعد، خلال الحملة الانتخابية عن سلفه ترودو.

وقال وزير الثقافة الكندي ستيفن جيلبو إن "الهجمات العديدة" التي شنها ترامب على الاقتصاد الكندي و"سيادتنا" ساهمت في فوز الليبراليين في الانتخابات.

بدأ كارني مسيرته المهنية كمصرفي استثماري في غولدمان ساكس في نيويورك ولندن وطوكيو وتورنتو. من عام 2008 إلى عام 2013، وفي البداية أثناء الأزمة المالية العالمية، كان رئيسًا للبنك المركزي الكندي. ثم أصبح رئيسًا لبنك إنكلترا، وهو أول أجنبي يتولى هذا المنصب في تاريخ بريطانيا، وشغل كارني لاحقًا منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة بشأن تمويل ملف المناخ.

********************************************

تصنيف حزب «البديل من أجل ألمانيا} يمينيا متطرفاً

برلين - وكالات

أعلن جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني، تصنيف حزب "البديل من أجل ألمانيا" حزبا يمينيا متطرفا، ويتيح هذا التصنيف لأجهزة الاستخبارات تقليص القيود القانونية التي كانت تمنعها من استخدام أدوات لمراقبة الحزب، مثل التنصت على المكالمات الهاتفية وتجنيد عملاء سريين داخل الحزب.

وقال إن "القرار اتُّخذ بناء على محاولات (تقويض النظام الديمقراطي الحر) في ألمانيا، مشيرا إلى سلسلة من التصريحات المعادية للأجانب والأقليات، خصوصا المسلمين، من قبل قيادات بارزة في الحزب".

وأكد الجهاز، في تفسيره للقرار، أن "الحزب يهدف إلى استبعاد فئات سكانية معينة من المشاركة المتساوية في المجتمع"، مشيرا إلى أن "البديل من أجل ألمانيا لا يعتبر الألمان من أصول مهاجرة من دول ذات أغلبية مسلمة أعضاء متساوين في الشعب الألماني".

وسارعت قيادة الحزب إلى التنديد بالقرار، واصفة إياه بأنه "ضربة موجعة للديمقراطية"، وتعهدت بالطعن عليه قضائيا.

*******************************************

موسكو: زيلينسكي إرهابي دولي 

كييف - وكالات

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "بلاده لا تضمن أمن القادة الأجانب الذين سيزورون موسكو في التاسع من أيار الجاري للمشاركة في احتفال روسيا بيوم النصر، مشيرا إلى احتمال وقوع حوادث أمنية".

وقال زيلنيسكي: لا نعرف ما ستفعله روسيا في هذا التاريخ؛ قد تتخذ إجراءات مختلفة، كحرائق وانفجارات، ثمّ تتهمنا". وتابع "لا يمكننا تحمل مسؤولية ما يحدث على أراضي الاتحاد الروسي. هم يضمنون سلامتكم". وذلك بحسب وكالة الصحافة الفرنسية التي بينت ان التصريح حظر نشره الجمعة وسمح بنشره أمس السبت.

وردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على ذلك بالقول: ان حديث زينليسكي" يعتبر تهديدا مباشرا.

وأضافت زاخاروفا: "التصريحات التي أدلى بها زيلينسكي لتوه ليست محض صدفة بتاتا، بل هي تهديد تقليدي من إرهابي دولي".  وتابعت "ولهذا السبب بالذات رفض رأس النظام في كييف، في إحدى المقابلات الصحفية، الهدنة التي اقترحها رئيس روسيا خلال الأيام التي ستجري فيها الفعاليات الاحتفالية بمناسبة النصر في الحرب الوطنية العظمى، وهدد بشكل لا لبس فيه زعماء العالم الذين يخططون لزيارة موسكو في 9 أيار". في السياق، تبادلت أوكرانيا وروسيا ليلة الجمعة - السبت ضربات بمئات المسيّرات، ونقلت وكالة رويترز عن مصادر رسمية أوكرانية أن روسيا هاجمت البلاد بصاروخين و183 مسيّرة الليلة الماضية.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية اعترضت 170 مسيرة أوكرانية و14 زورقا بحريا مسيرا خلال الليلة نفسها.

********************************************

الصفحة التاسعة

6 أسماء أجنبية لتدريب أسود الرافدين

متابعة ـ طريق الشعب

حسم رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، يوم السبت، الجدل الدائر بشأن إمكانية توليه تدريب المنتخب الوطني في المباراتين المتبقيتين ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، مؤكداً أن "قيادته للمنتخب مستبعدة تماماً".

وقال درجال: "لن أدرب المنتخب العراقي، وأؤكد ذلك للذين يترقبون تدريبي لأسود الرافدين"، مشيراً إلى أن الاتحاد العراقي لكرة القدم "اقترب من التعاقد مع مدرب أجنبي".

وأضاف: "قرار قيادتي للمنتخب كمدرب أمر صعب جداً بل شبه مستحيل، ونتجه حالياً نحو التعاقد مع مدرب أجنبي، حيث نناقش عدداً من الأسماء المهمة على الساحة التدريبية".

وأوضح درجال أن بعض أعضاء الاتحاد وعدداً من المختصين طرحوا اسمه لتولي المهمة، معبراً عن شكره لثقتهم، إلا أنه شدد على أن توليه المهمة "شبه مستحيل".

من جانبها، كشفت لجنة المنتخبات في الاتحاد أسماء المدربين الأجانب المرشحين لقيادة المنتخب، وهم: الأرجنتيني هيكتور كوبر، والإسباني فيليكس سانشيز، والبرتغالي باولو سوزا، والإسباني ماركو لوبيز، والأسترالي غراهام أرنولد، والبرتغالي كارلوس كيروش.

وتضم لجنة اختيار المدرب كلاً من: رئيس الاتحاد عدنان درجال، ونائب الرئيس يونس محمود، إضافة إلى الأعضاء محمد ناصر، وغانم عريبي، وخلف جلال.

يذكر أن درجال تولى تدريب المنتخب العراقي عام 1992، كأصغر مدرب في تاريخ المنتخب بعمر 32 عاماً، وحقق نتائج جيدة خلال فترة امتدت لنحو عام ونصف قبل ان يخفق في التأهل الى مونديال أمريكا 1994، كما درب نادي الوكرة القطري في عام 2012.

**************************************

ذهبيتان وفضية للملاكمة العراقية في بطولة وادي بورا الدولية بإيران

متابعة ـ طريق الشعب

أحرز منتخب العراق للملاكمة، ثلاث ميداليات ملوّنة في بطولة وادي بورا الدولية الجارية في إيران، بعد تألق لافت للملاكمين محمد ستار، وقاسم حمدان، وعبد الحكيم كاظم.

وأكد رئيس الاتحاد العراقي للملاكمة، علي تكليف، أن الملاكمين قاسم حمدان ومحمد ستار حققا الميداليتين الذهبيتين في وزني 65 و60 كغم، بعد فوزهما على ملاكمين من تركيا وإيران، فيما نال زميلهما عبد الحكيم كاظم الميدالية الفضية في وزن 91 كغم.

ووصف تكليف ما تحقق بـ "الإنجاز الكبير للملاكمة العراقية"، مشيرًا إلى أن كاظم كان قريبًا من إحراز الذهب لولا الإصابة التي تعرض لها في النزال النهائي أمام الملاكم التركي، حامل برونزية العالم وذهبية أوروبا. وأضاف أن "الاتحاد يثمّن الأداء العالي الذي قدمه الملاكمون الثلاثة، ويشيد بروحهم القتالية، خصوصاً ما أظهره كاظم في مواجهة شرسة أمام بطل عالمي"، معتبراً أن الفوز بالفضية في هذا السياق "يُعد إنجازًا مهمًا يُضاف إلى سجل العراق الرياضي".

**********************************************

القوس والسهم العراقي يتألق في البطولة العربية

متابعة ـ طريق الشعب

حقق المنتخب العراقي للقوس والسهم إنجازًا تاريخيًا في البطولة العربية الرابعة عشرة، التي اختتمت فعالياتها يوم أمس في مدينة الحمامات التونسية، بعد أن توج فريق الرجال بذهبية فعالية القوس المركب، ليسجل العراق حضوره البارز في سجل أبطال اللعبة عربياً.

وفي بيان لاتحاد القوس والسهم، نقلته اللجنة الأولمبية الوطنية أكد أمين عام الاتحاد كريم حمد أن اللاعبة فاطمة سعد أضافت إنجازًا جديدًا بحصولها على الميدالية الفضية في منافسات الفردي العام، فيما نال اللاعب سمير عادل من منتخب الشباب الفضية أيضًا في فعالية القوس المركب.

وأضاف البيان أن اللاعبين علي حمد وأحمد كريم، من منتخب الشباب، أحرز كل منهما الميدالية البرونزية في منافسات الفردي، بينما نجح منتخب الشباب كذلك في انتزاع البرونزية ضمن المسابقة الفرقية.

وفي فئة الفرق المختلطة، أحرز اللاعب إسحاق إبراهيم، إلى جانب الثنائي فاطمة سعد ووليد حميد، ميداليتين برونزيتين أضافتا المزيد من الوهج إلى مشاركة العراق اللافتة في البطولة.

*******************************************

غولر ينتظر {فرصة ألونسو} الذهبية

مدريد ـ وكالات

يبدو أن مستقبل النجم التركي الشاب أردا غولر مع ريال مدريد قد يشهد نقطة تحول كبيرة خلال الفترة المقبلة، في ظل تصاعد التوقعات حول تولي تشابي ألونسو القيادة الفنية للنادي الملكي، خلفًا للإيطالي كارلو أنشيلوتي.

وبحسب ما نقلته صحيفة آس الإسبانية، فإن هناك قناعة قوية في الأوساط التركية بأن غولر سيحصل على فرص مشاركة أكبر تحت قيادة ألونسو، مقارنةً بما حصل عليه حتى الآن منذ انضمامه إلى الميرنغي.

