الصفحة الأولى
مزارعو 3 محافظات يعودون إلى ميادين التظاهر الاحتجاجات المطلبية تتواصل وتتنوّع
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت 8 محافظات في مختلف انحاء العراق خلال الأيام الماضية سلسلة من الاحتجاجات والتظاهرات التي نظمها مزارعون، أصحاب مواشٍ، سكان مناطق مهددة بالإخلاء، مرضى، وعمال نظافة، بالإضافة إلى منتسبي شرطة وعدادين شاركوا في الإحصاء السكاني.
وجاءت هذه الاحتجاجات للمطالبة بحقوق مالية وخدمية، وإيجاد حلول عاجلة لمشكلاتهم المتفاقمة.
مزارعون يطالبون بالتعويض
وجدد المئات من مزارعي محافظات الفرات الأوسط تظاهرهم عند مفرق غماس قرب محافظة الديوانية، احتجاجًا على عدم صرف مستحقاتهم المالية وتعويضاتهم عن المحاصيل الزراعية. وشارك في المظاهرة إلى جانب مزارعي المحافظة، فلاحو ومزارعو محافظتي النجف والمثنى، مطالبين الحكومة المركزية بصرف تعويضاتهم المالية عن محصول الشلب لعام 2023، وتعويضات الحنطة بسبب الأمطار. كما طالبوا بإعفاء الفلاحين من أجور الكهرباء.
وقال رئيس اتحاد فلاحي الديوانية، خالد الخزعلي: "على الحكومة الإسراع بصرف المستحقات المالية للفلاحين والمزارعين لمحصول الشلب لعام 2023، وللسنة 2024 للأراضي غير المزروعة، مع ضرورة إعداد خطة زراعية للموسم الصيفي لموسم الشلب".
وجدد المئات من المزارعين تظاهراتهم للمرة الثانية خلال أسبوعين، حيث أغلقوا الطريق الرئيس في مفرق غماس، احتجاجًا على تأخر صرف التعويضات وعدم دفع المستحقات.
أصحاب المواشي يطالبون بالعلاج
وتظاهر العشرات من أصحاب المواشي المتضررين أمام مقر وزارة الزراعة في العاصمة بغداد، مطالبين بتوفير العلاجات اللازمة للسيطرة على فيروس الحمى القلاعية، بالإضافة إلى صرف التعويضات المالية عن الخسائر التي تعرضوا لها جراء هذا الفيروس.
وأكد المتظاهرون، أنهم يعانون من آثار هذا الفيروس الذي اجتاح مواشيهم في منطقة الفضيلية جنوب شرق بغداد، مشيرين إلى أن أكثر من عشرين يومًا قد مرت على موت مواشيهم دون أن يتم صرف أموال التعويضات كما تم وعدهم. وطالبوا الجهات المعنية بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم المالي والعلاجي لهم، مؤكدين أن استمرار الوضع بهذا الشكل يزيد من معاناتهم المادية.
مطالبات بالتراجع عن قرار الإخلاء
فيما عبّر عدد من سكان منطقة الطي في الكاظمية ببغداد عن غضبهم واستيائهم من قرار إخلاء منازلهم، مشيرين إلى أن رئيس الوزراء قد وعدهم سابقًا بتمليك هذه الأراضي. وأكدوا أن القرار جاء مفاجئًا ويفتقر إلى التوضيح الكافي من الجهات الرسمية، مطالبين الحكومة بالتراجع عن هذه الإجراءات التي وصفوها بأنها مجحفة، مناشدين رئيس الحكومة محمد شياع السوداني والجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنصافهم.
وقال أحمد حسين، أحد وجهاء المنطقة: "نحن نعيش هنا منذ أجيال، وملكنا هذه الأراضي من آبائنا وأجدادنا. أبناؤنا يدرسون في المدارس، ونحن موظفون وضباط وأطباء نخدم في دوائر الدولة. كيف يمكن أن يتم إقصاؤنا بهذه الطريقة؟"، مضيفًا أن 80 منزلًا من عشيرة بني سعد وحدها مهددة بالإخلاء.
وأوضح حسين، أن السكان لم يُبلغوا بالقرار مسبقًا، مشيرًا إلى أنه غير مستند إلى الدستور أو القانون، ودعا شيوخ العشائر للتدخل لحل الأزمة.
من جانبها، قالت أم أحمد: "نحن على أبواب شهر رمضان، ولا نعلم إلى أين سنذهب. كل شيء يحدث خلف الكواليس، دون توضيح من الجهات الرسمية. لا نملك القدرة على شراء منازل بأسعار باهظة كما يُشاع، فمن يستطيع تحمل كلفة شقة بمئات الملايين؟".
وطالب السكان بتوفير حلول سريعة وعادلة تحفظ حقوقهم وتراعي وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدين أن ما يحدث هو أسوأ مما يجري في بعض مناطق النزاع في العراق.
مرضى الثلاسيميا
ونظم العشرات من المصابين بمرض الثلاسيميا المناعي وأمراض الدم الأخرى وقفة احتجاجية أمام مستشفى الطفل التخصصي في البصرة، مطالبين الحكومة المحلية بدعم المركز التخصصي لأمراض الدم الذي تم افتتاحه في عام 2022.
وأكد أحد المصابين، أن المركز يفتقر إلى تحليلات أساسية مثل تحليل الحديد وأنزيمات الكبد، ما يؤثر سلبًا على العلاج.
وأضاف، أن هناك اهتمامًا أكبر في محافظات أخرى، مشيرًا إلى وجود 10 حالات لنقل نخاع العظم في محافظة نينوى، مما يعكس التطور الكبير في هذا المجال.
أصحاب البيوت المتجاوزة
وفي سياق متصل، نظم العشرات من أصحاب البيوت المتجاوزة في حي المهندسين بمنطقة القبلة في غرب مدينة البصرة وقفة احتجاجية للمطالبة بتوفير بديل في حال تمت إزالة تجاوزاتهم.
وقال المحتجون، إنهم تلقوا تبليغًا من مركز شرطة القبلة بضرورة رفع تجاوزاتهم خلال يومين، رغم أنهم يقيمون في المنطقة منذ نحو 18 عامًا. وأوضحوا أن الأرض التي يقيمون عليها، وفقًا للتبليغ، تابعة لشركة نفط البصرة، مطالبين الجهات المعنية بمساعدتهم في إيجاد بديل أو السماح لهم بالبقاء في منازلهم التي يبلغ عددها أكثر من 75 منزلًا.
في جانب آخر، نظم أهالي مقاطعة (651) في البصرة وقفة احتجاجية بالقرب من طريق محمد القاسم، مطالبين بإزالة التجاوزات التي حصلت على مسارات الطرق المصدقة لمدخل المقاطعة من قبل المجمع السكني الاستثماري الذي يعد المدخل الرئيس لأراضيهم.
سكان دوانم السلام
وأغلق العشرات من سكان منطقة دوانم السلام الطريق الرابط بين عمارة وبتيرة المحاذي لمنطقتهم، احتجاجًا على عدم شمول منطقتهم بالخدمات الأساسية على الرغم من أنها تقع ضمن مركز محافظة ميسان وتبعد أقل من 100 كم عن المناطق المخدومة، وتضم نحو 400 منزل.
وقال عدد من سكان المنطقة إنهم وصلوا إلى طريق مسدود مع الحكومة المحلية، مؤكدين أن فريق الجهد الخدمي الذي زارهم لم يشملهم بالخدمات المطلوبة، بسبب تقاطع الصلاحيات مع بلدية العمارة. وأضافوا، أن هذه المشكلة وضعتهم في موقف صعب، خاصة وأنهم لم يتلقوا أية تعويضات رغم الوعود العديدة التي أطلقتها الجهات المحلية والمسؤولون المنتخبون.
منتسبو شرطة الأنبار
وتظاهر عدد من منتسبي قيادة شرطة الأنبار أمام مصرف الرشيد في المحافظة احتجاجًا على حجب رواتبهم المتأخرة. وذكر المحتجون أن هذه الخطوة تأتي في إطار الضغط على الجهات المعنية لصرف مستحقاتهم المالية في أسرع وقت، مؤكدين أن تأخير الرواتب يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية واحتياجاتهم الأساسية.
عمال النظافة
كما نظم العشرات من عمال النظافة المتعاقدين مع الشركات الأهلية في محافظة كركوك، وقفة احتجاجية على تدني الأجور التي يتقاضونها. وأوضح المتظاهرون أنهم لم يتلقوا الأجور المتفق عليها، ما دفعهم للإضراب عن العمل.
وقال محمد العبيدي، أحد المتظاهرين، إن "العشرات من العمال المتعاقدين مع الشركات الأهلية التي تعمل بموجب عقود مع إدارة محافظة كركوك، كانوا قد اتفقوا على تقاضي أجور تتجاوز 300 ألف دينار، خاصة مع العمل بنظام الوجبتين، إلا أن الشركة لم تصرف المستحقات المتفق عليها، ما دفعنا إلى الإضراب عن العمل".
وأضاف العبيدي، أن "الأجور التي تم الاتفاق عليها لم تصرف حتى الآن. نطالب إدارة كركوك بالتدخل لإنصافنا وصرف مستحقاتنا، وإلا ستتراكم النفايات نتيجة الإضراب".
العدّادون
وتظاهر العشرات من العدّادين الذين شاركوا في الإحصاء السكاني الأخير أمام مكتب مجلس النواب العراقي في محافظة السليمانية، احتجاجًا على تأخير صرف مستحقاتهم المالية منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وطالب المتظاهرون بصرف رواتبهم المتأخرة وفتح باب التعيين أمامهم.
وقال ممثل المحتجين، سرود سلام: "ندعو مجلس النواب العراقي وممثليه في السليمانية إلى إيصال مطالبنا للجهات المعنية، وعلى رأس تلك المطالب صرف رواتب شهر كانون الأول 2024، إضافة إلى توفير فرص تعيين للعدّادين، خاصة من حملة الشهادات الذين يمكن الاستفادة من خبراتهم في مؤسسات الدولة".
وأضاف سلام، أن "العقد الذي أبرمته وزارة التخطيط مع العدّادين كان لمدة شهرين، براتب شهري قدره 250 ألف دينار، إلا أنهم لم يتسلموا سوى راتب شهر تشرين الثاني، في حين تم صرف مستحقات زملائهم في محافظات الوسط والجنوب كاملة دون تأخير".
وأشار المحتجون إلى أن "الحكومة الاتحادية أوفت بالتزاماتها تجاه العدّادين في بقية المحافظات، بينما تأخر صرف مستحقات عدّادي إقليم كردستان دون مبرر، رغم أن عددهم يتجاوز 27 ألف شخص".
************************************************
راصد الطريق.. متى يُوقفون عند حدّهم؟
اتّهم النائب ياسر الحسيني وزارة التجارة بالفشل في توفير سلة غذائية مناسبة للمواطنين، وأشار إلى أنه خلال زيارات لبعض المخازن، ظهر أن التلف أصاب مواد غذائية عديدة ، ورغم ذلك تُوزع على المواطنين. وأوضح الحسيني أن "هناك شركات منافسة تستطيع تقديم بضائع أفضل، لكنها تُمنع من دخول السوق العراقية بسبب اتفاقات سياسية تُبقي التعاقدات محصورة بجهات معينة، وهذا يعرقل تحسين جودة السلة الغذائية".
على صعيد آخر، طالب مدير بلدية الموصل عبد الستار الحبو بالتصدي لمحاولة وزارة التربية إنشاء مجمع سكني في غابات الموصل. ورغم نفي الوزارة ذلك، أكدت وثيقة صادرة عنها أن الوزير إبراهيم الجبوري اتخذ قرارا بإحالة الغابات إلى الاستثمار، ووجه محافظة نينوى باستكمال الموافقات الخاصة بذلك، قبل ان يتدخل رئيس مجلس الوزراء ويوجه بمنع إقامة أية منشأة سكنية داخل الغابات.
هذا وغيره يمر غالبا مرور الكرام، في تجاهل تام للمسؤولية والشفافية. وهو نتيجة لتكريس نهج المحاصصة الطائفية والقومية، التي يواصل أبطالها وروادها الدفاع عنها بكل ما أوتوا من قوة، في مسعىً لتعزيز مصالحهم الشخصية وملء جيوبهم وقاصاتهم على حساب مصالح المواطنين وحقوقهم.
***********************************************
الصفحة الثانية
الشيوعي الكردستاني يؤكد التزامه الخيار الديمقراطي لحل القضية الكردية
أربيل ـ طريق الشعب
أكد المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني التزامه الدائم بالخيار الديمقراطي لحل القضية الكردية في شمال كردستان، مشددًا على ضرورة إيجاد حل عادل وسلمي يضمن الحقوق المشروعة لشعب كردستان واحترام إرادته الحرة. واعتبر الحزب هذا الخيار أساسًا لتحقيق التعايش السلمي، والأمن، والتنمية المشتركة في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الحزب في بيانه أن الكفاح المسلح ليس هدفًا بحد ذاته، بل يعد مجرد شكل من أشكال النضال في مراحل معينة، مشيرًا إلى أن الأساس في اختيار الوسائل النضالية المناسبة هو التعبير عن الإرادة الجماهيرية للشعب الكردي. وأكد أن اتخاذ أي قرار بشأن تبني أي شكل من أشكال النضال هو مسؤولية سياسية تخص الحزب المعني في أي جزء من أجزاء كردستان.
وفي إطار دعمه لعملية السلام، أشار الحزب إلى أن اختيار طريق السلام يتطلب عدة عوامل أساسية، منها: إجراء مفاوضات جادة وعميقة، وجود جهة وسيطة لتسهيل المفاوضات، واستعداد الحكومة التركية لتوفير بيئة مناسبة لتحقيق السلام. كما شدد على ضرورة وقف العمليات العسكرية وتخفيف التوترات، وأهمية التزام جميع الأطراف الإقليمية والدولية الداعمة للسلام بمنع العوائق أمام مسيرة السلام، مع ضمان الحقوق القومية للشعوب. وجدد الحزب الشيوعي الكردستاني دعوته إلى تنفيذ هذه المبادئ من أجل تحقيق حل سلمي وعادل للقضية الكردية.
******************************************************
في عيد المعلم.. دعوات لتحسين واقع المعلمين.. وتجاوز المشكلات المزمنة في المدارس
بغداد ـ طريق الشعب
احتفل المعلمون العراقيون، أمس السبت، بعيدهم السنوي المصادف الأول من آذار، وذلك في حفل نظمته نقابة المعلمين بالتعاون مع وزارة التربية، تحت شعار "المعلمون بصمات خالدة في سفر الأجيال". وشهد الحفل حضورًا واسعًا من المعلمين والتربويين، حيث تم التأكيد على الدور الاستثنائي الذي يلعبه المعلمون في بناء المجتمع وتشكيل هوية الأمة.
المعلمون صناع التغيير
وأكد نقيب المعلمين العراقيين، عدي حاتم العيساوي، خلال كلمة ألقاها في الحفل، على الدور الكبير الذي يلعبه المعلمون في المجتمع، مشيرًا إلى أنهم ليسوا مجرد ناقلين للمعارف، بل هم صناع التغيير الحقيقيين.
وقال العيساوي: "المعلمون لا يعلّمون الطلبة القراءة والكتابة فحسب، بل يغرسون فيهم القيم والأخلاق التي تُشكّل هوية الأمة".
وأضاف أن نقابة المعلمين تعمل جاهدة لتحسين أوضاع المعلمين وتذليل الصعوبات التي تواجههم، داعيًا إلى مزيد من الدعم الحكومي والاجتماعي لهذه الفئة التي تُعتبر عماد التنمية.
مطالب نقابة المعلمين
من جانبه، وجّه نقيب المعلمين في كركوك، حسان الجبوري، تهانيه إلى المعلمين بمناسبة عيدهم السنوي، مشيدًا بتضحياتهم وجهودهم في بناء الأجيال.
وقال الجبوري، في حديث لـ"طريق الشعب"، أن نقابات المعلمين لديها عدة مطالب موجهة إلى رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، أبرزها شمول المعلمين بقطع الأراضي السكنية أسوة بباقي الوزارات، إلى جانب تحسين أجورهم بما يتناسب مع دورهم في العملية التربوية.
كما تطرق الجبوري إلى أزمة الدوام الثنائي والثلاثي التي تعاني منها معظم المحافظات، مشيرًا إلى أن وزارة التربية تعمل على بناء وتأهيل عدد كبير من المدارس لمعالجة هذه المشكلة. وفيما يخص نقص الكوادر التدريسية، نفى الجبوري وجود نقص فعلي، معتبرًا أن المشكلة تكمن في سوء التوزيع بسبب التدخلات السياسية من قبل أحزاب ومسؤولين فاسدين، والذين يسعون لنقل بعض الشخصيات التدريسية إلى مواقع تتناسب مع مصالحهم الخاصة بعيدًا عن الأولويات التعليمية.
وأضاف الجبوري، أن هذه التدخلات أثرت على نوعية الكوادر المتوفرة، حيث تكتظ بعض المدارس بتخصصات فنية ورياضية. بينما تعاني أخرى من نقص في مدرسي مواد أساسية مثل الإنجليزية والاجتماعيات والرياضيات، ما ينعكس سلبًا على جودة التعليم في البلاد.
بدورها، أكدت نقابة المعلمين في ديالى، أنها لم تحصل على أي قطعة أرض لمنتسبيها منذ عام 2003 وحتى الآن، أي لمدة 22 عاماً.
وقال نقيب معلمي ديالى، محمد علي حيدر الجبوري، في حديث صحفي إن "الكوادر التربوية في ديالى لم تحصل بعد عام 2003 حتى يومنا هذا على أي قطعة أرض سكنية". لافتاً إلى أن "70% من المعلمين في ديالى يسكنون في منازل مؤجرة أو منازل غير مسجلة بأسمائهم".
وأوضح الجبوري أن "هذه الأرقام تكشف عن معاناة كبيرة تعاني منها الطبقة التعليمية في ديالى بشكل عام، مشيراً إلى أن بعض المعلمين الذين أكملوا السن القانونية للتقاعد لم يحصلوا على قطعة سكنية، بل إن بعضهم لا يزال يسكن في منازل مؤجرة حتى هذه اللحظة".
وأكد الجبوري أن "رغم الجهود المكثفة على مدار سنوات طويلة لتحقيق أبسط حقوق الهيئات التعليمية والتدريسية بالحصول على قطعة أرض سكنية، إلا أنه لم يتم الحصول على شيء". وأضاف أن "هذا الأمر يثير القلق في يوم المعلم ويجب أن يُعطى الاهتمام اللازم عبر وسائل الإعلام، من أجل ضمان حقوق المعلمين، بما في ذلك قطعة الأرض السكنية التي يبني عليها منزل أحلامه ويأوي أسرته".
تحذيرات من أزمات التعليم
وحذر التربوي والصحفي غضنفر لعيبي من التحديات التي تواجه الكوادر التربوية في العراق، وعلى رأسها نقص الكوادر التدريسية في المدارس، ما أثر على قدرة المعلمين في تقديم المناهج الدراسية بشكل مناسب للتلاميذ.
وقال لعيبي، لـ"طريق الشعب"، أن هذه الأزمة تعود إلى السياسات الحكومية المتبعة، وأبرزها وقف التعيينات والاكتفاء بالتعاقد مع مدرسين بعقود مؤقتة، مشيرًا إلى أن هؤلاء المعلمين يعانون من تدني الأجور، حيث لا تتجاوز رواتبهم 350 ألف دينار شهريًا، مقارنةً بزملائهم على الملاك الدائم الذين يتقاضون 700 ألف دينار، ما يكرس حالة من التمييز الوظيفي داخل القطاع التربوي.
وأضاف لعيبي، أن المعلمين يواجهون انتقادات من أولياء الأمور نتيجة المشكلات التي تعاني منها المدارس، رغم أن هذه الأزمات خارجة عن إرادتهم، لافتا إلى أن العراق يكاد يكون الدولة الوحيدة التي لا تزال مدارسها تعمل بنظام الدوام الثنائي والثلاثي، بسبب قلة أعداد المدارس، وتهالك عدد كبير من الأبنية المدرسية، ما أجبر وزارة التربية على دمج دوام عدة مدارس في بناية واحدة، وهو ما أدى إلى تقليص ساعات الدروس، مما أثر سلبًا على الخطة التدريسية وإكمال المناهج.
كما سلط لعيبي الضوء على الاكتظاظ الكبير في الصفوف الدراسية، حيث يتجاوز عدد التلاميذ في بعض الفصول 70 طالبًا في الصف الواحد، وهو ما يفوق قدرة المعلم على الاستيعاب والإدارة، ما ينعكس سلبًا على جودة التعليم ومستوى استيعاب التلاميذ.
إبعاد الفاسدين عن التربية
وفي المناسبة، تقدم عدد من السياسيين بالتهاني والتبريكات للمعلمين، لكن اللافت كانت دعوة رئيس مجلس النواب السابق، محمد الحلبوسي، إلى إبعاد وزارة التربية عن أيدي الفاسدين.
وقال الحلبوسي، في تغريدة على منصة "X": "في هذه المناسبة أدعو كلَّ الحريصين على البلد ومستقبل أجياله إلى إبعاد وزارة التربية ومؤسَّساتها عن أيدي الفاسدين، الذين يتحكَّمون بمقدَّراتها، وينهبون ممتلكاتها وصناديقها ومطابعها وأراضيها، ويتلاعبون بكوادرها دون رادع، ولم تسلم منهم حتى قرطاسية التلميذ وكتابه".
جاء احتفال المعلمين العراقيين بعيدهم هذا العام وسط تحديات كبيرة تواجه القطاع التربوي، من نقص الكوادر التدريسية، وتهالك الأبنية المدرسية، ونظام الدوام الثنائي والثلاثي، بالإضافة إلى تدني أجور المعلمين المتعاقدين.
وتظل مطالب المعلمين بتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية، وإيجاد حلول عاجلة لأزمات التعليم، في مقدمة الأولويات التي تحتاج إلى تدخل حكومي سريع وفعّال لضمان مستقبل أفضل لأجيال العراق.
**************************************************
محليات الشيوعي العراقي تواصل عقد مؤتمراتها الانتخابية
الناصرية
عقدت محلية الناصرية للحزب الشيوعي العراقي مؤتمرها العاشر في 28 شباط 2025، في مدينة الناصرية، بحضور مندوبين من المنظمات الأساسية للمحلية في أقضية محافظة ذي قار. حضر المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة في الحزب، من بينهم الرفيق بسام محي نائب سكرتير اللجنة المركزية، والرفيق حسين علي عضو اللجنة المركزية، والرفيق إبراهيم حلاوي عضو لجنة الرقابة المركزية.
وناقش المؤتمرون خلال أعمالهم الوضع السياسي في العراق، وفي محافظة ذي قار على وجه الخصوص، مع التركيز على أبرز المهام التي تواجه المنظمة وأعضاءها في الفترة المقبلة. وتم التطرق إلى القضايا الوطنية والديمقراطية، ودور منظمات الحزب في الانتخابات البرلمانية، بالإضافة إلى أشكال التحالفات السياسية والاجتماعية. كما تم استعراض التقريرين الإنجازي والتنظيمي للمنظمة، مع التركيز على التحديات التي تواجه العمل الحزبي.
وفي إطار تعزيز الانفتاح على الجماهير، طرح المؤتمرون مجموعة من المقترحات والآليات للعمل خلال الفترة المقبلة، خاصة في ما يتعلق بتبني مطالب الجماهير وتعزيز دور الشيوعيين في الفعاليات السياسية والاجتماعية. كما تم العمل على توسيع الحراك الاحتجاجي ودعم مطالب الشعب في مختلف المجالات.
وبعد مناقشة وإقرار التقريرين الإنجازي والمالي، تم انتخاب اللجنة المحلية الجديدة، وذلك تعزيزًا للديمقراطية الداخلية في الحزب.
وفي ختام المؤتمر، أقر الحضور أبرز التوصيات التي سيتم العمل بها في المستقبل، واختتمت أعمال المؤتمر بنشيد "سنمضي .. سنمضي إلى ما نريد .. وطنٌ حر .. وشعب سعيد".
واسط
عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة واسط، صباح يوم الجمعة الموافق 28 شباط 2025، مؤتمرها العاشر على قاعة الشهيد حميد ناصر الجلاوي في مقر الحزب. وقد حضر المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الرفيق حيدر مثنى عضو المكتب السياسي، والرفيق وسام مهدي عضو اللجنة المركزية، والرفيق حسين علوان عضو لجنة الرقابة المركزية.
وبدأ المؤتمر فعالياته بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية والرفاق الراحلين، ثم تم التصويت على شرعية المؤتمر، تلاه انتخاب اللجان المختصة لمتابعة سير أعمال المؤتمر، ومنها لجنة الاعتماد والطعون، لجنة الرقابة المالية، ولجنة كتابة المحضر، بالإضافة إلى لجنة رئاسة المؤتمر.
وفي كلمته الافتتاحية، تحدث الرفيق حيدر مثنى عن مستجدات الوضع السياسي في العراق، ونوّه بموقف الحزب الثابت من تحالفاته الوطنية الرامية لتحقيق التغيير الشامل، مع رفض التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العراقي. بعد ذلك، تم فتح المجال للمندوبين لطرح الأسئلة والمداخلات التي تمت الإجابة عليها من قبل أعضاء المؤتمر.
وتلى ذلك قراءة التقرير الإنجازي، الذي تضمن تقويماً للعمل والنهوض بالواقع التنظيمي، حيث ساهم الرفاق سكرتير محلية واسط ونائبه في الرد على بعض المداخلات. كما قدم الرفيق وسام مهدي، المشرف على المؤتمر، مداخلاته، فيما أبدى الرفيق حسين علوان، عضو لجنة الرقابة المركزية، ملاحظاته حول بعض الجوانب التنظيمية.
وفتح باب الترشيح لعضوية اللجنة المحلية، حيث تم انتخاب تسعة مرشحين مع تخصيص كوتة للشباب. وتم التصويت على اللجنة المحلية الجديدة.
واختتم المؤتمر أعماله بنشيد "سنمضي سنمضي إلى ما نريد... وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد"، ليعكس إصرار الحزب على مواصلة العمل من أجل التغيير الوطني الشامل.
صلاح الدين
عقدت محلية صلاح الدين للحزب الشيوعي العراقي مؤتمرها الخامس في 28 شباط 2025، بحضور 40 رفيقًا كمندوبين من الأساسيات والخلايا، وذلك بإشراف مباشر من الرفاق أعضاء اللجنة المركزية والرقابة المركزية، وهم د. علي مهدي، أبو لؤي، وأبو فراس.
بدأ المؤتمر بجلسة علنية، حيث وقف الحاضرون دقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب والقوى الوطنية، تلاها كلمة ترحيبية من قبل الرفيق أبو قتيبة، سكرتير المحلية، الذي رحب بالرفاق الحاضرين. وبعد تقديم تقرير الاعتماد، تم إقرار شرعية المؤتمر، ثم انتخاب هيئات تسيير أعماله.
كما تم فتح باب الترشيح لعضوية اللجنة المحلية، حيث ترشح 13 رفيقًا لانتخاب اللجنة التي تكونت من 11 رفيقًا. جرى التصويت عليهم بشكل سري من قبل المندوبين، وتم انتخاب أعضاء اللجنة المحلية بعد إقرار الترشيحات.
