اخر الاخبار

الصفحة الأولى

لقاءات وتحضيرات «المؤتمر الوطني» مستمرة الشيوعي العراقي يدعو الى مشاركة واسعة في الانتخابات   والى تحديث السجل الانتخابي والحصول على بطاقة الناخب

بغداد _ بسام عبد الرزاق

كشف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، علي صاحب، عن مستجدات المؤتمر الوطني الذي دعا اليه الحزب في وقت سابق، وما رافق هذه الدعوة من زيارات ولقاءات وحوارات مع مختلف القوى السياسية، للوقوف على التحديات التي يواجهها العراق وتشكيل اصطفاف وطني من شأنه ان يفضي الى تحالف وطني ديمقراطي لخوض الانتخابات، والعمل على ان تكون  احدى روافع التغيير الشامل.

اتفاق ومبادئ اساسية

وقال الرفيق صاحب، في حديث موسع لـ"طريق الشعب" ان "الحزب أطلق مبادرة لعقد مؤتمر وطني يهدف الى التغيير الشامل وجرى التواصل مع مجموعة غير قليلة من القوى السياسية في زيارات متبادلة، ولم تقتصر هذه التحركات على القوى المدنية والديمقراطية. وقد شهدت إجراء حوارات واتفاقات على مبادئ أساسية لعقد هذا المؤتمر. ومن المؤمل ان يعقد في المستقبل القريب".

وأضاف انه "نأمل ان يساعد هذا المؤتمر من خلال مخرجاته في مشاركة انتخابية واسعة، التي نريدها ان تكون عملية حقيقية تقود الى احداث تغيير معين. وهذه العملية لن تكون نتائجها مرضية من دون حراك جماهيري مواز وحقيقي ومساهمة في عملية تحديث البيانات والمشاركة الواسعة وانتخاب البديل".

وأوضح، ان "الانتخابات ترتبط بالأوضاع الحالية وما يمر به البلد من ظروف، وما تفرزه انعكاسات التطورات الإقليمية والدولية على الوضع العراقي. وفي جميع الأحوال نجن مع اجراء الانتخابات في موعدها وتوفير ظروفها المناسبة، وهي فرصة لحراك سياسي وجماهيري حقيقي لإخراج العراق من أزمته البنيوية التي يعيشها منذ سنوات طويلة، والانتخابات هي احدى محطات هذا التغيير، وعلينا ان نفكر بشكل أوسع وهدف أسمى من خلال التوجه الى التغيير الشامل الذي يتطلب مجموعة من الخطوات".

تاريخ الحزب ونظافته تؤهله للبديل

ودعا عضو المكتب السياسي، المواطنين الى الذهاب وتحديث سجلاتهم الانتخابية والحصول على البطاقة البايومترية والمشاركة بشكل فعال، والبحث عن خيارات أفضل، لافتا الى ان "الحزب يطرح نفسه كخيار بديل ويشهد له تاريخه خلال العقدين الماضيين بالنزاهة ونظافة اليد وعدم التلوث بأعمال أدت الى قتل العراقيين او تشريدهم، بل على العكس كان دائما حريصا على ان يكون مدافعا عن مصالح وتطلعات أبناء الشعب".

وبين الرفيق، ان "الحزب الشيوعي العراقي ومنذ وقت مبكر وبعد انتخابات مجالس المحافظات بدأ استعداداته للانتخابات البرلمانية واخذ فترة ليست بالقليلة في عملية دراسة التجربة السابقة والاستفادة منها في تحديد الخطة الانتخابية واستكشاف القوى السياسية على مستوى بغداد وكذلك في المحافظات. ويأتي هذا ضمن سعي الحزب لخلق حراك سياسي يتزامن مع حراك جماهيري، وجميع هذه التحركات هي ضمن عملية التحضير للانتخابات"، مبينا ان "الحزب ينظر الى الانتخابات باعتبارها احدى روافع التغيير، وبالتالي بالإمكان ان تكون ميدانا سياسيا لتنفيذ برنامج الحزب والتواصل مع الجمهور وخلق البدائل".

ولفت الى انه "على مستوى التحالفات، انطلق الحزب مبكرا من تحالفه الأساسي مع قوى التيار الديمقراطي ووضع التحالف المدني الديمقراطي منطلقا واساسا لتحركاته باتجاه أي تحالف اخر، وسيكون التحالف المدني الديمقراطي منفتحا على باقي التحالفات ضمن أرضية برنامجية وسياسية مشتركة هدفها احداث التغيير المطلوب. وهذا اعطى الحزب مساحة وحرية، لاسيما لمنظمات الحزب، للحراك بحرية والأخذ بنظر الاعتبار الظروف الموضوعية لكل محافظة، وبناء التحالفات على أساسها انطلاقا من رؤية التحالف المدني الديمقراطي الذي يضم في تركيبته الشخصيات الديمقراطية المستقلة والقوى السياسية المنضوية ضمن هذا الاطار". وأشار الى انه "الى الان لا تزال خارطة التحالفات غير مكتملة، وممكن ان تكون أكثر وضوحا في الفترات المقبلة".

انهاء دور السلاح انتخابيا

وتابع الرفيق صاحب، انه "على مستوى الوضع الانتخابي يراقب الحزب التحركات بشكل دقيق، وبالنهاية هناك استحقاق دستوري يفترض ان يتم الالتزام به ضمن موعده المحدد في نهاية هذا العام، والتي ينتهي معها عمر البرلمان. وهذه الاستعدادات تتطلب حزمة من الإجراءات أبرزها استعداد المفوضية واجراءاتها الداخلية والتي تشترك فيها الأحزاب السياسية ايضا خاصة في ما يتعلق بتسجيل الناخبين وتسجيل التحالفات والمرشحين وغيرها من الاستعدادات".

وأكد أهمية ان تكون المفوضية حريصة على الوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية وتضمن ان تكون إجراءاتها شفافة وتسمح لمنظمات المجتمع المدني والفرق الدولية بمراقبة عملية الانتخابات. ويقع على عاتق المفوضية أيضا تطبيق قانون الأحزاب وهو امر لا بد منه، خاصة فيما يتعلق بمنع الأحزاب التي تمتلك السلاح والكيانات المسلحة من المشاركة في الانتخابات من خلال تطبيق قانون الأحزاب، وهذا الامر من المفترض ان تكون المفوضية والقوى السياسية حريصة على تطبيقه، وان لا يكون تطبيق هذا الامر بشكل مطاطي يسمح لطرف ويقصي الاخر من خلال التضحية بأطراف صغيرة، وأيضا يشمل هذا الاجراء القوى التي تعتمد في تمويلها على المال العام، ولهذا يكون تطبيق قانون الأحزاب فيه جانب من إجراء عملية انتخابية نظيفة".

الدائرة الواحدة ضمان للتمثيل الوطني

وبين صاحب انه "على صعيد قانون الانتخابات، بالإمكان اجراء العملية ضمن القانون الموجود مع اجراء بعض التعديلات التي تعالج المشاكل في القانون، وبحسب وجهة نظر الحزب نحن نميل الى ان يكون العراق دائرة انتخابية واحدة تضمن تمثيلا عادلا لجميع القوى السياسية، وتضمن أيضا تمثيلا حقيقيا لجميع العراقيين، على العكس مما معمول به من خلال حصر العراقيين ضمن مناطق معينة"، لافتا الى انه "نعتقد ان هناك إمكانية لقبول تقسيم العراق الى 18 دائرة انتخابية، بمعنى ان تكون كل محافظة دائرة انتخابية واحدة، وهذا الامر مقبول بالنسبة للحزب، ولكن اذا كان اقل من هذا قد يشكل نوعا من الصعوبة على الكيانات السياسية الصغيرة والجديدة لأنها ستواجه منافسة غير عادلة مع قوى تستثمر أموال وامكانيات الدولة من دون ان يجري محاسبتها".

وأوضح الرفيق علي صاحب، ان "الحزب يرى ان طريقة احتساب الأصوات ضمن قانون سانت ليغو يجب ان تعود الى الأصل، وان لا تقسم الأصوات على الأرقام الفردية، ويجري الان الحديث عن الذهاب الى التقسيم الاولي وفق نسبة 1.9 وهذا بصراحة سيرفع من العتبة الانتخابية ويعيق وصول الأحزاب الصغيرة والمرشحين، ويتسبب بهدر كبير في الأصوات وتمثيل غير حقيقي للمواطنين، ومن الممكن ان تستحوذ قوائم على عدد من الأصوات تضمن لها الهيمنة على أصوات الاخرين، وهذا يعد مصادرة حقيقية لإرادة العراقيين، وبالنهاية لا يوجد قانون عادل مع الجميع، لكن ما نطمح اليه ان يحقق القانون العدالة وان كانت بشكل نسبي، وضمان مشاركة واسعة في العملية الانتخابيةً. وقد لاحظنا ان انحسار المشاركة في جانب منه تتحمله قوانين الانتخابات والتي لا تحقق التمثيل الحقيقي للمواطنين وتحصره بمجموعات معينة".

**********************************************

كتب المحرر السياسي: الشهيدة حلبجة وشقيقاتها دروس لا تنضب

في هذا اليوم وقبل 37 عاماً أحرق الفاشيون الصداميون زهرة كردستان، حلبجة الجميلة، وخنقوا اطفالها ونسائها وشيوخها بغاز الخردل، في حقد ووحشية تليق بهم ككابوس لويثان قاتل، جثم على صدر الوطن عقوداً أربعة.

لم تك جريمة النظام البائد في حلبجة، وحيدة رغم بشاعتها، بل مثلت حلقة في سلسلة مأس عديدة كتجفيف الأهوار وتشريد سكانها واقتلاع الكرد الفيليين من وطنهم وهجمات الأنفال التي راح ضحيتها عشرات الألاف من أبناء شعبنا الكردي وغزو الكويت والتطهير العرقي، إضافة الى أبشع أشكال القمع المتمثلة بإعدام وسجن ونفي الملايين من خيرة أبناء العراق، شيوعيين وديمقراطيين ووطنيين واسلاميين.

وفي الوقت الذي يحيّي فيه شعبنا هذا اليوم، بإعتباره يوماً وطنياً لإدانة جرائم نظام البعث ولإستذكار ضحاياها في حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية والإنتفاضات الجماهيرية، فإنه يجد فيه وقفة صادقة للتأمل فيما يعكسه من دروس، تحمل رغم المرارات والآلام، دعوة ملحة للتمسك بالهوية الوطنية الجامعة وبالتضامن والتعاضد بين العراقيين، دعوة لأن تتحول الذكرى لفعل نضالي حازم يقطع الطريق على أي إنتهاك لقيم الحرية والديمقراطية والحق في الحياة ، ويشدد السعي لإعادة توزيع الثروة الوطنية بين الناس وتوفير أفضل الخدمات الأساسية لهم.

وبديهي أن يشترط إنجاز ذلك، التخلي عن ثقافة الإستئثار والغلبة والاستقواء ، والإعتراف بالحقوق المشروعة والعادلة لكل المواطنين، وتوحيد قوى الشعب الوطنية المخلصة وجهودها  نحو تغيير شامل، يزيح منظومة المحاصصة المأزومة ، ويطهر أجهزة الدولة من الفساد والفاسدين ويحصر السلاح بيد الدولة ويعتمد مبدأ تكافؤ الفرص في كل مجالات الحياة والتداول السلمي الديمقراطي منهجاً في الحكم. 

إن شعبنا الذي يستذكر مأساة حلبجة ومثيلاتها التي عانى منها الملايين من أبنائه يتطلع اليوم للمزيد من العمل والكفاح  من اجل تغيير موازين القوى وإخراج البلد من الأزمة الشاملة التي يعيشها والتي سببت له خراباً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مريراً، واطلاق إستراتيجيات تنموية تعتمد الشفافية والمساءلة والتكافل الاجتماعي، وتعالج الفقر والبطالة والأمية ونزعات العنف وتدني مستويات الوعي، وتحقق العدالة الاجتماعية، وتدافع بعناد وثقة، لتعزيز  النظام الاتحادي الديمقراطي في عراق حرّ ومزدهر.

******************************************************

الصفحة الثانية

التخطيط: المثنى المحافظة الأفقر تليها بابل

بغداد _ طريق الشعب

قال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، إن محافظة المثنى ما زالت تتصدر قائمة محافظات العراق الأشد فقراً بنسبة 40%.

واضاف الهنداوي، أن "محافظة المثنى مازالت أعلى المحافظات في معدل الفقر، ولكنها شهدت انخفاضاً، حيث كانت نسبة الفقر في المثنى في الفترة السابقة 52% بينما الآن انخفضت إلى 40%، ولكن في المقابل كانت هناك محافظة بابل والتي أصبحت بالمركز الثاني بعد محافظة المثنى في نسبة الفقر بحوالي 37%".

وتابع أن "الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الفقر في المحافظات التي شهدت ارتفاعاً ربما تعود الى قلة المشاريع أو عدم إدراج المشاريع الجديدة، وربما أيضاً انخفاض قيمة الدينار بالمقارنة مع الدولار, هذه كلها أسباب قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى ارتفاع نسب الفقر، وهذه المؤشرات التي تم الإعلان عنها ترتبط بالفقر المادي أي ما يتعلق بالدخل والمورد الخاص بالأفراد والأسر".

************************************************

احتجاجات لاتنقطع الممرضون يلوّحون بالإضراب وأهالي فاجعة الهارثة يسألون: أين الوعود؟

بغداد _ طريق الشعب

شهدت محافظتا البصرة وبابل تظاهرات احتجاجية نددت بالتنصل من تنفيذ الوعود، فيما هددت نقابة الممرضين بتعليق العمل الجزئي أو الكلي، إذا لم تتم الاستجابة لمطالب الكوادر التمريضية.

ودعت النقابة المركزية جميع الملاكات التمريضية في العاصمة بغداد الى الحضور  للاجتماع في مقر النقابة ببغداد اليوم الاحد، من اجل البدء بالخطوات والاستعداد للمطالبة بالحقوق المسلوبة منذ سنوات.

وطالبت النقابة بزيادة مخصصات الخطورة، وادراج خريجي كليات التمريض  ضمن المجموعة الطبية واحتساب الخدمة البحثية، بالاضافة الى رفع التسكين لحاملي الشهادة الاعدادية.

الممرضون يلوحون بالاضراب

من جانبها، أعلنت نقابة التمريض في محافظة البصرة عن استعدادها لتصعيد إجراءاتها الاحتجاجية في حال عدم الاستجابة لمطالب كوادر التمريض في المدينة.

وأوضحت النقابة أنها تدرس تعليق العمل بشكل جزئي أو كلي، بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات ووقفات احتجاجية في الأيام المقبلة إذا لم يتم تحقيق مطالبها.

وفي بيان صادر عنها، شددت النقابة على أن الملاكات التمريضية في العراق قدمت تضحيات كبيرة في خدمة المرضى، مشيرة إلى أن مطالبها قد تم تأجيلها لفترة طويلة دون أن تتم الاستجابة لها من قبل الجهات المعنية. وأكدت النقابة أنها على أتم الاستعداد لتنفيذ خطوات تصعيدية، وذلك بالتنسيق مع رؤساء الفروع في جميع المحافظات وتوجيهات المقر العام.

ومن أبرز المطالب التي رفعتها النقابة: "رفع التسكين الوظيفي عن حملة شهادتي الدبلوم والاعدادية وتوجيه دوائر الصحة باعتماد آلية عمل موحدة وصحيحة". كما طالبت النقابة بـ"تعديل سلم الرواتب بما يتناسب مع حجم المسؤولية وطبيعة العمل، وتطبيق الكتب الوزارية التي نصت على إضافة التمريض إلى المجموعة الطبية، بالإضافة إلى زيادة مخصصات الخطورة تقديرًا للمخاطر التي يتعرض لها الممرضون في عملهم، وإقرار مخصصات الخدمة البحثية لدعم التطوير العلمي للملاكات التمريضية".

وشددت النقابة على "ضرورة توفير الإعاشة بشكل لائق، ومتابعة جودة الإعاشة المقدمة، بالإضافة إلى توفير أماكن استراحة تليق بالممرضين، وتفعيل الكتب الوزارية التي تنص على أحقية أصحاب الشهادات العليا في تسنم المسؤوليات، بدءًا من شعب شؤون التمريض في المؤسسات الصحية".

وأكدت النقابة أن هذه المطالب تأتي في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الممرضون والممرضات في المؤسسات الصحية، وسط الإهمال المستمر وعدم توفير بيئة عمل مناسبة. وفي ختام بيانها، دعت النقابة الحكومة ووزارة الصحة إلى التحرك العاجل وتلبية مطالبها المشروعة، محذرة من تصعيد الموقف إذا استمر تجاهل هذه المطالب.

ذوو ضحايا فاجعة الهارثة

فيما نظم أهالي فاجعة الهارثة في محافظة البصرة تظاهرة احتجاجية مطالبين بتنفيذ الوعود الحكومية التي تم التعهد بتنفيذها قبل عام، والمتعلقة ببناء مدارس وجسور مشاة. جاءت هذه التظاهرة بعد حادثة دهس مؤلمة راح ضحيتها 20 طفلاً في شهر نيسان 2024.

وكان الأطفال الضحايا قد تعرضوا لحادث دهس أثناء عبورهم طريق البصرة-بغداد في قضاء الهارثة بعد انتهاء دوامهم المدرسي. وقد أثارت الحادثة جدلاً واسعاً، وأصبحت قضية رأي عام بسبب غياب التخطيط لتوفير وسائل عبور آمنة للطلاب، وكذلك لعدم وجود بنية تحتية ملائمة في المنطقة.

وقال صالح السكيني، أحد منظمي التظاهرة: "نحن هنا في وقفة استذكارية لأرواح أطفالنا الذين فقدناهم في حادث مؤلم أثناء عبورهم الشارع بعد المدرسة. على الرغم من مرور عام كامل على الوعود الحكومية، إلا أن هذه الوعود لم تُنفذ حتى الآن، في حين تم صرف أموال كبيرة على مشاريع أخرى لم تصب في مصلحة المنطقة".

مزارعو الزبير

من جهة أخرى، نظم العشرات من مزارعي الطماطم في قضاء الزبير وقفة احتجاجية اعتراضًا على تصريحات مسؤول في وزارة الزراعة حول ضرورة فتح منافذ الاستيراد أمام محصول الطماطم.

وأكد أحد منظمي الوقفة، أن التصريحات الصادرة عن مسؤول قسم الإنتاج في وزارة الزراعة تُعد "غير مسؤولة" وتضر بمزارعي المحصول المحلي. وأوضح أنه رغم تصريحات المسؤول، فإن إنتاج الطماطم المحلي متوفر بكثرة ويكفي لسد احتياجات السوق المحلية، حيث يُنتج أكثر من 7 آلاف طن يوميًا.

وطالب المحتجون الحكومة ووزارة الزراعة بتقديم الدعم اللازم للزراعة المحلية، مشددين على أهمية منع استيراد الطماطم نظرًا لتوفر الإنتاج المحلي الذي يفي بالغرض. كما أكدوا أن فتح منافذ الاستيراد سيؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي ويضر بالمزارعين العراقيين الذين يعتمدون على محصول الطماطم كمصدر رزق أساسي.

اعتراضات على إدارة المستشفى التركي

وفي محافظة بابل، نظم أهالي المحافظة تظاهرة حاشدة أمام المستشفى التركي في مدينة الحلة، مطالبين بإلغاء عقد الشركة التركية التي تدير المستشفى، وذلك بسبب تردي الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

وكانت مدينة الحلة قد شهدت في 27 من شباط الماضي، تجمع العشرات من أبناء المحافظة أمام المستشفى التركي، احتجاجًا على إدارة الشركة المستثمرة، حيث رفع المتظاهرون لافتات تطالب بإلغاء العقد المبرم مع الشركة وتسليم المستشفى لإدارة محلية، مؤكدين أن هذا التغيير سيحسن الخدمات الصحية في المنطقة.

وأعرب المشاركون في التظاهرة عن استيائهم من أداء المستشفى، الذي رغم أهميته الكبيرة، لم يرتقِ إلى مستوى مناسب في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين. وأشاروا إلى أن سوء الإدارة من قبل الشركة التركية كان له تأثير سلبي على نوعية الخدمات المقدمة.

كما دعا المتظاهرون الجهات الحكومية المعنية إلى التدخل العاجل لإنهاء التعاقد مع الشركة التركية، والعمل على إيجاد حلول لضمان تشغيل المستشفى بكفاءة أعلى لتلبية احتياجات أهالي بابل.

********************************************************

لقاء مع حزب اليسار السويدي

ستوكهولم ـ طريق الشعب

 

في الرابع عشر من أذار الجاري، التقى في العاصمة السويدية، ستوكهولم، وفد يمثل الحزب الشيوعي العراقي مع النائبة البرلمانية عن حزب اليسار لوتتا فورنارفت. وقدم الوفد في بداية اللقاء عرضاً وافياً عن آخر التطورات في الساحة العراقية، ومن بينها نتائج الإحصاء السكاني الأخير وأزمة البطالة وسوء الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية والسكن والكهرباء، وتدهور الإنتاجين الصناعي والزراعي، ومشكلة الفساد المستشري في مفاصل الدولة وبقاء السلاح خارج سيطرتها، والتراجع عن الحقوق الديمقراطية، والتضييق على حرية التعبير، والتراجع الكبير في حقوق النساء، بعد قيام مجلس النواب، وفي صفقة لا شرعية ولا قانونية، بتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، وبشكل وأدت فيه مكتسبات حققتها المرأة العراقية في نضالها عبر العقود الطويلة.

كما شرح الوفد جهود الحزب لتحقيق شعار(التغيير الشامل) وسعيه لتشكيل تحالف وطني واسع قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة يضمن تغييراً في موازين القوى لصالح الخلاص من منظومة المحاصصة. كما تطرق الوفد إلى بقاء سيادة البلاد منقوصة بسبب الدور الأمريكي والإقليمي، ودعا الحزب الشقيق للتضامن مع طموحات الشعب العراقي وقواه الوطنية في الحرية والعدالة الاجتماعية.

من جانبها عبرت النائبة فورنارفت عن شكرها للوفد وشرحت تطورات الأوضاع السياسية في بلادها واستعدادها لعرض موضوع المرأة العراقية ومعاناتها أمام البرلمان مرة أخرى. وفي ختام اللقاء تم التأكيد على أهمية مواصلة تعزيز وتمتين العلاقات الرفاقية بين الحزبين. هذا وضم وفد الحزب الرفيقين فيصل الفؤادي وكفاح الذهبي والآنسة شلير الفؤادي.

***************************************************

ومضة.. الانتخابات المقبلة .. والمنتظر منها

صبحي الجميلي

تتزايد القناعة لدى اطراف وشخصيات سياسية ومهتمة بالشأن العام عندنا، بان استمرار الحال من المحال، وان منهج الحكم المتبع منذ عام ٢٠٠٣، والذي دفع باوضاع البلاد الى التأزم، ما انفك يولد المزيد من الازمات التي باتت تضيّق الخناق على المواطنين، وتزيد من معاناتهم متعددة الأسماء والعناوين.

ولعل هذه القناعة تتسرب الان او هي في طريقها الى أوساط تُعد من المتنفذة. وهي أوساط تحاذر في اعلان موقف او اتخاذ اجراء عملي محدد، لكنها آخذة بادراك الأمر، وتبدو مركزةً عينها على كيفية التكيّف، دون التغيير، حتى لا تفقد مصالحها ونفوذها وهيمنتها وسطوتها وامتيازاتها.

وبعكس هذه المواقف المترددة والخائفة، هناك غالبية على كبير قناعة من ان التغيير اصبح مطلبا وطنيا ملحا، وان أي مسعى بأي شكل الى تأجيل ذلك او عرقلته، معناه إلحاق المزيد من الضرر بالمواطنين، وادامة التخلف، وتعظيم تداعيات الازمة البنيوية العامة التي يمر بها البلد .

ضمن هذا الفهم والحاجة الى مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه وطننا وشعبنا، والناجمة عن عوامل داخلية متراكمة، وظروف إقليمية ودولية ضاغطة، نرى وجوب النظر الى موضوعة الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني المقبل، حسب الموعد الدستوري. 

بمعنى وجوب النظر الى الانتخابات في علاقتها بالتغيير، الذي غدا استحقاقا وطنيا، وليس ترفا فكريا. وان تكون العملية الانتخابية المقبلة احدى روافع هذا التغيير، الذي تتضافر عوامل داخلية وخارجية لدفعه الى واجهة المهام وأرأسها بالنسبة  لكل الديمقراطيين والوطنيين الحريصين على حاضر ومستقبل البلد.

وتزداد أهمية هذه الانتخابات عندما نقرأ ونسمع ونرى مواقف بعض الجهات، التي تبشرنا منذ الان بان نسبة المشاركة فيها لن تزيد في احسن الأحوال على ٣٠ في المائة، فيما جعل احدهم  "القدرة المالية" عنوانا للمنافسة فيها، قاصدا عملية البيع والشراء فيها .

ان علينا قراءة هذا جيدا، وبغض النظر عن مقاصد من اطلقها، فان العنوان هو المنافسة المحكومة بالقدرة المالية، وليس بالبرامج التي تقدمها الجهات المتنافسة في الانتخابات، بهدف تقديم الأفضل والاحسن للمواطن والوطن وإنقاذ البلاد مما هي فيه!

