لصفحة الأولى
استعادة خطاب الكراهية وسط أجواء مشحونة تحيط بالعراق.. الشيوعي العراقي: الانتخابات فرصة لعزل منظومة المحاصصة والفساد ومنهجها الفاشل
بغداد - بسام عبد الرزاق
شهدت الفترة الماضية، تصريحات ومواقف وردود فعل متشنجة تداولتها القوى السياسية المتنفذة، وأضهرت جانبا من أزمة المنظومة السياسية الحاكمة، ورافق ذلك حراك وخطابات واصطفافات طائفية ومناطقية من شأنها التأثير في معادلة الانتخابات المقبلة، وهي ليست جديدة كما يرى بعض المراقبين، لكنها تأتي هذه المرة متزامنة مع مرحلة ترقب واضطراب على المستوى الإقليمي والعالمي، وهو ما يُفسر بعدم تفهم هذه القوى لحجم المخاطر المؤثرة في الملف العراقي، او عدم اعتمادها خطابا غير الكراهية والتأجيج الطائفي، لإعادة انتاج نفسها سياسيا. وتجلى هذا من بين قضايا أخرى في طرح مشاريع "إقليم النفط مقابل إقليم المياه".
الكراهية.. أسلوب وحيد!
عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق حسين النجار، قال ان "قوى السلطة الحاكمة، لم تدرك بعد كما يبدو الاخطار الداخلية والخارجية المحدقة بالبلد، فهي تعيد تصدير خطاب المحاصصة الطائفية والكراهية في سبيل إعادة إنتاج نفسها في الانتخابات النيابية المقبلة، وهو الأسلوب الوحيد الذي تتقنه وتقدمه للملتفين حولها. وليس لديها أي مشروع لتغيير الواقع المزريِ الذي سببته للعراق والعراقيين.
وأضاف النجار، ان "العراقيين جربوا طيلة المدة الماضية هذه الخطابات وما نتج عنها، وكذلك اختبروا حكم هذه القوى التي باتت تشكل اقلية محدودة جداً، اغتنت على حساب الأغلبية التي تزداد فقراً وحرماناً"، لافتا الى انه "بسبب ذلك لا تفاعل غالبية المواطنين مع الحملات الانتخابية. كون الشعور السائد بأنها لن تنتج شيئا جديدا، وهذا بالفعل ما تريده القوى المتنفذة والفاسدة من اجل حصر المشاركة في الانتخابات بجمهورها الذي ينقسم بين المتحزبين المتنفذين والمستفيدين او المخدوعين. واللافت ان هذا الخطاب يسري دون رادع قانوني او سياسي".
التصويت لقوى التغيير
وقال: "نريد ان تشترك الجماهير في عملية التغيير، من خلال اشراكها بتفاصيل هذا المشروع، اذ انه يعتمد بالدرجة الأساس على حركتها ومشاركتها في عملية صنع القرار من خلال حضورها الفاعل في التصويت للقوى التي تمتلك مشاريع وبرامج للتغيير".
وبين النجار ان "محاولات إعادة انتاج الخطاب الطائفي لن يجدي نفعاً لشعبنا الذي عانى من الويلات، وهو مدعو للتحرك ضد ذلك، والحضور بصورة فاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة، كما كان حاضراً في الانتفاضة الجماهيرية في تشرين 2019، وبالتالي بواسطة هذا الحراك المتعدد الاشكال يمكن ان نسير نحو التغيير الذي نريد من خلاله عزل منظومة المحاصصة والفساد والخلاص من نهجها الفاشل، والآتيان بمشروع جديد يستند الى الديمقراطية الحقة والمواطنة والعدالة الاجتماعية".
الطائفيون يشيعون خطاب الكراهية
من جانبه، يرى الصحفي والناشط المدني، شمخي جبر، ان البعض بدأوا يكشرون عن انيابهم الطائفية لاشاعة ثقافة الكراهية والدعوة للتخندق الطائفي المقيت.
وقال جبر لـ"طريق الشعب" ان "الطائفيين من القوى السنية والشيعية، كلما حدثت ازمة هنا او هناك، او حُمي وطيس الصراع السياسي، يمارسون النعيق الطائفي، لكنهم يدركون ان الاحزاب الطائفية فشلت في تحقيق استقطاب طائفي مهما رفعت من شعارات او طرحت مشاريع تفريقية تقسيمة. ولعل فشل مشروع الاقليم الشيعي الذي طرح عام ٢٠٠٥ كان علامة فارقة للتعبير عن التماسك المجتمعي وعدم استطاعة العازفين على أوتار الفرقة، تحقيق أهدافهم".
وأضاف انه "كثيرا ما تستخدم شعارات طائفية وبخاصة في مواسم الانتخابات، إذ يتوهم من يرفعها انه سيحقق منافع ومكاسب سياسية، بينما صار الجمهور اكثر وعيا ويسعى وراء البرامج والمشاريع التي تحقق التغيير والإصلاح. فقد سقطت الى غير رجعة جميع مشاريع التقسيم، وكانت انتفاضة تشرين 2019 أخر هزيمة للطائفيين ومشاريعهم".
صراع تحريضي!
وأوضح جبر، ان "الحياة السياسية في الكثير من الدول تسودها صراعات سياسية سيما في فترة الانتخابات واللحظات السياسية الحرجة في حياة المجتمع والدولة، وقد تكون الصراعات السياسية الدائرة في اية دولة هي صراعات ارادات سياسية باتجاه اصدار قرارات معينة او اتخاذ مواقف ما، وقد تعبر عن حيوية المشهد السياسي وحرص الفاعلين فيه نحو حياة وتصورات أكثر ايجابية لتقرير حالة ما، وهذا الوصف الايجابي للصراع السياسي يعبر عن حالة الدول المستقرة التي تجري فيها الصراعات في إطار من السلم الأهلي".
ولفت الى انه "حين نقول الصراع فنعني به اختلاف الارادات والرؤى والبرامج والتوجهات، وهذا كفيل بإغناء الحياة السياسية من أجل تقديم خيارات أفضل لواقع المجتمع في حاضره ومستقبله"، مردفا "لكن بمتابعة بسيطة وسريعة للحياة السياسية وحراكاتها في العراق _ منذ التغيير في التاسع من نيسان وحتى الان _ نرى ان الصراع السياسي بين الفرقاء السياسيين يأخذ مديات لها انعكاساتها على الواقع المجتمعي، ما يحوله الى خطاب تحريضي قد يصل في الكثير من الاحيان الى مستوى العنف".
وبيّن "نرى ان الخطب النارية والتصريحات اللا مسؤولة غالبا ما تنعكس على الواقع المجتمعي وعلى حياة الشارع، فتتمظهر على شكل تشنجات مجتمعية او أعمال عنف"، مشيرا الى ان "الكثير من السياسيين عندنا صناع أزمات، وقادرون على إنتاج المشاكل والاشكاليات لكنهم غير قادرين على إنتاج الحلول".
حرث نوعي للشحن الطائفي!
الكاتب والصحفي، فلاح المشعل قال لـ"طريق الشعب" ان "السياسيين يندفعون نحو استخدام الطائفية لغرض تجديد بقائهم وانتخابهم من قبل المغفلين في الانتخابات المقبلة، فهذا يتحدث عن النفط الشيعي، وآخر يتحدث عن ماء سني، في حرث نوعي للشحن والتهديد الطائفي بالانفصال، وهو أمر مخالف للدستور وللقانون".
وأوضح المشعل ان "الموضوع وأهدافه مكشوفة للأذكياء من العراقيين، فهي محاولات يائسة لكي يغطوا على فسادهم وفشلهم بعد 22 سنة من البؤس والإفقار والتخلف".
التصدي لدعوات التقسيم
والمشكلة بحسب المشعل في "بسطاء الناس وهم الأغلبية التي تصدق هذا الكلام، بل ان العديد منهم ربما يندفعون نحو أفعال طائفية مدمرة للمجتمع والناس الأبرياء، وبهذا يحققون للسياسيين الطائفيين أهدافهم القاتلة".
وتمنى المشعل من القضاء والجهات الرقابية أن تتصدى لمثل هكذا دعوات لتقسيم الوطن وخلق عداوات وحروب داخلية وأهلية.
***********************************************
راصد الطريق.. وماذا .. بعد فضيحة التزوير؟
كشف وزير النفط عن ورود رسائل شفهية من واشنطن عن ضبط البحرية الأمريكية ناقلات نفط إيرانية في الخليج تعمل بوثائق عراقية. وتحدث عن رد الحكومة رسمياً بكون الوثائق مزورة، وأن شركة "سومو" تراقب شحناتها عبر الأقمار الصناعية، وتُخضع عملياتها لتدقيق صارم.
ان تزوير الوثائق الرسمية ليس انتهاكا قانونيا عابرا، بل استهداف مباشر لسيادة العراق ومصالحه الاقتصادية. فتهريب النفط الإيراني، حسب الوزير، تحت غطاء الشرعية العراقية يهدد سمعة العراق ويعرّضه لعقوبات دولية محتملة، في حين تسعى بغداد للنأي عن سياسة المحاور.
لكن ورغم تأكيد الحكومة أن الوثائق مزورة، يبقى السؤال عن الإجراءات العملية التي ستتخذها لمواجهة الانتهاكات؟
هل ستفتح تحقيقاً رسمياً لكشف الجهات المتورطة ومحاسبتها؟
ام ستتقدم بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة أو الجهات الأخرى المعنية بسلامة التجارة البحرية؟
ام تفرض رقابة مشددة على السفن التي تحمل علمنا أو وثائقنا النفطية؟
وهل ستطلب من طهران توضيحا والتزاماً بعدم استخدام وثائقنا العراقية مستقبلاً؟
أخيرا، لا يكفي إعلان الحكومة أن الوثائق مزورة، بل يجب تبنيها موقفا استباقيا حازما، فالصمت أو التراخي سيشجع آخرين على استخدام بلدنا ورقة في صراعات، لا ناقة له فيها ولا جمل.
***************************************************
الصفحة الثانية
إحالة مشروع تطوير قناة الجيش الى وزارة الاعمار
متابعة ـ طريق الشعب
وقالت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، امس الاثنين، أن مشروع تأهيل وصيانة طريق قناة الجيش تمت إحالته الى الوزارة.
وافاد الناطق باسم الوزارة، نبيل الصفار، إن "مشروع تأهيل وصيانة طريق قناة الجيش تمت إحالته الى الوزارة، بالاتفاق مع أمانة بغداد، لصيانته وتطويره بشكل كامل، حيث أعدت التصاميم الهندسية والفنية الخاصة بالمشروع"، منوهاً بأن "المشروع سينفذ حال توفر التخصيصات المالية".
وأضاف أن "طريق قناة الجيش يعد من أهم الطرق المهمة في العاصمة بغداد، وقد شهد هذا الطريق أضراراً كبيرة وتهالك أجزاء كثيرة منه وخاصة في مفاصل التمدد والجدران للأنفاق، رغم إجراء بعض أعمال الصيانة عليه خلال الفترة الماضية، إلا أنها لم تكن كافية لمعالجة تلك الأضرار والتخسفات، بسبب طبيعة الأرض والمياه الجوفية الموجودة في المنطقة".
وأوضح الصفار، انه "وعلى الرغم من إجراء أعمال صيانة في أوقات سابقة، إلا أن هناك مشكلة المياه الجوفية والتي دائما ما تسبب تآكل الاسفلت ومفاصل التمدد"، مشيرا الى انه "تمت الاستعانة بإحدى الجامعات العراقية لإعداد دراسة خاصة لضمان عدم تأثر الشارع وخاصة الأنفاق بالمياه الجوفية مستقبلاً".
************************************************
إضراب مرتقب للكوادر التمريضية في العراق: صرخة احتجاج على الإهمال الحكومي
بغداد – طريق الشعب
في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت نقابة التمريض في العراق تعليق العمل في جميع المؤسسات الصحية والمستشفيات والقطاعات التمريضية، اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على ما وصفته بـ"الإهمال الحكومي" تجاه حقوق الكوادر التمريضية. وجاء هذا التحرك في ظل مطالبات مستمرة بضرورة تحسين الأجور، وضمان الحقوق الوظيفية، وتوفير بيئة عمل لائقة وآمنة.
رد حكومي مثير للجدل
في المقابل، ردت وزارة الصحة على الإضراب عبر منشور رسمي استشهدت فيه بالمادة 364 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969، والتي تنص على معاقبة الموظفين الذين يمتنعون عن أداء واجباتهم الوظيفية دون مبرر قانوني. غير أن هذا الرد أثار موجة واسعة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد التفاعلات على المنشور 19 ألف "أضحكني"، في مؤشر واضح على استياء الجمهور من تعامل الوزارة مع مطالب التمريض.
مطالب متراكمة وإهمال حكومي
ووفقاً لوثيقة صادرة عن نقابة التمريض، فإن أبرز مطالب الكوادر التمريضية تشمل: زيادة مخصصات الخطورة إلى 100% بدلاً من 80% الحالية، ورفع التسكين الوظيفي، خصوصاً لخريجي إعدادية التمريض، والشمول بمخصصات الخدمة البحثية.
وطالبت النقابة أيضا، بإدراج التمريض ضمن المجموعة الطبية، الموافقة على فتح الدراسات العليا والبورد العراقي والعربي للتمريض، وتخصيص قطع أراضٍ للممرضين في جميع المحافظات، وصرف البدل النقدي للإعاشة، داعية الى تعيين خريجي الدفعة 24 لسد النقص الحاصل في المؤسسات الصحية.
تصعيد متوقع
وفي حديث لـ"طريق الشعب"، قال مرتضى جعفر صادق، رئيس لجنة الانضباط في نقابة التمريض، إن النقابة تعاملت مع وزارة الصحة منذ تأسيسها عام 2020 بأسلوب الحوار والتواصل الرسمي، إلا أن هذا النهج لم يقابل بأي استجابة جدية. وأوضح: "أبلغنا الوزارة مراراً أن استمرار تجاهل المطالب سيدفعنا إلى التحرك الشعبي، وقد حذرنا سابقاً من الوصول إلى منزلق خطير، وهو ما نعيشه اليوم".
وأشار صادق إلى أن التمييز في مخصصات الخطورة بين الممرضين والأطباء يمثل أحد أبرز المشاكل، متسائلاً: "كيف يعقل أن نعمل في الظروف نفسها، بينما يحصل الأطباء على مخصصات أعلى؟ نحن نطالب بالمساواة فقط". كما لفت إلى أن مشكلة التسكين الوظيفي مستمرة منذ 14 عاماً، مؤكداً أن "مجلس الشورى والبرلمان أقرّا تعديلات على قانون ملاكات الدولة، لكن أحد عناوين التمريض لم يشمله التعديل، وهو خريجو إعدادية التمريض الذين ما زالوا يُعيَّنون ضمن الدرجة الرابعة، في حين تم تعديل تشكيلات الدبلوم والبكالوريوس. هذا تمييز واضح".
انتقادات لاذعة لوزارة الصحة
وانتقد صادق بشدة تهديد وزارة الصحة، واصفاً استنادها إلى المادة 364 من قانون العقوبات بـ"التهديد القانوني الفارغ". وأضاف: "نحن لم نتغيب عن الدوام، بل علّقنا العمل بشكل رسمي، وهو إجراء قانوني. أقصى إجراء يمكن اتخاذه هو قطع الراتب في حال الغياب، لكن الوزارة اختارت التهديد بدلاً من الحوار".
وأشار إلى ازدواجية تعامل الوزارة مع الاحتجاجات، قائلاً: "عندما أضرب الأطباء ليوم واحد عام 2020، لم تهددهم الوزارة، بل دعمهم الوزير ونقل مطالبهم إلى مجلس الوزراء. لماذا نحن نُعامل بهذه الطريقة المختلفة؟ هذا تمييز طبقي واضح". كما كشف عن استعداد الكوادر الطبية الأخرى للتصعيد تضامناً مع الممرضين، مشيراً إلى إمكانية تعليق العمليات الجراحية وإغلاق بعض الردهات إذا استمر التجاهل.
شهادات من قلب الأزمة
من جهتها، تحدثت شهد الأميري، إحدى موظفات التمريض، عن حجم المعاناة داخل المؤسسات الصحية، مؤكدة أن الممرضين هم الأكثر تماساً مع المرضى، ورغم ذلك لا يحصلون على امتيازات توازي حجم مسؤولياتهم. وقالت لـ"طريق الشعب": "خطورة عملنا لا تُحتسب كما تُحسب للأطباء والصيادلة، رغم أننا الأكثر عرضة للأمراض والاعتداءات اللفظية والجسدية". وأضافت أن التمريض يعاني من التهميش الإداري، حيث لا يتسلم أي ممرض منصباً إدارياً مثل مدير مستشفى أو معاون مدير، مشيرة إلى عدم وجود دائرة رسمية تُعنى بشؤون التمريض في وزارة الصحة.
كما انتقدت واقع البدلات والحوافز، مؤكدة أن "الإعاشة النقدية غير متوفرة، وحتى الإعاشة العينية التي تصلنا غير صالحة للأكل. لا توجد حوافز للعمل الإضافي أو في الأزمات مثل كورونا، كما لا تُمنح عوائل شهداء التمريض أي حقوق".
وختمت بالقول: "مطالبنا عادلة، وكل ما نريده هو الإنصاف والاعتراف الحقيقي بدورنا في إنقاذ الأرواح داخل المؤسسات الصحية".
ما القادم؟
وأكدت نقابة التمريض أن تعليق العمل اليوم كان خطوة أولى، مع إبقاء 50% من خدمات الطوارئ والعناية المركزة مستمرة حرصاً على حياة المرضى. لكن في حال استمرار تجاهل الوزارة، فإن التصعيد قادم، وقد يشمل شللاً تاماً في المؤسسات الصحية خلال الشهر المقبل.
****************************************************
احتجاجات مستمرة تطالب بحقوق العمال وبتوفير فرص العمل والخدمات
بغداد ـ طريق الشعب
تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد للمطالبة بالحقوق الأساسية من توفير فرص العمل والخدمات.
عمال النظافة
ونظم عمال النظافة في مستشفى قضاء الحمزة الشرقي العام بمحافظة الديوانية، تظاهرة احتجاجية للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، والتي لم يتسلموها منذ ستة أشهر متتالية.
وانطلقت التظاهرة أمام مبنى المستشفى، حيث تجمع العمال محتجين على تأخر رواتبهم، ورفعوا لافتات تطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لصرف مستحقاتهم المالية، التي تشكل مصدر رزقهم الوحيد.
ووجه المحتجون نداءً إلى مدير عام دائرة صحة الديوانية، مطالبينه بالتحرك السريع وإصدار أوامر فورية لصرف الرواتب المتأخرة، مؤكدين أن هذا التأخير يهدد استقرارهم المالي ويعرضهم وعائلاتهم لمعاناة اقتصادية شديدة.
مطالبات بفرص عمل
من جهة أخرى، نظم العشرات من المواطنين في محافظة المثنى، بينهم ذوو شهداء، وقفة احتجاجية أمام مبنى هيئة الحشد الشعبي، للمطالبة بتوفير فرص عمل في المشاريع التي تنفذها الهيئة في مناطق البادية. وأعرب المحتجون عن رغبتهم في الانخراط في هذه المشاريع، مؤكدين أن ذلك سيسهم بشكل كبير في تحسين أوضاعهم المعيشية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها. وشددوا على أن الأولوية في التوظيف يجب أن تُمنح لأبناء المحافظة، داعين الجهات المعنية إلى التجاوب السريع مع مطالبهم. وأكد المتظاهرون أنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى يتم تلبية مطالبهم رسميًا، وتوفير فرص العمل التي يحتاجونها لضمان مستقبل أفضل.
مطالبات بتوفير الخدمات
كما شهدت ناحية الدراجي جنوب المثنى تظاهرة لعدد من المواطنين، الذين طالبوا بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم، وخاصة في مناطق عشيرة آل فرطوس.
وأشار المتظاهرون إلى أن منطقتهم تعاني من نقص حاد في مياه الشرب والكهرباء، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية، مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية. وطالبوا الجهات المعنية بالتدخل العاجل وتنفيذ مشاريع خدمية تلبي احتياجاتهم الأساسية. وأكد المحتجون ضرورة إيجاد حلول جذرية للمشاكل التي يعانون منها، معربين عن أملهم في تحسين أوضاعهم المعيشية من خلال توفير بنية تحتية متكاملة تضمن لهم حياة كريمة. تأتي هذه الاحتجاجات المتزامنة في عدة محافظات عراقية لتسلط الضوء على الأزمات الاقتصادية والخدمية التي يعاني منها المواطنون، وسط دعوات متزايدة للجهات الحكومية بالاستجابة لمطالبهم وتحسين ظروفهم المعيشية.
************************************************
رسالة الى الزميلة {الزمان}
نشرت جريدة " الزمان" في عددها الصادر أمس الاثنين نص رسالة وجهها رئيس تحرير "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري الى رئيس تحريرها الاستاذ أحمد عبد المجيد. في ادناه نعيد نشر الرسالة:
الاخ الاستاذ احمد عبد المجيد المحترم
رئيس تحرير الزميلة "الزمان" الغراء
تحية وبعد
اعترف انني فشلت في ادراك الدافع الحقيقي لتخصيصكم المساحة الأعلى والمميزة في الصفحة الثانية لعدد جريدتكم، الصادر هذا اليوم السبت (22 آذار 2025)، موقعا لنشر المقال المعنون "عن أحزاب عراقية سادت ثم بادت".
فالمقال يركز النار على الحزب الشيوعي العراقي، وهو لا ينتقده هنا او هناك، بل يهاجمه ولا يوفر تهجماً عليه. وأنا لم اسمع سابقا كما لم الاحظ خلال متابعتي لـ "الزمان"، انها وجنابك كرئيس لتحريرها، ممن يسعون الى الاساءة للشيوعيين والتأليب عليهم وعلى حزبهم.
واذا كان كاتب المقال وهو يعرض بلغة "العناوين" شديدة الايجاز لمسيرة الحزب الشيوعي الطويلة، ناظرا اليها بـ "عين السخط" التي "تبدي المساوئا"، ومتورطا في ترديد الاتهامات الباطلة الظالمة ذاتها التي اختلقها وكررها خصوم الحزب الألداء والمتربصون به عبر عقود السنين المتعاقبة، ومستعينا بمبتذل الكلام لتجريح الحزب الشيوعي، بدعوى انها "نكات لاذعة راجت في الشارع العراقي"، ومكررا الادعاءات الكاذبة بقبول الحزب التمثيل الطائفي، وغير ذلك وغيره الكثير، فما لـ "الزمان" واهلها يفتحون صفحاتها وصدر صفحاتها، لهذه الفبركات والاساءات والتعبيرات هابطة المستوى والاختصارات المخلة؟
هل هكذا غدا اليوم توجيه التحية الى حزب مشهود له بصدق الوطنية، وبالتضحيات الجسام لأجل الوطن، وبالاستقامة والنزاهة والعفة، في عشية إحيائه ذكرى تأسيسه التي تقترب حثيثا من المائة؟
وما مصلحة "الزمان" وأهلها في نشر ذلك كله اليوم خصوصا، في هذا الوقت الذي يرفع فيه حزبنا شعار التغيير الشامل، ويسعى مع بقية القوى المدنية والديمقراطية المخلصة لاقامة كتلة وطنية كبيرة موحدة، تخوض المعركة الانتخابية المقبلة لتخليص العراق من قوى المحاصصة الطائفية والفساد والسلاح المنفلت؟
ألا ترون معنا ان هذا النشر يخدم موضوعيا الجهود الرامية الى حماية المنظومة المحاصصاتية الفاسدة القائمة، واعادة انتاجها وإطالة عمرها؟
وأخيرا فان ما يثير استغرابنا ايضا وحتى ألمنا، ان تعمد جريدتكم الى وضع صورة مؤسس حزبنا يوسف سلمان – فهد في قلب هذا المقال الخبيث والمسموم، المسيء اليه اساساً والى فكره وإرثه وذكراه، والذي يحط من مكانته السامية كمناضل كبير اعترفت الدولة به وبرفاقه رسمياً، شهداء وهبوا ارواحهم بسخاء نادر للعراق وشعبه.
مع التقدير للعلاقات الطيبة التي تربطنا تقليديا بحضراتكم وبـالزميلة "الزمان".
مفيد الجزائري
رئيس تحرير "طريق الشعب"
22 آذار 2025
*********************************************************
منظمات الحزب الشيوعي العراقي تواصل عقد مؤتمراتها
ألمانيا
تحت شعار "معا.. قوة حزبنا الشيوعي بقوة منظماته"، عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا مجلسها الحزبي الثالث والعشرين، (مجلس أعياد آذار)، بتاريخ 16 آذار 2023 بحضور عدد كبير من رفيقات ورفاق المنظمة.
استهل المجلس بدقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية. ثم أفتتح المجلس أعماله بكلمة ممثل اللجنة الحزبية للمنظمة مرحبا بالضيوف المشرفين من قيادة الحزب، الرفيق بسام محي نائب سكرتير اللجنة المركزية والرفيق سلم علي عضو اللجنة المركزية، وبالرفيق ممثل منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في المانيا، وجميع الرفاق الحضور. وجاءت كلمة قيادة الحزب محملة بالتهاني لعقد المجلس والتمنيات لأعماله بالنجاح. كما تلقى المجلس كلمة ممثل منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني، متمنيا النجاح للمجلس ومتطلعا الى العمل المشترك.
وبعد تثبيت شرعية المجلس وانتخاب هيئة رئاسته ولجنة الاعتماد ولجنة كتابة المحضر والقرارات والتوصيات، انكب الرفاق على مناقشة التقارير الإنجازية والتقرير التنظيمي وتقارير المختصات. كانت المناقشات مفعمة بروح الحرص الرفاقي من اجل تجاوز الاخفاقات السابقة والبناء على النجاحات لتطوير العمل اللاحق وبأساليب عمل جديدة. وكان للإشراف دور مهم في التوجيه والإجابة على تساؤلات الرفاق. وبعد الانتهاء من المصادقة على كل التقارير المقدمة الى المجلس، بما فيها تقرير القرارات والتوصيات، جرى في أجواء ديمقراطية انتخاب اللجنة الجديدة لمنظمة المانيا. واختتم المجلس الحزبي بإنشاد إحدى أغاني الحزب الثورية.
