اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الزراعة: لن نسمح بإقامة مجمعات سكنية أو تجارية في الغابات مشاريع المتنفذين تنزع الأحزمة الخضراء عن المدن

بغداد - محمد التميمي

مع تقلص الغطاء الأخضر في عموم العراق، يتمدّد التصحر والجفاف وتتواتر العواصف التراتبية، بينما يتراجع التنوع الإحيائي، الأمر الذي يتسبب بتفشي الأمراض وبنزوح الناس من الأرياف إلى المدن بعد أن صارت تفتقر لأبسط مقومات العيش الصحي والكريم.

وبدلا من التوجه الحكومي نحو مشاريع الأحزمة الخضراء في بغداد والمحافظات، وصل جشع الأحزاب المتنفذة وقوى السلطة إلى الغابات، التي تسهم في الحفاظ على ما تبقى من تنوع بيولوجي، وفي تحسين جودة الهواء.

وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أطلق خلال العام الماضي، الاستراتيجية الوطنية لحماية وتحسين البيئة في العراق، والتي وصفها بأنها ستكون حاسمة في جهود العراق وأهدافه التنموية لمواجهة التحديات البيئية: التصحر، وخسارة التنوع البيولوجي، واستنزاف الموارد المائية.

وتعتبر غابات العراق جزءًا مهمًا من التنوع البيولوجي والموروث الطبيعي للبلاد، وتلعب دورًا بارزًا في حماية التنوع البيولوجي وتحسين جودة الهواء، والحفاظ على التوازن البيئي، بالإضافة إلى كونها موطنًا للعديد من الكائنات الحية التي تعتمد عليها في بقائها، لكنها تواجه اليوم إضافة لتحدي التغير المناخي، تحديات عديدة أخرى تهدد استدامتها، خاصة في ظل التجاوزات التي تتعرض لها، من بينها التوجه لتحويل بعض أراضيها إلى مشاريع استثمارية.

تحذيرات برلمانية 

وكشف عضو لجنة الحفاظ على عقارات الدولة في مجلس النواب أمير المعموري، عن وجود اعتراضات برلمانية على مشروع استثمار الغابات، محذرًا من أن تحويلها إلى أراضٍ سكنية يشكل انتهاكًا خطيرًا للمعالم الطبيعية، ويهدد البيئة الحضرية.

وقال المعموري في تصريح صحفي، أن هناك "11 غابة كبيرة تابعة لوزارة الزراعة"، مشيرًا إلى أن "بعض صلاحياتها نُقلت إلى المحافظات، ما فتح المجال أمام التلاعب والتجاوزات"، مضيفا أن "بعض الغابات تعرّضت لعمليات إزالة متعمدة عبر قطع أشجارها وتحويلها إلى فحم، بهدف تصفية الأرض وتحويلها إلى مشاريع استثمارية، تحت ذريعة تصنيفها كأراضٍ بيضاء".

وأضاف المعموري، أن "غابات الموصل، على سبيل المثال، تمثل جزءًا من الإرث البيئي والطبيعي الذي يجب الحفاظ عليه"، لافتًا إلى "رفض أهالي المدينة ونوابها تحويل هذه المساحات إلى مشاريع سكنية".

وأكد أن اللجنة النيابية المختصة تواصلت مع رئاسة الوزراء والجهات المعنية لوقف تنفيذ هذه المشاريع.

وفيما يتعلق بعقود الاستثمار، شدد المعموري على ضرورة "إجراء تعديلات جوهرية عليها"، مبينًا أن الغابات ليست مجرد مشاريع ربحية، بل تمثل مساحات طبيعية مخصصة للعائلات.

وأبدى النائب استغرابه من التوجه نحو استثمارها بطريقة غير مدروسة، محذرًا من أن هذا النهج قد يؤدي إلى تدمير البيئة وفقدان موارد طبيعية ثمينة.

الغابات بخير..؟

وفي السياق، قال مدير عام دائرة الغابات ومكافحة التصحر في وزارة الزراعة، د. بسام كنعان: أن صلاحيات الغابات لم تُنقل إلى المحافظات، مشيرًا إلى أن قرار المحكمة الاتحادية أكد بقاء هذه الصلاحيات ضمن نطاق الوزارة باعتبارها مهام اتحادية ولم يتم نقل الصلاحيات لأي محافظة.

وأضاف لـ"طريق الشعب"، أن التصريحات التي تتحدث عن نقل الصلاحيات غير دقيقة.

وفي ما يتعلق بعقود استثمار أراضي الغابات، أوضح كنعان أن الاستثمار يخضع لقانون الغابات والمشاجر، وقد وُضعت تعليمات خاصة لتسهيل تنفيذه، مشيرا الى انه على أساس هذه التعليمات "تم تشكيل لجان مشتركة بين دائرة الغابات ودائرة الاستثمارات الزراعية لوضع محددات وضوابط الاستثمار، وبعد دراسات مستفيضة، تمت المصادقة على الفرص الاستثمارية من قبل المجلس الوزاري الاقتصادي ومجلس الوزراء، لكن العقود لا تزال في مرحلة المسودة ولم تُنفذ حتى الآن".

وأوضح كنعان، أن "الاستثمار في الغابات يكون للأغراض التي أنشئت من أجلها، ويقتصر على تأهيلها، ومن الممكن إقامة فعاليات سياحية بيئية، مع عدم السماح بأي استغلال عقاري أو سكني أو تجاري لا يتماشى مع الهدف الأساسي للغابات".

وبخصوص الادعاءات حول إزالة أشجار الغابات عمدًا وتحويلها إلى فحم لغرض تغيير طبيعة الأراضي، نفى كنعان وجود معلومات دقيقة بهذا الشأن، موضحًا أن هناك 11 غابة فقط تتبع رسميًا لدائرة الغابات والتصحر، بينما تخضع باقي الغابات في المحافظات لإدارة الحكومات المحلية.

وبيّن، أن دائرته تقدم المشورة الفنية بما يخص الغابات.

ودعا في حال تأشير أية تجاوزات او تجريف إلى تحديدها بدقة لمتابعتها قانونياً.

وحذّر المتحدث من التجاوز على الغابات قائلا: إن "الدائرة ستتخذ إجراءات قانونية صارمة ضد أي تجاوزات على أراضي الغابات برفع دعاوى قضائية أصولية ضد المتجاوزين أمام المحاكم المختصة"، مبينا أن "جميع هذه الغابات فيها مشاتل لإنتاج الشتول الغاباتية، وتم تجهيز أكثر من 600 ألف شتلة خلال عام 2024، ضمن مبادرة رئيس الوزراء لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة".

وبيّن، أن دائرته تواجه تحديات، أبرزها ضعف التخصيصات المالية، لكنها مستمرة في تهيئة الشتلات الغابية وتجهيز الدوائر والمؤسسات الحكومية بها".

واختتم حديثه بأنّ الغابات تمثل “رئة المدن”، خاصة في ظل التغيرات المناخية وارتفاع معدلات التلوث، داعيًا إلى زيادة الاهتمام بها وحمايتها، لما لها من دور محوري في تحسين جودة البيئة وصحة المواطنين.

غياب الدور الرقابي والتنفيذي

مدير منظمة "الحقوق الخضراء" فلاح الأميري، قال لـ"طريق الشعب"، إن الإهمال بجميع أنواعه يمثل تحديًا رئيسيًا يواجه العراق في مختلف القطاعات، وخاصة في مجال البيئة وإدارة الموارد الطبيعية، منوهاً إلى ان هذا الإهمال يؤثر بشكل مباشر على تدهور الغابات، التصحر، التغير المناخي والتلوث البيئي.

وأضاف قائلاً انه برغم عدم كثافة الغابات في العراق، لكن المساحات الخضراء فيه تلعب دورًا مهمًا في البيئة والمناخ والاقتصاد، كما هو الحال في الموصل او بعض مناطق الفرات الأوسط، ومحافظات شمال العراق في إقليم كردستان".

 وعن أهمية وجود الغابات الطبيعية والمزروعة بيّن الأميري أنها تُعد بالوعات لامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى المضرة، وفي نفس الوقت تزيد من نسبة الأوكسجين، وتعمل على تنقية الهواء من الغبار، مصدات للرياح والأتربة، تثبيت التربة وتقلل التصحر، فضلا عن أنها تمثل موائل لمختلف الحيوانات والطيور وتسهم في المحافظة على التنوع البيولوجي والأيكولوجي.

وأوضح، أنّ الغابات "توفر بيئة مناسبة للعديد من الكائنات الحية مثل الطيور والحيوانات البرية، ما يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي. كما أنها تسهم في استدامة التنوع النباتي، خاصة الأشجار المحلية مثل البلوط والجوز في شمال العراق والنخيل في وسطه".

ولفت الأميري إلى انّ هناك ضعفا في سياسات حماية الغابات والمساحات الخضراء، وغياب شبه تام لأي خطط فعالة لإعادة تأهيل الغابات والمناطق الحرجية التي تعرضت للإزالة أو الحرائق او الحروب، علاوة عن ان المشاريع البيئية غالبًا ما تكون محدودة أو غير مستدامة بسبب نقص التمويل والإدارة غير الفعالة".

وانتقد الأميري عدم وجود قوانين صارمة لمنع القطع الجائر للأشجار والتعديات على الأراضي الخضراء، كما هو الحال في الاستثمارات في المجمعات السكنية أو في التنقيب واستخراج النفط.

وأردف بالقول: إن العراق يمتلك ثروات مائية وزراعية يمكن أن تقلل من آثار التغير المناخي، لكن سوء التخطيط والإهمال أدى إلى فقدان هذه الموارد تدريجيًا، بينما مشاريع الزراعة المستدامة والتشجير غير مدعومة بشكل كافٍ، ما يفاقم أزمة الأمن الغذائي والبيئي.

*************************************************

راصد الطريق.. قطاع الكهرباء والفرصة المتاحة

 نُقل عن عضو لجنة الطاقة البرلمانية وليد السهلاني قوله أن اللجنة وجهت وزارة الكهرباء بتسريع إنشاء منصة الغاز في الفاو، وإشارته إلى عقد مبرم بهذا الخصوص مع قطر عام 2017 ولم ينفذ. وحسب السهلاني ليس استئناف العمل في هذا المشروع أمرا صعبًا، واستشهد بالقدرة الألمانية على إنشاء محطتين لاستقبال الغاز في أقل من عام، رغم أزمة الطاقة التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية.

في السياق يبرز السؤال الأهم: لماذا تأخر تنفيذ هذا المشروع الحيوي؟ هل هناك أطراف تعمل ضد تنويع مصادر استيراد الغاز للعراق؟ أم أن الأمر يتعلق بمصالح سياسية مخفيّة؟

من جانب آخر اعتُبر تأكيد واشنطن أن استيراد الغاز الإيراني لا يدخل ضمن العقوبات حالياً، فرصة ذهبية للعراق لبدء إجراءات عاجلة لتنويع مصادر الغاز، خصوصًا في ظل التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة عندنا. فعلى الحكومة اغتنام الفرصة لتجاوز العقبات التي قد تحول دون تحقيق استقرار في توفير الطاقة، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع الطلب على الغاز، وغياب التناسب بين زيادة الإنتاج المحدودة وحجم الاستهلاك المتزايد.

ام ان معاناة الناس لا تعني للحكومة شيئا؟

***************************************************

الصفحة الثانية

الموارد المائية تكشف حصيلة موجة الأمطار الأخيرة

بغداد ت طريق الشعب

أعلنت وزارة الموارد المائية، أمس الاثنين، أن الأمطار الأخيرة زادت الخزين المائي وأنعشت أهوار الجنوب، مشيرة الى أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز الاحتياطيات المائية وتأمين الإمدادات.

وقالت الوزارة في بيان إن "الأمطار التي تساقطت على البلاد خلال الأيام الماضية، تم تخزينها في منظومات السيطرة الخزنية، مما أدى إلى تحقيق زيادة ملحوظة في المخزون المائي بلغت 200مليون م3 توزعت مناصفة بين السدود والخزانات وخزان بحيرة الثرثار".

وأضافت أن "الأمطار أمنت رية كاملة لكافة الأراضي الزراعية والمحاصيل وحتى البساتين، كما أنتعش الخزين المائي في مناطق الأهوار بشكل واضح كالجبايش والأهوار الوسطى ومنطقة أبو خصاف في هور الحويزة"، لافتة الى أن "هذا الإجراء جاء في إطار الجهود المستمرة لتعزيز إدارة الموارد المائية وضمان استدامتها، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تواجهها البلاد".

وأكدت أنها "حرصت على التحكم بالإطلاقات المائية من السدات والخزانات بالحد الأدنى الذي يؤمن مشاريع المياه والجريان البيئي في النهر خلال فترة تساقط قطرات المطر"، لافتة الى أن "هذه الخطوة ستسهم في تعزيز الاحتياطيات المائية وتأمين إمدادات المياه للاستخدامات المختلفة، بما في ذلك الزراعة والصناعة والاستهلاك المنزلي".

وأكدت على "أهمية الاستمرار في تطوير البنية التحتية للمياه وزيادة كفاءة استخدامها لمواجهة أي نقص محتمل في المستقبل".

*****************************************************

متظاهرو واسط يدينون اعتقال المحتجين احتجاجات في 4 محافظات تطالب بالحقوق المشروعة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت عدة محافظات عراقية، وقفات واحتجاجات شعبية ومهنية، حيث نفى متظاهرو شريحتي الكسبة والخريجين في مدينة الكوت ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن اغلاق الشوارع أو حرق الإطارات في فلكة تموز وسط المدينة. وأكد المتظاهرون، أن تظاهرتهم كانت سلمية، كما في جميع التظاهرات السابقة التي انطلقت منذ عامين، مطالبين بفرص عمل وقطع أراضٍ. 

الكوت: تظاهرة سلمية واعتقالات

وقال المتظاهر كرار حرب: "تجمعنا بشكل طبيعي في تظاهرة جديدة، وانطلقنا من شارع النسيج باتجاه فلكة تموز، ولم تحدث أية احتكاكات بيننا وبين قوات الأمن".

وأضاف، أن الكهرباء انقطعت عن الشارع خلال التظاهرة، وتعرض بعض المتظاهرين إلى تكسير دراجاتهم، كما تم اعتقال حوالي عشرة منهم، ولا يزالون محتجزين حتى الآن. 

ودان المتظاهرون ما تم تداوله عن وقوع صدامات مع القوات الأمنية أو إقدامهم على حرق الإطارات، مشددين على أن تظاهرتهم كانت سلمية تمامًا. كما طالبوا بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، مؤكدين استمرارهم في احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم. 

الحمزة الشرقي: احتجاجات على نقص الخدمات

في سياق متصل، أقدم متظاهرون على إغلاق الطريق الرابط بين قضاء الحمزة الشرقي والديوانية، احتجاجاً على نقص الخدمات في المنطقة.

وقال المتظاهر قاسم المرجاني: "تم نصب خيم للاعتصام بسبب الوعود الكاذبة التي قطعها المسؤولون بتبليط الشوارع"، مؤكداً أن هذه الاحتجاجات تأتي نتيجة الإهمال المستمر من الحكومات السابقة والحالية. 

وأشار المرجاني إلى أن هذا التصعيد جاء أيضاً بسبب الصعوبات التي يواجهها الأهالي بعد هطول الأمطار، حيث يواجه الطلاب صعوبة في الوصول إلى مدارسهم، والمريض في الوصول إلى المستشفى، بالإضافة إلى معاناة السكان في التنقل بين المحال التجارية في المدينة. وأضاف المتظاهرون أن مطالبهم تتمثل في تحسين الخدمات الأساسية، وخاصة تبليط الشوارع، وتوفير بنية تحتية ملائمة لتسهيل حياة المواطنين. 

الميمونة: وقفة احتجاجية ضد تلوث المياه

ونظم العشرات من وجهاء قضاء الميمونة جنوبي غرب محافظة ميسان وقفة احتجاجية قرب محطة تصريف مياه الصرف الصحي، احتجاجاً على تصريف المجاري في حوض نهر البتيرة، والذي تسبب في انتشار أمراض معوية وجلدية بين سكان القضاء والقرى المجاورة. 

وأعرب المحتجون عن استغرابهم من تصرفات الحكومتين المركزية والمحلية التي استمرت في إغفال مراقبة الشركة المنفذة لمشروع تحويل مسار تصريف المجاري إلى منخفض الديمة، رغم تخصيص مبلغ تخميني قدره 30 مليار دينار لهذا المشروع. ورغم هذه الجهود المعلنة، لم يتم إحراز أي تقدم على أرض الواقع، حسب قولهم. 

كما انتقد المحتجون حكومة ميسان التي وضعت حماية متمثلة بعجلات "هامر" لحماية منازل بعض المسؤولين الحكوميين في قضاء الميمونة بعد موجة الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، بينما لم تعرِ اهتماماً لتداعيات تصريف مياه المجاري في نهر البتيرة. واعتبروا هذا الإجراء بمثابة "إبادة جماعية" بحق سكان المنطقة. وشدد المحتجون على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة للحد من تأثير تصريف المياه الملوثة وتحقيق مطالبهم في تحسين الوضع البيئي والصحي في المنطقة. 

المثنى: وقفة احتجاجية لنقابة التمريض 

ونظمت نقابة التمريض في محافظة المثنى وقفة احتجاجية أمام دائرة الصحة، مطالبة بتحقيق عدد من المطالب الأساسية للعاملين في القطاع التمريضي والصحي. شملت المطالب رفع التسكين، صرف مخصصات كورونا والشهداء، وإعادة منح قطع الأراضي للملاكات التمريضية. كما شدد المحتجون على ضرورة تنفيذ هذه المطالب من قبل الحكومة المركزية، في حين أكد مجلس محافظة المثنى أهمية شريحة الممرضين وذوي المهن الصحية وضرورة إقرار القوانين الخاصة بهم. 

وقال يعقوب العراقي، ممرض في المثنى: "نقف نحن المهن الصحية والتمريضية للمطالبة بحقوق هذه الشريحة والملاكات. الجميع يعلم ما قدمته هذه الملاكات خلال جائحة كورونا، فمنهم من توفي ومنهم من أصيب، ومنهم من أصيبت عائلته. يجب أن تُقدّر هذه الشريحة بتحقيق الحقوق التي أقرّت من قبل الحكومات." 

وأضاف العراقي أن الكتب الرسمية التي بحوزتهم تحمل توقيعات من أعلى الجهات الحكومية، بما في ذلك الأمانة العامة لمجلس الوزراء ورئيس الوزراء، متعلقة بصرف منحة خاصة لمن عملوا خلال فترة جائحة كورونا وكذلك موضوع قطع الأراضي. وذكر أن هناك ازدواجية في توزيع الأراضي وأن العديد من الممرضين قد تعرضوا للغبن في هذا الصدد. كما أشار إلى أن قضية التسكين تعتبر من القضايا التي تؤثر سلبًا على الكثير من الكوادر التمريضية، حيث تم إحالة بعضهم على التقاعد أو منحهم درجات وظيفية منخفضة. 

من جانبه، أكد منتظر عبدالله، نقيب التمريض في المثنى، أن الوقفة الاحتجاجية تهدف إلى رفع الظلم عن هذه الفئة التي بذلت جهودًا كبيرة خلال فترة جائحة كورونا.

وقال: ان "مجلس النواب أقر قانونًا لرفع التسكين للشهادات الدبلوم والبكالوريوس، ولكن دائرة صحة المثنى لم تصرف أي مبالغ حتى الآن.

لدينا العديد من المنتسبين الذين يقتربون من التقاعد وهذا يعد ظلمًا لهم." 

وأضاف عبدالله أن دائرة صحة المثنى تماطل في تنفيذ المطالب، رغم وجود وثائق رسمية من وزارة الصحة تؤكد استحقاق الممرضين للمكافآت المالية وصرف المخصصات الخاصة بمن تعرضوا للإصابة أثناء العمل. وأشار أيضًا إلى أن قضية منح قطع الأراضي للملاك التمريضي تعتبر من الأولويات، مؤكدًا أن "المحافظ وعدنا بتخصيص 300 قطعة أرض، لكن حتى الآن لم يتم تنفيذ أي شيء." 

تأتي هذه الاحتجاجات في إطار المطالبات المتكررة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل وتحقيق العدالة الاجتماعية، وسط استمرار التحديات التي تواجه المواطنين في مختلف المحافظات العراقية.

*****************************************************

الشيوعي العراقي يلتقي التيار الاجتماعي الديمقراطي 

بغداد – طريق الشعب

عقد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، اجتماعاً مع الأمين العام للتيار الاجتماعي الديمقراطي، الدكتور علي الرفيعي، لمناقشة التطورات السياسية والأحداث المتسارعة في الساحة الإقليمية، وانعكاساتها على الوضع في العراق. 

وجرى خلال الاجتماع بحث التحضيرات الجارية للانتخابات المقبلة، مع التركيز على أهمية التنسيق المشترك لتعزيز الحضور السياسي لقوى التغيير الديمقراطية.

وأكد الطرفان ضرورة تكثيف الجهود لضمان خوض الاستحقاق الانتخابي ببرنامج يعبر عن تطلعات الجماهير ويستجيب للتحديات الراهنة. 

وشدد اللقاء على أهمية التزام الحزبين بمواصلة الحوار والتنسيق المشترك، بما يخدم المسار الديمقراطي في العراق ويعزز دور القوى الوطنية في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية. 

وشارك في الاجتماع، إلى جانب الرفيق السكرتير، الرفيقان حيدر مثنى وعلي صاحب، عضوا المكتب السياسي، والرفيق علي مهدي، عضو اللجنة المركزية في الحزب. فيما ضم وفد التيار الاجتماعي الديمقراطي الدكتور أحمد إبراهيم والأستاذ مناضل عبد الله. 

***********************************************

الرفيق رائد فهمي يلتقي النائب عدنان الزرفي 

بغداد – طريق الشعب

في إطار تحركاته السياسية وعرض مشروعه للتغيير الشامل وجهوده لعقد المؤتمر الوطني، التقى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، الأمين العام لحركة الوفاء العراقية، النائب عدنان الزرفي. 

وتناول اللقاء مجمل القضايا والمواضيع المطروحة، مع التركيز على توحيد الرؤى والتصورات والمواقف لمواجهة التحديات القادمة التي يشهدها العراق والمنطقة. 

وشارك في الاجتماع، إلى جانب الرفيق السكرتير، الرفيق حيدر مثنى، عضو المكتب السياسي، والرفيق علي مهدي، عضو اللجنة المركزية للحزب.

**************************************************

هيومن رايتس ووتش: تعديل قانون الأحوال الشخصية يهدد حقوق النساء في العراق

متابعة ـ طريق الشعب

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" من أن التعديل الجديد لقانون الأحوال الشخصية العراقي، الذي دخل حيز التنفيذ في 17 شباط 2025، يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق النساء والفتيات، ويقوض مبدأ المساواة أمام القانون، مشيرة إلى أن التعديل يُشرّع الزواج غير المسجّل.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي، الذي دخل حيز التنفيذ في 17 شباط 2025 بعد شهور من المشاحنات القانونية والسياسية، ينتهك حقوق النساء والفتيات في المساواة أمام القانون، ويعرّضهن لخطر انتهاكات أخرى.

وأشارت إلى أن الضغط والمناصرة المستمرَّين من قبل جماعات حقوق المرأة خفّفا جزئياً من الأضرار، من خلال الإبقاء على أحكام تتعلق بالحد الأدنى لسن الزواج، وحضانة الأطفال، وتعدد الزوجات، إلا أن القانون المعدَّل لا يزال يحتوي على أحكام تهدد حقوق النساء والفتيات.

تعدد الأنظمة القانونية

وبموجب القانون الجديد، يمكن للزوجين عند إبرام عقد الزواج اختيار ما إذا كان قانون الأحوال الشخصية لعام 1959 أو "مدونة الأحكام الشرعية في مسائل الأحوال الشخصية" (المدونة) التي سيُعِدّها الوقف الشيعي، سيحكم زواجهما وطلاقهما وأطفالهما وميراثهما. ولا يحق لهما تغيير هذا الاختيار لاحقاً، ما يؤدي فعلياً إلى إنشاء أنظمة قانونية منفصلة تمنح حقوقاً مختلفة للطوائف المختلفة، وهو ما يتعارض مع الحق في المساواة أمام القانون لجميع العراقيين، المنصوص عليه في المادة 14 من الدستور العراقي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

قالت سارة صنبر، باحثة العراق في "هيومن رايتس ووتش":من المحبط جداً أن نرى قادة العراق يدفعون البلاد إلى الوراء بدلاً من إحراز تقدم في مجال حقوق المرأة والفتيات. رغم أن النص النهائي يتضمن تعديلات مهمة، خاصة بما يتعلق بالحد الأدنى لسن الزواج، إلا أن هذه التغييرات لم تفعل أكثر من تحويل القانون من فظيع إلى سيئ جدًا."

