الصفحة الأولى
رائد فهمي: مواجهة الضغوط الخارجية مرهونة بتغيير {المنظومة الهشة} وانتزاع البلد من قوى المحاصصة
بغداد ـ بسام عبد الرزاق
ينشغل العراق كثيرا في التشديد على الجمع بين علاقات جيدة ومتوازنة مع إيران وفي الوقت نفسه مع امريكا، وهو ما تراه الحكومة العراقية وقسم غير قليل من القوى المتنفذة، انه قد يساعد في تقريب وجهات النظر على الصعيد الإقليمي والدولي في عدد من القضايا.
وهذا الانشغال، يتزامن مع رغبة واشنطن في فرض سياسات الضغط الاقصى وتشديد العقوبات على طهران، وهي رغبة لا تضع بغداد خارج هذه الحسابات، بل قد تكون الخسائر التي يتحملها العراق أشد تأثيرا في ظل الانقسامات الداخلية واستمرار تعامل القوى المتنفذة مع الدولة باعتبارها غنيمة، على الرغم من المؤشرات الواضحة باحتمالية استهداف العراق أمنيا واقتصاديا، وهو ما يؤكده أبرز الفاعلين سياسيا. وفي مقدمتهم وزير الخارجية العراقي.
تحولات المنطقة وأثرها على العراق
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، قال ان ما تشهده المنطقة والشرق الأوسط عموما، يعكس مخططات –غير خافية – تقف خلفها الولايات المتحدة وإسرائيل، ولأجل تجنيب العراق تداعياتها، لابد من احداث تغيير حقيقي على مستوى بنية النظام السياسي.
ووضع فهمي تصورات واسعة، عن هذا المشهد في تصريح خص به "طريق الشعب"، مشيرا الى ان "المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، شهدت تطورات خطيرة خلال الفترة الماضية، خاصة الأشهر الأخيرة، وخصوصا بعد الهجوم الإسرائيلي الصهيوني على غزة، ومن ثم على لبنان وأخيرا على سوريا"، مبينا ان "هذه الاحداث الكبيرة تعكس مخططات أعلن عنها نتنياهو ولم تخفِها الإدارة الامريكية الحالية بقيادة ترامب، هي لإحداث تغييرات سياسية عميقة على صعيد الشرق الأوسط وعلى صعيد المنطقة. ونتنياهو يتحدث عن تغيير المشهد السياسي بالمنطقة في حين يتحدث ترامب، أيضا، عن شرق أوسط جديد. وهذه المخططات وما حققته الى الآن من تغييرات عميقة لها ارتدادات كبيرة على كل الأصعدة، لا بد من أن تكون لها تداعيات على الوضع في العراق، خاصة في ضوء التطورات التي حدثت في سوريا".
التماسك الوطني والتغيير السياسي
وأوضح فهمي، أنه "لأجل ان يتمكن العراق من مواجهة هذه الضغوط والتعامل معها بما يحفظ مصلحة العراق وطنا وشعبا، لابد ان تكون هناك حكومة ونظام ودولة متماسكة، وذات قاعدة شعبية واسعة تحظى بالتفاف شعبي، فضلا عن توافق واسع ما بين قوى الشعب الوطنية للتعامل مع هذه التحديات، ولذلك أصبحت موضوعة التغيير في ضوء العوامل الداخلية والخارجية على جدول الاعمال، لأجل ان يتمكن العراق من تحقيق أهدافه ومصالحه"، لافتا الى انه "لا بد من تحقيق التماسك الوطني، وهذا التماسك لا يتحقق من دون احداث تغييرات في واقع السياسة العراقية، وفي طبيعة المنظومة السياسية".
دولة ضعيفة ومترهلة!
وبيّن سكرتير الشيوعي العراقي، أن "نهج المحاصصة يقف عائقا أمام بناء دولة قوية بشرعيتها وقوية بمؤسساتها وقوية بقدرتها في الحفاظ على قرارها الوطني المستقل والدفاع عن سيادتها، فقد لاحظنا من خلال تجربة السنوات الماضية أن نهج المحاصصة أدى الى ان تكون الدولة ضعيفة ومترهلة وينخرها الفساد في كل مفاصلها، وكذلك نلاحظ ان قدرتها على ان تتخذ قرارات سيادية موحدة صعبة جدا بسبب الانقسامات داخل بنية الدولة، نتيجة لنهج المحاصصة والتعامل مع الدولة كغنيمة وليس التعامل معها على أساس انها مؤسسة وطنية تخدم المصلحة العامة".
وتابع قائلا، انه "من اجل ان يكون هناك بلد قادر على ان يواجه هذه التحديات، وان يؤمّن متطلبات استقراره الداخلي وعملية الإعمار وحسن إدارة المال العام، لاسيما ان مخاطر الضغوط الخارجية ستكون ذات طابع مالي واقتصادي، إضافة الى الجوانب السياسية والأمنية، فلا بد من الشروع بها والعمل بشكل جدي لإحداث التغييرات التي سبق ان طرحتها القوى السياسية، ومن ضمنها الحزب الشيوعي، ومنذ سنوات طويلة، إذ ان التغيير ضروري للخلاص من الازمة القائمة في بنية النظام السياسي وفي بنية العملية السياسية".
وأكد فهمي، ان "التغييرات اليوم، أصبحت ملحة نتيجة الأوضاع المضطربة إقليميا وأيضا التغييرات العالمية، فحالة درجة عدم اليقين وعدم الوضوح في المنطقة مرتفعة جدا، والضغوطات الخارجية باتت معلنة وستتخذ اشكالا مختلفة، فيما يتسم الوضع الداخلي العراقي بالكثير من الهشاشة، واذا لم تتم معالجة هذه الهشاشة فالتداعيات ستكون سلبية وصعبة على الشعب عموما والدولة ككل".
تعويل خاطئ وثغرة في التوازنات!
وأشار فهمي الى انه "من جانب اخر ينبغي أيضا ان نحذر من التعويل على التغيير الخارجي، فهو خاطئ، وهذا ما أكدته تجربتنا: ان أي تغيير خارجي يأتي وفق أجندة الجهات التي تعمل على هذا التغيير، ويخضع الى متطلباتها ومصالحها، التي لا تلتقي بالضرورة مع مصالح شعبنا. لكن هذه الضغوطات الخارجية في جانب منها تفرض حالة من توازن القوى - منطقيا - على صعيد المنطقة وربما على الصعيد العراقي، أي ان موازين القوى تشهد تغييرات حقيقية، وبعضها قد يفتح المجال للقوى الوطنية والديمقراطية والمدنية اذا ما عززت صفوفها ووحدت قواها وبلورت مشروعها الوطني للتغيير وبصورة قابلة للتحقيق، واستطاعت ان تمد جسورا واسعة وكبيرة مع المواطنين بمختلف فئاتهم وتحويل حالة الاستياء والتذمر الموجودة في اقسام واسعة من الشعب، نتيجة معاناتهم من الظروف الاقتصادية وتطلعهم الى التغيير الذي يهدف الى العيش الكريم، وتحويل كل ذلك الى فعل سياسي إيجابي، ويمكن مستقبلا ان يكون للتداعيات اثر على الصعيد الانتخابي، ورفع مستوى المطالبة الشعبية باتجاه عملية التغيير، فلا نجد هناك طريقا آخر غير طريق النهج الوطني وحشد القوى الوطنية والديمقراطية والشعبية بشكل عام حول هكذا مشروع، لأجل ان يتمكن العراق من ان يخوض بسلام في هذا البحر المتلاطم خلال الفترة القادمة، وان يصل الى بر الأمان، ويضع نفسه على طريق التقدم والاستقرار والاعمار".
ونوه فهمي الى ان "هذا الأمر مرهون _ الى حد كبير _ بان يدرك شعبنا ويغادر حالة الترقب وينتقل الى ساحة الفعل، وقد يكون على صعيد الفعل السياسي والاجتماعي والانتخابي من خلال المشاركة الواسعة".
تجنب المواجهة والمجابهة
من جانبه، قال الخبير الأمني، فاضل أبو رغيف، ان "العراق يتطور بشكل ملحوظ إزاء القضايا المصيرية، لاسيما التي تتعلق بتجنيب البلد المواجهة والمجابهة بين الولايات المتحدة الامريكية وبين فصائل محددة بعينها وبين جماعات وافراد من جهة أخرى".
وقال أبو رغيف لـ"طريق الشعب" ان "العراق بات يحتل مرتبة الصدارة دائما في الأخبار المثيرة للجدل، واعتقد ان قوى السلطة تدرك خطورة المشهد والوضع، وتسعى لتجنب ويلات وعقوبات محتملة.
عقوبات "كلاسيكية"!
وأضاف ابو رغيف، ان "الولايات المتحدة لن تلجأ الى الطرق الكلاسيكية في توجيه ضربات لاستهداف اشخاص، بل ستلجأ الى استنساخ تجربة تسعينات القرن الماضي"، في إشارة الى الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة على العراق ابان النظام السابق.
وأكمل أبو رغيف، ان "على العراق ان يحقق توازنا في علاقته مع ايران من جهة ومع الولايات المتحدة من جهة أخرى بما يحفظ امن وسلامة البلاد من التعرض لأي شدة خارجية سواء كانت اقتصادية او أخرى تؤدي الى عنف وضربات".
******************************************
راصد الطريق.. هكذا يتصارع المتحاصصون في التربية!
حسب عضو لجنة التربية البرلمانية حيدر شمخي، يكمن أبرز مشاكل وزارة التربية في صراع الأحزاب داخلها. فالمحاصصة لم تعد تقتصر على المناصب العليا في الوزارة، بل صارت تشمل مناصب مديري المدارس، في إطار السعي لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية.
تصريحات النائب تعيد تسليط الضوء على الواقع المر: الوزارة الأهم، التي يُفترض أنها حجر الأساس لأيّ نهضة تعليمية وتنموية في البلاد، أصبحت رهينة بيد قوى المحاصصة، التي لا تتردد في التضحية بمصالح المواطنين لأجل ترسيخ نفوذها.
لقد جعلت سياسات هذه القوى من كل شيء غنيمة، وهي لن تتوقف عن الاستحواذ والتمدد ما دام الصمت سيد الموقف، وما دام هناك رضوخ لعبثها بمستقبل الأجيال.
إلى متى تبقى المدارس ميدانا لتقاسم النفوذ بين الأحزاب؟! هل بات مستقبل الطلبة مرهونًا باتفاقات سياسية ومساومات انتخابية؟! وزارة التربية لم تعد اذن تعاني من ضعف التخطيط فقط، بل غدت ميدانا لتقاسم الغنائم، وكأن التعليم رفاهية يمكن العبث بها!
جريمة بحق الأجيال القادمة هو الصمت على هذه المهزلة، وحريّ بالمجتمع أن يدرك أن استمرارالمحاصصة في التربية، يعني استمرار الانهيار المعرفي والعلمي لعقود قادمة.
***********************************************
موظفو شركة الحفر يتظاهرون مجدداً منددين بالتهميش
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت محافظات عدة استمرار التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، تنديدًا بالتهميش والإجحاف بالحقوق، والمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين اليومية.
من البصرة إلى كركوك مرورًا ببابل، خرج المواطنون إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من سياسات تهميش فئات كبيرة من المجتمع.
*********************************************
الصفحة الثانية
التجارة تدرس فرض قيود على استيراد السيارات
متابعة ـ طريق الشعب
أعلنت وزارة التجارة، امس الاثنين، عن دراسة فرض محددات على استيراد السيارات في العراق، في ظل الزيادة الكبيرة بأعداد المركبات وتأثيرها على الازدحام المروري والبنية التحتية.
وقال مدير عام الشركة العامة لاستيراد السيارات، هاشم السوداني، في تصريح صحفي، إن "عدد السيارات المستوردة والمسجلة سنوياً يصل إلى 200 ألف مركبة، فيما بلغ العدد الإجمالي للسيارات في العراق نحو 8 ملايين سيارة وفق إحصائيات عام 2024"، مشيراً إلى أن "الشوارع في العراق مصممة لاستيعاب 5 ملايين سيارة فقط، ما تسبب بزيادة الاختناقات المرورية".
وأضاف السوداني أن "عدم وجود قيود حقيقية على استيراد السيارات أدى إلى تكدس المركبات في الشوارع، خاصة مع إلغاء إجازة الاستيراد والاكتفاء بضوابط الجمارك والتقييس والسيطرة النوعية"، لافتاً إلى أن المجلس الوزاري للاقتصاد بدأ بتشكيل لجان لدراسة تحديد نوعيات وأعداد السيارات المستوردة.
وأكد السوداني أن "افتتاح الجسور والطرق الجديدة ضمن خطة الحكومة سيُسهم في تقليل الازدحامات، إلى جانب دراسة مقترحات مثل إعادة تسقيط السيارات القديمة وتعزيز النقل الجماعي"، مشدداً على ضرورة تحقيق توازن في أعداد السيارات للحفاظ على مرونة الحركة المرورية في البلاد.
*************************************************
الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية تطالب القمة العربية في القاهرة .. بموقف عربي موحد لدعم صمود الشعب الفلسطيني ورفض مخطط التهجير الصهيوني – الأمريكي
تعلن الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية إدانتها مجددا لإستمرار حرب الإبادة الجماعية لقوات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلـسطيني، وتوسيعها وتصعيدها في الضفة الغربية. كما تدين بشدة المخططات الأمريكية - الصهيونية لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم، وكذلك العدوان الصهيوني المستمر على سوريا ولبنان واحتلال أجزاء منهما، وما يحمله كل ذلك ويترتب عليه من مخاطر تمس أيضاً مصالح شعوب المنطقة العربية، ووحدة أراضيها وسيادة دولها الوطنية، وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وإنطلاقاَ من كل ذلك، تطالب أحزابنا الشيوعية، القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة المصرية يوم الرابع من آذار/ مارس، بالخروج بموقف عربي موحد، مصحوب بخطوات سياسية ملموسة، في مقدمتها:
1 - رفض كل مقترحات ومخططات تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن وغيرهما من البلدان، وضرورة مقاومة هذا المشروع الخطير، وتوفير كل مقومات ومتطلبات الدعم لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله البطولي، للحيلولة دون تمرير مخططات تهجير أي جزء منه عن أراضيه، ومن أجل ضمان حقوقه الانسانية ونيل حقوقه الوطنية.
هذا إلى جانب رفض ومقاومة المساعي الاسرائيلية لتصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، وتضافر الجهود من أجل حمايتها واستمرار تقديم خدماتها كافة.
2 - استخدام الدول العربية قواها ومكانتها وامكانياتها كافة (وخاصة البترول العربي - سبق استخدامه في حرب أكتوبر/ تشرين 1973 ونجح - وأيضاَ الاستثمارات الخليجية في دول الغرب وخاصة في أمريكا)، وإعلان فك العمل باتفاق "البترودلار" القاضي بحصر التعامل بالدولار الامريكي فقط لتسويق النفط، كواحدة من الخطوات الأولية للضغط من أجل وقف عدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني في أراضيه كافة، وكذلك من أجل وقف العدوان الصهيوني على الشعبين اللبناني والسوري واحتلال جزء من أراضيهما، ووضع حد للتهديدات الأمريكية - الاسرائيلية لأمن وسيادة بلداننا العربية، ومساعي فرض الإذعان والهيمنة عليها، والتطبيع بينها وبين كيان الاحتلال.
3 - مقاومة عدوان الاحتلال الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني والتصدي له، وإجباره على الانسحاب الفوري لقواته من كل قطاع غزة، وفك الحصار عنه وإدخال كل أنواع المساعدات له، وتأمين عودة النازحين لأماكن سكناهم، وإعادة إعماره. وكذلك بذل أقصى الجهود لمنع الاحتلال من العودة لإستئناف عدوانه أو توسعته وتصعيده على أي جزء من الشعب الفلسطيني.
4 - وقف التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، وإلغاء اتفاقات التطبيع معه، وتوسيع وتعزيز المقاطعة العربية الشاملة له، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، كحق كفلته الشرعية الدولية.
5 - وقف أية رهانات على المواقف والوعود الأمريكية، بإعتبار إداراتها شريكاَ للاحتلال الإسرائيلي ولمنظومته الصهيونية الفاشية في الإرهاب والعدوان على الشعب الفلسطيني والتنكر لحقوقه، وكذلك في العدوان على شعوب المنطقة العربية.
6 - دفع المجتمع الدولي (ممثلاَ بمجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظماتها) لتحمل مسؤولياته في إلتزام الاحتلال الصهيوني بالقوانين والمواثيق والقرارات الدولية، وفي المقدمة منها "اتفاقيات جنيف الرابعة لحماية المدنيين في المناطق المحتلة وفي أوقات الحرب والنزاعات المسلحة"، هذا إلى جانب دعم كل جهود ملاحقة ومحاسبة مجرمي الحرب الاسرائيليين. وكذلك تعزيز مكانة القضية الفلسطينية، بوصفها قضية تحرر وطني، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
7 - رفض وإدانة تصريحات مجرم الحرب نتنياهو بـ"وصاية إسرائيل" على الجنوب السوري، ومحاولاتها للتدخل بالشأن السوري وتقسيم أراضيه، مؤكدين على ضرورة الانسحاب الفوري وغير المشروط لقوات الاحتلال الصهيوني من جميع الأراضي السورية المحتلة، وعلى حق الشعب السوري بمقاومة هذا الاحتلال وعدوانه.
8 - إدانة استمرار العدوان الصهيوني على لبنان واحتلال جزء من أراضيه في الجنوب، والمطالبة بالانسحاب الفوري وغير المشروط لقوات الاحتلال الصهيوني من جميع أراضيه المحتلة، مؤكدين أيضاَ على الحق المشروع للشعب اللبناني بمقاومة الاحتلال وتحرير أراضيه حتى الحدود الدولية وفق اتفاق الهدنة.
9 - تبني قرارات واتخاذ خطوات ملموسة لردع الإدارة الأمريكية عن الاستهتار باستقلال وسيادة البلدان العربية، والتدخل في شؤونها الداخلية، وممارسة الابتزاز والضغوط عليها للانخراط في مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، والعمل على حشد كل الطاقات لدعم نضال وحقوق الشعب الفلسطيني، من أجل إنهاء الاحتلال عن أراضيه، ومن أجل حق تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين بموجب القرار الأممي رقم 194.
10 - دعم تحقيق الوحدة الوطنيّة الفلسطينية، وتعزيزها على أساس وحدة الشعب الفلسطيني، ودعم صموده ومقاومته للاحتلال، ووحدة أراضي دولته المنشودة، ووحدة تمثيله السياسي من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.
عاش نضال الشعب الفلسطيني ونضالات شعوبنا العربية
الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية
الحزب الشيوعي الأردني
المنبر التقدمي البحريني
الحزب الشيوعي العراقي
الحزب الشيوعي السوري الموحد الحزب الشيوعي السوداني
الحزب الشيوعي اللبناني
حزب الشعب الفلسطيني
الحزب الشيوعي المصري
حزب التقدم والاشتراكية المغربي
3 آذار/ مارس 2025
**********************************************
احتجاجات مطلبية مستمرة.. موظفو شركة الحفر يتظاهرون مجدداً منددين بالتهميش
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت محافظات عدة استمرار التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، تنديدًا بالتهميش والإجحاف بالحقوق، والمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين اليومية.
من البصرة إلى كركوك مرورًا ببابل، خرج المواطنون إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من سياسات تهميش فئات كبيرة من المجتمع.
هذه الاحتجاجات ليست فقط تعبيرًا عن أزمات اقتصادية وخدمية متراكمة، بل أيضًا رسالة واضحة لأصحاب القرار بضرورة الإسراع في معالجة هذه القضايا وإنصاف المتضررين.
موظفو شركة الحفر
وخرج موظفو شركة الحفر العراقية في موقع البرجسية (بئر 20 النفطي) ضمن حقل الرميلة الشمالية غربي البصرة، في تظاهرة حاشدة، للمطالبة بمساواتهم مع أقرانهم في الشركات النفطية الأخرى من حيث الامتيازات والحقوق. وجاءت هذه التظاهرة كجزء من حركة احتجاجية واسعة شملت مواقع الشركة في عدة محافظات.
وقال نشوان أبو الهيل، عضو مجلس إدارة شركة الحفر العراقية، إن "منتسبي الشركة نظموا وقفة احتجاجية في كافة مواقع الشركة على مستوى المحافظات، بما في ذلك البصرة، وذلك تنديدًا بالتهميش المستمر من قبل وزارة النفط التي تفضل الشركات الأجنبية على الشركة الوطنية العريقة".
وأضاف أبو الهيل، أن "الاحتجاج جاء نتيجة لقرارات عديدة أثرت سلبًا على الموظفين، وآخرها حرمانهم من الاستفادة من الصندوق الوزاري المخصص للشركات، والذي أصبح تحت تصرف وزير النفط".
وأكد أبو الهيل، أن "الهدف من الوقفة هو إيصال رسالة إلى أصحاب القرار للنظر في أوضاع هذه الشريحة المهمة من الموظفين الذين يعانون من التهميش والإجحاف في حقوقهم".
وشدد على أن مطالب الموظفين مشروعة وتستحق الاهتمام العاجل من قبل الجهات المعنية.
اعتداء على المحتجين
وفي سياق متصل، تظاهر المئات من أبناء قضاء الصادق أمام حقل غرب القرنة 1 شمالي البصرة، مطالبين بتشغيل العاطلين عن العمل بعد انتظار طويل للحصول على فرص عمل.
ووفقًا لمقاطع مصورة من موقع التظاهرة، فقد تعرض المتظاهرون لاعتداء من قبل القوات الأمنية المشرفة على تأمين الحقل، حيث تم تفريقهم باستخدام العصي والهراوات.
وقال حسن وميض، ممثل مهندسي قضاء الصادق، إن "معظم المتظاهرين اليوم هم من المهندسين العاطلين عن العمل الذين ظهرت أسماؤهم ضمن الـ1000 درجة وظيفية، لكن لم تتم المباشرة في توظيفهم حتى الآن".
وأوضح وميض، أن "الحكومة المحلية اجتمعت مع المتظاهرين وأبلغتهم بحلول آنية خلال شهر، ولكن رغم انتهاء المدة، لم يتم طرح حلول جدية لتشغيل العاطلين".
وأكد وميض، أن "التظاهرات ستستمر أمام حقل غرب القرنة 1 بعد أن كانت قد شهدت تظاهرات سابقة أمام حقل القرنة 2، ورغم فض التظاهرة من قبل القوات الأمنية، فإن المتظاهرين لن ينسحبوا حتى يتم تنفيذ مطالبهم".
احتجاج على انقطاع الكهرباء
وفي محافظة كركوك، تظاهر العشرات من المواطنين احتجاجًا على تدهور خدمات الكهرباء في المنطقة. وقام المحتجون، بالقرب من جسر ليلان، بإشعال الإطارات على الطريق، تعبيرًا عن غضبهم واستيائهم من الوضع المتردي للكهرباء في تلك المنطقة.
وطالب المتظاهرون بتحسين مستوى الخدمات الكهربائية وتوفير التيار الكهربائي بشكل مستمر، مشيرين إلى أن الانقطاع المستمر للكهرباء يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.