أربيل
عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في أربيل مؤتمرها الحزبي بتاريخ 31/1/2025، تحت إشراف حزبي من قبل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي (الرفيق أبو رافد). وقد افتتح المؤتمر بكلمة ترحيب والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب.
بعد ذلك، أعلن بدء المؤتمر وفقًا لبنود اللائحة الانتخابية والتوجيهات المرسلة من قيادة الحزب، حيث تم انتخاب لجان المؤتمر حسب السياقات المتبعة في العمل التنظيمي وفي المؤتمرات الحزبية، وفق جدول الأعمال الذي أقرته الهيئة الحزبية ومكتب الحزب والرفاق. كما تم إقرار تقرير الاعتماد وبدء أعمال المؤتمر.
قدّم الرفيق المشرف نبذة عن الوضع السياسي العراقي، وتمت مناقشتها من قبل الرفاق. ثم جرت مناقشة التقريرين الإنجازي والمالي، والتصويت عليهما مع الملاحظات، مع الأخذ بالقرارات والتوصيات التي تم اتخاذها من خلال المناقشة الواسعة بين الرفاق.
تم انتخاب الهيئة القيادية العليا الجديدة، واكتسب المؤتمر شرعيته الحزبية والقانونية. واختتمت أعماله بالنجاح، تسوده الروح الرفاقية، بالنشيد الحزبي "سنمضي، سنمضي إلى ما نريد، وطن حر وشعب سعيد".
************************************************
الصفحة الثالثة
خفض إنتاج النفط في إطار التزامات «أوبك+» يكلف العراق 8 ملايين دولار يوميا
المطلوب تفعيل مصادر دخل حقيقية ومتعددة
بغداد – تبارك عبد المجيد
في ظل الاعتماد شبه الكامل على النفط، يبرز خفض الإنتاج الأخير كخطوة ضرورية ضمن التزامات العراق في اتفاق "أوبك+"، بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار وتفادي تعميق عجز الموازنة العامة، التي تواجه تحديات متصاعدة في عام 2025.
ورغم أن التخفيض قد ينعكس سلبًا على الإيرادات المالية، إلا أن غياب الرؤية الاقتصادية البديلة يبقى المشكلة الأعمق؛ فاستمرار العراق في الاعتماد على النفط كمصدر شبه وحيد للدخل، دون تفعيل قطاعات مثل الزراعة، الصناعة وغيرهما، يزيد من هشاشة الاقتصاد أمام تقلبات الأسواق العالمية.
استقرار أسعار النفط
يقول المستشار المالي لرئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، أن قرار العراق بخفض إنتاج النفط يأتي في إطار التزامه بحصته المقررة ضمن اتفاق "أوبك+"، ويضيف صالح في تصريح لـ "طريق الشعب"، أن "هذا الإجراء يعكس تمسك العراق بسياسة الحفاظ على استقرار أسعار النفط في السوق العالمية، لتجنب الضغط على الموازنة العامة واللجوء إلى الاقتراض لسد العجز".
ويشير إلى أن "موازنة العام 2025، كما وردت في قانون الموازنة الثلاثية رقم 13 لسنة 2023، تضمنت عجزًا افتراضيًا قدره 64 تريليون دينار، ما يجعل من الضروري الحفاظ على مستوى سعري يضمن الإيرادات المالية للدولة"، مبينا أن "وزارة النفط تمتلك القدرة الكاملة على إدارة ملف التصدير النفطي السنوي، فضلًا عن التحكم في الإنتاج المحلي"، مشيدًا بكفاءة وحكمة الوزارة في تبني سياسات مدروسة تحقق التوازن المطلوب.
أسباب عدم الالتزام
وفي ما يتعلق بعدم التزام العراق الكامل بالتخفيضات خلال الفترة الماضية، يجد صالح أن ذلك قد يعود إلى "أسباب تقنية"، موضحًا أن هناك عوامل تشغيلية وفنية تدفع إلى الاستمرار في تشغيل بعض الحقول النفطية لضمان استمرارية الإنتاج.
وأردف أن توقف بعض المنشآت عن العمل لفترات طويلة قد يؤدي إلى تدهور تقني أو أضرار تؤثر سلبًا على الطاقة الإنتاجية مستقبلاً.
وخلص الى القول: "لا أرى سببًا آخر لعدم الالتزام سوى هذا السبب التقني الحاكم، المرتبط بضرورات الحفاظ على البنية التحتية الإنتاجية للقطاع النفطي".
تقليص الانتاج
وفي سياق الحديث عن أسباب التخفيض، يقول الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي أن "الأسباب تعود لعدم التزام العراق الكامل بحصته الإنتاجية المقررة ضمن الاتفاق"، مشيرا إلى أن "العراق وابتداءً من شهر آذار الجاري، سيقلص إنتاجه من النفط الخام بمقدار 125 ألف برميل يومياً، على أن يستمر هذا الخفض حتى نهاية حزيران من عام 2026".
واكد المرسومي لـ "طريق الشعب"، أن "هذا الإجراء سيؤدي إلى تراجع صادرات العراق النفطية إلى حوالي 3.2 مليون برميل يومياً، ما سينعكس بشكل مباشر على الإيرادات المالية للبلاد، إذ يُتوقع أن تنخفض العائدات النفطية بنحو 262 مليون دولار شهرياً، أي ما يزيد على 3.19 مليار دولار سنوياً".
ويحذر المرسومي من أن "هذا التراجع في الإيرادات سيعمّق من عجز الموازنة الاتحادية للعام 2025، ما يضع الاقتصاد العراقي أمام تحديات إضافية في ظل استمرار اعتماده الكبير على العوائد النفطية كمصدر رئيس للدخل، وسط غياب واضح لبدائل اقتصادية فعالة".
ضعف الموقف التفاوضي
من جانبه، فصّل الخبير الاقتصادي دريد العنزي الحديث عن الوضع المالي والنفطي في البلاد، متناولًا قضية التخفيض الطوعي الجديد لإنتاج النفط، والذي يأتي ضمن التزامات العراق باتفاق "أوبك بلس".
وذكر العنزي في حديثه لـ "طريق الشعب"، أن "العراق من أكثر الدول التزاما بهذه التخفيضات"، لكنه يعاني من ضعف في الموقف التفاوضي بسبب ما وصفه بـ"التصدير غير المعلن وغير الرسمي" من إقليم كردستان، الأمر الذي يُضعف وحدة الملف النفطي العراقي أمام "أوبك بلس" ويضعف الموقف التفاوضي للحكومة المركزية.
وفيما يخص التخفيض الأخير، قال إن "العراق هو المبادر الأول بتطبيق الخفض البالغ 125 ألف برميل يوميا، ما يعني فقدان ما يقارب 8 ملايين دولار يوميا، أو نحو 3.25 مليارات دولار سنويا، إذا ما احتُسب سعر البرميل عند 70 دولارا"، لكنه يتوقع أن يجري تعويض هذه الخسارة جزئيا، إذا ما أدى التخفيض العالمي إلى رفع أسعار النفط، متوقعا أن يرتفع سعر البرميل إلى أكثر من 80 دولارا، وهو ما قد يخلق نوعا من التوازن المالي الذاتي.
ويشير العنزي الى أن "المشكلة الحقيقية لا تكمن في النفط أو أسعاره، بل في غياب الرؤية الاقتصادية الواضحة للحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 وحتى اليوم، مؤكدا انه "لا توجد لدينا، خطط او برامج، ولا أي صيغة لدعم الإنتاج المحلي أو لتقليل الاعتماد على الدولار".
العجز لا يعالج بالنفط وحده
ويضيف ان "العجز في الموازنة لا يُعالج فقط بالنفط، بل عبر تفعيل مصادر دخل داخلية حقيقية"، منتقدًا عدم تفعيل الضرائب، الإنتاج المحلي، الاستثمار الزراعي، وإعادة تصدير بعض المشتقات النفطية، والتي يمكن أن تخلق إيرادات مستقرة، حتى وإن كانت بالدينار العراقي.
كما ينتقد العنزي عدم متابعة الحكومة لعدد من المؤسسات العربية التي يملك العراق فيها حصصًا منذ عقود، مثل بعض الشركات التابعة للجامعة العربية، والتي تحقق أرباحا مستمرة لبقية الدول الأعضاء، بينما لا تعلم حكومتنا حتى أين تذهب هذه الإيرادات، ولا كيف يمكن استغلالها، مستشهدا على ذلك بـ "الشركة العربية للمنظفات"، مشيرًا إلى أن هذه الشركات يمكن أن تدرّ دخلا بالدولار بدون أي عناء، إذا ما تمت متابعتها وتفعيلها.
وفي ختام حديثه، شدد العنزي على أن العراق بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية جذرية، تبدأ من الداخل، ولا تعتمد فقط على تقلبات النفط أو على المعالجات المؤقتة، لأن الأزمة بحسب تعبيره أعمق بكثير من مجرد انخفاض في الإيرادات.
وينبه إلى أن العراق بحاجة إلى إعادة بناء سياسته الاقتصادية والنقدية من الأساس، لتجاوز حالة التذبذب الدائم والارتهان للأسواق الخارجية.
***************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
خطط العراق السياحية بين الواقع والطموح
كتبت كاترين شاير مقالاً على موقع Deutsche Welle الألماني حول اهتمام العراق بالسياحة كجزء من سعيه لتنويع اقتصاده بعيدًا عن النفط، أشارت فيه إلى أن بغداد، عاصمة البلد الذي كان يومًا محفوفًا بالمخاطر، صارت عاصمةً للسياحة العربية لعام 2025، وهو لقبٌ تمنحه سنويًا المنظمة العربية للسياحة، التابعة لجامعة الدول العربية، وذلك في تطور تم تحقيقه بتضحيات شعبه، التي استعاد بها العراق مكانته اللائقة كدولةٍ مؤثرة، تجذب السياح من جميع أنحاء العالم لتستمتع برؤية معالم حضارة غنية، وهو ما أكد عليه رئيس الحكومة في خطابه الذي القاه في الاحتفال بتدشين نشاطات هذا العام المميز.
السياحة والاقتصاد الريعي
وذكر المقال بأن العراق، وكما هو الحال مع العديد من الدول الأخرى المنتجة للنفط في المنطقة، يشعر بالقلق إزاء ابتعاد العالم عن الوقود الأحفوري، ويحرص على تنويع مصادر دخله الوطني وتشجيع المزيد من فرص العمل في القطاع الخاص، بدلاً من قطاع النفط أو القطاع الحكومي.
وأشارت الكاتبة إلى أن السياحة - وخاصةً الدينية منها – تُسهم مساهمة مباشرة بنحو 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما تطمح الحكومة إلى زيادة هذه المساهمة إلى 10 في المائة، لاسيما وإن ذلك لا يعّد طموحًا مُستحيلًا، حيث تمتلك دول مثل مصر وتونس والمغرب والإمارات العربية المتحدة، سياحة مُتطورة بالفعل، تُشكّل ما بين 7 و9 في المائة من دخلها القومي.
وأضافت بأن العراق يستقبل بالفعل ما بين 6 و10 ملايين سائح ديني سنويًا - معظمهم من إيران وتركيا - نظرًا لاحتوائه على بعض أهم المزارات الإسلامية في العالم، فيما يصعب الحصول على أرقام دقيقة للسياحة الثقافية أو الترفيهية نظرًا لاختلاف طرق حساب أعداد الزوار في العراق، رغم أن سلطات السياحة قد أفادت العام الماضي أن 400 ألف سائح دولي قد زاروا البلاد.
خطط طموحة
ونقلت الكاتبة عن خبير سياحي عراقي قوله بأن طموحات العراق السياحية ممكنة جداً، وقد تغطي حتى 30 في المائة من الميزانية العراقية، لأن البلد يمتلك جميع المقومات، حيث يضم ستة مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وسكانًا محليين يتميزون بكرم ضيافة يكاد ان لا يُصدق، ومعالم طبيعية، وكنوزًا أثرية تعود إلى آلاف السنين، مقدراً عدد زوار موقع بابل بالذات 20000 سائح شهريًا.
وذكر المقال بأن تطوير السياحة الداخلية يشترط تنمية إهتمام العراقيين المتزايد بتاريخهم، ومساعدتهم على استكشاف معالم حضارتهم والمواقع التراثية التي تضمها بلادهم، ومعالجة الثغرات الإدارية، ومنها على سبيل المفارقة قيام السلطات بغلق هذه المواقع التاريخية في عطلة نهاية الأسبوع، التي يمكن للمواطن استثمارها في جولة سياحية. كما لا بد من تطوير برامج تأهيل السائقين والمرشدين السياحيين والآثاريين، وتوفير أسواق الهدايا التذكارية، والسلع التي تجذب السواح.
غياب الرؤية
وأكدت الكاتبة على أهم العقبات التي ما تزال تواجه تطوير السياحة العراقية، كتحذير العديد من الدول الغربية لمواطنيها من السفر إلى هناك، ومعاناة السياح من حرارة الصيف المرتفعة في ظل نقص التجهيز بالطاقة الكهربائية وبعض الصراعات السياسية في المنطقة والتي تلقي بظلالها على سفر مواطني دول الخليج إلى العراق.
ونقل المقال عن خبراء في السياحة قولهم بأن البلاد بحاجة لرؤية محددة للسياحة، كما فعلت السعودية في مشروع 2023 الشهير وما اشتمل عليه من أهداف سياحية، وكذلك وجود خطة حكومية حقيقية واستثمارات كبيرة لدفع عجلة هذا القطاع قدماً، فالسياحة صناعة متكاملة وليست مجرد إرشاد سياحي، حيث تشمل أيضًا الضيافة، الفنادق والمطاعم، ومحلات اللهو البريء والحدائق وملاعب الأطفال ووسائل النقل وغيرها.
************************************************
أفكار من أوراق اليسار.. السهل الممتنع
إبراهيم إسماعيل
خصصتُ، وكما اعتدت في كل عام، سويعات من يوم الشهيد الشيوعي، لأحاور صحبي الذين غادروني نحو سماء بقت تزهو بهم، ولاستمد من حلاوة الكحل ومفردات النغم التي تضّج بها أرضي المنقوعة بالدم، ما يبقيني عليها فخوراً. غير أن لزمن التواصل الاجتماعي أحكامه، فقد اقتحمت خلوتي مواد عن العراق وهمومه، منها ما هو موضوعي وصادق، ومنها ما كان ينضح بما يستبطنه كاتبه من غلِ وزيف.
ولم أدهش حين وجدت بعضها يستهدف الحزب الشيوعي العراقي، ماضيه وحاضره، فهذا "فهيم" يندب حظه لأن الحزب تمّكن رغم الجراح من تجديد نفسه، قيادة وكادراً وبرنامجاً وتنظيما، وذاك "كويتب" عُميت عيناه فلم ير منشورات الحزب حيّة وتُزهر في كل مدينة وقرية، ولا رأى كيف هرع عتاة الغربيين الى "رأس المال" علّهم يجدون فيه حلاً ما لأزمات أنظمتهم. وثالث أحرق حقدُ الحسدِ حشاشته، وهو "يؤرخ" لصمود الشيوعيين وتحديهم لآلات الموت والتعذيب الشنيع دون أن يتخلوا عن قيمهم، فراح يدّف السم في العسل، ويلوم الضحايا على ما اجترحوه من مآثر.
لم أدهش، لأني اعتدت أن أنتظر تصاعد نشاط هؤلاء كلما حقق الحزب ومعه كل القوى الوطنية، نجاحات على صعيد تشخيص طبيعة الأزمة الشاملة التي تعاني منها منظومة المحاصصة، وتبنى مشروعاً متكاملاً للتغيير الشامل، تحّل فيه الهوية الوطنية محل التكوين المكوناتي وتُصّان فيه السيادة، وتُضمن به الحريات والعدالة الاجتماعية وتُحمى به الثروة الوطنية لتُستثمر في خدمة تنمية مستدامة.
كما لم يدهشني توقيت هذه الحملات، فقد جاءت لإيقاف نمو الوعي الجمعي ولتخريب الجهود التي يبذلها الحزب من أجل تعبئة قوى التغيير وتوفير الشروط الضرورية لإنجاح الإنتخابات البرلمانية المرتقبة وتحشيد الجهود لتحويلها الى محطة رديفة للحراك الشعبي.
الاّ إن ما يبدو غريباً لي، إصرار هؤلاء ومموليهم على تكرار الحملات بذات المفردات البائسة، رغم قناعتهم بأن لا أحد قادر على أن يهزم هذا الحزب، ليس بسبب صحة سياساته وصواب أفكاره فحسب، بل وجراء تلاحمه مع الناس، الذين فتح لهم طريق الخروج من المتاهة نحو جمال الأنسنة، مذ فتح في بيوت الطين والقصب، نوافذ للشمس والهواء.
فليكفوا إذن عن هذا الهراء، فسّر صمود الشبيبة الشيوعية، التي يتباكون على تضحياتها، أصعب من أن تفهمها عقولهم، التي ستعجز حتماً عن إدراك علاقة الناس بمن جمع نثار أرواحهم من هباء الهشيم وصقلها اقتداراً، وبمن فتح لهم كوى من الضوء تنجيهم من عتمة الاستغلال والاضطهاد وتُغني أرواحهم بما يعوزها من جذوة الفرح. كما لا يمكن لهؤلاء أن يتساموا ليفقهوا قيم الوفاء التي جُبلت عليها هذه الشبيبة، مذ ارتوت من زلال الرفقة والتضامن، وتحول الحنين المشتعل في عروقها، تعويذة لبلاد أُسكنوها حدقات العيون حتى لم تعد تبصر غير أفق من يقين.
إن سر صمود الصبايا والفتية في زنازين الطغاة، دون أن تسقط من أكفهم راية الفقراء يكمن في هذا الفضاء الذي بقيّ به الحزب أبهى وأفتى، وبقيّ الشيوعيون ناصعي السريرة، يرممون ماهشمه البغاة من أحلام العراقيين، ويتفاعلون باحترام وبصبر المتعلم مع كل القيم الحضارية والمعتقدات الروحية لمواطنيهم ويتقاسمون معهم مبادئ العدالة والخير. ولهذا أيضاً كانت مشاركتهم في العملية السياسية شكلاً نضالياً لإنهاء الاحتلال ولبناء نظام ديمقراطي فيدرالي، شكلاً فرضته وقائع التطور السياسي والخلل المتواصل بموازين القوى. ولهذا أيضاً بقيّ الشيوعيون يواصلون درب التغيير.
وأخيراً، وكما بقيّ الحزب للناس نبضاً، بقيّت هذه الواضحات ممتنعة على فهيم وكويتب وجلاد متقاعد وعلى أسيادهم!
*************************************************
الصفحة الرابعة
تراجع الحريات الصحافية.. عجز حكومي عن ايقاف الانتهاكات وتشريعات تخضع للمزاج السياسي
بغداد - محمد التميمي
تمر الصحافة في العراق بمرحلة حرجة وخطرة، في ظل تراجع كبير في الحريات الصحافية وتفاقم الانتهاكات ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، حيث تتصاعد عمليات القمع والتضييق التي تهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة وإفراغ الفضاء العام من أي رأي يخالف قوى السلطة المتنفذة.
ومنذ عام 2003 والى يومنا هذا، شهدت الساحة الإعلامية في العراق تدهوراً متسارعاً بفعل استهداف الصحفيين بالاعتقال والتهديد والاغتيال، إلى جانب اساليب اخرى كتقييد حرية التعبير عبر تشريعات فضفاضة تُستخدم لمعاقبتهم بذرائع مختلفة.
لماذا الصمت المطبق؟
وفي ظل تزايد الانتهاكات ضد الصحفيين وتفاقم المخاطر التي تهدد حياتهم، أصدر مركز النخيل للحقوق والحريات الصحفية بياناً استغرب فيه الصمت الرسمي المريب إزاء حادثة مقتل الصحفي ليث محمد رضا، المنتسب في شبكة الإعلام العراقي، وهي مؤسسة حكومية.
وتساءل عن سبب "عدم صدور أي بيان رسمي من الحكومة أو نقابة الصحفيين العراقيين يدين هذه الجريمة النكراء أو يقدم التعازي والمواساة لعائلة الفقيد او يكشف نتائج التحقيق الأولية".
واكد إن هذا "الصمت المريب يثير العديد من التساؤلات حول مدى جدية الجهات المعنية في حماية الصحفيين وضمان سلامتهم، ويشكل إهمالاً واضحاً لحق الزميل الفقيد في العدالة والإنصاف".
ولفت مركز النخيل في بيانه الى ان هذا "التجاهل المتعمد يرسل رسالة سلبية إلى المجتمع الصحفي، مفادها أن حياتهم ليست ذات قيمة، وأن دماءهم مباحة".
دولة عاجزة وقضاء ضعيف
في هذا الصدد، أكد رئيس شبكة نيريج للصحافة الاستقصائية، سامان نوح، أن ضعف الحكومة وأجهزتها الأمنية وعدم قدرتها على فرض سيطرتها على السلاح المنفلت ومواجهة الفصائل والجماعات المسلحة، يقود حتما إلى استمرار الانتهاكات بحق الصحافيين وغيرهم.
ويجد نوح أن "الدولة عاجزة عن محاسبة الأفراد الذين يحصلون على السلاح خارج إطارها بسبب الامتيازات الممنوحة للمسؤولين وأبنائهم".
وقال في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن “انتشار السلاح يقابله ضعف واضح في أداء الجهاز القضائي، الذي يفتقر إلى القدرة على التصدي للخروقات الأمنية، سواء كانت صادرة عن أفراد أو جماعات مسلحة. ويعود ذلك إلى خلل مستمر في سلطة الدولة التي تعجز عن متابعة هؤلاء ومحاسبتهم، مما يؤدي إلى تكرار حالات القتل المتعمد وغير المتعمد دون رادع"، طبقا لتعبيره.
وبيّن نوح، ان “تأجيل معالجة الملف الأمني الخطير منذ سنوات، وعدم اتخاذ إجراءات جادة لنزع السلاح وحصره بيد الدولة، جعل من مشاهد العنف والقتل ظاهرة متكررة”.
كما أشار إلى أن استمرار هذه الانتهاكات مرتبط أيضاً "بضعف دور الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، التي من المفترض أن تتدخل وتتحرك حين تعجز الدولة عن فرض سلطتها، لكنها تحوّلت، إلى جزء من منظومة السلطة، وتغلغل في عملها الفساد، ما جعلها غير قادرة حتى على مواجهة هذه الفوضى".
ولفت ايضا إلى أن الصحافة الحزبية "أصبحت تهيمن على المشهد الإعلامي، وتُدار من قبل مسؤولين لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، وأحياناً بهدف الابتزاز. وفي ظل هذا المناخ غير الصحي، تعاني المؤسسات الإعلامية الحكومية والممولة من المال العام من ضعف واضح”.
وأضاف أن "غالبية وسائل الإعلام لا تطبق المعايير الأخلاقية ولا تلتزم بأسس العمل الصحفي المهني"، مشيراً إلى أن تجاوز هذه الضوابط بات أمراً شائعاً ومستساغاً دون أي محاسبة أو رادع.
وعزا نوح هذا الخلل إلى “غياب دور نقابة الصحفيين العراقيين التي لا تقوم بمهمتها في ضبط الأداء الإعلامي، بالإضافة إلى الأداء الانتقائي لهيئة الإعلام والاتصالات التي تركز على ملفات معينة وتغض الطرف عن قضايا حساسة، حتى وإن كانت تنطوي على انتهاكات وتهدد السلم الأهلي والمجتمعي”.
وختم نوح تصريحه بالقول: “هذا الواقع يعكس خضوع هذه الأطراف لأجندات سياسية، ما يفقدها استقلاليتها ويبعدها عن تمثيل المهنية بشكل حقيقي ودقيق”.
الصحافة في أزمة خطرة
من جهته، قال الصحافي محمود النجار أن استمرار الانتهاكات ضد الصحافيين في العراق يعود إلى عدة عوامل مترابطة، أبرزها الخوف من القمع،حيث يتعرض الصحافيون منذ سنوات لضغوط شديدة، سواء من جهات حكومية تتحدث باسم القانون أو من ميليشيات وجماعات مسلحة تعمل ضمن التشكيلات العسكرية للنظام أو حتى من جهات غير حكومية تابعة لأطراف نافذة وتجار داخل العراق وخارجه.
واشار الى ان هذا الخوف المتعدد الجوانب "دفع العديد من الصحافيين إلى التراجع عن أداء دورهم الحقيقي، إذ تخلى كثير منهم عن الصحافة الاستقصائية وتحولوا إلى نشر الأخبار فقط، بينما اعتزل آخرون المهنة تماماً.
ويقدّر النجار أن نحو 70 إلى 80 في المائة من الصحافيين في العراق تراجع دورهم بشكل ملحوظ، لا سيما بعد أحداث تشرين 2019 لصالح تصاعد نفوذ الميليشيات والجماعات المسلحة.
غياب المساءلة وضعف الرقابة
واكد النجار أن "غياب المساءلة القانونية هو عامل أساس آخر في استمرار الانتهاكات، إذ يشعر الصحافيون بعدم وجود حماية قانونية حقيقية. المؤسسات الرقابية والقانونية التي يفترض أن تحمي الصحافيين وتلاحق المعتدين – مثل هيئة الإعلام والاتصالات أو نقابة الصحافيين أو حتى مجلس القضاء – تبدو ضعيفة وعاجزة عن القيام بدورها.
ولفت الى ان الصحافي عندما يتعرض للتهديد أو الاعتقال التعسفي، لا يجد جهة رسمية تدافع عنه بجدية، وهو ما يفاقم شعورهم بعدم الأمان.
ويرى المتحدث ان "التواطؤ بين السلطة والجماعات النافذة يمثل عاملاً ثالثاً مهماً. فهناك مصالح مشتركة تربط السلطة بميليشيات وأطراف متنفذة، كمهربي النفط والمخدرات، ما يؤدي إلى تغاضي المؤسسات الحكومية والقضائية عن الانتهاكات ضد الصحافيين الذين يكشفون ملفات حساسة. وللأسف، تصل هذه العلاقة أحياناً إلى حد تسويف القضايا أو تمرير قوانين تحد من حرية الصحافة بدلاً من تعزيزها".
ويشير النجار إلى أن "المجتمع العراقي نفسه أصبح أقل حساسية تجاه استهداف الصحافيين، نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة وتصاعد خطاب الكراهية والتشكيك في الإعلام. هذا الانهيار الفكري جعل المجتمع غير مبالٍ بالانتهاكات ضد الصحافة، الامر الذي يفاقم أزمة حرية التعبير".