مخاوف قائمة رغم التعديلات

ويشير النص النهائي للتعديل الى أن الحد الأدنى لسن الزواج في المدونة لا يمكن أن يتعارض مع قانون الأحوال الشخصية، الذي يحدد السن القانونية للزواج بـ 18 عاماً، أو 15 عاماً بإذن من القاضي "واعتماداً على أهلية الطفل وقابليته البدنية". ورغم أن هذا البند يخفف المخاوف من إمكانية السماح بزواج الفتيات في سن التاسعة، فإنه لا يزال يتعارض مع المعيار الدولي الذي يحدد الحد الأدنى للزواج بـ 18 عاماً. ووفقاً لـ "صندوق الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسف)، تتزوج 28% من الفتيات في العراق قبل سن 18 عاماً، مما يزيد من خطر تعرضهن للعنف الجنسي والجسدي، والحرمان من التعليم والتوظيف، ويؤدي إلى عواقب صحية ونفسية ضارة.

الحقوق الأسرية تحت التهديد

ويحتفظ النص النهائي أيضاً بأحكام تعدد الزوجات الواردة في قانون الأحوال الشخصية، حيث تشترط المادة 3 منه أن يكون تعدد الزوجات "بموافقة القاضي، الذي يجب أن يضمن قدرة الزوج على إعالة أكثر من زوجة واحدة ووجود مصلحة مشروعة."

كما ينص التعديل على أن المدونة لا يجوز أن تتضمن "ما لا ينسجم مع مصلحة الطفل المحضون"، مع ضمان حق الوالد الذي لا يملك الحضانة في "اللقاء والتواصل مع أطفاله بالمقدار المناسب واللائق مدةً ومكاناً."

وفي حال نشوء نزاع بين الزوج والزوجة حول النظام القانوني الذي ينبغي تطبيقه، يحدد القاضي المصلحة الفضلى لكلا الطرفين، بعدما كان القرار في النسخة السابقة للتعديل يُمنح للزوج، في انتهاك لالتزامات العراق بدعم الحقوق المتساوية للمرأة.

مخاوف من الزواج غير المسجّل

وحذّرت "هيومن رايتس ووتش" من أن التعديل يُشرّع الزواج غير المسجّل، ما يشكل ثغرة تسمح بزواج الأطفال، وهو ما وثقته المنظمة سابقاً. ووفقاً لـ "بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق"، فإن 22% من الزيجات غير المسجلة في البلاد شملت فتيات دون سن 14 عاماً.

كما تخشى جماعات حقوق المرأة من أن منح رجال الدين سلطة عقد الزيجات قد يؤدي إلى إضفاء الشرعية على "زواج المؤقت"، حيث يتم ترتيب عقد زواج لفترة محددة مقابل مهر، دون التزامات مالية بعد انتهاء المدة، مما يفتح الباب أمام الاستغلال الجنسي للنساء والفتيات.

غياب الرقابة الديمقراطية

ويمنح التعديل الوقف الشيعي أربعة أشهر لإعداد وتقديم "المدونة" إلى البرلمان، الذي يتعين عليه الموافقة عليها وتنفيذها خلال 30 يوماً، دون إتاحة فرصة للمراجعة أو التصويت عليها من قبل المشرّعين أو الرأي العام، مما يقلص الرقابة الديمقراطية ويمنح السلطات الدينية سلطة غير متناسبة في وضع القانون.

انتهاك للالتزامات الدولية

وتؤكد "هيومن رايتس ووتش" أن هذا التعديل ينتهك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، التي صادق عليها العراق عام 1986، حيث يحرم النساء والفتيات من حقوقهن على أساس جندرهن. كما يخالف اتفاقية حقوق الطفل، التي صادق عليها العراق عام 1994، من خلال السماح بزواج الأطفال، وتعريض الفتيات لخطر الزواج القسري، والانتهاكات الجنسية، وإهمال المصلحة الفضلى للطفل في قضايا الطلاق.

بالإضافة إلى ذلك، يرى التقرير أن التعديل ينتهك "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" و"العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" من خلال حرمان بعض المواطنين من حقوقهم بناءً على دينهم. قالت سارة صنبر: "التأثيرات الممتدة لهذا القانون ستكون واسعة النطاق، ومن المرجح أن تغيّر نسيج المجتمع العراقي، على حساب استقلالية النساء والفتيات العراقيات، وقدرتهن على اتخاذ قراراتهن بأنفسهن".

***********************************************

الصفحة الثالثة

«أور» تعرض بضاعتها ولا من مشترٍ ملف حصر السلاح.. الحكومة تلاحق المواطن فقط وتبحث عن تسوية مع الفصائل المسلحة والعشائر

بغداد – طريق الشعب

لا يرتبط ملف حصر السلاح بيد الدولة، الذي تقول الحكومة أنه يتصدر أولوياتها، بينما لم يتبق من عمرها سوى سبعة أو ثمانية اشهر، بالبندقية التي يمتلكها المواطن، بل بسلاح الفصائل خارج إطار الدولة وبترسانات العشائر التي قد تكون مستعدة لمواجهة الأجهزة الأمنية اذا ما فكرت بنزع الأسلحة الثقيلة منها.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قال في وقت سابق من هذا العام، أن حصر السلاح بيد الدولة يمثل جزءًا أساسيًا من البرنامج الحكومي، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل بالتنسيق مع القوى السياسية لتحقيق هذا الهدف، لكن المشكلة ان غالبية تلك القوى تمتلك أجنحة مسلحة غير مستعدة للتفريط بها، كونها تشكل قوة ضغط في تحقيق مكاسبها السياسية والمالية والانتخابية.

وفي إطار الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق، تواصل وزارة الداخلية تنفيذ برنامج حصر السلاح بيد الدولة، الذي يهدف إلى تقليل انتشار الأسلحة غير المرخصة، وإعادة تنظيم الأسلحة المتداولة بين المواطنين والعشائر والفصائل المسلحة. وبرغم ذلك يعتقد خبراء في الشأن الامني ومراقبون أن تحقيق الأهداف المرجوة لا يزال يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بنزع الأسلحة الثقيلة من الفصائل المسلحة والعشائر، التي تعتبر من أكبر مصادر تهديد الأمن المجتمعي.

الحملة مستمرة حتى نهاية ٢٠٢٥

وأكد اللواء الحقوقي منصور علي سلطان، مساعد وكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة وتنظيم الأسلحة، وسكرتير ومقرر اللجنة الوطنية لحصر السلاح بيد الدولة، أن "عملية شراء الأسلحة مستمرة عبر المنصة المفتوحة في بوابة (أور) التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء، إلا أنه لم يتقدم أي مواطن بطلب الشراء حتى الآن".

وأشار سلطان لـ "طريق الشعب"، إلى "استمرار جهود تسجيل أسلحة المواطنين في دورهم السكنية، حيث تجاوز عدد المسجلين حتى الآن (35) ألف رب أسرة، وتستمر العملية لغاية ١٢/٣١ من العام الجاري. كما تم ضبط أكثر من ألف قطعة سلاح غير مرخصة خلال عام 2024، وإعادة الأسلحة التي تم تسليمها للعشائر، فضلاً عن سحب أكثر من (32) ألف قطعة سلاح متنوعة من وزارات مدنية.

وأكد، أن "الجهود مستمرة في ضبط ملايين من الاعتدة والذخائر ومئات الصواريخ والقنابر غير المنفلقة".

وأضاف أن "القوات الأمنية تواصل محاربة ظاهرة (الدكة العشائرية) وإطلاق العيارات النارية، إلى جانب غلق محلات بيع الأسلحة غير المرخصة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق مروجي العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، منبها الى أن "هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية الحكومة لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد"، داعياً المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والمساهمة في إنجاح هذه الحملة.

ودعا اللواء وسائل الإعلام إلى دعم جهود اللجنة الوطنية لحصر السلاح بيد الدولة وحثّ المواطنين على الاستفادة من هذه الفرصة.

حلول صغيرة لمشكلة معقدة!

فيما يجد الخبير الأمني أحمد الشريفي ان "برنامج نزع السلاح في العراق يعد خطوة طموحة ومطلبًا جماهيريًا لتحقيق السلم الأهلي، لكنه لا يلامس الواقع، ولا يشكل حلولًا حقيقية للأزمة القائمة".

ويقول الشريفي لـ"طريق الشعب"، أن "المشكلة الأساسية لا تكمن في السلاح البسيط الذي يمتلكه المواطنون، بل في الأسلحة الثقيلة والمتطورة التي بحوزة العشائر والفصائل المسلحة، والتي تشكل الخطر الأكبر على الأمن والاستقرار".

ويضيف أن "الإرادة السياسية، ممثلة بوزارة الداخلية، عاجزة عن نزع الأسلحة الثقيلة من العشائر والفصائل المسلحة، رغم أنها السبب الرئيس في زعزعة الأمن المجتمعي"، مرجعًا ذلك إلى "وجود ضغوط سياسية تعرقل أي محاولة جادة لحصر السلاح بيد الدولة". وينبه الشريفي الى أن "تنفيذ برنامج نزع السلاح أمر مستبعد في ظل غياب موقف سياسي موحّد ودعم حقيقي من الأطراف السياسية النافذة، لاسيما أن العشائر والفصائل المسلحة تحظى بغطاء سياسي وحزبي يحميها من المساءلة". ويؤكد أن "حصر السلاح بيد الدولة يتطلب قرارًا سياسيًا شجاعًا وإرادة حقيقية، خاصة أن نزع السلاح من العشائر والفصائل المسلحة أصعب بكثير من نزعه من المواطنين، وهو ما يجعل هذه الجهات أقوى من الأجهزة الأمنية ويعرقل أي جهود لتحقيق الأمن المجتمعي".

استغلال الفراغ الأمني

من جانبه، ذكر المحلل السياسي علي البيدر أن "نظرة المجتمع إلى السلاح ما تزال قاصرة، حيث يُنظر إليه كقوة إضافية سواء للمجتمع أو للمنطقة أو للعشيرة أو حتى للمكونات المذهبية والطائفية".

 وأوضح البيدر لـ "طريق الشعب"، أن "هذا المفهوم نشأ في ظل غياب الدولة وضعف مكانتها بعد عام 2003"، مشيرًا إلى أن السلاح أصبح يُستخدم من قبل الجماعات المسلحة في هذا الفراغ الأمني.

وأشار البيدر إلى أنه على الرغم من وجود رغبة مجتمعية في معالجة هذه المشكلة، إلا أن الإرادة السياسية والموقف الحكومي لا يزالان يحتاجان إلى المزيد من العمل.

وقال، إن البداية لا يجب أن تكون من المواطن، لأن المواطن هو الحلقة الأضعف في هذه القضية، وسيستسلم لتطبيق أي قرارات قد تتخذها الدولة إذا لم يرَ أي جدية في تنفيذ هذه القرارات.

وتطرق البيدر إلى التحديات التي تواجه الحكومة في سحب السلاح من الجماعات المسلحة، مشيرًا إلى أن الحكومة في هذه المرحلة قد تجد صعوبة في مواجهة هذه الجماعات، ما قد يدفع الأمور إلى تدخل دولي ويزيد من تعقيد المشهد.

وأكد أن الحل يجب أن يكون دبلوماسيًا، عن طريق الحوار والمفاوضات، واستثمار الجوانب الشخصية في التعامل مع هذه القضايا.  وخلص إلى ضرورة بدء معالجة المشكلة من "الأقوى"، وهم الجماعات المسلحة، لكي تنهار تدريجيًا منظومة السلاح المنتشر في المجتمع العراقي، وفقًا لخطة استراتيجية عميقة وجدية.

**********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

مشروع طريق التنمية والديناميكيات الجيوسياسية

لموقع المركز العربي في واشنطن، كتب جورجيو كافييرو مقالاً مطولاً حول هذا الموضوع، ذكر فيه بأن العراق يسعى ومنذ زمن للاستفادة من موقعه الجغرافي وموارده كي يكون بمثابة جسر اقتصادي بين آسيا وأوروبا، حيث راجت في ثمانينيات القرن العشرين، فكرة "القناة الجافة" لبناء مركز عبور تجاري يربط بين مناطق مختلفة من العالم. لكن عوامل عديدة أعاقت ذلك كالحروب والاحتلال العسكري الأجنبي وعدم الاستقرار السياسي والإرهاب، دون أن يتخلى العراقيون عن هذا الحلم، والذي ينوون تجسيده في إنشاء ممر تجاري رئيسي يربط بين الإمارات العربية المتحدة وقطر والعراق وتركيا والاتحاد الأوروبي، والذي من المقرر أن تكتمل المرحلة الثالثة والأخيرة منه بحلول عام 2050.

أهميته الاقتصادية

بتكلفة تقدر بين 17 و 20 مليار دولار، ينتظر أن ينجز هذا المشروع الضخم المتكون من السكك الحديدية والطرق والموانئ التي تربط الخليج بأوروبا عبر العراق وتركيا، والذي ستموله الإمارات العربية المتحدة وقطر وتساهم فيه تركيا كقوة دافعة رئيسية ويلعب فيه العراق دوراً مركزياً، من خلال جعله ممراً مهماً للتجارة العالمية، يوفر له فرصة لتنويع اقتصاده إلى ما هو أبعد من النفط ويخلق فيه فرص عمل جديدة ويحفز النمو في قطاع الطاقة الخضراء، حتى يتحقق له إيراد لا يقل عن 4 مليار دولار سنوياً، حسب الكاتب، الذي حدد فوائد جمة لتركيا أيضاً ليس أقلها توسيع علاقاتها التجارية مع الشرقين الأوسط والأقصى.

تحديات

وأشار الكاتب إلى أن المشروع الطموح يمكن أن يجلب معه العديد من التحديات، بما في ذلك الفساد، وانعدام الكفاءة، والافتقار إلى الشفافية داخل المؤسسات العراقية، فضلاً عن مخاطر تجدد الصراعات المسلحة، والإرهاب، وعدم الاستقرار السياسي، وما يجري من فوضى في سوريا واحتمال عودة المواجهة العنيفة ضد القوات الأمريكية المتواجدة على الأراضي العراقية. وينقل عن مسؤولين عراقيين قلقهم من التاثير المثبط لعدم الاستقرار على استقطاب الدعم الدولي الكافي لجعل طريق التنمية ناجحاً. كما تتصاعد المخاوف من أن تلعب بعض الدول في المنطقة، أدواراً غير إيجابية، إذا ما شعرت بأن الطريق يمكن أن يقوض مصالحها الوطنية.

مواقف الدول العربية

وإذ اعتبر الكاتب المشاركة الإماراتية والقطرية في مشروع طريق التنمية دليلاً على تطور مستويات التعاون بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي وبغداد، رغم المخاطر التشغيلية مثل عدم الاستقرار السياسي والفساد وضعف الأمن، تساءل عن مدى التأثير السلبي للمنافسة المتوقعة بين طريق التنمية والممر الاقتصادي الهندي – الأوربي (IMEC) على هذه الشراكة، خاصة وإن أبو ظبي جزء منه هو الآخر. كما توقع أن يكون تأثير طريق التنمية على الكويت معقدًا بسبب الخلافات بينها وبين  العراق بشأن حدودهما البحرية في خور عبد الله الاستراتيجي، لاسيما بعد أن قضت المحكمة الاتحادية العليا في العراق بعدم دستورية اتفاقية ثنائية وقعت بين البلدين العام 2012 وحددت بموجبها شروط حقوق الملاحة في هذه القناة. وإقترح الكاتب لتجنب العرقلة الكويتية، الشروع بإقامة "مركز تجاري بحري ضخم" مع الكويت كشريك بحيث يكمل الميناءان (الفاو ومبارك) بعضهما البعض بدلاً من التنافس مع بعضهما البعض. 

ووجد الكاتب أن من الصعب أن تنظر مصر بشكل إيجابي إلى طريق التنمية، لأنه يمثل بديلاً لممر قناة السويس، وأسرع منه بحوالي 15 يوماً وأكثر أماناً منه بعد مشكلة انعدام الأمن في البحر الأحمر مؤخراً. وذكر المقال بأنه ومع توقع نمو التجارة الدولية عبر الشرق الأوسط بمعدل سنوي يتراوح بين 10 و15 في المائة، فليس من الواضح كم من العائدات سيأخذها طريق التنمية من مصر.

إيران

ورأى الكاتب بأن وجهة نظر إيران بشأن المشروع معقدة، حيث تخشى من أن يدفع طريق التنمية العراق إلى التعاون الكبير مع أنقرة على حساب طهران، التي تسعى لأن تكون موانئها مراكز مهمة لتعزيز الترابط الاقتصادي بين الشرق الأقصى والشرق الأوسط والغرب.

غير إن هناك من الإيرانيين من يرى بأن العراق الأكثر ازدهارًا يمكن أن يقدم للإيرانيين العديد من الفوائد لاسيما في مواجهة ضغوط واشنطن التي لم تعد تحتمل.

الولايات المتحدة والصين

وبسبب تأكيد الخطاب الصيني على أن الممر العراقي التركي سيكمل مبادرة الحزام والطريق، وإن لدى بكين حافز كبير للاستثمار فيه،  لم تتخذ واشنطن – حسب الكاتب - أي موقف رسمي بشأن مشروع طريق التنمية، متوقعاً أن تواصل إدارة ترامب الضغط على حلفاء الولايات المتحدة وشركائها لإبعاد أنفسهم عن الصين.

واستنتج المقال بأن على بغداد أن تتقن فن الدفاع عن مصالحها في خضم هذا الصراع المتعدد الأوجه، إذا ما أرادت أن تستفيد من جغرافيتها وحدودها الدولية، لتصبح لاعباً أكثر نفوذاً في النظام الجيوسياسي والجيواقتصادي العالمي.

**************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. زمن كارل ماركس

إبراهيم إسماعيل

ما الذي أبقى ماركس حياً؟ هل لأنه كان أعظم ملهم للبروليتاريا وأول من أدخل التنظيم السياسي لصفوفها، أم لأنه الرجل الذي اكتشف قوانين التطور الاجتماعي وحدد بالتفصيل مسار نشوء الرأسمالية، سواء باقتلاع الفلاحين من أراضيهم أو بتراكم رأس المال أو بنشوء الطبقة العاملة الحديثة، أم لأعماله النظرية التي أثبتت السنوات صواب أغلب ما انطوت عليه؟

في كل يوم تتغير الإجابات وتتسع الرؤى بين اليساريين، الذين باتوا يجْمعون على أن راهنية ماركس إنما ترتكز لإجاباته المعرفية المتماسكة على الأسئلة التي طرحها بعمله النظري، والتي صارت محفزًا للتفكير والابتكار، على طريق تغيير العالم وتحرير البشرية من الخوف والعنف والكراهية والجوع.

لقد عرفت البشرية بفضله سبب تغير دوافع عملها من إنتاج خيراتِ تنتفع منها، إلى إنتاج سلعٍ تحقق الربح لمالكي رأس المال، بغض النظر عن ظروف العمل القاسية وموت الآلاف من العمال، والتفاوت المخيف في مستويات المعيشة بينهم وبين الرأسماليين. كما تعلم اليساريون من مساهماته بكل الفرص الثورية، مشجعاً ومخططاً وموقداً، كيف تُستخلص الدروس الثمينة من النجاحات والخسارات، دون التخلي عن جذوة التفاؤل والثقة بقدرة القوى المنتجة على التغيير.

وإذا بررت العاطفة لبعضنا أن يرى كل تنبوءات ماركس صحيحة، فإن أغلبنا بات يعي بأن ما لم يثبت صحته لدى الرجل، يُدرك تعليله باستخدام ذات المنهج الذي رسمه هو بنفسه. فمن خلال تأكيده على أن حدوث التغيير الاجتماعي مشروط باستحالة احتواء القوى المنتجة داخل علاقات الإنتاج القديمة، لاسيما حين تتحول لقيود تعيق تطور تلك القوى، صار ممكنا فهم قدرة الرأسمالية على التكيّف مع أزماتها. كما أن إشاراته إلى أن الطبقات ليست أشكالاً ساكنة بل جماعات اجتماعية تظهر إلى الوجود بعمليات تاريخية وتمر بمراحل مختلفة من النمو والنضج، وفرت تفسيراً لاتساع الصراع بين البرجوازية والبروليتاريا، ليصبح صراعاً بين الشعب كله وبين النظام الرأسمالي القائم على استغلال الأجر والعمل، والذي ستختفي بانتهائه الطبقات.

ولهذا، نحن لا نكابر حين نقول إننا نوقد من قبس ماركس، شمعة نضالنا لاستبدال المجتمع البرجوازي بالمجتمع الإشتراكي، في مرحلة طويلة من النضال ضد اللامساواة ومن العمل على توزيع عادل للثروات. وأننا نبقى شهوداً على صحة تشخيصاته لما تمور به المجتمعات من صراعات طبقية عميقة، من استقطاب شديد في السلطة والنفوذ والدخل، بين نفر يملك كل شيء وجموع تفتقد لبعض أو كل مستلزمات الحياة، من قلة تهيمن على ثروة الأرض وشعوب منهوبة تغرق في الجهل وتتضور جوعاً، من تسليع البشر والحجر، من اغتراب يتسع ويتعمق، من التضليل وتغييب الوعي.

كما أننا نقبس من توقعاته بحدوث هيمنة ساحقة للرأسمالية على السوق العالمية يسبق انهيارها، أساليب كفاحنا ضد العولمة وضد حملاتها المتوحشة لبث الوهم بقدرية الاستغلال. ونقبس من علمه ما يفضح مسؤولية الرأسمالية عن تقويض مصادر الثروة، من أرض وموارد وعمال، وما يساعدنا في مواجهة مخاطر وأد الحياة عبر الحروب وتخريب البيئة. ويمكننا بمنهج ماركس أيضاً أن نبصر أهمية وجود حزب فاعل لليسار قادر على تعبئة الجميع في مجتمع مزدهر بالعلم والثقافة، وأن نضيء التكامل بين النضال الشعبي والبرلماني، ونحدد معالم ديمقراطية، ستتمظهر بها الحرية في المجتمع الاشتراكي.

في 14 أذار من العام 1883، أغمض ماركس عينيه ورحل، لكن بقيت هناك على قبره زهرة حمراء، تستيقظ كل فجر جذله بنضال اليساريين، تتحدى المحن والعواصف، تنثر عطرها منعشاً لكل الثائرين، وتسخر من أوهامٍ انتظرت نهاية لأفكار الرجل. 

**********************************************

الصفحة الرابعة

السوق بحاجة لتطوير البنى التحتية وتشغيل المصانع والمعامل مراقبون: السيطرة على البطالة مرهونة بتوفير فرص عمل مستدامة في القطاع الخاص

بغداد – تبارك عبد المجيد

يواجه سوق العمل في العراق تحديات كبيرة، حيث يعمل 62 في المائة من القوى العاملة في القطاع الخاص، بينما يستهلك القطاع الحكومي الحصة الأكبر من التمويل برغم أن عدد العاملين فيه أقل.

يقول مراقبون، ان هناك ضرورة لتعزيز دور القطاع الخاص من خلال تطوير البنى التحتية والمشاريع الاستثمارية لخلق فرص عمل مستدامة.

وبرغم انخفاض نسبة البطالة إلى 13.5 في المائة، إلا أن التفاوت بين المحافظات ما يزال يشكل تحدياً. كما يعتبر الاستثمار في التعليم والتدريب المهني أمراً أساسياً لتأهيل الشباب ودعم الاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، يعاني القطاع الصناعي من شلل كبير للمصانع.

وأظهرت نتائج تعداد وزارة التخطيط أن السكان النشطين اقتصاديا (15-64 عاما) يشكلون 41.61 بالمئة من إجمالي السكان، بينما تبلغ نسبة الأطفال دون سن العمل (5-14 عاما) 25 بالمئة، ما يثير مخاوف بشأن دخولهم سوق العمل مستقبلا في ظل قلة الفرص واستمرار الاقتصاد الريعي. كما يعتمد 9.5 ملايين عراقي على الدولة في معيشتهم، بما يعادل 23 بالمئة من السكان، وفق بيانات الوزارة.

البطالة.. التحدي الأكبر

وكشف المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي عن انخفاض نسبة البطالة في العراق إلى 13.5 في المائة بحسب نتائج المسح الاجتماعي الاقتصادي والتعداد العام للسكان والمساكن لعام 2021، بعد أن كانت 16.5 في المائة في عام 2022، في مؤشر يعكس تحسناً نسبياً في واقع سوق العمل.

وقال الهنداوي في حديث خص به "طريق الشعب"، إن "معدل النشاط الاقتصادي للأفراد هم بعمر 15 سنة فأكثر، ضمن الفئة العمرية القادرة على العمل، بلغ حوالي 38 في المائة على مستوى المحافظات"، مشيراً إلى أن "هذه النسبة تمثل نسبة الأشخاص المنخرطين في سوق العمل سواء أكانوا يعملون أم يبحثون عن عمل".

وأضاف الهنداوي، أن البطالة لا تزال تشكل تحدياً كبيراً، خاصة في بعض المحافظات التي سجلت نسباً مرتفعة. حيث جاءت محافظة الأنبار في مقدمة المحافظات بنسبة بطالة بلغت حوالي 21-22 في المائة، تلتها محافظتا المثنى وميسان بنسبة تصل إلى 20 في المئة تقريباً.