واختتم المؤتمر أعماله معبرًا عن تصميم الشيوعيين على تحقيق شعار المؤتمر، ورفع الحضور شعار الحزب "سنمضي، سنمضي إلى ما نريد، وطن حر وشعب سعيد".
**************************************************
الصفحة الثالثة
مراقبون ينتقدون ضعف دور الجهات الرقابية الابقاء على المحاصصة والفساد يعيق بناء دولة ديمقراطية حقيقية
بغداد – طريق الشعب
يصنف العراق دوليا ضمن الدول الأكثر فسادًا في العالم، وهو واقع أصبح ملموسًا لدى المواطنين الذين فقدوا الثقة في الحكومة، بسبب تفشي الفساد في جميع مؤسسات الدولة، حيث لا يكاد يخلو اي مشروع من شبهات الفساد.
وساهم الفساد بتدمير الموارد الطبيعية للبلاد، وأضعف الشفافية في اتخاذ القرارات المصيرية التي تؤثر على حياة المواطنين.
ديمومة الريع النفطي
يقول المحلل السياسي، عصام فيلي، إن "العراق منذ بداية التغيير السياسي، عام 2003، لم يعمل بشكل جدي على بناء دولة حقيقية من حيث الشفافية في الموارد المالية، وإدارة الأموال"، مشيرا إلى أن "معظم القوى السياسية انشغلت بالسيطرة على الوزارات التي تدر عليها أموالاً كبيرة، ما أدى إلى تجاهل وزارات أخرى تحقق إيرادات كبيرة للدولة. ونتيجة لذلك، أصبح الاعتماد بشكل أساسي على الاقتصاد الريعي المتمثل في النفط".
وأضاف فيلي لـ "طريق الشعب"، أن "مشكلة الفساد تكمن في عدة جوانب، منها غياب الحسابات الختامية في الكثير من السنوات، وعدم تقديم تقارير دقيقة حول الميزانية".
وأوضح، أن هناك تبادلا غير شفاف بين الميزانية المرسلة من الدولة والميزانية المقدمة للبرلمان، ما أدى إلى الدخول في إشكاليات كثيرة.
وأضاف، أن جزءاً من الفساد يأتي من منظومة سياسية متشابكة تسهم فيه أطراف متعددة، وأن الفساد في العراق يمثل نظاماً متكاملاً يحظى بحماية من خارج الحدود، حيث أن كبار الفاسدين، رغم إدانتهم، لا يتم تقديمهم للمحاكمة بشكل حازم.
وذكر فيلي، أن بعض هؤلاء الفاسدين تمت محاكمتهم ثم أُحيلت قضاياهم من السلطة القضائية إلى التنفيذية، ما يسهم في تضييع الفرص لمحاسبتهم.
وأشار إلى أن هناك جهات خارجية تلعب دوراً كبيراً في التخطيط للفساد والاستحواذ على المال العام في العراق، حيث تتغلغل هذه الجهات في المؤسسات الحكومية، وتساعد الفاسدين على الهروب وعدم الملاحقة القانونية.
وعدّ، أن "الفساد والمحاصصة والطائفية هما الوجه الأبرز للمشهد السياسي في العراق منذ عام 2003، إذ ساهمت غالبية القوى السياسية في استشراء هذه الآفة الثلاثية وإرساء جذورها". ولا يعتقد فيلي أن هناك جهة سياسية تتبنى الكفاءات المستقلة لمشروع بناء دولة.
واعتبر أن جميع المكونات تتحمل مسؤولية تقويض النظام الديمقراطي في العراق، لافتًا إلى أن التقاطعات والخلافات بين المكونات المشاركة في الحكومة تبرز عندما تتضارب المصالح الحزبية والسياسية، ما يؤدي إلى تبادل الاتهامات بالطائفية والمحاصصة.
وكشفت منظمة الشفافية الدولية بيانات مؤشر مدركات الفساد لعام 2024، الذي يقيّم مستويات الفساد في 180 دولة حول العالم.
ووفقاً للبيانات حصل العراق على المرتبة 140 في المؤشر الذي يبدأ المقياس من صفر (الأكثر فسادًا) إلى 100 (الأقل فسادًا)، وتصنف المنظمة العراق ضمن 25 دولة هي الأكثر فسادًا في العالم.
ووفقًا لأرقام رسمية نشرت عام 2020، فإن سوء الإدارة في العراق كان السبب وراء اختفاء أكثر من 400 مليار يورو خلال قرابة 20 عامًا، ذهب ثلثها إلى خارج البلاد.
تحرك حكومي بطيء
وفي حديثه عن ظاهرة الفساد في العراق، ذكر المحلل السياسي علي البيدر، أن الفساد موجود في كل دول العالم، لكن في العراق أصبح يشكل ظاهرة واضحة.
وقال البيدر انه "في معظم دول العالم، يعد الفساد مشكلة هامشية، لكن في العراق أصبح تحدياً كبيراً"، مؤكداً أن الفساد يتطلب أكثر من مجرد محاولات حكومية لتصحيحه.
وأضاف البيدر لـ "طريق الشعب"، أن "الأزمة بحاجة إلى إرادة سياسية حقيقية ودور فاعل للجهات الرقابية، التي تفتقر في بعض الأحيان إلى القوة والمصداقية".
ونوه البيدر بدور المواطن في هذه المعادلة، حيث يُعتبر جزءاً من منظومة الفساد بسبب عدم التزامه بالقوانين والتعليمات، وعدم دفع الرسوم المستحقة للخدمات المقدمة.
ولفت إلى أن محاربة الفساد تتطلب تضافر جهود مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وكذلك الدور المهم للمؤسسات الدينية والعشائرية.
وأشار إلى أن خطوات الحكومة في مكافحة الفساد تسير ببطء، متأثرة بقوة النفوذ الفاسد الذي يسيطر على المشهد السياسي. كما أشار إلى وجود لوبيات دولية قد تكون وراء تعميق الأزمة، ما يجعل محاربة الفساد أكثر تعقيداً.
وأوضح البيدر أن مكافحة الفساد لا بد أن تكون جزءاً من مشروع شامل تشارك فيه جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع.
الحاجة إلى مساعدة دولية
وفي السياق، قال المحلل السياسي أحمد الياسري أن "العراق يواجه عدة تحديات رئيسة تتعلق بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهذه التحديات، رغم تغير بعض ملامحها، ظلت ثابتة في المشهد السياسي منذ عام 2003 وحتى الآن".
وأشار الياسري خلال حديثه لـ "طريق الشعب"، إلى أن "التحدي الأول والأبرز في العراق هو المحاصصة الطائفية، التي أصبحت جزءًا من النظام السياسي العراقي. هذه المحاصصة التي أُدرجت كحل من قبل الولايات المتحدة، أدت إلى تحويل السياسة العراقية إلى مشكلة مستمرة، وأسهمت في إضعاف النظام السياسي العراقي. كما أن المحاصصة زادت من تعميق الفجوة بين المكونات العراقية المختلفة، ما ساهم في تكريس الصراعات العرقية والطائفية التي لا تزال تؤثر على الوضع السياسي في البلاد".
أما التحدي الآخر الذي يراه الياسري من أخطر التحديات فهو الفساد المستشري في الدولة العراقية.
وأكد، أن "الفساد أصبح ظاهرة متأصلة في بنية الدولة العراقية، حيث توجد "دولة عميقة" تدير ملف الفساد، وتعمل على تغطيته وتحويله إلى جزء من النظام السياسي والاقتصادي في البلاد. هذا الفساد لا يقتصر على طبقة سياسية معينة، بل أصبح جزءًا من ثقافة المجتمع العراقي نفسه، حيث يدعم المجتمع أحيانًا هذه الظاهرة من خلال قبول الرشوة والممارسات الفاسدة كجزء من الواقع السياسي والاجتماعي.
وأوضح الياسري، أن الشخص الذي لا يشارك في الفساد لا يستطيع أن ينجح في السياسة أو يشغل منصبًا حكوميًا، وأن الفساد أصبح يشكل عائقًا أمام بناء أي برامج إصلاحية حقيقية.
وفي ما يتعلق بالحلول لهذه التحديات، أشار الياسري إلى ضرورة إعادة ترتيب شكل الدولة العراقية، وتحديد ما إذا كانت الدولة ديمقراطية بالفعل.
الفصل بين السلطات
وأكد أن المؤسسات الديمقراطية القوية هي المفتاح لتحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي في العراق، مبينا أن فصل السلطات بين التشريعية والتنفيذية والقضائية أمر ضروري لتقليل الفساد وتعزيز سيادة القانون.
وأضاف، أن "العراق بحاجة إلى مساعدة دولية لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المسروقة، لأن التحديات الداخلية لوحدها لن تكون كافية لحل مشكلة الفساد المستشري".
وأشار الياسري إلى أن "العراق يواجه تحديًا كبيرًا في استرداد الأموال المهدرة بسبب الفساد، ويحتاج إلى دعم من المجتمع الدولي لمراقبة حركة الأموال ووقف تسريبها إلى خارج العراق"، مؤكدا أن "حل مشكلة الفساد في العراق يتطلب تنسيقًا دوليًا، خاصة مع بعض الشركات العالمية التي يمكنها أن تساعد في مراقبة التحويلات المالية والحد من تدفق الأموال لخارج العراق".
واختتم الياسري مشددا على أن "العراق لا يمكنه أن يحقق أي إصلاح حقيقي إلا إذا تعاون مع المجتمع الدولي بشكل جاد، إذ لا يمكن التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية الكبيرة في ظل الوضع الراهن من دون دعم ومساعدة من الخارج".
****************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
العراق وصراع المحاور
لمجلة (ذي اتلانتك) الأمريكية، كتب آراش عزيزي، مقالاً أشار فيه إلى أن ما حدث في غزة ولبنان وسوريا خلال الأشهر الماضية، قد سبب خسارات كبيرة لمحور المقاومة وكل الجماعات المسلحة الحليفة لإيران والمناهضة للغرب وإسرائيل، وبمستوى قد يدفع بعض القيادات المتنفذة في العراق إلى السعي للحد من نفوذ الجارة الشرقية أو من تدخل الآخرين بشؤون بلادها.
تحالفات معقدة
وذكر المقال بأن نفوذ طهران في البلاد متذبذب بين الصعود والنزول، لأن القوى الحليفة لها لا تستطيع تشكيل حكومة لوحدها، كما لا يتمكن معارضوها من ذلك، رغم أن هؤلاء المعارضين قد يشتركون مع القوى الحليفة بالإنتماء المكوناتي، الذي أقيمت على أساسه منظومة المحاصصة.
واستعرض المقال ما جرى منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة، وفشل التحالف الثلاثي بتشكيل حكومة، رغم تمتعه بالأغلبية في البرلمان، ثم انسحاب الكتلة الأكبر احتجاجاً، وتشكيل كتلة أكبر جديدة من القوى الخاسرة والتالية في عدد الأصوات، لتتحالف مع الطرفين الآخرين في التحالف الثلاثي، وهو ما وفر فرصة لتشكيل حكومة جديدة في البلاد، تتجاذبها تاثيرات كل هذه الصراعات التي تمخضت عنها، وبرئاسة سياسي يعتمد على دعم الآخرين ولا تتمتع كتلته البرلمانية بنفوذ يذكر.
توق العراقيين للاستقرار
وأشار المقال إلى أن اختلاف وجهات نظر العراقيين في العديد من القضايا، يكاد يتبدد حيال قضية هامة يتوحدون حولها وتتعلق بعدم رغبتهم في أن يتحول بلدهم لساحة صراع أمريكي إيراني أو أن يكونوا ضمن الفريق الخاسر في المنطقة. وضرب كاتب المقال مثالاً على ذلك في محاولة بغداد تطبيع العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد وتفاعلها مع مشروع إعادة تأهيل سوريا للانخراط في جامعة الدول العربية من جديد، وتأييد الكثيرين لدعوات حصر السلاح بيد الدولة وعدم الإبقاء على مجاميع مسلحة غير رسمية. وذكر الكاتب بأن وزير الخارجية العراقي، ربما كان الأكثر وضوحاً، في تصريحاته بشأن ذلك، حين قال بأن حكومته تأمل في أن تتمكن من إقناع زعماء هذه الجماعات بإلقاء أسلحتهم، إضافة إلى تصريح مشابه لزعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، والذي أيده نائب رئيس مجلس النواب.
العلاقة مع واشنطن
وعلل الكاتب هذه المواقف بالخشية من إثارة المتاعب مع الإدارة الأمريكية في عهد ترامب، والتي قيل بأنها تدرس فرض عقوبات جديدة على العراق ما لم يتم تنفيذ اشتراطاتها، رغم أن رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية قد سارعا لإرسال رسائل تهنئة إلى الرئيس الأمريكي بمناسبة انتخابه في تشرين الثاني وتنصيبه الشهر الماضي، وما صرح به عضو البرلمان من الإطار التنسيقي بإنه يتوقع تحسن العلاقات العراقية الأمريكية وأنهم ليسوا قلقين من ترامب.
لكن الكاتب لم يجد أدلة على صحة هذه التصريحات، مستعيداً زيارة رئيس الوزراء إلى طهران مؤخراً وتلقيه ما سمّي بانتقادات شديدة من المرشد الاعلى الذي دعا إلى الحفاظ على قوات الحشد الشعبي وتعزيزها وطرد جميع القوات الامريكية، ووصف التغيير الأخير للسلطة في سوريا بانه عمل "حكومات اجنبية".
وأعرب الكاتب عن تصوره بأن بغداد قد لا تستمع لكل الانتقادات ولن تكون مجرد تابع بسيط لأي طرف، لأنها تتمتع بموقع فريد لموازنة المصالح الإيرانية مع مصالح الدول العربية في المنطقة، وهي تعمل بجد لبناء شراكات مع جيرانها غير الإيرانيين، خاصة مع رغبة رئيس الحكومة في حماية مشاريع التنمية المشتركة مع دول الخليج من محاولات التخريب، في مسعى مبكر لكسب الناخبين وضمان البقاء لولاية ثانية في قيادة البلاد.
***********************************************
عين على الاحداث
مسلسل مكسيكي
قرر مجلس محافظة البصرة منح أعضائه 5.2 مليون دولار شهرياً إضافة لرواتبهم وذلك "لمقتضيات المصلحة العامة ولممارسة دورهم الرقابي ومتابعة شؤون المواطنين وتنفيذ المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقهم". وفي الديوانية كشف عضو مجلس المحافظة عن تعطل أكثر من 200 آلية عن العمل بسبب التخريب والإهمال والتقصير، وعن انخفاض واردات البلدية بنسبة 90 في المائة بسبب الفساد، فيما يتواصل في بغداد ونينوى وكركوك وديالى وغيرها، مسلسل الفضائح والإقالات والطعون والصراع على المواقع والغنائم، بشكل بات يلهي هذه المجالس عن القيام بواجباتها حسب القانون، دون أن يرى الناس نهاية لهذا المسلسل المأساوي المتواصل منذ عام ونصف.
خوش عدالة
كشفت إحصائية حكومية بأن نسبة البطالة بين النساء بلغت 62.1 في المائة وإذن 8.8 في المائة فقط من الشابات يشاركن في القوى العاملة، وإن نسبة النساء العاملات في المناصب الإدارية لا يتعدى 22 في المائة، ولا تحصل 42 في المائة من البنات على التعليم المتوسط و66.8 في المائة على التعليم الثانوي، وتتعرض للعنف 29 في المائة من العراقيات البالغة نسبتهن 49.5 في المائة من الشعب حسب نتائج التعداد السكاني. هذا وفي الوقت الذي تثير هذا الأرقام سخط وادانة كل المدافعين عن حق المرأة في الحياة كأنسان، يبقى البعض غارقاً بهذيانه عن إيمانه بحقوقها.
ماكو مكان
توقعت لجنة الامن والدفاع النيابية، إطلاق سراح "نصف سجناء العراق" من المدانيين بتجارة المخدرات وبسرقة المال العام وبالتزوير وبجرائم جنائية "خفيفة" وغيرها، استناداً إلى قانون العفو العام.، الذي لم يستثن سوى من تلطخت أيديهم بالدماء. وأشارت اللجنة إلى أن ذلك سيساعد في تخفيف الضغط على السجون وتقليل تكاليف إطعام السجناء وتهيئة المستلزمات اللوجستية. هذا ورغم إن الهدف السليم المفترض من العفو يتمثل بإنقاذ البريء الذي أدين بأجراءات فنية خاطئة، فإن ملابسات إقرار القانون بطريقة مخالفة للدستور، والمساومات التي أريد بها خدمة متنفذي منظومة المحاصصة، أفرغته من أهدافه الحقيقية وقد يوفر لمجرمين النجاة من العقاب.
الخير واجد
أقرّت نقابة الصيادلة بوجود تحديات كبيرة في سوق العمل، لجأ بسببها عدد كبير من الصيادلة إلى البحث عن مهن أخرى بعيداً عن اختصاصهم، لاسيما مع تكدسهم في المستشفيات بأربعة إلى عشرة أضعاف احتياجها لهم، مما وضعهم في بطالة مقنعة وعائقاً أمام حركة الكوادر والمرضى في الردهات. هذا وفي الوقت الذي يسري فيه هذا الأمر على باقي الكوادر الصحية، يشير المختصون إلى أنه لا يعني تحسناً في الرعاية الصحية بل فشلاً في استثمار جهود العاملين نتيجة غياب خطة سليمة لتوزيعهم وتفعيل دورهم، ناهيك عن القدرات العلمية المتواضعة لبعضهم، ممن تورط بالدراسة في مؤسسات أهلية متدنية المستوى.
فلوسنا بالجسور
شهدت العاصمة بغداد طيلة الاسبوع الماضي اختناقات مرورية في أغلب شوارعها الرئيسية بالتزامن مع ساعات الذروة، حتى لم تنجو ولا منطقة واحدة منها، مما تسبب بحالة من الشلل في الحركة. وإذ يثير استمرار هذه المشكلة دهشة الناس من فشل كل خطط الحل التي وعدتهم بها الحكومة ورصدت لتحقيقها ميزانيات كبيرة، يرى المختصون بأن تفكيك المشكلة المزمنة لا يكمن بالمزيد من المجسرات، بل في ايقاف استيراد المركبات وترقين القديمة منها وإحياء النقل العام بشكل جدي وواسع وتنويعه والحزم في تنظيم حركة المرور وإصلاح الاشارات المرورية وتقليص نقاط التفتيش إلى الحد الضروري فقط.
*******************************************************
الصفحة الرابعة
خريجوها يبحثون عن عمل في قطاعات أخرى الكليات الأهلية تُراكم أعداد الصيادلة الفائضين وخطط التشغيل متوقفة
بغداد – تبارك عبد المجيد
يواجه خريجو كليات الصيدلة، إلى جانب زملائهم من باقي التخصصات الطبية، أزمة حقيقية في مسألة التوظيف، برغم القوانين التي جعلت تعيينهم مركزيا.
وكانت الحكومة أعلنت في 2024، تعيين نحو 30 ألفًا من خريجي الكليات الطبية والصحية، إلا أن هذه الخطوة لم تكن كافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة التي أصبحت تشكل عبئا اقتصادياً، في ظل مؤسسات صحية قليلة تعاني من التخمة الوظيفية، حيث لا يجد الكثير حتى مكانًا للجلوس او مزاولة العمل.
أرقام واحصائيات
وكشف مجلس الخدمة الاتحادي في آب 2022، أن مجموع المعينين على وزارة الصحة لعام 2021 بلغ 7038 فردا: في بغداد 1821، الأنبار 367، المثنى 192، بابل 505، البصرة 550، ديالى 382، كربلاء 299، كركوك 321، ميسان 216، النجف 350، نينوى 701، الديوانية 287، صلاح الدين 354، ذي قار 409، واسط 284.
ووفقا للأرقام الرسمية، فان خريجي قسم الصيدلة لعام 2021 بلغ عددهم 6 الاف، وفي العام اللاحق 12 ألفا.
يقول حمزة احمد، خريج قسم صيدلة من احدى الجامعات الاهلية، أنه "بالرغم من أن العديد من الصيادلة لجأوا إلى فتح صيدليات خاصة، فإن المنافسة الشديدة وارتفاع التكاليف جعلا من الصعب عليهم الاستمرار خاصة مع وجود جهات متنفذة تسيطر على استيراد الدواء، والكثير من المراكز الطبية". وأشار الى ان الحكومة لا تكترث للدعم: " لا تفكر في انشاء مصانع أدوية، ومختبرات بحثية، ومراكز تطوير، ما جعل سوق العمل تضيق باعدادنا، وهذا ما دفع الآلاف نحو البحث عن فرص عمل في مهن وقطاعات اخرى حتى خارج البلاد".
وبيّن في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "آلاف الخريجين من ذوي الاختصاصات الطبية، الذين لم تشملهم قرارات التعيين، مستمرون في تنظيم تظاهرات أمام وزارتي الصحة والمالية، كما ينشرون على المنصات الإلكترونية الرسمية مطالبهم المشروعة، في محاولة للضغط على الجهات المعنية لتوفير فرص عمل تتناسب مع مؤهلاتهم".
وأضاف، انه "ليس من المعقول ان يتحمل الشباب سوء الإدارة في القطاع التعليمي، حيث لا توجد رؤية حكومية واضحة عن اعداد الخريجين في كل الأقسام، وما هي الحاجات الضرورية في البلاد".
واكد، أن "على الحكومة ان توفر لنا الوظائف الحكومية والتسهيلات للعمل في القطاع الخاص"، ففي ظل هذه الأزمة، اضطر العديد من خريجي الصيدلة إلى البحث عن وظائف خارج اختصاصهم، حيث يعمل بعضهم في محال تجارية، ومراكز تسويق، وحتى في وظائف إدارية لا تمت لمجالهم بصلة، بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على فرصة عمل ضمن القطاع الصحي.
العراق في تصنيفات عالمية
ويُصنف العراق في مراتب متأخرة بحسب تقارير مؤشرات جودة الرعاية الصحيّة، التي تصدرها المراكز البحثيّة حول العالم، في عام 2024، احتل العراق المرتبة 71، في قائمة أفضل الدول في تقديم الخدمة الطبيّة، وفقاً لمؤشر الرعاية الصحيّة، الصادر من مجلة CEOWORLD، وهذا ترتيب متدن. كما صنف العراق ثالثاً في قائمة أسوأ الدول في مجال الرعاية الصحية الأوّليّة، وفقاً لموقع نومبيو، المختصّ بقياس المستوى المعيشي عالمياً.
يقول جاسم التميمي، خريج قسم الصيدلة، إنه اضطر إلى تغيير مسار حياته بعد سنوات من المطالبة بالتعيين الحكومي، ليبدأ مشروعه الخاص في بيع الوجبات السريعة.
يقول التميمي لمراسل "طريق الشعب" أنه بذل جهودًا كبيرة في دراسته، وأنفق مبالغ طائلة للحصول على شهادته، على أمل أن يجد فرصة عمل تليق بتعليمه، لكنه اصطدم بواقع البطالة، خاصة لخريجي الكليات الأهلية الذين يواجهون صعوبات كبرى في الحصول على وظائف حكومية.
ويضيف: "نظمنا الكثير من التظاهرت، وطالبنا بحقوقنا في التعيين، لكن دون جدوى. انتظرت طويلًا ولم أجد فرصة، لذا قررت أن أواجه الواقع وأبدأ مشروعًا صغيرًا يعينني على الحياة".
ويشير إلى أنه فتح كشكًا لبيع الاكلات السريعة، مبينا أن التحديات التي يواجهها الخريجون اليوم، تحتم عليهم البحث عن بدائل لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة.
واختتم التميمي بمناشدة الجهات المعنية النظرَ في قضية الخريجين العاطلين عن العمل، وإيجاد حلول حقيقية لمشكلاتهم، سواء من خلال التعيينات أو دعم المشاريع الصغيرة لتمكينهم من بناء مستقبلهم. وطالبهم بالتوقف عن إعطاء الوعود "الكاذبة".
فائض في الأعداد
من جانبه، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية ماجد شنكالي، في تشرين الثاني 2024، أن "العراق يعاني فائضًا كبيرًا في عدد الاطباء والصيادلة وبنسبة 200 في المائة".
وأضاف في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن "هناك زيادة مماثلة لهذا الرقم في عدد أطباء الأسنان والعلميين ومساعدي المختبرات".
وتابع شنكالي، ان "الحكومة تعمل على شراكة مع القطاع الخاص حيث قامت شركة إيطالية بإجراء دراسة لمستشفى محلي طلبت فقط سبعة صيادلة من أصل 200 موجودين، وان هذا الفائض في العدد يتناقض مع النقص الحاد في تخصصات طبية أخرى مثل طب الطوارئ والطب العدلي وجراحة الدماغ والصدر".
ونبّه الى وجود "مشاكل في الوقت الحالي مع خريجي عامي 2023 و 2024".
40 ألف صيدلي
وحذّرت نقابة صيادلة العراق من التداعيات السلبية للارتفاع غير المسبوق في أعداد الخريجين، مؤكدةً أن هذه الزيادة قد تؤدي إلى أزمة في فرص العمل خلال السنوات المقبلة، سواء في القطاعين العام أو الخاص.
وقال د. أسامة هادي حميد، المتحدث الرسمي باسم النقابة، إن "الزيادة الكبيرة في أعداد الصيادلة تعود إلى الانتشار الواسع لكليات الصيدلة الأهلية، دون وجود توسع مماثل في المؤسسات الصحية، التي بقيت على حالها أو شهدت زيادة طفيفة لا تستوعب هذا العدد المتنامي من الخريجين".
وأضاف حميد لـ "طريق الشعب"، أن "وصول أعداد الصيادلة إلى أكثر من 40 ألف صيدلي، وبالتالي فانه استمرار هذا العدد بالارتفاع، يشكل عبئًا غير مسبوق على السلطات الصحية، خاصة في ما يتعلق بتوفير التعيينات في القطاع العام"، مشيرًا إلى أن ذلك قد يدفع العديد من الصيادلة إلى العمل في وظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم الأكاديمية، وهو أمر لا تتمناه النقابة.
ولمواجهة هذه التحديات، أشار هادي إلى أن "النقابة تدرس عدة حلول، أبرزها تقليل أعداد المقبولين في كليات الصيدلة، إلى جانب فتح مجالات عمل جديدة للصيادلة، مثل إنشاء مصانع أدوية، ومختبرات تحليل، ومراكز أبحاث طبية، ما يسهم في استيعاب الأعداد المتزايدة للخريجين، ويوفر لهم فرص عمل تتناسب مع اختصاصهم".
وشدد على ضرورة وضع خطط استراتيجية لضبط أعداد الطلبة المقبولين في كليات الصيدلة، بما ينسجم مع احتياجات سوق العمل، لضمان مستقبل مهني مستقر للخريجين، وعدم تفاقم أزمة البطالة بين أصحاب هذا الاختصاص الحيوي.
وحذرت النقابة عام 2023 من تراكم الصيدلانيين الفائضين عن الحاجة في البلاد بتوقعات تصل إلى 98 ألف صيدلي فائض بحلول عام 2030.
الترهل الوظيفي
يقول الباحث الاقتصادي أحمد عيد أن العراق يعاني من مشكلة كبيرة في القطاع الصحي، تتمثل في الترهل الوظيفي الذي يعيق تقدم هذا القطاع ويؤثر سلبًا على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
ويضيف عيد في تعليق لـ"طريق الشعب"، أن الحل لهذه المشكلة يتطلب جهودًا حثيثة تتضمن إعادة تأهيل وتطوير مصانع الأدوية الوطنية لضمان الاكتفاء المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى توسيع المراكز الصحية لتواكب الزيادة السكانية.