ضعف التضامن الإعلامي
واردف بالقول ان "ضعف التضامن بين المؤسسات الإعلامية يبرز كعامل خامس. فبدلاً من تشكيل جبهة موحدة للدفاع عن حرية الصحافة، نجد المؤسسات الإعلامية متنافسة ومسيّسة، ما يضعف جهود حماية الصحافيين".
وتابع انه برغم وجود مبادرات مثل “تحالف حرية الصحافة” و”جمعية الدفاع عن حرية الصحافة”، إلا أن هذه الجهود تبقى محدودة بسبب غياب الدعم المادي والغطاء القانوني، وتعرض القائمين عليها للتهديد والمضايقات".
ويرى النجار أن البيئة الامنة للعمل الصحافي الصحافيين تتطلب توافر عناصر رئيسية : "اولها الحماية قانونية الواضحة، كإصدار قوانين تضمن حرية الصحافة وتوفر الحماية من العنف والتعسف، وتكفل حق الوصول إلى المعلومات، ووجود قضاء مستقل وفعال يحاسب الجهات المتورطة في استهداف الصحافيين، سواء كانت حكومية أو تابعة لجماعات مسلحة، بعيداً عن التسييس والضغوط".
واضاف ان "الأمان الميداني والتقني عنصر مهم جداً، فلابد من تأمين معدات السلامة للصحافيين وحماية مصادر معلوماتهم وضمان بيئة رقمية آمنة وخالية من الرقابة التعسفية، اضافة للوعي المجتمعي بأهمية الصحافة، ودورها في الدفاع عن الحقوق الأساسية ومحاربة الفساد والانتهاكات".
واستطرد بالحديث عن "القوانين المقيدة والتشريعات الفضفاضة، التي صارت تُستخدم لمعاقبة الصحافيين تحت ذرائع مثل نشر أخبار كاذبة أو المساس بالأمن القومي، اضافة للرقابة على التمويل، واستهداف المؤسسات المستقلة عبر منع التمويل عنها أو الضغط عليها للعمل وفق أجندات معينة، علاوة على التحريض والتشويه، حيث تشن حملات إعلامية لتشويه صورة الصحافيين واتهامهم بالعمالة أو إثارة الفتن، وهو ما يمهد أحياناً لاغتيالهم".
*******************************************************
التربية غير مهتمة بمستقبله التعليم المهني مهدد بالانقراض فيما المطلوب تنشيطه وتحديث المناهج
بغداد – طريق الشعب
يعاني التعليم المهني في العراق من تحديات كبيرة، حيث لا تتجاوز نسبة الطلبة الملتحقين به 1 في المائة من إجمالي الطلبة في المدارس الحكومية. رغم أن السوق المحلي يحتاج بشدة إلى أيدي عاملة ماهرة، إلا أن عدد المدارس المهنية محدود، ولا يتجاوز 316 مدرسة تستقبل نحو 25 ألف طالب سنوياً.
ويعود هذا التراجع إلى غياب استراتيجيات حكومية واضحة في هذا المجال، بالإضافة إلى ضعف تحديث المناهج، واعتماد أساليب تدريس تقليدية لا تتماشى مع التطورات التكنولوجية. كما أن فرص التوظيف لخريجي المعاهد المهنية ضئيلة، ما دفع الطلاب إلى تفضيل التعليم العام على المهني.
ضعف كبير
المشرف التربوي حيدر كاظم يقول أن العراق يعاني من ضعف كبير في التعليم المهني، حيث لا تتجاوز نسبة الطلبة الملتحقين به 1 في المائة من إجمالي طلبة المدارس الحكومية، في وقت يشهد فيه السوق المحلي نقصاً حاداً في الأيدي العاملة الماهرة والمؤهلة.
وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 316 مدرسة مهنية فقط في عموم البلاد، تستقبل سنوياً نحو 25 ألف طالب، بينما تضم وزارة التعليم العالي أربع جامعات تقنية. ويثير هذا الواقع تساؤلات حول مدى قدرة هذه المؤسسات على تلبية متطلبات القطاعات الإنتاجية، في ظل توسع الحاجة إلى تخصصات تقنية ومهنية متطورة.
ويرى كاظم، أن "هذا التراجع يعود إلى غياب استراتيجيات واضحة من قبل الحكومة، وعدم إدراك فعلي لأهمية التعليم المهني ودوره في إعداد كوادر متخصصة تساهم في خدمة المجتمع".
ويضيف كاظم في حديث لـ"طريق الشعب"، أن العراق كان يضم في السابق عدداً كبيراً من المعاهد والمدارس المهنية، كمعاهد النفط والإدارة والسياحة والصناعة، إلا أن أغلبها اندثر، ما أثر سلباً على مخرجات هذا القطاع الحيوي.
ويعزو ضعف المخرجات أيضاً إلى عدم تأهيل هذه المؤسسات لمواكبة التطور التكنولوجي، ما حرمها من المساهمة الفعالة في تحقيق تنمية مستدامة. كما أن "غياب الاستراتيجيات في مجالات حيوية مثل الزراعة، والصناعة، والتقنيات الحديثة، لا سيما في مجالات الفضاء، والاتصالات، والذكاء الاصطناعي، يجعل من الضروري أن تعيد الحكومة النظر في هذا القطاع باعتباره استثماراً حقيقياً لمستقبل البلاد".
وتُعد الحروب، والنزوح، والأزمات الاقتصادية، وضعف التخصيصات المالية، من أبرز العوامل التي أدت إلى تراجع التعليم المهني، فضلاً عن غياب الاهتمام الحكومي والرسمي به. هذا إلى جانب تقادم المناهج التدريبية واعتماد أساليب تدريس تقليدية لا تواكب التطورات العالمية، ما انعكس سلباً على كفاءة الطلبة. وفقا لقوله.
وتعاني الكوادر التدريسية من ضعف الإعداد والتدريب، في ظل غياب دورات تطويرية تساعدهم على مواكبة التطور التكنولوجي، على عكس ما هو معمول به في دول مثل اليابان، التي تعتمد التعليم المهني كإحدى ركائزها الاقتصادية الأساسية.
ويجد كاظم أن "السياسات التعليمية في العراق لا تمنح التعليم المهني أهمية كافية، بل تتجاهله لصالح التعليم الأكاديمي، ما أدى إلى نشوء نظرة مجتمعية دونية تجاه هذا النوع من التعليم، وبالتالي عزوف الطلبة عنه"، معتبرا أن "ضآلة فرص التعيين لخريجي المدارس والمعاهد المهنية كانت عاملاً إضافياً في ضعف الإقبال، حيث يفضل أغلب الطلبة الالتحاق بالإعدادية العامة التي تفتح لهم باب الوصول إلى الجامعات، في حين أن فرص خريجي الإعداديات المهنية في دخول الجامعات والمعاهد لا تزال محدودة جداً".
ويختم بالتحذير من أن وزارة التربية لم تبادر حتى الآن بتطوير مناهج التعليم المهني، حيث ما تزال تلك المناهج قديمة وغير متوافقة مع المتغيرات التقنية الحديثة، رغم أن العراق بات في أمسّ الحاجة إلى كوادر وسطى وتقنية تواكب متطلبات سوق العمل وتسهم في بناء اقتصاد إنتاجي حقيقي.
عدم اهتمام
وتتبنى الناشطة التعليمية أروين عزيز موقفاً يتماشى مع ما تم ذكره سابقاً، حيث تشير إلى أن وزارة التربية لم تُول اهتماماً كافياً لتطوير مناهج التعليم المهني، وهو ما جعل هذه المناهج قديمة وغير متوافقة مع التقدم التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم. وتؤكد عزيز أن العراق بحاجة ماسة لهذه التخصصات المهنية والكوادر الوسطى التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تطوير الاقتصاد المحلي وتلبية احتياجات السوق.
وفي حديث لـ "طريق الشعب"، استعرضت عزيز المشكلة الكبرى المتمثلة في تقليص الحكومة لفرص تعيين خريجي المعاهد المهنية والإعداديات، ما جعل هذه التخصصات أقل جذباً للطلاب. في الوقت ذاته، تعكس هذه السياسة نظرة مجتمعية دونية تجاه التعليم المهني، حيث يفضل العديد من الطلبة الالتحاق بالإعدادية العامة التي تفتح أمامهم فرصاً أكبر للوصول إلى الجامعات. وفي المقابل، يواجه خريجو التعليم المهني فرصاً محدودة جداً في متابعة دراستهم في الجامعات والمعاهد، ما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الإقبال على هذا النوع من التعليم.
تداعيات خطيرة
من جانب اخر، يقول الباحث الاقتصادي علي نجم العبدالله أن "ضعف التعليم المهني في العراق تترتب عليه عدة تداعيات خطرة تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني".
ويضيف العبدالله لـ "طريق الشعب"، أن "أبرز هذه التداعيات يتمثل في نقص الأيدي العاملة الماهرة التي يحتاجها السوق المحلي، مما يؤدي إلى عجز في تلبية احتياجات القطاعات الحيوية مثل الصناعة، الزراعة، والتكنولوجيا".
ويشير الى أن "هذا الوضع يسهم في ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب، حيث يفضل الكثير من الطلبة التوجه نحو التعليم الأكاديمي رغم أن احتياجات السوق تتطلب مهارات مهنية متخصصة". كما يجد أن زيادة الاعتماد على العمالة الأجنبية بسبب نقص العمالة المحلية المدربة يزيد من تكاليف الإنتاج ويضعف القدرة التنافسية للاقتصاد العراقي".
وطبقا للعبدالله، أن "الاقتصاد المحلي يعاني من ضعف التنوع بسبب قلة التخصصات المهنية المتطورة، ما يعيق التقدم الصناعي والتقني ويحد من الابتكار".
وينبه الى أن "النظرة المجتمعية السلبية تجاه التعليم المهني تؤدي إلى عزوف الكثير من الشباب عن الالتحاق بهذا النوع من التعليم، رغم حاجتنا الماسة له".
وفي الختام ، يشدد العبدالله على أهمية إعادة النظر في سياسات التعليم المهني وتحديث المناهج الدراسية لزيادة إقبال الشباب على هذا المجال، مشيراً إلى أن إصلاح هذا القطاع يعد خطوة أساسية نحو تحقيق تنمية مستدامة وتنشيط الاقتصاد المحلي بشكل عام.
************************************************
الصفحة الخامسة
43 ألف إصابة خلال 2024 السرطان يتفشى وسط نقص الأدوية والأجهزة الطبية
متابعة – طريق الشعب
كشف تقرير حديث أصدره مجلس السرطان في العراق، عن تسجيل أكثر من 43 ألف إصابة جديدة بأمراض سرطانية خلال عام 2024 في مختلف المحافظات، بمعدل 171,6 حالة لكلّ 100 ألف نسمة، ما يعكس زيادة مقلقة في أعداد المرضى، تتطلب إجراءات عاجلة من الجهات ذات العلاقة.
ووفقا للتقرير فإن سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً، ويمثّل نسبة 36,1 في المائة من إجمالي الحالات الموثقة. في حين تُعزى هذه الزيادة إلى عوامل بيئية وصحية معقدة، أبرزها التلوث البيئي الناجم عن مخلفات الحروب.
وبينما تتفاقم أعداد الإصابات السرطانية بشكل متسارع، لا يزال الواقع الصحي في تراجع. إذ ان هناك نقصا في المراكز الطبية المتخصصة في معالجة السرطان، فضلا عن نقص العلاجات والأجهزة الطبية الخاصة بالمرض. الأمر الذي يفرض على المرضى شراء أدوية وإجراء فحوصات على حساباتهم الشخصية، مقابل مبالغ كبيرة جدا لا يقوى على توفيرها الفقير وذو الدخل المحدود.
تجربة مريرة في المستشفى!
تتحدث أم محمد، وهي مصابة بالسرطان، عن تجربتها "المريرة" في إحدى مستشفيات العاصمة، اثناء خضوعها لجرعات الكيمياوي. وتقول في حديث صحفي: "كنت أتوقع أن أحصل على رعاية أفضل، لكنني فوجئت بالإهمال ونقص الكادر الطبي والمعدات. حتى عندما أطلب المساعدة لا أجد استجابة. فالمستشفى مزدحم ووضعه كارثي، والحالة النفسية والصحية للمرضى أكثر سوءاً"!
وتضيف قائلة أن "من يأخذ جرعة علاج كيميائي يحتاج إلى الاستحمام ثلاث مرات على الأقل، لكن سوء الحمامات وعدم توفر المياه الساخنة في المستشفى يجعل الأمر أكثر تعقيداً. لذلك اضطررت للعودة إلى منزلي. ورغم انني أحتاج إلى البقاء لاستكمال العلاج، لكنني لم أتحمل الوضع".
نقص التجهيزات الطبية
تنقل وكالة أنباء "العربي الجديد" عن مدير مستشفى، قوله أن "المستشفيات الحكومية تعاني نقصا واضحا في التجهيزات الطبية، لا سيما تلك المخصصة لتشخيص وعلاج أمراض السرطان".
ويبين المدير الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه أن "أسباب هذه المشكلة تتعدد، وأبرزها الميزانيات المحدودة المخصصة للقطاع الصحي. علماً أن الأجهزة الحديثة تتطلب استثمارات ضخمة. وربما لا تتوفر الأموال الكافية لجلبها وتغطية تكاليف صيانتها".
ويشير إلى أن "مشكلات إدارية وبيروقراطية تتسبب أيضاً في تأخر استيراد الأجهزة أو تشغيلها. وحتى عند شرائها قد تستغرق الإجراءات الكمركية واللوجستية شهوراً أو حتى سنوات قبل أن تصبح متاحة للاستخدام. كما أن نقص الكوادر المدربة على تشغيل هذه الأجهزة يزيد المشكلة تعقيدا"، لافتا إلى ان "العراق يحتاج إلى خطة وطنية لدعم مراكز علاج السرطان، تشمل تخصيص ميزانيات أكبر، وتوفير أجهزة حديثة وضمان صيانتها، وتدريب الكوادر الطبية على استخدامها. وهنا سيتمكن المرضى من الحصول على العلاج اللازم داخل بلدهم من دون معاناة إضافية".
ندرة العلاج الكيمياوي
من جانبها، تتحدث المواطنة أم حسين عن معاناتها مع ولدها المصاب بالسرطان. وتقول في حديث صحفي أن "ابني مريض بسرطان الدم. بدأنا منذ تشخيص مرضه رحلة شاقة مع المستشفيات والطوابير الطويلة. العلاج الكيميائي ضروري لحياته لكنه نادر ومكلف، وعندما يتوفر يجب أن ننتظر ساعات أو حتى أياماً للحصول عليه"، مضيفة أنه "نصل إلى المستشفى قبل الفجر على أمل أن نحصل على دور في وقت مبكر، لكن الزحام شديد، والأعداد كبيرة".
وتتابع قائلة أن "الأطباء والممرضين يبذلون جهودهم، لكن نقص الأدوية وضعف الإمكانيات يجعل الأمور أصعب. في بعض الأحيان يُطلب منا شراء الأدوية من خارج المستشفى بأسعار تفوق قدرتنا، ولا أعلم كيف يمكن أن يستمر ابني في العلاج، في حين أن معاناتنا تكبر".
أوضاع صعبة
إلى ذلك يقول فراس أحمد، وهو طبيب متخصص في أورام السرطان، أن "مرضى السرطان، خصوصا الأطفال، يواجهون أوضاعاً صعبة بسبب نقص المراكز المتخصصة والخدمات الطبية اللازمة. إذ لا يملك العراق إلا أربعة مراكز متخصصة لعلاج أورام الأطفال و23 مركزاً للعلاج الكيميائي، وهذا العدد لا يلبي الحاجة الفعلية، ما يفرض ضغطاً كبيراً على البنى التحتية الصحية".
ويضيف قائلا في حديث صحفي أن "نقص الأجهزة الإشعاعية والمعدات الحديثة يؤخر العلاجات، ما يُضعف فرص الشفاء. وتوفر المستشفيات الحكومية 10 في المائة فقط من الأدوية اللازمة. لذلك يجبر المرضى على شراء العلاج من السوق بأسعار مرتفعة تصل إلى 10 ملايين دينار شهرياً، وهذه المبالغ تشكل عبئاً هائلاً على العائلات".
ويوضح أحمد أن "شركات الأدوية المحلية لا تغطي سوى 15 في المائة من الطلب، ما يؤدي إلى تفاقم أزمة الأدوية، وزيادة الاعتماد على الاستيراد الخارجي، والذي يكون مكلفاً غالباً، وغير متاح بسهولة. كما أن العراق لا يملك إلا 15 جهازاً إشعاعياً لمعالجة السرطان، ما يسبب طوابير انتظار طويلة تفاقم الحالات المرضية، خاصة لدى الأطفال. علماً أن الوقت يعد عاملاً حاسماً في علاج الأورام السرطانية".
ويدعو أحمد وزارة الصحة والحكومة إلى التدخل سريعاً لزيادة عدد المراكز المتخصصة في علاج السرطان، مع توفير الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، وتعزيز إنتاج الأدوية محلياً، وضمان وصول العلاجات إلى جميع المرضى بأسعار مناسبة، مؤكدا أن الوضع الحالي يهدد حياة آلاف الأطفال الذين ينتظرون العلاج.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن خطط لإنشاء مراكز متخصصة لعلاج الأورام في محافظات عدة، وافتتاح مستشفيات جديدة مزودة بأحدث الأجهزة، من بينها مستشفى مرجعي للأورام في بغداد، ومراكز في البصرة وصلاح الدين والحلة، فضلا عن إعادة تأهيل مدينة الطب وتزويدها بأجهزة حديثة، وافتتاح 10 عيادات للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم.
وأكدت الوزارة أنها تسعى إلى تطبيق بروتوكولات جديدة لفحص المرضى وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، مع تعزيز برامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وإطلاق حملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعث ملايين الرسائل النصية لتشجيع النساء على الفحص المبكر. كذلك أشارت إلى انها وفرت بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجهزة متطورة لعلاج السرطان، وأدخلت الرقمنة إلى نظام تسجيل المرضى لضمان تحديث البيانات الصحية فوراً في جميع المحافظات.
*******************************************************
قرية في ذي قار جميع سكانها مرضى ومعاقون!
متابعة – طريق الشعب
لا تبدو قرية آل ملال الواقعة شمالي محافظة ذي قار، كغيرها من القرى. إذ ان سكانها جميعهم يعانون أمراضا مستعصية، مثل الفشل الكلوي والسرطان والشلل والتشوهات الخلقية والعوق الجسدي.
هذه القرية التابعة إدارياً لقضاء النصر، يقطنها 150 شخصاً - وفقاً لمدير شرطة البيئة العميد رشيد جاسم، الذي وصف حال القرية في حديث صحفي بأنه "أشبه بمنطقة تعرضت لقصف نووي"!
وأوضح أن "سكان القرية جميعهم مصابون بتشوهات خلقية وجسدية، ولا يوجد لديهم صغير أو كبير سليم"، مشيرا إلى ان "الإيضاحات التي حصلت عليها من أهل القرية، بيّنت لي أن التشوهات الخلقية والجسدية التي أصابتهم حصلت بعد العام 2003، ويُرجح انها ناتجة عن المياه الملوثة بسموم صيد الأسماك. كذلك استخدام حديد في سقوف بعض المنازل، كان قد تعرض لضربة أمريكية في العام نفسه".
وأكد أنه سيطلب من جامعة ذي قار تشكيل فريق علمي متخصص، للكشف على القرية وأخذ عينات من المواطنين، بصحبة شرطة البيئة، لمعرفة الأسباب الحقيقية لتلك الأمراض والإعاقات.
*********************************************
المثنى مزارعون يطالبون بالكهرباء لمزارعهم
متابعة – طريق الشعب
طالب عدد من مزارعي منطقة وادي شنان في بادية المثنى، بالإسراع في تشغيل محطة الكهرباء الجديدة المخصصة لمزارعهم، مبينين في حديث صحفي انهم بحاجة ماسة إلى التيار الكهربائي لتشغيل مضخات السقي، وأن أي تأخير في تفعيل المحطة سيؤثر سلبا على انتاجهم الزراعي.
وذكروا ان عدم توفر الكهرباء الوطنية يضطرهم إلى الاعتماد على المولدات، وهذه تستهلك كميات كبيرة من الوقود، وبالتالي تزيد من تكاليف الانتاج الزراعي، ما يجعل العملية الزراعية بلا جدوى.
وأوضح المزارعون أن المحطة الكهربائية تم نصبها قبل فترة، إلا أنها لم تربط على الشبكة الوطنية حتى الآن، مطالبين الجهات المعنية، بالإسراع في تشغيل المحطة وإنهاء معاناتهم.
***************************************************
أهالي منطقة الأمين في الضلوعية يفقدون سر حياتهم!
متابعة – طريق الشعب
نظم أهالي منطقة الأمين في قضاء الضلوعية بمحافظة صلاح الدين، أول أمس الأحد، وقفة احتجاج على أزمة شح المياه التي يعانونها للعام الثالث على التوالي، مطالبين بتشغيل مشروع الإسالة الذي باشرت تنفيذه الحكومة المحلية قبل 5 سنوات ووصلت نسبة إنجازه إلى 90 في المائة، ثم توقف بسبب غياب التمويل.
ويعاني أهالي المنطقة أزمة مياه خانقة، لا سيما بعد انقطاع الماء عن نهر الرصاصي الذي كان مصدرهم المائي الوحيد، وأصبحت مياهه اليوم غير صالحة للاستخدام البشري، الأمر الذي يجبرهم، وهم بحدود 1500 عائلة، على شراء الماء من المقطورات الحوضية، بسعر 15 ألف دينار لكل مقطورة.
يقول المواطن أحمد عبد الحليم: "فقدنا الماء وهو سر الحياة. فنحن نعاني أزمة مياه حادة منذ ثلاث سنوات"، مبينا في حديث صحفي أنه "لدينا مشروع إسالة قائم على نهر دجلة عند السهل الرسوبي، تم تنفيذ كامل الشبكة ومد الأنابيب، وبقي فقط التشغيل. لذا نطالب بتشغيل المشروع فورا".
ويتابع قوله: "أما نهر الرصاصي الذي هو حالياً شبه جاف، فالمياه فيه بصراحة غير صالحة للشرب، بل حتى لا تصلح للغسل، لأنها في الأصل مخصصة لري البساتين".
فيما يقول المواطن يوسف فرج أنه "نواجه معاناة مريرة في كل فصل صيف. وحتى الآن لا نعرف سبب توقف مشروع الإسالة"، مطالبا الحكومة المحلية بإيجاد حل سريع لمشكلتهم.
ويلفت إلى ان "سعر مقطورة الماء اليوم وصل إلى 15 ألف دينار، ومن لا يملك المال لا يستطيع شراءها، خصوصاً أن المنطقة ريفية، ومعظم سكانها من العمال الذين يعيشون على أجر يومي بسيط". ويؤكد فرج أن "منطقة الأمين منكوبة فعلياً، لا ماء ولا بدائل، نحن 1500 بيت نعيش بدون ماء، بينما نهر دجلة لا يبعد عنا سوى كيلومتر ونصف. إذ يمكن نصب مضخات على النهر لإيصال الماء إلينا".
إلى ذلك، يقول مسؤول مركز ماء الضلوعية حقي إسماعيل، أنه "تم تخصيص مجمع ماء لمنطقة الأمين بسعة إنتاج 500 متر مكعب في الساعة. وقد تمت المباشرة بالمشروع عام 2020، ووصلت نسبة الإنجاز إلى 90 في المائة، لكن العمل توقّف بسبب عدم توفر التمويل من المحافظة".
ويضيف في حديث صحفي قوله أن "المشروع ضمن خطة تنمية الأقاليم، ونأمل من حكومة المحافظة أن توليه الاهتمام اللازم، كونه من المشاريع الحيوية التي تغذّي مساحة سكنية كبيرة في الضلوعية".
*************************************************
اگول.. الديوانية بلا أرصفة!
عادل الزيادي
مع اتساع الفوضى وعدم الالتزام بالقوانين، بلغت التجاوزات على أرصفة مدينة الديوانية حدا لا يُطاق. ويعلم الجميع أن الأرصفة مصممة في الأساس للمشاة، ولضمان سلامتهم، لكن الواقع يقول انها للباعة وأصحاب المحال، كي يعرضوا بضائعهم عليها. لا بل وصل الأمر بالبعض إلى إنشاء مسقفات وأبنية على الأرصفة تحت شعار "أرزاقنا وأرزاق عائلاتنا خط أحمر ولا يمكن المساس بها"!
أما الكافيتريات التي يجري إنشاؤها على الأرصفة، فحدّث ولا حرج. فالمواطن يستطيع أن يختار أي موقع وأي رصيف لينشئ عليه كافيتريا حديثة من الألمنيوم أو الـ"بي في سي"، وذلك أمام أنظار الجهات المسؤولة!
وبعد اتساع الظاهرة، بادرت بلدية الديوانية إلى مكافحة هذا التخبط غير الحضاري. فسمحت لأصحاب المحال باستغلال متر واحد فقط أمام محالهم، وحددت المساحة المسموح بها بخط أصفر، اذا تجاوَزه أحدهم تتم معاقبته قانونيا. واستبشر الأهالي خيرا بتنفيذ القانون، لكن ما يؤسف له، هو انه بعد مرور شهور قليلة بدأ البعض يتجاوز على الخط الأصفر، وعادت حليمة إلى عادتها القديمة.
الأنكى من ذلك هو أن بعض المواطنين يركنون سياراتهم على الرصيف أمام منازلهم، حرصا على حمايتها كما يدعون. وهذه الظاهرة غير حضارية، وتؤثر على جمالية المكان، ولا تعبر عن ذوق.
البلدية مدعوة إلى تفعيل دورها، ومديرية المرور أيضا. فالمطلوب محاسبة المتجاوزين على الأرصفة ومنعهم من تكرار هذا التجاوز، مع التشديد على عدم قطع سبل معيشة الناس، وفي الخصوص الباعة الجوالون. فهؤلاء يُفترض عند منعهم من استغلال الرصيف، أن تُوفر لهم أماكن بديلة يزاولون فيها أعمالهم.
*************************************************
مواساة
- بمزيد من الحزن والأسى تنعى مختصة كلدواشور في الحزب الشيوعي العراقي، الشخصية الوطنية الشيوعية والأنصارية توما أوراها قاشا ( ابو باسل )، الذي فارق الحياة صباح يوم 19 آذار الجاري في ألقوش، عن عمر ناهز مائة عام.