وأشارت الصحيفة إلى أن ألونسو سبق أن أبدى إعجابه الكبير بموهبة غولر، حتى أنه حاول التعاقد معه على سبيل الإعارة في الموسم الماضي، ما يُعد دليلاً واضحًا على ثقته الكاملة في قدرات اللاعب الفنية.

ويؤكد مراقبون أن غولر يستحق دورًا أكبر داخل صفوف ريال مدريد، خاصة بعد الأداء اللافت الذي قدمه في نهائي كأس الملك أمام برشلونة، حيث دخل كبديل في الدقيقة 55 وكان من أبرز لاعبي اللقاء.

وفي سياق آخر، كشفت الصحيفة أن ريال مدريد بات ملزمًا بدفع 4 ملايين يورو إضافية إلى نادي فنربخشة التركي، بعد أن وصل غولر إلى مباراته الرسمية الـ 50 مع الفريق، وفقًا لبنود عقده الذي تبلغ قيمته الإجمالية 20 مليون يورو، إلى جانب مكافآت أخرى متعلقة بالأداء والمشاركة.

****************************************************

الجولة 31 من دوري نجوم العراق الزوراء يتعثر.. والطلبة يكتسح الكرخ

بغداد – طريق الشعب

شهدت الجولة الـ 31 من دوري نجوم العراق لكرة القدم، نتائج متفاوتة بين فرق القمة والوسط والقاع، حيث تعثر المتصدر الزوراء، فيما حقق كل من الطلبة وأربيل والنفط انتصارات مهمة.

على ملعب زاخو، فرض التعادل السلبي نفسه على لقاء أصحاب الأرض أمام المتصدر الزوراء، في مباراة لم تشهد أهدافاً رغم أفضلية الزوراء في الترتيب.

وبهذه النتيجة، رفع الزوراء رصيده إلى 65 نقطة في الصدارة مؤقتاً، فيما بقي زاخو ثالثاً برصيد 54 نقطة.

وفي ملعب كربلاء الدولي، عاد فريق أربيل بفوز ثمين على مضيفه كربلاء بهدفين دون رد.

سجل كيلان لقمان الهدف الأول في الدقيقة 8، وأضاف مصطفى قابيل الهدف الثاني في الدقيقة 68، رغم طرد لقمان في الدقيقة 62، ليكمل الفريق المباراة بعشرة لاعبين.

بهذا الفوز، رفع أربيل رصيده إلى 38 نقطة في المركز 14، بينما تجمد رصيد كربلاء عند 22 نقطة في المركز 19.

وعلى ملعب "الساحر أحمد راضي"، حقق فريق الطلبة فوزاً عريضاً على مضيفه الكرخ بنتيجة 4-1.

افتتح الكرخ التسجيل عبر ركلة جزاء نفذها بنيامين أكور في الدقيقة 27، ليرد الطلبة بأربعة أهداف سجلها لؤي العاني (43)، كرار محمد (45+7)، سيمون ماسوفا (52)، وشريف عبد الكاظم (59).

وبذلك رفع الطلبة رصيده إلى 52 نقطة في المركز الرابع، فيما بقي الكرخ عند 39 نقطة في المركز 13.

على ملعب المدينة في بغداد، تعادل فريق ديالى مع ضيفه النجف من دون أهداف.

وبهذه النتيجة، رفع النجف رصيده إلى 37 نقطة في المركز 13، بينما وصل ديالى إلى النقطة 28 في المركز 17.

واختتمت مباريات اليوم بفوز النفط على الحدود 2-0 في المباراة التي جرت مساءً على ملعب أحمد راضي.

سجل هدفي النفط وليد كريم في الدقيقة 28، وستار ياسين في الدقيقة 41.

ورفع النفط رصيده إلى 45 نقطة في المركز الثامن، بينما بقي الحدود في ذيل الترتيب بـ 17 نقطة فقط.

**************************************

وقفة رياضية.. مشكلة تباين الدعم المالي للاتحادات

منعم جابر

لو تابعنا أبرز المشاكل التي واجهت وتواجه المؤسسات الرياضية، لوجدناها تتركز في الجانب المالي، إذ أن هذه المؤسسات مدعومة ماليًا من خزينة الدولة، ولا تمتلك استثمارات رياضية أو اشتراكات مالية أو مصادر تمويل متنوعة. وهذا يُعد خطأً كبيرًا تعيش عليه الأندية الرياضية العراقية.

هذا الواقع لا يقتصر على الأندية فقط، بل يشمل أيضًا اتحاداتها الرياضية، حيث أن جميع المنشآت الرياضية تُشيد من قبل الدولة، ولا توجد إمكانية لإنشاء منشآت تابعة للنادي أو الاتحاد الرياضي. وقد استمر هذا النهج لعقود طويلة، حيث كانت الأندية والاتحادات مدعومة بالكامل من الدولة.

إلا أن الحال تغيّر اليوم، وبدأت المؤسسات الرياضية، وخاصة الأندية والاتحادات، تتوجه نحو "الاحتراف" وتغيير أنظمتها وتوجهاتها. غير أن الكثيرين لا يزالون يعتمدون على الدولة في دعمها المالي، ولا يُولون هذا التحول الاهتمام الكافي، وهنا تكمن المشكلة.

الاتحادات الرياضية المركزية تعاني ضعف الإمكانات المالية، وعدم توفر مصادر كافية لدعم ألعابها ونشاطاتها. فعلى سبيل المثال، الاتحاد العراقي لكرة القدم، ورغم إمكاناته والدعم المتواصل الذي يحصل عليه من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، عجز خلال الأسابيع الماضية عن دفع أجور الحكام، مما دفع الحكام إلى التهديد بالإضراب عن التحكيم. ورغم استمرار الدعم الحكومي المباشر للاتحاد، إلا أن الأزمة باتت تهدد مساره.

كذلك، لاحظنا أن الاتحاد العراقي لكرة اليد يعاني من تفاوت كبير في الدعم المالي بين الأندية المؤسساتية والأندية الأهلية. فالأندية الأهلية بحاجة ماسة إلى الدعم والمساندة، إذ تمر بأزمة متفاقمة وصعوبات مالية جمّة. وهناك اتحادات رياضية تقيم بطولاتها، لكن الإمكانات المالية المحدودة تشكل عائقًا كبيرًا، خصوصًا في الألعاب الجماعية مثل كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، وكرة السلة.

في ظل هذا الواقع، تواجه الأندية الأهلية مشاكل كبيرة وأزمات حادة. ولهذا، نقول لقادة هذه الأندية: عليكم التفكير جديًا في إصلاح واقعكم ودراسة إمكانية نقله إلى واقع جديد. فعلى سبيل المثال، انسحب نادي الناصرية من دوري كرة اليد، وكذلك نادي المسيب الذي يواجه المشكلة ذاتها وهدد أيضًا بالانسحاب. وهذا يؤكد أن أغلب الأندية الأهلية تعاني من عجز مالي كبير، وغير قادرة على مواصلة مشوارها الرياضي بسبب غياب الإمكانات والدعم اللازم.

وعليه، نقول لتلك المؤسسات: أنتم أمام معضلة حقيقية تتطلب التفكير بحلول جذرية لتجاوز الأزمات المالية المتلاحقة. فكيف نجد الحل؟ وما هو الطريق الأمثل؟

إن المقترح العملي هو إصدار قوانين جديدة تعالج مشاكل الأندية، من خلال تصنيفها إلى مستويين:

المستوى A: ويشمل أندية المؤسسات (المحترفة)، والتي تكون قادرة على إدارة نفسها من خلال مواردها الذاتية.

المستوى B: ويضم الأندية الأهلية (الهواة)، والتي تعمل وفق إمكانياتها المحدودة.

يمكن لأندية المحترفين أن تُدار من خلال مجالس إدارات مستقلة، لها سياساتها ومصادر تمويلها الخاصة، بينما تعتمد أندية الهواة على الهيئات الإدارية، والمنح السنوية من وزارة الشباب والرياضة، والاشتراكات الشهرية للأعضاء، والتبرعات من الجهات والشخصيات الداعمة.

*********************************************

نوريس يسعى إلى استعادة التوازن في الفورمولا 1

ميامي – وكالات

يتطلع البريطاني لاندو نوريس، سائق فريق مكلارين، إلى استعادة توازنه في بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1، عندما يخوض سباق جائزة ميامي الكبرى اليوم الأحد، ضمن الجولة السادسة من موسم 2025. ورغم أن نوريس لم يحقق سوى فوز واحد في خمسة سباقات أقيمت هذا الموسم، إلا أن سباق ميامي يحمل له ذكريات سعيدة، إذ شهد العام الماضي أول انتصار له في الفورمولا 1، منهياً فترة جفاف طويلة لفريق مكلارين منذ فوزه الأخير في جائزة إيطاليا الكبرى عام 2021 مع السائق دانيال ريكاردو. لكن موسم نوريس الحالي يشهد الكثير من التقلبات، حيث عبّر مرارًا عن عدم ارتياحه لسيارته، ووصف أداءه بالضعيف في عدة مناسبات، إذ قال في تجارب البحرين إنه "لا يفقه شيئاً"، ووجّه انتقادات قاسية لنفسه بعد الحادث الذي تعرض له في السعودية. في المقابل، يواصل زميله الأسترالي أوسكار بياستري تألقه اللافت، حيث فاز بثلاثة من أصل آخر أربعة سباقات، متصدرًا ترتيب فئة السائقين بفارق 10 نقاط عن نوريس، في مفاجأة لم تكن متوقعة داخل مكلارين، الذي كان يراهن على نوريس لقيادة الفريق نحو لقب السائقين.

***********************************************

الصفحة العاشرة

الدولة - الأمة والتنوع الثقافي

ترجمة: د. هاشم نعمة                  

يستند مفهوم الدولة-الأمة على ثقافة عامة تطورت منذ الثورة الفرنسية، وعلى عمل المنظرين الألمان مثل هيغل. وهو يفترض تماثل باللغة والمعتقدات، وليس بالضرورة بالدين. في أوروبا وآسيا، تدعم الأساطير التاريخية فكرة أن الأمة تطورت على مدى قرون عديدة، وانتصرت على كثير من الأعداء، وطورت طرقا فريدة  لعمل أشياء معينة، قد تكون هذه بسيطة أو معقدة مثل امتلاك لغة فريدة من نوعها.