ويدعو إلى وضع خطط استراتيجية وطنية تتناسب مع الاحتياجات المحلية، حيث يجب أن تستوعب هذه الخطط أعداد الخريجين وفقًا للتخصصات المطلوبة في السوق، مشيرا الى أن هذه التوجهات ستساهم بشكل كبير في تحقيق توازن بين العرض والطلب في سوق العمل الصحي، وتعزز جودة الخدمات الصحية وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في البلاد، مؤكدا أن "أعداد الخريجين الكبيرة مع وجود الترهل الوظيفي في مؤسسات الدولة، يترك آثارا خطرة على حجم الانفاق العام للدولة ويزيد من فجوات عجز الموازنة، وبالتالي يشكلون عبئا اقتصاديا كبيراً".
*************************************************
الابتزاز الإلكتروني في العراق: ضرورة تشديد العقوبات وتسريع الاستجابة القانونية
بغداد ـ طريق الشعب
تزايدت حالات الابتزاز الإلكتروني في العراق بشكل ملحوظ، وأصبحت يشكل تهديدًا خطيرًا للأفراد والشركات على حد سواء، حيث يعمد المجرمون في هذه الجرائم الى تهديد الضحايا بنشر معلومات أو صور خاصة بهدف الحصول على مكاسب مالية أو إجبارهم على تصرفات غير قانونية، مستخدمين تقنيات متطورة مثل الاختراق والتصيد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية ما يجعل من الصعب على الضحايا الهرب من هذه المواقف.
تشديد تطبيق القوانين
وفي ظل ارتفاع هذه الاختراقات يشير مراقبون الى أهمية الوقاية من خلال زيادة الوعي الأمني وتطبيق القوانين.
ويؤكد الخبير في الأمن السيبراني حسين يعقوب السعيدي أن "الابتزاز الإلكتروني لم يعد مجرد تهديد عابر، بل تحول إلى سلاح خطير يستخدمه المجرمون لإخضاع الأفراد والشركات دون الحاجة إلى مواجهات مباشرة".
ويشير إلى أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر تعقيدًا، حيث يجلس المبتز في زاوية مظلمة خلف شاشة، بينما يجد الضحية نفسه محاصرًا بالخوف والإحراج والشعور بالعجز.
ويوضح السعيدي أن الابتزاز الإلكتروني لا يقتصر على مجرد التهديد بنشر معلومات حساسة، بل هو استراتيجية نفسية وتقنية معقدة، حيث يُدفع الضحية إلى الاعتقاد بأن الاستجابة للمبتز هي الخيار الوحيد. ويحدث ذلك بطرق متعددة مثل الاختراق المباشر من خلال استغلال ثغرات أمنية في الأجهزة والبرمجيات، إضافة إلى التصيد الاحتيالي الذي يُخدع فيه الضحية لتقديم بياناته بنفسه دون إدراك العواقب، فضلًا عن الهندسة الاجتماعية التي تعتمد على استغلال العلاقات والثقة للحصول على معلومات حساسة.
ويشير إلى أن التطور التكنولوجي السريع لم يمنح البشرية فقط وسائل تواصل حديثة، بل مكّن أيضًا المجرمين من أدوات غير مسبوقة للاحتيال والسيطرة.
ويرى أن هناك عدة عوامل ساهمت في انتشار هذه الجريمة، أبرزها ضعف الوعي الأمني حيث يجهل الكثير من المستخدمين أبسط مبادئ حماية بياناتهم، وسهولة الوصول إلى أدوات الاختراق، إذ لم يعد المجرم بحاجة إلى أن يكون خبيرًا تقنيًا، بل يمكنه شراء الأدوات الجاهزة من الإنترنت المظلم. كما أن غياب القوانين الرادعة في بعض الدول يسمح للمبتزين بالعمل بحرية دون خوف من الملاحقة، إلى جانب التأثير النفسي القوي للابتزاز الذي يدفع الضحية للاستسلام بدلاً من المواجهة بسبب الخوف والعار.
ويوضح، أن الابتزاز ليس مجرد جريمة بل يتخذ أشكالًا مختلفة بحسب الهدف من ورائه، فمنه الابتزاز الشخصي الذي يستهدف الأفراد عبر صور أو معلومات حساسة، والابتزاز الاقتصادي الذي يهدد الشركات للحصول على أموال أو بيانات سرية، إضافة إلى الابتزاز السياسي أو الأمني الذي يُستخدم للضغط على شخصيات سياسية أو أمنية لكسب النفوذ أو المعلومات، وكذلك الابتزاز العاطفي الذي يعتمد على بناء علاقات وهمية مع الضحية قبل تحويلها إلى فخ للضغط والتهديد.
وفيما يتعلق بالمبتزين، يوضح السعيدي أنهم ليسوا جميعًا بنفس الدافع أو المستوى، فهناك المبتز الهاوي الذي يستخدم أدوات بسيطة لكنه يسبب أضرارًا كبيرة بسبب قلة خبرته، والمبتز المحترف الذي يمتلك خبرة واسعة في القرصنة والهندسة الاجتماعية ويعمل وفق منهجية دقيقة، بالإضافة إلى المجرم السيبراني المؤسسي الذي يعمل ضمن شبكات إجرامية منظمة تستهدف الضحايا بشكل موسع، والمبتز النفسي الذي لا يسعى فقط وراء المال بل يستمتع بالسيطرة على الضحية وإذلالها.
ويؤكد السعيدي أن "مواجهة الابتزاز الإلكتروني تبدأ بالوقاية"، مشددًا على أهمية عدم مشاركة أي معلومات حساسة عبر الإنترنت لأن المجرمين يستغلون أدق التفاصيل للإيقاع بالضحايا، كما أن استخدام كلمات مرور قوية وفريدة يقلل من فرص الاختراق، بالإضافة إلى تفعيل المصادقة الثنائية التي تضيف طبقة حماية إضافية لأي حساب، وعدم الاستجابة للمبتز لأن التجاوب معه يعني الدخول في حلقة لا نهاية لها من الاستغلال.
ويشدد على "ضرورة إبلاغ الجهات المختصة فورًا لأن التبليغ المبكر يزيد من فرص الإيقاع بالمبتز ومنع تفاقم الضرر".
وفي حال وقع الشخص ضحية للابتزاز، ينصح السعيدي بالتعامل مع الأمر بحكمة وعدم إظهار الخوف للمبتز، لأن المجرم يتغذى على ضعف الضحية واندفاعها للاستجابة. كما ينصح بالاحتفاظ بالأدلة مثل رسائل المبتز والمحادثات لاستخدامها لاحقًا في الإبلاغ عنه، إلى جانب إغلاق جميع المنافذ المحتملة عبر تغيير كلمات المرور وإبلاغ منصات التواصل لحذف أي محتوى مسيء، فضلًا عن طلب المساعدة من متخصصين سواء في الأمن السيبراني أو الدعم النفسي، لأن الابتزاز قد يترك آثارًا نفسية خطيرة.
وفي ختام حديثه، يؤكد السعيدي أن التكنولوجيا بقدر ما تقدم فوائد لا حصر لها، فإنها تظل سلاحًا ذا حدين ويجب التعامل معها بحذر ووعي. ويقول، أن الوقاية والوعي الأمني هما خط الدفاع الأول ضد جرائم الابتزاز الإلكتروني، داعيًا إلى عدم الرضوخ للتهديدات وعدم السماح للمجرمين بالسيطرة على حياة الأفراد. ويختتم بقوله إن من يقع ضحية للابتزاز لا يجب أن يدع الخوف يسيطر عليه، فهو ليس وحده، وهناك دائمًا طريق للخروج والانتصار على هذا التهديد.
العقوبات القانونية
ويعرف المحامي مصطفى البياتي الابتزاز الإلكتروني على أنه "ممارسة الضغط على الأفراد للحصول على مزايا مالية أو معنوية من خلال التهديد بنشر معلومات أو صور خاصة بهم"، ووفقاً للبياتي فأن هذا النوع من الابتزاز يبرز في مجالات عدة مثل الابتزاز السياسي، العاطفي، والإلكتروني. ويعد من الظواهر الحديثة التي تهدد الأمان الشخصي والمؤسسي على حد سواء.
وأوضح البياتي لـ "طريق الشعب"، أن "الابتزاز الإلكتروني يشمل تهديد الضحية بنشر مواد خاصة بها، سواء كانت صورًا أو فيديوهات أو معلومات سرية، بهدف فرض دفع أموال أو إجبار الشخص على القيام بأفعال غير قانونية تخدم مصلحة المبتز. قد يشمل ذلك الكشف عن أسرار متعلقة بالعمل أو استغلال الضحية في أعمال غير مشروعة".
أما في ما يتعلق بالعقوبات المقررة على جريمة الابتزاز الإلكتروني في القانون العراقي، فإنها تندرج تحت جرائم التهديد بموجب المواد 430 و431 و432 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لعام 1969. وتنص المادة 430 على معاقبة من يهدد شخصًا بارتكاب جناية ضد نفسه أو ممتلكاته أو سمعة شخص آخر، بالسجن لمدة قد تصل إلى سبع سنوات أو الحبس. كما تفرض المادة 431 عقوبات بالسجن على من يهدد آخر بارتكاب أفعال تضر بسمعته أو ماله.
ويؤكد البياتي، أن تطبيق هذه القوانين ضروري لحماية الأفراد من هذه الجريمة المتزايدة في ظل النمو السريع للتكنولوجيا واستخدام الإنترنت في حياتنا اليومية.
الثقة المفرطة
وتزايدت في الآونة الأخيرة حالات الابتزاز الإلكتروني في العراق بشكل ملحوظ، إذ تجد الناشطة المدنية سارة جاسم في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "هذه الظاهرة تنبع من عدة عوامل، أبرزها الثقة المفرطة بالأشخاص المجهولين على الإنترنت، حيث يتم إرسال الصور والمعلومات الشخصية دون إدراك العواقب. كما أن التعامل مع أشخاص يدّعون ممارسة السحر والشعوذة يشكل تهديدًا إضافيًا، حيث يتم استغلال الضحايا نفسيًا وماديًا، بل وتهديدهم بنشر صور أو معلومات خاصة".
وتعتبر سارة أن "النساء والفتيات الشابات الأكثر استهدافًا بهذه الجرائم، إذ يعانين من ضغوط اجتماعية وثقافية تجعل من الصعب عليهن الإبلاغ عن الابتزاز، خوفًا من الفضيحة أو العار. هذا التفاعل مع الابتزاز يؤدي إلى آثار نفسية واجتماعية خطيرة مثل العزلة والاكتئاب، بل قد يصل إلى الانقطاع عن الدراسة والعمل".
عقوبات مشددة
ورغم أن القانون العراقي يعاقب على جرائم الابتزاز الإلكتروني، إلا أن تطبيقه بحاجة إلى مزيد من التشديد والسرعة في الاستجابة لحماية الضحايا ومنع استمرار هذه الجرائم. وللحد من ظاهرة الابتزاز، اقترحت الناشطة تشديد العقوبات على المبتزين وتسريع إجراءات المحاسبة، بالإضافة إلى إنشاء وحدات متخصصة في الأمن الإلكتروني لمتابعة قضايا الابتزاز بكفاءة وسرعة. كما دعت إلى إطلاق حملات توعية وطنية لتسليط الضوء على مخاطر التعامل مع الغرباء عبر الإنترنت، خاصة أولئك الذين يدّعون ممارسة السحر والشعوذة، وتقديم دعم نفسي وقانوني للضحايا لمساعدتهن في مواجهة الابتزاز وعدم الرضوخ للخوف.
وأكدت أن "المؤسسات التعليمية تلعب دورًا حيويًا في توعية الشباب بمخاطر الابتزاز الإلكتروني، وهو ما يتطلب منها اتخاذ خطوات ملموسة مثل إدراج التوعية بالأمان الرقمي ضمن المناهج الدراسية وتنظيم ندوات وورش عمل حول كيفية التعامل مع التهديدات الإلكترونية. كما يجب توفير منصات آمنة للتبليغ عن الابتزاز داخل المدارس والجامعات، وتعزيز ثقافة الحماية الذاتية عبر الإنترنت وتوضيح مخاطر التعامل مع المشعوذين والسحرة الذين يستغلون الناس لتحقيق مكاسب شخصية". وشددت سارة على ضرورة تضافر جهود المجتمع، والقوانين، والمؤسسات، بالإضافة إلى تمكين النساء والفتيات من الإبلاغ عن حالات الابتزاز بثقة. ويجب ضمان حماية قانونية ودعم نفسي مناسب لهن، مما يسهم في تعزيز ثقافة الحماية الشخصية عبر الإنترنت وتوفير بيئة آمنة لجميع الأفراد.
********************************************************
الصفحة الخامسة
تربُّح على حساب صحة الناس أغذية تالفة تغزو الأسواق وتُغري المستهلك بأسعارها الزهيدة
متابعة – طريق الشعب
تواجه فرق الرقابة الصحية في العراق صعوبات في منع التعامل بالمواد الغذائية التالفة التي باتت تنتشر بشكل كبير في الأسواق، وتباع للمستهلك بأسعار زهيدة مقارنة بالمواد الأخرى الصالحة للاستهلاك.
ويؤكد متابعون، أن بعض هذه المواد يأتي تالفا من المصدر. حيث يجري استيراده بصلاحية منتهية أو موشكة على الانتهاء، بهدف تحقيق أرباح سريعة عبر إغراء الناس بالبيع بأسعار زهيدة، مبينين أن مستوردي تلك المواد يستفيدون من عدم تشديد المراقبة في المنافذ الحدودية.
وخلال الأيام الأخيرة، نفذت فرق الرقابة الصحية في بغداد ومدن أخرى، حملات واسعة أسفرت عن إتلاف عشرات الأطنان من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك البشري، مع إغلاق معامل ومخازن لا تستوفي الشروط الصحية المطلوبة - حسب ما أفادت به وزارة الصحة في بيانات أصدرتها، ونشرتها وكالات أنباء.
3 آلاف طن في 3 شهور
وفقا لجاسم الغزي، أحد مسؤولي فرق التفتيش والرقابة في وزارة الصحة، فإنه خلال الشهور الثلاثة الأخيرة جرى إتلاف نحو 3 آلاف طن من المواد منتهية الصلاحية في الأسواق، موضحا أن "المواد عبارة عن أغذية جافة أو رطبة ومكملات غذائية صنّفت بأنها تالفة، بسبب انتهاء صلاحياتها أو سوء تخزينها".
ويؤكد أن "الفرق الصحية تبذل يومياً جهوداً كبيرة في متابعة المواد التالفة داخل المحال التجارية وفي مخازن التجار. وان فرق الحواجز الأمنية بين المحافظات تواكب مهمات الحملة، بعد تزويدها بالمعلومات التي تتوافر لدينا عن البضائع التالفة".
ويلفت الغزي في حديث لوكالة أنباء "العربي الجديد"، إلى أن "معظم تلك المواد تدخل عبر الحدود مع إيران، وهي تأتي تالفة أو تكاد تنتهي فترة صلاحيتها قريباً"، موضحا أن "التجار يبيعون هذه المواد إلى أصحاب المحال التجارية بأسعار مخفضة، ثم يعرضها أصحاب المحال بدورهم للمستهلكين بأسعار أقل من مثيلاتها السليمة. لذا فهي وسيلة لتحقيق مكاسب سريعة"، مؤكدا أن "فرق الرقابة تتلف بشكل شبه يومي أطنانا من تلك المواد، التي لا تنتهي بسبب كمياتها الكبيرة في الأسواق".
صفقات مع متنفذين
الغزي يقول أيضا أن "فرقنا تواجه صعوبات في التعامل مع تجار يمتنعون عن التعاون، ولا يسمحون بتفتيش مخازنهم أحياناً، ويرتبط عدد كبير منهم بصفقات تجارية مع جهات متنفذة تتدخل أحياناً لمنع عمليات التفتيش وإتلاف المواد. ونحن نلتزم بأداء واجبنا على أكمل وجه رغم العقبات التي نواجهها".
ويتابع قوله: "نرصد أحياناً تلاعباً في تاريخ انتهاء المواد من قبل التجار، ونضبط أيضاً مواد غير صالحة أساساً أعدت في مصانع تفتقر إلى الشروط الصحية، وموادها الأولية غير مفحوصة. لذا نشدد على ضرورة تعاون كل الجهات الأمنية والحكومية لتشديد الرقابة الصحية على المصانع المحلية والمنافذ الحدودية والأسواق".
قوة النفوذ
من جانبه، يقول عضو غرفة تجارة بغداد رائد الحجامي، أن "المواد التالفة، في معظمها، يجري استيرادها عبر إيران"، مطالبا بالتصدي لهذه التجارة غير المشروعة عبر ضبط الحدود وعدم التساهل في التعامل مع الملف.
ويؤكد في حديث صحفي أن "العامين الأخيرين شهدا تصاعداً كبيراً في كميات المواد التالفة التي تدخل البلاد، بحكم قوة ونفوذ المتعاملين بها".
ويشير الحجامي إلى ان "تجارا كثيرين يتعاملون بهذه المواد، وهم غالبا ليسوا من أولئك المعروفين في الأسواق المحلية، بل انهم جدد، يملكون رؤوس أموال ضخمة ويرتبطون بجهات متنفذة"، منوّها إلى ان "هؤلاء التجار المشبوهين لا يخضعون لمحاسبة قانونية حتى بعد ضبط مواد غير صالحة للاستهلاك في مخازنهم".
ويشدد على أن "هذا الملف حساس وخطير، لأن الأرباح التي تتحقق فيه تأتي على حساب صحة الناس، ما يتطلب من الحكومة والجهات الرقابية التعامل بحزم مع هؤلاء التجار، وإخضاعهم للمحاسبة القانونية. أما المواطنون الفقراء فهم الضحايا الأكبر لهذا الجشع ومن يقف وراءه. فهم مجبرون على شراء مواد رخيصة الثمن بسبب ضعف قدراتهم الشرائية".
حالات تسمم
نتيجة عدم السيطرة على المواد التالفة، تصل إلى المستشفيات باستمرار حالات تسمّم - حسب ما يؤكد الطبيب في دائرة صحة الكرخ، عبد الله حسن، الذي يدعو في حديث صحفي إلى "تكثيف الرقابة الصحية، وإخضاع التجار وأصحاب المحال التجارية الذين يتعاملون بالمواد التالفة إلى محاسبة قانونية مشددة. فالأمر يمس صحة الناس وحياتهم". إلى ذلك، يرى الباحث الاقتصادي صالح لفتة، أن بعض الأطعمة التالفة لا يمكن اكتشافه عبر قراءة تاريخ الصلاحية، مبينا أن هناك معلبات يجري خزنها في أماكن سيئة، ما يُعجّل فسادها قبل انتهاء صلاحيتها "فمدة الصلاحية المطبوعة على العبوات، تشترط ظروف تخزين صحية، لا كما يحدث في بعض المخازن والمحال".
ويشير إلى أن وكالات الأنباء تُعلن بين الحين والآخر حوادث تسمم جراء تناول أطعمة تالفة، الأمر الذي يتطلب من الجهات الرقابية والصحية التعامل مع هذه المشكلة بحزم.
هذا ويرى مراقبون أن ملف الاستيراد في العراق شبه خارج عن السيطرة الحكومية، في ظل تقديم جهات متنفذة حماية لتجار ومهربين يُدخلون مواد ممنوعة وأخرى غير مطابقة للمواصفات أو منتهية الصلاحية، ما يجعل منع هذه المواد أمراً صعباً للغاية.
*****************************************************
بائعو السمك في الرمادي يطالبون بإنشاء علوة مركزية بعد إزالة بسطاتهم
الرمادي ـ وكالات
يشهد سوق مدينة الرمادي حركة تجارية نشطة، لكن بائعي السمك في المدينة يواجهون أزمة كبيرة بعد قرار إزالة بسطاتهم الصغيرة التي كانت مصدر رزقهم الوحيد.
هذه الخطوة، التي جاءت ضمن حملة لتنظيم الأسواق ومنع التجاوزات على الأرصفة والشوارع، أثارت العديد من المطالبات بضرورة إيجاد بدائل لتنظيم عملهم بطريقة قانونية.
وقال علي حسين، أحد بائعي السمك المتضررين، في تصريح صحفي: "منذ سنوات ونحن نبيع السمك هنا، وهذا مصدر رزقنا الوحيد.
بعد إزالة البسطات لم يعد لدينا مكان لعرض بضاعتنا، وأصبحت خسائرنا كبيرة."
ورغم أن الحملة التي نفذتها الجهات المحلية تهدف إلى تحسين مظهر السوق وتخفيف الفوضى، إلا أنها لم توفر بديلاً مناسباً لهؤلاء الباعة، مما وضعهم أمام تحديات اقتصادية كبيرة. وأكد حسين أن الحل الأمثل يكمن في إنشاء علوة مركزية متخصصة لبيع السمك، وهو ما من شأنه أن يساهم في تنظيم السوق، ويوفر بيئة عمل صحية وآمنة للباعة.
وقال رعد محمود، بائع آخر، أنه تم نقله إلى محل صغير مؤقت لا يصلح لبيع السمك، قائلاً: "المحل لا يحتوي على برادات كافية ولا نظام تصريف جيد، والروائح أصبحت لا تُحتمل. السمك سريع التلف وإذا لم يُحفظ في ظروف مناسبة، سيخسر البائع والمستهلك معاً."
وحذر الباعة من أن غياب مكان مناسب لبيع الأسماك أثر سلبًا على العرض في السوق، ما أدى إلى زيادة الأسعار وقلة المعروض، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين في المدينة.
يأمل بائعو السمك في الرمادي أن تتحرك الحكومة المحلية بسرعة لإنشاء العلوة المطلوبة، حيث أكد العديد منهم استعدادهم للالتزام بكافة الضوابط الصحية والإدارية إذا تم توفير مكان مناسب. كما دعا البعض إلى تخصيص مساحة ضمن الأسواق المركزية أو في أطراف المدينة لإنشاء هذه العلوة، بما يضمن استمرار عملهم وتحقيق شروط صحية وتنظيمية. ويبقى إنشاء العلوة المتخصصة مطلبًا ملحًا لضمان تنظيم السوق وحماية أرزاق العشرات من العائلات التي تعتمد على بيع السمك في الرمادي.
***************************************************
أبو غريب المياه الجوفية تهدد بنزوح أهالي {عرب طاحوس}
متابعة – طريق الشعب
تواجه منطقة عرب طاحوس، التابعة إلى قضاء أبو غريب غربي بغداد، خطر النزوح الجماعي، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية الناتج عن انسداد المبازل، ما أدى إلى انغمار الأراضي الزراعية بالمياه الآسنة، وبالتالي وصول المياه إلى منازل السكان. ورغم المناشدات المتكررة، فإن الجهات المعنية لم تتخذ أي إجراءات فعلية لمعالجة الأزمة، وسط تحذيرات من كارثة بيئية وإنسانية قد تتفاقم خلال الأسابيع المقبلة.
وتُقسم هذه المنطقة إلى قسمين، الأول يقع ضمن ناحية النصر والسلام، والآخر، وهو المتضرر، يقع ضمن ناحية بوابة السلام.
يقول المواطن عمر خميس، أن "النزيز وصل إلى بيوتنا. وإذا لم يتم حل المشكلة خلال أقل من شهر سنضطر إلى ترك منازلنا والنزوح، لأن هذه المياه غير نظيفة والأخطر من ذلك أنها تقتل الزرع وتهدد المبازل بالانهيار".
أما المواطن حميد محمد، فيقول ان "انسداد المبازل أدى إلى تشكل برك من المياه الآسنة تقتل الزرع وتهدد المنازل بالانهيار"، مشيرا في حديث صحفي إلى ان "الجهات المعنية بالري والزراعة لم تقم بتطهير المبازل، ما تسبب في انسدادها.
وسبق أن قدمنا شكاوى إلى جميع الدوائر المعنية، لكن دون جدوى ولم يصلنا أي مسؤول".
ويناشد المواطن رئيس الوزراء ومحافظ بغداد، وكل المعنيين، إغاثتهم عبر معالجة هذه المشكلة عاجلا "فإذا استمر الأمر سنضطر إلى النزوح"، مشيرا إلى ان "منطقتنا كانت من أكثر المناطق أمانًا، وكانت تتمتع بموقع مميز مقارنة ببقية مناطق ناحية بوابة السلام. فهي مجاورة لطريق سريع أبو غريب، وقريبة من منطقة الحصوة".
وتنقل وكالات انباء عن مصدر من شعبة ري أبو غريب، قوله أن "الدائرة على علم بالمشكلة، وقد طلبنا توفير حفارات ووقود لكن تم إبلاغنا بعدم وجود تخصيصات مالية. كما طلبنا المساعدة من ناحية بوابة السلام وصيانة أبو غريب لأن المشكلة خطيرة جدًا وقد تؤدي إلى نزوح مئات العائلات".
******************************************************
اگول.. مع تحديث البطاقة التموينية.. ولكن!
عادل الزيادي
لا شك ان تحديث البطاقة التموينية الكترونيا، اجراء حضاري ومتمدن إضافة إلى كونه يساعد في السيطرة على الاعداد الفضائية من العائلات التي تتسلم الحصص الغذائية، والتي توازي الأعداد المستحقة فعليا.
لكن السؤال هو هل ان الجميع لديه إمكانية ومعرفة في طريقة إنجاز هذه العملية. إذ انها تتم عبر تطبيق الكتروني كانت قد أطلقته وزارة التجارة؟ في الحقيقة هناك عائلات مهمشة ومعدمة تسكن العشوائيات والتجاوزات، ومن البديهي انها بسبب انشغالها في ظروف حياتها المعقدة القاسية، وبحثها الدائب عن لقمة بسيطة تسد بها رمق أبنائها، لا تعي وتعلم بضرورة إجراء التحديث، الذي يجب أن يتم في فترة محددة وإلا ستُحرم من حقها في الحصول على حصصها الغذائية.
فهناك عائلات معدمة كثيرة تهرع منذ الصباح الباكر مع أطفالها، لتنضم إلى تجمعات تعمل في جمع النفايات أو البحث فيها عن مواد قابلة للبيع، كالمواد البلاستيكية والمعدنية، وحتى الأطعمة، لتؤمّن قوتها اليومي. وبالتأكيد أن مثل هذه العائلات لا يوجد بين أفرادها شخص متفرّغ لإنجاز عملية التحديث، وبعضها في الأساس لا يدرك أهمية هذا الإجراء!
لذلك، ندعو وزارة التجارة إلى تخصيص فرق ميدانية جوالة تقوم بزيارة تلك الأسر ومساعدتها في تحديث البطاقة التموينية، بما يضمن حصولها على حصصها الغذائية، التي هي بالنسبة لها مهمة جدا في سد بعض حاجتها من الطعام.
جدير بالذكر، أن وزارة التجارة أفادت الخميس الماضي في تصريح على وكالة الانباء الرسمية، بأن تحديث البطاقة التموينية يتطلب استكمال البيانات خلال 30 يومًا، مؤكدة أنه سيتم إيقاف بطاقات المواطنين من غير المحدثين.
وأوضحت ان عملية التحديث تتم خلال 30 يوما من انطلاقها في كل محافظة. وأن إشعارًا الكترونيا سيُرسل للمواطن عند إتمام التحديث، وفي حال لم يتم استكمال البيانات، يمكن للمواطن التوجه إلى الوكيل لإنجاز المهمة.