كرس الفقيد حياته وحياة عائلته في النضال من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب.
له الذكر الطيب ولعائلته وأهله ورفاقه التعازي الحارة والمواساة.
**************************************************
الصفحة السادسة
الأمم المتحدة: 849 حاجزا وبوابة عسكرية تحاصر الفلسطينيين في الضفة الغربية الخلافات تعصف بحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية
متابعة – طريق الشعب
ندد آلاف المتظاهرين في العديد من العواصم الأوروبية والعربية بالحرب الطاحنة للاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلة، والتي أودت بحياة آلاف النساء والأطفال.
من جانب آخر، اعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، أن فكرة نقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة عملية للغاية، وقال: أنه " من الجنون أن ننفق المليارات لإعادة إعمار غزة ثم نرى إرهابيين يهاجمون مجددا".
خطة التهجير قائمة
يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتف بحرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وانما بات يخطط لتهجيره من بلده، وذلك بدعم من الإدارة الامريكية، اذ أكدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن المجلس الأمني الوزاري المصغر وافق على مقترح تشكيل إدارة جديد لتسهيل مغادرة الفلسطينيين، ووضعها تحت سيطرة وزارة الدفاع، كما صادق المجلس على مقترح قرار فصل 13 حيا استيطانيا في الضفة الغربية المحتلة عن المستوطنات المجاورة لها، والبدء بإجراءات الاعتراف بها مستوطنات مستقلة.
وينسجم القرار مع المشروع الذي يحركه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يشغل أيضا منصب وزير في وزارة الدفاع، ويهدف إلى توسيع المشروع الاستيطاني وشرعنة البؤر الاستيطانية التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة، وكذلك المصادقة النهائية على القانون الذي يسمح للمستوطنين بتملك أراض وعقارات في الضفة.
وأوضح مكتب سموتريتش أن هذا القرار يأتي ضمن جهود توسيع الاستيطان في الضفة الغربية، إذ تمّت الموافقة على بناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية.
الخلاف يتزايد
يعصف الخلاف في حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي، والمعارضة اليمينية كذلك، بعد القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء بنامين نتنياهو، الذي يحاول الحفاظ على حكومته من الانهيار ومواصلة خطة الحرب على الشعب الفلسطيني.
وفي آخر التطورات، نفى ديوان نتنياهو موافقته على فتح تحقيق من قبل رئيس جهاز الامن الداخلي ضد الوزير ايتمار بن غفير، وأضاف أن "الوثيقة بشأن توجيه رونين بار لجمع أدلة ضد القيادة السياسية تقوض أسس الديمقراطية وتهدف إلى الإطاحة بحكومة اليمين". كما نفى الجهاز فتح التحقيق وفق ما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وفي وقت سابق، قالت قناة 12 الإسرائيلية إن "الشاباك فتح تحقيقا قبل شهور ضد بن غفير ومقربين منه وكذلك جهاز الشرطة" وأن " رئيس الشاباك وجه بجمع الأدلة والشهادات عن تورط المستوى السياسي في عمل المستوى الأمني بخصوص استخدام القوة بطريقة مخالفة للقانون".
من جانبه رد مكتب ابن غفير بالقول: إن " التحقيق ذو خلفية سياسية ويهدف لتنفيذ انقلاب ضد إرادة الشعب الإسرائيلي، مضيفا "أصبح من المفهوم لماذا لا يجوز إبقاء بار على رأس جهاز الشاباك حتى ولو لدقيقة واحدة". وقد اشتبك مع رئيس الشاباك رونين بار لكن الحراس حالوا بينهما.
تأجيج الازمات
وعلى خلفية رفضها قرار إقالة رئيس الشاباك دون استشارتها، صوتت الحكومة الإسرائيلي على حجب الثقة عن المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميار خلال جلسة لم تحضرها، ورفضت عقدها بالقول: إن "الاجتماع لا يتمتع بأي صفة قانونية".
من جهته، رأى أفيغدور ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا أن الإقالة تهدف إلى صرف الأنظار عن قضايا الأسرى والتهرب من الخدمة العسكرية، محذرا من أن الحكومة تعرّض أمن إسرائيل للخطر. في الأثناء، تظاهر الآلاف أمام مقر الحكومة احتجاجا على قرار الإقالة.
تدهور الأوضاع الإنسانية
كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين إنشاء إسرائيل ما مجموعه 849 حاجزا وبوابة عسكرية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس والخليل.
وأوضح التقرير أن هذه العوائق تشمل حواجز ثابتة، وبوابات طرق، وسواتر ترابية، وخنادق، والتي تستخدم للتحكم بحركة الفلسطينيين وتقييد وصولهم إلى الخدمات الأساسية وأماكن عملهم.
شدد التقرير على أن هذه العوائق لا تقتصر فقط على الحواجز الثابتة، بل تتضمن أيضا قيودا غير مادية مثل الإغلاقات المؤقتة لنقاط الوصول الرئيسية التي تربط بين المراكز السكانية، مما يؤدي إلى تعطيل الحركة لفترات طويلة وزيادة المعاناة اليومية للفلسطينيين.
وأظهرت البيانات أن أكثر من 600 وحدة سكنية في جنين أصبحت غير صالحة للسكن، بينما يواجه 66 مبنى سكنيا خطر الهدم الوشيك.
كما ألحق هذا العدوان أضرارا بالغة بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والطرق، ما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية وتفاقم المخاوف بشأن الصحة العامة. من جانب آخر، نددت منظمة أطباء بلا حدود الإثنين بالوضع الحرج للغاية للفلسطينيين النازحين في الضفة الغربية المحتلة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية.
***************************************************
كندا.. انتخابات مبكرة بسبب تهديدات ترامب!
أوتاوا – وكالات
قال رئيس الوزراء الكندي، انه " يحتاج إلى تفويض قوي للتعامل مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لذلك دعا إلى انتخابات مبكرة نهاية نيسان المقبلة، وأضاف ان " ترامب يريد أن يكسرنا حتى تتمكن أميركا من امتلاكنا".
ورغم أن الانتخابات المقبلة كانت مقررة في 20 تشرين الأول القادم، فإن كارني يأمل الاستفادة من التعافي الملحوظ الذي يحققه حزبه وقال في خطاب إلى الأمة "لقد طلبت للتو من الحاكمة العامة حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، وقد وافقت.
************************************************
الحوثيون يجبرون السفن الأمريكية على تجنب البحر الأحمر
واشنطن – وكالات
قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، إن" ثلاثة أرباع حركة الشحن الأميركية التي يجب أن تمر عبر البحر الأحمر تضطر حاليا إلى تجنّب المنطقة والمرور عبر الساحل الجنوبي لأفريقيا، بسبب الضربات التي ينفّذها الحوثيون في اليمن.
وخلال محادثة هاتفية مع بنيامين نتانياهو، أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وفق بيان لوزارته أن حكومته "مصممة على إعادة إرساء حرية الملاحة في البحر الأحمر عبر عمليات عسكرية ضد الحوثيين".
ووفق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية شون بارنيل، فقد هاجم الحوثيون سفنا حربية أميركية "174 مرة" وسفنا تجارية "145 مرة" منذ عام 2023.
*********************************************************
في الاحتجاجات الشعبية الشيوعي التركي يطالب بإطلاق سراح أعضائه المعتقلين
طريق الشعب - اسطنبول
أعلنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التركي في بيان صباح أمس أن عدة أعضاء من اللجان المركزية والمحلية للحزب قد تم اعتقالهم في ساحة ساراچ خانه في إسطنبول، وهي مركز الاحتجاجات في المدينة، أثناء مشاركة " الآلاف من أعضاء الحزب وأصدقائه" في الاحتجاجات الشعبية "للدفاع عن حق الشعب في المشاركة السياسية".
وطالبت اللجنة المركزية "بإنهاء هذا الاحتجاز غير القانوني والإفراج عن أعضاء حزبنا فورًا."
وقال البيان: "في هذا الصباح، تم احتجاز رئيس منظمة الحزب في إسطنبول، أحمد دينجل، وعضو مجلس الحزب، أردا حاجي يوسف أوغلو، وأعضاء آخرين من الحزب من منازلهم بسبب مشاركتهم في التظاهرة في ساراچ خانه".
وكانت السلطات التركية أصدرت في 19 آذار الجاري أوامر باعتقال أكثر من 100 شخص، من بينهم أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارض. وتم اعتقال بعضهم، بمن فيهم إمام أوغلو، الأحد الماضي (23 آذار)، وأصدر قاضٍ أمرا بسجنه بتهمة "الفساد".
واعتبر الحزب الشيوعي في بيانه الأخير "إن هذه التطورات تأتي في سياق مساعي حزب العدالة والتنمية الحاكم لتضييق الحيز السياسي وتقويض حق الشعب في المشاركة السياسية".
وكان الحزب اعتبر في بيان يوم الأحد أن اعتقال أوغلو "غير شرعي تمامًا". وقال "حتى لو تم إصدار أمر الاعتقال بتهم تتعلق بالفساد، فإنه، كما هو الحال مع العديد من العمليات السياسية خلال عهد حزب العدالة والتنمية، تظل الدوافع الحقيقية واضحة. إن الهدف الأساسي من هذه العملية هو تضييق الحيز السياسي وتهيئة الظروف لتدخلات مماثلة في المستقبل".
أزمة الحكم المتفاقمة
واضاف "إن وضوح هذا الهدف لا يقلل من واقع أزمة الحكم المتفاقمة في تركيا. فقد كشفت هذه المحاكمة عن التوترات وصراعات القوى والمساومات التي تجري خلف الكواليس بين المؤسسات والفاعلين الرئيسيين داخل النظام الحالي. وتواجه تركيا اضطرابات عميقة تشمل الحكومة والمعارضة والمؤسسات، في ظل تداعيات حالة عدم الاستقرار الدولية".
ونبّه الحزب إلى أن "هذه التطورات قد تؤدي إلى عواقب اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة تهدد أسس النظام الرأسمالي. ولذلك، نؤكد على الحاجة الملحة لتنظيم مسار مستقل وثوري يحول دون وقوع الطبقة العاملة في شرك صراعات القوى بين الفصائل المتنافسة".
مهمة مزدوجة
وأوضح البيان أن الحزب سيتخذ "موقفًا حاسمًا لتعزيز المقاومة ضد مصادرة الحق في التصويت وفرض الأمر الواقع على بلدية إسطنبول. وفي الوقت نفسه، سنعمل على توعية قطاعات أوسع من المجتمع بمخاطر الانجرار وراء الصراعات الفئوية والمساومات السرية والأجندات الخفية. وإن ما يدعو إلى التفاؤل هو تزايد عدد الأشخاص الذين بدأوا يدركون أهمية هذه المهمة المزدوجة".
واضاف أن الحزب "باعتباره تجسيدًا لهذا الالتزام، سيواصل التمسك بموقفه الثابت والمسؤول والثوري".
************************************************
زعيم الحزب الشيوعي الأمريكي: عن تاريخ الحزب وحملات القمع المتواصلة ضده
متابعة ـ طريق الشعب
مقدمة
يتمتع تاريخ الحزب الشيوعي الأمريكي بجذور راسخة في تاريخ الحركة العمالية الأمريكية، إذ لعب الحزب أدوارًا حاسمة في النضالات المبكرة لتنظيم العمال الأمريكيين في شكل نقابات بالإضافة إلى أدواره اللاحقة في ما يخص الحقوق المدنية والحركات المناهضة للحرب. مع ذلك، اضطر العديد من الشيوعيين إلى العمل خفية، بسبب ارتفاع مستوى القمع السياسي في الولايات المتحدة ضد الشيوعيين.
أُصيب تأثير الحركة العمالية على التنمية الاقتصادية والسياسية بحالة من الركود، ومن ثم انهار في وقت لاحق، في أعقاب طرد الشيوعيين من الاتحاد الأمريكي للعمال ومجلس المنظمات الصناعية عام 1948. عانى الحزب الشيوعي بشدة في الفترة التي تلت المكارثية، إذ نفذت فيها حكومة الولايات المتحدة قمعًا جماعيًا علنيًا ضد الشيوعيين في الولايات المتحدة وخارجها.
ما زال الحزب الشيوعي نشطًا، غير أنه لم يسترد حتى الآن نفوذه الذي تمتع به خلال فترات صعوده في ثلاثينيات القرن العشرين وأربعينياته، يوم اقتربت عضوية الحزب في فترات معينة من 100 ألف عضو.
حوار الجزيرة
كشف السكرتير العام للحزب الشيوعي الأميركي جو سيمز، في حوار قالت عنه الجزيرة الأول من نوعه" تفاصيل عن تاريخ الحزب الذي تأسس في نهاية القرن التاسع عشر، قبل اندلاع ثورة أكتوبر 1917.
وأوضح سيمز في حوار مع "الجزيرة نت" أن غالبية الأميركيين كانوا يجهلون وجود الحزب، نتيجة للتعتيم الإعلامي عليه والعمل على تهميشه ومحاولات حجبه من صفحات تاريخ الولايات المتحدة.
واكد الزعيم الشيوعي: "لم نختفِ، بل تم طردنا من تاريخ أميركا، رغم كوننا جزءا ماركسيا من حركة العمال"، مشيرا إلى أن تاريخ الحزب يعود إلى فترة الحرب الأهلية، حيث كان هناك جنرال في القوات الاتحادية، صديق حميم لكارل ماركس، حارب ضد العبودية.
وتناول سيمز حملات القمع التي تعرض لها الحزب بعد خطاب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستون تشرشل، في ولاية ميزوري عام 1946، الذي أعلن فيه بداية الحرب الباردة.
وأضاف أن هذه الملاحقات (خصوصا خلال سيادة المكارثية) شملت القمع السياسي، والسجون، والطرد من النقابات العمالية والوظائف بتهم واهية مثل التآمر على الإطاحة بالحكومة الأميركية، وهو ما طال حياته الشخصية وعائلته: "لقد استمرت هذه الحملة حتى انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث كانت معاداة الشيوعية والحملة ضد السوفيات صناعة كبيرة في الولايات المتحدة"
وأوضح أن الحملة استهدفت المؤسسات الثقافية الأميركية، وعلى رأسها السينما والصحافة، حيث تم التحقيق مع العديد من ممثلي هوليود وكتابها بتهم الشيوعية.
كما كانت مجالس التحرير في الصحف الأميركية الرئيسية تحث على عدم نشر كل ما كتب دفاعا عن الحزب.
وأضاف أن الحملة شملت أيضا شخصيات أميركية بارزة مثل مارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس وحزب الفهود السود، في فترة شهدت ملاحقة شديدة من رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي آنذاك، إدغار هوفر، الذي كان يهدف إلى زرع الخوف في المجتمع الأميركي.
مصاعب إعلامية
وفيما يتعلق بكيفية إيصال رسالة الحزب وحركات اليسار في ظل الحصار الإعلامي، أشار سيمز إلى الصعوبة البالغة في هذه المهمة. وأشار إلى أن الحزب اضطر إلى بناء منصات إعلامية خاصة به سعيا منه لتجاوز هذه الصعوبات. ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت هذه المنصات في استغلال تلك الأدوات لنقل رسالته إلى الجماهير، رغم أن التحديات لا تزال قائمة.
ويرى سيمز أن أبرز المفاهيم الخاطئة التي يواجهها الحزب هي فكرة كونه "منتجا مستوردا من الخارج"، خاصة من الاتحاد السوفياتي، وهي الفكرة التي تراجعت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وأضاف أن المفهوم الخاطئ الجديد هو اعتقاد البعض أن الحزب ضد الديمقراطية وحرية التعبير.
وبالرغم من تعرض الحزب للقمع والتهميش، فإن قيادته حاولت في مختلف الأوقات تقديم مرشحين في الانتخابات الرئاسية. كان آخرهم في الثمانينيات عندما تم ترشيح جوث هول للرئاسة وأنجيلا ديفيس كنائبة له.
من المعروف أن الحزب الشيوعي في فترة لا حقة عمل أسوة بأغلب قوى اليسار والتقدم الامريكية، في عدم الاشتراك مباشرة في الانتخابات، وانما دعم مرشحين تقدميين ويساريين في قوائم الحزب الديمقراطي. وما ورد في العرض للحوار في موقع الجزيرة: " ومع مرور الوقت، يرى سيمز أن الحزب مستعد الآن للعودة إلى الساحة السياسية، بعد فترة طويلة من العمل داخل الحزب الديمقراطي" يبدو انها صياغة غير دقيقة، فليس هناك ما يشير لعمل الحزب الشيوعي داخل اطر الحزب الديمقراطي طيلة تاريخ الحزب.
لكنه أوضح أن هذه الاستراتيجية لها حدود، كما ظهر في الانتخابات الأخيرة، مؤكدا على ضرورة تغيير النظام الانتخابي في البلاد الذي يُغلق المجال أمام أي أحزاب أخرى غير الديمقراطي والجمهوري..
كما أشار إلى أهمية إلغاء قانون "المواطنون المتحدون"، الذي يسمح للشركات الكبرى بتمويل الحملات الانتخابية بلا حدود، مما يعيق التمويل الشعبي.
في ختام حواره مع الجزيرة نت، لفت سيمز إلى تزايد الغضب بين طبقة العمال بسبب التفاوت الكبير في الثروة، وهو الغضب الذي كان أحد العوامل التي ساعدت في انتخاب ترامب، الذي ظهر في حفل تنصيبه محاطا بعدد من المليارديرات، في مشهد غاب عنه أي ممثل عن الطبقة العاملة أو النقابات.
***************************************************
الصفحة السابعة
الذكرى المئوية للقانون الأساسي 1925: من انحرافات التجربة البرلمانية إلى تحديات دستور 2005
د. علي مهدي
بمناسبة الذكرى المئوية لصدور القانون الأساسي العراقي لعام 1925، الذي تمت المصادقة عليه بتاريخ 21 اذار 1925، يحق لنا التوقف عند الأثر الكبير الذي أحدثه هذا القانون على النظام السياسي في العراق، حيث شكل بداية لتطبيق النظام البرلماني في البلاد. ولكن رغم أن هذا النظام كان يُعتبر خطوة هامة نحو تأسيس دولة حديثة، إلا أن تجربته في العراق شهدت العديد من الانحرافات التي أثرت على استقراره وفاعليته. وقد أُعدّ العديد من البحوث والدراسات التي تناولت هذا الموضوع وحللت الأسباب التي أدت إلى فشل النظام البرلماني في العراق، وذلك بالتركيز على التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي واجهها النظام. وعليه، فمن المفيد مقارنة هذه التجربة بتجربة النظام البرلماني في العراق بعد صدور دستور 2005.
النظام البرلماني العراقي وأهدافه
عندما صدر القانون الأساسي العراقي في عام 1925، كان الهدف منه أن يكون خطوة نحو إرساء الديمقراطية البرلمانية في العراق، حيث تم فرض النظام البرلماني كأساس لتشكيل الحكومة وعلاقة البرلمان بالحكومة التنفيذية. وكان هذا القانون بمثابة أول دستور للبلاد بعد أن أصبح العراق تحت الانتداب البريطاني بموجب هذا القانون، وكان من المفترض أن يُنتخب البرلمان بشكل دوري، ويجب أن يتولى دورًا فاعلًا في الرقابة على عمل الحكومة، وأن تكون الحكومة مسؤولة أمام البرلمان.
إلا أن تطبيق النظام البرلماني في العراق لم يكن كما كان مأمولًا. فقد شهد هذا النظام عدة انحرافات عن النموذج البرلماني الذي استُورد من الدول الغربية، مما أدى إلى فشل النظام في تحقيق أهدافه، وخاصة في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
الظروف الاجتماعية والاقتصادية في العراق وتأثيرها على تطبيق النظام البرلماني
قبل أن نبحث في أسباب انحراف النظام البرلماني في العراق، من المهم أن نفهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة في العراق في ذلك الوقت. كان العراق في عام 1925 يعاني من اقتصاد زراعي ضعيف يعتمد على الزراعة التقليدية، وكان المجتمع العراقي ذا تركيبة إقطاعية حيث كان الأغنياء يملكون الأراضي ويهيمنون على الحياة الاقتصادية والسياسية. كما كانت الطبقة البورجوازية ضعيفة من الناحية الاقتصادية والسياسية، حيث كانت تقتصر على التجارة والبنوك، ولم يكن لها القدرة على تشكيل قاعدة سياسية حقيقية لدعم النظام البرلماني.
أما الطبقة السياسية في العراق فكانت مكونة أساسًا من العائلات الإقطاعية، والتي كان لها نفوذ كبير على الحكومة والمجتمع، بينما كانت الطبقة العمالية قليلة وغير منظمة بشكل جيد، مما أدى إلى ضعف التمثيل السياسي للطبقات المختلفة في البرلمان. ولذلك، كان النظام البرلماني لا يتناسب مع هذه البيئة الاجتماعية والاقتصادية، لأنه كان يتطلب بورجوازية قوية وأحزابًا سياسية حقيقية لإعطاء البرلمان دوره الفاعل في مراقبة الحكومة.
الانحرافات في تطبيق النظام البرلماني في العراق
رغم أن القانون الأساسي وضع الإطار النظري للنظام البرلماني في العراق، فإن التطبيق الفعلي لهذا النظام كان بعيدًا عن الطموحات. فقد كانت السلطة التنفيذية، ممثلة في شخص الملك، تمتلك النفوذ الأكبر، وكانت الحكومة تعمل بشكل أساسي تحت هيمنة الملك. وقد تجلت هذه الهيمنة في العديد من الممارسات السياسية، مثل تعيين الوزراء وتشكيل الحكومات، مما جعل البرلمان في كثير من الأحيان غير قادر على ممارسة دوره الرقابي أو حتى اتخاذ قرارات مؤثرة.
في الواقع، كان مجلس النواب العراقي في تلك الفترة ضعيفًا إلى حد بعيد، حيث لم يكن يمتلك القدرة على سحب الثقة من الحكومة أو التأثير في تشكيلها، وهو ما يُعد من المعايير الأساسية في النظام البرلماني. بل في كثير من الحالات كان البرلمان مجرد أداة للتصديق على قرارات الحكومة التي كانت تُصاغ بعيدًا عن الرقابة البرلمانية. على سبيل المثال، في بعض الأحيان كان الملك يقرر حل البرلمان قبل أن يكمل دورته، مما يعكس غياب الاستقلالية للبرلمان في ممارسة مهامه.
انعدام التعاون بين القوى السياسية
من أهم الأسباب التي أدت إلى انحراف النظام البرلماني في العراق كان ضعف الأحزاب السياسية والتنافس الداخلي بين القوى السياسية. فقد كانت الحياة السياسية في العراق في تلك الفترة تتسم بالانقسامات الحادة بين مختلف القوى، سواء بين الإقطاعيين أو بين القوى الوطنية الحديثة. هذا الصراع السياسي الداخلي جعل البرلمان مشلولًا في أداء دوره الفاعل في الرقابة على الحكومة.
ومع عدم وجود أحزاب سياسية قوية ومنظمة، لم يكن البرلمان في العراق قادرًا على ممارسة الرقابة اللازمة على الحكومة، كما لم يكن هناك حوار حقيقي بين القوى السياسية داخل البرلمان. في هذا السياق، يمكن القول إن الحكومة كانت تمارس سلطاتها بعيدًا عن أي نوع من المراجعة أو التوازن الذي يوفره البرلمان.
ضعف البورجوازية العراقية وعدم قدرتها على دعم النظام البرلماني
من العوامل التي ساهمت في فشل النظام البرلماني في العراق هو ضعف البورجوازية العراقية، ففي حين أن النظام البرلماني يحتاج إلى طبقة بورجوازية قوية لتمويل الأحزاب السياسية ودعم المشاريع الحكومية، كانت البورجوازية العراقية في تلك الفترة ضعيفة وغير قادرة على التأثير في السياسة بشكل كبير. كانت البورجوازية العراقية متمثلة في التجار وأصحاب البنوك، لكنهم لم يمتلكوا القاعدة الاجتماعية اللازمة لتشكيل حكومة فعالة أو حتى لتشكيل أحزاب سياسية قادرة على دعم النظام البرلماني.
في المقابل، كانت الطبقة الإقطاعية هي المسيطرة في العراق، وكان لها نفوذ سياسي كبير مما جعل من الصعب على أي حكومة تنفيذ سياسات اقتصادية حديثة أو بناء مؤسسات سياسية قوية قائمة على أساس النظام البرلماني.
نتائج انحراف النظام البرلماني في العراق
من النتائج الرئيسية لانحراف النظام البرلماني في العراق هو تركيز السلطة في يد الملك، فقد كان الملك يملك السلطة العليا في جميع القرارات السياسية والاقتصادية، بينما كان البرلمان في أغلب الأحيان مجرد صورة تمثل السلطة التشريعية دون أن تكون لها أي صلاحيات حقيقية. كما أن مجلس الوزراء كان تحت تأثير الملك بشكل كامل، حيث كانت قرارات الحكومة بحاجة إلى مصادقة الملك، مما أدى إلى تركيز السلطة في يده.
التجربة البرلمانية في العراق بعد 2005: احتمالات النجاح
أما فيما يتعلق بتجربة النظام البرلماني في العراق بعد دستور 2005، فقد كان يهدف إلى بناء دولة ديمقراطية قائمة على الانتخابات الحرة والسلطة المنتخبة من قبل الشعب، ولكن بالرغم من ذلك، فقد واجهت هذه التجربة تحديات مشابهة لتلك التي واجهت النظام البرلماني في العهد الملكي. فقد كان هناك غموض في تطبيق الفصل بين السلطات، والتحالفات الطائفية أدت إلى ضعف الرقابة البرلمانية، مما جعل من الصعب إقامة حكومة فعالة. وقد ظل البرلمان في ظل المحاصصة السياسية مجرّد أداة لتوزيع المناصب دون أن يكون له دور حقيقي في الرقابة أو التشريع.
ورغم أن دستور 2005 اعترف بمبدأ الفصل بين السلطات، فإن التطبيق العملي لهذه المبادئ كان ضعيفًا، مما ساهم في غياب الاستقرار السياسي ونمو الفساد، ويعكس هذا التحليل أن نجاح النظام البرلماني في العراق مرتبط بتعزيز المؤسسات السياسية وتطوير الحياة الحزبية بما يحقق الاستقلالية السياسية.