من يا تُرى يستطيع تغيير هذا الحال، وفرض التراجع على أصحاب هذه المواقف، ووضع حد لادعائهم تمثيل هذا المكون او ذاك، وإسقاط  شعار"ما ننطيها"، وتخليص البلاد وأهلها من تداعيات منهجهم الفاشل والمولّد للازمات ، منهج المحاصصة والتخادم المكوناتي؟

انهم المواطنون من دون شك، المواطنون المكتوون بنار الازمات، وهم أيضا القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية والديمقراطية، وكل المتطلعين الى عراق مختلف يستحقه العراقيون على اختلاف طوائفهم وألوانهم. وهؤلاء جميعا عليهم الشروع بحوار وطني بناء، يفضي الى اصطفاف سياسي وشعبي واسع، يفرض نفسه عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات، وفي مختلف النشاطات والفعاليات والحراكات المطلبية والجماهيرية، كبديل سياسي لمنظومة المحاصصة، محفزة الفساد وحاميته.

***************************************************

الصفحة الثالثة

تحاول ترميم صورتها بعد تعديل "الأحوال الشخصية" ناشطات: الحكومة تروّج إنجازات وهمية.. واقع النساء في العراق سيء

بغداد -طريق الشعب

بينما تروج الحكومة نجاحات كبيرة في مجال حقوق المرأة ووصفها بانها "غير مسبوقة"، يكشف الواقع عن فجوة واسعة بين هذه الادعاءات وما تعيشه النساء يومياً.

الحكومة تروج إنجازات غير مسبوقة من خلال إعلانها مبادرات عدة، لكن هذه “الإنجازات” بالنسبة لناشطات مدافعات عن حقوق المرأة،  لا تتجاوز التصريحات الإعلامية، دون أي تأثير حقيقي على حياة النساء، فما زالت المرأة العراقية تواجه تحديات كبيرة في مجالات التعليم، العمل، المشاركة السياسية، والصحة.

معطيات عن واقع المرأة

على مستوى التعليم تشير الإحصائيات إلى أن نسبة النساء الملتحقات بالتعليم في العراق قد بلغت 80 في المائة في التعليم الابتدائي، ولكن هذه النسبة تنخفض في مراحل التعليم الأعلى، حيث تبلغ نسبة الإناث في التعليم الجامعي 40 في المائة فقط.

وفيما يخص العمل فبحسب تقرير البنك الدولي، فإن نسبة النساء العاملات في العراق لا تتجاوز 14 في المائة من إجمالي القوى العاملة، ويواجهن تحديات كبيرة في التوظيف بسبب القوانين التقليدية ومحدودية الفرص.

اما عن المشاركة السياسية فتظل النساء في العراق غائبات عن مواقع اتخاذ القرار. ووفقاً لمؤشر التمكين السياسي للمرأة، فإن نسبة تمثيل النساء في البرلمان العراقي لا تتجاوز 25 في المائة، مما يحد من تأثيرهن في رسم السياسات العامة.

والحال لا يختلف بالنسبة للصحة فنسبة وفيات الأمهات في العراق لا تزال مرتفعة، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الوفيات يبلغ 50 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة حية، وهو ضعف المتوسط العالمي.

وفي عام 2024، شهد تعديل قانون الأحوال الشخصية بما يتناقض مع حقوق النساء، على اساس طائفي، قضم حقوقهن ومكتسباتهن القانونية.

وفي ما يخص التوظيف فقد أظهرت التقارير أن النساء لا يمثلن سوى 10 في المائة من التوظيفات في القطاع الخاص، حيث لا تتيح بيئة العمل فرصاً عادلة للمرأة.

ووفقاً لدراسة أجرتها وزارة الصحة، ارتفعت حالات الإصابة بالاكتئاب بين النساء بنسبة 15 في المائة نتيجة للضغوط الاجتماعية والاقتصادية.

ويرى معنيون، انه خلال هذه المعطيات، يظهر بوضوح أن الحكومة لم تحقق تقدماً ملموساً في مجال حقوق المرأة، وأن الادعاءات الحكومية تتناقض مع الواقع الذي تعيشه النساء في العراق.

الأسوأ في سجل حقوق النساء

في هذا الصدد، انتقدت المدافعة عن حقوق الإنسان، رؤى خلف، أداء الحكومة الحالية، معتبرة أنها “الأسوأ على صعيد حقوق النساء”، لا سيما مع تعديل قانون الأحوال الشخصية، التي قالت إنها “قوضت المكتسبات القانونية للمرأة، وأعادت تكريس الطائفية”.

وأضافت أن “الإنجازات التي يتحدث عنها السوداني لا تتعدى المؤتمرات وتشكيل لجان غير واضحة الأهداف والرؤية والنتائج، ولا تنعكس بأي شكل إيجابي على واقع النساء”.

وشددت خلف في حديثها مع "طريق الشعب"، على أن “أي منجز حقيقي يجب أن يُقاس بمؤشرات واضحة، مثل تحسين فرص التعليم والعمل للنساء، وتعزيز حصولهن على الخدمات الصحية، فضلاً عن دورهن الفعلي في صناعة القرار وتبوؤ المناصب السيادية، بعيداً عن الأدوار الشكلية والاستشارية التي لا تُحدث تغييراً حقيقياً”.

وأكدت أن الحكومة شهدت “تراجعاً غير مسبوق” في حقوق النساء، مضيفة: “حتى الحكومات السابقة، ورغم عدم استجابتها لمطالبنا، لم تصل إلى حد إقرار تعديلات تعزز العنف وزواج القاصرات والاغتصاب والطائفية، كما حدث مع محاولات تعديل قانون الأحوال الشخصية”.

تناقض مع الواقع

من جهتها، انتقدت الناشطة أمل كباشي ادعاءات الحكومة بشأن تحقيق إنجازات غير مسبوقة للمرأة، مؤكدة أن الواقع يعكس تراجعًا مستمرًا في مستوى الحقوق والتأثير السياسي للنساء.

وقالت، إن “الحديث عن تقدم وضع المرأة يتناقض مع المعطيات الفعلية، فالاهتمام بالمرأة وتحسين واقعها لا يتعدى عن سياسات غير قابلة للتطبيق لعدم توفر الإرادة السياسية الصادقة والموارد اللازمة".

واضافت كباشي في حديثها لـ "طريق الشعب"، ان هناك "تناقضاً واضحاً في تراجعات السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، في العمل الجاد لتحسين واقع النساء وتشريع القوانين المنصفة التي تحد من تأثير التمييز وعدم المساواة والعنف ضد النساء".

ولفتت الى ان "الارادة السياسية هي اهم تحد يواجه النساء، اضافة الى ان الهيمنة الذكورية على القرار، ساهمت في استبعاد النساء واضعاف ادوارهن عن المشاركة السياسية الفاعلة في تعزيز الامن والسلام".

واشرت في سياق حديثها "تراجعا واضحا في التمكين الاقتصادي  للمرأة وفرض وهيمنة الأعراف على قدرتها على التمتع بالحقوق والحريات كالقدرة على العمل او التعليم".

وأضافت أن “تمثيل المرأة في الحكومة الحالية لا يعد مؤشرًا على وجود قوة نسوية حقيقية، فرغم تعيين ثلاث وزيرات، إلا أنهن لا يمتلكن الوعي الكافي بقضايا المرأة وحقوقها”، مشيرةً إلى أن “إطلاق المجلس الأعلى لشؤون المرأة ظل مجرد إجراء شكلي، دون أن يكون له تأثير ملموس على أرض الواقع”.

وأكدت كباشي أن “الإنجازات التي تتحدث عنها الحكومة لا تتوافق مع الواقع، حيث لا تزال المرأة تعاني من تراجع اقتصادي وقضم مستمر لحقوقها، في ظل سياسات لا توفر أية حلول جادة للنهوض بواقع المرأة في العراق”.

انجازات غير واقعية

وضمن السياق، اعتبرت المحامية مروة عبد الرضا أن الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، خاصة بعد طرح تعديل قانون الأحوال الشخصية، دفع الحكومة إلى “الترويج لإنجازات غير واقعية”، بهدف تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي.

وقالت مروة في حديث لـ "طريق الشعب"، إن “الحكومة أعلنت عن تشكيل فريق من 5000 امرأة للعمل على قضايا النساء، بالإضافة إلى خمس مبادرات أخرى، دون أن يكون هناك وضوح حول مدى جدية هذه الخطوات أو استكمالها فعلياً”.

وأضافت عبد الرضا أن "هذه التحركات جاءت كرد فعل على الإحراج الذي تسبب به مجلس النواب للحكومة، ليس فقط من خلال تعديل قانون الأحوال الشخصية، بل أيضاً بسبب لجنة المرأة النيابية وسوء إدارتها لقضايا النساء".

وأشارت إلى أن “هذا الصراع دفع الحكومة للإعلان عن إنجازات قد لا تكون موجودة على أرض الواقع”، موضحة أن “الواقع الفعلي يظهر أن هناك تعديلات قانونية تتعارض مع حقوق النساء، وأن لجنة المرأة النيابية ذاتها تساهم في تقييد هذه الحقوق بدلاً من الدفاع عنها”.

وأضافت المحامية، أن “الحديث عن تمكين المرأة يجب أن يستند إلى مؤشرات حقيقية، مثل عدد الوزيرات والمديرات العامات، وفرص العمل المتاحة للنساء، وتحسين بيئة العمل لهن”، مشددة على أن “الحكومة الحالية لم تحقق أي تقدم ملموس في هذه الملفات، كما هو الحال مع الحكومات السابقة، وإن مجلس النواب كان الأسوأ في تعامله مع قضايا المرأة”.

************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق بين ضغوط واشنطن والواقع المعاش

نشر موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية تقريراً حول قرار الإدارة الأمريكية إلغاء إعفاءِ، سمح للعراق بدفع ثمن شراء الكهرباء من إيران، أشار فيه إلى أن القرار جاء جزءاً من حملة عقوبات "الضغط الأقصى" المُجدّدة التي أطلقتها إدارة ترامب ضد طهران، والتي صرّح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأنها "تضمن عدم منح إيران أي قدر من الدعم الاقتصادي أو المالي".

وذكر التقرير بأن العراق يستورد ما يصل إلى 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا من إيران بتكلفة تتراوح بين 4 و5 مليارات دولار سنويًا، وأن البلدين قد وقعّا اتفاقية تنظم هذه العلاقة لمدة خمس سنوات، وهو الأمر الذي لم تتعرض له واشنطن في قراراها آنف الذكر، حيث نقل الموقع عن مستشار لرئيس الحكومة قوله بأن الإدارة الأمريكية لم تلغْ الإعفاء لكنها قالت نوعّوا مصادر استيرادكم. اذهبوا إلى دول أخرى. 

وادّعى كاتب التقرير بأن قرار ترامب مفيد للعراق كي يتجه نحو الإعتماد على نفسه في مجال الطاقة، مشككاً بقدرة بغداد على ايجاد بدائل طاقة موثوقة.

العراق الإشكالي

ولموقع (Foreign Affair) كتب مايكل نايتس وحمدي مالك مقالاً أشارا فيه إلى أن المتغيرات التي اعقبت طوفان الأقصى قد تركت تأثيراً سلبياً كبيراً على إيران وحلفائها في المنطقة، بعد سنوات من هيمنة كبيرة على مفاصل مهمة فيها، دفعت بأحد أعضاء البرلمان الإيراني للتفاخر يوماً بأن حكومته تسيطر على أربع عواصم عربية هي بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء.

وذكر الكاتبان بأن الساسة العراقيين يبدون أكثر حرصًا من المعتاد على استرضاء الولايات المتحدة، وهو ما ظهر في أمثلة متعددة حسب زعمهما كتوقف العمليات العسكرية ضد القواعد الأمريكية في البلاد وإلغاء مذكرة اعتقال ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لارتكابه عملية المطار والتجاوب مع ما يطلبه البيت الأبيض، الذي يبذل أقصى الجهود لتقليص النفوذ الإيراني في البلاد بشكل دائم، من خلال الدبلوماسية الصارمة والتهديد بالعقوبات والعمليات الاستخباراتية، بعيداً عن العمل العسكري واسع النطاق.

غير أن نجاح واشنطن في ذلك سيخلق مشاكل جدية لطهران، التي تعتبر بغداد حليفاً موثوقاً به ومصدراً حيوياً لمساعدتها في مواجهة العقوبات الدولية المفروضة عليها، وخاصة في المجالين المالي والنفطي، حيث ادّعى المقال بأنها تنقل نفطها إلى المياه العراقية، ليصّدر من هناك بإعتباره نفطاً عراقياً. كما زعم الكاتبان بأن طهران تستفيد أيضاً في الجانب المالي من العمل مع القطاع المصرفي والإنتاجي في العراق، بشكل مباشر أو غير مباشر، كما في السياحة الدينية وواردات الأدوية والنقل والاتصالات والصناعات العسكرية.

الصراع بين القوتين

وأشار المقال إلى أن نفوذ إيران في العراق أكبر كثيراً من نفوذ الولايات المتحدة، رغم أن للبلدين رأي شبه مطاع فيما يتعلق بمن يتولى حكم العراق بعد كل انتخابات تشريعية. الاّ أن صوت طهران كان الأقوى في تشكيل أخر حكومة قياساً بالصوت الخافت حينها للبيت الأبيض. وبرر الكاتبان تساهل واشنطن مع تنامي وقوة هذا النفوذ إلى رغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على العلاقات مع الحكومة العراقية بأي ثمن، وخشيتها من أن ينهار العراق في حرب أهلية أو أن يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي.

ونصح الكاتبان إدارة ترامب بتغيير هذه السياسة واستعمال العصا والجزرة مع بغداد لإجبارها على إنهاء نفوذ طهران والإعتماد على الولايات المتحدة، مقترحين وضع خطوط حمراء واضحة يمكن للقادة العراقيين فهمها، وفرض عقوبات على من لا يتعاون في ذلك أو من يعادي أمريكا وخاصة ضد أي شخص ينتهك العقوبات المفروضة على إيران!

**************************************************

عين على الأحداث

حقيقة أم تبريرات

شنت القوات التركية المحتلة لمساحة في شمال البلاد، عدواناً عسكرياً مكثفاً خلال الإسبوع الماضي على منطقة العمادية وسفوح جبل متين بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني المعارض لها، مما أسفر عن استشهاد عدد من القرويين وحدوث خسائر مادية للسكان. هذا ويأتي التصعيد التركي بعيد Yعلان الحزب المذكور عن إلقاء السلاح والتوجه للمشاركة بالعمل السياسي، مما يثير القلق الكبير لدى العراقيين من أن تكون مكافحة ما تسميه أنقرة بالإرهاب، ذريعة لتنفيذ مخطط إستراتيجي طالما توهم بعض القوميين التوسعيين وحلفائهم تنفيذه بالمنطقة، وهو مخطط يستدعي تعاملاً رسمياً وشعبياً لإجهاضه، وفي إطار الحرص على حسن الجوار والمصالح المشتركة.

وين أيامك يا عبعب؟

كشفت المصاعب الكبيرة التي سببتها موجة الأمطار الأخيرة، عن فشل برامج التخطيط العمراني لافتقادها إلى التكامل بين مشاريعها المختلفة في ظل بنية تحتية متهالكة، وعدم التزام الجهات المعنية بالمعايير الهندسية اللازمة لضمان فعالية هذه المشاريع، وتغافل غير مبرر عن حساب الزيادة السكانية المتسارعة. ففيما أكدت أمانة العاصمة عن بلوغ كميات الأمطار ثلاثة أضعاف القدرة التصريفية للمجاري، أكد الخبراء على أن تدني كفاءة المسؤولين وتفشي الفساد وضعف هيبة القانون، عوامل مثبطة للعمل الجاد في الأمانة والبلديات، حتى لم يعّد لديها من همّ سوى الأرصفة التي تنفق المليارات لتجديدها بين سنة واخرى!

 

أدور على الصدگ يا ناس!

اتهم نواب الحكومة بعدم الشفافية بما تتعرض له من ضغوط داخلية واقليمية ودولية، وبشكل يؤثر سلباً على استراتيجياتها، فيما نسب مراقبون التضارب في المعلومات الرسمية المعلنة إلى رغبة الحكومة في إيهام المواطنين بأن ما تتخذه من قرارات جاء بناءً على إرادتها وليس استجابة لضغوط خارجية. وفيما تعّد العلاقات مع واشنطن وإيران والمشاكل مع أربيل، أبرزالقضايا الإشكالية للحكومة، يؤكد الناس على أن ضمان التعامل بندّية واستقلالية يشترط تمتين الصلة بين الشعب و"وأولي الأمر"، في علاقة تقوم على أساس احترام حقوق الناس ورفع مستوى معيشتهم وتحقيق مبدأي تكافؤ الفرص والمساواة أمام القانون.

شلون؟ مو عدنه وزارة بيئة!

كشف تقرير صادر عن شركة مراقبة جودة الهواء (IQAir)، عن تصدر العراق قائمة الدول الأكثر تلوثاً بمنطقة الشرق الأوسط لعام 2024، بمتوسط تركيز 38.4 ميكروغرام لكل متر مكعب من الجسيمات الدقيقة الخطرة (PM2.5)، متجاوزاً المعايير الصحية العالمية بأكثر من سبع مرات. ووضعت الشركة بغداد كأكثر المدن العربية تلوثاً بعد رأس الخيمة. هذا وفي الوقت الذي أكد فيه التقرير على أن تلوث الهواء يشكل تهديداً خطيراً للصحة والاستقرار البيئي، يطالب الناس الحكومة بالإنتباه جدياً لهذه الكارثة عبر حل مشكل تكدس المركبات في الشوارع وتزايد عوادم مولدات الكهرباء، وإلزام الجميع بضوابط حماية البيئة.

ماهكذا تؤكل الكتف!

في أجواء القلق من انخفاض أسعار النفط وتأثيراته المحتملة على الدخل الوطني، أثار أحد النواب تساؤلات حول مصير الإيرادات غير النفطية، كالضرائب وأجور الخدمات والكمارك وغيرها، مؤكداً على أنها لا تدخل خزينة الدولة بالكامل رغم حجمها الكبير الذي يوازي عائدات بيع النفط، وذلك بسبب سوء الإدارة وتفشي الفساد وضعف هيبة الدولة. هذا ويشير مراقبون إلى أن محاولة الحكومة تحسين هذه الإيرادات عبر رفع أسعار بعض المشتقات والخدمات، يرهق كاهل المواطنين، ويزيد من تسرب المال العام لجيوب الفاسدين، في وقت يحتاج فيه "أولو الأمر" للعمل على تحسينها عبر القيام بنشاطات إنتاجية وخدمية جديدة.

***************************************************

الصفحة الرابعة

الاستيلاء على عقارات الدولة فساد محمي وعجز برلماني وحكومي

بغداد - طريق الشعب

يمثّل ملف الاستيلاء على عقارات الدولة واحدا من أكثر مظاهر الفساد تعقيدًا في العراق، حيث استحوذت ولا تزال شخصيات واحزاب سياسية متنفذة واخرى نافذة على آلاف الممتلكات العامة بطرق غير قانونية، وسط غياب أية إجراءات حاسمة لاستردادها.

وعلى الرغم من المطالبات المتكررة باستعادة هذه العقارات، إلا أن البرلمان، الذي يفترض أن يكون السلطة الرقابية والتشريعية المسؤولة عن حماية المال العام، يقف عاجزًا عن اتخاذ أية خطوات فعلية، في ظل سيطرة جهات متنفذة مستفيدة من هذا الوضع، فيما يؤكد مختصون ان غياب الإرادة السياسية وارتباط الملف بتوازنات القوى النافذة يجعلان عملية الاسترجاع أقرب إلى المستحيل.

ما هو دور البرلمان؟

يقول عضو لجنة النزاهة النيابية هادي السلامي، أن جميع الحكومات المتعاقبة وحتى الحالية لم تحقق أي تقدم بملف عقارات الدولة، رغم التجاوزات الكبيرة من قبل أطراف سياسية متنفذة وفصائل مسلحة، على عقارات تقدر قيمتها بالمليارات".

وتابع السلامي في تصريح صحافي تابعته "طريق الشعب"، أن “سبب الإخفاق الحكومي بهذا الملف يعود إلى أن المتجاوزين على تلك العقارات هم جهات وشخصيات متنفذة. ولهذا يخشى الجميع من الاحتكاك بهم ومحاولة استرجاع العقارات التي استولوا عليها منذ سنين بشكل غير قانوني. ولهذا فإن حسم ملف كهذا يجب أن يكون بيد جهة قضائية مختصة حتى تكون بعيدة عن أية مجاملات أو ضغوطات سياسية”.

وأضاف، أن “مجلس النواب وعبر لجنة مختصة وكذلك باقي اللجان النيابية كشفت عن شبهات كبيرة في ملف عقارات الدولة، وقدمت هذا الأمر بالوثائق إلى الجهات ذات العلاقة والاختصاص، ونتابع معهم الإجراءات القانونية لإيقاف تلك التجاوزات وإرجاع تلك العقارات التي هي بالمليارات، لكن حتى اللحظة لا يوجد تقدم حقيقي بهذا الملف بسبب عدم وجود إرادة سياسية، بسبب الاستيلاء على تلك العقارات من قبل الجهات المتنفذة الحاكمة والمسيطرة على كامل المشهد الحكومي والسياسي”

غياب الإرادة السياسية

في هذا الصدد، أكد الاكاديمي والباحث في الشأن السياسي، د. غالب جواد أن استعادة عقارات الدولة المستولى عليها تمثل تحديًا كبيرًا يكاد يكون مستحيلًا في ظل الأوضاع الحالية.

وقال أن "هذه العقارات تنقسم إلى عدة أنواع بحسب الجهة التي استولت عليها"، مشيرًا إلى أن بعضها "خضع لسيطرة جهات متنفذة ومافيات سياسية وحزبية، حيث جرت عمليات استملاك بطرق احتيالية معقدة، أدت إلى نقل ملكيتها إلى شخصيات أو جهات سياسية، ما يجعل استرجاعها أمرًا بالغ التعقيد".

وأضاف جواد في حديثه لـ "طريق الشعب"، أن بعض العقارات جرى تأجيرها بمبالغ زهيدة ولمدد تصل إلى 26 عامًا، وهو ما يجعل استردادها بحكم المنتهي، وقد يتم تمليكها بشكل رسمي خلال السنوات الخمس المقبلة".

وزاد على حديثه بالقول ان هناك "عقارات تم تزوير مستندات ملكيتها، لا سيما أملاك اليهود والمسيحيين، في حين أن عقارات أخرى لم تُزوَّر لكنها تعرضت للاستيلاء، من قبل جهات متنفذة مدعومة بالمال والسلاح، خصوصًا العقارات المتروكة التي هاجر أو تم تهجير أصحابها خلال اضطرابات عامي 2006 و2007".

وكشف جواد عن أن العدد الإجمالي لعقارات الدولة المستولى عليها يبلغ نحو 111 ألف عقار، بينما لم يتم استرداد سوى 11 ألفًا منها، في حين أن البقية لا تزال قيد التحقيق.

وفيما يتعلق بدور الادعاء العام، أشار إلى أن "القضية معقدة بشكل يجعل تدخله أمرًا صعبًا، حيث تتطلب معالجات تتجاوز صلاحياته".

واختتم بالقول: “بدون إرادة سياسية فاعلة ومنصفة، لن تعود هذه العقارات إلى الدولة أو إلى أصحابها الشرعيين”.

لا تملك الجرأة

من جهته، قال الخبير القانوني أمير الدعمي أن ملف الاستيلاء على عقارات الدولة ما زال مستمرًا منذ عام 2003 وحتى اليوم، مبينا أن المفارقة تكمن في أن الجهات التي تطالب باسترداد هذه العقارات هي ذاتها التي تستولي عليها وتستغلها لصالحها.

وأوضح أن هذا الملف "أصبح مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي والدعاية الانتخابية، حيث أن معظم العقارات المستولى عليها تقع تحت سيطرة شخصيات سياسية بارزة وأحزاب متنفذة في غرف صناعة القرار، ما يجعل استعادتها أمرًا صعباً.

وذكر الدعمي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "المشكلة لا تقتصر على العقارات فقط، بل تشمل أموالًا ضخمة يمكن أن تساهم في رفد خزينة الدولة إذا ما جرى استثمارها بشكل صحيح، كتحويل بعض القصور والعقارات إلى متاحف أو مؤسسات عامة. غير أن الفساد المقنن يفتح بابًا آخر، حيث تُؤجَّر القصور الفخمة بأسعار رمزية، ما يُبخس حق الدولة".

وأشار الخبير القانوني إلى أن "البرلمان عاجز عن التصدي لهذا الملف، لأن من يقوده هم زعامات سياسية تستفيد من هذه العقارات أو تستولي عليها، الأمر الذي يجعل أي محاولة لاستعادتها شبه مستحيلة".

وفيما يتعلق بدور القضاء، أوضح الدعمي أن "الملف في جوهره حكومي وليس قضائيًا،  وإذا كانت هناك جهة متضررة من استيلاء شخصية سياسية على عقار معين، فيمكنها اللجوء إلى القضاء".

وتابع أن "رئيس الوزراء بإمكانه إصدار قرار بإعادة العقارات التي تستولي عليها الأحزاب والسياسيون إلى الدولة، وفي حال رفضت الجهات المستفيدة، يمكن للحكومة اللجوء إلى القضاء لاستصدار أحكام تُلزم المستولين بإخلائها".

وشدد الدعمي على أن "الحكومة هي الطرف المسؤول عن هذا الملف"، متسائلًا عن سبب "غياب دورها في المطالبة بحقوقها، خاصة أن الادعاء العام لا يمكنه تحريك الشكوى إلا بطلب من الجهة المتضررة، أي الحكومة نفسها؟". 

وأكد أن "غياب القرار السياسي والجرأة في اتخاذه يعود إلى تشابك المصالح بين الحكومة والأحزاب، إذ أن الحكومة الحالية نشأت من رحم هذه الأحزاب، وبالتالي لا يمكنها اتخاذ قرارات تزعج القوى السياسية النافذة".

واختتم الدعمي تصريحه بالتأكيد على أن "استرداد عقارات الدولة مرهون بالتوافقات السياسية، حيث تتحكم القوى المتنفذة في مصيرها"، معتبرًا أن أي حكومة "لا تملك الجرأة لمواجهة هذه الأحزاب، ما يجعل عملية استرجاعها أمرًا مستبعدًا".