****************************************************
إجابة من وزارة النفط
تسلمت "طريق الشعب" من وزارة النفط، إجابة على تقرير نشرته الجريدة على صفحتها الثانية في عدد الأحد 22 كانون الأول 2024.
وهذا نص الإجابة:
إلى صحيفة طريق الشعب الغراء
نهديكم أطيب تحياتنا..
إشارة إلى ما نشرته صحيفتكم الغراء بتاريخ 22/12/2024، تحت عنوان (حراك شعبي يتصاعد شمالي البصرة مطالبا بالخدمات والتعيينات)، نود اعلامكم بأن شركة نفط البصرة قد بينت بأنه تم اتخاذ عدة إجراءات تم التوصل إليها مع الحراك الاحتجاجي في قضاء الصادق يوم 24/ 12/ 2024 حيث تم المضي قدما بتشغيل (300) عاطل عن العمل ضمن الشركات الثانوية المتعاقدة مع المشغل الرئيسي لحقل غرب القرنة/ 1 (بتروجاينا) بعد تزويد الشركة بقوائم الأسماء من قبل قائم مقام قضاء الصادق واكمال كافة الإجراءات الإدارية والفنية لغرض التشغيل. وبيّنت الشركة ان مشروع المستشفى من المشاريع التي تنفذ ضمن مشاريع المحافظة ولا يمكن تنفيذها ضمن مبالغ المنافع الاجتماعية، علما ان إجراءات انشاء المستشفى الخاص بالأمراض السرطانية مستمرة وتم استلام المتطلبات والمواصفات المطلوبة من قبل دائرة صحة البصرة. كما اشارت الشركة إلى إعطاء الأولوية بتعبيد الشوارع الفرعية في القضاء ضمن مشاريع المنافع الاجتماعية لعام 2025. وأضافت الشركة بأن عمليات التوظيف في حقل غرب القرنة/ 2 تتم من خلال إرسال طلبات الوظائف الشاغرة لدى مشغل الحقل أو الشركات الثانوية المتعاقدة إلى مركز التشغيل المركزي في محافظة البصرة مباشرة دون التدخل أو الرجوع إلى شركة نفط البصرة.
شاكرين تعاونكم معنا مع التقدير
مدير مكتب الإعلام والاتصال الحكومي
18/2/2025
***************************************************
مواساة
- تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى ومعها اللجنة الاساسية للحزب في الهويدر، الرفيق عبد علي حمزة الدليمي (اسطة فيروز ابو حيدر)، الذي توفي إثر وعكة صحية.
كان الفقيد مناضلا ملتزما، بقي لصيقا بحزبه حتى آخر نبض في حياته. وهو شخصية اجتماعية، وصاحب مواقف وطنية وسيرة حسنة وخلق رفيع.
له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه في قرية الهويدر الصبر والسلوان.
****************************************************
الصفحة السادسة
غوتيريش يشارك في القمة العربية ويحدد أولويات غزة أولى ليالي رمضان في غزة خيام تغمرها الأمطار ونازحون في العراء
رام الله - وكالات
استقبل نازحون فلسطينيون في قطاع غزة أولى ليالي شهر رمضان وسط ظروف إنسانية قاسية حيث أغرقت الأمطار الغزيرة عشرات الخيام التي تؤويهم وبقايا المنازل المدمرة التي لجأوا إليها في ظل المماطلة الإسرائيلية بإدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة لتحسين أوضاعهم المعيشية وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
ومع ساعات السحور، تسربت مياه الأمطار إلى داخل الخيام مبللة ممتلكات وأمتعة النازحين، ما أجبر العديد منهم خاصة الأطفال والنساء على مغادرتها دون وجود مأوى بديل يقيهم البرد القارس.
في الوقت ذاته، وجد الفلسطينيون الذين اضطروا للعودة إلى ما تبقى من منازلهم المدمرة، أنفسهم وسط المياه المتسربة من الأسقف والجدران المتصدعة دون وجول أي وسائل تحميهم من قسوة الطقس.
كما غرقت الشوارع بمياه الأمطار، فيما حاولت فرق الطوارئ والإنقاذ التابعة للبلديات التعامل بقدراتها المحدودة في ظل نقص الآليات والإمكانيات جراء التنصل الإسرائيلي عن تنفيذ استحقاقات اتفاق وقف النار بغزة، بحسب المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا للأناضول.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن إسرائيل دمرت خلال أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية نحو 88 بالمئة من البنى التحتية في القطاع بما فيه من منازل ومستشفيات ومؤسسات حيوية وخدماتية.
وفي ظل الأزمات الإنسانية المركبة جراء منع إسرائيل دخول البيوت المتنقلة ونقص المعدات والآليات الثقيلة اللازمة للتعامل مع الكارثة، فإن الأوضاع المعيشية للنازحين تتفاقم، بحسب مهنا.
وتابع: "النازحون يواجهون مصيرهم وحدهم، ورغم كل المطالبات الاحتلال ما زال يعرقل دخول مستلزمات الإغاثة للمتضررين مما يترك عشرات الآلاف منهم في العراء تحت الأمطار والبرد".
وأوضح أن أولى ليالي رمضان تحولت من أوقات للسكينة والعبادة إلى ساعات من البرد والمعاناة.
وذكر أن فرق البلدية تحاول التعامل مع تداعيات الأحوال الجوية رغم الإمكانيات المحدودة، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الدمار الهائل وانعدام الموارد.
وقال حول ذلك: "إسرائيل تحرم شعبنا حتى من أبسط مقومات الحياة، بينما نحن في بلدية غزة وباقي البلديات نحاول بقدراتنا المحدودة التخفيف من المعاناة".
وشدد على ضرورة وجود تدخل عاجل للضغط على إسرائيل للسماح بدخول المعدات والآليات اللازمة للتعامل مع الكارثة.
تأتي هذه الأحوال الجوية القاسية في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة، بسبب القيود الإسرائيلية المشددة المفروضة على القطاع ونقص المواد الغذائية والمساعدات الإغاثية والإنسانية، وسط تدهور في الأوضاع الصحية للنازحين، بحسب مهنا.
وسبق وحذرت منظمات حقوقية وإنسانية من تفاقم الأزمة الصحية في ظل افتقار النازحين لأبسط مقومات الحياة.
وفي 19 كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض بشأن المرحلة التالية قبل انتهاء المرحلة الراهنة.
وبينما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ 16 من المرحلة الأولى للاتفاق 3 شباط الجاري مفاوضات المرحلة الثانية منه، عرقل بنيامين نتنياهو ذلك، حيث يريد تمديد المرحلة الأولى فقط.
إذ يخشى نتنياهو دخول المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تنص على إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي يضم وزراء من اليمين المتطرف رافضين لتلك الخطوة.
في الأثناء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه سيشارك في قمة طارئة لجامعة الدول العربية بالقاهرة الأسبوع المقبل، لبحث إعادة إعمار قطاع غزة، في وقت تدرس فيه الدول العربية خطة لمواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير سكان القطاع.
وقال غوتيريش للصحفيين في الأمم المتحدة، ان "القمة التي ستنعقد يوم الثلاثاء فرصة لقادة العالم العربي للالتقاء، ومناقشة الأمور المطلوبة لتحقيق السلام والاستقرار في غزة".
وأضاف أنه سيوضح الأولويات خلال القمة، بما في ذلك ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وضرورة وجود إطار سياسي واضح نحو إعادة إعمار قطاع غزة وضمان استقراره بشكل مستمر.
*******************************************************
نزوح أكثر من 40 ألف عائلة سورية ولبنانية في المنطقة الحدودية
بيروت – وكالات
أكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" والنائب عن محافظة بعلبك الهرمل، علي المقداد، أن الدول الأوروبية والأمم المتحدة لا تولي اهتماما لملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
وقال المقداد في حديث صحفي، إن "الأسباب الأمنية التي كانت تمنع النازحين منذ العام 2011 من العودة لم تعد موجودة، بعد رحيل نظام الأسد، وإلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية"، لافتا إلى أنهم لازالوا يتلقون مساعدات ورواتب شهرية مما يعيق عودتهم.
وأضاف أنه بعد تغيير النظام في دمشق، باتت هناك موجة نزوح جديدة من سوريا باتجاه لبنان، لاسيما القرى الحدودية مع الهرمل شرق لبنان البالغ عددها 34 قرية وبلدة سورية سكانها لبنانيون ولديهم سندات تمليك من الدوائر السورية بأملاكهم.
وأوضح عضو "كتلة الوفاء للمقاومة"، أن "هؤلاء لبنانيون ينتمون إلى الطائفة الشيعية تم تهجيرهم بشكل ممنهج حيث بلغ عددهم قرابة 70 ألف شخصا، وعدد السوريين الذين نزحوا من بلدتي النبل والزهراء في ريف حلب ذات الغالبية الشيعية، ليبلغوا بحسب التقديرات أكثر من 40 ألف عائلة".
****************************************************
الصين توصي مسؤولي شركات الذكاء الاصطناعي بتجنب السفر إلى أميركا
بكين – وكالات
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة أن السلطات الصينية أصدرت تعليمات لرواد أعمال وباحثين، في مجال الذكاء الاصطناعي في البلاد، بتجنب السفر إلى الولايات المتحدة حرصا على حماية الأسرار الصينية في هذا المجال.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن السلطات تخشى أن تحتجز الولايات المتحدة المسؤولين التنفيذيين لاستخدامهم ورقة مساومة في المفاوضات مع الصين، مشيرة إلى احتجاز مسؤولة تنفيذية بشركة "هواوي" في كندا بناء على طلب واشنطن خلال ولاية ترامب الأولى.
وقال تقرير الصحيفة إن المسؤولين التنفيذيين في الشركات الصينية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وغيرها من الصناعات الحساسة استراتيجيا، مثل الروبوتات، يجري ثنيهم عن السفر إلى الولايات المتحدة وحلفائها سوى للضرورة القصوى.
وبحسب التقرير، رفض مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك ليانغ وينفنغ" دعوة لحضور قمة الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الفرنسية في شباط الماضي.
************************************************************
اليونان.. احتجاجات واشتباكات عنيفة بسبب فشل المؤسسات
أثينا – وكالات
شهدت العاصمة اليونانية أثينا، احتجاجات حاشدة تخللتها اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة، وذلك خلال إحياء الذكرى الثانية لحادث القطار المأساوي الذي راح ضحيته العشرات، وأصبح رمزًا لفشل المؤسسات في البلاد.
وألقى المحتجون قنابل المولوتوف وحطموا حجارة الرصف، مما أدى إلى مواجهات مع قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
وأعلنت السلطات اعتقال ما لا يقل عن 41 شخصًا، فيما نُقل 20 آخرون إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابتهم خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت أمام البرلمان وفي الشوارع المحيطة به.
كما شهدت مختلف أنحاء اليونان مسيرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف، رفع خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بالعدالة لضحايا الكارثة التي وقعت في 28 شباط 2023، عندما اصطدم قطار ركاب بقطار شحن، ما أسفر عن مقتل 57 شخصًا.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصاعد الغضب الشعبي تجاه ما يعتبره الكثيرون إهمالًا حكوميًا وتقصيرًا مؤسساتيًا أدى إلى وقوع الحادث المأساوي.
*********************************************************
تداعيات عالمية للمشادة الكلامية بين ترامب وزيلنسكي
واشنطن - وكالات
شهد البيت الأبيض مواجهة غير مسبوقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصفتها الأوساط السياسية بأنها "تاريخية". خلال الاجتماع، هاجم ترامب زيلينسكي بلهجة حادة، متهمًا إياه بعدم احترام الولايات المتحدة وطالبه بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وذهب الرئيس الأمريكي إلى حد تهديد زيلينسكي بسحب دعم واشنطن في حال رفضه للسلام، مما دفع الرئيس الأوكراني لمغادرة البيت الأبيض على عجل دون توقيع اتفاق المعادن ودون عقد مؤتمر صحفي. أثارت هذه المواجهة ردود فعل واسعة على الساحة الدولية، واعتبر كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، أن ما حدث كان "تاريخيًا" ويعكس تحولًا كبيرًا في التوازنات الدولية. من جانبه، علق ديمتري مدفيديف، الرئيس الروسي السابق، بأن "ترامب قال الحقيقة لزيلينسكي للمرة الأولى"، مما يعكس ارتياحًا روسيًا من موقف ترامب.
وأحدثت المشادة صدى عالميًا قويًا، حيث عبّر زعماء العالم عن مواقفهم، وأبدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، دعمها الثابت لزيلينسكي، مشيدةً بشجاعة الشعب الأوكراني ومؤكدةً التزام الاتحاد الأوروبي بالسلام العادل والدائم.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جدد موقفه بأن روسيا هي المعتدية، مشددًا على أن دعم أوكرانيا سيستمر حتى تحقيق السلام العادل.
المستشار الألماني أولاف شولتز، هو الآخر أكد أن "لا أحد يرغب في السلام أكثر من الأوكرانيين"، مشددًا على التزام ألمانيا وأوروبا بدعم أوكرانيا.
من جهة أخرى جاءت تصريحات رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان مغايرة عن القادة الاوربيين، حيث أشاد بموقف ترامب وغرد قائلا: "الرجال الأقوياء يصنعون السلام والضعفاء يصنعون الحرب." في غمز واضح للرئيس الأوكراني "الضعيف" حسب رأيه.
تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، اتهم ترامب ونائبه مايك فانس بالعمل لصالح بوتين، واصفًا موقفهما بـ "المخزي". فيما وصف السيناتور الجمهوري، مارك كيلي، ما حدث بـ "الفوضى" التي أضعفت صورة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، اعتبر أن موقف ترامب يمثل "خطأً كارثيًا" يضر بالأمن القومي الأميركي، مؤكدًا أن هذا الموقف لا يعكس آراء غالبية الأميركيين.
************************************************************
في خطوة ذات انعكاسات متعددة عبد الله أوجلان يدعو لإنهاء الكفاح المسلح في كردستان تركيا
متابعة – طريق الشعب
أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار، تلبية لدعوة مؤسسه السجين عبد الله أوجلان إلى القاء السلاح، وحل حزب العمال الكردستاني، الذي قاد، منذ منتصف الثمانينيات، الكفاح المسلح ضد السلطات التركية. وسبقت هذه الدعوة زيارة ثالثة لوفد من السياسيين الكرد إلى جزيرة سجن إمرالي. وفي مؤتمر صحفي عقد في اسطنبول مساء الأربعاء الفائت، قرأ الوفد إعلانا من صفحة واحدة تقريبا بعنوان "دعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي" باللغتين الكردية والتركية.
وقد جرى التأكيد على انتهاء الحاجة لحزب العمال الكردستاني بعد الآن بفضل انتهاء سياسة الغاء الهوية الكردية والتقدم في مجال حرية التعبير. وينبغي على كافة هياكل حزب العمال الكردستاني إلقاء أسلحتها والدخول في عملية الوحدة مع الدولة والمجتمع. ولا يوجد طريق خارج الديمقراطية، والمصالحة الديمقراطية هي الطريقة الأساسية لتحقيق الهدف المنشود.
خطوة على طريق طويل
ولم يفاجئ بيان اردوغان المعنيين والمتابعين، فالتكهنات بشأن الحدث كانت حاضرة، منذ أن سُمح له باستقبال الزوار في السجن لأول مرة منذ قرابة أربع سنوات. وكانت قيادة حزب العمال الكردستاني قد علقت في وقت سابق على هذه التكهنات.
في بداية شباط الفائت، صرح قائد حزب العمال الكردستاني مراد كارايلان في مقابلة مع قناة ستيرك تي في الكردية، أن مثل هذه العملية قد تستغرق شهوراً، إن لم يكن سنوات، ولن تكون ممكنة إلا إذا تواصل عبد الله أوجلان بحرية مع حزب العمال الكردستاني. ومن حيث المبدأ، كان أوجلان واللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني قد صرحا في مناسبات عدة، أن الحزب مستعد للتغيير. إن هذه العملية سوف تؤدي إلى تغيير حزب العمال الكردستاني وكذلك الدولة التركية؛ والهدف هو دمقرطة الجمهورية التركية، وليس تقسيمها. ومن جانب آخر نقل متابعون وجود تباينات في الرؤيا بين مؤسس الحزب السجين، وقيادته الميدانية في الخارج.
استمرار القمع ضد الشعب الكردي
تثار شكوك قوية بشأن مصداقية وجدية حكومة اردوغان في التحرك تجاه رؤية اوجلان، والاستعداد للمشاركة في الحوار. وترتبط هذه الشكوك بسنوات طويلة من العنف والقمع المستمر ضد الشعب الكردي وقواه التحررية، وعموم المعارضة اليسارية والديمقراطية في تركيا. لقد شهدت المدن والقصبات الكردية تدميرا منظما، وجرى إبعاد رؤساء البلديات المنتخبين وسجنهم، وتعيين بدلاء من معسكر السلطة.
وعلى الرغم من التصريحات الإيجابية من رموز السلطة في تركيا بشأن الحرص والالتزام بالحل السلمي، إلا أن من الصعب، في ضوء التجربة التركية وتجربة البلدان المجاورة، التصديق بان حكومة اردوغان ستوقف قمع المعارضة، وتسمح حقا بأجواء ديمقراطية. وكيف ستجري توءمة علاقة سلطة هيمنة إقليمية مارست دعم الإرهاب، مع انفتاح ديمقراطي في داخل البلاد.
التأثيرات على الدول المجاورة
وإذا تم بالفعل التوصل إلى وقف إطلاق النار بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، فإن ذلك سيكون له آثار بعيدة المدى على الدول المجاورة مثل سوريا والعراق. وعلى مدى السنوات العشرة الماضية، كانت هذه المنطقة مسرحا لعدة هجمات عسكرية تركية تنتهك القانون الدولي وحرب منخفضة الشدة مستمرة ضد القوات الكردية، والتي تنسبها تركيا عموما إلى حزب العمال الكردستاني.
في مدن إقليم كردستان، وأيضا في شمال شرق سوريا، وكما هو الحال داخل تركيا، تم نصب شاشات عامة في عدة مدن حتى يتمكن الناس من متابعة دعوة أوجلان مباشرة.
إن ما يحدث يمكن ان يكون مناسبة للضغط على الحكومة التركية لأنهاء أحلامها العثمانية وإنهاء امتلاكها لقواعد عسكرية داخل العراق، والكف عن تكرار اطماعها التاريخية في محافظتي نينوى وكركوك العراقتين. ويمكن القول نفسه بشأن الدور المدمر الذي تلعبه تركيا في سوريا، وخصوصا سعيها الحثيث في تشكيل مستقبل سوريا وفق خططها الاستعمارية، وبما يخدم المشروع الأمريكي – الإسرائيلي بشأن "شرق أوسط جديد". وكذلك سعيها لنزعم تحالف "معاد للإرهاب" يضم إلى جانبها العراق وسوريا والأردن. ويبقى السؤال كيف يستطيع تحالف إقليمي تقوده تركيا، وتشارك فيه حكومة الشرع السورية معاداة الإرهاب؟
خلفيات الحدث
ان هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها أوجلان إلى انهاء الكفاح المسلح، اذ سبق له ان أُدلى بتصريحات مماثلة بعد القبض عليه في عام 1999 وبمناسبة عيد نوروز في عام 2013. وبما أن الحكومة التركية فسرت هذا الأمر على أنه استسلام، لم تكن مستعدة لتقديم أي تنازلات، استمرت بلعبتها القذرة في تدمير المدن وملاحقة الناشطين الكرد.
ولكن هذه المرة كان دولت بهجلي زعيم الحركة القومية الفاشية، المشارك بحكومة اردوغان، هو من بادر رسميا إلى طرح المبادرة، ومعروف ان الدافع الرئيس وراء هذه المبادرة هو توحيد الصفوف الداخلية من أجل قيادة تركيا بأمان عبر العواصف الشرق الأوسط. وقد لعب أوجلان هذه الكرة عندما أكد على ضرورة إعادة تعزيز التحالف المستمر منذ ألف عام بين الأتراك والأكراد "من أجل تأمين وجودهم والوقوف في وجه القوى المهيمنة".
*****************************************************
الصفحة السابعة
قراءة في النجاح الانتخابي لحزب اليسار الالماني
رشيد غويلب
يستحق النجاح المشهود الذي حققه حزب اليسار الالماني في الانتخابات المبكرة في 23 شباط 2025، العودة اليه ومحاولة قراءته، ليس لاستنساخ التجربة، بل للاستفادة من اتجاهاتها العامة، فالتجارب تدرس ولا تستنسخ، وتاريخ الحركة العمالية العالمية يعلمنا أن الاستنساخ الميكانيكي وتجاوز التباين الموضوعي بين ظروف عمل وإمكانيات الأحزاب وساحات عملها المختلفة يقود بالضرورة إلى الفشل ، او على الأقل إلى تحجيم اي نجاح متوقع، ولكن المعركة المشتركة التي يخوضها اليسار العالمي ضد المراكز الرأسمالية العالمية، والانظمة التابعة لها في الأطراف، تجعل من الطبيعي ان يتبادل هذا اليسار دراسة تجاربه المختلفة بروح تضامنية، فالنجاح في بلد ما هو حافز ومثال يعلم الآخرين أن النهوض والانتصار ممكن، مهما بدت لوحة الصراع في العالم قاتمة وغير مشجعة.
وعندما أعلن زعيما حزب اليسار المشاركان الترشح في الصيف الفائت، كان وضع الحزب يثير الإحباط، حتى في صفوف نواته الصلبة، وقد كنت شاهدا على إحدى المناقشات التي جرت في حزيران الفائت، حيث راح الحضور يطرحون الاحتمالات والضرورات لتجنب هزيمة تلوح في الأفق، فالحزب كان يعاني من النتائج المباشرة لانشقاق كبير قادته رئيسة كتلته البرلمانية الأسبق سارا فاكنكنشت. ولم يستطع الحزب وقف مسلسل الهزائم الانتخابية في الأشهر التي أعقبت الانشقاق مباشرة، كما حدث في انتخابات البرلمان الأوربي، وفي انتخابات ثلاث ولايات في شرق المانيا. ولم يكن هناك مؤشر قوي على امكانية إيقاف مسلسل التراجع هذا. وأهمية النجاح الأخير تكمن في تحقيقه انعطافاً مهما وكبيرا، فبعد مرور نصف عام فقط، حصل الحزب على 8,8 في المائة في الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي شكل إعلانها عامل ضغط جديد على الحزب، الذي بدأ استعداداته لخوض الانتخابات العامة في ايلول المقبل.
متغيرات متسارعة
كانت المرحلة الأولى من مؤتمر الحزب التاسع (18 – 20 تشرين الأول) في مدينة هالة، بداية لنهوض سيترسخ لاحقا. لقد كانت أجواء المؤتمر رائعة بعد سلسلة من مؤتمرات التباين والاختلاف، وشهد المؤتمر الإعلان عن بداية جديدة، وكانت بعض منظمات الحزب مترددة. وعلى إثر تفكك التحالف الحاكم، بعد مرور أقال من ثلاثة أسابيع على ختام المؤتمر، والإعلان عن الذهاب إلى انتخابات مبكرة، وجد الحزب نفسه فجأة في خضم حملة انتخابية، اعتقد كثيرون من منافسي الحزب وخصومه أنها ستكتب نهايته، لكنهم فوجئوا بحزب ً أكثر وحدةً وانضباطاً تتسع وتتعزز فيه روح ثورية تضامنية إلى جانب الرغبة بالعمل والكثير من الطاقة.
لا شك أن نجاح الحزب وعودته المتميزة صاحبتها أيضا ظروف مناسبة، ولكن عودته كانت بالأساس نتيجة لعملية استراتيجية مدروسة جيداً داخل الحزب، بدأت في خضم مواجهة الانشقاق، وقد مكن هذا قيادة الحزب الجديدة، والتي تجمع بين الشباب والخبرة والإمكانيات الفكرية المنفتحة، حيث الاستجابة المرنة، والخطاب السهل والمباشر للتعامل مع الوضع المتغير بشكل متسارع.
لقد استطاع الحزب ان يوظف التحولات السياسية، ليطرح نفسه بديلا لأوساط غير قليلة من الناخبين، وخصوصا الشبيبة المحبطة من الحكومة المنتهية ولايتها. ثم جاء تعاون الاتحاد الديمقراطي المحافظ المباشر، مع اليمين المتطرف لتمرير قوانين معادية للمهاجرين، ليجعل من اليسار البديل الثابت بالنسبة للشبيبة التقدمية المناهضة للنازية الجديدة. ولكن لم يكن هذا ممكنا، بدون قيام الحزب بأكمله بجملة من الخطوات الصحيحة في الأشهر السابقة، والتي مثلت أرضية خصبة لا سباب النجاح.
استراتيجية التغيير
أكد العديد من المساهمات المنشورة في وسائل إعلام الحزب، بضمنها مقالة لزعيمي الحزب المشتركين تناولت تقييما أوليا لإداء الحزب الانتخابي، بأن استراتيجية الحزب بدأت بالاعتراف بأزمة الحزب على جميع الصعد، والتي نوقشت في المرحلة الأولى من المؤتمر التاسع، ومؤتمره الانتخابي الاستثنائي في كانون الثاني الماضي، وقبلهما وبعدهما في النقاش المفتوح الذي اشتركت في جميع منظمات الحزب وجميع الداعمين لمشروع الحزب من نشطاء الحركات الاجتماعية والنقابيين والمثقفين والمبدعين والعلماء، والذين عبروا عن دعمهم للحزب في نداءات موجهة للناخبين تدعوهم للتصويت للحزب، بواسطة نصوص تفصيلية تقدم تحليلات مقنعة وأسبابا سهلة الفهم. يمكن تلخيص استراتيجية نجاح الحزب في الأشهر الأخيرة، باتفاق الحزب على استراتيجية مشتركة وتحقيق تقدم كبير في بناء الحزب واعتماد آليات فاعلة في فترة زمنية قصيرة. وبفضل خطة مشتركة للأسابيع التي سبقت الحملة الانتخابية، استطاع الحزب بناء منظمات فاعلة، قامت بالنشاط بأقصى قدراتها في الأشهر المتبقية. بالإضافة إلى التواصل الملموس مع الناخبين المحتملين. وأكد برنامج الحزب الانتخابي على مطالب محددة وملموسة مثل تحديد سقف أعلى للإيجارات وإلغاء ضريبة القيمة المضافة على المواد الغذائية الأساسية وفرض ضريبة الثروة، وبهذا عاد الحزب إلى ممارسة فعل المعارضة الاجتماعية. وعلى أساس استراتيجية تعبئة تقوم على فكرة "نحن ضد القمة"، أي الطبقات والفئات المهيمنة، ركزت على المشتركات الطبقية، وخطاب واضح بشأن ماذا يمثل اليسار ولمن يصنع السياسة، مما وفر القناعة لدى الكثيرين ان الحزب لا يتحدث فقط، بل يعتمد الممارسة الملموسة. وأهم من ذلك ان الحزب قدم نفسه موحدا، وعكس ناشطوه متعة وابداعا في العمل.