دخلت الأساطير والتقاليد واللغة التي يُزعم أنها أعطت شكلاً للدولة القومية (تُترجم الدولة-الأمة إلى  الدولة القومية في اللغة العربية، المترجم) في صراع مع التنوع الثقافي كونه طريقة لدمج المهاجرين الوافدين أو الأقليات الإثنية الأخرى، وهو ما يثير بالتالي الاستياء. إذ يُفضل الاستيعاب أو الذوبان على المستوى الرسمي وعلى مستوى غالبية الجمهور. قد يجد أولئك الذين هاجروا من دول قومية أخرى، من الصعب عليهم تقبل ذلك. لذلك فإن التنوع الثقافي لديه الكثير ليقدمه لهم. وينطبق الشيء نفسه على الأقليات الأصلية التي قد يكون لديها وطن إثني في المجتمع الأكبر. يمكن أن يكون لدى هاتين المجموعتين الاجتماعيتين استراتيجيات مختلفة للتعامل مع الاغتراب عن الثقافة المهيمنة. قد يسعون إلى تفويض السلطة داخل الوطن إذا كانوا من السكان الأصليين أو يمكن أن يفضلوا التواصل الاجتماعي مع أبناء البلد إذا كانوا من المهاجرين الوافدين. توجد على نطاق واسع كلا الاستجابتين في أوروبا، وتدعم أحيانا من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، في الماضي، غالبا ما تم رفض كلتا المجموعتين الاجتماعيتين، واعتبارهما مثيرتين للانقسام وانتقاد رعاياهما، وعزلهم أو في الحالات القصوى طردهم تماماً. وكان الشكل الأكثر تطرفا للإصرار على الثقافة المشتركة الموحدة تمثّل في ألمانيا النازية. يعكس الكثير من الدعم الأوروبي للتنوع الثقافي الرغبة في رفض هذا التاريخ. لكنه غالبا ما يعكس القيم الديمقراطية الليبرالية التي تؤمن بأن الأشخاص يجب عليهم أن يختاروا قيمهم وأسلوب حياتهم بأنفسهم. يتوفر التنوع الثقافي على تأثير كبير كأسلوب إداري لدمج المهاجرين الوافدين في الدول الإسكندنافية. أما الاستيعاب أو الذوبان في الدولة-الأمة فقد كان له تأثير أكبر في اليونان والنمسا وبولندا وهنغاريا. حديثا، بدأ منهج الاستيعاب في الإتحاد الأوروبي يثير تحديا للتوافق بشأن التنوع الثقافي. فقد قلل انتخاب الحكومات المحافظة من دعم التنوع الثقافي في دول مثل السويد، كما حدث في كندا وأستراليا في وقت سابق.

إدارة التنوع الثقافي

معظم بلدان الدولة-الأمة متنوعة ثقافيا ودينيا، وأصبحت على نحو متزايد على هذا النحو بسبب سهولة السفر وحجم الهجرة. لم يأخذ حق تقرير مصير الأمم القائم على افتراض الوحدة الإثنية بنظر الاعتبار وجود أقليات ضمن الأمة أو الجدوى الاقتصادية لحق تقرير المصير. وقد واجهت أيضا كثير من الدول نزاعات إثنية وحركات قسرية للسكان في داخل حدودها، مما أدى إلى ظهور فئة اللاجئين لدى الأمم المتحدة للأشخاص النازحين داخليا. أطلق تحرك الفقراء نحو المجتمعات الغنية والمضطهدون نحو ملاذات أكثر أمنا العنان لتغييرات كبيرة في البلدان التي استقبلت هؤلاء الأشخاص. كان الهدف بشكل أساسي هو إدارة تأثير هذه التغييرات التي اطلقت عليها السياسات بصورة عامة مصطلح  "التنوع الثقافي" والتي جرى اعتمادها في العديد من الديمقراطيات المتطورة منذ سبعينيات القرن العشرين. 

تستند معظم الدول-الأمم على أساطير الثقافات المشتركة والمعتقدات والمُثُل والإرث. ومن المثير للاهتمام، لا يجري اعتبار الدين دائما عاملا مهما للتوحيد.  مع ذلك، شهد في الواقع معظم الدول-الأمم في الآونة الأخيرة درجة من التفتت الثقافي بعد قيام العديد من الدول الجديدة ما بعد الاستعمار التي لديها تراث متنوع، وكذلك نتيجة زيادة تنوع البنية الإثنية للسكان والتي نشأت من الهجرات الكبيرة. وقد واجهت الحكومات مهمة إدارة هذا التنوع، باعتبارها حارسة المُثل الوطنية وتحافظ على التماسك الاجتماعي. 

تتباين إدارة التنوع على نحو كبير باختلاف قوانين السلطات الإدارية. ففي ألمانيا والولايات المتحدة وأستراليا وجنوب أفريقيا وكندا ونيوزلندا ربما كان العرق عاملاً رئيسا في تحديد الحقوق المدنية، ولكن لم يكن هذا الحال في المملكة المتحدة أو فرنسا. فاللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية في فرنسا ولا توجد لغة أخرى تتمتع بهذا الوضع، بينما في جنوب أفريقيا والتي حجم سكانها مشابه لفرنسا توجد أحدى عشرة لغة رسمية. فقط العامل المشترك في السياسات اللغوية في الديمقراطيات هو تمتع اللغات "الأصلية" بوضع رسمي (الويلزية، الإيرلندية، الفريزية، الباسكية)، لكن لغات "المهاجرين" (البنجابية، البنغالية، التاميلية، الغوجاراتية، الصينية) لا تتمتع بهذا الوضع على الرغم من أنه يجري غالبا التكلم بها من قبل عدد كبير من الأشخاص. وقد يُجرى امتحان المهاجرين باللغة الرسمية قبل حصولهم على الجنسية. ولا تشكل عادة امتحانات الدين قاعدة لـلحصول على الجنسية، وقد حُضرت دستوريا في الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا.

بغض النظر عن العامل الإثني واللغة، تشمل العوامل الأخرى التي يمكن التعامل معها في الديمقراطيات المتنوعة ثقافيا في أوروبا، وفي أماكن أخرى، الولاءات الخارجية والتقاليد والممارسات والمبادئ القانونية. يُدار التنوع غالبا من خلال سياسات الجنسية والتي تختلف في الدرجة التي يحافظ بها المواطنون على هويتهم الثقافية. وقد سُمح بالجنسية المزدوجة للمواطنين في الولايات المتحدة وأستراليا فقط في بداية القرن الحادي والعشرين، وكان مسموحا بها دائما بالنسبة إلى البريطانيين. واستنادا إلى تشريع يعود تاريخه إلى عام 1911، تستند الجنسية الألمانية على الأصل الألماني، وفقط حديثا أصبحت متاحة بسهولة للأخرين.

التنوع الثقافي، الاندماج، الاستيعاب أو الانصهار

يتمثل الملمح الأساسي للتنوع الثقافي الذي يتميّز عن الأساليب الأخرى لإدارة التنوع الإثني باعترافه باستمرار تأثير التنوع الإثني ورعاية ذلك في تقديم الخدمات وحماية الحقوق، وعادة ما يتم ذلك بالتشاور مع المتضررين. هذا المنهج يرفض مفهوم استيعاب أو انصهار المهاجرين الوافدين بثقافة الأغلبية في مجرى الحياة. فهو يتوافق بشكل مريح مع مفهوم المساواة الإثنية، ولكن ليس مع النسبية الثقافية، لأنه منهج ليبرالي في الأساس.

يذهب هذا المنهج أبعد من الليبرالية الكلاسيكية في الحفاظ على لغات وأديان وثقافات الأقليات، شريطة أن تعتبر الدولة أن هذه الأمور متوافقة مع التماسك والانسجام الاجتماعيين. وتتمثل النسخة المتطرفة من التنوع الثقافي في قيام اللامركزية أو الفيدرالية على أساس ثقافي، كما في الهند. وكان النموذج الأصلي قد طبق في الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وانهار مع نهاية الأنظمة الشيوعية.

ونادرا ما يكون الجانب الديني أساسا لمثل هكذا لامركزية. ولا يزال مثال واحد باقيا في إيرلندا الشمالية، والذي أنشأ عام 1921 لحماية الأقلية البروتستانتية من سيطرة إيرلندا الكاثوليكية.

يستخدم المعارضون للتنوع الثقافي على نحو متكرر شبح الفدرالية الإثنية أو الانفصال، وبأنه يهدد تماسك الدول-الأمم الموجودة. لكن الفدرالية الإثنية أو الانفصال تحتاج عادة إلى أساس جغرافي قابل للتطبيق، في حين يتوزع المهاجرون الوافدون على مدن مختلفة.

وقد اعتمد انفصال كيوبك في كندا والفدرالية السويسرية على مبدأ "الوافدون الأوائل" وليس على الهجرة الوافدة الحديثة.

تبنت الديمقراطيات التنوع الثقافي منذ سبعينيات القرن العشرين عندما كانت أغلبية السكان من المسيحيين، رغم كون هذا التبني إسميا فقط.

وجرى تعريف الإثنية عادة على أساس علماني، وخاصة المصطلحات اللغوية.  وحتى هذا الوضع قد يكون مزعجا سياسيا، كما في بلجيكا، ولكن في الغالب جرى حل ذلك عبر تبني ثنائية اللغة (كما في كندا وإسبانيا وويلز ونيوزيلاندا وفنلندا وسويسرا). لم تكن توجد قبل سبعينيات القرن العشرين، أي ديمقراطية غربية تتوفر على عدد مهم من السكان غير المسيحيين قائم على أساس جغرافي، حيث جرى تعريف قضايا الأقليات في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهولندا بمصلحات عنصرية أو إثنية. لكن هذا الوضع تغير بسرعة وأحيانا على نحو دراماتيكي في الفترة بين 1970 و2000.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الترجمة عن كتاب:

Juliet Pietsch and Marshall Clar, (eds.), Migration and Integration in Europe, Southeast Asia, and Australia, Amsterdam University Press, 2015, pp. 57-60. 