تهديد أصحاب المولدات الاهلية
من جهة أخرى، هدد أصحاب المولدات الأهلية في محافظة بابل بإطفاء عام لجميع المولدات في المحافظة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم ومساواتهم بأقرانهم في المحافظات الأخرى. وجاء ذلك في مقطع فيديو نشره متحدث باسم الرابطة، حيث أكد أنهم سيمهلون الحكومة المحلية 48 ساعة فقط، حتى الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء.
وأوضح المتحدث، أن "المولدات ستُطفأ في عموم المحافظة ليلاً ونهاراً إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم"، مشيراً إلى أنهم "لن يستجيبوا لأي تدخل من أعضاء مجلس المحافظة لإعادة تشغيل المولدات ما لم تتم تلبية مطالبهم".
وأضاف، أن "أصحاب المولدات في بابل يعانون من قلة الوقود المجهز للمولدات، حيث لا يكفي لتلبية احتياجات المواطنين، كما أنهم يدفعون الضرائب وأجور الأرض التي عليها المولدات، بينما يفرض مجلس المحافظة تسعيرة غير منصفة".
وتعكس هذه الاحتجاجات والتظاهرات استمرار الأزمات الخدمية والاقتصادية في عدة محافظات، وتؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الجهات المعنية لمعالجة هذه القضايا وتحقيق مطالب المواطنين.
***************************************************
محليات الحزب الشيوعي تواصل عقد مؤتمراتها الانتخابية
النجف
عقدت محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي يوم السبت 1 آذار 2025 مؤتمرها العاشر بحضور عدد من رفاق قيادة الحزب متمثلين بنائب سكرتير اللجنة المركزية الرفيق بسام محي أبو رافد، وعضوي اللجنة المركزية سهاد الخطيب، وميعاد القصير، إضافة إلى الرفيق إبراهيم حلاوي، عضو لجنة الرقابة المركزية.
وبعد اكتمال شرعية المؤتمر بحضور أكثر من ثلثي المندوبين، افتتح سكرتير اللجنة المحلية أعمال المؤتمر، حيث وقف الحضور دقيقة صمت حدادًا على شهداء الحزب وشهداء الوطن.
تم خلال المؤتمر انتخاب لجان متعددة، مثل لجنة الرئاسة، لجنة الاعتماد، لجنة التدقيق المالي، لجنة القرارات والتوصيات، ولجنة كتابة المحضر. كما تم استعراض المشهد السياسي العام من قبل نائب سكرتير اللجنة المركزية ومسؤول لتم، الرفيق أبو رافد، وتخلل ذلك العديد من المداخلات التي أثرت الموضوع.
تبع ذلك مناقشة التقرير الإنجازي ثم التقرير المالي، حيث تم التصويت على كل تقرير على حدة بالإجماع مع الملاحظات. كما شهد المؤتمر فتح باب الترشيح لانتخاب اللجنة المحلية، وقد تم التأكيد على اختيار أعضاء من ذوي الكفاءة والخبرة، وكان لافتًا أن أغلب الأعضاء الجدد من الشباب الذين يمتلكون القدرة على تحقيق أهداف المؤتمر وتنفيذ خطط وبرامج الحزب.
اختتمت فعاليات المؤتمر بترديد أنشودة: "سنمضي سنمضي إلى ما نريد وطن حر وشعب سعيد"، ثم أكملت اللجنة المحلية اجتماعها لانتخاب سكرتير اللجنة المحلية، نائب السكرتير، ومكتب اللجنة المحلية.
المثنى
زيّنت قاعة نقابة المعلمين في مدينة السماوة - محافظة المثنى في الاول من آذار 2025 بشعار "من اجل توسيع القاعدة الحزبية في المثنى والعمل نحو التغيير الشامل"، حيث عقدت لجنة محلية المثنى للحزب الشيوعي العراقي مؤتمرها التاسع بحضور مندوبي منظماتها الحزبية وعدد من الكوادر وبأشراف الرفيقين د. عزت ابو التمن، عضو المكتب السياسي وابراهيم المشهداني، سكرتير لجنة الرقابة المركزية للحزب.
افتتح المؤتمر الرفيق جاسم شراد، سكرتير اللجنة المحلية، الذي حيّا المؤتمرين وشكر مساهمتهم في التحضير لعقد المؤتمر وطلب الوقوف دقيقة حداد على ارواح شهداء الحزب والحركة الوطنية والرفاق والرفيقات الذين رحلوا عنا.
بعد التصويت على شرعية المؤتمر جرى انتخاب الهيئات المسؤولة عن ادارته وتنظيمه واعلنت اللجنة المحلية حل نفسها ونقل ادارة المؤتمر الى هيئة الرئاسة. عندها قُرأ التقرير الانجازي للمنظمة الذي تضمن انجازات المحلية خلال فترة بين مؤتمرين، وكذلك شخّص الاخفاقات التي حدثت. وبروح الشعور بالمسؤولية والحرص على تجاوز الاخفاقات ناقش المندوبون ماتم انجازه وانتقدوا من منطلق الحرص والاسهام في التصدي للتحديات التي واجهتها المنظمة، وقدموا جملة من المقترحات التي تُسهم في استنهاض عملها.
نقل الرفيقان المشرفان ابو التمن والمشهداني تحيات قيادة الحزب ولجنة التنظيم المركزية تمنياتهما بنجاح اعمال المؤتمر وعبّرا عن ثقتهم بالامكانيات التي يملكها الشيوعيون في محافظة المثنى واعتزاز اهاليها بهم ونضالهم المشرف لتحقيق اهداف الحزب النبيلة. وقدما عدداً من التوجيهات التي ستساهم في استنهاض المنظمة.
المندوبون أقروا التقرير الانجازي بالاجماع. ثم نوقش التقرير المالي الذي شخص الاجراءات الكفيلة بتحسين واردات المنظمة لتساعدها على توسيع نشاطاتها وزيادة تأثير الحزب على ساحة المحافظة. وأقر التقرير بالاجماع ايضاً.
وفُتح باب الترشح لعضوية اللجنة المحلية الجديدة وتم انتخاب العدد المطلوب الذي صوت عليه المؤتمر، والتي ضمت عدداً جيداً من النساء والشباب.
فيما عقدت اللجنة المحلية الجديدة اجتماعها الاول وانتخبت سكرتيراً ونائباً له ومكتباً للجنة.
انتهى المؤتمر بنجاح وتعاهد الرفيقات والرفاق على المضي قدماً في العمل والنشاط الجاد في تعزيز علاقات الشيوعيين بالجماهير التي لها مصلحة في تحقيق شعار المؤتمر لاحداث التغيير الشامل.
*****************************************************
الصفحة الثالثة
«حقوق الإنسان» البرلمانية: غياب التشريعات يعيق الإصلاح بين ضعف الرقابة وانعدام التشريعات العراق في أزمة {حقوق} مستمرة
بغداد - طريق الشعب
برغم مرور أكثر من عقدين على التغيير السياسي في العراق، لا يزال ملف حقوق الإنسان يواجه تحديات جوهرية، وسط استمرار الانتهاكات وضعف المعالجات الجذرية.
وتشير تقارير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى تدهور الحريات العامة وتصاعد الانتهاكات في مختلف المجالات.
استمرار الانتهاكات
وفي هذا السياق، أكدت لجنة حقوق الإنسان النيابية أن الانتهاكات الحقوقية لم تتوقف منذ عام 2003 وحتى اليوم، مشيرة إلى أن المشكلة لا تقتصر فقط على أداء الحكومات المتعاقبة، بل تمتد إلى غياب التشريعات الضرورية، التي تعرقلها الاغلبية السياسية، ما يعيق بناء منظومة قانونية متكاملة تضمن الحماية الفعلية للحقوق والحريات.
أكد رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية، أرشد الصالحي، أن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق لا تزال مستمرة منذ عام 2003 وحتى اليوم، مشيرًا إلى أن المشكلة لا تكمن في أداء الحكومات، بل في غياب التشريعات الضرورية التي تعرقلها الأغلبية السياسية.
وأوضح الصالحي أن "هناك العديد من الحقوق الأساسية، مثل الحق في التربية والتعليم والصحة والسكن، بالإضافة إلى مشكلة التمييز بين مكونات المجتمع، تُسجل كسلبيات ضد القوى السياسية التي تشكل الحكومات العراقية".
وأضاف أن "هذه القوى مسؤولة عن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان، بسبب عدم تشريع القوانين اللازمة لحمايتها".
وشدد الصالحي على "ضرورة إقرار قوانين تحمي حقوق المواطنين"، مشيرا إلى أن "بعض الأطراف تعرقل هذه التشريعات لأنها تتعارض مع مصالحها، مما يساهم في استمرار الانتهاكات دون حلول جذرية".
وفي ظل هذا الواقع، يرى مراقبون أن العراق ما زال بحاجة ماسة إلى إصلاح تشريعي شامل يشمل قوانين جوهرية مثل قانون مناهضة العنف الأسري، وحماية الطفل، وحرية الرأي والتعبير، وحق الحصول على المعلومات، ومناهضة التعذيب، وغيرها من القوانين التي تمس جوهر حقوق الإنسان. كما تتطلب المرحلة القادمة تفعيل الرقابة، وضمان استقلال القضاء، ودعم دور المجتمع المدني، لتعزيز آليات الحماية الحقوقية في البلاد.
مسؤولية الاخفاق مشتركة
وتعليقاً على ذلك أكد رئيس مؤسسة حق لحقوق الإنسان، عمر العلواني أن الانتهاكات الحقوقية في العراق تشهد تصاعدًا مستمرًا، مستندًا إلى مؤشرات عديدة تعكس تدهور الأوضاع في الفترة الأخيرة، سواء بسبب غياب التشريعات اللازمة أو ضعف الرقابة على معايير حقوق الإنسان.
واوضح بالقول انه برغم أن "تصريح لجنة حقوق الإنسان النيابية جيد، إلا أنها تتحمل جزءًا من المسؤولية عن هذا التراجع".
وبين في حديثه مع "طريق الشعب"، ان "المشكلة لا تكمن فقط في غياب القوانين، بل في عدم وجود منظومة حقيقية لحماية حقوق الإنسان، إضافة إلى ضعف تواصل لجنة حقوق الانسان النيابية مع المنظمات والمدافعين عن الحقوق، وأحيانًا ممارستها أدوار سياسية على حساب مهامها الأساسية".
وأشار إلى أن مجلس النواب، بصفته السلطة التشريعية العليا، "يتحمل مسؤولية كبرى في تقديم الضمانات وتعزيز حالة حقوق الإنسان عبر تشريعات ملائمة".
ولفت إلى ان تقرير بعثة الأمم المتحدة (يونامي) الصادر قبل نحو شهر بشأن تعديل قانون الأحوال الشخصية، "شدد على ضرورة أن تكون القوانين العراقية متوافقة مع معايير حقوق الإنسان والتزاماته الدولية، وهذا بحد ذاته مؤشر على غياب التشريعات المناسبة بل ووجود تشريعات مضادة للحقوق الأساسية".
وأضاف العلواني، أن "القوانين وحدها لا تكفي، إذ تبقى عديمة التأثير في ظل غياب الرقابة وعدم وجود آليات حقيقية لتطبيقها".
وانتقد العلواني اقتصار لجنة حقوق الإنسان النيابية على إصدار التصريحات، داعيًا إياها إلى تفعيل دورها عبر زيارات ميدانية للسجون، وإطلاق برامج لمتابعة الانتهاكات، وتعزيز التواصل مع المنظمات الحقوقية بشكل غير انتقائي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن "مسؤولية تدهور حالة حقوق الإنسان في العراق مشتركة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية"، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية لمعالجة الانتهاكات وحماية الحقوق الأساسية للمواطنين.
ما المطلوب؟
من جهته، اكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، د. فاضل الغراوي أن واقع حقوق الإنسان في البلاد لا يزال يواجه تحديات كبيرة في مختلف المجالات، لا سيما في الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وذكر البياتي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "مسؤولية تحسين هذا الواقع تقع على عاتق الجميع، بما في ذلك الحكومة والبرلمان والمجتمع المدني والمؤسسات الرقابية"، مؤكدًا ضرورة تضافر الجهود لإجراء إصلاحات حقيقية.
ولفت إلى ان هناك حاجة ملحة "لإصدار تشريعات أساسية تعزز حقوق الإنسان، مثل قانون مناهضة العنف الأسري، وقانون حماية الطفل، وقانون حرية الرأي والتعبير، وقانون حق الحصول على المعلومة، وقانون مناهضة التعذيب، وغيرها من القوانين التي تمس جوهر الحقوق الأساسية للمواطنين".
وخلص الى القول: أن المطلوب اليوم هو "إصلاح تشريعي شامل، وتفعيل الدور الرقابي، وضمان استقلالية القضاء، وتعزيز دور المجتمع المدني، إلى جانب تحسين أداء الحكومة في حماية الحقوق وضمان تنفيذ الالتزامات القانونية والدولية المتعلقة بحقوق الإنسان".
***********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
تصدير النفط خلاف لا ينتهي بين بغداد وأربيل
في تقرير لها حول العراق، ذكرت جريدة "الواشنطن بوست"، بأن وزارة النفط الاتحادية أعلنت عن استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان عبر تركيا، والتي كانت متوقفة منذ ما يقارب العامين، إثر قرار غرفة التجارة الدولية بتغريم أنقرة عقاباً على سماحها بمرور نفط كردستان العراق عبر أراضيها بدون موافقة بغداد. ونقل التقرير عن الوزارة قولها بأنها أكملت الإجراءات اللازمة لاستئناف الشحنات عبر ميناء جيهان التركي وفقًا للوائح الميزانية الفيدرالية وحصة إنتاج العراق في منظمة أوبك وإنها تحث سلطات إقليم كردستان على تحويل النفط الخام المستخرج من حقول النفط في الإقليم إلى شركة تسويق النفط الحكومية، لتسهيل صادراته عبر خط الأنابيب العراقي التركي.
خلافات لم تحل
وأشارت الصحيفة إلى تواصل الخلافات بين بغداد وأربيل بشأن تقاسم عائدات النفط، والتي بدأت في عام 2014، حين قرر الإقليم تصدير النفط عبر خط أنابيب مستقل، رغم رفض بغداد ذلك ووصفها الخطوة بالغير قانونية لأنها تمت دون موافقة شركة النفط الوطنية، فيما رأت أربيل فيها تعويضاً عادلاً عن حصتها من الموازنة الاتحادية والتي حجبتها وزارة المالية. وتمكنت بغداد من إيقاف إرسال النفط عبر خط الأنابيب هذا في أذار 2023 وهو الإيقاف الذي ما يزال ساري المفعول بدون حلول.
ضغط أمريكي
ونقل التقرير عن مسؤولين في حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قولهم بأن على العراق السماح باستئناف صادرات النفط الكردية أو مواجهة عقوبات إلى جانب إيران، وذلك في مسعى لإنجاح خطة البيت الأبيض الهادفة خفض صادرات النفط الإيرانية إلى "الصفر" والاستفادة من نفط كردستان لتعويض خسارة النفط الإيراني في الأسواق العالمية.
تدني أسعار النفط
ولموقع "أسعار النفط" كتب جون بيني تقريراً أشار فيه إلى أن انخفاض أسعار النفط في الإسبوع الماضي، يأتي وسط توقعات باستئناف الصادرات من إقليم كردستان العراق وفي ظل عدم اليقين بشأن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا، حيث بلغ خام برنت 74.39 دولار للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط 70.25 دولارًا للبرميل. وأوضح التقرير بأن النفط المزمع تصديره سينقل عبر خط أنابيب يبلغ طوله 970 كيلومترا من منطقة كركوك إلى محطات التصدير في ميناء جيهان على ساحل البحر الأبيض المتوسط في تركيا، وستبلغ الشحنة الأولى 185 ألف برميل يوميا وذلك من إجمالي إنتاج يصل إلى 300 ألف برميل يومياً في الوقت الحالي.
هل التسوية ممكنة؟
وأضاف الكاتب بأن الإعلان عن إستئناف التصدير يمثل نظرياً نهاية لخلاف طويل بين الإقليم والحكومة الاتحادية حول مشروعية الإنتاج والتسويق. لكنه عاد وتساءل عما إذا كان ممكنا التفاؤل بنجاح الطرفين في تنفيذ الإتفاق، لاسيما مع تشاؤم المراقبين من المستقبل، حيث نقل عن الاستراتيجي جيوفاني ستونوفو، قوله بأن "من غير الواضح مقدار الوقت اللازم لإعادة تشغيل خط الأنابيب مع تركيا، فيما لا ينبغي تفسير هذا التشغيل على أنه زيادة في الإنتاج العراقي، إذ يتم حاليًا تصدير الخام الكردستاني بالفعل عبر الشاحنات أو استخدامه محليًا، بينما يبقى العراق يؤكد التزامه باتفاقية إنتاج أوبك+، مما يفترض أن تتفاعل معه السوق بحذر شديد".
وأعاد الكاتب ذكر المعلومة التي يدعي أصحابها بأن إدارة ترامب كانت تضغط على العراق للسماح بإعادة تشغيل صادرات النفط الكردية أو مواجهة عقوبات إلى جانب إيران، وهو الضغط الذي شكّل عاملاً رئيسيًا وراء الإعلان المفاجئ لوزير النفط العراقي حيان عبد الغني عن خطط لاستئناف الصادرات من كردستان العراق. وذكر التقرير أيضاً بأن مستشار لرئيس الوزراء العراقي قد نفى خبر وجود ضغوط أو تهديد بالعقوبات من قبل واشنطن في جميع الاتصالات التي جرت بينها وبين بغداد. واختتم الكاتب تقريره بأن زيادة الإنتاج للسيطرة على الأسعار أو تخفيضها، تبقى احتمالاً قوياً مع ضعف احتمالات تحقيق سلام في أوكرانيا.
*****************************************************
أفكار من أوراق اليسار.. الفتى المعلّم
إبراهيم إسماعيل
لن تقووا على العشق الذي استودعوه في قلبي! هكذا صرخ الفتى الشيوعي بجلاديه، مستذكراً كلمات الحلاج لتلامذته، من أن ركعتين في العشق لا يصح وضوءهما إلا بالدم. وكما سبح الصوفي في الملكوت بحثاً عن نعيم الروح، استلهم الفتى النجفي ذات الصبر ليصبح عصياً عليه الحزن، حين راحت حراب الفاشيين تقطّع أصابعه النحيلة. وعندما قلعوا عينيه، انعكست بصيرته في بصره، ورأى حزبه ينهض من تحت الرماد، مشرقاً بالأمل رغم كل الجراحات والطغاة، فسارع لينثر بسماته كي تتبدد عتمة الليالي، قبل أن يغلق عينيه، راضياً بما قدمه في أعوامه التي لم تبلغ الأربعين.
حين دخلت عالم الرضّي في ذكرى استشهاده الثانية والستين، باحثاً عن سرّ فتى، مزقت أضلاعه سياط الشقاة وداست سنابكهم جسده دون أن يفقد اليقين، أدركت بأن ثنائية الموت والحياة ليست سوى شمعة وفاء، إن أضاءها الثوري عاش وخلُد وإن أظلمها أدركه الفناء. وعرفت بأن صمود سلام عادل لم يكن سوى مسك ختامٍ لعمر من مشاعل، أنارت درب بلادٍ، بين نهرين، لم يرويا ظمأ عشاقهما يوما.
على نور الشعلة الأولى، رأيت الرضّي ينسج صلات الحزب بالناس، يحصّن مواقعه في الحياة السياسية، يشيد تنظيماً قوياً ذا قاعدة فاعلة، سخية في العطاء، حرّة وقادرة على مواجهة الصعاب، ويرّبي كادراً حريصاً، متمرساً، لا يدّعي احتكار الحقيقة، ولا تغريه سوى خدمة المستضعفين، الذين يتقن جيداً فن الإصغاء لهم. وأهتديت، حين تتبعت نشاطه بين الفلاحين وقيادته للإضرابات العمالية واستعادته لوحدة الحزب وسهره على صيانة الإنضباط الواعي، وتمتعه ورفاقه بثقة الجميع وبالقدرة على إصلاح أي شقوق في جدران السفينة المبّحرة.
وعلى نور الشعلة الثانية أدركت كيف نجح الرضيّ في الكشف عن وجه الرأسمالية البشع، وعما سببته لشعبنا من مآسٍ وما نهبته من ثروات، حتى استوطنت كراهيتُها قلوبَ العراقيين. وكيف فضح كل محاولات تضليل كادحي بلادي وصرفهم عن الثبات في معاقل الدفاع عن كرامتهم. وكيف تمكّن من تشخيص طبيعة الصراع الطبقي قبل ثورة تموز وبعدها رغم الصعاب والتحديات. وأهتديت حين أصغيت لخطابه أمام المؤتمر 21 للحزب الشيوعي السوفيتي، الذي حدد فيه موقفه السليم من حكومة عبد الكريم قاسم، البرجوازية الوطنية، ورفضه للفردية ودعوته لقيام نظام ديمقراطي وطني يصون الإستقلال ويكافح ضد الإمبريالية وشرور الحرب ويحقق العدالة الاجتماعية.
وعلى ضياء شمعات أخرى، تعرفت على أممية الرجل ووطنيته، دفاعه الحازم عن قضية البروليتاريا والمستعبدين في العالم، رفضه للمساومة على قضايا الوطن وكادحيه، وتمسكه ببناء دولة المواطنة التي تضمن الحقوق العادلة للكرد وباقي المكونات. وتتبعت خطواته في التظاهرة الكبرى التي شهدتها بغداد في ايار 1962 للمطالبة بالسلم في كردستان، والثمن الغالي الذي دفعه رفاقه الشيوعيون حين جرى قمعها، وفي شعار الاتحاد الفيدرالي بين الدول العربية، الذي كان سيُغّني العرب عن مآسي جمّة لو جرى تنفيذه.
وفي عالم الرضّي، رأيت خصومه ومعاصريه يكتبون عنه بأنه "رجل شديد الهدوء والدماثة، أنيس إلى أقصى الحدود، آسر، مقنع بشكل غير عادي، عالي المعرفة بشؤون الحزب الشيوعي وراسخ في قناعاته الفكرية، كريم ومتواضع، شجاع بلا ادعاء، ومستعد للتضحية بلا تردد". وحين قرأت ما كتبه واحد من قتلته من أنه رأى سلام عادل في المعتقل "وقد شوه التعذيب جسده وفُقئت عيناه وتدلى لحم يديه المقطوعتين، ولكنه بقي صامداً حتى وفاتهً"، ترسح يقيني من تناغم هذا الأمر مع مسار حياة أسطورةٍ لم يضُّمها قبر، فبقيت نبضاً في الأفئدة والعروق.
*************************************************
الصفحة الرابعة
ظاهرة تهدد التعليم العالي بالانهيار {الطريق الأسهل}.. لماذا يلجأ الطلبة إلى شراء البحوث العلمية؟
بغداد – تبارك عبد المجيد
باتت ظاهرة شراء البحوث العلمية من المكتبات والمواقع الالكترونية المتخصصة، أحد أبرز التحديات التي تواجه قطاع التعليم العالي في العراق، حيث يلجأ العديد من الطلبة المقبلين على التخرج في مراحل البكالوريوس، الماجستير، والدكتوراه إلى شراء البحوث العلمية الجاهزة مقابل مبالغ مالية تبدأ من 100 ألف دينار وتصل إلى 10 ملايين دينار، وفقًا لطبيعة البحث ومستواه الأكاديمي.