أما فيما يتعلق بتوزيع العاملين على القطاعات المختلفة، أوضح الهنداوي انه وفقاً لبيانات التعداد فان 19 في المائة العاملين في العراق يشغلون وظائف في الإدارة العامة، الدفاع، التعليم، والصحة، وهي قطاعات حكومية. 14 في المائة يعملون في الأنشطة المالية، التأمينية، العقارية، والمهن الحرة. 13 في المائة يعملون في تجارة الجملة والتجزئة، وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية.

وأشار الهنداوي إلى أن متوسط ساعات العمل الأسبوعية بلغ 43 ساعة، وهو المعدل الاعتيادي الذي يعكس طبيعة العمل في العراق.

وأكد المتحدث باسم الوزارة أن نتائج التعداد العام للسكان والمساكن تشكل قاعدة بيانات مهمة تساعد في رسم خارطة تنموية جديدة في العراق، من خلال تشخيص الفجوات التنموية ومناطق الحرمان.

وأضاف أن "الهدف الأساسي من التعداد هو تقديم صورة واضحة عن الواقع السكاني والتنموي في البلاد، بما يساعد في توجيه المشاريع الخدمية والاستثمارية نحو المناطق التي تعاني من نقص الخدمات أو ارتفاع نسب البطالة"، مشيرا الى أن الوزارة ستعتمد هذه البيانات في إعداد الخطط التنموية والاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، بما يضمن تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص عمل جديدة، فضلاً عن تحقيق التوازن في توزيع المشاريع بين المحافظات.

وخلص الى أن "استثمار البيانات المستخلصة من التعداد بالشكل الصحيح سيسهم في إعادة توجيه المشاريع التنموية نحو المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، إضافة إلى دعم برامج التدريب المهني والتعليم، بما يعزز فرص الشباب في دخول سوق العمل، ويساهم في تخفيف معدلات البطالة مستقبلاً".

ارتفاع نسبة الشباب

يقول منار العبيدي رئيس مؤسسة عراق المستقبل للدراسات والاستشارات الاقتصادية، أن "ارتفاع نسبة الشباب في المجتمع العراقي تمثل هبة ديموغرافية نادرة مقارنةً بالعديد من الدول الكبرى التي تعاني من شيخوخة سكانها، مثل أوروبا، الصين، واليابان. هذه الميزة السكانية تمنح العراق فرصة لتحقيق قفزات اقتصادية وتنموية إذا ما استُثمرت بالشكل الصحيح".

يؤكد العبيدي، أن "وجود قوى عاملة شابة يعد عاملاً إيجابياً لأي اقتصاد في العالم"، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى أن هذه الميزة في العراق لم تحقق الفائدة المرجوة بسبب تدني رأس المال البشري.

ويبين أن "رأس المال البشري هو مؤشر يقيس قدرة الأفراد على إيجاد فرص عمل من خلال امتلاكهم المهارات والمعارف التي تؤهلهم للاندماج في سوق العمل"، مضيفاً :"يعاني العراق من انخفاض هذا المؤشر نتيجة تردي مستويات التعليم، ضعف التدريب المهني، وعدم مواكبة المناهج الدراسية لمتطلبات سوق العمل".

العبيدي يوضح أنه "رغم الطلب المتزايد على فرص العمل في القطاع الخاص، إلا أن هذا القطاع يعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية بسبب عدم امتلاك الكثير من الشباب العراقيين المهارات المطلوبة".

وللخروج من هذه الأزمة، يشدد على ضرورة الاستثمار في التعليم وتطوير المناهج الدراسية وفق فلسفة تدريس حديثة، إضافة إلى تعزيز التدريب المهني، بما يضمن توفير قوى عاملة مؤهلة قادرة على المنافسة في سوق العمل مستقبلاً. ويختتم العبيدي حديثه بأن "استثمار الكتلة البشرية الشابة في العراق يتطلب إصلاحاً شاملاً في المنظومة التعليمية، ليصبح الشباب عنصراً فاعلاً في التنمية بدلاً من أن يتحول إلى عبء على الاقتصاد والمجتمع".

فرص عمل مستدامة

يوضح الباحث في الشأن الاقتصادي مصطفى حنتوش، أن "الفئة العاملة في المجتمع تقدر بأكثر من 23 مليونا: 38 في المائة في القطاع الحكومي و62 في المائة في القطاع الخاص".

ويقول حنتوش لـ "طريق الشعب": إن "هذا التوزيع يعكس أهمية إعادة توجيه الموارد الاقتصادية، حيث يستهلك القطاع الحكومي الحصة الأكبر من التمويل، برغم أن القطاع الخاص يستوعب العدد الأكبر من الأيدي العاملة".

ويضيف، أن "التحدي القادم يتمثل في استيعاب الأعداد المتزايدة التي تدخل سوق العمل سنويا، ما يستدعي وضع خطط استراتيجية لتعزيز دور القطاع الخاص عبر تطوير البنى التحتية، مثل إنشاء أسواق تجارية جديدة، مدن صناعية، ومشاريع استثمارية قادرة على توفير فرص عمل مستدامة".

بطالة مقنعة

وتواجه الصناعة العراقية تحديات متزايدة، ناجمة عن سياسات وإجراءات وصفها الناشط السياسي علي القيسي بـ"الفاشلة"، ما انعكس بشكل مباشر على ارتفاع نسب البطالة وتراجع القطاع الخاص. ورغم امتلاك البلاد أكثر من 25 ألف مصنع ومعمل، إلا أن أكثر من 20 ألفًا منها متوقفة عن العمل.

ويوضح القيسي لـ"طريق الشعب" أن الإقبال المتزايد على الوظائف الحكومية يعود إلى عدة أسباب، أبرزها تفشي البطالة وضعف القطاع الخاص، بالإضافة إلى ضمان الراتب التقاعدي الذي توفره الحكومة للموظفين.

وأكد أن "غالبية الوظائف الحكومية الحالية تمثل بطالة مقنعة بأعداد كبيرة، حيث لا تقدم عملًا حقيقيًا".

ورغم الحديث المتكرر عن دعم الصناعة العراقية، إلا أن السياسات الحكومية لا تزال عاجزة عن وضع خطة استراتيجية تنقذ ما تبقى من المعامل والمصانع المتوقفة.

ويشدد القيسي على ضرورة "وضع خطة اقتصادية مستقبلية شاملة تتماشى مع الأرقام والمؤشرات التي اعلن عنها التعداد السكاني، تبدأ بإعادة ترتيب الفوضى في قطاع التعليم عبر دراسة واقع التخصصات الفائضة، خصوصًا الطبية، مع التركيز على دعم المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة".

ويخلص الى أن "النهوض بالقطاع الصناعي هو احدى الخطوات لدعم القوى الشبابية العاملة وزجها بالسوق، وهذا يتطلب إرادة سياسية فاعلة، عبر تشريعات تحمي المنتج المحلي، وتقديم تسهيلات مالية للمستثمرين المحليين، إلى جانب توفير بيئة آمنة للاستثمار الصناعي، وتبني سياسات اقتصادية قادرة على خلق فرص عمل وإعادة الحياة إلى المصانع المتوقفة".

*********************************************

عن محاضرة "الكهرباء وتحديات صيف 2025" في ملتقى جيكور الثقافي البصري مختص يحدد شروط تجاوز ازمة الطاقة في العراق

البصرة ـ باسم حسين

استضاف ملتقى جيكور الثقافي، في جلسته المنعقدة يوم الثلاثاء 4 اذار 2025 بقاعة الشهيد هندال في مقر محلية البصرة للحزب الشيوعي العراقي، المهندس الاستشاري عبدالكريم عاشور ثجيل، المدير العام الأسبق لشركة إنتاج كهرباء الجنوب، والذي يشغل حالياً منصب مستشار في شركة "كار لإنتاج الطاقة". جاءت المحاضرة تحت عنوان "الكهرباء وتحديات صيف 2025"، وأدار الأمسية الكاتب ماجد قاسم، الذي استعرض محطات توليد الطاقة في المنطقة الجنوبية وسيرة الضيف المهنية، قبل أن يبدأ عاشور حديثه بشكر الملتقى على إتاحة الفرصة له لمناقشة هذا الملف الحيوي. 

تفاصيل الأزمة: أرقام وتحديات

استعرض عاشور في بداية حديثه مشاكل الطاقة الكهربائية في العراق على مدى العقدين الماضيين، مشيراً إلى أن التحديات المرتقبة صيف 2025 ستكون "الأصعب" بسبب العقوبات الأمريكية المشددة على إيران، المصدر الرئيسي للغاز الذي يُستخدم في تشغيل 30% من محطات التوليد العراقية. وأكد أن "هذه المشكلة تحتاج إلى تعامل خاص واهتمام من أعلى المستويات، مع تفعيل جميع الصلاحيات لتداركها قبل حلول الصيف اللاهب".  وكشف المهندس الاستشاري، عن أربعة محاور أساسية يجب العمل عليها بشكل متزامن لمعالجة أزمة الكهرباء في العراق، مشددًا على ضرورة متابعتها بالساعات وليس بالأيام، عبر غرفة عمليات متخصصة تضع جدولًا زمنيًا لا يتجاوز الأول من حزيران لتحقيق النتائج المخطط لها.

محاور الحلول العاجلة (3-6 أشهر) 1- تسريع نشر الطاقة الشمسية للمنازل

دعا عاشور إلى إصدار قرار حكومي فوري بإعفاء مستلزمات الطاقة الشمسية من الضرائب والرسوم الجمركية، وإطلاق حملة توعية مكثفة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لشرح فوائدها، مع تقديم دعم حكومي مباشر أو قروض ميسرة تغطي 50% إلى 70% من تكلفة المنظومة لكل منزل. كما أوصى بتحديد مناطق نموذجية للبدء الفوري، مثل مركز البصرة والمناطق الحديثة، مع إنشاء منصة إلكترونية لتسجيل طلبات المواطنين والتواصل مع الشركات المنفذة. ومن المتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في تغطية 40% من استهلاك الكهرباء في البصرة خلال الصيف القادم وتقليل الضغط على الشبكة الوطنية.

2- البحث عن وقود بديل لتشغيل المحطات

اقترح عاشور التفاوض العاجل مع الدول المصدرة للنفط، مثل الكويت والسعودية، لتوريد زيت الوقود (LO) كمصدر بديل للغاز، إلى جانب إعادة تشغيل المصافي المحلية لزيادة إنتاج الوقود اللازم لمحطات الكهرباء، وتحويل بعض المحطات للعمل بزيت الوقود عبر تعديلات فنية سريعة. كما شدد على ضرورة تشديد الرقابة لمنع تسرب الوقود إلى السوق السوداء، متوقعًا أن تساعد هذه الحلول في استمرار تشغيل المحطات بكفاءة منخفضة، ومنع انهيار الكهرباء خلال الصيف القادم.

3- تحسين كفاءة التوزيع والصيانة السريعة

أكد عاشور على ضرورة إعلان حالة الطوارئ في قطاع الصيانة والتعاقد مع شركات خاصة لإصلاح المحطات بأسرع وقت، إلى جانب تشكيل فرق صيانة متنقلة تعمل على مدار الساعة، واستبدال المحولات المتهالكة باستخدام مخزون الطوارئ الحكومي، وتشديد الرقابة على التجاوزات وسرقة الكهرباء. ومن المتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في تقليل انقطاعات الكهرباء بنسبة 20-30% خلال الأشهر الستة القادمة.

الحلول المتوسطة الأمد (6-24 شهرًا) 1- إنشاء محطات طاقة شمسية كبيرة

شدد عاشور على أهمية تفعيل المناقصات المتوقفة لمشاريع الطاقة الشمسية، والتي تقدر بنحو 2900 ميغاواط في المنطقة الجنوبية، وتقديم ضمانات حكومية لشراء الكهرباء من هذه المحطات بأسعار مدروسة، مما سيسهم في زيادة الإنتاج الكهربائي بنسبة 20-30% خلال فترة قصيرة.

2- تطوير شبكات النقل والتوزيع

شملت الحلول المتوسطة تطوير مراكز التحكم في الكهرباء باستخدام تقنيات حديثة، وإلزام الشركات الصناعية الكبرى بتركيب محطات توليد خاصة بها لتخفيف الضغط على الشبكة، إضافة إلى نصب عدادات ذكية في المنازل والمصانع لمراقبة الاستهلاك وتقليل الهدر. ووفقًا لعاشور، فإن هذه الإجراءات ستساعد في تقليل الضياعات الكهربائية بنسبة 10-15%.

3- الاستثمار في الغاز المصاحب

دعا عاشور إلى منع حرق الغاز المصاحب في الحقول النفطية وتحويله إلى معامل معالجة الغاز، وتسريع تنفيذ المشاريع بالتعاون مع الشركات الأجنبية، وتحفيز الاستثمار المحلي عبر تقديم تسهيلات للشركات. ومن شأن هذه الإجراءات توفير مصدر مستدام من الغاز وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

الحلول الاستراتيجية (أكثر من سنتين) 1- بناء محطات كهرباء جديدة تعمل بالطاقة المتجددة والوقود الثقيل

أكد عاشور على ضرورة التفاوض مع دول متقدمة لإنشاء محطات طاقة بخارية بسعات عالية تصل إلى 3000 ميغاواط لكل محطة، والتوسع في بناء محطات الرياح والطاقة الشمسية في المناطق الصحراوية، مع إصدار تشريعات تدعم الاستثمار طويل الأمد في قطاع الكهرباء.

إجراء حكومي عاجل مطلوب فورًا

وشدد عاشور على أن الإجراء الأسرع الذي يجب أن تتخذه الحكومة هو نصب الطاقة الشمسية مباشرة للمستهلكين، بدعم حكومي، مع ضرورة تحصين المشروع من تدخلات الجهات النافذة التي تتربح من المشاريع الحكومية. وأوصى بإنشاء هيئة مستقلة من خبراء في الطاقة والبيئة والتجارة الخارجية، مع إمكانية التعاون مع منظمات دولية لتوفير التمويل أو الدعم الفني. كما أكد على أهمية تثقيف المجتمع حول المشروع، وتعزيز الشفافية بين الحكومة والمجتمع المدني لضمان نجاحه. وأشار عاشور إلى أن نجاح هذه الحلول يعتمد على الإرادة السياسية والقدرة التنفيذية للحكومة، محذرًا من استمرار أزمة الكهرباء في حال غياب المتابعة الدقيقة والقرارات الحاسمة. شهدت الأمسية مداخلات من الحضور أثرت النقاش، وفي الختام قدم رئيس الملتقى، الشاعر والإعلامي عبدالسادة البصري، شهادة تقديرية للمهندس عاشور، مثمناً جهوده في طرح حلول واقعية لأزمة طاقة تهدد استقرار ملايين العراقيين مع اقتراب فصل الصيف.

************************************************

فعاليات

رابطة المرأة العراقية تنظم وقفة احتفاءً بـ8 آذار

بغداد - رفاه المعموري

في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، نظمت رابطة المرأة العراقية ظهر السبت الماضي في ساحة كهرمانة وسط بغداد، وقفة تضامنية مع النساء شارك فيها عدد من الرابطيات ومساندات ومساندي الرابطة، إلى جانب ممثلين عن المجلس العراقي للسلم والتضامن.

ورفع المشاركون شعارات شدد قسم منها على أهمية الوجود السياسي الحقيقي للمرأة، باعتباره معيارا للعدالة والديمقراطية والتنمية والسلام. فيما ركزت شعارات أخرى على ضرورة احترام حقوق المرأة وانهاء التمييز والعنف ضد النساء بتشريع قانون يجرّم مرتكبيه. وطالب المشاركون في الوقفة بتهيئة مراكز للتدريب ووحدات خاصة بتوظيف النساء وتوفير فرص عمل لهن، مع تأمين البيئة المناسبة لعملهن عبر تشريع القوانين الضامنة لحق الحياة الكريمة للمرأة، وحمايتها من كل أشكال الأذى، سواء المعنوي أم المادي.

وتأتي هذه الوقفة ضمن سلسلة نشاطات وفعاليات تنظمها الرابطة احتفاء بيوم المرأة العالمي، وتضامنا مع النساء محليا وعالميا.

***********************************************

ندوة نسوية في ريف آل بدير

النجف – ملاذ الخطيب

نظمت رابطة المرأة العراقية في النجف، ندوة في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، وذلك في في ريف آل بدير في ناحية العباسية.

الندوة التي حضرها جمع من نساء المنطقة، جرى فيها التعريف بيوم المرأة العالمي، والحديث عن تاريخ رابطة المرأة العراقية التي حلت ذكرى تأسيسها الـ73 أمس الاثنين.

كذلك جرى استذكار رائدات الرابطة، وتسليط الضوء على نضالهن في سبيل تغيير واقع المرأة نحو الأفضل. فيما تم الحديث عن التراجع الكبير في مكتسبات المرأة عبر تعديل قانون الأحوال الشخصية، وعدم تشريع قانون مناهضة العنف الأسري.  وشهدت الندوة مداخلات من قبل بعض الحاضرات، اللاتي أكدن أن دعم المرأة يعني دعم المجتمع. وشددن على أن تكون المرأة أقوى من كل التحديات التي تواجهها.

****************************************************

الصفحة الخامسة

التنمّر في المدارس قصص مأساوية تنتهي بترك الدراسة وصولا إلى الانتحار!

متابعة – طريق الشعب

يتبادل طلبة وتلاميذ في مختلف مدارس بغداد والمحافظات، عبارات سخرية واستهزاء وتنمر في ما بينهم. ولا يقتصر الأمر على التلاميذ فقط، إنما يتعدى إلى الأساتذة، الذين يقومون أيضا بإطلاق عبارات التنمر على تلاميذهم بشكل مباشر، أو من خلال إلقاء الدروس بطريقة تهكمية تُضعف المشاركة والتفاعل اثناء الدرس.

وتكمن خطورة هذه الظاهرة في ترك أعداد من التلاميذ مقاعد الدراسة. بينما دفع التنمر بالبعض إلى الانتحار!

ويرى مراقبون أن شيوع هذه الظاهرة يعود إلى انتشار المقاطع الساخرة على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وإلى ضعف الضوابط الأسرية والتربوية التي تحفز الطلبة على تجنب استخدام مفردات غير لائقة بحق زملائهم وأساتذتهم. فيما يساهم غياب القوانين الرادعة في تفاقم تلك الظاهرة وانتشارها في العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية بشكل لم يكن مألوفاً سابقاً.

ويعد تسلط الأقران في المدارس نوعاً من أنواع التنمر الذي يحدث في البيئات التعليمية، والذي يشتمل على العدائية والمضايقة والاستفزاز، وهو أمر تترتب عليه تأثيرات واسعة على الطلبة، منها الغضب والاكتئاب والتوتر او الاصابة باضطرابات اجتماعية مختلفة وصولا إلى الانتحار.

وحددت منظمة اليونسكو يوم 7 تشرين الثاني من كل عام، يوماً دولياً لمكافحة العنف والتنمر في المدارس، بما في ذلك التنمر الإلكتروني. وأوصت بتكثيف الجهود لحماية الطلبة من جميع أشكال العنف الجسدي واللفظي والنفسي، الذي يهدد بيئتهم التعليمية ويؤثر على صحتهم النفسية، مشددة في تقرير لها على ضرورة تعزيز حماية الطلبة من ظاهرة التنمر.

قصص مأساوية

تنقل وكالات أنباء وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، قصصا مأساوية لحالات تنمر في بغداد والمحافظات، ومنها قبل فترة في مدينة بسماية. حيث كان الكادر التدريسي في إحدى المدارس يتنمر على احد التلاميذ. فحاولت والدته حمايته من خلال عمل انتساب له ليدرس من البيت بدل الذهاب الى المدرسة، لكن التلميذ ترك الدراسة وأصبح عنيفاً وعدوانياً.

وثمة حالة أخرى لطالب عاجز عن المشي بشكل طبيعي، قام بشنق نفسه بسبب تنمر زملاء الدراسة عليه.

وتعرضت فتاة متفوقة في الرابع الاعدادي إلى التنمر، ما جعلها تفقد الثقة في نفسها. فلجأت الى عمل تنسيب، وحين سألتها الباحثة عن السبب أجابت بأنها لا تستطيع مواجهة المجتمع أو الدوام في المدرسة، لإحساسها بأن الطالبات والمدرسين ينظرون لها نظرة دونية.

من جانبها، تقول كريمة علي، والدة تلميذ في إحدى مدارس بغداد الجديدة، ان ولدها تعرض للتنمر في مدرسته من قبل أقرانه، فلجأت إلى تقديم شكوى إلى إدارة مدرسته، لكن دون جدوى "لأن زملاءه يتنمرون عليه داخل الصف وأحياناً يتربصون به عند انتهاء الدوام".

وتشير في حديث صحفي إلى أن "ولدي البالغ من العمر 14 عاماً ترك مدرسته عاماً واحداً بسبب الضغط الذي يتعرض له من زملائه في المدرسة، وتم نقله إلى مدرسة أخرى مع بدء العام الدراسي للتخلص من التنمر، لكن حالته النفسية ما زالت غير طبيعية. اذ غالباً ما يفقد التركيز ويصاب بالذهول".

ومثل هذا الصبي توجد أعداد كبيرة في المدارس وقعت تحت تأثير التنمر وأصيبت بخيبات وأمراض مختلفة.

لا يمكن السيطرة على الظاهرة

حسن جبار حسن، وهو مدير مدرسة في منطقة الحرية ببغداد، يلفت إلى انه "لا يمكن إيقاف التنمر بين الطلبة والتلاميذ أو السيطرة على هذه الظاهرة"، مؤكدا في حديث صحفي عدم وجود ضوابط رسمية تسمح لإدارات المدارس باتخاذ إجراءات مناسبة إزاء التنمر.

ويوضح أن "إدارة المدرسة ليس في وسعها سوى عقد اجتماعات مع أولياء أمور الطلبة المتنمرين، ومطالبتهم بالتعاون معها في منع أبنائهم من التنمر على أقرانهم"، مضيفا القول: "قد تلجأ الإدارة أيضاً إلى توجيه إنذارات بالفصل للطلبة المتنمرين، وتحاول بشتى الوسائل مساعدة الطلبة المتنمر عليهم "إلا أن مثل هذه الحلول عاجزة عن إيقاف الظاهرة".

عشرات الشكاوى يوميا

ترد وزارة التربية بشكل يومي عشرات الشكاوى بهذا الشأن، من مدارس في الكرخ والرصافة، فضلا عن بقية المحافظات. في حين لا تجد الوزارة قوانين مناسبة للتعامل مع هذه الظاهرة الغريبة الطارئة.

في هذا السياق، يقول المتحدث باسم الوزارة كريم السيد، أن "الوزارة تولي اهتماما كبيرا لظاهرة التنمر في جميع مدارس العراق"، مشيرا في حديث صحفي إلى ان "هذا الموضوع من أهم المواضيع التي تشغل الوزارة. حيث يتم سنويا توجيه توصيات بمراعاة حسن التعامل في المدارس ومراعاة الجوانب الاعتبارية بين الطلبة والمعلمين والمدرسين وبالعكس".

ويلفت السيد إلى أن "الوزارة تشدد على مراعاة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة عبر كتب رسمية توجه إلى إدارات المدارس، فضلا عن تعزيز دور الإشراف التربوي في متابعة هذه الحالات خلال الزيارات الميدانية للمشرفين".

ويؤكد أن "وظيفة الإرشاد التربوي وظيفة اجتماعية داخل المدارس تهدف إلى التعرف على مشكلات الطلبة والعمل على حلها، وأن الوزارة تعمل بشكل دائم على معالجة هذا الملف بمختلف الأدوات والوسائل بغية القضاء أو الحد من جميع الحالات التي من شأنها أن تصيب الطلبة أو الأساتذة بالضرر والقلق و تعرّضهم لضغوط نفسية".

التنشئة الخاطئة

إلى ذلك، يوضح د. علي محسن ياس العامري، رئيس قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في كلية التربية الأساسية في الجامعة المستنصرية، أن حالات التنمر بين التلاميذ تحدث بسبب الضغط النفسي الشديد الذي يعانيه التلميذ المتنمر، ونتيجة لأساليب التنشئة الأسرية القائمة على العنف الجسدي أو النفسي، ما يدفع التلميذ إلى تفريغ الشحنات الانفعالية في المدرسة واستخدام العنف ضد زملائه.

ويضيف قوله أن الأساليب القمعية والتسلطية التي يتبعها بعض المعلمين داخل قاعة الدرس، تؤدي إلى نفور الطلبة وعدم استيعابهم المادة الدراسية وصولا إلى كره المعلم والمدرسة وتفريغ الشحنات الانفعالية والغضب على زملائهم.

ويشير العامري إلى انه "في بعض المدارس يصل عدد التلاميذ إلى ألف طالب، وفي الصف الواحد نحو 80 تلميذا، يرافق ذلك استخدام طرائق التدريس القديمة والأساليب المتذبذبة بين الشدة المفرطة والتجاهل، وهو ما يدفع بعض التلاميذ إلى التذمر واستخدام التنمر ضد زملائهم أو الهروب من المدرسة".