**********************************************

المواطن ماركس.. النزعة الجمهورية وتشكيل الفكر الاجتماعي والسياسي لكارل ماركس / عرض: توم أوشيا

ترجمة: ثامر الصفار

عن جامعة برينجتون صدر مؤخرا كتاب برونو ليبولد الموسوم (المواطن ماركس). تبدأ دراسة برونو ليبولد الاستثنائية لعلاقة ماركس بالنزعة الجمهورية   Republicanism  بمقتطفات من أحدى محاضر جمعية العمال الدولية (الأممية الأولى) في عام 1871:

«قال المواطن إنجلز... قبل أن تُطبّق أفكارنا عمليا، لا بد من وجود الجمهورية... فقد أتاحت الجمهورية للطبقات العاملة مجالا واسعا للتحريض.

كان المواطن ماركس مقتنعا بأنه لا يمكن لأي حركة جمهورية أن تصبح جادة دون أن تصبح اجتماعية» (ص ١).

كان مصطلح "مواطن" شكلا شائعا للتخاطب بين الأفراد، باعتبارهم متساوين، وكان قد ظهر خلال الثورة الفرنسية، وحمل دلالاتها الجمهورية طوال معظم القرن التاسع عشر. وأكثر جاذبية من مشهد "المواطن إنجلز" و"المواطن ماركس" الساحر هو كيف تكشف هذه المقاطع عن محاولاتهما للتفكير في إمكانيات وحدود السياسة الجمهورية في عصرهما: إدراكا منهما أن الجمهورية السياسية التي تحل محل السلطة الملكية ضرورية ولكنها غير كافية، على الأقل عندما تعجز عن بلوغ جمهورية اجتماعية طموحة اقتصاديًا.

في رأيي، فإن معالجة ليبولد الحيوية والشاملة لهذه الموضوعات توفر لنا أفضل دراسة سياقية لفكر ماركس لما يقرب من عقدين من الزمن. لا نجد تفسيرا جاهزا لماركس كمفكر جمهوري أساسي، بل سردا لماركس مؤيدا ومعارضا للجمهورية. في سرد هذه القصة، يُعد الكتاب أيضا إضافة لا تقدر بثمن الى الأدبيات حول الجمهورية الراديكالية في القرن التاسع عشر، حيث يستكشف مجموعة من الجمهوريين الأوروبيين المهملين نسبيا الذين بنى ماركس على أفكارهم ورد فعله ضدهم. في أبسط صوره، يتتبع الكتاب علاقة ماركس بالجمهورية عبر ثلاث مراحل: الانتقال بعيدا عن الجمهورية المبكرة التي اتسمت بمعارضة السلطة السياسية التعسفية ودعم السيادة الديمقراطية الشعبية (الفصول 1-3)؛ شيوعية ناشئة أكدت على الحدود العميقة للجمهورية البرجوازية، ولكن دون الانزلاق إلى الموقف المناهض للسياسة الصريح للعديد من الاشتراكيين المعاصرين (الفصول 4-6)؛ وأخيرا، عودة لاحقة إلى أهمية التحول الديمقراطي للحياة العامة، بما في ذلك الدعوة إلى جمهورية اجتماعية تُستبدل فيها مؤسسات الحكم التمثيلي المألوفة بإدارة وسيطرة شعبية (الفصل7). يضع هذا المسار ماركس في مواجهة مجموعتين رئيسيتين، هما الاشتراكية المناهضة للسياسة التي تبنتها شخصيات مثل روبرت أوين، وهنري دو سان سيمون، وشارل فورييه، والجمهورية المناهضة للشيوعية التي تبناها ويليام جيمس لينتون، وفيليسيتيه دو لا مينيه، وكارل هاينزن.

يُظهر ليبولد كيف كان هؤلاء الجمهوريون غير الشيوعيين الأخيرون سعداء بإدانة عبودية الأجور وتأييد السياسات الاقتصادية الجذرية، بينما كانوا يميلون، تحليليا وسياسيا، إلى مناشدة "شعب" غير نخبوي، بدلًا من طبقة محددة كالبروليتاريا (الفصل 5). ويتجلى انقسام أكبر في نهجهم تجاه الملكية الخاصة، التي يريدون تعميمها بدلًا من إلغائها، حيث يرى لينتون أن "القلة تملكها، بينما الأغلبية لا تملكها" (ص 287). ويُظهر ليبولد كيف أن معارضة ماركس لهذا الرأي لم تكن دفاعا أخلاقيا عن الملكية الاجتماعية بقدر ما هي اعتراف بالعبث التاريخي للملكية الإنتاجية الخاصة المنتشرة على نطاق واسع، والتي افترضت نموذجا للإنتاج الحرفي، يتلاشى اقتصاديا على يد برجوازية صغيرة مستقلة.

من اللافت للنظر مدى قرب لينتون وهاينزن من الجمهوريين الليبراليين اليوم، الذين يقبلون بضرورة تنظيم الحياة الاقتصادية تنظيمًا شاملا دون رفض الملكية الخاصة والتبادل السوقي. ويتجلى هذا الرأي في مفكرين مثل آلان توماس، الذي يعتقد أن توزيع رؤوس الأموال الفردية على نطاق واسع أمر لا غنى عنه لحماية الناس من الهيمنة، بما في ذلك هيمنة الدولة. ومع ذلك، لم تعد هذه الجمهورية الليبرالية عرضة لاتهام التمسك باقتصاد سياسي فائض متجذر في الإنتاج الحرفي الصغير والزراعة. لذا، ثمة تساؤل حول مدى قوة نقد ماركس للجمهورية المناهضة للشيوعية.

يرفض ماركس، كما يذكر ليبولد، كلاً من الاشتراكية المناهضة للسياسة والجمهورية المناهضة للشيوعية. فأي مساحة يشغلها إذن؟ يستكشف الفصل الرابع رفض ماركس لما يسمى "الاشتراكيين الحقيقيين" أمثال كارل غرون وهيرمان سيميغ، الذين رأوا أن النضال من أجل جمهورية سياسية لا طائل منه: "هل ستسدد الجمهورية ديوننا؟ هل ستُعيد إلينا ممتلكاتنا المرهونة؟ هل ستكسونا وتطعمنا؟" (ص 213). يثبت ليبولد بشكل مقنع أنه على الرغم من مغازلاته في البداية للاشتراكية المناهضة للسياسة، إلا أن ماركس توصل إلى قناعة بأن الحكم الجمهوري شرط ضروري للتحرر، حتى وإن لم يكن شرطا كافيا. وفي معرض طرحه لهذه القضية، يشير ليبولد إلى أن ماركس كان لديه تقارب حقيقي مع الاشتراكيين الجمهوريين الفرنسيين أمثال لويس بلان ولويس أوغست بلانكي، وكذلك مع الاشتراكيين الميثاقيين البريطانيين أمثال هيلين ماكفارلين وإرنست جونز (الذي نصح الأخير بأنه "لا جدوى من رفع قبعة الحرية أمامهم، إلا إذا كنت تحمل الرغيف الكبير إلى جانبه" (ص 237)). ولكن ما مدى تميز رؤيته لجمهورية اجتماعية تُحوّل علاقات الملكية داخل المؤسسات الديمقراطية-الجمهورية؟

يختتم الكتاب بنظرة سريعة إلى الجمهوريات الاشتراكية لجيمس كونولي (ملحق). إذا ركزنا على الخطين الرئيسيين الفاصلين مع الجمهوريين غير الاشتراكيين - الملكية والطبقة - فلن يفرق بينهما الكثير. كما يقر كونولي بالحاجة إلى الملكية العامة - لكل من الأرض ووسائل الإنتاج والتوزيع والتبادل - في سياق دعم جمهورية ديمقراطية تعارض التبعية الاقتصادية لإرادة الآخرين. وبينما يميل كونولي أكثر إلى استخدام لغة الجمهوريين "الشعب"، فإن هذا الشعب يُعرّف في نهاية المطاف بالطبقة العاملة (الأيرلندية). يمكن تقديم ملاحظات مماثلة حول الجمهوريين الاشتراكيين مثل يوجين ديبس، مما قد يجعل ماركس شخصية أقل تميزا في هذا التقليد، ولكن يمكن القول إن ذلك يرجع فقط إلى أن المفكرين الاشتراكيين اللاحقين كانوا يعيشون في ظله إلى حد كبير.

هل يمكن إيجاد تناقضات أقوى مع الجمهوريات الاشتراكية ذات مجالس الشيوعيين؟ قلّل البعض من أهمية معارضة السلطة التعسفية في رؤية هذا التقليد للحرية، مبرزين بدلاً من ذلك فهم أنطوان بانيكوك (1873 – 1960) الديمقراطي والتشاركي للحرية على أنه ينشأ من خلال النضال الجماعي، والذي وُصف بأنه "الحرية كتقرير مصير جماعي" (مولدون، 2021: الفصل الثاني). ويطرح ليبولد أن ماركس يقرّ بأهمية الديمقراطية، لكن دون تبني مفهوم "إيجابي" صريح للحرية. وبالمثل، بينما يقال إن ماركس المبكر دافع عن مفهوم للحرية يتطلب المشاركة السياسية، يقال إنه لم يعد دمج التزامه المبكر بالقيمة الجوهرية للمشاركة. وهذا يُثير تحديًا مُحتملًا لماركس المواطن: أن مجالس الشيوعيين مثل يطرحها بانيكوك تقدم شكلاً أكثر جاذبية للحرية الديمقراطية، كحكم ذاتي جماعي، من الجمهوريات الشيوعية الماركسية.