وتُعزى هذه الظاهرة إلى رغبة بعض الطلبة في اختصار الجهد والوقت، دون الاكتراث بالقيمة العلمية والمعرفية التي يفترض أن يكتسبوها من إعداد البحوث بأنفسهم.
وبرغم أن الإعلانات الترويجية لهذه المكاتب منتشرة علنًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمكاتب القريبة من الجامعات، إلا أن الجهات المعنية، سواء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وغيرها، لم تتخذ إجراءات رادعة للحد من هذه الممارسات، ما أدى إلى تراجع جودة البحوث العلمية وفقدان الثقة في الشهادات الأكاديمية.
الموضوع مرتبط بهدف الدراسة
تحدث الأستاذ الجامعي عامر العيثاوي عن الأسباب التي تدفع طلبة الدراسات العليا في بعض البلدان، مثل العراق، للجوء إلى شراء البحوث العلمية بدلاً من إنجازها بأنفسهم، قائلا: أن "المشكلة تكمن في الهدف من الدراسة لدى العديد من الطلاب لم يعد تحقيق التقدم العلمي أو تطوير المعرفة. بدلاً من ذلك، أصبح الهدف الرئيس لديهم هو تحسين الوضع المعيشي وزيادة الراتب، خصوصاً بالنسبة للموظفين الذين يتوجهون إلى الدراسات العليا لتحسين وضعهم الوظيفي".
واضاف العيثاوي في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "العديد من هؤلاء الطلاب يسعون للحصول على شهادة الماجستير أو الدكتوراه لتحقيق زيادة في الرواتب او للظفر بمنصب ما، وليس من أجل اكتساب المعرفة أو تطوير المهارات الأكاديمية. ولأنهم لا يتبعون نهجًا علميًا حقيقيًا في دراستهم، غالبًا ما يلجؤون إلى "الطريق السهل"، وهو شراء بحوث علمية من مكاتب متخصصة، مما يقلل من القيمة العلمية لتلك البحوث ويؤثر سلبًا على جودتها".
كما تطرق العيثاوي إلى أن "بعض الجامعات والكليات، التي تمنح درجات الدراسات العليا، تقبل الرشاوى وتستغل الأوضاع الاقتصادية المتردية في تلك الدول. هذه الممارسات تؤدي إلى تساهل الجامعات مع الطلاب الذين يسعون للحصول على الشهادات دون تحقيق أي تقدم علمي حقيقي"، ونتيجة لذلك، "أصبح الحصول على الشهادات الأكاديمية ليس مقياسًا حقيقيًا للقدرة العلمية" بحسب المتحدث.
اما بالنسبة لتأثير سرقة البحوث العلمية على المستوى العلمي والابتكار، فقد وصف العيثاوي الوضع بأنه "مخطط لتدمير المستوى العلمي في العراق. فقد كانت بغداد على مر العصور منارة للعلم، ولكن بتدمير الأجيال الجديدة من خلال منح الشهادات للأشخاص غير الأكفاء، فإننا نعرض مستقبل التعليم في البلاد للانهيار".
ونبه العيثاوي الى، أن "الأشخاص الذين حصلوا على شهادات مسروقة أو غير مشروعة أصبحوا الآن في مناصب تعليمية، وهم بدورهم يدرسون الطلاب الجدد. هؤلاء الأفراد يفتقرون إلى الأخلاقيات المهنية ويعجزون عن ممارسة العمل التدريسي بشكل فعال، ما يؤثر سلبًا على الابتكار والتطور العلمي"، مضيفا أن الشهادات الأكاديمية، مثل الدكتوراه، لا قيمة لها إذا لم يمارس حاملوها تخصصاتهم بشكل فعلي. فمثلاً، إذا كان شخص حاصلًا على شهادة دكتوراه في التربية الرياضية ويعمل كمعلم في مدرسة ابتدائية، فإن ذلك يمثل إسرافًا في التخصص وتحديًا حقيقيًا للمستوى الأكاديمي. في الدول المتقدمة، لا يكون من الضروري أن يحمل المعلم شهادة دكتوراه في مجال غير تخصصه. أما في العراق، فقد أصبحت الشهادات العليا لا تعكس المستوى العلمي الحقيقي، بل مجرد وسيلة لتحسين الوضع المادي.
مقترحات وحلول
وفيما يتعلق بالإجراءات التي يمكن اتخاذها لحماية البحوث العلمية من السرقة، دعا العيثاوي إلى ضرورة أن تقوم المؤسسات التعليمية في العراق بتطبيق آليات دقيقة للكشف عن الاستلال (النسخ من الأبحاث) وضمان نزاهة البحوث المقدمة. كما اقترح أن يتعاون الباحثون مع المؤسسات المحلية والعالمية لتقديم الشكاوى ضد سرقة البحوث.
وشدد على ضرورة وجود إجراءات حقيقية لمعالجة جذر المشكلة، وذلك بتحديد مبررات الدراسات والبحوث، خصوصًا بالنسبة للموظفين الذين لا يحتاجون إلى دراسة موضوعات معينة من الأساس.
وأكد ضرورة "محاربة ظاهرة المكاتب العلمية التي تروج لإعداد الدراسات والشهادات بطريقة غير قانونية، عبر الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الشوارع. وأشار إلى أن هذه الظواهر تشكل انتهاكًا لقوانين التعليم العالي في العراق وتضر بمستقبل النظام الأكاديمي في البلاد".
ضغط أكاديمي
أما المشرف التربوي حيدر كاظم، فيقول إن "ظاهرة السرقة العلمية في البحوث الجامعية أصبحت واحدة من أخطر التحديات التي تواجه التعليم العالي في العراق"، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل مباشر على جودة البحث العلمي وتقدم المجتمع.
ويضيف كاظم، لـ "طريق الشعب"، أن "السرقة العلمية ليست مجرد خطأ أكاديمي، بل هي انتهاك صارخ للأمانة العلمية، ويجب التعامل معها بحزم لما لها من تأثير سلبي على مسيرة البحث العلمي".
ويبين أن "انتشار المعلومات عبر الإنترنت وسهولة الحصول عليها، إضافة إلى الضغط الأكاديمي والمادي، من أبرز الأسباب التي تدفع بعض الطلبة إلى اللجوء إلى هذه الممارسات غير المشروعة"، مؤكدا أن "غياب الرقابة الجادة من قبل بعض الأساتذة، فضلًا عن التدخلات السياسية وضعف التوعية الثقافية، ساهم بشكل كبير في تفشي هذه الظاهرة".
ويدعو المشرف التربوي الجهات المختصة في وزارة التعليم العالي إلى تعزيز آليات الكشف عن الاستلال، وفرض عقوبات صارمة على منتهكي النزاهة العلمية، مع ضرورة توعية الطلبة بأهمية الأمانة العلمية ودورها في بناء مجتمع معرفي متطور.
واختتم كاظم قائلًا، إن "حماية البحث العلمي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع، بدءًا من الأسرة مرورًا بالجامعة وصولًا إلى الجهات الحكومية، لضمان مستقبل علمي رصين في العراق".
مشكلة عالمية
وفي إطار الحديث عن سرقة البحوث العلمية وتأثيرها على المجتمعات والاقتصاديات، قدم الدكتور حسن ناصر، الأستاذ الجامعي، مثالًا عالميًا لتوضيح حجم المشكلة. فقد أشار إلى أن الصراع الحالي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين يعتبر أحد الأمثلة البارزة على تأثير سرقة البحوث. حيث تتهم الولايات المتحدة الصين بسرقة البحوث وبراءات الاختراع الأمريكية، ما ساعد في تطور الاقتصاد الصيني، ولكنه في الوقت نفسه كان له تأثير سلبي على الاقتصاد الأمريكي.
وقال ناصر، أن هذا الصراع يعد جزءًا من معركة أوسع حول الملكية الفكرية، وهو ما يمثل تحديًا عالميًا في ظل التقدم التكنولوجي السريع وتزايد اختراق الأفكار.
وأكد أن "سرقة البحوث العلمية ليست مجرد مشكلة محلية أو إقليمية، بل قضية عالمية تؤثر على المستوى العلمي بشكل عام. فالفرد الذي ينتج أفكارًا مبتكرة قد يتعرض للإحباط في حال شعر أن أفكاره عرضة للاختراق، خصوصًا في حال غياب قانون الملكية الفكرية الذي يضمن حماية هذه الأفكار".
وتحدث ناصر عن أهمية تشجيع الشباب على الاهتمام بالبحث العلمي وحماية أعمالهم البحثية، معتبرا أن هذا هو الهدف الأسمى الذي يجب أن تسعى إليه الحكومة ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكل الجهات البحثية.
وواصل القول: ان "تطور البلد لا يمكن أن يحدث إذا كان الاعتماد دائمًا على الحلول الخارجية من دول أخرى. ولذلك، يجب أن تكون هناك أهمية كبيرة للبحوث المحلية التي تخص العراق بشكل خاص".
وأشار إلى أن "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق تركز بشكل رئيس على التعليم العالي، بينما يتم إهمال الجزء الآخر من دورها المتعلق بالبحث العلمي".
تحديات مالية كبيرة
وأكد أن الدعم المقدم للبحث العلمي في العراق لا يتناسب مع الحاجة الفعلية. ففي العديد من الجامعات العالمية، توجد ميزانيات مخصصة للبحث العلمي، سواء من الحكومة أو من الجامعات نفسها، لدعم الأساتذة والطلاب في إجراء بحوثهم ونشرها. أما في العراق، فإن الباحثين يُجبرون على نشر بحوثهم في مجلات علمية دولية، مما يتطلب منهم دفع تكاليف باهظة لا يستطيع الجميع تحملها، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على مواصلة عملهم البحثي".
وقال إنه في حال كان للباحث أو الأستاذ المال الكافي، يمكنه نشر بحوثه في المجلات العلمية، وبالتالي يحصل على ترقيات علمية. أما الباحثون الذين يفتقرون إلى الإمكانيات المادية، فلا يتمكنون من نشر بحوثهم أو التقدم في مجالاتهم الأكاديمية. ولذلك، يجب أن يتم توفير الدعم المالي للبحث العلمي، ويجب أن يكون هناك تخصيص ميزانيات خاصة في الجامعات لدعم المشاريع البحثية.
واكد ناصر على أهمية توفير منح مالية لنشر البحوث، وكذلك تخصيص موازنات لدعم مشاركة الأساتذة في المؤتمرات العلمية الدولية. على سبيل المثال، يجب على الوزارة أن تقدم دعمًا للأستاذ الجامعي الذي يحصل على قبول للمشاركة في مؤتمر عالمي، من خلال توفير أسعار مخفضة أو دعم كامل لتكاليف السفر. هذا النوع من الدعم سيحفز الباحثين الشباب على التركيز أكثر على تطوير بحوثهم والمشاركة في المؤتمرات العلمية، ما يسهم في تحسين مستوى البحث العلمي في العراق.
********************************************
مختص في تكنولوجيا المعلومات: الناس تتحمل أعباء ثقيلة في الاستجابة للأتمتة الحكومية إجراءات تحديث البطاقة التموينية تثير انتقادات واسعة
بغداد ـ طريق الشعب
تواجه عملية تحديث البطاقة التموينية، التي هددت وزارة التجارة بحجبها عن غير المحدثين، انتقادات واسعة من قبل المواطنين بسبب الصعوبات التقنية التي تعيق إتمام العملية. وأشار عدد من المواطنين الذين استطلعت "طريق الشعب" آراءهم إلى أن سيرفرات الموقع المخصصة لتحديث البطاقات تعاني من ضعف في استقبال الطلبات، ما يؤدي إلى توقفها المتكرر. بالإضافة إلى ذلك، أثار تحويل البطاقة الوقودية إلى نظام إلكتروني استياءً كبيرًا، حيث تسبب ذلك في حرمان شريحة واسعة من العوائل من الحصول على حصتهم من النفط الأبيض، ما تركهم يعانون من برودة الأجواء، خاصة خلال الفترة الماضية.
معاناة المواطنين
وأكدت المواطنة زينب إحسان أنها أجرت أكثر من ثلاث محاولات لتحديث بطاقتها التموينية، لكن لم تفلح في ذلك ومن دون معرفة السبب. وأضافت: "جارتي نصحَتني بمراجعة أقرب مكتب إنترنت لتحديث البطاقة، حيث يتقاضى المكتب 10 آلاف دينار مقابل هذه الخدمة". كما أشارت إلى وجود مكاتب أخرى تقدم خدمة التحديث منزليًا مقابل 25 ألف دينار، موضحة أن العديد من العراقيين لا يمتلكون المهارات اللازمة للتعامل مع الإنترنت، فضلًا عن تعقيدات التطبيقات والطلبات الإلكترونية، خاصة فيما يتعلق بإرسال الروابط لأفراد العائلة غير الموجودين في المنزل أثناء عملية التحديث.
من جانبه، أشار المواطن كرار أحمد إلى تعذر تحديث البطاقة عبر التطبيق بسبب ضعف خدمة الإنترنت، قائلًا: "قمت برفع بيانات العائلة كاملة، لكن الحقل الخاص بالمعلومات يشير إلى عدم اكتمال العملية، ولا أعلم السبب وراء ذلك". ونوه إلى أن بعض أقربائه تمكنوا من إتمام عملية التحديث، بينما فشل آخرون في ذلك وواجهوا نفس المشكلة.
وقال أن البطاقة التموينية تُعد ضرورية، خاصة في الوقت الحالي.
أما المواطن حسين كاظم، فقد أوضح أنه أثناء استخدام التطبيق، قام بحجب الحصة عن اثنين من أفراد عائلته دون قصد، ولا يعرف الآن كيفية إعادتها. وقال: "الموضوع معقد جدًا بالنسبة لي، وأتمنى أن تكون هناك طريقة أسهل لإدارة هذه العمليات".
وفي ظل هذه الصعوبات، ظهرت مبادرات اجتماعية لتقديم المساعدة في عملية التحديث. وقال المواطن علي أحمد: "قمت برفقة عدد من الشباب بالتطوع ونشر أرقامنا لمساعدة العوائل في تحديث بطاقاتهم، حيث لاحظنا أن العديد من العائلات لا تجيد التعامل مع هذه الخدمة". وأضاف، أن المبادرة تهدف إلى تقديم المساعدة دون أي مقابل مادي، وتجنب المواطنين دفع مبالغ إضافية، خاصة في شهر رمضان.
من جانب آخر، أعربت المواطنة سليمة عبود عن استيائها من اشتراط تحديث البطاقة الوقودية إلكترونيًا لصرف حصة النفط الأبيض البالغة 50 لترًا. وقالت: "أجبرت على تحمل البرد القارس خلال الأيام الماضية لأن المحطة اشترطت تحديث البطاقة إلكترونيًا، ولم أتمكن من الحصول على حصتي".
خطوة مهمة.. ولكن
أكد المختص في مجال تكنولوجيا المعلومات، محمد كاظم، أن "أتمتة الإجراءات الحكومية تعد خطوة هامة في إطار السعي لضمان الشفافية"، لكنه أشار إلى أن تطبيق هذه الأتمتة يعاني من بعض السلبيات في التنفيذ.
وقال كاظم إن "هناك ضعفًا في التكنولوجيا والسيرفرات المستخدمة، مما يعيق إتمام الإجراءات بشكل سلس وفعال"، مشيرًا إلى أن "العديد من الوزارات لا تنجح في توفير هذه البنية التحتية التقنية اللازمة".
وأضاف كاظم أن "الصعوبات التقنية والإجراءات المعقدة تزيد من معاناة المواطنين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة"، مطالبًا الجهات المعنية بتبسيط الإجراءات وتوفير حلول سريعة وفعالة تضمن وصول الخدمات الأساسية إلى جميع المواطنين دون أي عوائق.
اعداد المحدثين
وأعلنت وزارة التجارة عن تحقيق نسب متقدمة تتعلق بتحديث البطاقة التموينية، حيث تم تسجيل زيادة ملحوظة في أعداد المواطنين الذين قاموا بتحديث بياناتهم في المحافظات التي تم إطلاق التحديث فيها.
وذكر بيان للوزارة أن هذا التحديث يأتي في إطار الجهود المبذولة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وضمان وصول المساعدات التموينية إلى مستحقيها.
واوضح البيان، أن عدد الافراد المحدثين في محافظة بغداد بلغ (1،017،045)، في حين بلغ عدد المحدثين في محافظة واسط (1،366،789)، وفي صلاح الدين (1،426،338)، وفي ديالى (1،518،927)، وفي الانبار (1،308،764) وفي ميسان (723،563)، وفي محافظة الديوانية (1،168،617) منذ انطلاق عمليات التحديث.
واشار البيان إلى أن الوزارة وفرت عدة آليات للتسهيل على المواطنين في عملية التحديث، وهناك تواصل يومي مع الفريق المشرف لمعالجة المشاكل الفنية التي تظهر لدى المواطنين، مبينة أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز الشفافية والكفاءة في توزيع المواد التموينية،
داعياً جميع المواطنين في المحافظات التي يتم تحديث البيانات فيها الى استكمال عمليات التحديث من خلال التطبيقات التي اعلنتها الوزارة والتي تتيح لهم إمكانية إضافة أو حذف أو تعديل بياناتهم المتعلقة بالبطاقة التموينية بسرعة وسلاسة، وكل ما على المواطن فعله هو تحميل التطبيق على هواتفهم الذكية، ومن خلال خطوات بسيطة يمكنهم تحديث بياناتهم أو إضافة أفراد جدد، من دون الحاجة إلى الانتظار أو التعامل مع الإجراءات الورقية.
*********************************************
الصفحة الخامسة
قرية "المصلخة" في صلاح الدين النفط ينبع من الجبل ويصب في دجلة!
متابعة – طريق الشعب
ما ان تسير بالقرب من قرية المصلخة الواقعة على مسار نهر دجلة في جبال مكحول ضمن قضاء بيجي شمالي صلاح الدين، حتى تبدأ باستنشاق هواء خانق يحمل روائح كريهة لا تغادر المكان، وكأنها جزء من الطبيعة. وبعد أن تتحرى عن الأمر، ستكتشف أن الأرض مغطاة بسائل أسود ينبع من الجبال ويصب في النهر، فيخلف على سطحه بقعا زيتية.
وتنتشر على جبال مكحول في تلك المنطقة، عيون نفط خام وأخرى كبريتية، لم تتمكن شركة نفط الشمال ودوائر البيئة من السيطرة عليها حتى الآن، ما يجعل النفط يتدفق من تلك العيون بغزارة وبالتالي يأخذ طريقه إلى النهر، وهذا ما يفسر ظهور بقع زيتية بين فترة وأخرى في نهر دجلة – وفقا لما تنقله وكالات أنباء عن مراقبين.
عمرها أكثر من 50 عاما
محمود القيسي، وهو موظف متقاعد كان يعمل سابقا في مصفاة بيجي، يقول في حديث صحفي أن "هذه العيون النفطية موجودة في المنطقة منذ أكثر من 50 عاماً، ولم تتخذ الحكومات المتعاقبة أي إجراء لاستغلالها، أو حتى متابعتها ودراستها"، مبينا أن "قسما من تلك العيون كبريتي".
ويلفت إلى أن "قرية المصلخة تشهد بين فترة وأخرى تدفق النفط الخام من الأرض، حاملا روائح كبريتية. ولعل ذلك يفسر سبب ظهور بقع زيتية، بين فترة وأخرى، في نهر دجلة، ما يتطلب من الجهات المعنية متابعة الأمر، والعمل على استغلال النفط بصورة صحيحة".
ويشير القيسي إلى ان "منطقتي مكحول والجزيرة في بيجي تضمان آبارا نفطية كبيرة لم تستغل بصورة صحيحة، ويمكن للحكومتين المركزية والمحلية الكشف عن هذه المواقع واستغلالها إن كان عن طريق شركات محلية أو أجنبية. كما يمكن جعل المنطقة وجهة سياحية فيما لو وضعت خطط لاستثمارها بصورة صحيحة".
نفوق الأغنام والطيور
من جانبه، يقول علي العبيدي، أحد أبناء قرية المصلخة، أن "عيون النفط ورائحة الكبريت موجودة في منطقتنا منذ سنوات طويلة، ولم تتم معالجتها من قبل الحكومة"، مؤكدا في حديث صحفي أنه "بين فترة وأخرى نشاهد نفوق اغنام او طيور برية بسبب الروائح الكبريتية المنتشرة في المنطقة".
ويوضح أن "كميات من النفط تتسرب الى نهر دجلة. وهذا الأمر خطير جدا ويخلف أضرارا صحية وبيئية. فالناس يعتمدون على مياه النهر في الشرب والاستخدامات المنزلية، فضلا عن سقي الأراضي الزراعية".
ويلفت العبيدي إلى ان "العيون النفطية يخرج منها نفط اسود وكبريت. وكان الأولى بمصفاة بيجي والشركات النفطية العاملة في المنطقة، ايجاد حلول لهذه المشكلة، على اقل تقدير عمل سواتر لمنع تدفق النفط الى دجلة. فبين فترة واخرى تظهر بقع زيتية في النهر".
ثقوب مفتعلة في الأنابيب
في المقابل، يفيد مدير بيئة كركوك السابق، علي عز الدين خورشيد، بأن السبب الرئيس لظهور بقع زيتية في نهر دجلة ضمن حدود صلاح الدين المجاورة لكركوك، يعود إلى وجود تسرب في أنابيب النفط المحاذية للنهر، والمتجهة نحو حقلي عجيل وعلاس النفطيين، مشيراً في حديث صحفي إلى أن سبب التسرب هو تخريب يعود إلى فترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المنطقة، وإلى ثقوب مفتعلة في الأنابيب لغرض تهريب النفط الخام.
ويبيّن خورشيد أن "بيئة كركوك شكلت فريقاً مشتركاً مع شركة نفط الشمال لمتابعة البقع النفطية التي تظهر في دجلة، وذلك بهدف الوقوف على أسبابها"، لافتا إلى ان "شركة نفط الشمال حاولت إقامة ساتر ترابي حول موقع التسرب النفطي ضمن شبكتها المتاخمة لحقلي عجيل وعلاس قرب قضاء العلم. حيث تسربت المخلفات النفطية إلى النهر مكونة بقعاً زيتية في المجرى الرئيس".
ويشير إلى أن "مديرية البيئة رفضت الإجراءات الترابية المؤقتة التي اتخذتها شركة النفط للحد من التسرب، معتبرة إياها غير كافية"، مشدداً على ضرورة أن تعمل الشركة على معالجة التسرب من المصدر لضمان عدم تكراره، إلى جانب تعزيز الإجراءات الأمنية لمنع محاولات الاعتداء على الأنابيب أو سرقتها.
خسائر زراعية
إلى ذلك، يقول الفلاح سعدون عبد الله، ان "النفط يتسرب إلى النهر من حقلي عجيل وعلاس على الطريق الرابط بين تكريت وكركوك، وان هذا الجزء من النهر يمر بآلاف الدوانم الزراعية ويغذيها بالمياه، ما تسبب في تلف المزروعات".
ويضيف في حديث صحفي قوله أن "المنطقة تضم مجموعة آبار نفطية يتسرب منها النفط بشكل غزير ويتسبب في تلف المحاصيل، وبالتالي يضر بصحة الإنسان".
******************************************
بابل.. أصحاب المولدات يهددون بإطفاء عام!
متابعة – طريق الشعب
هدد أصحاب المولدات الأهلية في بابل، أول أمس الأحد، بإطفاء مولداتهم إطفاء عاما ما لم تجري الاستجابة لمطالبهم بمساواتهم بأقرانهم في بقية المحافظات، من ناحية كميات الكاز المجهزة لهم، ممهلين الحكومة المحلية 48 ساعة.