الخاتمة
إن تجربة العراق في تطبيق النظام البرلماني كانت مليئة بالتحديات والانحرافات التي جعلت هذا النظام بعيدًا عن نجاحاته التي حققتها بعض البلدان الغربية. ويعود ذلك إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي لم تكن مهيأة لاستقبال مثل هذا النظام، بالإضافة إلى الهيمنة الملكية على جميع المفاصل السياسية في فترة القانون الأساسي لعام 1925، وهيمنة التحالفات الطائفية بعد 2005 ومن خلال هذه التجارب، يمكن أن نتعلم كيفية تحسين النظام البرلماني في العراق بما يضمن تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الشاملة.
************************************************
الصحافة الشيوعية في المنفى.. مجلة {رسالة العراق} .. كلمات تعانق أحلام الوطن
أحمد الناجي
بعد انعقاد المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي في تشرين الأول 1993، تشكل مكتب لإعلام الخارج، الذي تصدى إلى إعادة اصدار مجلة (رسالة العراق) شهرية عامة باللغة العربية من لندن، والتي كانت تصدر خلال سنوات عقد الثمانينيات في مدينة دمشق، -ولكنها توقفت أواخر سنة 1988.
فتولى رئاسة تحريرها الدكتور فائق بطي، وضمت هيئة التحرير: سعود الناصري، عدنان حسين، رضا الظاهر، عبد المنعم الأعسم، ونضال الليثي، وشارك فيها بعد صدورها: عبد جعفر، سلم علي، عبد الرزاق الصافي.
وصدر عددها الأول في كانون الأول 1994، بـ(36) صفحة. استمر صدورها مدة عشر سنوات، حتى العدد (97) الصادر في شباط 2003، وأعقبه إصدار ثلاثة ملاحق اخبارية، غطت تفاصيل حرب الخليج الثانية، ثم توقفت بعد ذلك نهائياً.
تنوعت متابعات المجلة وتعددت أبوابها، وكانت غنية بمحتوياتها، وتضمنت متون المجلة مواضيع متنوعة، وقد اهتمت بمختلف مجالات شؤون الوطن، خصوصاً الأخبار والتقارير التي ترد اليها من داخل الوطن عن طريق القنوات الحزبية. ولأول مرة في صحافة المنفى، تقوم بنشر التحقيقات والوثائق الخاصة من مصادر موثوقة في الوطن.
(فائق بطي، الصحافة العراقية في المنفى) واستطاعت المجلة أن تتصدر الموقع المميز بين مطبوعات الصحافة العراقية في المنفى على الرغم من كون خبرات منظمات الحزب على تلبية متطلبات وسائل الإعلام ضعيفة أصلاً، كما أن امكانات الحزب المادية الضرورية لتعزيز وسائله محدودة وضئيلة، وذلك الأمر فرض الاعتماد في الغالب على الإسهامات التطوعية للرفاق والأصدقاء الاعلاميين المنتشرين في أنحاء العالم، وبضمنهم ممن كانوا أو أصبحوا لاحقاً وبمرور الوقت رموزاً اعلامية بارزة. (مفيد الجزائري، حول إعلام الحزب الشيوعي العراقي، 1993 -2003، (مقال) مجلة الثقافة الجديدة). ويستحسن أن نوثق ما يذكره فائق بطي مؤرخ الصحافة العراقية ورئيس تحريرها، الذي يقول: اشتملت صفحات المجلة، إلى جانب المقال الافتتاحي على عدد من الأعمدة والأبواب تحت العناوين التالية: رسالة من الوطن، ومشاهدات من العاصمة، ومتابعات ومقتطفات لما تنشره صحافة النظام العراقي مع التعليق عليها، وصفحات المرأة، واقتصادية، والعراق في الصحافة، والتضامن، وشؤون عربية ودولية، وقضايا فكرية، وزاوية (لقطة عابرة) يكتبها حمدان يوسف، وآراء حرة للكتّاب أو القراء، وطب وعلوم، والثقافة، ونشاطات التجمعات والنوادي الثقافية في المنافي، وهناك عمود (بدون زعل) يكتبه عبد المنعم الأعسم، وعمود (بلا رتوش) يكتبه سعود الناصري، و(شناشيل) في الغلاف الأخير، مخصص لكتّاب ومحرري المجلة يتناوب على الكتابة فيه محررو المجلة وكتّابها.
كما دأبت رسالة العراق على نشر بعض التعليقات التي تبث من إذاعة (صوت الشعب العراقي) التابعة للحزب الشيوعي، والموجهة للشعب لعراقي، تعبر فيها عن سياسة الحزب كجريدة يومية ناطقة، وكانت لهجة التعليقات والكلمات شديدة وهي تنذر بأن (الفجر آت لا محالة)، كما نشرته في عددها (92) بتاريخ آب 2002. واستتباعاً لما نوه عنه رئيس التحرير حول نشر المجلة لتعليقات إذاعة الحزب، وجدنا كلمة منشورة في المجلة بالعدد: (62)، بتاريخ شباط 2000، ص11، كانت قد بثت من إذاعة صوت الشعب العراقي بتاريخ 29 كانون الأول 1999، بعنوان (آمالنا ستكلل بالظفر). وكلمة أخرى منشورة بالعدد: (81)، بتاريخ أيلول 2001، ص13، بثت بتاريخ 2 آب 2001، بمناسبة مرور (11) عاماً على جريمة غزو الكويت، وجاءت بعنوان (حصيلة مروعة للعراقيين والعراق).
والمعطى اللافت للنظر في الصحافة الحزبية أن رسالة العراق مولت نفسها دون الاعتماد على موارد الحزب، ولربما كانت المرة الأولى التي لا يتكفل حزب سياسي ويرهق ميزانيته بالصرف على إحدى مطبوعاته، إذ كانت توزع المجلة بحدود (1750) نسخة شهرياً عن طريق القنوات الحزبية والبيع في بعض المكتبات، وكانت أرقام المبيعات تغطي تكاليف طباعتها. أما في سوريا، فكانت تتم الطبعة الثانية في دمشق، وتوزع هناك، ومنها تدخل إلى مناطق كردستان العراق.
لقد تيسر لنا الاطلاع على ثلاثة أعداد، وهي: (58، 62، 81)، وسنحاول تسليط الضوء عليها بغية تكوين تصورات وافية عنها، عبر الإحاطة بما يمكننا أن نرصده من تفاصيل إضافية تعزز معرفة هذا المطبوع. ونطالع في ترويسة غلاف المجلة الأمامي عنوان المقال الافتتاحي، فضلاً عن تسكين الصورة الرئيسة وبعض العنوانات الفرعية على نحو من الحرفية المبهرة في التصميم، وخلفه في الصفحة الداخلية للغلاف نلاحظ عنوان لافت مفاده: (ليست اشاعات)، يعتلي واجهة الصفحة الثانية، التي تنطوي على مجموعة من الأخبار القصيرة التي تسلط الضوء على بعض القضايا المثيرة والمخبوءة في الساحة السياسية، سيما العراقية. ثم يأتي متن المقال الافتتاحي تحت باب (من المحرر).
احتوت الأعداد الثلاثة للمجلة (58، 62، 81) على أعمدة صحفية أخرى، بالإضافة لما ذكره رئيس التحرير، وهي العمود الصحفي الذي جاء تحت عنوان (أحوال)، الذي يقوم بكتابته الدكتور رشيد الخيون، وآخر تحت عنوان (بلا شفقة)، يكتبه الدكتور محمد حسين الاعرجي، كما تضمن العدد (58) عمود بعنوان (جوانب مضيئة) للكاتب كمال زكي. وهناك باب ثابت في المجلة تحت مسمى (الركن الصغير)، تقوم بإعداده الصحفية سعاد الجزائري، وهو مخصص للأطفال، يشغل الصفحة قبل الأخيرة أي في ظهر الغلاف الخلفي. وأشارت صفحة (علوم) في العددين (62، 81)، إلى أن من قام بإعدادها هو الدكتور كاظم المقدادي، في حين ظهر له مقال ضمن صفحة (تقرير) بالعدد (58)، الذي خلت فيه صفحة علوم من ذكر اسم معدها. وانتظمت صفحة (المرأة والمجتمع) فقط في العدد (81)، وذُكر أنها من إعداد باسمة بغدادي.
وشارك الدكتور علي إبراهيم على نحو منتظم بالكتابة للمجلة، وتمثلت اسهاماته، بإجراء مقابلة مع شخصيات شيوعية ذات تاريخ نضالي مشرف، وانطوت المواد المنشورة ضمن صفحتي (تجارب، لقاء) على حوارات مطولة، ترمي إلى التوثيق التاريخي، ونقل التجارب من الذاكرة الشيوعية الحافلة بالعبر والدروس في العمل السياسي وقوات الأنصار، واشتملت الحوارات المنشورة على: (دردشة مع كريم أحمد) بالعدد (58)، وحوار (مع فتاح توفيق.. "ملا حسن") بالعدد (62)، وحوار (مع نقابي عاصر الرفيق فهد) بالعدد (81). كما وردت إشارة في العدد (62) ضمن تعقيب من (متابع)، تفصح عن وجود مادة حوارية للدكتور علي إبراهيم في العدد (60) الصادر في شهر كانون الأول 1999، انطوت على (مقابلة مع الدكتورة نزيهة الدليمي). ومن كل ما سبق يمكننا القول بأن مجلة رسالة العراق، اهتمت بكل ما يرد اليها من مواد صحفية، وحرصت أن تفتح صفحاتها لكتّاب كثر، وهنا مهم أن نشير إلى بعض الكتاب ممن أسهموا بنشر مادتين، وهم كل من: الدكتور هلال كاظم بالعدد (58، 81)، وحيدر جواد من استراليا (مادتين بالعدد 81 نفسه)، وداود أمين (58، 62)، وكامل إبراهيم (58، 62). وما يسترعي الانتباه، أن صفحات المجلة حافلة بكتابات متنوعة تناولت مختلف ميادين الحياة، مما جسد المشاركة الواسعة بظهور أسماء كثر من الكتّاب الذين زينت أسماؤهم صفحات هذا المطبوع الدوري، والتي ظلت كلماته تعانق أحلام الوطن على مدى فترة صدوره التي بلغت قرابة العشر سنوات، وهنا نمر على ذكر من قاموا بكتابة مادة واحدة، ففي العدد (58)، هم: الدكتور حسن الجنابي، والدكتور عمران الركابي، والدكتور هاشم نعمة، وأحمد سليم، وسمير طبلة، وكمال زكي، وعبد الستار نور علي، وسعيد منصور، ومهدي محمد علي. وكتب في العدد (62) كل من: شه مال عادل سليم، وعلي النجار، وهاشم حسون، وعلي شوكت، ونبيل دمان، والدكتور محمد الربيعي، وعبد اللطيف السعدي، وكريم الربيعي، وكاردو كامو، ومؤيد عبد الستار، وأمين عبد الله راضي، وإحسان كاظم، ونوح إبراهيم، وكريم هداد، وسامر سعيد. أما العدد (81)، فظهرت الأسماء التالية: بسيم سليم، ومعروف كويي، وحسن الحسن، والدكتور صباح قدوري، وكريم السماوي، وجعفر الزبيدي، ولطفي حاتم، وسلمان شمسه، والدكتور حكمت حكيم، وهدى إبراهيم، والدكتور عبد اللطيف عباس، ومحمد سيد رصاص، والدكتور أكرم مطلك، وشوقي بغدادي، وفوزي كريم. ويتحتم علينا في هذا العرض السريع، أن نشير إلى أن المجلة حافلة بالمواد الصحفية المنجزة من قبل هيئة تحرير المجلة (كتابة أو ترجمة) من دون ذكر الأسماء، كذلك هناك مواد منشورة بأسماء ليست صريحة. وهناك حالة لا تخطئها العين، من ناحية الجهود المبذولة لإجادة العمل الفني في إخراج المجلة البائن في إحساس الذائقة وأناقة المظهر وجمالية التصميم، والمتجلي أيضاً في الحرص على مصاحبة متون المجلة للصور والكاريكاتيرات والتخطيطات.
**********************************************
الصفحة الثامنة
الفنانة بيدر البصري: حب الوطن والناس مزروع فيّ عميقاً أغنية {ورد آذار} أردناها {فرحة للناس}
بغداد – طريق الشعب
في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، قدمت الفنانة بيدر البصري أغنية جديدة بعنوان "ورد آذار"، من كلمات الشاعر فالح حسون الدراجي وألحان الفنان علي بدر. الأغنية، التي تحمل روح النضال والفرح، جاءت كهدية مبدعين تعكس ارتباط الفن بقضايا الوطن والشعب. في هذا الحوار الخاص مع "طريق الشعب"، تكشف بيدر البصري تفاصيل تجربتها في تقديم هذه الأغنية، وتتحدث عن التحديات التي واجهتها، ودور الفن في تعزيز الوعي السياسي والوطني.
من أين جاءت الفكرة
ابتدأت الفنانة بيدر حديثها بالإشارة إلى اتصال الشاعر القدير فالح حسون الدراجي بها وطلبه أن يقدما معاً أغنية من كلماته وألحان علي بدر بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. وتضيف "كانت لديه أمنية أن تكون الأغنية 'فرحة للناس'، وأن تحفظ من قِبلهم ليتم ترديدها معي لاحقاً على المسرح. وبعد أن قرأت كلماتها واستمعت إلى اللحن، أعجبتني جداً، وتم التعاون فيما بيننا لاستكمالها وإخراجها بأبهى صورة."
البُعد النضالي في الأغنية
وعن كيفية تعاملها مع اللحن والكلمات التي تحمل معاني فكرية ونضالية، أوضحت بيدر:"أنا من أسرة مناضلة تحمل فكراً وطنياً طوال حياتها. روح النضال وحب الوطن والناس مزروع ومتأصل بداخلي. لهذا لم أجد صعوبة في غناء 'ورد آذار'، خصوصاً بعد أن أجاد المبدع علي بدر في تلحينها بطابع بسيط وجميل يدخل إلى قلوب الناس مباشرة."
وتتابع قائلة "أما الكلمات فهي لشاعر قدير يعرف جيداً كيف يجعل مفرداته تلامس قلوب المحبين. ولهذا أشعر بالفخر والسعادة الكبيرة بتجربتي الغنائية الأولى مع الشاعر القدير والمهم فالح حسون الدراجي. وهي بداية لأعمال مهمة قادمة."
وعن التحديات التي واجهتها أثناء تسجيل الأغنية، قالت بيدر: "الصعوبة تكمن في البُعد الجغرافي بين المغني والملحن والشاعر. نحن في ثلاث دول مختلفة. كان التحدي الأكبر هو إعطاء نفس الإحساس وكأن الكل بجانبي، وهذا أمر غاية في الصعوبة." وتضيف "كان التحدي الآخر هو إنهاء الأغنية في فترة زمنية قصيرة رغم انشغالاتنا. ولهذا أود أن أشكر صديقي المبدع 'آرت' لمساهمته في إنجاز الأغنية وتقديمها على شكل فيديو في موعد قياسي. لقد ارادها هو أيضاً هدية منه لهذه الاحتفالية. ونفذها خلال أيام قليلة."
وعن دور الأغنية في تعزيز الوعي السياسي والنضالي، قالت بيدر "تعلمت من والدي ووالدتي وفرقتهم الشهيرة 'فرقة الطريق العراقية' بأن صدى صوتهم أقوى من صوت المدافع، وبأن الكلمة أقوى من حمل السلاح. الأغنية الوطنية فعالة ولها تأثير في وجدان الشعوب، وتزدهر في الثورات والحروب."
وأكملت: "برأيي الشخصي، فإن الأغنيات الوطنية المهمة سوف تصل دائماً بكل سلاسة إلى الشعب وتبث فيه الحس الوطني عبر الأزمنة."
تأثير الأغنية السياسية والنضالية
وحول تأثير الأغنية السياسية والنضالية على الجيل الجديد، قالت بيدر: "الأجيال تنجذب إلى ما تحبه وما يؤثر بها ويعبر عن همومها. التميّز يكمن في أن نصنع أغنية بإمكانها أن تظل خالدة مع الأجيال. لذلك نجد بعض الأناشيد الوطنية والأغنيات يعاد استذكارها وترديدها بين آونة وأخرى."
وأضافت: "الجيل الحالي جيل ذكي، ويمكن التعويل على وعيه. أتمنى لو يعاد تقديم أغنيات ذات طابع سياسي واجتماعي وثوري، وعدم الاكتفاء بالأغنيات الوطنية التي تعتمد الرومانسية الثورية فقط. مثلاً، يحتاج العراق إلى إعادة مشروع لتقديم المونولوج بطريقة مبتكرة، وصياغة أغنيات يكتبها شعراء وملحنون واعون، ويربون الشباب عليها. الأغنية رسالة وطنية وليست وسيلة ترفيه فحسب."
مشاريع فنية أخرى
وعن مشاريعها الفنية الأخرى، قالت بيدر "منذ عام 1999، لم أتوقف عن تقديم الأغاني التي تخدم قضايا بلدي وقضايا الشعوب أجمع، سواء كانت وطنية أو اجتماعية أو سياسية. لقد قدمت أكثر من تسعين حفلاً يخص هذه القضايا في أوروبا، من ضمنها ثلاثة وثلاثين حفلاً للسلام الدولي."
وأضافت: "في نهاية هذا الشهر، لدي حفل للسلام في هولندا، سوف أغني فيه في ذكرى وفاة والدي أغنية من ألحانه وكلمات جاسم سيف الدين بعنوان 'طير الذهب'، تتحدث عن الحرب والسلام. سأغني مع أكثر من مئتي موسيقي ضمن أوركسترا وكورال هولندي ومن دول أخرى أيضاً."
رسالة إلى جمهور الحزب
وعن ما تعنيه لها أغنية "ورد آذار"، قالت بيدر: "أشعر بالسعادة الكبيرة بأداء هذه الأغنية، وأعتقد بأنها سوف تدخل إلى قلوب الناس الآن وستبقى لسنوات قادمة. وهي إضافة جميلة ومهمة لمسيرتي الفنية." وفي ختام الحوار، وجهت بيدر البصري رسالة إلى جمهور الحزب الشيوعي العراقي قائلة: "التهنئة للحزب بمناسبة ميلاده، والتهنئة لجماهيره وأهله وناسه. الأمنيات له بأن يأخذ دوره الكبير في خدمة المجتمع وقيادته، فهو العريق الذي جمع في مسيرته الحافلة أبرز نجوم الأدب والفن، وهو الذي طالما كان مع الناس والفقراء والمظلومين، ونادى بحقوقهم. مباركة ذكرى التأسيس وألف مباركة."
***************************************************
الشاعر فالح حسون الدراجي لـ«طريق الشعب»: القصيدة الشعبية ارتبطت بالحزب تاريخياً واليسار
بغداد – طريق الشعب
كان الشعر الشعبي العراقي، وما زال صوتاً نابضاً للوجدان الشعبي، ووسيلة مؤثرة في التعبير عن قضايا الناس والهموم التي تثقل كاهلهم. ومن بين الشعراء الذين جعلوا من الكلمة سلاحاً نضالياً، الشاعر فالح حسون الدراجي، الذي اقترن إبداعه بقضايا الوطن وحريته والشعب وسعادته، وجعل من قصائده وأغانيه رسالة تنبض بأهداف الحزب الشيوعي العراقي والقيم التي يؤمن بها ويدافع عنها.
منذ سبعينيات القرن الماضي، استطاع الدراجي أن يصوغ كلماته بحرفية عالية ومشاعر صادقة، محولاً قصائده إلى أغنيات تتردد في ذاكرة العراقيين، تحمل رسائل الأمل والتحدي وتشحذ الهمم. وفي مناسبة الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، أجرت "طريق الشعب" حواراً مع الشاعر، للحديث عن تفاصيل الأغنية الأخيرة التي كتبها بمناسبة هذه الذكرى، وتعاونه مع الفنانة بيدر البصري، وتجربته الطويلة التي تمتد لأكثر من خمسين عاماً، وعن دور الشعر والفن في مسيرة الحزب والتحديات التي واجهها خلال مراحل مختلفة من تاريخ البلاد.
شهر الفرح والنضال
قال الدراجي إن آذار ليس مجرد شهر عادي، فهو يحمل معاني كثيرة تلامس الوجدان، إلى جانب كونه موعداً لعيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي، فهو شهرٌ يفيض بالجمال، يحمل معه الخضرة والمطر وأزهار الربيع، ويتكلل بمناسباتٍ عزيزة مثل عيد المرأة، وعيد نوروز، وأعياد أخرى، لكن ذروته تبقى في عيد الحزب الذي يختتم أيامه ويمنحه رمزية خاصة.
دور الشعر في التوعية بالقضايا الوطنية والتقدمية
ولدى سؤاله عن دور الشعر في إيصال الرسائل الوطنية والتقدمية، أجاب الدراجي "لقد كتبت نصوصاً كثيرة مستوحاة من روح الحزب، إذ بلغ عدد الأغاني التي كتبتها للحزب 61 أغنية. كانت البداية في عام 1973 بأغنية 'رسالة إلى فهد'، التي أداها المطرب الشعبي بشير الخزاعي، أحد أصدقاء الحزب، في حفل شبه علني أُقيم بمدينة الثورة قبل إعلان الجبهة بأربعة أشهر."
وأضاف "في تلك الفترة، كنت أشارك كريم العراقي ومجموعة من الرفاق والأصدقاء – ولم نكن أعضاء في الحزب بعد، بل اعضاءً في المنظمات الديمقراطية (اتحاد الطلبة العام واتحاد الشبيبة) - في السفرات التي نُقيمها احتفالاً بعيد ميلاد الحزب، وكنا نعيد صياغة كلمات الأغاني المعروفة لتتناسب مع المناسبة وتعبّر عن روح الحزب وأفكاره."
ويتابع الشاعر الدراجي "أما أول أغنية رسمية كتبتها للحزب، فقد كانت قصيدة 'رسالة إلى فهد'، التي أصبحت نقطة انطلاق لمسيرتي في الكتابة الغنائية ذات الطابع الوطني والتقدمي. ومنذ ذلك الوقت، صرت أكتب أغنية في كل آذار، لتُقدّم بأصوات مختلفة وعلى مدار ظروف صعبة، خاصة في فترة الثمانينيات، حيث كان التعبير الفني عن الحزب ونضالاته محفوفاً بالمخاطر." ويشير الدراجي إلى أن عدداً من الفنانين الملتزمين غنوا كلماته، مثل فؤاد سالم، ومحمد عبد الجبار، وعدنان البريسم، ومالك محسن، وعمر سعد. وقال: "الأغنية، بالنسبة لي، وسيلة فعالة لنقل الرسائل الوطنية والتقدمية، لأنها تخاطب الوجدان وتصل إلى عقل وقلب المتلقي بأجنحة متعددة."
القصيدة الشعبية والحزب
ويتحدث الدراجي عن العلاقة الوثيقة بين القصيدة الشعبية العراقية والحزب الشيوعي العراقي، قائلاً: "القصيدة الشعبية العراقية ارتبطت تاريخياً باليسار، وما أن تُذكر القصيدة الشعبية حتى يُذكر الحزب الشيوعي العراقي، فهما قدّما دعماً متبادلاً ساهم في الارتقاء بالشعر والفن إلى مستويات عالية. لقد ساهم الحزب بنضالاته وجماهيره الواسعة في تعزيز مكانة الشعر والفن الوطني، بينما ساهم الشعر والفن في نشر رسائل الحزب وأفكاره التقدمية."
المشاعر والانتماء
وعن مشاعره يوم إنتمى للحزب يقول الدراجي "عندما أكتب أغنية للحزب، فإن مشاعري وانتمائي يتجسدان في الكلمات بشكل تلقائي. فأنا ابن هذه المسيرة، ابن الحزب الشيوعي. عائلتي ملتزمة بنهج الحزب، فقد كان شقيقي الشهيد خيون حسون الدراجي أحد شهداء الحزب المعروفين، وزوج أختي هو الرفيق حيدر الشيخ علي، وكذلك الشهيد خالد حمادي الذي كان أخاً لزوجتي."
وأضاف "في هذه البيئة صار انتمائي للحزب جزءاً من وعيي ولا وعيي، ومنظومة قيمي الأخلاقية التي لا تسمح لي بارتكاب أي خطأ يتعارض مع ما تربيت عليه من قيم شيوعية. هذا الانتماء ينعكس تلقائياً في كتاباتي، فأنا لا أحتاج إلى التفكير في ترجمة مشاعري تجاه الحزب، لأنها جزء من وجداني المتأصل."
أغنية ورد آذار وبيدر البصري
وعن أغنية "ورد آذار" الأخيرة، قال الدراجي "في هذه الأغنية، حاولت أن أنشر أجواء الفرح والبهجة التي كانت تسود احتفالات الحزب. استعدت ذكريات الاحتفالات في السبعينيات، مثل ذلك الحفل الذي أُقيم في بيتٍ قريب من السدة بمدينة الثورة عام 1972، حيث كانت الأمطار تتساقط وصورة فهد معلّقة عند الباب مع كلمات العهد (ع الباب صورة فهد.. وع الصورة خطّوا عهد.. ينهار حتى الجبل واحنه فلا ننهار)."
وأضاف "اخترت الفنانة الشابة بيدر البصري لأداء الأغنية، لأنها تمتلك ثقافة موسيقية غنية ورصينة، تجمع بين الموسيقى الشرقية التي ورثتها عن والدها الموسيقار حميد البصري، والموسيقى الغربية التي تعرّفت عليها في شبابها. صوتها يجمع بين أصالة أنوار عبد الوهاب البغدادية وحيوية سيتا هاكوبيان البصراوية، لكنها أيضاً تمتلك لونها الخاص الذي أضاف للأغنية بُعداً جديداً." ويتابع "تواصلت مع الملحن علي بدر، الذي أبدع في تلحين الأغنية، ثم اتصلت بأحد الرفاق في هولندا لترتيب التعاون مع بيدر، التي رحّبت بالفكرة بحماسة."
الفن كأداة للنضال
وعن دور الفن في النضال الوطني، قال الدراجي "الفن، وخاصة الأغنية، له دور كبير في النضال الوطني، ليس فقط من خلال التحفيز والتعبئة، بل أيضاً من خلال نشر الجمال والقيم الإنسانية. الحزب الشيوعي العراقي كان دائماً داعماً للفن الجاد، ولذلك نجد أن العديد من كبار الشعراء والفنانين في العراق والعالم كانوا يساريين أو شيوعيين، مثل مظفر النواب، وسعدي يوسف، وعبد الوهاب البياتي، وعريان السيد خلف، ومحمود درويش، وغيرهم."