ويشدد على "ضرورة تنظيم دورات تدريبية لتطوير مهارات المعلمين الجدد في أحدث أساليب وطرائق التدريس، وتعليمهم أساليب الحوار والتعليم التعاوني والتعليم المدمج وطريقة العصف الذهني وغيرها من الطرق التي تؤدي إلى تفاعل الطلبة داخل الصف وتشغلهم عن الأمور الأخرى".

***********************************************

أهالي شط العرب يشتكون من دخان حرق النفايات

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي قضاء شط العرب شرقي البصرة، من تعرّضهم للاختناق جراء تلوّث الهواء، مبينين أن هناك مكب نفايات في "مجمع العتبة الحسينية" السكني في القضاء، يجري حرقه، الأمر الذي يتسبب في تصاعد أدخنة سامة خانقة. 

وطالب الأهالي بوضع حل لهذه المشكلة التي أضرت بواقعيهم البيئي والصحي، مشددين على أهمية التركيز على خدمات النظافة في المنطقة، لمنع تراكم النفايات، وبالتالي يضطر الناس إلى حرقها.

************************************************

معضلة نفق ملعب الشعب!

ليث صباح

مثلما يحصل في كثير من شوارع العاصمة بعد كل موجة مطرية، تغمر المياه نفق المشاة قرب ملعب الشعب، تحت سريع محمد القاسم، بسبب وجود انسدادات مزمنة في شبكة تصريف المياه.

هذا النفق تعبر منه يوميا أعداد كبيرة من الموظفين والطلبة فضلا عن مراجعي المستشفيات، على اعتبار أن المنطقة تضم عددا من الدوائر الحكومية والجامعات والمستشفيات. إذ يضطر هؤلاء إلى استخدام النفق بدل المجازفة في عبور الشارع سيرا وسط السيارات المسرعة.

وعلى سطح الماء، لا يجد العابرون ما يوصلهم إلى الجانب الآخر، سوى بلاطات موزعة هنا وهناك يرصفها مواطنون، فيسير عليها الناس كأنهم في سيرك. ومن الطبيعي لن تسلم أقدام السائرين، لا سيما المرضى والمسنون، من الانغماس في المياه. فليس الجميع متمتعا باللياقة الكافية!

الأمر غير مخفي أبدا عن أمانة بغداد ودوائرها. فهذا النفق أصبح أشهر من نار على علم، ودائما ما يتحدث عنه بغداديون عبر صفحات التواصل الاجتماعي. فهل ستُحل هذه المعضلة المزمنة، أم ستدخل في دوامة الوعود شأن غيرها من المعضلات؟!  

****************************************************

على رؤوس المراجعين انهيار جزء من سقف مبنى دائرة تقاعد ذي قار

متابعة – طريق الشعب

تسببت الأمطار الغزيرة أول أمس الأحد، في حصول انهيار جزئي في سقف بناية مديرية تقاعد ذي قار وسط مدينة الناصرية، ما أسفر عن إصابة موظف ومراجع. وعلى إثر الحادثة، طوقت فرق الدفاع المدني موقع الدائرة، وقامت بإخلاء المبنى من الموظفين والمراجعين، وإغلاقه لحين إكمال الإجراءات الاحترازية وصيانة الأضرار.

وفي مقطع فيديو للحادثة، نشرته وكالات أنباء وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر السقف المنهار متهالكا متأثرا بالرطوبة والأملاح، ويبرز منه حديد التسليح صدئا.

ويبدو من مقطع الفيديو، أن السقف كان مهملا لفترة طويلة، وجرى تغليفه بديكور "سقف ثانوي" لإخفاء الأضرار.

وتتكرر حوادث انهيار جدران وسقوف في مبان حكومية ومدارس، بين حين وآخر، فضلا عن حوادث الحريق التي طالت حتى المستشفيات، في حين لا يزال تطبيق إجراءات وشروط السلامة ضعيفا في معظم تلك المباني.

******************************************************

اكول.. الصراف الآلي يتلعثم!

عادل الزيادي

تفاجأ المتقاعدون الذين يرومون صرف رواتبهم في مصرف الرشيد (الاورزدي القديم) في الديوانية، بخلو منافذ المصرف من المبالغ. لذلك كان عليهم التوجه الى الصراف الآلي الموجود وسط المصرف. فوقف فوج الطابور، الذي يكفي لاحتلال هدف عسكري، أمام هذه الآلة في انتظار صرف الرواتب. ومن الطبيعي ان أعدادهم كبيرة، رجالا ومسنين ونساء وعجائز فضلا عن الشباب المخولين باستلام رواتب ذويهم.

على العموم بدأ الصراف الآلي يراوح بين العمل والتوقف، وأحيانا لا تظهر أي بيانات على شاشته، والمتقاعد ينتظر رحمته، وفي النهاية، وبعد أن صُرفت رواتب إثنين أو ثلاثة من المتقاعدين، تفاجأ البقية بظهور كتابة على الشاشة تفيد بعدم كفاية الرصيد، ما أصابهم بالذهول! 

ويبدو أن الصرّاف كان بحاجة الى فترة نقاهة واستراحة كي يستأنف عملية الصرف، شرط أن يُعبأ بالمبالغ المطلوبة، الأمر الذي اثار استياء المتقاعدين وتذمرهم.

فكان من المفترض تزويد الصرّاف بمبالغ كافية كي يستمر في العمل ولا يتلعثم بين فترة وأخرى.

أحد المسنين علّق ساخرا: "عمي اليوم الصراف منشول.. خلوه يرتاح"! 

إدارة مصرف الرشيد في الديوانية مدعوة الى معالجة الخلل وتعبئة صرّافها الآلي بما يكفي لاستمراره في صرف الرواتب كاملة، فمثل هذه الأخطاء تتعب المتقاعدين وتصيبهم بالملل والضجر، وجلهم من المسنين وحاملي الأمراض المزمنة.

***************************************************

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قلعة سكر الرفيق فليح عبد صبيح، بوفاة خالته، وهي اخت شهيد الحزب شهاب فرحان.

للفقيدة دوام الذكر الطيب ولأهلها جميل الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كركوك الرفيق حكمت محمد احمد الصراف، الذي توفي بعد معاناة مع المرض.

والفقيد من الرفاق الذين واكبوا عمل الحزب منذ خمسينيات القرن الماضي، وعملوا في صفوفه سنوات طويلة.

له الذكر الطيب ولأسرته واصدقائه خالص العزاء والمواساة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية الرفيق ماجد علي عمران (ابو عبد الله) بوفاة عمته.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها جميل الصبر والسلوان.

  • تتقدم اللجنة الاساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية للحزب في واسط، بالتعازي والمواساة لأسرة عمران عيسى العقابي، بوفاة الشخصية الاجتماعية هادي عمران عيسى في مغتربه. وهو شقيق المربي والوجه الاجتماعي مهدي عمران، وكاظم وصالح وسلمان ومحمد علي، وموسى.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لأسرته الكريمة وجميع معارفه.

***************************************************

الصفحة السادسة

الاحتلال يقطع الكهرباء عن القطاع واعداد الضحايا في ارتفاع غزة بين الدمار والحصار وغروب الشمس يرسم ملامح المعاناة

رام الله - وكالات

بالتزامن مع غروب الشمس، ارتسمت ملامح الدمار بوضوح على المباني المهدمة في جباليا بقطاع غزة، وهي الشاهدة على ما خلفته الحرب على المنطقة الساحلية وبنيتها التحتية.

وفي ظل انقطاع شبكة الكهرباء، لم يبق أمام السكان سوى الاعتماد على المولدات والألواح الشمسية كمصدر وحيد للطاقة، في محاولة للتأقلم مع واقع يزداد صعوبة.

تفاقم الأزمة الانسانية

وكانت إسرائيل قد أعلنت عن قرارها بقطع إمدادات الكهرباء عن غزة، في خطوة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. ورغم أن التأثيرات الكاملة لهذه الإجراءات لم تتضح بعد، فإن محطات تحلية المياه، التي تعتمد على الطاقة لإنتاج مياه الشرب، كانت قد تأثرت بشكل مباشر.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن قطعت إسرائيل الأسبوع الماضي جميع إمدادات السلع إلى القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص، في خطوة تعتبر استمرارا للحصار المفروض منذ بداية الحرب الإسرائيلية.

وتسعى إسرائيل من خلال هذه الضغوط إلى دفع حركة حماس لقبول تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي انتهت في نهاية الأسبوع الماضي. وفي إطار المفاوضات، تطالب إسرائيل بإطلاق سراح نصف الرهائن المتبقين مقابل التفاوض على هدنة دائمة.

قرار يؤثر على الرهائن

في المقابل، تطالب حماس ببدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تشمل إطلاق سراح بقية الرهائن المتبقين، انسحاب القوات الإسرائيلية، وتحقيق سلام دائم. وذكرت أنها اختتمت محادثاتها مع الوسطاء المصريين دون تغيير في موقفها، محذرة من أن قطع الإمدادات عن غزة سيؤثر أيضا على الرهائن.

ضحايا تحت الركام!

ويوم أمس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 48 ألفا و467 شهيدا منذ السابع من أكتوبر 2023، وذلك بعد وصول 9 شهداء إلى المستشفيات خلال الساعات الـ 24 الماضية.

وقالت وزارة الصحة بغزة في تقريرها الدوري شبه اليومي عن قتلى وجرحى الإبادة الجماعية: "وصل مستشفيات قطاع غزة 9 شهداء بينهم 5 انتشلت جثامينهم من تحت الأنقاض و4 شهداء جديد و16 إصابة، خلال 24 ساعة الماضية".

وأضافت إن حصيلة "العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 48.467 شهيدا و111.913 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023".

وأشارت إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم لنقص الآليات والمعدات.

استمرار استهداف الفلسطينيين

ورغم بدء اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل في 19 كانون الثاني الماضي، إلا أن إسرائيل تواصل استهداف الفلسطينيين بالرصاص الحي والقصف عبر مسيراتها.

ويتضمن الاتفاق 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

ومطلع آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها.

*************************************************

نعيم قاسم: المواجهة قادمة إذا استمر احتلال إسرائيل في جنوب لبنان

بيروت – وكالات

قال أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، إنه إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان "فلا بد من مواجهته" من قبل الجيش والشعب والمقاومة.

وأضاف في مقابلة أجرتها معه قناة "المنار" التابعة للحزب، "التزمنا بالاتفاق (وقف إطلاق النار) بينما العدو يخرقه (..) ويعتدي على أشخاص بعيدا عن الحدود في سياراتهم المدنية وفي منازلهم".

وأضاف: "إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي لا بد من مواجهته من قبل الجيش والشعب والمقاومة، بينما البعض يريد التحرير بالدبلوماسية".

وأكد أمين عام "حزب الله" أن "المقاومة لن تتوقف ولن تترك إمكاناتها أمام العدوانية والاحتلال الإسرائيلي".

ولفت إلى أنه عقب اغتيال الأمينين العامين السابقين للحزب، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، "تغيرت خلال هذه الفترة الكثير من التفاصيل حيث كنا أمام انكشاف أمني وتمت معالجته، وجرى تحقيق لأخذ الدروس والعبر ومحاسبة المقصرين".

*********************************************************

إضراب {الأجور} يشل الحركة في 11 مطاراً ألمانياً

برلين – وكالات

ضمن معركتها لرفع الأجور، دعت نقابة "فيردي" وهي أكبر نقابة عمال في ألمانيا، إلى إضراب تحذيري يشمل 11 مطارا. وأظهر الإضراب نجاعته منذ فجر الاثنين في مطارات فرانكفورت وهامبورغ وغيرها من المطارات المعنية.

كما ستنظم إضرابات في المرافق التي تديرها الحكومة الاتحادية والسلطات المحلية خلال هذا الأسبوع، وفقا لما أعلنه متحدث باسم النقابة. ومن المقرر أن تعقد الجولة الثالثة من مفاوضات الأجور في بوتسدام، بالقرب من برلين، يوم الجمعة المقبل.

ويهدف الإضراب إلى شلّ حركة النقل الجوي في معظم أنحاء ألمانيا، حيث تتوقع رابطة المطارات الألمانية إلغاء أكثر من 3400 رحلة طيران، مما سيؤدي إلى تعطل سفر 510 آلاف راكب وفق الجدول الزمني المخطط له.

وسيشارك في إضراب القطاع العام الذي تم التخطيط له منذ يوم الجمعة، موظفون من قطاع الأمن الجوي، بما في ذلك العاملون في تفتيش الركاب، ومراقبة الأفراد والبضائع والشحنات، وكذلك في مناطق الخدمات.

*****************************************************

الرئيس الكندي الجديد يتعهد بدحر ترامب في الحرب التجارية

أوتاوا – وكالات

فاز مارك كارني في الانتخابات الكندية ليخلف جاستن ترودو في منصب رئيس الوزراء، وكان أول ما تعهد به كارني هو الفوز في الحرب التجارية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمجرد أن أعلن عن توليه المنصب الجديد في وقت تسود اضطرابات شديدة البلاد.

وتغلّب المحافظ السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا على ثلاثة منافسين في السباق إلى زعامة الحزب الليبرالي بأغلبية ساحقة.

وخصص كارني مساحة كبيرة من خطاب النصر لمهاجمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فرض تعريفة جمركية على كندا، وقال إن ترامب يريد أن يجعل من كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة.

وقال كارني: "على الأمريكيين ألا يقعوا في هذا الخطأ. ففي التجارة، كما هو في الهوكي، سوف تفوز كندا".

**************************************************

لجان السلم والتضامن في الشرق الواسط: القتل الجماعي على الهوية في سوريا جريمة ضد الإنسانية

دمشق – وكالات

أدانت تنسيقية لجان السلم والتضامن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنضوية في إطار مجلس السلم العالمي، المجازر الوحشية وجرائم القتل الجماعي على الهوية التي تُرتكب في الجمهورية العربية السورية على أيدي قوى رجعية ظلامية، في تصعيد خطير وانتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والأخلاقية.

وقالت اللجان في بيان تلقته "طريق الشعب" إن ما تشهده المناطق الساحلية ومحافظتا اللاذقية وطرطوس وغيرهما خلال الأيام الأخيرة من استهداف للأبرياء المسالمين، وأعمال قتل وإبادة جماعية على أساس الهوية، وتنكيل بالجثث والأحياء، وتدمير للممتلكات والبنية الأساسية، وتشريد لآلاف المدنيين، هي جرائم مروّعة ضد الإنسانية تؤدي إلى استمرار الفوضى والمعاناة للشعب السوري الصامد، فضلا عن إشعال مزيد من النزاعات التي سيدفع ثمنها الأبرياء، ومن ثم ينبغي وقفها فورا".

وبينت أنه "لا يمكن تبرير هذه الفظائع البشعة بأي ذرائع من قبيل خروج أفراد أو قوى على القانون أو استهداف أفراد الأمن أو ما شابه من الذرائع. فأي انتهاك للقانون من أي جهة يجب أن يخضع للمحاسبة وفق إجراءات عادلة وقانونية، تُرسي سيادة القانون وتحقق العدالة للجميع دون تمييز، وليس عبر إطلاق موجة من العنف الطائفي والعمليات الانتقامية ضد المدنيين على أساس انتماءاتهم أو خلفياتهم".

ولفتت إلى انها "تتحمل السلطات الحاكمة في سوريا المسؤولية في المقام الأول عن إشعال فتيل هذه الجرائم واستمرارها، ويجب عليها أن تشرع فورًا في وقفها ومحاسبة مرتكبيها، قبل أن تتحول ممارسات القتل على الهوية إلى سياسة رسمية للدولة، بما ينطوي عليه ذلك من انجراف سوريا إلى أتون حرب أهلية واسعة لن تجلب سوى مزيد من الخراب، ولن تخدم سوى الأعداء التاريخيين لشعوب المنطقة، ممثلين في الكيان الصهيوني ورعاته وحلفائه من القوى الإمبريالية".

*****************************************************

مع تصاعد الغضب الشعبي هل يتجاوز رئيس وزراء اليونان الأزمة؟

عادل محمد

تعيش اليونان اضطرابا سياسيا، اذ تؤيد أغلبية كبيرة من المشاركين في استطلاعات الرأي، إجراء انتخابات مبكرة، وذلك بعد مرور عام ونصف فقط على الانتخابات الأخيرة. وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد أبحاث الرأي العام "إم آر بي"، فإن 57.5 في المائة من اليونانيين يؤيدون ذلك، بما في ذلك 22 من ناخبي حزب الديمقراطية الجديد" اليميني المحافظ الحاكم.

الحكومة اليونانية المحافظة بقيادة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ترى الأمور بشكل مختلف: يريد ميتسوتاكيس الاستمرار في الحكم حتى الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في صيف عام 2027. وكانت الحكومة قد تجاوزت، الجمعة الفائت، التصويت على سحب الثقة، لامتلاك الحزب الحاكم الأكثرية المطلوبة 156 نائبا من مجموع نواب البرلمان البالغ 300 نائبا.

لقد طرحت أربعة أحزاب معارضة مقترح التصويت على حجب الثقة عن الحكومة وهي حزب باسوك الديمقراطي الاجتماعي وحزب "سيريزا" اليساري وحزبي "اليسار الجديد" و"مسار الحرية" المنشقين عن الأخير.

وفي وقت مبكر من آذار 2024، فشل مقترح سحب الثقة بالحكومة، طرحته الأحزاب الأربعة أيضا، وترتبط الأزمة الحالية بحادث اصطدام المباشر بين قطار سريع، وآخر لنقل البضائع في 28 شباط 2023، تسبب في موت 57 مواطنا، معظمهم من الشباب.

الاحتجاجات الكبرى منذ سقوط الدكتاتورية

وعلى إثر وقوع الحادث المروع، اندلعت أوسع احتجاجات شهدتها البلاد، منذ سقوط الدكتاتورية العسكرية في عام 1974. وطالب قرابة مليوني محتج بالتحقيق في حادث اصطدام القطارين ومحاكمة جميع المسؤولين. واتهموا الحكومة بمحاولة التغطية، منذ البداية، على الأسباب، وإخفاء تفاصيل نتائجه. واتهموا الحكومة بالسيطرة على نظام العدالة الجنائية والتحكم به، مدعومة بوسائل الإعلام الموالية لها، باعتماد إعلام مضلل ودعائي.

وتنفي الحكومة هذه الاتهامات. لكن نائب وزير حماية المواطن، كريستوس تريانتابولوس، وهو من المقربين من رئيس الوزراء، اضطر إلى الاستقالة الأربعاء الفائت. وسيمثل أمام لجنة تحقيق برلمانية أولية. وسوف يركز التحقيق أيضًا على مزاعم إخفاء آثار الحادث بعد الاصطدام المباشر، حيث تمت إزالة عربات القطارين، وتم تنظيف المنطقة وإزالة الآثار المباشرة، وحفر الأرض، وتغطية مكان الحادث بالخرسانة.

حقائق جديدة

لم يسبق الإطاحة بحكومة يونانية، بواسطة حجب الثقة عنها، ولكن سلاح الاحتجاج والضغط   المجتمعي حقق ذلك عدة مرات. ولهذا فإن الاحتجاجات الواسعة النطاق والغاضبة أصبحت أكثر خطورة على استمرار وجود حكومة اليمين الحالية. وقد أدت النتائج الجديدة التي تم التوصل إليها، من قبل لجنة خبراء بتكليف من ذوي الضحايا، إلى اكتساب القضية زخماً.

وكشفت التحقيقات، عن العثور في مكان الحادث على مواد كيميائية شديدة الانفجار، يبدو أنها نقلت بواسطة قطار الشحن، بطريقة غير قانونية. وهناك شكوك بوجود عمليات تهريب واسعة النطاق، وان الحكومة لا تكافحه. الأمر الذي أدى وفاة الركاب الذين لم يموتوا نتيجة للاصطدام المباشر، بل تحولوا لاحقاً إلى أشلاء نتيجة انفجارات في درجات حرارة تصل إلى 1400 درجة.

قلق بشأن دولة القانون

وعلى النقيض من الرواية الحكومية، التي تصر على حصر الحادث، بطبيعته المرورية. يقول 72 في المائة من المشاركين في استطلاع أجرته مؤسسة "إم آر بي"، إن الأمر يتعلق بجريمة. ويؤكد 75 في المائة منهم بوجود تستر على التفاصيل.

يشعر اليونانيون بالقلق بشأن حالة البلاد الدستورية، التي لم تصل من قبل، وفق رؤيتهم، إلى مستوى الخراب الراهن. ولهذا تشير استطلاعات إلى الانحدار السريع لشعبية رئيس الوزراء والحزب الحاكم، بحيث وصلت إلى النصف مقارنة بنتائج الانتخابات الأخيرة.

وعندما دافع رئيس الوزراء عن نفسه أمام البرلمان الأربعاء الفائت ونفى التستر، اندلعت احتجاجات حاشدة مرة أخرى أمام مبنى البرلمان. وكتب على إحدى اللافتات: "تستحقون 57 جائزة أوسكار، لردكم التهمة عن الحادث"، في إشارة إلى عدد ضحايا الاصطدام.

****************************************************

الصفحة السابعة

الرابطية فوزية الشمري ودورها النضالي والتربوي

محمد علي محيي الدين

ولدت المربية الفاضلة والرابطية الشجاعة فوزية حميد على الشمري عام ١٩٣٧ في ناحية الكفل – محافظة بابل، دخلت مدرسة الكفل الابتدائية للبنين وكانت الطالبة الوحيدة في المدرسة، ورغم الضغوط الأسرية والاجتماعية إلا أنها واصلت دراستها بدعم مدير مدرستها شقيقها الاستاذ عبد الرزاق حميد الشمري الذي وقف إلى جانبها، ثم أكملت دراستها في دار المعلمين الابتدائية ببغداد، وتخرجت فيها وعينت معلمة في مدرسة المدحتية للبنين وبقيت فيها حتى قيام ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958. ثم نقلت إلى مدارس أخرى لممارسة عملها التربوي حتى إحالتها على التقاعد.

   تميزت بنشاطها المدرسي المميز وإخلاصها المتناهي في العمل النابع من روح التفاني فيها لإنجاز العمل إخلاصاً للهدف ولخدمة البلد وسمو روح المواطنة، والتزامها المبدئي بأفكار الحزب الشيوعي العراقي الذي انضوت في صفوفه أثناء دراستها في دار المعلمين.

كما تميزت بسمات عديدة في نشاطها التربوي والأسري والنضالي، فكانت أما نموذجية، وفي مهامها الحزبية واستيعابها للمبادئ الشيوعية التي تربت عليها، ما سهل عليها أداء عملها، فكانت مميزة بعلاقاتها الأسرية والاجتماعية بأسمى أشكالها، فقد نجحت في مجال التربية الأسرية وأثمرت ثمارا ناضجة، فقد أنجبت أربعة أولاد وابنتين، انتشروا بسبب الظرف السياسي القاهر في بلدان المهجر، فانتهى الأكبر علي وشقيقته في المانيا، ومحمد في استراليا، وأمير الذي تكفل للعناية بها وتلبية حاجتها حتى رحيلها بتاريخ31-1-2025 فكان ذلك الابن البار الذي تغذى من لبن طاهر صقلته التربية وأنضجته المبادي والقيم التي زرعتها والدته الفاضلة.  

عملها في الرابطة:

تعدّ رابطة المرأة العراقية واحدة من أبرز المنظمات النسائية التي لعبت دورًا حيويًا في الدفاع عن حقوق المرأة العراقية وتعزيز مكانتها في المجتمع. وجاءت لتكون صوتًا نسائيًا منظمًا ينافح عن قضايا المرأة ويعمل على تحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

تأسست الرابطة عام 1952، وكان الهدف الأساسي من تأسيسها هو تعزيز حقوق المرأة العراقية في مختلف المجالات. وقد تم تأسيس الرابطة على يد مجموعة من النساء المثقفات والناشطات، التي آمنت بأن المرأة العراقية بحاجة إلى تنظيم خاص يركز على قضاياها ويحارب التمييز الجندري الذي كان سائدًا في تلك الفترة. من بين المؤسسين كانت هناك شخصيات نسائية بارزة مثل زينب الهاشمي وليلى العطار، اللتين عملتا بشكل دؤوب على نشر الوعي بحقوق المرأة.

وكانت فورة انطلاقتها بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، وكانت الراحلة فوزية الشمري في طليعة النساء اللواتي شاركن في تأسيس الرابطة إلى جانب الفقيدة الراحلة الدكتورة نزيهة الدليمي، وعملت بكل جهد على نشر الوعي حول حقوق المرأة في العراق، ودعمت القوانين التي تكفل حقوق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية. كما ساعدت في تقديم الاستشارات القانونية للنساء اللاتي يتعرضن للظلم.