وقال متحدث باسم رابطة المولدات الأهلية في بابل، عبر مقطع فيديو نشرته وكالات أنباء، أنهم يمهلون مجلس المحافظة حتى الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء للاستجابة لمطالبهم، وخلاف ذلك سيقومون بإطفاء المولدات في عموم المحافظة ليلاً ونهاراً.
وأضاف قوله: "لن نستجيب لأي مطلب أو تدخل من أعضاء مجلس المحافظة لإعادة تشغيل المولدات، ما لم تتم الاستجابة لمطالبنا"، مبيناً انهم يطالبون بمساواتهم بأصحاب المولدات في المحافظات الأخرى.
وأوضح أن "الكمية المجهزة من وقود المولدات لا تكفي. كما أننا ندفع الضرائب وأجور الأرض التي تقع عليها المولدات، وفي المقابل يفرض علينا مجلس المحافظة تسعيرة غير منصفة".
****************************************************
أديب يروي محنته مع التقاعد في كتاب
طريق الشعب – خاص
في كتابه الموسوم "قضية تقاعد"، الصادر حديثا عن "دار سليكا" للنشر في الرباط، يروي الأديب والإعلامي العراقي المغترب فيصل عبد الحسن تفاصيل عودته إلى بلده ومحنته في ترويج معاملة التقاعد، وسط إجراءات روتينية مُنهكة.
وعن الاحداث التي مر بها والتي تناولها في الكتاب، يقول لـ"طريق الشعب"، انه سافر إلى بلده نهاية عام 2022 لزيارة من تبقى له من الأهل، مع إكمال إجراءات حصوله على راتبه التقاعدي كي يعود إلى وطنه ويستقر فيه بعد سنوات من الغربة. فهو كان يعمل في وزارة الثقافة والإعلام لأكثر من عقدين، قبل أن تضطره الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية للهجرة منتصف التسعينيات.
ويضيف قوله أن عودته للعراق كانت مهمة له ولأسرته، من أجل بدء حياة جديدة في وطنهم، بعد غربة في دول عربية عديدة آخرها المملكة المغربية.
ويستدرك "لكن ليس كل ما تتمناه تجده حاضراً. فالرحلة كانت ضاجة بالأحداث والمواقف الدراماتيكية والهزلية: مراجعات عبثية لدوائر الدولة تبعث على الضحك أحياناً والبكاء أحياناً أخرى، ظهور تحولات اجتماعية وتقاليد غريبة في المجتمع لا تمت بصلة إلى عالم اليوم وما بلغه من تقدم"، متابعا القول: "صار الدخول إلى دوائر الدولة متاهة حقيقية لا يرجو قاصدها سوى الخروج منها بعقل سليم"!
ويوضح أن "بعض المسؤولين الكبار يعدون ولا يفون بوعودهم وبينهم وزراء. إذ لا شيء لديهم يقدمونه سوى الوعود الكاذبة".
ويختم عبد الحسين كلامه بالقول: "رحلتنا هذه أفقدتنا الأمل الأخير بالعودة إلى وطن معافى يجد فيه المغترب ما يعوضه عن اغترابه. فكان عليَّ ككاتب أن أجد ما أرد به على ما رأيته وعشته في وطني بعد كل هذه السنوات من الغربة، على أمل وضع العلاجات من قبل المسؤولين الشرفاء في وطننا، لئلا يتكرر ذلك مع غيري من العائدين إلى وطنهم. فكتبت كتابي (قضية تقاعد)، وصار بعد نشره دليلاً ومساحة معرفية مسبقة للعراقيين ولمن يودّ منهم العودة إلى وطنه بعد غياب طويل، لئلا يقع في ما وقعنا فيه من ملابسات، اضطرتنا في النهاية للعودة ثانية إلى المهجر وفي القلوب حسرات. لكن الأمل يبقى بالعودة ثانية إلى الوطن حين تتحسن ظروف العيش فيه".
************************************************
البصرة {حي الفرنسيات} إهمال خدمي صارخ
متابعة – طريق الشعب
يعاني سكان حي الفرنسيات في مركز مدينة البصرة، إهمالا خدميا صارخا. إذ لا مياه صالحة للشرب ولا طرق آمنة ولا شبكة مجار، الأمر الذي جعل أزقتهم غاصة بالملوثات والروائح الكريهة، في مشهد مضت عليه سنوات طويلة دون أدنى حلول من الجهات المعنية.
ويصرّف أهالي الحي مجاريهم في جدول مكشوف ومساحات فارغة. وفي الصيف تخنقهم الأتربة المتطايرة من الأزقة، وفي الشتاء تغرق طرقاتهم بالمياه الآسنة وتتصاعد فيها روائح نتنة لا تُحتمل. بينما تتراكم النفايات في الأركان والقطع الشاغرة.
وبصبر جميل، ينتظر أهالي المنطقة التفاتة جادة من الجهات المعنية، إلى واقعهم الخدمي المزري!
في حديث صحفي، يقول المواطن محمد أبو حسن، وهو من سكان الحي، أن "المعاناة صارت قدرنا. نعيش بين المجاري الطافحة والروائح التي لا تطاق.. الحلول غائبة، والمسؤولون لا يرون ولا يسمعون. تعبنا من انتظار شفقة الخدمات"!
أما أبو محمد، وهو أيضا من سكان الحي، فيقول: "لا بلدية، لا مشاريع، لا بنى تحتية. منذ زمن المحافظ مصبح الوائلي، لم نشهد أي تحرك حقيقي تجاه واقعنا الخدمي. آخر شركة جاءت لمعالجة المجاري عملت دقائق، ثم عاد كل شيء كما كان، بل أسوأ"!
أهالي الفرنسيات لا يطلبون المستحيل، فقط خدمات تنهي معاناتهم وتحفظ كرامتهم، ومشاريع لا تنهار بعد ساعات، وحلولًا لا تكون مجرد حبر على الورق!
*************************************************
اگول.. قصر الثقافة في البصرة مهدد بالاندثار!
صلاح العمران
البصرة.. تلك المدينة العريقة المعروفة بإرثها الثقافي والأدبي والفني، شهدت في الآونة الأخيرة تدهورا مقلقًا في وضع أحد أهم معالمها الثقافية، وهو قصر الثقافة والفنون. هذا الصرح الذي كان لسنوات طويلة حاضنا للإبداع، يقف اليوم على حافة الإهمال بعد قرار إخلائه وتسليم مبناه التراثي إلى المحافظة، ما أثار استياء واسعا بين مثقفي المدينة.
في خطوة مفاجئة ومشهد مؤلم، تم إخلاء مبنى القصر ونقل مقتنياته، التي تضم كتبًا مهداة من أدباء وكتاب، ولوحات فنية قيمة، باستخدام سيارات جمع القمامة!
هذه الطريقة المهينة لنقل التراث الثقافي أثارت سخطًا كبيرًا بين المثقفين. حيث تعرضت الكتب واللوحات إلى أضرار تحت أشعة الشمس والأمطار، دون أي اعتبار لقيمتها الإبداعية.
بعد الإخلاء، تم نقل مكاتب قصر الثقافة إلى غرفة صغيرة لا تكفي لاستيعاب الموظفين ولا حتى المقتنيات، التي جرى إلقاؤها في الهواء الطلق أمام أنظار إدارة القصر.
هذا الوضع المؤسف يطرح تساؤلات حول مصير الثقافة في البصرة.. تلك المدينة التي كانت دائمًا منبعا للآداب والفنون. ما دور المحافظة التي يفترض بها أن تحمي هذا الإرث؟ أين المنظمات الإنسانية والثقافية التي يفترض بها أن تدافع عن مثل هذه المؤسسات؟ هل يعقل أن يتم التعامل مع الكتب واللوحات الفنية، التي تمثل إبداعًا إنسانيًا، بهذه الطريقة المهينة؟!
في خضم هذا الوضع المأساوي، يوجه المثقفون والفنانون نداءً عاجلًا إلى المسؤولين والجهات المعنية للتدخل وإنقاذ ما تبقى من تراث قصر الثقافة والفنون، مؤكدين أن هذه المؤسسة ليست مجرد مبنى، بل هي رمز لإرث ثقافي غني يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
ان قصر الثقافة والفنون في البصرة ليس مجرد مبنى عادي، بل هو جزء من هوية المدينة وذاكرتها الثقافية، وإهماله يعني إهمالا لتاريخ وإبداع أجيال من الأدباء والفنانين.
إن إنقاذ هذا الصرح الثقافي ليس مسؤولية الجهات الرسمية فحسب، بل هو واجب على كل من يؤمن بقيمة الثقافة والفنون في بناء المجتمعات.
******************************************
إلى البنك المركزي.. مواطنون يطالبون بأموالهم المودعة لدى مصرف بابل
النجف – طريق الشعب
طالب مواطنون من محافظة النجف ومحافظات أخرى، ممن لديهم حسابات توفير في مصرف بابل المغلق، رئاسة الوزراء والبنك المركزي باتخاذ إجراءات لاستعادة أموالهم المودعة لدى المصرف.
وفي أيلول الماضي، أحال البنك المركزي مصرف بابل إلى التصفية القسرية استنادا إلى أحكام المادة رقم 69 من قانون المصارف رقم 94 لسنة 2004. لكن مواطنين كثيرين ممن لديهم حسابات توفير في المصرف، لا يزالون في انتظار تسليمهم أموالهم المودعة لديه.
في حديث لـ"طريق الشعب"، قال المواطن عبد الحسين هادي جعفر، من أهالي النجف، أنه "لا يمكن افتتاح أي مصرف من دون كفالة البنك المركزي".
وأشار إلى ان مصرف بابل في بداية إغلاقه، سلمهم نسبة بسيطة من أموالهم، ثم صار يسلمهم الفوائد الشهرية فقط، وبعدها أصبح يؤشر الفوائد في دفاترهم المصرفية، من دون أن يسلمهم إياها، وفي النهاية أوقف حتى تأشير الفوائد.
وطالب جعفر ومعه العديد من ذوي حسابات التوفير في مصرف بابل، الجهات المعنية بوضع حل لمشكلتهم، مؤكدا أن معظمهم من كبار السن والمرضى، وهم بحاجة ماسة إلى أموالهم التي جمعوها بجهود مضنية على مدى سنوات طويلة.
*********************************************
مواساة
- تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية فقيدها الرفيق خليل حمادة الاعسم (أبو نبيل).
كان الفقيد وفيا لحزبه وشعبه حتى آخر لحظة في حياته.
له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه خالص العزاء.
********************************************
الصفحة السادسة
الأمم المتحدة قلقة من {تحول جذري} في سياسة أمريكا وممارسات إسرائيل بالضفة الغربية اليوم.. قمة القاهرة تبحث عن موقف عربي موحد لرفض تهجير الفلسطينيين
القاهرة – وكالات
تناقش قمة القاهرة، المنعقدة اليوم الثلاثاء في مصر، التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، حسب هيئة الاستعلامات المصرية.
وتبحث القمة "الوصول لقرار وموقف عربي موحد يرفض التهجير، ويؤكد على الإجماع العربي لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ودولية لوقف محاولات إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، وخطط إعادة إعمار غزة دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، كما ستدعم استكمال اتفاق وقف النار ومنع أي خروقات"، وفق الهيئة.
ومنذ 25 كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية، وتعتزم عرضها على قمة الثلاثاء.
وستكون هذه ثاني قمة تعقد بشأن القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة خلال أسبوعين، بعد القمة العربية التشاورية التي عقدت بالرياض 21 شباط الماضي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.
كما ستكون ثالث قمة طارئة بشأن غزة تعقد خلال 16 شهرا بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين بالرياض في تشرين الثاني 2023 و2024.
في الأثناء، عبر فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قلق عميق بسبب “تحول جذري” في توجهات الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب وممارسات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وقال تورك إنه قلق من استخدام الأسلحة والأساليب العسكرية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك الدبابات والضربات الجوية، ومنزعج من تدمير وإخلاء مخيمات لاجئين وتوسيع المستوطنات غير القانونية والقيود الصارمة على التنقل ونزوح عشرات الآلاف.
وتابع قائلا “يجب أن تتوقف تحركات إسرائيل الأحادية وتهديداتها بالضم في الضفة الغربية”، مشيرا إلى أن ذلك يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
كما حذر تورك من مغبة استغلال لغة خطاب تتسبب في انقسامات لخداع واستقطاب الناس وتقسيمهم.
وقال تورك “تمتعنا بدعم من الحزبين في الولايات المتحدة بشأن حقوق الإنسان على مدى عقود عديدة… أنا الآن قلق للغاية بشأن التحول الجذري في التوجه محليا ودوليا” دون أن يذكر ترامب بالاسم.
وتابع قائلا “السياسات التي ترمي لحماية الناس من التمييز يشار إليها الآن على أنها تمييزية… لغة خطاب تتسبب في الانقسامات تستغل للإرباك والخداع والاستقطاب. هذا يؤدي إلى الخوف والقلق لدى الكثيرين”.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 تشرين الأول 2023 و19 كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتنصلت إسرائيل من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حركة "حماس" في 19 كانون الثاني الماضي، برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية، بعد أن انتهت الأولى منتصف ليل السبت/ الأحد الماضيين.
وادعت تل أبيب أن "حماس" ترفض التجاوب مع مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وقررت وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة اعتبارا من أول أمس الأحد.
بينما تؤكد "حماس" التزامها بالاتفاق وتطالب بإلزام إسرائيل به، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية، واعتبرت قرار منع المساعدات "ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق".
ومنذ سريان الاتفاق خرقته إسرائيل أكثر من 900 مرة، ما أدى لمقتل 116 فلسطينيا وإصابة 490 آخرين، كما لم تلتزم بالبرتوكول الإنساني، إذ سمحت فقط بإدخال قدر شحيح جدا من المساعدات الإنسانية، وفق المكتب الإعلامي الحكومي ووزارة الصحة بغزة.
*****************************************************
جنبلاط يدعو السوريين للحذر من {المؤامرات الإسرائيلية}
بيروت – وكالات
حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، مما وصفه بمحاولات إسرائيل لإثارة الفوضى والانقسامات الطائفية في سوريا، داعيًا السوريين إلى توخي الحذر من "المؤامرات الإسرائيلية". وأشار جنبلاط إلى أنه سيزور سوريا قريبًا للقاء رئيسها المؤقت أحمد الشرع، في ظل تصاعد التوترات بين الأقلية الدرزية والحكومة المؤقتة. وقال: "لا أعتقد أن السوريين الذين وحّدوا بلادهم أيام سلطان باشا الأطرش ورفاقه من القوميين العرب سيستجيبون لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتخريب، والتي تهدف إلى عزل الدروز عن محيطهم العربي والإسلامي وتحويلهم إلى مجرد حراس حدود". أشار جنبلاط إلى أن إسرائيل تستغل العشائر والطوائف والمجموعات الدينية لخدمة مصالحها، وتسعى إلى تفتيت المنطقة ضمن مشروع قديم-جديد سبق أن واجهه لبنان وفشل، رغم التضحيات والخسائر التي تكبدها.
وأضاف: "إسرائيل اليوم تريد التوسع، ومشروعها القائم على التوراة لا يعرف حدودًا".
*************************************************
إيران.. إقالات واستقالات في الحكومة
طهران - وكالات
ذكرت وسائل إعلام رسمية أن البرلمان الإيراني قرر إقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي من منصبه بسبب سوء إدارته لملف الاقتصاد وتراجع العملة الوطنية.
وأطاح البرلمان بهمتي خلال تصويت بحجب الثقة بعد ثمانية أشهر تقريبا من تشكيل الحكومة في إدارة الرئيس مسعود بزشكيان.
وتتزامن إقالة همتي من منصبه، مع تقديم نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف استقالته من منصبه.
وذكرت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، أن ظريف قدّم خطاب الاستقالة إلى الرئيس مسعود بزشكيان، وأوضحت الوكالة أن بزشكيان لم يرد حتى الآن على استقالة ظريف. وكان ظريف الذي شغل منصب وزير الخارجية بين عامي 2013 و2021 في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، أحد مهندسي الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015.
**********************************************
نجاح آخر لحزب اليسار الالماني
متابعة – طريق الشعب
حقق حزب اليسار الألماني بعد نجاحه المتميز في الانتخابات العامة المبكرة الأخيرة، نجاحا آخر في انتخابات برلمان ولاية هامبورغ، حيث استطاع الحصول على 11,2 في المائة من الأصوات، بزيادة قدرها 2,1 في المائة، ما مكّنه من الحصول على 15 مقعدا في برلمان الولاية (120 مقعدا).
وعلى الرغم من محافظة الحزب الديمقراطي الاجتماعي على صدارة الأحزاب المتنافسة (33,5 في المائة) إلا أنه مني بخسارة 5,7 في المائة من الأصوات. وجاء الديمقراطي المسيحي ثانيا: 19,8 في المائة (+ 8,6)، وحل حزب الخضر ثالثا :18 في المائة (بخسارة 6 في المائة) وحل حزب البديل من أجل المانيا اليميني المتطرف خلف حزب اليسار بحصوله على 7,5 في المائة (+ 2,2).
وبهذا فان التحالف الحاكم في الولاية، المكون من الديمقراطي الاجتماعي والخضر، سيستمر في الحكم.
*************************************************
النمسا: تشكيل ائتلاف حكومي مع استبعاد اليمين المتطرف
فيينا – وكالات
في خطوة حاسمة لإنهاء أطول فترة تشكيل ائتلاف في تاريخ النمسا السياسي، صادق أعضاء حزب "نيوس الليبرالي" (Neos) بأغلبية ساحقة على المشاركة في حكومة ائتلافية ثلاثية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) من يسار الوسط والحزب الشعبي المحافظ.
وبهذه الموافقة، تتمكن الأحزاب الثلاثة من تشكيل الحكومة رسميا، منهية حالة الجمود السياسي التي استمرت خمسة أشهر منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
ووفقا للاتفاق، سيتولى زعيم حزب الشعب النمساوي، كريستيان ستوكر، منصب المستشار الاتحادي الجديد، فيما سيشغل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أندرياس بابلر، منصب نائب المستشار.
وسيقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي حل ثانيا في انتخابات العام الماضي، الحكومة، مسيطرا على وزارات محورية مثل المالية والخارجية والتعليم.
************************************************
حرب المعادن الثمينة في الكونغو تكلف 7 آلاف ضحية
متابعة – طريق الشعب
يستمر دوران عجلة الموت في جمهورية الكونغو الديمقراطية دون أن يلاحظها الرأي العام العالمي. فوفق معطيات الحكومة، كلفت الحرب 7 آلاف قتيل على الأقل، نتيجة للمعارك الجارية منذ كانون الثاني، في شرق الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، وأصبح 450 ألف مواطن بلا مأوى بسبب تدمير مخيمات اللاجئين. وطالبت رئيسة الوزراء الكونغولية جوديث سومينوا تولوكا، في كلمة القتها الاثنين الفائت، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى فرض "عقوبات رادعة". وقالت: "من المستحيل وصف صراخ وعويل ملايين الضحايا في هذا الصراع". ووفقاً للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فإن هناك أكثر من 6 ملايين نازح داخل البلاد، وأكثر من مليون نازح فروا إلى بلدان أخرى، أغلبها أفريقية، من مجموع سكان الكونغو البالغ 110 مليون نسمة.
في الشهر الفائت، تصاعد الصراع المستمر منذ عقود في شرق الكونغو. وتمكنت مجاميع من ميليشيا "أم 23" من السيطرة بسرعة على عدة مدن هامة في إقليم شمال كيفو، بما في ذلك العاصمة الإقليمية غوما على ضفاف بحيرة كيفو. ويقال إن 3 آلاف من السكان قتلوا على أيدي مليشيات "أم 23 ".
وإزاء تقدم الميليشيات، أعلن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي نهاية الأسبوع الفائت عن نيته تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان قد استبعد في وقت سابق إجراء مفاوضات مع المتمردين.
ميليشيا "أم 23" هي مجموعة يقودها بشكل رئيسي أفراد من جماعة التوتسي العرقية. تأسست في عام 2012 بدعم من الحكومة الرواندية على يد بول كاغامي، ورغم أن الحرب في منطقة كيفو تدور من حيث الشكل لأسباب عرقية، لكنها في حقيقة الامر تدور لغرض السيطرة على الموارد الطبيعية مثل الذهب والماس والكولتان والكوبالت. في حين استخدمت رواندا حركة "أم 23" في السنوات الأخيرة لتأمين الوصول إلى المواد الخام المرغوبة، فإن القوات الرواندية نشارك أيضا بشكل مباشر إلى جانب الميليشيا في الهجوم المستمر منذ كانون الثاني.
دعت بلجيكا أخيرا، خلال اجتماعات الاتحاد الأوروبي، إلى فرض عقوبات على رواندا باعتبارها المعتدية على شرق الكونغو. ونتيجة لذلك، قطعت الأخيرة تعاونها التنموي مع بلجيكا التي كانت الكونغو ورواندا من مستعمراتها. وفي القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي التي عقدت في أديس أبابا قبل أسبوعين، كانت بوروندي مرة أخرى الدولة الوحيدة التي طالبت بصوت عالٍ بفرض عقوبات على جارتها رواندا. ولكن لم يتفاعل معها أحد من الوفود المشاركة.
وشهدت بروندي ورواندا، صراعات عنصرية في عامي 1993 و1994، مما أدى إلى الإبادة الجماعية للتوتسي، راح ضحيتها في رواندا قرابة 800 ألف ضحية. وفي بوروندي كانت هذه الصراعات وراء حرب أهلية استمرت عدة سنوات، وأسفرت عن مقتل حوالي 300 ألف ضحية.
اليوم، نحن أمام معادلة سلطة معكوسة، حيث يحكم التوتسي في رواندا، في حين السلطة بوروندي، أصبحت في أيدي القوميين الهوتو، الذين تشمل أنشطتهم السياسية التمييز ضد التوتسي. وعلى هذه الخلفية، فمن المتوقع دائماً أن يتخذ الحكام في بوروندي ورواندا مواقف متعارضة. وأرسلت حكومة بوروندي أيضًا قواتها إلى شرق الكونغو للقتال إلى جانب قوات حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية. لكن عدة مصادر ذكرت في وقت سابق أن الجيش البوروندي يتراجع أمام تقدم حركة "أم23" والقوات الرواندية.
ومن جانب آخر، أعلنت دولة أخرى في شرق أفريقيا، هي أوغندا، أن قواتها سيطرت على مدينة بونيا بالاتفاق مع السلطات الحكومية الكونغولية المحلية من أجل وضع حد للعنف الذي تمارسه حركة "أم 23" هناك.
ان تجدد واستمرار الحرب في جمهورية الكونغو الديمقراطية يضع مصالح الغرب والتكنولوجيا العالمية العالية في المركز. وقد وقع الاتحاد الأوروبي أيضًا على مذكرة فاضحة بشأن المعادن الهامة، وخاصة الكولتان والكوبالت والتنغستن، التي تصدرها رواندا على نطاق واسع على الرغم من عدم امتلاكها لها، حيث يتم نهبها من مناطق شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المحتلة ونقلها إلى رواندا. ومن المفيد الإشارة إلى ان جزء من هذه المواد الخام الثمينة المسروفة تصدر إلى إسرائيل مباشرة.