من أغنى أقسام الكتاب قراءته لكتابات ماركس المبكرة عن الاغتراب من منظور الهيمنة (الفصل الثالث)، حيث يصبح الاغتراب عن منتجات العمل هيمنة للأشياء: ما يسميه ماركس "عبودية للشيء". ويستند ليبولد أيضا إلى مناقشة ماركس للاغتراب على نطاق أوسع كنوع من "القوة اللاإنسانية" (ص 181-182)، والتي تنطبق على الرأسماليين والعمال على حد سواء. وبينما قد يوحي هذا بنوع من الهيمنة المجردة تماما من طابعها الشخصي، إلا أنه يحرص على تسجيل مؤهلات ماركس لهذه الادعاءات، أي أن "الإنسان وحده هو القادر على أن يكون هذه القوة الغريبة على الإنسان"، مع اعتماد الهيمنة في نهاية المطاف على الرأسمالي باعتباره "سيد العمل" (ص 184). يعاد النظر في هذه المواضيع في سرد فكر ماركس الناضج (الفصل السادس)، مع تركيز أكبر على عدم شخصية هيمنة السوق، بحيث يخضع الرأسماليون والعمال على حد سواء لسيطرة رأس المال. ولكننا نجد مؤهلاً آخر مهماً، بقدر ما يهيمن على الرأسماليين دورهم كرأسماليين فقط: وهو الدور الذي قد يرفضونه، مثل اختيار استهلاك دخلهم بدلاً من إعادة استثماره.

مهما بلغت قوة هذا الموقف كقراءة لماركس، إلا أن هناك بعض التحديات الفلسفية التي تواجهه. على سبيل المثال، إذا كان الدومينوس  (المسيطر)، كما افترض الجمهوريون المدنيون منذ زمن طويل، هو من يستطيع فرض إرادته التعسفية، فكيف يمكن لشيء يبدو أنه يفتقر إلى إرادة خاصة أن يكون مهيمنًا؟ على صعيد آخر، فإن مفسري ماركس الذين يستغلون هيمنة غير شخصية تصيب الجميع في المجتمع الرأسمالي هم ماركسيون ناقدون مثل مويشي بوستون (1993). قراءته لهيمنة رأس المال المجردة لا الملموسة توصي بالابتعاد عن سياسات الصراع الطبقي. في هذا النهج، لا تكمن المشكلة الأساسية في هيمنة الرأسماليين الطبقية، بل في هيمنة مشتتة تنشأ من العلاقة المتجذرة بعمق بين الزمن والقيمة في الحداثة. إن تشخيص هذه الهيمنة الشاملة يمكن أن يعزز الكآبة السياسية الجامدة - لكن ماركس حسب ليبولد يشير بدلاً من ذلك إلى التخطيط الديمقراطي كوسيلة لتجنب هيمنة رأس المال غير الشخصية. مع ذلك، يصرّ بوستون على أن التخطيط نفسه يخضع لهيمنة مجرّدة عندما تتخذ القيمة شكل الثروة. لذا، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت نسخة الكتاب من ماركس قادرة على تقبّل هيمنة رأس المال غير الشخصية مع التهرب من تحديات التخطيط الديمقراطي.

لقد طرحت بعض الأسئلة على "ماركس المواطن". هل لا يزال نقده للجمهورية المناهضة للشيوعية يحظى بقبول؟ ما مدى تميز التزاماته ضمن التراث الجمهوري الاشتراكي الأقدم؟ هل يتفوق الشيوعيون المجالسيون على اليسار الديمقراطي في فهمه للحرية؟ هل يمكن الدفاع عن روايته لهيمنة السوق غير الشخصية من النقاد المتمسكين بنهج جمهوري أكثر كلاسيكية للهيمنة، ومن الماركسيين النقديين الذين يعتقدون أن الهيمنة الرأسمالية تتطلب حلولاً أكثر تحويلية؟ لكن الكتاب الذي يثير هذه التساؤلات عمل عبقري من المؤكد أنه سيجد جمهورا واسعا من القراء في تاريخ الفكر السياسي والفلسفة السياسية، بالإضافة إلى الاشتراكيين خارج الأوساط الأكاديمية الراغبين في التعلم من مواجهات ماركس المثمرة للغاية مع الأفكار الجمهورية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مراجع:

مولدون، ج. (2021) بناء القوة لتغيير العالم. مطبعة جامعة أكسفورد.

بوستون، م. (1993) الوقت والعمل والهيمنة الاجتماعية. مطبعة جامعة كامبريدج.

*****************************************

 

الصفحة الحادية عشر

الى المثقفين

  • الرأسمالية تجعل كل الاشياء سلعاً، ( الدين، الفن والأدب) وتسلبها قداستها.
  • تراكم الثروة في قطب واحد من المجتمع، هو في الوقت نفسه تراكم الفقر والبؤس في القطب الآخر.
  • أثبتت التجربة أن اكثر الناس سعادة هو من جعل كثيرا من الناس يشعرون بالسعادة.
  • الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة، الطاغية مهمته أن يجعلك فقيراً، وشيخ الطغاة مهمته أن يجعل وعيك غائباً.
  • إذا أردت أن تكون تافهاً، فما عليك إلا أن تدير ظهرك لهموم الآخرين.
  • – أفكار الإنسان هي انعكاس لحالته المادية.
  • البشر يصنعون تاريخهم، لكنهم لا يصنعونه على هواهم، لا يصنعونه في ظروف يختارونها بأنفسهم، بل في ظروف يواجهونها مباشرة، متكونة وموروثة من الماضي.

كارل ماركس

***************************************

الحالمون وطواف الجمال.. إضاءة في فضاء الذكرى الحادية والتسعين

د.جواد الزيدي

بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لتأسيسه، وسيراً على ما إعتاد عليه، أقام الحزب الشيوعي العراقي معرضاً شاملاً للفن التشكيلي العراقي المعاصر، شارك فيه أكثر من (54) فناناً وفنانة من بغداد ومحافظات الوطن، بأعمال مختلفة الأجناس تجاوزت (70) عملاً توزعت بين (الرسم والنحت والخزف)، كانت سيادة الرسم واضحة من خلال عدد المشاركين واللوحات الرسومية التي تجاوزت (40) لوحة. وإن ما يميز معرض هذه الذكرى هو الإعتماد على الدعوات الخاصة للتجارب الإحترافية للفنانين العراقيين المغتربين ومن داخل الوطن، فضلاً عن بعض الفنانين العالميين وتجاوز مشاركات الهواة، وقد شارك البعض بأكثر من عمل فني على مستوى الرسم والنحت. وفضلاً عن علامات الإبداع المُضيئة الممثلة في التجارب المكرسة التي حفرت مكانها داخل المشهد التشكيلي العراقي، فأن تعدد الجغرافيا سجل اسهامته بقوة، حيث تعدت حدود المركز الى حواضر الوطن الأُخرى من خلال مشاركات فناني محافظات الوطن المتعددة الذين إستطاعوا أن بنقشوا أسماءهم داخل هذا الفضاء الجمالي.     وعلى الرغم من أن العديد من الأسماء حاول تكريس تجربته وأسلوبه الفني الذي إرتكن الى مجموعة الرموز وتقنيات الإشتغال التي توصل إليها، إلا أنها كانت إضاءات من جانب آخر تكمن في حضور الإسم والتجربة، بوصفها علامة داخل هذا الحراك الجمالي المحتدم، والبعض الآخر حاول القفز على محاولاته السابقة لتشييد خطاب آخر سواء كان ذلك من ضمن توصيفات المحترفات الفنية أو التجارب السابقة. ومما يشار إليه بهذا الخصوص اللوحات الرسومية لمجموعة فنانين، بوصفها خلاصة الخطاب الجمالي للرسومية العراقية، كما في مشاركات (حسن ابراهيم، عماد عاشور، عماد جبار، محسن الشمري، حسين مطشر، طه وهيب، عبدالجبار الملي، عزيز عويد، فاضل ضامد، مؤيد البصام، عامر حسن، سيف سعيد، صباح حمد، مراد ابراهيم، معراج فارس، ستار لقمان، جواد الزيدي، احلام الخزرجي، نور عبدعلي، ورود جعفر) وآخرين، إجتمعت على بث فكرة الجمال والتعبير عنها بطرق مختلفة. فيما جاءت تجارب (قاسم حمزة وعلي قاسم) الخزفية محاولة لتعشيق الطين مع الزجاج لتؤدي الى لمعان الفكرة والخامة وتعكس أعمالهما ميزة تفارق في الثيمات والتقنيات بفعل خصوصية النوع الفني. وللنحت قصته المفارقة أيضاً بتجاوزه هذه المرة لحظات (الكم والكيف)، إذ تجاوزت الأعمال النحتية (20) عملاً بخلاف كل مرة وبزخم جمالي متعدد الخامات وطرق الإنشاء، أضاء هذه التجربة (هادي كاظم، وسام الدبوني، كمال كريم، صارم داخل، عاتكة الخزرجي، تحسين الجابري، زهراء رحيم، سجاد حازم، سهاد أحمد، زهراء فاضل، ميران كريم، غدير كريم) فضلاً عن تجربة (وليد خلف) القادم من إيطاليا ليعلن مشاركة الناس همومهم وتجسيد تطلعاتهم مُعمدة بأكاسيد البرونز ورائحة الشمع المذاب، ليلتحف كل هؤلاء بين أحضان جدران قاعة كولبنكيان التي توشحت برسومات إختلفت في التناول المضموني والتقنية والأساليب المدرسية التي شغلت منتجي الخطاب  البصري طوال السنين المنصرمة. وقد إتسعت الرؤية الى خارج حدود الوطن لسجل المشاركات النوعية التي أغنت الخطاب البصري وأضاءت جزءاً منه، فقد كان لحضور الفنانين العراقيين المغتربين دفعاً جمالياً مؤثراً وخطوة أولى لرسم سياقات عمل تنظيمية في المستقبل القريب لتوسيع هذه الدائرة  التي عقدت صلتها هذا العام على مشاركات (سعد علي، كاظم شمهود، سلام الشيخ) من بلدان المهجر والإقامة (بلجيكا، إسبانيا، سويسرا) حيث تمثلت عروضهم بإختلاف تجاربهم بإضافة نوعية في التجلي وآليات تلقي الآخر لها، بما يعزز هذا الإلتحام بين تجارب الداخل والخارج التي تُضيء جدار الوطن وتمسح عن وجهه شرور الآخرين، بوصفها نماذج تتعدد في المرجعيات، ولكنها تلتقي على أرض الوطن والإقتراب من همومه وآلامه وتطلعات الشعوب نحو الحرية وطرق النضال من أجل الأهداف السامية، فقد إتخذت تجربة (سعد علي) من صورة الإنسان سبيلاً للبوح لبيان ثيمته الرئيسة التي يجتمع الجميع من أجلها، مؤطراً صورته بمرجعيات النموذج العراقي القديم من حيث الشكل الظاهري، بينما حاول (شمهود) الى تقصد العبثة في تشييد خطابة إنسجاماً مع فكرة عبثية العالم الخارجي، إذ تجلت في لوحته خطوط عفوية تتقاطع وتتداخل حتى تتحول الى شبكة من التقاطعات من دون أثر لمعالجات أرضية العمل الفني. ولم يبتعد الفنان (سلام الشيخ) عن هذا حين حاول الجمع بين المتناقضات التي تغزو العالم برؤية تجريدية ممثلة باللونين (الأسود والأحمر) من دون تزويقات زخرفية على أرضية اللوحة، أو تماسات بين الكتلتين، حتى إنه إصطفى نصاً كتابيا، بوصفه معادلاً موضوعياً لإكمال المعنى في لوحاته(الغذاء، والدم) أو (الغذاء والنفط) ثنائيات تلخص معادلة الصراع الأزلي من أجل الحياة، مستثمراً الصراع الطويل للشعب الفلسطيني في أعمال أُخرى.وكانت مفاجأة معرض هذا العام مشاركة الفنانة السويسرية (أورسولا ياخمان) بثلاثة لوحات واقعية في حقل الرسومية إعتمدت فيها على اللونين (الأسود والأبيض) من خلال تقصدها العودة الى النظم الواقعية والمهارات اليدوية في الرسم إزاء الصراع الدائر بين العودة الى الواقعية وهجرة المجرد ومعطيات الذكاء الإصطناعي. إن هذا كله ساعد في نجاح المعرض على صعيد المشاركات الجمالية أو الحضور الكبير بتتويج متعة التجارب والمناسبة أيضاً.