وتلخص نشاط الرابطة في الدعوة لمشاركة النساء في الحياة السياسية العراقية، حيث كان لها دور في المطالبة بمنح النساء حق الانتخاب والترشيح في الانتخابات، وهو ما تحقق في عام 1958 بعد الثورة العراقية. كما سعت لتطوير التعليم النسائي في العراق من خلال فتح مدارس خاصة للنساء وتعليمهن في مجالات مختلفة، إضافة إلى تقديم برامج تدريبية ومهنية لدعم النساء في سوق العمل، والدفاع عن حقوق المرأة ضد العنف الأسري والتمييز في المجتمع، وعملت على توعية النساء بطرق حماية أنفسهن من العنف الجسدي والنفسي، ولها أثرها في توحيد جهود النساء العراقيات والعمل الجماعي لتحقيق الأهداف المشتركة. وتغيير النظرة السائدة تجاه المرأة العراقية، حيث بدأت المرأة تحظى بمكانة أكبر في المجتمع على مختلف الأصعدة. ونجحت الرابطة في إنشاء العديد من الفروع في مختلف المحافظات العراقية، مما سمح لها بالتواصل المباشر مع النساء في كافة أنحاء البلاد.

وقد واجهت الرابطة في العديد من الأوقات ضغوطات من الأنظمة الحاكمة التي كانت تتوجس من الدور النشط الذي تلعبه الرابطة في تحفيز النساء على المطالبة بحقوقهن. ومع ذلك، استمرت الرابطة في تقديم الدعم للنساء في مختلف المجالات، سواء على مستوى العمل الاجتماعي أو السياسي.

 وقد عملت الراحلة فوزية الشمري بجد واخلاص واندفاع في صفوف الرابطة وكانت إلى جانب زميلاتها مثلا أعلى في التضحية والإقدام، ما جعلها هدفاً للاعتقال والمطاردة بسبب نشاطها في العمل النسوي والسياسي.

و بعد انقلاب ۸ شباط 1963 زادت وتنوعت ضغوطات السلطة عليها وعلى أفراد أسرتها، وجابهت تلك التهديدات والتحديات بشجاعة مشهودة انتهت باعتقالها في سدة الهندية عندما كانت تعمل هناك ومعها إحدى الناشطات في رابطة المرأة، ثم نقلت إلى السجن في مدينة الحلة ومنه أرسلت إلى سجن النساء ببغداد ومكثت في السجن لمدة عام كامل، وقد فشلت السلطات الأمنية في الحصول على اعتراف عن طبيعة عملها أو عن رفاقها، وبعد إطلاق سراحها واصلت عملها الحزبي كمسؤولة عن إحدى المنظمات الحزبية (رابطة الدفاع عن حقوق المرأة ) وتدرجت  حتى أصبحت عضوا في منظمة بابل.

وإزاء الهجمات التي تعرض لها الحزب الشيوعي خلال حكم حزب البعث، بقيت متمسكة بمبادئها والقيم الشيوعية التي تربت عليها، فكانت من المعروفات في الوسط الاجتماعي بمعارضة النظام، فكانت تحت مراقبة السلطة، وذات يوم هوجمت دارها من قبل اثنين من اتباع السلطة في محاولة لإرعابها والسطو على منزلها إلا انها تناولت سكينة المطبخ وهاجمتهم فلاذوا بالفرار، ونتيجة الأمراض التي تكالبت عليها اضطرت لملازمة منزلها لتحظى بعناية ابنها، وظلت على تواصل مع زميلاتها في الرابطة، محافظة على النقاء المبدئي ، وما آمنت به وناضلت من أجله. توفيت في 31-1-2025 وقد نعتها رابطة المرأة بعد وفاتها، بوصفها إحدى مؤسسات الرابطة في بابل  عام ١٩٥٨ ومن الأعضاء المؤسسين لرابطة المرأة مع الدكتورة نزيهة  الدليمي، وجهودها في الدفاع عن المرأة وحقوقها وشجاعتها في التصدي والمواجهة وعدم رضوخها لضغوطات النظام الدكتاتوري وتعرضها وأفراد عائلتها إلى شتّى الضغوط والملاحقات.

*****************************************************

في عيدك الأغر.. ألف تحية وسلام

عبد الكريم الكشفي

في الثامن ٨ آذار يحتفل المعمورة بعيد المرأة العالمي، وتحتفل ايضا بهذا اليوم منظمة الأمم المتحدة، والعديد من حكومات العالم المتقدمة، ويعتبر هذا اليوم عيدا وطنياً وعطلة رسمية في كثير من الدول العالم المتحضر، تأتي مكانة  ٨ من آذار  من نضال النساء اللائي ساهمن مع الرجال في صنع التاريخ وتحقيق السلام، وبنضال شاق ومرير منذ ولادة الحضارات الإنسانية في سنينها الأولى وحتى اليوم، و في أجواء يسودها الإرهاب القمع والتخلف والاستغلال والتمييز، ناضلت المرأة نضالا مريرا وما زالت تناضل من أجل المساواة  في الحقوق الأساسية والعدالة والحرية  للجميع النساء في العراق وعلى المعمورة.

تسعى الثقافة المجتمعية والتنشئة الصالحة والتربية السليمة، إلى أن تأخذ المرأة دوراً مهماً، وكجزءٍ فعال في أي تجمعٍ بشري انساني، أما في المجتمعات المتخلفة التي لا تقدس وتقدر دور المرأة في تطورها ومساهمتها، في دفع عجلة تقدم باعتبارها النصف الآخر المنتج والمحترم في المجتمع، تبقى المرأة في صورتها النمطية المجردة، على اعتبارها مجرد دمية للانجاب والتكاثر وعمل البيت لا أكثر.

تلعب المرأة دورا كبيرا في بناء المجتمع المتحضر، وبناء الأسرة والتي هي الخلية الأهم في  تربية الأبناء، وزج الافكار الأفكار التقدمية في عقولهم، وزرع المحبة والتسامح والإيمان بالآخر والاحترام والخصوصية وحرية الاختيار وهو الأهم، كونها الأكثر قرباً من الجميع، لكن مع الأسف وفي أكثر دول العالم الثالث والمجتمعات الشرقية تعاني المرأة من الظلم والتهميش والتنمر، لكن المرأة العراقية المناضلة في العراق ومع بداية هذا القرن تنفست الصعداء، وبأن هناك خيوط أملٍ في تقدمها وعزها وأخذ دورها الريادي، تمثلت في تبادل الأفكار وريادة الأعمال، والتبادل الثقافي، وانتشار منظمات المجتمع المدني، وثورات الربيع العربي، والحركة التشرينية، وانتشار  شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت، وكذلك حركة التعافي البطيئة والتي  مازالت مستمرة، كل هذه تعتبر طفرة النوعية. لقد وعت المرأة جزءاً كبيراً من أفراد المجتمع بأهمية ودورها في المجتمع.

أيتها المرأة العزيرة وفي عيدك الأغر  تكاد الكلمات الحروف تعجز عن التعبير لك عن أسمى آيات والاحترام والتقدير والمحبة لك، فأنت المرأة العراقية المضحية والصابرة والمناضلة  في كل مرافق الحياة، لقد ضربت مثلاً أسطوريا بنضالك العتيد منذ تأسيس الدولة العراقية عام ١٩٢١م ولحد الآن، وكنت مثلا رائعا للتضحية والمثابرة الصبر الإخلاص، وتحمّلت الظلم والتهميش والجور والمعاناة، التي لم تمرُ بها أية امرأة في العالم، فقد كانت الأُم الوفية الزوجة المناضلة، الاخت المضحية والبنت المثابرة فأنت بحق أم الانسانية جمعاء، بدونك لا يكتمل المجتمع قطعا، لقد كنت فخرا للأجيال المتطاولة وأنت ترسمين، صورة ناصعة وخالدة ومشرقة الألوان تجمع في طيتها العزيمة والارادة وتتبوأ المكانة المتميزة في المجتمع، واعتليت صهوة المجد الذي يليق بك.

 أيتها المناضلة العراقية العزيزة في عيدك الأغر نرفع لك كل القبعات، ونقلدك كل أوسمة المحبة والعز والشرف والكرامة، فقد أثبتت حضورك الفاعل في حقول الحياة كافة، وساهمت بتقدم المجتمعات وازدهارها، وبنيت بسواعدك السمر مجد الحضارات الإنسانية، وكنت رغم الألم والحزن والتنمر والعناء والتعب الانسانة الطيبة والمعلمة الرائعة والزوجة الحبيبة، والأم الحنون والمناضلة العتيدة، التي عركتها سوح النضال في العراق، فلكن مني في عيدك الأغر ألف تحية وسلام، واتمنى لكن وانتن ترفلن بالعز الصحة والسعادة وتحقيق الأمنيات وكل عام وانتن بألف الف بخير.

***************************************************

رابطة الأنصار  تهنئ بيوم المرأة العالمي

بمناسبة الثامن من اذار عيد المرأة العالمي، تتقدم اللجنة التنفيذية لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين الى جميع الرفيقات النصيرات ونساء العراق والعالم، بأرق كلمات التهاني، واعطر باقات الورد، مستذكرين في هذا اليوم المجيد بطولات رفيقاتنا النصيرات اللواتي قارعن النظام الدكتاتوري وقدمن الكثير من التضحيات من اجل حرية الوطن وكرامة شعبه. لقد تحلين بالشجاعة والصبر خلال سنوات العمل الثوري، وتحملن المصاعب في الجبال والوديان.

في هذا العيد الاممي الذي خلدته عاملات النسيج، واصبح يوما للكفاح من اجل العدالة والمساواة، نفخر ونعتز بان لنا رفيقات نصيرات، تقدمن الصفوف وتصدين للقمع والظلم بكل بسالة، واجترحن المآثر في صورة فريدة ومتميزة قلّ نظيرها.

فألف تحية وتهنئة لنصيراتنا العزيزات والمجد والخلود لشهيدات الحركة الانصارية

اللجنة التنفيذية

لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين

اربيل 8  آذار

*****************************************************

المرأة الإيزيدية العراقية ومحاولة الخروج من القوقعة

رفاه حسن*

عاشت المرأة الإيزيدية العنف والاضطهاد بأقسى أصنافه، وتعرضت لأبشع جرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث، ألا وهي جرائم السبي والاغتصاب، خلال اجتياح داعش لمنطقة جبل سنجار في شمال العراق، وبدأت هناك مآس بحق تلك المرأة العراقية الإيزيدية التي لم ينصفها المجتمع حتى الآن، فكانت تباع في أسواق لبيع النساء في العراق وخارجه. وترتسم أمامنا اليوم كثير من القصص لنساء عشن بين الحياة والموت.

وعندما نتحدث عن المرأة في يومها العالمي، يتوجب علينا أن نذكر المرأة الإيزيدية، وما عانته وكيف تحدت الظروف وصمدت لتخرج من الكارثة.

عاشت المرأة الإيزيدية وتعرضت عبر التاريخ إلى أكثر من 75 حملة تهجير وقتل وتطهير عرقي بسبب من الانتماء الديني والانتماء القومي، لكنها ظلت نخلة الشمس الجميلة التي تشرق بين وادي لالش وسفوح جبال سنجار. رغم كل ما مر، تحدت المرأة الإيزيدية أبشع الظروف وسعت للنهوض، وأصبحت معلمة ومحامية وكاتبة ونشطت في منظمات دولية وسعت لترك بصمة لها في كل ميادين الحياة، وخير مثال الناجية نادية مراد وغيرها العديد من النساء.

تسعى المرأة الإيزيدية اليوم للخروج من قوقعة الظلام والعنف الأسري إلى واقع أفضل، لتترك بصمة جميلة في الحياة والواقع العراقي والعربي والعالمي.

وفي مناسبة يوم المرأة العالمي أود القول لكل النساء في العالم.. كل عام وأنتن قناديل الأرض، وأقول لكل امرأة إيزيدية عراقية أنت المستقبل والشمس التي لا تغيب مهما حجبتها الغيوم.

كل عام أنتن في عطاء بلا حدود.

ــــــــــــــــــ

* ناشطة إيزيدية

*****************************************************

المرأة العراقية تواصل النضال رغم الانتكاسات في قانون الأحوال الشخصية

د. سلمى سداوي

كان العراق يومًا ما يتمتع بأحد أكثر قوانين الأحوال الشخصية تقدمًا في المنطقة. فقد صدر قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 عام 1959، ومنح النساء العراقيات حقوقًا متقدمة نسبيًا في الزواج والطلاق والميراث وحضانة الأطفال مقارنة بالدول المجاورة. كان هذا القانون تشريعًا رائدًا يعترف بدور المرأة، ويهدف إلى الحد من التقاليد الذكورية التي تضطهدها. إلا أن عدم الاستقرار السياسي والصراعات الطائفية والضغوط المحافظة، خاصة في ظل نظام المحاصصة الطائفية والعرقية الذي ترسخ بعد احتلال العراق عام 2003، أدى إلى محاولات تفكيك هذه المكاسب التي تحققت بصعوبة.

 و في السنوات الأخيرة، سعت قوى سياسية ودينية مناهضة للديمقراطية إلى تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 للسماح بزواج الفتيات بعمر تسع سنوات وفقًا لتفسيراتها،  هذه الخطوة تمثل هجومًا مباشرًا على حقوق النساء والفتيات العراقيات، حيث تهدد صحتهن وتعليمهن ومستقبلهن.

ولا يُعد زواج القاصرات مجرد قضية قانونية، بل يمثل أزمة إنسانية تعرض الفتيات لمخاطر جسدية ونفسية خطيرة، كالعنف الأسري، وحياة مليئة بالقهر والتبعية.

وعلى الرغم من المعارضة الشرسة من قبل الناشطات في مجال حقوق المرأة، تستمر المحاولات القانونية للتراجع عن هذه الحماية. إن هذه الإجراءات الرجعية تهدد عقودًا من التقدم، كما أنها تتعارض مع التزامات العراق تجاه الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) التي صادق عليها العراق عام 1986.

وإلى جانب الانتكاسات القانونية، تعاني النساء العراقيات من قيود اجتماعية متجذرة تحد من فرصهن في التعليم والعمل والمشاركة السياسية. وتؤثر المصاعب الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب سنوات من الصراع وعدم الاستقرار، بشكل غير متناسب على النساء، مما يدفع الكثيرات إلى الاعتماد الاقتصادي على من يعيلهن.

كما أن الأعراف الاجتماعية المحافظة تفرض على النساء البقاء ضمن الأدوار المنزلية، مما يحد من تقدمهن المهني والاجتماعي.

وتبقى ظاهرة العنف ضد المرأة منتشرة على نطاق واسع في العراق، حيث يستمر العنف الأسري وجرائم الشرف والتحرش دون رادع. ولا تزال الحماية القانونية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي ضعيفة، كما تواجه الناجيات ضغوطًا اجتماعية وصعوبات قانونية تمنعهن من السعي إلى العدالة.

وعلى الرغم من هذه التحديات، تواصل النساء العراقيات النضال والمقاومة. فالجمعيات النسوية والمنظمات الحقوقية والحركات الشعبية تعمل بلا كلل للدفاع عن حقوق المرأة وإحداث التغيير الاجتماعي. وقد قادت الاحتجاجات والحملات النسائية إلى جذب الانتباه الوطني والدولي إلى هذه القضايا، والمطالبة بمحاسبة الحكومة والقيادات الدينية.

وقد لعب تحالف 188، وهو تجمع يضم منظمات حقوق المرأة والنشطاء، ومن بينها رابطة المرأة العراقية، دورًا بارزًا في حملة شجاعة لمنع تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188، على الرغم من التهديدات والترهيب الذي يواجهه أعضاؤه.

إن صمود المرأة العراقية يظهر جليًا في استمرار نضالها لاستعادة حقوقها، حتى في ظل التحديات الجسيمة.

ضرورة التحرك والتضامن

في هذا اليوم العالمي للمرأة، من الضروري الوقوف في صف المرأة العراقية ودعم نضالها ضد التراجع القانوني والقمع الاجتماعي. ينبغي على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق المرأة والإنسان والمجتمع المدني العراقي العمل معًا لمواجهة القوانين القمعية التي تهدد النساء والفتيات.

كما أن تعزيز الحماية القانونية، وتطبيق قوانين مناهضة التمييز، وتعزيز التعليم القائم على المساواة بين الجنسين، كلها خطوات أساسية لحماية حقوق المرأة العراقية.

إن الكفاح من أجل المساواة بين الجنسين في العراق لم ينتهِ بعد، لكن من خلال المثابرة والتوعية والعمل الجماعي، يبقى التقدم ممكنًا. في هذا اليوم العالمي للمرأة، لنكرم شجاعة النساء العراقيات، ونجدد التزامنا بالدفاع عن حقوق المرأة وكرامتها وحريتها.

************************************************

الصفحة الثامنة

صراع الهيمنة الرأسمالية في زمن البلطجية

اعداد: رشيد غويلب

علق السكرتير العام لحزب العمل البلجيكي بيتر ميرتنز، وصاحب كتاب "التمرد"، على اجتماع 28 شباط بين ترامب وزيلينسكي. وحلل عواقبه على أوكرانيا وأوروبا، فضلاً عن مخاطر الدعوات إلى المزيد من العسكرة.

إن ما فعله الرئيس الأميركي ترامب أمس مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي يحدث عادة خلف الأبواب المغلقة. أما الآن، وعلى حد تعبير ترامب، فقد كان "تلفزيونا عظيما". وهذه هي الطريقة التي تعامل بها الولايات المتحدة البلدان في الجنوب العالمي لسنوات: حيث يُتوقع من المستعمرات الجديدة أن تقول بخنوع "شكرا" وتوقع الاتفاقيات المفروضة التي تنهب مواردها. ولا يختلف الأمر عن الطريقة التي يتحدث بها ترامب عن بنما أو غرينلاند أو غزة. ترى الولايات المتحدة العالم ككرة عملاقة من الموارد التي تملكها. وهذه الرؤية لها تسمية واحدة هي الإمبريالية. لم تغادر الولايات المتحدة العالم حقا؛ بل عادت ببساطة عارية وبلا خجل، وداست بأقدامها على القانون الدولي، آخر قوة مضادة متبقية كانت تقيدها ذات يوم.

محليا، يفعل ترامب الشيء نفسه. فهو يعيد إحياء رأسمالية القرن التاسع عشر التي كانت قائمة على "بارونات اللصوص". وهي رأسمالية بلا نقابات، ولا حماية للعمال، وسلطة مطلقة لاتخاذ القرارات التي تؤثر على الملايين، بما في ذلك الترحيل. وللفوز بهذه الحرب، استعان ترامب بإيلون ماسك وفريقه.

لقد اكتسب سلوك زيلينسكي في مواجهة أقوى رئيس في العالم تعاطفا كبيرا، وخاصة بين دول الجنوب التي اعتادت على البلطجة الأميركية. لكن هذا لا يقربنا من السلام. لقد كتب مارتيز في كتابه "تمرد": "لقد أُطعمت الحرب، التي لا يمكن الانتصار فيها، مفرمة اللحم عشرات الآلاف من الشباب وهم في مقتبل العمر".

في عشية الاجتماع، بدا أن الاتفاق الذي سيحمل ترامب بموجبه أوربا تكلفة الحرب وشيكا، في حين تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على واستخراج الموارد والمعادن في أوكرانيا من خلال صندوق جديد. لقد أصبح واضحا أن هذه الحرب القذرة لم تكن أبدا من أجل القيم، بل من اجل المصالح الجيوستراتيجية والسيطرة على الموارد والأراضي الخصبة فقط. والسؤال هو: لماذا انهار الاتفاق في اللحظة الأخيرة؟

إن أحد الاحتمالات هو سعي الولايات المتحدة إلى إضعاف موقف زيلينسكي بشكل أكبر وإذلاله والدفع في نهاية المطاف إلى تغيير النظام. لقد كانت هذه هي السمة المميزة للسياسة الخارجية الأمريكية لعقود من الزمن: تغيير النظام، عندما لا يخدم استمراره المصالح الأمريكية. لقد كان هذا مصير مانويل نورييغا في بنما وصدام حسين في العراق.  اليوم حليف موثوق به، وغدا يُطاح به. قال هنري كيسنجر: "أن تكون عدوًا للولايات المتحدة أمر خطير؛ لكن أن تكون صديقًا لها فأمر مميت".

وحتى "أعظم صديق" للولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، يتعلم هذا. جاء في كتاب "تمرد" (أيلول 2023)، إن أوروبا هي القارة الخاسرة على وجه التحديد لأنها تتبع واشنطن بشكل أعمى. وقال مارتينز لرئيس الوزراء البلجيكي دي ويفر في البرلمان الأسبوع الفائت: "إنه نوع من متلازمة ستوكهولم (تعاطف الضحية مع جلاده)، فكلما أذلت الولايات المتحدة أوروبا، كلما تشبثت أوروبا بأذيال العم سام".

 يصر وزير الدفاع البلجيكي ثيو فرانكين على الحفاظ، بأي ثمن، على علاقات مميزة مع واشنطن، ويدعي أنه يجد الإلهام في "النموذج الاجتماعي" الأميركي، ويرى أنه من الطبيعي أن يضم ترامب غرينلاند، وسيطلب بكل سرور المزيد من طائرات إف-35 المقاتلة باهظة الثمن من الولايات المتحدة.

كم من الصدمات تحتاجها أوروبا لكي تنضج؟ ألم يكن ركود الاقتصاد الألماني بعد العقوبات كافيا. وكذلك تدخل إيلون ماسك في الحملات الانتخابية؟ ومازال الإذلال، الذي مارسه نائب الرئيس الأميركي فانس ووزير الدفاع بيت هيجسيث في ميونيخ، غير كافيا؟ وحرب التعريفات الجمركية الجديدة التي يشنها ترامب؟ أقل من ذلك بكثير. واليوم، تصاب المؤسسة الأوروبية بالذعر مرة أخرى، وتنطلق مثل حصان بري هارب من الحظيرة: المزيد من الأسلحة، والمزيد من العسكرة، والاستعداد للحرب العالمية الثالثة! لا ينبغي لأوروبا أن تصبح نسخة طبق الأصل من الولايات المتحدة. فهي لا تحتاج إلى ترامب محلي. بل يتعين عليها بدلا من ذلك أن تجرؤ على رسم مسار جديد. في هذه الاثناء، تصر وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على إطالة أمد الحرب القذرة في أوكرانيا، وتغذيتها بالأسلحة والشباب المراهقين. تفتقر كالاس إلى الشرعية الديمقراطية اللازمة للإدلاء بمثل هذه التصريحات التحريضية. إن أوروبا تحتاج إلى عدد أقل من دعاة الحرب مثل كالاس والمزيد من النضج لتغيير المسار حقًا والتوحد مع دول الجنوب العالمي مثل البرازيل والصين، التي سعت منذ فترة طويلة إلى حلول تفاوضية.

  وكما جاء في” تمرد"، فإن هذه الحرب كان لها دائمًا وجهان. فمن ناحية: انتهاك سلامة أراضي أوكرانيا، وانتهاك القانون الدولي من خلال العدوان الروسي. وتفهم دول الجنوب العالمي هذا. ومن ناحية أخرى، هناك حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا على أراضي أوكرانيا، حيث يصبح عشرات الآلاف من الشباب وقودًا للصراع الجيوستراتيجي. والآن تعترف واشنطن وبلا خجل بأن هذه كانت حربًا بالوكالة تغذيها الولايات المتحدة. ومع ذلك، يزعم ترامب أنها كانت "خاطئة"، وأن روسيا ليست الخصم الحقيقي للولايات المتحدة، وكل الجهود يجب أن تتحول إلى الحرب القادمة التي يستعدون لها: ضد الصين. فقط، التي ترى واشنطن انها تتحدى هيمنتها الاقتصادية والتكنولوجية.

 الواقع أن أحدث المغالطات السائدة هي أن "إذا كنت تريد السلام، فاستعد للحرب". ويبدو هذا جذاباً، ولكنه كارثي في الواقع. فقد أظهر التاريخ أن الحرب تقترب عندما تستعد الاقتصادات للحرب وتستعد العقول للصراع. وخطوة بخطوة، تحل الهستيريا محل التحليل الرصين. ويزداد عدد الساسة الذين يثرثرون عن الحرب؛ ويقل عدد الذين يجرؤون على الحديث عن السلام. ويتوقف التفكير، وترفض الحلول الدبلوماسية، ويضيع السلام العالمي. ولا مستقبل لأوروبا كقارة حرب. وسوف تعمل العسكرة على تدمير صناعتها التحويلية، ولن يساعدها التوتر الدائم مع جيرانها الشرقيين على الاقتراب من السلام.

"علمتنا أنه يتعين عليك التحدث إلى الجانب الآخر. فلا يمكنك أن تقول: "لن نتحدث ــ فنحن نعرف ما يفكرون فيه". والدبلوماسية ضرورية، وخاصة في اللحظات المتوترة"، كما يقول جيفري ساكس. ويتعين على أوروبا أن تجد طريقها الخاص. وروسيا لا تزاح؛ ولا يمكنك محوها من الخريطة. وبدلاً من الغرق في دوامة الهستيريا والعبارات المبتذلة، يتعين على أوروبا أن تعمل على تطوير دبلوماسية ناضجة، دبلوماسية ترسم مساراً مستقلاً، مع رؤية لقطاع التصنيع فيها، واحترام القانون الدولي، والعلاقات البراغماتية مع كل العمالقة الاقتصاديين: الولايات المتحدة، والصين، والهند، وروسيا، والبرازيل، وجنوب أفريقيا.