*******************************************
الصفحة السابعة
التعاونيات الزراعية ودورها في تطوير الإنتاج الزراعي
عبد الرزاق الحكيم*
تُعدُّ التعاونيات الزراعية ضرورية لتطوير الإنتاج الزراعي بشقَّيه النباتي والحيواني، إذ تؤدي دورًا هامًا في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية. فهي تُشكِّل إحدى الركائز الأساسية للتنمية الزراعية من خلال وضع الخطط التنموية المصاحبة لبرامج الإصلاح الاقتصادي.
إنَّ تفعيل دور الجمعيات التعاونية الزراعية، لا سيَّما في تقديم الخدمات التمويلية للمزارعين، والتعرف على أهم المشكلات والمعوقات التي حالت دون تطويرها وتفعيل دورها بعد التغيير في عام 2003، يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية. فقد أُهمل دورها نتيجة نظام المحاصصة الفاشل، والاعتماد على الاقتصاد الريعي النفطي، مع تهميش قطاعات الزراعة، والصناعة، والسياحة الوطنية. وقد أدّى ذلك إلى إفقار معظم الشعب العراقي، في ظل تخصيص مليارات من ميزانية الحكومة لاستيراد أغلب السلع الزراعية، سواء في إنتاجها النباتي أو الحيواني، إضافة إلى العديد من السلع الأخرى.
أهداف الجمعية التعاونية الزراعية
- التعاون والمساهمة مع الجهات الحكومية المعنية لحل وتذليل جميع المعوقات والمشاكل التي تواجه المزارعين والفلاحين.
- التفاعل مع أي أزمات موسمية قد تواجه المزارعين، وإعداد الدراسات والإرشادات الزراعية اللازمة لمعالجتها.
- تشجيع المزارعين على استخدام المبيدات الزراعية الصديقة للبيئة، وتجنب المبيدات الكيميائية الضارة بصحة الإنسان، مع تطبيق الأساليب الحديثة في المجال الزراعي.
- وضع الضمانات اللازمة لجودة منتجات المزارعين، من خلال خطط تسويقية تشمل المهرجانات السنوية للمنتجات النباتية والحيوانية، ومنتجات العسل.
- تبنّي التقنيات الزراعية الحديثة والمتطورة، بما في ذلك ترشيد استهلاك المياه في تطوير الإنتاج الزراعي.
- رفع كفاءة الإنتاج الزراعي، بما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي للمزارع والفلاح والمجتمع.
- العمل على فتح مصانع ومعامل للمنتجات الزراعية بشقَّيها النباتي والحيواني، إضافة إلى مشاريع تلبي احتياجات المزارعين وسكان المدن، مثل معامل الأعلاف والتمور والسلع الغذائية النباتية والحيوانية، إلى جانب إنشاء عيادات بيطرية دائمة ومتنقلة، وتوفير وسائل وأدوات مكافحة الأمراض والحشرات التي تصيب المنتجات الزراعية.
- السعي للحصول على الخدمات التسويقية، والترويج للمنتجات والسلع الزراعية داخل وخارج المحافظة، مع فتح أسواق جديدة لتسويق منتجات المزارعين، وضمان خلوها من المبيدات الحشرية والأمراض الضارة بصحة الإنسان، إضافةً إلى توفير ضمانات مالية للمنتج الزراعي وحماية الإنتاج الوطني.
- الحصول على أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية، واعتماد الطرق المتطورة للحصاد والجني، إلى جانب تقنيات ما بعد الحصاد، وأساليب التغليف والتخزين المبرد للخضر والفواكه، وفقًا للمواصفات المطلوبة للتسويق أو التصدير.
- إعداد الدراسات اللازمة لزيادة الإنتاج الزراعي، بما يتناسب مع نوعه وظروف زراعته.
- استيراد أو تصنيع المعدات والوسائل الزراعية الحديثة التي من شأنها تطوير الإنتاج النباتي والحيواني.
- الاستفادة من الإمكانيات المتاحة، سواء عبر ممتلكات الجمعية أو التسهيلات التي توفرها الدولة للجمعيات التعاونية، إلى جانب الاستفادة من المبادرة الزراعية التي قدمتها الحكومة لدعم القطاع الزراعي.
- وضع برامج خاصة بأعمال وورش صيانة المعدات الزراعية.
- تعزيز الإرشاد الزراعي في الأرياف، مع تفعيل وسائل الاتصال وتبادل التجارب والخبرات بين المزارعين.
- تطوير الجمعية التعاونية الزراعية لتصبح مرجعية استشارية للمزارعين في الأرياف العراقية.
ــــــــــــــــــــــــ
*مهندس زراعي استشاري
************************************************
معرفة زراعية.. عن مكافحة الفطريات في الإنتاج العضوي
د. علي سالم
يشهد العالم لأسباب متنوعة ظواهر، من أبرزها ظاهرة الاحتباس الحراري، وزيادة كبيرة في الأمراض الفطرية، التي باتت أحد الأسباب الرئيسية للمشاكل الاقتصادية الخطيرة، التي يعاني منها المزارعون ولاسيما منتجي الخضار والفواكهة، فيما ينذر الإرتفاع المنتظر بدرجات حرارة الأرض ومعدلات الرطوبة النسبية بتفاقم المشكلة. وتعّد أمراض التعفن التي تسببها فطريات Neofabraea sp و Colletotrichum sp. والعفن الأخضر الذي يسببه sp. Penicillium والبني الذي يسببه Botrytis cinerea وكذلك العفن الأسود الذي يسببه Monilinia sp. من أكثر مصادر هذه الخسائر. وفي الزراعة العضوية، حيث يُمنع استخدام المبيدات الفطرية، تتضاعف المشكلة، معيقة بدرجة كبيرة تواصل هذا النوع الهام من الإنتاج، مما دفع المختصين للبحث عن بدائل طبيعية لهذه المبيدات.
وقد توصلت الدراسات للكثير من النتائج، كان من بينها التعرف على ما لبعض المركبات النشطة بيولوجيًا مثل الزيوت النباتية، المستخرجة من التوابل والأعشاب، والتي تستخدم عادة في نظامنا الغذائي اليومي، من تأثيرات مثبطة على العدوى الفطرية.
وفي الأونة الأخيرة بات يُنصح برش الأشجار أو معاملة الثمار بزيوت مثل الأوجينول، المستخلص من القرنفل بنسبة 2 ملغم باللتر، والثيمول، المستخلص من الزعتر بنسبة 40 ملغم باللتر، والسيترال، المستخلص من عشبة الليمون البري بنسبة 200 ملغم باللتر، وليسيثين الصويا بنسبة 50 ملغم باللتر، والمنثول المستخلص من الريحان بنسبة 1500 ميكروليتر في اللتر، وكذلك مادة اركيسيسنول، المستخلصة من نخالة الشعير بنسبة 2 في المائة. كما يعمد أيضاً لعمل خليط مائي من مادتي الأوجينول والثيمول لزيادة التأثير الإيجابي لكليهما قياساً بإستخدامهما كل على حدة.
ولعلنا في العراق، بأمس الحاجة لتطوير هذا العمل، ليس لتعزيز انتاجنا البيئي من الخضروات والفواكه فحسب، بل ولإمكانية زراعة هذه الأعشاب، وبأصناف تحتوي على نسب عالية من المادة الفعالة، فالزعتر المنتج في بلادنا مثلاً، يحتوي على أربعة أضعاف الثيمول الذي يحتويه الزعتر المنتج في أوربا.
**********************************************
نظرة على صناعة الدواجن في العراق
عبد الكريم عبد الله بلال*
قبل أيام، اشتكى مجلس محافظة بغداد من وجود كميات كبيرة من البيض التالف والفاسد المستورد في الأسواق المحلية، موسوم بأختام تُنسب إلى الإنتاج العراقي. وكالعادة، فإن العديد من الصناعات العراقية التي حققت الاكتفاء الذاتي تعرضت لانتكاسات نتيجة الاستيراد غير المنظم من قبل بعض التجار والمتنفذين، مثل صناعات الألبان والتمور والطماطم وغيرها، مما أثر عليها سلبًا وأدى إلى توقف العديد من المشاريع، وتكبيد المنتجين العراقيين خسائر كبيرة، فضلًا عن زيادة معدلات البطالة بسبب خروج العملة الصعبة العراقية إلى الخارج. ولم يكن ذلك بسبب عدم تطبيق قانون حماية المنتج العراقي فحسب، بل لعوامل أخرى سنأتي على ذكرها لاحقًا.
وفي هذا السياق، لا بد من إلقاء نظرة على صناعة الدواجن في العراق، سواء في مجال دجاج اللحم، أو إنتاج بيض المائدة، أو بيض التفقيس.
يوجد في العراق ما يقارب 7000 مشروع دواجن لإنتاج دجاج اللحم، منها حوالي 3000 مشروع متوقف عن العمل. كما يوجد ما بين 400-500 مشروع لإنتاج بيض المائدة، تنتج ما يقارب 7-8 مليارات بيضة سنويًا، ويسهم هذان القطاعان في تحقيق ما يقارب 80 بالمائة من الاكتفاء الذاتي، وأحيانًا يصل الإنتاج إلى مستوى يسد الحاجة المحلية بالكامل. كذلك، يوجد أكثر من 261 مفقسا، تنتج أكثر من 1.3 مليار فرخة سنويًا.
ورغم ترابط حلقات الإنتاج، فإن إنتاج أمهات بيض المائدة واللحم يبقى الحلقة الأضعف، حيث إن 95 بالمائة من بيض التفقيس يتم استيراده من الخارج، بسبب تدمير البنى التحتية، مثل حقول الأمهات في سامراء وغيرها، على يد تنظيم داعش. وبشكل عام، فإن هذه المشاريع، سواء الكبيرة أو المتوسطة أو الصغيرة، توفّر فرص عمل لما يقارب مليون عامل، وفقًا لتصريحات مدير عام الثروة الحيوانية.
التحديات التي تواجه صناعة الدواجن في العراق
يشكو أصحاب المشاريع من إدخال البضائع المستوردة خلال فترات فائض الإنتاج المحلي، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة. كما يعانون من ارتفاع أسعار الأعلاف بسبب ارتفاع سعر الدولار، حيث بلغ سعر الطن الواحد من كسبة فول الصويا حوالي مليون دينار عراقي، إلى جانب ارتفاع أسعار البروتين الحيواني والإضافات العلفية.
كما تشكّل ندرة اللقاحات والأدوية البيطرية في المستشفيات والمستوصفات البيطرية تحديًا كبيرًا، بالإضافة إلى مشكلة توفير الطاقة الكهربائية وارتفاع أسعار الوقود. كذلك، هناك ضعف في الدعم الحكومي، سواء في توفير المستلزمات التي ذُكرت أعلاه، أو في منح القروض لإنشاء المشاريع أو تشغيلها، مما أدى إلى توقف العديد من المشاريع، مثلما حدث في محافظة واسط، حيث توقف أكثر من 50 مشروعًا لإنتاج بيض المائدة عن العمل.
ومن المشكلات الأخرى، وجود أكثر من 2400 مشروع دواجن تعمل بشكل غير مجاز، وتعاني من تعثر شديد. كل هذه العوامل تستوجب البحث عن حلول جذرية لمعالجة العراقيل التي تحدّ من نمو صناعة الدواجن، نظرًا لأهميتها في تحقيق الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل واسعة.
الإجراءات المطلوبة لدعم قطاع الدواجن
- تطبيق قانون حماية المنتج المحلي، من خلال وضع آليات فعالة لتنفيذه، ومراقبة الأسواق المحلية لمنع دخول المنتجات الأجنبية، خصوصًا من دول الجوار، وإنزال أشد العقوبات بالمستوردين غير القانونيين، مع إتلاف البضائع الفاسدة والتالفة، وإيقاف الاستيراد نهائيًا خلال فترات ذروة الإنتاج المحلي.
- معالجة مشكلة مشاريع إنتاج الأمهات، عبر إعادة تأهيل المشاريع التي تعرضت للتخريب، وتوفير التسهيلات اللازمة للاستثمار في هذا المجال، مثل تخصيص الأراضي، وتقديم القروض، ومنح إجازات استيراد التجهيزات الضرورية.
- توفير الطاقة الكهربائية لمشاريع الدواجن بنوعيها اللحم والبيض، نظرًا لحاجتها الكبيرة إلى التكييف، خاصة في ظل الظروف الجوية الحارة في العراق.
- توفير الوقود لأصحاب المشاريع لتعويض انقطاعات الكهرباء، بما يضمن تشغيل المولدات الخاصة بأسعار مدعومة، مع منحهم الأولوية في تزويد الوقود.
- منح القروض المصرفية لمشاريع الدواجن من خلال المصرف الزراعي، لتوفير السيولة المالية اللازمة لإنشاء المشاريع أو تطويرها.
- توفير اللقاحات والعلاجات البيطرية من أحدث المناشئ العالمية الموثوقة، والعمل على تطوير إنتاجها محليًا لضمان توفرها.
- توفير الأعلاف لمربي الدواجن بجميع أنواعها بأسعار مدروسة، بحيث تتناسب مع أسعار منتجات الدواجن في الأسواق، وتحقق توازنًا اقتصاديًا للمنتجين.
- تنظيم دورات إرشادية لمربي الدواجن والعاملين في القطاع، تشمل الإدارة الحديثة، وأساليب الحماية البيطرية، وأفضل الممارسات في تربية الدواجن.
- معالجة مشكلة المشاريع غير المجازة، من خلال تقديم التسهيلات الإدارية والمالية لها، بما يتيح لها الاستفادة من الدعم الحكومي، كونها تساهم في تحقيق الأمن الغذائي الوطني.
إن صناعة الدواجن في العراق تعدّ من القطاعات الحيوية التي يمكن أن تسهم بشكل مباشر في دعم الأمن الغذائي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير فرص عمل كبيرة. لذا، فإن اتخاذ إجراءات حقيقية وفعالة لدعم هذا القطاع سيعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، ويحقق استقرارًا أكبر للأسواق المحلية.
ــــــــــــــــــــــــــ
*مهندس زراعي استشاري
*****************************************************
واقع الصحة الحيوانية في العراق
د. نعمة ياسين عكظ
في الأيام القليلة الماضية، هلكت أعداد كبيرة من الحيوانات (الأبقار والجاموس) في العديد من المحافظات، وتم تشخيص المرض على أنه الحمى القلاعية، وهو مرض فيروسي يصيب الماشية ذات الأظلاف (الجاموس، الأبقار، الأغنام، والخنازير). يسببه فيروس يحتوي على حامض RNA، ما يمنحه القدرة على تغيير تركيبه الوراثي من حين لآخر، فتظهر فصائل جديدة أكثر خطورة تؤدي إلى خسائر فادحة في الإنتاج الحيواني.
للمرض سبعة أنواع مصلية (A – B – C – SAT1 – SAT2 – SAT3 – ASIE1)، وهو معروف منذ عام 1897م، حيث أثبت فريدريك لوفلر أن الحمى القلاعية ذات أصل فيروسي. ينتشر المرض على نطاق عالمي، لكن بعض الدول استطاعت القضاء عليه نهائيًا.
أعراض المرض
تشمل أعراض الحمى القلاعية ارتفاعًا شديدًا في درجة الحرارة يستمر لثلاثة إلى أربعة أيام، ثم ينخفض ليصاحبه ظهور بثور في الفم تؤدي إلى سيلان مفرط للعاب، إضافةً إلى ظهور بثور على القدمين بين الأظلاف، مما يسبب العرج. كما يؤدي إلى فقدان الوزن، وانخفاض إنتاج الحليب، وقد يتسبب في هلاك الحيوانات الصغيرة.
أهمية الصحة الحيوانية
إن انتشار هذا المرض، وما يسببه من خسائر اقتصادية كبيرة، إضافة إلى تفشي أمراض أخرى مثل الحمى النزفية، التي تعدّ مرضًا خطيرًا ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، يستوجب دراسة واقع الصحة الحيوانية في العراق، ودور المؤسسات البيطرية في التصدي للأمراض الوبائية والانتقالية، وكذلك مسؤولية الدولة في هذا الشأن.
تراجع منظومة الصحة الحيوانية
في أعوام 2005 وما بعدها، كنتُ أعمل في أحد المستشفيات البيطرية، حيث كانت الدوائر البيطرية تركز على الرصد الوبائي بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة (FAO). تم حينها تشكيل شعب وبائية في المستشفيات البيطرية، وشراء الأجهزة اللازمة، وإرسال الكوادر إلى الخارج للتدريب. كانت هذه الشعب تدرس الأمراض الخطيرة، وتتخذ الإجراءات المناسبة فورًا بالتنسيق مع الجهات المختصة، مثل فرض الحجر الصحي في مناطق الإصابة، أو منع انتقال الحيوانات، أو حتى إعدام الحيوانات المصابة، كما حدث خلال انتشار إنفلونزا الطيور. كما كان يتم تنفيذ حملات تلقيح واسعة تبدأ من المناطق المحيطة بالبؤر المرضية.
إلا أن هذا النهج لم يستمر طويلًا، حيث تراجع العمل في الشعب الوبائية بسبب نقص الكوادر، وإهمال الدولة لقطاع الثروة الحيوانية. فمنذ عام 1989، لم يتم تعيين أطباء بيطريين إلا بأعداد محدودة جدًا، وفي السنوات الأخيرة، أُغلقت بعض المستوصفات البيطرية بسبب نقص الكادر، بينما يعمل بعضها الآخر بطبيب واحد أو اثنين فقط.
تأثير الصحة الحيوانية على الإنسان
للصحة الحيوانية بعدان رئيسيان:
- الجانب الاقتصادي: لما للثروة الحيوانية من دور أساسي في دعم الاقتصاد الوطني.
- الجانب الصحي: هناك مئات الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والتي تنتقل بطرق مختلفة، وكثير منها خطير للغاية. لذا، فإن الاهتمام بالصحة الحيوانية يُعدّ الخط الدفاعي الأول لحماية صحة الإنسان.
ورغم أهمية هذا القطاع، إلا أن السلطة أهملته إهمالًا تامًا، إما عن قصد أو بسبب سوء الفهم لأهمية هذا المجال.
توصيات للنهوض بواقع الصحة الحيوانية
- تطبيق قانون التدرّج الطبي البيطري، لرفد المؤسسات البيطرية بالكوادر المدربة.
- إعادة تفعيل الرصد الوبائي، وتوفير مستلزماته، وتدريب الكوادر البيطرية بشكل مستمر.
- إنشاء مختبرات تشخيصية في كل محافظة، وتجهيزها بأحدث الأجهزة، وتوفير الكوادر المختصة.
- توفير الأدوية واللقاحات من شركات عالمية معروفة، وقصر استيرادها على مديرية البيطرة، مع حصر التلقيح بالمؤسسات البيطرية الرسمية، وتشديد الرقابة على الأدوية المستوردة من قبل القطاع الخاص.
- ضمان توفر الأدوية واللقاحات البيطرية في المستشفيات والمستوصفات البيطرية، وتجهيزها بأحدث المعدات.
- إصدار قانون لتعويض أصحاب المواشي في حالة إتلاف الحيوانات المصابة ضمن بؤر المرض، لضمان التزام المربين بالإجراءات الوقائية.
- فرض رقابة مشددة على دخول الحيوانات ومنتجاتها، وإخضاعها للحجر الصحي لحين التأكد من خلوها من الأمراض.
- إنشاء معهد لتدريب الكوادر الوسطية البيطرية، لضمان وجود كوادر مؤهلة لدعم العمل البيطري في البلاد.
ختامًا، إن الاهتمام بالصحة الحيوانية ضرورة لا يمكن إغفالها، ليس فقط لحماية الثروة الحيوانية، بل لضمان الأمن الصحي والاقتصادي للبلاد.
************************************************
الصفحة الثامنة
الشيوعيون يهنئون المعلمين بعيدهم
بابل
زار وفد من محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي، نقابة المعلمين فرع بابل بمناسبة الأول من آذار، عيد المعلم.
وكان في استقبال الوفد الأستاذ ثائر وحيد الجبوري، نقيب المعلمين في بابل، وأعضاء الهيئة الإدارية للنقابة الذين رحبوا بالوفد بحفاوة وتكريم. خلال الزيارة، قدم الوفد باقة من الورود إلى النقيب وأعضاء الهيئة الإدارية، حيث عبر النقيب عن شكره وامتنانه لهذه المبادرة الكريمة، مشيدًا بمواقف الحزب الشيوعي الوطنية والاجتماعية والسياسية.
كما تم تبادل الآراء حول العملية التربوية في العراق، حيث تم التأكيد على أهمية رفع المستوى التعليمي والعلمي في المدارس الحكومية، ودعمها لتوفير خدمات أفضل للطلاب. كما جرى الحديث عن ضرورة إعادة النظر في تنظيم المدارس الأهلية التي تتزايد أعدادها بشكل مستمر.
وفي ختام الزيارة، ودع الوفد بمثل ما استُقبل به من حفاوة وتقدير، متمنين للجميع التوفيق والنجاح في جهودهم للنهوض بواقع محافظة بابل، التي تعد مهد الحضارات الأولى، نحو مزيد من التقدم والازدهار.
وضم الوفد الرفاق: د. علي إبراهيم، عضو المختصة الثقافية المركزية، علي عبد الزهرة، عضو محلية بابل، عماد هداوي، كاظم الخفاجي، علي الويسي، وصادق النداوي.
كربلاء
لمناسبة عيد المعلم، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في كربلاء نقابة المعلمين في المدينة، حيث قدم التهاني والتبريكات للأسرة التربوية والتعليمية في العراق، متمنين لهم التقدم والازدهار العلمي والمعرفي في عراق الرافدين الخالي من الأمية والجهل.
وقدمت الرفيقة الحقوقية كوثر كاظم ناصر، نيابة عن الوفد، باقة ورد لنقيب المعلمين الدكتور خالد مرعي، الذي تسلّمها بدوره، معبرًا عن شكره وتقديره لهذه المبادرة الطيبة. وفي كلمته، تمنى نقيب المعلمين للرفاق الشيوعيين الموفقية والنجاح في خدمة عراق متقدم مزدهر ينعم بالأمان والسلام تحت ظل خيمة العراق الموحد.
وقد استقبل الوفد بالحفاوة والترحاب من قبل نقيب المعلمين، حيث أظهرت الزيارة أجواء من التعاون والاحترام بين النقابة والحزب الشيوعي في كربلاء.
ميسان
في مناسبة عيد المعلم، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان، نقابة المعلمين في المحافظة.
الوفد الذي تقدمه سكرتير المحلية، هنأ إدارة النقابة وأعضاءها في المناسبة، وقدم لهم باقة ورد. وخلال اللقاء تحدث سكرتير المحلية عن الدور الكبير الذي يضطلع به المعلمون في المجتمع. فيما تطرق إلى أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه المعلم اليوم، في ظل أزمة السكن وصعوبات المعيشة والدوام الثنائي والثلاثي، داعيا النقابة إلى الضغط من أجل تحسين الظروف المعيشية للمعلمين.
هذا وشكرت النقابة الشيوعيين على زيارتهم، مثمنة مواقف الحزب المساندة لجميع شرائح المجتمع.