**********************************************

رسائل من متاهة النصّار.. لا تحاول تعديل المسافات بين الطيور والطائرات

ناظم ناصر القريشي

الشعر يشبه ذاته حد التماهي، لكنه في كل مرة يبدو جديداً، كأنه يولد من رحم الزمن ويتغير مع كل قراءة. إنه يحمل طعم الحياة وعذوبة المطر وقداسة الماء، لكنه لا يتجمد عند شكل واحد، بل يظل في حركة دائمة، ككائن يتنفس في فضاء الكلمات، فهو كائن حيّ ينمو ويتغير، يتمدد وينكمش، يلامس الحواس، يتدفق كالموسيقى، يتشكل كلوحة، ويتحرك كمشهد سينمائي. حين نقرأ ديوان "رسائل من المتاهة" للشاعر محمد تركي النصار، نجد أنفسنا أمام نصوص لا تعترف بالسكون، بل تتغير داخل بنيتها، فتخلق إيقاعاً داخلياً أشبه بخطوط الضوء المتراقصة على سطح الماء. هنا، تتحرك اللغة بين التشكيل البصري، والتوتر الموسيقي، والتقطيع السينمائي، في تجربة شعرية تتجاوز المعنى إلى الإحساس، وتعيد تشكيل العالم في فضاء يتشابك فيه الزمن والمكان والرؤية. فلا تبقى اللغة جامدة، بل تنزلق بين الأصوات والألوان والظلال، متحولة إلى كائن ينبض بالحركة والإيقاع، حيث تتحرك اللغة داخله كتيار موسيقي، وتتشكل كلوحة بصرية، وتنبض بحياة سينمائية تتنقل بين المشاهد.

النص في هذا الديوان ليس مجرد كلمات مرتبة على وفق نسق معين، بل كائن حيّ ينمو ويتغير، يتدفق أحياناً وينقطع أحياناً أخرى، يندمج مع الزمن والمكان ليصنع متاهة لغوية تأخذ القارئ في رحلة غير مستقرة بين التأويلات والمعاني، وكما أن الكائنات الحية تخضع للتغير المستمر، فإن اللغة في هذا الديوان لا تعرف الاستقرار، بل تتبدل وفق تدفق الزمن وحركة التأويل، مما يجعلها نصاً مفتوحاً يعيد تشكيل نفسه باستمرار. إن اللغة ليست مجرد أداة لنقل المعنى، بل كيان زئبقي يتغير بزاوية الرؤية والقراءة، متحركة بين الحضور والغياب، وبين الإيحاء والتصريح، وبين التدفق والانقطاع تتشكل اللغة مثل كائنٍ عضوي يتنفس ويتكيف، بحيث تتغير معاني الكلمات عبر مسار القراءة، وكأن النص لا يقرأ بالطريقة نفسها.

اللغة لا تستقر عند شكل أو إيقاع واحد، بل تعتمد على التقطيع الجُملي الذي يخلق إيقاعاً متحركاً داخل النصوص، فالجمل القصيرة تشبه أنفاساً متقطعة، بينما الجمل الطويلة تمنح إحساساً بالتدفق المستمر. في قصيدة "بلا تاريخ"، يبدأ الشاعر بجملة مقتضبة:

الأشجار

بحسب شاعر إسباني

بلا تاريخ

لأنها لا تمتلك أقدامًا مثلنا…

الجملة الأولى تأتي كضربة فرشاة أولى، ثم تتوالى الطبقات الدلالية، مما يجعل اللغة تتحرك من الصورة إلى الفكرة، ومن السرد البصري إلى التأمل الفلسفي. في "مسامير شارلي شابلن"، يحدث الشيء نفسه، حيث تتوالى الجمل كأنها لقطات سينمائية متتابعة:

تحت سقف ذلك المنزل

الذي غادرناه

على عجل

في الخريف الأخير…

الكلمات هنا لا تُروى دفعة واحدة، بل تفرض على القارئ تتبعها وكأنها إيقاع زمني متأرجح بين الماضي والحاضر، بين الذكرى والحركة الفعلية.

إن التفاعل بين اللغة والصورة والإيقاع هنا لا يعتمد على البناء الجمالي فقط ، بل يمتد ليصبح عنصراً تكوينياً في النص، حيث تتحول اللغة إلى موسيقى مرئية تتشكل عبر الكلمات، مما يجعل القراءة تجربة حسية تتجاوز الإدراك اللغوي التقليدي، إذا كانت السينما تحرك الصورة والموسيقى تحرك الصوت، فإن الشعر في هذا الديوان يحرك اللغة ذاتها، بحيث تصبح الكلمات ظلالاً وأصواتاً تتغير وفقه حساسية القارئ وزاوية رؤيته، لا يقتصر التجديد في الديوان على البنية النحوية أو الصور الشعرية، بل يتعدى ذلك إلى البنية الإيقاعية والبصرية للنص. فالشعر في هذا الديوان ليس مجرد كلمات مرصوفة، بل تجربة صوتية وبصرية تتغير بتغير زاوية الرؤية، حيث تمتزج الإيقاعات اللغوية بالمشاهد التخيلية لتخلق فضاءً مفتوحاً للتأويل. إن تنوع البناء اللغوي في الديوان لا يتوقف عند حدود التقطيع الجُملي، بل يمتد إلى الإيقاع الموسيقي والتشكيل البصري، مما يجعل التجربة الشعرية أشبه بمقطوعة موسيقية ولوحة تشكيلية تتغير بتغير زاوية الرؤية، فإيقاع الديوان ينبع من التكرار الصوتي والتوازي البنيوي، مما يجعل القراءة شبيهة بسماع مقطوعة موسيقية تتصاعد وتهدأ. كما تتحول اللغة إلى موسيقى نابضة بالحركة، كما نجدها تتجسد في تشكيل بصري متغير، هذا التنوع الإيقاعي في التقطيع الجُملي لا ينعكس فقط في بناء النصوص، بل يمتد إلى بنيتها الموسيقية والتشكيلية، حيث نجد أن اللغة نفسها تتجسد كإيقاع صوتي ومشهد بصري متغير حيث تصبح الكلمات ضربات فرشاة ترسم مشاهد متداخلة في "نزق":

"المطر

وعطر النارنج

يتداولان الحظوظ

التي تعلو وتهبط

في أسهم الشعر والحياة…"

المطر، العطر، الحظوظ، جميعها كلمات لها إيقاعها الداخلي، مما يجعل النص ينبض بموسيقى خفية أشبه بمقطوعة "Clair de Lune" لديبوسي، حيث تتكرر النغمات في مسار دائري، كما تتكرر الكلمات في القصيدة لتوليد الشعور بالتدفق اللغوي. في "شفرات"، يتحول النص إلى سيمفونية قصيرة ومكثفة تشبه افتتاحية السيمفونية الخامسة لبتهوفن:

"العواء الحر

يتشظى

شفرات حاذقة

تغوص

عميقًا

في بئر الورقة الحمراء."

التقطيع الحاد للجمل يخلق إيقاعاً مضغوطاً ومكثفاً، أشبه بطرق الأقدام فوق المسرح، أو ضربات متتالية على البيانو، مما يعزز من توتر المشهد ويمنحه قوة تعبيرية غير مستقرة، وكما تتكرر النغمات الموسيقية لتولد إيقاعاً متغيراً، نجد أن الألوان والخطوط في اللوحات الشعرية للنصار تتداخل بالطريقة نفسها، مما يجعل النص مشهداً ديناميكياً يتغير مع القراءة.