مقومات النجاح
تعتمد أحزاب اليسار في نشاطها على مواردها البشرية، ولا يمثل حزب اليسار الالماني استثناءً في ذلك، لكن الصراع الداخلي تسبب في انكماش عضوية الحزب، وبالتالي ساد الضعف العديد من منظماته المحلية، إلى درجة شل نشاط البعض منها، ولهذا ركز في الـ 18 شهرا التي سبقت يوم التصويت على حملات كسب أعضاء جدد، او استعادة بعض من الرفاق السابقين. وكان للتنسيق الجيد بين مهامه الأساسية، التي نشير إلى أبرزها، الدور الاساسي في تحقيق الهدف الموضوع: دخول البرلمان الجديد بكتلة برلمانية مؤثرة وهذا ما كان.
1 – الكسب وتعزيز المنظمات المحلية
بعد سنوات من الصراع بشأن تحديد الاتجاه، أصبحت هياكل الحزب ضعيفة ومتعبة. وبفضل حملة، تمكن الحزب من كسب آلاف الأعضاء الجدد في خريف عام 2023. وساهم الكثير منهم في إعادة بناء المنظمة في منطقتهم وتحولوا إلى ناشطين أساسيين. وفي سياق هذه العملية تحقق نجاح العمل المشترك بين الاجيال المختلفة من الرفيقات والرفاق. وفي صيف وخريف عام 2024، تمت زيارة قرابة 100 منظمة محلية في عموم المانيا، وتم تدريب الرفاق، وخصوصا الجدد منهم على أساليب التنظيم واستمر دعمهم بجدية. وبهذه الطريقة، تمكن الحزب من بناء قدرة جديدة لترسيخ سياسة اليسار في المدن والقصبات بشكل منهجي. والآن تقول أحدث المعطيات أن عضوية الحزب وصلت إلى قرابة 100 ألف عضو، نصفهم تقريبا انتموا للحزب، منذ الانشقاق وموجة الكسب الكبرى حدثت خلال الحملة الانتخابية.
2 – أكبر حملة تعبويه في تاريخ الحزب
نفذ الحزب أكبر حملة تعبويه جماهيرية في تاريخه، جاءت نتيجة لنقاش واسع داخله. لقد دشن الحزب، منذ ربيع عام 2024، نقاشا حول خطة العمل الخاصة بالانتخابات العامة (خطة طريق 25)، بنيت على معطيات استطلاع الحزب الجماهيري في الحملة التي سبقت بدء للحملة الانتخابية المنتظرة للانتخابات العامة في موعدها الأصلي، كان الهدف حينها، حتى نهاية شباط، طرق 100 ألف باب والتوجه للناخبين الذين يهتم بهم الحزب. وكانت الحملة الأولية تعتمد على تحليل منهجي للبيانات، وسهل هذا الذهاب إلى المناطق التي يعيش فيها المواطنون ذوو الدخل المنخفض ومن رافضي التصويت. ونتيجة لدراسة ومناقشة المعطيات المتوفرة، استمد الحزب الأساس الاولي لحملته الانتخابية، بحيث كان كل حوار، وكل انطباع للمشاركين حاسما في تشكيل الصورة الجديدة للحزب. لقد أظهر ت الحملة أيضًا الإمكانات التي يمكن إطلاقها عندما يكون التعامل مع المحادثات من باب إلى باب والتنمية المجتمعية على نطاق واسع. وتم التوسع في الأمر بشكل أكبر في الحملة الانتخابية وتمكن الحزب وفي النهاية، تم طرق 638,123 بابًا بحلول يوم التصويت: وكانت هذه أكبر حملة تعبويه في تاريخ الحزب حتى الآن.
3 – الممارسة الملموسة
يصبح الحزب اليساري قويا ويتعزز دوره بالاستمرار عندما يقتنع السكان أنه يحقق تغيرا في حياتهم. وهذه عملية تستغرق زمنا ولا تعطي ثمارها سريعا. ورغم ذلك، فقد استطاع حزب اليسار أن يفي بما وعد، عبر عدد من التدابير العملية، سواء حساب تكلفة ارتفاع الايجارات، ومراجعة كلفة التدفئة، وتقديم استشارات مجانية وفق ساعات عمل منظمة: مثلت الحملات فائدة حقيقية للناس. لقد وصل الحزب إلى أوساط من السكان، لم يتواصل معهم سابقا. لقد قدم الحزب للمستأجرين في ثلاثة أشهر أكثر مما قامت به الحكومة في ثلاث سنوات. واكتسب رفاقه ومناصروه أيضًا الخبرة الأولية عبر اجتماعات المستأجرين، التي ناقشت كيفية ترجمة مما تحقق إلى معركة مشتركة من أجل خلق واقع أفضل. وفي هذا كله استفاد الحزب من تجربة الحزب الشيوعي النمساوي المختبرة في أكثر من نجاح، وتجربة حزب العمل البلجيكي في تعدد أشكال التواصل المباشر مع السكان وتحويلها إلى برامج عمل على اساس رؤية الحزب الفكرية والسياسية. بالإضافة اعطت التجربة دليلا على امكانية توظيف التجارب الناجحة، إذا كانت الظروف متشابه إلى حد كبير كما هو الحال بين المانيا والنمسا وبلجيكا، او الاستفادة من الاتجاهات العامة للتجارب وما تنطوي عليه من أفكار في حال وجود تباينات كبيرة بين البلدان المختلفة دون اعتماد الاستنساخ المباشر.
4 – أولويات منظورة
أحد العوامل وراء نجاح حملة الحزب الانتخابية، هو العودة إلى طرح عدد محدود من المطالب والقضايا الأساسية، التي تبناها الحزب منذ تأسيسه، وهذا لا يعني إهمال الملفات الاخرى. ركز برنامج الحزب الانتخابي على ثلاثة محاور: تحديد سقف أعلى للإيجار، إلغاء ضريبة القيمة، أي الأسعار المرتفعة، وفرض ضريبة الثروة. لقد ساعد ذلك على رسم صورة واضحة عما يمثله الحزب وماهي قضاياه الأساسية.
5 – الصراع الطبقي
لقد وضع الحزب الصراع الطبقي في مركز الاهتمام، مبينا طبيعة وجذور الصراعات الاجتماعية، وأولوياته في اللحظة الراهنة، التي تمثل مصالح الاكثرية المجتمعية المتضررة التي يناضل من أجلها، ومن هم الخصوم المشتركون. وبين الحزب ضرورة تجميع القوى والدفاع عن المصالح المشتركة، لتغيير المجتمع.
6 – لغة بسيطة وحوار مفهوم
تواصل الحزب مع الناخبين على أساس سردية مشتركة تبناها والتزم بها جميع المساهمين في الحملة الانتخابية، اعتمدت القيم المشتركة للأوساط المراد الوصول إليهم. لقد ساعد ذلك على فهم ما يمثله الحزب، وبالتالي التعاطف مع مواقفه وطروحاته، دون الحاجة إلى مزيد من التفسير والتأويل المعقدة، أو الرسائل التعليمية. وفي جميع مستويات الحزب التنظيمية تم تكرار المواقف بنفس الصياغات البسيطة ومفهومة، وبالتالي أصبحت راسخة في اذهان الكثيرين.
7 - منتديات التواصل الاجتماعي
حقق حزب اليسار لأول مرة اختراقا كبير في مجال الانتشار على منتديات التواصل الاجتماعي ، وقد ساهم في هذا الجهد المتميز ناشطون من جميع مستويات تنظيم الحزب، وبرز فيه ثلاثة وجوه من كوادر الحزب النسوية أبرزهن رئيسة الكتلة البرلمانية المشاركة للحزب هايدي رايشنك، التي تحولت إلى سوبر ستار سياسي، خصوصا بعد كلمتها النارية في البرلمان ردا على تعاون المستشار المقبل لألمانيا وزعيم الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ، لأول مرة ، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية مع اليمين المتطرف، والذي دعت فيه الناس إلى المقاومة النازيين الجدد :"إلى المتاريس"، لقد وصلت مشاهدات الفيديو إلى قرابة 30 مليون. لقد استطاع الحزب أن يجعل عمله على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر احترافية، أهداف محددة، معاصرة تتناسب مع الفئة المستهدفة. وهذا مكن الحزب من الوصول إلى الشباب، بشكل متميز. لقد كان هذا الاختراق أحد الأسباب المهمة التي جعلت الحزب حاضرا بقوة مرة أخرى.
8 – التعلم وسيلة للتقدم
ارتباطا بالوضع السياسي المعقد، والمتسارع التغيير، يرى الحزب معيار تقييم قدراته يجب أن يقوم على أساس تحديد الأهداف ووضع الخطط المطلوبة. ولقد طبق الحزب هذه الرؤية في حملته الانتخابية. اعتمد الحزب التجريب وواصل تبني وتنفيذ ما هو مفيد وناجح، وبذلك أعطى زخما قويا لحملته الانتخابية، واستطاع الاستجابة بنجاح للفرص السياسية المتاحة، او تلك التي استجدت نتيجة لمواقف وتصريحات المنافسين.
9 – وضوح وثبات المواقف
خلال الحملة الانتخابية بين الحزب ان خطابه المباشر والسلس مصحوب بثبات الموقف أيضا، وقد بدا ذلك واضحا في تأكيد الحزب على مناهضة النازية الجديدة، وبذلك أصبح رافعة أمل لأوساط واسعة، خصوصا الشبيبة التقدمية المناهضة للنازيين الجدد، والذين يرون في حزب البديل من أجل المانيا خطرا جديا، ويدعون إلى اعتماد سياسة تضامن. تحول الحزب إلى المصد الأخير ضد اليمين المتطرف. في حين راح حزب الخضر يسعى بوضوح للتحالف مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي وبدا واضحا كم هو مهم بالنسبة لهم الاستمرار في الحكم وإن تغير الحلفاء. ونتيجة لذلك، اختار أكثر من مليون من ناخبي الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر التصويت لحزب اليسار.
10 - تماسك جديد
عمل الحزب، لأول مرة ومنذ سنوات، كفريق واحد. واستطاع الحزب أن يبين أن أفضل الاستراتيجيات، تظل ناقصة بدون أجواء صحية. ويصبح كل شيء لا يساوي شيئًا. لقد لعب المؤتمران الحزبيان وأداء القيادة الجديدة، دورا أساسيا في إشاعة روح التضامن الرفاقي بعد سنوات من الصراع كلفت الحزب الكثير. اليوم يبدو أن الأكثرية مقتنعة بضرورة مواصلة النضال في سبيل القضايا الأساسية. في الأشهر الأخيرة، نشأت ثقافة جديدة من الترابط والتعاون، واستبدل الإحباط والصراع بروح الفريق ومتعة بالنشاط السياسي والعمل المشترك. لقد شعر الجميع بالطاقة التي يطلقها هذا الأمر في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية. وهناك حرص كبير بين الناشطين على تفعيل وإدامة روح الرفقة والصداقة الثورية.
أبرز النجاحات
وأخيرا لابد من الإشارة إلى أبرز النجاحات المتحققة، ويأتي في المقدمة حصول الحزب عموما على 8,8 في المائة، بعد ان كانت استطلاعات الراي في بداية الحملة الانتخابية تمنحه في أفضل التوقعات 4 في المائة. ومنذ المرحلة الأولى من المؤتمر التاسع في تشرين الأول 2024، كان الهدف الأهم دخول البرلمان اما بتجاوز العتبة الانتخابية (5 في المائة)، او بالحصول على أعلى النتائج في ثلاث دوائر انتخابية.
ولهذا اتبع الحزب استراتيجية مزدوجة النضال من أجل تحقيق الهدف الأول، والعمل الجاد من أجل تحقيق الهدف الثاني. وبهذا الخصوص بادرت ثلاث شخصيات جماهيرية مخضرمة، كانت قد أعلنت عدم ترشيحها في الانتخابات المقبلة، إلى الترشيح مجددا لضمان المقاعد الثلاثة المرجوة: غر يغور غيزي (77 عاما)، يعد أبرز وجوه الحزب منذ عام 90، وبودو روملو (69 عاما) رئيس وزراء ولاية تورنغن (2014 – 2024) وديتمر بارتش (67 عاما)، رئيس الكتلة البرلمانية ألأسيق. وأطلق الثلاثة على مبادرتهم "بعثة التجاعيد الفضية" في إشارة سن التقاعد. لقد حصل الحزب على 6 مقاعد مباشرة اثنان من أعضاء "بعثة التجاعيد الفضية"، وأربعة نواب آخرين كان فوزهم غير مؤكد حتى يوم التصويت، ولعل أبرزهم "فرات كوتشاك" (45 عاما) المنحدر من أصول كردية – تركية، والمولود في برلين والمعروف بنضاله ضد العنصرية باعتبارها صراعا طبقيا. لقد حقق اختراقا حدث للمرة الأولى منذ الوحدة الالمانية، اذ تصدر أول دائرة انتخابية في برلين الغربية (المانيا الغربية السابقة)، لقد قاد فرات واحدة من أنجح حملات "طرق الأبواب" في منطقته، ودعا في مساء إعلان النتائج إلى تحويل هذا النشاط الانتخابي إلى حركة دائمة تضمن للحزب علاقة مباشرة وراسخة مع السكان.
بالإضافة إلى ذلك احتل الحزب الموقع الأول في العاصمة برلين بحصوله على 19,9 في المائة، تاركا جميع الاحزاب الحاكمة خلفه. وحصل الحزب على 25 في المائة من أصوات الشبيبة دون سن 29 عاما. وبلغ مجموع ناخبي الحزب 4,3 مليون، منهم 300 ألف من رافضي التصويت السابقين.
لا شك أن ما حققه الحزب يعتبر مهما بالنسبة لمسيرته المقبلة، ولأحزاب اليسار الأوربي، كما ان تجربته في النهوض من جدد تمثل درسا لا غنى عنه لقوى اليسار كافة، وفي الوقت نفسه دليلا ملموسا على الأن النصر حتى في أصعب الظروف ممكن شريطة العمل الجاد على توفير متطلباته. ولقد تجاوز الحزب أزمته وحقق الصعب، ولكن الأصعب ينتظره، الحفاظ على النجاح واستمراره.
***************************************************
الصفحة الثامنة
الانتخابات القادمة والحركة الناشطة للمرشحين
حاكم محسن محمد الربيعي
كشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، عن آلية تحديد موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث أكدت أن الموعد يجب أن يكون قبل انتهاء الدورة البرلمانية الحالية بـ 45 يومًا، استنادًا إلى القانون الانتخابي رقم 12 لسنة 2018 المعدل. وقد لوحظ أن البعض بدأ بجولات إلى المحافظات واللقاء بالجماهير وبعض ذوي الشأن اجتماعيا وسلطويا والحديث عن حقوق الناس والخدمات والمشاكل والتحديات والاستحقاقات وكأن هذه المشاكل والتحديات والنقص في الخدمات وليدة اليوم، ألا يعرف هذا البعض منذ متى، القطاعات الاقتصادية مهملة تماما وكأن هناك أجندة خارجية لها شأن على صاحب القرار بعدم تأهيل هذه القطاعات التي كانت شغالة رغم الحصار الجائر الذي فرض على العراق لمدة 13 ثلاثة عشر عاما قبل الاحتلال، بينما الآن لا حصارا ولا قيودا سياسية او اقتصادية، ولكن يبدوا أن غياب الإرادة والتأثر بالمواقف الاقليمية والدولية، وكذلك الاستفادة من تعطيل القطاع الصناعي وعدم دعم القطاع الزراعي وإهمال قطاع السياحة المهم والذي لو تم الاهتمام به من بناء المنشآت السياحية وتوفير الخدمات وقبل كل شيء الأمان ،لكانت مساهمة القطاع السياحي في الناتج القومي الاجمالي موازية للقطاع النفطي، السائح يبحث عن الأمان والخدمات لكن الاهتمام مفقود تماما، وليس هناك من إجراءات حاسمة وصادقة لانعاش الصناعة والزراعة والسياحة، لكن عند قرب الانتخابات تتولد الذاكرة عند البعض الذي يريد ان يبقى إلى نهاية العمر بالسلطة يتذكر عند قرب الانتخابات فيبدأ بجولات مكوكية وبأرتال من السيارات ليستقبل بحفاوة من قبل الجماهير التي هي من تعاني من نقص في الخدمات والامان والبطالة والفقر، وهو ما يثير الاستغراب، لكنك عندما تختلي بأي من هؤلاء الجماهير يبوح لك بمعاناته ونقمته على من يوعد ولا يوفي، فهل يعي جمهور الناخبين ليكون خيارهم صحيحا، وبالمقابل، هل يعمل المرشحون على تلبية حاجات وأمنيات الجمهور في توفير الأمان أولا وفرص العمل للعاطلين ثانيا ، وتوفير الكهرباء الذي على مضى معاناة الناس منها ما زاد على 22 عاما، الا تكفي مدة كهذه في إكمال صناعة الغاز بدلا من استيراده وتحكم المصدر وأمريكا باحتياجات شعب يمتلك ثالث احتياطي نفطي في العالم ، بلغ متوسط صادراته من النفط الخام 3.41 ملايين برميل يوميا في حزيران و3.48 ملايين برميل يوميا في تموز وفي أغسطس/آب 3.85 ملايين و3.9 ملايين برميل يوميا في سبتمبر/أيلول عام 2024. أربعة ملايين برميل تقريبا يوميا، على الناخب ان يكون قراره الانتخابي سليما في اختيار من يعمل وعلى المرشح عند فوزه أن يكون صادقا في وعوده وإلا الحال يبقى كما هو والسنين والعمر يمران سريعا.
*****************************************************
لماذا الإصرار على التعيين الحكومي؟
هندي حامد الهيتي
الذي ليس لديه وظيفة حكومية ولا يعمل في القطاع الحكومي وليس لديه راتب شهري يعتبر من العاطلين عن العمل وان كان يعمل في شركات القطاع الخاص او لحسابه ويدير مشروع يمتلكه، إن السبب ليعود لعدم وجود ضامن لمستقبله في استمراريته في وظيفة القطاع الخاص او استمرار نجاح مشروعه الخاص، لا استقرار اقتصادي ومالي، لا ثبات وسيطرة على تجارة الاستيراد، ولا قانون لضمان اجتماعي وقانون ضامن لحقوق العامل في القطاع الخاص رغم التشريعات الموجودة وغير المعمول بها.
عمال يسرحون من العمل على مزاج وارادة رب العمل، مصانع تغلق أبوابها لشهر او أكثر ثم يعاود العمل دون أن يصرف للعمال اجورهم، وإذا اصاب العامل اي ضرر يعيقه من ممارسة عمله فانه يسرح من العمل دون اي حقوق حيث لا ضمان صحي، وإذا توفي أثناء العمل ومن جرائه فلا حقوق لعائلته، يعملون أكثر من ثماني ساعات في اليوم دون ان تصرف لهم ساعات اضافية، غير مشمولين بالعطل الرسمية سوى يوم الجمعة وكثير من الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها الموظف الحكومي غير مشمول بها موظف القطاع الخاص.
قانون تقاعد العاملين في القطاع الخاص مشرع أقره البرلمان وراح في غياهب أروقة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تدعي انها تحتاج إلى كوادر وموظفين لغرض التطبيق، أنا أدري والجميع يعلم ان القطاع الحكومي متخم بأعداد من الموظفين الذين تفيض بهم دوائرهم.. لماذا لا ينسبوا او ينقلوا إلى وزارة العمل لغرض تنفيذ قانون تقاعد العاملين في القطاع الخاص إذا كان سبب عدم العمل بهذا القانون يعود لهذا الامر؟
أم أن هناك أسبابا أخرى أراها ويعرفها الكثير تمنع او تؤجل تنفيذ هذا القانون، أولها وأصعبها وأخطرها الفساد وعدم رغبة شركات القطاع الخاص في تطبيق هذا القانون. في المشاريع التي يعمل فيها موظفون حكوميون وموظفون بعقود خاصة تجد الفروقات الصارخة بين الاثنين وهم يعملون في ذات المكان وينجزون ذات العمل، هذا هو السبب الذي يجعل طالبي العمل يبحثون عن الوظيفة الحكومية ويدفعون الأموال الطائلة للحصول عليها وقد استغل السياسيون هذا الأمر وراحوا يشترون الأصوات بوعود التعيين او بيع الوظائف بأسعار خيالية أتخمت جهاز الدولة وارهقت ميزانيتها وتحولنا من دولة تنتج وتأكل إلى مول تجاري يبيع نفط ويوزع رواتب.
********************************************************
تبقى الحقيقة ناصعة ومشرقة مهما تعرضت له من سموم
طارق العبودي
نسمع تخرصات وتهريج من بعض الجهلاء والأميين والحاقدين بأن الحزب الشيوعي العراقي قد انتهى ولم يعد له وجود ... جراء ما عاناه من ويلات وتغييب طيلة أكثر من ٣٠ سنة وما تعرض له رفاقه وأنصاره من إعدامات وظلم وتعسف وحقد وملاحقة وهجمات شرسة وتهجير من قبل المجرمين والحكام الطغاة والدكتاتورية والعملاء.
وهذا استنتاج وتصور ورأي قاصر يفتقر إلى الحقيقة والموضوعية، وبعيد عن القراءة للواقع بشكل عقلاني وموضوعي ومنصف، لكونه ينطوي على جهل وتفكير ساذج ...ويحمل في ثناياه الحقد والكراهية والضغينة، لأنه لا يمكن للفكر العلمي وللثوابت المبدئية والموضوعية وللحقائق المادية على الأرض أن تزال وأن تموت، ولا يمكن للشمس أن تحجب وأن لا يشع نورها.
هذه حقائق موضوعية ملموسة وليست تنظيرا أو سطورا إنشائية، لأنه لو رجع العقل السليم والمنصف قليلاُ إلى الوراء وقرأ أحداث التأريخ السياسية والمنعطفات القاسية والمعتركات النضالية التي عاشها الحزب وعانى منها على يد الطغاة والفاشين والرجعين والدكتاتورية يرى بأن الحزب الشيوعي بقي شامخا، نعم يضعف لكنه لا يموت، كطائر العنقاء يخرج من بين الرماد.
والسجل السياسي والتاريخي يؤكد لنا نهاية أحزاب سياسية كثيرة في بلدنا ولم يعد لها وجود يذكر حيث لا يوجد شيء ثابت في الحياة، وجميع الظواهر المادية والاجتماعية والسياسية في حالة تغير وفقاّ لقانون التطور والحركة. القوي اليوم ضعيف غداّ والضعيف قوي بعد فترة من الزمن.
إن الحزب الشيوعي هو ضمير ووجدان وأمل كل الطبقات الاجتماعية المحرومة والمضطهدة، وهو المعبر عن أماني وتطلعات كل الأحرار والشرفاء والطيبين من أبناء هذا البلد لحاضر مشرق ومستقبل زاهر، وهو يحمل مشعل وراية الحرية والتحرر والاستقلال والكرامة والحياة السعيدة.
لهذا نقول لكل من أعمى الحقد بصرهم وبصيرتهم والغباء والجهل مخيلتهم انظروا؟ أين هو الحزب الآن ...تنظيماته وقواعده الجماهيرية ومقراته في جميع محافظات البلد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وبدون استثناء، وله حضور وعنوان بارز في العملية السياسية في بلدنا ويحظى باحترام وتقدير جميع القوى السياسية لنضج أرائه ومواقفه الوطنية المخلصة، ويبقى مشعلا ونبراسا تهتدي به وبأفكاره الإنسانية كل الحركات التحررية والتقدمية في بلدنا.
واليوم ونحن نعيش ذكرى استشهاد قادة حزبنا الميامين فهد وحازم وصارم، هؤلاء الأبطال هم في ضمير ووجدان العراقيين الأحرار وخصوصاّ الشيوعيين الذين يستلهمون منهم ومن تضحياتهم وصمودهم العزيمة والإصرار على المبادئ.
وسيبقى شهداء الحزب نبراسا ومشعلا ينير الدرب لطلاب الحرية والكرامة.
**********************************************************
وجهان لرجل واحد
د. رشا محمد الحمداني
ثِقْ - أيها القارئ - أن النساء أعرف بالرجال، وأكثر دراية بأسرارهم! ولا أكابر فالرجال أيضًا، لهم نصيب ليس بالقليل بمعرفة أسرار النساء، ولِمَ لا؟ فالفلسفة علّمتنا أن (الذات ليست سوى الآخر) ولا أخفي خجلي وأنا أتحدث بوصفي فتاة أو قل امرأة - لا يهم - أتحدث كوني من المخلوقات أنثى، خلقها الله لأجل (الرجل) وشاء مسقط رأسي أن أكون: شرقية عربية عراقية، وأعيش في ظل مجتمع يرنو الى القبيلة والدين من جهة والى المدنية - ولو بأدنى مستوياتها - من جهة أخرى.. والنساء أكثر المخلوقين بهذا البلد من ضحايا تلك الازدواجية المزمنة، التي ابتلي بها الجسد العراقي أيما ابتلاء. ولا أعتقد أن عالم الاجتماع علي الوردي هو وحده من شخص هذه الظاهرة، لأنها تشبه المعاني المطروحة في الطريق: يعرفها العربي والأعجمي على حد سواء!
نحن معشر النساء نعرف كل تفاصيل الرجل العراقي، ولا أعني رجل الحرب والسياسة والخيل والبيداء والقرطاس والقلم.. لا لا بل أعني جوّانيات ذلك المتعدد الوظائف، نعرفه بحكم اعترافاتنا لبعضنا البعض، أو بفعل تجاربنا المتعددة والمختلفة في الوقت نفسه.. ولا أعتقد ان ثمة منطقة تمتحن أخلاق الرجل كمنطقة (المرأة): الأم، الأخت، الزوجة، الحبيبة، العشيقة، الصديقة... ولعلها المنطقة الأكثر كشفًا لازدواجية الرجل وأخلاقه الحقيقية.. كيف؟ هناك ما يشبه النسق المهيمن على الشخصية العراقية، الذكورية، وهي: إن ابتغى إقامة علاقة عاطفية مع فتاة، ليكمل متطلبات الرجولة، فهو يبحث عن مواصفات محددة: جميلة، ويفضل أن تكون طليقة الشعر، ترتدي الفساتين القصيرة، وجسمها مفصّل حسب الموضة الحالية، ويا حبذا لو كانت تمتلك سيارة بقيادة جيّدة.. فهذه المواصفات ستجعله معرض (غيرة وحسد) من قبل معشر الأصدقاء!
وهذا الرجل الناعم العاشق المحب لمظاهر الحرية للمرأة، هو نفسه الذي حين يبحث عن زوجة فإنه يريدها ضمن المواصفات الآتية: لم يمسسها بشر!! محجبة حد العينين، وسيرتها بيضاء من العلاقات والرجال، ويُفضّل أن يكون آخر رجل تكلمت معه هو من أقرباء الدرجة الأولى، ناهيك عن أن تكون صائمة مصلية عارفة لحدود الفقه جيدًا! لا تزعل عليّ أيها (الإنسان) فأنا لا أقصدك أنت، بعد أن أمسيت (أقلّية) بل أعني معشر البشر الذين تشربت القبلية في دمائهم والخطيئة في أرواحهم، والعنف في أجسادهم والتطرف في عقولهم، وأصبحوا - بحقّ - لسان حال التخلف والرجعية والتشرذم. أعني تلك الثقافة المنافقة والازدواجية الكامنة في (جسد واحد) و(عقل واحد) أعني ذلك البشر الوقور الذي حين يحب يريد جارية وحين يتزوج يبحث عن (منقّبة) حين يحب يسطّر كل دواوين نزار قبّاني أمام أقدام حبيبته وحين يتزوج يشهر كل قوانين القبيلة ومستمسكات الشرف أمام عيون زوجته. الأولى والثانية موظفتان في مملكة الرجل، الأولى تعمل بصيغة عقد، يختلف بمستوياته فهو إما عقد بأجور يومية أو ربما عقد دائم، والثانية هي موظفة على (الملاك الدائم) تكمّل شرفه وتربي أولاده الذين سيحملون اسمه لأنه العظيم الذي يجب أن تكون (وراء) عظمته امرأة فإن لم تكف فلابد من الثانية، وربما الثالثة والرابعة حسب الفقه الإسلامي الذي أكرم الرجال بتعدد النساء.