إجراءات حكومية

من جهتها، أعلنت وزارة العدل، تشكيل لجنة تتابع تنفيذ قانون رقم 3 لسنة 2025 الخاص بإعادة العقارات الى أصحابها، فيما أشارت الى أن تنفيذ القانون يتطلب 6 أشهر.

وقال المتحدث باسم وزارة العدل أحمد لعيبي للوكالة الرسمية إن "اللجنة بحثت تنفيذ قانون رقم 3 لسنة 2025، الخاص بإلغاء قانون مجلس قيادة الثورة المنحل، وإعادة العقارات الى أصحابها، وأكدت الحاجة الى إصدار تعليمات لتنفيذ القانون خلال فترة 6 أشهر"، لافتاً الى أن "اللجنة برئاسة الوكيل الأقدم لوزارة العدل زياد التميمي، وتضم في عضويتها ديوان الرقابة المالية، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارة الزراعة".

أما بخصوص معالجة قرار مجلس الوزراء رقم 29 لسنة 2012، فقد أوضح المتحدث باسم وزارة العدل أن "الاجراءات لتنفيذ القرار لم تستكمل بعد، ورفعت توصية الى رئيس الوزراء لتشكيل لجنة برئاسة مدير عام دائرة الأراضي الزراعية في وزارة الزراعة، لغرض دراسة ظروف كل حالة، والسماح للمواطنين بمزاولة نشاطهم الزراعي في حال عدم وجود مانع قانوني يحول دون ذلك".

وأشار الى أن "اللجنة رفعت توصية الى رئيس الوزراء بالإيعاز الى قيادة عمليات كركوك بإزالة التجاوزات عن العقارات التي ليس عليها نزاع قانوني، لغرض السماح لأصحابها بمزاولة نشاطهم وفق القانون".

وتابع أن "اللجنة أوصت أيضاً، بالإيعاز الى عمليات كركوك وديوان المحافظة ورؤساء الوحدات الإدارية، بتشكيل فرق لزيارة المناطق المشمولة وتوعية المزارعين بأن صدور تعليمات تنفيذ القانون رقم 3 لسنة 2025، سيكون كفيلاً بحل جميع الإشكاليات التي عانوا جراءها لسنوات طويلة".

*************************************************

موظفو العقود: تركنا عملنا وراتب الرعاية الاجتماعية ولم نحصل على حقوقنا الوظيفية

بغداد – تبارك عبد المجيد

يعاني موظفو العقود في العراق من غياب الشفافية وضبابية مصيرهم الوظيفي، حيث يعملون بنفس ساعات دوام موظفي الملاك دون الحصول على الحقوق الأساسية مثل الإجازات والمكافآت. ويعود ذلك إلى غياب التخطيط الاقتصادي الاستراتيجي في العراق، ما خلق تفاوتًا بين موظفي الملاك والعقود في الحقوق والامتيازات، وأدى إلى مشاكل اقتصادية وإدارية مثل البطالة المقنعة والفساد.

لا عناوين وظيفية

وكان العشرات من معترضي ملحق العقود في تربية محافظة الديوانية، نظموا قبل شهر، تظاهرة أمام مبنى الحكومة المحلية مطالبين باستكمال الإجراءات الإدارية والمالية المتعلقة بهم. وقال عدد من المشاركين في التظاهرة إنهم يطالبون المحافظ وأعضاء مجلس النواب بضرورة إكمال إجراءات لجنة التدقيق ورفع الكلف المالية المتعلقة بهم، مشيرين إلى أن التأخير والمماطلة في معالجة قضاياهم قد تأخر كثيرا، ما أثر سلبًا على أوضاعهم الوظيفية.

ولحق ذلك تظاهرة أخرى في بغداد لأصحاب عقود قانون الأمن الغذائي في العديد من المحافظات، وكان ذلك في نهاية شهر شباط، حيث طالبوا بحل مشاكلهم الوظيفية والإدارية في أسرع وقت ممكن.

يقول حسين عواد، أحد موظفي العقود في العراق، إنهم منذ عام 2021 وحتى الآن لا يعرفون مصيرهم الوظيفي، مشيرًا إلى أنهم لا يمتلكون عنوانًا وظيفيًا رسميًا ولا يشملهم أي نوع من الإجازات السنوية أو الشهرية، كما أنهم لا يحصلون على المكافآت، في حين أنهم يعملون بنفس ساعات دوام موظفي الملاك. وأضاف عواد: "نحن نعمل بنفس الشروط والظروف، ولكن لا نحصل على نفس الامتيازات التي يتمتع بها زملاؤنا في الملاك."

وأشار إلى أن جميعهم خريجو جامعات، ومع ذلك لم يتم تثبيتهم على الملاك الدائم أو تحويلهم إلى قانون 315 الخاص بتثبيت موظفي العقود، قائلًا: "قبل العقد كنت احصل على راتب الرعاية وكان هذا أفضل بالنسبة لي من الوضع الحالي".

وأكد عواد أن غياب الشفافية وعدم وضوح مصيرهم يعزز شعورهم بالإحباط والإهمال، فيما ناشد الجهات المعنية ضرورة النظر في مطالبهم.

ويخطط عواد وزملاؤه لتنظيم تظاهرة واعتصام كبير بعد شهر رمضان، في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم.

غياب نظام العقود

وقال الخبير الاقتصادي دريد العنزي أن "العراق يعاني من غياب نظام عقود رسمي في الاقتصاد الوطني، ما أدى إلى ظهور مشاكل اجتماعية واقتصادية مع تزايد التعاقدات غير المدروسة"، مشيرا إلى أن "التعيينات العشوائية التي شهدتها البلاد بعد مرحلة من التخمة في التوظيف، قد تجاوزت نسبتها مستويات دول ذات تعداد سكاني عالٍ، ما أسهم في فشل السياسة الاقتصادية في جانب التشغيل". وأكد العنزي في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "هذه الظاهرة تحتاج إلى قانون خاص ينظم التعاقدات بين الدولة ومختلف شرائح المجتمع، لضمان احتساب مدة العقد لأغراض الخدمة والترفيع والعلاوات والإجازات". وأضاف، أن هذه التعاقدات المدفوعة وغير المدفوعة قد تسببت في خلق هيجان اجتماعي غير محسوب، خاصة مع وعد العديد من المتعاقدين بالتثبيت، وهو ما أصبح يمثل عبئًا إضافيًا على الموازنة الحكومية.

وأشار العنزي إلى التفاوت الواضح بين الموظفين الرسميين والمتعاقدين في نفس الدوائر الحكومية، حيث يتمتع الموظف الدائم بكل الامتيازات، بينما يتلقى المتعاقدون امتيازات أقل بكثير، ما يخلق عدم عدالة في التعامل معهم. كما أكد أن هذه الفجوة تؤدي إلى تزايد المشاكل الاجتماعية، خصوصًا مع الزيادة المستمرة في أعداد الخريجين والشباب الجدد الذين يدخلون سوق العمل سنويًا.

وطالب العنزي بإجراء دراسة ميدانية دقيقة لواقع التعاقدات السابقة والحالية، ودعا إلى ضرورة تنظيم التشغيل في العراق من خلال التشغيل المنتج الذي يسهم في خلق وظائف مستدامة وتوفير رواتب مناسبة للعمال، مشيرًا إلى أن الحلول الاقتصادية تكمن في إيجاد فرص عمل حقيقية ومستدامة تلبي احتياجات الشباب العراقي وتخفف من الضغوط الاجتماعية

انعدام الرؤية

وفي السياق، يقول الأستاذ الدكتور علي عبد الهادي سالم، الحاصل على دكتوراه في الاقتصاد الدولي والتخطيط الاقتصادي، إن "الحديث حول وضع موظفي العقود في العراق، وما يتعلق بحصولهم على حقوقهم أو دورهم ضمن الهيكل الحكومي، هو حديث معقد يواجه العديد من الإشكاليات". ويؤكد سالم لـ "طريق الشعب"، أن "جزءًا كبيرًا من المشكلة يعود إلى انعدام رؤية واضحة وغياب التخطيط الاستراتيجي والسياسات الاقتصادية المدروسة في العراق، التي من المفترض أن تتواكب مع الواقع الاقتصادي والإنتاجي والخدمي للبلاد".

وفقًا للدكتور سالم، فإن التخطيط الاقتصادي في العراق لم ينبع من دراسات واقعية مبنية على أسس علمية، بل جاء كردود فعل على أحداث سياسية أو اقتصادية طارئة، مثل زيادة الإيرادات من مبيعات النفط أو الاستجابة لضغوطات الكتل السياسية الفاعلة التي استثمرت هذه القضايا لأغراض انتخابية. هذه الفوضوية في إدارة الموارد أدت إلى خلق وضع ضاغط نتيجة تزايد أعداد الموظفين في الملاك والعقود، ما أسهم في تفاقم الوضع الاقتصادي وزيادة الضغوط على الموازنة السنوية.

من النقاط التي يطرحها الدكتور سالم هي سوء إدارة الموارد وغياب التنمية المستدامة وعدم حماية الحقوق، ما أدى إلى انتشار ظواهر مثل الفساد والمحاصصة. فعلى الرغم من تزايد أعداد الموظفين في الحكومة، إلا أن هناك العديد من المشاكل الإدارية، مثل البطالة المقنعة، وانتشار ظاهرة الفضائيين في دوائر الدولة. ويتابع بالقول: "إضافة إلى ذلك، تزداد الوظائف المزدوجة، حيث يعمل البعض في أكثر من مكان أو وظيفة، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، ما يعكس حجم الفوضى الإدارية وعدم وجود آليات رقابة فعالة. كل ذلك يساهم في خلق ثقل اقتصادي وضغط كبير على الميزانية الحكومية، ويظهر عجز الحكومة أحيانًا في تغطية الرواتب بسبب الإدارة السيئة للموارد".

ويرى سالم، أن "هناك تفاوتًا واضحًا بين موظفي الملاك وموظفي العقود من حيث الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. فهذا التفاوت يضرب مفهوم العدالة والمساواة في الصميم. فموظف العقود لا يحصل على نفس الامتيازات التي يحصل عليها موظفو الملاك، وهذا لا يقتصر على الحقوق المالية فقط، بل يمتد أيضًا إلى حقوق أخرى مثل التأمين الصحي والتقاعد، ما يؤدي إلى شعور بالظلم بين هذه الفئات".

ويختتم سالم بالتأكيد على أن "الحكومة يجب أن تكون مساهمة فعالة في خلق فرص العمل وتنظيم عمل السوق بشكل عادل، بحيث تتحمل مسؤوليتها في إدارة الأموال العامة والثروات الوطنية، وتعمل على تحقيق العدالة والمساواة لجميع موظفي الدولة، سواء كانوا في الملاك أو العقود".

*****************************************************

موقف مشترك لمؤتمر الاتحادات والنقابات العمالية والمجلس النقابي العمالي حول إعداد قانون التنظيم النقابي للعمال والموظفين

بغداد – طريق الشعب

أعرب مؤتمر الاتحادات والنقابات العمالية العراقية والمجلس النقابي العمالي العراقي، اللذان يضمان عشرة اتحادات عمالية، عن تأييدهما لإعادة صياغة مقترح قانون "التنظيم النقابي للعمال والموظفين في العراق". ويأتي هذا التأييد في إطار نضال الحركة النقابية العمالية العراقية من أجل تشريع قانون وطني يتماشى مع الدستور العراقي لعام 2005 واتفاقيات العمل الدولية التي وقع عليها العراق.

وفي البيان الصادر عن الاجتماع المشترك، أكد المشاركون على ضرورة أن يتضمن مشروع القانون المقترح المقترحات والملاحظات التي تقدمت بها الاتحادات العمالية، لضمان التوافق مع النهج الديمقراطي المنفتح للعراق ومصادقته على الاتفاقيات الدولية التي تضمن حقوق العمال وحرية التنظيم النقابي.

وأوضح البيان، أن الاتحادات العمالية تدعم بقوة ممثليها في لجنة إعداد المشروع، مشيرين إلى أن القانون الجديد يجب أن يشمل العاملين في جميع قطاعات الإنتاج (العام، الخاص، المختلط، التعاوني) بما يعزز حركة نقابية ديمقراطية حرة ومستقلة في العراق.

وأضاف البيان أن هذا القانون سيضمن تعددية نقابية إيجابية ويساهم في بناء مجتمع عمالي متماسك.

كما أشار البيان إلى أن الحركة النقابية العمالية العراقية تستحق قانونًا ينظم عملها ويعبر عن حقوقها ومصالحها دون تهميش أو إضعاف، ويؤكد على أهمية الحفاظ على مبدأ المساواة مع الحركة النقابية العربية والدولية. وأكد البيان ضرورة الدفاع عن حق العمال في تشكيل تنظيماتهم النقابية بحرية واستقلالية تامة، دون محاولة لإلغاء دورهم أو فرض قوانين تحد من إرادتهم.

وفي الختام، دعا البيان جماهير العمال والعاملين في جميع قطاعات الإنتاج إلى الوقوف بحزم للدفاع عن حقوقهم وحريتهم في إقامة تنظيماتهم النقابية بحرية واستقلالية، مؤكدًا أن هذا المسعى يهدف إلى تحقيق التزامات العراق الدولية وحماية سمعته على الساحة العالمية، والتخلص من قوانين الحقبة الدكتاتورية.

**************************************************

الصفحة الخامسة

أمام مرأى الحكومة لهيب بدل الإيجار يحرق الفقراء ومحدودي الدخل

متابعة – طريق الشعب

أصبح ارتفاع أسعار الإيجارات في العراق، أزمة مزمنة تستفحل يوما بعد آخر، وتضع عوائق كبيرة أمام المواطنين الباحثين عن سكن، لا سيما الفقراء وذوو الدخل المحدود. ويضطر هؤلاء إلى البحث عن مساكن متهالكة في مناطق تفتقر للخدمات الأساسية والبنى التحتية، على اعتبار ان أسعار إيجاراتها في المتناول، أو يتوجهون إلى السكن العشوائي.

وتتصدر بغداد قائمة المدن ذات تكاليف المعيشة المرتفعة. حيث باتت أسعار العقارات والإيجارات مخيفة، توازي مثيلاتها في عواصم مزدهرة، وربما أكثر – وفق ما يؤكده متابعون، مشيرين إلى ان الغلاء لا يقتصر على العقارات فقط، إنما يشمل أيضا كل متطلبات المعيشة. 

وبينما ازداد خلال السنوات الأخيرة بناء مجمعات سكنية كثيرة داخل العاصمة ومراكز المحافظات، لا يقوى الفقراء على شراء أو استئجار وحدات سكنية في تلك المجمعات التي تبدو مخصصة للأثرياء فقط بسبب ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.

ويشير المتابعون إلى ان من أسباب ارتفاع أسعار الإيجارات والعقارات في العراق بشكل عام، هو الحاجة المتزايدة للسكن، والهجرة الجماعية من الأرياف إلى المدن، فضلاً عن دخول غاسلي الأموال إلى هذا القطاع.

وبحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن في العراق 2024، بلغت نسبة الأسر المالكة للوحدات السكنية 72.15 في المائة. لكن متابعين يرون أن هذه النسبة غير دقيقة! 

تشكيك في النسبة الرسمية

تثير نسب الأسر المالكة للوحدات السكنية في العراق، شكوك الخبير الاقتصادي دريد العنزي، الذي يرى في حديث صحفي أن "هناك عدم مصداقية لدى الجهات الرسمية في اعطاء عدد واضح لسندات تملّك العقارات".

ويبيّن أن وزارة التخطيط أعلنت أنه قرابة 72 في المائة من الأسر لديها سندات تملك وحدات سكنية، وعند مطابقة هذه النسبة على عدد السكان يظهر أن 33 مليون مواطن يعيشون في وحدات سكنية يمتلكونها، ما يعني انه ليست هناك أزمة سكن "وهذا غير صحيح"!

وعن أسباب ارتفاع أسعار الإيجارات، يوضح العنزي أن "إحصاءات التعداد السكاني أكدت وجود هجرة كبيرة من الأرياف إلى المدن، خاصة إلى بغداد نظرا لوجود مجال عمل أوسع فيها، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجارات والعقارات بشكل عام".

ويشير إلى ان "محافظة المثنى كانت قبل حوالي 4 سنوات أقل محافظة في أسعار الإيجارات، ما دفع سكان الجنوب للتوجه إليها، وبالتالي أدى ذلك إلى ارتفاع اسعار الإيجارات في المحافظة"، مؤكداً أن "مشكلة ارتفاع أسعار الإيجارات لم تجد لها الحكومة حلاً جذرياً، كما لا توجد رؤية حقيقة لمعالجتها".

الحكومات لم تنصف الفقراء

الخبير في مجال العقارات عبد السلام حسين، يرى أن "الحكومات المتعاقبة لم تنصف الطبقات الفقيرة المعدمة، رغم أن الدستور أكد في عدد من مواده توفير العيش الكريم والخدمات للمواطنين".

ويلفت في حديث صحفي إلى ان "من أسباب غلاء الإيجارات، زيادة توجه متنفذين نحو شراء وحدات سكنية، الأمر الذي تسبب في مضاعفة أسعارها"، مضيفا أن "الطلب على العقارات من قبل المتنفذين بات غير طبيعي، وهذا يعود إلى محاولة تجنب المساءلة القانونية عن أموالهم في المستقبل. إذ ان العملية عبارة عن غسيل أموال".

لا رقابة حكومية على سوق العقارات

يلاحظ أن أسعار الايجارات والعقارات في العراق لا تخضع لمراقبة من الجهات الحكومية لمنع التلاعب بها. ووفقا للمتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان والبلديات، نبيل الصفار، فإن "تحديد الأسعار لن يمنع من التلاعب بها لوجود حاجة فعلية للسكن".

ويضرب الصفار في حديث صحفي، مثالا على ما أشار إليه، مبينا أن "سعر المتر المربع الواحد في مجمع بسماية السكني في بغداد، محدد بـ600 دولار، لكن البيع يتم عن طريق مكاتب عقارية بسعر أعلى من السعر المحدد. لذلك حتى وإن كانت هناك محددات، فلن يتم الالتزام بها لوجود حاجة كبيرة للسكن في ظل قلة المعروض".

ويوضح أن "السوق عرض وطلب، والكثيرين من أصحاب رؤوس الأموال باتوا يتاجرون بقطاع العقارات كونه سوقاً رائجاً ويشهد طلباً متزايداً".

ويؤكد الصفار أن "السيطرة على سوق العقارات يتم عن طريق ضخ أكبر عدد ممكن من الوحدات السكنية في السوق. لذلك ان التوجه الحكومي الحالي هو زيادة الرصيد السكني وتوزيع وحدات سكنية لبعض الفئات المجتمعية المحتاجة".

ويخلص إلى أن "النسبة الأكبر من الأراضي المخدومة التي يتم العمل بها ضمن مشروع المطور العقاري، سوف تُوزع على فئات مجتمعية تشمل ذوي الشهداء والرعاية الاجتماعية والأرامل والمطلقات والنقابات والمواطنين من غير الموظفين، وتصل إلى 21 فئة في بغداد والمحافظات".

**********************************************

كربلاء سقوط لعبة في مدينة ألعاب يخلف 7 إصابات

متابعة – طريق الشعب

 

تعرض سبعة أشخاص، نساء وأطفالا، أول أمس الجمعة في مدينة كربلاء، إلى إصابات جراء سقوط لعبة في مدينة ألعاب "ضوء القمر".

وقال مدير إعلام صحة كربلاء سليم كاظم، أن الحادث أسفر عن إصابة ثلاثة أطفال وأربع نساء، مبينا في حديث صحفي أن المصابين نُقلوا إلى المستشفى، وأن حالاتهم بسيطة.

ووفقا لوكالات أنباء، فإن اللعبة، وتسمى "المقص"، تصنيع عراقي، وهي مؤلفة من هيكل حديدي مستند إلى عامود يبلغ ارتفاعه 10 أمتار، وقد سقطت نتيجة وجود خلل في الأساس الأرضي للهيكل الحديدي.

إلى ذلك، قال مدير العلاقات العامة في الدفاع المدني،  نؤاس صباح، أن "مدينة الألعاب جرى إغلاقها من قبل فرق الدفاع المدني".

وسبق أن تكررت حوادث مشابهة في محافظات أخرى. ففي شباط العام الماضي تعرض 18 شخصا معظمهم أطفال، لإصابات نتيجة سقوط إحدى الألعاب في مدينة الكوت. يأتي ذلك في ظل عدم الالتزام بشروط السلامة، وعدم وجود رقابة رسمية حقيقية تتابع مدى التزام الأماكن الترفيهية بتلك الشروط.

********************************************************

نهر الديوانية يختنق بالأدغال والنفايات!

الديوانية - عادل الزيادي

يعاني نهر الديوانية في جزئه الذي تطل عليه بنايتا المحافظة القديمة ومديرية البريد، انتشارا كثيفا للقصب والادغال والنفايات على ضفتيه، حتى صار يبدو كأنه ترعة وليس نهرا كما يسمى على الخارطة! فبسبب هذه المشكلة بات عرض النهر يتقلص يوما بعد آخر، وقد يبلغ في النهاية بضعة أمتار معدودات.

دعوة للجهات المسؤولة إلى تنفيذ حملة تنظيف وكري للنهر في كلتا ضفتيه، مع ازالة النفايات لتعود المياه تنساب بشكل طبيعي، بما يساهم في إظهار الوجه الجمالي والحضاري للمدينة.

******************************************************

أهالي حيي {اللؤلؤة} و{الطوبجي} البغداديين: شكرا على حملتكم الخدمية غير المكتملة!

بغداد – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي المحلتين 643 في حي اللؤلؤة و410 في حي الطوبجي بجانب الكرخ، من عدم إكتمال حملة إعمار نُفذت في المحلتين، وهما من المناطق الزراعية، رغم أن الجهات المعنية احتفلت رسميا باكتمال الحملة!

وأوضح عدد من سكان المحلتين لـ"طريق الشعب"، أن "ملاكات شركة الفاو الهندسية باشرت حملة اعمار واسعة في مناطق المحلتين، وبذلت جهودا كبيرة في جعل تلك المناطق أفضل من السابق"، مستدركين "لكن الذي حدث هو ان الشركة التي جرى تكليفها مع فريق الجهد الخدمي والهندسي بإنجاز الحملة، لم تنجز اعمالها بصورة تامة، ما جعل أهالي المحلتين في حيرة من امرهم، خصوصاً ان فريق العمل نظم احتفالا رسميا بالإنجاز، حضره مسؤولون ونواب، ورُفعت فيه تقارير إعلامية تفيد بإنجاز مهم تحقق للمواطنين في المنطقتين، حتى ان صورا عملاقة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رُفعت في الموقع، باعتباره راعيا لهذا الإنجاز".

وأكد السكان ان "خللا كبيرا أصاب الشوارع التي جرى تعبيدها بواسطة الطابوق المقرنص، رغم ان المنطقة لم يكتمل اعمارها. فقد حصلت تخسفات في الشوارع، بعد مرور أيام قليلة على رص المقرنص، وذلك بسبب عدم دقة العمل وعدم تسوية التربة وحدلها ورصها بشكل جيد، قبل وضع المقرنص"، منوهين إلى انه "في حال استمر الوضع كما هو عليه، فإن المنطقة سوف تعاني في القريب العاجل تكسر شوارعها".

ولفتوا الى ان "مهندسي شركة الفاو الهندسية لم يقوموا بتصحيح هذه الأخطاء، رغم طلباتنا المتكررة منهم، بل ان الطلبات قوبلت بالاهمال والتسويف. فقد سبق أن نبّهناهم إلى وجود خلل كبير في فرش مادة السبيس، وإلى عدم حدل الشوارع بواسطة حادلة كبيرة، وان العمال استخدموا مقرنصا متضررا (مكسور ومثلوم ومفطور)، وانه لم يجر تسليط الشوارع بطريقة صحيحة، إضافة الى وجود خلل في نصب شبكات تصريف مياه الامطار، فضلاً عن سوء دفن انابيب الصرف الصحي. اذ جرى وضعها دون أي عازل بينها وبين الأنقاض ما يعرضها لخطر الكسر في اية لحظة.. نبّهناهم إلى كل ذلك، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء".

وأشار السكان إلى أنه "في حفل الافتتاح الوهمي قيل ان العمل سوف يستمر لحين انتهاء حملة الاعمار. ومرت أيام على الحفل وإلى الآن لم نلمس أي دقة في تلبية تلك الوعود. حتى ان سكان المحلة 410 تظاهروا في اليوم التالي بعد الحفل، وطالبوا بسرعة انجاز الاعمار وبدقته. اذ تبين ان العمل فيه خلل كبير. علما ان حفل الافتتاح أقيم في منطقة بعيدة عن المحلة 410"!

وطالب السكان فريق الجهد الخدمي والهندسي، ومسؤولي شركة الفاو الهندسية، بزيارة المنطقة ومقابلة المواطنين، والاطلاع ميدانيا على الخلل الحاصل في حملة الاعمار، وعدم الاعتماد على تقارير المهندسين.

************************************************

اگول.. ابدأوا بالأهم

آيات سعدون

يتذكر الجميع حملات اعمار الأرصفة التي تُطلق عادة مع اقتراب أي حملة انتخابية، وكيف يستغل المتنفذون والفاسدون ذلك من اجل ايهام المواطنين بتحقيق منجز، بغية إعادة انتخابهم مرة أخرى، لكنهم سرعان ما يتنصلون عن وعودهم الانتخابية، ويعودون الى سابق عهدهم أوفياءً لنهج المحاصصة، الذي يتسترون خلفه من اجل نيل السلطة والبقاء فيها.