البعد التشكيلي في الديوان يجعل اللغة تتحول إلى مساحات لونية وظلال متراكمة. في "خطوط الشفق اللاذع"، تبدو الكلمات وكأنها خطوط متشابكة في لوحة "حقل القمح مع الغربان" لفان غوخ، حيث تتصارع السماء مع الأرض، والضوء مع الظل:

إلى مصاف الصقر الشاهق

الذي يكتم دمعة مفهومه الواسع للطيران…

وتارة تزدحم عليها الجهات

فلا تعرف إلى أي جهة تميل

في توالي غروبات الشاعر.

الصورة هنا تتغير كما تتغير الألوان في لوحة انطباعية، حيث تنزاح الخطوط وتتداخل دون ثبات. في ’ عطر المكان‘، يحدث العكس، حيث تتحول الصورة إلى حلم يقظ شبيه بالفضاءات السريالية في لوحات سلفادور دالي، حيث تمتزج العناصر الواقعية باللاواقعية، وتبدو الحدود بينهما غير واضحة:

الفراشات

تلاحق أصابعك

باحثة عن

عطر المكان

الذي صار زمانًا

مبعثرًا

بين الفوضى والنسيان.

العطر يتحول إلى زمن، والمكان يصبح حالة مشوشة، تماماً كما تتحلل الأشياء في لوحات دالي وتفقد شكلها المحدد. بهذا المعنى، تتشابك الفنون داخل النص كما لو أنها تجربة متعددة الوسائط، حيث تتحول الكلمات إلى ضربات لون وصدى صوتي وحركة داخل مشهد سينمائي، مما يجعل القارئ ليس مجرد متلقٍ، بل مشاركاً في إعادة تشكيل النص مع كل قراءة جديدة. بينما يخلق النص توازناً بين الإيقاع الموسيقي والتشكيل البصري، فإنه لا يكتفي بذلك، بل يمتد إلى بنية سينمائية تقوم على التقطيع والمونتاج، مما يجعل القراءة تجربة أشبه بمشاهدة مشاهد متتابعة على شاشة سينمائية، حيث تتحرك اللغة بين اللقطة المقربة والمشهد الواسع، بين التركيز والتلاشي، في ديناميكية تشبه حركة الكاميرا في السينما التجريبية.

المشهد السينمائي في الديوان يعزز من ديناميكية اللغة، حيث يعتمد الشاعر على تقنيات التقطيع السينمائي والمونتاج الشعري. في "طيور هيتشكوك"، تتحرك الكاميرا بين المشاهد كما في فيلم "The Birds" لألفريد هيتشكوك، حيث يشعر القارئ بالتوتر والقلق:

"إذا كنت جادًا

بتفهم تعليمات

شرطة المدينة

المتداخلة

مع هتافات الباعة الجوالين

فلا تحاول

تعديل المسافات

بين الطيور والطائرات…"

المشهد يوحي بأن هناك خطراً يقترب دون أن يظهر بوضوح، مما يعكس إحساس أفلام التشويق التي تجعل الحركة داخل النص غير مستقرة. في "مسامير شارلي شابلن"، نجد لمسة كوميدية مأساوية تشبه مشاهد "The Gold Rush" لشابلن:

"تحت سقف ذلك المنزل

الذي غادرناه

على عجل

في الخريف الأخير

تركنا حمامات

من عاداتها

التلذذ برائحة الغائبين…"

الكلمات هنا تعمل كمشهد صامت مليء بالسخرية والحنين، حيث تتحول التفاصيل الصغيرة (الحمامات، العطر، الغائبون) إلى رموز سينمائية تعكس فكرة الرحيل والغياب، يعتمد النصار في بناء مشاهده الشعرية على تقنيات تشبه المونتاج السينمائي، حيث تتوالى الصور بتقطيع سريع، كما نرى في 'مسامير شارلي شابلن'، مما يمنح القارئ إحساسًا بالمشهد الحركي لا بالكلمات المجردة فقط.

كل هذه التقنيات تجعل اللغة في هذا الديوان "رسائل من المتاهة"  كائناً متحركاً لا يستقر عند نقطة واحدة، بل يتغير بتغير الزمن والمكان والصوت والصورة. الكلمات تنزاح عن معناها المباشر لتصبح جزءاً من تجربة حسية متكاملة، حيث لا يقرأ القارئ النص فقط، بل يسمعه كإيقاع موسيقي، ويراه كلون وظل، ويشاهده كمشهد سينمائي عابر واللغة تتحرك كما تتحرك الحياة: بين اندفاع وتأمل، بين تدفقٍ وانزياح، تاركة القارئ في متاهة مفتوحة على الاحتمالات. وكأن الكلمات لا تكتفي بأن تكون حاملة للمعنى.

المتاهة الشعرية: تأملات فلسفية في بنية النص

إن عنوان الديوان "رسائل من المتاهة" ليس مجرد اختيار لغوي، بل يعكس بنية النص ذاته. فمثلما لا تملك المتاهة طريقاً واحداً للخروج، فإن اللغة في هذا الديوان تتفرع في اتجاهات متعددة، مما يجعل القارئ مستكشفاً أكثر منه متلقياً. فالشعر هنا ليس مجرد إنتاج للمعنى، بل فضاء مفتوح على التأويل، يتغير وفق حساسية القارئ وزاوية رؤيته. وكما أن المتاهة لا تفضي إلى طريق وحيد، فإن النص الشعري هنا لا يسلم نفسه لمعنى نهائي، بل يظل مفتوحاً على تأويلات لا متناهية، تجعل القراءة تجربة غير مكتملة لكنها ممتعة.

 

لا يقدم النصار نصاً مغلقاً أو ثابت الدلالة، بل يفتح مساحات للتأويل، حيث تصبح كل قراءة ولادة جديدة للنص. فالشعر هنا.. لا يطمح إلى تقديم إجابات، بل إلى طرح الأسئلة، حيث تصبح اللغة ذاتها ساحةً لتجربة تأملية مستمرة.

بهذا المعنى، يصبح الديوان ليس مجرد مجموعة من النصوص الشعرية، بل تجربة فلسفية حول طبيعة اللغة ذاتها، حيث لا يكون الشعر وصفاً للعالم، بل إعادة خلق مستمرة له، كأنه كائن حيّ يبحث عن ذاته داخل فضاء الدلالة.

***********************************************

الصفحة الثانية عشر

بغداد تشهد  «مهرجان شمران الياسري} الثقافي

متابعة – طريق الشعب

أقام "مركز شمران الياسري للثقافة والآداب"، أول أمس الجمعة على قاعة جمعية المهندسين العراقية في بغداد، "مهرجان شمران الياسري" الثقافي.

المهرجان الذي حضره جمع كبير من المثقفين والأدباء والصحفيين والمدعوين الآخرين، تخللته فقرات مختلفة، منها عرض فيديوات توثيقية تلقي الضوء على مسيرة الكاتب والصحفي الفقيد شمران الياسري (أبو گاطع)، وتجربتيه الصحفية والأدبية. فضلا عن جلسات نقاشية حول مسيرته الإبداعية، بمختلف جوانبها الصحفية والإعلامية والروائية، وما يتعلق بالأدب الشعبي.

وزير الثقافة الأسبق الرفيق مفيد الجزائري، افتتح المهرجان بكلمة، حيّا فيها المركز على إقامة المهرجان "استذكارا واحتفاءً بهذه الشخصية الوطنية والثقافية الفذة، شخصية ابو كاطع التي شغلت الناسَ طويلا وما زالت، بعطائها النضالي وبانجازها الاعلامي والادبي المتفرد، وبما تركت لنا من إرث حافل في ميدان القيم والمثل الوطنية والانسانية والتمسك بها، واعلاء شأن بسطاء الناس والذود عن حقوقهم وكراماتهم ومشاعرهم، والتسامي فوق كل ما يحط من قدر الانسان وآدميته".

وقال عن الفقيد أيضا انه كان "عصاميا بحق منذ حداثة سنّه، حين انكبّ على الحروف يتعلم نطقها وخطها، ثم يتقن الكتابة تماما ومعها القراءة، بجهده الخاص لا غير، وبعد ان كانت امه قد علمته قراءة شيء من القرآن وحسب. وبقي عصاميا في كل سعيه اللاحق".

بعدها ألقى ممثل رئيس الوزراء د. عارف الساعدي، كلمة، أشار فيها الى أن الياسري "حوّل الحكاية الشعبية إلى أدب عظيم، والسخرية إلى نقد لاذع لا يجرح، لكنه يوقظ. وفي زمن كانت فيه الكلمة ثمنها الحرية أو الحياة، ظلّ وفيّاً للحقيقة، لا يكتب إلا ما يؤمن به، ولا ينحاز إلا إلى الناس".

وكانت للاتحاد العام للأدباء والكتاب كلمة ألقاها أمينه العام الشاعر عمر السراي، أعقبه نائب رئيس جمعية المهندسين العراقية المهندس وسام الخزعلي، بكلمة قال فيها أن "هذا المهرجان لا يستحضر مجرد اسم كبير في ذاكرة العراقيين، بل يستحضر سيرة نادرة لشخصية استثنائية جمعت بين الكلمة والموقف، وبين الانحياز التام لقضايا الفقراء والمهمشين، وبين الإبداع الأدبي والالتزام الوطني".

واضاف قائلا: "كان أبو گاطع صوت الريف العراقي، وضمير الناس البسطاء، ومثقفاً عضوياً لم ينفصل عن مجتمعه ولا عن قضاياه، بل اندمج فيها، وكرّس قلمه وفكره من أجل تعرية الظلم والسعي نحو العدالة والتغيير".

بعد ذلك انطلقت أولى جلسات المهرجان، والتي ألقت الضوء على جوانب من حياة الياسري، ومسيرتيه الإعلامية والأدبية. وقد تحدث فيها رئيس المركز إحسان شمران الياسري، وأدارها المحاور خطاب عمر، لتتواصل بعدها الجلسات النقاشية، وتغطي محاور مختلفة من شخصية الفقيد وتجاربه، ونتاجه في العمود الصحفي والرواية وغيرهما.

وفي سياق المهرجان، ألقى الشاعر فالح حسون الدراجي قصيدة. بينما جرى تكريم المساهمين في فقرات المهرجان بشهادات تقدير.  