وأضاف: "ولكن مع ذلك، لا يمكن للحزب أن ينهض بهذا الدور وحده، لأنه لا يملك الإمكانات التي تمتلكها الدولة. وهنا تأتي مسؤولية الدولة في دعم الأغنية الوطنية التقدمية التي تخدم القضايا العادلة، وتسهم في توعية المجتمع."
رسالة لجمهور الحزب
وفي ختام الحوار، وجه الدراجي رسالة إلى جمهور الحزب قائلاً "في ذكرى تأسيس الحزب الواحدة والتسعين، أقول لجمهور الحزب، إن المرحلة التي نمر بها صعبة للغاية، وتتطلب تضافر جهود الجميع لإنقاذ العراق مما يعانيه. لقد تخلّصنا من نظام فاشي جثم على صدورنا لعقود، لكننا اليوم بحاجة إلى تحويل هذا النصر إلى مكاسب لجميع الجماهير."
" إن جمهور الحزب هو الأقدر على التثقيف ومحو الأمية السياسية والفكرية، فالعراقيون وطنيون بطبيعتهم، لكنهم يعانون من التشويش. دورنا اليوم هو إزالة هذه الغشاوة عن أعينهم، والفن يمكن أن يكون أداة فعّالة في هذا الاتجاه." ويختتم الدراجي حديثه بالقول للفنانين التقدميين "لا تنتظروا توجيهات من الحزب لتقديم أغنية وطنية أو قصيدة ملتزمة. المبادرة مطلوبة، وأنا شخصياً مستعد لدعم أي مشروع يهدف إلى خدمة القضايا الوطنية والتقدمية."
*************************************************
رجال السلطان
د. رشا محمد الحمداني
نشرت جريدة طريق الشعب الغرّاء مقالًا، عنوانه :(مازال سلطان الحريم فاعلا وإن اختفى حريم السلطان ) للكاتب جمال العتّابي، في : 6_ ذار _ 2025. ضمن المقالات التي عزمت الجريدة الرائدة على نشرها كاحتفاء بيوم المرأة العالمي.. وفي حقيقة الأمر أنني وجدت في المقال ما يفتح شهية الرد، والنقاش والتحاور مع ما تضمنه من موقف (حتمي!) تجاه المرأة، بأسلوب تقريري، يعتمد على حشد الآراء المتباينة لتبني موقفًا مضمرًا وكامنًا، بين سطور النص . وسأحاول أن أفكك البنية التعبيرية لأبرز الأفكار الواردة فيه من خلال النظر في البنية اللغوية التي جسدت أفكار الكاتب.
كان العنوان_ لوحده _ كفيلًا بالنظر والتأمل، والتوقف عند دلالته الصحفية؛ فالعنوان عتبة رئيسة، للإعلان عن توجه النص ورؤيته الثقافية، ومن هنا وضع جيرار جينيت رباعيته الشهيرة في خصائص العتبة الصغرى ( العنوان ) وهي باختصار : التعيينية، والإيحائية، والوصفية، والإغرائية . واشتهرت هذه الخصائص الأسلوبية مع شيوع مصطلح ( النص ) بوصفه نظامًا لغويًا مبنيًا على وفق سياق مرجعي يحدد العلاقة بين المرسل والمرسل إليه.. ولو نظرنا إلى عنوان مقالة العتابي لوجدنا ارتباكًا في تحديد دلالة النص الكلية ورؤيته الخاصة.. وتبدو الضبابية في العلاقة الإسنادية بين (المضاف والمضاف إليه) فسلطان الحريم البنية اللسانية المبتدئة في تحديد العلاقة تبيّن أن الطرف الأول (الذكوري) مضاف إلى دال أنثوي (حريم) بمعنى أن القوة الدلالية تتمركز حول الأنثى، التي أضيفت لها وظيفة (السلطان) بكل ما يحمله هذا الدال من شحنات رمزية ذات دلالات سلبية .. فنقول مثلًا (قلم الطالب) أي أن المالك للطرف الأول _ النكرة _ هو الطرف الثاني _ المعرفة _ فيكون القلم ملكًا للطالب وليس العكس، ولو عكسنا العلاقة الإسنادية وقلنا (طالب القلم) لانقلبت الدلالة رأسا على عقب .. وهنا لا أفهم ما جدوى أن تكون العلاقة الإسنادية الأولى
(سلطان الحريم) في مقال لم يتحدث إلا عن الموقف الذكوري السلبي من المرأة : قديمًا وحديثًا . ولم أجد في المقال ما ينبئ عن السلطة العليا للمرأة .. وأما الطرف الثاني من المعادلة النصية العتبية (حريم السلطان) فهي أيضًا غائبة عن مضمون النص لأن المقال معني بكشف موقف (الرجل) من (المرأة) وهو عنوان شائع ومألوف ويومي، يُنسَب إلى المسلسل التركي، الشهير الذي يحمل العنوان نفسه. فضلًا عن ذلك فإن مصطلح (الحريم) هو مصطلح ديني، وقبلي؛ يُنسِف _ مسبقًا _ أي موقف إيجابي يمكن أن يكون مع (المرأة) إذ إن مفهوم الحرمة يكفي أن يضعها في الحقل السلبي سواء كانت مضافة أم مضافة إليه؛ حسب دلالة العنوان .
وفي متن المقال عمد الكاتب إلى (الإعلان) المسبق للحديث عن ان ((خصوم المرأة لا يرون في المرأة أية ميزة، إنها في نظرهم إنسان مختلف ومتخلف أيضاً، أو أنها بتركيبها المعقد أسهمت في تشوش النظرة اليها، وأنصارها يرون أنها لا تختلف عن الرجل، هي أقدر على احتمال الألم والمرض، وأطول عمراً من الرجل، يدفعونها إلى الحرية والعمل. وعشّاقها يرون فيها ينبوعاً رائعاُ للجمال والمتعة، و الحياة بغيرها مستحيلة، وان السماء قد أهدت البشرية حواء وبناتها لإشاعة الحب في العالم)). وأحسب أن هذا التقسيم الثلاثي الجاهز لأي ظاهرة في الحياة، هو تقسيم إنشائي، وتقريري! فمن هم الخصوم؟ وأسلوب الجمع ممن يتكون ؟ فقد ترك حبل المعنى طليقًا على غاربه ! ومَنْ هم أنصارها ؟ وعشاقها ؟ سيقول القائل إنه يقصد توزع النظر إليها بين هذه المواقف الثلاثة؛ وسأجيبه أنني بالإمكان أن أقول القول نفسه عن : الرجل / العلم / الثقافة / المال / ..) أستطيع أن أقول أنصار المال كذا وخصومه كذا وعشاقه كذا .. وقد يحسب القارئ أنني أتحامل على الكاتب العتابي في هذا الموقف، غير أنني ما كان موقفي من المقال بهذه الصورة لولا أنني وجدت جلّ ما سطره هو موقف الفلاسفة السلبي من المرأة؛ فراح يبحث في شرق الفلسفة وغربها عن أقوالهم (الانتقائية) ذات النظرة العدوانية للمرأة / الحريم ! ومن دون أن يذكر مصدره الفلسفي أو الكتاب الذي اعتمد عليه في انتقاء الرأي.
ذكر الكاتب رأي أرسطو، ولكن هل يعلم أن هذه الرؤية قد قالها في كتاب (السياسة) وإنه تحدث بصورة متجردة للتعبير عن الموقف السياسي العام وليس عن المرأة بوصفها ظاهرة اجتماعية كما يوحي مقال العتابي، والغريب أنه فهم موقف أفلاطون فهما قاصرًا أيضا. فهذا الفيلسوف قد طرد الشعراء من جمهوريته! ولكن هل يقال أن أفلاطون ضد (الشعر) ؟ بالتأكيد كلا، لماذا لأنه هو بالأساس شاعر وإنما طردهم على وفق نظريته الخاصة المتكئة على رؤية المحاكاة.. وإلا فإن لأفلاطون موقفًا سلبيا من الديمقراطية، بسبب هزيمة أثينا على يد إسبارطة. إذن رؤيته ضمن فضاء فكري محدد وليس موقفًا متجردا كليا . والموقف نفسه ينطبق على رأي نيتشه، الذي دوّنه العتابي من دون أن يذكر أن هذا الفيلسوف الخطير إنما قصد (الخيبة الوجدانية) وليس المرأة بوصفها فتاة أو كائنًا اجتماعيا.
وأما قول شوبنهاور فهو موقف يتعلق بتجربة سايكولوجية وردة فعل على زواج أمه من صديق أبيه.. ما أعنيه، فيما تقدم ذكره أن الكاتب جمع أراء مختلفة وحشدها في سلة مقالته، من دون رؤية موضوعية وعلمية ونقدية تفرز خصوصية كل رؤية فلسفية . ناهيك عن موقفه من ابن رشد، الذي يعدّ إمام التنوير العربي والغربي والفيلسوف الذي واجه الظلامية (الذكورية) الفقهية في آرائه الشجاعة.. وأعتقد أن قيمة هؤلاء الفلاسفة تكمن في ثورتهم ضد الخطاب الديني، الذي يعدّ العتبة الأولى في خلق ظاهرة (حريم السلطان).
*****************************************************
الصفحة التاسعة
أنيسيموفا في مواجهة سلسلة انتصارات ميرا أندريفا
ميامي ـ وكالات
نجحت الأمريكية أماندا أنيسيموفا في إيقاف سلسلة انتصارات الروسية الشابة ميرا أندريفا، المتوجة بلقبين متتاليين في بطولات فئة 1000 نقطة في دبي وإنديان ويلز، وذلك في منافسات الدور الثالث من بطولة ميامي للتنس.
تمكنت أنيسيموفا، المصنفة 17 على البطولة، من التغلب على أندريفا، المصنفة 11، بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة، بواقع (7-6) و(2-6) و(6-3)، لتتأهل بذلك إلى الدور الرابع من البطولة.
وفي الدور الرابع، ستواجه أنيسيموفا البريطانية إيما رادوكانو، التي تأهلت هي الأخرى بعد فوزها على الأمريكية مكارتني كيسلر بنتيجة (6-1) و(3-0) قبل انسحاب كيسلر بسبب الإصابة.
*****************************************
تصفيات المونديال الأسود يواجهون الفدائي في مباراة تعويض التعادل أمام الأزرق
متابعة ـ طريق الشعب
يواجه منتخب أسود الرافدين نظيره الفلسطيني في الجولة الثامنة من تصفيات كأس العالم 2026 في مباراة حاسمة تقام مساء اليوم الثلاثاء على استاد عمان الدولي. يسعى منتخب العراق إلى استعادة توازنه بعد تعثره بالتعادل 2-2 مع الكويت في الجولة السابقة التي أقيمت في مدينة البصرة.
ويحتل منتخب كوريا الجنوبية صدارة المجموعة الثانية برصيد 15 نقطة من 7 مباريات، بينما يأتي منتخبا الأردن والعراق في المركزين الثاني والثالث برصيد 12 نقطة لكل منهما. ويلاحق عُمان في المركز الرابع برصيد 7 نقاط، فيما يقبع المنتخب الكويتي في المركز الخامس برصيد 5 نقاط، بينما لا يزال المنتخب الفلسطيني في قاع الترتيب برصيد 3 نقاط.
يأمل المنتخب العراقي في تحقيق الفوز في هذه المباراة للحفاظ على الضغط على منتخبي الأردن وكوريا الجنوبية في سعيه للظفر بأحد المركزين الأول والثاني المؤهلين إلى النهائيات. وقد حقق العراق 3 انتصارات حتى الآن، بالإضافة إلى 3 تعادلات وهزيمة واحدة، وسجل الفريق 7 أهداف فيما دخل مرماه 5 أهداف.
من جهة أخرى، لا يزال منتخب فلسطين يبحث عن فوزه الأول في هذه التصفيات، حيث تعادل في 3 مباريات وخسر 4. ومع فقدانه فرصة المنافسة على أحد المركزين الأول أو الثاني، يسعى الفريق الفلسطيني في الجولات الثلاث المتبقية لجمع النقاط الكافية من أجل التأهل إلى الدور الرابع من التصفيات الآسيوية.
تقام الجولة التاسعة وقبل الأخيرة من منافسات المجموعة يوم 5 حزيران 2025، حيث سيلتقي منتخب العراق مع كوريا الجنوبية، وعمان مع الأردن، والكويت مع فلسطين.
وقدم المدرب عباس عطية توصيات هامة للمنتخب العراقي قبل مواجهة فلسطين. وأشار إلى أن مباراة العراق أمام الكويت كانت مثيرة ولكنها غريبة في مجرياتها وظروفها، مشدداً على أن هناك أخطاء دفاعية وخطط هجومية بدأت بها التشكيلة لم تكن مثالية. وأضاف عطية أن مدرب الكويت خوان أنطونيو بيتزي قد تفوق على المدرب العراقي خيسوس كاساس في قراءة المباراة وإيقاف أسلحة الفريق العراقي بشكل فعال.
وأوضح المدرب عباس عطية أن التبديلات التي أجراها كاساس في الشوط الثاني كانت إيجابية، وأعادت التوازن للفريق وأعطته أسلوبًا هجوميًا مختلفًا، متمنياً أن يبدأ منتخب العراق مباراة فلسطين كما أنهى مباراته الأخيرة أمام الكويت.
كما أوصى عطية المدرب كاساس وجهازه الفني بالاستفادة من الأخطاء التي حدثت في المباراة السابقة، وبضرورة تهيئة اللاعبين نفسيًا بالشكل الأمثل لتحقيق الفوز على فلسطين، نظراً لأن المنتخب الفلسطيني يعد الأضعف في المجموعة ولم يحقق أي انتصار حتى الآن.
وكان منتخب العراق قد هبط من المركز الثاني إلى المركز الثالث في ترتيب المجموعة بعد تعادله مع الكويت، مما أعطى فرصة للمنتخب الأردني لانتزاع المركز الثاني بفارق الأهداف عن أسود الرافدين.
************************************************
بعد التأهل لبطولة آسيا.. تحديد موعد نهائيات دوري أندية الدرجة الأولى لكرة السلة
متابعة ـ طريق الشعب
أعلنت لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة السلة، عن موعد انطلاق نهائيات دوري أندية الدرجة الأولى، حيث تقرر أن تبدأ المنافسات أمس الاثنين، السابع من الشهر المقبل، في محافظة أربيل.
وذكر بيان لاتحاد اللعبة، أن" البطولة ستشهد مشاركة ستة أندية تسعى لحجز مقعدها في الدوري الممتاز، وهي: اليقظة، نفط الشمال، سابيس، نفط ميسان، آليات الشرطة، ودهوك".
ومن المنتظر أن تشهد المباريات تنافساً قوياً بين الفرق الطامحة لتحقيق الصعود، حيث ستقام المواجهات وفق جدول زمني يتم الإعلان عنه في وقت لاحق.
وكان المنتخب الوطني لكرة السلة، قد حجز بطاقة التأهل لنهائيات كأس آسيا المؤهلة لكأس العالم، بعد فوزه على المنتخب البحريني بنتيجة 85-72 في مباريات الملحق المؤهلة لكأس آسيا في السعودية 2025.
وكان المنتخب العراقي لكرة السلة، خسر أول أمام نظيره الهندي بنتيجة 97-77 نقطة ضمن مباريات المرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا 2025.
**********************************************
10 مصارعين يمثلون العراق في بطولة اسيا
متابعة ـ طريق الشعب
وصل وفد المنتخب العراقي للمصارعة أمس الاثنين إلى العاصمة الأردنية عمان للمشاركة في بطولة آسيا للمصارعة التي تنطلق اليوم الثلاثاء.
وقال نائب رئيس الاتحاد العراقي للمصارعة، مهدي حسن إسماعيل، إن "الوفد توجه إلى عمان للمشاركة في بطولة آسيا التي ستشهد منافسات آسيوية واسعة بمشاركة العديد من الدول."
وأضاف إسماعيل أن "المنتخب العراقي سيشارك بعشرة مصارعين في أوزان مختلفة، حيث كلف الاتحاد كادرًا تدريبيًا عراقيًا لقيادة المنتخب، ويضم الكادر المدربين نظير محمد علي للمصارعة الرومانية وأركان سمير مدربًا للمصارعة الحرة خلال المنافسات الآسيوية المقبلة."
وأشار إسماعيل إلى أن "المنتخب دخل معسكرًا تدريبيًا في بغداد استعدادًا جيدًا قبل التوجه إلى عمان." وتابع مبدياً تفاؤله بأداء المصارعين العراقيين في البطولة، خاصة وأن المنتخب يضم مجموعة من أفضل المصارعين العراقيين الذين تم اختيارهم بناءً على نتائجهم في البطولات المحلية.
*******************************************
هاري كين يقرر الرحيل عن بايرن ميونخ
ميونخ ـ وكالات
قرر الدولي الإنكليزي هاري كين، مهاجم نادي بايرن ميونخ الألماني، الرحيل عن الفريق البافاري بنهاية الموسم الحالي، ليترقب اللاعب عملاقًا أوروبيًا آخر خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
ويعيش كين موسمًا استثنائيًا داخل صفوف بايرن ميونخ، حيث سجل 32 هدفًا وقدم 11 تمريرة حاسمة في 37 مباراة خاضها في جميع المسابقات. كما ينافس فريقه على تحقيق لقبي الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
وتمكن مهاجم توتنهام السابق من بلوغ هدفه الحادي والعشرين في الدوري الألماني هذا الموسم، ليعتلي عرش هدافي مسابقة "بوندسليغا"، بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه باتريك شيك مهاجم باير ليفركوزن، الذي سجل 17 هدفًا.
حسم هاري كين قراره بالعودة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز الموسم المقبل، مع اعتبار ليفربول وجهته المفضلة، في ظل اهتمام النادي الكبير بضمه. ويرى "الريدز" في كين تعزيزًا رئيسيًا لخطهم الهجومي.
ووفقًا لشبكة "fichajes" الإسبانية، أعرب كين، المعروف بقدرته على تسجيل الأهداف وقيادته في الملعب، عن رغبته في العودة للمنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأمر الذي يعتقد أنه قابل للتحقيق مع ليفربول.
ويشكل انتقال هاري كين المحتمل تحولًا كبيرًا في ديناميكية الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث يبحث اللاعب البالغ من العمر 31 عامًا عن تحدٍ جديد بعد مسيرة مميزة في بايرن ميونخ.
ويعد الدولي الإنكليزي شخصية محورية في توتنهام منذ سنوات، حيث حقق أرقامًا قياسية مثيرة للإعجاب في تسجيل الأهداف، واكتسب الاحترام باعتباره أحد أفضل مهاجمي الدوري الإنجليزي الممتاز. سيكون تكيفه مع أسلوب لعب ليفربول واندماجه في فريق موهوب بالفعل من الجوانب الحاسمة في أي مفاوضات مستقبلية.
اختتمت الشبكة تقريرها بتوضيح أن إدارة بايرن ميونخ ستوافق على رحيل اللاعب في حال تم تقديم عرض بقيمة 90 مليون يورو، مما يزيد من حالة عدم اليقين والإثارة حول القرار النهائي لهاري كين ومستقبله في الدوري الإنكليزي الممتاز.
************************************************
وقفة رياضية.. مرة أخرى.. مع تعدد المناصب القيادية في الرياضة
منعم جابر
أتذكر أننا، كعدد من المعنيين بالرياضة العراقية وقياداتها، قد التقينا برئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي لمناقشة الواقع الرياضي وإمكانية إصلاحه. كان حريصًا على الاستماع لوجهات نظر المعنيين بقطاعنا الرياضي وإمكانية تجاوز عيوبه ونواقصه، وقد كان لي شرف الحديث نيابة عن الصفحة الرياضية لجريدتنا طريق الشعب. تحدثت بصراحة متناهية، وكان ذلك في عام 2005 أو 2006. ركزت في حديثي على النموذج الصدامي الديكتاتوري، حيث كان الرياضيون العاملون في المؤسسات الرياضية (الأولمبية، الاتحادات، والأندية الرياضية) يحاكون النظام السابق، خصوصًا في مجالات (الزعامات) و (القيادات) كـ "نموذج" و"مثال أعلى". أكدت في حديثي أن تجربتنا في الحياة الديمقراطية كانت جديدة وطريّة، وأن علينا أن نمارسها بحذر ورعاية، وأن لا نفتح الطريق أمام البعض لاستغلالها وتشويهها. وهذا ما دفع رئيس الوزراء الأسبق ووزير الشباب والرياضة الأسبق، جاسم محمد جعفر، إلى استحسان حديثي ومطالباتي برعاية الديمقراطية الجديدة.
ومع مضي الأيام والسنوات، وجدنا أن الكثير من العاملين في الوسط الرياضي وقياداته بدأوا يسعون للكسب واحتكار المناصب وتعدد المواقع. وها نحن اليوم نعيش تجربة مشوهة، حيث أن الكثير من القيادات الرياضية أصبحت تعكس صورة مشوهة عن الديمقراطية. لقد أكدوا في سياساتهم على احتكار المواقع القيادية في المؤسسات الرياضية، فمثلاً نجد أحدهم رئيسًا لنادي رياضي في محافظته، ورئيسًا لمجلس الأندية في المحافظة، ورئيسًا لممثلية الأولمبية في المحافظة، ثم يحضر إلى العاصمة بغداد ليكون عضوًا في الاتحاد المركزي للعبته، وكذلك عضوًا في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية، وفي وظيفته مستشارًا أو مديرًا عامًا لدائرة مهمة.
هنا يحق لي أن أتساءل: كيف يستطيع هذا العبقري أن يدير هذه الوظائف جميعها بكفاءة؟ كيف يحقق النجاح ويشرف على عائلته وأموره الخاصة؟ كانت مبررات شغل الوظائف الرياضية في البداية بسبب قلة الكادر الرياضي وندرة العاملين المختصين في القيادات الرياضية. أما اليوم، فقد أصبح لدينا العديد من العاملين المتخصصين في المؤسسات الرياضية، وذلك بفضل عشرات الكليات المختصة بالعلوم الرياضية والضخ المتواصل لخريجي الكليات والدراسات العليا (الدكتوراه والماجستير).
لذا، نقول لأحبائنا قادة المؤسسات الرياضية: عليكم بفتح الطريق أمام الأجيال الصاعدة من المختصين بالرياضة لقيادة العمل في المؤسسات الرياضية (الأولمبية، الاتحادات، الأندية الرياضية وكافة المؤسسات الرياضية).
أما أن تحاول بعض الجهات من الأحزاب والطوائف والقوميات احتكار هذه المواقع القيادية لنفسها ولأنصارها، وحرمان أبناء الوطن من العمل فيها بحجج متنوعة، فذلك أمر مرفوض. إن العمل الرياضي هو عمل شفاف يحتاج إلى الشجاعة والجدية والكفاءة بعيدًا عن التعصب (والشللية) والتكتل. وما دامت الظروف الحاضرة اليوم تفرض علينا خدمة الوطن وأبنائه، فالرياضة هي الوسط القادر على توفير المناخات الملائمة والصحيّة لترسيخ مفاهيم الوطن والوطنية.
إن احتكار القيادات الرياضية والتسلط عليها بشكل كامل يؤثر على طبيعة القيادة، ويولد "الديكتاتوريات الصغيرة"، وهذا يتناقض مع الهدف المركزي لتوجهاتنا المستقبلية والحضارية، التي تدعو إلى الديمقراطية الحقة. لذا نقول لأحبائنا في القيادة الرياضية: عليكم أن تساهموا في نشر الوعي الديمقراطي وتكرسوا لفهم الإرادات الديمقراطية. إن قطاعنا الرياضي هو من القطاعات المهمة والفاعلة في بناء الشباب وتعزيز الوعي والمساهمة في المهام التي تقودنا نحو آفاق المستقبل المشرق.
***********************************************
أنيسيموفا في مواجهة سلسلة انتصارات ميرا أندريفا
ميامي ـ وكالات
نجحت الأمريكية أماندا أنيسيموفا في إيقاف سلسلة انتصارات الروسية الشابة ميرا أندريفا، المتوجة بلقبين متتاليين في بطولات فئة 1000 نقطة في دبي وإنديان ويلز، وذلك في منافسات الدور الثالث من بطولة ميامي للتنس.
تمكنت أنيسيموفا، المصنفة 17 على البطولة، من التغلب على أندريفا، المصنفة 11، بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة، بواقع (7-6) و(2-6) و(6-3)، لتتأهل بذلك إلى الدور الرابع من البطولة.
وفي الدور الرابع، ستواجه أنيسيموفا البريطانية إيما رادوكانو، التي تأهلت هي الأخرى بعد فوزها على الأمريكية مكارتني كيسلر بنتيجة (6-1) و(3-0) قبل انسحاب كيسلر بسبب الإصابة.
********************************************************
الصفحة العاشرة
المطبوع الشعري المعافى {المئذنة والبحر الأخضر} للشاعر عماد المطاريحي
سفاح عبد الكريم
عندما تبحث عن الشعر واهميته وفي لحظة الصحو الشعرية لابد من الغوص والابحار في العالم الحقيقي والابداعي والانساني ومن هنا لابد وان تجد من يشاركك في همومك وسعادتك وها انا اليوم وجدت ضالتي وبقدر كاف من المسؤولية الشعرية الحقه لاصّل الى معنى الحرية والشعر التي ابحث عنها وديمومة الانسان وطموحاته في التصدي والابداع وهذا ماتلمسته في المشروع الابداعي (الماّذنّه والبحّر الاخضر) للشاعر عماد المطاريحي الذي لم يزاحم البعض الاً في طروحاته الشعرية وتاملاته وانسانياته المنظورة شعرا واستماعا . وبعد هذا العمر الذي افنيته في الاستماع والكتابة توجهت لوضع انتباهاتي وانطباعاتي الاستقرائية لاوثقها انطباعيا وبالشكل الذي يجب ان يقال عن المبدعين لغرض التعريف والمنفعة عسى ولعل ان اكون مساهما في تدوين لمساتي النقدية ان صح التعبير وانا في مهمة اخرى ايضاحية بعد ان لمست فيه مايستحق الوقوف عنده بعد ان تولدًت لدي فكرة الكتابة عنه وكغيره من الواعدين في كتابة النصوص الشعريه الشعبية المتقدمة .