الديوانية
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، مقر نقابة المعلمين لتقديم التهاني بمناسبة عيد المعلم. وقد قوبل الوفد بالترحاب الكبير من قبل الهيئة الإدارية للنقابة. وأثناء الزيارة، تم التباحث حول ضرورة تحسين ظروف حياة المعلمين، باعتبارهم الطليعة الواعية في المجتمع، مع التأكيد على أهمية الاهتمام الاستثنائي بواقعهم. وتشكّل الوفد من الرفاق نعيم المرمضي، سرحان عودة، عادل الزيادي، ومكي الأطرقجي. وقد لاقى الوفد استحسانًا كبيرًا لهذه الزيارة التي تم خلالها تقديم باقة ورد تسلمها نقيب المعلمين في الديوانية، الأستاذ مهند البعاج.
ديالى
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى نقابة المعلمين في المحافظة، لتقديم التهاني في مناسبة عيد المعلم الأول من آذار.
وجرى استقبال الوفد بحفاوة من قبل رئيس النقابة محمد علي حيدر الجبوري ونائبه حيدر علوان كريم وأعضاء الهيئة الإدارية ومسؤولي القطاعات.
وقدم سكرتير اللجنة المحلية الرفيق صالح المصرفي، باقة ورد إلى النقابة في المناسبة، مشيدا بدور المعلم الكبير في المجتمع، ومؤكدا وقوف الحزب إلى جانب المعلمين، وتبنيه مطالبهم.
***********************************************
البيت الوطني يزور مقر شيوعيي الشطرة لبحث التحالفات والاستعداد للانتخابات
الشطرة - احمد طه
استقبلت محلية الشطرة للحزب الشيوعي العراقي يوم الاحد الماضي وفدًا من حزب البيت الوطني العراقي، في لقاء سياسي تناول أبرز الملفات الراهنة، وفي مقدمتها الانتخابات البرلمانية المقبلة والتحالفات الانتخابية المرتقبة.
حيث شهد الاجتماع نقاشًا معمقًا حول أهمية توحيد الجهود بين القوى المدنية والديمقراطية، بهدف تشكيل تحالف انتخابي واسع قادر على تحقيق تمثيل حقيقي للقوى التشرينية والمستقلين داخل البرلمان، بعيدًا عن الأحزاب التقليدية التي تمتلك أجنحة مسلحة أو سجلًا في الفساد السياسي.
كما تم بحث آليات توسيع القاعدة الجماهيرية، وتعزيز التواصل مع مختلف الفئات الشعبية لضمان دعم أكبر للتحالف المدني المقبل.
وأكد الطرفان على ضرورة استمرار الاجتماعات الدورية بين القوى المدنية، لمتابعة تطورات العملية الانتخابية وتنسيق الجهود، بما يحقق أهداف التحالف الوطني المرتقب. كما تم التأكيد على رفض التعاون مع أي جهات سياسية تمتلك ميليشيات مسلحة أو تورطت في قضايا فساد.
خلص الاجتماع إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجهود بين الأحزاب المدنية والمستقلين، لتعزيز فرص النجاح في الانتخابات، وتقديم بديل سياسي يعبر عن تطلعات الشعب العراقي، في ظل الحاجة الملحّة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية تخدم المواطن العراقي وتعزز المسار الديمقراطي.
****************************************************
شيوعيو المثنى يزورون الرفيق منخي جوعان
المثنى ـ عبد الحسين السماوي
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى، الرفيق منخي جوعان في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته بعد إصابته بوعكة صحية أقعدته الفراش.
وخلال الزيارة، تبادل الرفاق الأحاديث حول عدة مواضيع هامة، أبرزها ذكرى يوم الشهيد الشيوعي، بالإضافة إلى مناقشة الانتخابات البرلمانية القادمة والتحالفات السياسية التي يجريها الحزب من أجل بناء دولة العدالة والتغيير، ومكافحة الفساد الذي ينخر في مفاصل الدولة العراقية.
من جانبه، شكر الرفيق جوعان الوفد الزائر، مؤكدًا أن الحزب الشيوعي قد عوّده دائمًا على متابعة أحوال الرفاق الصحية والشخصية، ما يعكس عمق العلاقة الطيبة والتواصل الاجتماعي القوي بين أعضاء الحزب.
يُذكر أن الرفيق منخي جوعان هو من الشيوعيين القدامى في قضاء الخضر، وقد تعرض للسجن السياسي وقدم العديد من المواقف الوطنية المشهود لها بالبطولة في مواجهة الأنظمة الطاغية التي حكمت العراق.
*********************************************
شيوعيو ميسان يزورون عائلة الشهيد عبد الحسين أحمد
العمارة – طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان عائلة الشهيد عبد الحسين احمد، في منزلها.
وقدم الوفد إلى العائلة لوحا تقديريا، مثمنا تضحيات الشهيد ومواقفه ومبادئه السامية.
كما استذكر مسيرته النضالية في صفوف حركة الأنصار.
***********************************************
المحلية العمالية تزور عائلات شهداء وتتفقد رفاقا مرضى
بغداد - عامر عبود الشيخ علي
في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي، زار وفد من اعضاء اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، صباح الجمعة الماضية، عائلتي الشهيدين محمد ياسين الساعدي ومهدي حسين مشيل، في منزليهما.
ونقل الوفد إلى العائلتين تحيات قيادة الحزب ورفاق المحلية العمالية. فيما ألقى الضوء على المآثر البطولية للشهيدين وتضحيتهما بحياتهما من اجل كرامة الوطن والشعب.
من جانبيهما، أعربت عائلتا الشهيدين عن اعتزازهما بتواصل الحزب معهما. وحملتا الرفاق التحيات إلى قيادة الحزب.
وقلد سكرتير المحلية الرفيق حسين حسن، شقيقي الشهيدين قلادة في المناسبة.
من جانب آخر، زار الوفد الرفيق عبد الكريم جابر (ابو نصير) في منزله، للاطمئنان عن وضعه الصحي. كما زار الرفيق عباس شلش، لمتابعة حالته الصحية بعد خضوعه إلى عملية جراحية كبرى.
*************************************************
الصفحة التاسعة
تصفيات المونديال تحديد موعد تجمع المنتخب استعداداً لملاقاة الكويت
متابعة ـ طريق الشعب
حدد الاتحاد العراقي لكرة القدم أمس الاثنين، موعداً لتجمع المنتخب الوطني استعداداً لملاقاة نظيره الكويتي في إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وقال عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم، فراس بحر العلوم، إن تحديد هذا الموعد جاء بالتنسيق مع المدرب الإسباني للمنتخب الوطني، خيسوس كاساس، حيث سيبدأ المنتخب تدريباته في مدينة البصرة. وأضاف بحر العلوم أن التجمع سيكون في البداية مع اللاعبين المحليين، على أن يلتحق بالمعسكر تدريجياً اللاعبون المحترفون.
وأشار بحر العلوم إلى أن مباراة العراق مع الكويت ستكون "مفصلية ومهمة للغاية"، مؤكداً أن المنتخب الوطني لا يحتمل أي تلكؤ في هذه المباراة، خاصة وأن العراق بحاجة ماسة إلى الفوز بالنقاط لتعزيز فرصه في التأهل إلى كأس العالم 2026.
وأوضح بحر العلوم أن الاتحاد العراقي لكرة القدم وفر جميع الاحتياجات اللازمة للاعبين والجهاز الفني من أجل ضمان التحضير الأمثل لهذه المباراة الحاسمة، مشيراً إلى أن الهدف هو تحقيق الانتصار والتقدم خطوة نحو التأهل.
وأعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، توجيه خطاب اعتراض إلى الاتحادين الدولي والآسيوي، يرفض فيه إقامة مباراة منتخب العراق أمام نظيره الفلسطيني في الأردن، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم. ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، فيما سيتم تحديد المقعدين المتبقيين لقارة آسيا عبر الدور الرابع في الملحق القاري، مع فرصة إضافية لمقعد آخر من خلال الملحق العالمي.
ومن المقرر أن يستضيف العراق نظيره الكويتي في البصرة يوم 20 آذار 2025، ضمن الجولة السابعة من منافسات المجموعة الثانية للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.
***********************************************
ريال مدريد وأتلتيكو في قمة مواجهات ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا
متابعة ـ طريق الشعب
تُقام اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، مباريات الذهاب لدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، حيث تلتقي الفرق التي احتلت المراكز الثمانية الأولى في مرحلة المجموعات مع الفرق الثمانية التي تأهلت من الملحق المؤهل لهذا الدور.
وتتجه الأنظار، خصوصًا في إسبانيا، إلى ملعب "سانتياغو برنابيو" في مدريد، حيث يلتقي ريال مدريد مع أتلتيكو مدريد في ديربي مثير ضمن أولى مواجهات هذا الدور.
وتأهل أتلتيكو مدريد لدور الـ16 بعدما احتل المركز الخامس في مرحلة المجموعات، بينما اجتاز ريال مدريد عقبة مانشستر سيتي في الملحق بعد أن فشل في التواجد ضمن المراكز الثمانية الأولى. يدخل الفريقان اللقاء بعد نتائج متباينة في الدوري الإسباني، حيث تعثر ريال مدريد أمام ريال بيتيس في آخر جولة، مما جعله يتراجع للمركز الثالث، بينما يواصل أتلتيكو مدريد تحقيق الانتصارات ويستمر في المنافسة على صدارة الدوري.
تجدر الإشارة إلى أن الفريقين سبق أن تقابلا في نهائي دوري أبطال أوروبا في عامي 2014 و2016، وستكون هذه المواجهة بمثابة اختبار حاسم لمصير كل منهما في البطولة هذا الموسم.
وفي ذات اليوم، ستشهد البطولة أيضًا عدة مواجهات أخرى، أبرزها لقاء أستون فيلا الإنكليزي مع كلوب بروج البلجيكي، ولقاء ليل الفرنسي مع بوروسيا دورتموند الألماني، بينما يلتقي آيندهوفن الهولندي مع آرسنال الإنجليزي.
أما يوم الأربعاء، فسيشهد واحدة من أبرز المباريات في ألمانيا حيث يلتقي بايرن ميونخ مع باير ليفركوزن. ستكون هذه المباراة محط أنظار الجميع في ظل المنافسة الشرسة بين الفريقين في الدوري الألماني، حيث يسعى بايرن ميونخ لتعويض فشله في الفوز على ليفركوزن في آخر 6 مواجهات بينهما.
من جهة أخرى، سيجمع اللقاء بين باريس سان جيرمان وليفربول أنظار عشاق الكرة الأوروبية، حيث يسعى فريق العاصمة الفرنسية لاستمرار هيمنته بعد الفوز الكبير على بريست في الملحق، بينما يطمح ليفربول لتحقيق المزيد من النجاح في البطولة بعد تصدره مرحلة المجموعات. كما ستجمع مواجهات أخرى بين فينورد الهولندي وإنتر ميلان الإيطالي، وبنفيكا البرتغالي وبرشلونة الإسباني.
***********************************************
المنتخب العراقي لكرة القدم الشاطئية يشارك في نهائيات كأس آسيا
متابعة ـ طريق الشعب
يشارك المنتخب العراقي لكرة القدم الشاطئية في نهائيات كأس آسيا للعبة بنسختها الحادية عشرة، والتي ستُقام في تايلاند خلال شهر آذار الحالي بمشاركة 16 منتخباً آسيوياً.
وتم تعيين كادر تدريبي إيراني لقيادة المنتخب في البطولة، حيث يضم الكادر المدرب الإيراني عباس رضا هاشمبور، بالإضافة إلى مدرب حراس المرمى سيد بيمان حسيني.
أسفرت قرعة البطولة عن وقوع المنتخب العراقي في المستوى الرابع، إلى جانب منتخبات إندونيسيا، الهند، وفيتنام.
وتستضيف تايلاند النسخة الحادية عشرة من البطولة للمرة الثالثة في تاريخها، حيث ستُقام المنافسات على شاطئ جومتين في مدينة باتايا خلال الفترة من 20 إلى 30 آذار الحالي.
وفي سياق آخر، تنطلق منافسات الدور نصف النهائي لبطولة دوري العراق لكرة القدم الشاطئية، حيث ستُقام مباراتان في هذا الدور. في المباراة الأولى، يلتقي فريق قزانية مع فريق المصافي، بينما ستجمع المباراة الثانية فريق المصافي مع فريق شهربان.
وتُقام المباراتان على ملاعب وزارة الشباب والرياضة لكرة القدم الشاطئية.
**********************************************
دوري نجوم العراق.. ديربي الشرطة والطلبة ختام مباريات الجولة 22
بغداد ـ طريق الشعب
تختتم مباريات الجولة 22 من منافسات دوري نجوم العراق لكرة القدم، حيث تقام مباراتان في غاية الأهمية. المباراة الأولى تجمع فريق الشرطة مع الطلبة في قمة كروية ينتظر منها الكثير من الإثارة والتشويق، بينما يلتقي في المباراة الثانية فريقا الكرمة ونوروز.
وفي باقي مباريات الجولة، حقق فريق الكرخ فوزاً ثميناً على مضيفه نفط ميسان بنتيجة 2-1 في مباراة جرت على ملعب ميسان الأولمبي. انتهت أحداث الشوط الأول بالتعادل 1-1، حيث سجل الكرخ أولاً عن طريق بنيامين آكور في الدقيقة 16، ثم عاد نفط ميسان لتعادل النتيجة بواسطة ديمي داوده في الدقيقة 31. وفي الشوط الثاني، سجل إيفياني كيلفن هدف الكرخ الثاني في الدقيقة 68، ليحسم اللقاء لصالحهم. ورفع الكرخ رصيده إلى 28 نقطة في المركز 12، بينما تجمد رصيد نفط ميسان عند 32 نقطة في المركز 8.
وفي مباراة أخرى، تعادل فريق نفط البصرة مع ضيفه كربلاء من دون أهداف، في لقاء أقيم على ملعب الفيحاء بمحافظة البصرة. ورفع نفط البصرة رصيده إلى 22 نقطة في المركز 16، بينما رفع كربلاء رصيده إلى 16 نقطة في المركز 18.
كما تعادل فريقا القوة الجوية والنفط سلبياً من دون أهداف في مباراة جرت على ملعب الشعب الدولي. شهد اللقاء طرد لاعب النفط ديار ياخي في الدقيقة 38، ليكمل الفريق المباراة بعشرة لاعبين. ورفع القوة الجوية رصيده إلى 38 نقطة في المركز الرابع، بينما رفع النفط رصيده إلى 30 نقطة في المركز 11.
وفي مباراة أخرى، فاز فريق ديالى على ضيفه فريق الحدود بنتيجة 2-0 في المباراة التي أقيمت على ملعب المدينة الدولي في بغداد. سجل ديالى الهدفين في الشوط الأول، الأول في الدقيقة 7 بواسطة أيمن الصفاقصي، والآخر من ركلة جزاء نفذها محمد جفال في الدقيقة 45+1. ورفع ديالى رصيده إلى 13 نقطة في المركز 19، بينما تجمد رصيد الحدود عند النقطة 13 في المركز 20.
***********************************************
وقفة رياضية.. البناء الثقافي والمعرفي للاعب الرياضي
منعم جابر
إن البناء الثقافي والمعرفي لأبطال الرياضة العراقية وتسلحهم بالمعارف والمعلومات الرياضية هو أمر مطلوب أمام رياضيينا ونجوم ألعابنا، ويشكل دافعاً قوياً للرياضي في مجاله أو في مجالات الحياة المختلفة.
وكلما كان البطل الرياضي متمكناً في اختصاصه، أصبح نجماً لامعاً في لعبته، وهنا نجد أن الرياضي الواعي والمثقف يساهم في الارتقاء بزملائه في الفريق أو المجموعة.
إننا في الوسط الرياضي نعاني من تدني المستوى الثقافي لعموم الفرق الرياضية، فالجهل والأمية تنعكس سلباً على القطاع الرياضي، أما المستوى المتقدم في الوعي فيلعب دوراً فاعلاً في البناء الثقافي والمعرفي للرياضيين. فالقدرة على معرفة خطط اللعب وإتقان اللاعب لواجباته تعتمد أساساً على ثقافة اللاعب ومدى معرفته بأسرار اللعبة، وبالتالي دوره في تقديم الأداء الأفضل في مسيرته الرياضية. وهذا ما كان بعض المدربين يمارسونه تجاه اللاعبين من حيث فسح المجال أمامهم لمناقشة خطط اللعب، مما يوفر فرصة للاعبين لطرح أفكارهم من خلال مداخلاتهم. وهذا التوجه مطلوب وبقوة، وخاصة مع الأعمار الصغيرة، حيث إن البدء المبكر في البناء الثقافي يساهم بشكل كبير في تحقيق الإنجاز الرياضي.
إن رياضيي اليوم مطالبون باحترام قرارات الحكام حتى وإن كانت خاطئة، وعدم الاعتراض عليها بعنف لا مبرر له. وهذا يعتمد بشكل رئيسي على البناء الثقافي والفكري الذي يحمله اللاعبون.
أحبتي، يا قادة المنتخبات والأندية الرياضية، وأنتم تشاركون في المنافسات الدولية بكل ألعابها، أنتم مطالبون بالارتقاء في المستوى الثقافي والفكري الذي يساهم في نجاح فرقكم وألعابكم. ولتكن البداية مع الأعمار الصغيرة والفئات العمرية، لأنها أساس الرياضة، وعن طريقها تضمنون اللبنة الأولى في تحقيق الإنجاز الرياضي ومعرفة الرياضيين مبكراً لواجباتهم ومسؤولياتهم.
نتمنى لأبطال الرياضة وألعابها أن يكونوا نماذج حية للأجيال القادمة من الرياضيين.
**************************************************
دهوك يتعاقد مع الفرنسي جاكو
دهوك ـ طريق الشعب
أعلن نادي دهوك الرياضي، أمس الاثنين، عن تعاقده مع المدافع الفرنسي كيفن جاكو لتعزيز صفوف الفريق في منافسات الموسم الحالي.
وذكر بيان صادر عن النادي أن "الهيئة الإدارية للنادي تعاقدت بشكل رسمي مع المدافع الفرنسي، كيفن جاكو، لدعم الخط الدفاعي للفريق في الموسم الحالي".
وأضاف البيان أن "اللاعب يمتلك خبرة واسعة في اللعب على الجهة اليسرى، حيث سبق له تمثيل عدة أندية أوروبية، أبرزها إف سي بيل بيان وإف سي ثون في الدوري السويسري، إلى جانب تجربتين مع ناديي يوا كونياك ومارينيان جي إف سي في فرنسا".
*****************************************************
الصفحة العاشرة
الدارمي والصراع الطبقي
محمد علي محيي الدين
كان العراق يرزح تحت نير الاستعمار والتسلط الأجنبي منذ استيلاء الأتراك على مقدراته السياسية حتى انبثاق ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة 1958م وكان المجتمع العراقي يقسم إلى طبقات تتباين في تكوينها الاجتماعي بحسب الوضع الاقتصادي الذي تعيش فيه، ففي المجتمع الريفي تسلط الإقطاعيون على رقاب الفلاحين واستغلوا جهودهم لتحقيق المكاسب المادية، والسيطرة على الأراضي الزراعية، وفرضوا على الفلاحين قوانين العمل بما يكفل مصالحهم وينمي مواردهم، فكان لمالك الأرض غالبية الأرباح ولا ينال المزارع ألا النزر اليسير، الذي لا يقوم بأوده ولا يسد رمقه، ولا يفي بحاجاته اليومية، لذلك نلاحظ البون الشاسع بين حياة الفلاحين البائسة وحياة الملاكين المترفة، فنشأ جراء ذلك فارق طبقي حاد بين الاثنين، مما أدى إلى تفاقم المشكلة وتوسيع الشقة بين طبقات المجتمع. وكان لبعض لرجال الدين الذين اتخذوا الدين سلعة لتحقيق مأربهم على حساب الطبقات المستغلة أثره في نشر المفاهيم الدينية الخاطئة، بما أذاعوا من سنن وتعاليم تتناقض ومبادئ الدين الحنيف، فروجوا للفكر الخانع ونشروا المفاهيم الداعية إلى القبول بالواقع وعدم السعي لتغيره لأنه من الإرادة السماوية التي لا يجوز مقاومتها والثورة عليها.
والشعر انعكاس للواقع وصورة ناطقة للوضع الاجتماعي المعاش، لذلك نلاحظ أن الشعر الشعبي والدارمي خاصة طرح مفاهيم وأفكار تباينت في تفسير الواقع وسعت لتغييره ضمن إمكاناتها الخاصة، لذلك كان الدارمي هو المعبر الأصيل عن هموم الإنسان ومعاناته وقد حفل بكثير من النماذج المعبرة عن التمايز الطبقي، وأشكال الظلم والتعسف التي عانى منها الكادحون وقت ذاك.
ومن النصوص المعبرة عن المعاناة من استغلال الإقطاعيين والملاكين للطبقات الفلاحية ما عبر عنه هذا الدارمي الذي يصف الحالة العامة للفلاح العراقي، فالفلاح الذي يعمل ليلاً ونهاراً في كري الأنهار وزراعة الأرض وحصادها يشاركه في ذلك أفراد عائلته، ناظراً إلى السماء لتجود بغيثها يترقب ويعد الأيام والشهور ليحين موعد الحصاد ويجني ثمار أتعابه وجهوده، وبعد الحصاد وتقسيم الحاصل يفاجئه الواقع المر المتمثل بحصة الملاك التي تتجاوز نصف المحصول، وكلفة البذور وخمس السادة والعقر والضرائب والزكاة وحصة الكيال ومضيف الشيخ وديون المواد العطارية كالشاي والتبغ والقهوة وما يستجد من أمر أخرى فتكون النتيجة أنه مدان إلى الملاك بما يوازي عمله لسنين، وعليه تسديدها في العام القادم وهكذا يكون مشدوداً إلى عجلة الملاك والمرابين حتى الموت، لذلك نلاحظ أن الكثير من الفلاحين هجروا الأرض هرباً من تسلط الإقطاعيين، وسكنوا المدن الكبيرة، ومارسوا الأعمال الحقيرة، وعانوا كثير من البؤس والحرمان والفاقة حتى انبثاق فجر النور والحرية..فجر الرابع عشر من تموز1958حيث نعم الشعب بالخير والرفاه وصودرت أراضي الإقطاعيين بقانون الإصلاح الزراعي ووزعت على الفلاحين وبذلك انطوت صفحة كالحة من الظلم والتسلط.