في الآونة الأخيرة، تكررت الحملات ذاتها. اذ يلاحظ المواطنون رفع الكثير من الأرصفة التي لم يمر على رصفها سوى أعوام قليلة، وإعادة بنائها بطريقة جديدة، وليس في ذلك سوى هدر للمال العام وإضاعة للوقت والجهد والأولويات.

ما يثير الاستغراب هو ان الجهات المعنية لم تحوّل هذا الجهد المهم في الاعمار الى تعبيد الطرق المتضررة، التي تعد احد اهم عوامل زيادة الازدحامات المرورية. اذ نلاحظ في الكثير من الشوارع ازدحامات شديدة بسبب وجود مطب او تكسر في مقطع معين من الشارع، ما يضطر السائقين الى تخفيف سرعة مركباتهم، وبالتالي تتكدس السيارات وتحصل ازدحامات خانقة.

من اهم الشوارع التي تحتاج الى حملة سريعة للاعمار عبر القشط وإعادة التعبيد، هما شارعا قناة الجيش وسريع محمد القاسم، باعتبارهما طريقين حيويين تمر منهما يوميا مئات آلاف السيارات!

أقول ذلك واتذكر كلام مسؤول كبير وجه له سؤال عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن سبب عدم إعمار انفاق قناة الجيش. اذ أجاب المسؤول: "ما عدنه فلوس". فوُّجه إليه السؤال التالي: "ترى من اين اتيتم بالأموال لاعادة اعمار ارصفة هي ليست ذات أولوية مثل الشوارع؟!".

اخيراً أوجّه انتباه المسؤولين الى ان احد التكسرات في قناة الجيش يسبب خسائر مادية للمركبات، وقد يؤدي الى خسائر بشرية، فمن يتحمّل ذلك؟!

***************************************************

مستشفى البصرة العام بلا علاج بيولوجي

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من المرضى في محافظة البصرة من عدم توفر العلاج البيولوجي، لا سيما ما يُطلق عليه "سيمبوني"، في مستشفى البصرة العام، مبينين انهم يعانون أمراضا مزمنة تتطلب الحصول على جرعات دورية من هذا العلاج، مثل التهاب المفاصل التصلبي ومرض المناعة الذاتية.

وأوضحوا في حديث صحفي، ان هذا العلاج غير متوفر في المستشفى منذ فترة، وحتى الصيدليات الأهلية خالية منه، رغم انه لو توفر فيها يُباع بسعر باهظ، مطالبين دائرة صحة البصرة بتوفير العلاج على وجه السرعة، قبل أن تتفاقم حالاتهم المرضية.

**********************************************

مواساة

  • تتقدم رابطة الاكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة، بالتعازي الخالصة إلى الزميلة البروفيسور سلوى السام، برحيل طيبة الذكر السيدة الفاضلة والدتها ليلة الأربعاء 12 آذار في برمنغهام، بعد مرض لم يمهلها طويلا.

للفقيدة الذكر الطيب وللعزيزة د. سلوى وعائلتها الكريمة جميل الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى واللجنة الأساسية للحزب في بهرز، الرفيق د. عماد مجيد محمد خضير، الذي توفي اثر مرض عضال.

كان الفقيد مناضلا لصيقا بحزبه حتى آخر نبض في حياته، وهو شقيق شهيدتي الحزب كوثر ورجاء.

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه وأصدقائه في بهرز الصبر والسلوان.

**********************************************************

الصفحة السادسة

طرد سفير جنوب أفريقيا لأنه "يكره" ترامب

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن سفير جنوب أفريقيا إبراهيم رسول شخصاً غير مرغوب فيه في الولايات المتحدة، وكتب على الوزير على منصة "أكس" أن "السفير سياسي يؤجج التوترات العرقية يكره الولايات المتحدة والرئيس ترامب". وأضاف روبيو: "ليس لدينا ما نناقشه معه، وبالتالي فهو يعتبر شخصا غير مرغوب فيه".

وردت بريتوريا على هذه الخطوة بيان أنها "أخذت علما بالطرد المؤسف للسفير" ودعت "كل الأطراف المعنيين والمتأثرين إلى الحفاظ على اللياقة الدبلوماسية الراسخة في تعاملهم مع المسألة".

****************************************************

المكسيك:  نرفض التدخلات الامريكية

جدّدت رئيسة المكسيك اليسارية كلاوديا شينباوم، معارضتها أي تدخل عسكري أميركي ضد عصابات المخدرات على الأراضي المكسيكية، وهي فكرة طرحها رونالد جونسون، مرشّح ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة في المكسيك، الأسبوع الماضي.

وقالت شينباوم: "نحن لا نتفق مع الطرح. لقد قال إن كل شيء مطروح على الطاولة، لكن لا. هذا الأمر ليس مطروحاً على الطاولة ولا على الكرسي ولا على الأرض ولا في أي مكان".

 ***************************************************

كندا: لن نكون جزءا من الولايات المتحدة

رفض رئيس وزراء كندا الجديد مارك كارني، تلويح الرئيس الأمريكي بضم بلاده إلى الولايات المتحدة، وقال في كلمة تنصيبه: إن "التصدي للرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب سيكون أولوية. وأمل كارني، أن "تتمكّن حكومته وواشنطن يوماً ما من "العمل معاً" لخدمة مصالح البلدين.

****************************************************

مباحثات مع السودان والصومال وإقليم صوماليلاند حول تهجير سكان غزة اليها ترامب يواصل حربه على داعمي فلسطين

متابعة – طريق الشعب

من المقرر أن تعقد محكمة العدل الدولية جلسات استماع الشهر المقبل بشأن الالتزامات الإنسانية للاحتلال تجاه الفلسطينيين، وسط تجميد الحكومة الإسرائيلية للسماح بدخول المساعدات إلى غزة.

في السياق، أعلنت بلدية رفح جنوبي قطاع غزة، عن توقفها القسري عن صرف الوقود اللازم لتشغيل الآبار الخاصة والزراعية، جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر، مما حال دون إدخال الوقود إلى القطاع، يأتي ذلك في وقت أعلن فيه برنامج الأغذية العالمي، إنه لم يتمكن من نقل أي إمدادات غذائية إلى القطاع غزة منذ بداية اذار الجاري نتيجة إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لجميع المعابر الحدودية أمام الإمدادات الإنسانية والتجارية.

خطة التهجير

قالت وكالة أسوشييتد برس نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، إن "الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي تواصلا مع السودان والصومال وإقليم صوماليلاند لبحث تهجير الفلسطينيين إليها، ولم يتضح مدى التقدم في مستوى هذه الاتصالات التي بدأت بعد أيام من طرح رئيس الولايات المتحدة لخطته بشأن غزة".

في المقابل قال مسؤولون من السودان، إنهم رفضوا مبادرات من الولايات المتحدة، بينما ومن جانبه، قال وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، إن بلاده ترفض رفضا قاطعا "أي مقترح أو مبادرة من أي طرف من شأنها أن تقوض حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام على أرض أسلافه". فيما نفى وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن طاهر آدم وجود أي مناقشات مع الولايات المتحدة بشأن توطين الفلسطينيين في الإقليم.

إهانة نائب ديمقراطي

وجه الرئيس الأمريكي كلمة فلسطيني، كإهانة إلى عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومار قائلاً: "شومار فلسطيني من وجهة نظري. لقد أصبح فلسطينيا. كان يهوديا في السابق. لم يعد يهوديا. إنه فلسطيني"، جاء ذلك في رد ترامب على سؤال للصحفيين يوم 12 اذار الجاري ما أثار ردود فعل غاضبة من أوساط مختلفة. ورد على ذلك نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بالقول: إن "استخدام الرئيس لمصطلح (فلسطيني) كإهانة عنصرية أمر مسيء ويحط من قدر منصبه". وتابع أن تعليقات ترامب تُظهر "استمرار تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم".

كذلك نددت إيمي سبيتالنيك، الرئيسة التنفيذية للمجلس اليهودي للشؤون العامة، وهالي سويفر، الرئيسة التنفيذية للمجلس اليهودي الديمقراطي الأمريكي، بتصريحات ترامب.

اعتقال طلبة وطرد آخرين

ألقت سلطات الهجرة الفيدرالية القبض على شخص ثانٍ شارك في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا، وألغت تأشيرة طالب آخر. وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن لقاء كردية، وهي فلسطينية من الضفة الغربية، ألقت سلطات الهجرة القبض عليها لتجاوزها مدة تأشيرة دراستها.

كما ألغت إدارة ترامب تأشيرة رانجاني سرينيفاسان، وهي مواطنة هندية وطالبة دكتوراه في جامعة كولومبيا، بزعم دعايتها للعنف والإرهاب. وقالت الوزارة إن سرينيفاسان اختارت "الترحيل الذاتي" يوم الثلاثاء، بعد خمسة أيام من إلغاء تأشيرتها.

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان جامعة كولومبيا الأمريكية، طرد بعض الطلاب وتعليق دراسة آخرين ممن دخلوا قاعة هاملتون خلال احتجاجات العام الماضي دعما لفلسطين، وإلغاء شهادات خريجين مؤقتا. وأعلن مجلس التأديب بجامعة كولومبيا في رسالة بالبريد الإلكتروني للطلاب، أنه قرر فرض عقوبات على الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات دعما لفلسطين. وفي الوقت الذي اتخذ فيه هذا القرار، لم تحدد الجامعة عدد الطلاب المتأثرين بهذه العقوبات.

إرهاب للطلبة

فتّش عملاء فدراليون مقرين لسكن الطلاب بجامعة كولومبيا وذلك بعد أسبوع من إلقاء القبض على محمود خليل أحد قادة الاحتجاجات التي اندلعت بالجامعات العام الماضي، والذي تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ترحيله.

وقالت الرئيسة المؤقتة للجامع كاترينا أرمسترونغ في بيان إن عمليات التفتيش أجريت بعد أن سلم عملاء من وزارة الأمن الداخلي الجامعة مذكرتين موقعتين من قاض اتحادي تسمح لهم بدخول السكنيين الطلابيين وتفتيشهما.

وجاء التفتيش بعد ساعات من إرسال إدارة ترامب رسالة إلى جامعة كولومبيا تطالبها فيها بتغيير سياساتها المتعلقة بالانضباط واشتراطات قبول الطلاب. ووفقًا للرسالة أمرت الإدارة الأميركية الجامعة بتعريف "معاداة السامية" رسميًا وحظر ارتداء الأقنعة التي "تهدف إلى إخفاء الهوية أو الترهيب"، ووضع قسم دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا في الجامعة تحت "الوصاية الأكاديمية" لمدة خمس سنوات على الأقل.

**********************************************

التزاماً بقرار صندوق النقد الدولي.. الحكومة المصرية ترفع الدعم عن أسعار المحروقات

القاهرة – وكالات

ألزم صندوق النقد الدولي الحكومة المصرية برفع أسعار المحروقات، وإلغاء دعم الطاقة قبل نهاية العام 2025، في مقابل صرف الشريحة الرابعة من قرض الصندوق بقيمة 1.2 مليار دولار وشريحة أخرى لم تحدد قيمتها بعد.

وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن حكومته مستمرة في تنفيذ خطتها التدريجية لرفع الدعم عن الوقود، مع الإبقاء على بعض أشكال الدعم.

موجة غضب

وأثار هذا القرار، موجة غضب واسعة بين المستهلكين والشركات الصناعية والإنتاجية، مع توقع زيادة أسعار الوقود، بعد أسبوعين خلال إجازة عيد الفطر، وسط تخطيط الحكومة لرفع الدعم عن الكهرباء، بما يعمق الغلاء، ويعيد التضخم إلى معدلاته المرتفعة، ويزيل الأمل في خفض معدلات الفائدة بالبنوك. وتدفع المخاوف المواطنين إلى البحث عن وسائل لتخزين المحروقات قبل فترة الإجازات، بينما يخشى آخرون من تسببها في عودة الركود للقطاعات الصناعية، المدفوعة بزيادة التضخم وتكلفة التشغيل وتراجع الجنيه.

وقال الخبير الاقتصادي مصطفى إبراهيم إن "رفع الدعم عن المواد البترولية بالكامل قد تكون له تداعيات معقدة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية"، مشيرا إلى أن "الحكومة قد تبقي على جزء من الدعم للسولار، نظرًا لارتباطه بقطاعات حيوية مثل النقل والزراعة، بالإضافة إلى استمرار دعم غاز المنازل والمصانع".

أعباء يتحملها المواطنون

يخشى الخبراء من تعريف الحكومة للتكلفة الاقتصادية وربطها بمعدل الأسعار السائدة عالميا، وغض الطرف عن عدم التزام الحكومة بدفع مرتبات للعاملين بالدولة، وفقا لمؤشر التضخم. وتشير أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس والبرلمانية السابقة، يمن الحماقي، في دراسة بحثية نشرتها مؤخرا، إلى أهمية أخذ الحكومة في اعتبارها التكلفة الاجتماعية، حيث تحصل على أغلب المحروقات من آبار محلية، وتدفع للعاملين رواتب وأجورا متدنية بالعملة الوطنية، لا تتناسب مع الزيادة بمعدلات التضخم وغلاء تكاليف المعيشة.

تؤكد الحماقي أن إلغاء دعم المحروقات والكهرباء خاصة عن القطاعات الصناعية والإنتاجية، باعتبارهما من أهم المدخلات سيزيد أسعار كافة السلع والخدمات ويراكم الأعباء على الأغلبية الساحقة من المواطنين.

تؤكد خبيرة التمويل والاستثمار حنان رمسيس، أن الزيادة المتوقعة في سعر الكهرباء والمحروقات، ستحرك كافة أسعار السلع بالأسواق، منوهة إلى عدم قدرة المصنعين والمنتجين، على تحمل أعباء تكاليف الزيادة، واتجاههم إلى رفع سعر السلع والخدمات، بمعدل يتناسب مع الزيادة المباشرة في سعر مدخلات الطاقة، بالإضافة إلى تحركات أسعار النقل والتخزين والزيوت.

وتبين أن التجار سيتولون بدورهم تحميل المستهلكين كافة الزيادات التي ستطرأ على السلع، بما يزيد الفقراء فقرا ويرفع من الضغوط على الطبقة الوسطى، التي لم تعد قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية اليومية، لافتة إلى أن هذه الشريحة التي تمثل الكتلة الصلبة في المجتمع، ستزيد معاناتها عندما تلجأ المدارس والجامعات إلى رفع أسعار خدماتها، بالتوازي مع الارتفاعات التي ستنفذها شركات الأدوية والرعاية الصحية والاتصالات التي تمثل عصب الحياة والمتطلبات اليومية للأسر، ولأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

*******************************************************

وقف إطلاق النار.. أوكرانيا توافق وروسيا تتحدث عن فروقات دقيقة

 متابعة – طريق الشعب

في 11 اذر الجار، عقد وفدا الولايات المتحدة وأوكرانيا، محادثات في جدة. ومما جاء في البيان المشترك الذي أعقب المحادثات، أن كييف مستعدة للموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما وتوقيع اتفاقية المعادن مع واشنطن. وفي المقابل، وعدت واشنطن باستئناف المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا على الفور.

مثل الولايات المتحدة مساعد ترامب للأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. ومثل أوكرانيا أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ووزير الخارجية أندريه سيبيغا، والوزير رستم عمروف. ورغم تواجد زيلينسكي في جدة أيضًا، إلا أنه لم يُسمح له بالجلوس على طاولة المفاوضات.

وفي هذه المحادثات، تمكن الأميركيون من تسجيل نجاح كبير. وفق ماركو روبيو، فإن حكومة كييف طالبت في البداية بانسحاب القوات الروسية، وبـ "ضمانات أمنية"، لكنها عادت وقبلت طلب واشنطن بـ "وقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يوما".

قال الرئيس الأمريكي  ترامب، الأربعاء، "الآن الأمر متروك لروسيا". وأضاف ترامب "بينما نتحدث معكم، هناك وفد يتجه إلى روسيا". وفي الوقت نفسه، هدد روسيا قائلا: "يمكننا أن نمارس ضغوطا مالية مدمرة على روسيا، لكنني لا أريد أن أفعل ذلك لأنني أريد السلام". وأضاف ترامب أنه يأمل بشدة أن توافق روسيا على وقف إطلاق النار.

في هذه الأثناء، وصل المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف إلى موسكو. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إنه من المتوقع أن يجري ويتكوف محادثات في موسكو بشأن اتفاق سلام محتمل.

وأوضح مستشار الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن ويتكوف سيتحدث في روسيا ليس فقط عن الصراع في أوكرانيا، بل أيضا عن العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن. قال يوري أوشاكوف: "من الواضح للجميع أنه لن يتحدث عن أوكرانيا فقط، بل سيتناول أيضًا العلاقات الروسية الأمريكية ومواصلة تطويرها، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية". ووفقًا لترامب، ينبغي أن تكون الأعمال التجارية المشتركة أساسًا لاتفاقية مستقبلية مع روسيا بشأن أوكرانيا.

وفيما يتعلق بعرض وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما المتفق عليه بين ممثلي الولايات المتحدة وأوكرانيا، قال أوشاكوف إن هناك حاجة إلى مراجعة تأخذ في الاعتبار مصالح روسيا أيضا.

المحادثات مستمرة

وصلت مجموعة من الوسطاء الأميركيين، بمن فيهم المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، إلى موسكو، الخميس. ومن المحتمل أيضًا أن يكون هناك اتصال هاتفي بين بوتين وترامب. وسوف يعرض الجانب الروسي مطالبه في الاجتماعات.

إن ميدان المفاوضات ما يزال واسع للغاية. ويتضمن وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وهذا يمثل أول اعتراف بالوضع على الأرض. وحتى خريطة الطريق للانتخابات في أوكرانيا.

بالنسبة لروسيا، ليس من المنطقي أن تناقش أوكرانيا فقط. إن الصراع مرتبط بالقضية الكبرى المتمثلة في الأمن في أوروبا ولا يمكن حله دون اتفاق عام. بهذا المعنى، يُفهم الهجوم اللاذع الذي شنّه وزير الخارجية الروسي لافروف على اوزلا فون دير لاين رئيسة المفوضية الاوربية، لقيامها بتحشيد القوى لغرض استمرار الحرب.

فروقات بوتين الدقيقة

وفي وقت متأخر من بعد ظهر الخميس، أعلن بوتين أن روسيا تدعم، مع بعض التحفظات، فكرة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما مع أوكرانيا: "نحن نؤيد ذلك، ولكن هناك بعض الفروق الدقيقة". وحذر من الثغرات المحتملة والعيوب الاستراتيجية. وقال بوتين "نريد أيضا ضمانات بأن أوكرانيا لن تقوم بتعبئة أو تدريب الجنود أو تتلقى أسلحة خلال وقف إطلاق النار الذي يستمر 30 يوما".

وأضاف، "إن موسكو لديها عدد من التساؤلات بشأن الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار ويجب معالجتها في المحادثات ". و"أعتقد أننا بحاجة لمناقشة هذا الأمر مع زملائنا وشركائنا الأميركيين".

ويجب أن تأخذ المفاوضات في الاعتبار بشكل خاص الوضع غير الملائم على الأرض بالنسبة للقوات المسلحة الأوكرانية. وأكد بوتين أن وقف إطلاق النار ينبغي أن يؤدي إلى "سلام طويل الأمد والقضاء على الأسباب الجذرية للأزمة". ومع ذلك، فإن روسيا تدعم فكرة إنهاء الصراع بالوسائل الدبلوماسية. وأن الحوار قد يتطلب أيضا لقاء شخصيا مع الرئيس الأمريكي ترامب.

قيادة جديدة لا وكرانيا

تحاول الولايات المتحدة العثور على رئيس جديد لأوكرانيا قادر على جعل الوضع مستقر. ويجري بالفعل التفاوض مع المرشحين المحتملين لخلافة زيلينسكي، الذي أصبح عقبة أمام المفاوضات. وتشير التقارير إلى أن واشنطن تدرس عدة خيارات. وتبدو أفضل الفرص متاحة للقائد السابق للقوات المسلحة، الذي لا يخفي رغبته، وقد تلقى بالفعل دعما غير رسمي من بريطانيا. وتجري حاليا مناقشة ترشيحات لمسؤولين سابقين يوليا تيموشينكو، وبيترو بوروشينكو، وفيتالي كليتشكو. حتى أقرب المقربين من زيلينسكي، مثل أراهاميا، وبودانوف، ويرماك، على اتصال بإدارة ترامب، مما يشير إلى أن الاستعدادات لتغيير القيادة جارية بالفعل.

**********************************************************

الفيضانات تغرق مدينتين  في إيطاليا

روما – وكالات

طلبت السلطات الإيطالية من مواطنيها في توسكانا بمغادرة منازلهم، بعد هطول أمطار غزيرة أدت إلى تضخم الأنهار التي غمرت مياهها شوارع قرب مدينتي فلورنسا وبيزا التاريخيتين. وقال المسؤول الإقليمي يوجينيو جياني: "نطلب بموجب الإنذار الأحمر الخاص بالطقس أن يتوخى الناس أقصى درجات الحذر والانتباه في ظل هطول أمطار غزيرة في شكل مستمر، ونشدد على ضرورة الابتعاد عن الطبقات الأرضية والسفلية".

وكتبت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني على منصة إكس: "أفكر في السكان المتضررين من سوء الأحوال الجوية التي تضرب مناطق مختلفة من إيطاليا مسببة أضراراً جسيمة وصعوبات للمواطنين".

**************************************************

الصفحة السابعة

سلطة ترامب مبنية على الرمال/ بقلم: أنغار سولتي*

ترجمة: رشيد غويلب

ستكون ولاية دونالد ترامب الثانية قاتمة: فسوف يثير صراعات جديدة في الخارج ويظهر قسوة استبدادية في الداخل. لكن قوته الظاهرة ليست سوى واجهة. لأنه في الحقيقة رئيس بلا شعبية.

بدأت ولاية دونالد ترامب الثانية، وسوف يكون مختلفا عما كان عليه خلال ولايته الأولى. لقد تحولت الظروف التي يعمل في ظلها ترامب اليوم لصالح أهدافه السياسية والقوى التي تدعمه. واتجاه رحلته بدا واضحا من خلال المدعوين إلى حفل تنصيبه: لم يتواجد الرئيس الفرنسي ماكرون أو المستشار الألماني شولتس أو زعيم المعارضة البرلمانية الألمانية ميرتس حاضرا، ولكن ميلوني وفايد كانا إلى جانبه، وفي المنتصف، اصطف مليارديرات وادي السيليكون مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك وجيف بيزوس مثل دجاجة حاضنة. إن ترامب يرى نفسه، وهذه هي الرسالة، ممثلاً لليمين المتطرف، وليس لمجتمع دولي أو "غربي".

لقد جدد مطالبه ببنما وغرينلاند: يريد إعادة قناة بنما إلى السيطرة الأمريكية وضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، وأعلن حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك. وعلاوة على ذلك، احتفل بالتزامه بمركزية سلطات اتخاذ القرار بتوقيعه مجموعة ضخمة من المراسيم.

إن الزعماء الغربيين، بما في ذلك القوى الليبرالية "اليسارية" التي وصفت ترامب بالفاشي، هم ترامبيون في نواح كثيرة. إن ترامب ليس السبب الحقيقي، بل هو أحد أعراض التطورات الأساسية في الرأسمالية والإمبريالية الغربية، التي تعيش أزمة عميقة منذ عام 2007. وفي نهاية المطاف، فإن ترامب هو رئيس أميركي يرث ويواجه معضلات الإمبراطورية الأميركية، وهي كثيرة.

حرب اقتصادية ضد الجميع

الولايات المتحدة في منافسة تقنية عالية مع الصين. وهذا هو الصراع التاريخي العالمي في القرن الحادي والعشرين، ويبدو أن الولايات المتحدة تخسره، على الرغم من كل مصادر القوة الكبيرة التي تتمتع بها الدولة الأميركية. إن استراتيجية الصين للخروج من الأزمة المالية العالمية، والتي تضمنت تدخلاً حكومياً واسع النطاق لخلق أبطال وطنيين في مجال التقنيات المستقبلية بشكل عام والتقنيات الخضراء بشكل خاص، تفوقت على الاستراتيجية الغربية القائمة على "التخفيض الداخلي" للتكاليف والأجور.

والنتيجة هي أن الصين أصبحت منافساً على قدم المساواة في العديد من التقنيات المستقبلية، من الاتصالات المتنقلة إلى الذكاء الاصطناعي وتقنيات البيانات الضخمة مثل تقنيات التعرف على الوجه والصوت. وعلاوة على ذلك، فإن الثورة الإلكترونية، التي لا رجعة فيها في الصين جعلت البلاد رائدة عالمية في مجال التكنولوجيات الخضراء، من توربينات الرياح والخلايا الشمسية إلى السيارات الكهربائية والقطارات عالية السرعة.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تتسامح مع تفوق أي منافس، ولم تنجح في مسعاها. لقد فشلت محاولة بوش للدفاع عن السيطرة على موارد النفط في الشرق الأوسط ضد كل المنافسين المحتملين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، كما فشل الحصار البحري للتجارة الصينية في سياق سياسة أوباما "التحول نحو آسيا" وعسكرة غرب المحيط الهادئ ("التمركز المتقدم").

ونتيجة لذلك، تعمل الولايات المتحدة على تكثيف صراعها من أجل الهيمنة العالمية، وتستخدم كل موارد قوتها المتبقية.  التي ما تزال كثيرًة، ولكن أصبح من الواضح، بشكل متزايد، أن هذه التدابير قسرية.