وهذا ماحدث فعلا مع الشاعر ،عماد المطاريحي كونه شاعر جاد يرى الاشياء بمنظوره الصائب دائما. انه شاعر يمتلك لغة الجمال والواقعية والرومانسية والتي يحقق بها رغبته وحضوره الابداعي وهو من جيل شبابي متحضرّ عرف كيف ينتمي ويوجّه بوصلته وخطابه الشعري على ما يرام وبقدر كاف من الاهمية والوضوح . بعد ان امعن النظر بدراية تامة من الحكمة وبحكم موهبته وثقافته كان واصبح واعدا.لاسيما وهو ابن المدينة التي انجبت كبار الشعراء، شاكر السماوي وعلي الشباني وعزيز السماوي وجبار الكعبي ومثقفون اخرون يشار اليهم ومنهم الشاعر كزار حنتوش وغيرهم والقائمة تطول.
وقد سطع نجم الشاعر وبوضوح بعد ان اشترك في المسابقة التي اجرتها صحيفة الصباح التابعه لشبكة الاعلام العراقي حينها فاز بالجائزة الاولى مما حدى بالصحيفة بطباعة ديوانه الشعري وباستحقاق لما فيه من اهميه تحسب لصالح الشاعر وللقصيدة الشعبية ولحضور الشعر الشعبي. انه مشروع موسوم ينتقل بنا الى عالم الشعر الحقيقي المطلوب.. فمن اطلالته ومن الوهلة الاوى كان فارسا للشعر يمتهن الصعود ويمسك الزمام الذي كان جديرا به وبهدوء حالته و اخلاقه وانسانيته العالية ووضوحه في الالتزام والتصدي والابداع الشعري. فمن تربيته واخلاقه وثقافته اجد مايحفزنا عنه في الكتابة والاطراء لثقتنا به واعدا لاتهمه الصيحات ولا المهرجانات البائسة ولا التهليل ولاالتصفيق.فهو ابن تلك المدينة، الديوانية، الام التي انجبته ولها وقع خاص جاء من صدقه لها قائلا..
لوعطشنه تعصرّ اعيون الشمس وتجيب ماي..،!
،وتطحّن برحّة صبرها العوزّ وتسويّه غده .،
ومن تلولي تستحي منها الحروب..!
والشجر ينزّع ضحكته ويلبس اثياب الغروب..!
انها صيحات مضاءة تكشف عن اهميتها الصوريّة والمعنويّة في الاطراء والتحديث . وبعيدا عن اللهجة المتحجرة وبشفافية عالية يحتاجها الشعر اولا . وانى ارى في افق الڜاعر،عماد المطاريحي، مشروعا جديرا بالافصاح عنه و في هذه المجموعة الشعرية (المّاذنه والبحر الاخضر). ان جمالية النص لدى الشاعر لاتقف عند حدود معينة وانما ينظر لها مستقبلا ان صح قولي فيه لتطلعه الوطني والانساني والمبدئي لذا كنت مصرا في البحث عنه وعن شعره المتقدم:
اتمنه عدنه شعب مايقبل ابموته
واتمنه عدنه كمر ماتاكله الحوته .،
اتمنه اصحه الصبح والكه اعله بابي ورّد..
ومن امر بالسيطرة تارس اجفوفي برّد
ماريد ساعد قويّ ولاريد جرحة نسرً
ممنوع يبجي طفل كلب الوطن ينكسر..
كافي دماء وقتل مو خلصّ حته السدرً
انريد نبني وطن نحتاج نبني فكرّ يستوعب المطرقة..،
والڜاعر بين الرفض والقبول كان محقا وواضحا في البناء الشعري المتصاعد الذي لاغبار عليه بل كان منطقيا وذا فحوى مقبول وجيد من الناحية الشعرية والبلاغية. وان كانت جمهورية افلاطون التي يتمناها بعيدة المنا ل عنا لكنها الاقرب له في التمني في التعبير والتخيل . ومن هنا كاد الشاعر ان يكون واعدا و بلا تصريح سماوي لكنه كان معطاءا وبثبات . ان مصداقية الكلمة الحرهّ وراحة الضمير جعلت منه ماهو مطلوب من الجانب الانسان المنطقي او الشاعر خصوصا. والمتحدث عنه الشاعر،عماد المطاريحي،كان نموذجا لصيحة الشعر الفاعل من حيث اهميته في الحضور والتصدي بفعل الكلمة الشعرية الهادفة ولذا كان في احد افعاله الشعرية واضحا:
الماباك المصرّف افضل من واحد يتمنى ايرّد يوم الطّف..!
الماباك المصرّف..،
افضلّ من واحد جذاب ايرتّل مصحّف..،
وكذلك..الشايل طاسة طين...،
انه باستفتائي الشعري اعتبره افقه واحد بالدين .،
هذا هو الانتماء الحقيقي وكانت،الماذنهّ في توجهها تمتلك افقا اخضرا لايشوبه الغموض. هذا مالمسته جليا في قصيدةالعش والحطاب المليئة بالمعنى والجديرة بالاهتمام كمثلاتها:
العش مو حطبّ خّل يفهم الحطاٌب..،
العش بيت شرعي وساكنته اطيور
وجان يظم عشاك متصافين..
ذلك هو غيض من فيض الشاعر . فهو في المكشوف والمستور معا يمتلك الجراة والتقدير واضح بلون الشمس يبحر بالمصداقية والوضوح والامل. حينما يجد احتضارا يصرخ بوجه السلطان كما كان واضحا في قصيدة ،ابو نؤاس:
ابو نؤاس كاسه فارغ ..
راسه فارغ ...التفت ماكو امير..!
ولاطبول ولابيارغ،،
هكذا اجد المعقول في شعر المطاريحي امينا على رؤياه ومشاهداته:
الشمس صاحت ياعراق..
طاح تمثال الزعيم وحطّت بروحه قصيدة
وحطت بروحي فراشه...!
مدفع يسعلً..
يسعل من نوح السلطان..!
يسعل من نكبة تشرين لحًد الاّن..
****************************************************
حلبجة
سامي عبد المنعم
صلٌه الحلبچه الجبل..
وأطرب حزين الناي
واشتهت طعم الثدي..
طفله وغفت بهداي
اشفاف تصرخ عطش
والموت.. رايح جاي
بالريه ضاگ النفس
والجبل صار اظلم
مسموم هذا الهوه
وريحة غدر نشتم
والناس مثل الخرز..
تتطشر او تلتم
غربان ترس السمه
اترش علينه السم
حته الشجر مختنگ
واغصانه تتألم
عصفوره ذابت حزن
تبچي على عشها
اتصيح ياديرتي
ياوحش فلشها
ظلمه وبعيد الدرب
والليل مد جنحه
ليوين نطحن حزن
ويمته الوكت يصحه
چانت سمانه فرح
واللیل موعد عشگ
ينطر فجر صبحه
الناس حض وبخت
واتغزر الملحه
تاليها اجانه وحش
گضاها حرب ابحرب
بيده الوطن سبحه
ايسمي الهزايم نصر
ويطرب الذبح الشعب..
ويرگص على جرحه
***********************************************
للعيد .. وهلي
تحلَّ بالصبر وانت تصلي معي سفرا في محراب الغربة والحنين
كاظم العطشان
كُون الِم ذاك العطش كلّه العطَشْتَه
وبچي شطّين ابحظنكُم
كُون الِم ذاك الحنين الجازي وكته
ورتوي ابزَخَّة مِزَنكُم
وكون بيّه..... ايدور دولاب السنين
وبلچي ارد خيط ابغزلكم
هچي واطّشر سوالف ....؟!
هچي وتلفني المغازل واغزل اظنوني ولمكم ..؟
ياهلي ...ابكل صوت خايف حشّمتكُم
ياهلي ...... ابكل طور نايل دورتكم
ماني احبكم
ماني مشتول ابدربكم
ماني معذور من اذِم طور المعاتب
خاف يطفح غيض البگلبي وذِمكُم
ياهلي...... ومامش بعد سَلْوَه التِسَلّي
ولابعد....مثل الگبل حضن اليهَلّي
وتاه ظلي....
وشحَّت افراحي وعزِتكُم
وانه ذاك الماتبدَّل طبع طُوره
اشما يِهِب عطر الطُواري
تحير روحي.... ابيا كتر يحبابي اشمكم
ياهلي...... وحنَّت علي وادم غريبه
وصاحو الميت غريب.. امنين هذا؟
وشالو امن امتوني نعشي
وچانت الفشله صديج
وچانت الدمعه گرابه
وچانت السكته حبيبه
ومادريت الطيف بالغربه عجارب
يظفر ابدمّي گصيبه
وانه طير... وحمل البجنحي ثجِيل
وغيمة المابيهه مطره...
الگاع مايعذر عطشهه والصبر بيهه ذِليل
واختلَط لون الصدگ ويّه التراب
وفترگ طبع الأثر عن الدليل
وضاع صوتي
وطفح هَمّي
وبيّه ناعي الغربه صاح
(امنين اجيب الجابته أمي)
والسوالف خضّرن بُرعم جديد
وطگ غصن حلمين بيه... وفار دمي
الدمعه جمره... وصفنة البيّه كواغد
ياهلي ومامش بعد زاجل يوافي
حتّه اصوغ الكم رسايل
حته اطرّز جرحي بخيوط القصايد
ياهلي.. وبيّه الأمس رنّة جِناجِل
صابَحَنَّي اظنون متوحمه بهلاهل
چَنْ حِلمهِن حَنْ فخاتي وعشگ طير
الديرتي وضحكة ابوي
ومحبس امي وطولها وشذر الگلايد
ياهلي وفزّيت من غبشه اعله اسمكم
من قريت اخباركم دمعه ابجريده
گمت اشمكم رازقي ابحبر الجرايد
ياهلي.... وماظل طعم للدنيه يسوه
وحلفلكم ..... شوگي عن العام زايد
ياهلي .... وباچر العيد
وانه حاير ياهلي ابيا ثوب اعايد
وانه غير ارسومكم چا شنهي رايد
وانه غير اعلومكم چا شنهي عايز
وانه ذاك ... الصادگت كل الأطوار
المارضت بالعيد اغني
اشعندي اغني ....؟!!
وانه من جيل النعاوي العاشر ادروب الجنايز
ياهلي...
وصحره البروحي اتريد ماي
اتريد موال وتتن وغروب ناي
اتريد چادر يشرب ادموع الونين
ويكشخ ابلطم العجايز
ماني مشروع الحنين الخاوه چويات الخساره
وچنت اظن ابكل خساره الصبر فايز
بويه غير ارسومكم چا شنهي عايز
ياهلي..... وماظل بعد للشوگ خاطِر
من طُفَه اُوجاغ البخت واللّوم عاجِر
من شَخَص ناب العِفَه ابعين الملح
ياهلي ... وماظل بعد للدنيه واهس
حتى اشِدّ احزامي وارگص للفرح
ياهلي وبس اشتهيكم
اشتهيكم
سالفه ...
وخيط ......
وجرح
***************************************************
إدمان
جواد الدراجي
ليل اخرس ..
ما يسولفلي بحلمكم
درب طاريكم نساه
والصبح ماكو بلابل
عرفت تردد صداه
ذاك ليلي ..
وذاك صبحي
البات بمرورة غناه
وبس دعاوي
تصوم بشفافي عمرها
وتفطر بعطشه .. اعله آه
ولا بخت .. بزياگ
تفتح بابها لكل مغربيه
ولا صلاة البيها جاه
وايدي لا راي الترسها
وروحي بحرورة عتبها ..
وعمري ما فله شتاه
وانثرت شكواي .. حسره
سولفت بأول وجعها ...
(مالي بال يشيل غيرك )
لا .. رضت صفناتي كلها
تسولف اسرار المحنه
لغير بيرك
ياحلم .. يتناگل
ابين .. الرموش
بكاسهن .. محلاك اديرك
لما تسكر بيك عيني
وليلي يتخير نجمتك
وآنه ضحكات أستعيرك
حتی من تبرد سنیني ..
اتغطت بشبگة عبیرك
انت .. يا واهس غلاها
عاد ماوصيك .. بيها
وعايفك .. انت وضميرك
انت يامركاض نبضي
الطاف دنياي .. بكبرها
ويرسم ادمانه دبچ
وعنده سبع فروض
بملاوع حنينك
دوم یتلیهن .. لبچ
یا تساییر .. احلی ضحکه
تبوگ ظلها ..
وتنتچي .. بسد الحنچ
الشوگ .. ومروتك مخالف
من تعن ... ليلة ملاگه
هواي یوزیني.. ويلچ
الحبو .. مساير عشگهم
لمسه بیضه .. وهمسه تلمع
لا ملاچچ ..لا دحچ
والعتب .. کلش رخیص
لو یحط .. لذة الأسامي
بحلگ شماته ... علچ
***************************************************
إلى الحزب الشيوعي في عيد ميلاده 91
حسين جهيد الحافظ
حزبنه أمن الشهاده اتخذ قبله
او على خد الزمان انرسم قبله
تباهه الموت بيه او چان قبله
ذليل ايلوذ بكنار المنيه
أغار اِعليك من روحي
وأغار اٍعليك من الناس
بعد أكثر
شلت ظيم الخلگ
من ساعة الميلاد
صرت بچفوفهم رايه
أو صرت لجدامهم معبر
يا حزب الشيوعيين
يحزب الوادم الحلوين
شهم من يوم ميلادك
عزيز الصوت
أتلاوي أبشوگ چف الموت
أشلون اليوم
وأنته أسنين عمرك 91
شأوصف بيك... ماأگدر
يالبيك المثل مضروب.....
...... حلو وي طولك اِمگدر
عميد أحزاب دنيه الناس
ترف ((چاووش للعسكر ))
اِحلمت بيك ولگيتك
انته ذاك انته الأريده
حضن دافي
ذهب صافي
عالم .....ودنيه او قصيده
عالم أحلامه سعيده
يحلم ابدنيه جديده
نظرة اعيونك أماني
لافته حب..أوجريده
يا نشيد ويطرب احبابه
نشيده
انته عيد او بيك
تتباهه السنين
ويهنياله الصرت عيده
عيد ميلادك أغاني
فرحة أطفال أو تهاني
عيد ميلادك محبه
عاشر الأيام
طرز كل أغانيهه
ممحله ويوم ميلادك
خضر كل گتر بيهه
الدنيه عطشانه
او طلعتك ديم
فيض كل سواجيهه
يا ليل البنفسج
يا نبض اذار
جيتك المشاتل طيب
من دمك ترويهه
تظل الگاع ...أبد مو گاع
لوما تسحگ اِعليهه
عشگ راهب عشگت اسمك
لگيتك حب ضوه گمره
نذرت اعيوني إلك
شبّاچ للزهره
وصرت كلي........
أطوفن شوگ بالحضره
ياأول عشگ ..
وآخر عشگ بالروح
أموتن بيك.هنيالي
والف يا ريت
تلفني رايتك حمره
ابعيد ميلادك شوصف بيك
يتالي أذار
يا عبد الشيوعيين
اشما يمر بيك العمر
ترجع شباب
شباب او تو وصل عشرين
رغم عمر حبيبي
واحد او تسعين
مبروك او الف مبروك
عبد الواحد او تسعين
*************************************************
الصفحة الحادية عشر
أحدث الكتب
- الدراسات الثقافية في المنجز النقدي/ للناقد عبد العظيم السلطاني/ تأليف مريح محمد اللهيبي. اصدار: مؤسسة الصادق الثقافية.
- بعل الغجرية/ رواية تحسين كرمياني، اصدار: رؤى للطباعة والنشر.
- شتات/ كتاب فلسفي من تأليف عبد السلام بن عبد العالي. اصدار: المتوسط.
- الذاكرة في الفلسفة والادب/ تأليف ميري ورنوك، ترجمة: فلاح رحيم. اصدار: الكتاب الجديد.
- الاعمال الفلكلورية الكاملة/ مجلدان، تأليف باسم عبد الحميد حمودي، اصدار: دار الشؤون الثقافية – بغداد.
- شخوص وامكنة وأفكار/ قراءات نقدية في السرد العراقي المعاصر. تأليف د. علي عبد الأمير صالح. اصدار: دار الشؤون الثقافية – بغداد.
- صائد الدواعش/ القصة الكاملة للنقيب حارث السوداني بطل خلية الصقور الاستخبارية. تأليف مارغريت كوكر، ترجمة عمار كاظم محمد. اصدار: دار سطور – بغداد.
- التراث والعلمانية/ البنى والمرتكزات، الخلفيات والمعطيات. تأليف عبد الكريم سروش، ترجمة احمد القبانجي، اصدار: الانتشار العربي.
- اغتصاب العقل/ سيكولوجيا التحكم في الفكر وتشويه العقل وغسل الدماغ. تأليف جوست ابراهام ميرلو ترجمة ادهم وهيب مطر. اصدار: دار تموز- دمشق.
*************************************************
"ديوان الاسبرطي" ولعبة السرديات المتقاطعة الاحتلال ومحاولة محو الهوية الوطنية
علي حسن الفواز
يُفضي التعاطي مع لعبة السرد الى توسيع مساحة قراءة التاريخ، والى مغامرة التعرّف على المخفي منه، وعلى الوظائف التي تنسحب من التاريخ الى السرد، والتي تنطوي على موجهات وتحيّزات ذلك السرد، وليس التاريخ، وبما يجعل لعبة السرد مفتوحة، ومثيرة لأسئلة تخص مراجعة التاريخ، ومراجعة الشخصيات التي تحركه، والوثائق التي تحفظه، ومدى قدرتها على التمثيل، وعلى تحويل الرواية الى لعبة مضادة في كتابة التاريخ، وبالشكل الذي يصنع من كتابتها مجالا تبئيرياً، تتحفّز عبره القراءات المتعددة للتاريخ، ولسير الشخصيات، ووظائفها في صياغة مدوناته واخباره واحداثه، وحتى اكاذيبه واوهامه.
حفلت رواية "الديوان الاسبرطي" للكاتب الجزائري عبد الوهاب عيساوي والصادرة عن دار ميم للنشر/ الجزائر/ 2019 بكثير من تلك المفارقات، والتضادات التي تُعني بفحص مرحلة مهمة من التاريخ الجزائري عبر السرد، وعبر شخصيات تتقاطع في وجهات نظرها، رغم أن تعيش زمنا "تاريخيا" محددا ب " 1815- 1833" وهو زمن اشكالي في صراعاته وتحولاته، لكنها تتفارق في سياق توظيفها للزمان النفسي والأيديولوجي، بوصفهما زمانين يخصان تشكّلات مستويات الزمن السردي الذي اقترحه الروائي..
الدخول في هذا الزمن ليس بعيدا عن فاعلية الأرخنة، وتوظيف ما هو انثربولوجي، ونفسي وايديولوجي و" استعماري" في صياغتها، وفي مقاربة ما رافقها من احدث، ارتبطت بزمن التحول من الاستعمار العثماني الى الاستعمار الفرنسي، واعطاء هذا التحول بعدا يستدل من خلاله على المخفي من اسباب تلك المرحلة الاستعمارية، وباتجاهٍ يوظفه الروائي ك "حدث" له تداعياته، ولها تأثيراته على الوقائع الطويلة للاستعمار الفرنسي، بوصفه استعمارا مركبا، قائما على تقويض التاريخ، وعلى اصطناع سرديات طاردة، تفرض شروطها والياتها من خلال السيطرة على الأرض، وتغريب اللغة والهوية..
الرواية ليست بعيدة عن الايديولوجيا، ولا عن ربط تاريخ الاستعمار الفرنسي بكثير من الجرائم " الانثربولوجية" حتى حادثة "المروحة" التي تحولت الى تمفصل زمني دخل في اطار توصيف نزعة "التعالي الفرنسي" مثلما دخل في سياق توصيف رثاثة الداخل الجزائري المضطرب والخاضع للسلطنة العثمانية، فضلا عن ما كشفه "تاريخيا" من مبررات " جيوسياسية" تسببت في دخول الجزائر الى مرحلة الاستعمار الاستيطاني.
السرد ولعبة الأصوات..
اعطى توظيف الروائي لتقانة التمثيل البوليفوني بعدا بنائيا، اسهم في الكشف عن تعدد مستويات النظر الى التاريخ، والذي يتعالق بالحدث الرئيس – الاستعمار الفرنسي- وتأثيراته في صياغة ما هو سردي، وما يخص قراءة ما يتبدى من قطيعة بين السرد والتاريخ، وعلى نحو يجعلهما امام مفارقة، تبرز اشكاليتها من خلال تلك التقانة، ومن خلال ما يتبدى فيها من تناقضات في النظر الى الاحداث، والى ما يسبغه المحتل عبر صوت ممثله السردي/ كافيار من سمات تقوم على فرضية التغريب الوجودي، والعزل الهوياتي..
خمسة اصوات تتبئّر عندها الاحداث، كاشفة عن وجودها ومواقفها المفارقة من خلال نزعتها الفردية، وما يتمخض منها، من صراعات داخلية، ومن علاقات تخص النظر الى الآخر، الاستعماري أو الجزائري، فما ترويه هذه الشخصيات يكشف عن بناها النفسية، وعن المرجعيات الايديولوجية والسياسية التي تقف وراءها، فالسردية الفرنسية المتعالية تأخذنا الى نقائض اتبدو واضحة في مروية "ديبون" الصحفي المثالي الذي يثق بأفكار الثورة الفرنسية، ومن خلال شخصيات الهامش الجزائري – الفتاة الهاربة والجزار- وهم يتحدثون عن نظرتهم البسيطة، لكنها العميقة لمفاهيم الانتماء والهوية والوجود.
"أبو ميار، حمّة السلاوي، دوجة" شخصيات جزائرية، تعيش متاهة علاقتها بالاستعمار الفرنسي، فتكشف عن هواجسها وقلقها، من خلال ما ترويه من حكايات، أو ما تتورط به من مواقف تمنح لعبة السرد زخما يقوم على تمثيل الذات الساردة، في تمثيلها للصراع الداخلي والخارجي، ولإسقاطات الهوية المخفية، التي تقاوم اخفاءها من خلال مرجعيات نفسية وتاريخية ودينية ووطنية، تتبدى عبر مستويات متعددة، تتوزع بين الانتهازية والسقوط الاخلاقي وبين المقاومة التي ترفض الاحتلال، والتمسك بالوجود عبر التعالق بالمكان والهوية واللغة، فتتقوض على وفقها تناقضات السردية الفرنسية/ الاستعمارية، بين مرويات " الصحفي ديبون، والمهندس كافيار" الفرنسيين، فتكشف عبر ترددها وخيبتها وغموضها واكتفائها بالبلاغة عند الاول، وغطرستها وتعاليها وعنفها عند الثاني، ومن منطلق ايهامي له فكرة قدرية تقوم على أن استعمار الأرض هو تحرير التاريخ والذات..
لكن هذا الوهم البشع بفرض هيمنة الاحتلال يتحول الى عملية طرد، ومحو للهوية، وللذاكرة وللتاريخ ذاته، فما قام به الاسطول الفرنسي وهو يدخل الجزائر، كان تكريسا لهيمنة أخرى تخص فرض" السردية" الذي سيصنعها "العقل الامبراطوري، وعلى النحو الذي يجعلها تبدو وكأنها جزء من أفق الحرية، وتواصل مع الحملة " الاستشراقية" لنابليون على مصر، وما حملته من شفرات جعلت البعض يرى فيها مرحلة للزمن الامبراطوري الجديد الذي اعلن نهاية رمزية للسلطنة العثمانية في شمال افريقيا، وبدء مرحلة الاستيطان الجغرافي والثقافي...
عنونة "الديوان الاسبرطي" لها حمولتها السيميائية، على مستوى التوصيف، أو على مستوى علاقتها بفكرة التعدد الصوتي، كآلية لتمثيل الشخصيات وهي تحكي عن مواقفها، وعن وجودها في " ديوان" لعبة السرد، فهي لا تؤشر علاقتها بتاريخ "اسبارطة" كرمزية للقوة الغائبة، بقدر ما تستعير رمزيتها لصياغة بروتوكول سردي يقوم على وظائف تؤديها شخصيات محددة، لها عوالمها، ووجهات نظرها، في التعاطي مع الحدث ومع التاريخ، من خلال اجراءات توزعت بين "السرد الرسائلي" وبين سردنة الصراع الذي تعيشه تلك الشخصيات، بوصفه صراعا وجوديا، أكثر من كونه صراعا تاريخيا، فالاستعمار الفرنسي للجزائر، يصنع تاريخا مُلفّقا، وأن مواقف " كافيار" النفسية والايديولوجية والطبقية تصنع لهذا التاريخ اوهاما تقوم على اغواءات التعويض والاشباع النفسي المرضي، من خلال قتل الآخر، واصطناع تاريخ له، ومن خلال خلط ما تستبطنه ذاكرة مهزومة، باوهام البحث عن "بطولة غائبة" وهو ما يقوده للخلط بين "العثمانيين" والجزائريين" وليجد في العنف والكراهية ازاءهم تصفية حساب شخصي اولا، لأنه عاش الهزيمة مع جيش نابليون في "واترلو" كما أنه تعرّض للتعذيب خلال اسره من قبل العثمانيين، وأن كراهيته للجزائريين تنطلق من عقده الشخصية، ومن موقفهم ازاء ضعفهم ثانيا.
كما أن شخصيات مثل " أبو ميار" و" حمّة السلاوي" يتبادلان المواقف المتقاطعة من خلال انتهازية الأول وعنف الثاني، وهي مواقف تكشف عن التقاطع ازاء موضوع الاحتلال، عبر التماهي معه والعمل في مؤسساته، وبين توظيف العنف رفضا له، ولاصطناع قوة موجّهة للوعي الثوري الرافض، كما أن تحول "دوجة" الى مومس يكشف عن رفضها، وعن احتجاجها الداخلي، بعد أن قُتل ابيها البستاني من قبل "كافيار" الفرنسي، لتجد في عملها داخل "المبغى" عملا استفزازيا لذاتها المقموعة، لكنه سيفضح الكثيرين، وعلى نحو يجعل من هذا المبغى يكتسب بعدا رمزيا، على مستوى الدال السيميائي للمكان، وعلى مستوى تمثله للشخصيات الضائعة والمخذولة التي تبحث عن وجودها داخل متاهته..
كما أن بحث "دوجة" عن التعويض النفسي، والتطهير يأخذ في علاقتها بالثوري السلاوي بعدا له دلالته، من خلال ايهامات الحب التائه، والرومانسية الثورية، فتجد في لعبة العرائس مع السلاوي نوعا من التفريغ العاطفي، وتعرية فاضحة للواقع، إذ يعجز العشاق من أن يحققوا ذواتهم واحلامهم واشباعاتهم في الزمن النفسي والوجودي للاحتلال، ليس لأنهم ضحاياه فقط، بل لأنه يصنع لهم وجودا وتاريخا زائفين، وواقعا مشوها، يمثله المبغى بإحالاته الرمزية والاخلاقية..