واعصبوها برأسي وثقوا بي أنا الطرف الآخر (المرأة) آمنوا جيّدًا: لا يوجد معيار يكشف مدنية الرجل من قبليته، تحضره من تخلفه، صدقه من كذبه أكثر من معيار موقفه من (المرأة) فإنها (السونر) الذي يكشف خفايا (الأخلاق) وتعدد الوجوه!
*********************************************************
العدالة الاجتماعية .. المفهوم والأساس التاريخي
خليل ابراهيم العبيدي
لم تعد العدالة الاجتماعية حلما يراود الشعوب، خاصة الشعوب التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار القديم، بل أصبحت اليوم مطلبا تضعه الحركات السياسية في مقدمة أهدافها، وهي عند الأحزاب الشيوعية أصبحت واحدة من أولويات برامجها السياسية باعتبارها خطوة لها وجه طبقي في الصراع مع الرأسمالية والأنظمة الرجعية الحاكمة.
مفهوم العدالة الاجتماعية في الفكر السياسي القديم
استدل الآثاريون أن الحضارات القديمة في العراق كانت تعرف العدالة، ففي وادي الرافدين حيث رأى (إله الشمس) إنه اب لولدين هما الحق والعدل، وتطبيق القانون وربما تطبيق الحقيقة، هكذا نصت ملحمة كلكامش، وان حمورابي عام 1792--1750 ق.م، كما - رأى الفكر القديم - أرسلته الآلهة لتوطيد العدل في الأرض، وليزيل الشر والفساد، وينتهي استعباد القوي للضعيف، ومن شريعته استمدت الرعية ذلك الشعور من أن العدالة حق مشروع. وقد تطور مفهوم العدالة عند اليونان ليتحول إلى عدالة اجتماعية وصار مفهوما كاثوليكيا فتحول إلى مصطلح عند الفلاسفة والسياسيين في تلك العصور ، وأنها باتت الصيغة المفضلة والمناسبة في مجتمعات ما بعد عصر الزراعة وخاصة بعد قيام الثورة الصناعية ومنذ العام 1840 م ، وفي السابق تبنى مفهوم العدل الاجتماعي القس الإيطالي لويجي، والداعية دزرائيلي، وقديما نادى أرسطو بالعدالة العامة ، اما أفلاطون، فقال باختصار إنها أمر فطري، موجودة في الحس والإدراك ونادى بضرورة وجود العدالة والاصول الأخلاقية (ويكيبيديا)، اما توماس الأكويني ، فقد قسم العدل إلى عدل توزيعي وعدل تبادلي، وعرف العدل التوزيعي على أنه البحث في توزيع المنافع بين الناس مع مراعاة اختلاف ظروف الفرد ، اما الثورة الفرنسية عام 1789 فقد تبنت أفكار روسو في العدل، وتضمن العقد الاجتماعي استعراضا مهما لمسألة التباين بين البشر، ولكنها عند المدرسة الماركسية هي عودة الحق إلى أهله ومنهم العمال الذين يستحوذ الرأسمالي على قوة عملهم ، ويتركهم في صراع طبقي يهدف إلى إشاعة الملكية بين الناس بعد أن تمر بملكية الدولة لكل وسائل الانتاج ، وأن العدالة الاجتماعية وفقا لماركس ، فأنها تتحقق من خلال فكرة، كل حسب عمله ولكل حسب حاجته. كما جاء في كتابه نقد برنامج كوتا عام 1875، وقد درج اليسار والاحزاب الشيوعية منذ صدور البيان الشيوعي عام 1848 على المطالبة بالعدالة الاجتماعية ولكن وفقا لنظرية الصراع الطبقي القائمة على استحصال الحق بالنضال لا بالاستجداء.
العدالة الاجتماعية لدى الامم المتحدة
عرفت الأمم المتحدة العدالة الاجتماعية عام 2006، إنها تعني توزيعا منصفا ورحيما لثمار النمو الاقتصادي، وأن هذه العملية يجب أن تتضمن النمو المستدام الذي يسخر البنى الطبيعية ومحاولة استخدام الموارد المحدودة وان تتمكن أجيال المستقبل من التمتع بأرض جميلة. وفي العموم أن هذه الدعوى يراد من ورائها توزيع ثروات الأمم بالتساوي بين أفراد شعوبها. بعد أن تركزت هذه الثروات بيد القلة من أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب النفوذ السياسي، ومطلب العدالة الاجتماعية يعني أيضا المساواة بين الناس، وأنها مفردة تعبر عن معاناة البشر من التمييز الاقتصادي، لتتحول تدريجياً لأن تكون معنى جامعا هدفها العدل بين البشر، وقد تبنت الامم المتحدة هذا المضمون وأقرت له يوما أطلقت عليه باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية وفقا لقرار الجمعية العامة المتخذ في 26 تشرين ثاني من عام 2007. وقد تم ومنذ الدورة 63 اعتبار يوم 20 من شباط من كل عام يوما يحتفل به العالم اجمع ليذكر الجميع بأهمية العدل في توزيع الثروات بإنصاف، والمناصب وفقا لتكافؤ الفرص والكفاءات. وقد تبنت منظمة العمل الدولية، ومنظمات دولية أخرى هذا المفهوم للعمل بموجبه إلى جانب منظمات المجتمع المدني الدولية إضافة إلى الأحزاب اليسارية، خاصة الأحزاب الشيوعية، التي كانت ولا زالت تدعو للقضاء على التمايز الطبقي، وإعادة النظر في مسألة تركز الثروات بيد القلة من الرأسماليين، وان تلك الأحزاب والمنظمات اليسارية ونقابات العمال هي من يحيي بحق ويحتفل سنويا باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية.
العدالة الاجتماعية ومستلزمات التطبيق في العراق
على الرغم من كون بلادنا تمتلك كل مستلزمات النهوض الاقتصادي، بل كل مستلزمات تحقيق أهداف العدالة الاجتماعية، إلا أنها ومنذ تأسيس دولتنا عام 1921 فشلت في إقامة العدل الاجتماعي، وفشلت كل الحكومات المتعاقبة. منذ قرن في إنصاف الفقراء من الفلاحين والعمال والكسبة (باستثناء فترة ما بعد ثورة 14 تموز حيث تم تطبيق قانون الاصلاح الزراعي وتحديد الأدنى للأجور وانشاء نقابات العمال )، ولا زالت نسب الفقر عالية جدا بالقياس إلى موارد البلاد ( حسب تقييمات الأمم المتحدة وألبنك الدولي)، ولا زالت محافظة المثنى منذ الأربعينيات تفوق نسبة الفقر فيها ال 40 بالمئة ، وكذلك تئن من نسب الفقر العالية أخواتها في الفرات الأوسط والجنوب، واليوم يتراجع النمو فيها لقلة المياه وتراجع الزراعة، ولم تكن الحكومات في مختلف العهود بقادرة على تبني برامج حقيقية للقضاء على الفقر، بل كل منها يزيد الفقير فقرا ، واليوم ونحن تحتفل باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية نراها مفقودة في بلادنا برغم من تحسن أوضاع الكثير من الناس ممن كانوا من الفقراء إلا أنهم يظلون أقلية، وأنهم احتكروا الثروة والمناصب، وتركت عندها الكفاءة وفرص العمل الحقيقية ، وصار الأمر منسحبا حتى على فقدان العدالة بين الموظفين والعاملين في دوائر الدولة ، حيث لم تعد الرواتب والأجور موحدة كما يقضي قانون الخدمة المدنية.
إن العدالة الاجتماعية في بلادنا تتطلب إعادة النظر في رواتب المسؤولين ومخصصاتهم ومصروفاتهم، بل ونطالب بإصرار بتوحيد رواتب موظفي الدولة وأجورهم، وذلك بإقرار قانون تعديل سلم الرواتب المعطل لأسباب مجهولة، والعمل قدر الأماكن على إيجاد فرص عمل تتناسب ونسبة النمو السكاني، وهي في العموم 3 بالمئة، ونهيب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية إيجاد دراسة وحلول جدية لتوسيع القطاع الخاص بعيدا عن بيروقراطية الدوائر الحكومية التي تعمل على تراجع دور هذا القطاع في الاستخدام العام وإعادة توزيع الثروات، بالعمل لا بالرعاية الاجتماعية التي صارت مصدرا للتنفع والكسل .
***************************************************
الصفحة التاسعة
عمّان تستضيف لقاء العراق وفلسطين في تصفيات المونديال
متابعة ـ طريق الشعب
قرر الاتحاد العراقي لكرة القدم، الاعتراض على قرار إقامة مباراة العراق أمام مضيفه الفلسطيني في العاصمة الأردنية عمّان ضمن تصفيات آسيا الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ومن المقرر أن يواجه المنتخب العراقي مضيفه الفلسطيني ضمن منافسات الجولة الثامنة من تصفيات المونديال في العاصمة الأردنية عمّان يوم 25 آذار المقبل عند الساعة التاسعة و15 دقيقة مساء وفق التوقيت المحلي.
وأشارت مصادر صحفية الى ان الاتحاد العراقي لكرة القدم، قرر الاعتراض على قرار الاتحاد الآسيوي بإقامة مباراة المنتخب العراقي أمام فلسطين في الأردن، بعدما اختار الاتحاد الفلسطيني، استاد عمان الدولي أرضًا محايدة له بعد رفض الاتحاد الآسيوي إقامة المباراة في رام الله كما طلب مسبقًا الاتحاد الفلسطيني".
وأضافت: "الاتحاد العراقي لكرة القدم سبق وأن رفض لعب منتخب العراق في رام الله لأسباب لوجستية وأمنية، حيث أكد الاتحاد الآسيوي أن إقامة المباراة في رام الله لا يمكن أن تُلعَب في موعدها المحدد في شهر آذار المقبل ويجب تأجيلها لشهر نيسان لأسباب تتعلق بتوفير تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) والاتحاد العراقي رفض هذا المقترح وأيضًا بسبب وجود تصاريح أمنية يجب أن تكتمل من قبل الكيان".
وتابعت: "الاتحاد العراقي وعن طريق رئيسه عدنان درجال تحدث مع نظيره الفلسطيني الفريق جبريل الرجوب خلال زيارة الأخير إلى بغداد، إذ طالبه بأن تقام المباراة في الدوحة في حال رفض الاتحاد الآسيوي إقامتها في رام الله، خصوصًا أن الاتحاد الفلسطيني كان يصر وقتها على إقامة المباراة على أرضه، بالتالي شعر درجال بخيبة أمل لاختيار عمّان بدلًا من الدوحة".
وأكملت: "الاتحاد العراقي ورغم اعتراضه على إقامة مباراة أسود الرافدين أمام مضيفه الفلسطيني في عمان، يدرك بأن نقل المباراة إلى ملعب آخر أمر صعب للغاية، لكنه سيحاول التركيز على مبدأ العدالة الرياضية وتكافؤ الفرص بين جميع المنتخبات المتنافسة في المجموعة الثانية من التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة للمونديال".
الجدير بالذكر، أن منتخب العراق يحتل المركز الثاني في جدول ترتيب المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة، فيما يحتل المنتخب الفلسطيني المركز الأخير برصيد 3 نقاط.
****************************************************
تعاقدات نارية تسبق القمة السلوية بين الكرخ والحشد الشعبي
بغداد ـ طريق الشعب
تعاقدت إدارة نادي الكرخ الرياضي مع محترفين أمريكيين لتعزيز صفوف الفريق قبل بدء منافسات دور الثمانية في دوري المحترفين العراقي. وفي بيان رسمي للنادي، أعلنت الإدارة عن توقيع عقدين مع اللاعبين الأمريكيين ليفاي برادلي وإيزاي هامنز، اللذين انضما إلى الوحدات التدريبية تحت إشراف المدرب عقيل نجم ومساعده سجاد حسين. وتؤكد إدارة النادي أن المحترفين سيكونان إضافة كبيرة للفريق في مواجهاته المقبلة، بداية بلقاء فريق الحشد الشعبي المقرر يوم الأحد.
يُذكر أن اللاعب ليفاي برادلي قد لعب سابقاً مع فريق العرائش المغربي وفريق بريستول الإنجليزي، بينما لعب إيزاي هامنز مع فريق NSA اللبناني وفريق العربي القطري. ومن المتوقع أن يسهم المحترفان في تعزيز القوة الهجومية والدفاعية للكرخ في المباريات القادمة. من جانب آخر، أعلن نادي الحشد الشعبي عن تعاقده مع اللاعب الأمريكي كلينتوني أيرلي، الذي سيحمل قميص الفريق في منافسات دوري المحترفين للموسم الحالي. أيرلي، القادم من نادي المركزية اللبناني، انضم إلى تدريبات الفريق استعدادًا للمشاركة في مباريات دوري الثمانية التي ستنطلق يوم الأحد. وتعمل إدارة نادي الحشد الشعبي على تعزيز صفوف الفريق لضمان تقديم مستوى متميز في المباريات المقبلة.
وتتطلع جماهير الفريقين إلى اللقاء المرتقب بين الكرخ والحشد الشعبي، الذي سيُجرى في الساعة التاسعة مساءً في قاعة نادي الكرخ الرياضي اليوم الأحد.
************************************************
كوران بيركوفيتش يُعلن القائمة الأولية لمنتخب العراق لكرة اليد
بغداد ـ طريق الشعب
أعلن المدير الفني لمنتخب العراق الوطني لكرة اليد للرجال، الكرواتي كوران بيركوفيتش، عن القائمة الأولية للمنتخب التي ستخوض تدريبات استعداداً للمنافسات المقبلة. ووفقاً لبيان صادر عن اتحاد كرة اليد، ستبدأ تدريبات المنتخب في محافظة النجف الأشرف يوم الخميس الموافق 6 اذار 2025.
وأكد بيركوفيتش أن القائمة التي تم الإعلان عنها هي "أولية وليست نهائية" وقابلة للتعديل بناءً على أداء اللاعبين في التدريبات والمباريات، مشيرًا إلى أن التشكيلة تضم مزيجاً من اللاعبين الشباب والكبار، مما يضمن تنوعًا في الخبرات داخل الفريق.
القائمة الأولية التي تم استدعاء 26 لاعبًا لها تشمل كلا من: أحمد مكي، علي عبد الرضا، كرار حيدر، حسن إبراهيم السهلاني، حسين علي خضير (الشرطة)، سامر مشتاق، طه فرقد، محمد علي مهدي، أحمد طارق، ماجد عبد الرضا، منتظر ناظم، سهند أشرف، مصطفى محمد، مجتبى باسم (الكرخ)، منتظر قاسم، سجاد حمودي، سجاد طالب، وائل حافظ، بدر حمودي، أحمد خالد (الحشد)، علي صلاح، علي رعد (الجيش)، محمد وزير، مصطفى فائق (السليمانية)، حسن كوكب (كربلاء)، علي محمد السيلاوي (نفط البصرة).
كما تم الإعلان عن الكادر الفني والإداري للمنتخب، الذي يقوده بيركوفيتش، ويتضمن المدربين قتيبة أحمد والدكتور محمد كاظم والدكتور حيدر غازي، بالإضافة إلى مدربي حراس المرمى كاظم ناصر ومصطفى ياسين، والمحلل الفني الدكتور فلاح حسن، ومدير الفريق محسن هجي.
**************************************************
تحديات حقيقية أمام تعاقد برشلونة مع إيزاك
برشلونة ـ وكالات
يواجه نادي برشلونة تحديات كبيرة في سعيه للتعاقد مع ألكسندر إيزاك، مهاجم نيوكاسل يونايتد، خلال الميركاتو الصيفي المقبل. ووفقًا لتقرير صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، يعد إيزاك هدفًا رئيسيًا لبرشلونة منذ يناير الماضي، إلا أن الصفقة أصبحت شبه مستحيلة في ظل المنافسة الشرسة من أندية أخرى.
يسعى برشلونة لتعزيز مركز المهاجم الصريح في الفريق، خاصة مع اقتراب نجمه الأساسي، روبرت ليفاندوفسكي، من بلوغ 37 عامًا في أغسطس المقبل. ومع ذلك، يواجه النادي الكتالوني صعوبات في إتمام الصفقة بسبب الاهتمام الكبير بإيزاك من أندية كبرى، مثل آرسنال وليفربول ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ.
ويعد السعر الذي يطلبه نيوكاسل عقبة رئيسية أمام أي نادٍ مهتم بالتعاقد مع المهاجم السويدي، خاصة أن إيزاك مرتبط بعقد مع النادي الإنجليزي حتى عام 2028. وحسب الصحيفة، فإن نيوكاسل دفع 90 مليون يورو بالمتغيرات لضم إيزاك، وفي حال قرر بيعه، من المتوقع أن يطلب أكثر من 100 مليون يورو لتحقيق ربح مادي.
كما يشير التقرير إلى أن راتب إيزاك الحالي يبلغ 18 مليون يورو سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع في حال انتقاله إلى نادٍ آخر. من الناحية المالية، تمثل الصفقة تحديًا كبيرًا لبرشلونة، الذي يجب عليه الالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف. ولإتمام الصفقة، قد يضطر النادي لبيع عدة لاعبين وتحقيق التوازن المالي وفقًا لقاعدة 1-1.
من ناحية أخرى، إذا فشل نيوكاسل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، فقد يصبح من الصعب عليه الاحتفاظ بإيزاك، نظرًا لرغبة اللاعب القوية في المشاركة في البطولة القارية.
*****************************************************
إنجاز جديد للفروسية العراقية
بغداد ـ طريق الشعب
حقق الفارس العراقي زيد النجيفي إنجازًا رياضيًا جديدًا يُضاف إلى رصيد الفروسية العراقية، وذلك بحصوله على المركز الأول في الشوط الصغير والمركز الثالث في الشوط المتوسط ضمن بطولة الجائزة الكبرى للفروسية التي أقيمت في مدينة جدة السعودية. ووفقًا لبيان صادر عن اللجنة الأولمبية العراقية، أثبت النجيفي تفوقه وجدارته في المنافسات، حيث قدم أداءً مميزًا يعكس التطور الكبير الذي تشهده رياضة الفروسية في العراق. ويُعد هذا الإنجاز امتدادًا لسلسلة نجاحات فرسان العراق الذين يواصلون رفع راية الوطن في المحافل الرياضية الدولية، مؤكدين حضورهم القوي في منافسات الفروسية العالمية. وكان الفارس زيد النجيفي قد أحرز في وقت سابق المركز الثاني في شوط الجائزة الكبرى لفئة النجمتين ضمن البطولة التي أقيمت في نادي الغزاوي للفروسية في المملكة العربية السعودية، برفقة جواده "Sildouch".
************************************************************
وقفة رياضية.. البرامج الرياضية ودعمها المنتخب العراقي
منعم جابر
قبل عقود من اليوم، كنا نشاهد برنامجًا رياضيًا واحدًا، وكان يبدو لنا عالماً جديداً وباهراً. أما اليوم، فقد أصبح لدينا العديد من البرامج الرياضية والمحطات المتعددة. وأنا هنا أتحدث عن القنوات الفضائية العراقية، لأنها معنية بفريقنا الوطني العراقي. فالواجب الوطني يقتضي منا جميعًا دعم الفريق العراقي في منافساته القادمة، حيث سيخوض، خلال الفترة القريبة، باقي المباريات في تصفيات كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. هذه هي الفرصة الثانية لنا، بعد أن سبق لفريقنا الوطني المشاركة في كأس العالم لأول مرة في عام 1986 في المكسيك.
نحن اليوم في المركز الثاني في مجموعتنا، مما يعني أننا قريبون من الترشح إلى النهائيات. وهنا، أوجه حديثي إلى أحبتي وزملائي من مقدمي البرامج وضيوفهم، داعيًا إياهم إلى مساندة فريقنا الوطني بقوة وحماسة من أجل الفوز، وخاصة في المباراتين القادمتين أمام المنتخبين الكويتي والفلسطيني. وأطالبهم بالتعامل بحكمة وعقل راجح، بعيدًا عن الحساسيات والعلاقات المتشنجة مع أي طرف من الأطراف، خاصة وأن فريقنا الوطني قد تعرض لنتائج مخيبة في خليجي 26 التي أقيمت في الكويت. فالحديث المتكرر عن خسارة المنتخب في الكويت لن يخدم الفريق، بل سيزيد من آلامه وجراحه. أقول لأحبتي: دعونا نتناسى أحداث الأمس ونبارك لمنتخبنا مستقبله القادم.
المطلوب اليوم هو مساندة أبنائنا في المنتخب الوطني، وتذكيرهم بالإنجازات التي حققوها في المراحل الأولى من التصفيات، وبعطائهم الكبير، والأمل القوي في تحقيق التأهل للمرة الثانية.
نأمل أن تكون البرامج الرياضية المنوعة، التي تبث على مختلف المحطات الفضائية، على أتم الاستعداد لدعم المنتخب العراقي في مشواره الجديد، لتحقيق السعادة لأبناء العراق في سعيهم نحو إنجاز جديد. وأقول لأحبتي مقدمي هذه البرامج: يجب أن تتعاونوا مع بعضكم البعض من أجل تجاوز الحساسيات والخلافات والمصالح الشخصية، من أجل العراق وشعبه، وتحقيق الإنجاز في هذه المرحلة الحساسة. وأنا على ثقة تامة بأنكم ستكونون أبناء بررة لهذا الشعب والوطن، وستجدون أنفسكم مدفوعين للدفاع عن وطنكم ومصالحه، وفي مقدمتها تشجيع ودعم المنتخب الوطني العراقي من أجل التأهل إلى كأس العالم 2026.
وأن تذكروا أبناءنا لاعبي المنتخب العراقي أن قلوب الملايين معكم، وأنهم يدعون لكم بتحقيق آمالهم وطموحاتهم. وتطالبكم الجماهير ببذل أقصى الجهود من أجل أن تظهروا بشكل مشرف، وتكونوا بحق أسودًا للعراق وأهله. لقد كان عطاؤكم في المرحلة الأولى من تصفيات القارة الآسيوية مثالًا في الإبداع والالتزام. ونحن نثمّن لكم ذلك، ونتمنى أن تظلوا مثالًا للضبط والالتزام في هذه الأيام، وأن تقدموا أفضل ما عندكم من عطاء وجهد استثنائي.
أملنا أن يكون جهدكم عراقيًا خالصًا، وأن تقدموا الفرحة والبهجة لأبناء الوطن. نحن نثق بأبنائنا وأبطالنا، دون استثناء، في تقديم أفضل ما لديهم. أنتم جميعًا تدافعون عن علم الوطن وتعكسون صورة أبنائه. ونحن نطالب أحباءنا في البرامج الرياضية وجميع وسائل التواصل الاجتماعي بتحمل المسؤولية كاملة خلال هذه الأيام، دفاعًا عن الوطن ومبدعيه. فلا مكان للحساسيات والدوافع الشخصية والمصالح الذاتية. وليكن كل شيء من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم القادمة.
************************************************
دافيدوفيتش يتأهل إلى نهائي بطولة أكابولكو للتنس
أكابولكو ـ وكالات
تأهل الإسباني أليخاندرو دافيدوفيتش إلى نهائي بطولة أكابولكو للتنس بعد فوزه على الكندي دينيس شابوفالوف في نصف النهائي. وقد تمكن دافيدوفيتش من تحقيق انتصار صعب بمجموعتين دون رد، بواقع 7-6 (3)، و7-6 (1).
وسيواجه دافيدوفيتش في المباراة النهائية اللاعب التشيكي توماس ماتشاك، الذي تأهل بدوره بعد فوزه على الأمريكي براندون ناكاشيما بمجموعتين لواحدة، بواقع 6-4، 1-6، و6-4.
تترقب الجماهير مواجهة مثيرة بين دافيدوفيتش وماتشاك في نهائي البطولة.
**********************************************************
الصفحة العاشرة
إطلالة ماركسية على الذكاء الاصطناعي
ماجد الياسري
في المنظومة الفكرية الماركسية يمثل التاريخ مجمل نشاط الناس في سعيهم الى تحقيق أهدافهم عبر تطويع الطبيعة في صراعهم معها باستخدام المهارات والتكنولوجيا من أجل خلق الظروف المادية لكي يمارس الفرد حريته ويزيد من فرص بقائه وبالمفهومين الشخصي والتطوري. وعلى الرغم من انكار الفلسفات الوضعية والمثالية لدور القوانين العامة في تطور المجتمعات، يصنع البشر تاريخهم في ظروف قائمة ومستمرة وخارجة عن إرادتهم. فطبقا للمقاربة الماركسية التي تعتمد المنهج المادي الجدلي تمثل القوى المنتجة (تشمل الأدوات ومهارات انتاج السلع والخدمات والتكنولوجيا) الأساس الذي يعتمد عليه التطور الاجتماعي الارتقائي في الانتقال من نمط اجتماعي الى آخر أعلى بشكل تدريجي بطئ ولكن بقفزات عندما تنضج الظروف الموضوعية والذاتية لقيام الثورة.
ومن المتغيرات الهامة في قوى الإنتاج في القرن الحالي الدور المتزايد لاستخدام التقنيات الرقمية، وخاصة الذكاء الاصطناعي، التي تعتمد على الحوسبة الفائقة السرعة والشبكة العنكبوتية لتسهيل العمليات الاقتصادية ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجية عبر حوكمة التخطيط والإدارة والتسويق وتعزيز دور الابداع والمعرفة والتطور العلمي لأحداث تغييرات جوهرية في أنماط العيش. في هذا السياق يشكل الذكاء الاصطناعي تقنية محددة رديفة للاقتصاد الرقمي (استخدم المصطلح لأول مرة عام 1995) الذي يعتمد التكنولوجيا الرقمية لتحسين الاتمتة والروبوتات في الصناعة والقدرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة فائقة والقدرة على تطوير منتجات وخدمات جديدة وعصرية ودعم الإبداع الرقمي لتقديم خدمات أفضل .
وسيكون لهذا المتغير في مكون رئيس من قوى الإنتاج تداعيات اقتصادية واجتماعية عميقة مازال المختصون يحللون أبعادها وآفاقها وتأثيراتها على مستقبل البشرية . فمثلا أدى هذا التطور قي قوى الإنتاج الى ملامح تأثير نوعي على علاقات الإنتاج التي سمحت، ولأول مرة، بزيادة غير مسبوقة في الترابط والتفاعل بين البشر عبر الهاتف النقال والتواصل الرقمي عن بعد الى الحد الذي شكلت فيه الاتصالات أحد المقومات الرئيسية لهذا الاقتصاد الجديد الذي يختلف عن الاقتصاد التقليدي كونه متحركا ومعولما ويمتد فيه التنافس الى مجالات القدرة في الابداع والابتكار والجودة والتكيف .
ومن الآفاق الواعدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانيات تفاعلها مع الاقتصاد التقليدي الوطني أو القومي خاصة في اصلاح العمليات الاقتصادية والصناعية التجارية والمالية بهدف الوصول الى مجتمعات ذكية مستدامة تحافظ على البيئة للأجيال القادمة وتعمق الممارسة الديمقراطية ودور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الرقابة من تحت على نشاط الحكومة ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص لخلق بنية تحتية مجتمعية تدعم المساواة والشفافية والمشاركة المجتمعية وصولا الى مجتمع المعرفة والمعلومات المتاحة للجميع لرفع الوعي والمسؤولية تجاه الإنسانية والكوكب الذي نعيش عليه.