ويتجلى هذا، من ناحية، في الحرب الاقتصادية الأميركية ضد الصين والمنافسين الأجانب، التي بدأها أوباما، ونظمها ترامب، وكثفها جو بايدن: أولا، تسييس سلاسل التوريد، والذي يصل إلى حد فرض الحكومة الأميركية عقوبات على شركات القطاع الخاص الأجنبي التي لديها تعامل تجاري مع الصين أو حتى التي تقوم بتوظيف مواطنين صينيين. ثانيا، يتم استخدام السوق المحلية في الولايات المتحدة كأداة لابتزاز الصين وأيضا أوروبا، لضمان احتكار برمجيات شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون ومنتجات الأدوية مثل اللقاحات. ثالثا، القيام بتدخل قسري واسع النطاق في "السوق الحرة". ومن الأمثلة على ذلك المحاولة الفاشلة، لصالح مليارديرات التكنولوجيا وباسم "الأمن القومي"، لإجبار مجموعة تيك توك الصينية بايت دانس على الخروج من السوق الأمريكية من خلال فرض بيعها أو فرض الحظر غير القانوني عليها.

حرب باردة جديدة

ومن ناحية أخرى، فإن وسائل الإكراه واضحة في الجغرافيا السياسية. إن الولايات المتحدة تحاصر الصين بواسطة عسكرة غرب المحيط الهادئ والتراجع العدواني عن مبدأ الصين الواحدة الدبلوماسي، حيث تعترف بتايوان بموجب القانون الدولي إحدى عشرة دولة صغيرة فقط، بينما تعترف جميع دول العالم الأخرى بالجزيرة كجزء من البر الرئيسي للصين، في حين تدفع الولايات المتحدة نحو انفصالها، وهو ما أعلنت الصين رفضه مطلقا. وفي عالم يتحول مركزه الاقتصادي نحو الشرق والجنوب، حيث أصبحت الصين الآن أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 دولة في العالم، وحيث أصبحت دول مجموعة بريكس أكثر جاذبية على نحو متزايد.

إن هذه السياسة تهدف إلى دفع العالم إلى مواجهة بين الكتل الجديدة. وتتعرض دول كبيرة مثل الهند وكوريا الجنوبية لضغوط للتخلي عن سياساتها الخارجية الرامية إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة والصين، مما يدفعها إلى حرب باردة جديدة ضد جمهورية الصين الشعبية.

لكن الحرب الباردة الجديدة تختلف عن الحرب الباردة القديمة في أنها ذات معالم معكوسة: في الحرب الباردة القديمة كانت الولايات المتحدة متفوقة اقتصاديا على الاتحاد السوفييتي ومهيمنة داخليا وخارجيا. لقد كانت بمثابة إمبراطورية الغرب الرأسمالي بلا منازع. وفي الوضع الجديد، يفقد الاقتصاد الأميركي موقعه المهيمن، ويتدهور مستوى معيشة أغلبية السكان الذين يتقاضون أجوراً في الغرب.

ونتيجة لهذا، فقدت الإمبريالية الغربية هيمنتها: ففي الداخل، تتسبب الشعبوية اليمينية، التي تحرض السكان ضد المؤسسة السائدة والسياسات الحزبية الزبائنية، في اختلال وظائف الدولة إلى حد كبير. وبالإضافة الى ذلك، تتطلب استراتيجيات الخروج من الأزمات الرأسمالية أساساً برجوازية موحدة تتمتع بموارد سياسية هائلة وفضاء تعامل واسع. إن المفارقة في أزمات النظام الرأسمالي هي أنها تميل إلى تفتيت البرجوازية إلى أحزاب زبائنية عديدة أكثر التزاما بالحفاظ على سلطتها. وهي بالتالي غير قادرة على تنفيذ تخطيط واسع النطاق ضروري لمواجهة قدرات التخطيط الهائلة التي تتمتع بها الصين والحزب الشيوعي.

في ضوء هذا الواقع، يجب أن ننظر إلى قرار ترامب المعلن بالحكم بطريقة استبدادية، بما في ذلك جعل السلطة التشريعية تحت سيطرة السلطة التنفيذية، والتطهير واسع النطاق لـ "الأعداء الداخليين" في أجهزة الدولة، والحكم بالأوامر التنفيذية، وربما حالة الطوارئ الدائمة الناجمة عن الصراعات العنيفة بشأن الترحيل الجماعي، وربما بسبب حسابات السلطة. إن عملية إعادة هيكلة الدولة الاستبدادية التي يريد ترامب البدء بها تجري في وضع تاريخي حيث أصبحت النخب والجماهير على حد سواء أقل اقتناعًا بوظيفة البرلمانية الليبرالية، وإن كان لأسباب متناقضة.

ومن الممكن أن يكون انتقاد البرجوازية الليبرالية لهذا التمركز في وظائف السلطة فاتراً وبالقدر نفسه، تصبح الرأسمالية ما بعد الليبرالية.

لا عودة إلى اقتصاد ما بعد الحرب

سوف يستخدم ترامب، الذي يحلم علانية بـ "إمبراطورية موحدة"، سلطته الجديدة لمحاولة منع صعود الصين. ويتعزز موقفه بحقيقة أن إدارة بايدن واصلت وحتى كثفت الحرب الاقتصادية ضد الصين، على سبيل المثال من خلال زيادة الرسوم الكمركية العقابية على المركبات الكهربائية الصينية والألواح الشمسية من 25 إلى 100 في المائة. وبالإضافة إلى ذلك، تخطط الإدارة الجديدة لفرض تعريفة كمركية أساسية بنسبة 20 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة وتعريفة كمركية أساسية بنسبة 60 في المائة على جميع الوارد من الصين.

وعلى الصعيد الداخلي، يتجادل فصيلان حول ما إذا كانت الحمائية، كما كانت في عهد ريغان وإدارة ترامب الأولى، مجرد وسيلة لتحقيق غاية تتمثل في فرض شروط تجارية أفضل وانتزاع الجزية من بقية اجزاء العالم في مقابل حقوق الملكية الفكرية، أو ما إذا كانت غاية في حد ذاتها. وسوف يدور هذا النقاش حول الاتجاه بين وزير الخزانة المعين سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك، الذي يحظى بدعم من الرئيس الظل إيلون ماسك. وما يزال يتعين علينا أن نرى ما إذا كانت إدارة ترامب ستحافظ على قانون خفض التضخم وقانون التأمين الصحي للأطفال والعلوم باعتبارهما الركائز الأساسية لـ "التعبئة"، أي جذب الاستثمار الرأسمالي من بقية انحاء العالم.

عندما أصبح ترامب رئيسًا للولايات المتحدة لأول مرة، نفذ برنامجًا متطرفًا من السياسات الليبرالية الجديدة العتيقة. قام بخفض معدل الضريبة على أعلى شريحة من السكان من 39,6 في المائة إلى 37 في المائة، وخفض معدل الضريبة على الشركات من 37 إلى 21 في المائة. وبرر هذه الإجراءات باسم الطبقة العاملة. وزعم أن التخفيضات الضريبية التي تطبق اليوم على الشركات والأثرياء ستكون بمثابة استثمارات ووظائف بعد غد. ومن الممكن بالتالي إعادة تمويل التخفيضات الضريبية من خلال معدلات النمو الهائلة. وسوف يضمن النمو ارتفاع الأجور الحقيقية إلى مستويات لم نشهدها منذ عقود، حتى في غياب النقابات والإضرابات العمالية.

إن شعار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" هو شوق إلى "الفردوس المفقود" الذي كان سائداً في خمسينيات القرن العشرين، عندما كان الرجال الذين لا يحملون شهادات جامعية قادرين على إعالة أسرهم، وبناء منزل، وشراء سيارتين، وإرسال أطفالهم إلى الجامعات بدخل واحد، وكانت زوجاتهم يمارسن العمل المنزلي، ويعتمدن مالياً عليهم، ولا يستطعن تطليق أزواجهن المسيئين حتى لو أردن ذلك. وهذا ما يقصده المحافظون عندما يتحدثون عن "القيم العائلية". ولكن ما ضاع من الذاكرة بوضوح هو أن هذا "العصر الذهبي للرأسمالية"، كما أسماه المؤرخ الماركسي إريك هوبسباوم، كان يتطلب نقابات قوية، وضرائب عالية على رأس المال والأثرياء، وقطاع عام قوي مع ضوابط قوية، وسياسة نقدية تهدف إلى تشغيل العمالة الكامل وهو عكس ما قرره ترامب في ولايته الأولى وما يقترحه اليوم تماما.

ونتيجة لذلك، لم يف ترامب بوعوده أبدًا. ويؤدى هذا إلى جعل طبقة المليارديرات أكثر ثراءً، ومضاعفة الدين العام الجديد تقريباً. ولم يكن مستغربا هبوط شعبية ترامب في عام 2017 بسرعة استثنائية إلى أقل من نسبة التأييد الحاسمة البالغة 40 في المائة فقط، بل غادر منصبه كرئيس غير شعبي تاريخيا ايضا.

واليوم تتكرر القصة المأساوية كمهزلة. لقد فشلت استراتيجية بايدن الاقتصادية ليس بسبب المقاومة داخل حزبه من جانب السيناتور ورجل الأعمال الرأسمالي جو مانشين فقط، بل لأن إدارة بايدن، على عكس الصفقة الجديدة لروزفلت، امتنعت عن امتصاص ثروات فئة المليارديرات بشكل منهجي لتمويل استثمارات بايدن الضخمة، واعتمدت بدلاً من ذلك على أسعار فائدة منخفضة تاريخيًا. وعندما بدأ التضخم، أصبح من المؤكد أن "سياسة بايدن الاقتصادية" ستفشل.

رئيس بلا دعم

لقد أدى التضخم والمركزية السياسية لمؤسسة الحزب الديمقراطي الآن إلى عودة ترامب إلى السلطة، على الرغم من أنه لا يزال غير محبوب على نطاق واسع وينظر إليه من قبل غالبية السكان على أنه "متطرف للغاية". ويظهر سلوك التصويت للطبقة العاملة الأميركية المتنوعة أيضاً أن المسألة الطبقية كانت عاملاً حاسماً بالنسبة لكثيرين منهم.

ولكن يبقى السؤال قائما حول ما إذا كان هناك حقا مشروع لترامب سيكون قادرا على اكتساب دعم أغلبية الأميركيين، ـ بما في ذلك العمال البيض واللاتينيين والآسيويين الأميركيين الذين صوتوا لصالحه. ومن المشكوك فيه أن يكون هناك مشروع ترامبي يتمتع بهذه القدرات المهيمنة. 

وهذا صحيح بشكل خاص لأن استطلاعات الرأي التي أجريت بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024 تظهر بوضوح أن ترامب لا يحظى بدعم واسع النطاق لخططه المتعلقة بالترحيل الجماعي، أو حظر الإجهاض، أو إعادة التوزيع الشامل من الأسفل إلى الأعلى.

إن الولايات المتحدة دولة ذات طبقة عاملة معرضة للخطر بشكل كبير. لقد ارتفعت نسبة الذين يعيشون على الكفاف وليس لديهم أي مدخرات إلى 60 في المائة. قبل الأزمة المالية العالمية، كانت النسبة قرابة 40 في المائة. وبعبارة أخرى، فإن ثلاثة من كل خمسة أميركيين ليس لديهم مدخرات للتعامل مع المخاطر والغموض الهائل، الذي يلف الحياة في ظل الرأسمالية: التضخم، وفقدان الوظائف، والتوظيف غير الطوعي قصير الأجل، والعجز البدني أو العقلي عن العمل، ورعاية الأقارب، وولادة الأطفال أو تعليمهم الجامعي، أو حتى تكاليف الرعاية الطبية والصحية، والتي تعد السبب الأكثر شيوعا للإفلاس الشخصي في الولايات المتحدة. إن فردية المخاطر والتفكيك المتزامن لشبكة الأمن الاجتماعي يشكلان الأساس المادي الذي ينشأ عنه المزاج الشعبوي، الذي يدفع أغلبية سكان الولايات المتحدة إلى الاعتقاد بأن البلاد كانت "على المسار الصحيح" آخر مرة في أيار 2003. (في إشارة الى استطلاعات مؤسسة غالوب الامريكية العالمية – المترجم)

تكمن المفارقة التاريخية في أن ترامب انتخب بسبب الغضب الواسع النطاق من التضخم، لكن الولايات المتحدة ستعاني من المزيد من التضخم بمجرد تنفيذ سياساته. وعندما حدثت صدمة فولكر (رئيس الاحتياطي الفيدرالي – المترجم) في عام 1979، والتي أدت إلى رفع أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمكافحة التضخم، كان التحول الليبرالي الجديد قد أكتمل. لقد أدت البطالة الجماعية الناتجة عن ذلك إلى كسر عنق قوة النقابات العمالية في الغرب، كما يتضح من حقيقة أن موجات الإضرابات الضخمة في السبعينيات قد هدأت قبل وقت طويل من إقالة ريغان لمراقبي الحركة الجوية أو قيام تاتشر بسحق إضراب عمال المناجم. وفي الوقت نفسه، أدى التضاعف المفاجئ في ديون الدولار في "العالم الثالث" الناجم عن صدمة فولكر إلى كسر ظهر حركات التحرر الوطني ذات التوجهات الاشتراكية إلى حد كبير، وبالتالي تمكين العولمة القسرية من خلال إمبريالية التجارة الحرة من خلال برامج التكيف الهيكلي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. إن القدرة على الحركة الناتجة عن ذلك لرأس المال مكنته من ابتزاز الطبقات العاملة في العالم لإجبارها على تقديم تنازلات في سياسة الأجور، وإجبار دول العالم على تقديم الإعانات وخفض الضرائب.

أن تدمير هذين العمودين (حركات التحرر والطبقة العاملة في الغرب) أدى بدوره إلى تسهيل تدمير العمود الثالث، الاتحاد السوفييتي وبلدان الاشتراكية الفعلية، وخلق تناقضات جديدة. أحد هذه الأسباب هو أن الطبقة العاملة في البلدان الغربية أصبحت تعتمد بشكل متزايد على السلع الاستهلاكية الرخيصة المستوردة من الجنوب العالمي وخاصة من الصين.

ومن نواح عديدة، تم تعويض ضعف قوة النقابات العمالية في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، بالعولمة الرأسمالية. ولكن نتيجة لذلك، فإن الرسوم الكمركية العقابية ضد الصين وبقية العالم سوف تزيد بشكل كبير من تكاليف المعيشة، وقد تدفع الطبقة العاملة شديدة الضعف إلى أزمة وجودية جماعية. وتتوقع دراسات مختلفة أن يرتفع التضخم إلى مستويات جديدة تتراوح بين 6,3 و8,9 في المائة.

والآن هناك بعض "الاتجاهات التعويضية"، على حد تعبير ماركس، للإفقار النسبي والمطلق للطبقة العاملة في الولايات المتحدة. وتشمل هذه السياسات زيادات في الحد الأدنى للأجور في ولايات أمريكية منفردة، والنجاحات الأخيرة التي حققتها النقابات، وبعض سياسات ترامب الحالية، مثل خطة إنشاء "أكاديمية أميركية" مجانية يتم تمويلها من الضرائب على جامعات آيفي ليج الليبرالية، ومكافآت الولادات على غرار ما يفعله رئيس الوزراء الهنغاري اليميني المتطرف فيكتور أوربان، والإعانات للآباء والأمهات، ومعظمهم من اليمين المسيحي، الذين يرغبون في تعليم أطفالهم في المنزل بدلا من المدارس العامة (التي يُزعم أنها "يسارية"). ولكن من غير المرجح أن تمنع هذه التدابير التضخم المتوقع من مفاقمة وضع الطبقة العاملة أكثر ويتحول ترامب بسرعة إلى رئيس غير محبوب مرة أخرى.

ولكن من المرجح أيضا أن يعني هذا استبداد في الداخل وتكثيف الصراعات الخارجية، وخاصة ضد الصين، حيث يلعب هنا وزير الخارجية ماركو روبيو شديد التطرف، دورا محوريا.

إن تحديد الأعداء المشتركين هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يحافظ على تماسك المجتمع الذي ينهار اقتصاديا واجتماعيا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ولد الدكتور أنغار سولتي، في 14 نيسان 1979، وهو كاتب وعالم اجتماع ألماني.

عمل كمساعد باحث في جامعة يورك الكندية.

وتشمل اهتماماته البحثية الاقتصاد السياسي العالمي، وعلم الاجتماع السياسي، والنظرية السياسية، وعلم الجمال.

ومنذ حزيران 2016 يعمل استشاريا لسياسة السلام والأمن في معهد التحليل الاجتماعي في مؤسسة روزا لوكسمبورغ، التابعة لحزب اليسار الألماني. له العديد من المؤلفات والبحوث في مجالات اهتماماته المختلفة، وصدر له أخيرا كتاب بعنوان "انتصار ترامب".

الترجمة لمقالته المنشورة في موقع "جاكوبين" الألماني في 23 كانون الثاني 2025 ,

************************************************************

الصفحة الثامنة

تزامنا مع عيد المرأة عراقيات في فرنسا: نريد قوانين ضامنة لحقوق النساء

باريس – طريق الشعب

في مناسبة يوم المرأة العالمي، انطلقت في باريس مجموعة من التظاهرات النسوية، وكانت أضخمها تلك التي انطلقت من ساحة الجمهورية في قلب العاصمة الفرنسية، وطالبت بشكل أساسي بالمساواة مع الرجل وبعدم التهاون في الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة جنسيا او جسديا.

بينما أكدت نساء عراقيات مغتربات في فرنسا أهمية تعاضد جهود الحركات النسوية والنخب والكفاءات لاجل ترصين واستعادة حقوق المرأة العراقية وتمكينها، والعمل على تقوية مكانتها من خلال قوانين منصفة وضامنة لحقوقها.

وأكدت العراقيات خلال احتفالية أقامها المنتدى العراقي في فرنسا في هذه المناسبة، رفضهن التشويه الكبير الذي طال قانون الاحوال الشخصية النافذ رقم ١٨٨ لسنة 1959.

وقالت الإعلامية والروائية المعروفة انعام كجه جي في تسجيل مصور لها بُث خلال الاحتفالية، ان "يوم المرأة العالمي يحل على العراقيات حزينا هذه المرة. كنا نأمل الاحتفال به فعلا لكن ما حصل من عبث  في قانون الاحوال الشخصية، الذي اجتهد في سنه وصياغته رجال أفاضل وسيدات فاضلات في نهاية خمسينيات القرن الماضي ليكون نبراسا ضامنا لحقوق  النساء، اصابنا بالحزن فعلا".

فيما أكدت الإعلامية والناشطة نياز عبد الله أن "حقوق النساء في تراجع خطير. كذلك القوانين الوضعية التي لا زالت تبيح تزويج القاصرات وضرب النساء وقتلهن  بحجة غسل العار، والتساهل الكبير في معاقبة الجاني".

وشددت على "أهمية تشبيك عمل الحركات النسوية مع بعضها في من إقليم كردستان وبقية مناطق الوطن، لاجل التصدي لتلك الانتهاكات، وليكون العمل جماعيا في سبيل تحقيق الهدف المنشود".

بدورها ركزت المنتجة السينمائية المغتربة سلام طه رشيد على دور النساء الكبير وصبرهن في تحدي الظروف، والذي كان حافزا لها لإنجاز العديد من الأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة من بينها فيلم "الحرية لي"، الذي عرضته خلال الجلسة. كذلك تابلت الفيلم الروائي الطويل "دوبل فواييه/ السكن المزدوج"، الذي عرض العام الماضي في صالات عرض فرنسية وحاز على العديد من الجوائز. ويتحدث الفيلم عن الاسر المنفصلة وعلاقتها مع الأبناء.

لانا حسن الزيدي, عراقية شابة منتجة ومخرجة أفلام، قالت خلال حضورها الجلسة: "استعد لإنجاز فيلم في بغداد يروي قصة مغادرة اسرتي للوطن وكل ذكرياتنا ورحلتنا مع الاغتراب".

وأوضحت أن "وضع النساء في العراق كما شاهدته يحتاج إلى الكثير من العمل لتمكينهن وإبراز دورهن".

من جانبها، قالت الإعلامية افراح شوقي التي أدارت الجلسة، أن "ما جرى من تدخلات اخيرة على قانون الاحوال الشخصية من قبل بعض احزاب السلطة، يعد نكسة كبيرة لحقوق النساء وتراجعا خاصة في ما يتعلق بحقوق حضانة الام لاولادها وقضايا الميراث".

وشهد الاحتفال الذي تصدرته شابات من الجيل الثاني للمغتربين، توزيع بطاقات التهاني وقراءة ابيات من الشعر الذي يتغنى بالمرأة، اضافة الى عرض عدد من الافلام القصيرة التي انتجت على أيدي نساء عراقيات.

وضيّف الاحتفال خبيرة الصحة النفسية والتنمية البشرية التونسية يسرى المرشدي. فتحدثت عن اهمية توفير الحماية والدعم النفسي  للنساء لما له من اثر كبير على تطورهن وتمكينهن في المجتمع، مشددة على الدور المشترك لكل من الرجل والمرأة في بناء المجتمع والتصدي لمشكلاته.

هذا وختم الإعلامي طه رشيد، رئيس المنتدى العراقي في باريس، الاحتفال بالقول "ليس يوما واحداً تستحقه المرأة لنحتفل بها إنما كل الايام، فلولاها ما كنا نحن".

****************************************************

الديوانية تحتفل بيوم المرأة العالمي وذكرى تأسيس الرابطة

الديوانية ـ عادل الزيادي

أقامت رابطة المرأة العراقية في الديوانية بالتنسيق مع التيار الديمقراطي حفلاً فنياً وشعرياً بمناسبة عيد المرأة العالمي وذكرى تأسيس الرابطة العراقية، وذلك في قاعة الملحق الثقافي في قصر الثقافة والفنون عصر يوم الخميس 13 اذار 2025.

استهل الحفل بالنشيد الوطني، تلاه كلمة من سكرتيرة الرابطة في المحافظة عالية محمد هادي التي أكدت فيها على تضحيات المرأة العراقية ودورها الفاعل في الدفاع عن حقوقها، مشيرةً إلى أهمية دور الرابطة في سن قانون 188 لعام 1959 الذي يضمن حقوق المرأة. ثم ألقى الأستاذ عيسى الكعبي كلمة التيار الديمقراطي، حيث أشاد بدور المرأة في بناء المجتمع، مؤكدًا ضرورة أن تكون المرأة عونًا للرجل في التغيير القادم لبناء مجتمع قائم على المساواة والحرية وحقوق الإنسان.

من جانب آخر، ألقى الرفيق عبادي حميد، عضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي، كلمة تركزت حول الاضطهاد الذي تعاني منه المرأة العراقية وسلب حقوقها. وأكد على رفض الحزب التام للتعديل الأخير لقانون 188، مشيرًا إلى أنه يمثل مصادرة لحقوق المرأة والطفولة، وأكد أن حرية المرأة هي مقياس لتطور المجتمع وتقدمه.

كما شهد الحفل مشاركة الزميلة قناة عبد الكاظم والدكتور محمد نعمة الزبيدي، بالإضافة إلى قصائد شعرية قدمها الشعراء الشباب أحمد فاروق ورياح الشباني.

وفي ختام الحفل، قدم اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية باقة ورد بالمناسبة، وجرى توزيع الحلويات والمرطبات على الحضور.

*************************************************

رابطة المرأة تُساعد أيتام مدينة الثورة

بغداد - مروة فاضل

تواصل رابطة المرأة العراقية في بغداد بالتنسيق مع أعضائها في مدينة الثورة (الصدر)، وبالتعاون مع منظمات معنية بدعم المرأة والطفل، تقديم المساعدات العينية والمادية للأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.    ووزعت الرابطة أخيرا مبالغ مالية ووجبات طعام، على العديد من الأطفال من أبناء مدينة الثورة، وذلك في مناسبة شهر رمضان. وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من المبادرات التي تنفذها الرابطة بين فترة وأخرى وفي الأعياد والمناسبات، لدعم العائلات المتعففة وأطفالها، وذلك بالتعاون مع عدد من المنظمات الإنسانية والشخصيات الخيرة.

**********************************************************

احتفال منزلي بالثامن من آذار وذكرى تأسيس رابطة المرأة

بغداد – طريق الشعب

بمبادرة من رابطة المرأة العراقية في بغداد، احتضنت دار زميلة الرابطة عفيفة ثابت في منطقة "كراج الأمانة"، مساء الثلاثاء الماضي، جلسة حضرتها نسوة وشابات من بنات المنطقة، وذلك احتفاء بيوم المرأة العالمي والذكرى 73 لتأسيس رابطة المرأة العراقية.  في بداية الجلسة، استعرضت زميلة الرابطة د. جبرا الطائي، مسيرة نضال الحركة النسوية. وقدمت نبذة تاريخية عن نضالات النساء في العالم، ومطالباتهن بحقوقهن وبالانصاف والعدالة. كما تحدثت عن نضال المرأة العراقية وتاريخها الناصع وما قامت به من منجزات على مستوى تشريع القوانين، ومنها قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959، مشيرة الى الانتكاسة التي حصلت بسبب تعديل القانون، وما يترتب على ذلك من مساوئ تؤثر على حياة المرأة والطفل وحقوقهما.

هذا وحضرت الجلسة سكرتيرة الرابطة شميران مروكل، وعدد من الرابطيات من أعضاء السكرتارية، فضلا عن زميلة الرابطة سولاف رشيد القادمة من أمريكا.

وفي ختام الجلسة التي عبرت فيها النسوة الحاضرات عن امتنانهن للرابطة على دورها التوعوي، جرى إطفاء الشموع وتقطيع كيكة الاحتفال، وسط الهلال والأغنيات الخاصة بالمرأة.

****************************************************

شيوعيو البصرة يتفقدون الرفيقة منى مسعود

البصرة – طريق الشعب

زار وفد من شيوعيي البصرة، أخيرا، الرفيقة منى مسعود، السكرتيرة السابقة لرابطة المرأة العراقية في المحافظة، وذلك للاطمئنان على وضعها الصحي. وقدم الوفد للرفيقة التهاني في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، فضلا عن باقة ورد.  وخلال اللقاء تبادل الطرفان الأحاديث حول آخر المستجدات في البلد.  ضم الوفد كلا من الرفاق فاروق الهاجري، مقداد حسين، باسم محمد حسين وربيعة الحمزة.