الاحتلال وسردية المثقف..
تحتاج شخصية "ديبون" الى وقفة خاصة، لفحص المرجعية الثقافية للعقل الفرنسي المثالي، ومواقفه إزاء الاحتلال، فهو رافق الحملة الفرنسية على الجزائر تحت وهم تحريرهم من العثمانيين، فيحمل معه شعارات الثورة الفرنسية الحرية والمساواة، وبقدر ارتبط هذا العقل بهذه الشعارات والمرجعيات الحقوقية، فإنه وجد في الاحتلال استخداما للقوة المفرطة، والى نظام للسيطرة الهيمنة، وهو ما تجسد في شخصية "كافيار" الذي يمثل القناع العسكري العنفي والايديولجي للعقل الفرنسي، في الوقت الذي يمثل فيه "ديبون" القناع النفسي الحالم، الذي تتقاطعه افكار غير مستقرة، بين التماهي مع الاحتلال، وبين طبيعة خطابه الثقافي والثوري الذي يؤمن به حول الحق والحرية واللاعنف..
شخصية ديبون تلتقي مع شخصية بن ميار الجزائري، ليقدما أنموذجين لتمثيل فكرة القلق الثقافي، وللصراع الداخلي، على مستوى فشلهما في مواجهة مركزية العنف الاحتلالي، وعلى مستوى عجزهما عن تحويل فكرة "اللاعنف" الى واقع فاعل وضاغط، فلا يجد ديبون في اللغة الا اشباعا لنزعته المثالية، ولاستعارته النفسية في تعويض مشاعر الاحباط، التي يعيشها، والتي طرحها من خلال حواراته الرسائلية مع "كافيار" ومن خلال عرائضه التي يرسلها الى البرلمان الفرنسي..
إن بن ميار شخصية اشكالية في تمثيل الشخصية "المحلية" فهو شخصية حضرية، وقريبة من العثمانيين، لكنه لم يرفض الفرنسيين، إذ يجد بالقوة الفرنسية الجديدة حافزا للانبهار بمظاهر تحضرها، وشغفا للعمل معها، فرفض اتخاذ العنف وسيلة لمواجتها، وهو ما دفعه للعمل في ادارة المدينة تحت سلطتها، من منطلق الرغبة في بناء جسور معها، لكن الروائي لم ينحز الى تكريس هذه النظرة المثالية المحبطة، فجعله يعيش قلقه الداخلي، وحلمه بالخلاص اللاعنفي من خلال تقديم عرائض الاحتجاج والشكوى، مما دفع سلطة الاحتلال الى طرده من منصبه، وصولا الى نفيه خارج المدينة، وهو تأكيد على طبيعة التقاطع الحاد بين الثقافتين، فالغرب باستعماره واحتلاله وهيمنة سردياته يحمل معه عناوين قاسية ومتعالية للتفوق، في الوقت الذي تظل فكرة الشرق مسكونة بنوع من الاستشراق المتعالي ايضا، والذي تستغرقه المثالية والسحرية، والى ما يكرس الثنائية الاستعمارية "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا" كما قال الانكليزي كيبلنغ...
************************************************
مَلْجَأٌ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ
خالد الحلّي – ملبورن - أستراليا
يَا مَلْجَأَ اَلدَّقَائِقِ اَلْمُنْسَحِبَةْ
يَا مَلْجَأً يُكَوِّمُ اَلسَّاعَاتِ وَالْأَيَّامَ فَوْقَ بَعْضِهَا
حَائِرَةً مُضْطَرِبَةْ
يَرُومُ قُرْبُهَا
لَكِنَّهَا
تَفْلِتُ هَارِبَةْ
يُؤلِمُهَا
أَنْ تَسْتَعِيدَ بَعْضَ مَا مَرَّ بِهَا
يُقْلِقُهَا
غُمُوضُ مَا سَوْفَ يَجِيءُ بَعْدَهَا
يَا مَلْجَأً نَامَتْ بِهِ اَلدَّقَائِقْ
وَانْطَمَرْتْ فِي أَرْضِهِ اَلْحَقَائِقْ
فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا
وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ إنَّهُ
مِنْ أَوَّلِ اَلزَّمَانِ
أُنْشِيَ فِي مَكَانْ
يَجْهَلُهُ اَلْإِنْسَانْ
وَهُوَ يَرَانَا كُلُّنَا
لَكِنَّنَا
لَا أَحَدٌ مِنْ بَيْنِنَا
يَرَاهْ
فَتَعْكِسُ اَلْوُجُوهُ حُزْنَنَا
وَتَصْمُتُ اَلشِّفَاهْ
**
يَا مَلْجَأَ اَلدَّقَائِقِ اَلْمُنْسَحِبَةْ
يَامْلْجَأً مُكْتَئِبًا
هَلْ سَتَكُونَ مَوْئِلاً
لِكُلِّ مَا تَحْمِلُهُ مِنْ دَهْشَةٍ
دَقَائِقُ اَلزَّمَنْ؟
************************************************
دراما آلاء حسين في الوجع العراقي
محمد رسن
في الميثولوجيا اليونانية كان "أيروس" اله الحب يمنح الدفء للعاشقين، اما اليوم فالفنانة الاء حسين تمنحنا هذا الدفء والطمأنينة والجمال الآخاذ، ولذة الاداء حين تمتزج الدموع بالحقيقة، والتصالح مع الألم، بدلاً من محاولة التخلص منه أو إنكاره،حيث ان المشاعر السلبية أو المؤلمة خطوات أساسية في عملية التحول بمعنى اننا عندما نسمح لأنفسنا بالشعور بالألم دون الهروب منه، نصبح أكثر قدرة على تحويله إلى شيء منتج، عبر ادوارها المغايرة، هناك وجع يشبه العناق الأخير، يؤلمك لكنه يُبقيك حيًا بلذة الاشتياق، بمحاولة منها ان تزيل بعض الهموم التي ضاقت به صدورنا، هكذا هو الفن رسالة انسانية تهدف الى السمو بالانسان والرقي باحاسيسه تجاه الحب والخير والجمال، فنانة تأسر المشاهد، وتجعله يتماهى مع عويل الأمهات الحزين بسبب الفقدانات المتكررة، انها تبلسم الجراح، وتعيد للفن هيبته، صمتها يثير عند المتلقي شعوراً بالقلق والرعب يدفعه للتفكير في ما قد يحدث بعد ذلك، صمتها يذكي الاسئلة ويبلل عطشها بالأجوبة، انه أشبه بالكلام بصوت عالٍ، أما طريقة تعبيرها عن الحزن فأنها مغايرة تماما، تتعامل معه وكأنه رفيقها بدلا من مقاومته تعلمنا كيف نتعايش معه بطريقة لا تستهلكنا، بل تمنحنا فهمًا أعمق لذواتنا وللحياة، تحوله الى طاقة تدفعها الى الاحتجاج والرفض وعدم الرضوخ للظلم، كذلك تعطينا درسا مهما في كيفية نسيانه في الحديث عنه مع شخص موثوق به لتفريغ المشاعر بطريقة صحية،
لها قدرة على تجسيد ادوار تساهم في حفظ الأحداث القابلة للنسيان في الذاكرة الجمعية، عبر إعادة إحياء شخصيات وأحداث مفصلية، وتفاصيل إنسانية مهددة بالانقراض، اي انها سجل وجداني بصري للألم والفرح والخسارة والانتصار، وفي ادوارها وادائها تخلد القضايا الحقيقية التي ستبقى في عقولنا ماحيينا.
تمتلك القدرة على التعبير عن مشاعر الشخصية من خلال لغة الجسد، سواء عبر تعبيرات الوجه أو حركات الجسد، وهي تنقل الواقع ليس كما هو فقط، بل تعيد تشكيله برؤية أعمق، لتعيد تعريفنا للأشياء والقضايا التي شوهت بفعل السياسات الخاطئة و الكثير من التداعيات،
وظيفة ومهمة القائمين على هذا العمل الذي حمل أسم (مسلسل العشرين) هو تعرية اعداء الإنسانية والحث على التصدي لشرورهم ومقاومتها، والاستفادة من تجاربها لترميم ماهدم، وحتى لا تعود تلك الممارسات الى مشهدنا المتصدع.
الاداء الاستثنائي الذي تتمتع به، يجمع بين التلقائية والحرفية العالية، والتعبيرية التي تنسيك انها تمثل، في ذات الوقت تبعث رسالة مفادها، ضرورة الاستفادة من التجارب المرة التي ألمت بنا، رسائل بمثابة منبه يذكرنا بكل وقت ان نقف بحزم الى كل من يدعو الى الكراهية والطائفية المقيتة، التي لا تنتج سوى القيامات الأرضية، التي تهلهل لها أحزاب السلطة،
المسلسل قام بتعرية كل خفافيش السلطة ناهيك عن وحوش وأسياد التطرف بكل اصنافهم.
هكذا تكون رسالة الفن وهكذا تكون وظيفة الوعي الفني الحقيقي الصادق، عندما يتم اختيار من يؤدي الدور باتقان بعيدا عن تأثيرات اولياء أمور الفن المبتذل،
هذا المسلسل كشف المخاطر المحدقة بالإنسان ومحاربة قوى البغي والعدوان، والذي يتمثل في محتل او جماعة سياسية تسلب حقوق الغير وتبسط هيمنتها وتعيث في الارض فسادا، لتحيلنا الى حقيقة ان المواقف الفذة المهددة بالنسيان، الفن هو الكفيل بتذكيرنا بها، ويبعث الروح في ثناياها،
مثل هذه الادوار، البعيدة كل البعد عن النفعية السلبية والتجارة الرخيصة بالفن، جعلتنا نحلم بان الحياة لازالت على قيد الاحلام في العيش بوطن حر كريم غير مستلب،
هنا لابد من الاشارة الى الأعمال النقيضة والتي للأسف تسيطر على المشهد الفني، من قبل اولياء أمور الفن حيتان الفساد واصحاب رؤوس الأموال، الذين يدخلون الى عالم الفن ويفرضون سطوتهم على المشهد برمته، والزامهم بأعمال تهمش القيمة الحقيقية الصادقة للفن، وخالية من أى رسالة موجهة الى المجتمع، فكل رسائلهم غاياتها ربحية، ومنافع شخصية، فباعتقادهم انها تعلي من شأنهم وتحقق لهم غايات اخرى، فيوظفون أموالهم لإنتاج أعمال فنية مهينة ورخيصة وهابطة ومليئة بالاسفاف، يفسدون بها أذواقنا، ولا تمت هذه الأعمال الى الفن بصلة، وبالتالي ينتجون اعمالا تجارية لا اعمالا فنية تنتمي الى الفن الصادق، الذي يكون أداة قوية للتغيير الاجتماعي والسياسي، من خلال تسليط الضوء على قضايا مصيرية في المجتمع أو إبراز تجارب مهمة، وتشخيص الخراب الذي أصابها، مايمكن ان يعزز الوعي ويحفز العمل نحو التحسين والتغيير.
***************************************************
الصفحة الثانية عشر
في «ملتقى لگش» البغدادي.. الشيخ طالب السنجري عن الإسلام والعلمانية
بغداد – طريق الشعب
ضيّف "ملتقى لكش" الثقافي في بغداد، أخيرا، الشيخ طالب السنجري، الذي قدم رؤيته عن "العلاقة بين الإسلام والعلمانية"، في جلسة احتضنتها حديقة مقر الحزب الشيوعي العراقي في الكرادة، وحضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، والسيد رحيم أبو رغيف، وجمع كبير من الشباب المهتم في القضايا الفكرية التنويرية.
أدار الجلسة الحقوقي محمد السلامي. واستبقها بتقديم نبذة عن الشيخ الضيف، مبينا أنه أحد تلاميذ الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وانه كان قد اعتقل معه.
تحدث الشيخ السنجري بعد ذلك عن عائلته وبيئته الأولى التي ترعرع في كنفها، وسط خيمة يسارية تُغطي مدينة الشطرة، مبينا أن هذه المدينة كانت توصف بـ"موسكو الصغرى"، نظرا لانتشار اليسار فيها.
ولفت إلى ان اليسار الشيوعي كان له الدور الأساسي في إشاعة الثقافة في المدينة، تبعه الإسلاميون في حراكهم الثقافي.
ثم تحدث الشيخ السنجري عن التدين المسجدي الطقوسي، الذي ساد بعد ذلك في المجتمع بشكل عام. فيما رأى أن الحياة اليومية ومعاناة المجتمعات الإسلامية، باتت الآن تدعو إلى إسلام علماني. حيث يتدبر المسلم شؤون حياته اليومية، ويطالب بتحسينها ويعمل على تغييرها، في مقابل ادائه واجباته الروحية والأخلاقية. ونوّه الشيخ السنجري إلى ان مفاهيم الإسلام، التي تُستنبط من القرآن والسنة والفقه، قد تلتقي مع العلمانية من حيث العمل على تغيير الحياة نحو الأفضل، مشيرا إلى أنه يتم فصل الدين عن الدولة بما يحقق الخير للمجتمع ويساهم في تطويره ويحقق طموحات أبنائه جميعا، مع التشديد على أن الدين منظومة أخلاقية روحية لا بد من مراعاتها في أي مجتمع، دينيا كان أم علمانيا.
وتابع قوله أن من المشتركات أيضا بين العلمانية والإسلام، حماية الحريات الفردية والجماعية، مشيرا إلى أن القرآن يحث على أن الحرية متاحة حتى في الدين "لكم دينكم ولي ديني".
واضاف الشيخ السنجري، أن من المشتركات المهمة الأخرى بين الإسلام والعلمانية، أن المجتمعات تعمل على ترسيخ الأمن وتطوير الاقتصاد، وهذان الموضوعان لهما أهمية كبيرة لدى الإسلاميين والمدنيين والعلمانيين، على اختلاف أفكارهم. فهم يعملون بجد ويقدمون التضحيات ويضعون الخطط من أجل تحقيق الأمن للمجتمع، إضافة إلى الرخاء والحياة المتنعمة.
وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين، وعقّب عليها الشيخ السنجري بإسهاب.
**********************************************
ندوة لرابطة المرأة العراقية عن مستقبل النساء في الإعلام والقوانين والعمل
بغداد - رفاه المعموري
تحت شعار "بيئة سليمة.. عمل آمن.. قانون عادل"، نظمت رابطة المرأة العراقية السبت الماضي في بغداد، ندوة بعنوان "التحديات وآفاق مستقبل المرأة في الاعلام والقوانين وسوق العمل"، حضرتها رابطيات وناشطات نسويات.
الندوة التي احتضنتها قاعة جمعية الثقافة للجميع، استبقتها رئيسة الرابطة شميران مروكل مهنئة النساء بيومهن العالمي وعيد الأم وبالذكرى السنوية الـ73 لتأسيس الرابطة.
وأدارت الندوة السيدة دنيا رامز. بينما استهلتها الصحفية رجاء حميد بالحديث عن دور الاعلام في دعم قضايا المرأة، وعن تأثير الإعلامالمقروء والمسموع والمرئي في المجتمع.
ثم تحدثت الأستاذ المساعد في جامعة بغداد د. عايدة فوزي، عن العمل غير المهيكل للنساء وتبعاته، باعتباره غير محمي ولا يستند إلى ضوابط قانون العمل.
آخر المتحدثات كانت الحقوقية هند كريم، التي تناولت القوانين العراقية الخاصة بالمرأة، وسبل تعديلها بما يضمن وجود الغطاء القانوني الأمثل لحقوق المرأة في المجتمع.
وفي ختام الندوة، جرى إعداد تقارير تُلقي الضوء على معاناة المرأة في بقاع وبيئات مختلفة، مع مقترحات لعلاج تلك المعاناة بالتعاون مع أفراد ومؤسسات رسمية وغير رسمية.
************************************************
في أم الربيعين.. ليلة حافلة بالحكايات والأناشيد والشعر
متابعة – طريق الشعب
أقام اتحاد الأدباء والكتاب في نينوى، أخيرا، أمسية شعرية وإنشادية، في مقره بمنطقة المجموعة الثقافية في الجانب الأيسر من الموصل.
شارك في الأمسية شعراء من بغداد والموصل. وتضمنت فقرة للحكواتي، إضافة إلى أناشيد قدمتها فرقة "جذور موصلية".
وعن الأمسية، قال رئيس الاتحاد سعد محمد في حديث صحفي، أنه "عمدنا في كل رمضان إلى إقامة أيام ثقافية"، مبينا أنه "في رمضان الماضي نظمنا نشاطات متنوعة لم تقتصر على الأدب فقط، بل شملت سوقاً خيرياً ومعرضاً للكتاب".
فيما أعرب الشاعر البغدادي حسين السلطان، عن سعادته بوجوده للمرة الثانية في الموصل، ومساهمته في هذه الأمسية الثقافية.
وقال أن "الموصل مدينة يتجانس فيها المعتقد مع الثقافة، وانها تُحسد على حراكها الثقافي. فهي ناضجة بشبابها ومبدعيها، لا سيما في الشعر"، مؤكدا أن "هناك طاقات إبداعية، وأسماء شعرية شبابية مبدعة كثيرة، يندر أمثالها في محافظات عديدة".
إلى ذلك، قال منشد فرقة "جذور موصلية" وليد سعد، أنه "قدمنا موشحات حلبية وموصلية على مقامي البيات والسيكاه، فضلا عن مقام الجهاركاه الذي عادة ما نقرأ عليه أناشيد الفرح في مطلع الربيع".
وأشار إلى ان "الأمسيات الإنشادية تكون قليلة خارج رمضان، وتطلب في بعض المناسبات، لكنها تكثر في هذا الشهر لأنها تناسب أجواءه"، مؤكدا أن "الموصل شهدت هذا العام أمسيات إنشادية كثيرة مقارنة بالسنوات السابقة".
ورأى أن "هذا مؤشر إيجابي على الاستقرار الذي تعيشه المدينة. إذ اننا نرى تفاعلاً كبيراً من الموصليين مع فعالياتنا".
***********************************************
احتفاء بالشاعر ياسين طه حافظ رمزاً للثقافة العربية
متابعة – طريق الشعب
اختار مجلس اللجنة الدائمة للثقافة العربية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، الشاعر والمترجم ياسين طه حافظ، للاحتفاء به في الدورة الحادية عشرة ليوم الشعر العربي ورموز الثقافة العربية 2025.
وفي رسالة بعثها المدير العام للمنظمة د. محمد ولد أعمر، إلى وزير الثقافة د. أحمد فكاك البدراني، هنأ "جمهورية العراق قيادةً وحكومةً وشعباً ومثقفين وأدباء، بهذا الاختيار والتكريم المستحق".
من جانبه، بارك الاتحاد العام للأدباء والكتاب، للشاعر الكبير ياسين طه حافظ، هذا الاحتفاء، الذي يجيء "لدوره الثقافي الكبير والفاعل الذي بدأ منذ عقود وما زال مستمراً بفيضه الإبداعي والجماليّ في مجالات الشعر والترجمة والمقالة والثقافة عموماً".
جدير بالذكر أنَّ ياسين طه حافظ بدأ مشواره الأدبي بعد تخرجه في قسم اللغات الأجنبية في كلية التربية عام 1961. وقد عمل مدرساً للغة الإنكليزية ثمَّ أمين تحرير مجلة "الطليعة الأدبية"، وبعدها رئيس تحرير مجلّة "الثقافة الأجنبية". وأصدر حافظ دواوين شعرية ومؤلفات أدبية وترجمات عديدة خلال مسيرته.
**********************************************
ليس مجرّد كلام.. أيّ مستقبل ينتظرنا؟!
عبد السادة البصري
في كلّ مكانٍ تذهب اليه، تسمع حكايات عن الماضي وبهائه قبل هيمنة النظام المقبور على السلطة وعسكرته البلد، وتلاحظ الاشتياق لأيام الخمسينات والستينات والسبعينات.
فالصور وبطاقات البريد واستذكارات الكبار تشعرك بأن تلك الأيام كانت أجمل وأكثر أماناً وسعادة، نشاطٌ في الزراعة والإنتاج وبساطة في العيش واحترام الفن وتشجيع المواهب المبدعة والالتفات الى النشء لتعليمه أفضل تعليم.
حينما نتحدّث عن البصرة وأنهارها وكيف كانت مياهها صافية عذبة والسمك يسبح فيها، والناس يشربون منها ويغتسلون بها، وما آلت اليه اليوم مكبّا للمياه الثقيلة تنبعث منه روائح عطنة.
وما نسمع من حوادث سرقة وإجرام وغيرها. ومن الازمات المتلاحقة التي تعصف بالمجتمع مثل ارتفاع صرف الدولار وارتفاع الاسعار قبل وخلال شهر رمضان، هذه الأمور وغيرها تؤكد احتياجنا إلى الأمن والاستقرار النفسي قبل كل شيء. ولا ننسى تذمّر الناس عند مراجعة الدوائر وسوء التعامل مع المراجعين، وحال المتقاعدين وهم يقتعدون الأرصفة وممرات دوائر التقاعد ووضعهم المزري رغم كبر سنهم والعلل التي تنهكهم.
كذلك ما نسمعه عن العاطلين وأصحاب الشهادات المركونة جانباً والمتسكعين في المقاهي بلا عمل، ينفثون حسراتهم وآهاتهم مع دخان الأراكيل، وتوقّف المصانع والمعامل عن الدوران والإنتاج رغم ما نسمعه اعلامياً فقط، حيث بتنا نستورد حتى قناني الماء والخضراوات .
الصناعة متلكئة، والزراعة انحسرت بشكل كبير، والتجارة بارت فصرنا مستوردين من الدرجة الممتازة، والشوارع على حالها تسوء يوما تلو آخر مع ازدياد اعداد السيّارات المستوردة، والخدمات الصحية والعلاجية شبه السيئة تضطرنا الى السفر للعلاج خارج البلاد، فيما أزمة الكهرباء مستمرة، والتعليم يتردى وينهار شيئا فشيئا مع تزايد المدارس والجامعات الأهلية، والمجاري تبعث مياهها الثقيلة لأنهارنا ولشط العرب حاملة الجراثيم والأمراض، والثقافة بحاجة الى دعم وتشجيع واهتمام وبنى تحتية، بينما هناك الفساد المستشري في كل مكان، والخراب، والموت المجاني، وقلق الأب على بناته وأولاده، وازمة السكن والعشوائيات، والراتب الذي يستقطعون منه كلما نوقشت موازنة او تأخرت!
كل هذا الألم والخوف والتدهور والقلق من المجهول يعطيك مبرراً للقول : لا مستقبل لنا ، فنحن نسير في نفقٍ لا نعرف نهايته وماذا يخبئ لنا ظلامه ؟
وكي نعيد الثقة للناس بالمستقبل الذي يتمنونه ويصبون إليه، علينا أن نعيد الأمن والأمان بشكل حقيقي، ونكبح الفاسدين ونحاسبهم اشد حساب، ونسعَى بشكل جاد إلى الاهتمام والارتقاء بالصناعة والزراعة والتجارة، وقبل كل شيء السكن والتعليم والخدمات الصحية والعلاجية ونظافة القلوب والضمائر من الضغينة والجشع وحب الذات، وان نجعل الوطن والناس فوق كل شيء لأنهم الحياة.
وتبقى حريّة المواطن وسعادته وازدهار الوطن وتقدّمه ورُقي حاضره، هي الطريق الصحيح إلى مستقبل مشرق سعيد، نحلم به ونتطلع اليه.
*************************************************
قف.. لا تراهنوا على خلافاتهم
عبد المنعم الأعسم
يراهن بعض السُذّج على "خلافات مستفحلة" في صفوف أقطاب السلطة، ويذهب بعض المعلقين "الطيبين" إلى أن التراشقات بين الزعامات، او بين من ينوب عنهم، ووصول المخاشنات إلى ساحات القضاء، بين الرئاسات، وأعضاء مجالس المحافظات تعني أن لا عودة لبيت الطاعة والولاء والشراكة في النهب، وأن الأمور تمضي إلى فرز الأفضل وعزل الحرامية، وهي مراهنات بائسة، سبق ان بطُل التعويل عليها طوال عقدين من الزمان، فإن الخلافات التي نتابعها تدور في محاولات التخلص من أسماء احترقت سمعتها بالمفاسد والفشل وصارت عبئا على منظومة الحكم الخائفة من المستقبل.
إلى ذلك من الطبيعي أن ينشأ الخلاف بين فرقاء المرحلة والحكومة على جملة من الملفات، وان تحلّ القطيعة وانعدام الثقة فيما بينهم وقد يصل الامر إلى تسرب رائحة بارود من الغرف المغلقة ومخاشنات بين أزلامهم، وهذا ما يحدث بين الحرامية في الغالب، لكن هذا اللهب غير مرشح للتفاعل خارج السيطرة، طالما أن هناك مَن يلعب دور رجل الإطفاء قبيل ان يتحول اللهب إلى حريق، وحدث ذلك في ما لا حصر له من المرات: حل الخلافات ببوس اللحى.
*قالوا:
" إذا اعتاد الفتى خوض المنايا
فأهون ما يمر به الوحول".
المتنبي
**************************************************
إصدار
عن "دار لندن" للطباعة والنشر في العاصمة البريطانية، صدر حديثا كتاب بعنوان "أسرار التفوق – رحلة عبر أنظمة التعليم العالمية"، من تأليف د. محمد الربيعي.
الكتاب، وهو الإصدار الرابع لمؤلفه، بعد كتبه "قضايا التعليم في العراق" و"التعليم العالي في العراق" و"هل يمكن للإنسان أن يعيش 200 عام؟"، ينطلق في رحلة ملهمة عبر أنظمة التعليم الرائدة حول العالم، من فنلندا إلى سنغافورة، مرورا بكوريا الجنوبية واليابان وغيرهما، كاشفا أسرار تلك الأنظمة.
ولا يقتصر الكتاب على الوصف، بل يقدم مقارنة معمقة بين هذه الانظمة، من المساواة الفنلندية إلى الجودة السنغافورية، محللا نقاط القوة والضعف فيها.
كما يجيب عن سؤال جوهري: أي من هذه التجارب يناسب العالم العربي؟ ويحلل التحديات التي تواجه هذا العالم من ضعف البنية التحتية إلى تدني مستوى تدريب المعلمين.