ويطلق ماركس على أدوات الإنتاج "الجهاز العظمي والعضلي للإنتاج"، وبها تتمايز العهود الاقتصادية تاريخيا. فما قبل الثورة الصناعية كان البشر يستخدمون الأدوات اليدوية وكان الإنتاج بدائيا حتى ظهرت الآلة البخارية ومحرك الاحتراق الداخلي في عام 1860 ولكن جميعها "امتداد لليد "حتى شرع الانسان بتطبيق العلوم الجديدة المتمثلة الآن بالثورة الرقمية وصعود تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت "امتدادا للدماغ ".
ولأهمية الثورة التكنولوجية الحديثة التي اجتاحت العالم والنجاحات التي حققتها تصدرت جداول أعمال القيادات السياسية ورجال الاعمال والمال وعلماء التقنيات الرقمية في العالم وبهدف تمكين الاقتصاد الرقمي وتعشيقه مع الاقتصاد التقليدي لتحقيق مستويات جديدة .
ولو انتقل ماركس الى 2025 ورأى الآلاف من المجلدات والمقالات التي تناولت ما كتب عن الماركسية وحول تجربة الاتحاد السوفيتي وانهيارها عام 1989 من الثناء والنقد الموضوعي أو لتسجيل موقف معادٍ مسبق أو عشرات المدارس الفكرية الي تدعى انتماءها للماركسية لأعاد قراءة وتدقيق ما كتبه مع رفيق دربه انجلز وبالاستفادة من الأفضليات التي تقدمها الثورة الرقمية والمعلوماتية .
فلن يضيع ماركس وقته مثلا بالذهاب يوميا الى المكتبة البريطانية في لندن بل لاستثمر قدراته المالية المحدودة في كومبيوتر محمول وسجل في كورس تعليمي للتعرف على ما هو ضروري لبناء قدراته على الاستخدام الكفوء للتقنيات الرقمية الجديدة ومنها الذكاء الاصطناعي واستخدام خوارزميات تمكنه من تحليل وترجمة الكم الهائل من الكتب والأوراق البحثية والمقالات والتي سيعتمد عليها في تدقيق اطروحاته التي نشرها بمفرده او مع انجلز في مجالات الفلسفة والاقتصاد والنشاط والتنظيم السياسي وإضافة جزء رابع الى كتاب (رأس المال) حول الاقتصاد الرقمي. فالماركسية ليست مذهبا جامدا أو ايقونات صالحة لكل زمان ومكان، بل هي منهج نقدي جدلي يسمح استخدامه بالوصول الى نتائج رصينة يمكن التحقق منها علميا وفي سياق التراكم التاريخي لمكونات المعرفة العلمية.
في الجانب الآخر خلق عمق وسعة التطور المتسارع للتقنيات الرقمية وتأثيراتها المجتمعية المتعددة الأوجه أزمة فكرية معرفية من نوع آخر. فالصراع بين التيارين المادي والمثالي مازال قائما ويتجلى بحيرة ودهشة علماء العلوم الطبيعية والرقمية للأبعاد الفلسفية لهذه التخوم المعرفية الجديدة غير التقليدية كعوالم الجزيئات ما تحت الذرة في الفيزياء وعلم الكون وثقوبه السوداء والكوازرات والحاسوب الكمي، وفي علوم الرياضيات والجينات والآن هذا الفضاء الرقمي المجهول الحدود. ولكن يختلف الامر عندما يتعلق بالتاريخ وحركة المجتمعات حيث مازالت بقايا فلسفة الكانتيين الجدد سائدة في انكار وجود قوانين تحكم التطور الاجتماعي ويتعاملون معها بشكل وصفي ومن وجهة نظر ذاتية وأخلاقية .
ومن انعكاسات هذه النظرة الفلسفية العجز عن تقديم تقييم موضوعي للأهمية التاريخية للثورات العلمية والتكنولوجية، منها مثلا تأثير الأنظمة والبرامج التي يمكنها محاكاة القدرات البشرية في التفكير والتعلم والتفاعل لأغراض تتعلق بتمكين الآلات من القيام بمهام تتطلب الذكاء البشري مثل الفهم اللغوي، والتعرف على الصور، واتخاذ القرارات والتي يستخدم بعضها اليوم البلايين من البشر خاصة في تقنيات التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت التي تقيم المقاربة الماركسية الثورة الرقمية إيجابيا في كل تطور علمي فانها تنظر الى جانبها السلبي المتمثل بخضوعها لقوانين التطور الرأسمالي وتناقضاته الداخلية بكل ما تولده من أمراض اقتصادية واجتماعية وروحية وأخلاقية، وجوهرها استغلال شغيلة اليد والفكر، وتركز الثروة والسلطة لدى الأقلية الفاحشة الثراء. كما تعمق التقنيات الرقمية الحديثة حالات الاغتراب وفقدان الشعور بالهوية والانتماء وتمويه الصراع الطبقي وإعادة تشكيل وعي زائف بسبب الاستخدام الواسع لتقنيات الدعاية والتواصل الحديثة، فيتطور وعي مجتمعي يبرر التبعية والتشيؤ، حيث يحقق الشخص ذاته عبر اقتناء البضائع الرقمية كالموبايل، ويصبح كل شيء سلعة حتى الثقافة والفنون والبيانات، وتتحول التكنولوجيا الى أداة للسيطرة بيد السلطة او فرض الهيمنة العسكرية أو للقمع الداخلي (في عام 2022 في سان فرانسسكو وقع مئات الآلاف على عريضة لمنع استخدام الروبوتات في اعمال الشرطة المحلية) أو لتطوير أسلحة الدمار الشامل .
وفي ذات الوقت تفرز هذه الثورة النقيض اجتماعيا، فالتكنولوجيا الرقمية يمكن ان تحرر الانسان اذا استخدمت لتحسين ظروف العمل وخلق فرص جديدة للفرد للتدريب والتعليم، ومجتمعيا على تعزيز العدالة الاجتماعية وترصين السلام العالمي ومنع الحروب، لأنها لا تملك قوى سحرية وليست شريرة بذاتها الا أن مخاطرها تأتي من إساءة استعمالها من قبل قلة من البشر من مالكي الثروات الطائلة ومن أوساط وفئات تدين لهم بالطاعة والولاء أشبه بالعبيد لقاء منافع مادية كالمنح والتمويل والرواتب المغرية .
فما نشهده من شد وجذب حول الذكاء الاصطناعي هو في جوهره سياسي اقتصادي اجتماعي يتركز حول القضية المركزية وهي لخدمة من يتم تطوير التقنيات الرقمية، وبذلك تعود ملكيتها الى كل فرد وللبشرية جمعاء إن أردنا الحفاظ على استدامة الأرض واستمرارية الحياة عليها .
**************************************************
الليبرالية آيديولوجية ملاك العبيد
اعداد: إبراهيم إسماعيل
كي لا يتبدد السحر الذي يسعى مفكرو الرأسمالية المعاصرة الى احاطة الليبرالية به، كان على الناس أن يغمضوا أعينهم عما ترتكبه من فظائع أو أن يجبروا على اغلاقها، كي يقتنعوا بأن سلب مكتسباتهم في دولة الرفاه وتفكيكها هو نتاج لتعطل النمو الاقتصادي وارهاق الدولة بنفقات كبيرة، وليس نتاج مشروع طبقي استغلالي، وأن يفسروا موجات الهجرة بأنها طمع "المتخلفين" في اقتسام الثروة مع "المتحضرين" وليس نتاج الحروب والنهب الأمبريالي للدول التابعة على مدى قرون، وأن لا يجدوا في الحرب الروسية الأوكرانية الا مطامح بوتين الأمبراطورية وليس نتاج حاجة العولمة المتوحشة لفرض هيمنتها كقطب بلا منافس له. إن على الناس أن يقتنعوا بما تنسبه الليبرالية لنفسها من فضائل، فكل ما يخالفها ليس سوى أضغاث تفسيرات يسارية حقودة.
حقيقة الليبرالية
يشير المفهوم الشائع لليبرالية الى أنها آيديولوجية سياسية تتبنى الحريات والحقوق الفردية ومزايا الملكية الخاصة والحد من سلطة الدولة، وتطلق المبادرة وتحرر ارادة التفكير المستقبلي والتسامح، وتحمي المواطن بسلطة القانون وتمنحه وفرة من السلع والمتع. فهل يصح هذا التعريف؟ وماذا يحدثنا التاريخ عن عتاة الليبراليين وأبائهم المؤسسين؟ وهل يمكن المساواة بين الليبرالية والحرية والتقدم؟
لقد نشأت الليبرالية حسب الفيلسوف والمؤرخ الإيطالي دومينيكو لوسوردو، مع مالكي العبيد، الذين لم يشكل التمييز بين حرية البعض وعبودية الآخرين أي غصة في حلوقهم أو تناقضاً في العقل لديهم، الى الحد الذي وجد معه جون لوك، أحد رموز الليبرالية، العبودية شيئا "بديهيا لا يقبل الجدل" بل ومارس شخصياً تجارة الرقيق بنفسه. والأمر ذاته ينطبق على جون كالهون الذي دافع بقوة عن العبودية في ولايات الجنوب الأمريكي، وعلى آدم سميث الذي دعا لحكومة استبدادية من أجل تقليص العبودية. وعليه فأن أبرز سمتين متناقضتين لليبرالية في الواقع، ولدتا معها، هما الحرية السياسية والعبودية.
ولعل من تجليات هذا الإستنتاج في التاريخ، تحرر الأمريكان من الإستعمار الأوربي في ذات الوقت الذي استعبدوا فيه السود، أو بناء الأوروبيين لثقافة العمل والانضباط والتحرر في مجتمعاتهم وهم يقومون بإستعباد شعوب الدول الضعيفة، أو قبول العمال العيش والعمل في ظروف قاسية كي يتحرروا من عبودية الريف في الوقت الذي وفروا فيه لمستغليهم الليبراليين فرصاً كي يوهموا أنفسهم بالثقة والرقي. ولهذا فالليبرالية مشروع طبقي، لا علاقة له بالمساواة، مشروع حاول مالكو العبيد من خلاله بعد أن تحرروا من السلطات التقليدية، ايكال العمل الثقيل والقذر إلى طبقة أدنى، إنها مشروع لتقسيم العالم إلى قسمين، أولئك الذين يستمتعون وأولئك الذين يعملون.
هل خدمت الليبرالية التقدم الإنساني؟
يجيب المفكرون الماركسيون بالإيجاب، فقد تجرأ الإنسان على تقمص دور الملك، ظل الله على الأرض، وفرض سيادة القانون للحد من السلطة المطلقة، مما تمكن معه العمال والعبيد اقتحام المساحة المقدسة التي اصطفاها الليبراليون لإنفسهم، ونجحوا الى حد كبير في تحقيق بعض اهدافهم في الحرية.
ولم تكن المتغيرات التي حدثت فيما بعد كإلغاء العبودية وقيام الأنظمة الديمقراطية البرجوازية وتشريع حق الاقتراع العام للجميع بما فيهم النساء وغير المالكين، متغيرات عفوية بالطبع، بل ثماراً لصراع طبقي متواصل، خاضته البرجوازية نفسها ضد الأقطاعية وضد أخطاء أطياف مستبدة منها، وخاضه جمع من المثقفين والمفكرين المنسلخين من طبقاتهم ضدها، ومنهم على سبيل المثال، اليعاقبة أبان الثورة الفرنسية وماركس وأنجلز ورفاقهما، وخاضته بشكل أساسي الطبقات المضطهدة، متحدية القوة والهيمنة، لاسيما بعد توطد الرأسمالية.
ولم يكن هذا التطور بسيطاً أو خطياً، فالليبراليون عنيدون ولا يتخلون عن موقعهم في السلطة دون قتال، بل يتمسكون بامتيازاتهم ويحشدون سلطة الدولة والجيش والدعاية لهذا الغرض. ولم يكن ظهور البيولوجيا العنصرية ومن ثم النازية والفاشية، الا صفحات في ذلك القتال ضد الحرية ونكوص مرير عن مسار التقدم، حيث أثبتت بأن حاجة الليبراليين لقمع العامل الموضوعي في الصراعات السياسية الاجتماعية، يمكن أن يعطي لآليات الصراع أوجهاً بشعة، وهو ما وجدناه أيضاً في الولايات المتحدة، حيث تزامن الاتجاه نحو التقدم الاجتماعي بالنسبة للبيض الفقراء مع اكتمال نزع الصفة الإنسانية عن العبيد السود، مما خلق عقبات هائلة أمام وحدة الطبقة العاملة في النضال للخلاص من الإستغلال.
الليبرالية اليوم
لقد واجهت الليبرالية أكبر تحدياتها في القرن العشرين مع قيام الإتحاد السوفيتي وإنشاء كتلة اشتراكية في الشرق وانتصار عدد كبير من الثورات المناهضة للاستعمار. الا أن سقوط الكتلة الشرقية منحها قدرة كبيرة على إحداث الفوضى وتكثيف المشروع الليبرالي على المستوى الاقتصادي والسياسي والأيديولوجي بحرية أكبر. كما تمكنت من الاستفادة من جهاز إعلامي متطور وهائل الإمكانيات، فيما راحت تلقي اردية داكنة على جوهر الصراع الاجتماعي، في محاولة واهمة لنسيانه أو احباطه، وتنسب لها حتى بعض الثورات الوردية، كما حدث في فوز اليساريين من غير الشيوعيين في بعض دول امريكا اللاتينية وفي اسيا.
غير أنها تدرك قبل سواها، بأن المشكلة تبقى صارخة لأن الصراع الطبقي لم يختف قط، والشيوعية لم تمت قط، والعصر الاستعماري لم ينته بعد، وما زلنا في حالة من الجمود لا مفر منها، الا بنزع القناع عن الليبرالية وبالتالي المساهمة في بناء نسخة جديدة من الماركسية، نسخة تكف عن تبرير أخطاء الماضي، لاسيما ما حدث في القرن العشرين، وتمنح علاقات الهيمنة الدولية والصراعات الثقافية مكانة ما في تحليلاتها، نسخة لا تقصر الكفاح على مفاهيم اضمحلال الدولة أو الإلغاء الكامل للسوق، بل وتجد بديلاً عن الليبرالية، يعّبد الدرب للحرية والتقدم، ويصبح من المستحيل معه قيام أي أرستقراطية في المستقبل.
********************************************
أفراد يحتجون.. في علم النفس الاجتماعي للاحتجاج
في نهاية كانون الثاني 2025 صدرت عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر الترجمة العربية لكتاب "أفراد يحتجون.. ما علم النفس الاجتماعي للاحتجاج؟".
والكتاب الصادر أخيرا من تأليف أستاذة التغير الاجتماعي والصراع جاكلين ستكلنبرغ، وأستاذ علم النفس الاجتماعي التطبيقي بيرت كلاندرمانس، وكلاهما يعملان في جامعة فريجي بأمستردام في هولندا، أما الترجمة فمن المترجمة الجزائرية والباحثة في العلوم السياسية عومرية سلطاني.
ويناقش الكتاب الذي يقع في 368 صفحة، قضية الاحتجاج الشعبي بطريقة جديدة منطلقة من علم النفس الاجتماعي، ومعتمدة عليه. وعلم النفس الاجتماعي يعد من أهم فروع علم النفس، فهو يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة كالاستجابة للمثيرات الاجتماعية، ويفسر سلوك الأفراد والجماعات في إطار الحركة الاجتماعية، فهو يمثل الدراسة العلمية للإنسان بوصفه كائنا اجتماعيا.
مفهوم الاحتجاج الشعبي.. بين الفرد والجماعة
يركز الكتاب اهتمامه على الخصائص النفسية للجماعات، وأنماط التفاعل الاجتماعي، والتأثيرات التبادلية بين الأفراد، ومن مكونات علم النفس الاجتماعي "السلوك الاجتماعي وديناميات الجماعة"، فالجماعة هي وحدة اجتماعية مكونة من مجموعة من الأفراد تربطهم علاقات اجتماعية ويحدث بينهم تفاعل اجتماعي متبادل، فيؤثر بعضهم في بعض وتؤثر حركتهم الجماعيّة في مسار المجتمعات بأسرها. فقد عُرف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بـ"عصر الاحتجاج" بعد أن كان الاحتجاج الشعبي مجرد سلوك فردي نادر ومستهجن. وما إن انكسر القيد الوهمي الذي أحاطت به السلطاتُ الجماهير وانعتقت الجماهير من قيودها ونجح احتجاج شعبي، سرت العدوى وغدت الاحتجاجات الناجحة تقذف بالجماهير إلى الشوارع، وصارت وسائل الإعلام تعرض على شاشاتها الساحات التي تشغلها الحشود المحتجة في كل يوم تقريبا.
عوامل نجاح الاحتجاج وآليات التعبئة
ولكن هذه الاحتجاجات مهما كانت عفوية وتلقائية فلا بد لنجاحها من ركائز أهمها:
أولا: الطلب، ويتمثل في مجموعة المظالم وما يرافقها من مشاعر الغضب والسخط.
ثانيا: العرض، ويتمثل في المنظّمات الاحتجاجية أو المرجعيات الشعبية ذات التأثير في حركة الاحتجاج.
ثالثا: التعبئة، وتتمثل في شبكات فعالة للاتصال من صورها وسائل التواصل الاجتماعي في العقد الأخير.
أما الدافع المحفز على المشاركة في الاحتجاج فهو إما نفعي وإما تعبيري وإما مدفوع بالهوية. وللهوية الجماعية المسيسة دور محوري في ديناميات العمل الجماعي. وقد جاء في إعلان صدور الترجمة:
"بين دفتي هذا الكتاب تبصرات من علم النفس الاجتماعي وعلم النفس السياسي وعلم الاجتماع والعلوم السياسية، تسمح بتحليل شامل للمشاركة في الاحتجاج، ولا سيما حين يتعلق الأمر بسؤال:
لِم يحتج بعض الناس ويحجم بعضُهم الآخر عن ذلك؟ وما مخاوفهم وآمالهم واهتماماتهم؟ وما المجموعات التي يتماهون فيها؟ وهل هم غير مبالين بالسياسة أم أنهم يثقون في السلطات التي تحكمهم؟ وما الخيارات التي يتخذونها، والدوافع التي يملكونها، والعواطف التي يشعرون بها؟ ولماذا يقررون، في هذا الصدد، إما البقاء وإما التحول إلى الراديكالية، وإما مغادرة الحركة؟
وأخيرا، فإن قراءة الكتاب لا غنى عنها للباحثين المهتمين بما يقوله علم النفس الاجتماعي والسياسي عن احتجاج الأفراد"
الاحتجاج الشعبي ينبني على دوافع مختلفة تدفع المرء إلى التظاهر ضد واقع أو واقعة ما.
المدخل المفاهيمي للاحتجاج
قسّم المؤلفان الكتاب إلى فصلين اثنين:
أما الفصل الأول الذي يمثل مدخلا مفاهيميا وتوطئة لمضمون الكتاب فيناقش بالتفصيل:
في المحور الأول منه الإجابة عن سؤال "ما الاحتجاج السياسي؟"، مبينا أبعاد المفهوم وسابرا أعماقه، وموضحا أهم المعالم التي تحدد مفهوم الاحتجاج السياسي وكيف يتحول إلى حالة شعبية عامة.
أما المحور الثاني من الفصل الأول فيتحدث عن "احتجاج الأفراد من منظار علم النفس الاجتماعي للاحتجاج" متناولا ما تقوله نظريات علم النفس الاجتماعي في توصيف الحالة الفرديّة عندما تنغمس في الاحتجاج بناء على الدوافع المختلفة التي تدفع المرء إلى إعلان رفضه واحتجاجه على واقع أو واقعة ما.
أبرز المقاربات العلمية لدراسة الاحتجاج
في حين جاء الفصل الثاني حاملًا عنوان "إرث الدراسات السابقة"، مفصلًا في ستة محاور على النحو الآتي:
المحور الأول: الفرع السوسيولوجي: من السلوك الجماعي إلى العمل الجماعي، وفيه نقاش لتطور الحالة الجماعيّة من السلوك العام أو العشوائي أو غير الهادف إلى العمل الذي تقوم به المجموع لتحقيق أهداف مشتركة من وجهة نظر علم الاجتماع.
المحور الثاني: "مقاربات السلوك الجماعي.. نظريات الإجهاد والانهيار".
أما المحور الثالث فعنوانه: "مقاربات العمل الجماعي.. الموارد والفرص".
في حين جاء المحور الرابع مستعرضا الاحتجاج من مقاربة علم النفس بعنوان: "الفرع السيكولوجي.. الدوافع والعواطف".
أما المحور الخامس فحمل عنوان: "أدلة التحليل الجمعي".
وجاء المحور السادس والأخير حاملًا عنوان: "مقاربات منهجية في علم النفس الاجتماعي للاحتجاج". يمثل الكتاب مرجعا مهما في فهم تفاعلات الحركة الاحتجاجيّة داخل المجتمع ويعطي القارئ والباحث قدرة على فهم الدوافع والركائز وتفسير المشهد الاحتجاجي تفسيرًا يجعل من الممكن التأثير في مساره ووجهته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الجزيرة نت" – 5 كانون الثاني 2025
**************************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
* مجلة "المأمون" الصادرة عن دار المأمون للترجمة والنشر، صدر عددها الرابع/ 2024، وفيه: حوار مع الروائية الامريكية/ الصينية راشيل كونج، ترجمته سهاد حسن. وحوار مع الفنان التشكيلي ستار كاوش، أجرته رجاء حميد رشيد، فيما تحدث علي جبار عطية عن الاديب والمترجم الراحل د. ضياء نافع، وكتب باقر صاحب عن رواية "النباتية" لهان كانغ/ نوبل 2024. وفي العدد ملف خاص عن "الادب والتراث المندائي".
* "ذاكرة الكتابة/ حفريات في اللاوعي المهمل" تأليف د. مالك المطلبي. صدر عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق.
* "تقنيات السرد في القصة القصيرة جداً" / حنون مجيد انموذجاً/ د. عباس محسن خاوي. اصدار: دار الورشة – بغداد.
* تينهيناق- ساليسار/ رواية محادثات تواصلية/ تأليف عبد المطلب محمود ولطيفة العاصمي. اصدار: دار الحداثة- بغداد.
* أوراق الطفل الوقح/ عزرا باوند قارئاً جيمس جويس/ تحرير وتعليق فوريست ريد. ترجمة وتقديم آمال إبراهيم، المراجعة اللغوية د. ميثم الحربي. اصدار اتحاد الادباء والكتاب في العراق.
***************************************************
ريادة.. إيليا أبو ماضي .. شاعر المعنى
"الثقافة.. تراكم المعرفة وعطاء أجيال ومخزون حضارات وعطاء شعوب، من هنا كرّسنا ثقافية اليوم لهذه القامات الرائدة في ثقافتنا العربية..".
المحرر الثقافي
د. سعيد عدنان
في الصّفِّ السّادس الابتدائيّ، في درسِ المحفوظات، دخل معلّمُ اللغة العربيّة إلى قاعةِ الدرس، وكتب على اللوحةِ السوداء بالطباشير البيضاء: (الطين)، وكتب تحتَها سبعةَ أبيات أوثمانية؛ أوّلها:
نسيَ الطينُ ساعةً أنّه طينٌ حقيرٌ فصالَ تيهًا وعَربدْ
لا أدري أكانت تلك المرّةَ الأولى التي أسمعُ بها اسمَ إيليّا أبي ماضي، أم إنّي سمعتُ به من قبلُ! لكنّ (الطين)، على أيّة حال، كانت أوّلَ قصيدةٍ لأبي ماضي أحفظ أبياتًا منها، واستعيد معانيها، ثمّ صحِبتُ أبا ماضي في شعره؛ من قصيدة إلى أخرى، ومن ديوان إلى آخر؛ وقد كان إيليا حاضرًا في منهج المدرسة، وعلى ألسنة المتحدّثين.
دارت القصيدةُ على معنى مألوف متداول؛ لكنّ الشاعرَ بسطه، وشعّبه، وأتى بأمثلة لإثبات ما يريد منه؛ جاعلًا من القصيدة صوتَ الفقير المُعدَم يجاهرُ الغنيَّ ذا الكِبر، ويردّ عليه استعلاءه، ويُقيم الحُجّةَ بالشاهدِ والمثل؛ غير أنّه لم يحفِل بصياغة الألفاظ وتهذيبها وإجراء الماء بين عروقها! وهو كذلك في جملة شعره؛ صاحبُ معانٍ وأفكار، فإذا طلبتَ حسنَ اللفظ، وجودةَ الصياغة لم تظفر بشيء!
وبعد مطلعِ قصيدة (الطين) تجيءُ أبياتٌ تشرح وتفصّل:
وكســا الخــزُّ جسمَه فتباهى...
وحوى المـالَ كيسُه فتمرّدْ
يا أخي لا تَمِل بوجهك عنّي...
ما أنا فحمةٌ ولا أنتَ فرقدْ
أنتَ لـــم تصنعِ الحـريرَ الـذي...
تلبــسُ واللــؤلؤَ الــذي تتقلّدْ
ثمّ تزيدُ بالشرحِ والتفصيل وإيراد الأمثلة حتّى تُمِلّ من يَعدُّ الشعرَ لمحًا تكفي إشارته!
على أنّ الشعر، على أيّة حال، يُقرأُ لمعناه، ولإصابته ما يتخلّج في صدور الناس؛ ولقد عرف القدماءُ ضربًا من الشعر؛ مستجادَ المعاني، واهيَ الألفاظ، وجعلوه حيث ينبغي أن يكون؛ أي في مرتبة أدنى ممّا جاد معناه، وحسن لفظه.
ومعاني أبي ماضي التي أدار شعره عليها، في جملتها، شريفةٌ سامية ترمي إلى إشاعة البهجة، ودفعِ السآمة، والإقبال على الحياة؛ يقول في مقطوعة عنوانها "ابسمي":
ابسمي كالوردِ في فجرِ الصَّباءْ... وابسمي كالنجمِ إنْ جنّ المساءْ
وإذا مـا كفّن الثّلـجُ الثرى...
وإذا ما سترَ الغيمُ السماءْ
وتعرّى الرَّوضُ من أزهاره... وتوارى النورُ في كهف الشتاءْ
فاحلُمي بالصيفِ ثمّ ابتسمي... تخلُقي حولكِ زَهرًا وشذاءْ
ومن الوادي نفسه يقول:
قال: السماءُ كئيبةٌ! وتجهّما... قلتُ: ابتسمْ، يكفي التجهّمُ في السّما
قال: الصبا ولّى فقلتُ:له ابتسمْ... لن يُرجعَ الأسفُ الصبا المتصرّما
ولا يبارح هذا المعنى فيُعيده بنحو آخر فيقول:
كنْ بلسمًا إن صار دهرُك أرقما...
وحلاوةً إن صار غيرك علقما
إنّ الحياةَ حبتك كلَّ كنوزها... لا تبخلّن على الحياةِ ببعضِ ما ويبدو أنّ المخاطَبَ بهذه المعاني إنّما هو نفسه وقد نفذ فيها كدرٌ ويأس وكآبة؛ فأراد أن ينصح لها، ويردّ عنها عوادي ما أصابها؛ فظلّ يدير القول، ويقلّبه، وينظر في نواحيه لعلّها تتخفّف شيئًا ممّا بها!