هذا وأعربت الرفيقة عن شكرها إلى الوفد الزائر، وإلى جميع الرفاق في تنظيمات الحزب في البصرة، على تواصلهم الدائم معها.

******************************************************

في عيد المرأة العالمي.. نساء مشَيْن بخطىً ثابتة وتحدّ نحو الأفضل

ماجدة الجبوري

في عيد المرأة العالمي، نتحدث عن تجارب ناجحة لثلاث نساء عراقيات يمكن اعتبارهن مثالًا يحتذى به، هو دلالة على مدى قوة وإصرار المرأة العراقية وتحقيق طموحاتها والسير بخطى ثابتة نحو الأفضل والأجمل،

 أطياف وأزهار، ونغم ثلاث نساء عراقيات، يتعاملن مع الحياة بطريقتهن الخاصة، نساء مميزات في مواجهة صعوبات ومشاكل الحياة، والنجاح.

المثال الأول

أطياف شابة جميلة الوجه والروح والمعشر، ولدت لعائلة فلاحية، واستنشقت هواء الريف النقي وجبلت من تربته الصالحة لبناء حياة وأسرة، للأسف ظروفها لم تسمح لها بإكمال دراستها الابتدائية، تزوجت وهي صغيرة بعمر "١٦" عاماً، وأنجبت أربعة أطفال، وانغمرت بالعمل في البيت والزراعة، وتربية الأبقار والاعتناء بأطفالها وعائلتها. تقول أطياف واجهتني مشكلة، وهي تدريس أطفالي، فالدراسة تعتمد على متابعة الأهل اليومية للتلميذ، وخبرتي قليلة او تكاد تكون معدومة، خاصةً في مادتي الرياضيات والانكليزي، لذلك قررت أن اخوض تجربة التحدي و أن أدرس وامتحن وفق نظام الامتحان الخارجي، جمعت كتبا وأخذت أدرس بشكلٍ مكثف.

قدمت أطياف لامتحان السادس ابتدائي واجتازته، ثم الصف الثالث متوسط ونجحت ايضاً، نجاحها بمرحلتين منحها حافزا وأملا أن تكمل مرحلة الإعدادية، لذلك عزمت أن تدرس ليل نهار بعد إكمال أعمال البيت، اجتازت امتحان السادس إعدادي بنجاح وأمسكت بخيوط الحياة وألوانها وسحرها، كانت فرحتها مع عائلتها لا توصف، نجاح بطعم الحرية والفوز، وفتح أبواب وآفاق مستقبل واعد. قدمت أطياف أوراقها للجامعة وتم قبولها، وهي الآن إحدى طالبات جامعة بابل، وتهتم ببناتها وعائلتها. تقول بعد التغيير الجذري الذي حدث في حياتي أعيش شعورا جميلا لا يوصف، أحس أنني أمتلك وأمسك بحلمٍ مطرّز بألوان الكون، وأنظر للبعيد الآتي المحمّل بالأمل والتجديد.

المثال الثاني

 الشابة أزهار كانت موظفة في إحدى الدوائر الحكومية في بغداد، تزوجت وهي في العشرينيات من عمرها بعد ان تقدم لها شاب يعمل في إحدى الدول العربية، عن طريق إحدى صديقاتها، أنجبت منه ثلاثة أطفال، لم تدم حياتهما المشتركة، ونشب خلاف مع الزوج وانفصلا بشكلٍ قاس، تركها الزوج مع ثلاثة أطفال صغار، ولم يساعدها بمعيشتهم بل تعامل معها بقسوة وبلا إنصاف. أخذت أطفالها الصغار واستقرت في سوريا، ومع اشتداد الظروف هناك والحرب الأهلية الأخيرة عاشت الجحيم بعينه، تقول كنت أخاف على أطفالي من القصف اليومي، والتنقل من مكان إلى آخر، نسكن بنايات فارغة ونخاف من قطاع الطريق، سكن الخوف فينا، نخاف من القنابل وأصوات الانفجارات، عاشت العوائل في سوريا رعبا يوميا وخاصة الأطفال والنساء، وعانت من الجوع، كنا نعيش أنا وأطفالي على فتات الخبز والفضلات في المزابل أحياناً، لكنني لم أيأس استمد القوة من أطفالي وكيفية حمايتهم، كان هدفي إيصالهم إلى بر الامان. قدمت أزهار على الهجرة، وخضعت لبرنامج الأمم المتحدة، ثم قبلت وأطفالها لتسكن في كندا. كافحت وحدها في كندا، وعملت في أماكن عديدة لكي توفر لأطفالها لقمة العيش وحياة يستحقونها، تربيتها لأولادها لم تكن سهلة في هذا المجتمع، بعاداته وتقاليده، ورغم ذلك استطاعت أن توازن حياتهم، كما أسهمت في إيصالهم لمراحل دراسية متقدمة، أولادها الآن يدرسون في أفضل الجامعات الكندية، وتشعر أزهار بالفخر والزهو وهي تنظر لمستقبلهم الجميل.

المثال الثاث

نغم هي الأخرى لم تنصفها الحياة، فقدت والدها الشيوعي منذ الصغر غيبته سلطة البعث الدكتاتوري، وكانت المعين لوالدتها وأخوتها الصغار، كانت تعمل طول النهار في البيت والحقل لتوفير لقمة عيش لأخوتها، تزوجت نغم وكانت سعيدة بحياتها الزوجية، لكن شاء القدر اللعين أن تفقد زوجها الشاب بحادث سير، ليترك وراءه شابة أرملة وثلاثة اطفال يتامى. هاجرت نغم إلى خارج العراق مع بناتها الصغيرات وهي مثقلة بالحزن والهموم ومتاعب الحياة وفقدان الزوج، وبعدها عن عائلتها ومحيطها الذي تربّت وكبرت فيه، سكنت مع عائلة أمريكية مكوّنه من رجل وزوجته، قدموا لها مساعدات، وبالأخص في رعاية الأطفال. واجهت نغم في رحلتها هذه مشاكل جمّة، أولها اللغة التي لا تجيد منها شيئا، وليس لديها عمل ولا شهادة، دخلت اولاً دورات لغة، و التقاط كلمات ومفردات انكليزية من بناتها، والمعروف أن الطفل يتعلّم اللغة أسرع من الكبار، ثم وجدت عملا، فأخذت تعمل بالنهار، وتدرس بالليل، خاصةً اللغة والتي تعتبر مفتاح الطريق، حصلت على شهادة تؤهلها لتدرّس الأطفال، واستمرت في الدراسة المسائية والتعلم لتصبح معلمة مدرسة ابتدائي، لا زالت تكافح، رغم دخول بناتها الجامعات لكن هناك مثلا تردده أمهاتنا يقول " ما يكبر راس الاّ يشيّب راس".

أطياف وأزهار، ونغم، نساء عراقيات، خضن تجارب لم تكن سهلة، وهناك المئات بل الآلاف من النساء في كل مكان ممن مررن بالتجربة نفسها، ولربما أكثر قسوة، منهن أرامل ومطلقات، وبدون معيل، ونجحن، في مواجهة ظروف مختلفة وبمجتمعات وبيئات مختلفة لم يكن لهن من يعينهن إلا إصرارهنّ على النجاح في مدرسة الحياة الكبيرة.

في عيد المرأة العالمي نقدم أجمل التحيات، وباقات ورد لنساء العالم، ونساء العراق خاصةً في عيدهن الأغر.

*******************************************************

وقفة رياضية.. اختاروا المحترفين بدقة

منعم جابر

كل التجارب الجديدة تتحمل الأخطاء والعيوب والنواقص في عملها، ومنها في عملنا الرياضي. حيث إن تجربتنا الاحترافية الجديدة حدثت فيها أخطاء وعيوب كثيرة بسبب قلة خبرتنا في العمل الاحترافي وغياب المختصين بهذا المجال. لذا طالبنا من أحبائنا العاملين في الأندية والاتحادات الرياضية أن يستعينوا بخبراء ومختصين في عملهم، لأن أي خطأ أو تقصير من المشتغلين الجدد في الأندية أو الاتحادات الرياضية سيعرضهم للأخطاء والنواقص في عملهم، وبالتالي تتعرض هذه المؤسسات المتعاقدة مع المحترفين (لاعبين ومدربين) إلى المحاكم الرياضية في المؤسسات الرياضية الدولية (محكمة الكأس مثلاً)، مما يضعهم أمام المساءلة.

إذاً، التصرف في هذا المجال بلا مبالاة ودون معرفة الحقوق والواجبات قد يؤدي إلى خسائر كبيرة وأضرار تلحق بالمؤسسات الرياضية العراقية (أندية واتحادات). لذا أناشد الاتحادات والأندية الرياضية أن تعتمد في سياساتها واتفاقاتها وعقودها القانونية على دائرة قانونية أو مستشار قانوني يعرف جيداً أسرار العقود والاتفاقات، لكي يشرف على عقود اللاعبين والمدربين المتفق معهم للعمل في الاتحادات والأندية الرياضية، لضمان عدم حصول تقصير أو وجود أي خطأ أو عيب في اتفاقات الأندية والاتحادات الرياضية في عقودهم الاحترافية.

وهنا أقول لأحبتي قادة المؤسسات الرياضية (أندية واتحادات) إن عدم المعرفة في بعض العلوم ليس عيباً، إنما العيب هو وجود الخطأ والتقصير وعدم الاستشارة. وهذا ما حصل ويحصل في بعض المؤسسات الرياضية، ومنها ما يخص الجانب القانوني. لذا نؤكد على أهمية وجود المستشار القانوني (المحامي) المختص في المؤسسات الرياضية لتجنب الأخطاء والعيوب والنواقص في العقود والاتفاقات.

هذا من جانب، أما من الجانب الآخر، فيجب أن تتوفر الشفافية في العقود الرياضية التي تبرمها بعض القيادات الرياضية في الأندية والاتحادات، حيث يحاول بعض المسؤولين في هذه المؤسسات أن "يستغلوا" إدارات هذه المؤسسات الرياضية ويتفقوا مع لاعبين ومدربين بمستويات متدنية وبعقودهم لغرض تحقيق مكاسب ذاتية لمصالحهم الشخصية. لذا وجدنا في دورينا لاعبين ومدربين بمستويات ضعيفة ومتدنية، أقل بكثير من لاعبينا. إن بعض المتنفذين في الأندية والاتحادات الرياضية اتخذوا من الوساطات (التجارية) والسمسرة منهجاً لسياستهم، ومن أجل مصالحهم يضحون بكل شيء. حيث نجد في بعض مؤسساتنا الرياضية لاعبين ومدربين دون المستوى والطموح، ولا يشكل البعض منهم ثقلاً فنياً ولا وزناً تدريبياً يوازي المتوفر لدينا من كفاءات فنية وقدرات عالية تستحق الإشادة وقادرة على التطوير والتقدم.

إننا كإعلام واعٍ ورقيب على القطاع الرياضي، نطالب باختيار أنواع الكفاءات لعباً وتدريباً على مستوى عالٍ ومتقدم، ممكن أن يخدم تطور ونهوض كرة القدم العراقية، وأنديتها، وإبداع لاعبيها، لا أن يشكل عبئاً ثقيلاً عليها. وهنا أناشد إدارات الاتحادات والأندية بأن يختاروا لاعبين لفرقهم ومدربين لأنديتهم بمستويات عالية. حيث كان لنا دور ريادي في تطور كرة القدم في المنطقة، ومنذ مطلع القرن العشرين، حيث سبقتنا بلدان المنطقة والجوار في ممارسة اللعبة وتقديم أفضل المستويات. وما علينا اليوم إلا أن نكون سباقين في هذا المجال وأن نمارس منهج الاحتراف وسياسته في رعاية الأندية الرياضية، وخاصة في الألعاب الجماعية، التي سبقنا الكثيرين في المنطقة والجوار في تقدمنا وإدخالها تلك الألعاب في ساحاتنا ورياضتنا. ولكن ظل واقعنا فقيراً وتراجع مستوانا الكروي، وسبقتنا الكثير من بلدان الجوار والمنطقة في المجال الرياضي، لأنهم التمسوا الطريق القويم لكل الرياضات والألعاب، وكنا مشغولين بهمومنا ومشاكلنا الآنية.

***********************************************************

تحديد موعد نصف نهائي دوري محترفي السلة

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة السلة، أمس السبت، عن موعد انطلاق منافسات نصف نهائي دوري المحترفين للموسم 2024-2025، والتي ستنطلق يوم 27 من آذار الجاري بمشاركة أربعة فرق تأهلت لهذه المرحلة.

وستُقام جميع مباريات المربع الذهبي في قاعة الشعب المغلقة بالعاصمة بغداد، حيث أن كل فريق سيخوض ثلاث مباريات ضمن هذه المرحلة، حيث سيتأهل فريقان إلى المباراة النهائية التي سيتم تحديد موعدها لاحقاً.

ووفقاً للجدول المعلن، ستبدأ المنافسات يوم الخميس 27 من آذار، بمباراة تجمع الدفاع الجوي والشرطة، على أن تليها مواجهة بين دجلة الجامعة والكرخ يوم الجمعة 28 من آذار.

وفي اليوم التالي، السبت 29 من آذار، يستضيف فريق الشرطة فريق الدفاع الجوي، بينما يلتقي الكرخ مع دجلة الجامعة يوم الأحد 30 من آذار.

وتختتم منافسات المربع الذهبي يوم الجمعة 4 من نيسان، حيث سيواجه الدفاع الجوي فريق الشرطة، بينما يلاقي دجلة الجامعة فريق الكرخ في المباراة الأخيرة لهذه المرحلة.

************************************************************

دوري نجوم العراق.. الشرطة يهدد الصدارة المشتركة بين زاخو والزوراء

متابعة ـ طريق الشعب

تصدر فريق زاخو ترتيب فرق دوري نجوم العراق بعد انتهاء الجولة الـ 24، برصيد 49 نقطة، متفوقاً بفارق المواجهات المباشرة على فريق الزوراء الذي جاء في المركز الثاني بنفس الرصيد.

وجاء فريق الشرطة في المركز الثالث برصيد 47 نقطة من 22 مباراة، يليه القوة الجوية في المركز الرابع برصيد 41 نقطة، ثم فريق الطلبة في المركز الخامس برصيد 40 نقطة. أما فريق القاسم فحل في المركز السادس برصيد 35 نقطة، فيما جاء دهوك في المركز السابع برصيد 34 نقطة، بينما حل الكرمة في المركز الثامن بنفس رصيد دهوك ولكن بفارق المواجهات المباشرة.

وشاركت ثلاثة فرق في جمع 32 نقطة، حيث جاء الكرخ في المركز التاسع، يليه فريق نفط ميسان في المركز العاشر، ثم أربيل في المركز الـ 11. بينما جمعت ثلاثة فرق 30 نقطة، وحل النجف في المركز الـ 12، يليه فريق نوروز في المركز الـ 13، والنفط في المركز الـ 14.

وفي المراكز الأدنى، حل الكهرباء في المركز الـ 15 برصيد 28 نقطة، يليه الميناء في المركز الـ 16 برصيد 25 نقطة، ثم نفط البصرة في المركز الـ 17 برصيد 23 نقطة. أما فرق كربلاء وديالى والحدود فاحتلت المراكز الـ 18، الـ 19، والأخير على التوالي، برصيد 17 و14 و13 نقطة.

وفي صدارة الهدافين، فرض لاعب نادي الشرطة مهند علي، المعروف بـ "ميمي"، نفسه بقوة بعد تسجيله ثلاثية في مرمى نفط ميسان، ليتصدر ترتيب الهدافين برصيد 19 هدفاً. فيما جاء لاعب زاخو غوستافو هنريكي في المركز الثاني برصيد 16 هدف، بينما احتل مروان حسين المركز الثالث برصيد 13 هدفاً. كما سجل أمجد عطوان لاعب زاخو 12 هدفاً ليحل في المركز الرابع، بينما جاء علي عباس لاعب القوة الجوية في المركز الخامس برصيد 10 أهداف.

***************************************************

كاساس يقرر اغلاق تدريبات المنتخب أمام وسائل الإعلام

متابعة ـ طريق الشعب

قرر الجهاز الفني لمنتخب العراق بقيادة المدرب خيسوس كاساس غلق المعسكر التدريبي التحضيري لمباراتي الكويت وفلسطين أمام كاميرات وسائل الإعلام.

وأوضح الاتحاد العراقي لكرة القدم في بيان، أن الحصة التدريبية الأولى ستكون اليوم الأحد في المدينة الرياضية، وأن التدريب سيكون مفتوحًا فقط لمدة 15 دقيقة للتصوير، دون إجراء لقاءات مع اللاعبين أو الجهاز الفني. كما سيُسمح بالتصوير أيضًا يوم الإثنين المقبل، لكن لن تُتاح الفرصة للإعلام في باقي الأيام.

ويستعد منتخب العراق لملاقاة نظيره الكويتي يوم 20 آذار الجاري في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، على أن يحل ضيفًا على المنتخب الفلسطيني في 25 من الشهر ذاته.

وقبل انطلاق الجولة السابعة من التصفيات، يحتل منتخب العراق المركز الثاني في جدول ترتيب مجموعته برصيد 11 نقطة، بفارق 3 نقاط عن كوريا الجنوبية المتصدر، ونقطتين عن الأردن صاحب المركز الثالث. بينما يتذيل منتخب فلسطين الترتيب برصيد 3 نقاط.

*******************************************************

سابالينكا تواجه أندريفا في نهائي إنديان ويلز

كاليفورنيا ـ وكالات

أوقفت البيلاروسية أرينا سابالينكا سلسلة الانتصارات المتتالية للأمريكية ماديسون كيز، التي وصلت إلى 16 انتصارًا، بعد تغلبها عليها في نصف نهائي بطولة إنديان ويلز فئة 1,000 نقطة، أمس السبت.

قدمت سابالينكا عرضًا مميزًا واكتسحت المصنفة الخامسة على البطولة بنتيجة (6-0) و(6-1) في غضون 51 دقيقة، محققة انتقامها من خسارتها أمام كيز في نهائي أستراليا المفتوحة هذا العام. وتكبدت كيز أول هزيمة لها منذ بطولة أوكلاند.

وفي تصريحات لها، قالت سابالينكا: "هزيمة أستراليا المفتوحة كانت مؤلمة بالنسبة لي، لكني ركزت بشدة اليوم وتسلحت برغبة قوية في الفوز. لعبت بصورة مميزة منذ البداية، بينما لم تتمكن ماديسون من تقديم أفضل مستوى لها." وأضافت: "كنت بحاجة إلى هذا الانتقام، وكان الهدف الأساسي هو الفوز اليوم."

هذا هو النهائي الثاني لسابالينكا في إنديان ويلز بعد أن حلت وصيفة في نسخة 2023، وكذلك النهائي الثالث لها هذا العام، حيث توجت مؤخرًا بلقبها 18 في مسيرتها في برزبين. كما أنها تعد أكثر لاعبة وصلت إلى النهائيات هذا العام.

في المباراة الأخرى، نجحت الروسية الشابة ميرا أندريفا في إقصاء البولندية إيجا شفيونتيك من البطولة، بعد فوزها عليها بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة (7-6) و(1-6) و(6-3) في نصف النهائي. بذلك، توقفت مسيرة شفيونتيك التي بلغت 10 انتصارات متتالية في البطولة.

أندريفا، التي تبلغ من العمر 16 عامًا فقط، واصلت تألقها وحققت الانتصار رقم 11 تواليًا، لتصبح أصغر لاعبة تصل إلى نهائي إنديان ويلز منذ كيم كلايسترز في عام 2001. كما باتت خامس لاعبة تصل إلى هذا النهائي قبل بلوغها عامها الـ 18.

في النهائي، ستواجه أندريفا سابالينكا في مباراة مرتقبة، حيث تتأخر الروسية في المواجهات المباشرة مع سابالينكا (1-4)، وكانت آخر مواجهة بينهما في الدور الرابع لبطولة أستراليا المفتوحة هذا العام.

******************************************************

ريال مدريد يضحي بفينيسيوس جونيور من أجل هالاند

مدريد ـ وكالات

كشف تقرير صحفي السبت عن نية نادي ريال مدريد التضحية بالجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور في سبيل تحقيق حلم التعاقد مع النجم النرويجي إيرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي.

ويظل هالاند هدفًا رئيسيًا في مخططات النادي الملكي، حتى بعد التعاقد مع المهاجم الفرنسي كيليان مبابي. ويبدو أن الرئيس فلورينتيو بيريز لا يزال يطمح في ضم هالاند، الذي يعد حلمًا طويل الأمد له.

وفقًا لموقع "Todo Fichajes"، ريال مدريد مستعد لمواصلة السعي وراء هالاند، حتى إذا تطلب الأمر تقديم فينيسيوس جونيور في صفقة تبادلية مع مانشستر سيتي. ويعاني الريال حاليًا من مشكلة انسجام بين مبابي وفينيسيوس، حيث يميل كلا النجمين إلى اللعب في الجناح الأيسر، وهو ما قد يؤدي إلى خسارة أحدهما.

إذا اضطر النادي للتخلي عن أحدهما، فإن فينيسيوس سيكون هو الأوفر حظًا في الرحيل، حيث يولي ريال مدريد أولوية أكبر لضم مبابي لأسباب متعددة، أبرزها شهرة كيليان الكبيرة وقلّة مشاكله.

وفي حال تحرك ريال مدريد فعلاً للتعاقد مع هالاند في سوق الانتقالات الصيفية 2025، فإن مانشستر سيتي قد يوافق على صفقة تبادلية للحصول على خدمات فينيسيوس.

ويعتبر هالاند من أفضل الهدافين في العالم، وقد أظهر مهارات استثنائية في إنهاء الفرص، مما يجعله المهاجم المثالي الذي يبحث عنه بيريز لتعزيز خط هجوم الفريق. ويعتقد محللون أن التعاقد مع هالاند إلى جانب مبابي في الهجوم سيكون خطوة قوية لريال مدريد، حيث يفضل مبابي اللعب في الجناح الأيسر وصناعة اللعب، وهو دور يمكنه إتقانه أفضل من كونه مهاجمًا صريحًا.

مع توقعات بتراجع أداء مانشستر سيتي في الموسم الحالي، قد تكون الفرصة سانحة أمام ريال مدريد لتحقيق حلمه التاريخي بضم هالاند ومبابي في تشكيلة واحدة، ما قد يشكل أحد أفضل الضربات الهجومية في تاريخ بيريز.

*******************************************************

الصفحة العاشرة

المصدر الرئيسي للاغتراب في النظام الرأسمالي

كاوه محمود

الاغتراب (Alienation) هو أحد المفاهيم الأساسية التي طُرحت في الفلسفة السياسية قبل ماركس. فقد أشار فويرباخ إليه في كتابه (جوهر المسيحية) لشرح استلاب الدين وطبيعته، متأثراً بالفكر الجدلي الهيغلي. رأى فويرباخ أن الدين، بصوره المختلفة، هو أول مواجهة معرفية للإنسان مع جوهره وطبيعته الخاصة، إذ يتموضع الوعي البشري في كيان خيالي خارجي، ويُسقط الإنسان خصائصه الجوهرية العامة على هذا الكيان، مما يجعله خالقاً لما يصبح لاحقا خالقه. أي أن الإنسان، وفقا لفويرباخ، يخلق الآلهة ثم يخضع لها، وبذلك يصبح الدين انعكاساً لاستلاب الإنسان لنفسه.

أما ماركس، فقد تناول هذا المفهوم ضمن قراءته للنظام الرأسمالي، وركز على مضمونه الاقتصادي والاجتماعي، إذ رأى أن الاغتراب هو الحالة التي يفقد فيها الإنسان جوهره الاجتماعي نتيجةً للهيمنة الاقتصادية الرأسمالية، التي تسلبه ملكية عمله وعلاقته بمجتمعه.

يرى ماركس أن جذور الاغتراب تكمن في العلاقة الاستغلالية بين الطبقة الرأسمالية والطبقة العاملة، حيث تؤدي هذه العلاقة إلى تمركز وسائل الإنتاج والثروة بيد الرأسماليين، بينما يجبر العمال على بيع قوة عملهم لضمان بقائهم. هذا يؤدي إلى خلق حالة من الاستغلال الدائم، حيث يصبح العمال مجرد أدوات لزيادة رأس المال، في حين يحرمون من السيطرة على ناتج عملهم، مما يولد التناقضات والصراعات الطبقية.

في ظل هذه التناقضات، تعاني الطبقة العاملة من أزمة الاغتراب، التي تتمثل في البطالة والفقر والتفاوت الاجتماعي، حيث يجرد العمال من أي قدرة على التحكم بمصيرهم، ويتحولون إلى أدوات إنتاج ضمن منظومة لا تخدمهم، بل تكرس استغلالهم.