شنطيله شنطي البيت شنطي الحميــدي
وشنطي للسيد نور وأبــن السويــدي
وأخرى تصف أحد الفلاحين بأنه يعمل (بأكل بطنه) ولا يملك من متاع الدنيا شيئا، وتصف حالته البائسة، وملابسة المهلهلة، وعدم قدرته على احتذاء حذاء(حافي) والحافي تعني المفلس أيضاً ولكنه رغم حالته المزرية، وذله واستخذائه، يحاول فرض سيطرته عليها، وانعكاس ما يعانيه على معاملته القاسية، تقول:
يحصد عله خريطـاه ويـه وجعـة أمـي
حافـي بجرد مرگوع دخـانـه يعمــــــي
وآخر يصف حالته المزرية، وما يعانيه من الظلم جراء الموقف الاستبدادي لمالك الأرض، فهو في حيرة من أمره؟هل يشتري غطاء لرأسه، أم يفي الدين، ويدعوا الله أن يسلط ناره الحامية على داره لتحرقه بما فيه:
مدري أشتريلي أشماغ مدري أوفي عجـه
ياربـي نـارك ويـن لــداره تحرجــــــه
وأخر بصف الحالة المأساوية للفلاح العراقي ويصف جشع الإقطاعيين وتسلطهم، فالمالك له الثلثان والله له الثلث وأن ثلث الله له أيضاً كأنه مدان له، وهذه الحالة هي السائدة في العراق أبان العهد المباد ومن الأهازيج المشهورة: (ثلث الله وثلثين الماضي):
الله بثلث يـا نـاس والمـاضي ثلثيــن
وثلث الله هم ملحوگ چنـه أنطلب ديــن
وأخر يصف تسلط (السراكيل) وهم وكلاء الملاكين، في أدارة الأرض وزراعتها، ولهم اليد الطولي في الاستغلال البشع الذي عانى منه الفلاح العراقي، ويقول أني أشعر بآلام مبرحة في داخلي من وكالة فرهود التي أخذت كل شيء فلم أنل غير الألم والإجهاد:
من سركلـة فرهـــــود توجعنـي بطنــي
لا هـرفي بيه محصول لا أفـــلـي أشنـي
وأخر يصف الظلم والتعسف الذي أحاق به ويتضرع إلى الله أن ينظر إليه بعين رحمته، فقد غبنت حقوقه بهذه القسمة الجائرة، حيث أستحوذ الملاك على كافة المحاصيل ولم يترك لهم ما يسد رمقهم:
چا وينه رب الكون مـا ينــــظـر ألنه
من جسمةالمـلاچ كلـــنه هلكنــه
وتوجه آخر إلى الخالق العظيم، متوسلاً إليه أن يحيل أراضيه إلى سباخ لا تصلح للزرع، لأن الملاك أخذ كل شيء:
ريت الله واطه الگاع سواها صبخـه
طگني عله راسي چماغ طشرلي مخـه
وهذا الفلاح يتمنى أن يكون حاصله كالسم النقيع في أحشائهم، لأن أتعابه ذهبت أدراج الرياح:
كون الزرعته أيصير سم أبطنــــهــم
راح التعب للغيـــــــر والحاصل الهــم
وهذا يصب جام غضبه على الملاك، ويكيل له السباب لأنه ظالم وقد سرق حقوقه:
نعله أعله أبو الملاچ لا بو اليحبـــه
ما عنده أبد وجــدان لا عرف ربـه
ولم أجد في النصوص الكثيرة التي تحت يدي ما يشير إلى هذا الصراع الدامي في القطاع العمالي، ما يبيّن انتشار هذا الشعر في الأوساط الريفية دون العمالية، لأن الوعي الطبقي أنتشر في صفوف الطبقة العاملة قبل الفلاحين.
كما يثبت لنا أن جذور الدارمي ريفية فلاحية، وأنه أنتقل للمدينة عن طريق التلاقح الاجتماعي للمجتمع الحضري والريفي، ويدلل بشكل واضح على أنه شعر فطري دخلته الصنعة بعد انتشاره وذيوعه بين الناس.
_____________________
1- شنطيله: ماذا أعطيه. الحميدي: بقال القرية من عشيرة الحميدات الساكنة في الشامية. سيد نور: من السادة آل ياسر كان يأخذ الخمس من الفلاحين وهو ما يسمى حق السادة. أبن السويدي: مالك الأرض من آل السويدي الأسرة المعروفة في بغداد.
2- خريطاه: طعامه البسيط والكلمة أشبه بالدعوة لأن يكون طعامه كالسم يسبب له الألم المبرح. ويه وجعت أمي: دعاء ممزوج بالسخرية بأن يصاب بذات المرض العضال التي أصيبت به والدتها. جرد: اللباس القديم المهلهل. مرگوع:الثوب المرقع وهي فصيحة. دخانه يعمي: أي ليست له فائدة ولا ننال منه ألا الأذى.
3- اشماغ: اليشماغ غطاء الرأس، عجه : اسم التاجر أو العطار.
4- كانت القسمة للفلاح بالثلث، فيكون للملاك (الماضي) ثلثا الوارد، والثلث الآخر للفلاح ومعه رجل الدين.
5- السركال : وكيل الاقطاعي، الهرفي: المحصول المتقدم، والأفلي: المحصول المتأخر.
6- طگني:ضربني.چماغ:هراوة في أحد طرفيها قطعة من الحديد.
7- الملاج: الملاك أي مالك الأرض.
*******************************************
أغنية للميلاد
حسين جهيد الحافظ
واحد أو تسعين ورده
اتحزمن بالفرح شَدَّه
العيد ميلادك حزينه
طبعن الچفين حنَّه
طشن الحب والمودة
واحد او تسعين ورده
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
العيد ميلادك تهاني
بسمك انطرز الأغاني
ياحزب فهد او سلام
عالي صوتك للأمام
الوفه أعله ازلوفه سَدَّه
واحد أو تسعين ورده
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بيك يتباهه شعبنه
عالي صوتك يا حزبنه
رمز اسمك للنضال
تشهد اهوار او جبال
والبحر جزرته او مده
واحد أو تسعين ورده
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ابدم الضحابه من فهد
وصويحب او ستار واحمد
يبقه حزب الناس صامد
ساسه جمال اوبه خالد
بالتسامي اهلال مجده
واحد أو تسعين ورده
٠٠٠٠٠٠٠٠ ٠
غنوا او زيدوا الهلاهل
للعبلي او عزم عادل
بالمحبه أو بالتلاقي
غنّت أبعيدك رفاقي
والفرح فرحه أيتهده
واحد أو تسعين ورده
*******************************************
لأول مرة
كاظم العطشان
الدنيه فرصه
الموت فرصه
وشجرة اظنوني مواسم
تثمر ابكل فصل قصه
خضّرت ... والريع دمعه
ابكل غصن للاوف حِصَّه
وهيه گلي ...
اشمالها اشفاف الشواطي ...!
الماي مايعشگ اجروفه
والطُعم ماعشگ شصَّه
وشاوريتك
گتلك الوادم اذيابه
وكسرة الخاطر .... قصيدة
ابكل گلب تنصب مَنصَّه
ومن عزمت الفرح كتلك
تعزم الفرحه اعله شنهي ..!!
وتدري مالي ابضحك حصّه
و صاح بيّه الفشل سكته
امسودن انته
الماغسل وجهه ابمستحاته
العتب مايغسل الگصّه
************************************************
المغارة
كامل الركابي
يمكن الظل راسم
الروحي مناره
امشي تزغر
التفت
ظلي
اكتشف غيّر
مساره
وبين ظل روحي
وشمسها
بينهم تجري
استعاره
المناره الطول كله
انحنت قوس
وصارت ازغر
من طرف اصبع
تلاشى
وعافته
اسماء الاشاره
وشمسي چن ظلي
انجذب
خارج مداره
وتالي
مختصر العباره :
انت تحلم
لاشمس عندك
ولا ظل
انت من اسنين غافي
ابظلمه
لا فزيت مره
ولا طلعت من المغاره !
***********************************************
{ إس }
يوسف المحمداوي
بودي أنعس
ليل فرگاكم طويل بطول جرحي..
وآني من النوم مفلس…
ليل ضيم وظلمه هندس…
ولالي صاحب واسه جرحي..
وعاش ليلي بموت صبحي..
مغيّمه وما ظنها تصحي..
والفرج صايحلي إس…
بودي انعس…
وآني من النوم مفلس…
شفت جنطة ذكرياتك…
فتشتها ومالگيتك…
دورت سبحة بصلاتك …
خرزة گالتلي نسيتك…
وخرزة تبچي بلايه حس…
بودي انعس …
حتى انام …
وماكو سالوفة امس تركض وراي..
حتى انامن وأفز مثل الناس …
مو مرعوب أفز آنه وغطاي…
ولا حلم منكم يجيني ..
ولاهواك يفطّن جروح البگلبي من هواي…
وكل محطات انتظار الشوگ من شوفك تأيس…
ودي انعس…
بلكي امسح آخر البوسات من آخر ثيابي…
ألبيها شفتك ياس ناثر هيل ونجوم اعلى بابي….
أوف ..چم بلكت …تواعدني بفرح والگاه عذابي…
" فاتحه " بضلوعي ناصب …والصلافة البيك من تسمع بواچينه تعرّس…
ودي انعس…
ليل فرگاكم طويل بطول صبري
وآنه من النوم مفلس…
*************************************************
نار جفاك
حيدر جليل
انا بين النار و النار بجفاك
منين ما ادير الخلگ تچويني
يل عطشتك من اهد دورت گفاك
لهسة لوعت هجرك اتأذيني
الشوگ اخذ نومي وبعد مدري شيريد
ويصرخ براسي و يفتح عيني
امن اركب الصفنات ما افز بالطريق
درب شوگك يمك يوديني
باقي بيه احساس ما يقبل يموت
شما اكتله يگوم و يحاچيني
شبيك لا تكتل امل رجعت حبيب
ولو امل چذاب هم خليني
من گبر روحي افز و اركض واجيك
لو سمعت بصوتك تناديني
**************************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
- مذكرات عريف شيوعي/ تأليف جراح صكر حطاب الفوادي. اصدار: دار الكتاب- بغداد.
- اقل عزاء ممكن/ مسرحيات علي طعمة. اصدار: دار السرد- بغداد.
- جديد الشاعر ياسين طه حافظ، الاعمال الشعرية الكاملة، اصدار: دار الشؤون الثقافية بغداد- أربعة أجزاء. وعن دار المدى صدر للشاعر: " الحياة والحب فيها/ غسق الملائكة/ مشاهدات بين الدنيبر والكنج/ ابتسامة في اسفل السلّم/ تأليف هنري ميلر، ترجمة ياسين طه حافظ.
- الموظفون/ تأليف اوفا رافن، ترجمة إسكندر حمدان. اصدار: دار اثر. الرواية فائزة بجائزة البوكر لعام 2021.
********************************************
رؤى تولستوي: المروءة و هوس الطغيان
كمال انمار
رواية "الأمير سيريبرياني" واحدة من روائع الروائي الروسي ليو تولستوي،و هي رواية تاريخية تحمل في ثناياها الكثير من أحداث التاريخ الروسي و فترة الصراع مع التتر الذين احتلوا روسيا و دمروا موسكو عدة مرات.و بهذا الرؤية الواقعية لا يبتعد تولستوي كثيرا عن روايته الأشهر الحرب و السلام في تاريخيتها و في خطوطها العريضة التي تمثّل كثيرا من خصائص الكاتب النفسية و محيطه الاجتماعي و فلسفته الأخلاقية و مضمونها و أثرها في شخصياته. و قد وُصِف تولستوي على مر العقود بأنه واحد من أعظم الكتاب الروس،و بأنه أسس لمنهج روائي بناه على فلسفة واعية رغم تناقضاتها احيانا و على فردانية و روحية تعكس ما يختلج في نفس الكاتب فقد كان" يعبر في كل لحظة عن شخصيته من خلال فنه و يعبر كل لحظة عن فنه من خلال شخصيته".
وكان لتجاربه المديدة على مر سنين عمره و سعة اطلاعه على الآداب الأجنبية الذائعة آنذاك و سفره إلى فرنسا و المانيا و سويسرا بل و تنقله داخل روسيا و عمله في السلك العسكري في بداياته -خصوصا و أنه قد رُقّي إلى رتبة ملازم ١٨٥٦ و لكنه استقال لاحقا-اثر كبير في رؤيته الشمولية و طبيعة تفكيره و انعكاسه الشعوري و اللاشعوري في عبارات أبطاله و قد عبّر عن ذلك الشاعر الألماني ريكله بدقة فقال " أن خبرته الهائلة في مجال الطبيعة... هذه الخبرة وضعته وضعا بالغا الروعة بحيث مكنته من التفكير و الكتابة عن وجهة نظر شاملة كلية منطلقا من احساس بالحياة يتغلغل خلالها الموت تغلغلا رهيفا". وإنّ ذلك الضبط و التوازن في مشاهد رواياته كان" موجها نحو وصف الطبقات العليا فقد عبر بأشد الطرق حيوية و تشكيلية عن هذا الطابع"و هذا الضبط كان يرافقه تحول في طبيعة الشخصية التي يرسمها وهو تحول اجتماعي تصاعدي أو تنازلي " بوصف تفصيلي لدقائق الاشياء و نحو تحليل الحياة الروحية و نزع القشور عن النفس".
هذا الوصف والضبط الدقيق للحياة الروسية المتشعبة و المتشابكة التاريخية منها و الاجتماعية-كما سنرى في روايتنا- تعبّر عن عبقري فذ إستطاع عبر نظره الثاقب و تلقّفه الكثير من تفاصيل التاريخ و المجتمع بل والدين و الأسطورة أن يصنع تلك التوازيات المتصلة في مجمل كتاباته و يجعل منها احداثاً روائية تنمو كما تنمو الحياة الطبيعة. وكان وَصْف تولستوي لأحوال الطبقات العليا و حاشية النبلاء و الضباط خصوصا-الذي سنراه واضحا في روايتنا- ثيمة نفسية واضحة فهو كان مدفوعا له نتيجة شعوره الأرستقراطي الذي تجذر في اعماق كينونته حتى إذا أراد التخلص من هذه النبالة الفطرية في أواخر عمره فَشَل و ما استطاع بذلك إلا مجرد مداراة لتناقضات عديدة يقاسيها و يروضها، فتصرعه حيناً و يصرعها في أحيان اخرى و كل هذا مرده إلى أنه "ولد نبيلا و أنه ظل أرستقراطيا في مزاجه حتى بعد اعتناقه قضية الإنسان العادي". مر تولستوي عام ١٨٨٠ و ما بعده بتحولات كبرى في حياته الروحية و هذا الانتقال التدريجي طُبع في أعماله و تغيّرت حتى جمله و تركيبها فهجر" الفقرات المعقدة في الأعمال الاولى الى البساطة الموجزة المصقولة في فتره الثانية" ولم يقتصر هذا التغيير على نوعية الصياغة اللغوية بل و حتى نوعية المعنى قد تغيرت فقد أصبح العنصر التربوي واضحا في أعماله المتأخرة و هو قد" انتقل من التعليق و التوضيح الى الوعظ و الحض و يتحول اتجاهها مما هو زمني و نفساني و اخلاقي الى ما هو ديني". لو شئنا الآن الانتقال من حياة تولستوي و عباراته و اتجاهاته إلى روايته التي هي بالمجمل رواية تستحق أن تختزل لعناصر أهمها طغيان حاكم و شرف و مروءة أمير شجاع عاشق ولهان، و تدور احداث الرواية كلها بين هذين الاثنين، و تفصح عن مثالية أخلاقية لدى بطلنا الأمير " نكيتا سيريبرياني" و طغيان مَرضي و هوس نفسي لدى الحاكم المجنون " يوحنا الرابع" الذي حكم روسيا طويلاً، و حكمه كان عصرا ذهبيا بعد التخلص من هجمات المغول المتوالية فهو عهد عظمة دولة روسيا بعد ان اصبح يوحنا أول ملكا عليها بعد أن كانت دويلات متحاربة و مقسمة و منهكة بفعل حروبها الداخلية و الخارجية. تتوالى أحداث الرواية و تتشعب رويدا رويدا و تبدأ من رجوع بطلنا من جبهة الحرب إلى موسكو بعد خمس سنوات قضاها هناك، و بعدها تبدأ الأحداث حين مر بطلنا بقرية الدب و تحرير اثنين من قادة اللصوص اللذين سيكون لهما دورا محوريا لاحقا في تحرير نكيتا عند سجنه في أواخر الرواية. و بعدها لقاء بطلنا وحبيبته هيلانة الجميلة التي تزوجت من النبيل الثري مورزوف خشية أن يتزوجها امير اخر كانت تكرهه و كان هذا الأخير مقربا من الملك و يدعى " اثناسي فيازيمسكي" الذي سيهجم على بيت النبيل لاحقاً و يحاول سبي هيلانة و لكنه سيموت بعدها بقليل بعد طعنة من بطلنا نكيتا. ويرسم لنا تولستوي الكثير من ملامح حكم يوحنا الرابع و كيف أنه انشأ جهازا خاصا به سماه "رجال الحرس" لملاحقة الخونة و اللصوص- كما يزعم كل طاغية-و هذا الجهاز وصفه تولستوي على لسان أحد شخصياته إلا و هو النبيل مورزوف فقال أن هؤلاء " كلهم من أهل الدعارة و الفساد و الشر و كلهم الا نفر قليل من حثالة القوم"و " كانوا يكنسون الشرف بدل الخيانة و ينهشون المخلصين و الأبرياء من الرعية" و جاء وصف الملك مفصلا على لسانه أيضا " نحن اذا شكونا من فرقة رجال الحرس فإنما نشكو في الحقيقة من الملك نفسه لأنه سبب جميع هذه البلايا و النكبات، فهو سيئ الظن سريع الغضب و قد طُبِع على الشر و الفساد من صغره". وهذه الصفات إن دلّت على شيء فأنما تدل على كثير من صفات الطواغيت الذين تنتابهم الشكوك خوفا من طمع أحدهم من اخذ سلطاتهم و تساورهم الظنون حتى بأقرب الناس اليهم و لعل محاولة الملك يوحنا الرابع قتل إبنه مثالا لهذه الظنون و الشكوك المتواصلة إذ أصبح " يرتاب حتى بأقرب الناس إليه و اعز ذويه و اخصائه و اصبح لكل حركة من حركاتهم و لكل كلمة من كلماتهم أو نظرة من نظراتهم معنى خاص يؤوله و يفسره كما يشاء خاطره الضعف و تريده نفسه المريضة".
ومثل هؤلاء الطغاة يميلون لتقريب من يشابههم في طغيانهم و تمثّل هذا في تقريب حاشية من الجلادين و المنافقين عديمي القيمة و الاخلاق،و لعمري إن في هذا لدروس شتى و تجليات لكل واقع في كل زمان. وعن عمق الهوس النفسي الذي يمر به مثل هذا الطاغية العنيد انه بنى لنفسه ديراً عظيما في أحدى قرى موسكو و هي قرية الكسندروفا و هذا الدير هو بالأساس قصرا عظيما كان يلجئ إليه الملك للعبادة و الصلاة حين تشتد حالته و تعظم ذنوبه فتراوده الوساوس و الاشباح من كل زاوية و صوب،حتى قالت له حاضنته "إنك تستغفر الله ليلا و تنتهك كل حرمة نهارا" لكنه حتى حين يتعبد كان يعطي أوامر بالقتل و الإعدام و التعذيب و التنكيل بكل صنوفه و ألوانه بحجة " تطهير البلاد من كل خيانة ودسيسة".
و" الذود عن البلاد و الضرب على أيدي الأثَمَة". وكان مقر عبادته هذا فيه كنائس كبيرة عظيمة و اجمل ما فيها " كنيسة السيدة " التي تخلب الأبصار و تبدو الكنيسة كأنها مكسوة كلها بشبكة من الذهب الوهاج.و لكن المفارقة العجيبة أنّ هناك في شوارع هذه القرية مشانق،و لقد سمّاها حرس الملك " الأراجيح. ومما يشار إليه إن لهذا الملك هوسٌ أيضا بالمبارزات و المصارعات"إذ كان لديه عدد وافر من الدببة و غيرها من السباع وكثيرا ما يطلق رجال حاشيته هذه الوحوش على جماهير الشعب طلبا للتسلية و اللهو". ومثل هذه التسلية لها أصل في العصر الروماني و طغاته كنيرون و تيتوس في ذلك المدرج الشهير الكولوسيوم الذي كان يمثّل قمة الإثارة التي " تخفف من إحساس الجماهير بالبؤس الذي يعانون منه في حياتهم اليومية"و لعمري فإنْ تولستوي حين ذكر هذا الهوس بالمصارعات فإنه يبحث كثيرا في أعماق النفس الطاغية و تجد لها مثالا في التاريخ الغربي . بعد أن ينقلنا تولتسوي من وصف هذا المكان ينتقل للحديث عن حاشية الملك و فسادهم،فهو يتحدث عن بوريس بوغدونوف الذي جسّد تلك الشخصية المتخاذلة البراغماتية الذي كان " يرى دماء الابرياء تتفجر حوله و كأنه لا يرى شيئا و لا يجاهر بمقاومة لئلا يفقد ثقة الملك به و ارتياحه إليه".و جلاده الذي لا يرحم ماليوتا سكوراتوف الذي كان" شرس الاخلاق فظا سيء الظن سريع الانتقام لا يُوزعُه ضمير و لا يردعه رادع"و كان بذلك يمثّل وجه الشر المطلق في حاشية الملك الطاغي و الأب ليفكي رئيس الدير الذي باع دينه بدنياه حسب تعبير تولستوي و كان هذا يمثل الوجه الديني الفاسد. في منتصف الرواية يذكر تولستوي أنّ طغيان يوحنا الرابع وصل مرحلة هائلة حتى أنه أراد اغتيال ابنه وولي عهده بوشاية من جلاده ماليوتا،و لمّا اخذ الاخير يخطط و ينفذ العملية في مكان بعيدٍ كان يعتبره الناس آنذاك مكان خطيرا يسكنه الجن و الشيطان ألا و هو " غياض الجاهلية"و يروون عنه حكايات غريبة و اساطير عجيبة. و لكن في نهاية الأمر فشلت هذه العملية بعد انْ تدخل الأمير نيكيتا و انقذ ولي العهد إلا أن ما يثير الدهشة هنا أنه و بعد فشل هذه العملية بقيَ ماليوتا على قيد الحياة و لم يمسسه أحد بسوء. هذه التراتبية بهيكليتها و شخوصها إنما تمثّل صورة واضحة لكلّ طاغية... يمكن إسقاطها و مقارنتها مع طغاة اليوم و الأمس و الغد وجميعهم لديهم تلك الروح الشكوكية و النفس الأمّارة بالسوء المليئة بالخوفِ و الحذر المفرط،و إذا كان الملكُ المذكور في بداياته كما رآه نيكيتا دمث الأخلاق حسن السيرة فإنه قد تحوّل لذلك الطاغية الذي لا يسمع الا لهواجسه و أفكاره التي ضللتها بالسواد حاشيته الفاسدة التي أخذت تستأثر بكل شيء.