*****************************************************

خراب شامل مشرعن

هندي حامد الهيتي

عندما تطالب بإنشاء مستشفيات عامة، وبخدمات صحية وعلاج لأمراض مزمنة يأتيك الجواب عدم وجود أموال مخصصة لهذه الخدمات. وعندما تطالب بسكن لائق ومجمعات سكنية للفقراء وذوي الدخل المحدود من الموظفين والأيتام وللعاطلين عن العمل، يأتيك الجواب لا تتوفر أموال لهذه المشاريع.

 وحين تطالب بفرص عمل للشباب واعادة تشغيل المصانع المتوقفة وفتح مشاريع صناعية وزراعية جديدة، فالجواب حاضر لا تتوفر الأموال. وعند المطالبة بإكساء شارع قبل الانتخابات وتنظيف مدينة وتشجير حي وأي خدمة بلدية يصدموك بعدم توفر التخصيصات.

وذات الجواب تحصل عليه عند المطالبة ببناء مدارس وتوفير المستلزمات التي تحتاجها العملية التربوية.

وعندما يخرج المعلمون وبقية الموظفين في كوردستان العراق ويطالبون بصرف رواتبهم يجابهون بالعنف ويصرخون بوجههم لا توجد أموال لصرف مستحقاتكم. ولا يختلف الأمر عند مطالبك المتضررين بمستحقاتهم في التعويض عن دورهم ومصالحهم المدمرة بسبب العمليات العسكرية ويقولون لهم انتظروا عقدا أو عقدين حتى تتوفر الأموال.

أمام كل هذا تصطدم يوميا وفي كل نشرة أخبار بسرقة أموال الدولة عن طريق الاختلاس والفساد وهدر المال العام وسرقة أموال بمليارات الدولارات، وتصرخ النزاهة، والقضاء ويصدر القرارات القضائية بسجن مئات من النواب والوزراء والمحافظين وأعضاء مجلس المحافظات ومدراء عامين وحرامية من كل لون وصوب، ويعم الأمل باسترجاع تلك الأموال على أمل إعادة تخصيصها لتلك المشاريع المتوقفة والمتلكئة ويطمأن الموظف والمتقاعد على راتبه ويأمل المتضرر بصرف مستحقاته ، وينامون على أمل متفائل ليصبحوا على أخبار إطلاق سراح الحرامي الفلاني والنائب الحراني والمحافظ السابق والمدير الأسبق بقرارات قضائية من ذات المحكمة التي أصدرت حكمها بالحبس.

عندها فقط تعرف لماذا تزداد نسبة المجانين في العراق ولماذا يرتفع معدل استهلاك المخدرات وتعرف لماذا ترتفع نسبة الطلاق ونسب الانتحار والدكات العشائرية،  وتفهم لماذا ترتفع نسبة العازفين عن الانتخابات.

عندما يرى المواطن أن حاميها حراميها وأن حرامي الأمس يستقبل استقبال المنتصر على بساط أحمر، والقاضي يعتذر عن قراراته والبرلمان يخجل من تشريعاته وترى السارق يحاسب المسروق والمسروق يعتذر للحرامي ، عندها فقط تقتنع أن التغير لن يكون سلسلا والحاجة ماسة لعاصفة ثورية جماهيرية واسعة تخلص تراب العراق الملوث بأدران الطائفية والفساد إلى الأبد.

********************************************************

تراجع الحريات.. إفلاس السياسي آن سيسيل روبرت

ترجمة: فؤاد الصفار

«لقد سئمنا من الرسائل المختومة بختم المراقب؛ سئمنا من وضعنا في السجن لأسباب نجهلها؛ سئمنا الفضائح اليومية التي تنكشف لنا عندما نستيقظ وننساها عند المساء؛ سئمنا من الوزراء الحمقى الذين يدعون أنهم يقودوننا، في حين أنهم هم أنفسهم لا يعرفون كيف يتصرفون بشكل جيد..ِ!»

هذا الحوار المقتبس من فيلم "بومارشيه" من اخراج أدوارد كولينارو عام 1996- بيير أوجستين كارون دي بومارشيه، 1732-1799، رجل أعمال وكاتب مسرحي وموسيقي، في مشهد محاكمته بموجب أوامر ملكية - يذكرنا بأن عام 1789 كان أيضا ثورة قانونية ضد التعسف ومن أجل العدالة.

ففي هذا العام وتحديداً في 26 آب/أغسطس صدر إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي أكد على المساواة أمام القانون وعهد إلى الممثلين المنتخبين للأمة بمهمة تحديد الجرائم والمخالفات، بعد نقاش علني. وحدد الضمانات الممنوحة للمواطنين، مثل الفصل بين السلطات أو قرينة البراءة، وخضوع السلطة التنفيذية والشرطة للمصلحة العامة، أو حتى فرض عقوبات بالسجن عند الضرورة القصوى.

ولعدة قرون كان تحقيق هذه المبادئ موضوع معركة مستمرة. في أنكلترا، أدخل الميثاق العظيم فكرة المساواة أمام القانون في عام 1215، وفي عام 1679 انتزع البرلمان الانجليزي من الملك تشارلز الثاني مبدأ المثول أمام القضاء وهو ضامن الحرية الفردية، لأنه يحظر الاحتجاز التعسفي من خلال اشتراط عرض السجين أمام القضاء. وهكذا فإن النضال المستمر منذ قرون من أجل " ضمان حقوق الانسان" يتأرجح بين التقدم والنكوص، بما يتناسب مع توازن القوى السياسية وكثافة التعبئة الشعبية. إن تطور القانون والمؤسسات والاخلاق العامة والعلاقات بين الشرطة والقضاء، يجعل من الممكن وصف كل عصر بها. وهنا نتساءل: ألا تحمل المرحلة الحالية كل سمات عصر التراجع والنكوص؟

لقد أدى النضال الدؤوب سواء للأفكار او الشخصيات إلى حدوث تقدم كبير خلال القرنين التاسع عشر والعشرين؛ ففي أوربا كان لصعود الفكر الاشتراكي وإضرابات العمال دور في حصولهم على حق التعبير والتمثيل النقابي. وفي فرنسا، أدى ظهور النظام الجمهوري المستوحى من الثورة الفرنسية إلى مناقشات سياسية ومن ثم إلى الاعتراف بحرية تكوين الجمعيات عام 1881، وحق الاشخاص المتهمين في الاستعانة بمحام (قانون كونستانس الصادر في 8 ديسمبر/كانون الاول 1897)، وطوال القرن العشرين، أدت المعارك التي قادتها الناشطة البريطانية ايميلين بانكهرست أو الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار، ثم المظاهرات النسوية الكبرى في السبعينيات إلى تمكين المرأة من التحرر السياسي والقانوني.

وكان للحروب دور محفز أو مسرع، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبفعل الجرائم المروعة التي ارتكبها النازيون والنظام الياباني، بدأ العالم باعتماد معاهدات تضمن الحقوق الأساسية للجميع (دون تميز على أساس العرق، الجنس، اللغة أو الدين)، مثل الإعلان العالمي لحقوق الانسان 1948، الذي ستعتمد عليه الشعوب المستعمرة للحصول على الاعتراف الدولي لتطلعاتها المشروعة بالحرية والاستقلال. وستتبع ذلك نصوص أخرى مثل ميثاقي عام 1966، يتعلق أحدهما بالحقوق المدنية والسياسية والآخر بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يكملها العديد من الوثائق الإقليمية مثل الاتفاقية الأوربية لحماية حقوق الانسان والحريات السياسية 1951 أو الميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب 1981.

أما مراحل التراجع والنكوص فهي تتبع غالبا حدوث تغيرات في النظام السياسي، مثل إنشاء الامبراطورية الثانية عام 1852 (الامبراطورية الفرنسية، نابليون الثالث) أو ظهور حكومة فيشي في فرنسا عام 1940، وتتبع أيضاً أحداثاً عالمية التأثير على أمن الاشخاص والممتلكات. وهكذا أدت هجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001، واندلاع الحرب ضد الإرهاب إلى تعميم إجراءات الطوارئ وتقيد الحريات تحت ذريعة الأمن. وبالتالي جرى توسع منتظم للصلاحيات المعطاة للشرطة:

- زيادة فترات الاحتجاز، زيادة في إجراءات التحقق من الهوية، زيادة مراقبة السكان وتآكل الضمانات القضائية (تقليل الحدود الزمنية للاستئنافات، وضع العقبات امام حقوق الدفاع، أنشاء جرائم ذات معالم غامضة مثل " مشروع ارهابي فردي " أو " الدفاع عن الارهاب " (1)

- الاستخدام المنتظم لإعلان حالات الطوارئ – بما في ذلك احتواء أعمال الشغب في المناطق الحضرية، كما حدث في فرنسا عام 2005، وما يحصل داخل الولايات المتحدة الأمريكية. وأخذ نظام الطوارئ الاستثنائي يميل إلى أن يصبح قاعدة الديمقراطية الليبرالية. ففي فرنسا اعتمد البرلمان الفرنسي 32 تشريعا يتعلق ب " الأمن " منذ سلسلة الهجمات على المتاجر الباريسية عام 1986 والتي تسمى بقوانين " باسكوا" ، ومع ذلك لا يزال وزير الداخلية الفرنسي الحالي يطالب بوضع قانون الطوارئ جديد لعام 2025، (2

لكن الأخطر هنا هو تمكن السياسات الأمنية الرامية إلى القضاء على الحريات من التجذر ارتباطاً مع ضعف الفكر وخلق الظروف الملائمة لقبولها من عامة الناس. وهكذا نجد في الولايات المتحدة الامريكية ترويجاً لما يعرف بنظرية «النافذة المكسورة» منذ أن أطلقها جيمس ويلسون وجورج كيلنغ عام 1982 والتي تطالب بتطبيق اشد العقوبات على من يمارس اعمال الشغب (تكسير نافذة مثلاُ) لأنها إشارة إلى إمكانية قيام المشاغب بجريمة أكبر مستقبلاً (4) وعادة ما يكون المشاغب قادماً من الأحياء الفقيرة، وهو غير قادر، حسب هذه النظرية، على إصلاح سلوكه ويجب أن يتحمل تبعات فعله على الفور، وأن يعاقب بأشد العقوبات حتى لو كان مراهقا. أما في فرنسا، فقد اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي (2007-2012)، الأخذ بالنظريات الحتمية المضحكة، بمعنى امكانية اكتشاف مجرمي المستقبل من مرحلة الحضانة. وعلى مدى عقود من الزمن، ظلت الموارد المخصصة للحماية القضائية للشباب والمعلمين والقضاة والمدرسين تتناقص لأسباب تتعلق بالميزانية ولكنها في الحقيقة تتعلق بالخيارات الفلسفية والايدولوجية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– لوموند دبلوماتيك – شباط 2025

(1) Lire Vincent Sizaire, «Quand parler de «terrorisme » ? », Le Monde diplomatique, août 2016.

(2) «Chronologie de la législation antiterroriste depuis les années 1980 ».

(3) Lire Patrick Baudouin, « Perdre en liberté sans gagner en sécurité », Le Monde diplomatique, décembre 2015.

(4) Lire Loïc Wacquant, « Sur quelques contes sécuritaires venus d’Amérique», Le Monde diplomatique, mai 2002.

***************************************************

الصفحة التاسعة

إصابة الكاحل تبعد فيرتز عن باير ليفركوزن

ليفركوزن ـ وكالات

تعرض باير ليفركوزن حامل لقب الدوري الألماني لضربة قوية بخسارته جهود نجمه الدولي فلوريان فيرتز لعدة أسابيع بسبب إصابة في كاحله الأيمن، تعرض لها خلال مباراة الفريق أمام فيردر بريمن التي انتهت بخسارته 0-2 يوم السبت الماضي. وأصيب فيرتز بعد نحو ربع ساعة من دخوله الملعب في بداية الشوط الثاني، ليغادر المباراة على عكازين. وفي بيان رسمي أصدره النادي أمس الإثنين، أعلن باير ليفركوزن أن فيرتز أصيب في الرباط الإنسي لكاحله الأيمن، وأنه سيغيب عن الملاعب لعدة أسابيع. ويقدم فيرتز موسمًا رائعًا مع الفريق، حيث سجل 15 هدفًا وصنع 13 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، ويساهم بشكل كبير في أداء بطل الدوري الذي يتخلف حاليًا عن بايرن ميونيخ المتصدر بفارق 8 نقاط. ومن المتوقع أن يغيب اللاعب عن مباراتي ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية بين ألمانيا وإيطاليا، المقررتين في 20 و23 مارس الجاري. وقال المدير الرياضي لباير ليفركوزن، سايمون رولفس: "نعرف فلوريان ونعلم أنه سيعود في أقرب وقت ممكن. نأمل أن يستعيد جاهزيته سريعًا ليكون جاهزًا للمساهمة مع الفريق في المراحل الأخيرة الحاسمة من الموسم".

***************************************************

مع ختام الجولة 23 من دوري نجوم العراق المنافسة تشتد على صدارة الترتيب

متابعة ـ طريق الشعب

شهدت الجولة 23 من دوري نجوم العراق لكرة القدم اشتداد الصراع على صدارة الترتيب، حيث تصدر فريق زاخو جدول الترتيب برصيد 46 نقطة، متفوقًا بفارق المواجهات المباشرة على الزوراء الذي حل في المركز الثاني بنفس الرصيد. فيما يلاحق الفريقين فرق الشرطة في المركز الثالث برصيد 44 نقطة، ويحتل القوة الجوية المركز الرابع بـ 41 نقطة، يليه فريق الطلبة في المركز الخامس برصيد 37 نقطة.

وتستمر المنافسة على المراكز المتقدمة، حيث جاء فريق دهوك في المركز السادس برصيد 34 نقطة، متفوقًا على الكرمة الذي جاء في المركز السابع بـ 33 نقطة.

وفي المراكز المتوسطة، حصلت ثلاثة فرق على 32 نقطة، حيث جاء القاسم في المركز الثامن بفارق المواجهات المباشرة، يليه فريق نفط ميسان في المركز التاسع، ثم أربيل الذي جاء في المركز العاشر.

أما في المراكز الأقل، فحصل فريق نوروز على المركز 11 برصيد 30 نقطة متقدمًا بفارق المواجهات المباشرة على فريق النفط الذي حل في المركز 12. بينما جاء النجف في المركز 13 بـ 29 نقطة، يليه الكرخ في المركز 14 بنفس الرصيد.

فيما احتل فريق الكهرباء المركز 15 برصيد 27 نقطة، يليه الميناء في المركز 16 برصيد 24 نقطة، ثم نفط البصرة في المركز 17 بـ 22 نقطة. بينما جاء كربلاء في المركز 18 بـ 16 نقطة، وديالى في المركز 19 بـ 14 نقطة، فيما تصدر الحدود الترتيب بالمركز 20 برصيد 13 نقطة.

على صعيد الهدافين، تمكن مهاجم الشرطة مهند علي "ميمي" من معادلة رصيد أهداف محترف زاخو غوستافو هينريكي، حيث سجل كل منهما 16 هدفًا حتى الآن. ويأتي خلفهما مروان حسين لاعب نوروز في المركز الثالث بـ 13 هدفًا، يليه أمجد عطوان لاعب زاخو بـ 11 هدفًا، ثم علاء عباس مهاجم القوة الجوية خامسًا بـ 10 أهداف، فيما يكمل القائمة لاعب أربيل يوسف بن سودة بـ 9 أهداف.

من جانبه، أكد مشرف فريق الشرطة، هاشم رضا، أن المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم شرسة. وأكد رضا أن "الفوارق النقطية بين الفرق متقاربة، مما يجعل كل مواجهة حاسمة.

*************************************************

بيغولا تواصل التقدم في بطولة إنديان ويلز

ميامي ـ وكالات

تأهلت الأمريكية جيسيكا بيغولا، المصنفة الرابعة عالميًا، إلى الدور الرابع في منافسات بطولة إنديان ويلز للتنس فئة 1,000 نقطة، بعد فوزها السهل على الصينية وانج تشينيو مساء أمس الأحد.

وحسمت بيغولا المباراة لصالحها بمجموعتين دون رد، بواقع (6-2)، و(6-1)، لتتأهل إلى الدور المقبل حيث ستواجه الأوكرانية إيلينا سفيتولينا، المصنفة 23 على البطولة، التي تأهلت بدورها بفوزها على الأمريكية دانيلي كولينز المصنفة 14، بنتيجة (6-2)، و(6-4).

كما تأهلت الكازاخستانية إيلينا ريباكينا، المصنفة السابعة، إلى الدور الرابع بعد فوزها على البريطانية كاتي بولتر المصنفة 25، بنتيجة (6-0)، و(7-5). وتواجه ريباكينا في الدور المقبل الروسية ميرا أندريفا، المصنفة التاسعة، التي حققت بدورها انتصارًا سهلًا على الدنماركية كلارا تاوسون المصنفة 22، بنتيجة (6-3)، و(6-0).

وفي بقية لقاءات الدور الثالث، نجحت الصينية كينوين جينغ، المصنفة الثامنة، في التغلب على النيوزيلاندية لولو سون بنتيجة (6-4)، و(7-5)، لتلتقي في الدور المقبل مع الأوكرانية مارتا كوستيوك. كما تمكنت التشيكية كارولينا موكوفا، المصنفة 15، من الفوز في المواجهة التشيكية ضد مواطنتها كاترينا سينياكوفا، بنتيجة (7-5)، و(6-1)، لتلتقي في الدور القادم مع البولندية إيجا شفيونتيك، حاملة اللقب.

*************************************************

باكالو بيلز الأمريكي يوقع عقدًا تاريخيًا مع غوش ألين

واشنطن ـ وكالات

أعلن نادي بافالو بيلز، المنافس في دوري كرة القدم الأمريكية، عن توقيعه عقدًا جديدًا مع لاعب الوسط غوش ألين، حيث تم تجديد تعاقده حتى عام 2030.

وبحسب التقارير الإعلامية، فإن ألين، الذي توج بجائزة أفضل لاعب في الموسم الماضي، قد وقع عقدًا قياسيًا تصل قيمته إلى 330 مليون دولار، مع ضمان حصوله على 250 مليون دولار، مما يجعله يحصل على أكبر راتب في تاريخ لاعبي دوري كرة القدم الأمريكية.

ورغم أن نادي بيلز لم يؤكد الأرقام المتداولة، إلا أن التعاقد الحالي لألين كان من المقرر أن ينتهي بعد أربع سنوات. يُذكر أن ألين حصل على جائزة أفضل لاعب لأول مرة في مسيرته خلال حفل أقيم الشهر الماضي في نيو أورليانز قبل السوبر بول، على الرغم من فشل فريقه في حجز مقعد في السوبر بول بعد الخسارة أمام كانساس سيتي تشيفز في مباراة الدوري، التي انتهت بخروج بيلز من المنافسة، بينما خسر تشيفز في المباراة النهائية أمام فيلادلفيا إيغلز.

**************************************************

خطوة مهمة نحو تطوير المنظومة الرياضية القضاء يؤكد أهمية وجود مركز التسوية والتحكيم الرياضي

متابعة ـ طريق الشعب

أكد عضو الهيئة الاستئنافية في محكمة استئناف الكرخ، رئيس مجلس الإدارة في مركز التسوية والتحكيم الرياضي، القاضي محمد علي نديم، أن مركز التسوية والتحكيم الرياضي يُعد أداة أساسية لحل النزاعات الرياضية ويشكل خطوة مهمة نحو تطوير المنظومة الرياضية في العراق.

وأوضح نديم في تصريح نشره الموقع الرسمي لمجلس القضاء الأعلى، أن المركز تأسس بموجب قانون اللجنة الأولمبية رقم 29 لسنة 2014، ويعد نقلة نوعية في فض المنازعات الرياضية، حيث يوفر التحكيم المحلي بدلاً من اللجوء إلى المحاكم الدولية، وهو ما يتناسب مع طبيعة المنازعات الرياضية التي تتطلب حلولًا سريعة ومرنة.

وأشار نديم إلى أن المركز يتمتع بشخصية معنوية واستقلال مالي وإداري، ويعتبر أول مركز تحكيم رياضي في العراق، تم تأسيسه بدعم ورعاية رئيس مجلس القضاء الأعلى، وحاصل على موافقة اللجنة الأولمبية الدولية للبدء في عمله.

وأضاف أن المركز يتعامل مع القضايا الرياضية المتعلقة بالحقوق التجارية، مثل عقود الرعاية والبث المباشر، ويعد مرجعية للتحكيم في المنازعات الرياضية في العراق.

وفيما يخص حجم الإقبال على المركز، أكد نديم أن عدد القضايا التي عرضت على المركز خلال عام واحد تجاوز 300 دعوى، مما يعكس الثقة الكبيرة التي تتمتع بها الأندية والاتحادات الرياضية في قدرة المركز على تسوية النزاعات بسرعة وكفاءة. وقد حظي المركز بإشادة واسعة من محكمة التحكيم الرياضية في سويسرا وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية.

وأشار القاضي محمد علي نديم إلى أن القرارات التي يصدرها المركز ملزمة لجميع الهيئات الرياضية في العراق، بما في ذلك الأندية والاتحادات، ويتم تنفيذها وفقًا لقانون التنفيذ العراقي.

*************************************************

وقفة رياضية.. الإعداد الرياضي للبطولات العربية والآسيوية أولاً

منعم جابر

هناك جهود حثيثة وكبيرة بذلتها الجهات الرياضية المختصة للحصول على نتائج متميزة على المستوى العربي والآسيوي. إلا أن الواقع الرياضي بدأ متواضعاً، وكانت أغلب نتائجنا الرياضية مخيبة للآمال، على عكس المراحل السابقة التي كنا نقدم فيها مستويات متقدمة في البطولات العربية ونحقق بعض الإنجازات القارية على المستوى الآسيوي. لكن الحال تغير كثيراً خلال العقدين الأخيرين، حيث تراجع مستوانا الرياضي واختفت الكثير من الأسماء والأبطال في ألعاب متعددة. وهذا الواقع يتطلب من المعنيين في قيادة الدولة والحكومة أن يولوا القطاع الرياضي اهتماماً استثنائياً، مع إشراف مباشر ورعاية خاصة.

وقد قدمت دولتنا للرياضة وللرياضيين إنجازات طيبة، منها القانون رقم (6) لسنة 2013 الخاص بمنح الرياضيين الأبطال والرواد رواتب شهرية، وكذلك إدخال مادة دستورية في الدستور العراقي تحمل الرقم (36)، تنص على: "ممارسة الرياضة حق لكل فرد وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها". وهذا ما شجع أبناء وبنات المجتمع العراقي على ممارسة كل أنواع الرياضة والألعاب.

هذه الأحوال لا بد أن تنهض بالرياضة وتدفع بها إلى التقدم والرقي للأسباب الآنفة الذكر، وغيرها من حالات الدعم والإسناد للحركة الرياضية. ولعل آخر الخطوات الإيجابية هي توجيه السيد رئيس الوزراء بتشكيل لجنة رياضية متخصصة تضم نخبة من الشخصيات الرياضية للإشراف على صناعة وإعداد البطل الأولمبي. وهذا القرار سيساهم في النهوض بالواقع الرياضي، ويسهل من إمكانية الحصول على ميدالية جديدة لمداليتنا الوحيدة التي حققها المبدع البصري الراحل عبد الواحد عزيز عام 1960 في دورة روما الأولمبية.

هذا الطموح المشروع لا بد له من مساعٍ جادة وظروف مناسبة لكي يتحقق النجاح، ومنها الجهود الرسمية التي يتطلبها العمل الرياضي. إذ إن الخطوات الرسمية ستحقق نتائج كبيرة إذا توفرت لها الأرضية الصالحة والعمل الجاد والرغبة في الحصاد المناسب.

لقد بدأنا نشهد ملامح جدية ودعماً مناسباً واستعداداً حكومياً ورسميًا لدعم الرياضة والألعاب. وحتى يكون عملنا مناسباً وصحيحاً، يجب أن نتدرج به ونستعد للإعداد والبطولات القادمة. فالواجب علينا أن نهتم بمرحلة البنية التحتية، وإنشاء الملاعب والساحات والميادين الرياضية، والمسابح، وحلبات الملاكمة، والقاعات الرياضية. فتوفر هذه المنشآت سيمنحنا المجال الواسع للاحتكاك الرياضي، ويجب أن تكون موجودة في جميع محافظات ومدن العراق، وهذه هي الخطوة الأولى التي نراها ضرورية لتشجيع ممارسة جميع الهوايات والألعاب الرياضية، مما يفتح المجال أمام الشباب الرياضي وهواة الألعاب لممارسة هواياتهم وألعابهم.

ثانيًا، يجب الاهتمام بالأندية الرياضية وهيئاتها الإدارية من حيث النوع والقدرة والإخلاص للعمل الرياضي، وعدم الاعتماد على الولاءات الحزبية الضيقة أو سياسة التمييز والإقصاء.

ثالثًا، يجب رعاية الاتحادات الرياضية المركزية والفرعية في المحافظات، مع التأكد من دقة الاختيارات لقياداتها بعيدًا عن الحزبية والطائفية والعشائرية والقومية، وكل أشكال التمييز.