أشكال الاغتراب :

في المخطوطات الاقتصادية والفلسفية لعام 1844، يحدد ماركس أربعة أشكال رئيسية للاغتراب التي يعاني منها العمال في ظل الرأسمالية:

  1. الاغتراب عن ناتج العمل: حيث لا يمتلك العامل ما ينتجه، بل تذهب ملكية المنتج النهائي إلى الرأسمالي، مما يجعل الإنتاج ذاته عملية مغتربة عن العامل. فالعامل يبذل جهده لكنه لا يملك ما ينتجه، بل يُفرض عليه واقع يصبح فيه المنتج قوة غريبة تسيطر عليه.
  2. الاغتراب عن عملية الإنتاج: حيث لا يملك العامل السيطرة على شروط العمل وطريقة الإنتاج، بل يجبَر على اتباع نمط إنتاجي محدد لا يخدم تطوره الذاتي، وإنما يخدم متطلبات السوق والرأسماليين. فالعمل يتحول إلى وسيلة للبقاء وليس إلى نشاط إبداعي حر.
  3. الاغتراب عن الذات: إذ يفقد العامل إحساسه بهويته الحقيقية، ويصبح العمل مصدرا للمعاناة بدلاً من أن يكون وسيلة لتحقيق الذات، حيث يشعر العامل بأنه مستلب ومستنزف ضمن عملية الإنتاج.
  4. الاغتراب عن الآخرين: إذ تؤدي البنية التنافسية للرأسمالية إلى تفكيك العلاقات الاجتماعية، مما يجعل العمال في حالة صراع دائم بدلاً من التضامن، إذ تتحول علاقاتهم إلى علاقات مبنية على المصلحة الاقتصادية بدلاً من القيم الإنسانية.

يرى ماركس أن السبب الجذري للاغتراب يكمن في الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، والتي تجرد العمال من السيطرة على حياتهم، وتجعلهم مجرد أدوات في يد الطبقة الرأسمالية، التي تكرس هذا الاستغلال لتحقيق المزيد من الأرباح. وبالتالي، فإن تجاوز الاغتراب يتطلب إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وإقامة نظام اجتماعي يكون فيه الإنتاج لخدمة الجميع، وليس لخدمة فئة محدودة من الرأسماليين.

الاغتراب في القرن الحادي والعشرين

إذا تمت قراءة الأوضاع والتغيرات في النظام الرأسمالي في القرن الحادي والعشرين بطريقة دقيقة وموضوعية، وتم إجراء دراسة مقارنة بين هذا العصر والفترة التي كتب فيها ماركس تحفته "رأس المال"، فسيتم ملاحظة اختلاف واضح. فرغم أن الرأسمالية لم تتوقف عن كونها النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد، إلا أن التحولات الجوهرية والأساسية التي شهدها النظام لم تؤدِ إلى القضاء على جذوره

السبب الرئيسي الذي یكمن في الطابع الاستغلالي للرأسمالية، كما أشار إليه ماركس، هو الارتباط الوثيق لمفهوم الاغتراب بفائض القيمة. وفي القرن الحادي والعشرين، لا يزال هذا المفهوم قائماً ولكن بأساليب وأنماط مختلفة. فبالرغم من أن العمال والقوى العاملة قد يحصلون الآن على أجور أعلى مقارنة بالقرون السابقة، إلا أن هذه الزيادة تعتبر قطرة في محيط إذا ما قورنت بتضخم أرباح ورؤوس أموال الطبقات الرأسمالية، مما يساهم في استمرار وتعميق الفجوة الاقتصادية والاجتماعية.

في الجزء الرابع من كتاب "العائلة المقدسة" (1845)، يشير ماركس إلى أن كلًا من الرأسماليين والبروليتاريا يتعاملون مع ظاهرة الاغتراب بطرق مختلفة. فبالنسبة للرأسماليين، الاغتراب عامل أساسي لتحقيق وجودهم وتعزيز مكانتهم، بينما يمثل الاغتراب للعمال مصدراً للضغط المعيشي وعدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

هذا التقابل يؤدي إلى تفاقم الظلم الاجتماعي، حيث يؤدي تراكم الأرباح لدى الرأسماليين إلى المزيد من الفقر والتهميش للطبقات العاملة. حتى الآن، فإن الملكية الخاصة لأدوات الإنتاج، التي تترك العمال محرومين من نصيبهم في الثروة، تظل السبب الأساسي لاستمرار الاغتراب، إلى جانب تقسيم العمل الذي يؤدي إلى تجزئة عمليات الإنتاج، والسيطرة على القوى العاملة، وتحويل العمال إلى أدوات داخل الآلة الإنتاجية الرأسمالية.

في ظل هيمنة الرأسمالية الحديثة، يؤدي العدم إلى تعزيز البطالة وتزايد أعداد الفقراء الذين يفقدون السيطرة على حياتهم، مما يولد الشعور بالعزلة والتهميش الاجتماعي ويزيد من الأزمات النفسية والاجتماعية. هذا التآكل الاجتماعي يعدّ إحدى أبرز ملامح الاغتراب والعدمية في القرن الحادي والعشرين.

أما على الصعيد السياسي، فإن تركيز القوة الاقتصادية في أيدي الشركات العملاقة العابرة للقارات يعزز عدم ثقة الشعوب في الأنظمة السياسية، حيث يشعر الأفراد بأنهم مجرد أرقام في لعبة الاقتصاد العالمي، وأن القرارات السياسية لا تعكس مصالحهم الحقيقية، مما يدفعهم نحو الشعور بالعجز والإحباط.

وفي ما يتعلق بالثقافة، يؤدي الاغتراب إلى زيادة هيمنة الاستهلاك المادي، بحيث يُقاس الإنسان بناءً على ممتلكاته وليس على قيمته ككائن بشري. وهكذا، فإن التوسع في الرأسمالية النيوليبرالية يؤدي إلى تعميق أزمة الإنسان الحديث، مما يفتح المجال أمام الشعبوية لتقديم حلول سطحية ووعود زائفة لمحاولة التعامل مع هذا العدم المتجذر في النظام الرأسمالي.

الاغتراب هو سمة حتمية للرأسمالية العالمية، وفي دول مثل بلدنا، يتجلى هذا الاغتراب عبر الفوارق الطبقية الحادة والتناقضات الاجتماعية التي تعكس مستويات متفاوتة من التطور الرأسمالي والوعي الطبقي.

ورغم أن الماركسية تشير إلى أن الحل يكمن في الإطاحة بالنظام الرأسمالي واستبداله بنظام أكثر عدلاً، إلا أن تحقيق هذا البديل لا يزال بعيد المنال، مما يجعل النضال ضد الاغتراب مسؤولية قائمة تتطلب العمل على:

-تعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية عبر الحد من الفجوة بين الطبقات، وتحقيق المساواة بين الجنسين في الأجور وسوق العمل.

-إعادة النظر في ثقافة العمل لضمان توازن صحي بين الحياة المهنية والشخصية.

-تعزيز الروابط الاجتماعية لمنع تفكك العلاقات الإنسانية بسبب التكنولوجيا والتغيرات الاقتصادية.

-الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز التنوع والتعددية في مواجهة العولمة الرأسمالية.

-ضمان مسؤولية الدولة في تقديم الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

-رفع الوعي البيئي كجزء من مسؤولية عالمية للتقليل من آثار الرأسمالية المدمرة على البيئة.

-الاهتمام بالصحة النفسية ووضعها ضمن السياسات الوطنية والدولية لضمان مجتمع أكثر توازناً.

-توجيه الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية بدلاً من أن يصبح أداة لتعزيز استغلال رأس المال. إن استمرار الأزمات الرأسمالية يجعل العدم ظاهرة لا مفر منها، مما يؤدي إلى مزيد من القلق والاغتراب. ومع تصاعد النفوذ النيوليبرالي، يتم تقييد حياة الأفراد في دوامة الاستهلاك، مما يعمق الأزمات الروحية والنفسية للإنسان الحديث.

الاغتراب هو الوجه الحقيقي للرأسمالية، ومن دون تغييرات جذرية في بنية هذا النظام، سيظل الإنسان عالقاً في دوامة الاستغلال والتهميش.

***********************************************************

تجديد التصورات عند ماركس .. موقف ماركس بعد قراءة ماورر

ثامر الصفار

في المقاطع المقتبسة من قيصر وتاسيتوس المذكورة في الحلقة الأولى، يعتبر ماركس "ager" (الحقل) وكذلك "spatium" (الفضاء) وهي جمع " spatia" (مساحات) بشكل عام على انها أرض مشاع "ager publicus". إن فكرة ماركس عن الحقل باعتباره أرضا مشاع تعزى إلى المقطع التالي الذي كتبه ماورر:

avra per annos mutant، et superest ager، والذي يجب أن يدل على أنهم يغيرون الحقول سنويا، ولا تزال الأرض المشتركة باقية، أي ملكية مشتركة غير موزعة، لأن ager، من الواضح أن تاسيتوس فهمها على أنها ager publicus  بالمعنى الروماني للكلمة" (ماورر، مقدمة لتاريخ مسح العلامات والمزارع والقرى والبلدات، ميونيخ 1854، ص6)

منذ قراءة ماركس لماورر، كان قيصر وتاسيتوس يلعبان دورا متزايد الأهمية في تعديل مفهومه عن الملكية المشاعية الجرمانية. حيث بدأ ماركس، بفضل ماورر، ينظر الى قيصر وتاسيتوس باعتبارهما شاهدين على مرحلتين مختلفتين تماما من تطور المشاعة الجرمانية قبل وبعد العصر المشاعي والتي تم تصنيفها على أنها المشاعات الأكثر قدما (les communautés plus archaïques) والمشاعة الزراعية (la commune agricole) على التوالي.

تتميز المرحلة التي وصفها قيصر في تاريخ المشاعيات الجرمانية بالسمات التالية: في عهد قيصر، كانت المشاعات الجرمانية القديمة منظمة في المقام الأول على أساس الصيد والعسكر. من بين السويبنين Sueben (قبائل جرمانية قديمة عاشت في شمال شرق جرمانيا الكبرى أو ما تعرف الآن بالبلطيق) كان يتم تجنيد ألف رجل مسلح سنويا من كل قرية (pagus). يخوضون الحرب وينهبون المناطق خارج بلادهم بينما كان الباقون في الوطن، منخرطين بزراعة الأرض وبالصيد وتربية الماشية، ليوفروا احتياجات الجنود وعوائلهم. في العام التالي، يذهب ألف رجل آخر كانوا قد انخرطوا في العام السابق في الزراعة وما إلى ذلك إلى ساحة المعركة بينما يعود الجنود إلى ديارهم ليوفروا احتياجات الجنود الحاليين وعوائلهم. "كان زعماء القبائل (magistratus) وأعضاء مجالس القبائل (principes)  يخصصون سنويا قطعة أرض لمدة عام واحد للقبائل (gentes) والأقارب (cognatus). في العام التالي، يجبروهم على ترك أراضيهم المخصصة لهم" (بلوتارخ: قيصر، الفصل 32، القسم 3) . ولم تكن القطعة المخصصة لعائلة فردية كما كانت الحال في زمن تاسيتوس، بل كانت على أساس قرابة الدم. ولم تكن الصناعات المنزلية مثل الغزل والنسيج التي تميز المشاعيات الآسيوية قد تأسست بعد. ولم تكن هناك ملكية فردية أو خاصة للأرض بعد.

بين قيصر وتاسيتوس هناك فارق زمني قدره 150 سنة. خلال هذه الفترة شهدت المشاعة الجرمانية القديمة تحولا جذريا. المرحلة التي وصفها تاسيتوس تتميز بالانتقال من مجتمع المحاربين إلى مجتمع المزراعين. « في البداية، احتل الجرمان الأراضي الصالحة للزراعة بما يتناسب مع عدد المزارعين، ثم وزعوها في ما بينهم بما يتناسب مع مرتبتهم » (تاسيتوس، السجلات، الكتاب الأول، الجزء 26). الملكية المشتركة للأراضي من قبل المشاعة التي أطلق عليه تاسيتوس اسم القرية Vicus كانت لا تزال محفوظة، ولكن تم توسيع الأسر المستقلة للعائلات الفردية بشكل متزايد، على الرغم من إعادة تخصيص أو توزيع الحقول الصالحة للزراعة في المشاعة سنويا على أعضائها، « كل واحد يحيط مكانه بمساحة حرة» (تاسيتوس، المصدر السابق، الجزء 16). في حين وعلى النقيض من تاسيتوس، يذكر قيصر أن القبيلة بأكملها (وليس أسرة فردية) أحاطت أراضيها بمساحة فارغة واسعة ((بلوتارخ: قيصر، الفصل 4 القسم 1). وحتى في زمن تاسيتوس لم يكن هناك أي صناعة منزلية قد حدثت بعد. أن المرحلة التي وصفها تاسيتوس تتوافق مع المشاعة الزراعية (la commune agricole) التي تحدث عنها ماركس في مسودات الرسالة الموجهة إلى فيرا زاسوليتج.

عندما نشر ماركس في عام 1867 المجلد الأول من (رأس المال) لم يكن قد أدرك بعد أهمية أعمال ماورر. وقد تم ذكر ماورر لأول مرة في الطبعة الثانية من رأس المال لعام 1873. وكان للدراسة المكثفة لأعمال ماورر دور كبير في تغيير وجهة نظر ماركس حول الملكية المشاعية الجرمانية التي طرحها في القسم الخاص بالأشكال التي سبقت الإنتاج الرأسمالي في الغروندريسة، حيث تميز الشكل الجرماني للملكية المشاعية البدائية بالسمتين التاليتين: أولا، ظهرت الأسرة الفردية كوحدة مستقلة. ثانيا ، ظهرت المشاعة على أنها مجرد ملحق أو مكمل للأسر المستقلة.

إن الملكية المشاعية لا تظهر إلا كملحق للملكية الفردية بين الجرمان. ... إن ملكية الأفراد لا تظهر بوساطة المشاعة، بل إن وجود المشاعة وممتلكاتها يظهر بوساطة علاقة متبادلة بين أشخاص مستقلين. إن الكل الاقتصادي موجود في الواقع في كل أسرة فردية تشكل مركز إنتاج مستقل بذاته (حيث أن التصنيع هو مجرد وظيفة جانبية لنساء الأسرة). ... من ناحية، يُفترض أن المشاعة نفسها عبارة عن مجتمع لغة ودم وما إلى ذلك بالنسبة لمالك فردي، ولكن من ناحية أخرى، لا توجد المشاعة ككيان إلا في اجتماع حقيقي للملاك الأفراد لغرض جماعي. (MEGA الجزء الثاني/ المجلد 1.2، ص 388 وما يليها). في الغروندريسة، لم يكن ماركس يدرك بعد عملية إعادة توزيع الأراضي الصالحة للزراعة سنويا على أعضاء المشاعة كما شرحها قيصر وتاسيتوس. ولكن بعد دراسته لماورر بشكل مكثف اندفع ماركس إلى الاهتمام ليس فقط بحقيقة توزيع الأراضي، بل أيضاً بالهيكل المتعدد الطبقات للمجتمع الجرماني البدائي. وبعد المراسلات المذكورة أعلاه مع إنجلز في آذار/مارس 1868، بدأ ماركس في قراءة "مقدمة ماورر" بعناية، واستنسخ مقتطفات ضخمة منها موجودة في MEGA IV/186. لقد كان مدينا بالتغلب على وجهة نظره السابقة بشأن المسارات التاريخية للمجتمعات ما قبل الرأسمالية بشكل رئيسي إلى ماورر (وكذلك الى قيصر وتاسيتوس).

**********************************************

{سياسات عربية} 69: من السودان إلى أميركا اللاتينية

صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"معهد الدوحة للدراسات العليا" العدد التاسع والستون من الدورية العلمية المحكّمة "سياسات عربية"، التي تعنى بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية، وتصدر كل شهرين

وقد تضمن العدد خمس دراسات، أتت أولاها بعنوات "العنف الإبستيمي للنظريات الوضعية في العلاقات الدولية: التحرر من القصة الواحدة" للورد حبش، التي تعتمد على منهج تحليل الخطاب لتبيان موضع دول الجنوب في خطاب حقل العلاقات الدولية والنظريات الوضعية، إضافة إلى التوظيف المعرفي لمفهوم العنف الإبستيمي لفهم آليات اشتغال الهيمنة المعرفية في هذا الحقل، ومفهوم العصيان المعرفي لاقتراح طريقة للانفكاك من هذه الهيمنة بالتركيز على أمثلة من العالم العربي.

"الثقافة السياسية والانتقال الديمقراطي في تونس" عنوان دراسة شاكر الحوكي، التي تجادل بأن غياب الحد الأدنى من الثقافة السياسية أسهم في هشاشة المسار الانتقالي في تونس؛ ما جعل الديمقراطية عرضة للتعثر وإعادة إنتاج الأنماط السلطوية. لذا، يصبح تعزيز هذه الثقافة ضرورة لضمان استدامة التحول الديمقراطي وتجنب الانتكاسات.

أما دراسة "العسكر والدولة السودانية: المتلازمة المتكررة في الحكم" لهاني موسى، فنبّهت إلى أن تعدد التكوينات الجهوية والعرقية والعسكرية في السودان انعكس سلبياً على وحدته واستقراره السياسي والأمني، بدلًا من أن يشكل ذلك عامل بناء وتكامل للدولة والأمة السودانية. فمنذ الاستقلال، بقيت هذه التكوينات في حالة من الاشتباك، سواء فيما بينها أو بين أجزائها وتكويناتها الداخلية. يتضح ذلك من أزمات السودان المركبة، ومنها أزمة الحكم، وأزمة الجنوب، وأزمة دارفور، وأزمات المرحلة الانتقالية الراهنة، والصراع المحتدم حالياً على السلطة بين الأجنحة العسكرية.

وتبين دراسة "فقراء الحضر وبروز الإسلام الاجتماعي: دراسة مقارنة بين جماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح في المغرب" لرشيد جرموني، أن الحركتين الإسلاميتين المبحوثتين استطاعتا أن تشكلا روابط تضامنية جديدة/ قديمة، قائمة على أساس ديني/ عصبوي، عوضت الأشكال التضامنية التقليدية التي كانت تحتضن الفئات المتوسطة والفقيرة في أوقات سابقة.

وتوصلت دراسة "أميركا اللاتينية والتنافس الدولي المعاصر: الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والصين: دراسة مقارنة" لعطوة مطير، إلى نتيجة أساسية مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك الحضور العسكري والاقتصادي الأكبر في أميركا اللاتينية، ولكن روسيا والصين تمكنتا من اختراق المنطقة، عبر إقامة العلاقات العسكرية مع الأنظمة المناوئة للولايات المتحدة وأبرزها فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا. ولأن الصين أصبحت شريكاً تجارياً مهماً لدول في المنطقة مثل البرازيل والأرجنتين، استطاعت أن تتفوق على الولايات المتحدة في حجم التجارة مع تلك الدول.

وفي باب "التوثيق" أهمّ "محطات التحول الديمقراطي في الوطن العربي"، و"وثائق التحول الديمقراطي في الوطن العربي"، و"الوقائع الفلسطينية"، في المدة 1/5-30/6/2024. وفي باب "مراجعات الكتب"، مراجعة منير الكشو لكتاب "دكتاتوريون مناورون" لسيرجي غيرايف ودانييل تريسمان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 2 آذار 2025

*******************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار سطور

أصدرت دار سطور للنشر- بغداد، سلسلة من الكتب الجديدة ابرزها:

- الشاكرية/ رواية كريم العراقي.

- الدكتاتور الضفدع/ رواية فلاديمير نابوكوف. ترجمة عمار كاظم محمد، مراجعة جمال كريم.

- باشطابيا/ رواية فؤاد العياش.

- لماذا الجنس للمتعة/ تطور النشاط الجنسي البشري، تأليف جاريد دايموند. ترجمة إبراهيم احمد وسامر حميد.

- الصحوة/ دليل في الروحانية بلا اديان. تأليف سام هاريس. ترجمة خلود غروفز.

- حافلة الصليب البيضاء/ رواية نعيم كرم الله.

- بقايا/ رواية رو شاداخار.

***********************************************

من أخلاق الاستبداد

د. سعيد عدنان

الاستبدادُ قديمٌ في هذه الأمّةِ، وقديم في غيرها أيضًا؛ صحِبها في تاريخِها كلّه ؛ فكان سمةَ السلطةِ  فيها؛  إذ كانت تقوم على الغَلَبة؛ يُحرزها المتغلّبُ بعُصْبته وسيفه؛ فإذا تمّت له لم يُخرجْها من يده إلّا متغلّبٌ آخر أقوى منه! وليس للرضا موضعٌ في قيامها. ولقد  استقرّ، عند الحاكم والمحكوم،  أنّ السلطةَ العليا إنّما  تُنال بالسيف القائم ، والسطوةِ القاهرة، وليس للناس إلّا  أن  تسلّمَ أمرَها لصاحب السلطان الغالب، وأن تُطيع!  وقد صحبت ذلك أنماطٌ من التسويغ ؛ بالشعر وبالنثر؛ يقوم بها رجال من الحاشية.  ثمّ جرى الأمر في هذا العصر على ما كان يجري عليه، من قبلُ،  وإن اختلفت أداةُ القهر والغلَبة، وتباين القول في التسويغ والتمكين؛ حتّى صار الأمر من الثبات بمكان.  وكان أن  نشأت عنه أخلاقٌ وسماتٌ فشت بين الناس، وانغرست في أذهانهم، وظهرت في أفعالهم؛ ثمّ أمستِ المهادَ الذي يقوم عليه كلُّ استبداد جديد ! وهي ، على كثرتها ، مشتبكة متآزرة  بعضُها ينِصر بعضًا ويُمكّن له.

ولعلّ أوّل ما يُشيعه المستبدُّ وأعوانهُ، في الناس، هو الخوف؛ إذ  ينشرونه بنحوٍ صريحٍ جهير، وبنحوٍ غامض خفيّ؛ من أجل أن يتغلغلَ في النفوس، ويتمكّنَ منها فيُوهي الفكر، ويثلّ العزم. وكلّما زاد الخوفُ انحسر العقلُ وتضاءل مداه، وانخذلت قُواه، وجعلت الأوهامُ تتسلّط عليه؛ وعندئذٍ يُسلمُ الإنسانُ  مقادتَه  لصاحبِ السلطان المستبدّ، ولأشياء  خفيّةٍ، ينشرها السلطان، لا يستطيعُ أن يُدركها تمامَ الإدراك ؛ فيكونَ عونًا له على نفسه، ويُطيعَ الطاعةَ المذلّة. وإذا تمكّن الخوفُ من الأنفس، وتقلّصَ العقل؛ تجنّبَ الناسُ الكلامَ، وجنحوا إلى الصمت يلوذون به؛ محترسين  من ألسنتهم، وما قدّ تؤدّي إليه من مخاطر، خائفين وجِلين. وكلُّ ذلك، إذا طال، يُفضي إلى خوَرِ النفس، وتبلّد الذهن، وفهاهة اللسان؛ ويُفضي إلى نشوء كلام منفصل عن الوقائع، زائفٍ، يسعى في مرضاة المستبدّ، وتسويغ أفعاله؛ فتغدو اللغةُ كيانًا مفارقًا، لا يصوّر وقائعَ الحياة، ولا يدلُّ على ما يشقَى به الناس. وإذ تفسد اللغةُ يفسدُ الفكر كلُّه، ويغيبُ وعيُ الحقّ، وتختلّ القيم؛ وباختلال القيم ينزوي أهلُ الصدق والإخلاص، ويتقدّم أهلُ الكذب والمراءاة. إن السلطانَ المستبدّ، في كلِّ أحواله، عدوُ الإنسانِ في كرامته، ويقَظةِ ضميره، واستقامة وعيه؛ إنّه يريده خلوًا من ذلك كلّه حتّى ينقاد له بدون أن يسأل، أو يُعارض!

إنّ المستبدّ، بطغيانه، يُفسد الحياةَ كلّها، ويُشفي بها على التهلكة!  وذلك صنعُه في كلّ حقبةٍ يظهر فيها! ثمّ تظلّ آثاره، من بعده، تُفسد النسيج الاجتماعيّ جيلًا بعد جيل.

أمّا النجاة من الاستبداد وآثاره؛ فإنّما تكون، أوّل ما تكون، بتنشئةٍ جديدة تقوم على  إيقاظ العقل من سُباته ، واسترداده من غيابه، وعلى رعاية الضمير وحياطته حتّى يكون مرشدًا يَهدي إلى طريق الصواب.

وذلك إنّما يكون بالفكر الفلسفيّ، وبآثار الأدب الرفيع والفنّ السامي! نعم! لا يردّ الاستبداد، ويمحو آثاره إلّا فكرٌ فلسفيّ يقوم على العقل والمنطق، ووضوحِ الرؤية، يُعلي من كرامةِ الإنسان، ويردّ إليه الثقة بنفسه، وبقدرته على الفهم، ومعرفة ما ينفعه وما يضرّه. وأدبٌ رفيع تمرّس بتجارب الحياة الخالدة، وفنٌّ يرقى بالروح ...!

**************************************************

عاصم جهاد .. واقتناص الضحكة المأزومة

د. عماد جاسم

منذ عقود اتابع اشتغالات هذا الفنان الذي ينتمي الى المدرسة التعبيرية الملغزة ، فهو يحترف اشتغالات التأويل، ويحترم ذكاء التلقي، عاصم جهاد  تشكيلياً ورساماً كاريكاتيراً، يعتني بخطوطه حد الابهار ويعطي مباركته وتمجيده في أحداث الفكرة ومراميها، بعدها يستدرج قارئ نصوصه البصرية الممتعة الى غواية الاكتشاف ولذة إيجاد مغزى واهداف ومبررات اللوحة، أنه فعلا لا يرخص من قيمة الكلام أو التعليق، الا انه بمنح لرمزية الصورة سلطة الأولوية، بعد نضج تجربته واعتماده تقنية التوظيف الرمزي لهموم البلاد ومتاعب السياسية ومتناقضات الحدث اليومي الذي لا ينتظر من الفنان الملتزم بقضايا شعبه أن يركن الى كسل الانتظار والتوقع وتجاوز محنة البوح الذي يتطلبه مشهد حياتنا المتعاظمة الأسف والازمات،، في أغلب مشاهد الحياة، من خدمات الكهرباء الى لعنة المحاصصة وقلة وعي المسؤولين وغرورهم مع بلادة الفاعليين السياسيين واقتصار ظهورهم الاعلامي على الخطابات الجوفاء،  لتخرج لنا هذه الفنون البصرية بسردية لونية مدهشة وتعابير صورية تحاوى المأساة بإتقان لمسات التفسير للواقع مع مشاركة المتلقي كمساهم في عملية التواصل المعرفي والجمالي.