**************************************************

أطلقها «فريق شتلة} حملة تشجير تطوعية في الشطرة

 الشطرة – احمد زكي

أطلق "فريق شتلة" التطوعي في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، أخيرا، حملة تشجير واسعة شملت عددا من مناطق مركز القضاء وضواحيه، وذلك في إطار مبادرة تهدف إلى الحد من التصحر وتعزيز المساحات الخضراء.

وشارك في الحملة عدد كبير من المتطوعين من طلبة الجامعات والناشطين المدنيين. حيث غرسوا شتلات في المدارس والمؤسسات العامة وبعض الساحات المفتوحة.

ويهدف الفريق إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي وتعزيز الوعي البيئي بين أفراد المجتمع، لا سيما في ظل التحديات المناخية التي تواجهها البلاد.

وفي حديث لـ"طريق الشعب" قال المتطوع ضرغام عبد الحسين ان "الشطرة تعاني نقصا كبير في المساحات الخضراء، الأمر الذي فاقم من تداعيات التصحر وارتفاع درجات الحرارة"، مضيفًا أن فريقهم يسعى من خلال هذه الحملة إلى إشراك المجتمع المحلي في إيجاد حلول بيئية مستدامة.

وأوضح منظمو الحملة أن نشاطهم بدأ من المدارس الابتدائية والمتوسطة، لتعزيز روح المبادرة لدى الطلبة، مؤكدين أن الحملة ستستمر خلال الأسابيع المقبلة لتشمل بقية مناطق الشطرة، مع التنسيق المستمر مع الدوائر الحكومية المعنية.

**************************************************

صلاح الدين  اكتشاف هياكل عظمية وجرار أثرية في «موقع آشور}

متابعة – طريق الشعب

أفاد مدير موقع آشور الأثري التابع لدائرة آثار وتراث صلاح الدين، سالم عبد الله، بأن البعثة الألمانية العاملة في الموقع اكتشفت هياكل عظمية وقبورا وجِرارا أثرية خلال أعمال التنقيب الجارية ضمن عقد رسمي مع وزارة الثقافة.

وقال في حديث صحفي أن "البعثة تنفذ في الموقع منذ ثلاث سنوات عمليات تنقيب موسمية، تمتد لشهرين كل عام، يعقبها توثيق المكتشفات ودراستها"، مضيفاً أن "العمل يجري ضمن ثلاث طبقات أثرية: الفرثية، الهلنستية السلوقية والطبقة الآشورية. وتمثل الأخيرة الطبقة الأصلية لمدينة آشور التاريخية".

وأشار إلى أن "البعثة تهدف للوصول إلى عمق المدينة الآشورية الأصلية. وان الاكتشافات الأخيرة تسلط الضوء على أهمية الموقع كمركز حضاري يمتد لآلاف السنين".

وتقع مدينة آشور الأثرية على الضفة الغربية لنهر دجلة ضمن محافظة نينوى، قرب مدينة الشرقاط في صلاح الدين.

وتُعد آشور العاصمة الدينية والسياسية الأولى للإمبراطورية الآشورية، وواحدة من أهم المدن القديمة في حضارة بلاد الرافدين. وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى الإله "آشور". وهو الإله الرئيس في المعتقدات الآشورية.

*************************************************

يوميات

  • يقيم الاتحاد العام للأدباء والكتّاب بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي، غدا الاثنين، أمسية شعرية على أنغام الموسيقى، يشارك فيها الشعراء زعيم نصّار، جنان الصائغ، مرتضى التميمي، وجدان وحيد، فراقد الطاهر وهند أحمد، يُصاحبهم العازف سجاد شاهين.

الأمسية التي من المقرر أن تديرها الشاعرة غرام الربيعي، تبدأ في الساعة 6 مساء على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي في شارع أبو نؤاس. 

*****************************************

دراسات ماركسية معاصرة

عن "دار البعد الرابع" للطباعة والنشر والتوزيع في النجف، صدر حديثا كتاب بعنوان "دراسات ماركسية معاصرة"، ترجمة وإعداد رشيد غويلب.

يتضمن الكتاب سبعة اقسام تحتوي على دراسات ماركسية معاصرة لباحثين من أوربا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة. ويتناول بعض الأقسام قراءات معاصرة لإرث لينين وروزا لوكسمبورغ. فيما يتناول بعض آخر مساهمات معاصرة حول قضايا اليسار الراهنة والقراءات المعاصرة المطلوبة للاشتراكية والرأسمالية، والمتغيرات في طابع الطبقة العاملة ودورها في ضوء التطورات الكثيرة التي يشهدها العصر الراهن. 

كذلك يُقدم الكتاب تحليلات مهمة بشأن الفاشية الجديدة، واخرى تهتم بالحركات الاجتماعية: طابعها وكيفية قراءة دورها في ضوء المنهج الماركسي. وهناك حوار مهم يتناول تجربة قوى اليسار والقوى التقدمية في امريكا اللاتينية.

يقع الكتاب في 311 صفحة من القطع الكبير.

****************************************************

أمسية شعرية  في مقر شيوعيي الرصافة الأولى

بغداد – طريق الشعب

احتضن مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، الكائن في الكرّادة، أخيرا، أمسية شعرية أقامها "منتدى غني محسن" للشعراء الشعبيين، احتفاء بالشاعر يوسف الساعدي وديوانه الجديد "أبيض طوخ".

الأمسية التي حضرها جمع من الشعراء ومحبي الشعر، استهلها الساعدي بالحديث عن تجربته الشعرية، وإلقاء عدد من قصائد ديوانه الجديد، منها قصيدة عنوانها "مستحيل" 

وفي سياق الأمسية، قدم عدد من الشعراء الحاضرين، مداخلات عن سيرة الساعدي وأسلوبه الشعري وتجربته الإبداعية، وهم كل من كريم راضي العماري، هاشم غدير، صفاء الربيعي، جبار المياحي ورياض الركابي.

ثم قرأ الشعراء مختارات من قصائدهم.

وفي الختام، وقّع الساعدي نسخا من ديوانه وأهداها للحاضرين.

********************************************

قف.. طائفية جامحة

عبد المنعم الأعسم

اولاً، وقبل شيء، ليست الفتنة الطائفية (الآن) وفدت، لأول مرة، مع حكم ما بعد 2003  كما يردد السُذّج، فهي عتيقة، كانت، حسب أوثق المؤرخين، ابن الأثير، في كتابه "الكامل" قد ضربت العراق في أواخر عهد الدولة العباسية طوال مائتي عام، احرقت خلالها دور الكتب والعبادة وأحياء بكاملها،  وقد واكبها (انتباه) القتل على الهوية، أيضا.. فيما شهدت بعض عقود عثمانية العراق (بحسب علي الوردي) اندلاع صراعات طائفية ضارية، في بغداد وواسط، كان السلاطين، ومن ثم المحتلين الانجليز، والإيرانيون يستثمرون في ساحتها.

ثانيا، اتخذت جميع محاولات احتواء الضغائن والفتن الطائفية طابع "ولائم" تقيمها الحكومات، منذ العهد الملكي، لرجال الدين الشيعة والسنة، وتنتهي بدس الفتنة، حية ، طي بوس اللحى الكاذب، وثالثا، ليس صحيحا القول إن عهد صدام لم يكن طائفيا، فقد جرت طوال ثلاثة عقود "نمذجة" الطائفية في الرطانات القومية، من جهة، وحشر الملايين من السكان الشيعة في منكَنة الرعب، والتعامل معها كقطيع، سعيد في إذلاله، ورابعا، تُشكل ممارسات الطائفية في عهد ما بعد 2003 نقلة مرعبة إلى حافة الحرب الاهلية، وذلك بجعل الطائفية مؤسسة سياسية رسمية، في التسليح، والتنظيم الاجتماعي، والحقوقي، والعبادات: الألغام الآيلة للانفجار يوما.. سِتركْ يا رب.

*قالوا:

"بعض الحروب هي قتل أناس عن عمد، لو قابلتهم في ظروف أخرى لقدمت لهم العون".

مارك توين

***************************************************

في «الحيدر خانة} تلميذ الحلي وشقيق العطار يحييان الغناء الأصيل

متابعة – طريق الشعب

في قلب بغداد القديمة، وعلى مقربة من شارع المتنبي، ينبض مقهى الحيدرخانة بذكريات لا تزال تسكن تفاصيل المكان منذ أكثر من ستين عاماً. حيث تقام أمسيات غنائية يومية يحضرها عشاق الطرب التراثي الأصيل.

ويحيي تلك الأمسيات الفنانان مكصد الحلي، تلميذ الفنان الراحل سعدي الحلي، وهشام العطار شقيق الفنان قحطان العطار. فيما يتحدثان عن تأسيس رابطة في المقهى، تُعنى بجمع المواهب الغنائية الجديدة، وتركز على إحياء أغنيات جيل السبعينيات.

في حديث صحفي، يقول الفنان الحلي، أنه أخذ على عاتقه تأسيس الرابطة بمساعدة صاحب المقهى أحمد الطائي، مبينا أنه كان يدير فرقة المتحف البغدادي، وبعد إحالته على التقاعد أسس هذه الرابطة، من أجل إحياء الغناء الأصيل.

ويشير إلى ان مطربين عديدين يشاركون في أمسياتهم، أمثال حسين الشهد، حسين الغريب، حسين القيسي، كاطع الساعدي، عدي الرحال وصلاح الأبيض.

من جانبه، يقول الفنان هشام العطار، أنهم يعملون على إظهار الأصوات الشابة، وإعادة إحياء الغناء التراثي، ونقله إلى الأجيال الجديدة.

وعن شقيقه الفنان قحطان العطار، يقول أن "الكثيرين من الناس يسألوني عنه، وهذا الموضوع أتعبني كثيرا. فمحبة الناس ليست بالأمر السهل"، ويشير إلى أنه "حتى على مستوى الدولة كانت هناك مطالبات بحضوره، لكنه حاليا يعيش في عزلة تامة، وقد أنهكته الغربة، وهو إنسان حساس وحنون".