على أنّ أسبابًا من الحيرة، واختلاج اليقين، لا تفتأ تُحيط به، وتزعزع ما نشأ عليه؛ فلا يرى، ما مدّ بصرَه، إلّا طلاسمَ خفيةَ الأسرار، غامضة النواحي؛ فيقول قصيدة وسمها بـ: "الطلاسم"، أخذت مدى بعيدًا يومَ نُشرت:
جئتُ لا أعلمُ من أين، ولكنّي أتيتُ
ولقد أبصرتُ قـدّامي طريقًا فمشيتُ
وسأبقى ماشيا إن شئتُ هذا أم أبيتُ
كيف جئتُ؟ كيف أبصرتُ طريقي؟
لست أدري!
ولقد أقبل القرّاءُ على قصيدة "الطلاسم" بالقراءة، والتأمّل، وبمعاودة النظر في ما قالت! وكان أن ردّ على الشاعر طائفةٌ من الشعراء حيرتَه، وشكَّه؛ باليقين المستقرّ عندهم؛ كمثل محمّد جواد الجزائريّ، وعبد الحميد السماويّ. وإذا كان ردُّ هذين الشاعرين متّسمًا بجزالة اللغة، ومتانة النسج؛ فإنّه ليس له ما لطلاسم أبي ماضي من توقّدِ الحيرة، وقلقِ السؤال! وإنّما الشعر في حرارة الشك، وليس في برد اليقين!
ومن معانيه النافذة في شعره التي لا يفتأ يستعيدها بشتى الألوان؛ أنّ الحياةَ شِرْكة بين الكائنات، وأنْ ليس لكائن أن يستبدَّ فيبتَّ ما بينه وبين غيره، فإن فعل فقد ظلمَ نفسَه، وأودى بكيانه؛ وقد كان ممّا صوّر به ذلك قصيدةُ "التينة الحمقاء"؛ وحكايتُها أنّ تينةً نظرت في شأنها، في أخريات الصيف، وقالت: لأحبسَنَّ فضلي على نفسي، ولا أنيلنَّ أحدًا شيئًا منه! حتّى إذا أتى الشتاء، وانقضى، وأقبل الربيع فازّيّنتِ الأرض، واكتستِ الأشجار بالزهر والثمر، ظلّتِ التينةُ على يبسها كأنّها وتد أو حجر! فأنكر ذلك منها صاحبُ البستان، وأقدم على اجتثاثها!
وتينةٍ غضّةِ الأفنانِ باسقةٍ... قالت لأترابها والصيفُ يُحتضـرُ
بئسَ القضاءُ الذي في الأرض أوجدني... عندي الجمال وغيري عنده النظرُ
لأحبسَنَّ على نفسي عوارفَها...
فا يبيـنُ لها في غيـرها أثرُ...
عاد الربيعُ إلى الدنيـا بموكبه...
فازّيّنتْ واكتستْ بالسندس الشـــجرُ
وظلّتِ التينةُ الحمقاءُ عاريةً...
كأنّها وتدٌ في الأرض أو حجرُ
ولم يُطِقْ صاحبُ البستانِ رؤيتها...
فاجتثّها، فهوت في النار تستـعرُ
ثمّ يأتي بخلاصةِ ما يريد، يختتمُ به القصيدة:
مــن ليس يسـخو بمـا تسخو الحياةُ به... فإنه أحمقٌ بالحِرص ينتحِرُ
على أنّ زهيرَ بنَ أبي سُلمى كان قد قال كلَّ ذلك، من قبلُ، ببيتٍ متين النسج، قويّ الأداء:
ومن يكُ ذا فضلِ فيبخَلْ بفضله... على قومه يُستغنَ عنه ويُذممِ
وكان الشاعر قد رأى في مهجره الأمريكيّ اضطهاد السود، وازدراءهم، وهدر كرامتهم فكتب يصوّر شيئًا من ذلك بقصيدة عنوانها "عبد":
فوقَ الجميّزةِ سِنجابٌ... والأرنبُ تمرحُ في الحقلِ وأنــا صـيّـادٌ وثّاب...
لكـنّ الصيدَ علـــى مثـــــلـــي
محظورٌ إذ إنّي عبد
والديكُ الأبيض في القنِّ... يختالُ كيوسفَ في الحُسنِ
وأنا أتمنّى لو أنّـي... أصطاد الديكَ ولكنّي
لا أقدرُ إذ إنّي عبـــد
وإذا كان معنى القصيدة ساميًا، ينصرُ الإنسانَ على ظالميه؛ فإنّ وزن " الخبب " بإيقاعه المرِح الراقص لا يلائم مبتغى الشاعر، ولا يقع ممّا يريد موقعًا حسنًا، وإنّ اللغة والصياغة تخذلان المقصدَ الرفيع.
وجملةُ الأمر أنّ الشاعر إيليا أبا ماضي غزيرُ المعاني واسع الأفكار، يتوخّى مقاصدَ الشعر النبيلة، وينصر الإنسانَ على الضعف والظلم؛ لكنّ الصياغةَ تقعد به...!
****************************************************
مي زيادة.. أصداء فكر اشتراكي
فيصل عبد الحسن*
الذين عرفوا " إيزيس كوبيا " الفلسطينية المولد - المصرية الابداع، فاتنة الشعراء والناثرين من الذين بادلوها الإعجاب والصداقة، قالوا يصفونها " أنها كانت ربعة القوام، لم تملأ جسمها، ولم تكشف عن نحافة.
مستديرة الوجه، أما لون بشرتها، فحنطي مشرق باسم شفاف، يجلل وجهها شعر أسود فاحم السواد، تنوس ضفيرته المجدولة أو ضفيرتاه، على عاتقها بربطة حريرية، وتلعب على شفتيها أبتسامة الخفر.
فكانت مي زيادة من أبعد النساء عن الاسترجال، وأشدهن أنوثة، فكانت كل حاسة من حواسها، وجارحة من جوارحها تنم عن ذكائها.
فعيناها اللامعتان، وتعبيرها الحار، ولطف إشاراتها، وحسن حديثها، كل ذلك جعلها تؤثر في مستمعيها بحديثها إلى جانب مافي شخصيتها من الدعة واللين ".
عشاقها.. الجميع كانوا عاشقين، لوجهها الجميل، وقدها الرشيق، وفكرها النير، وثقافتها الواسعة، في الوقت الذي تمنع فيه المرآة من التعليم، ولا يستطيع أحد أن يحدث امرأة غريبة عنه إلا من وراء ستار.
كتب الشاعر اسماعيل صبري، الذي اضطر للغياب عن صالونها الأدبي لعذر طارىء يوماً، فكتب معتذراً عن الغياب قائلاً:
روحي على بعض دور الحي حائمة
كظامىء الطير حواماً على الماء
إن لم أمتع بمي ناظري غدا
أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء
وقد كتب عباس محمود العقاد -عنها أيضا- مقالاً قال فيه: " كان ما تتحدث به ممتعاً، كالذي تكتب بعد روية وتحضير، فقد وهبت ملكة الحديث في طلاوة، ورشاقة، وجلاء، ووهبت ماهو أول على القدرة من ملكة الحديث، وهي ملكة التوجيه، وادارة الحديث بين مجلس المختلفين في الرأي، والمزاج والثقافة، والمقال.
جنون امرأة**
إذا دار الحديث بينهم جعلته على سنة المساواة، والكرامة، وأفسحت المجال للرأي القائل، الذي ينقضه أو يهدمه، وأنتظم هذا برفق، ومودة، ولباقة، ولم يشعر أحد بتوجيه الكلام منها، وكأنها تتوجه من غير موجه، وتنتقل بغير ناقل، وتلك غاية البراعة في هذا المقام ".
وكتب محمد خالد غازي فصلا في كتابه عنونه بالمحنة، وختم به كتابه " ايزيس كوبيا وإبداع متألق " الذي تضمن فصولا عديدة عن حياة هذه الأدبية الرائدة، وأنهاها بمجموعة من مخطوطات رسائلها.
وجاء في كتاب"جنون امرأة " كتاب سيرتها والكاتب يصف جمالها فقال: " ان جمال الصورة في مي زيادة، لم يكن في لمحات وجهها، وحدها، ولا في رشاقة جسمها وحركاتها، وأنما كان نبعه الصافي من اعماقها، ومما أوتيت من بصيرة ملهمة، وعبقرية فاتنة وأنوثة مهذبة. "
ومن الجلي في هذه السيرة، أن (ميا) كانت عاشقة لذاتها، معتدة بنفسها غاية الاعتداد، فهي ترى أنها وحيدة لأبويها، ولهذه الفرادة في نظرها أمتيازات كثيرة، سنلمسها لمس اليد، ونحن نتجول في سيرة حياة مي زيادة.
أن تشكيل ما عاشته مي زيادة كقاصة، وكاتبة مقال عربية من الطراز الأول سيجد أصداء ثيمات فكر اشتراكي فيما كتبت، والكتاب يعرفون عادة صعوبة أن تزيح غبار الزمن عن كاتبة شغلت الناس، وملأت الأسماع، وعلمت أجيالاً من الكاتبات، والأديبات العربيات محبة القلم والكتابة، وأرتياد صالونات الفكر والمعرفة. عاشت مي زيادة معهم أحلى لحظات حياتها، في أحلى عشرة وأحلى علاقة، هي علاقة الأدب، والفكر، وأحترام المثقف للمثقف وقبولها وسطهم كامرأة، لديها ما تقوله لهم، وما تعيش من أجله من نبل الهدف، وعمق المغزى، لما تبدعه من كتابات أدبية أو فكرية تنشرها في هذه الجريدة، أو تلك المجلة.
وقول الرأي المخالف، والدفاع عنه حين يكون في جادة الحق والصدق، من حياة الناس، الملأى بالأراجيف، والأكاذيب والدجل وقول الزور، والمبالغة في النفاق، لكل ذي سلطة وجاه، حتى لو كان مجانباً للحق والعدل والفضيلة.
وربما لهذا السبب، وغيره من الأسباب اتهمت هذه الأديبة، الحقة بالجنون، وتم إدخالها إلى مستشفى الأمراض العقلية في بيروت من قبل بعض أقربائها في لبنان، والهدف كان من ذلك الأستحواذ على ما ورثته من أملاك، وثروة جاءتها عن طريق والديها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب عراقي مقيم في المغرب.
** جنون امرأة “بقلم د. خالد محمد غازي صدر عن وكالة الصحافة العربية / جمهورية مصر العربية – القاهرة 270 صفحة من القطع المتوسط.
****************************************************
أنيس منصور.. شُرفة الكلام المُعاد
د. علي زين العابدين الحسيني
لا أخفي أنني انشغلت لفترة بقراءة ما كتبه الأستاذ أنيس منصور، فهو ابن مدينتي، ومن أوائل من يُشار إليهم من الكُتّاب الكبار فيها، بعد الأستاذ أحمد حسن الزيات وأستاذي الأكبر محمد رجب البيومي. وأول ما استوقفني في كتاباته هذا المنجز الضخم من المقالات التي لم تلبث أن تحولت إلى كتب، وكأنها بناء يتنامى تدريجيًا، يومًا بعد يوم، حتى صار له طابع مميز وأسلوب متفرد لا يخطئه القارئ.
ولعلّ أعظم درس نستفيده من حياة الأستاذ أنيس منصور أن الكتابة المستمرة هي سر الإنجاز الحقيقي، فالكلمات التي تُسكب يومًا بعد يوم تتحول مع الزمن إلى إرث فكري متكامل، وما يبدو قليلًا في لحظته الأولى يصبح مع التراكم بناءً شامخًا من الأفكار والرؤى؛ فأنيس منصور استطاع أن يصنع عبر مقالاته اليومية سجلًا حافلًا من التأملات والقصص والآراء، حتى باتت أعماله مرجعًا في الصحافة والأدب، شاهدة على قوة الاستمرارية وأثرها العميق.
كان من اللافت أن الرجل يكتب بصفة يومية، وهو أمر يحسب له، وكنت أرجع ذلك في أول أمري إلى كثرة قراءاته وولعه بالمعرفة وانشغاله بفنون الثقافة المختلفة، حتى استطعت أن أستوعب عددًا هائلًا من مقالاته وكتبه المنشورة، فاكتشفت سببًا آخر لقدرته على الاستمرار في الكتابة اليومية: أنه لا يتكلف موضوعاته، بل يكتب بعفوية دون تكلف أو تصنع عن واقعه وبيئته، وربما عن حياته الخاصة، وكأن المقالات تفرض نفسها عليه ولا يحتاج إلى البحث عنها. فتارة يعلق على رسالة من قارئ، وتارة يروي لقاءه بشخصية معروفة، وأحيانًا يسجل انطباعاته عن كتاب قرأه أو موقف مر به. وهكذا تتوالى مقالاته دون انقطاع، وكأنها يوميات فكرية مفتوحة على العالم، تشكل سجلًا زاخرًا بالأحداث والملاحظات والانطباعات الشخصية التي تتشابك مع القضايا الفكرية والثقافية والفلسفية التي كان شغوفًا بها.
ومع ذلك فإن هذه الغزارة لم تخلُ من ظاهرة تستحق التأمل، وهي تكرار المعاني والمواضيع في بعض الأحيان. وقد أشار أنيس منصور نفسه إلى هذه المسألة في إحدى مقالاته بعنوان : "هذا الكلام قيل من قبل"، حيث أوضح أنه يعيد تناول الأفكار والمعاني لا لمجرد التكرار، بل لأنه يسعى إلى توضيحها أكثر لنفسه وللقارئ، وكأنه يعيد تشكيلها وصياغتها بزوايا مختلفة، ليقدمها بشكل أكثر وضوحًا وقربًا من المتلقي. وربما كان هذا من أسرار نجاحه، إذ استطاع عبر هذه الطريقة أن يجعل القارئ دائم الشعور بأنه يقرأ أمرًا جديدًا، حتى وإن كان الموضوع مطروقًا من قبل.
إلى جانب ذلك كان لأستاذنا أنيس منصور قدرة فريدة على استدعاء الحكايات والطرائف وربطها بالأفكار الفلسفية أو التجارب الحياتية، مما يضفي على كتاباته مسحة من السرد الممتع الذي يجمع بين التأمل والفكاهة. وهذا ما جعله قادرًا على جذب شريحة واسعة من القرّاء، حتى من غير المتخصصين في الفلسفة أو الفكر، لأنه كان يبسّط الأمور دون أن يسلبها عمقها، أو يجعلها جافة متعالية على القارئ العادي.
ومن الإنصاف أن نشير إلى دوره في تبسيط الفلسفة وجعلها في متناول القارئ العام؛ فإن من الواجب أيضًا أن نذكر أن هذا التبسيط تحول أحيانًا إلى تسطيح، بحيث أصبحت بعض مقالاته أقرب إلى استعراض سريع للأفكار الفلسفية دون نقد أو تحليل جاد!
تجربة أنيس منصور متميزة في الصحافة العربية، فهو كاتب استطاع أن يمزج بين السرد الشخصي والفكر الفلسفي والتأمل العابر والنقد الأدبي، مما يجعل مقالاته تحظى بجاذبية خاصة، رغم ما قد يُؤخذ عليها من إعادة تدوير للمعاني. وربما كان هذا أحد أسرار استمراره وانتشاره، لأن كل فكرة قديمة لديه كان يجد طريقة ما ليمنحها نكهة جديدة تجعل القارئ مضطرًا للمتابعة، وكأنه أمام متوالية فكرية لا تنتهي، لكنها في كل مرة تحمل لونًا جديدًا، ونكهة مختلفة تجعلها أقرب إلى المتلقي.
ولهذا يشعر القارئ كثيرًا بأنه مدفوع لقراءة منجز أنيس منصور؛ لأن كل مقالة تحمل أشياء جديدة، ولو كان إعادة صياغة لمعنى قديمة، فالقيمة عنده ليست في الابتكار المطلق، مما يجعل تجربته الكتابية ممتدة ومتجددة رغم ما قد يراه البعض من إعادة تدوير للأفكار!
*********************************************************
الصفحة الثانية عشر
اتحاد الأدباء العراقيين يستذكر الفنان طعمة التميمي
متابعة – طريق الشعب
نظم الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الثلاثاء الماضي، جلسة استذكار للفنان الراحل طعمة التميمي، حضرتها عائلته وجمع من الفنانين والأدباء والمثقفين.
الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها د. صالح الصحن، واستهلها بتقديم نبذة عن تجربة الفنان الراحل، مبينا أنه يعد من الأسماء الفخمة والمهمة في تاريخ الفن العراقي على مستويات السينما والتلفزيون والمسرح.
بعدها تحدث نجل الراحل، المخرج فارس طعمة التميمي، عن مسيرة والده الفنية، مبينا أن أول فيلم سينمائي مثّل فيه، كان في العام 1975، وعنوانه "المنعطف". وهو من تأليف غائب طعمة فرمان وإخراج جعفر علي، وتمثيل يوسف العاني وسامي عبد الحميد، وغيرهما من الفنانين الرواد.
وأضاف أن الفقيد جسد دور البطولة في أفلام عديدة، منها "الأسوار"، "بديعة"، "عرس عراقي" و"زمن الحب". فيما لفت إلى أن أهم فترة ازدهرت فيها السينما العراقية، هي سبعينيات القرن الماضي.
بعد ذلك تحدث نجل الفقيد الآخر، الفنان محمد طعمة التميمي، عن بدايات والده الفنية في مدينته البصرة. حيث قدم أعمالا مسرحية عديدة قبل أن ينتقل إلى بغداد ويدخل إلى معهد الفنون الجميلة، الذي كان المحطة الحقيقية لرحلته في المسرح والتلفزيون والسينما، والتي لا تزال محط أنظار النقاد "فالفقيد كان بارعاً كممثل وإنسان ومثقف".
وساهم في الحديث عن التميمي أيضا، الفنان سامي قفطان، الذي ذكر أن الفقيد كان ذا تأثير كبير في المتلقي، وكان يؤسس لمسرح مهم.
كذلك تحدث في الجلسة الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي، ذاكرا أن "التميمي خدم الفن العراقي والثقافة العراقية بروحه وتميزه، واليوم نقف لننهل من نهره الجمال والحياة".
وتوالت بعد ذلك كلمات ومداخلات من بعض الحضور، استعادت التميمي كفنان استطاع تجديد وتحديث فن التمثيل على المستويين العراقي والعربي، عبر سلسلة أعمال لا تزال راسخة في ذاكرة المتلقي.
***********************************************************
في ليستر البريطانية.. معرض استعادي للفنان ساطع هاشم
ليستر – طريق الشعب
افتتح أخيرا في متحف وغاليري مدينة ليستر البريطانية، معرض تشكيلي استعادي للفنان ساطع هاشم، عنوانه "عالم اللون والعاطفة".
المعرض الذي يستمر حتى 29 حزيران المقبل، افتتحته المستشارة ونائبة محافظ مدينة ليستر مانجولا سود برفقة رئيسة دائرة المتاحف والفنون في المدينة جوانا جونز.
يضم المعرض 89 لوحة، منها بأحجام كبيرة تشمل رسوما وتخطيطات، وأخرى بأحجام متنوعة منفذة على القماش والورق، فضلا عن عدد كبير جدا من الأعمال، عُرض على شاشة تلفزيونية.
وعبرت الأعمال عن محطات مختلفة في مسيرة الفنان الطويلة، منذ وصوله إلى ليستر عام 2000. إذ عكست موضوعات عامة، منها موضوعة الاحتلال الأمريكي للعراق ومآسي الحرب الطائفية التي راح ضحيتها الآلاف.
ويعد هذا المعرض ثمرة لتجربة الفنان في البحث في نظرية اللون والممارسة (اللون والعقل)، واستكشافاته لجوهر اللون، وتأمله في الواقع وذاكرة المدن. وقد جسدت موضوعات الأعمال لحظات قاسية أو حنونة في حياة الفنان اليومية، مع تأكيده قيمة الحياة التي أصبح قريبا منها، أو تلك التي أصبحت بعيدة عنه.
يذكر ان الفنان ساطع هاشم ولد عام 1959 في مدينة بهرز بمحافظة ديالى. وقبل ان ينتقل إلى المملكة المتحدة عاش وعمل في الجزائر وروسيا والسويد واليونان. وقد درس الرسم الجداري والفنون الزخرفية في مدرسة فيراموخينا العليا للفنون والتصميم في لينينغراد – الاتحاد السوفييتي، وحصل على الماجستير في الفنون الجميلة عام 1989.
وباستخدام مخياله الفني، يستوحي هاشم موضوعات أعماله من الفن العراقي القديم وجميع الثقافات التي عايشها.
*********************************************************
عدنان منشد
أحد العظماء السبعة
عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صدر حديثا كتاب بعنوان "عدنان منشد أحد العظماء السبعة (جنود زنزانة التعذيب)"، من تأليف الروائي جهاد مجيد.
يلقي الكتاب الضوء على سيرة الكاتب والناقد الراحل عدنان منشد، وتجربته السياسية ومعارضته النظام الدكتاتوري المقبور، فضلا عما تعرض له من سجون وتعذيب. ويضم الكتاب مقالات عن المنشد بأقلام عدد من المثقفين والأدباء والكتاب.
يقع الكتاب في 116 صفحة من القطع المتوسط.
*******************************************************
في الهندية.. آمنة الأسدي توقع مجموعتها الشعرية الأولى
الهندية - غانم الجاسور
احتفى البيت الثقافي في الهندية، اخيرا، بالقاصة والشاعرة والاعلامية آمنة الاسدي في مناسبة صدور مجموعتها الشعرية الاولى الموسومة "لا شيء على ما يرام".
جلسة الاحتفاء التي نُظمت على قاعة منتدى شباب الهندية، حضرها جمع من المثقفين ومتذوقي الشعر. بينما أدارها الإعلامي وعيد الفتلاوي، الذي قدم نبذة عن سيرة المحتفى بها ونشاطيها الأدبي والإعلامي. بعدها تحدثت آمنة عن مجموعتها الشعرية، وقرأت منتخبات من نصوصها. فيما قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربتها.
وفي الختام، وقعت آمنة نسخا من مجموعتها ووزعتها على الحاضرين.
*****************************************************
الفائز بلقب «شاعر المعلقة»: لم يسبق لي أن شاركت في مهرجانات
متابعة – طريق الشعب
أعرب الشاعر ميثم راضي، ابن محافظة ميسان، عن سعادته الكبيرة بفوزه بالمركز الأول في "جائزة شاعر المعلقة" للشعر العربي في موسمها الثاني، والتي نظمت أخيرا في السعودية بمشاركة شعراء من دول عربية مختلفة.
وفاز راضي بالجائزة ضمن حقل قصيدة النثر، عن قصيدته الموسومة "ينظر كأنه أنت".
وفي حديث صحفي، ذكر راضي أنه "قبل أن أفوز بهذه الجائزة المهمة، لم يسبق لي ان شاركت في مهرجان أو أمسية أدبية. فكان حضوري مقتصراً على النشر في مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف قوله: "ما دفعني للمشاركة في هذه المسابقة، هو انها تعطي مجالاً واسعاً لقصيدة النثر لتكون قصيدة تنافسية. لذلك خرجت من منطقة الراحة التي كنت معتاداً عليها لأدخل منطقة الأضواء والتنافس في مجال الشعر".
وأشار الى أن "الفوز بالجائزة يمثل أمرا مهماً في مسيرته الأدبية، وشهادة لما قدمه وكتبه خلال السنوات الماضية، بتحكيم مهني ودقيق من قبل الجمهور ولجنة الحكم الرصينة التي ضمت الشعراء عارف الساعدي ومحمد إبراهيم يعقوب ود. فوزية أبو خالد".
ولفت راضي إلى ان "تجربة شاعر المعلقة فريدة في كتابة النص النثري الطويل، وانها تضيف فضاءات جديدة وممتعة في الكتابة"، منوّها إلى انه "الشاعر العراقي الوحيد في المسابقة في مجال قصيدة النثر. بينما كان الشاعر العراقي جبر محمود مشاركاً عن فئة الشعر الفصيح. وقد وصل الى النصف النهائي ولم يتأهل للفوز".
ودعا راضي إلى "استحداث برامج عراقية تهتم بالشعر الفصيح في مختلف فئاته ليحقق حضوره الواسع في الأوساط الأدبية العربية".
***********************************************
قف.. ماذا يحدث؟
عبد النمعم الإعسم
بالنسبة لكاتب السطور، وكل الذين يبحبشون في الأخبار غير المتداولة، يعرف ماذا يحدث: الطبقة "الحاكمة" بعناوينها السياسية وزعاماتها تتخبط وتضطرب حيال تهديدات من واشنطن بوجوب حل منظومات مدنية مسلحة، وتفكيك شبكة العلاقات التجارية والمالية والسياسية مع إيران، إذْ يتأكد للمراقبين أن تلك التهديدات باتت جدية، وسط أنباء عن نشاط عسكري أمريكي في مفاصل سيادية أمنية بالنجف وبغداد لا يبدو انها ستتوقف عند مداهمات محدودة "غير متفق عليها".. لكن السؤال عما يحدث ينطلق الآن من أفئدة الملايين العراقية الخائفة على حياتها ومستقبل بلادها، وقد اكتوت بالحروب الكارثية وتداعياتها المستمرة طوال أربعة عقود من الموت والنزوح الملايين والحصار وعبور الحدود إلى المجهول، في وقت فقدت ثقتها بالتطمينات الباردة، وباستعراض القوة الفارغة، وحصرا، بالحكومة، فاقدة القرار والإرادة والتجانس، وقد أمست رهينة حسابات وتابعيات لا تدرأ الاخطار، بل تفاقمها.
والحال فإن الأيام المقبلة ستجيب عن السؤال المشروع "ماذا سيحدث" ليس من دون دويّ.. وليس من دون أكاذيب سيطلقونها علينا.
*قالوا:
"الكاذب لا يَصدُق حتى لو قال صدقاً".
شيشرون
*************************************************
فنان شاب يحارب المخدرات بفيلم قصير
متابعة – طريق الشعب
تمكن الممثل والمخرج الشاب سجاد عادل فالح، البالغ من العمر 18 عاماً، من إنجاز فيلمه السينمائي القصير الجديد "الإدمان"، الذي يتناول قضية الاتجار بالمخدرات وتأثير هذه السموم على الشباب.
ويمثل هذا العمل إضافة جديدة إلى مسيرة سجاد الفنية المتنوعة التي تشمل المسرح والتلفزيون والسينما، ليؤكد بذلك تفوقه في مجال الإخراج والتمثيل رغم صغر سنه.
وقال سجاد في حديث صحفي، أن فيلمه الجديد شارك فيه عدد من الممثلين الموهوبين، وهم كل من كرار أحمد وعلي صاحب وحسن علي وياسر كاظم، مضيفا قوله أنه "قدمت مجموعة متنوعة من الأعمال الناجحة في مجالات متعددة من بينها المسرح، التلفزيون والسينما".
وتابع قائلا أنه شارك في عمل تلفزيوني جديد عنوانه "أول حلم"، وفي مسلسلي "عفو عام" و"ابن الباشا".
ونوّه سجاد إلى أن فيلم "المدمن" من تأليفه وإخراجه، وان لديه فيلما آخر أيضا من تأليفه وإخراجه، عنوانه "المجاهد الصغير"، وهو لا يزال في مرحلة الانتاج.