في كل لوحة ضحك مبطن وحسرة تأويل وفي اغلب اللوحات نتوقف عند عتبة اكتشاف يومياتنا مع اختمار حرفية الايصال، الذي يندفع نحو البكاء الذي تغلفه سخرية التناول.

انه لم يجد ضرورة في تذييل أعماله بتعليقات قد تخرجها من صمتها الفلسفي، أو تكون مباحة في استسهال لا يخدم رسالة الفن الحديث للاستعانة بحرية وقصدية التلقي الناضج، والصورة الناطقة عنده تكتنز بالوجع المكتوم لعراقيين يحترمون دموعهم في اوج سخريتهم من جلاديهم أنهم ينتقمون ممن يسرقون قوت يومهم بفنون التعبير التي تعري قسوتهم تشتغل لوحاته بالسؤال والدهشة واعتناق مبدأ مغازلة القراءات العميقة ضمن مقاربات للدراما العراقية ذات الشجن المكتوم من سرقات وتجاوزات وقرارات انفعالية، دراما يومية تصلح مادة دسمة لسخرية بطعم هذه المعالجة الذكية، والالتفاتات المزدحمة الأفكار، المتواترة، التي تصيب كبد الحقيقة وتفعل فعلتها التصحيحية التي تتطلبها وظيفة الفنان والمثقف عموما ، لأننا أزاء معركة محتدمة بين مروجي ثقافة العقل وصناعة الجمال مع فريق يريد لنا الانصياع الى سلطة الوهم والتجهيل والانكفاء وخسارات الثروات،،، إذ لم يعد للفن وظيفة الامتاع فقط في مجتمعات تنتظر من خطابنا الثقافي نضالا يوازي مسلسل الخيبات وحجم الخسارات، ولعل هكذا نوع من الفنون البصرية ذات التأثير الجمالي يؤدي فعله الجماهيري والمبدئي في التنبيه وتوجيه انظار الناس واصحاب القرار لمدى فداحة البؤس، بلغة بليغة وانسانية تخرج من اطار البساطة الهادئة نحو التأويل المحتدم والصارخ في بعض الأحيان،، أن هذه التجارب تتناغم وتتقابل مع فنون رمزية متفوقة عن عشاق ومحبي فنون الكاريكاتير العالمي في دول تحتفل بهذا المنجز في مهرجانات عملاقة يفتقدها عالمنا العربي. وهذا المقال التوضيحي المحرض، أقرب ما يكون ادانة مبطنة لعجز وسائل نقدنا الجديد في ملاحقة تلك التنويعات البصرية ذات الفعل الثوري الجماهيري والتربوي والمحمل بمرموزات تساهم في اتساع أفق اكتشاف لذة التأويل عند التلقي العادي أو التلقي الأكاديمي، لتبقى نوعاً من الافصاح عن اعجاب في استثمار أو استخدام احداثنا اليومية وتوجهها نحو قيمة فنية وبوح سردي مختزل يقتنص اللحظات الهاربة في تحويلها الى مقالات نقدية تؤرشف الوجع وتفضح الفساد ومروجي ثقافة التفاهة التي تهيمن في اوساطنا الاكاديمية والسياسية والمجتمعية.

****************************************************

"الحرب الصغيرة القذرة" لماذا عجزوا عن قهر البلاشفة؟

ترجمة: جودت جالي

كتب الرائد فيكتور كازاليت الى أمه في كانون الأول 1918 قائلا :" إن سيبيريا مكان مرعب، ولا يمكن لأحد تخيل سبب لأن يعيش أحد هنا". كان كازاليت البالغ 21 عاما جزء من القوة العسكرية البريطانية " قوة التدخل" المرسلة لدعم البيض المعادين للبلاشفة خلال الحرب الاهلية الروسية. غير أن الجهل الغربي بروسيا أدى الى وضع أهداف غير واقعية. كما لم يكن الفشل بريطانياً فقط ففي سنة 1917، عندما أرسلت الولايات المتحدة وفدا لإسناد "الحكومة المؤقتة" خلال الحرب العظمى، بالكاد استطاع الدليل الروسي كتم غضبه لأن أفراد الوفد تصرفوا كأنهم " جاءوا الى قبيلة جاهلة متوحشة، وأن معامل صنع الأسلحة التي رأوها يديرها أجانب، وأن كل امرأة روسية لا بد وأنها نامت مع راسبوتين".

يروي لنا كتاب آنا ريد (حرب صغيرة قذرة: معركة الغرب لقلب الثورة الروسية) قصة تورط الغرب في الحرب الأهلية الروسية، وهو عمل طائش جرى أواخر الحرب العالمية الأولى انتهى نهاية مخزية بعد سنتين بهزيمة البيض. لقد قاتلت قوات التدخل في سيبيريا شمالا، وفي القوقاز، وعلى سواحل البحر الأسود حيث ترسم لنا ريد مناظر معذبة مستمدة من صور وبطاقات بريدية ويوميات ضباط بريطانيين وأميركيين كمصادر أولية أساسية، وقد رسمت بلمسات سريعة كل شخصية من الشخصيات المذكورة، فمثلا الجنرال البريطاني ألفريد نوكس قائد الحملة السيبيرية " رجل من أولستر مهيب المظهر الى درجة تبعث الخوف في نفس الناظر"، فيما الرئيس الأميركي وودرو ولسن " نوع من الرجال يبدو جيدا بقبعة عالية".

إن اليوميات سجل أخاذ. لقد أربكت طبيعة الأرض الرجال الذين أرسلوا الى روسيا وقد كتب قائد قوات الحلفاء في الشمال الجنرال ادموند آيرونسايد قائلا:" إن روسيا شاسعة بحيث تجعل المرء يشعر بالخمود"، واكتشف الرجال في كتيبة ميدلسكس بأن :" بعوض سيبيريا يمكنه أن يعض من خلال البطانيات"، فيما استمتع آخرون بما يشبه عطلة ممدودة حين قامت السفن البريطانية في صيف 1919 بدوريات حول شواطئ القرم التي سقطت مجددا تحت سلطة البيض، وأخذت تستقبل السكان على سطوحها بين الرابعة عصرا والمغرب. كتب لينون غولدسمث آمر المدمرة مونتروز :" لم يحصل الرجال على وقت كهذا في حياتهم ويعيشون وجودا يسير في غاية السعادة دون أية كلمات". مع ذلك فإن ضباط "المتدخلين" وإن أعجبتهم في الغالب ضيافة البيض لهم فقد انتقدوهم لتشاؤمهم المهلك المناقض لروحية الممكن البريطانية، ففيما كانت قوات البلاشفة تتقدم أبدى القوزاق يأسهم من الانتصار وانتظروا النهاية، الرجال يعاقرون الخمر والنساء يبكين. وقد تأمل أحد القادة البريطانيين في قرية مهددة بأنه لو كانت القرية بريطانية لهب الناس يقيمون المتاريس والدفاعات ولا ينتهون نهاية رخيصة. كما ارتعب البريطانيون من سوء إدارة المناطق التي يسيطر عليها البيض. انتقد بقسوة صحفي مرسل من جريدة الديلي اكسبريس محاوره الامير أوبولينسكي لكون الحكومة غير كفوءة تماما في الجنوب مقارنا هذا بما في بريطانيا حيث " المسؤولية المدنية عالية جدا".

ليس صحيحا أن الروس كانوا يفتقرون الى "المسؤولية المدنية" بل الى "قدرة إدارية" أضعفها ما نتج بعد الثورة من اضطراب واضمحلت مع حصول التدخل. لقد كانت نقطة النشاط المدني العليا في شباط 1917 عندما نخبة الليبراليين المحافظين والصناعيين الاوتوقراطية قلبت القيصرية وشكلوا الحكومة المؤقتة جاعلين روسيا وفق وصف لينين " البلد الأكثر حرية في العالم". تبنت هذه الحكومة سياسة ضريبة تقدمية وقانونا للانتخاب العام وهو ما سبقت به دول أوربا الغربية بعقد أو أكثر من السنين.

لكن الحكومة المؤقتة فشلت لسببين... تعهدها الانتحاري بمواصلة القتال مع الحلفاء في الحرب العالمية الاولى، وتأخرها بالإصلاحات الحيوية الى حين دعوة التجمع الدستوري وقد كانت مسألة الأرض هي الأكثر الحاحا. عندما قرر الجنود الروس في الجبهة أن السلام والأرض أكثر أهمية من القتال أفاد البلاشفة من موجة الغضب هذه. كانت آخر الضربات هي سقوط الحكومة الليبرالية للبيض في أومسك مقر الحكومة بانقلاب عسكري قاده الديكتاتور الأبيض الادميرال ألكسندر كولشاك وقد كانت إدارتها غير عملية.

يضع روبيرت سيرفس في كتابه (دم على الثلج: الثورة الروسية 1914-1924) الثورة الروسية في السياقات العالمية والعلاقات ذات الصلة من مصادر أصلية من المذكرات والاجتماعات تلقي لنا الضوء على القرارات التي اتخذها الوزراء والثوار، ومثل ريد في كتابها استخدم اليوميات لأخذ فكرة عن تجربة الروس العاديين من الفلاحين والموظفين، كل هذا في كتاب حافل بالإثارة كأنه رواية قاصدا جعل التاريخ " يتنفس هواءه".

لقد أوضح الباحثان أن التدخل الغربي انتهى نهاية مخزية ولم تكن هناك ميداليات ولا نياشين للضباط والجنود  ووقف السياسيون الغربيون بعيدا عن المهانة التي لقيتها قوات التدخل.

ــــــــــــــــــــ

A nasty little war. The west fight to reverse the Russian revolution. Anna Reid.

Blood on the snow. The Russian revolution 1914-1924. Robert Service.

  **************************************************

نحن نصنع الطغاة

ليث الصندوق

أيها الطاغية

عندما انزاح الستار

ورأيناك لأول مرّة

تسكب من الزجاجة ابتسامتك المائعة

لم تكن يومئذ أصابعك قد ضُفرتْ حبالاً

ولم تتحوّل مساماتُكَ مزاغل للقنّاصة

كنتَ وديعاً كطفل وِلِدَ من قلب نبتة الخس

عندما كنا ننظر لأصابعِك التي تموع من التوهج

نظنّ أن الشموعَ صالحة للأكل

لكنك كبرت فجأة

وصارت كلماتك الأولى

تُنافس أسنانك اللبنية على مضغ الحصى

يومئذ خشينا أن تختنق ببلع لسانك الصغير

فرحنا نزقّك بألسنتنا التي هرّأتها الأشواك

كانت نوايانا طيبة

لكننا بغبائنا الموروث

أعطينا مفاتيح قلوبنا لغير المؤتَمنين

فصاروا يؤجرونها شققاً للقتلة واللصوص

وها نحن اليوم ندفع ثمن أخطائنا

**

لقد دللناك كثيراً أيها الطاغية

إستبدلنا مفاصلك بالبراغي

وشرايينك بأسلاك الضغط العالي

كان أملنا أن نحوّلك إلى مولدة طاقة

لنضيء المستقبل بإيقاعات خطواتك المتوهّجة

لكننا أخطأنا

بإعطائك جرعات مضاعفة من الأناشيد والهتافات

فتصلّبتْ في أعماقك

متحوّلة لأكوام من الشتائم

وبذلك كان علينا أن نحملك على رؤوسنا

لنتقي ما يتطاير من فمكَ من الفايروسات

**

نحن صنعناك أيها الطاغية

وسمحنا لخرافك المسلّحة

أن ترعى بمفارق شعرنا

ثمّ رحنا نجأر بالشكوى

من لزوجتك التي حرمتنا من الحركة

تُرى كيف غفلنا عن الدُمّلة

حتى تضخّمت وابتلعتنا

نعم ، نحن صنعناك

ونفخناكَ

حتى صارت رئتاك

تمتصّان كلّ ما في مستقبلنا من الإبتسامات

*********************************************************

الصفحة الثانية عشر

في مدينة الحلة اختتام فعاليات {ليالي بابل} الرمضانية

متابعة – طريق الشعب

اختتمت أمس السبت في مدينة الحلة، فعاليات "ليالي بابل الرمضانية" بدورتها الثانية، والتي نظمها اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة، برعاية الاتحاد العام للأدباء والكتاب وبالتعاون مع مؤسسة بابل العالمية للثقافات والفنون، وعلى مدى ثلاثة أيام.

وانطلقت الفعاليات مساء الخميس الماضي في مقر "مؤسسة بابل"، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الثقافة.

وشهد حفل الافتتاح جلسة قراءات شعرية أدارها الشاعر أنمار كامل حسين، وشارك فيها شعراء من بابل وبغداد وديالى، أعقبها عزف على الكمان للعازف البابلي حسين السلطاني.

أما اليوم الثاني أول أمس الجمعة، فقد افتتحت فعالياته بقراءات شعرية للشاعرات البابليات ليلى عبد الأمير، وئام الموسوي وحنين عيساوي. وقد أدارت هذه الفقرة الشاعرة حسينة بنيان.

ثم عُقدت ندوة بعنوان "الدراما التلفزيونية العراقية وأزمة التسويق"، تحدث فيها الروائي د. سلام حربة وقدمها الفنان محسن الجيلاوي. أعقبتها ندوة عنوانها "تجليات حلّية"، تحدث فيها الباحث محمد عبد الجليل شعابث وأدارها الشاعر جبار الكواز.

هذا وافتتحت فعاليات يوم الختام أمس السبت، بجلسة مسرحية عنوانها "المسرحية بين الواقعية التاريخية والرؤية الدرامية"، تحدث فيها د. علي الربيعي وأدارها د. محمد فضيل. 

ثم عُقدت جلسة بعنوان "رمضان أيام زمان"، تحدث فيها الباحث والشاعر حامد كعيد الجبوري، وأدارها محمد علي محيي الدين.

واختتمت الفعاليات بتوزيع شهادات تقدير على المشاركين فيها.

******************************************************

من البصرة كاظم اللايذ في محتفى {رابطة مصطفى جمال الدين}

متابعة – طريق الشعب

احتفت "رابطة مصطفى جمال الدين" الأدبية في البصرة، أخيرا بالشاعر كاظم اللايذ وتجربته الشعرية، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين.

جلسة الاحتفاء التي احتضنها مقر الرابطة في مركز المحافظة، استهلها عدد من النقاد بتقديم قراءات نقدية حول تجربة اللايذ الشعرية، وما يميزها عن غيرها من التجارب. وكان بينهم الناقدان باسم القطراني وياسر جاسم، اللذان أشارا إلى قدرة المحتفى به على المزج بين الشكوك والتصورات في إنتاج معنى شعري يوازي الحقيقة.

وسلطت نقاشات النقاد الضوء على إلهامات اللايذ الشعرية المرتبطة بالتاريخ. وأشارت إلى انه يستحضر في قصائد عديدة شخصيات تاريخية مثل الشاعر العباسي صالح بن عبد القدوس، فضلا عن استحضاره حركات ثورية تاريخية في بعض قصائده، مثل "ثورة القرامطة".

بعدها ألقى اللايذ مجموعة من قصائده الجديدة، التي يتناول فيها أجواء المقاهي ذات الطابع الأدبي. حيث استرجع في قصيدته "مقهى حنّون" أجواء أدبية في مدينة النجف، وفي قصيدة أخرى عنوانها "مقهى اللوتس" استحضر شخصية الشاعر سعدي يوسف وتأثيره في مسيرته الشعرية. كما استعاد في قصيدة "مقهى هافانا" ذكرى الشاعر مظفر النواب، وجسّد في قصيدة "مقهى المعتزلة" الحياة اليومية داخل "مقهى الأدباء" في العشار.

جدير بالذكر، أن الشاعر كاظم اللايذ ولد عام 1946 في البصرة، وأصدر خلال مسيرته الشعرية دواوين عديدة، منها "الطريق إلى غرناطة" و"النزول إلى حضرة الماء".

********************************************

في السليمانية معرض فوتوغرافي يوثّق مجزرة حلبجة

متابعة – طريق الشعب

افتتح في مدينة السليمانية أمس السبت، معرض فوتوغرافي يوثق مجزرة حلبجة، بصور نادرة التقطت اثناء القصف الكيمياوي البعثي للمدينة في آذار 1988، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 5 آلاف مدني وإصابة آلاف آخرين.

المعرض الذي شارك فيه مصورون عايشوا المأساة، يهدف إلى إبقاء ذكرى الضحايا حية عبر شهادات بصرية تنقل حجم الدمار والمعاناة التي لحقت بسكان المدينة.

وفي حديث صحفي، قال بختيار حلبجيي، عضو "شبكة المنظمات"، أن "هذا المعرض ليس مجرد عرض للصور، بل رسالة حية تروي مأساة الضحايا، وتنقل شهادات تُحاكي لحظات الألم التي عاشها أهالي حلبجة أثناء القصف".

وأضاف قوله أن "الصور تُظهر مشاهد مأساوية لأطفال ونساء ورجال فقدوا حياتهم، إلى جانب الدمار البيئي الذي خلفته الأسلحة الكيمياوية المحرّمة دولياً".

وحضر المعرض مسؤولون محليون وناشطون في مجال حقوق الإنسان وعدد من ذوي الضحايا، الذين أكدوا أهمية توثيق هذه الجرائم لضمان عدم تكرارها، وتعزيز الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين عنها.

ويُعد هذا المعرض جزءاً من سلسلة فعاليات تهدف إلى إبقاء فاجعة حلبجة حاضرة في الذاكرة الجمعية، وتسليط الضوء على معاناة الضحايا، في وقتٍ لا تزال فيه مطالب العدالة والاعتراف الدولي الكامل بهذه الجريمة تتصدر المشهد الحقوقي في كردستان والعالم.

**********************************************

يوميات

تضيّف المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة و"ملتقى جيكور" الثقافي، بعد غد الثلاثاء، د. علي مهدي، ليلقي محاضرة بعنوان "الدستور العراقي وبناء الدولة المدنية. المواطنة كأساس للتحديات والفرص المستقبلية".

المحاضرة التي سيديرها الأستاذ فاروق الهاجري، تبدأ في الساعة الثامنة مساء على "قاعة الشهيد هندال" في مقر محلية البصرة.

*************************************************

حصاد الكراهيات

صدر حديثا عن الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في إقليم كردستان، كتاب بعنوان "حصاد الكراهيات – دراسة حالات: رواندا، ماينمار، العراق"، من تأليف د. سعد سلوم.

يضم الكتاب الصادر باللغتين العربية والكردية، دراسة تُحلل العلاقة الإشكالية بين خطابات الكراهية التي تُبث في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي كمقدمة للإبادة الجماعية.

وتجيب الدراسة عن السؤال الإشكالي التالي: هل يمكن ان تتطور خطابات الكراهية الى أشكال أشد عنفا مؤدية الى الإبادة الجماعية؟ كما تُحلل الدور الحاسم الذي لعبته وسائل الإعلام في التحريض على العنف وإطالة أمده في حالات معروفة في النظام الدولي، وتثير مناقشات مهمة حول منع الإبادة الجماعية، وحول الأشكال المناسبة للتدخل من قبل الدولة أو حتى المجتمع الدولي.

******************************************************

معماري: طريقة العمل سطحية! بدء تنفيذ مشروع تأهيل  شارع الرشيد

متابعة – طريق الشعب

أعلنت رابطة المصارف العراقية الخاصة، أخيرا ، بدء العمل في مشروع تأهيل شارع الرشيد، بالتعاون مع أمانة بغداد. وفيما بيّنت أنه من المقرر أن يتم تنفيذ المشروع خلال ستة شهور فقط، انتقد المعماري ومؤسس قسم التراث في أمانة بغداد احسان فتحي، في منشور له على فيسبوك، أعمال المشروع واصفا إياها بـ"السطحية".

وقال المدير التنفيذي للرابطة علي طارق، في حديث صحفي، أن هذا المشروع يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققته المرحلتان الأولى والثانية من تأهيل شارع المتنبي وسوق السراي، موضحا أن المرحلة الأولى من مشروع شارع الرشيد تبدأ من ساحة الميدان وصولا إلى ساحة الرصافي.

وأشار إلى أن المشروع يشمل تأهيل 76 مبنى تاريخيًا بشكل كامل، إضافة إلى تحسين البنية التحتية للشارع، بما في ذلك الكهرباء والخدمات الأخرى، منوّها إلى ان "هذا المشروع هو هدية من القطاع المصرفي إلى المجتمع العراقي. وسيتم تنفيذه بدعم من البنك المركزي العراقي والمصارف الحكومية والخاصة، وبالتعاون مع المؤسسات الحكومية، بما في ذلك مكتب رئيس مجلس الوزراء".

من جانبه، علّق المعماري احسان فتحي على المشروع بالقول:"كنت أتوقع من أمانة بغداد أن تأخذ هذا المشروع بكل جدية، وتستفيد من الدراسات التخطيطية والمعمارية السابقة التي أعدت مقترحات تفصيلية في عامي 1984 و2013، وأن يتم التعامل مع الشارع بشكل جذري ويعالج النواحي الوظيفية واستعمالات الأرض، وازمة مرور المركبات ومواقف السيارات، وسوق الجملة وسوق الشورجة، والتجاوزات على الأرصفة، وتشويه الأبنية التراثية".

واستدرك "لكني صدمت .. عند رؤيتي لطريقة العمل السطحية التي تتعامل بها فرق العمل غير المتخصصة وتختزل كل روحية هذا الشارع العظيم فقط بالتنظيف والطلاء دون إزالة المشوهات أو العناصر الغريبة المضافة".

وختم منشوره بالقول: "لا يمكن ان يستمر العمل في الشارع بهذه الصيغة (الترقيعية).. انها حلول سطحية مؤقتة لا تشفي الغليل، ويجب أن يتم التعامل مع تراث بغداد بكل جدية ومهنية ".

********************************************************

قف.. إبادة جماعية

عبد المنعم الأعسم

لا يختلف المغيرون على القرى الآمنة في الشمال السوري، وأعمال الانتقام التي ارتكبوها هناك، وسقوط نساء وأطفال وشيوخ عُزّل، عمّن سبقهم من الذين أدانتهم المحاكم الدولية بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث: قوات ملاديش في "سريبرينيتشا" وعصابات الهوتو في رواندا، وجيش علي حسن المجيد في حلبجة، ومجندو نتنياهو في غزة، ودواعش أبو بكر البغدادي في سنجار، كما لا تختلف الأدوات "الطائفية" التي استخدمتها العصابات المتحدرة من القاعدة وداعش وهيئة تحرير الشام وهي تنفذ جرائم القتل وأعمال الذبح الانتقامية المروعة في جبلة وريف طرطوس واللاذقية، عن الأدوات التي استخدمتها موجات متوحشة خرجت من الكهوف الجبلية في القرن الخامس قبل الميلاد، والحال، لو تُرك الأمر لمهاجمي الساحل السوري لقضوا حتى على صف أشجار التوت عند مفارق الطرق، لما يحملونه من الحقد والغلّ وفصيلة دم منفلتة.

وبصرف النظر عن مقدمات الأحداث ودور الفلول المهزومة للنظام السابق والأصابع الخارجية التي حركت أزرار الفتنة فإن الاتفاقية الدولية بتجريم الإبادة الجماعية لعام 1946 تحمّل الإدارة الجديدة الحاكمة في دمشق المسؤولية المباشرة، وهي ليست بريئة مما حصل.. على أية حال.

*قالوا:

"إن أية جريمة تسبب أذى الأبرياء، بغض النظر عن أسبابها، هي جريمة ضد الانسانية".

المهاتما غاندي

******************************************************

لا متنفس ترفيهيا في مدينتهم شباب خور الزبير يلجأون إلى {الطاولي}

متابعة – طريق الشعب

تعد ناحية خور الزبير في البصرة، من أهم المناطق الاقتصادية في المحافظة. إذ تضم أكبر موانئ البلاد، فضلا عن منشآت صناعية كبرى. وبالرغم من ذلك، يعاني أهلها ظروفا معيشية وخدمية صعبة، وشبابها يواجهون تحديا كبيرا في إيجاد متنفس ترفيهي خلال رمضان، كالملاعب الرياضية والمتنزهات والنوادي الشبابية وغيرها، لذلك يلجأون إلى تنظيم بطولة بلعبة "الطاولي" الشعبية، لعلها تمنحهم فرصة للترفيه. في حديث صحفي، ذكر منظم البطولة وسام ناجي، أن هذه البطولة ينظمونها للسنة الرابعة على التوالي. وقد شارك في دورتها هذه 36 لاعبا، وجذبت جمهورا كبيرا، مبينا أنه بسبب عدم وجود قاعات تحتضن بطولتهم، يضطرون إلى تنظيمها في مقهى، برسم اشتراك يبلغ 5 آلاف دينار لكل لاعب. فيما يحصل الفائز بالمركز الأول، على جائزة عبارة عن "طاولي" ذات نوعية ممتازة.  ولفت ناجي إلى أن الهدف من البطولة ليس فقط التنافس، إنما تعزيز العلاقات بين الشباب، مشيرا إلى أن المنافسات القادمة ستشهد مشاركة لاعبين من أم قصر وسفوان والزبير.  من جانبه، قال اللاعب عامر ناجي أن لعبة "الطاولي" من الألعاب التراثية القديمة في العراق، وممارستها خلال رمضان باتت عادة سنوية، خاصة في ظل غياب أي متنفس آخر للشباب، مشيرا في حديث صحفي إلى ان "خور الزبير، رغم انها تضم ميناء ومنشآت صناعية، تعاني الإهمال وغياب المشاريع الترفيهية والرياضية". وعبّر اللاعب عن استيائه من أداء المسؤولين المحليين، مؤكدا انهم "لم يقدموا أي دعم حقيقي للشباب".