و لماّ كان الملك مقدساً عند الروس و معتبراً عندهم و هو منصّبٌ من الإله إضافة لكثير مما نقله تولستوي من خرافات و حكايات شعبية حول الملك و قدسيته،اقول لما كان الملك مقدساً فإنه صار طاغيا و إن لم يختر ذلك اي انه صار كذلك رغما عنه نظرا لانه مطلق التصرف لا يحاسبه أحد و لا يسئله فأخذ و مع تقدم الزمن و تغيير الظروف خصوصا ظروف الحرب المضنية صار التوجه نحو الاستماع لهواجس النفس الشريرة مع فساد الحاشية هو ضرورة لا اختيار.و من هذه اللحظة تبدأ تلك السيرة الحسنة بالتحول تدريجيا لوحش كاسر لا يهمه من الدنيا شيء سوى الحفاظ على مكانته لو كلّفه ذلك قتل اقرب الأشخاص إليه.و هذا هو ديدن الطغاة الذين لا يبالون و لا يهتمون إلا ببقائهم و لكن لسان الحال أنهم لن يبقوا و سيأتيهم الموت عاجلا ام آجلا و مآبهم ذلك اللحد الضيق و صدق المتنبي حين عبّر عن ذلك بدقة :
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
************************************************
قصص "نادي الحفاة" الفائزة بجائزة الطيب صالح
عن الناس المهمشين
طلال سالم الحديثي
نحن أمام مجموعة قصص فائزة بجائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي/ الدورة الحادية عشرة العام 2021م السودان - الخرطوم لكاتبها السيد ضاري الغضبان وبفوزه هذا أنضم صاحبها الى الفائزين في حقل القصة القصيرة من العراقيين محمد الكاظم وضياء جبيلي وعلي عبيد وقيس عمر. هذا الجيل من القصاصين قدم أضاءة نوعية للقصة العراقية والعربية التي أحتفت بكتابات الجيل الستيني. وهذه المجموعة ( نادي الحفاة ) هي مجموعة يمكن تسميتها بصدق انها تمثل محاولة لتقديم رؤيا للمدينة الفاضلة التي طالما تحدث عنها الفلاسفة والمفكرون. وتعيد هذه المجموعة مع مجموعات قصصية أخرى أن فن القصة القصيرة لازال هناك من يبدع فيها، ويمتلك القدرة على بناء عالم قصصي متخيل ، وأن الانتصار لقيم الحق والخير يتحقق رغم وجود الأشرار والأوغاد ممن يتحكمون في مفاصل الدولة والمجتمع. أقول بما قاله تشارلتن في كتابه "الثناء على ما يبقى" من "أن القصة بمعناها الحقيقي، قد ظهرت الى عالم الوجود حين بدأت تتجه الى الواقع، والى الرجل العادي تتناول سلوكه ونشاطه وتفكيره". وهذا ما يتواءم تماما مع ما ورد في وصف ( نادي الحفاة ) التي هي عمن يعانون ( التهميش ) وقد وفق مؤلفها ( الغضبان) في عرض هذه النماذج المهمشة ورسم صورها الزاهية والكابية، فمؤلفها يملك من وسائل الفن( كاميرا) وريشة وقلما فهو حينما يصور نماذجه بحرفية تجمع بين سمة الشخصية وبين صورتها وحركتها. ويضع عليها لمسة الفنان لتبدو شخصيات عليها طابعه وفرادة اسلوبه في ( أطار كتابة سردية تتميز بالبساطة والعمق، وعوالم غرائبية، ومفارقات تشد القاريء وتغرس فيه روح التعاطف مع هؤلاء الحفاة الذين جارت عليهم الاقدار.. وكل هذه القصص نجد فيها متعة القراءة، والتحقيق في عوالم هي من صنع الخيال ولكنها كلها ممكنة الحدوث في الاطار الذي وضعه المؤلف ببراعة). كما جاء في كتاب "الرواية والواقع" هذا العمل هزني وحركني وبعبارة ستيفن برغ احببت أن أعرف بأبسط تعبير كيف كتب المؤلف هذا العمل، ولماذا جاء على هذه الصورة ومن أين أتى بأفكاره؟ فالكتاب يعرفون حق المعرفة الأثر الذي ألقى ظلاله على هذا الجوهر الخفي ويعرفونه أكثر من أي شخص أخر لانهم يستطيعون العودة في دروب ذاكرتهم وتلمس تجاربهم لأعادة بناء وربط الأحداث والوجوه والكتب والإيماءات والمأزق والأسماء وربطها في محاولة محدودة لتحديد الظروف التي كما يكتشفون، ويقتنعون قد كونت عملهم.
واذا استعرت من Nathalie sarraute قولها عن الكتابة الروائية انها عملية بحث دائم، وهذا البحث يسعى الى تعرية( واقع مجهول، والى ايجاد هذا الواقع المجهول) أقول اذا استعرت هذا القول عن الرواية فأظنني لا أرتكب هفوة تبعدني عن الحقيقة ذلك لأن فن القص هو جذر العمل الروائي، والروائي قاص في أسلوبه مع تباين الاسلوبين في التعبير وفي عرض الأحداث والأفكار في كلا العملين، والرواية بتعبير ميشيل بوتور( هي شكل خاص من أشكال القصة ). وتبسط السيدة Nathalie رأيها في التعريف بالواقع الذي تعنيه فتقول: هناك واقع يراه كل الناس، ويدركونه بشكل فوري ومباشر، واقع معروف ومدروس ومحدد، واقع اجترته أشكال تعبيرية أصبحت نفسها معروفة ومسطحة لكثرة تكرارها. هذا الواقع ليس أبدا واقع الكاتب الروائي، فهو مجرد مظهر يوهم بالواقع ، الواقع بالنسبة للروائي هو المجهول واللامرئي، هو مايراه بمفرده، وما يبدو له أنه أول ما يستطيع رصده، الواقع لديه هو ما تعجز الأشكال التعبيرية المألوفة والمستهلكة عن ألتقاطه مستلزما طرائق واشكالا جديدة ليكشف عن نفسه. وتأكيدا أقول ان مؤلف ( نادي الحفاة) تجاوز في عمله الابداعي الذي قدمه لنا أقول تجاوز الأشكال المستهلكة والعقيمة وحاول تجريب أدوات جديدة وخلق أشكالا حية نأت به عن العمل وسط المجانية واللامسؤلية ومن استنفاد الجهد في توخي( أشكال جميلة ) أي أشكال تتفق مع مقاييس مقررة سلفا، أنه يستحثه على التماس الفعالية وحدها: فعالية تلك الحركة التي بواسطتها يكشف الواقع الخفي ويتشكل. وهكذا بقدر ما يكون البحث عسيرا، يكون الواقع الذي يستكشفه الكاتب جديدا، ويكون شكله جديدا كذلك، وبقدر ما يكون الواقع باهتا ومبتذلا ومسطحا، يكون الشكل أيضا مسطحا ومبتذلا وباهتً.
***********************************************
نصوص الوجع
نجم خطاوي
انهمك العالم بطقوس جوائز نوبل،
وانهمكنا أيضاً، وكما في كل مرة
في مراسيم عد ضحايا الطغاة
وتفاصيل اجترار المهازل
. . . . .
في سكون المشهد
وسط مهرجان السيرك،
قد يتقن المهرج
لعبة السير فوق الحبال،
وقد يكون للريح حديث آخر
. . . . .
عن خفوت الوثوب
وانعدام الحيلة،
كم كنا أشقياء
بارعين في ابتكار الذرائع
. . . . .
من دروس الألم:
خسائر منازلة حاكم جائر،
أهون كثيراً
من دوام عذاب سياطه
. . . . .
في اشتداد العواصف،
دون دراية ودون جموح طافح،
صرنا كالبله
عائمين وسط الهرج والمرج
. . . . .
آه... لو كان لي قدرة خارقة،
لشفطت كل مياه البحر
وبصقتها في وجه الحكام
. . . . .
فوق مد البصر
تكاثرت مقابرنا
جرداء وغريبة
ودون شواهد
وبلا باقات ورود
. . . . .
اعذرينا يا شام،
خذلتنا الجرأة.
في وجه القباحة
وبراميل الجحيم،
كان علينا الصراخ أعلى...
.....
لا عزاء لنا ولا لوم،
معذورة هذه العصافير
وهي تهاجر بستاننا
صوب فضاء أرحب
وسماء دون دخان
ودون رائحة بارود
. . . . .
ليلة العاصفة الهوجاء
لا تشبهها ليلة!
متدحرجة حتى أسفل الوادي،
الذكريات اليانعة عند سفح الجبل
جرفتها سيول المطر
. . . . .
حين تضل الرصيف،
لا تلذ بالدفاتر القديمة
ولا بصور الذكريات.
عذاب طلقة،
أهون كثيراً
من وجع لحظة اشتياق.
. . . . .
حين يهبط الضجر
وسط قلب امرأة،
لا ينفع كثيراً
اجتراح المعجزات
ولا جنائن نبوخذ نصر
***************************************************
الصفحة الثانية عشر
الناقد أمين الموسوي في «بيتنا الثقافي» عن {اليسار والأدب في العراق}
بغداد - محمد الكحط
"أجناس الثقافة العراقية المختلفة كلها تتنفس اليسار حيث نمت في حضن الحزب الشيوعي العراقي". بهذه الكلمات أوجز الناقد أمين الموسوي محاضرته الموسومة "اليسار والأدب في العراق"، التي ألقاها السبت الماضي على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد.
المحاضرة التي استمع إليها جمع من المثقفين والمهتمين في شؤون الثقافة واليسار، أدارها السيد سعدون هليل، واستبقها بتقديم سيرة المحاضر.
وفي معرض محاضرته تناول الموسوي بشكل مختصر، علاقة اليسار العراقي بالأدب، منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حتى ثمانينيات القرن الماضي.
وقال أن "الأدب العراقي نما في قلب اليسار النابض، وهو الحزب الشيوعي العراقي. فقد وسم الحزب الحياة الثقافية بوسم ذي ثقافة علمانية وتكوين مدني"، مشيرا إلى أسماء أدبية كثيرة تميزت في إبداعها، وكانت مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالحزب الشيوعي العراقي، أمثال الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري الذي كان يساريا وضد الاستعمار والشوفينيين، والذي كتب قصيدة من 120 بيتا، عن الرفيق الشهيد فهد في سجنه: "سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر.. كأن القيود على معصميه مفاتيح مستقبل زاهر".
ثم تحدث الموسوي عن حركات التجديد الشعري في العراق، موضحا أن من أوائل المجددين هم شعراء يساريون، أمثال السياب والبياتي وبلند الحيدري.
وتابع قوله أن "السياب أبدع وجدد في الشعر وقت كان يساريا ملتزما، لكنه بعد ذلك دخل في مرحلة العودة إلى الذات، وأصبح شعره في هذه المرحلة بلا جديد".
أما بالنسبة للشعر الشعبي، فقد بيّن الموسوي أن "معظم شعرائه الكبار شع نورهم في حضن اليسار. ولا يزال هذا التأثير ساريا حتى اليوم. فالنواب وعريان السيد خلف والسماوي وكاظم اسماعيل الكاطع وأسماء كثيرة أخرى، كلها كانت تتنفس اليسار. حيث نمت في حضن الحزب، ما دفع سلطات البعث الى منع الشعر الشعبي كونه يخدم اليسار، لكنها تراجعت في مراحل لاحقة بعد أن وجدت أن هذا الشعر يمكن أن يخدم القائد الأوحد"!
وتحدث المحاضر عن الشعر النسوي وأدب المرأة، مستذكرا الشاعرة لميعة عباس عمارة وغيرها من الشاعرات اللاتي يملن إلى اليسار. فيما تناول الأدباء اليساريين من الاختصاصيين في السرد القصصي والروائي، أمثال غائب طعمة فرمان، وعبد الملك نوري الذي انتمى للفكر اليساري رغم كونه ابن عائلة ارستقراطية، فضلا عن إبراهيم احمد.
وألقى الموسوي الضوء على الدراسات والاطروحات الجامعية التي تناولت تأثير اليسار في الأدب العراقي، منها دراسة لعبد اللطيف الراوي عنوانها "جذور الفكر اليساري في الأدب"، ورسالة جامعية لهاشم الطعان، الذي حورب ولم يسمحوا له بالتدريس في الجامعة.
فيما استذكر رباعية شمران الياسري (أبو كاطع)، التي رأى انها لو كتبت بالفصحى، لنالت جوائز عالمية.
كذلك استذكر شعراء غنائيين يساريين عديدين، أمثال زهير الدجيلي وناظم السماوي.
وعلى هامش المحاضرة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول موضوعها.
وفي الختام، قدم الرفيق مفيد الجزائري باقة ورد باسم المنتدى إلى الناقد أمين الموسوي.
************************************************
البصرة في الفلوجة مهرجان لتعزيز الروابط الثقافية بين المدن
متابعة – طريق الشعب
ضيّفت مدينة الفلوجة أخيرا، فنانين سينمائيين من البصرة، في مهرجان سينمائي يهدف إلى تعزيز الروابط الفنية والثقافية بين المدينتين.
المهرجان الذي أقيم على قاعة منتدى شباب الفلوجة تحت شعار "الفلوجة تعانق البصرة"، عُرضت فيه أفلام سينمائية ونُظمت فعاليات فنية وأخرى فلكلورية للأطفال تروي قصصاً مستوحاة من تاريخ المدينتين. كما شهد المهرجان تكريم عدد من الشخصيات البارزة التي ساهمت بشكل فعال في خدمة المجتمع في مختلف المجالات.
في حديث صحفي، قال رئيس رابطة السينما والتلفزيون في البصرة، علي لازم المالكي، أنه "تم التخطيط لهذا الحدث منذ عام"، مبينا أن "المهرجان سيقام في العديد من مدن البلاد، بهدف نشر الثقافة السينمائية".
وأوضح أن "هناك شبابا لم يسبق لهم أن شاهدوا سينما محلية. لذلك ان المهرجان منحهم هذه الفرصة"، لافتا إلى ان "هناك خطة لإقامة مهرجان سينمائي دولي في الفلوجة. والهدف من كل ذلك هو تعزيز التواصل بين المدن على أساس المحبة والسلام والأخوة".
فيما قال مدير منتدى شباب الفلوجة هاشم العبيدي، أن المهرجان يهدف إلى تعريف أبناء الفلوجة بثقافة البصرة وفلكلورها، وفي الوقت نفسه تعريف البصريين بتراث الفلوجة وثقافتها.
*********************************************
{جدارية المطر} في المنتدى العمالي الثقافي
بغداد – طريق الشعب
ضيّف "ملتقى لكش" الثقافي في بغداد، الجمعة الماضية، المخرجة والسيناريست إيمان خضير، لتعرض فيلمها الموسوم "جدارية المطر"، الذي يتناول واقع السجناء السياسيين في زمن النظام الدكتاتوري البعثي.
شاهد العرض الذي جرى على قاعة المنتدى العمالي الثقافي، جمع من المثقفين ومتذوقي الفن السينمائي والمهتمين بقضايا السجناء السياسيين.
وتدور أحداث الفيلم حول فنان تشكيلي، كان قد رسم صورة للدكتاتور وأخطأ في بعض تفاصيلها، ما دعا قوى الأمن إلى اعتقاله وتخريب مرسمه وإيداعه في السجن وتعذيبه تعذيبا وحشيا. ويلقي الفيلم الضوء على حياة الفنان داخل السجن وتأملاته وتحوّلاته الفكرية. وبعد أن اكتشف مدير السجن قدرات هذا الفنان، دعاه إلى مكتبه، وطلب منه رسم صورته وصور أفراد عائلته، وهكذا نشأت علاقة بين الاثنين. وفي يوم ما طلب مدير السجن من الفنان رسم جدارية لصورة الدكتاتور عند بوابة السجن. وبفعل التحولات الفكرية التي حصلت في شخصية الرسام، والتي جعلته ينتقل إلى معارضة النظام، تمكن من الاحتيال على مدير السجن، عبر رسم جدارية ظاهرها صورة الدكتاتور، وباطنها لوحة تعبر عن القمع الذي يمارسه النظام. وفي أحد الأيام هطلت أمطار فغسلت الجدارية، ما أزاح صورة الدكتاتور، وكشف عن اللوحة المخفية.
وبعد انتهاء العرض، جرت نقاشات حوله بين الفنانة والجمهور.
وفي الختام، قدم "ملتقى لكش" باقة ورد إلى الفنانة إيمان خضير.
****************************************************
يوميات
يضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة هذا اليوم الثلاثاء، الأستاذ عبد الكريم عاشور، ليتحدث عن "الكهرباء وتحديات صيف 2025".
يُقدم الضيف الكاتب ماجد قاسم. وتكون البداية في الساعة 8 مساء على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة.
****************************************************
عدد جديد من {النصير الشيوعي}
عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر أخيرا العدد (32) آذار 2025 من جريدة "النصير الشيوعي".
ضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة في العراق والخارج، وكتابات عن مسيرة الحركة الانصارية وشهدائها، غطت جميعها 12 صفحة ملوّنة.
***********************************************
ليس مجرّد كلام.. العيد الحقيقي للمعلّم
عبد السادة البصري
قبل ثلاثة أيام استذكر الناس المعلّم، وكلٌ أدلى بدلوه عن الكائن الذي يشعل نفسه ليضيء الطريق للآخرين. وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الذكرى، فعدتُ بذاكرتي لأيام خلت، عندما كنت تلميذاً أضع خطواتي الأولى على طريق العلم والمعرفة، وكيف كان المعلمون إبّان الستينات والسبعينات من القرن المنصرم قدوةً للناس جميعا، يكن الناس لهم احتراماً وتقديراً عاليين، لهم الحظوة ومنهم تؤخذ المشورة ويُستأنس برأيهم .
كان المعلّم شخصاً غير عادي بهندامه وتصرفاته وأناقته، وبأسلوبه في التدريس ومعرفته ونزاهته وكبريائه وهيبته.
كان النجم الذي يهتدي بنوره الآخرون، حيث العبارة المحكمة، والرأي السديد، إضافة إلى الثقافة والأدب والاتزان .
اذكر حين كنت في مدرسة الخليج العربي الابتدائية، في أقصى جنوب الفاو، كنّا نتسابق عند بدء الدوام لنحظى بخدمة معلمينا، من خلال استقبالهم قبل أن يصلوا إلى باب المدرسة، لأخذ درّاجاتهم الهوائية بعد أن يترجّلوا منها. كنّا نتقاسم درّاجاتهم، فدرّاجة أستاذ عدنان معلم الانكليزي لي، ودرّاجة أستاذ عواد معلم العربي لأحمد، ودرّاجة أستاذ جبار معلم الرياضيات لعلي، كانوا يأتون مهندمين ومتأنّقين بالبدلة (القاط) السموكن، والحذاء (القبغلي) والرباط المناسب للقاط.
كان المعلّم حين يدخل الصف تدخل معه المهابة والاحترام، فيسود الصمت والكلّ يُصغي بانتباه لما يقول، كما كان يجلب معه وسائل الإيضاح، ليعطي الدرس حقّه، بالإضافة إلى نظافة المدرسة من جميع جوانبها ومرافقها وحمّاماتها وما إلى ذلك.
اليوم .. المعلّم يشكو من عدم احترام الطلبة وعدم انتباههم وسوء تصرفاتهم، ومن عدم قدرته على إعطائهم دروسا في التهذيب والتأديب، لأنه سيتعرض إلى مشاكل وتهديدات من قبل أهلهم وذويهم، قد تصل حد الاعتداء عليه!
اليوم نسبة المدارس الحكومية ضئيلة أمام الأهلية، حيطانها متآكلة، تشكو عدم الاهتمام وانعدام النظافة، مع تزايد اعداد الأهلية وطرق إغرائها للمعلّمين والمدرّسين والتلاميذ وذويهم، ووصل الأمر حد نشر الأهلية إعلاناتها على جدران الحكومية ومقابل أبوابها بلا أدنى حسيب أو رقيب، بل وبمباركة من المسؤولين الذين انشأوا هذه المدارس!
وقد بدأ العدّ التنازلي للتربية والتعليم عندما وقف المعلّم في تسعينات القرن الماضي على الرصيف وفي الأسواق، يبيع السجائر ويشكو العوز والفقر، وينصياع لأوامر تلميذه المتمكّن ماديّاً .. ومن سيّء إلى أسوأ، حتى وصلنا إلى تردٍّ في كل شيء. وصار الطالب بعيداً عن معلمه، والمعلّم لاهثا وراء لقمة عيشه في خضمّ أزمات متزايدة ومتلاحقة، فضاع الخيط والعصفور!
لهذا حين يكون التعليم حقيقياً، ويجد المعلّم والطالب نفسيهما في وطن يحترم العلم والإنسان، سنجد معلّمنا الحقيقي الذي ضاع نتيجة الدكتاتورية والعسكرتاريا والحروب والفساد والمحاصصة المقيتة التي نخرت البلد. وعندها سنحتفل بعيده أسمى احتفال ..
وكلّ عام ومعلّمونا بألف ألف خير!
**************************************************
قف.. لبنان
"اندلاع العصبيات بين اللبنانيين سرعان ما ينتقل إلى جيرانهم" هذا ما قاله مبعوث الامم المتحدة إلى لبنان النرويجي "تيري روود-لارسن" الذي قضى 12 عاما في مهمته مراقبا ومشاركا وصانعا لأخطر قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وذلك غداة استقالته من مهمته قبل أسابيع حيث أضاف القول بان التمنيات لا تنفع وحدها في إعادة السلم إلى هذه البلاد، بل ينبغي ترجمة تلك التمنيات إلى سياسات وأعمال على الارض.
من زاوية، يبدو أن العدوان الإسرائيلي على لبنان، المدعوم من واشنطن، توقف عند محطة خطيرة، ومفصلية، تشابكت فيها المقاييس والحسابات، بحيث أصبح طعم الحديث عن الانتصار، لبنانياً، مثل طعم نشارة الخشب، ثمنه آلاف الضحايا من المدنيين اللبنانيين وعشرات الألوف من الجرحى والمعوقين، وتسوية قرى وأحياء في الجنوب والضاحية والبقاع بالأرض جنب تغيير في تناسب القوى السياسية، وفي مؤسسة الحكم، كضوء في نهاية النفق، يمثل العودة إلى العقل وإجراء المراجعة الشاملة في سياسات التجييش والمغامرة بحياة المدنيين، والحرب بالنيابة.. أكرر، الحرب بالنيابة.
*قالوا:
" أفضل أن أفشل بشرف على أن أنجح عن طريق الغش".
سوف وكلس
*********************************************************
وزير الثقافة الصهيوني يهاجم منح الأوسكار لفيلم عن فلسطين
متابعة – طريق الشعب
استنكر وزير ثقافة إسرائيل ميكي زوهار فوز الفيلم الفلسطيني - الإسرائيلي المشترك "لا أرض أخرى" بجائزة أفضل وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الذي أقيم أول أمس الأحد في لوس أنجلس الامريكية، واصفا الحدث بـ"لحظة حزينة لعالم السينما"!
والفيلم إنتاج مشترك لفلسطين والنرويج، ومن إخراج الرباعي باسل عدرا وحمدان بلال ويوفال إبراهيم وراحيل تسور. وهم ناشطون فلسطينيون وإسرائيليون داعمون للقضية الفلسطينية. إذ يأتي الفيلم محاولة لتقديم فعلٍ مقاوم في طريق البحث عن العدالة أثناء ما تعانيه فلسطين من اعتداءات.
وزعم زوهار في منشور على منصة "إكس" تعليقا على فوز الفيلم، الذي يتناول قضية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتدمير مجتمعاتهم، قائلا: "الفيلم يقدم رواية مشوهة عن إسرائيل".
وأشار زوهار إلى أن هذا الفوز يبرز الحاجة إلى تشريع جديد "يضمن توجيه الموارد العامة نحو أعمال تخاطب الجمهور الإسرائيلي، بدلا من دعم أعمال تسيء إلى سمعة البلاد في المهرجانات الدولية".
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن خبراء في المجال أن تصريحات زوهار تُعتبر محاولة من الحكومة اليمينية الحالية لإسكات الأصوات الليبرالية وتقليص مساحة التعبير عن وجهات النظر غير السائدة.
من جانبه، أفاد باسل عدرا بأن الفيلم "يُعبر عن الواقع القاسي الذي نعيش فيه منذ عقود، ونحن نواصل مقاومته، ونطالب العالم بتحمّل مسؤولياته لوقف الظلم والتطهير العرقي ضد شعبنا".
أما يوفال أبراهام، فقد لفت الأنظار إلى قوة رسالتهم المشتركة بالقول: "صوتنا معاً أقوى. فنحن نرى بعضنا البعض وندعو إلى حل سياسي يضمن حقوق الشعبين بعيداً عن التفوق العرقي".