رابعًا، ينبغي أن نبدأ مشاركتنا وفعالياتنا ورعايتنا للرياضة بالنشاطات الخاصة بالفئات العمرية، لأن كبار الرياضيين الحاليين غير قادرين على تحقيق الإنجازات والنجاحات بسبب اعتمادهم على مناهج وسياسات غير صحيحة. وهذا الأمر سيؤدي إلى صعوبة تحقيقهم للإنجازات المطلوبة.

خامسًا، يجب اعتماد أهل الاختصاص والرياضيين الأبطال في قيادة المؤسسات الرياضية، وعدم السماح للدخلاء والطارئين بقيادة العمل والنشاط الرياضي لأي مبرر كان.

هذه هي الخطوات الصحيحة والتدريجية التي يتوجب القيام بها للبدء في عمل رياضي صحيح قابل للتطور والتقدم. فمحاولات الترقيع والترميم لن تخدم العمل الرياضي ولن تساهم في تقدمه ونجاحه.

عليه، أقول لأحبتي في قيادة المجتمع العراقي: عليكم أن تضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب والصحيح. ويجب أن نبدأ العمل مع الصغار والبراعم على قاعدة "خذوهم صغاراً".

**************************************************

الصفحة العاشرة

واسط تحتفي بابنها البار الشاعر رياض النعماني

ماهر الشوهاني

مدينة واسط التاريخية التي دأبت على الاحتفاء بأبنائها وتكريم مبدعيها، اجتمعت هذه السنة لتكريم شاعرها رياض النعماني الذي اطلقت اسمه على دورتها ١8 الحالية.. واستضافت لدورتها هذه مبدعين من محافظات عراقية أخرى ... كما دعت لهذه الفعالية الثقافية / الفنية زميل الشاعر الفنان العراقي المعروف سعدون جابر والاستاذ اللواء الطيار حسين علي مرواح ونقيب الفنانين في الكوت .. كان الحضور مميزا وعالي التنوع وكان ضمنه اعضاء في محلية واسط للحزب الشيوعي .

بتاريخ 21/2/2025 افتتح مهرجان الكوت نت لهذا العام بنسخته 18 التي تحمل اسم الشاعر رياض النعماني، ضمت فعاليات متنوعة منها عمل مسرحي (بانتومايم) وكلمات لمدير المهرجان الاستاذ حيدر الوائلي  وأساتذة آخرين، ثم عمل وثائقي يسجل مراحل من حياة الشاعر ... ثم جرى تكريمه وتكريم عدد من المبدعين الذين خدموا مدينتهم في مختلف المجالات الفنية والاجتماعية، ما اعطى للمهرجان قيمة رائعة .

اعتلى شاعر الكلمة المتصوفة رياض النعماني المنبر ليتحدث عن نهر دجلة وواسط بطريقة رمزية، تعكس أفكاره العميقة حول الفناء والتوحد مع الله، مستذكرا كلام الحلاج في قوله: إذا دخلت واسط فانبسط، وإذا رأيت دجلة فاسكت". وهذه العبارة تحمل دلالات صوفية عميقة عن انبساط الروح في حضرة الجمال الإلهي تعني أن التأمل في جريان نهر دجلة يدعو للصمت، حيث يُمثل دجلة التدفق المستمر للوجود والفناء في الله، وهو أمر لا تسعه الكلمات.

بهذه العبارة تحدث الشاعر المرهف رياض النعماني عن جوهر شاعريته وقدم شكره الكبير في لحظات  احتفاء ابناء واسط به كشاعر وانسان وكمناضل يحسب له تاريخ مليء بالصدق، وكثير من الاحساس المرهف المتكحل بشفافية عالية.  تحدث عن معنى ان تكون ابن واسط وتشرب من دجلة ، استذكر جزءا بسيطا من رحلته في  نهاية الستينات، حين تم شبه نفيه الى دائرة النشاط المدرسي في مدينة الكوت.

عندها انهالت عواطفه باستذكار رفاقه حين تم احتضانه وهو ذلك الفتى المتخرج من اكاديمية الفنون الجميلة، وكونه يحمل فكره اليساري لا بد من حمل حقيبة التصدي لممارسات السلطة آنذاك في النفي الى غير ما يريد.

حاله حال آلاف من الرفاق الشيوعيين وشكر كل الاسماء النبيلة التي ساعدته حينها .

تحدث بصريح العبارة عن نقمته على السلطة الحاكمة السابقة اللاحقة، وبكل صدق عبر عن ان انسان المبادئ لا يمكن ان يتخلى عن شعوره واحساسه اتجاه قضيته.  وخص بالذكر ان الشعر قضية، ولا يمكن ان  تساوم على قضيته، خصوصا اذا كنت شاعرا يرفض جيبك نقود السلطة. وعبر في كلمة صغيرة عن موقف الشاعر الحقيقي من السلطة مهما كانت هذه السلطة، وان الشعر قضية ولا يمكن للشاعر ان يكون غير ذلك.

 كان الرفض في ملامحه واضحا وهو يتحدث .. وبحضور رفيق شعره الاستاذ الدكتور سعدون جابر الذي أكد رهافة احساس شاعر مثل رياض النعماني. كذلك بحضور المسؤولين ومنظمات المجتمع المدني والشعراء والفنانين والمصورين والنقابات والجمعيات والفرق التطوعية وجمع غفير من ابناء واسط.  بحضورهم جميعا تم تكريم الشاعر رياض النعماني بلوح الابداع .

****************************************************

بيدر البصري تغني لميلاد الحزب الشيوعي العراقي

طريق الشعب – خاص

سجلت الفنانة المتألقة بيدر البصرة أغنية (ورد آذار) إحتفاء بالعيد الحادي والتسعين لميلاد عميد الأحزاب العراقية وجوهرة النضال الوطني العراقي، الحزب الشيوعي العراقي.

الأغنية كتب كلماتها الشاعر المبدع فالح حسون الدراجي ولحنها الفنان المتألق علي بدر، وتم توزيع موسيقاها من قبل الفنان اسامة الخياط، فيما أشرف على (مكس وماستر) الفنان أيسر القاسم ونظّم إيقاعاتها الفنان ايهاب الخياط، وقد تم التسجيل الصوتي في استوديو تانغو في العاصمة الأردنية عمان واستوديو الريماس في بغداد.

الجدير بالذكر أن الفنانة بيدر البصري التي تقيم في هولندا منذ طفولتها، هي كريمة الملحن والموسيقار الراحل حميد البصري، والفنانة البصرية شوقية العطار، صاحبة الصوت الجميل والأداء الرائع التي غنت مع الفنان الراحل فؤاد سالم الأغنية الشهيرة (ياعشگنه).

****************************************************

واحد وتسعين نجمة لفهد

سامي عبد المنعم

واحد وتسعين نجمة غفت

ونجومك العاليه

شعله وعلگها فهد

طول الزمن ضاويه

حازم وصارم نهر

وفروعه بارض الوطن

ما ينگطع جاريه

وصار الشيوعي علم

العمال إله صاريه

عادل صموده شرف

من خوف الجلاد

قدم عيونه نذر

بس لا تذل بغداد

إختار الطريق الصعب

وحصن رفاق الدرب

من سطوة الأوغاد

نصبوا مشانق غدر

مبنيه عالاحقاد

مرجوحه صار الحبل

ودم الشيوعي إرتفع

اعلا من الاعواد

كلها .. وحزبنا إستمر

إبكل هيبه وإستعداد

ماهمه ذاك القمع

وبكل عزيمه عاد

كل همه يبقه الشعب

شامخ وعالي الرأس

وراد الوطن حر يضل

إتعيش إبسعاده الناس

مابي عميل ونذل

ولا خاين ودساس

العمال من تتحد

هيه اللي تبني الساس

وصار السجن مدرسه

واليشهد السلمان

دم الشيوعي انكتب

للتضحيه عنوان

شفتوا ابعمركم حزب

بي ينتمي سجان

محفوظ حزبك فهد

وحزب الطغاة إنداس

تاريخهم مزبله

وحزبك بقه نبراس

************************************************

بس يا عمُرْ

كفاح عباس

بدَّن نواعير الصبر

وجروفك  اضلوع  الكبر

مزروعة باحزان  وقهر

ما ظل نده

بشفاف وردة مورده

بس  الصّده

يرجع  وروحي اتردده

وذيج الحرب

لعبت لعب

نستنه كل ذاك الزمن

بالالتحاق انشيل  بالجنطة الجفن

ماندري

ساعة انعيش

ساعة انموت

ساعة ايشيلنه التابوت

ملفوف بعلم

واسمع رفيف الروح

والمجروح ماينسه الالم

أتذكّر السفرات

والحلوات

 كعدن ليوره

بس بيهن ابنيات

مو وكحات كلهن شيطنه

والسايق ايدكَ هورنه

زكزاكَ يمشي برهدنه

وعندي الصديقي المات

ذكرى معطره

وكل الاحبهم ساكنين المكَبره

شبيها كَلي المكَبره ؟

ماتكرف العارات

والزينين خلصوا بالسره

والباقي موجودين

بس ابعاد

معذورين

اكثرهم تره

وبعد السقوط اشكال فوكَـ اشكال شفنه

بيهم اللي كلبه اسود

بيهم اليذبح بكَطنه

بيهم اليغدر خويه

وبيهم اللي يقتل شتقره الهويه

والهوية احنه عراقيين كلنه

وعلى ترابك ياوطن عشنه سويه

*********************************************

والله ضاگت

جاسم الساعدي

ضاگت يبن شعبك والهموم أهواي

جدك شال فاله ونصّه عاليهه

ضاگت والحرامي ايحوف هذا البيت

ويمكن صار حاميها حراميها

ضاگت والكلام اليوم لاميفيد

 موبس الحچي والگلب نافيهه

كل يوم اليمر ونگول فرجت

 اه تاليهه السوالف خير مابيهه

وشارعنا انترس بس سائل ومحروم

 وفلوس الوطن روليت ماحيهه

 وكل ليله الملاهي تنترس اوغاد

 وخيرات البلاد ايطشهه زانيهه

ضاكت يبن شعبك والوطن مسلوب

 ما تحتاج نخوه وانت حاديها

*********************************************

ما أهتم

منتظر مهدي

اعلى كل ذكرة وداع التم

وابصم للوطن بالگاع،

فرحة وسالفة ومبسم

وهذا انه

شمس حمره

اذا وجه الغدر غيم

ومشيت احلم

اخلي المنجل بجفي

عله شعر السنابل طوك

وصيتي

ابكل فرع طشو الهلاهل شوك

وعلئ جناح الحمام يشيلنه التابوت

خل نبني وطن مابي مسافة موت

ولان صدري

شجر عشاك

يكتب ذكرة كل مشتاك

عله صدري الرصاص التم

ولاتبجون اذكروني ولاتبجون

انه بكلوبكم عايش

شهيد وعاش

مثل ماعاش كلكامش

وشما بيه الحزن ملتم

ما اهتم

مادام الورد ينشم

مادام الكحل يطغه اعله لون الدم

**************************************************

لآذار نغنّي

حسين جهيد الحافظ

(1)

 آذار اسمك

اجمل غنوه فوگ أشفافي

انرسمت أباحله رسم

أحفظتهه شوگ ٠٠

حنيه٠٠

او مهابه ٠٠

منهه كفوين او نعم

هنيالي

او أكثر بعد هنيالي

لن حافظ هالاسم

(2)

أسمك چاكوچ

ابچف عامل

او منجل همه

ابچف فلاح

غصن زيتون

او حمامه

او بيرغ

يخفگ للإصلاح

(3)

حگ الدنيه اتغني

او ترگص چوبيه

او أحساس

واتطش آذار ابفرحه

عشگ أحديثه

ابدرب الناس

(4)

بي حب آذار سوله

اسمه بلساني أمن أكوله

ياخذني الفرح لبعيد

لأيام الطفوله

أشلون ذابت روحي بيه

او صار دربي

وانكتب بالگلب حبي

شفته رايه

امطرزه ابدم الضحايه

شلته نور

أبوسط روحي

بلسم صار الكل اجروحي

(5)

غنّي يا دنيانه غنّي

غنّي ابفرح آذار

آذار أجمل شهر

من آخره صار

بيه برعم فهد

طگت اغصانه أشجار

(6)

من عشگتك

گلبي بلبل

ايغازل الأزهار صوته

طرز الدنيه نشيده

او روحي طگت

بالغزل أجمل قصيده

عمري شمعه

غنَّت أيامه سعيده

هلهلت  بآذار عيد

او يهنياله الصار

عيد آذار عيده

***************************************************

الصفحة الحادية عشر

كتب تشكيلية جديدة

صدرت مؤخراً ثلاثة كتب تشكيلية جديدة هي:

- كتابان للأستاذ الناقد سعد القصاب هما: "ضياء العزاوي سيرة الجميل والملهم- بحث في المرجعية الجمالية". "محمود صبري/ من صورة الواقع الى أطروحة واقعية الكم- دراسة في القطيعة الجمالية". اصدار: دار الشؤون الثقافية – بغداد.

- اما الكتاب الثالث فهو: "مئة عام من النحت العراقي المعاصر/ 1921- 2021" تأليف جعفر صديق اياد، وحسن صديق اياد. الكتاب يعد دليلاً مهماً في النحت العراقي وقد صدر باللغة الإنكليزية عن دار المأمون - وزارة الثقافة – بغداد. 

**********************************************

اليوميات الخاصة

محمد خضير

  • (ينبغي تسطير الأيام بسنّ القلم، حتى نتذكّر على الأقلّ إنّنا عشناها) - شارل فردينان راموز ١٨٧٨- ١٩٤٧
  • (مهما اتّسمت اليوميات بعدم استقرار شكلها، فهي فعلاً جنس ادبيّ، نتبيّن من خلاله كيفيّات اشتغال آليات الكتابة) - بياتريس ديدياي، ناقدة فرنسية، وأستاذة بدار المعلمين العليا بفرنسا.

يعرّف كتابُ (اليوميات الخاصة)- من تأليف الأكاديميّة الفرنسية الرائدة في مجال كتابات الذات بياتريس ديدياي- نوعَ اليوميات Journal بأنها شكل قاعديّ لكل أنواع السيَر الذاتية والمذكرات والاعترافات، وأن اختلافها عن هذه الأنواع هو في فورية التدوين اليومي (يوماً بيوم intime ) إضافة إلى اتصافها بالتشظي والانفراط والانقطاع الذاكراتي، وتصريحها بحالات داخلية مقصاة، كيوميات السجن والمرض والجنون والإدمان والسفر. كذلك فقد تعرض اليوميات تجارب حياتية كاملة، أو توصيفات مرحلة تاريخية كاملة، بعد صبها في نسق يومي. وبدرجة أرقى، قد تدخل اليوميات الفلسفية في دائرة التأملات "الدورية" الأخلاقية والروحية، مثل يوميات كيركغارد ومارسال وباسكال وبرنانوس. ولا تستثنى من هذا النوع يوميات الفنانين والأطباء النفسانيين. وفي النوع الأدبي من اليوميات، تشير المؤلفة إلى أن دوستويفسكي كان قد سجل في "كنانيشه" يوميات خاصة بروايته "الأبله"، بينما تجلت في روايات ستاندال صراحة ووضوحاً. وفي محاولتها تجنيس اليوميات أدبياً، تتردد ديدياي في اعتبارها أعمالاً تامة، وتبتكر لها مصطلحات بدئية مثل "جنس- عنقاء" أو "عالم ما قبل فرويديّ" أو "مرآة نرسيس" أو "تمارين ضمير" أو "ملجأ رحميً- أمومي" أو "طور طفولي- ما قبل كلامي، ما قبل كتابي" أو "هوس مدرسي- بيداغوجي" باختلاف منظوراتها التاريخية والاجتماعية والنفسية. لكنها مع تعدد التسميات والأشكال، فقد تغدو كتابة اليوميات فريضة يومية وتوسيم شخصاني، يبدو الفرد من دونها تائها في مجتمعات التسليع الرأسمالية وضغوطها الخارجية. وقد تؤلّف "الظاهرة اليوماتية" diarisme لدى النساء حصناً يعبّرنَ من داخله عن قطيعتهن الاجتماعية، لكن مؤلفة الكتاب تلاحظ اقتصار كتابتها على أفراد من رجال الطبقة البرجوازية الأوربية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أو على أفراد ليبراليين، معارضين للنظام الاجتماعي، وأحياناً قد تعكس حياة عائلية غير متآلفة (تولستوي وزوجته وابنته). بينما تؤشر المترجمة في هامش المقدمة إلى أن أقدم نصوص اليوميات في التدوينات العربية- ومصطلحها الشائع (الروزنامجة)- قد تتمثل في يوميات الصاحب بن عباد المتضمنة قصصاً ونوادر أدبية ومناظرات اجتمعت لديه في بغداد حين زارها بصحبة الأمير البويهي عام ٣٤٧ هجرية وأرسل قسماً منها إلى أستاذه ابن العميد وزير ابن بويه. (صدر الكتاب عن معهد الترجمة في تونس، بترجمة الباحثة التونسية جليلة الطريطر، ٢٠٢١).

وبهذا الاعتبارات، فقد تكون كتابة اليوميات والمداومة عليها "الحياة الوحيدة" للكاتب- قبل شهرتها- كيوميات المركيز دي ساد في سجنه، أو يوميات رحلات ماركو بولو وفلوبير ونيرفال إلى بلدان الشرق (وتعتبر على جهتنا اهتمامات متأخرة كيوميات عبد الله العروي وعبد السلام بنعبد العالي وعبد الفتاح كليطو) لكنها أيضاً- على وجه العموم- لا تعتبر أكثر من خطاب ثانوي، يُنتَج في الخفاء، ولا يوضَع موضع النشر والتداول، لِما فيه من التصاق "حميم" بنوازع الذات، وافتراقها عن أي بوح ذاتي صريح ووعظي، كيوميات القديسين والأولياء والمتصوفين. إنها سلسلة مؤرخة لحالات "الضمير" الخاطئ، أو اعترافات النفس المعذبة بهواجس شطرها الجنوني المظلم. أما في حال نشر هذه اليوميات- المنطوية على ذاتها- فقد يكمن في ازدواج الرغبة بالستر والافتضاح، وتمرد "الأنا" المنظور على وعيه الرقابي الناظر، في مرحلة من مراحل الشيخوخة- السادو- مازوشية.

ومن الواضح أن اليوميات بتلك الحدود، تشمل محاولات كثير من الكتاب والكاتبات- غير المحترفين- من مختلف الأعمار، أولئك الذين لم يحظوا بقسط وافر من الاعتراف الأخلاقي والإجتماعي. أو إنها في أحوال أخرى كتابات يُعثر عليها في طيات فراش سجين، ترك مخلفاته وراءه لحراس السجن، أو في دُرج طاولة مريض انتهى أجله ونُقِل إلى ثلاجة الموتى في مستشفى، أو في حقيبة امرأة نسيتها في حافلة أو قطار (واليوميات الأخيرة من أكثر الأمثلة الشائعة في قصص الحب، لتضمنها على رسائل ويوميات حميمة) فتدل بأجمعها على مناسبات غير متوقعة لعزلة الذات الخائبة والحزينة. وخلافها فقد نعثر على مخطوط رواية في صندوق بريد مقفل، لم يتسنّ لصاحبه المجهول إتمامه، فلا يتعدى المخطوط مقدمة مفهرَسة بحوادث مستقبلية، في عالم خيالي سيأتي بعد ألف عام.

وفي كل أنواع اليوميات تلك، ستتجاوز كتابات الذات قريناتها الحقيقية (كاعترافات جان جاك روسو)، وصياغاتها الكبرى المعترف بها أدبياً (مثل رواية ستاندال: حياة هنري برولار، ورواية بروست: البحث عن الزمن الضائع، ورواية أندريه جيد: مزيفو النقود) وترتمي في صحراء النفس الواسعة الضائعة، بلا حدود. والشرط الرئيس في اليوميات، تقلّص الزمن بين الحادث وكتابته، فإذا قُرِئت أو نُشرت في زمن بَعدي، أو في مكان آخر، فلا قيمة لبوحها وحميميتها، إلا كونها شكلاً لسيرة ذاتية. والأساس في كتابتها قد نجده في عبارة ديدياي، التي تحدد ماهية اليوميات وتعبيرها عن زمنها الخاص والعام، وضرورتها لكل كاتب، واجه نفسه وفضحَها للآخرين: "ليس الأهم ما عاشه المرء من زمن، ولكن كم من الوقت أمضاه مع ذاته وفي ذاته". أو اختصاراً: "الوعي بالأنا". أي إدراك المسافة الداخلية للأنا، وتحقيق "انزياح" لها وفيها. وبقدر ما تبدو اليوميات "مرآة" للنفس، فإنها أيضاً تعكس الوجه الآخر منها، فتصبح تسريباً للتحليل النفساني الذاتي. إلا أن الوظيفة النفسانية لليوميات اختلفت في القرن العشرين عن مثيلتها في القرنين السابقين، حيث انصبّ التركيز في كتابتها على "الأثر" أكثر من "الإنسان"، فاعتُبرت لذلك جنساً خاصاً بين بقية الأجناس الذاتية المجاورة، ورأس مال كتابياً ينمّي ثروة "الضمير" الروحية في مجتمع المنفعة والاستبدال المادي.

وفي يومنا هذا، تكتسب كتابة اليوميات تمرساً ذاتياً متنامياً، إذ تمتزج لدى فئة كبيرة من الكُتاب بعادة التدوين اليومي على الحاسوب أو الهاتف النقال، وتختلط بشواغل يومية مختلفة تدفع بها مجتمعات الحداثة التجارية والصناعية إلى واجهة الضمير: تخطيط سريع لموضوعات أدبية؛ وأدنى من ذلك: تذكير بأعمال مؤجلة وأشغال طارئة؛ وأسفل منها: قوائم مشتريات، تواريخ وأرقام هواتف وعنوان بريد، هذيانات وتداعيات لفظية لا معنى لها. ومهما بلغت المدونات الرقمية تلك من تفكك وفجاجة، فإن عمليات نقلها إلى ملف مكتوب بعناية ووضوح، أو إعادة كتابتها في مفكرة يومية بصيغ أدبية وجمالية، ستؤدي في النهاية إلى الحصول على نص معيش، يحتفظ بخاصيته اليومية، وتشظيه الدلالي، قبل تحويره أو تحريره النهائي، في صورة مذكرات أو تخييل روائي.

إن المشهد الأخير، لعشرات المنشغلين بهواتفهم وحواسيبهم، هو أكثر المشاهد الدالة في عالم اليوم على كتابة الذات المبعثرة على أماكن كتابتها: حافلة أجرة، ركن في مقهى، دكّة محتجَبة في حديقة، محطة قطار... التي تهيىء لقبول مفهوم الكتابة العاجلة في أدنى مستوياتها الأدبية. ولا أبعد من أن تنتظم نصوص المستقبل في خطابات متداخلة مع إيقاع اليوميات غير النظامي، ونسقها المسترسل في دفقات متقطعة، وكميات متفاوتة المعنى والاتصال الحقيقي بالحياة والعالم- توترات الذات المندغمة بفضائها الصِّفري- صِفر الكتابة.

وحتى يحين وقت الاعتراف بأحقية اليوميات في البقاء على هامش كتابة الذات العالية- المذكرات والسيرة والرحلات والرسائل والحوارات وما شابهها من نصوص مفتوحة- فقد يضيف الكُتاب والكاتبات آثاراً جديدة، متكررة من مختبرات كتابتهم الاعتيادية. واتصالاً بكل ذلك، لا أجد كتابتي اليومية مستثناة من هذه النزعات الذاتية، أُفرِغُ في أشكالها شظايا من حافظة هاتفي النقال، يوماً بعد يوم. والحال، فإني درجتُ على هذه العادة الكتابية منذ العام ٢٠٠٥، وكنت من قبل أدوّن يومياتي في دفاتر غير مؤرخة، قبل انتشار المفكرات اليومية التجارية، واعتمادها مدونات انتقالية، وحافظات نهائية ليوميات على قدر من السبك الأدبي والجمالي. وكثيراً ما أرجع لهذه المفكرات لانتزاع الأصول السردية من تسلسلها اليومي المتقطع والمقصي وراء حجاب النفس، وأعيدها إلى نسقها السردي الاعتيادي- جنسها القاعدي- الذي شردت منه. وبالنظر إلى حساسية تلك الشوارد من اليوميات- شوارد المرض والضجر والاحباط/ أو نوازع الجنس والرسم والتجوال- فقد أؤجل دوماً إظهار تلك الآثار اليومية للعيان، ما لم تنتظم في مخططات أدبية كاملة الأركان، أو "سكيتشات" قابلة للتطوير؛ ومن غير هذا التطوير فإن الأشكال النسقية الأولى لليوميات تأبى إلا أن تتشبه بتعبيرات "الانبثاق من القاع" حسب تسمية الكاتبة أناييس نن لأنواع من كتاباتها.

ظلت نوازعي اليومية حبيسة المفكرات التسع عشرة (أهديتُ منها اثنتين لمتحف الأدباء في بغداد) أرجع إليها لتبوبيبها في مخططات وفهارس طويلة الأمد- معترفاً بهوسي الحميم غير المبرر. وعلى سبيل المثال أبيح هذه "اليومية" من تبويبات الصفحة الأولى من مفكرة العام ، تحت عنوان_ يوميات مفترضة:

"حلم من العام السابق: الزوجات الجميلات، ثيابهن الزاهية، وعلى الجانب الآخر تتجمع القمامة في الشوارع الخلفية.

قطار 1979: بريد حزبيّ، محطات متشابهة.

بستان 1955: ظهيرة حارة، حُفر قبور دارسة.

مهد 1942: تنويمات.

دفتر يوميات قديم: حطام كأس، السوق في عيد الأضحى".

أما على الصفحة الأخيرة من مفكرة السنة تلك، فقد دوّنتُ حلم آخر العام تحت عنوان (نملة المقبرة) وهو الحلم الذي سيأخذ تسلسله في كتاب (أحلام باصورا). ومن الواضح لي اليوم، أن كتاب (الأحلام) الصادر عن دار الجمل في العام ٢٠١٦، كان قد تجمعت أجزاؤه من أوقات الكتابة غير المنتظمة لأضغاث النوم وأحلام اليقظة وأرجاع الذاكرة. وكانت قيمته الأولى تتجلى في تشكله من تدوينات يومية.

وعموماً، لماذا يمسك الكُتاب دفتر يوميات؟ الخوف من المواجهة، الفشل العاطفي، الوصول إلى مفترق طريق، العجز عن اتخاذ قرار، تفادي الانتحار، التردد في إنجاز أثر أدبي كامل؟ والسبب الأخير، مؤكد في تحليل "ديدياي": "إن كاتب اليوميات وهو يكتب عجزه عن الكتابة، يكون قد كتبَ على الأقلّ كيفما كان أثراً: هو يومياته". لكن هناك من يعتقد بتمثيل اليوميات لمرحلة "رحمية" تسبق الولادة، ولادة الأثر الأدبي.

***********************************************

سفينة نيرودا .. بين السياسة وإعادة إنتاج التاريخ

فرح غارس عدنان*

تعد إيزابيل الليندي، واحدة من أبرز الروائيات في أدب أمريكا اللاتينية، والتي عُرفت بقدرتها الفريدة على المزج بين التاريخ والخيال، وإضفاء بعدٍ إنساني عميق على الأحداث الكبرى. إذ لم تكن أعمالها مجرد سرد للحكايات، بل إعادة إحياء للذاكرة الجماعية، حيث تتشابك السياسة مع مصائر الأفراد، والواقع بالخيال، في نسيج أدبي ينبض بالحياة والأنسانية. وفي روايتها "سفينة نيرودا" تعيد الليندي تسليط الضوء على حدث تاريخي مهم، وهو هجرة اللاجئين الإسبان إلى تشيلي عام 1939، عبر السفينة (وينيبغ) التي نظمها الشاعر بابلو نيرودا. لكن الرواية ليست مجرد تأريخ لهذا الحدث، بل استكشاف لمصائر الشخصيات التي حملتها السفينة، وتجسيد لكيفية تشابك السياسة مع قدر الإنسان. ومن خلال هذا السرد، تطرح الليندي تساؤلات جوهرية حول تكرار التاريخ، والمنفى، والهوية، مما يجعل الرواية شهادة أدبية تتجاوز زمن وقوعها، لتلامس قضايا معاصرة لا تزال حاضرة حتى اليوم.

السياسة أداة توجيهية في الرواية

تُوظّف إيزابيل الليندي في "سفينة نيرودا" السياسة كعنصر محوري يوجه مسار الشخصيات ويعيد تشكيل مصائرهم، حيث تتشابك الأحداث الفردية مع التغيرات السياسية الكبرى. الرواية لا تقتصر على كونها سرداً لأحداث تاريخية، بل تستخدم السياسة كأداة لتوضيح تأثير السلطة والصراعات الإيديولوجية على الأفراد والمجتمعات، مما يمنح السرد بعداً نقدياً وتحليلياً يعكس تعقيدات الواقع.

السياسة هي المحرّك الأساسي للأحداث

تبدأ الرواية من سياق سياسي واضح: الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) وما تبعها من قمع وفرار آلاف الإسبان إلى المنفى. القرار السياسي الذي اتخذه الشاعر بابلو نيرودا، بتنظيم رحلة السفينة وينيبغ لنقل اللاجئين إلى تشيلي، يُمثّل نقطة انطلاق الرواية، حيث تتحول الهجرة القسرية إلى تجربة إنسانية تعكس التداعيات القاسية للقرارات السياسية على الأفراد. فيجد أبطال الرواية أنفسهم عالقين بين الإيديولوجيات المتصارعة، حيث لا يكون المنفى مجرد انتقال مكاني، بل تجربة سياسية تفرض إعادة تشكيل الهوية والانتماء. اما المسافرون على السفينة فليسوا مجرد لاجئين، بل هم ضحايا لصراعات سياسية فُرِضت عليهم حياة جديدة لم يكن مخطط لها، بل لم يكونوا مستعدين لها.

كما تُظهِر الرواية تأثير السياسة في تشكيل الشخصيات وتوجيه أفعالهم، حيث يتحوّل الانتماء الإيديولوجي إلى عنصر محدِّد لمصائر الأفراد. فهؤلاء اللاجئين القادمين من إسبانيا يحملون معهم آمالاً ثورية، لكنهم يصطدمون بواقع سياسي جديد في تشيلي، حيث يواجهون تحديات التكيف مع مجتمع له سياقه السياسي المختلف. كما أن شخصية نيرودا نفسها تُقدم من منظور مزدوج؛ فهو ليس فقط الشاعر الرومانسي الذي أنقذ اللاجئين، بل هو أيضاً شخصية سياسية ذات تناقضات كثيرة، حيث تُسلّط الرواية الضوء على تعقيدات دوره السياسي، مما يجعل السياسة ليست مجرد إطار للأحداث، بل عنصراً يؤثر على الأبطال أنفسهم. كما تعكس الرواية كيف أن السلطة السياسية هي التي تحدد من يُمنَح حق البقاء، ومن يُجبر على الرحيل. والمنفى في الرواية ليس مجرد نتيجة للحرب، بل هو سياسة ممنهجة تُعيد توزيع البشر وفق مصالح القوى الحاكمة. اللاجئون الذين استقبلتهم تشيلي في البداية بحفاوة، وجدوا أنفسهم لاحقاً في مواجهة تحديات سياسية جديدة، خاصة مع التحولات التي شهدتها البلاد لاحقاً، مثل انقلاب بينوشيه في السبعينيات.

هذا الاستخدام للمنفى في الرواية جعل السياسة ليست مجرد خلفية للأحداث، بل عاملاً مستمراً يدفع الشخصيات لاتخاذ قرارات مصيرية. من هنا، تتحوّل الهجرة إلى تجربة سياسية بامتياز، حيث يكتشف اللاجئون أن نجاتهم من القمع لا تعني نهاية الصراع، بل بداية مواجهة سياسية جديدة في وطنهم الجديد. ولا تتوقف الرواية عند عرض تأثير السياسة على الشخصيات، بل توجه نقداً واضحاً للأنظمة القمعية، سواء في إسبانيا الفرانكوية أو في تشيلي لاحقاً. تُبرز الليندي كيف أن السلطة السياسية ليست مجرد أداة حكم، بل هي قوة تُعيد تشكيل التاريخ والذاكرة الجمعية، وتحدد من يمكن ان نعده "بطلاً" ومن يمكن ان يُعد "خائناً". كما تكشف الرواية التناقضات في تعامل الدول مع اللاجئين؛ ففي لحظة ما، يكونون موضع ترحيب لأسباب سياسية، ثم يتحوّلون لاحقاً إلى عبء يُراد التخلص منه. هذا النقد يُظهِر كيف أن السياسة ليست فقط أداة حكم، بل هي أداة تُعيد تشكيل صورة الشعوب أمام نفسها وأمام الآخرين. وعبر كل هذا يتحول التاريخ  إلى أداة نقدية، حيث يتم تسليط الضوء على تناقضات المجتمع، بحيث يصبح السرد التاريخي في سفينة نيرودا وسيلة لتأمل الحاضر بعيون الماضي، وإعادة تقييم الروايات السائدة عن الهجرة والمنفى. ولكن من المهم ادراك ان الرواية لا تقتصر على سرد الحدث التاريخي بشكل دقيق، بل تستعين بالخيال الأدبي لملء الفجوات وتقديم منظور جديد للأحداث، إذ تمنح الليندي القارئ فرصة لرؤية التاريخ من زاوية إنسانية، حيث تركز على معاناة اللاجئين، والمصائر غير المتوقعة التي قادتهم إلى الرحلة، والتحديات التي واجهوها في وطنهم الجديد. كما تُظهر الرواية كيف أن الأحداث الكبرى، مثل الحروب والثورات، لا تؤثر فقط على القادة وصناع القرار، بل تمتد إلى الأفراد العاديين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على إعادة تعريف هوياتهم في أماكن جديدة. وهنا يتحول التاريخ إلى تجربة شخصية، تعكس صراعات الفرد مع المصير والاغتراب.

التاريخ يعيد انتاج نفسه، لكن إلى متى؟

تفتح سفينة نيرودا باب التساؤل حول تكرار التاريخ، حيث تعكس مصائر شخصياتها دورات متكررة من النفي، القمع، وإعادة تشكيل الهوية. فمن الحرب الأهلية الإسبانية إلى التحولات السياسية في تشيلي، كما لو ان الإنسان محكوم بإعادة ارتكاب أخطاء الماضي، وكأن التاريخ دائرة مغلقة لا مفر منها. لكن الرواية لا تكتفي برصد هذا التكرار، بل تدفع القارئ للتساؤل: إلى متى سيظل التاريخ يعيد نفسه؟ وهل يمكن كسره؟ في جوهرها، تقترح الرواية أن الحل لا يكمن فقط في استذكار الماضي، بل في إعادة قراءته بوعي نقدي ذكي، وفهم أسبابه العميقة لمنع تكراره. إن هذه الرواية ليست مجرد قصة عن اللاجئين والمنفى، بل دعوة للتأمل في مسؤولية الأفراد والمجتمعات في كسر دوامة التكرار، وخلق مستقبل مختلف عن الماضي بخيباته والذي يُعاد إنتاجه مراراً. بحيث تساعدنا الرواية على محاولة استعادة الماضي، لكن بتأمل عميق للحاضر.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتبة وناقدة من الموصل.

*************************************************

الصفحة الثانية عشر

قف.. مرثية إلى الوجدان

عبد المنعم الأعسم

ما يشبه زلة اللسان، سخر سياسي تزايد ظهوره، مؤخرا، على الشاشات، من الاحتكام إلى الضمير، أو الأخلاق، حين يتعلق الأمر بإدارة الأزمات العامة في البلاد، قائلا: "في السياسة لا مكان للضمير" وكان مترنيخ، مهندس الصفقات اللاأخلاقية التي تتم من وراء الظهور، في القرن التاسع عشر، قد أبلغ تجمعا للأخلاقيين الأوربيين القول: لا تشغلوا أنفسكم.. نحن لا نستخدم ضمائرنا عندما يتعلق الأمر بالحلول الوسط، بل لا نستخدمها في أغلب الاحيان".. وحينها انهالت على اللاأخلاقي النمساوي سلال من البطاطا المتعفنة، وسيكون الأمر في غاية الوضوح، وبمثابة فضيحة، حين نتذكر أن الضمير، في تعريفه المدرسي هو الوجدان، والحال فإن السياسي العراقي الذي أبطل الاحتكام إلى الضمير كان (وأصحابه القابضين على دفة القارب) تحت حكم التعريف المدرسي أعلاه.

اللافت أن الحديث عن الضمير والأخلاق جاء تعليقا على عودة رئيس وزراء سابق (جدَلي) إلى الساحة السياسية، بالثروة (وليس السمعة) التي يلوّح بها للانتخابات القادمة، مع حزمة وسخة من المعلومات عن محاولات "تهذيب" فضيحة القرن، وردّ الاعتبار إلى فرسان الفضيحة ببوس اللحى.. ولا نسأل عن مصير الوجدان الذي يوخز اصحابه إن وُجد.

*قالوا:

"من لا يؤدبه الضمير، تؤدبه الحياة".

نجيب محفوظ

****************************************************

«البيئة المسلية» كتاب يقلب الحقائق البيئية رأسا على عقب!

متابعة – طريق الشعب

عن "دار الفجر" للنشر والتوزيع في القاهرة صدر حديثا كتاب بعنوان "البيئة المسلية" للكاتب العراقي المغترب ماجد الخطيب.

يستخدم المؤلف في كتابه الحقائق البيئية "المسلية"، ليذكر الناس بضرورة حماية البيئة وهم يؤدون أعمالهم اليومية.

وكتب الناشر على الغلاف الأخير للكتاب: يسترجع الكاتب ماجد الخطيب في كتابه "البيئة المسلية" من ذاكرته أحد أجمل الكتب العلمية المسلية التي صدرت في السبعينيات في موسكو، والمعنون "الفيزياء المسلية" للبروفيسور ياكوف بيرلمان. وهو كتاب لا يزال يطبع ويوزع بنجاح منذ أكثر من قرن.

يتوزع كتاب الخطيب على ثمانية فصول تُغطي أكثر من 300 صفحة من القطع الكبير. ويعرّف الفصل الأول بـ "الميزان البيئي" ويتناول بالأرقام والحقائق البيئية المسلية والمثيرة مشكلات الضجيج والبلاستيك ودور السيارة والبشر والكومبيوتر في تلويث البيئة، فضلا عن الحلول المطروحة لتنقية بيئة الكوكب.

ومما يذكره أنه منذ أن ادخل العلماء "الميزان البيئي" في تقييم مدى بيئية الأشياء والمواد والبضائع، انقلبت الحقائق رأساً على عقب، مبينا أن الميزان البيئي، أو الوزن الحقيقي للأشياء، يقول ان الوزن الحقيقي للكومبيوتر (وحش البيئة) هو طنان وليس كيلوغرامين، ووزن الشريحة الإلكترونية ليس غرامين، إنما 36 كيلوغراما. والرقمان يعنيان مجموع المواد والطاقة التي دخلت في صناعة الشريحة والكومبيوتر.

ويذكر أيضا أن الميزان البيئي للبلاستيك أرحم من بنطلون الجينز، عكس ما يتوقعه الناس، لأن البنطلون يستهلك 8 آلاف لتر ماء إلى أن يُلبس! وان كل 200 سؤال توجّه إلى محرك البحث "غوغل" تعادل الطاقة الكهربائية والحرارية المستخدمة في كي قميص واحد!

ويحتوي الكتاب على الكثير جدا من تلك الحقائق والأرقام المسلية للصغير والكبير.

*********************************************

موسيقى ايزيدية وكاكائية في سنجار

متابعة – طريق الشعب

ضيّف "بيت التعايش" في سنجار، أول أمس الأحد، حفلا موسيقيا لفنانين من المكونين الايزيدي والكاكائي، حضره جمع من مثقفي المدينة وأهاليها الآخرين، إضافة إلى زائرين من حلبجة وكركوك.

أحيت الحفل "فرقة هامراز" الكاكائية و"فرقة معهد ميرزو" الايزيدية. حيث قدم الفنانون مقطوعات موسيقية وأغنيات من التراثين الايزيدي والكاكائي، عكست الروابط الثقافية المشتركة بين المكونين، لا سيما انهما يتقاسمان عادات وتقاليد تراثية متشابهة.

في حديث صحفي، قال عضو الفرقة فلاح حسن، أن الألوان الموسيقية الايزيدية والكاكائية متقاربة جدا، وحتى العادات والتقاليد بين المكونين فيها كثير من التقارب.

وأوضح انهم قدموا في الحفل مزيجا موسيقيا لتراثي المكونين. وأضاف انهم يهدفون إلى نشر رسائل سلام بين جميع المكونات العراقية، من خلال الموسيقى والغناء.

وأشار حسن إلى ان الموسيقى فن عالمي راقٍ، وعلى الجميع إدراك أهميتها في تعزيز التواصل بين الشعوب.

من جانبه قال رئيس "بيت التعايش" ميرزا دنائي، أن الموسيقى لغة مشتركة بين جميع الشعوب، وانها عابرة للطائفية والقومية، وجامعة للإنسانية بمختلف انتماءاتها، مؤكدا أن "الشعوب التي تحب الموسيقى لا تموت. ولهذا قمنا بتنظيم هذه الفعالية. فمدينة سنجار بحاجة إلى مثل هذه الفعاليات لتعزيز تفاعلها مع الثقافات الأخرى وتبادل الخبرات معها".

إلى ذلك، ذكر الناشط المدني رجب الكاكائي، أن "التقارب الثقافي بين الايزيديين والكاكائيين، عريق جداً. ومن الناحية الروحية هناك مشتركات كثيرة بينهما. وقد عززنا اليوم هذه المشتركات من خلال التقارب الموسيقي التراثي".

ونوّه إلى أن "جذورنا واحدة تعود إلى آلاف السنين. ونحن بصدد تنظيم المزيد من الفعاليات المشتركة مستقبلا".

جدير بالذكر، أن "بيت التعايش" هو منظمة مدنية متعددة الوظائف، تعمل على تعزيز السلام والتعايش السلمي عبر أنشطة ثقافية وتعليمية. وقد تم تأسيسه عام 2019.

********************************************

تحت طامّّة الإهمال المطر يطيح بأجزاء من {خان دلّه} التاريخي

متابعة – طريق الشعب

تعرّض "خان دلة" التاريخي، أحد أقدم وأجمل خانات بغداد، إلى انهيار مجموعة من حجراته وأروقته نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة ليلة السبت الماضي.

ويُعد هذا الخان من المعالم التراثية المهمة في بغداد، ويأتي ثانيًا بعد "خان مرجان" من حيث الأهمية التاريخية. إذ يعود تاريخه إلى العهد العثماني وكان يُستخدم كمركز للتجارة ومكان سكن لزائري المدينة.

وكثيرا ما يحذر اختصاصيون في الآثار والتراث، من خطورة إهمال المباني التاريخية وعدم إدامتها وصيانتها، إلا أن السلطات المعنية لا تولي الاهتمام الكافي لتلك الشواخص، الأمر الذي يتسبب في تضرر عدد غير قليل منها، إلى جانب تعرض الكثير منها للتجاوزات.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، طالب آثاريون ومثقفون ومواطنون، بالإسراع في ترميم ما تبقى من "خان دلة" قبل فوات الأوان، مشددين على أهمية حماية المعالم التاريخية وصيانتها دوريا.

**********************************************

يوميات

  • دعا الاتحاد العام للأدباء والكتاب إلى حضور فعاليات اختتام أسبوعه الأدبي الثالث، مساء هذا اليوم الثلاثاء على قاعة الجواهري في مقره ببغداد.

وكان مقررا أن تُختتم الفعاليات يوم السبت الماضي، لكنها أُجلت بسبب سوء الأحوال الجوية.

وستُكرّس فعاليات اليوم الأخير، للاحتفاء باليوم العالمي للمرأة. وستنطلق بحفل موسيقي لفرقة بغداد النسوية بقيادة شهد السماوي، يبدأ في الساعة الثامنة مساء. تعقبه في الثامنة والنصف قراءات شعرية لعدد من الشاعرات، وبعدها مسابقة أدبية تنطلق في الساعة العاشرة مساء.

  • يقيم المنتدى الثقافي العربي في لندن، الجمعة المقبلة، أمسية نقدية افتراضية حول رواية "الدولفين" للكاتب الراحل عدنان منشد، يشارك فيها الناقد فاضل ثامر والناقدة د. نادية هناوي والشاعر فاضل السلطاني. فيما يديرها الأديب د. عامر الصفار.

تُبث الأمسية على منصة "زووم" في الساعة 6 مساء بتوقيت لندن و9 مساء بتوقيت بغداد، وذلك على العنوان:

Meeting Id: 861 1161 1411

Passcode: 067367

*********************************************

ليس مجرّد كلام.. انّها كلّ شيء ..

عبد السادة البصري

قبل أيام أطلَّ علينا عيدها

تلك التي أعطت وما زالت تعطي بلا مقابل ، منذ فجر الخليقة وليوم الناس هذا !

لولاها لما كنّا موجودين في هذه الحياة أبداً.

منبع الحنان والمحبّة هي، والحضن الدافئ في كل زمانٍ ومكان.

أتساءلُ : كيف يحيا المرء بلا أمٍ ، أو بلا حضنٍ يأوي إليه كلمّا داهمته الخطوب، وضاقت به المسافات؟

كيف تكون الحياة بلا حبيبةٍ ؟! بالتأكيد ستغدو داكنة الظلمة، تخيّم على فضائها الوحدة والهموم والبؤس !

إنها الجدّة التي نغفو على حكاياتها عند الموقد في ليالي الشتاء، والأم التي ترضعنا الحنان والوفاء والطيبة والمحبّة، والزوجة التي تشاركنا الحياة بحلوها ومرّها ، وتهدينا فلذّات أكبادنا، والحبيبة التي تلهمنا القصائد والخواطر والقصص، والبنت التي تحيل حياتنا سعادة وفرح ، والأخت التي تحنو علينا ، والخالة التي تواسينا كأم ، والعمّة ، والصديقة ، والزميلة ، و..و..و..!

إنها كل شيء جميل في الحياة.

وما يوم الثامن من آذار الذي نحتفل به كعيد لها ، إلاّ تعبير عن الجميل والوفاء لها ، فمنذ اليوم الذي وقفت فيه المرأة العاملة في معمل النسيج بنيويورك مطالبة بحقوقها المغتصبة، ومضحيّة بكل غالٍ ونفيس من أجل حريتها وكرامتها وعزّتها قبل أكثر من قرنين ، ونحن نستذكر تلك المرأة ــ الجنس اللطيف ــ التي اختارها الخالق لتكون شريكاً لنا في الحياة !

يقول الروائي كاميليو خوزيه ثيلا : النساء أرسخ قدماً في الأرض من الرجال ، وحسهنّ العام أقوى.

وبمقولته هذه يؤكد وجودها الحتمي في كل محفلٍ ومشغلٍ ومكان !!

إنها الأرض الخصبة ، والعنفوان الذي امتزج بشموخ الرجل وكبريائه، لينبت زرعاً وثمراً ويملأ الدنيا حكايات وقصص .

إنها المرأة وكفى !!

المرأة التي ناضلت ، وكافحت ، وصمدت أمام أعتى الأعاصير والأنظمة الفاشية الاستبدادية ، لتحطّم قضبان السجون ، وتهزّ عروش الطغاة ، وتمرّغ أنوف الجلادين  في وحل العار والهزيمة.

وما موقف المرأة العراقية في انتفاضة تشرين قبل بضع سنوات إلاّ دليل كبير على دورها الأساسي في صنع الانتصارات ، وانتزاع الحق والحرية من بين قبضة الجلادين .

المرأة العراقية اليوم وبكل فئاتها العمرية ، ومستواها الثقافي والفكري ، ومكانتها العلمية والمجتمعية وقفت إلى جانب أخوتها في ساحات الشرف وخيم الاعتصام مطالبة بالإصلاح وفضح الفاسدين ومحاربة الفساد والمحاصصة والطائفية ، من أجل بناء وطن حرٍ سعيد تسوده العدالة والمحبة والوئام ونكران الذات.

المرأة التي رفعت راية العراق عاليا، واختنقت بدخان مسيّل الدموع وبالغازات، وقدّمت روحها قربانا من اجل الوطن  .. نحتفل بيومها كل سنة، فهي امتداد لكل النساء المناضلات اللواتي ذكرهنَّ التاريخ منذ عصور ما قبل الميلاد ولحد هذه الساعة.

لعيدها نكتب الأشعار وننشد الأغاني ونرفع الزينة ونهديها الورود وأكاليل الغار والنرجس ونقول لها : أنتِ كل شيء في حياتنا ، كل آذار وأنت بألف خير !

****************************************************

تحت طامّّة الإهمال المطر يطيح بأجزاء من {خان دلّه} التاريخي

متابعة – طريق الشعب

تعرّض "خان دلة" التاريخي، أحد أقدم وأجمل خانات بغداد، إلى انهيار مجموعة من حجراته وأروقته نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة ليلة السبت الماضي.

ويُعد هذا الخان من المعالم التراثية المهمة في بغداد، ويأتي ثانيًا بعد "خان مرجان" من حيث الأهمية التاريخية. إذ يعود تاريخه إلى العهد العثماني وكان يُستخدم كمركز للتجارة ومكان سكن لزائري المدينة.

وكثيرا ما يحذر اختصاصيون في الآثار والتراث، من خطورة إهمال المباني التاريخية وعدم إدامتها وصيانتها، إلا أن السلطات المعنية لا تولي الاهتمام الكافي لتلك الشواخص، الأمر الذي يتسبب في تضرر عدد غير قليل منها، إلى جانب تعرض الكثير منها للتجاوزات.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، طالب آثاريون ومثقفون ومواطنون، بالإسراع في ترميم ما تبقى من "خان دلة" قبل فوات الأوان، مشددين على أهمية حماية المعالم التاريخية وصيانتها دوريا.